Pesan Rahbar

Sekilas Doa Arafah Imam Husain as dan Doa Arafah Imam Husain as

Doa Arafah (Bahasa Arab: دعاء العرفة ) adalah diantara doa-doa Syiah yang menurut riwayat dibaca oleh Imam Husain as pada hari ke-9 Dzul...

Home » » Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 1AA

Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 1AA

Written By Unknown on Jumat, 02 Maret 2018 | Maret 02, 2018


اختيار معرفة الرجال
الشيخ الطوسي ج 2
***********************

[ 417 ]
اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث مير داماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسة آل البيت عليهم السلام
________________________________________
[ 418 ]
الجزء الثالث من الاختيار بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الاكرمين وسلم تسليما 313 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما وجدت أحدا اخذ بقولي وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله: عبد الله ابن ابي يعفور وحمران بن أعين، اما انهما مؤمنان خالصان من شيعتنا، أسماؤهم عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمدا. 314 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى، عن محمد بن خالد، عن مروك بن عبيد، عمن أخبره عن هشام بن الحكم، قال: سمعته يقول: حمران مؤمن لا يرتد أبدا، ثم قال: نعم الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة، نأخذ بيده ولانزايله حتى ندخل الجنة جميعا.
________________________________________
[ 419 ]
[ في بكير بن أعين 315 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الفضيل وابراهيم ابني محمد الاشعريين، قالا: ان أبا عبد الله عليه السلام لما بلغه وفاة بكير بن أعين، قال: أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وبين امير المؤمنين صلوات الله عليهما. 316 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن أبيه، عن ابراهيم بن محمد الاشعري، عن عبيد بن زرارة. والحسن بن جهم بن بكير، عن عمه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير بن أعين فقال: رحم الله بكيرا وقد فعل فنظرت إليه وكنت يومئذ حديث السن، فقال: اني اقول انشاء الله. ] في بكير بن أعين قوله: فذكر بكير بن أعين فذكر على صيغة المعلوم، أي فذكر أبو عبد الله عليه السلام بكير بن أعين فقال: رحم الله بكيرا. أو على ما لم يسم فاعله، أي فذكر عند أبي عبد الله عليه السلام بكير فقال عليه السلام رحم الله بكيرا وقد فعل، أي وقد رحمه فانه مرحوم مغفور لا محالة بايمان وايقانه وهداه وتقواه. أو هو شهادة منه عليه السلام بأن الله تعالى قد رحم بكيرا بما عنده عليه السلام من العلم الذي ورثه عن آبائه الصادقين باذن الله سبحانه. قوله (ع): فقال اني أقول " فقال " كلام أبي عبد الله عليه السلام والقائل بكير، وقوله " أني أقول انشاء الله "
________________________________________
[ 420 ]
[ في بني أعين: مالك وقعنب 317 - قال علي بن الحسن بن فضال: قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ. 318 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن ابن علي بن يقطين، قال: كان لهم غير زرارة واخوته أخوان ليسا في شئ من هذا الامر، مالك وقعنب. في قيس بن رمانة 319 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني علي بن أسباط، عن قيس بن رمانة، قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام فشكوت إليه الدين وخفة المال، قال، فقال: أيت قبر النبي صلى الله عليه وآله فاشكو إليه وعد الي. قال: فذهبت ففعلت الذي أمرني، ثم رجعت إليه، فقال لي: ارفع المصلى ] يعني عليه السلام فنظرت ذات يوم الى بكير وكنت يومئذ حديث السن، فقال لي اني أقول انشاء الله أي اني سأقول بك وبامامتك وأدين الله بولايتك واتباعك انشاء الله تعالى. قلت: وانما قال ذلك لما قد كان مولانا الباقر عليه السلام أخبره بأن الامام بعده ابنه جعفر عليه السلام، وأنه يدرك زمانه ويقول با مامته ويدين الله تعالى بولايته واتباعه. في بنى أعين: مالك وقعنب قوله: قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ " مرجئ " على صيغة المفعول: اما من المهموز، أو من الناقص، يعني أن قعنب بن أعين ليس هو من الموقنين والمتقنين والمستيقنين الذين يستوجبون الجنة بايقانهم واستيقانهم، بل أنه من الذين ذكرهم الله بقوله " وآخرون مرجون لامر الله اما أن يعذبهم واما أن يتوب عليهم (1) "
________________________________________
1) سورة التوبة: 106 (*)
________________________________________
[ 421 ]
[ وخذ الذي تحته، قال: فرفعته فإذا تحته دنانير، فقلت: لا والله جعلت فداك ما شكوت اليك لتعطيني شيئا، قال، فقال لي: خذها ولا تخبر أحد بحاجتك فيستخف بك، فأخذتها فإذا هي ثلاث مائة دينار. في مفضل بن قيس بن رمانة 320 - محمد بن ابراهيم العبيدي، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فذكرت له بعض حالي، فقال يا جارية هاتي ذلك الكيس ! هذه أربعمائة دينار وصلني أبو جعفر أبو الدوانيق بها، خذها فتفرج بها، قال: قلت جعلت فداك ما هذا دهري، ولكني أحببت أن تدعو الله تعالى لي، قال، فقال: اني سأفعل، ولكن اياك أن تعلم الناس بكل حالك فتهون عليهم. 321 - محمد بن بشير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي أحمد وهو ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس بن رمانة، وكان خيارا. 322 - حدثني طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرني العباس بن عامر، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فشكوت إليه بعض حالي وسألته ] في مفضل بن قيس بن رمانة قوله: ما هذا دهري أي ماهذا عادتي، أو ما هو قصدي وهمتي. فقد ذكر في القاموس: الدهر بمعنى العادة، وبمعنى الهمة، وبمعنى الغاية (1) وفي النهاية الاثيرية: ما ذاك دهري، وما دهري بكذا، أي همتي وارادتي (2) وفي مجمل اللغة: ما دهري كذا أي ماهمتي.
________________________________________
1) القاموس: 2 / 33 2) نهاية ابن الاثير: 2 / 144 (*)
________________________________________
[ 422 ]
[ الدعاء، فقال: يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجائت بكيس، فقال: هذا كيس فيه أربع مائة دينار فاستعن به. قال قلت: لا والله جعلت فداك ما أردت هذا، ولكن اردت الدعاء لي، فقال لي ولا ادع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما انت فيه فتهون عليهم. 323 - حمدويه، قال: حدثنا محمد عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال: وكان خيرا، قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: أن اصحابنا يختلفون في شئ، واقول: قولي فيها قول جعفر بن محمد، فقال: بهذا نزل جبريل. قال أبو أحمد: لو كان شاطرا ما أخبرني على هذا الا بحقيقة. في أبي جعفر الاحول محمد بن على بن النعمان مؤمن الطاق 324 - مولى بجيلة ولقبه الناس شيطان الطاق، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه وكان صيرفيا فقال لهم: ستوق، فقالوا: ما هو الا شيطان الطاق. ] قوله: قال أبو أحمد لو كان شاطرا من الشطارة بمعنى الضلاعة والجلادة. والشاطر في أصل اللغة من أعيى أهله سوءا وخبثا ورداءة، فشاع تجريده عن ذلك واستعماله في كل متضلع بالامر متجلد فيه قد أعيى شركائه في الصناعة بضلاعته وجلادته. يعني قال أبو أحمد - وهو ابن أبي عمير -: لو كان مفضل بن قيس شاطرا لاخبرني بالامر على التعيين وعلى الحقيقة، فكان يقول في مسألة كذا أقول كذا وأقول أنه قول جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. في أبي جعفر الاحول قوله: فقال لهم: ستوق الستوق باهمال السين المفتوحة وتشديد التاء المثناة من فوق المضمومة
________________________________________
[ 423 ]
[ 325 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن أبان بن عثمان، عن عمربن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والاحول أحب الناس الي أحياءا و أمواتا، ولكنهم يجيؤني فيقولونني لي فلا أجد بدا من أن أقول. 326 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس الي أحياءا وأمواتا، بريد بن معاوية العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد ابن مسلم، وأبو جعفر الاحول، أحب الناس إلى أحياءا وأمواتا. ] والقاف أخيرا. قال في المغرب: ارداء من البهرج (1). وفي القاموس: الستوق كتنور وقدوس، وتستوق بضم التائين زيف مبهرج ملبس بالفضة (2). قوله (ع): ولكنهم يجيؤنى فيقولوننى أي ولكن الاربعة المذكورين يجيؤني بأقاويل استنكرها فيقولوني، بالتشديد من التقويل من باب التفعل للتعدية. أي يحملونني على القول لهم أو فيهم، فلا أجد بدا من أن أقول. أو الضمير للناس لا لهم وهذا أظهر، أي ولكن الناس يجيؤني عنهم بمناكير فيقولونني ويحملونني على القول فيهم بما يسوئهم فلا أجد بدا من أن أقول. وفي كثير من النسخ " فيقولون لي " (3) مكان " فيقولونني " وهو تحريف.
________________________________________
1) المغرب: 1 / 242 2) القاموس: 3 / 244 3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد. (*)
________________________________________
[ 424 ]
[ 327 - حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي خالد الكابلي، قال رأيت أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة ازراره وهو دائب يجيبهم ويسألونة، فدنوت منه فقلت ان أبا عبد الله نهانا عن الكلام فقال: أمرك أن تقول لي ؟ فقلت: لا ولكنه أمرني أن لا اكلم أحدا. قال: فاذهب فأطعه فيما أمرك، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بقصة صاحب الطاق وما قلت له وقوله لي اذهب وأطعه فيما أمرك، فتبسم أبو عبد الله عليه السلام وقال: يا أبا خالد ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض، وأنت ان قصوك لن تطير. 328 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ليلا فدخل عليه الاحول فدخل به من التذلل والا ستكانة أمر عظيم، فقال له أبو عبد الله عليه السلام مالك ؟ وجعل يكلمه حتى سكن، ثم قال له: بما تخاصم الناس ؟ قال: فأخبره بما يخاصم الناس، ] قوله: قد قطع أهل المدينة ازراره " الازرار " بالفتح جمع زر القميص والجبرية وغيرهما، بكسر الزاي وتشديد الراء. وقطع ازراه كناية عن اتعاب السؤال والمناظرين اياه لكثرتهم وتهجمهم عليه، ومنهم من جذبه عن اليمين، ومنهم من جذبه عن الشمال يسئلونه ويجيبهم. " وهو دائب " مشدودة بالمناظرة والمجادلة والسؤال والجواب، يقال: دأب في علمه يد أب من باب منع، دؤب بالضم فهو دائب، أي جد وتعب، فهو مجد تعبان. ومنه في التنزيل الكريم " وسخر لكم الشمس والقمر دائبين " (2) اي مجدين في المسير غير منقطعين عن السير لتدبير الكائنات في عالم الكون والفساد. ]
________________________________________
1) سورة ابراهيم: 33 (*)
________________________________________
[ 425 ]
[ ولم أحفظ منه ذلك، فقال أبو عبد الله عليه السلام خاصمهم بكذا وكذا. وذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله ؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة ؟ قال: قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم، فقال: وكيف وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمه ولا يشفق علي من حر النار ؟ قال: قلت له كره أن يخبرك فتكفر، فلا يكون له فيك الشفاعة لا ولله فيك المشية، فقال أبو عبد الله عليه السلام أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا. 329 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الانباري، عن أبي مالك الاحمسي، قال: حدثني مؤمن الطاق واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الاحول، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زيد بن علي فقال لي: يا محمد أنت الذي تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة معروفا بعينه ؟ قال: قلت نعم كان أبوك أحدهم. قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها، ] قوله: ثم يلقمنيها يلقمنيها القاما من باب الافعال، أو يلقمنيها تلقيما من باب التفعيل. قوله رضى الله تعالى عنه: أفترى على صيغة المجهول، أي أفتظن. قوله: رحمه الله لا ولله فيك المشية أي ولا لله يصح فيك مشية في ادخالك الجنة. قوله رضى الله تعالى عنه: ويتناول البضعة بكسر الباء أي الشئ اليسير من الطعام، وكذلك كل قطعة يسيرة من الشئ
________________________________________
[ 426 ]
[ أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار ؟ قال: قلت كره أن يقول لك فتكفر، فيجب من الله عليك الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئ فيك لله المشية وله فيك الشفاعة. قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق: وقد مات جعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا جعفر ان امامك قد مات فقال أبو جعفر: لكن امامك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. 330 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرني أحمد بن صدقه، عن أبي مالك الاحمسي، قال: خرج ] فهي بضعة منه، وفي العدد ما بين الثلاث والتسع بضع، واما القطعة من اللحم فهي بضعة بالفتح. قال ابن الاثير في النهاية: وفي الحديث " فاطمة بضعة مني " البضعة بالفتح القطعة من اللحم، ومنه الحديث " صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحدة ببضع وعشرين درجة " البضع في العدد بالكسر، وقد يفتح، مابين الثلاث الى التسع، وقيل: ما بين الواحد الى العشرة، لانه قطعة من العدد (1). وقال الجوهري: تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلا، فإذا جاوزت لفظ العشر [ ذهب البضع ] لا تقول بضع وعشرون (2). وهذا يخالف ما جاء في الحديث. قوله رضى الله تعالى عنه: أفتراه افتراه على ما لم يسم فاعله بمعنى الظن، ومفعولاه الضمير والجملة الفعلية بعده، والمعنى أفتظنه كان الخ.
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 1 / 133 2) الصحاح: 3 / 1186 (*)
________________________________________
[ 427 ]
[ الضحاك الشاري بالكوفة، فحكم وتسمى بأمرة المؤمنين: ودعا الناس الى نفسه، فأتاه مؤمن الطاق، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه، فقال لهم: جاع ! قال: فأتى به صاحبهم، فقال لهم مؤمن الطاق: أنا رجل على بصيره من ديني وسمعتك تصف ] قوله: الضحاك الشاري الشاري واحد الشراة - بضم المعجمة وتخفيف الراء - وهم الخوارج لعنهم الله تعالى، سمعوا بذلك لقولهم: انا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة. عنوا بذلك قتل أنفسهم بكفرهم وبغيهم وخروجهم على أمير المؤمنين عليه السلام وعتوهم في المقاتلة، فتسميتهم بهذا الاسم من باب التهكم، كما في " فبشرهم بعذاب أليم " (1) ثبتنا الله تعالى على جادة الحق في صراط المستقيم. قوله: فحكم بالتخفيف من الحكومة. قوله: فقال لهم جاع (2) بالجيم والعين المهملة المشددة وربما يخفف. وفي طائفة من النسخ " جاخ " بتشديد الخاء المعجمة مكان العين، وقد يخفف والجعجعة بالقوم الصياح بهم والتضيق عليهم. في القاموس: جع فلانا رماه بالطين، والجعجاع معركة الحرب ومناخ سوء لايقر فيه صاحبه والفحل الشديد الرغاء، والجعجعة صوت الرحى ونحر الجزور وأصوات الجمال إذا اجتمعت، وتحريك الابل للاناخة، أو للنهوض والقعود على غير طمأ نينة، وأسمع جعجعة ولا أرى طحنا يضرب للجبان يوعد ولا يوقع، وللبخيل يعد ولا ينجز، وتجعجع ضرب بنفسه الارض من وجع (3).
________________________________________
1) سورة آل عمران: 21 وسورة التوبة: 34 وسورة الانشقاق: 24. 2) وفى المطبوع من الرجال: جانح 3) القاموس: 3 / 13 (*)
________________________________________
[ 428 ]
[ العدل فأحببت الدخول معك ! فقال الضحاك لاصحابه: ان دخل هذا معكم نفعكم. قال: ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك، فقال: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب واستحللتم قتله وقتاله ؟ قال: لانه حكم في دين الله، قال: وكل من حكم في دين الله ] وفيه: جخ تحرك من مكان الى آخر، وبرجله نسف بها التراب، وجخجخ كتم ما في نفسه ونادى وصاح وقال جخ جخ ودخل في معظم الشئ وفلانا صرعه والليل تراكم ظلامه وجخ بمعنى بخ (1). وفي مجمل اللغة: جخجخ الرجل إذا كتم ما في نفسه، ويقال: بل الجخجخة أن يهمر ولا يكون لكلامه جهة، وجخ الرجل إذا تحرك من مكان إلى مكان، وفي الحديث " كان إذا صلى جخ " والجخجخة الصياح والنداء، وجخجخ فيهم أي صح بهم وناد فيهم وتحول إليهم، وجخ إذا اضطجع ولزم الارض، وجخجخ جبن. والجعجعة صوت الرحى تقول: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا، والجعجاع مناخ السوء، ويقال: جعجعتة إذا أزعجتة، ومنه كتاب ابن زياد الى ابن سعد لعنهما الله تعالى أن جعجع بالحسين صلوات الله عليه. وفي النهاية الاثيرية: والجعجاع أيضا المكان الضيق الخشن، ومنه كتاب عبيدالله بن زياد الى عمر بن سعد: أن جعجع بالحسين وأصحابه، أي ضيق عليهم المكان (2). وفي صحاح الجوهري: يعني أحبسه وقال ابن الاعرابي: يعني ضيق عليه قال: والجعجع والجعجاع الموضع الضيق الخشن، والجعجعة التضييق على الغريم في المطالبة (3). قوله: لانه حكم بالتشديد من التحكيم.
________________________________________
1) القاموس: 1 / 258 2) نهاية ابن الاثير: 1 / 274 3) الصحاح: 3 / 1196 (*)
________________________________________
[ 429 ]
[ استحللم قتله وقتاله والبرائة منه ؟ قال. نعم، قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت أنا ظرك عليه لا دخل معك فيه ان غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف المخطئ على خطائه ويحكم للمصيب بصوابه ؟ فلابد لنا من انسان يحكم بيننا. قال: فاشار الضحاك الى رجل من أصحابه، فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين، قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أنا أناظرك فيه ؟ قال: نعم فاقبل مؤمن الطاق على اصحابه، فقال: ان هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشانكم به ! فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت. 331 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري قال: حدثني أحمد بن صدقة، عن ابي مالك الاحمسي، قال: كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة، فكان يأتي أبا عبد الله عليه السلام فيودعه ما يحتاج إليه، فأتاه سنة من تلك السنين وعنده مؤمن الطاق والمجلس غاص باهله. فقال الشاري: وددت اني رايت رجلا من اصحابك اكلمه ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام لمؤمن الطاق: كلمه يا محمد فكلمه فقطعه سائلا ومجيبا، فقال الشاري لابي ] قوله: حتى سكت يعني حتى مات. قال في القاموس: سكت مات (1). قلت: وأصل ذلك أن السكوت يستعار للسكون، ويعبر عن الموت بالكسون لانه أقرب لوازمه، كما يعبر بالحركة عن الحياة، لكونها أقرب لوازمها، وفي التنزيل الكريم " ولما سكت عن موسى الغضب (2) " أي سكن. قال في الاساس: ومن المجاز ضربته حتى أسكته وأسكت حركته (3).
________________________________________
1) القاموس: 1 / 150 2) سورة الاعراف: 154 3) أساس البلاغة: 302 (*)
________________________________________
[ 430 ]
[ عبد الله: ما ظننت ان في اصحابك احدا يحسن هكذا، فقال أبو عبد الله: ان في اصحابي من هو اكثر من هذا، قال: فأعجبت مؤمن الطاق نفسه، فقال: يا سيدي سررتك ؟ قال: والله لقد سررتني والله لقد قطعته والله لقد حصرته، والله ما قلت من الحق حرفا واحدا، قال وكيف ؟ قال لانك تكلم على القياس، والقياس ليس من ديني. 332 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابي جعفر الاحول، قال، قال ابن أبي العوجاء مرة: أليس من صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه ؟ قال: بلى، فأجلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتى أريك، قال: فحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما انه قد هيأ لك شأنين ] قوله: يحسن هكذا من الاحسان بمعنى العلم، كما في " والله يحب المحسنين " (1) وفي: قيمة كل امرء ما يحسنه. قوله: فاعجبت مؤمن الطاق نفسه مؤمن الطاق بالنصب على المفعولية، ونفسه بالرفع على الفاعلية. قوله: وهو خالقه في بعض النسخ " فهو خالفه " بالفاء، وذلك هو الاصح الا ظهر. وأما " وهو " بالواو كما في نسخ عديدة فللعطف. وتقدير الكلام أن من صنع شيئا وأحدثه حتى يكون ذلك من المعلوم المستبين أليس يصح أن ذلك الشئ من صنعته ؟ وأليس هو خالقه ؟. قوله (ع): قد هيأ لك شأنين (2) بتسكين الهمزة بين الشين المعجمة المفتوحة والنون على تثنية الشأن، والشأن
________________________________________
1) سورة آل عمران: 134 2) وفى المطبوع من رجال الكشى: شانين. (*)
________________________________________
[ 431 ]
[ وهو جاء به معه بعدة من اصحابه ثم يخرج لك الشانين قد امتلئا دودا، ويقول لك هذا الدود يحدث من فعلى، فقل له: ان كان من صنعك وانت احدثته فميز ذكوره من الاناث ! فقال: هذه والله ليست من ابزارك ] ملتقى قبائل الرأس والعروق التى منها يجري الدمع الى العين قاله في مجمل اللغة. ويعني بهما هنا جمجمتي الرأس. قال في المغرب: شؤن الرأس هو أصل القبائل وهي قطع الجمجمة، الواحد شان (1). وقال: الجمجمة - بالضم - غطام الرأس، ويعبر بها عن الجملة (2). قوله (ع): وهو جاء به معه (3) ضمير هو المنفصل المرفوع، وضمير معه المتصل المجور لابن أبي العوجاء والباء في " به " للتعدية والعائد لما قد هيأه، وباء " بعدة " بمعنى في للظريفة، أو بمعنى مع يعني: وهو - أي ابن أبي العوجاء - جاء اليك بما قد هيأه لك معه في عدة من أصحابه أو معهم. قوله: من ابزارك بفتح الهمزة وتسكين الموحدة قبل الزاي والراء أخيرا جمع البزر، يقال: بزرت القدر أي ألقيت فيها الابزار والتوابل والا فاويه، وأبزار القول وأبا زيره استعارة من توابل الطعام وأفاويه الناطف لبدائع الكلام وطرائفه ولطائفه. قال في القاموس: البزر كل حب يبذر للنبات ج بزور والتابل ويكسر فيهما جمع أبزار وأبازير، والقاء الا بازير في القدر، والا بزاريون من المحدثين جماعة
________________________________________
1) المغرب: 1 / 273 2) المغرب: 1 / 94 3) وفى المطبوع من الرجال: وهو جاه معه. (*)
________________________________________
[ 432 ]
[ هذه التي حملتها الابل من الحجاز، ثم قال عليه السلام: ويقول لك أليس تزعم انه غني ؟ فقل بلى، فيقول: أيكون الغني عندك من المعقول في وقت من الاوقات ليس عنده ذهب ولا فضة ؟ فقل له نعم ] منهم محمد بن يحيى (1). وفي المغرب: البزر من الحب ماكان للبقل، وأما الناطف المبرز فهو الذي فيه الا بازير وهي التوابل جمع أبزار بالفتح عن الجوهري (2). وفي أساس البلاغة: بزربرمتك وألق فيها الابزار والا بازير، وتقول: اللحم المبزر أشهى، والنفس عليه أشرة والا فهو بجزر السباع أشبه. ومن المجاز مثلي لا يخفى عليه أبا زيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك، وقد بزر فلان كلامه وتوبله، ومنه قيل للرجل المريب: البازور (3) انتهى قوله: هذه التي حملتها الابل من الحجاز ترشيح للاستعارة، فحيث انه استعار لهذه الخرائد المونقات في الكلام لا بزارو التوابل، اورد شيئا من ملايمات الشبه بها، وهو حمل الابل اياها ترشيحا للمجاز. قوله: من المعقول المعقول هنا بمعنى العقل المصدر أو الاسم، كالمعسور والميسور في معنى العسر واليسر. وفي الحديث " لا يسقط الميسور بالمعسور " المصدران استعملا واريد بهما معنى الفاعل اي اليسير والعسير على الفعيل بمعنى الفاعل. يعني أيكون في طريق العقل عندك ان الغني في وقت من الاوقات من ليس
________________________________________
1) القاموس: 1 / 371 2) المغرب: 1 / 36 والصحاح: 2 / 589. 3) أساس البلاغة: 38 (*)
________________________________________
[ 433 ]
[ فانه سيقول لك كيف يكون هذا غنيا ؟ فقل له ان كان الغني عندك أن يكون الغني غنيا من فضته وذهبه وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به، فأي القياس أكثر واولى بأن يقال غني من احدث الغنى فأغنى به الناس قبل ان يكون شئ وهو وحده ؟ أو من افاد مالا من هبة أو صدقة أو تجارة ؟ قال، فقلت له ذلك، قال فقال وهذه والله ليست من ابزارك هذه والله مما تحملها الابل. وقيل: انه دخل على ابي حنيفة يوما، فقال له أبو حنيفة: بلغني عنكم معشر ] عنده ذهب ولا فضة، والمصادر على صيغة اسم المفعول معدودة عندهم بالسماع. قال المطرزي صاحب المعرب والمغرب في شرح مقامات الحريري: المعقول اسم للعقل كالمجلود والميسور للجلادة واليسر، وهي من جملة المصادر التي وردت على مثال اسم المفعول، وفي المثل ماله حول ولا معقول، ويقولون: علم معقولا وعدم معقولا، وينشد للراعي حتى إذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا. وقال الفيروز آبادي في القاموس: عقل يعقل عقلا ومعقولا وعقل فهو عاقل (1). وقال أحمد بن فارس في مجمل اللغة: العقل نقيض الجهل ورجل عاقل وعقول والمعقول العقل. وأما الجوهري فقد قال في الصحاح: وقد عقل يعقل عقلا ومعقولا أيضا وهو مصدر، وقال سيبويه: هو صفة وكان يقول: ان المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة ويتأول المعقول فيقول: كانه عقل له شئ، أو حبس وأيد وشدد قال: ويستغنى بهذا عن العقل الذي يكون مصدرا (2). قوله: أو من أفاد مالا من أفاده بمعنى اغتناه واستفاده يقال: أفدته علما أو مالا، أي أعطيته وأنلته وناولته اياه، وأفدت منه علما أو مالا، أي تناولته وأخذته واستفدته منه.
________________________________________
1) القاموس: 4 / 18 2) الصحاح: 5 / 1769 (*)
________________________________________
[ 434 ]
[ الشيعة شئ ؟ فقال: فما هو ؟ قال: بلغني ان الميت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه، فقال: مكذوب علينا يا نعمان ! ولكني بلغني عنكم معشر المرجئة ان الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة فقال: أبو حنيفة مكذوب علينا وعليكم. ما روي فيه من الذم. 333 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام في جماعة من اصحابنا فلما اجلسني قال: ما فعل صاحب الطاق ؟ قلت: صالح، قال: اما انه بلغني انه جدل وانه يتكلم في تيم قذر ؟ قلت: اجل هو جدل، قال: اما انه لو شاء ظريف من مخاصميه ان يخصمه ] وقد فصلنا ذلك في المعلقات على الصحيفة الكريمة السجادية تفصيلا (1). قوله: قمعتم في دبره قمعا. قمعة قمعا ضربه بالمقمعة بكسر الميم الاولى وفتح الثانية، العمود من الحديد، أو آلة كالمحجن يضرب بها على رأس الفيل، وخشبة غليظة يضرب بها الانسان على رأسه الجمع المقامع قاله في القاموس (2). ومثل ذلك في الصحاح وغيره (3). والقمع بالفتح وبالكسر وكعنب ما يوضع في فم الاناء فيصب فيه الدهن وغيره قاله في القاموس (4). قوله (ع): في تيم قذر النسخ في هاتين اللفظين مختلفة، ففي عدة منها " في تيم قذر " بالتاء المثناة
________________________________________
1) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الانوار: 42. 2) القاموس: 3 / 74 3) الصحاح: 3 / 1272 4) القاموس: 3 / 75 (*)
________________________________________
[ 435 ]
[ فعل ؟ قلت: كيف ذاك. فقال: يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك ؟ فان قال نعم: كذب علينا وان قال لا: قال له كيف تتكلم بكلام لم يتكلم به امامك. ثم قال انهم يتكلمون بكلام ان أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضلالة، وان برئت منهم شق علي، نحن قليل وعدونا كثير، قلت: جعلت فداك فأبلغه عنك ذلك ؟ قال: أما أنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه الا الحمية، قال: فأبلغت أبا جعفر الاحول ذاك فقال: صدق بأبي وامي ما يمنعني من الرجوع عنه الا الحمية. 334 - علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن مروك ابن عبيد، عن أحمد بن النضر، عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أيت الاحول فمره لا يتكلم، فأتيته في منزله، فأشرف علي، فقلت له: يقول لك أبو عبد الله عليه السلام لاتكلم، قال: فأخاف ألا أصبر. ] من فوق والياء المثناه من تحت والميم، والقاف والذال المعجمة والراء. و " التيمة " بكسر التاء واسكان الياء المنقلبة عن الهمزة الشاة التي تذبح في المجاعة والتي تكون للمرأة تحلبها في المنزل وليست بسائمة. و " القذر " بالتحريك النجاسة، وبكسر الذال النجس، أي أنه جدل يجادل في كل شئ، ويتكلم في الشاة الميتة هل جلدها المدبوغ طاهر. وفي طائفة منها " في هم قدر " بفتح الهاء وتشديد الميم بمعنى القصد والهمامة والارادة، و " قدر " بضم القاف وكسر الدال المهملة المشددة على صيغة ما لم يسم فاعله. أي أنه يتكلم ويجادل في قصد الانسان وأرادته لفعله ويقول: انه إذا كان ذلك مقدرا واقعا بقضاء الله وقدره، لزم أن يكون الانسان غير مختار في قصده وارادته لفعله،
________________________________________
[ 436 ]
[ في جابر بن يزيد الجعفي 335 - حدثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ؟ فقال: ما رأيته عند أبي قط الامرة واحدة وما دخل علي قط. 336 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال، قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي، فقلت لهم: أسأل أبا عبد الله عليه السلام، فلما دخلت ابتدأني، فقال: رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا. ] فيلزم أن يكون مجبورا في فعله، وهو قول الجبرية وذلك باطل، فيتعين المصير الى القول بالاستطاعة. وهذه شبهة عويصة لاسبيل الى المخرج عنها الا مما سلكناه في كتاب الايقاضات، وفي كتاب القبسات بفضل الله سبحانه. في جابر بن يزيد الجعفي قال في الصحاح: جعفي أبو قبيلة من اليمين، وهو جعفي بن سعد العشيرة ابن مذحج، والنسبة إليه كذلك، ومنهم عبيدالله بن الحر الجعفي وجابر الجعفي (1) وفي القاموس: جعفي ككرسي ابن سعد العشيرة أبوحي باليمن والنسبة جعفي أيضا (2). وفي مجمل اللغة لاحمد بن فارس: جعفي قبيلة والنسبة إليهم جعفي. قلت: جعفى على فعلى بالضم وبالقصر موضع بالكوفة، أو بالسواد قريبا من الكوفة.
