تعريف
بالكاتب
الحافظ الگنجيّ الشافعيّ، من أكابر علماء الشافعيّة في أواسط القرن السابع الهجريّ، ذكره أصحاب المعاجم بتعابير تُنْبئ عن علوّ مرتبته عندهم.. فقد عرّفه الذهبيّ بالمحدّث المفيد، وابن الصبّاغ بالإمام الحافظ، وقالوا فيه أنّه ثقة عدل، ديّنٌ، حافظٌ للقرآن والسنّة.
كتب مؤلَّفَين مهمَّين: الأول ـ كفاية الطالب، ذكر فيه الأحاديث الواردة في شأن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام في أبوابٍ وفصول. والثاني ـ البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام. لكنّ المؤسف أنّ نصيب هذا الرجل لم يكن أقلَّ من نصيب الحافظ النَّسائيّ الذي قُتل، فقد راحت شرذمة تندّد بالحافظ الگنجيّ وتُوقع فيه وتذكره بالقدح والشتم والجهل، مع شهرته بالأمانة والمروءة فيما كان يكتبه ويؤلّفه وينقّبه من الأحاديث، وكان محتاطاً في الرواية.. لكنّه مع هذه الخصائص ضُيِّق عليه الخناق وحُورب، فخرج من الموصل متوجّهاً إلى دمشق لطلب الحديث؛ لأنّ فيها أشهر المحدّثين وأعلامهم، وبعد وصوله إلى دمشق وإقامته فيها قُتل بجامع دمشق(1) .
وما قُتل تلك القتلة الشنيعة في جامع دمشق، حتّى انهالت عليه الأقلام الحاقدة؛ لتصفَه بالفضول والمَيل إلى مذهب الرافضة أو إلى مذهب الشيعة، وكان فيمن طعن: ابن تغري بردى، حيث كتب: كان الشيخ الگنجيّ من أهل العلم، لكنّه فيه شرّ، وكان رافضيّاً خبيثاً. وأبو شامة المقدسيّ، حيث كتب: كان الشيخ الگنجيّ من أهل العلم بالفقه والحديث، لكنّه كان فيه كثرة كلام وميلٌ إلى مذهب الرافضة، جمع لهم كتباً توافق أغراضهم. وابن كثير، حيث كتب: قَتلتِ العامّةُ وسط الجامع شيخاً رافضيّاً يُقال له محمّد بن يوسف الگنجيّ، وكان خبيث الطويّة. وقال اليونيني: كان في الگنجيّ شرٌّ وميل إلى مذهب الشيعة.
الحافظ الگنجيّ الشافعيّ، من أكابر علماء الشافعيّة في أواسط القرن السابع الهجريّ، ذكره أصحاب المعاجم بتعابير تُنْبئ عن علوّ مرتبته عندهم.. فقد عرّفه الذهبيّ بالمحدّث المفيد، وابن الصبّاغ بالإمام الحافظ، وقالوا فيه أنّه ثقة عدل، ديّنٌ، حافظٌ للقرآن والسنّة.
كتب مؤلَّفَين مهمَّين: الأول ـ كفاية الطالب، ذكر فيه الأحاديث الواردة في شأن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام في أبوابٍ وفصول. والثاني ـ البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام. لكنّ المؤسف أنّ نصيب هذا الرجل لم يكن أقلَّ من نصيب الحافظ النَّسائيّ الذي قُتل، فقد راحت شرذمة تندّد بالحافظ الگنجيّ وتُوقع فيه وتذكره بالقدح والشتم والجهل، مع شهرته بالأمانة والمروءة فيما كان يكتبه ويؤلّفه وينقّبه من الأحاديث، وكان محتاطاً في الرواية.. لكنّه مع هذه الخصائص ضُيِّق عليه الخناق وحُورب، فخرج من الموصل متوجّهاً إلى دمشق لطلب الحديث؛ لأنّ فيها أشهر المحدّثين وأعلامهم، وبعد وصوله إلى دمشق وإقامته فيها قُتل بجامع دمشق
وما قُتل تلك القتلة الشنيعة في جامع دمشق، حتّى انهالت عليه الأقلام الحاقدة؛ لتصفَه بالفضول والمَيل إلى مذهب الرافضة أو إلى مذهب الشيعة، وكان فيمن طعن: ابن تغري بردى، حيث كتب: كان الشيخ الگنجيّ من أهل العلم، لكنّه فيه شرّ، وكان رافضيّاً خبيثاً. وأبو شامة المقدسيّ، حيث كتب: كان الشيخ الگنجيّ من أهل العلم بالفقه والحديث، لكنّه كان فيه كثرة كلام وميلٌ إلى مذهب الرافضة، جمع لهم كتباً توافق أغراضهم. وابن كثير، حيث كتب: قَتلتِ العامّةُ وسط الجامع شيخاً رافضيّاً يُقال له محمّد بن يوسف الگنجيّ، وكان خبيث الطويّة. وقال اليونيني: كان في الگنجيّ شرٌّ وميل إلى مذهب الشيعة.