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1337 2) القاموس: 3 / 123 (*)
________________________________________
[ 437 ]
[ 337 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد بن ابي العلا، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون قال: فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول: حدثني وصي الاوصياء ووارث علم الانبياء محمد بن علي عليه السلام، قال: فقال الناس: جن جابر جن جابر. 338 - آدم بن محمد البلخي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني علي بن سليمان، قال: حدثني الحسن ابن علي بن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر ؟ فقال: لا تحدث به السفلة فيذيعونه، أما تقرأ في كتاب الله عزوجل " فإذا نقر في الناقور (1) " ان منا اماما مستترا فإذا أراد الله أظهار أمره نكت في قلبه، فظهر فقام بأمر الله. ] قال النجاشي في ترجمة محمد بن الحسين بن سعيد الصائغ: انه كوفي مات سنة تسع وستين ومأتين، وصلى عليه جعفر المحدث المحمدي ودفن في جعفى (2) قوله (ع): لاتحدث به السفلة السفلة بفتح السين وكسر الفاء جمع وليس بواحد، يقال: قوم سفلة وفلان من السفلة، ولا يقال هو سفلة. قال في المغرب: السفل خلاف العلو بالضم والكسر فيهما، وقوله قلب الرداء أن يجعل سفلاه وأعلاه الصواب أسفله، وسفل سفولا خلاف علا من باب طلب، ومنه بنت بنت بنت وان سفلت، وضم الفاء خطا لانه من السفالة الخساسة. ومنه السفلة لخساس الناس وأراذلهم، وقيل: استعيرت من سفلة البعير وهي
________________________________________
1) المدثر: 8 2) رجال النجاشي: 259 - 260 ط طهران. (*)
________________________________________
[ 438 ]
[ 339 - جبريل بن أحمد، حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام وأنا شاب، فقال: من أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة، قال ممن ؟ قلت: من جعفى، قال: ما أقدمك الى هيهنا ؟ قلت: طلب العلم، قال: ممن ؟ قلت: منك، قال: فإذا سألك أحد من أين أنت ؟ فقل من أهل المدينة، قال، قلت: أسألك قبل كل شئ عن هذا، أيحل لي ان اكذب ؟ قال: ليس هذا بكذب من كان في مدينة فهو من اهلها حتى يخرج. قال ودفع الي كتابا وقال لي: ان انت حدثت به حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، وإذا أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، ثم دفع الي كتابا آخر، ثم قال وهاك هذا فان حدثت بشئ منه أبدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي. 340 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جابر الجعفي وما ] قوائمه، ومن قال السفلة - بكسر السين وسكون الفاء - فهو على وجهين: أن يكون تخفيف السفلة كاللبنة، وجمع سفيل كعليه في جمع علي، والعامة تقول: هو سفلة من قوم سفل وقد انكروا قوله. ووجه الله وأمانة الله من ايمان السفلة يعني الجهلة الذين يذكرونه وقال أبو حنيفة يعني الخارجة (1) انتهى كلام المغرب. قيل: وسئل أبو حنيفة عن السفلة فقال: هو كافر النعمة، وعن أبي يوسف من باع دينه بدنياه، وعن الا سمعي: من لا يبالي بما قال وقيل فيه.
________________________________________
1) المغرب: 1 / 254 (*)
________________________________________
[ 439 ]
[ روى ؟ فلم يجبني، وأظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة ؟ فقال لي: يا ذريح دع ذكر جابر فان السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا، أو قال: اذاعوا. 341 - جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن علي بن حسان الهاشمي، قال: حدثني عبد الرحمن بن كثير، عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر حديثنا صعب مستصعب، أمرد ذكوار وعر أجرد لا يحتمله والله الا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو مؤمن ممتحن، فإذا ورد عليك يا جابر شئ من أمرنا فلان له قلبك فأحمد الله، وان أنكرته فرده الينا أهل البيت، ولا تقل كيف جاء هذا، وكيف كان وكيف هو، فان هذا والله الشرك بالله العظيم. ] قوله: سألته بجمع كأنه كان السؤال يجمع وهو المزد لفة مرة ثانية بعد المرة الاولى، فلذلك قال: فسألته الثالثة، وفي نسخة " الثانية " مكان " الثالثة " فيكون السؤال أولا بجمع. قوله (ع): حديثنا صعب مستصعب أمرد ذكوار وعر أجرد " مستصعب " بكسر العين المهملة من استصعب عليه الامر أي صعب. و " أمرد " بالراء واهمال الدال على أفعل الصفة من المرودة والمرادة، بمعنى الشرود والشدة، والمارد من الرجال العاتي الشديد، والمتمرد هو الشارد الشديد الشرود، والامرد من لا لحية له. وفي أساس البلاغة: من المجاز جبل متمرد وجبال متمردات وشجرة مرداء لاورق لها (1). والامرد من الحديث كناية عن التمام المحض والصعب العويص المعتاص المتشرد معناه على الاذهان الضيقة القاصرة، والمتباذخ المتمرد مغزاه على الفطن الكليلة الخامدة.
________________________________________
1) أساس البلاغة: 588 (*)
________________________________________
[ 440 ]
[ 342 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر، قال: رويت خمسين الف حديث ما سمعه أحد مني. ] و " ذكوار " على فعوال بزيادة الواو والالف من الذكارة، باعجام الذال قبل الكاف والراء بعد الالف من الذكورة، أو من الذكر بالكسر والذكرة بالضم بمعنى الصيت والشرف والشدة والصعوبة. قال ابن الاثير في النهاية: الذكارة بالكسر من الطيب ما يصلح للرجل كالمسك والعنبر والعود، وهي جمع ذكر والذكورة مثله، ومنه الحديث " وكانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأسا " هو ما لا لون له ينفض كالعود والكافور والعنبر، والمؤنث طيب النساء كالخلوق والزعفران (1). وفي أساس البلاغة: له ذكر في الناس، أي صيت وشرف، وذكور الطيب ما لا ردع له (2). وفي القاموس: الذكر بالكسر الصيت كالذكرة بالضم الشرف، والمذكر من السيف ذو الماء، ومن الايام الشديد الصعب (3). وفي طائفة من نسخ الكتاب " ذكوان " (4) على فعلان بزيادة الالف والنون من الذكا بالقصر أو الذكاء بالمد، وهو سطوح رائحة المسك وتمام تضوعها وارتفاع لهيب النار واشتعال ضؤها. قال في القاموس: ذكت النار ذكوا وذكاءا بالمد، عن الزمخشري، واستذكت
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 2 / 164 2) أساس البلاغة: 205 3) القاموس: 2 / 35 4) كما في المطبوع من رجال الكشى. (*)
________________________________________
[ 441 ]
[ 343 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن اسماعيل بن مهران عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: حدثني أبو ] اشتدت لهبها، وبالضم غير مصروفة الشمس، وابن ذكاء بالمد الصبح ومسك ذاك وذكية ساطع ريحه (1). وفي المغرب: وأصل التركيب يدل على التمام، ومنه ذكاء السن بالمد لنهاية الشباب، وذكا النار بالقصر لتمام اشتعالها (2). وفي النهاية الاثيرية: الذكاء شدة وهج النار يقال: ذكيت النار إذا اتممت اشتعالها ورفعتها، وذكت النار تذكوذكا - مقصور - أي أشتعلت وقيل: هما لغتان (3). و " وعر " بفتح الواو وتسكين العين المهملة والراء، أي صعب عسر النيل. في الصحاح: جبل وعر - بالتسكين - ومطلب وعر قال الاصمعي: ولا تقل وعر (4). و " أجرد " بالجيم قبل الراء والدال المهملة بعدها على أفعل، الصفة من الجرد بالتحريك. في أساس البلاغة: أرض جرداء متجردة عن النبات، وقد جردت جردا، ونزلنا في جرد في فضاء بلا نبات، وهي تسمية بالمصدر، وسنة جرداء كاملة متجردة عن النقصان (5). وفي الصحاح: ورجل أجرد بين الجرد لا شعر عليه، وفرس أجرد، وذلك إذا رقت شعرته وقصرت وهو مدح، وكل شئ قشرته عن شئ فقد جردته عنه،
________________________________________
1) القاموس: 4 / 330 2) المغرب: 1 / 192 3) النهاية: 2 / 165 4) الصحاح: 2 / 846 5) أساس البلاغة: 88 (*)
________________________________________
[ 442 ]
[ جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا قط، ولا احدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لابي جعفر عليه السلام جعلت فداك انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون، قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج الى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا. ] والمقشور مجرود وما قشر عنه جرادة (1). ومنه في الحديث " الجنة جرد مرد " أي أجارد عن النقصان أما رد عما يشوبهم من الشوائب. قوله رحمه الله: فربما جاش في صدري يقال: جاش القدر جيوشا وجيشانا إذا غلا وفار، وجاشت العين إذا فاضت وجاش الوادي أو البحر إذا زخر وطما. قوله (ع): ودل رأسك بفتح الدال المهملة وتشديد اللام المكسورة على فعل الامر من التدلية، بمعنى الادلاء أي الارسال والالقاء والانزال. في النهاية الاثيرية: في حديث الاسراء " تدلى فكان قاب قوسين " التدلى: النزول من العلو، وقاب قوسين قدره، والضمير في تدلى لجبرئيل عليه السلام، يقال: أدليت الدلو ودليتها إذا أرسلتها في البئر ودلوتها أدلوها فأنا دال إذا أخرجتها (2). وفي المغرب: أدليت الدلو أرسلتها في البئر، ومنه أدلى بالحجة أحضرها، وفي التنزيل " وتدلوا بها الى الحكام " أي لا تلقوا أمرها والحكومة فيها، ودلاه من سطح بحبل أي أرسله فتدلى ودلى رجليه من السرير (3).
________________________________________
1) الصحاح: 1 / 452 2) نهاية ابن الاثير: 2 / 131 3) المغرب: 1 / 183 (*)
________________________________________
[ 443 ]
[ 344 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكبا قصبة حتى مر على سكك الكوفة، فجعل الناس يقولون: جن جابر جن جابر ! فلبثنا بعد ذلك أياما، فإذا كتاب هشام قد جاء بحمله إليه. قال: فسأل عنه الامير فشهدوا عنده أنه قد اختلط، وكتب بذلك الى هشام فلم يتعرض له، ثم رجع الى ما كان من حاله الاول. 345 - نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد، قال: حدثنا فضيل عن زيد الحامض، عن موسى بن عبد الله، عن عمرو بن شمر، قال جاء قوم الى جابر الجعفي فسألوه أن يعينهم في بناء مسجدهم ؟ قال: ما كنت بالذي أعين في بناء شئ يقع منه رجل مؤمن فيموت، فخرجوا من عنده وهم ينحلونه ويكذبونه، فلما كان من الغد اتموا الدراهم ووضعوا أيديهم في البناء، فلما كان عند العصر زلت قدم البناء فوقع فمات. ] قلت: ومن المشهور أن الادلاء هو الاهباط والارسال في جهة السفل، والتدلية هي الاصعاد والاخراج الى جهة العلو. كما قال في القاموس: دلوت وأدليت أرسلتها في البئر ودلاها جذبها ليخرجها (1) ولكن التعويل على ما في النهاية والمغرب. قوله: وهم ينحلونه (2) بفتح النون وتشديد الحاء المهملة من باب التفعيل للنسبة، من النحلة بالكسر بمعنى الدعوى، أي ينسبونه الى الادعاء لنفسه ما ليس له. يقال: نحله القول ينحله بالفتح فيهما نحلا إذا أضفته إليه وادعيته عليه وليس
________________________________________
1) القاموس: 4 / 328 2) وفى المطبوع من الرجال: ينخلونه. (*)
________________________________________
[ 444 ]
[ 346 - نصر، قال: حدثنا اسحاق، قال: حدثنا علي بن عبيد، ومحمد بن منصور الكوفي، عن محمد بن اسماعيل عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال: جاء العلاء بن يزيد رجل من جعفى، قال: خرجت مع جابر لما طلبه هشام حتى انتهى الى السواد، قال: فبينا نحن قعود وراع قريب منا: إذ لفتت نعجة من شائه الى حمل، فضحك جابر، فقلت له: ما يضحكك أبا محمد ؟ قال: ان هذه النعجة دعت حملها فلم يجئ، فقالت له: تنح عن ذلك الموضع فان الذئب عاما أول أخذ أخاك منه ] هو من قوله، والمنحول هو ذلك المضاف إليه اختلاقا وتقولا وادعاءا عليه، وانتحل فلان شعرا أو كلاما. وكذلك تنحله إذا ادعاه لنفسه وهو ليس له بل لغيره. وهذا مما قد اتفق عليه الصحاح والقاموس وأساس البلاغة ومجمل اللعة (1). وقال قوم: انتحلت الشئ إذا ادعيته أنت محق، وتنحلته إذا ادعيته مبطلا وبيت الاعشى يدل على خلاف هذا وهو: فكيف أنا وانتحالي للقوافي * بعد المشيب كفى ذاك عارا قوله: إذ لفتت نعجة أي لفتت وجهها والتفتت إليه، يقال: لفته عن كذا إذا صرفه عنه، والى كذا إذا صرفه إليه. قوله: فان الذئب عاما أول أول أصله على أوأل على أفعل مهموز الوسط على ما هو مذهب الاكثر، لاووأل على فوعل كما ذهب إليه بعض، وهو بفتح اللام منصوبا غير مصروف على أفعل التفضيل، أو أفعل الصفة ملحوظا فيه اعتبار الوصفية.
________________________________________
1) القاموس: 4 / 55 وأساس البلاغة: 623 والصحاح 5 / 1826 (*)
________________________________________
[ 445 ]
[ فقلت: لا علمن حقيقة هذا أو كذبه، فجئت الى الراعي فقلت له: يا راعي تبيعني هذا الحمل ؟ قال، فقال: لا، فقلت: ولم ؟ قال: لان أمه أفره شاة في الغنم وأغزرها درة، وكان الذئب أخذ حملا لها عند عام الاول من ذلك الموضع، فما رجع لبنها حتى وضعت هذا فدرت، فقلت: صدق. ] وفي عضة من النسخ " عام أول " بالتنوين مجرورا باضافة العام إليه على مجرد وزن أفعل الصفة منسلخا عن اعتبار معنى الوصفية فيه مطلقا في اللهجة والطية رأسا. وانما معناه الملحوظ البداءة والابتداء والمبدأ فيكون مصروفا، وكذلك إذا كان في محل النصب، كما إذا قلت جئتك أو لا أي ابتداء. أو في محل الرفع كما إذا قلت: ليس له أول أي مبدأ، فقولك مثلا فعلت كذا أولا وآخرا معناه ابتداءا وانتهاءا، والنصب على التميز. أو على أنه منزوع الخافض لا على الظرف كما ينساق إليه وهم غير المحصل. والمتمهر المتثبت يعلم أن الانتصاب على المفعول فيه وعلى نزع الخافض وراء الانتصاب على الظرفية، ففي قولك سكنت دارا انتصاب على نزع الخافض وفي قولك جئت قبلك انتصاب على الظرف، والظرف برأسه أحد المنصوبات. وربما تستعمل أولا بمعنى قديما فينصرف أيضا، تقول: أنعمت علي أولا وآخرا، أي قديما وحديثا. فان قلت: هلا اعتبرت فيه الوصفية الاصلية فلم تصرفه أصلا ؟ قلت: اعتبار الوصفية الاصلية انما يتأتي في المنقول وهذا من قبيل المشترك فهذا حق القول الفصل. وفاضل تفتازان في التلويح وفي حاشية الكشاف قد زل هنالك في تفسير كلام الجوهري وتحرير مرامه، فنحن قد رددنا عليه وأوردنا مر الحق في المعلقات على انجيل أهل البيت (1) عليهما السلام.
________________________________________
1) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الانوار: 28. (*)
________________________________________
[ 446 ]
[ ثم أقبلت فلما صرت على جسر الكوفة نظر الى رجل معه خاتم ياقوت، فقال له: يا فلان خاتمك هذا البراق أرنيه، قال: فخلعه فأعطاه، فلما صار في يده رمى به في الفرات، قال الاخر: ما صنعت، قال: تحب أن تأخذه ؟ قال: نعم، قال، فقال بيده الى الماء، فأقبل الماء يعلو بعضه على بعض حتى إذا قرب تناوله وأخذه. وروى عن سفيان الثوري: أنه قال جابر الجعفي صدوق في الحديث الا أنه كان يتشيع، وحكي عنه أنه قال: ما رأيت أورع بالحديث من جابر. ] ثم في بعض نسخ الكتاب " عام الاول " بانتصاب العالم على الظرف واضافته الى الاول، بادخال الالف واللام عليه. قال في المغرب: فعلت هذا عاما أول على الوصف وعام الاول على الاضافة وأي رجل دخل أول فله كذا مبني على الضم، كما في من قبل ومن بعد. ومثله في المفردات (1) والفايق وغيرهما. وحكى في الصحاح عن ابن سكيت المنع من ذلك (2)، وفي القاموس جوازه على القلة (3). قوله رحمة الله: انه قال جابر الجعفي صدوق في الحديث الا انه كان يتشيع. قال أبو عبد الله الذهبي في ميزان الاعتدال: جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي أحد علماء الشيعة، له عن أبي الطفيل والشعبي وخلق، وعنه شعبه وأبو عرانة وعدة. قال ابن المهدي عن سفيان: كان جابر الجعفي ورعا في الحديث ما رأيت
________________________________________
1) مفردات الراغب ص 31. 2) الصحاح: 5 / 1838 3) القاموس: 4 / 62 (*)
________________________________________
[ 447 ]
[ 347 - نصر بن الصباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن منصور، عن محمد بن اسماعيل، عن عمرو بن شمر، قال، قال: أتى رجل جابر بن يزيد فقال له جابر: تريد أن ترى أبا جعفر ؟ قال: نعم، قال: فمسح على عيني فمررت وأنا أسبق الريح حتى صرت الى المدينة. ] أورع منه في الحديث، وقال شعبة: صدوق، وقال يحيى بن بكير عن شعبه: كان جابرا إذا قال أنا وثنا وسمعت فهو من أوثق الناس، وقال وكيع: ما شككتم في شئ فلا تشكوا ان جابر الجعفي ثقة. وقال ابن عبد الكريم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة لان تكلمت في جابر الجعفي لا تكلمن فيك، زهير بن معاويه قال، سمعت جابر بن يزيد يقول: عندي خمسون ألف حديث ما حدثت منها بحديث. ثم قال: وذكر شهاب أنه سمع ابن عيينة يقول: تركت جابرا الجعفي وما سمعت منه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فعلمه مما تعلم، ثم دعا علي الحسن فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسن الحسين فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسين ولده حتى بلغ جعفر بن محمد، قال سفيان: فتركته لذلك. ابن عدي بالاسناد عن الحميدي سمعت سفيان سمعت جابرا الجعفي يقول: انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله الى علي، ثم انتقل من علي الى الحسن، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا. الجراح بن مليح يقول: سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن جعفر عن النبي صلى الله عليه وآله كلها. العقيلي بالاسناد عن زائدة يقول: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الحميدي سمعت رجلا يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي ؟ قوله حدثني وصي الاوصياء ؟ فقال سفيان: هذا أهونه.
________________________________________
[ 448 ]
[ قال: فبينا أنا كذلك متعجب إذ فكرت فقلت: ما أحوجني الى وتداوتده فإذا حججت عاما قابلا نظرت هيهنا هو أم لا، فلم أعلم الا وجابر بين يدي يعطيني وتدا، قال: ففزعت، فقال: هذا عمل العبد باذن الله فكيف لو رأيت السيد الاكبر ! قال: ثم لم أره. قال: فمضيت حتى صرت الى باب أبي جعفر عليه السلام فإذا هو يصيح بي أدخل لا بأس عليك، فدخلت فإذا جابر عنده، قال، فقال لجابر: يا نوح غرقتهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم فإذا كسرت فاجبر. قال: ثم قال من أطاع الله أطيع، أي البلاد أحب اليك ؟ قال: قلت الكوفة قال: بالكوفة فكن، قال: سمعت أخا النون بالكوفة، قال فبقيت متعجبا من قول جابر فجئت فإذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا، قال: فسألت القوم هل قام أو تنحى ؟ قال: فقالوا لا، وكان سبب توحيدي ان سمعت قوله بالالهية وفي الائمة هذا حديث موضوع لاشك في كذبه ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض. ] عن ابن عيينة قال: جابر الجعفي يقول: دابة الارض علي. انتهى ما في ميزان الاعتدال. قوله (ع): بالكوفة فكن فكن على صيغة الامر بالكينونة، أي فبالكوفة كن قال: فإذا قال عليه السلام ذلك فلم ألبث وإذا أنا بالكوفة. وقوله " سمعت أخا النون بالكوفة " يحتمل أن يكون معناه قال الرجل فإذا أنا سمعت بالكوفة صوت جابر يناديني باسقاط حرف النداء ويقول: أخا النون، وانما سماه أخا النون لسباحته في بحر الحيرة والتعجب كما يسبح الحوت في البحر. أو أنه قال الرجل: سمعت أبا جعفر عليه السلام بعد قوله بالكوفة فكن يقول: أخا النون بالكوفة، أي أخا النون كن بالكوفة تأكيدا لقوله بالكوفة فكن، فيكون عليه السلام
________________________________________
[ 449 ]
[ 348 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى. وحمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسى، قال: كنت جالسا مع أبي مريم الحناط وجابر عنده جالس، فقام أبو مريم فجاء بدورق من ماء بئر منازل ابن عكرمة، فقال له جابر: ويحك يا أبا مريم كاني بك قد استغنيت عن هذه البئر واغترفت من هيهنا من ماء الفرات، فقال له أبو مريم: ما ألوم الناس أن يسمونا كذابين - وكان مولى لجعفر عليه السلام - كيف يجئ ماء الفرات الى هيهنا. قال: ويحك يحتفر هيهنا نهر أوله عذاب على الناس وآخره رحمة يجرى فيه ماء الفرات، فتخرج المرأة الضعيفة والصبي فيغترف منه، ويجعل له أبواب في بني رواس وفي بني موهبة وعند بئر بني كندة وفي بني فزارة حتى تتغامس فيه الصبيان. قال علي: انه قد كان ذلك وان الذي حدث علي وعمر لعل أنه قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون. ] قد سماه أخا النون لكونه سابحا كالنون في بحر التحير. وهذا أظهر لقوله عليه السلام أولا يا نوح غرقتهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم (1). قوله: قال على: انه قد كان ذلك قال علي كلام محمد بن عيسى، وأن الذي حدث الى آخر كلام أبي عمرو الكشي، والمعنى قال علي بن الحكم: قد كان ذلك أي ما قد أخبر به جابر من احتفار النهر هنا وجريان ماء الفرات فيه، فكأنه - أي علي بن الحكم - قد أدرك ذلك ورآه
________________________________________
1) هذه الزيادة في " ن " فقط. (*)
________________________________________
[ 450 ]
[ في اسماعيل بن جابر الجعفي 349 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني ابن أورمة، عن عثمان بن عيسى، عن اسماعيل بن جابر، قال: أصابني لقوة في وجهي، فلما قدمنا المدينة دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما الذي أرى بوجهك ؟ قال: قلت فاسدة ريح. قال: فقال لي: ائت قبر النبي صلى الله عليه وآله فصل عنده ركعتين، ثم ضع يدك على وجهك، ثم قل: بسم الله وبالله هذا أحرج عليك من عين انس أو عين جن، أو وجع ] وعلي بن الحكم هو الذي حدث بهذا الحديث ورواه، وهو قد عمر عمرا طويلا، فلعله قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون ذلك، فبقي الى أن كان فأدرك كينونته، فلا يتوهمن أنه انما سمع هذا الحديث بعد كينونة الامر. وفي بعض النسخ " وعهده (1) " بكسر الهاء من باب لبس مكان وعمر، أي علي بن الحكم هو الذي حدث بهذا الحديث وأدرك عصر كينونة النهر. قال في المغرب: عهدته بمكان كذا لقيته، ويقال: متى عهدك بفلان أي متى عهدتة، ومنه متى عهدك بالخف أي يلبسه، يعني متى لبسته. في اسماعيل بن جابر قوله (ع): هذا أحرج بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء قبل الجيم على صيغة المتكلم من التحريج بمعنى التضييق تفعيلا من الحرج وهو الضيق والشدة والمشار إليه بهذا، وهو المقصود بتوجيه الخطاب نحوه. تبينه من التبيينية الاستغراقية في من عين: انس أوجن أو وجع.
________________________________________
1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد وفى المطبوع بالنجف: عروة بعلانية. (*)
________________________________________
[ 451 ]
[ أحرج عليك، بالذي اتخذ ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، وخلق عيسى من روح القدس، لما هدأت وطفيت، كما طفيت نار ابراهيم، اطفئ باذن الله اطفئ باذن الله قال: فما عاودته الامرتين حتى رجع وجهي، فما عاد الي الساعة. ] ومعنى الكلام ومغزاه: يا هذا الذي غير هذا الوجه وأصابه وألم به أيا ما كنت من عين انس أو عين جن، أو مادة مرض وموجب وجع، أحرج وأضيق عليك باسم الله وبالله احرج عليك بالله الذي اتخذ ابراهيم خليلا. و " لما " بمعنى " الا " أي أحرج عليك ولا أدعك ولا أذر التحريج والتضييق عليك، الا إذا هدأت بالهمز اي سكنت وطفئت، والنار الهادئة الطافئة هي الساكنة الخامدة. والتحريج أيضا بمعنى التحيير تفعيلا من الحيرة، يقال: حرجت العين تحرج من باب لبس يلبس إذا حارت، وبمعنى الزام التحرج وايجابه، والتحرج المجانبة والتجنب والتجافي والتباعد، يقال: تحرج من كذا أي جانبه وتجنبه وتجافى عنه، وحرجه منه إذا اضطره الى أن يتحرج. قال في المغرب: وحقيقته جانب الحرج فيكون حقيقة التحريج اذن الجاؤه الى ان يجانب الحرج. وفي شرح أبي عبد الله المازري لصحيح مسلم: تحنث الرجل إذا فعل فعلا خرج به من الحنث، والحنث الذنب، وكذلك تأثم إذا ألقى الاثم عن نفسة، ومثله تحرج وتحوب إذا فعل فعلا يخرجه من الحرج والحوب، وفلان يتهجد إذا كان يخرج من الهجود، ويتنجس إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة. قوله (ع): لما هدأت وطفيت " لما " في هذا الباب من الكلام بمعنى " الا " للاستثناء، والمعنى أحرج عليك ولا أدع تحريجي وتضييقي عليك الا إذا هدات.
________________________________________
[ 452 ]
[ 350 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد ابن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هلك المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، واسماعيل الجعفي، وذكر آخر لم أحفظه. في علباء بن دراع الاسدي وأبى بصير 351 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، قال: حدثني أحمد بن الفضل، ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير ] وطفئت، كما طفئت نار ابراهيم عليه السلام، يقال: هدأت النار إذا سكنت وخمدت ونار هادئة بالهمز أي ساكنة لينة خامدة، وفي دعاء القنوت في صلاة الغفيلة " لما قضيتها " أي أسألك وأسألك ولا أقطع السؤال والالحاح الا إذا قضيت لي حاجتي. وكذلك في التنزيل الكريم " حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به الا أن يحاط بكم " (1) أي الا أن تغلبوا فلا تطيقوا ذلك، أو الا تهلكوا جميعا، فهو استثناء مفرغ من أعم الاحوال، لتأتنني به على كل حال الا حال الا حاطة بكم، أو من أعم العلل على أن يكون لتأتنني به في تأويل النفي، والتقدير لا تمتنعون من الاتيان به الا للاحاطة بكم. ومنه قولهم: أقسمت عليك بالله الا فعلت، أي أقسمت عليك وأقسمت عليك الا إذا فعلت ولا تركت الاقسام عليك بالله الا إذا فعلت. فتثبت ولا تتخبط فامثل القاصرين طريقة من أهل العصر قدتاه به وهمه فذهب فيه حيث شاء. في علباء بن دراع الاسدي علباء - باهمال العين المفتوحة واسكان اللام والباء الموحدة والالف الممدودة -
________________________________________
1) سورة يوسف: 66 (*)
________________________________________
[ 453 ]
[ قال: حضرت - يعني علباء الاسدي - عند موته فقال لي: ان أبا جعفر عليه السلام قد ضمن لي الجنة فأذكره ذلك. قال: فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال: حضرت علباء عند موته ؟ قال: قلت نعم، فأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن اذكرك ذلك، قال: صدق. قال: فبكيت، ثم قلت: جعلت فداك ألست الكبير السن الضرير البصر فاضمنها لي قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال: قد فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على الله، قال: قد فعلت. 352 - محمد بن مسعود، قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن فارس، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي بصير، قال: ان علباء الاسدي ولي البحرين فافاد سبعمائة ألف دينار ودواب ورقيقا، قال: فحمل ذلك كله حتى وضعه بين يدي أبي عبد الله عليه السلام. ] ابن دراع - بفتح الدال المهملة وتشديد الراء - الاسدي. قوله: ان علباء الاسدي ولى البحرين الشيخ رحمه الله تعالى في الاستبصار وفي التهذيب روى هذا الحديث بأسناده عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن علباء الاسدي (1). فقلت في المعلقات على الاستبصار: الحكم بن علباء لم يجر له ذكر في كتاب الرجال، والذي ولي البحرين وجرت له الواقعة هو علباء لا ابنه. والظاهر المستبين أن الحكم بن علباء مصحف الحكم عن علبا، بتصحيف العين بالباء، والحكم هو الحكم بن أخي ولاد أبو خلاد الصيرفي الثقة يروي عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى، أو الحكم بن أيمن يروي عنه أيضا ابن أبي عمير.