كفاية
الطالب
يقع هذا الكتاب في مئة باب، وفيه ـ فضلاً عن مناقب الإمام عليّ عليه السّلام ـ ذِكْر المعقّبين من أولاده عليهم السّلام، وذِكر مَن قُتل مع الحسين عليه السّلام، وفصلٌ خاصّ بذكْر الأئمّة المهديّين بصورة موجزة. وقد أصبح الكتاب مرجعاً ومصدراً لكثيرٍ من المؤلّفين، وكثيراً ما نقل عنه ابن طاووس ( ت 664 هجرية ) في كتابه « اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السّلام »، معبّراً عن مؤلّفه بـ: محدّث الشام، صدر الحفّاظ، مشيداً به مواضع عديدة. ونقل عنه أيضاً: ابن الصبّاغ المالكيّ في كتابه « الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة ». حتّى أصبح الكتاب خلال القرون الأخيرة المتقدّم من المراجع القيّمة والمصادر المهمّة في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام، ولم يستغنِ عنه الباحثون والمحقّقون؛ لأنّه يحتوي على عددٍ كبيرٍ من الأحاديث الصحيحة المشهورة الموثوقة البعيدةِ عن أيّ ضعفٍ أو خللٍ أو جرح، والكتاب في حدّ ذاته يُعرب عن تقدّم مؤلّفه في علم الحديث.
ورغم الإهمال المتعمَّد لهذا الكتاب القيّم، بل ورغم محاربته واتّهامه.. فقد طُبع طبعاتٍ عديدة، منها ما طُبع في النجف الأشرف بالعراق، وفي إيران بتحقيق وتصحيح وتعليق الشيخ محمّد هادي الأمينيّ رحمه الله.
يقع هذا الكتاب في مئة باب، وفيه ـ فضلاً عن مناقب الإمام عليّ عليه السّلام ـ ذِكْر المعقّبين من أولاده عليهم السّلام، وذِكر مَن قُتل مع الحسين عليه السّلام، وفصلٌ خاصّ بذكْر الأئمّة المهديّين بصورة موجزة. وقد أصبح الكتاب مرجعاً ومصدراً لكثيرٍ من المؤلّفين، وكثيراً ما نقل عنه ابن طاووس ( ت 664 هجرية ) في كتابه « اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السّلام »، معبّراً عن مؤلّفه بـ: محدّث الشام، صدر الحفّاظ، مشيداً به مواضع عديدة. ونقل عنه أيضاً: ابن الصبّاغ المالكيّ في كتابه « الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة ». حتّى أصبح الكتاب خلال القرون الأخيرة المتقدّم من المراجع القيّمة والمصادر المهمّة في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام، ولم يستغنِ عنه الباحثون والمحقّقون؛ لأنّه يحتوي على عددٍ كبيرٍ من الأحاديث الصحيحة المشهورة الموثوقة البعيدةِ عن أيّ ضعفٍ أو خللٍ أو جرح، والكتاب في حدّ ذاته يُعرب عن تقدّم مؤلّفه في علم الحديث.
ورغم الإهمال المتعمَّد لهذا الكتاب القيّم، بل ورغم محاربته واتّهامه.. فقد طُبع طبعاتٍ عديدة، منها ما طُبع في النجف الأشرف بالعراق، وفي إيران بتحقيق وتصحيح وتعليق الشيخ محمّد هادي الأمينيّ رحمه الله.
سبب
التأليف
جاء في مقدّمة المؤلف الحافظ الگنجيّ الشافعيّ لكتابه « كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام » ـ بعد الصلاة على النبيّ وآله صلوات الله عليهم ـ قوله:
يقول العبد الفقير ( محمّد بن يوسف بن محمّد الگنجيّ ): أمّا بعد، فإنّي لمّا جلستُ يوم الخميس لستّ ليالٍ بقين من جُمادى الآخرة سنة سبعٍ وأربعين وستّمائة بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل، ودار الحديث المهاجريّة، حضر المجلسَ صدورُ البلد من النقباء والمدرّسين والفقهاء وأرباب الحديث، فذكرتُ ـ بعد الدرس ـ أحاديث، وختمتُ المجلس بفصل في مناقب أهل البيت عليهم السّلام، فطعن بعض الحاضرين ـ لعدم معرفته بعلم النقل ـ في حديث زيد بن أرقم في غدير خُمّ(2) ، وفي حديث عمّار بن ياسر في قوله
صلّى الله عليه وآله [ لعليٍّ ]: طوبى لمَن أحبّك وصدّق فيك(3) .
فدعَتْني الحميّة لمحبتهم، على إملاء كتابٍ يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في
البلدان، من أحاديث صحيحةٍ من كتب الأئمّة والحُفّاظ في مناقب أمير المؤمنين عليٍّ
عليه السّلام، الذي لم ينلْ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فضيلةً في آبائه
وطهارةً في مولده إلاّ وهو قسيمُه فيها...
إلى أن قال: وقد وسمتُه بـ « كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب »، ورتّبتُه أبواباً..