________________________________________
1) الاستبصار: 2 / 58 وفيه الحكم بن عليا الاسدي فتدبر (*)
________________________________________
[ 454 ]
[ ثم قال: اني وليت البحرين لبني أمية، وأفدت كذا وكذا، وقد حملته كله اليك وعلمت أن الله عزوجل لم يجعل لهم من ذلك شيئا وأنه كله لك. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: هاته، فوضع بين يديه، فقال له: قد قبلنا منك وو هبناه لك واحللناك منه وضمنا لك على الله الجنة، قال أبو بصير: فقلنا ما بالي وذكر مثل حديث شعيب العقرقوفي. ] قوله (ع): قد قبلنا منك نص صريح في أنه عليه السلام قد قبل ذلك منه وقبضه أولا، ثم من بعد القبول والقبض وهب له ما قبله منه وقبضه، فهذا تنصيص على عدم سقوط حصة الامام من الخمس في أبواب المناكح والمساكن والمتاجر فليفقه. قوله (ع) وأحللناك منه أحاديث هذا الباب كلها وردت بلفظة الحلال والاباحة وما في معناهما، وانما مفاد ذلك مجرد اباحة التصرف قبل اخراج الخمس، لا سقوط حصة الامام من الخمس في أبواب المناكح والمساكن والمتاجر في زمان الغيبة، كما قد أعلن بالتصريح به الشيخ في كتابيه التهذيب والاستبصار وشيخه الشيخ المفيد في كتبه، ويتوهم من ظواهر عبارات العلامة والمحقق الشهيد وجدي المحقق الحكم هناك بالسقوط. فنحن قد أوضحنا مرامهم وحققنا القول المعتمد عليه في المذهب في المعلقات على الاستبصار فليتقن.
________________________________________
[ 455 ]
[ في أبى حمزة الثمالى ثابت بن دينار أبى صفية عربي أزدى 353 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس ؟ قال، فقال: انما رواه أبو حمزة، وأصيبع من عبد الملك، خير من أبي حمزة، وكان أبو حمزة يشرب النبيد ومتهم به، الا أنه قال: ترك قبل موته، وزعم أن أبا حمزة وزرارة ومحمد بن مسلم ماتوا سنة واحدة بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة أو بنحو منه، وكان أبو حمزة كوفيا. ] في أبى حمزة الثمالى ثابت بن دينار قوله: وأصيبع من عبد الملك (1) " أصيبع " بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة واسكان الياء المثناة من تحت قبل الباء الموحدة واهمال العين أخيرا على تصغير أصبع. وفي نسخة " أصبع " من غير التصغير. والمعنى: سألت علي بن الحسن بن فضال عن حديث عبد الملك بن أعين في تسمية ابنه ضريسا، وما فيه من اساءة الادب بالنسبة الى مولانا الصادق عليه السلام، فقال: هذا الحديث انما رواه أبو حمزة الثمالي، وأن أصيبعا من أصيبعات عبد الملك ابن أعين، أوان اصبعا من أصابع عبد الملك على ما في نسخة خير من أبي حمزة الثمالي بتمامه، فلا يسوغ القدح في مثل عبد الملك بن أعين برواية أبي حمزة الثمالي. قال أبو عمرو الكشي: وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ويتهم به، يعني ان ابن فضال انما قال ذلك في أبي حمزة لانه كان يشرب النبيذ أو كان يتهم به، الا انه - أي ابن فضال - قال: ان أبا حمزة ترك شرب النبيذ قبل موته. قلت: أبو حمزة الثمالي من الثقاة الاجلة، وان كان عبد الملك بن أعين أجل
________________________________________
1) وفى المطبوع من رجال الكشي: أصبغ بن عبد الملك. (*)
________________________________________
[ 456 ]
[ 354 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة أبو محمد، ومحمد بن موسى الهمداني قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت أنا وعامر ابن عبد الله بن جذاعة الازدي وحجر بن زائدة جلوسا على باب الفيل إذ دخل علينا أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار فقال لعامر بن عبد الله: يا عامر أنت حرشت علي أبا عبد الله عليه السلام فقلت أبو حمزة يشرب النبيذ. فقال له عامر: ما حرشت عليك أبا عبد الله عليه السلام ولكن سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المسكر، فقال: كل مسكر حرام، وقال: لكن أبا حمزة يشرب، قال، فقال أبو حمزة: أستغفر الله منه الان وأتوب إليه. 355 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي حمزة، قال: كانت بنية لي سقطت فانكسرت يدها، فأتيت بها التيمي فأخذها فنظر الى يدها فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجباير ] منه وأوثق، ولعل النبيذ الذي كان يتهم بشربه من بعض الانبذة ولم يكن يعرف تحريمها جميعا، فلما سمع أن أبا عبد الله عليه السلام قال: كل مسكر حرام نبيذا كان أو غير نبيذ استغفر الله وتاب إليه من جميع الانبذة. وما تضمنه الحديث الذي رواه لا يوجب قدحا في عبد الملك، فانه من باب كمال القرب وشدة الاختصاص لا من سوء الادب. قوله: كانت بنية لى سقطت فانكسرت يدها السيد المكرم رضي الدين علي بن طاوس الحسيني قدس الله تعالى روحه أورد الحديث والدعاء في كتاب مهج الدعوات فقال: قال أبو حمزة الثمالي رحمه الله تعالى انكسرت يد ابني مرة، فأتيت به يحيى ابن عبد الله المجبر، فنظر إليه فقال: أرى كسرا قبيحا، ثم صعد غرفته ليجيئ بعصابة ورفادة، فذكرت في ساعتي تلك دعا علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، فأخذت
________________________________________
[ 457 ]
[ وأنا على الباب فدخلتني رقة على الصبية فبكيت ودعوت، فخرج بالجباير فتناول بيد الصبية فلم ير بها شيئا، ثم نظر الى الاخرى فقال: ما بها شئ، قال: فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضاء فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين. ] يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر، فاستوى الكسر باذن الله. فنزل يحيى بن عبد الله ولم ير شيئا فقال: ناولني اليد الاخرى فلم ير كسرا، فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسرا قبيحا فما هذا ؟ أما أنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة ! فقلت: ثكلتك أمك ليس هذا بسحر، بل اني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين عليهما السلام فدعوت به فقال: علمنيه فقلت: ابعد ما سمعت ما قلت لا ولا نعمة عين لست من أهله. قال حمران بن أعين فقلت لابي حمزة نشدتك بالله الا ما أوردتناه فقال: سبحان الله ما ذكرت ما قلت الا أنا أفيدكم اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي الدعا بطوله الى آخره (1). قلت: ونحن في المعلقات على مهج الدعوات أوردنا لهذا الدعاء اعتصاما يقرء قبله فليؤخذ من هناك. قوله (ع): وافق الدعاء الرضاء أي وافق الدعاء ارادة الله تعالى ومشيته لطلبتك، ورضاه عزوجل بها لخيريتها التي تتوضاها العناية الاولى في انساق نظام الكل، وموافاتها حد سلسلة الاسباب المترتبة المتأدية إليها في ترتيب نظام الوجود، فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.
________________________________________
1) مهج الدعوات: 165 (*)
________________________________________
[ 458 ]
[ 356 - حدثني محمد بن اسماعيل، قال: حدثنا الفضل، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟ قلت: خلفته عليلا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا. قال أبو بصير: قلت جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة، قال: صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم معكم قال: ان هو خاف الله وراقب نبيه وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجتنا، قال علي: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة الا يسيرا حتى توفي. 357 - وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت الفضل ابن شاذان، قال: سمعت الثقة، يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه قدم أربعة منا، علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليه السلام، ويونس بن عبد الرحمان كذلك هو سلمان في زمانه. ] وهذا اشارة منه عليه السلام الى كنه مسألة استجابة الدعاء، وذلك من غامضات المسائل في علم ما فوق الطبيعة، والقبس العاشر من كتابنا القبسات، حيز البحث عن مر الحق في ذلك على السبيل القويم والصراط المستقيم، وأنه بتحقيق حق القول هنالك لزعيم. قوله (ع): قال صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم يعني ما عندنا خير لكم وأصلح لشأنكم من أن يكون معكم شيعتكم، اي أصحابكم ومشاركوكم في دين التشيع، ولا يكون معكم أحد من مخالفيكم في الدين ثم قال عليه السلام: ان هو خاف الله وراقبه ونبيه، يعني ان كان الذي معكم من شيعتكم ممن قد خاف الله وراقبه وراقب نبيه وتوقى الذنوب، أي وذكر الله تعالى ورآه
________________________________________
[ 459 ]
[ في عقبة بن بشير الاسدي 358 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا ايوب بن نوح، قال: اخبرنا حنان ابن عقبة بن بشير الاسدي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: اني في الحسب الضخم من قومي، وان قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا ان يعرفوني عليهم فما ترى لي ؟ قال، فقال أبو جعفر عليه السلام: تمن علينا بحسبك أن الله تعالى رفع بالايمان من كان الناس سموه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لاحد على أحد فضل الا بتقوى الله. واما قولك ان قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم: فان كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف على قومك ياخذ سلطان جاير بأمرئ مسلم يسفك دمه فتشركهم في دمه، وعسى ان لا تنال من دنياهم شيئا. في اسلم المكى مولى محمد بن الحنفية (ع) 359 - حدثني حمدويه، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد الجمحي، قال: حدثنا أسلم مولى محمد بن الحنفية، قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا مسندا ظهري الى زمزم، فمر علينا محمد بن عبد الله بن الحسن وهو يطوف بالبيت، فقال أبو جعفر: يا أسلم أتعرف هذا الشاب ؟ قلت: نعم هذا محمد بن عبد الله بن الحسن. ] رقيبا عليه وكذلك نبيه عليه السلام، كما قد ورد في الحديث ان أعمال الامة تعرض عليه صلى الله عليه وآله وفي المغرب: رقبه رقبة انتظره من باب طلب وراقبه مثله، ومنه راقب الله إذا خافه، لان الخائف يرقب العقاب ويتوقعه (1). وفي بعض النسخ وان هو خاف الله وراقب نبيه، والاصح الاول.
________________________________________
1) المغرب: 1 / 215 (*)
________________________________________
[ 460 ]
[ قال: أما أنه سيظهر ويقتل في حال مضيعة، ثم قال: يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فانه عندك أمانة، قال: فحدثت به معروف بن خربوذ وأخذت عليه مثل ما أخذ علي. قال: وكنا عند أبي جعفر عليه السلام غدوة وعشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف عن هذا الحديث، فقال: أخبرني عن هذا الحديث الذي حدثنيه فأني أحب أن أسمعه منك، قال: فالتفت الى أسلم، فقال له أسلم: جعلت فداك أني أخذت عليه مثل الذي أخذته علي، قال، فقال أبو جعفر عليه السلام: لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا، والربع الاخر أحمق. 360 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب قال: سئل أسلم المكي، عن قول محمد بن الحنفية، لعامر بن واثلة: لا تبرح مكة حتى تلقاني أوصار أمرك أن تأكل القضة ؟ فقال أسلم تعجبا: مما روى عن محمد يا نظر الخياط وهو معهم. وقال: ألست شاهدنا حين حدثنا عامر بن واثلة أن محمد بن الحنفية قال له يا عامر ان الذي ترجو انما خروجه بمكة، فلا تبرحن مكة حتى تلقي الذي تحب، وان صار أمرك الى أن تأكل القضة، ولم يكن على ما روي أن محمدا قال لا تبرح حتى تلقاني. ] في اسلم المكى مولى محمد بن الحنفية قوله: أن تأكل القضة القضة بكسر القاف وتخفيف الضاد المعجمة كعضة من أضعف النبات. قال في الصحاح: قضة مخففة نبت ينبت في السهل (1).
________________________________________
1) الصحاح: 6 / 2464 (*)
________________________________________
[ 461 ]
[ في الكميت بن زيد 361 - حدثني حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار، عن أبي جميلة، عن الحارث بن المغيرة، عن الورد بن زيد، قال قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلني الله فداك قدم الكميت، فقال: أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما أهريق دم ولا حكم يحكم غير موافق لحكم الله وحكم النبي صلى الله عليه وآله وحكم علي عليه السلام الا وهو في أعناقهما، فقال الكميت: ألله اكبر ألله اكبر حسبي حسبي. 362 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي، قال: حدثنا محمد بن الوليد الخراز، عن يونس بن يعقوب، قال: أنشد الكميت أبا عبد الله شعره: أخلص الله في هواى فما أغر * ق نزعا وما تطيش سهامي ] وفي القاموس: القضة كعدة نبتة (1). واما تفسيرها بصغار الحصى فلست أجد له مأخذا، وما جاء بمعنى الصغار من الحصى، فبالتشديد من المضاعف. في القاموس: القضة بالكسر عذرة الجارية، وأرض ذات حصى، أو منخفضة وترابها رمل، والى جانبها متن مرتفع، والحصى الصغار وتفتح في الكل (2). وفي النهاية: القض كبار الحصى والقضيض صغارها (3). في الكميت بن زيد قوله: فما أغرق نزعا الخ اغراق النازع وتغريقه في القوس بمعنى، وهو استيفاء مدها.
________________________________________
1) القاموس: 4 / 379 2) القاموس: 2 / 342 3) نهاية ابن الاثير: 4 / 76 (*)
________________________________________
[ 462 ]
في مجمل اللغة: أغرقت النبل مددته غاية المد. وفي القاموس: أغرق النازع في القوس اغراقا استوفي مدها كغرق فيها تغريقا، ونزع في القوس نزعا ونزوعا مدها، وعاد السهم الى النزعة رجع الحق الى أهله. والطيش النزق والخفة وذهاب العقل وجواز السهم الهدف ومجاوزته اياه يقال: طاش يطيش فهو طايش وطياش قاله صاحب القاموس وغيره (1). ثم في أكثر النسخ أخلص الله في هواي فما أغرق نزعا وما تطيش سهامي، على صيغة الماضي بفتح همزة القطع من باب الافعال ورفع " الله " على الفاعلية، وادخال الهمزة المضمومة والغين الساكنة من صيغة أغرق للمتكلم من الاغراق، في المصراع الاول وابتداء المصراع الثاني من الراء المكسورة والقاف. فاعترض عليه أبو عبد الله عليه السلام وقال له: لا تقل هكذا، بل قل قد مكان " ما " وأما أن " قد " التحقيقية انما يكون مدخولها الماضي دون المضارع، فاكثري لا تأتي على اللزوم والوجوب. وفي طائفة من النسخ " أخلص لله " على المتكلم من خلص يخلص خالصة وخلوصا، فيتغير تقطيع الوزن من فاعلاتن الى مفتعلاتن. وفي التنزيل الكريم " والنازعات غرقا " (2) صفة ملائكة الموت، فانهم ينزعون أرواح الكفار والفجار من أعماق أبدانهم وأقاصيها وأنا ملها وأظفارها غرقا، أي اغراقا شديدا في النزع، لشدة توغلهم في علائق الاجساد وغواشي الا بدان، أو صفة النفوس الفاضلة حال المفارقة، فانها تنزع علاقتها عن الابدان بالارادة والطبيعة غرقا أي نزعا شديدا لشدة اعتلاقها بعالم الملكوت، وكمال تبالغها في النشاط بالسباق
________________________________________
1) القاموس: 3 / 271 و 88 و 2 / 277. 2) أول سورة النازعات. (*)
________________________________________
[ 463 ]
[ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا ولكن قل - قد أغرق نزعا وما تطيش سهامي. 363 - نصر بن صباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور العمي، قال: حدثنا موسى بن بشار الوشاء عن داود بن النعمان، قال: دخل الكميت فأنشده، وذكر نحوه ثم قال في آخره: ان الله عزوجل ] الى حظاير القدس. أو صفة النجوم وسائر المتحركات بحركة الفلك الاقصى، فانها تنزع من المشرق الى المغرب غرقا شديدا في النزع من كمال السرعة، فانها تقطع من مقعر الفلك الاقصى من مقدار ما يقول الانسان واحده باسكان الدال، ألفا وسبعمائة واثنتين وثلاثين فرسخا، والله سبحانه يعلم ما يقطعه من محدبه وقتئذ. وقد أوردنا برهان ذلك في كتاب قبسات الحق اليقين، وفي المعلقات على زبور آل محمد عليه وعليهم السلام والتسليم. قوله: محمد بن جمهور العمى (1) في كتاب النجاشي: محمد بن جمهور العمي (2). وفي الفهرست: محمد بن الحسن بن جمهور العمي البصري، له كتب جماعة قد عدها وعد منها الرسالة المذهبة عن الرضا عليه السلام، وهي الرسالة المكرمة الرضوية المعروفة بالذهبية في الطب (3)، عملها عليه السلام للمأمون اجابة لا لتماسه (4). والعمي باهمال العين المفتوحة وتشديد الميم، نسبة الى قبيلة بني العم. قال في جامع الاصول: العمي بفتح العين وتشديد الميم منسوب الى مرة بن
________________________________________
1) وفى المطبوع من الرجال: القمى 2) رجال النجاشي: 260 3) توجد نسخة خطية منها في مكتبتنا. 4) الفهرست: 172 (*)
________________________________________
[ 464 ]
[ يحب معالي الامور ويكره سفسافها. فقال الكميت: يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال: سل، فقال: أسألك عن الرجلين ؟ فقال: يا كميت بن زيد ما أهريق في الاسلام محجمة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام الا وذلك في أعناقهما الى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر ] وائل بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، ويقال لولده مرة: بنو العم والنسب إليهم العمي. قوله: ان الله عزوجل يحب معالى الامور ويكره سفسافها وفي كلام الحكماء خير الامور في عالم المحسوس أو سطها، وفي عالم المعقول أعلاها. قال ابن الاثير في النهاية: في الحديث " ان الله يحب معالي الامور ويبغض سفسافها " وفي حديث آخر " ان الله رضي لكم مكارم الاخلاق وكره لكم سفسافها ". السفسات: الامر الحقير والردي من كل شئ، وهو ضد المعالي والمكارم وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا اثير. وفي حديث فاطمة بنت قيس " اني أخاف عليك سفاسفه " هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره، وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده أيضا في السين والقاف. والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة انما هو " اني أخاف عليك قسقاسته " بالقافين قبل السينين، فأما سفاسقه بالفاء فلا أعرفه (1). قوله (ع): ما أهريق في الاسلام محجمة من دم " أهريق " بضم الهمزة وفتح الهاء على ما لم يسم فاعله من باب الافعال، و
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 2 / 373 - 374. (*)
________________________________________
[ 465 ]
[ كبارنا بسبهما والبرائة منهما. 364 - نصر بن الصباح، قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني جعفر بن محمد بن الفضيل، قال: حدثني جعفر بن علي الهمداني، قال: حدثني درست بن أبي منصور، قال: كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام وعنده الكميت ابن زيد، فقال للكميت أنت الذي تقول: فالان صرت على أمية والامور الى مصائر ؟ قال: قد قلت ذاك فوالله ما رجعت عن أيمان واني لكم لموال ولعدوكم لقال ولكني قلته على التقية، قال: أما لئن قلت ذلك أن التقية تجوز في شرب الخمر. ] الجمع بين العوض وهي الهاء والمعوض عنها وهي الهمزة واسكان الهاء لغة نقلها الجوهري (1) وغيره. و " محجمة من دم " مرفوعة على الاقامة مقام الفاعل. وهنا لك تفصيل أوردناه في المعلقات على الفقيه، وفي المعلقات على الاستبصار. قوله (ع): ان التقية تجوز في شرب الخمر روايات أصحابنا وأقوالهم في جواز التقية في شرب الخمر وعدمها مختلفة، فالصدوقان رضوان الله تعالى عليها قالا: بالمنع، فعندهما لاتقية في شرب الخمر، ولا في المسح على الخفين، ولا في متعة الحج، كما لاتقية في الدماء، والشيخ و أتباعه رحمهم الله تعالى قالوا بالجواز عند مخافة القتل. قال شيخنا الشهيد في الذكرى: قال الصدوقان: عن العالم عليه السلام ثلاث لا أتقي فيهن أحدا، شرب المسكر والمسح على الخفين ومتعة الحج، وهو في الكافي و التهذيب بسند صحيح عن زرارة قال: قلت له: أفي مسح الخفين تقية ؟ قال: ثلاث لا أتقي فيهن أحدا: شرب المسكر ومسح الخفين ومتعة الحج، وتأوله زرارة - رحمه الله - بنسبته الى نفسه عليه السلام، ولم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا، وتأوله
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1570 (*)
________________________________________
[ 466 ]
[ 365 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر القصباني، وجعفر بن محمد بن حكيم، قال: حدثنا ابان بن عثمان، عن عقبة بن بشير الاسدي، عن كميت بن زيد الاسدي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال: والله يا كميت لو أن عندنا مالا أعطيناك منه، ولكن لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لحسان: لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا. ] الشيخ بالتقية لاجل مشقة يسيرة لا تبلغ الى الخوف على النفس أو المال، لما مر من جواز ذلك للتقية. قلت: ويمكن أن يقال: ان هذه الثلاث لا يقع الانكار فيها من العامة غالبا، لانهم لا ينكرون متعة الحج وأكثرهم يحرم المسكر، ومن خلع خفه وغسل رجليه فلا انكار عليه، والغسل أولى منه عند انحصار الحال فيهما، وعلى هذا يكون نسبته الى غيره كنسبته الى نفسه عليه السلام في أنه لاتقية فيه، وإذا قدر خوف ضرر نادر جازت التقية انتهى كلام الذكرى (1). قلت: فاذن قول أبي الحسن عليه السلام للكميت يحتمل أن يكون على وجوه ثلاثة: الاول: على مذهب الصدوقين أنه عليه السلام قال له: انك إذا قلت ذلك على التقية وجازت التقية في زعمك في ذلك فيلزمك أن يكون عندك أنه تجوز التقية في شرب الخمر فان ذلك أكبر اثما عند الله وأعظم مفسدة في الدين من شرب الخمر. الثاني: على مسلك الذكرى كأنه عليه السلام يقول: كما لا يصح أن التقية يجوز في شرب الخمر، إذ من المعلوم أنه ليس يقتل أحد أحدا على اجتناب شرب الخمر كذلك لا يصح جواز التقية فيما قلت، فانك لو كنت لم تقل ما قلت ولم تمدح بني أمية بما مدحت لم يكن أحد يقتلك على ذلك أو يأخذ منك مالا، فقوله عليه السلام " ان التقية تجوز في شرب الخمر " على هذين الوجهين مصبوب في قالب الانكار، أو الاستفهام الانكاري.
________________________________________
1) الذكرى: 90 (*)
________________________________________
[ 467 ]
[ 366 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حنان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، قال: دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر عليه السلام وأنا عنده، فأنشده: من لقب متيم مستهام، فلما فرغ منها قال للكميت: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا. ] الثالث: على قول الشيخ وأتباعه يعني عليه السلام: انك إذ قلت ذلك على التقية فلا جناح عليك، فان التقية تجوز في شرب الخمر إذا ما خيف على النفس أو المال وكذلك تجوز فيما قلته، وعلى هذا فالكلام في سياق الاثبات والتقرير دون الانكار والتعيير، وهذا أبعد الوجوه فيلعرف. قوله: من لقلب متيم مستهام هذا اول مصراعي المطلع ووزن تقطيعه فاعلاتن مفاعلن، فتجب مراعاتها في سائر الابيات على ما قد وقعت فيه من الزحافات. و " المتيم " بفتح التاء المثناه من فوق وتشديد الياء المثناة من تحت على اسم المفعول من باب التفعيل، يقال: تيمه الحب وتامه أيضا. قال في الصحاح: معنى تيم الله عبد الله، وأصله من قولهم تيمه الحب أي عبده وذلله، فهو متيم ويقال: أيضا تامته (1). وفي أساس البلاغة: هو تيم الله أي عبد الله، ومن المجاز تامت فلانة قلبه وتيمته وهو متيم، وقرأت شعر المتيمين (2). و " المستهام " اسم المفعول من باب الاستفعال من هام يهيم هيما وهيمانا إذا تحير من الحب والعشق. في القاموس: والهيام بالضم كالجنون من العشق وقلب مستهام هايم (3).
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 1879 2) أساس البلاغة: 66 3) القاموس: 4 / 193 (*)
________________________________________
[ 468 ]
[ 367 - علي بن محمد بن قتيبة، قال. حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا أبو الشيخ عبد الله بن مروان الجواري، قال: كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين، وكان راوية شعر الكميت يعني الهاشميات، وكان سمع ذلك منه، وكان عالما بها، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وانشاده ثم عاد فيه، فقيل له: ألم تكن زهدت فيها وتركتها ؟ فقال: نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني الى العود فيه. فقيل له: وما رأيت ؟ قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكانما أنا في المحشر فدفعت الي مجلة، قال أبو محمد: فقلت لابي الشيخ: وما المجلة ؟ قال: الصحيفة، قال: فنشرتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب، قال: فنظرت في السطر الاول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم، ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك، ونظرت في السطر الثالث أو الرابع فإذا فيه والكميت ابن زيد الاسدي، قال: فذلك دعاني الى العود فيه. في الحكم بن عيينة 368 - حدثني أبو الحسن وأبو إسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفي، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، وأبي أسامة، ويعقوب الاحمر قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زرارة بن أعين، فقال له: ان الحكم ابن عيينة روى عن أبيك أنه قال له: صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام بأيمان ثلاثة: ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم بن عيينة على أبي عليه السلام. ] وفي الاساس: رجل هيمان عطشان وقوم هيمي، وقد هام يهيم، وابل هيام عطاش وبها هيام، ومن المجاز وهو هايم بفلانه ومستهام، وقد هام بها وتهيمته، وبه هيام وهو الجنون من العشق (1).
________________________________________
1) أساس البلاغة: 709 (*)
________________________________________
[ 469 ]
[ 369 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن فيروزان القمي، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يحيي، عن العباس بن معروف، عن الحجال، عن أبي مريم الانصاري، قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام: قل لسلمة بن كهيل والحكم ابن عيينة شرقا أو غربا لن تجدا علما صحيحا الا شيئا خرج من عندنا أهل البيت. 370 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا أتجوز ؟ قال: لا، فقلت: ان الحكم بن عيينة يزعم أنها تجوز، فقال: اللهم لا تغفر ذنبه، قال الله للحكم " انه لذكر لك ولقومك " (1) فليذهب الحكم يمينا وشمالا، فوالله لا يوجد العلم الا في أهل بيت نزل عليهم جبريل عليه السلام. وحكي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال: كان الحكم من فقهاء العامة، وكان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: انه كان مرجيا. في أبى الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن 371 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن محمد بن فيروزان، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة بكل لون. ] في أبى الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن قوله: سدير عصيدة بكل لون يحتمل الحمل على المدح وعلى الذم، والعصيدة في الاصل رقيق يلت بالسمن ويطبخ قاله ابن الاثير في النهاية (2).
________________________________________
1) سورة الزخرف: 44 2) نهاية ابن الاثير: 3 / 246 (*)
________________________________________
[ 470 ]
[ 372 - حدثنا علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الازدي، قال: وزعم لي زيد الشحام، قال: اني لاطوف حول الكعبة وكفي في كف أبي عبد الله عليه السلام فقال: ودموعه تجري على خديه، فقال: يا شحام ما رأيت ما صنع ربي الي، ثم بكى ودعا، ثم قال لي: يا شحام اني طلبت الى الهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلي سبيلهما. ] وقال ابن فارس في مجمل اللغة: وسميت بذلك لانها تعصد أي تلفت وتلوي، ومنه قيل: للذي يلوي رأسه عاصد. قوله: وزعم لى زيد الشحام من الزعامة بمعنى الضمان والكفالة، أي وضمن وتكفل لي صحة ما يرويه ومنه في حديث علي عليه السلام " زمتي رهينة وأنا به زعيم " أي كفيل. أو من الزعم بمعنى التكلم والتحدث على سبيل الظن أو الشك دون الجزم واليقين، أي وحدثني به وهو شاك في أنه في سدير وعبد السلام أو في حق غيرهما، أو يعلم أن أحدهما سدير وليس يستيقن أن الاخر منهما عبد السلام بن عبد الرحمن أو غيره.
________________________________________
[ 471 ]
[ في معروف بن خربوذ المكى 373 - ذكر أبو القاسم نصربن الصباح، عن الفضل بن شاذان، قال: دخلت على محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده، قال: كيف ولو رأيت جميل بن دراج ؟ ثم حدثه أنه دخل على جميل بن دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا فلما رفع رأسه: قال محمد بن أبي عمير أطلت السجود، فقال: لو رأيت معروف بن خربوذ. 374 - طاهر بن عيسى، قال: وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسن، عن اسماعيل بن قتيبة، عن أبي العلاء الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا وجه الله أنا جنب الله، وأنا الاول، وأنا الاخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا وارث الارض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه، فقال معروف بن خربوذ: ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو. 375 - جعفر بن معروف، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن ] في معروف بن خربوذ المكى قوله: جعفر بن معروف الطريق صحي بعبدالله بن بكير، فانه وان كان فطحيا فهو من اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم، فما قاله السيد بن طاوس من القداح في الطريق بابن بكير لفطحيته وبجعفر بن معروف، لطعن ابن الغضائري فيه لا تعويل عليه. وقد أسمعناك فيما سلف أن جعفر بن معروف الذي قال ابن الغضائري أن في مذهبه ارتفاعا، هو أبو الفضل السمرقندي يروي عنه العياشي، وجعفر بن معروف هذا الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي، هو أبو محمد من أهل كش كان وكيلا مكاتبا، وهو من المشيخة الاجلاء لاغميزة فيه اصلا.
________________________________________
[ 472 ]
[ بشير، عن ابن بكير، عن محمد بن مروان، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا ومعروف بن خربوذ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسأله وأبو عبد الله عليه السلام يسمع، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لان يمتلي جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلي شعرا، فقال معروف: انما يعني بذلك الذي يقول الشعر فقال: ويلك أو ويحك قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. 376 - طاهر قال: حدثني جعفر، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن سلام بن بشير الرياني، وعلي بن ابراهيم التيمي، عن محمد الاصبهاني، قال: كنت قاعدا مع معروف بن خربوذ بمكة ونحن جماعة، فمر بنا قوم على حمير معتمرون من أهل المدينة، فقال لنا معروف: سلوهم هل كان بها خبر ؟ فسألناهم فقالوا: مات عبد الله بن الحسن، فأخبرناه بما قالوا. قال، فلما جاوزوا مر بنا قوم آخرون، فقال لنا معروف: فسئلوهم هل كان بها خبر فسألناهم فقالوا: كان عبد الله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق، فاخبرناه بما قالوا. فقال: ما أدري ما يقول هؤلاء وأولئك، أخبرني ابن المكرمة - يعني أبا عبد الله عليه السلام - ان قبر عبد الله بن الحسن وأهل بيته على شاطئ الفرات، قال فحملهم أبو الدوانيق فقبروا على شاطئ الفرات. في الفضيل بن يسار 377 - حدثنا حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابراهيم ابن عبد الله، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى الفضيل بن يسار قال: بشر المخبتين ] قوله: عن محمد بن مروان هو محمد بن مروان البصري من ولد أبي الاسود الدؤلي على ما ستعرفه في ترجمته من ذي قبل.
________________________________________
[ 473 ]
[ من أحب أن ينظر رجلا من أهل الجنة فلينظر الى هذا. 378 - ابراهيم بن محمد بن عباس، قال: حدثني أحمد بن ادريس المعلم القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن عثمان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الارض لتسكن الى الفضيل بن يسار. 379 - الحسين، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن سالم، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يمنعني من لقائك الا اني ما أدري ما يوافقك من ذلك ؟ قال، فقال: ذلك خير لك. 380 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن خلف بن حماد عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام إذا دخل عليه الفضيل ابن يسار يقول: بخ بخ بشر المخبتين، مرحبا بمن تأنس به الارض. حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، ومحمد بن مسعود، قال: كتب الي الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا نظر الى الفضيل بن يسار مقبلا قال: بشر المخبتين. وكان يقول: ان فضيلا من أصحاب أبي، وأني لاحب الرجل أن يحب أصحاب أبيه. 381 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن علي الهمداني، عن علي بن اسماعيل التيمي، قال: حدثني ربعي بن عبد الله، قال: حدثني غاسل الفضيل بن يسار، قال: اني لاغسل الفضيل بن يسار وأن يده لتسبقني الى عورته، فخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال لي: رحم الله الفضيل بن يسار، وهو منا أهل البيت. 382 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن اسماعيل البصري، عن أبي غيلان، قال: أتيت الفضيل بن يسار، فأخبرته أن محمدا وابراهيم ابني عبد الله بن الحسن قد خرجا، فقال لي: ليس أمرهما بشئ قال: ]
________________________________________
[ 474 ]
[ فصنعت ذلك مرارا، كل ذلك يرد علي مثل هذا الرد. قال، قلت: رحمك الله قد أتيتك غير مرة أخبرك فتقول ليس أمرهما بشئ أفبر أيك تقول هذا ؟ قال، فقال: لا والله، ولكن سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان خرجا قتلا. في محمد بن مروان البصري 383 - حكى العباسي عن علي بن الحسن بن فضال، قال: كان محمد بن مروان يسكن البصرة وكان أصله الكوفة، وليس هو الذي روى تفسير الكلبي، ذلك يسمى محمد بن مروان السدي. وقال حمدويه: حدثني بعض من رأيته قال: محمد بن مروان من ولد أبي الاسود الدؤلي. ] في محمد بن مروان البصري محمد بن مروان البصري ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الباقر، وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهما السلام وقال: حدث عنه أسيد بن زيد (1). والذهبي في مختصره قال: محمد بن مروان الذهلي الكوفي، أبو جعفر عن أبى حازم الاشجعي، وعنه أبو أحمد الزبيري وأبو نعيم، وذكر أيضا محمد بن مروان بن قدامة أبو بكر العقيلي العجلي البصري، عن يونس بن عبيد. قوله: من ولد أبى الاسود الدؤلى الدؤلي - بضم الدال وفتح الهمزة - نسبة الى دئل بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها في النسبة من تغييرات النسب، وأسم أبي الاسود الدئلي في الاشهر عند الاكثر ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب الى الدؤل بن عبد مناة بن كنانة.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 136 و 301 (*)
________________________________________
[ 475 ]
قال في المغرب: أبو حاتم سمعت الاخفش يقول: الدؤل بضم الدال وكسر الواو المهموزة، دويبة صغيرة شبيهة بابن عروس، قال: ولم أسمع بفعل في الاسماء والصفات غيره، وبه سميت قبيلة أبي الاسود الدؤلي، وانما فتحت الهمزة استثقالا للكسرة مع ياءي النسب كالنمري في نمر. والدول بسكون الواو غير مهموز الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب، واليهم ينسب الدولي. والديل بكسر الدال في تغلب وفي عبد القيس أيضا، واليهم ينسب ثور بن يزيد الديلي، وسنان بن أبي سنان الديلي، وكلاهما في السير. وفي نفي الارتياب سنان بن أبي سنان الدولي، وفي متفق الجوزقي كذلك، وفي كتاب الكني للحنظلي أبو سنان الدولي ويقال الديلي (1) انتهى كلام المغرب. وفي جامع الاصول: هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل: ظالم ابن عمرو بن جندل بن سفيان، وقيل: ظالم بن سارق، وقيل: سارق بن ظالم، وقيل: عمرو بن ظالم الدؤلي، وقيل: الديلي، من سادات التابعين وأعيانهم، سمع عمرو عليا، روى عنه ابنه أبو حرب وعبد الله بن بريدة، شهد مع علي بن أبي طالب صفين وولي البصرة لابن عباس، وهو أول من تكلم في النحو بعد علي، مات بالبصرة في الطاعون الجارف سنة سبع وستين، وكان قد أسن. وفي الصحاح: ولا نعلم اسما جاء على فعل غير هذا، والى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الأسود الدؤلي، الا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة، استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياءي النسب، كما قالوا في النسبة الى نمر نمري. وربما قالوا: أبو الأسود الدولي قلبوا الهمزة واوا، لان الهمزه إذا انفتحت
________________________________________
1) المغرب: 1 / 173 (*)
________________________________________
[ 476 ]
[ في سعد الاسكاف 384 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن حفص بن محمد المؤذن، عن سعد الاسكاف قال: قلت لابي جعفر عليه السلام اني أجلس فأقص وأذكر حقكم وفضلكم، قال: وددت أن على كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك. قال حمدويه: سعد الاسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحدا. قال نصر: وقد أدرك علي بن الحسين، قال حمدويه: وكان ناووسيا وفد على أبي عبد الله عليه السلام. ] وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة، كما قالوا في جؤن جون وفي مؤن مون. وقال ابن الكلبي هو أبو الأسود الديلي فقلب الهمزة ياءا حين انكسرت الدال لتسلم الياء، كما تقول: قيل وبيع. قال: واسمه ظالم بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنانة، قال الاصمعي: أخبرني عيسى بن عمر قال: الديل بن بكر الكناني انما هو الدئل فترك أهل الحجاز الهمزة انتهى كلامه (1). وبالجملة أبو الأسود الدؤلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد عليهم السلام وأجلائهم. في سعد الاسكاف الاسكاف بالكسر في أساس البلاغة: هو اسكاف من الاساكفة وهو الخراز وقيل: كل صانع (2).
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1694 2) أساس البلاغة: 303 (*)
________________________________________
[ 477 ]
[ في عبد الله وعبد الملك ابني عطاء 385 - قال نصر بن صباح: وولد عطاء بن أبي رياح تلميذ ابن عباس عبد الملك وعبد الله وعريفا، نجباء من اصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام. 386 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن عبد الحميد عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحام، عن عبد الله بن عطاء، قال: أرسل الي أبو عبد الله عليه السلام وقد أسرج له بغل وحمار، فقال لي: هل لك أن تركب معنا الى مالنا ؟ قال، قلت: نعم. قال: أيهما أحب اليك أن تركب ؟ قلت: الحمار، قال: فان الحمار أوفقهما لي، قلت: انما كرهت أن أركب البغل وأن تركب أنت الحمار قال: فركب الحمار وركبت البغل، ثم سرنا حتى خرجنا من المدينة، فبينا هو يحدثني إذا نكب على السرج مليا، فظننت أن السرج آذاه أو ضغطه، ثم رفع رأسه. قلت: جعلت فداك ما أرى السرج الا وقد ضاق عنك، فلو تحولت على البغل فقال: كلا ولكن الحمار اختال، فصنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ركب حمارا يقال له: عفير، فاختال فوضع رأسه على القربوس ما شاء الله ثم رفع رأسه ثم قال: يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي. في عكرمة مولى ابن عباس 387 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني ابن ازداد ابن المغيرة، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن ] وفي القاموس: أو الاسكاف كل صانع سوى الخفاف فانه الا سكف بالفتح، أو الاسكاف النجار وكل صانع بحديدة، وموضعان أعلى وأسفل بنواحي النهروان من عمل بغداد نسب اليهما علماء والحاذق بالامر (1).
________________________________________
1) القاموس: 3 / 153 (*)
________________________________________
[ 478 ]
[ زرارة، قال، قال أبو جعفر عليه السلام: لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته، قيل لابي عبد الله عليه السلام: بم ذا ينفعه ؟ قال: كان يلقنه ما انتم عليه، فلم يدركه أبو جعفر عليه السلام ولم ينفعه. قال الكشي: وهذا نحو ما يروى لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا، لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب ضده. في مالك بن أعين الجهنى 388 - حمدويه بن نصير، قال: سمعت علي بن محمد بن فيروزان القمي، يقول: مالك بن أعين الجهنى هو ابن أعين، وليس من أخوة زرارة وهو بصري. في ناجية بن عمارة الصيداوي 389 - حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن لجية ؟ قال: هو نجية واسم آخر أيضا ناجية بن أبي عمارة الصيداوي، قال: ] في ناجية بن عمارة الصيداوي الشيخ - رحمه الله تعالى - في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام قال. ناجية بن أبي عمارة (1). والحسن بن داود أيضا نقل عن خط الشيخ ناجية بن أبي عمارة الصيداوي (2). وهو يكنى أبا حبيب واياه يعنون حيث يقولون في الاسانيد عن أبي حبيب الاسدي، قد اسندت ذلك من الصدوق أبي جعفر بن بابويه - رضوان الله تعالى عليه - في مسندة الفقيه (3) والرجل معروف عندهم بجلالة القدر. وقد حققنا حاله في المعلقات على الاستبصار (4) في باب الرعاف ينقض الوضوء
________________________________________
1) رجال الشيخ: 138 2) رجال ابن داود: 358 3) مشيخة الفقيه: 4 / 62 4) التعليقة على الاستبصار المطبوع في اثنى عشر رسالة للسيد: 7. (*)
________________________________________
[ 479 ]
[ وأخبرني بعض ولده أن أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: انج نجية فسمي بهذا الاسم. ] أم لا. والذين أدركوا عصرنا جميعا كانوا عن ذلك من الغافلين، فإذا تلي عليهم أبو حبيب الاسدي وقيل: من هو، ظلوا فيه من الجاهلين. قوله (ع): انج نجية انج بهمزة الوصل المضمومة من نجى ينجو نجاءا بالمد، بمعنى أسرع يسرع اسراعا، أو بهمزة القطع المفتوحة من باب الافعال للصيروة والدخول وفي نسخة " نج " بالتشديد من باب التفعيل للمبالغة لا للتعدية، أي كن سريعا مسرعا ذا اسراع ومسارعة شديدة ومسابقة تامة الى الخير، ويقال للبعير السريع: ناج، وللناقة السريعة: نجية. قال في الصحاح: نجوت نجاءا ممدودا، أي أسرعت وسبقت، والناجية والنجية الناقة السريعة تنجو بمن ركبها والبعير ناج، وبنو ناجية قوم من العرب، والنسبة إليهم ناجية، تحذف منه الهاء والياء، ونجوت فلانا إذا استنكهته (1). أو من نجوت من كذا أنجو نجاءا بالمد ونجاة بالقصر بمعنى خلصت منه خلاصا والصدق منجاة ومخلص، ومنه نوح عليه السلام " نجى الله " فعيل بمعنى مفعول، ومعناه من أنجاه الله، أي كن ناجيا من الناجين وفائزا من الفائزين يا نجية، والتاء فيه للمبالغة. فهذا الحديث يدل على حسن حال ناجية الصيداوي أبي حبيب الاسدي وارتفاع منزلته، وأيضا من المقرر عندهم أن أبا عمرو الكشي إذا ذكر أحدا من الرجال ولم يرو فيه ذما ولانقل فيه طعنا، فذلك آية جلالة الرجل ودليل تزكيته، قاله شيخنا الشهيد في الذكرى في الحكم بن مسكين وقد أوردناه فيما قد سلف.
________________________________________
1) الصحاح: 6 / 2501 (*)
________________________________________
[ 480 ]
[ حمدويه بن نصير: قال: الصيدا بطن من بني أسد، قال: وكان رجل من أصحابنا يقال له: نجية القواس، وليس هو بمعروف. ] قوله: كان رجل من أصحابنا يقال له نجية القواس يعني أن نجية القواس على أن يكون رجلا آخر غير ناجية بن عمارة الصيداوي ليس هو بمعروف، كيف وقد قال فيما سيأتي من بعد في ترجمة نجية بن الحارث طي أصحاب الكاظم عليه السلام، حمدويه قال محمد بن عيسى: نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق على بن يقطين (1). وفي التهذيب وغيره من أصول كتب الاخبار في باب العمرة: نجية عن أبي جعفر عليه السلام (2)، وفي باب الخمس نجية القواس قد استأذن عليه - أي على أبي جعفر عليه السلام - فاذن له فدخل فجثا علي ركبتيه ثم قال: جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسألة، والله ما أريد بها الافكاك رقبتي من النار فكأنه رق له، فاستوى جالسا فقال: يا نجية سلني فلا تسألني اليوم عن شئ الا أخبرتك به الحديث (3). وقد أخرجه متنا جدي المحقق أعلى الله مقامه في رسالته الخراجية، وفي باب الخمس أيضا في الكافي والتهذيب وسائر الاصول عن ابن أبي عمارة وهو ناجية ابن أبي عمارة الصيداوي الاسدي عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام. وبالجملة هو معروف الرواية مكثار الحديث عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليه السلام، وعن عبيد بن زرارة وعمن في طبقته عن أبي عبد الله عليه السلام. فقد استبان من أصول الحديث ومن كتب الرجال أن ناجية الصيداوي أبا حبيب الاسدي ونجية القواس ونجية بن الحارس القواس جميعا رجل واحد، روى عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليه السلام وعن غير واحد من رجالهما، وأنه هو الشيخ الكوفي
________________________________________
1) رجال الكشى: 452 ط جامعة مشهد و 384 ط النجف الاشرف 2) الاستبصار: 2 / 325 3) التهذيب 4 / 145 (*)
________________________________________
[ 481 ]
[ في عبد الله بن شريك العامري 390 - حدثنا أبو صالح خلف بن حماد الكشي، قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني علي بن الحكم، عن علي بن المغيرة، عن ابي جعفر عليه السلام قال: كاني بعبدالله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذوابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا اهل البيت في أربعة آلاف مكرون ومكرورون. 391 - عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني سألت الله في اسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، انه يكون ] الصادق صديق علي بن يقطين. وقد ذكره الشيخ أيضا في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام (1) وفاقا لابي عمرو الكشي في كتابه. فاما قول الحسن بن داود: نجبة - بالنون والجيم المفتوحتين والباء المفردة - ابن الحارث " لم - كش " كوفي صادق صديق علي بن يقطين (2). فمن باب الغلط في الضبط والتغبيب في الفحص. ونحن قد فصلنا حق القول في المعلقات على الفقيه، وفي المعلقات على الا ستبصار، فليتثبت. في عبد الله بن شريك العامري قوله (ع): في لحف الجبل اللحف - بالكسر - أصل الجبل قاله في القاموس (3).
________________________________________
1) رجال الشيخ: 362 2) رجال ابن داود: 358 3) القاموس: 3 / 195 (*)
________________________________________
[ 482 ]
[ أول منشور في عشرة من أصحابه، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه. 392 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف بابن التاجر، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن عقبة بن بشير، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: لما هزم أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام الناس يوم الجمل، قال: لا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جرحى، ومن أغلق بابه فهو آمن. فلما كان يوم صفين قتل المدبر واجهز على الجرحى، قال أبان بن تغلب: قلت لعبدالله بن شريك: ما هاتان السيرتان المختلفتان ؟ فقال: ان أهل الجمل قتل طلحة والزبير وان معاوية كان قائما بعينه وكان قائدهم. في اسماعيل بن الفضل الهاشمي 393 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، أن اسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة. ] قوله (ع): ولا تجهزوا على جرحى في المغرب: أجهز على الجريح إذا أسرع قتله وجرحه رجل، وأجهز عليه آخر عبارة عن اتمام القتل (1). وفي القاموس: جهز على الجريح كمنع، وأجهز أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه (2).
________________________________________
1) المغرب: 1 / 101 2) القاموس: 2 / 171 (*)
________________________________________
[ 483 ]
[ في ثوير بن ابى فاختة 394 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال حدثني محمد بن عباد بن بشير، عن ثوير بن أبي فاختة قال: خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاص، وابن قيس الماصر، والصلت بن بهرام، وكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا: أنظر الان فقد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها، عن ثلاثين كل يوم، وقد قلدناك ذلك. ] وفى بعض النسخ " فلا تجيزوا " و " أجاز " (1) مكان ولا تجهزوا وأجهز والمعنى واحد. في ثوير بن أبى فاخته قوله رحمه الله: عمرو بن ذر القاص (2) في مختصر الذهبي: عمرو بن ذر الهمداني، عن أبيه وسعيد بن جبير ومعاذ، وعنه ابن مهدي وأبو نعيم والفريابي، ثقة بليغ واعظ صالح، لكنه مرجئ مات سنة 156. و " ابن قيس " اسمه عطية ذكره الذهبي أيضا. وفي جامع الاصول: الصلت بن زييد بن أخي كثير بن الصلت الكندي، روى عن سليمان بن يسار، وروى عنه مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة. الصلت بفتح الصاد وسكون اللام وبتاء فوفها نقطتان، وزييد بضم الزاي وفتح الياء تحتها نقطتان وسكون ياء أخرى مثلها، وكثير ضد قليل ويسار بالسين المهملة. قوله: فقد حزرنا (3) باهمال الحاء المفتوحة وتخفيف الزاي والراء أخيرا من الحزر وهو التقدير
________________________________________
1) كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد. 2) وفى المطبوع من الرجال: القاضى. 3) وفى المطبوع من الرجال: حررنا باهمال الرائين.
________________________________________
[ 484 ]
[ قال ثوير: فغمني ذلك حتى إذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا على أبي جعفر عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك ابن ذر، وابن قيس الماصر، والصلت صحبوني، وكنت أسمعهم يقولون: قد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها فغمني ذلك. فقال أبو جعفر عليه السلام: ما يغمك من ذلك فإذا جاؤا فاذن لهم، فلما كان من غد دخل مولى لابي جعفر عليه السلام فقال: جعلت فداك بالباب ابن ذر ومعه قوم، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثوير قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا، فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر عليه السلام يستفتيهم الا حاديث واقبلوا لا يتكلمون. فلما رأى ذلك أبو جعفر عليه السلام قال لجارية له يقال لها سرحة: هاتي الخوان، فلما جائت به فوضعته، فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمدالله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده ؟ قال: إذا وضع ذكر الله وإذا رفع حمدالله. قال: ثم اكلوا، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: اسقيني فجائته بكوز من أدم فلما صار في يده، قال: الحمدلله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا الكوز حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده ؟ قال يذكر اسم الله عليه إذا شرب ويحمد لله إذا فرغ، ولا يشرب من عند عروته ولامن كسران كان فيه. قال: فلما فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الاحاديث فلا يتكلمون، فلما رأى ذلك أبو جعفر عليه السلام قال: يا ابن ذر ألا تحدثنا ببعض ما سقط اليكم من حديثنا ؟ قال: بلى يا ابن رسول الله، قال: أني تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الاخر كتاب الله وأهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا. ] والتخمين، أي أربعة آلاف على التخمين. قوله (ع): هاتى الخوان الخوان بالكسر ككتاب ما يؤكل عليه الطعام، والجمع خون واخونة.
________________________________________
[ 485 ]
[ فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ابن ذر فإذا لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ما خلفتني في الثقلين فماذا تقول له ؟ قال: فبكي ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته، ثم قال: أما الاكبر فمزقناه وأما الاصغر فقتلناه. فقال أبو جعفر عليه السلام: اذن تصدقه يا ابن ذر، لا والله لاتزول قدم يوم القيامة حتى يسأله عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، وعن حبنا أهل البيت. قال: فقاموا وخرجوا، فقال أبو جعفر عليه السلام لمولى له أتبعهم فانظر ما يقولون، قال: فتبعهم ثم رجع، فقال: جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر: على هذا خرجنا معك ؟ فقال: ويلكم ما أقول، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز. ] قاله في المغرب وفي القاموس (1)، وبالضم أيضا كغراب. قوله (ع): ما خلفتني في الثقيلن باللام المخففة بعد الخاء المعجمة، أي كيف كنت خلافي وبعدي في رعاية التمسك بهما وتأدية حقوقهما ؟ أكنت لي فيهما خلفا بالتحريك أو خلفا بالتسكين ؟ وفي حديث: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، قال صلى الله عليه وآله: فانظروا كيف تخلفوني فيهما (2). قال شارح المشكاة: ومعنى التمسك بالقرآن العمل بما فيه وهو الايتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم، وفي قوله " اني تارك فيكم " اشارة الى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه يوصي الامة بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الاب المشفق الناس في حق أولاده.
________________________________________
1) القاموس: 4 / 220 2) رواه أحمد في مسنده: 5 / 181 والترمذي في صحيحه 13 / 200 والطرائف: 113 (*)
________________________________________
[ 486 ]
[ في أبى هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عليه السلام. 395 - حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: حدثني أبو هارون، قال: كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين، فلما علم انقطاعي الى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أخرجني من داره. قال: فمر بي أبو عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا هارون بلغني أن هذا أخرجك من داره ؟ قال: قلت نعم، جعلت فداك، قال: بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى، والدار إذا تلي فيها، كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء تعرف من بين الدور. ] ويعضده الحديث السابق في الفصل الاول: أذكر كم الله في أهل بيتي، كما يقول الاب المشفق: الله الله في حق أولادي، ومعنى كون أحدهما أعظم من الاخر أن القرآن هو أسوة للعترة وعليهم الاقتداء به، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه. ولعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن وايجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى " (1) فانه تعالى جعل شكر انعامه واحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر، فكأنه صلوات الله عليه يوصي الامة بقيام الشكر، وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران. فمن أقام العمل بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة فيهما لن يفترقا فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض، فيشكرا صنيعه عند رسول الله صلى الله عليه وآله فحينئذ هو بنفسه يكافيه، والله تعالى يجازيه بالجزاء الاوفى. ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه على العكس، وعلى هذا التأويل
________________________________________
1) سورة الشورى: 23 (*)
________________________________________
[ 487 ]
[ في محمد بن فرات 396 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه حدثني الحسن ابن احمد المالكي، عن جعفر بن فضيل، قال: قلت لمحمد بن فرات، لقيت أنت الاصبغ ؟ قال: نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا، قال له أبي: حدثنا بحديث سمعتة من أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: سمعته يقول: على المنبر: أنا سيد الشيب وفي سنة من ايوب وليجمعن الله لي شملي كما جمعه لايوب، قال: فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الاصبغ بن نباتة، قال: فما مضى بعد ذلك الا قليل حتى توفي رحمة الله عليه. ] حسن موقع قوله " فانظروا كيف تخلفوني فيهما " والنظر بمعنى التأمل والتفكر أي تأملوا واستعملوا الروية في استخلافي اياكم هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء انتهى كلام شرح المشكاة بألفاظه. في محمد بن فرات قوله: طوالا طال طولا بالضم امتد فهو طويل، وطوالا أيضا بالضم كغراب قاله في القاموس (1). قوله (ع): أنا سيد الشيب الشيب بكسر الشين واسكان الياء المثناة من تحت والباء الموحدة أخيرا على الجمع. قال في المغرب: الشيب بياض الشعر عن الاصمعي وغيره، والرجل أشيب على غير قياس والجمع شيب (2).
________________________________________
1) القاموس: 4 / 9 2) المغرب: 1 / 294 (*)
________________________________________
[ 488 ]
[ قال: محمد بن فرات: رأيت عباية بن ربعي، وهو يحدث قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا قسيم النار، أقول هذا لك وهذا لي، قال، قلت لمحمد ابن فرات: ابن كم كنت ذلك اليوم ؟ قال: كنت غلاما ألعب بالكرة مع الصبيان. 397 - محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسين بن أحمد المالكي، وعلي ابن ابراهيم بن هاشم، وعلي بن الحسين بن موسى، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن فرات، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزو جل " وتقلبك في الساجدين " (1) قال: في اصلاب النبيين، وفي رواية الحسن ابن أحمد قال: من صلب نبي الى صلب نبي. في ابى هارون المكفوف 398 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا بعض اصحابنا، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام زعم أبو هارون المكفوف أنك قلت له ان كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد، وان كنت تريد الذي خلق ورزق فذاك محمد بن علي، فقال: كذب علي عليه لعنة الله، والله مامن خالق الا الله وحده لا شريك له، حق ] وفي الاساس: شيبه الحزن وأشابه وبدأ فيه الشيب والمشيب وشاب شيبة ورجل أشيب وقوم شيب ويقال: شيب شائب، ومن المجاز شابت رؤس الا كام، ورأيت الجبال شيبا، يريد بياض الصقيع (2) والثلج (3). وفي التنزيل الكريم " فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا " (4).
________________________________________
1) سورة الشعراء: 219 2) الصقيع البرد الشديد المحرق للنبات " منه قدس سره ". 3) أساس البلاغة: 342 4) سورة المزمل: 17 (*)
________________________________________
[ 489 ]
[ على الله أن يذيقنا الموت، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية. في المغيرة بن سعيد 399 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي. حدثنا محمد ابن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى وأبو يحيى الواسطي، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد. 400 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، والحسن بن موسى، قالا: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا ولعن الله من ازالنا عن العبودية لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا. 401 - حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث، وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الاحاديث ؟ فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله فانا إذا حدثنا، قلنا قال الله عزوجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله. قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها ]
________________________________________
[ 490 ]
[ من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام. وقال لي: ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام لعن الله ابا الخطاب، وكذلك اصحاب ابي الخطاب يدسون هذه الا حديث الى يومنا هذا في كتب اصحاب ابي عبد الله عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، انا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا انت اعلم وما جئت به، فان مع ] في المغيرة بن سعيد قوله (ع): يدسون الدس الدفن والاخفاء يقال: دس الشئ في التراب، كل شئ أخفيته تحت شئ وأدرجته في مطاويه فقد دسسته فيه، واندس الشئ اندفن واختفى. قوله (ع) فيتناقض كلامنا كماقد قال عز من قائل في تنزيله الكريم " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " (1). قوله (ع): ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا فهم صلوات الله عليهم جميعا في منزلة نفس واحدة وأحاديثهم وخطبهم وادعيتهم على سبيل واحد، سيروي الكشي رحمه الله في الجزء السادس توقيعا خرج من أبي محمد عليه السلام لاسحاق بن اسماعيل من مدارج البلاغة في أقصاها، ومن مراتب الحكمة على قصياها، كأنه بعينه كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي هو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.
________________________________________
1) سورة النساء: 82 (*)
________________________________________
[ 491 ]
[ كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لاحقيقة معه ولانور عليه فذلك من قول الشيطان. 402 - وعنه عن يونس، عن هشام بن الحكم، انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه وكان اصحابه المستترون بأصحاب ابي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها الى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها الى ابي ثم يدفها الى اصحابه ويامرهم ان يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب اصحاب أبي من الغلو فذاك مادسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم. 403 - وبهذا الاسناد: عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن الحسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام يوما لاصحابه: لعن الله المغيرة ابن سعيد، ولعن يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق. ان المغيرة كذب على أبي عليه السلام، فسلبه الله الايمان، وأن قوما كذبوا علي، مالهم أذاقهم الله حر الحديد، فوالله ما نحن الا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولانفع وان رحمنا فبرحمته، وأن عذبنا فبذنوبنا، والله مالنا على الله من حجة، ولا معنا من الله برائة، وانا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون، وموقوفون، ومسئولون، ويلهم مالهم لعنهم الله فلقد آذوا الله وآذوا رسوله صلى الله عليه وآله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي (صلوات الله عليهم). ] قوله (ع): ويأمرهم أن يبثوها بفتح ياء المضارعة وضم الباء الموحدة وتشديد الثاء المثلثة من البث: النشر والتفريق. قوله (ع): ولا معنا من الله برائة برائة بالمد أي خط وسند وصك للنجاة والفوز، ومنه في كتب الفروع بيع البراآت أي الخطوط والتوقيعات الديوانية للوظائف والارتزاقات، وتقال لليلة
________________________________________
[ 492 ]
[ وها انا ذا بين أظهر كم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم، وأنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ الى الله مما قال في الا جدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوبنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف ؟ وهم يروني خائفا وجلا، استعدي الله عليهم وأتبرأ الى الله منهم. أشهدكم اني امرؤ ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وما معي برائة من الله، ان أطعته رحمني وان عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه. 404 - محمد بن الحسن، عن عثمان بن حامد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان للحسن عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسين عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان المختار يكذب على علي بن الحسين عليه السلام، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي. ] النصف من الشعبان: ليلة البرائة، إذ فيها تكتب الاجال والارزاق. قال في المغرب: بري من الدين والعيب برائة، ومنها البرائة لخط الابراء والجمع البراآت بالمد، والبروات عامي، وابرأته جعلته بريئا من حق لي عليه، وبرأه الله من كذا أي صحح وأظهر برائته منه. قوله (ع): أبرء الى الله قول القائل: برئت اليك من كذا، مطوية فيه من الابتدائية، فكأنه مصبوب في قالبه، بدأت البرائة من كذا مني وانتهت اليك، ونحوه أحمد الله اليك أي أنهي اليك حمدالله، وكذلك أبرأ الى الله من كل حول وقوة غير حول الله وقوته. قوله (ع): لو ابتلوا بنا بضمات ثلاث في همزة الوصل وتاء الافتعال واللام لصيغة الجمع على ما لم يسم فاعله.