جاء في مقدّمة المؤلف الحافظ الگنجيّ الشافعيّ لكتابه « كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام » ـ بعد الصلاة على النبيّ وآله صلوات الله عليهم ـ قوله:
يقول العبد الفقير ( محمّد بن يوسف بن محمّد الگنجيّ ): أمّا بعد، فإنّي لمّا جلستُ يوم الخميس لستّ ليالٍ بقين من جُمادى الآخرة سنة سبعٍ وأربعين وستّمائة بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل، ودار الحديث المهاجريّة، حضر المجلسَ صدورُ البلد من النقباء والمدرّسين والفقهاء وأرباب الحديث، فذكرتُ ـ بعد الدرس ـ أحاديث، وختمتُ المجلس بفصل في مناقب أهل البيت عليهم السّلام، فطعن بعض الحاضرين ـ لعدم معرفته بعلم النقل ـ في حديث زيد بن أرقم في غدير خُمّ
إلى أن قال: وقد وسمتُه بـ « كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب »، ورتّبتُه أبواباً..
مع
الكتاب
نمضي مع الشيخ الگنجيّ الشافعيّ في كتابه هذا مسايرة، نتابعه في عناوين فصوله، مُنتقين جملةً من الأحاديث الشريف في خصوص مناقب الإمام عليّ عليه السّلام، ثمّ في مناقب أبنائه الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.الباب الأوّل ـ في صحّة خطبة النبيّ صلّى الله عليه وآله بماء يُدعى ( غدير خُمّ ).الباب الثاني ـ في حديث عمّار بن ياسر وطرقه.الباب الثالث ـ في أنّ محبّة عليّ عليه السّلام آية الإيمان، وبغضه آية النفاق.
• عن عليّ عليه السّلام: والذي فلق الحبّة وبرأ النَّسَمة، إنّه لعهدُ النبيّ الأمّيّ، ألاّ يُحبّني إلاّ مؤمن، ولا يبغضني إلاّ منافق(4) .
• وعن أمّ سلمة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا يحبّ عليّاً منافق، ولا يبغضه مؤمن. حديث عالٍ رواه الترمذيّ في صحيحه(5) .الباب الرابع ـ أنّ محبّة عليّ عليه
السّلام أو بغضه دلالةٌ على محبّة النبيّ صلّى الله عليه وآله أو بغضه.
• عن أبي برزة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ الله تعالى عَهِد إليّ عهداً في عليّ... فقا: إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام الأولياء، ونورُ مَن أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتُها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومَن أبغضه فقد أبغضني، فبشِّرْه بذلك. فجاء عليٌّ فبشّرته، فقال: يا رسول الله، أنا عبدالله وفي قبضته، فإن يعذّبْني فبذنوبي، وإن يُتمَّ الذي بشّرني به فاللهُ أولى بي.
قال: فقلت: اللهمّ اجلُ قلبَه، واجعل ربيعَه الإيمان. فقال الله عزّوجلّ: قد فعلتُ به ذلك. ثمّ إنّه رُفع إليّ أنّه سيخصّه من البلاء بشيءٍ لم يخصَّ به أحداً مِن أصحابي، فقلت: يا ربّ، أخي وصاحبي. فقال: إنّ هذا لشيءٌ قد سبق، إنّه مبتلى، ومبتلى به.
قال الگنجيّ: هذا حديث حسنٌ عال، أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية(6) .الباب الخامس ـ إنّ مَن تولّى عليّاً
عليه السّلام فقد تولّى اللهَ ورسوله صلّى الله عليه وآله.
• بسندٍ طويلٍ ينتهي إلى عمّار بن ياسر: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أُوصي مَن آمن بي وصدّقني، بولاية عليّ بن أبي طالب؛ فمَن تولاّه فقد تولاّني، ومَن تولاّني فقد تولّى اللهَ عزّوجلّ. قال الگنجيّ: حديث عالٍ حسن مشهور، أُسند عند أهل النقل.
• وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: أتاني مَلَك فقال: يا محمّد، وآسْألْ مَن أرسَلْنا مِن قبلك على ما بُعثِوا. قال: قلتُ: على ما بُعِثوا ؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب(7) .الباب السادس ـ في كرامة الله تعالى
لعليّ عليه السّلام وفضل محبّته.الباب
السابع ـ في شدّة محبّة الله لعليّ بن أبي طالب
عليه السّلام.
• عن عبدالله بن عبّاس قال: كنت أنا وأبي العبّاسُ بن عبدالمطّلب جالسَين عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، إذ دخل عليّ بن أبي طالب فسلّم، فردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وبشّ به وقام إليه واعتنقه وقبّل بين عينيه وأجلسه عن يمينه. فقال العبّاس: أتحبّ هذا ـ يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عمَّ رسول الله، الله أشدُّ حبّاً له منّي، إنّ الله جعل ذريّةَ كلّ نبيٍّ في صلبه، وجعل ذريّتي في صلبه(8) .الباب الثامن ـ في حبّ الحسن والحسين
وعليّ وفاطمة عليهم السّلام.
• أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أخذ بيد الحسن والحسين عليهما السّلام فقال: مَن أحبّني وأحبَّ هذينِ وأباهما وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة(9) .
قال الگنجيّ: أُخبرت عن الشافعيّ بسند يطول ذِكره أنّه قال: هذا سند، لو قُرئ على مصروعٍ لأفاق(10) .الباب التاسع ـ أنّ مَن
تولّى عليّاً عليه السّلام كان من أحباب الله تعالى؛ لقوله عزّوجلّ: « إنْ كنتمُ تُحبّون اللهَ فآتّبِعوني يُحْبِبْكمُ الله »(11) .
• عن حذيفة بن اليمان: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسّك بالقضيب ـ الياقوتة التي خلقها الله تعالى بيده ثمّ قال لها: كوني، فكانت ـ فلْيتولَّ عليَّ بن أبي طالب مِن بعدي(12) .الباب العاشر ـ في كفر
مَن سبّ عليّاً عليه السّلام. تحت هذا العنوان الگنجيّ روى عدّة روايات،
منها:
• مرّ عبدالله بن عبّاس على ضفة زمزم، فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليّاً عليه السّلام! فقال لسعيد بن جبير ( وكان يقود ابنَ عباس إذ عميَ آخر عمره ): رُدَّني إليه. فوقف عليهم فقال: أيُّكمُ السابُّ لله عزّوجلّ ؟ فقالوا: سبحان الله! ما فينا أحد سبّ الله. قال: فأيّكمُ السابُّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالوا: سبحان الله! ما فينا أحد سبَّ رسول الله. قال: فأيّكم السابّ عليَّ بن أبي طالب ؟ قالوا: أمّا هذا فقد كان. قال: فأُشهد على رسول الله صلّى الله عليه وآله سمِعتْه أُذناي ووعاه قلبي، يقول لعليّ بن أبي طالب: مَن سبّك فقد سبّني، ومَن سبّني فقد سبّ الله، ومَن سبّ اللهَ أكبّه الله على مِنخرَيه في النار.
ثمّ تولّى عنهم وقال لابنه: ماذا رأيتَهم صنعوا ؟ قال: فقلت له: يا أبه:
نمضي مع الشيخ الگنجيّ الشافعيّ في كتابه هذا مسايرة، نتابعه في عناوين فصوله، مُنتقين جملةً من الأحاديث الشريف في خصوص مناقب الإمام عليّ عليه السّلام، ثمّ في مناقب أبنائه الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.الباب الأوّل ـ في صحّة خطبة النبيّ صلّى الله عليه وآله بماء يُدعى ( غدير خُمّ ).الباب الثاني ـ في حديث عمّار بن ياسر وطرقه.الباب الثالث ـ في أنّ محبّة عليّ عليه السّلام آية الإيمان، وبغضه آية النفاق.
• عن عليّ عليه السّلام: والذي فلق الحبّة وبرأ النَّسَمة، إنّه لعهدُ النبيّ الأمّيّ، ألاّ يُحبّني إلاّ مؤمن، ولا يبغضني إلاّ منافق
• وعن أمّ سلمة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا يحبّ عليّاً منافق، ولا يبغضه مؤمن. حديث عالٍ رواه الترمذيّ في صحيحه
• عن أبي برزة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ الله تعالى عَهِد إليّ عهداً في عليّ... فقا: إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام الأولياء، ونورُ مَن أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتُها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومَن أبغضه فقد أبغضني، فبشِّرْه بذلك. فجاء عليٌّ فبشّرته، فقال: يا رسول الله، أنا عبدالله وفي قبضته، فإن يعذّبْني فبذنوبي، وإن يُتمَّ الذي بشّرني به فاللهُ أولى بي.
قال: فقلت: اللهمّ اجلُ قلبَه، واجعل ربيعَه الإيمان. فقال الله عزّوجلّ: قد فعلتُ به ذلك. ثمّ إنّه رُفع إليّ أنّه سيخصّه من البلاء بشيءٍ لم يخصَّ به أحداً مِن أصحابي، فقلت: يا ربّ، أخي وصاحبي. فقال: إنّ هذا لشيءٌ قد سبق، إنّه مبتلى، ومبتلى به.
قال الگنجيّ: هذا حديث حسنٌ عال، أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية
• بسندٍ طويلٍ ينتهي إلى عمّار بن ياسر: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أُوصي مَن آمن بي وصدّقني، بولاية عليّ بن أبي طالب؛ فمَن تولاّه فقد تولاّني، ومَن تولاّني فقد تولّى اللهَ عزّوجلّ. قال الگنجيّ: حديث عالٍ حسن مشهور، أُسند عند أهل النقل.
• وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: أتاني مَلَك فقال: يا محمّد، وآسْألْ مَن أرسَلْنا مِن قبلك على ما بُعثِوا. قال: قلتُ: على ما بُعِثوا ؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب
• عن عبدالله بن عبّاس قال: كنت أنا وأبي العبّاسُ بن عبدالمطّلب جالسَين عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، إذ دخل عليّ بن أبي طالب فسلّم، فردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وبشّ به وقام إليه واعتنقه وقبّل بين عينيه وأجلسه عن يمينه. فقال العبّاس: أتحبّ هذا ـ يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عمَّ رسول الله، الله أشدُّ حبّاً له منّي، إنّ الله جعل ذريّةَ كلّ نبيٍّ في صلبه، وجعل ذريّتي في صلبه
• أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أخذ بيد الحسن والحسين عليهما السّلام فقال: مَن أحبّني وأحبَّ هذينِ وأباهما وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة
قال الگنجيّ: أُخبرت عن الشافعيّ بسند يطول ذِكره أنّه قال: هذا سند، لو قُرئ على مصروعٍ لأفاق
• عن حذيفة بن اليمان: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسّك بالقضيب ـ الياقوتة التي خلقها الله تعالى بيده ثمّ قال لها: كوني، فكانت ـ فلْيتولَّ عليَّ بن أبي طالب مِن بعدي
• مرّ عبدالله بن عبّاس على ضفة زمزم، فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليّاً عليه السّلام! فقال لسعيد بن جبير ( وكان يقود ابنَ عباس إذ عميَ آخر عمره ): رُدَّني إليه. فوقف عليهم فقال: أيُّكمُ السابُّ لله عزّوجلّ ؟ فقالوا: سبحان الله! ما فينا أحد سبّ الله. قال: فأيّكمُ السابُّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالوا: سبحان الله! ما فينا أحد سبَّ رسول الله. قال: فأيّكم السابّ عليَّ بن أبي طالب ؟ قالوا: أمّا هذا فقد كان. قال: فأُشهد على رسول الله صلّى الله عليه وآله سمِعتْه أُذناي ووعاه قلبي، يقول لعليّ بن أبي طالب: مَن سبّك فقد سبّني، ومَن سبّني فقد سبّ الله، ومَن سبّ اللهَ أكبّه الله على مِنخرَيه في النار.
ثمّ تولّى عنهم وقال لابنه: ماذا رأيتَهم صنعوا ؟ قال: فقلت له: يا أبه:
فقال: زدني فداك أبوك. فقلت:
فقال: زدني فداك أبوك. قلت: ليس عندي مزيد. فقال: لكن
عندي:
• وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاص،
قال: أمر معاويةُ سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟! فقال: أنا ما ذكرتُ
ثلاثاً قالهنّ له رسول الله صلّى الله عليه وآله فلن أسبّه، لأنْ تكونَ لي واحدة
منهنّ أحبُّ إليّ مِن حمر النِّعَم.. سمعت رسول الله يقول له:
أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُعطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحبّ اللهَ ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليّاً. فأُتيَ به أرمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولمّا نزلت هذه الآية « نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم »(13) ، دعا رسول الله عليّاً وفاطمة
وحسناً وحسيناً فقال: اللهمّ هؤلاء أهلُ بيتي(14) .الباب الحادي عشر ـ في
مبايعة النبيّ صلّى الله عليه وآله على محبّة أهل بيته عليهم السّلام.
• عن جابر بن عبدالله الأنصاريّ قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: يا محمّد، اعرضْ علَيّ الإسلام. فقال له: تشهّدْ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله. قال: تسألني عليه أجراً ؟ قال صلّى الله عليه وآله: لا، إلاّ المودّةَ في القُربى. قال الأعرابي: قرابتي أو قرابتَك ؟ قال: قرابتي. قال: هاتِ أُبايعْك، فعلى مَن لا يُحبّك ولا يحبّ قرابتَك لعنة الله. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: آمين(15) .
• وعن ابن عبّاس قال: لما نزلت: « قُلْ لا أسألُكم عليه أجْراً إلاّ المودّةَ في القُربى »(16) ، قالوا: يا رسول الله، ومَن
قرابتُك هؤلاءِ الذين وجبَتْ علينا مودّتُهم ؟ قال: عليٌّ وفاطمة وابناهما(17) .الباب الثاني عشر ـ في
أمر الله تعالى رسولَه صلّى الله عليه وآله بحبّ عليٍّ عليه السّلام.
الباب الثالث عشر ـ في أنّ عليّاً امتحن اللهُ قلبَه للتقوى.... الباب السادس عشر ـ إنّ أُذُن عليّ عليه السّلام سامعة واعية، حافظة غير ناسية.
• عن عبدالله بن الحسن: حين نزلت هذه الآية: « وتَعِيَها أُذُنٌ واعية »(18) ، قال رسول الله صلّى الله عليه
وآله: سألت اللهَ عزّوجلّ أن يجعلها أُذُنَك يا عليّ. قال عليّ عليه السّلام: فما
نَسِيتُ شيئاً بعد، وما كان لي أن أنسى(19) .... الباب التاسع عشر ـ
في غضب النبيّ على مَن خالف حُكْم عليّ عليه السّلام.
• عن عمران بن حصين:... فأقبل عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله والغضب يُعرَف في وجهه، ثمّ قال: ما تُريدون مِن عليّ، ما تُريدون من عليّ، ما تريدون من عليّ ؟! إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي، فلا تُخالفوه في حكمه(20) .الباب العشرون ـ في
توعّد النبيّ صلّى الله عليه وآله لمبغض عليّ عليه السّلام بالنار.... الباب الثالث والعشرون ـ في تشبيه النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السّلام بالأنبياء في
خصالهم.
• عن ابن عبّاس: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوحٍ في حكمته، وإلى إبراهيم في حِلمه.. فَلْينظرْ إلى عليّ بن أبي طالب(21) .الباب الرابع والعشرون ـ في أنّ عليّاً لم يُشرك بالله طَرْفة عين.