________________________________________
[ 493 ]
[ 405 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ومعه رجل ممن يقول: ان الارواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي، فرجعت الى أبي ولم أمض، فقال: يا بني لقد أسرعت، فقلت: يا أبة اني رأيت المغيرة مع فلان. فقال أبي: لعن الله المغيرة قد حلفت أن لايدخل علي ابدا. وذكرت ان رجلا من اصحابه تكلم عندي ببعض الكلام ؟ فقال هو: اشهد الله ان الذي حدثك لمن الكاذبين، واشهد الله ان المغيرة عند الله لمن المدحضين. ثم ذكر صاحبهم الذي بالمدينة: فقال: والله ما رأه ابي، وقال: والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي، وذكرت لهم ان فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا، قال، ثم قال: ألا يأتوني فأخبرهم. ] والمعنى: انا لو أمرناهم بمثل ذلك - على فرض المحال - فكانوا هم مبتلون بذلك ممنوين، اما بمخالفتنا والرد علينا، واما بقبوله منا والوقوع في البدعه وفي ادخال ما ليس من السنة في السنة، لكان من الواجب عليهم أن لا يقبلوه منا. فكيف ؟ وانا نحن لفي استعاذة بالله تعالى من أمثال ذلك، وفي تبرئ الى الله سبحانه من أمثالهم وأشباههم، وهم يروننا خائفين وجلين مرعوبين من الله عزوجل مستعدين الله عليهم فيما يكذبون علينا ويسندون الينا من الاستعداء بمعنى طلب الانتقام والاعانة. قال في المغرب: استعدى فلان الامير على من ظلمه، أي استعان به، فاعداه الامير عليه أي أعانه ونصره، ومنه فمن رجل يعديني، والعدوى اسم من الاستعداء والاعداء، فعلى الاول طلب المعونة والانتقام، وعلى الثاني المعونة نفسها. وفي المغرب: ونستعدي الامير إذا ظلمنا * فمن يعدي إذا ظلم الامير
________________________________________
[ 494 ]
[ 406 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي خالد القماط، عن سليمان الكناني، قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: هل تدري ما مثل المغيرة ؟ قال، قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم، قلت: ومن بلعم ؟ قال: الذي قال الله عزوجل " الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " (1). 407 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا ابن المغيرة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال قال، يعني أبا عبد الله عليه السلام: ان أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب. أما المغيرة: فانه يكذب على أبي - يعني أبا جعفر عليه السلام - قال: حدثه أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلوة، وكذب والله، عليه لعنة الله: ماكان من ذلك شئ ولاحدثه. وأما أبو الخطاب: فكذب علي، وقال اني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له: القنداني، والله أن ذلك لكوكب ما أعرفه. 408 - قال الكشي: كتب الي محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثني الفضل، قال حدثني أبي، عن علي بن اسحاق القمي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لايدخل المغيرة وأبو الخطاب الجنة الا بعد ركضات في النار. في الزيدية 409 - حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن عمر، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية ؟ فقال: لا تتصدق عليهم بشئ، ولا تسقهم من الماء ان استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب.
________________________________________
1) سورة الاعراف: 175 (*)
________________________________________
[ 495 ]
[ 410 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حكى منصور، عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء. 411 - محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام عن هذه الاية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب. 412 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أحد أجهل منهم يعني العجلية، ان في المرجئة فتيا وعلما، وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم. في أبى الجارود زياد بن المنذر الاعمى السرحوب 413 - حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا، ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية، سماه بذلك أبو جعفر عليه السلام، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب. 414 - اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني موسى بن بشار الوشاء، عن أبي بصير، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عزوجل ان كان قلب قلب ابالجارود، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي. 415 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن اسماعيل عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل أبو الجارود ! أما والله لا يموت الا تائها. 416 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف،
________________________________________
1) سورة الغاشية: 3 (*)
________________________________________
[ 496 ]
[ عن أبي القاسم الكوفي، عن الحسين بن محمد بن عمران، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام كثير النواء، وسالم بن أبي حفصة، وأبا الجارود، فقال: كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله، قال قلت: جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون ؟ قال: كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك، ويسمعون حديثنا فكيذبون به. ] في أبى الجارود زياد بن المنذر الاعمى قوله: عن أبى القاسم الكوفى حيثما أطلق أبو القاسم الكوفي في الاسانيد، فهو سعيد بن أحمد بن موسى الغراء الصدوق الثقة، وقد يقال: أبو القاسم الكوفي ويرادبه حميد بن زياد، ولكن لا يكاد يسعهما هذا الاسناد، لتقدم العباس بن معروف عليهما في الطبقة جدا. فقد ذكره الشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام وقال: العباس بن معروف قمي ثقة صحيح الحديث مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الاشعري (1). وكثيرا ما يقول أبو عمرو الكشي في هذا الكتاب أبو القاسم الكوفي، ويعني به معاوية بن عمار الدهني البجلي، وبه تستقيم هذه الطبقة فهو المتعين في هذا الاسناد. والشايع في الكافي والتهذيب والاستبصار في التعبير عنه بالتكنية أبو القاسم البجلي أو أبو القاسم مجردا عن التوصيف والتقييد. و " الحسين بن محمد بن عمران " هذا ليس هو الحسين بن محمد بن عامر ابن عمران الاشعري القمي الثقة الذي هو أحد أشياخ أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه، يروي عنه ويجعله صدر السند في جامعة الكافي كثيرا، وذلك أمر ظاهر وان كان يخفى على غير الممارس، ويلتبس على غير المتمهر. بل هو الحسين بن محمد بن عمران الكوفي، ذكره الشيخ رحمه الله تعالى
________________________________________
1) رجال الشيخ: 382 (*)
________________________________________
[ 497 ]
[ 417 - حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله المزخرف، عن أبي سليمان الحمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لابي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته يا أبا الجارود وكان والله أبي امام أهل الارض حيث مات لا يجهله الا ضال، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك. قال: فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له أليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله عليه السلام مرتين ؟ قال: انما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام. في هارون بن سعد العجلى ومحمد بن سالم بياع القصب 418 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الحسن بن علي الخزار، عن علي بن عقبة، قال: حدثني داود بن فرقد قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي الى ربي تعالى حاجة، فهجرت فيها الى المسجد، وكذلك كنت أفعل إذا عرضت لي الحاجة، فبيناها أنا أصلي في الروضة إذا رجل على رأسي، فقلت: ممن الرجل ؟ قال: من اهل الكوفة، قال، فقلت ممن الرجل ؟ فقال: من أسلم، قال، قلت: ممن الرجل ؟ قال: من الزيدية. قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم ؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قال، قلت: يا أخا اسلم رأس العجلية، اما سمعت الله عزوجل يقول " ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا " (1) ] في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام (2). قوله: عن أبى سليمان الحمار باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم، اسمه داود بن سليمان، ذكرناه سابقا
________________________________________
1) سورة الاعراف: 152 2) رجال الشيخ: 170 (*)
________________________________________
[ 498 ]
[ وانما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب. 419 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني وكتب به الي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية، قال: أخبرنا عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية، عن ابي الجارود وكان رأس الزيدية، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ أقبل زيد بن علي عليه السلام فلما نظر إليه أبو جعفر عليه السلام قال: هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم، ومنزل عمرو ابن خالد كان عند مسجد سماك، وذكر ابن فضال أنه ثقة. ] في ترجمة عوف العقيلي. في هارون بن سعد قوله (ع): بأوتارهم جمع الوتر بتاء المثناة من فوق بين الواو والراء بمعنى الموتور، وهو من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وترا وترة، ويقال أيضا: وتره حقه بمعنى نقصه، وفي التنزيل الكريم " ولن يتركم " (1) أي لن ينقصكم في أعمالكم قاله في الصحاح والقاموس (2). وفي المغرب: وترته قتلت حميمه وأفردته منه. ويقال: وتره حقه إذا نقصه ومنه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله بالنصب. وبالمعنين في زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشورا " والوتر الموتور " والمراد من الطلب بأوتارهم المطالبة بدمائهم وبحقوقهم والقيام بثاراتهم، أي يقتل قتلتهم.
________________________________________
1) سورة محمد (ص): 35 2) الصحاح: 2 / 843 والقاموس: 2 / 152. (*)
________________________________________
[ 499 ]
[ في سعيد بن منصور 420 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسين، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ فان زيدا كان يشربه عندنا ؟ قال: ما أصدق على زيد أنه يشرب مسكرا، قال: بلى قد شربه قال: فان كان فعل فان زيدا ليس بنبي، ولا وصي نبي، انما هو رجل من آل محمد يخطي ويصيب. في أبى الضبار 421 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن عاصم بن عمار، عن نوح بن دراج، عن أبي الضبار، وكان من أصحاب زيد بن علي عليهما السلام. في البترية 422 - حدثني سعد بن صباح الكشي، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن فضيل، عن أبي عمر سعد الحلاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق الى المغرب، ما أعز الله بهم دينا. والبترية هم أصحاب كثير النوا، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد. وهم الذين دعوا الى ولاية علي عليه السلام، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر، ويثبتون لهما امامتهما، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير، ويرون الخروج مع بطون ولد علي ابن أبي طالب، يذهبون في ذلك الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه الامامة. ]
________________________________________
[ 500 ]
[ في سالم بن أبى حفصة 423 - محمد بن ابراهيم، قال: حدثني محمد بن علي القمي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن زرارة، عن سالم ابن أبي حفصة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: عند الله يحتسب مصابنا برجل كان إذا حدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو عبد الله عليه السلام قال الله تعالى: ما ] في سالم بن أبى حفصه قوله: عند الله يحتسب مصابنا اما بياء المضارعة المضمومة على البناء لما لم يسم فاعله، أو بنون المتكلم مع الغير من الاحتساب بمعنى الاعتداد به في الاجر، وجعله مما يدخر أجره ومثوبته، وكأنه عني بالرجل الذي إذا حدث قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله أبا جعفر الباقر عليه السلام. قال في المغرب: احتسب بالشئ اعتد به وجعله في الحساب، ومنه احتسب عند الله خيرا إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر عند الله. ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا اي صام وهو مؤمن بالله ورسوله ويحتسب صومه عند الله (1). وكلام أبي عبد الله وذكره عليه السلام الحديث القدسي مغزاه أن الصدقة التي يتلقفها تعالى بيده تلقفا، أعم من الصدقة القولية أو الفعلية أو المالية، ومما في العلم والدين أو في العمل والدنيا. ومنه في الحديث عنه صلى الله عليه وآله لمن كان يصلى منفردا " من يتصدق عليه " يعني بالايتمام به في صلاته، بل ان أعظم الصدقة وأفضلها ما يكون في العلم والدين. فالعالم الذي ينشر العلم والحديث ويحدث ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله هو أكرم المتصدقين عند الله عزوجل، فيكون المصاب به والدعاء له من أفضل ما يحتسب عند الله فليعرف.
________________________________________
1) المغرب: 1 / 122 (*)
________________________________________
[ 501 ]
[ من شئ الا وقد وكلت به غيري الا الصدقة فاني اتلقفها بيدي لقفا، حتى أن الرجل والمرأة ليتصدق بتمرة أو بشق تمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه أو فصيله، فيلقاه يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد. 424 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن ابن أبي بصير، عن الحسن بن موسى، عن زرارة، قال: لقيت سالم بن أبي حفصة، فقال لي: ويحك يا زرارة ان أبا جعفر قال لي: أخبرني عن النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو معترضا ؟ قال: فأخبرته أنه ينبت قائما. قال: فأخبرني عن ثمر كم حلو هو ؟ وسألني عن حمل النخل كيف يحمل ؟ فأخبرته. ] قوله تعالى: فانى اتلقفها بيدي لقفا لقفه كسمعه، ولقفا بالتسكين ولقفانا محركة تناوله بسرعة قاله في القاموس (1) والتلقف تفعل منه. وفي المغرب: تلقفت الشئ إذا أخذته من يدرام رماك به، ومنه تلقف من فيه كذا إذا حفظه. قوله تعالى: كما يربي الرجل فلوه في المغرب: الفلو المهر والجمع أفلاء، كعدو وأعداء وفي الصحاح: الفلو بتشديد الواو المهر، لانه يفتلي أي يفطم، وقد قالوا للانثى: فلوة كما قالوا عدو وعدوة، والجمع أفلاء مثل عدو وأعداء، وفلاوي أيضا مثل خطايا وأصله فعائل وقد ذكرناه في الهمزة، ويقال أيضا فلوته إذا ربيته (2). وربما يقال للصبي أيضا فلو كما قال في القاموس: فلا الصبي والمهر فلوا وفلاءا عزله عن الرضاع أو فطمه كافلاه وافتلاه، والفلو بالكسر كعدو وسمو
________________________________________
1) القاموس: 3 / 196 2) الصحاح: 6 / 2456 (*)
________________________________________
[ 502 ]
[ وسألني عن السفن تسير في الماء أو في البر ؟ قال: فوصفت له انها تسير في البحر ويمدونها الرجال بصدورهم، فأتم بامام لايعرف هذا، قال: فدخلت الطواف وأنا ] الجحش والمهر فطما أو بالغا السنة، جمع افلاء وفلاوي (1) والفصيل ولد الناقة إذا فصل عن أمه، والجمع فصلان بالضم وفصال بالكسر (2). قوله: فأتم في طائفة من النسخ " تأتم " على المضارع للخطاب من الايتمام، وفي عضة منها " أتأتم " بهمزة الاستفهام قبل الفعل، وفي بعضها " فأتم " على صيغة الامر منه وادخال الفاء عليها. قلت: ولعمر الحبيب أن سالم بن أبي حفصة في البلادة وكلال الفطانة لعريض القفا، لم يحم حول سر كلام أبي جعفر عليه السلام ومعناه، ولم يهتد لسمت سبيله ومغزاه. " فالنخل عندكم بالعراق " تعبير عن أهل العراق، لما بين الانسان والنخل من كمال المناسبة وشدة المشابهة. ومن هناك في الحديث: أكرموا عمتكم النخلة. و " نباتة قائما أو معترضا " كناية عن نشو المرء مستقيما في الدين أو معوجا في الاعتقاد. وثمركم، عبارة عن أبنائكم وأولادكم، كما قد ورد في تفسير قوله عز من قائل " ونقص من الاولاد والانفس والثمرات " (3). و " حلو " هو سؤال عن حلاوة المذهب والسلامة عن مرارة فاكهة السيرة وبشاعة طعم العقيدة.
________________________________________
1) القاموس: 4 / 375 2) القاموس: 4 / 30 3) سورة البقرة: 155 (*)
________________________________________
[ 503 ]
[ مغتم لما سمعت منه، فلقيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بما قال لي، فلما حاذينا الحجر الاسود، قال: اله عن ذكره فانه والله لا يؤل الى خير أبدا. ] و " السفن " بضمتين أو باسكان الفاء بعد السين المضمومة جمع السفينة، المراد الائمة الحجج صلوات الله عليهم، لقوله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح (1). والسؤال عن " سيرها في الماء أو في البر " معناه أنهم عليهم السلام عندكم أهل العراق مطاعون في الحكم، أو معطلون عن الاتباع والاطاعة. قوله: وأنا مغتم لما سمعت منه كان زرارة رحمه الله تعالى أيضا كان طفيف القسط من توقد الفطنة والتفطن لدخلة الاسرار والا فما وجه الاغتمام لذلك. قوله (ع): اله بكسر همزة الوصل وسكون اللام وفتح الهاء على صيغة الامر، من لهي عن الشئ يلهي عنه، كرضي يرضي، لهيا ولهيانا، إذا غفل عنه وسلا وترك ذكره، وألهاه عن كذا شغله عنه، ولهي بالشئ يلهي به كرضي به يرضي، إذا أحبه وشده به عن غيره. قال في الصحاح: تقول: اله عن الشئ أي اتركه، وفي الحديث في البلل بعد الوضوء اله عنه، وكان ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد لهى عن حديثه أي تركه وأعرض عنه، الاصمعي: اله عنه ومنه بمعنى، وأما لهوت بالشئ ألهو لهوا فمعناه لعبت به وتلهيت به مثله، وفلان لهو بتشديد الواو على فعول (2). وقوله عليه السلام " والله لا يأول " أي لا يرجع سالم الي خير أبدا، من آل الى كذا أولا إذا رجع والمال المرجع.
________________________________________
1) رواه ابن المغازلى في المناقب 132 وراجع كتاب الطرائف: 132. 2) الصحاح: 6 / 2487 (*)
________________________________________
[ 504 ]
[ 425 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال، قيل لابي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، ان سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تكلم على سبعين وجها لك من كلها المخرج ؟ قال، فقال: ما يريد سالم مني أيريد أن أجئ بالملئكة فوالله ما جاء بها النبيون، ولقد قال ابراهيم اني سقيم، والله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال ابراهيم: بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ولقد قال يوسف: انكم لسارقون، والله ما كانوا سارقين وما كذب. 426 - ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن حكيم، وعباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، قال: سالم بن أبي حفصة كان مرجيا 427 - وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني العبيدي، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن فضيل الاعور، قال: حدثني أبو عبيدة الحذاء، قال: أخبرت أبا جعفر عليه السلام بما قال سالم بن أبي حفصة في الامام، فقال: ويل سالم ياويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام، ان منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون. 428 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، قال: حدثني فضيل الاعور، عن أبي عبيدة الحذاء، قال قلت لابي جعفر عليه السلام: ان سالم ابن أبي حفصة يقول لي: ما بلغك أنه من مات وليس له امام كانت ميتته ميتة جاهلية ؟ فأقول بلي. فيقول من امامك ؟ فأقول ائمتي آل محمد عليه وعليهم السلام. فيقول: والله ما اسمعك عرفت اماما، قال أبو جعفر عليه السلام: ويح سالم وما يدري سالم ما منزلة الامام، منزلة الامام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون. وحكي عن سالم: أنه كان مختفيا من بني أمية بالكوفة، فلما بويع لابي العباس خرج من الكوفة محرما فلم يزل يلبي: لبيك قاصم بني امية لبيك، حتى أناخ بالبيت. في سلمة بن كهيل وأبى المقدام وسالم بن أبى حفصة وكثير النواء 429 - سعد بن جناح الكشي، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي ]
________________________________________
[ 505 ]
[ عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان الرواسي، عن سدير، قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء، وجماعة معهم، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهم السلام فقالوا لابي جعفر عليه السلام نتولي عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعداهم ! قال: نعم. قالوا: نتولي ابا بكر وعمر ونتبرأ من اعدائهم ! قال: فالتفت إليهم زيد بن علي قال: لهم اتتبرؤن من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية. في عمر بن رياح 430 - عمر قيل، انه كان أولا يقول بامامة أبي جعفر عليه السلام ثم انه فارق هذا القول وخالف أصحابه، مع عدة يسيرة بايعوه على ضلالته، فانه زعم أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد الية في عام آخر وزعم أنه سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الاول. فقال لابي جعفر عليه السلام: هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي، فذكر انه قال له ان جوابنا خرج على وجه التقية، فشك في امره وامامته. فلقى رجلا من اصحاب ابي جعفر عليه السلام يقال له: محمد بن قيس، فقال اني سألت ابا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابني فيها بجواب، ثم سألت عنها في عام آخر فأجابني فيها بخلاف الجواب الاول، فقلت له: لم فعلت ذلك ؟ قال: فعلته للتقية وقد علم الله أني ما سألته الا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني فيه وقبوله والعمل به، ولا وجه لاتقائه اياي، وهذه حاله. فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه، فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من الحالين غيري، لا، ولكن كان جوابه جميعا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما ] في عمر بن رياح قوله: على وجه التبخيت على التفعيل من البخت بتوحيد الباء واعجام الخاء وتثنية التاء من فوق،
________________________________________
[ 506 ]
[ أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله، فرجع عن امامته. وقال: لا يكون امام يفتي بالباطل على شئ من الوجوه ولا في حال من الاحوال، ولا يكون اماما يفتي بتقية من غير ما يجب عند الله، ولا هو مرخى ستره ويغلق بابه، ولا يسع الامام الا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمال الى سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير. ] بمعنى الجد بفتح الجيم وتشديد الدال وهو الحظ والاقبال في الدنيا والغناء والعظمة. قال في المغرب: البخت الجد والتبخيت والتبكيت، وان تكلم خصمك حتى تنقطع حجته عن صاحب التكملة، وأما قول بعض الشافعية في اشتباه القبلة إذا لم يمكنه الاجتهاد صلى على التبخيت فهو من عبارات المتكلمين، ويعنون به الاجتهاد [ الاعتقاد ] الواقع على سبيل الابتداء من غير نظر في شئء (1). وفي الاساس: رجل مبخوت وبخيت مجدود (2) ورجل مجدود وجد ذوجد وهو أجد من فلان، ويقال: أعطي فلان جدا، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضا، وجد في عيني عظم (3). وفي القاموس: البخت الجد معرب والبخيت والمبخوت المجدود (4). قلت: ويقال للحاصل لاعن منشأ معلوم وسبب ظاهر: الكائن بالبخت والاتفاق، والتبخيت أي التبكيت على الخرص والتخمين من غير أصل يقيني وقانون برهاني تفعيل منه، وأما التحنيت بالتاء المثناة من فوق والنون والحاء المهملة على التفعيل من النحت فاحتمال تصحيفي وتحامل تحريفي فليعلم.
________________________________________
1) المغرب: 1 / 27 2) أساس البلاغة: 30 3) أساس البلاغة: 84 4) القاموس: 1 / 141 (*)
________________________________________
[ 507 ]
[ في تسمية الفقهاء من اصحاب ابي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. 431 - قال الكشي: اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من اصحاب أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الاولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الاسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير الاسدي أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري. في بريد بن معاوية 432 - حدثنا الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد، وعلي بن أسباط، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوتاد الارض، وأعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين. 433 - وبهذا الاسناد: عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط ] في تسمية الفقهاء قوله: اجتمعت العصابة هذا الاجماع الذي نقله أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى هو الحجة المعول عليها عند الاصحاب في استصحاح هؤلاء الستة والحكم بثقتهم وجلالتهم، والمتعين فيه أبو بصير الاسدي يحيى بن أبي القاسم المكفوف. وانما بعضهم قال مكان أبي بصير الاسدي أبو بصير المرادي ليث بن البختري فليتني أشعر ما بال فرق من المتأخرين يعتكسون في باب الاسدي ويقولون فيه بالتضعيف من غير مستند يركن إليه، فلا تكونن من المتعنتين.
________________________________________
[ 508 ]
[ عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني لا حدث الرجل بحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله تعالى، وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي على غير تأويله، اني أمرت قوما، أن يتكلموا ونهيت قوما، فكل يتأول لنفسه يريد المعصية لله تعالى ولرسوله، فلو سمعوا وأطاعوا لاودعتهم ما أودع أبي عليه السلام أصحابه. ان أصحاب أبي عليه السلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا، أعني زرارة، ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القائلون بالصدق، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون. 434 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي محمد القاسم بن عروة، عن أبي العباس البقباق، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، والاحول، أحب الناس الي أحياءا وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم. قال: فلما كان من قابل، قال: أنت الذي تروي علي ما تروي في زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والاحول ؟ قال، قلت: نعم، فكذبت عليك ؟ قال: انما ذلك إذا كانوا صالحين، قلت: هم صالحون. 435 - حدثني محمد بن مسعود، عن جبريل بن احمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا أبا الصباح هلك المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، واسماعيل الجعفي وذكر آخر لم أحفظه. 436 - بهذا الاسناد: عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت ] في بريد بن معاوية قوله (ع) هلك المتريسون المتريسون على التفعل من الرياسة، وفي بعض النسخ " المتربسون " على التفاعل.
________________________________________
[ 509 ]
[ أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن زرارة. 437 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمربن أبان عن عبد الرحيم القصير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: أئت زرارة وبريدا، وقل لهما ما هذه البدعة اما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة ؟ فقلت له: اني أخاف منهما فأرسل معى ليثا المرادي، فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام. فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة، وما شعروا ما يريد، فقال: والله لا أرجع عنها أبدا. 438 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس الي أحياءا وأمواتا، بريد العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والاحول. في أم خالد وكثير النواء وأبى المقدام 439 - علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الحكم ابن عيينة وسلمة وكثيرا وابا المقدام والتمار يعني سالما، أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء، وانهم ممن قال الله عزوجل: " ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين " (1). 440 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: اللهم اني اليك من كثير النواء برئ في الدنيا والاخرة. 441 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءت أم خالد التي كان قطعها
________________________________________
1) سورة البقرة: 8 (*)
________________________________________
[ 510 ]
[ يوسف تستأذن عليه، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرك أن تشهد كلامها ؟ قال، فقلت: نعم جعلت فداك، فقال: اما لا فأدن، قال: فأجلسني على الطنفسة، ثم دخلت فتكلمت فإذا هي أمرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان، فقال لها: توليهما ! قالت: ] في أم خالد وكثير النواء وأبى المقدام قوله (ع): أما لا من باب الحذف للاختصار، أي أما أنا فلا يسرني مخاطبتها ومكالمتها، أو أما إذا كان لابد من ذلك فادن مني. وانما مثل هذا الحذف لكون سياق الكلام متضمنا للدلالة عليه، لان اما فيها معنى الشرط والتفصيل، ولذلك وجب التزام الفاء في جوابها. قوله: الطنفسة في النهاية الاثيرية: قد تكرر في الحديث ذكر " الطنفسة " وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما وبكسر الطاء وفتح الفاء، البساط الذي له حمل رقيق، وجمعه طنافس (1). وفي القاموس: والطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس واحدة الطنافس، للبسط والثياب ولحصير من سعف عرضه ذراع (2). قوله (ع): توليهما قوله عليه السلام " توليهما " كانه من تولى بمعنى ولي أي أدبر، يقال: تولاه وولاه وتولى عنه وولي عنه، إذا أدبر وأعرض عنه وتركه وتخلاه، ومنه في التنزيل الكريم " أفرايت الذي تولى " (3) يعني به عثمان بن عفان.
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 3 / 140 2) القاموس: 2 / 227 3) سورة النجم: 33 (*)
________________________________________
[ 511 ]
[ فأقول لربي إذا لقيته انك أمرتني بولايتهما، قال: نعم. قالت: فان هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب اليك ؟ قال: هذا والله وأصحابه أحب الي من كثير النواء وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون، فلما خرجت، قال: اني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة، اللهم اني اليك من كثير النوا برئ في الدنيا والاخرة. 442 - حدثني محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، قال: يوسف بن عمر هو الذي قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد أم خالد وهي امرأة صالحة على التشيع، وكانت مائلة الى زيد بن على عليهما السلام. وروي عن محمد بن يحيى، قال، قلت لكثير النواء: ما أشد استخفافك بأبي جعفر عليه السلام قال: لاني سمعت منه شيئا لا أحبه أبدا، سمعته يقول: ان الارض السبع تفتح بمحمد وعترته. ] قال في الكشاف: تولى المركز يوم أحد (1). وفي الاساس: ولي عني وتولى (2). وفي القاموس: ولى تولية أدبر كتولي والشئ، وعنه أعرض أو نأى (3). قوله: قالت فان هذا الذي معك يظهر من اعادته السؤال وقولها فان هذا الذي معك الى قولها فأيهما أحب اليك، أنها تشككت في قوله عليه السلام توليهما أنه بمعنى ولايتهما ومحبتهما، أو بمعنى التخلي والاعراض عنهما.
________________________________________
1) الكشاف: 4 / 33 2) أساس البلاغة: 689 3) القاموس: 4 / 402 (*)
________________________________________
[ 512 ]
[ في ميسر وعبد الله بن عجلان 443 - جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن أخويه: محمد وأحمد. عن أبيهم، عن ابن بكير، عن ميسر بن عبد العزيز، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: رأيت كأني على جبل، فيجئ الناس فيركبونه، فإذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل، فينتثرون عنه فيسقطون، فلم يبق معي الا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الاحمر، يعني عبد الله بن عجلان. 444 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: رأيت كاني على رأس جبل، والناس يصعدون عليه من كل جانب، حتى إذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء، وجعل الناس يتساقطون عنه من كل جانب حتى لم يبق عليه منهم الاعصابة يسيرة، يفعل ذلك خمس مرات، وكل ذلك يتساقط الناس عنه وتبقي تلك العصابة عليه، أما أن ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان في تلك العصابة، فما مكث بعد ذلك الا نحوا من سنتين حتى هلك صلوات الله عليه. 445 - حدثني خالد بن حامد الكشي، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني ابن أبي عمير، قال: حدثني يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر، عن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام. وحدثني ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا: قلنا لابي عبد الله عليه السلام ان عبد الله بن عجلان مرض مرضه الذي مات فيه، وكان يقول: اني لا أموت من مرضي هذا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيهات أيهات ان ذهب ابن عجلان لا عرفه الله قبيحا من علمه، ان موسى بن عمران اختار قومه سبعين رجلا، ] ثم قوله عليه السلام في الجواب ثانيا هذا والله وأصحابه أحب الي من كثير النوا وأصحابه كالتنصيص على المعنى المقصود فليعلم.
________________________________________
[ 513 ]
[ فلما أخذتهم الرجفة كان موسى أول من قام منها، فقال: يا رب أصحابي قال: يا موسى اني أبدلك بهم خيرا، قال: رب اني وجدت ريحهم وعرفت أسمائهم، قال ذلك ثلاثا فبعثهم الله أنبياء. 446 - وقال علي بن الحسن: ان ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا وكان ثقة. 447 - ابن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن ميسر، عن أحدهما، قال، قال لي: يا ميسر اني لا ظنك وصولا لقرابتك، قلت: نعم جعلت فداك لقد كنت في السوق وأنا غلام وأجرتي درهمان، وكنت أعطى واحدا عمتي وواحدا خالتي، فقال: أما والله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر. 448 - ابراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الموصلي عن يونس، عن حنان وابن مسكان، عن ميسر، قال، دخلنا على أبي جعفر عليه السلام ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة، فقال أبو جعفر عليه السلام أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك. في بسام 449 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن حديد، قال: حدثني عنبسة ] في ميسر وعبد الله بن عجلان قوله: فذكروا صلة الرحم هذا الحديث والذي قبله وما في معناهما من أحاديث باب البداء، وتحقيق القول هنالك في كتاب نبراس الضياء وفي قبسات حق اليقين وفي الرواشح السماوية وشرح أصول كتاب الكافي (1).
________________________________________
1) التعليقة على كتاب الكافي: 359 المطبوع أخيرا بتحقيقنا وتعاليقنا عليه. (*)
________________________________________
[ 514 ]
[ العابد، قال: كنت مع جعفر بن محمد عليه السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة، حين أتي ببسام واسماعيل بن جعفر بن محمد، فادخلا على أبي جعفر قال: فأخرج بسام مقتولا، وأخرج اسماعيل بن جعفر بن محمد قال، فرفع جعفر رأسه إليه، قال: افعلتها يا فاسق أبشر بالنار. في محمد بن اسماعيل بن بزيع 450 - علي بن محمد، قال: حدثني بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يأمر لي بقميص من قمصه أعده لكفني، فبعث به الي، قال، فقلت له: كيف أصنع به جعلت فداك ؟ قال: انزع ازرارة. في ابى طالب القمى 451 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب القمي، قال: كتبت الى أبي جعفر عليه السلام بأبيات شعر، وذكرت فيها أباه، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس: قد احسنت فجزاك الله خيرا. في عبد الله بن ميمون القداح المكى 452 - حدثني حمدويه، عن ايوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن أبي خالد، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم انتم بمكة ؟ قلت: نحن أربعة، قال: انكم نور في ظلمات الارض. في عبد الله بن أبى يعفور 453 - حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: ما وجدت أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري، الا عبد الله بن أبي يعفور.
________________________________________
[ 515 ]
[ 454 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن: ان ابن أبي يعفور ثقة، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام سنة الطاعون. 455 - محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن شيخ من أصحابنا لم يسمه، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر عبد الله بن أبي يعفور رجل من أصحابنا فنال منه، فقال: مه، قال: فتركه وأقبل علينا. فقال: هذا الذي يزعم أن له ورعا، وهو يذكر أخاه بما يذكره قال: ثم تناول بيده اليسري عارضة فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده، وقال: انها لشيبة سوء ان كنت، انما أتولي بقولكم وأبرئ منهم بقولكم. 456 - محمد بن الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق، قال: تدارء ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الاوصياء علماء أبرار أتقياء، وقال ابن خنيس: الاوصياء أنبياء، قال: فدخلا على أبي عبد الله عليه السلام قال: فلما استقر مجلسهما، قال: فبداهما أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا ابا عبد الله أبرأ ممن قال أنا أنبياء. ] في عبد الله بن أبى يعفور قوله: فنال منه من النيل بفتح النون واسكان الياء المثناة من تحت، يقال: نال من فلان نيلا إذا وقع فيه وعابه وذكر بعض مساويه ومثالبه. وفي المغرب: نال من عدوه أضربه ومنه قوله تعالى " ولا ينالون من عدو نيلا (1) ". قوله: تدارأ بالهمز على التفاعل من الدرء بمعنى الدفع، أي أنهما تناظراو تدافعا في المناظرة.
________________________________________
1) سورة التوبة: 120 (*)
________________________________________
[ 516 ]
[ 457 - حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن حماد الناب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال: وعليه السلام. 458 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن الوشاء عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: شهدت جنازة عبد الله بن أبي يعفور ؟ قلت: نعم، وكان فيها ناس كثير قال: أما أنك سترى فيها من مرجئة الشيعة كثيرا. 459 - ووجدت في بعض كتبي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابن أبي يعفور، قال: كان إذا أصابته هذه الارواح فإذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ فسكن عنه، فدخل على أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه، وانه إذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه، فقال له: لا تشربه، فلما أن رجع الى الكوفة هاج وجعه، فأقبل أهله فلم يزالوا به حتى شرب، فساعة شرب ] قال في المغرب: الدرء الدفع، ومنه كان بين عمر ومعاذ بن عفراء درء أي خصومة وتدافع (1). وفي أساس البلاغة: دارأه دافعه وتدارؤا تدافعوا وتدارؤا في الخصومة وادارؤا (2). وأما تدارا بالف منقلبة عن الياء من التداري، فتفاعل من الدراية بمعنى العلم وهو هاهنا تصحيف. قوله: الحسو بفتح الاولى المهملتين وتشديد الواو اسم لما يتحساه الانسان من الماء والشراب والمرق ونحوها، والحسوة الشئ القليل قاله في القاموس (3).
________________________________________
1) المغرب: 1 / 176 2) أساس البلاغة: 185 3) القاموس: 4 / 317 (*)
________________________________________
[ 517 ]
[ منه سكن عنه. فعاد الى أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يابن أبي يعفور لا تشربه فانه حرام، انما هذا شيطان موكل بك فلو قد يئس منك ذهب. فلما أن رجع الى الكوفة هاج به وجعه أشد ما كان، فأقبل أهله عليه، فقال لهم: لا والله لا أذوق منه قطرة أبدا، فآيسوا منه، وكان يهم على شئ ولا يحلف، فلما سمعوا أيسوا منه، واشتد به الوجع أياما ثم أذهب الله به عنه، فما عاد إليه حتى مات رحمة الله عليه. 460 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثنا محمد نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عدة من أصحابنا. وقال العبيدي: حدثني به أيضا عن ابن عمير أن ابن ابي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله عليه السلام فاختلفا في ذبايح ] وفي الصحاح: حسوت المرق حسوا، ويوم كحسو الطير أي قصير، والحسو على فعول طعام معروف، وكذلك الحساء بالفتح والمد، تقول: شربت حساءا وحسوا ويقال أيضا: رجل حسو للكثير الحسو، وقد حسوت حسوة بالضم أي قدر ما يحسي مرة واحدة (1). قوله: كانا بالنيل كان النهر بالكوفة يسمى بالنيل، لانه كان يمر على قرية يقال لها النيل. قال في المغرب: النيل نهر مصر وبالكوفة نهر يقال له النيل أيضا. وفي القاموس: النيل بالكسر نهر مصر وقرية بالكوفة وأخرى بيزد وبلد بين بغداد وواسط (2).
________________________________________
1) الصحاح: 6 / 2312 2) القاموس: 4 / 62 (*)
________________________________________
[ 518 ]
[ اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا الى أبي عبد الله عليه السلام أخبره، فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلى في أكله اياه. 461 - حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان الواسطي الخزاز قال: حدثنا على بن الحسين العبيدي، قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام الى المفضل بن عمر الجعفي حين مضى عبد الله بن أبي يعفور: يا مفضل عهدت اليك عهدي كان الى عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه، فمضى صلوات الله عليه موفيا لله عزوجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله، وقبض صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه، فولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولامامه منه. فما زال كذلك حتى قبضه الله إليه برحمته وصيره الى جنته، مساكنا فيها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام أنزله الله بين المسكنين مسكن محمد وامير المؤمنين (صلوات الله عليهما) وان كانت المساكن واحدة فزاده الله رضى من عنده ومغفرة من فضلة برضاي عنه. 462 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين الثقفي، قال: حدثني أبو حمزة معقل العجلي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله ] قوله (ع): مساكنا فيها مع رسول الله (ص) " مساكنا " بضم الميم على اسم الفاعل من باب المفاعلة تقول: ساكنتك إذا شاركته في المأوى والمسكن. قال في أساس البلاغة: وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها (1).
________________________________________
1) أساس البلاغة: 304 (*)
________________________________________
[ 519 ]
[ رحمك الله. 463 - أبو محمد الشامي الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما احد أدى الينا ما افترض الله عليه فينا الا عبد الله بن أبي يعفور. 464 - حمدويه، قال: حدثنا ايوب بن نوح، عن محمد بن الفضيل، عن ابي اسامة، قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام لا ودعه، فقال لي: يا زيد مالكم وللناس قد حملتم الناس على ابي، والله ما وجدت احدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا رحمه الله عبد الله بن ابي يعفور، فاني امرته واوصيه بوصيته فاتبع امري واخذ بقولي. في معتب قال الشيخ: هو مولى الصادق عليه السلام. 465 - حدثني حمدويه وابراهيم، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عبد العزيز بن نافع، انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول: هم عشرة يعني مواليه، فخيرهم وافضلهم معتب، وفيهم خائن فاحذروه وهو صغير. 466 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن احمد، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، لا اعلمه الاعن اسحاق بن عمار، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: موالي عشرة، خيرهم معتب، وما يظن معتب الا اني اسحر من الناس. ]
________________________________________
[ 520 ]
في جميل بن دراج ونوح أخيه 467 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا محمد بن حسان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يتلوا هذه الاية " فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " (1) ثم أهوى بيده الينا، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره، فقلنا: أجل والله جعلت فداك لا نكفر بها. 468 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد ] في جميل بن دراج قوله: ثم أهوى الينا بيده أي مد يده أو رفعها مشيرا الينا، فكأنه عليه السلام قال لنا: أنتم ذلك القوم وكلكم الله بها ولستم بكافرين، وهؤلاء الذين يكفرون بها هم عامة النابذين أهل بيت رسول الله عليه وعليهم السلام وراء ظهورهم. قال في المغرب: هوى من الجبل وفي البئر سقط هويا بالفتح من باب ضرب، ومنه فأقبل يهوي حتى وقع في الحصن أي يذهب في انحدار، والاهواء التناول باليد، ومنه أهوى بيده أي جافى يده ورفعها الى الهواء، أو مدها حتى بقي بينها وبين الجنب هواء أي خلاء، ومثله أهوى بخشبة فضربها. وفي الصحاح: وأهوى بيده إليه ليأخذه قال الاصمعي: أهويت بالشئ إذا أو مأت به ويقال: أهويت له بالسيف (2).
________________________________________
1) سورة الانعام: 89 2) الصحاح: 6 / 2538 (*)
________________________________________
[ 521 ]
[ الله عليه السلام قال، قال لي: يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوك. قال محمد بن مسعود: سألت أبا جعفر حمدان بن احمد الكوفي، عن نوح ابن دراج ؟ فقال: كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة، فقيل له: لم دخلت في أعمالهم فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخي جميلا يوما، فقلت له: لم لا تحضر المسجد ؟ فقال: ليس لي ازار. وقال حمدان: مات جميل عن مائة الف. وقال حمدان: كان دراج بقالا وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس، قال: وكان يكتب الحديث وكان أبوه يقول: ] قوله: فقال لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخى يعني فدخلت في أعمال هؤلاء لتكون لي مقدرة فأصل أخي جميلا، أو لئلا أفتقر كما افتقر أخي جميل. قوله: فقال ليس لى ازار وذلك يتضمن الدلالة على مدح جميل، فانه لم يتول القضاء ولم يدخل في أعمال هؤلاء مع شدة احتياجه وفقره، وأغناه الله تعالى من خزائن فضله وجوده حتى مات عن مائة ألف. قوله: وكان نوح مخارجه مخارجه بضم الميم على اسم الفاعل من باب المفاعلة، أي كان نوح مخارج أبيه دراج في الذين. وفي طائفة من النسخ " من الذين يقتتلون " أي يتعاركون ويتشاجرون في العصبية التي تقع بين الشركاء والخصماء في المجالس، فيعارضهم ويساهمهم ويصالحهم على المساهمة من قبل أبيه.
________________________________________
[ 522 ]
[ لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان ثقة. 469 - نصر بن الصباح، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: دخلت على محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدثه انه دخل على جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود فقال: كيف لو رأيت معروف بن خربوذ. في معاذ بن مسلم الهراء النحوي 470 - حدثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا يعقوب بن يزيد، ] وأصل المخارجة في اللغة: المناهدة، أي المناهضة بالحرب والمناهدة أي المساهمة بالاصابع، وذلك أن يخرج هذا من أصابعة ما يشاء والاخر أيضا ما يشاء. والتخارج التناهد وهو اخراج كل واحد من الفرقة نفقة على قدر نفقة صاحبه قاله في الصحاح والقاموس (1). وفي المغرب: عبد مخارج وقد خارجه سيده إذا اتفقا على ضريبة يردها عليه عند انقضاء كل شهر (2). قوله: لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان أي لو فوض إليه القضاء وترك له أي كارجل كان، بالانتصاب على خبر كان أي كان أي رجل، يعني لكان نعم الرجل في القضاء والحكومة والمحاكمة بين الناس. ثم قوله " ثقة " من كلام حمدان، فكأنه قال: كان نوح من الشيعة، وكان قاضي الكوفة، وهو مع ذلك ثقة. في معاذ بن مسلم الهراء النحوي معاذ بن مسلم الهراء بفتح الهاء وتشديد الراء وبالمد النحوي، ذكره الشيخ
________________________________________
1) الصحاح: 1 / 310 والقاموس: 1 / 185 2) المغرب: 1 / 154 (*)
________________________________________
[ 523 ]
[ عن ابن ابي عمير، عن حسين بن معاذ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي ] في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام (1). ثم في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: معاذ بن مسلم الهراء الانصاري النحوي الكوفي أسند عنه (2)، وذكر أيضا معاذ بن مسلم الفراء النحوي. وفي الكشاف: في قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم " أيهم أشد على الرحمن عتيا (3) ": وأيهم أشد بالنصب، عن طلحة بن مصرف وعن معاذ بن مسلم الهراء استاذ الفراء (4). قال صاحب الكشف: قيل له الهراء لانه كان يبيع الثياب الهروية، ونقل عن الانباري أنه كان من موالي محمد بن كعب القرطي، أخذ عنه الكسائي وأخذ الفراء عن الكسائي. وفي الصحاح: وانما قيل معاذ الهراء لانه كان يبيع الثياب الهروية (5). وفي القاموس: هراة بلد بخراسان، وقرية بفارس، والنسبة هروي محركة، ومعاذ الهراء لبيعه الثياب الهروية (6). وقال صاحب المغرب في كتابيه: وتوب هروي بالتحريك ومروي بالسكون منسوب الى هراة ومرو، وهما قريتان معروفتان بخراسان، وعن خواهر زاده هما على شط الفرات، ولم يسمع ذلك لغيره، وفي الاشكال سوى هراة خراسان هراة أخرى هي بنواحي اصطخر من بلاد فارس انتهى كلامه.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 137 2) رجال الشيخ: 314 3) سورة مريم: 69 4) الكشاف: 2 / 520 5) الصحاح: 6 / 2535 6) القاموس: 4 / 403 (*)
________________________________________
[ 524 ]
[ عبد الله عليه السلام قال لي: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس، قال، قلت: نعم وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، أني أقعد في المسجد فيجئ الرجل يسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك، قال، فقال لي: اصنع كذا فاني كذا أصنع. معاذ وعمر ابنا مسلم كوفيان. في عمار بن موسى الساباطى 471 - كان فطحيا، وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال: استوهبت عمارا من ربي تعالى فوهبه لي. نصربن الصباح، قال: حدثني الحسن بن علي بن ابي عثمان السجادة، قال: حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار الساباطي، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أحب أن تخبرني باسم الله تعالى الاعظم. فقال لي: انك لا تقوى على ذلك، قال، فلما الححت قال: فمكانك إذا، ثم قام فدخل البيت هنيهة، ثم صاح بي أدخل، فدخلت، فقال لي: ما ذلك ؟ فقلت: أخبرني به جعلت فداك، قال: فوضع يده على الارض فنظرت الى البيت يدور بي وأخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحكت، فقلت: جعلت فداك حسبي لا أريد ذا. الفطحية 472 - هم القائلون بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد، وسموا بذلك: لانه قيل انه كان أفطح الرأس، وقال بعضهم: كان أفطح الرجلين، وقال بعضهم: انهم نسبوا الى رئيس من أهل الكوفة يقال له: عبد الله بن فطيح. ]
________________________________________
[ 525 ]
[ والذين قالوا بامامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا الى هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم عليه السلام أنهم قالوا: الامامة في الاكبر من ولد الامام إذا مضى، ثم منهم من رجع عن القول بامامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام لم يكن عنده فيها جواب، ولما ظهر منه من الاشياء التي لا ينبغي أن يظهر من الامام. ثم ان عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون الاشذاذا منهم عن القول بامامته الى القول بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام ورجعوا الى الخبر الذي روي: أن الامامة لا تكون في الاخوين بعد الحسن والحسين عليه السلام، وبقي شذاذ منهم على القول بامامته، وبعد أن مات قال بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام. وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لموسى يا بني: ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الامامة بعدي، فلا تنازعه بكلمة فانه أول اهلي لحوقا بي. 473 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان أصحابي أولو النهى والتقى فمن لم يكن من أهل النهى والتقى فليس من أصحابي. 474 - ابن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، عن أبي الصباح الكناني، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نعير بالكوفة فيقال لنا: جعفرية ! قال: فغضب أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: ان أصحاب جعفر منكم لقليل، انما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه. ]
________________________________________
[ 526 ]
[ في أبى محمد هشام بن الحكم 475 - قال الفضل بن شاذان: هشام بن الحكم أصله كوفي، ومولده ومنشؤه بواسط، وقد رأيت داره بواسط، وتجارتة ببغداد في الكرخ، وداره عند قصر وضاح في الطريق الذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج، وعلي بن منصور من أهل الكوفة، وهشام مولى كندة، مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد. ] في أبى محمد هشام بن الحكم قوله: عند قصر وضاح في القاموس والصحاح: الوضاح بالتشديد ككتان الابيض اللون الحسنة والنهار، ولقب جذيمة الابرش ومولى بربري لبني أميه، واليه نسبت الوضاحية (1) جذيمة الابرش هو جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس من الازد كان ملك الحيرة. قوله: في بركة بني زرزر في أكثر النسخ " بني زرزر "، وفي بعضها ابن زرزر (2)، وهو بزاي مضمومة قبل راء ساكنة ثم راء أخرى مضمومة أيضا قبل الراء. في القاموس: زرزر بن صهيب بالضم محدث، والزرازرة البطارقة: جمع زرزار وزربران قرية ببغداد، والزرزار أيضا نبات يصبغ به، والزرزور طائر، وزرزر صوت والرجل دام على أكله (3). قوله: والخلنج " الخلنج " باسكان اللام بين الخاء المعجمعة والنون والجيم أخيرا.
________________________________________
1) القاموس: 1 / 255 والصحاح: 1 / 416 2) وفى المطبوع من الرجال بالنجف: بنى ذر. 3) القاموس: 2 / 38 - 39. (*)
________________________________________
[ 527 ]
[ 476 - وقال أبو عمرو الكشي: روي عن عمر بن يزيد: كان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن دخله على أبي عبد الله عليه السلام ليناظره، فأعلمته أني لا أفعل ما لم أستأذنه فيه، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنته في ادخال هشام عليه، فاذن لي فيه. فقمت من عنده وخطوت خطوات فذكرت ردائته وخبثه، فانصرفت الى أبي عبد الله عليه السلام فحدثته ردائته وخبثه، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمر تتخوف علي، فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت، فخرجت مستحيا الى هشام، فسألته تأخير ] في الصحاح شجر فارسي معرب قال الشاعر: " لبن البخت في قصاع الخلنج " والجمع الخلانج ومثله في القاموس (1). وفي جامع البغدادي: خلنج شجر عظيم وديسيقور يدوس، وعلماء المغرب يقولون: انه كالطرفاء عظما، وصغيرة بقدر القامة، وكأنه يعظم في بلاد الصين والروس وبلغار، بحيث يعمل منه أواني وجفان وتحمل الى البلاد، والنشاب المعمول منه في غاية الجودة. ويسمى الخلنج باليوناني أريقي، وأوراقة، كورق الطرفاء هدبي (2) معتدلة بين الخشونة والليونة، ولها زهر صغير أحمر وأغبر، يخلف حبا كالخردل، ومنه صنف له زهر أبيض، وبالجملة فالشجرة حارة محللة يابسة، ثم ذكر مالها من الخواص والمنافع. قوله: كان ابن أخى هذا قول عمر بن يزيد وهو عم هشام يقول: وكان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية.
________________________________________
1) الصحاح: 1 / 312 والقاموس: 1 / 186. 2) الهدب بالتحريك كل ورق ليس له عرض كورق السرو، والطرفاء وهدب الشجر كفرح طالت أغصانه وأوراقه وتدلت وكذلك أهدبت فهى هدباء " منه ". (*)
________________________________________
[ 528 ]
[ دخوله وأعلمته أنه قد أذن له بالدخول عليه. فبادر هشام فاستأذن ودخل فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه سأله أبو عبد الله عن مسألة فحار فيها هشام وبقي، فسألة هشام أن يؤجله فيها، فاجله أبو عبد الله عليه السلام فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أيامه فلم يقف عليه، فرجع الى أبي عبد الله عليه السلام فأخبره أبو عبد الله عليه السلام بها، وسأله عن مسالة أخرى فيها فساد أصله وعقر مذهبه، فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال، فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي. قال عمر بن يزيد: فسألني هشام أن أستاذن له على أبي عبد الله عليه السلام ثالثا، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لالتقى معه فيه غدا انشاء الله إذا راح النهار، قال عمر: فخرجت الى هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه الى الموضع الذى سماه. ] قوله: وسأله عن مسألة أخرى أي فسأل عليه السلام هشاما عن مسألة أخرى فيها فساد أصل هشام وعقر مذهبه. باسكان القاف بين المهملة المفتوحة والراء، بمعنى قطعه وهدمه وابطاله ونقضه. وفي نسخة " فسأل أجله وعقد مذهبه " (1) أي فهشام سأله عليه السلام أجله الذي أجله اياه في المسألة الاولى، وعقد مذهبه وعدم نقضه وابطاله الى ذلك الاجل، وكأنه تصحيف فاسد. قوله (ع): إذا راح النهار أي إذا زالت الشمس. في القاموس: الرواح العشي أو من الزوال الى الليل (2). وأكثر النسخ (3) مصحفة النون بالياء والراء بالواو تسقيما وتحريفا.
________________________________________
1) وفى المطبوع من الرجال: فساد أصله وعقد مذهبه. 2) القاموس: 1 / 225 3) كما في المطبوع من الرجال. (*)
________________________________________
[ 529 ]
[ ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما ؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله عليه السلام الى الموضع الذي كان سماه له فبينا هو، إذا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل على بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني: هالني منظره وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا اتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من مناطقته. ووقف علي أبو عبد الله عليه السلام مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا وتحيرا، فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسارحتى دخل بعض السكك في الحيرة. وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عزوجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل. قال عمر: فانصرف هشام الى أبي عبد الله عليه السلام وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كلهم، والحمد الله. ] قوله: هالنى منظره من الهول يقال: أمر هائل، وقد هالني يهولني هولا وهولني تهويلا، وهول الامر عندي جعله هائلا، وفلان ركب أهوال البحر وتهاويله وأرعبني بهمزة القطع افعال من الرعب، وهو الخوف والفزع والدهش. قوله: مليا أي زمانا طويلا غير قصير. قوله: وتيقنت أن ما أصابني من هيبته ويقرب من ذلك أن أبا عبد الله الذهبي مع شدة عناده وكمال تبالغه في العتو والعصبية قال في ميزان الاعتدال وفي مختصره: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الصادق أبو عبد الله، احد الائمة الاعلام، بر صادق كبير الشأن، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد.
________________________________________
[ 530 ]
[ قال: فاعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها، فامتنع من الاستعانة بالاطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فأجابهم إليه، فادخل عليه جماعة من الاطباء، فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ: سأله فقال يا هذا هل وقفت على علتي ؟ فمن بين قائل يقول لا، وبين قائل يقول: نعم، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها، فإذا أخبره كذبه ويقول علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول: علتي قرح القلب مما أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه فأقرح قلبه ذلك حتى مات رحمه الله. 477 - أبو عمرو الكشي قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي، قال: أخبرني محمد بن همام البغدادي أبو علي، عن اسحاق بن أحمد النخعي، قال: حدثني أبو حفص الحداد وغيره، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة، وأحب أن يغري به هارون ويضريه على القتل. ] قال أبو حنيفة: ما رايت أفقه منه وقد دخلني له من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور في موكبه، مات " 148 " وله ثمان وستون سنة انتهى كلامه. قوله: قد وجد على هشام بن الحكم شيئا أي غضب عليه يقال: وجد على فلان موجدة ووجدانا أيضا بمعنى غضب واشتد عليه في الغضب. و " شيئا " مفعول مطلق لامن بابه، أي شيئا من الموجدة غير طفيف، و " من " الابتدائية بمدخولها متعلقة بقد وجد. أي كانت موجدتة على هشام من جهة أن هشاما كان يطعن على الفلاسفة. قوله: ويضريه باعجام الضاد من باب الافعال، أو من باب التفعيل، يقال: أضراه بكذا أو عليه اضراءا، وكذلك ضراه به أو عليه تضرية، إذا أغراه به أشد الاغراء، أي أولعه
________________________________________
[ 531 ]
[ قال: وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيى بن خالد في أرث النبي صلى الله عليه وآله فنقل الى هارون فأعجبه، وقد كان قبل ذلك يحيى يشرف امره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من آذائه، ] به غاية الولوع، ويقال: سبع ضار وقد ضري الكلب بالصيد وعلى الصيد ضراوة تعوده، وأضراه صاحبه اضراءا وضراه تضرية. قال في أساس البلاغة: ومن المجاز ضري فلان بكذا أو على كذا لهج به، وأضريته به وضريته عليه (1). وروى الصدوق أبو جعفر بن بابويه في الفقيه في باب ركوب بدنة الهدي وحلابها عن أبي عبد الله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: ان ضلت راحلة رجل ومعه بدنة ركبها غير مضر ولا مثقل (2). بتسكين الضاد المعجمة وتخفيف الراء من الاضراء، أو بالضاد المفتوحة والراء المشددة من التضرية. وقد فصلنا القول فيه في المعلقات على الفقيه وفي المعلقات على الدورس. قوله: يشرف أمره بالراء المشددة والفاء على التفعيل من الشرف، وهو الرفعة والعلو أي يرفعه ويعليه ويفخمه ويعظمه، أو بالقاف من الشروق بمعنى الظهور والطلوع والاضاءة والانارة، أي يظهره ويكشفه ويجليه ويبينه. قوله: يعزم عليها من اذائه مدخول " من " المبينة أو المبعضة أو الاتصالية إذا تعلقت بالاشياء المعزوم عليها أو الابتدائية إذا تعلقت بالعزم عليها.
________________________________________
1) أساس البلاغة: 376 2) من لا يحضره الفقيه: 2 / 300 (*)
________________________________________
[ 532 ]
[ فكان ميل هارون الى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام ] أما " أذاته " بفتح الهمزة قبل الذال المعجمة وتثنية التاء من فوق بعد الالف على المصدر أو على الاسم كالانائة، يقال: اذاه يؤذيه أذى وأذاة وأذية. قال في القاموس: ولا تقل ايذاء (1). وأما أذائه بالهمزة مكان التاء والمد أولا وأخيرا على افعال في جمع أذى بالفتح، كما الامعاء في جمع معى، والاناء في جمع أنى، بالفتح عند الاخفش. قال في المغرب: الاذى ما يؤذيك وأصله المصدر، وقوله تعالى " عن المحيض قل هو أذى " (2) أي هو شئ يستقذر (3)، كأنه يؤذي من يقربه نفرة وكراهة، والتأذي أن يؤثر فيه الاذى (4). وفي الصحاح: وآناء الليل ساعاته، قال الاخفش: واحدها انى مثال معى قال: وقال بعضهم: واحدها اني وانو، يقال: مضى انيان من الليل وانوان (5). وفي القاموس: المعا بالفتح وكالي من أعناج البطن، وقد يؤنث، جمع أمعاء. (6). قوله: وكان ميل هارون الى هشام يعني أن ميل هارون الى هشام وانعطاف قلبه إليه أحد الامور التي غيرت قلب يحيى على هشام، حسدا عليه مخافة أن يستعمله هارون في الوزارة وتعدية " غيرت " ب‍ " على " لتضمين معنى الحقد والضغن اياه.
________________________________________
1) القاموس: 4 / 298 2) سورة البقرة: 222 3) في المصدر: مستقذر 4) المغرب: 1 / 12 5) الصحاح: 6 / 2273 6) القاموس: 4 / 391. (*)
________________________________________
[ 533 ]
[ فشيعه عنده، وقال له: يا أمير المؤمنين اني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم ] قوله: فشيعه (1) باعجام الشين وتشديد الياء واهمال العين من باب التفعيل والتشديد للنسبة، أي نسبه الى التشيع ورماه بالرفض عند هارون. وفي طائفة من النسخ " فشيئه " بالهمزة مكان العين، يقال: شيأ الله وجهه إذا دعوت عليه بالقبح، قاله في مجمل اللغة. وفي أساس البلاغة: غلام مشيأ مختلف الخلق كان فيه من كل شئ شيئا، وشيأ الله خلقه (2). وأما شيأ الله كذا فمن تشئ الشئ، أي أبدعه وخلقه وجعله شيئا، وقولهم شيأه على كذا معناه حمله على الاقدام به. في القاموس: المشيأ كمعظم المختلف الخلق المختلة، وشيأته على الامر حملته عليه، والله وجهه قبحه (3). وفي نسخة عتيقة " فسيئه " باهمال السين تفعيلا من السئ على ظاهر اللفظ، وان كان أصله سيوءا على فيعل كما في حيز وصيب، لا فعلا كبيع وخير. قوله: قد استبطنت أمر هشام أي تعرفت باطن أمره واستكشفت دخلة سره، ويقال: بطنت هذا الامر عرفت باطنه، واستبطنت بمعناه، وفي أسماء الله الحسنى " الباطن " قيل: هو العالم بما بطن، وقيل: المحتجب بكبرياء عزه وجلاله عن أبصار الخلائق وأوهامهم، فلا يدركه البصر ولا يحيط به عقل ولا يبلغ الى طوار جنابه وهم وفطانة.