• عن عبدالرحمان بن أبي ليلى: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: سُبّاق الأمم ثلاثة، لم يُشركوا بالله طَرفةَ عين: عليُّ بن أبي طالب، وصاحب ياسين، ومؤمن آل فرعون.. فهُمُ الصدِّيقون: حبيب النجّار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب ـ وهو أفضلهم(22) .الباب الخامس والعشرون ـ في أنّ عليّاً عليه السّلام أوّل مَن صلّى.... الباب الثالث والثلاثون ـ في حديث الطائر.الباب
الرابع والثلاثون ـ في أنّ النظر إلى وجه عليٍّ
عليه السّلام عبادة.... الباب الحادي
والأربعون، إلى الباب السابع والسبعين ـ في جملة من
خصائص الإمام عليّ عليه السّلام اختصّ بها دون غيره، منها:
دخوله الجنّة بمرافقة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وبالنداء من بطنان العرش يوم القيامة، وبمتابعته عند الفتنة، وبمؤاخاة الرسول صلّى الله عليه وآله إيّاه، وكونه سيّدَ المسلمين وإمامَ الأولياء، وأنّه بابُ مدينة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال له دون الصحابة: عليٌّ منّي وأنا منه. وقال له: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وأنّه صلّى الله عليه وآله زوّجه ابنتَه فاطمة الزهراء عليها السّلام بأمر الله تعالى وأنّ الملائكة زفّت فاطمة إلى عليّ عليهما السّلام.... الباب الخامس والثمانون ـ في أنّ عليّاً وفاطمة وولديها عليهم السّلام يوم القيامة في قبّةٍ تحت العرش.
• عن عبدالله بن قيس: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنا وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، يومَ القيامة في قبّةٍ تحت العرش.
قال الگنجيّ الشافعيّ: هو حديث حَسنٌ عالٍ(23) .... الباب السابع والثمانون ـ في أنّ عليّاً خُلِق من نور النبيّ صلّى الله عليه وآله.
• عن سلمان الفارسيّ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: كنتُ أنا وعليٌّ نوراً بين يدَي الله مطيعاً، يسبّح ذلك النور ويقدّسه، قبلَ أن يُخلَق آدمُ بأربعةَ عشر ألفَ عام، فلمّا خلَقَ اللهُ آدم ركَزَ ذلك النور في صُلبه، فلم يزل في شيءٍ واحدٍ حتّى افترقا في صُلب عبدالمّطلب، فجزءٌ أنا وجزء عليّ(24) .
الباب الثامن والثمانون ـ فساد دعوى مَن زعم أنّه يحبّ الرسولَ صلّى الله عليه وآله مع بغض عليّ عليه السّلام.
• عن أمّ سلمة: دخل عليُّ بن أبي طالب على النبيّ صلّى الله عليه وآله، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: كذب مَن زعم أنّه يُحبّني ويبغض هذا(25) .
قلت: هذا حديث حسنٌ عال، رواه التكرينيّ في ( مناقب الأشراف ).... الباب الحادي والتسعون ـ في بشارة النبيّ صلّى الله عليه وآله لمحبّ عليّ عليه السّلام بسُكنى جنّة عدن.
• عن زيد بن أرقم: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عزّوجلّ في جنّة عدن بيمينه، فلْيتمسّكْ بحبّ عليّ بن أبي طالب(26) . قال الگنجيّ الشافعيّ: هذا
حديثٌ حسَنٌ رُزِقناه عالياً ـ بحمد الله.
• وعن عائشة قالت: ما خلَقَ اللهُ خَلْقاً كان أحبَّ إلى رسول الله مِن عليّ بن أبي طالب(27) .الباب الثاني والتسعون ـ في أمر الله نبيَّه صلّى الله عليه وآله بمناجاة عليٍّ عليه السّلام
خاصّة.
• عن جابر الأنصاريّ: دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً يومَ الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمّه! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما انتجيتُه، ولكنّ الله انتجاه(28) .الباب الثالث والتسعون ـ في قول النبيّ صلّى الله عليه وآله لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم
السّلام: أنا حربٌ لمَن حاربتُم، وسلْمٌ لمن سالمتُم(29) .الباب الرابع والتسعون ـ في قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: أعلم أمّتي بالسنّة والقضاء بعدي
عليّ بن أبي طالب(30) .... الباب السادس والتسعون ـ في نهي النبيّ صلّى الله عليه وآله عن سبّ عليّ عليه السّلام.
• عن كعب بن عجرة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا تسبّوا عليّاً؛ فإنه ممسوس في ذات الله عزّوجلّ(31) .الباب السابع والتسعون ـ في إكرام النبيّ صلّى الله عليه وآله وتبجيله للحسن والحسين عليهما
السّلام.
• عن معاوية بن قرّة، عن أبيه: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما(32) .
قال الگنجيّ الشافعيّ: وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض، دليلٌ على صحّة الحديث.
فصلٌ في مرض الحسن والحسين عليهما السّلام، ونَذْر والديهما الصومَ عند بُرئِهما، وقصّة نزول « هل أتى ».... الباب التاسع والتسعون ـ في ذكْر فضائل سيّدة نساء العالمين ( فاطمة ) عليها السّلام.
• عن أبي هريرة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حَسْبُكم من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد(33) .
• المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو على المنبر يقول: فإنّما ابنتي بضعةٌ منّي، يُريبني ما رابها، ويُؤذيني ما آذاها.
قال الگنجيّ: هذا حديث صحيح أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده(34) .الباب المائة ـ في
تطهيرهم عليهم السّلام من الأنجاس؛ لقوله عزّوجلّ: « إنّما يُريدُ
اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيرا »(35) .
• عن عمر بن أبي سَلَمة ربيب النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله في بيت أمّ سلمة، فدعا النبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السّلام وجلّلهم بكساءٍ وعليّ خلف ظهره، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاءِ أهل بيتي، فأذهِبْ عنهمُ الرجسَ وطهِّرهم تطهيرا.
قالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا نبيَّ الله ؟ فقال: أنتِ على مكانِك، وأنت على خير(36) .وتحت عنوان: فصل في
الحديث المرويّ في ردّ الشمس بدعاء النبيّ صلّى الله عليه وآله، حتّى صلّى عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام العصر.. يصول المؤلّف ( الشيخ الگنجيّ الشافعيّ ) ويجول في
عرض دلائله العقليّة والنقليّة، ويناقش بحججٍ كثيرة كلاميّةٍ وروائيّة؛ لإثبات صحّة
هذه الرواية وأنّها ليست من الغلوّ، وقد روَوا أهل السنّة مثل ذلك ليُوشَع بن نون
وصيِّ موسى عليه السّلام ـ كما في مسند أحمد بن حنبل ـ، بل رووا ذلك
لغيره.
• قال الگنجيّ الشافعيّ: ولهذا الحديث حكاية عجيبة حكاها جماعة من أهل التواريخ. أخبرنا الحافظ أبو عبدالله محمّد بن محمود المعروف بـ « ابن النجّار »، أخبرَنا أبو محمّد عبدالعزيز بن الأخضر قال: سمعت القاضي محمّد بن عمر بن يوسف الأُرْمَويّ يقول: جلس أبو منصور المظفّر بن أردشير القباويّ الواعظ بمدرسة التاجيّة بباب أبرز ببغداد بعد صلاة العصر، وذكر حديثَ ردّ الشمس، وشرع في فضائل أهل البيت.. فنشأت سحابةٌ غطّت الشمسَ حتّى ظنّ الناس أنّها قد غابت، فقام أبو منصور على المنبر قائماً وأومى إلى الشمس وارتجل:
أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُعطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحبّ اللهَ ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليّاً. فأُتيَ به أرمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولمّا نزلت هذه الآية « نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم »
• عن جابر بن عبدالله الأنصاريّ قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: يا محمّد، اعرضْ علَيّ الإسلام. فقال له: تشهّدْ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله. قال: تسألني عليه أجراً ؟ قال صلّى الله عليه وآله: لا، إلاّ المودّةَ في القُربى. قال الأعرابي: قرابتي أو قرابتَك ؟ قال: قرابتي. قال: هاتِ أُبايعْك، فعلى مَن لا يُحبّك ولا يحبّ قرابتَك لعنة الله. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: آمين
• وعن ابن عبّاس قال: لما نزلت: « قُلْ لا أسألُكم عليه أجْراً إلاّ المودّةَ في القُربى »
الباب الثالث عشر ـ في أنّ عليّاً امتحن اللهُ قلبَه للتقوى.... الباب السادس عشر ـ إنّ أُذُن عليّ عليه السّلام سامعة واعية، حافظة غير ناسية.
• عن عبدالله بن الحسن: حين نزلت هذه الآية: « وتَعِيَها أُذُنٌ واعية »
• عن عمران بن حصين:... فأقبل عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله والغضب يُعرَف في وجهه، ثمّ قال: ما تُريدون مِن عليّ، ما تُريدون من عليّ، ما تريدون من عليّ ؟! إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي، فلا تُخالفوه في حكمه
• عن ابن عبّاس: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوحٍ في حكمته، وإلى إبراهيم في حِلمه.. فَلْينظرْ إلى عليّ بن أبي طالب
• عن عبدالرحمان بن أبي ليلى: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: سُبّاق الأمم ثلاثة، لم يُشركوا بالله طَرفةَ عين: عليُّ بن أبي طالب، وصاحب ياسين، ومؤمن آل فرعون.. فهُمُ الصدِّيقون: حبيب النجّار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب ـ وهو أفضلهم
دخوله الجنّة بمرافقة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وبالنداء من بطنان العرش يوم القيامة، وبمتابعته عند الفتنة، وبمؤاخاة الرسول صلّى الله عليه وآله إيّاه، وكونه سيّدَ المسلمين وإمامَ الأولياء، وأنّه بابُ مدينة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال له دون الصحابة: عليٌّ منّي وأنا منه. وقال له: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وأنّه صلّى الله عليه وآله زوّجه ابنتَه فاطمة الزهراء عليها السّلام بأمر الله تعالى وأنّ الملائكة زفّت فاطمة إلى عليّ عليهما السّلام.... الباب الخامس والثمانون ـ في أنّ عليّاً وفاطمة وولديها عليهم السّلام يوم القيامة في قبّةٍ تحت العرش.
• عن عبدالله بن قيس: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنا وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، يومَ القيامة في قبّةٍ تحت العرش.
قال الگنجيّ الشافعيّ: هو حديث حَسنٌ عالٍ
• عن سلمان الفارسيّ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: كنتُ أنا وعليٌّ نوراً بين يدَي الله مطيعاً، يسبّح ذلك النور ويقدّسه، قبلَ أن يُخلَق آدمُ بأربعةَ عشر ألفَ عام، فلمّا خلَقَ اللهُ آدم ركَزَ ذلك النور في صُلبه، فلم يزل في شيءٍ واحدٍ حتّى افترقا في صُلب عبدالمّطلب، فجزءٌ أنا وجزء عليّ
الباب الثامن والثمانون ـ فساد دعوى مَن زعم أنّه يحبّ الرسولَ صلّى الله عليه وآله مع بغض عليّ عليه السّلام.
• عن أمّ سلمة: دخل عليُّ بن أبي طالب على النبيّ صلّى الله عليه وآله، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: كذب مَن زعم أنّه يُحبّني ويبغض هذا
قلت: هذا حديث حسنٌ عال، رواه التكرينيّ في ( مناقب الأشراف ).... الباب الحادي والتسعون ـ في بشارة النبيّ صلّى الله عليه وآله لمحبّ عليّ عليه السّلام بسُكنى جنّة عدن.
• عن زيد بن أرقم: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عزّوجلّ في جنّة عدن بيمينه، فلْيتمسّكْ بحبّ عليّ بن أبي طالب
• وعن عائشة قالت: ما خلَقَ اللهُ خَلْقاً كان أحبَّ إلى رسول الله مِن عليّ بن أبي طالب
• عن جابر الأنصاريّ: دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً يومَ الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمّه! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما انتجيتُه، ولكنّ الله انتجاه
• عن كعب بن عجرة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا تسبّوا عليّاً؛ فإنه ممسوس في ذات الله عزّوجلّ
• عن معاوية بن قرّة، عن أبيه: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما
قال الگنجيّ الشافعيّ: وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض، دليلٌ على صحّة الحديث.
فصلٌ في مرض الحسن والحسين عليهما السّلام، ونَذْر والديهما الصومَ عند بُرئِهما، وقصّة نزول « هل أتى ».... الباب التاسع والتسعون ـ في ذكْر فضائل سيّدة نساء العالمين ( فاطمة ) عليها السّلام.
• عن أبي هريرة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حَسْبُكم من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد
• المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو على المنبر يقول: فإنّما ابنتي بضعةٌ منّي، يُريبني ما رابها، ويُؤذيني ما آذاها.
قال الگنجيّ: هذا حديث صحيح أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده
• عن عمر بن أبي سَلَمة ربيب النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله في بيت أمّ سلمة، فدعا النبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السّلام وجلّلهم بكساءٍ وعليّ خلف ظهره، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاءِ أهل بيتي، فأذهِبْ عنهمُ الرجسَ وطهِّرهم تطهيرا.
قالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا نبيَّ الله ؟ فقال: أنتِ على مكانِك، وأنت على خير
• قال الگنجيّ الشافعيّ: ولهذا الحديث حكاية عجيبة حكاها جماعة من أهل التواريخ. أخبرنا الحافظ أبو عبدالله محمّد بن محمود المعروف بـ « ابن النجّار »، أخبرَنا أبو محمّد عبدالعزيز بن الأخضر قال: سمعت القاضي محمّد بن عمر بن يوسف الأُرْمَويّ يقول: جلس أبو منصور المظفّر بن أردشير القباويّ الواعظ بمدرسة التاجيّة بباب أبرز ببغداد بعد صلاة العصر، وذكر حديثَ ردّ الشمس، وشرع في فضائل أهل البيت.. فنشأت سحابةٌ غطّت الشمسَ حتّى ظنّ الناس أنّها قد غابت، فقام أبو منصور على المنبر قائماً وأومى إلى الشمس وارتجل:
قال: فطلعت الشمس، فلا يدري ما رُميَ عليه من الأموال
في ذلك اليوم(37) !
وفي ردّ الشمس؛ يقول الصاحبُ بن عَبّاد:
وفي ردّ الشمس؛ يقول الصاحبُ بن عَبّاد:
بعد هذا، يعرّج الگنجيّ الشافعيّ على شيءٍ من حياة
الإمام عليٍّ عليه السّلام: وصاياه ومواعظه وخطبه، تواضعه وعبادته، وصفته، ومولده
ونسبه، وزوجاته وأولاده، وشهادته وعمره، وغُسله ودفنه.. ولا ينسى أن تكون له وقفةٌ
في ذكر شيءٍ من أحوال الإمامين: الحسن والحسين عليهما السّلام، حتّى يصل إلى حياة
الأئمّة التسعة من ذريّة الإمام الحسين عليه السّلام، فيقول ـ بعد ذِكْر شيءٍ من
التفصيل حول واقعة كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السّلام وذِكْر مَن قُتل معه ـ
:
(Dokumen-ABNS)
Posting Komentar