________________________________________
1) وفى المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: فسبه، وبالنجف: فشنعه. 2) أساس البلاغة: 342 3) القاموس: 1 / 20 (*)
________________________________________
[ 534 ]
[ أن لله في أرضه اماما غيرك مفروض الطاعة، قال: سبحان الله، قال: نعم، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج، وانما كنا نرى أنه ممن يرى الالباد بالارض. فقال هارون ليحيى: فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهم، لا يفطنون بي، ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي، قال: فوجه يحيى فاشحن المجلس من المتكلمين، وكان فيهم ضرار بن عمرو، وسليمان بن جرير، وعبد الله بن يزيد الاباضي، وموبذان موبذ، ورأس الجالوت. قال، فتسألوا وتكافوا وتناظروا وتناهوا الى شاذ من مشاذ الكلام، كل يقول لصاحبه لم تجب ويقول قد أجبت، وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام، إذ لم يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك لعله كان أصابها هشام بن الحكم. ] قوله: وانما كنا نرى أنه ممن يرى الخ أي كنا نظن أن هشاما ممن رأيه الالباد بالارض، يقال: ألبد بالمكان البادا أقام، وألبد الرجل لا يفارق منزله، وكذلك لبد بالارض لبودا، قاله في مجمل اللغة. وفي القاموس: لبد كنصر وفرح لبودا ولبدا أقام ولزق كالبد (1). والمراد هنا القعود عن الخروج والمجاهدة ولزاق المقام ولزامه وأما الباد البصر في الصلاة فمعناه الزامه موضع السجود من الارض، فان ذلك امارة خشوع القلب. قوله: وتناهوا الى شاذ من مشاذ الكلام مشاذ الكلام بفتح الميم واعجام الشين وتشديد الذال المعجمة، تقال: لشواذ الاقوال ونوادرها، كما تقال: مداق النكات لدقايقها وغوامضها. تقول: كلمة شاذة وقول شاذ ورواية شاذة، إذا كانت مخالفة لما تقتضيه الاصول والقوانين، ويذهب إليه السواد الاعظم من العلماء المراجيح.
________________________________________
1) القاموس: 1 / 334 (*)
________________________________________
[ 535 ]
[ فلما أن تناهوا الى هذا الموضع، قال لهم يحيى بن خالد: ترضون فيما بينكم هشاما حكما ؟ قالوا: قد رضينا أيها الوزير فانى لنا به وهو عليل، قال يحيى: فأنا أوجه إليه فأسأله أن يتجشم المجيئ، فوجه إليه فأخبره بحضورهم، وأنه انما منعه أن يحضره أول المجلس اتقاء عليه من العلة، فان القوم قد اختلفوا في المسائل والاجوبة، وتراضوا بك حكما بينهم، فان رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل. فلما صار الرسول الى هشام: قال لي: يا يونس قلبي ينكر هذا القول، ولست آمن أن يكون هيهنا أمر لا أقف عليه، لان هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير علي لامور شتى، وقد كنت عزمت ان من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص الى الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم المسجد، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون - يعني يحيى بن خالد -. قال: فقلت: جعلت فداك لا يكون الا خيرا، فتحرز ما أمكنك، فقال لي: يا يونس أترى أتحرز من أمر يريد الله أظهاره على لساني أنى يكون ذلك، ولكن قم بنا على حول الله وقوته. فركب هشام بغلا كان مع رسوله، وركبت أنا حمارا كان لهشام، قال: فدخلنا المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين، قال: فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم وجلس قريبا منه، وجلست أنا حيث انتهى بي المجلس. قال: فأقبل يحيى على هشام بعد ساعة، فقال: ان القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر، لا لان تناظر بل لان نأنس بحضورك إذ كانت العلة تقطعك عن المناظرة وأنت بحمد الله صالح ليست علتك بقاطعة عن المناظرة، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم. ] وفي عضة من النسخ " مقال الكلام " (1) بتشديد اللام من القل بالكسر، بمعنى النواة التي تنبت ضعيفة منفردة، والاقلال بمعنى قلة الجدوى والجدة.
________________________________________
1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد. (*)
________________________________________
[ 536 ]
[ قال: فقال هشام للقوم: ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة ؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها على هشام. قال: ثم ان يحيى بن خالد قال لهشام: انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم، ولكن ان رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لامام، وان الامامة في آل الرسول دون غيرهم ؟ قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا يعترض فيكتسب المناظرة والخصومة. ] قوله: انا قد غرضنا من المناظرة باعجام الغين المفتوحة وكسر الراء قبل الضاد المعجمة من باب فرح، من الغرض بالتحريك بمعنى القلق والضجر والملال أي تضجرنا ومللنا وتبرمنا من المناظرة والمجادلة. ومن لم يعلم ذلك صحفها باهمال العين، ثم حرفها بادخال همزة القطع عليها فضبطها " أعرضنا " (1) من باب الافعال، فغشي هذا التسقيم في طائفة من النسخ. قال في المغرب: وأما ما في المنتقى، رجل قالت له أمرأته أبغضتك وعرضت منك، فالصواب غرضت بالغين المعجمة وكسر الراء، من قولهم: غرض فلان من كذا، إذا مله وضجر منه، قال أبو العلاء: اني غرضت من الدنيا فهل زمني * معط حياتي لغر بعد ما غرضا والجوهري في الصحاح والفيروز آبادي في القاموس حسبا أنه قد جاء الغرض بمعنى الشوق أيضا، فيقال غرضت إليه بمعنى اشتقت إليه، كما يقال: غرض بالمقام يغرض غرضا، إذا مل وتضجر وقلق (2).
________________________________________
1) كما في الرجال المطبوع بالنجف الاشرف. 2) الصحاح: 3 / 1093 والقاموس: 2 / 338. (*)
________________________________________
[ 537 ]
[ فقال: ان اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل عليه أن يتحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها الى فراغك ولا يقطع عليك كلامك، فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال، واختصرنا منه موضع الحاجة. فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للامام، قال يحيى لسليمان بن جرير: سل أبا محمد عن شئ من هذا الباب، فقال سليمان لهشام: أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة ؟ فقال هشام: نعم. قال: فان أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه ؟ فقال هشام: لا يأمرني. قال: ولم إذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن تطيعه ؟ قال هشام: عد عن هذا فقد تبين فيه الجواب. قال سليمان: فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه ؟ فقال هشام: ويحك لم أقل لك أني لا أطيعه فتقول ان طاعته مفروضة، انما قلت لك لا يامرني. قال سليمان: ليس أسألك الا على سبيل سلطان الجدل ليس على الواجب أنه لا يأمرك، فقال هشام: كم تحول حول الحمى، هل هو الا أن أقول لك ان أمرني فعلت، فينقطع أقبح الانقطاع، ولايكون عندك زيادة، وأنا أعلم بما تحت قولي ] قلت: وليس بصحيح بل الصواب ماقاله علامة زمخشر في أساس البلاغة: غرضت الى لقائك عدي ب‍ " الى " لتضمينه معنى اشتقت وحننت (1). والتقدير ضجرت وقلقت مشتاقا الى لقائك. قوله: فلم يأمرك في حال تطيعه الظرف اما متعلق ب‍ " لم "، أي لم هو يأمرك وأنت في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه، أي مرة تطيعه ومرة لا تطيعه، وهو عندك مفروض الطاعة في الحالين جميعا. أو بيأمرك أي لم يأمرك في الحالين وما فائدة الامر في حال لا تطيعه.
________________________________________
1) أساس البلاغة: 448 (*)
________________________________________
[ 538 ]
[ وما إليه يؤل جوابي، قال، فتمعر هارون، وقال هارون: قد أفصح. وقام الناس، واغتنمها هشام فخرج على وجهه الى المدائن. قال: فبلغنا أن هارون قال ليحيى: شد يدك بهذا وأصحابه، وبعث الى أبي الحسن موسى عليه السلام فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الاسباب، وانما اراد يحيى ان يهرب هشام، فيموت مختفيا مادام لهارون سلطان، قال: ثم صار هشام الى الكوفة وهو بعقب علته، ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه الله. قال، فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون، فقال النوفلي: ترى هشاما ما استطاع أن يعتل ؟ فقال ابن ميثم: بأي شئ ] قوله: فتمعر هارون وفي نسخة " فتمغر وجه هارون " وهو اما باهمال العين يقال معر وجهه كذا غيظا فتمعر قاله في القاموس والصحاح (1) ومجمل اللغة تمعر لونه عند الغضب تغير. واما بالغين المعجمة أي احمر وجهه غضبا وغيظا، والمغرة بالتسكين وبالتحريك الطين الاحمر، والامغر الاحمر الشعر، والجلد على لون المغرة والذي في وجهه حمرة في بياض. وفي القاموس: المغرة محركة والمغرة بالضم لون ليس بناصح الحمرة أو شقرة بكدرة (2). قوله: ما استطاع أن يفتك [ أن يعتل خ ل ] يفتك بالفاء والكاف المشددة افتعالا من الفك، أي ما استطاع الى الافتكاك عن عقدة الاعضال سبيلا. أو " يعتل " باهمال العين وتشديد اللام على الافتعال من العلة والاعتلال بالامر،
________________________________________
1) الصحاح: 2 / 818 2) القاموس: 2 / 135 وفيه ليس بناصع. (*)
________________________________________
[ 539 ]
[ يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله ؟ قال: يعتل بان يقول الشرط علي في امامته أن لا يدعو أحدا الى الخروج حتى ينادي مناد من السماء، فمن دعاني ممن يدعي الامامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام، وطلبت من اهل هذا البيت ممن لا يقول أنه يخرج ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق. فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة، ومتى كان هذا في عقد الامامة، انما يروي هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام اجدل من ان يحتج بهذا، على انه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته انت، انما قال: ان امرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلانا دون فلان، كما تقول: ان قال لي طلبت غيره فلو قال هارون له وكان المناظر له: من المفروض الطاعة ؟ فقال له انت، لم يمكن ان يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل اعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت انت تكلمت به. ] والتعلل به، عبارة عن اتخاذه علة لتحقيق المطلب المقصود اثباته، أو لابطال القول المطلوب نقضه فليعرف. قوله: وطلبت من أهل هذا البيت " من " مبعضة، أي وطلبت بعض أهل هذا البيت ممن لا يقول الخ. قوله: هذا من حديث الخرافة اما بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء على الجمع كالحطابه والحمارة، أي حديث أصحاب الخرف، وهو فساد العقل من الهرم أو من علة وآفة. أو بضمها والراء المخففة قالوا: خرافة كثمامة اسم رجل من عذرة، وهي قبيلة في اليمن كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله قد استهوته الجن، كما تزعم العرب، فلما رجع كان يحدث بما رأى منها، فكذبوه حتى قالوا لمالا يمكن حديث خرافة، واتخذوه مثلا من الامثال.
________________________________________
[ 540 ]
[ قال: ثم قال علي بن اسماعيل الميثمي: انا لله وانا إليه راجعون على ما يمضي من العلم ان قتل، فلقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا. 478 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه القمي قال: حدثني بعض المشايخ ولم يذكر اسمه، عن علي بن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: جاءني محمد بن اسماعيل بن جعفر يسألني أن اسال أبا الحسن موسى عليه السلام أن ياذن له في الخروج الى العراق، وأن يرضى عنه ويوصيه بوصية، قال: فتجنبت حتى دخل المتوضأ وخرج، وهو وقت كان يتهيا لي أن أخلوا به واكلمه. قال: فلما خرج قلت له: ان ابن اخيك محمد بن اسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج الى العراق وأن توصيه، فاذن له عليه السلام فلما رجع الى مجلسه: قام محمد بن اسماعيل وقال: يا عم احب أن توصيني فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، فقال: لعن الله من يسعى في دمك. ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: " وخرافة حق " يعني ما يحدث ويخبر به عن الجن. قلت: وهاهنا ليس يتأتى الوجه الاخير، بل المتعين هو الاول لمكان الالف واللام. قال في الصحاح: والراء فيه مخففة، ولا تدخله الالف واللام لانه معرفة، الا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل (1). قوله: انا الله وانا إليه راجعون على ما يمضى من العلم ان قتل يعني ان قتل هشام يمضي معه العلم ويموت بموته، فانا لله وانا إليه راجعون على ما يمضي معه من العلم ويفوت بفواته ان قتل أو مات، فلقد كان عضدنا وشيخنا واستاذنا. وذلك لان علي بن اسماعيل الميثمي كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه، كما كان يونس بن عبد الرحمن أيضا خريجه وتلميذه.
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1349 (*)
________________________________________
[ 541 ]
[ ثم قال: يا عم أوصني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، قال، ثم ناوله أبو الحسن عليه السلام صرة فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها محمد ثم ناوله أخرى فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها، ثم اعطاه صرة اخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده، فقلت له في ذلك واستكثرته فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته. قال: فخرج الى العراق، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل، واستأذن على هارون، وقال للحاجب، قل لامير المؤمنين أن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب، فقال الحاجب: انزل أولا وغير ثياب طريقك وعد لادخلك إليه بغير أذن، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت، فقال: أعلم امير المؤمنين اني حضرت ولم تأذن لي. فدخل الحاجب واعلم هارون قول محمد بن اسماعيل فأمر بدخوله، فدخل، وقال، يا امير المؤمنين خليفتان في الارض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج، فقال: والله، فقال: والله، قال: فأمر له بمائة ألف درهم، فلما قبضها وحمل الى منزلة، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات، وحول من الغد المال الذي حمل إليه. ] قوله: أخذته الذبحة هي باعجام الذال المضومة وفتح الباء الموحدة واهمال الحاء، داء أو ورم في الحلق من الدم يهلك سريعا. وفي النهاية الاثيرية: الذبحة بفتح الباء، وقد تسكن، وجع يعرض في الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس فتقتل (1). وفي القاموس: الذبحة كهمزة وعنبة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقل (2).
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 2 / 154 2) القاموس: 1 / 220 (*)
________________________________________
[ 542 ]
[ وروى موسى بن القاسم البجلي: عن علي بن جعفر، قال: سمعت أخي موسى عليه السلام قال: قال أبي لعبدالله: أخي، اليك ابني أخيك فقد ملآني بالسفه فانهما شرك شيطان يعني: محمد بن اسماعيل بن جعفر، وعلي بن اسماعيل، وكان عبد الله أخاه لابيه وأمه. 479 - وحدثني محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن يونس، قال: قلت لهشام انهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث اليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم، فابيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف كان سبب هذا ؟ وهل أرسل اليك ينهاك عن الكلام أولا ؟ وهل تكلمت بعد نهيه أياك ؟ فقال هشام: انه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الاهواء، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب على الناس، فقال يونس: قد سمعت هذا الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة، ومرة أخرى بمدينة الوضاح. فقال ان ابن المقعد صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتى قال في كتابه: وفرقة منهم يقال لهم الزرارية، وفرقة منهم يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة يقال لها اليعفورية، ومنهم فرقة اصحاب سليمان الاقطع، وفرقة يقال لها الجواليقية. قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم هشام ليونس ان أبا الحسن عليه السلام بعث إليه فقال له: كف هذه الايام عن الكلام فان الامر شديد، قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الامر، فهذا الذي كان من أمره وانتهائي الى قوله. 480 - وبهذا الاسناد: قال: وحدثني يونس، قال: كنت مع هشام بن الحكم في مسجده بالعشي، حيث أتاه سالم صاحب بيت الحكمة، فقال له: ان يحيى ابن خالد يقول: قد أفسدت على الرافضة دينهم، لانهم يزعمون أن الدين لا يقوم الا ]
________________________________________
[ 543 ]
[ بامام حي، وهم لا يدرون أن امامهم اليوم حي أو ميت، فقال هشام عند ذلك: انما علينا أن ندين بحياة الامام انه حي حاضرا كان عندنا، أو متواريا عنا حتى يأتينا موته، فما لم يأتنا موته فنحن مقيمون على حياته، ومثل مثالا. فقال: الرجل إذا جامع أهله أو سافر الى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان فعلينا أن نقيم على حياته حتى يأتينا خلاف ذلك، فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا الكلام، فقصه على يحيى بن خالد، فقال يحيى: ما ترانا صنعنا شيئا، فدخل يحيى على هارون فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر فلم يلبث الاشهرين أو أكثر، حتى مات في منزل محمد وحسين الحناطين. فهذا تفسير أمر هشام، وزعم يونس: ان دخول هشام على يحيى بن خالد وكلامه مع سليمان بن جرير بعد أن أخذ أبو الحسن عليه السلام بدهر، إذ كان في زمن المهدي، ودخوله الى يحيى بن خالد في زمن الرشيد. 481 - حدثني ابراهيم الوراق السمرقندي، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: قولوا لهشام يكتب الي بما يرد به القدرية، قال: فكتب إليه يسأل القدرية أعصى الله من عصى لشئ من الله، أو لشئ كان من الناس، أو لشئ لم يكن من الله ولا من الناس ؟ ؟. قال: فلما دفع الكتاب إليه، قال لهم: ادفعوه الى الجرمي، فدفعوه إليه، فنظر فيه ثم قال: ما صنع شيئا، فقال أبو الحسن عليه السلام: ما ترك شيئا. قال أبو أحمد: وأخبرني أنه كان الرسول بهذا الى الصادق عليه السلام. ] قوله: إذا جامع أهله أو سافر عطف على جامع، أي إذا كان الرجل مجتمعا مع أهله أو سافر الى مكة أو توارى عنا ببعض الحيطان.
________________________________________
[ 544 ]
[ 482 - حدثني حمدويه، قال، حدثني محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى عن علي بن يونس بن بهمن، قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ان أصحابنا قد اختلفوا ! فقال: في أي شئ اختلفوا فيه احك لي من ذلك شيئا ؟ قال: فلم يحضرني الا ما قلت، جعلت فداك من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال زرارة: ان الهواء ليس بشئ وليس بمخلوق، وقال هشام: ان الهواء شئ مخلوق، قال، فقال لي: قل في هذا بقول هشام، ولا تقل بقول زرارة. 483 - وحدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي، قال: حدثني جعفر بن عيسى، قال: قال موسى بن الرقي لابي الحسن الثاني عليه السلام: ] قوله: قال موسى بن الرقى قال ابن الاثير في جامع الاصول: موسى بن مروان الرقي البغدادي، نزل الرقة وحدث بها عن المعافي بن عمران الموصلي وأبي معاوية الضرير، روى عنه عبد الله بن يزيد القطان الرقي وغيره، مات بالرقة سنة ست وأربعين ومأتين. وفي مختصر الذهبي: موسى بن مروان البغدادي، عن أبي المليح والمعافي ابن عمران، وعنه الفريابي، صدوق مات " 246 ". وفي القاموس: الرقة كل أرض الى جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد، ثم ينضب، جمع رقاق، وبلد على الفرات، واسطة ديار ربيعة وأخرى غربي بغداد، وقرية أسفل منها بفرسخ، وبلد بقوهستان وموضعان آخران (1). وفي بعض نسخ الكتاب " المرقي " مكان رقي (2). في القاموس: المرق بالتحريك قرية بالموصل (3). وفي أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام في الجزء السادس من الكتاب جرى
________________________________________
1) القاموس: 3 / 237 2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد. 3) القاموس: 3 / 283 (*)
________________________________________
[ 545 ]
[ جعلت فداك روى عنك... وأبو الاسد انهما سألاك عن هشام بن الحكم ؟ فقلت: ضال مضل شرك في دم أبي الحسن عليه السلام فما تقول فيه يا سيدي نتولاه ؟ قال: نعم فأعاد عليه نتولاه على جهة الاستقطاع ؟ قال: نعم تولوه نعم تولوه، إذا قلت لك فاعمل به ولا ] ذكر موسى بن صالح وأبي الاسد خصي علي بن يقطين، والموسوم في أصحاب مولانا الرضا عليه السلام جماعة، ولكن الرقي هو موسى بن مروان البغدادي فليعلم. قوله: روى عنك البياض ها هنا في عامة النسخ مكان صالح، لما في الجزء السادس من ذي قبل ان صالحا وأبا الاسد سألا أبا الحسن الرضا عليه السلام. قوله: وأبو الاسود سيرد عليك في الجزء السادس من الكتاب أبو الأسد خصي علي بن يقطين من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام (1). الخصي بفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الياء على فعيل، والمخصي بفتح الميم واسكان المعجمة على اسم المفعول معناهما واحد، أي أحد خصيان على بن يقطين وعبيده ومواليه. وختن مكان خصي تصحيف بعض الجاهلين. قال في المغرب: الخصية واحدة الخصى، وتثنيتها خصيان بغير تاء، وقد جاء خصيتان وخصاه، نزع خصيته يخصيه خصاءا على فعال، والا خصاء في معناه خطأ، وأما الخصي في حديث الشعبي على فعل فقياس وان لم نسمعه، والمفعول خصي على فعيل والجمع خصيان (2). وفي القاموس: خصاه خصاءا سل خصيته فهو خصي ومخصي جمع خصية وخصيان (3).
________________________________________
1) رجال الكشى: 498 ط جامعة مشهد 2) المغرب: 1 / 159 3) القاموس: 4 / 324 (*)
________________________________________
[ 546 ]
[ تريد أن تغالب به، اخرج الان فقل لهم قد امرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه وهو يسمع: ألم أخبركم أن هذا رأية في هشام بن الحكم غير مرة. 484 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال: محمد بن عيسى، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، قال: كان أبو الحسن عليه السلام إذا اراد شيئا من الحوائج لنفسه أو مما يعني به أموره، كتب الى أبي يعني عليا: اشتر لي كذا وكذا واتخذ لي كذا وكذا، وليتول ذلك لك هشام بن الحكم، فإذا كان غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما الا فيما يعني به من امره. وذكر انه بلغ من عنايته به وحاله عنده، انه سرح إليه خمسة عشر ألف درهم وقال له: اعمل بها وكل أرباحها ورد الينا رأس المال، ففعل ذلك هشام رحمه الله ] قوله: فقال المشرقي لنا بين يديه المشرقي هذا هو هشام بن ابراهيم العباسي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له: المشرقي، على ماقاله الكشي رحمه الله تعالى في الجزء السادس. وذكر النجاشي ان اسمه هاشم، ويقال له: المشرقي (1). وليس هو بعباسي وانما قيل له عباسي لما ستطلع عليه في الجزء السادس (2). وقال رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني - رضوان الله تعالى عليه - في كتاب التوحيد من كتاب الكافي في ذيل باب الارادة: ان حمزة بن الربيع يقال له: المشرقي (3). وبعض القاصرين من أهل العصر صحف الربيع بالمرتفع وأياما كان فالذي هنا ليس هو اياه ولا هو غير هشام بن ابراهيم الخلتي.
________________________________________
1) رجال النجاشي: 340 ط طهران 2) رجال الكشى: 500 ط جامعة مشهد 3) اصول الكافي: 1 / 86 وفيه المرتفع مكان الربيع (*)
________________________________________
[ 547 ]
[ وصلى على أبي الحسن. 485 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال، قلت لهشام: أصحابك يحكون أن أبا الحسن عليه السلام سرح اليك مع عبد الرحمن ابن الحجاج، أن أمسك عن الكلام والى هشام بن سالم ؟ قال: اتاني عبد الرحمن بن الحجاج، وقال لي يقول لك أبو الحسن عليه السلام امسك عن الكلام هذه الايام، وكان المهدي قد صنف له مقالات الناس، وفيه مقالة الجواليقية هشام بن سالم، وقرأ ذلك الكتاب في الشرقية، ولم يذكر كلام هشام، وزعم يونس أن هشام بن الحكم قال له: فأمسكت عن الكلام أصلا حتى مات المهدي، وانما قال لي هذه الايام فأمسك حتى مات المهدي. 486 - حدثنا حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني زحل عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن هشام بن الحكم ؟ قال، فقال لي: رحمه الله كان عبدا ناصحا أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له. ] قوله: زحل عمر بن عبد العزيز عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار بفتح الموحدة وتشديد المعجمة، لقبه زحل بضم الزاي وفتح المهملة واللام، على اسم سابع السيارات، وكنيته أبو حفص. ذكره أبو عمرو الكشي رحمه الله في أصحاب ابي الحسن الاول عليه السلام، وروى بسنده عن الفضل بن شاذان أنه قال: أبو حفص زحل عمر بن عبد العزيز يروي المناكير وليس بغال (1). قال الشيخ في الفهرست: عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل له كتب، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
________________________________________
1) رجال الكشى: 451 ط جامعة مشهد (*)
________________________________________
[ 548 ]
[ 487 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني زحل، عن اسد بن أبي العلاء، قال: كتب أبو الحسن الاول عليه السلام الى من وافى الموسم من شيعته في بعض السنين في حاجة له، فما قام بها غير هشام ابن الحكم، قال: فإذا هو قد كتب صلى الله عليه، جعل الله ثوابك الجنة، يعني هشام بن الحكم. 488 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن النعمان، عن أبي يحيى وهو اسماعيل بن زياد الواسطي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سمعته يؤدي الى هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن عليه السلام قال: لا تتكلم فانه قد أمرني أن آمرك أن لا تتكلم، قال: فما بال هشام يتكلم وأنا لا أتكلم، قال، أمرني أن آمرك أن لا تتكلم ] عن عمر بن عبد العزيز (1). وقال في كتاب الرجال في باب لم: عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى، وأبو عبد الله البرقي (2). وقال أبو العباس النجاشي رحمه الله تعالى: عمر بن عبد العزيز عرني بصري مختلط، له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه بكتابه (3). ولقد تكرر ذكر زحل هذا في الاسانيد فيما سبق. وفي طائفة من نسخ الكتاب " سنان " بالمهملة والنون مكان بشار بالموحدة والمعجمة. فأما ما في بعض النسخ المسقمه " رجل " بالراء والجيم " عن عمر بن عبد العزيز " فمن أغلاط الجهلة السفلة فليعلم.
________________________________________
1) الفهرست: 141 ط نجف 2) رجال الشيخ: 486 3) رجال النجاشي: 218 والمحمدان هما الاول منهما ابن الوليد والثانى ابن الصفار (*)
________________________________________
[ 549 ]
[ وأنا رسوله اليك. قال أبو يحيى: أمسك هشام بن الحكم عن الكلام شهرا لم يتكلم ثم تكلم فأتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له: سبحان الله يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام. قال أبويحيى: فلما كان من قابل، أتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له يا هشام قال لك أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم ؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فان سكت والا فهو الذبح ؟ فما سكت حتى كان من أمره ما كان (صلى الله عليه). 489 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن هشام بن الحكم، قال: كنت في طريق مكة قائما أريد شراء بعير، فمر بي أبو الحسن عليه السلام فلما نظرت إليه تناولت رقعة فكتبت إليه: جعلت فداك اني أريد شراء هذا البعير فما ترى ؟. فنظر إليه، ثم قال: لا أرى في شراه بأسا فان خفت عليه ضعفا فالقمه، فاشتريته وحملت عليه، فلم أر منكرا حتى إذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل عليه حمل ثقيل، رمى بنفسه واضطرب للموت، فذهب الغلمان ينزعون عنه، فذكرت الحديث فدعوت بلقم، فما ألقموه الا سبعا حتى قام بحمله. 490 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي اسحاق، قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن ابراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام ! قال: لبيك يابن رسول الله، قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد ؟ وكيف سألته ؟ فقال هشام: اني أجلك وأستحيي منك، فلا يعمل لساني بين يديك، قال ]
________________________________________
[ 550 ]
[ أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعله، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمر بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه فدخلت البصرة يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف متزربها وشملة مرتدي بها، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فافرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي. ثم قلت: ايها العالم انا رجل غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة ؟ قال، فقال نعم. قال، قلت له: ألك عين ؟ قال: يا بني أي شئ هذا من السؤال ارايتك شيئا كيف تسأل ؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني سل وأن كان مسألتك حمقا. قلت: أجبني فيها، قال، فقال لي: سل، قال، قلت ألك عين ؟ قال: نعم قلت فما ترى بها ؟ قال: الالوان والاشخاص، قال، قلت: فلك أنف ؟ قال: نعم، قال، قلت: فما تصنع به ؟ قال: اشتم به الرائحة، قال: قلت فلك فم ؟ قال: نعم قال، قلت فما تصنع به ؟ أذوق به الطعم. قال: قلت ألك قلب ؟ قال: نعم. قال، قلت فما تصنع به ؟ قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح، قال: قلت أليس في هذه الجوارج غنى عن القلب ؟ قال: لا، قلت: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة ؟ قال: يا بني الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقتة ردته الى القلب فيتيقن اليقين ويبطل الشك، قال، قلت: وانما أقام الله القلب لشك الجوارح ؟ قال: نعم، قال: قلت: فلابد من القلب والا لم تستيقن الجوارح ؟ قال: نعم. قال: قلت يا أبا مروان ان الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها أماما يصحح لها الصحيح ويتيقن لها ماشكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لهم اماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك اماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك. قال: فسكت ولم يقل لي شيئا، ثم التفت الي فقال لي: أنت هشام ؟ قال: ]
________________________________________
[ 551 ]
[ قلت لا، فقال: أجالسته ؟ قال: قلت لا، قال فمن أين أنت ! قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت اذن هو، قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت. فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: يا هشام من علمك هذا ؟ قال: قلت يابن رسول الله جرى على لساني، فقال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف ابراهيم وموسى. 491 - حدثني محمد بن مسعود، حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد ابن يحيى، عن أبي اسحاق، عن علي بن معبد، عن هشام بن الحكم، قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول يقولون كذا، قال: فيقول لي قل كذا، فقلت: هذا الحلال والحرام، والقرآن أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به فهذا الكلام من أين ؟ فقال: يحتج الله على خلقه بحجة لا تكون عنده كلما يحتاجون إليه ؟ 492 - محمد بن مسعود بن مزيد الكشي، ومحمد ابن أبي عوف البخاري، قالا: حدثنا أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، عن يونس، ان هشام بن الحكم كان يقول: اللهم ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك فتقبل ذلك كله مني وعنهم، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله. ] قوله (ع): بحجة لا تكون عنده كل ما يحتاجون إليه الحجة هنا بمعنى الامام، أي يسوغ في حكمة الله التامة وعنايته البالغة أن يقيم على خلقه اماما لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه في علوم الدين أصولا وفروعا. قوله: محمد بن مسعود هاهنا من قلم الناسخ تحريف أو سقط منه سقط، والصحيح محمد بن سعيد مكان محمد بن مسعود أو محمد بن مسعود، عن محمد بن سعيد بن مزيد الكشي، كما مر ذلك مرارا كثيرة.
________________________________________
[ 552 ]
[ 493 - علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثني أبو زكريا يحيى بن أبي بكر، قال، قال النظام لهشام بن الحكم: ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الابد فيكون بقاؤهم كبقاء الله ومحال أن يبقوا كذلك، فقال هشام: ان أهل الجنة يبقوا بمبق لهم والله يبقي بلامبق أو ليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا للابد، قال، قال: ما يصيرون ؟ قال يدركهم الخمود. قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الانفس ؟ قال: نعم، قال: فان اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الابد ؟ قال: ان الله تعالى لا يلهمهم ذلك، قال: فلو ان رجلا من أهل الجنة نظر الى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار ثم كانت منه لفتة فنظر الى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الاشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبين ؟ قال هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم فيها يا جاهل. تم الجزء الثالث ويتلوه في الجزء الرابع حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل. ] قوله: أو ليس هو كذلك بفتح الواو لزينة الكلام بعد همزة الاستفهام. قوله رحمه الله: تموتهم فيها يا جاهل بتشديد الواو على التفعيل للنسبة، أي وأنت تنسبهم الى الموت في النشأة الخالدة وتثبت لهم الممات في جنة الخلد يا جاهل.
________________________________________
[ 553 ]
اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث مير داماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسة آل البيت عليهم السلام
________________________________________
[ 554 ]
[ بسم الله الرحمن الرحيم وحسبنا الله ونعم الوكيل 494 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثني أبو اسحاق ابراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن ابراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فأمره أبو عبد الله عليه السلام بالجلوس، ثم قال له: حاجتك أيها الرجل ؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت اليك لا ناظرك. فقال أبو عبد الله عليه السلام فيماذا ؟ قال في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل، فقال الرجل. انما أريدك أنت لا حمران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان غلبت حمران فقد غلبتني. فأقبل الشامي يسأل حمران حتى غرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام ] قوله: غرض بالغين المعجمة والراء المكسورة واعجام الضاد أخيرا، أي ضجر من السؤال ومل.
________________________________________
[ 555 ]
[ كيف رأيت يا شامي ؟ قال رأيته حاذقا ما سألته عن شئ الا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران سل الشامي فما تركه يكشر. فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر. فقال: أريد أن أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر. قال: أريد أن أناظرك في الكلام قال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به. ] قوله: فسجل الكلام النسخ مختلفة بالجيم والحاء المهملة. فبالجيم معناه دار الكلام بينهما مرة لذا ومرة لذاك. في النهاية الاثيرية: الحرب بيننا سجال، أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل. وفي حديث ابن مسعود " افتتح سورة النساء فسجلها " أي قرأها قراءة متصلة من السجل: الصب، يقال: سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا (1). وبالحاء من السحل بمعنى السيح والجري والانبساط والصب. في الصحاح وغيره: المسحل بكسر الميم على اسم الالة اللسان والخطيب وأصل السحل القشر، كأنه قشر جلدة، وسحلت الرياح الارض تسحلها بالفتح كشطت أدمتها، وباتت السماء تسحل ليلتها أي تصب. ويقال للخطيب: انسحل بالكلام إذا جرى به، وركب مسحله إذا مضى في
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 2 / 344 (*)
________________________________________
[ 556 ]
[ فقال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار: كلمه فيها قال: فكلمه فما تركه يكشر. ثم قال أريد أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام. فقال أريد أن أتكلم في الامامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا أبا الحكم، فكلمه فما تركه يريم ولايحلى ولا يمري، قال: ] خطبته، والسحيل والسحال بالضم الصوت الذي يدور في صدر الحمار. وقد سحل يسحل وسحل سورة يسحلها بالفتح قرأها كلها متتابعة متصلة، والساحل شاطي البحر (1). قال في مجمل اللغة: قال ابن دريد: ساحل البحر مقلوب وانما الماء سحله. وفي مفردات الراغب: قيل: أصله أن يكون مسحولا لكن جاء على لفظ الفاعل كقولهم هم ناصب، وقيل: بل تصور أنه يسحل الماء أي يفرقه (2). وقلت: وكذلك كلام ساحل، اما على القلب اي مسحول منصب مصبوب أو على أنه صاب على الاسماع على الاتصال والتتابع فليعرف. قوله: فما تركه يريم يريم بفتح حرف المضارعة من الريم. قال في المغرب: رام مكانه يريمه زال منه وفارقه. وفي القاموس: مارمت المكان ما برحت منه، ومنه ريم به إذا قطع (3).
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 1726 2) مفردات الراغب: 227 3) القاموس: 4 / 123 (*)
________________________________________
[ 557 ]
[ فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتى بدت نواجذه. ] وفي الصحاح: مارمت فلانا، ومارمت من عند فلان بمعنى (1). " ولا يحلى " بضم ياء المضارعة من باب الافعال من الحلاوة. وكذلك " ولا يمري " بضم الياء واسكان الميم والياء بعد الراء افعالا من المرارة، وأصله لا يمر بكسر الميم وتشديد الراء، فابدلت أخيرة الرائين ياءا واسكنت الميم تحفظا لصنعة الازدواج والمشاكلة. قال في القاموس: ما يمر وما يحلي ما يتكلم بمر ولا حلو ولا يفعل مرا ولا حلوا، فان نفيت عنه أن يكون مرا مرة وحلوا أخرى (2). قلت: ما يمر ولا يحلو يعني تفتح فيهما حرف المضارعة، وبكسر الميم في الاولى وتضم اللام في الثانية. فاذن معنى الكلام: كلمه أبو الحكم هشام بن الحكم، فأفحمه وتركه بحيث لا يرضى أن يدع المناظرة ويريم ويبرح عنها، ولا يستطيع أن يتكلم بحلو ولا بمر أصلا، فظل مخصوما، مغلوبا متحيرا مبهوتا، فهنالك حصحص الحق فليعلم. قوله: فبقى اما بالباء الموحدة والقاف المفتوحة من بقاه يبقيه، بمعنى انتظره وترصده وترقبه، أو نظر إليه ورصده ورقبه، ومنه في الحديث " بقينا رسول الله " بفتح القاف أي انتظرناه ورقبناه. وفي حديث ابن عباس وصلاة الليل " فبقيت كيف يصلي النبي صلى الله عليه وآله " وفي رواية " كراهة أن يرى أني كنت أبقيه " بفتح همزة المتكلم أي أنظر إليه وأرصده قاله ابن الاثير وغيره (3).
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 1939 2) القاموس: 4 / 319 3) نهاية ابن الاثير: 1 / 147 (*)
________________________________________
[ 558 ]
[ فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟ قال: هو ذاك، ثم قال: يا أخا أهل الشام أما حمران: فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه ] فالمعنى: فانتظر أبا عبد الله عليه السلام وترصده وترقبه ما يقول. واما بالتاء المثناة من فوق والغين المعجمة، أي فأراد الشامي أن يضحك من التعجب فضبط نفسه وأخفى ضحكه، فغلبه الضحك فضحك أبو عبد الله عليه السلام. قال في القاموس: تغت الجارية الضحك إذا أرادت أن تخفيه ويغالبها والتغا ك‍ " الى " الضحك العالي (1). قوله (ع): أما حمران فحزقك فحرت له اما بالحاء المهملة والقاف من حاشيتي الزاء، أي شدك بحبل الجدل في المناظرة وضغتك وقطعك وضيق عليك المخرج. قال في الصحاح: حزقته بالحبل أحزقه حزقا شددته، والحازق الذي ضاق عليه خفه (2). وفي القاموس: حزق الرجل عصبه والشئ عصره وضغطه وشده، والحازق من ضاق عليه خفه فحزق رجله أي ضغطها فاعل بمعنى مفعول (3). واما باعجام الخاء قبل الراء والقاف بعدها من الخرق بالتحريك يعني بهتك وأعجزك. في القاموس: الخرق محركة الدهش من خوف أو حياء، أو أن يبهت فاتحا عينيه ينظر، وأن يفرق الغزال فيعجز عن النهوض، والطائر فلا يقدر على الطيران (4).
________________________________________
1) القاموس: 4 / 306 2) الصحاح: 4 / 1459 3) القاموس: 2 / 221 4) القاموس: 3 / 226 (*)
________________________________________
[ 559 ]
[ وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان بن تغلب: فمغث حقا بباطل فغلبك وأما زرارة: فقاسك فغلب قياسه قياسك، واما الطيار: فكان كالطير يقع ويقوم، وأنت كالطير المقصوص لانهوض لك، وأما هشام بن سالم: فاحس أن يقع ويطير وأما هشام بن الحكم: فتكلم بالحق فما سوغك بريقك يا أخا أهل الشام ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما الى الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الانبياء والاوصياء، وبعث ] " فحرت له " بضم الحاء المهملة واسكان الراء وفتح التاء للخطاب، من الحور بمعنى الرجوع، والمحاورة والحوار مراجعة النطق والمجاوبة، والتحاور التجاوب وتحاوروا تراجعوا الكلام، والمحار المرجع، وكلمته فما أحار الي جوابا أي ما أرجع الي. أو بكسر الحاء من الحيرة والتحير. قال في المغرب: وفعلها من باب لبس. قوله (ع): فمغث حقا بباطل باعجام الغين بين الميم والثاء المثلثة. قال في مجمل اللغة: مغثت الدواء مثل مرثته، وكذلك مرسته والامتراس الدنو من الشئ واللزوق به، وامترست الالسن في الخصومات إذا أخذ بعضها بعضا، وتمرس بالشئ احتك به، ومرس الصبي ثدي أمه يمرسه. قوله (ع): فأحس أن يقع ويطير بفتح الهمزة على صيغة المعلوم، أي أحس من نفسه ذلك، أو بضمها على البناء للمجهول، أي أحس ذلك منه، وفي التنزيل الكريم " لما أحس عيسى منهم الكفر " (1).
________________________________________
1) سورة آل عمران: 52 (*)
________________________________________
[ 560 ]
[ الله الانبياء ليعرفوا ذلك، وجعل الانبياء قبل الاوصياء ليعلم الناس من يفضل الله ومن يختص. ولو كان الحق على حدة والباطل على حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس الى نبي ولا وصي، ولكن الله خلطهما وجعل تفريقهما الى الانبياء والائمة عليهم السلام من عباده، فقال الشامي: قد أفلح من جالسك، فقال: أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يجالسه جبرائيل وميكائيل واسرافيل يصعد الى السماء فيأتيه بالخبر من عند الجبار فان كان ذلك كذلك فهو كذلك. فقال الشامي: اجعلني من شيعتك وعلمني ! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام علمه فاني أحب أن يكون تلماذا لك. قال علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي: رأينا الشامي عند هشام بعد موت أبي عبد الله عليه السلام، ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام يزوده هدايا أهل العراق. قال علي بن منصور: وكان الشامي ذكي القلب. 495 - محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثني جعفر، قال: حدثني العمركي قال: حدثني الحسين بن أبي لبابة، عن داود أبي هشام الجعفري، قال، قلت لابي جعفر عليه السلام: ما تقول في هشام بن الحكم ؟ فقال: رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية. ] قوله: الحسين بن أبى لبابه بخط السيد جمال الدين أحمد بن طاوس نور الله مرقده " أبي لبابه " باللام وبائين موحدتين من حاشيتي الالف. وكذلك حكاه بعض الشهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة عن خطه. والذي يقوى به الظن أن الحسين بن أبي لبابة هو الحسين بن اسكيب بالسين المهملة أو المعجمة بين الهمزة والكاف، العالم الفاضل المتكلم المصنف الخراساني المروزي خادم القبر، وهو من أصحاب مولانا العسكري عليه السلام.
________________________________________
[ 561 ]
[ 496 - محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام عظة ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أترى الله يغفر له ما ركب منا. 497 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام قال: ذكر الرضا عليه السلام العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث يعني يونس بن عبد الرحمن، وأبو الحارث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر الديصاني، وأبو شاكر زنديق. ] قوله: العباسي واسمه هشام أو هاشم بن ابراهيم على ما قد أسلفناه في الحواشي. قوله (ع): وهشام من غلمان أبى شاكر الديصانى وحكى السيد جمال الدين بن طاوس رحمه الله تعالى أيضا عن كتاب أحمد ابن أبي عبد الله البرقي، أنه قال: هشام بن الحكم مولى بني شيبان، كوفي تحول من الكوفة الى بغداد، وكنيته أبو محمد، وفي كتاب سعد له كتاب، وكان من غلمان أبي شاكر الزنديق، وهو جسمي ردي. قلت: كون أبي شاكر زنديقا وهو من تلاميذه لا يوجب غمزا فيه، " فان الحكمة ضالة المؤمن تؤخذ حيث وجدت " كما أورده الحسن بن داود رحمه الله في كتابه (1) ونسبة القول بالتجسيم إليه مما ليس هو بثابت. قال السيد الشريف المرتضى علم الهدى ذو المجدين رضوان الله تعالى عليه في كتابه الشافي، ذابا عن هشام بن الحكم ماهذا أليفاظه. فأما ما رمي به هشام بن الحكم رحمه الله من القول بالتجسيم، فالظاهر من
________________________________________
1) رجال ابن داود ص 367 (*)
________________________________________
[ 562 ]
[ 498 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ايت هشام بن الحكم فقل له: يقول لك أبو الحسن: أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم فإذا قال لا، فقل له: ما بالك شركت في دمي ؟ ] الحكاية عنه القول بجسم لا كالاجسام، ولا خلاف في أن هذا القول ليس بتشبيه ولا ناقض لاصل ولا معترض على فرع، وأنه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها الى اللغة. وأكثر أصحابنا يقولون أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة، فقال لهم: إذا قلتم ان القديم تعالى شئ لا كالاشياء، فقولوا أنه جسم لا كالاجسام، وليس كل من عارض بشئ وسأل عنه يكون معتقدا له ومتدينا به، وقد يجوز أن يكون قصد به الى استخراج جوابهم عن هذه المسألة ومعرفة ما عندهم فيها، أو الى أن يبين قصورهم عن ايراد المرضى في جوابها الى غير ذلك مما يتسع ذكره انتهى قوله بألفاظه. ثم ذكر رضوان الله عليه عدة روايات يتضمن ثناء الصادق عليه السلام عليه، ثم بعد ذلك قال. وما قدمناه من الاخبار المروية عن الصادق عليه السلام، وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه أياه واجتبائه من بين صحابته، يبطل كل ذلك ويزيف ثقافة راويه انتهى. وكذلك علامة الاقوام من علماء العامة محمد بن عبد الكريم الشهرستاني قال في كتاب الملل والنحل بهذه العبارة: الهشامية أصحاب هشام بن الحكم صاحب المقالة في التشبيه، وهشام بن سالم الجواليقي الذي نسيح على منواله في التشبيه. وكان هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة، وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام، منها في التشبيه، ومنها في تعلق علم الباري تعالى. حكى ابن الراوندي عن هشام أنه قال: ان بين معبوده وبين الاجسام تشابها
________________________________________
[ 563 ]
[ 499 - علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي علي بن راشد، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك قد اختلف أصحابنا، فأصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم ؟ قال: عليك بعلي بن حديد، قلت: فآخذ بقوله ؟ قال: نعم فلقيت علي بن حديد فقلت له: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم ؟ قال: لا. ] ما بوجه من الوجوه، ولو لا ذلك لما دلت عليه الدلائل. وحكى الكعبي أنه قال: هو ذو جسم (1)، له قدر من الاقدار ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شئ. ومن مذهب هشام أنه تعالى لم يزل عالما بنفسه، ويعلم الاشياء بعد كونها بعلم، لا يقال فيه: محدث أو قديم لانه صفة والصفة لا توصف، ولا يقال فيه: هو هو أو غيره أو بعضه. وليس قوله في القدرة والحياة كقوله في العلم، لانه لا يقول بحدوثهما، قال: ويريد الاشياء وارادته حركة ليست عين الله ولا هي غيره. وقال في كلام الباري تعالى: أنه صفة لله تعالى لا يجوز ان يقال: هو مخلوق ولا غير مخلوق. ثم قال: وهشام بن الحكم هذا صاحب غور في الاصول، لا يجوز ان يغفل عن الزاماته على المعتزلة، فان الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه. وذلك أنه ألزم على العلاف فقال: انك تقول الباري تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته، فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم، ويباينها في أن علمه ذاته، فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول: هو جسم لا كالاجسام، وصورة لا كالصور، وله قدر لا كالاقدار الى غير ذلك انتهى كلامه (2).
________________________________________
1) وفى المصدر: هو جسم ذو أبماض. 2) الملل والنحل: 185 - 186. (*)
________________________________________
[ 564 ]
[ 500 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى الهمداني، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، قال: اجتمع هشام بن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن دراج، وعبد الرحمن بن الحجاج، ومحمد بن حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر رجلا من أصحابنا، فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عزوجل وغير ذلك لينظروا أيهما أقوى حجة. فرضي هشام بن سالم أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام، فتكالما وساق ما جرى بينهما. وقال، قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه، ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به ! قال جعفر ابن محمد بن حكيم، فكتب الى أبي الحسن موسى عليه السلام يحكي له مخاطبتهم وكلامهم ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغى ندين الله به من صفه الجبار ؟ فأجابه في عرض كتابه. فهمت رحمك الله واعلم رحمك الله ان الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوى ذلك. ] قوله: ما القول الذى ينبغى ندين الله به " ندين " بفتح النون للمتكلم مع الغير وكسر الدال، من دان بكذا يدين به ديانة، إذا اعتقده واختاره واتخذه دينا " وملة ومذهبا " لنفسه من بين الاديان والملل. ونصب " الله " على المفعولية أو على نزع الخافض، اي ما القول الذي ينبغي أن نتخذه لنا دينا نعبد الله به من صفة الجبار، أو الذي ينبغي لنا أن نخلصه ونجعله دينا خالصا لله وحده في صفة الجبار. ف‍ " من " تبيينية، أو بمعنى في، أو عند، أو للغاية، أو للبدل.
________________________________________
[ 565 ]
[ في هشام بن سالم 501 - مولى بشر بن مروان، وكان من سبي الجوزجان كوفي، ويقال له: الجواليقي، ثم صار علافا. محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن هشام بن سالم، قال: كلمت رجلا بالمدينة من بني مخزوم في الامامة، قال، فقال: فمن الامام اليوم ؟ قال، قلت: جعفر بن محمد. قال، فقال: والله لاقولنها له، قال: فغمني بذلك غما شديدا خوفا أن يلعني أبو عبد الله أو يتبرأ مني. قال: فأتاه المخزومي فدخل عليه، فجرى الحديث، قال: فقال له مقالة هشام، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أفلا نظرت في قوله ؟ فنحن لذلك أهل، قال: فبقي الرجل لا يدري أيش يقول، وقطع به. قال، فبلغ هشاما قول أبي عبد الله عليه السلام ففرح بذلك وانجلت غمته. 502 - جعفر بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال: حدثني أبويحيى، عن هشام بن سالم، قال، كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر، قال، والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الامر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة. فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ قال: في مائتين خمسة، قلنا: ففي مائة ؟ قال: درهمان ونصف درهم، قال، قلنا له: والله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يديه الى السماء، فقال: لا والله ما ادري ما تقول المرجئة. قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري الى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الاحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري الى من نقصد والى من نتوجه، ]
________________________________________
[ 566 ]
[ نقول الى المرجئة، الى القدرية، الى الزيدية، الى المعتزلة، الى الخوارج. قال: فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه يومي الي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر، وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم. فقلت لابي جعفر: تنح فاني خائف على نفسي وعليك، وانما يريدني ليس يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ، وذاك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه. فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله ! قال: فدخلت فإذا أبو الحسن عليه السلام فقال لي ابتداءا: لا الى المرجئة، ولا الى القدرية، ولا الى الزيدية، ولا الى الخوارج، الي الي الي. قال: فقلت له جعلت فداك مضى أبوك ؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك مضى في موت ؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده ؟ فقال: انشاء الله يهديك هداك، قلت جعلت فداك أن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه، فقال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قال قلت له: جعلت فداك فمن لنا من بعده ؟ فقال انشاء الله أن يهديك هداك أيضا. قلت: جعلت فداك أنت هو ؟ قال: ما اقول ذلك، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، قال، قلت: جعلت فداك عليك امام، قال: لا، فدخلني شئ لا يعلمه الا الله اعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه. قلت: جعلت فداك اسألك عما كان يسأل أبوك ؟ قال: سل تخبر ولا تذع، فان اذعت فهو الذبح، قال، فسألته فإذا هو بحر، قال، قلت: جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فالقي إليهم وأدعوهم اليك فقد أخذت علي بالكتمان ؟ قال: من آنست منهم رشدا فألق إليهم وخذ عليهم بالكتمان، فان اذاعوا فهو الذبح وأشار ]
________________________________________
[ 567 ]
[ بيده الى حلقه. قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي ما وراك ؟ قال: قلت الهدى، قال، فحدثته بالقصة، قال: ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير، قال: فدخلوا عليه، فسمعوا كلامه وسألوه، قال ثم قطعوا عليه عليه السلام ثم قال: ثم لقينا الناس أفواجا، قال: فكان كل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد الا قليل من الناس. قال: فلما رأي ذلك وسأل عن حال الناس، قال: فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس، قال: فقال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني. 503 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن عيسى من أهل همدان، قال: حدثني أشكيب بن عبدك الكسائي، قال: حدثني عبد الملك ابن هشام الحناط، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام اسألك جعلني الله فداك ؟ قال: سل يا جبلي عما ذا تسألني ؟ فقلت: جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن الله عزوجل صورة، وأن آدم خلق على مثال الرب، ويصف هذا ويصف هذا وأو ميت الى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم: أن الله شئ لا كالاشياء بائنة منه وهو بائن من الاشياء. وزعما أن اثبات الشئ ان يقال: جسم فهو جسم لا كالاجسام، شئ لا كالاشياء ] في هشام بن سالم قوله: وزعما أن اثبات الشئ أن يقال جسم يعني: وزعما أن الاثبات الذي هو الخروج عن حد الابطال والتعطيل في صفة الله تعالى، مقتضاه أن يقال: انه تعالى جسم، والسلب الذي هو الخروج عن
________________________________________
[ 568 ]
[ ثابت موجود غير مفقود ولا معدوم، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه، فبأي القولين أقول ؟ قال: فقال عليه السلام: أراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق، تعالى الله الذي ليس له شبيه ولا عدل ولامثل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه، قال، قلت: فنعطي الزكاة من خالف هشاما في التوحيد ؟ فقال برأسه: لا. 504 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، رفع الحديث قال: كان أصحابنا يروون ويتحدثون انه كان يكسر خمسين ألف درهم. ] حدا التشبيه في وصفه سبحانه، مقتضاه أن يقال: لا كالاجسام، وكذلك في جميع الاوصاف والصفات. فبذلك تستتم المعرفة الخارجة عن الحدين اللذين هما الابطال والتشبيه، على ما ورد في أحاديثهم صلوات الله عليهم، وقام عليه البرهان في العلم الا على الذي هو الحكمة الالهية. ولم يعلما أنه انما ذلك في صفات الكمال والالفاظ الكمالية، ونعني بها الكمالات المطلقة، أي كل ما هو كمال مطلق للموجود بما هو موجود على الاطلاق وليس شئ من الجسمية والحركة ونظائرهما كمالا مطلقا للمتقرر بما هو متقرر والموجود بما هو موجود، على ما أدريناك سابقا. وتمام تحقيق ذلك على ذمة التقديسات، وتقويم الايمان، والرواشح السماوية. قوله: انه كان يكسر خمسين ألف درهم يقال كسر طسقه إذا استقله واستحقره، وكسر الرجل إذا قل تعهد لماله،
________________________________________
[ 569 ]
[ في السيد بن محمد الحميرى 505 - حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد البصري، ] والكسر - بالكسر - القطعة من الشئ المكسور، والعظم الذي ليس عليه لحم، والكسرة من كل شئ الطفيف الحقير منه، وكسر الطائر جناحيه كسرا وكسورا ضمهما للوقوع والسقوط، وربما يطلق من غير ذكر المفعول، ومنه عقاب كاسر. قال في اساس البلاغة: وقد كسر كسورا إذا لم تذكر الجناحين، وهذا يدل على أن الفعل إذا نسي مفعوله وقصد الحدث نفسه جرى مجرى الفعل غير المتعدي (1). قلت: نعم ولكن لا يعلم هل ذلك قياس مطردا، أو مقصورا على السماع. في السيد بن محمد الحميرى اسمه اسماعيل ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: اسماعيل بن محمد الحميري السيد الشاعر يكنى أبا عامر (2). وقال العلامة في الخلاصة: اسماعيل بن محمد الحميري بالحاء غير المعجمة المكسورة والميم الساكنة المنقطة تحتها نقطتين بعدها راء، ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة رحمه الله تعالى (3). وزعم الحسن بن داود أن اسمه السيد بن محمد (4)، كما يعلم من كلام الكشي ويظهر من قول الصادق عليه السلام. وحمير كدرهم أبو قبيلة قاله في القاموس (5).
________________________________________
1) أساس البلاغة: 543 2) رجال الشيخ: 148 3) الخلاصة: 10 4) رجال ابن داود: 182 5) القاموس: 2 / 14 (*)
________________________________________
[ 570 ]
[ قال: حدثني علي بن اسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي رحمة الله عليه، فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي: يا فضيل قتل عمي زيد ؟ قلت: نعم جعلت فداك. قال: رحمه الله أنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صادقا، أما أنه لو ظفر لوفى، أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي ألا أنشدك شعرا ! قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت وبأبواب ففتحت، ثم قال أنشد، فأنشدته: لام عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع لما وقفت العيس في رسمه * والعين من عرفانه تدمع ذكرت من قد كنت أهوى به * فبت والقلب شج موجع عجبت من قوم أتوا أحمدا * بخطة ليس لها مدفع قالوا له لو شئت أخبرتنا * الى من الغاية والمفزع إذا توليت وفارقتنا * ومنهم في الملك من يطمع فقال لو أخبرتكم مفزعا * ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا صنيع أهل العجل إذ فارقوا * هارون فالترك له أودع فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك أربع قائدها العجل وفرعونها * وسامري الامة المفظع ومخدع من دينه مارق * أخدع عبد لكع أوكع وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع قال: فسمعت نحيبا من وراء الستر، فقال: من قال هذا الشعر ؟ قلت: السيد ابن محمد الحميري، فقال: رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب النبيذ، فقال: رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر ؟ قلت: نعم، قال: رحمه الله وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي. 506 - حدثني أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي، قال: حدثني السيد وسماه، ]
________________________________________
[ 571 ]
وذكر أنه خير، قال: سألته عن الخبر الذي يروي أن السيد أسود وجهه عند موته ؟ فقال ذلك الشعر الذي يروى له في ذلك: ما حدثني أبو الحسين بن أبي أيوب المروزي قال: روى أن السيد بن محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت، فقال: هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين، قال: فأبيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر، فأنشأ يقول: أحب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك ومن مات يهوي غيره من عدوه * فليس له الا الى النار مسلك أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي * ومالي وما أصبحت في الارض أملك أبا حسن اني بفضلك عارف * واني بحبل من هواك لممسك وأنت وصي المصطفى وابن عمه * فانا نعادي مبغضيك ونترك مواليك ناج مؤمن بين الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشرك ولاح لحاني في علي وحزبه * فقلت لحاك الله أنك أعفك ] قوله: ولاح لحاني أي ولايم شاتم لامني وشتمني على محبة علي وحزبه وعترته وأهل بيته. في الصحاح: لحيت الرجل ألحاه لحيا إذا لمته فهو ملحي، ولاحيته ملاحاة ولحاءا إذا نازعته، وفي المثل من لاحاك فقد عاداك، وتلاحوا أي تنازعوا، وقولهم لحاه الله أي قبحه ولعنه (1). وفي القاموس: لحاه يلحوه شتمه (2). و " أعفك " أفعل الصفة من العفك بالتحريك وهو الحمق والجهل يقال: رجل أعفك أي أحمق بين العفك والاعسر للفطانة، ومن لا يحسن العمل قاله الصحاح
________________________________________
1) الصحاح: 6 / 2481 2) القاموس: 4 / 385 (*)
________________________________________
[ 572 ]
[ 507 - وحدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن النعمان، قال: دخلت على السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه، وذرفت عيناه وعطش كبده وهو يؤمئذ يقول بمحمد بن الحنفية وهو من حشمه، وكان ممن يشرب المسكر، فجئت وكان أبو عبد الله عليه السلام قدم الكوفة، لانه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور. فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك اني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه واذرفت عيناه، وعطش كبده، وسلب الكلام، وانه كان يشرب المسكر. ] والقاموس وغيرهما (1). قوله: وهو لما به أي متفرغ عن كل شئ لما قد ألم وحل به من الحمام أو المرض. قوله: ذرفت بالذال المعجمة والفاء من حاشيتي الراء المفتوحة، يقال: ذرفت العين إذا سال منها الدمع، وذرف الدمع من العين أي سال. وفي نسخة " زرقت " بالزاي مكان الذال والقاف مكان الفاء، من قولهم زرقت عينه نحوي أي انقلبت بحيث ظهر بياضها. قوله: واذرفت النسخ مختلفة هنا أيضا بالذال والفاء بمعنى سال منهما الدمع، والهمزة على هذا للوصل والفاء مشددة من باب الافعلال، يقال: اذرف اذرفافا احمرا حمرارا.
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1600 (*)
 ________________________________________

(Dokumen-ABNS)
Share this post :

Posting Komentar

ABNS Video You Tube

Terkait Berita: