Pesan Rahbar

Sekilas Doa Arafah Imam Husain as dan Doa Arafah Imam Husain as

Doa Arafah (Bahasa Arab: دعاء العرفة ) adalah diantara doa-doa Syiah yang menurut riwayat dibaca oleh Imam Husain as pada hari ke-9 Dzul...

Home » » Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 1A

Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 1A

Written By Unknown on Jumat, 02 Maret 2018 | Maret 02, 2018


الموسوعة الرجالية


اختيار معرفة الرجال
الشيخ الطوسي ج 1
***********************
[ 1 ]
اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسي (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي تحقيق السيد مهدي الرجائي مؤسسة آل البيت عليهم السلام
________________________________________
[ 1 ]
كتاب: التعليقة على اختيار معرفة الرجال تأليف: المير داماد، محمد باقر الحسيني تحقيق: السيد مهدى الرجائى نشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام طبع: مطبعة بعثت - قم تاريخ الطبع: 1404 ه‍
________________________________________
[ 2 ]
أضواء على الكتاب: الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ العزيز، هو أول شرح ألف على كتاب اختيار معرفة الرجال. ألفه المعلم الثالث امام المعارف الاسلامية الامير السيد محمد باقر المشتهر بالداماد. ويشتمل هذا الشرح على بحوث رجالية معمقة، وكذلك يتضمن دراسة لغوية معمقة حول لغة الاحاديث وألفاظها. وقد كتب السيد الداماد كل ذلك باسلوبه المتميز الذي يتسم بالعذوبة والروعة، كما يلاحظ القارئ في سائر كتبه الاخرى. وفي هذا المضمار أقدار لمؤسسة آل البيت عليهم السلام اخراج هذا الكتاب بهذه الحلة القشيبة والطباعة الانيقة، والتي يتجلى فيها كل مظاهر الخدمة الصادقة، والاخلاص العميق في ابراز هذه الكتب بصورة مناسبة. والله سبحانه خير ناصر ومعين السيد مهدي الرجائى
________________________________________
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد: علم الرجال هو علم يبحث فيه عن أحوال رواة الحديث وأوصافهم التي لها دخل في جواز قبول قولهم وعدمه. وهذا العلم يحتاج إليه كل من اراد استنباط الاحكام الشرعية عن أدلتها التي عمدتها الاحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام، حيث أنه لابد من ان ينظر في أحوال رجال سند الحديث، ويطمئن بأنهم ممن يصح التعويل عليهم، ويجوز الاخذ عنهم، حتى يكون حديثهم حجة له في عمل نفسه أو الافتاء لغيره ولشدة الحاجة إليه اشتد اهتمام علماء الشيعة من العصر الاول الى اليوم في تأليف كتب خاصة في هذا العلم، وتدوين أسماء رجال الحديث، مع ايراد بعض أوصافهم وذكر بعض كتبهم وآثارهم، المعبر عن بعضها بالكتب وعن بعضها بالاصول. وكان بدأ ذلك حسب اطلاعنا في النصف الثاني من القرن الاول، فان عبيد الله ابن أبي رافع كان كاتب أمير المؤمنين عليه السلام، وقد دون أسماء الصحابة الذين شايعوا عليا عليه السلام، وحضروا حروبه، وقاتلوا معه في البصرة وصفين والنهروان. ثم في القرن الثاني الى أوائل الثالث دون (رجال ابن جبلة) و (ابن فضال) و (ابن محبوب) وغيرهم، واستمر تدوين الرجال الى أواخر القرن الرابع. قال الشيخ الطوسي ملخصا في أول الفهرست: اني رأيت جماعة من شيوخ
________________________________________
[ 4 ]
طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرس كتب أصحابنا، وما صنفوه من التصانيف ورووه من الاصول، ولم تكن مستوفاة. واستوفاها أبو الحسين أحمد [ ابن الغضائري ] على مبلغ ما قدر عليه في كتابين: أحدهما في المصنفات، والاخر في الاصول، وأهلك الكتابان بعد موت المؤلف الخ. وبالجملة في أول القرن الخامس دونت الاصول الاربعة الرجالية، المستخرجة عن تلك الكتب المدونة قبلها، وهي (الاختيار من كتاب الكشي) و (الفهرست) و (الرجال) المرتب على الطبقات هذه الثلاثة للشيخ الطوسي، (وكتاب الرجال) للنجاشي. وفي القرن السادس ألف (فهرس الشيخ منتجب الدين) و (معالم العلماء) لابن شهر آشوب. وفي القرن السابع ألف أبو الفضائل أحمد بن طاوس الحلي كتابه (حل الاشكال) وأدرج فيه ألفاظ تلك الاصول الاربعة على ما وصل إليه من مشايخه مسندا الى مؤلفيها، وادرج أيضا ألفاظ كتاب (الضعفاء) المنسوب الى ابن الغضائري، وقد وجده السيد منسوبا إليه من غير سند إليه، كما صرح بذلك للخروج عن عهدته، وليكون كتابه جامعا لجميع ما قيل في حق الرجل. وقد تبع السيد في ذلك تلميذاه العلامة الحلي في (الخلاصة) وابن داود في رجاله. وتبعهما المتأخرون في النقل عن الكتب الخمسة، وعن بعض ما بقيت نسخها من تلك الكتب الرجالية القديمة مثل (رجال البرقي) و (رجال العقيقي). واما سائر الكتب القديمة فقد ضاعت اعيانها الشخصية من جهة قلة الاهتمام بها، بعد وجود عين ألفاظها مدرجة في الاصول الاربعة المتداولة عندنا. فنحن نشكر القدماء على حسن صنيعتهم في تأليفاتهم الواصلة الينا، كما انا نشكر المتأخرين عنهم الذين أشرنا الى بعضهم في بسط كتب الرجال، بادخالهم تراجم العلماء والرواة المتأخرين عن اولئك القدماء، لشدة احتياجنا الى معرفة احوالهم. وذلك لان الله يقيض في كل عصر رجالا حاملين لعلوم أهل البيت عليه السلام،
________________________________________
[ 5 ]
متحملين لاحاديثهم بالقراءة والسماع والاجازة وغيرها، وتزاد بذلك عدة الرواة شيئا فشيئا وقرنا بعد قرن، فلا بد لنا من ترجمتهم اما مستقلا أو في ضمن الرواة القدماء وأول من ولج في هذا الباب الشيخ منتجب الدين ابن بابويه الذي كان حيا في سنة (585) فانه ألف كتاباب مستقلا في تراجم العلماء الفقهاء والرواة المتأخرين عن الشيخ الطوسي المتوفى (460) أو المعاصرين له ممن فاتت عنه ترجمتهم، وأوصل تراجمهم الى تراجم الذين نشأوا في عصره وأدركوا أوائل القرن السابع. وكذا فعل الشيخ رشيد الدين ابن شهر آشوب فألف (معالم العلماء) وألحق بآخره أقساما من أعلام شعراء الشيعة المخلصين لاهل البيت. وبعده أدرج العلامة الحلي المتوفى (726) والشيخ تقي الدين الحسين بن داود بعض علماء القرن السابع في رجاليهما ثم بعدهما ألف السيد علي بن عبد الحميد النيلي المتوفى (841) رجاله، وأمر السيد جلال الدين ابن الاعرج العميدي ان يلحق به العلماء المتأخرين، فالحق به حسب أمره جمعا منهم، ونقلهم عنه صاحب المعالم، وكذا الشيخ الشهيد المتوفى (786) أورد في مجموعته جمعا من العلماء مع تواريخهم، ثم صار صاحب المعالم في (التحرير الطاووسي). حتى انتهى الى القرن الحادي عشر فزهى نشاط تدوين أحاديث أهل العصمة عليهم السلام وحث المحدثون والعلماء قاطبتهم عليه، واعتنوا بها بعدما درست كل العناية، وأقبلوا بالشرح والتعليق عليها، وجدير أن يقال هو العصر الذهبي للحديث. الى أن وفق الله تعالى أساطين الحكمة والفلسفة الى الشرح والتعليق عليها، ومن جملتهم وابرزهم هو المولى السيد محمد باقر الحسيني الاسترابادي المعروف ب‍ (الداماد) فقد كان من ائمة الحكمة والفلسفة والكلام والفقه والرجال والاثار. وقد وقعت آراءه الرجالية مطرحا للانظار، وكل من أتى بعده من الرجاليين تلقى آراءه الرجالية بالقبول، واستندوا إليه كل الاستناد، وصار رأيه حجة للمؤالف
________________________________________
[ 6 ]
على المخالف، وكفاه تبجيلا أنه لا تخلو ولا واحدة من الكتب الرجالية من ذكر آرائه وأنظاره الى يومنا الحاضر. وله تصانيف كثيرة في البحوث الرجالية، سنذكرها في مصنفاته، ومن اهمها وأعلاها قيمة كتابه النفيس التعليقة على كتاب رجال الكشي، وسوف نبحث عنها في مقامه (1)
________________________________________
1) استخرجت أكثر هذه المقدمة من كتاب الذريعة. (*)
________________________________________
[ 7 ]
ترجمة المؤلف هو السيد محمد باقر ابن السيد الفاضل المير شمس الدين محمد الحسيني الاسترابادي الاصل - الشهير ب‍ (داماد)، وكان والده المبرور ختن شيخنا المحقق علي ابن عبد العالي الكركي (رحمه الله)، فخرجت هذه الدرة اليتيمة من صدف تلك الحرة الكريمة، وطلعت هذه الطلعة الرشيدة من أفق تلك النجمة السعيدة. وكان سبب هذه المواصلة ان الشيخ الاجل علي بن عبد العالي رأى في المنام أمير المؤمنين عليه السلام، وأنه يقول له: زوج بنتك من مير شمس الدين، يخرج منها ولد يكون وارثا لعلوم الانبياء والاوصياء، فزوج الشيخ بنته منه، وتوفيت بعد مدة قبل أن تلد ولدا، فتحير الشيخ من ذلك وأنه لم يظهر من منامه اثر، فرأى أمير المؤمنين عليه السلام مرة أخرى في المنام وهو عليه السلام يقول له: ما أردنا هذه الصبية بل البنت الفلانية فزوجها اياه، فولدت السيد المحقق المذكور. وجه تلقبه بالداماد: لقب والده الشريف للتعظيم لهذه المواصلة ب‍ (الداماد) الذي هو بمعنى الختن بالفارسية، ثم غلب عليه وعلى ولده بعده ذلك اللقب الشريف، ولقب هو نفسه بذلك، كما في بعض المواضع بهذه الصورة: (وكتب بيمناه الدائرة أحوج الخلق الى الله الحميد الغني محمد بن محمد يدعى باقر بن داماد الحسيني ختم الله له بالحسنى حامدا مصليا).
________________________________________
[ 8 ]
قال المتتبع الحبير الميرزا عبد الله الافندي في الرياض في أحوال الشيخ عبد العالي بن الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي كانت تحت الا ميرزا السيد حسن والد الامير السيد حسين المجتهد، والاخرى تحت والد السيد الداماد هذا، وقد حصل منها السيد الداماد. ولذلك يعرف الامير باقر المذكور بالداماد، لا بمعنى انه صهر، ولا بمعنى انه هو بنفسه داماد الشيخ علي، أعني صهره كما يظن، بل والده. فالسيد الامير محمد باقر الداماد من باب الاضافة لا التوصيف ولذلك ترى السيد الداماد حين يحكي عن الشيخ علي الكركي المذكور يعبر عنه بالجد القمقام يعني جده الامي. وبما أوضحناه ظهر بطلان حسبان كون المراد بالداماد هو صهر السلطان، وكذلك ظن كون نفسه صهرا (1). الثناء عليه: يوجد ثناء العلماء فط كثير من معاجم التراجم، وكتب الرجال مشفوعة بالاكبار والتبجيل والاطراء.: قال السيد علي خان في سلافة العصر: طراز العصابة، وجواز الفضل سهم الاصابة الرافع بأحاسن الصفات أعلامه، فسيد وسند وعلم وعلامة، اكليل جبين الشرف وقلادة جيدة، الناطقة ألسن الدهور بتعظيمه وتمجيده. باقر العلم وتحريره، الشاهد بفضله تقريره وتحريره، ووالله ان الزمان بمثله لعقيم، وان مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم، وانا برئ من المبالغة في هذا المقال، وبر قسمي يشهد به كل وامق، وقال، شعر: وإذا خفيت على الغنى فعاذر * أن لا تراني مقلة عمياء ان عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدي به، أو الآداب فهو مؤملها الذي يتعلق
________________________________________
1) رياض العلماء: 3 / 132 (*)
________________________________________
[ 9 ]
بأهدابه، أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل، أو النسيم فهو حميدها الذي يدب منه نسيم البرء في العلل، أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الاسود في الاجم أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم. وكان الشاه عباس أضمر له السوء مرارا له حبل غليته امرارا، خوفا من خروجه عليه، وفرقا من توجه قلوب الناس إليه فحال دونه ذو القوة والحول، وأبى الا أن يتم عليه المنه والطول، ولم يزل موفور العز والجاه، مالكا سبيل الفوز والنجاة حتى استأثر به ذو المنة، وتلا بآياتها النفس المطمئنة (1). وقال تلميذه العارف قطب الدين الاشكوري في محبوب القلوب: السيد السند المحقق في المعقول، والمحقق في المنقول، سمي خامس أجدادها المعصومين مير محمد باقر الداماد، لا زال سعيه في كشف معضلات المسائل مشكورا، واسمه في صدر جريدة أهل الفضل مسطورا: علم عروس همه استادشد * فطرت أو بودكه داماد شد ثم ذكر وجه التسمية وقال: كان شكر الله سعيه ورفع درجته يصرح النجابة بذكره، ويخطب المعارف بشكره، ولم يزل يطالع كتب الاوائل متفهما، ويلقى الشيوخ متعلما، حتي يفوق في أقصر مدة في كل العلم على كل أوحدي أخص، وصار في كل مآثره كالواسطة في النص: عقليش از قياس عقل برون * نقليس از أساس نقل فزون يخبر عن معضلات المسائل فيصيب، ويضرب في كل ما ينتحله من التعليم بأوفى نصيب، توحد بابداع دقائق العلوم والعرفان، وتفرد بفرائد أبكار لسم يكشف قناع الاجمال عن جمال حقائقها الى الان، فلقد صدق: ما انشد بعض الشعراء في شأنه: بتخميرش يد الله چون فروشد * نم آنچه بد دركار أو شد وقال تلميذه أيضا صدر المتألهين في شرح الاصول الكافي: سيدي وسندي
________________________________________
1) سلافة العصر ص 477 - 478 (*)
________________________________________
[ 10 ]
وأستاذي، واستنادي في المعالم الدينة، والعلوم الالهية، والمعارف الحقيقية، والاصول اليقينة، السيد الاجل الانور، العالم المقدس الاطهر، الحكيم الالهي، والفقيه الرباني، سيد عصره، وصفوة دهره، الامير الكبير، والبدر المنير، علامة ة الزمان: أعجوبة الدوران، المسمى ب‍ (محمد) الملقب ب‍ (باقر الداماد الحسيني) قدس الله عقله بالنور الرباني (1). وقال الشيخ الحر العاملي في أمل الامل: عالم فاضل جليل القدر، حكيم متكلم ماهر في العقليات، معاصر لشيخنا البهائي، وكان شاعرا بالفارسية والعربية مجيدا (2). وقال الشيخ أسد الله الكاظمي في مقابس الانوار: السيد الهمام، وملاذ الانام عين الاماثل، عديم المماثل، عمدة الافاضل، منار الفضائل، بحر العلم الذي لا يدرك ساحله، وبر الفضل الذي لاتطوى مراحله، المقتبس من أنواره أنواع الفنون، والمستفاد من آثاره أحكام الدين المصون، الفقيه المحدث الاديب، الحكيم الاصبهاني المتكلم العارف الخائض في أسرار السبع المثاني الامير الكبير (3). وقال السيد الخوانساري في روضات الجنات: كان رحمه الله تبارك وتعالى عليه من أجلاء علماء المعقول والمشروع، وأذكياء نبلاء الاصول والفروع، متقدما بشعلة ذهنه الوقاد، وفهمه المتوقد النقاد، على كل متبحر استاد، ومتفنن مرتاد، صاحب منزلة وجلال، وعظمة واقبال، عظيم الهيبة، فخيم الهيئة، رفيع الهمة، سريع الجمة، جليل المنزلة والمقدار، جزيل الموهبة والايثار. قاطنا بدار السلطنة اصبهان، مقدما على فضلائها الاعيان، مقربا عند السلاطين الصفوية، بل مودبهم بجميل الاداب الدينية، مواظبا للجمعة والجماعات، مطاعا لقاطبة أرباب المناعات، اماما في فنون الحكمة والادب، مطلعا على أسرار كلمات
________________________________________
1) شرح الاصول الكافي ص 16 2) أمل الامل: 2 / 249 3) مقابس الانوار ص 16 (*)
________________________________________
[ 11 ]
العرب، خطيبا قل ما يوجد مثله في فصاحة البيان وطلاقة اللسان، أديبا لبيبا فقيها نبيها عارفا ألمعيا، كأنما هو انسان العين وعين الانسان (1). وقال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين: فاضل، جليل، متكلم، حكيم، ماهر في النقليات، شاعر بالعربية والفارسية (2). وقال الشيخ المحدث النوري في خاتمة المستدرك: العالم المحقق النحرير السيد السند، الناقد الخبير (3). وقال الميرزا محمد التنكابني في قصص العلماء ماهذا لفظه: واين سيد امام أنام، وفاضل همام، وعالم قمقام، عين أماثل، أكامل أفاضل، ومعدوم المماثل، ومنار فضائل وفواضل، ودرياي بيساحل، علامه فهامه است. ودر علم لغت كوي از ميدان صاحب قاموس وصحاح ربوده. در علم عربيت حياظت علوم أرباب أدب نموده ودر فصاحت وبلاغت وانشاء وانشاد ونظم ونثر سر آمد أهل زمان، ودر منطق وحكمت وكلام مسلم علماء أعلام، ودر حديث وفقه فائق برهمكان، ودر علم رجال از أكامل رجال، ودر علم رياضي بجميع اقسام متفرد ووحيد در مقال، ودر اصول حلال عويصات واعضال، ودر علم تفسير قرآن أعجوبة زمان (4). وقال الميرزا محمد علي الكشميري في نجوم السماء ماهذا لفظه: مجمع شرافت وحذافت، ومرجع كلام وحكمت، وحامي دين وملت. وحاوي فقه وشريعت بود، كافة عقلاي ذوي الافهام از خاص وعام معترف علوم وكمالات ودقائق وافادات أويند، تصانيف أو مشتمل بر تحقيقات دقيقة وتدقيقات انيقة مشهور ومعروف است (5) وغيرهم مما لا مجال لذكرهم.
________________________________________
1) روضات الجنات: 2 / 62 2) لؤلؤة البحرين ص 132 3) مستدرك الوسائل: 3 / 424 4) قصص العلماء ص 333 5) نجوم السماء في تراجم العلماء ص 46 (*)
________________________________________
[ 12 ]
ورعه وعبادته: كان (رحمه الله تعالى) متعبدا في الغاية، مكاثرا من تلاوة كتاب الله المجيد بحيث ذكر بعض الثقاة انه كان يقرأ كل ليلة خمسة عشر جزؤا من القرآن، مواظبا على أداء النوافل، لم يفته شئ منها منذ ان بلف سن التكليف حتى مات، مجدا ساعيا في تزكية نفسه النفيسة، وتصفية باطنه الشريف حتي اشتهر أنه لم يضع جنبه على فراشه بالليل في مدة أربعين سنة. مكاشفاته: ذكر قدس سره في بعض المواضع انه كثيرا ما يودع جسده الشريف ويخرج الى سير معارج الملكوت ثم يرجع إليه مكرها، والله أعلم بحقيقة مراده وخبيئة فؤاده. قال قدس الله سره: كنت ذات يوم من أيام شهرنا هذا، وقد كان يوم الجمعة سادس عشر شهر رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان المكرم لعام ثلاث وعشرين وألف من هجرته المقدسة، في بعض خلواتي أذكر ربي في تضاعيف أذكاري واورادي باسمه الغني فأكرر (يا غني يا مغني)، مشدوها بذلك عن كل شئ الاعن التوغل في حريم سره والامحاء في شعاع نوره، فكان خاطفة قدسية قد ابتدرت الي فاجتذبتني من الوكر الجسداني (1)، ففلت (2) حلق شبكة الحس، وحللت عقد حبالة الطبيعة. وأخذت أطير بجناح الروع في جو ملكوت الحقيقة، فكأني قد خلعت بدني، ورفضت عدني، ومقوت خلدي، ونضوت جسدي، وطويت اقليم الزمان، وصرت الى عالم الدهر. فإذا أنا في مصر الوجود بجماجم أمم النظام الجملي من الابداعيات والتكوينيات والالهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمنيات، واقوام الكفر والايمان وأرهاط الجاهلية والاسلام من الدارجين والدارجات والغابرين
________________________________________
1) في البحار: الجسماني 2) في البحار: ففككت (*)
________________________________________
[ 13 ]
والغابرات والسالفين والسالفات والعاقبات في الازل والاباد. وبالجملة آحاد مجامع الامكان وذوات عوالم الامكان، بقضها وقضيضها وصغيرها وكبيرها ثابتاتها وبايداتها حالياتها وأنياتها. وإذا الجميع زفة زفة وزمرة زمرة، بحشدهم (1) قاطبة معا، مولون وجوه مهياتهم شطر بابه سبحانه، شاخصون بأبصار انياتهم تلقاء جنابه جل سلطانه من حيث هم لا يعلمون، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة وألسن فاقة هوياتهم الهالكة في ضجيج الضراعة وصراخ الابتهال ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومناده ب‍ (يا غني يا مغني) من حيث لا يشعرون. فطفقت في تينك الضجة العقلية والصرخة الغيبية أخر مغشيا علي، وكدت من شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذاتي العاقلة، وأغب عن نفسي المجردة، واهاجر ساهرة أرض الكون، وأخرج عن صقع قطر الوجود رأسا، إذ قد ودعتني تلك الخلسة شيفا حنونا الهيا، وخلفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقا لهوفا عليها، فرجعت الى أرض التبار، وكورة البوار، وبقعة الزور، وقربة الغرور تارة أخرى (2). وقال نور الله مرقده: ومن لطائف ما اختطفته من الفيوض الربانية بمنه سبحانه وفضله جل سلطانه حيث كنت بمدينة الايمان حرم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قم المحروسة، صينت عن دواهي الدهر ونوائبها، في بعض أيام شهر الله الاعظم لعام الحادي عشر بعد الالف من الهجرة المباركة المقدسة النبوية، أنه قد غشيني ذات يوم سنة شبه خلسة وانا جالس في تعقيب صلاة العصر تاجه تجاه القبلة. فأريت في سنتي نورا شعشعانيا على أبهة صوانية في بهاء ضوء لامع، وجلاء نور ساطع جالسا من وراء ظهر المضطجع، وكأني أنا دار من نفسي أو اداراني احد غيري ان المضطجع مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وتسليماته عليه، والجالس من
________________________________________
1) في البحار: بحزبهم 2) البحار: 109 / 125 وهو رسالته المعروف ب‍ (الخلعية) (*)
________________________________________
[ 14 ]
وراء ظهره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله. وأنا جاث على ركبتي وجاه المضطجع قبالته وبين يديه وحذاء صدره، فأراه صلوات الله عليه وآله متبسما في وجهي ممرا يده المباركة على جبهتي وخدي ولحيتي كأنه متبشر مستبشر لي منفس عني كربتي، جابر انكسار قلبي مستنفض بذلك عن نفسي حزني وكآبتي، وإذا أنا عارض عليه ذلك الحرز على ما هو مأخوذ سماعي ومحفوظ جناني. فيقول لي هكذا اقرأ هكذا: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أمامي، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليها فوق رأسي، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه وآله عن يميني، والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة المنتظر أئمتي صلوات الله وسلامه عليهم عن شمالي، وأبو ذر وسلمان والمقداد وحذيفة وعمار وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من ورائي، والملائكة عليهم السلام حولي، والله ربي تعالى شأنه وتقدست اسماءه محيط بي وحافظي وحفيظي، والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. واذ قد بلغ بي التمام فقال سلام الله عليه كرر، فقرأ وقرأت عليه بقراءته صلوات الله عليه، ثم قال أبلغ وأعاد علي، وهكذا كلما بلغت منه النهاية يعيده علي الى حيث حفظته، فانتبهت من سنتي متلهفا عليها الى يوم القيامة (1). كلماته القصار: له قدس سره القدسي كلمات قصار في النصائح والمواعظ، وهي: قال: أخلص معاشك لمعادك، واجعل مسيرك في مصيرك، وتزود مما تؤتاه زادك، ولا تفسد بمتاع الغرور فؤادك، ولا تهتم برزقك، ولا تغتم في طقسك، فالذي يبقيك يرزقك ونصيبك يصيبك. وقال ايضا: الموعظة إذا خرجت من صميم القلب ولجت في حريم القلب،
________________________________________
1) دار السلام للمحدث النوري: 2 / 52 - 53 (*)
________________________________________
[ 15 ]
وإذا خرجت من ناحية اللسان لم يتجاوز لم يتجاوز أصمخة الاذان. وبعبارة أخرى: العظة الناصحة تخرج من القلب السليم فتلج في القلب الصميم، فإذا نطق ذو سر سقيم كان كمن يقعقع حلقة من عظم رميم. وقال أيضا: المواعظ إذا خرجت من حريم القلب السليم ولجت في وتين القلب الصميم، وإذا كان مخرجها تقعقع أطراف اللسان فكأنما قد حلفت بمغلظات الايمان ان لا تتجاوز أصمخة الاذان، ولاتنفذ في منافذ الايمان ولا تدخل مشاعر الايقان وقال أيضا: اللسان مفتاح باب ذكر الله العظيم، فلا تحركوه بالفحش (باللغو) والاهجر، والقلب بيت الله الحرام فعظموه باخلاص النية فيه لله، ولا تدنسوه بأقذار الهواجس الردية والنيات المدخولة، والسر حرم نور الله وحريم بيته المحرم، فلا تلحدوا فيه بالنكوب عن حاق الحق الذي هو صراط الله المستقيم. وقال أيضا: إذا كان ملاك الامر حسن الخاتمة فراقب وقتك، واجعل خير أيامك يومك الذي أنت فيه، فلعله هو الخاتمة، إذ لا غائب أقرب من الموت، ولا باغت ابغت فلته وأفلت بغتة من الاجل ماغبر، ليس في يدك منه شئ وما يأتي في الغيب عنك ما خطبه، فما ميقات الاستدراك ووقت الاستصلاح الا حينك الحاضر، ان كان ما قد مضى وذهب عنك لك صالحا فلا تفسدنه عليك بما تكسبه الان، وان كان فاسدا فعليك الان بدرك فساده والخروج عن عهدته (1). صداقته مع الشيخ البهائي: كان بينه وبين البهائي العاملي من التآخي والخلطة والصداقة مايندر وجود مثله بين عالمين متعاصرين، وجدا في مكان واحد. ويدل على ذلك ما كتبه قدس سره الى الشيخ البهائي مراجعا: ولقد هبت ريح الانس من سمت القدس، فأتتني بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها بروق العقل بوموضها، وكأنها بمطاويها أطباق الافلاك بدراريها، وكأن أرقامها بأحكامها، أطباق
________________________________________
1) هذه الكلمات نقلته عن خطه الشريف (*)
________________________________________
[ 16 ]
الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها، أنهار العلوم بعذوبتها، وكأن معانيها بأفواجها بحار الحق بأمواجها، وأيم الله ان طباعها من تنعيم وان مزاجها من تسنيم، وان نسيمها لمن جنان الرمضوت، وان رحيقها لمن دفاق الملكوت. فاستقبلتها القوى الروحية، وبرزت إليها القوة العقلية، ومدت إليها فطنة صوامع السر أعناقها، من كوى الحواس وروزاة المدارك وشبابيك المشاعر، وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شغفا واهتزازا، وتستطار الى عالمها شوقا وهزازا. ولعمري لقد ترويت، ولكني لفرط ظمأي ما ارتويت: شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفذ الشراب ولا رويت فلا زالت مرحمكم الجلية، مدركة للطالبين باضواء الاعطاف العلية، ومروية للظامئين بجرع الالطاف الخفية والجلية. ثم ان صورة مراتب الشوق والاخلاص التي هي وراء ما يتناهى بما لا يتناهى أظنها هي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الاقدس الانور الذي هو لا سرار عوالم الوجود كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مصحوة. وانكم لانتم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير المقدس المستنير، عند صوالح الدعوات السانحات في منية الاستجابة ومظنة الاجابة بسط الله ظلالكم وخلد مجدكم وجلالكم، والسلام على جنابكم الا رفع الابهى، وعلى من يلوذ ببابكم الاسمى، ويعكف بفنائكم الاوسع الاسنى، ورحمة الله وبركاته أبدا سرمدا (1). وقد كانا معا موضع تقدير الشاه عبا س واحترامه، يسود بينهما الصفاء والود وقد ذكروا في كتب التراجم بعض القصص التي تمثل هذا الصفاء الذي كان يسود بينها. منها ما نقل أن السلطان شاه عباس الماضي ركب يوما الى بعض تنزهاته، وكان الشيخان المذكوران أيضا في موكبه، لانه كان لا يفارقهما غالبا، وكان سيدنا المبرور
________________________________________
1) سلافة العصر ص 478 (*)
________________________________________
[ 17 ]
مبتدئا عظيم الجثة، بخلاف شيخنا البهائي فانه كان نحيف البدن في غاية الهزال، فاراد السلطان ان يختبر صفاء الخواطر فيما بينهما، فجاء الى سيدنا المبرور وهو راكب فرسه في مؤخر الجمع، وقد ظهر من وجناته الاعياء والتعب لغاية ثقل جثته، وكان جواد الشيخ في القدام يركض ويرقص كانما لم يحمل عليه شئ. فقال: يا سيدنا ألا تنظر الى هذا الشيخ القدام كيف يلعب بجواده ولا يمشي على وقار بين هذا الخلق مثل جنابك المتأدب المتين. فقال السيد: أيها الملك ان جواد شيخنا لايستطيع ان يتأنى في جريه من شعف ما حمل عليه، ألا تعلم من ذا الذي ركبه. ثم أخفى الامر الى أن ردف شيخنا البهائي في مجال الركض، فقال: يا شيخنا ألا تنظر الى ما خلفك كيف أتعب جثمان هذا السيد المركب، واورده من غاية سمنه في العي والنصب، والعالم المطاع لابد أن يكون مثلك مرتاضا خفيف المؤونة. فقال: لاأيها الملك، بل العي الظاهر في وجه الفرس من عجزه عن تحمل حمل العلم الذي يعجز عن حمله الجبال الرواسي على صلابتها. فلما رأى السلطان المذكور تلك الالفة التامة والمودة الخالصة بين عالمي عصره نزل من ظهر دابته بين الجمع وسجد لله تعالى وعفر وجهه في التراب شكرا على هذه النعمة العظيمة. وحكايات سائر ما وقع أيضا بينهما من المصادفة والمصافاة وتأييدهما الدين المبين بخالص النيات كثيرة جدا، يخرجنا تفصيلها عن وضع هذه العجالة. على ان ذلك لم يذهب بروح التنافس بينهما، شأن كل عالمين متعاصرين عادة. فقد ورد ان الشيخ البهائي حين صنف كتابه الاربعين أتى به بعض الطلبة الى السيد الداماد، فلما نظر فيه قال: ان هذا العربي رجل فاضل لكنه لما جاء عصرنا لم يشتهر ولم يعد عالما.
________________________________________
[ 18 ]
مسلكه في الفلسفة: يغلب على تفكير السيد الروح الاشراقية، يتحرك في تيار الروح العرفانية، وقد اثر باتجاهه الاشراقي على تفكير تلميذه صدر المتألهين وملا محسن الفيض وترك على افكارهما ملامح كثيرة واضحة، ولعل أسماء كثير من كتب السيد توحي لنا بهذه الروح الاشراقية. ويدل على ذلك اختتام كتابه القبسات بدعاء النور، وهو: (اللهم اهدني بنورك لنورك، وجللنني من نورك بنورك، يا نور السموات والارض، يا نور النور، يا جاعل الظلمات والنور، يا نورا فوق كل نور، ويانورا يعبده كل نور، ويانورا يخضع لسلطان نوره كل نور، ويانورا يذل لعز شعاعه كل نور). وكثيرا ما يعبر عن ابن سينا بشريكنا السالف في رياسة الفلسفة الاسلامية، وعن الفارابي بشريكنا التعليمي وغيره. شعره: له ديوان شعر جيد نقتبس منه أشعاره العربية والفارسية. فمن مناشداته عند زيارة مولانا الرضا عليه السلام: طارت المهجة شوقا بجناح الطرب * لثمت سدة مولى بشفاه الادب نحو أوج لسماء قصد القلب هوى * ولقد ساعدني الدهر فيامن عجب أفق الوصل بدى إذ ومض البرق وقد * رفض القلب سوى ميتة تلك القلب * لاتسل عن نصل الهجر فكم في كبدي * من ثغور فيه وكم من ثقب
________________________________________
[ 19 ]
كنت لا أعرف هاتين أعياني هما * أم كؤوس ملئت من دم بنت العنب بكرة الوصل أئتني فقصصنا قصصا * من هموم بقيت لي بليال كرب قيل لي قبلك لم يؤثر من نار هوى * قلت دعني أنا مادمت بهذا الوصب أصدقائي أنا هذا وحبيبي داري * روضة الوصل ولم أغش غوامش الحجب * أنا في مشهد مولاي بطوس أنا ذا * ساكب الدمع بعين وربت كالسحب وله ايضا ينشد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: كالدر ولدت باتمام الشرف * في الكعبة واتخذتها كالصدف فاستقبلت الوجوه شطر الكعبة * والكعبة وجهها تجاه النجف وله أيضا في أول الجذوات: عينان لم يكتبهما قلم * في كل عين من العينين عينان نونان نونان لم يكتبهما رقم * في كل نون من النونين نونان قيل: العينان عين الابداع وعين الاختراع، والقلم قلم العقل الفعال، وفي عين الابداع عالم العقل وعالم النفس، وفي عين الاختراع علم المواد وعالم الصور. والنونان نون التكوين ونون التدوين، وفي نون التكوين الامكان الذاتي والامكان الاستعدادي، وفي نون التدوين أحكام الدين وقوانين الشرع المبين. وله أيضا بالفارسية: أي ختم رسل دو كون بيرانه تست * أفلاك يكي منبره بايه تست
________________________________________
[ 20 ]
كرشخص تراسايه نيفتد چه عجب * تو نوري وآفتاب خود ساية تست وله أيضا: كويند كه نيست قادر از عين كمال * بر خلقت شبه خويش حق متعال نزديك شداينكه رنك امكان كيرد * در ذات علي صورت اين أمر محال وله ايضا: أي علم ملت ونفس رسول * خلقه كش علم تو كوش عقول أي بتو مختوم كتاب وجود * وي بتو مرجوع حساب وجود داغ كش ناقه ء تومشك ناب * جزيه ده سايه تو آفتاب خازن سبحاني تنزيل وحي * عالم رباني تأويل وحي آدم از اقبال تو موجود شد چون تو خلف داشت كه مسجود شد تاكه شده كنيت نو بو تراب * نه فلك از جوي زمين خورده آب راه حق وهادي هر كمرهي * ماظلماتيم وتو نور الهي آنكه كذشت از تو وغيري كزيد * نور بداد ابله وظلمت خريد در كعبة قل تعالوا ازمام كه زاد * ازبازوي باب حطه خيبر كه كشتاد برناقه لا يؤدي الاكه نشست * بردوش شرف باى كراسي كه نهاد در مرحله على نه چون است ونه چند * درخانه حق زاده بجانش سوكند بى فرزندي كه خانه زادي دارد * شك نيست كه باشدش بجاي فرزند وله ايضا: تجهيل من أي عزيز آسان نبود * بى از شبهات محكم تر از ايمان من ايمان نبود * بعد از حضرات مجموع علوم ابن سينا دائم * بافقه وحديث وينها همه ظاهر است وبنهان نبود * جز بر جهلات
________________________________________
[ 21 ]
وله ايضا: چشمي دارم چو حسن شيرين همه آب * بختى دارم چو جسم خسرو همه خواب جاني دارم چو جسم مجنون همه درد * جسمي دارم چو زلف ليلى همه تاب وله أيضا: از خون فلك قرص جوى بيش مخور * انكشت عسل مخواه وصد نيش مخور از نعمت الوان شهان دست بدار * خون دل صد هزار درويش مخور مشايخه ومن روى عنهم: 1 - السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي ثم الاصفهاني (1) 2 - الشيخ عبد العالي بن الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي (2). 3 - الشيخ عبد علي بن محمود الخادم الجابقلي خال الشيخ محمد بن على ابن خاتون العاملي (3). 4 - السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي قال في الرياض: ويروى عنه السيد الداماد، وقد اتصل به في المشهد المقدس الرضوي، قال قدس سره في سند بعض الاحراز المروية عن الائمة عليهم السلام هكذا: ومن طريق آخر رويته عن السيد الثقة الثبت المركون إليه في فقه المأمون في حديثه على بن ابي الحسن العاملي رحمه الله تعالى قراءة وسماعا واجازة سنة ثمان وتسعمائة من الهجرة المباركة
________________________________________
1) رياض العلماء: 2 / 88 2) أمل الامل: 1 / 110 3) أمل الامل: 2 / 155 (*)
________________________________________
[ 22 ]
النبوية في مشهد سيدنا ومولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله وتسليماته عليه بسناباد طوس. ثم قال: والظاهر عندي انه بعينه والد السيد محمد صاحب المدارك وصهر الشهيد الثاني، وان لم يصرح به الشيخ المعاصر أيده الله. ولا استبعاد في ملاقاته لاتحاد العصر، مع أن السيد الداماد رواه في أوائل عمره، كما يظهر من بعض المواضع أنه وروده قدس سره بمشهد الرضا عليه السلام كان في أوائل بلوغه، وقد صرح نفسه في بعض كتبه ايضا. ثم قال: وقال السيد الداماد في سند بعض الادعية، رويته عن السيد الثقة الثبت المركون إليه في فقهه المأمون في حديثه علي بن ابي الحسن العاملي (رحمه الله تعالى) في مشهد مولانا الرضا عليه السلام عن الشهيد الخ (1). 5 - السيد أبو الحسن الموسوي العاملي. قال المحدث العاملي في أمل الامل في ترجمته: وعنه يروي السيد الداماد (2) وقال في الرياض بعد ذكر عبارات أمل الامل: وظني أنه سهو، إذ السيد الداماد يروي عن السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، لاعن والده أبي الحسن، ثم ذكر سنده في سند حرز من احراز الادعية المتقدمة. ثم قال: وقد عده الشيخ المعاصر على حدة، فلعل السيد الداماد روى عن والد هذا السيد أيضا، ويكون والده أيضا من تلامذة الشهيد الثاني، فلا اشكال. فلاحظ (3). 6 - السيد نور الدين علي ين السيد الزاهد الحسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي الجبعي والد صاحب المدارك.
________________________________________
1) رياض العلماء: 3 / 330 - 331 2) أمل الامل: 1 / 192 3) رياض العلماء: 5 / 452 (*)
________________________________________
[ 23 ]
قال في الرياض: وكان من مشائخ السيد الداماد، ولاقاه في مشهد الرضا عليه السلام (1). وقال: والظاهر عند ي اتحاد السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي مع السيد نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي، للاتحاد في أكثر المذكورات، واتحاد العصر، والنسبة الى الجد شائع، والشيخ المعاصر اعتقد تعددهم وعقد لهما ترجمتين (2). وقال: فظن: التعدد وايرادهما في ترجمتين، كما فعله الشيخ المعاصر في أمل (3) الامل غير مستقيم. ثم قال: وأما الاشكال في أن ملاقاة السيد الداماد لوالد صاحب المدارك، وخاصة قي مشهد الرضا عليه السلام مما لم ينقل، ولاسمع مجئ والد صاحب المدارك الى بلاد العجم أصلا، فكيف بمشهد الرضا عليه السلام، فهو وهم، وقد كان ملاقاته له في أوائل عمر السيد الداماد (4). 7 - الشيخ حسين عبد الصمد العاملي روى عنه اجازة. تلامذته والراوون عنه: قد تخرج على يديه جملة من الاكابر منهم: 1 - السيد أحمد بن السيد زين العابدين الحسيني العاملي، وكان صهر السيد الداماد، قال في الرياض: وقد أجاز له اجازد اثنى عليه وذكر أنه قرأ عنده بعض كتاب الشفاء وغيره (5).
________________________________________
1) رياض العلماء: 3 / 417 2) رياض العلماء: 3 / 331 3) أمل الامل: 1 / 119 4) رياض العلماء: 3 / 417 5) رياض العلماء: 1 / 39 (*)
________________________________________
[ 24 ]
2 - المولى عبد الله بن الحاج حسين بابا السمناني (1). 3 - المولى الكبير الجليل مولانا خليل بن الغازي القزويني (2). 4 - المولى عبد الغفار بن محمد بن يحيى الرشتي الجيلاني، قال في الرياض وله حاشية على كتاب التقديسات لاستاذه السيد الداماد، وحاشية على كتاب الايقاضات لاستاذه المذكور أيضا، وحاشيته على كتاب أفق المبين لاستاذه أيضا، ورسالة في المشاجرات التي وقعت بين المولى مراد التفريشي وبين بعض فضلاء العصر ولعله السيد الداماد في طائفة من المسائل الحكيمة والفقهية والمحاكمة بينهما وتحقيق الحق فيها (3). 5 - المولى محمود بن الا ميرزا علي الاصفهاني (4). 6 - السيد محمد تقي بن أبي الحسن الحسيني الاسترابادي (5). 7 - المولى صدر الدين محمد الشيرازي صاحب الاسفار (6). 8 - الفيلسوف عبد الرزاق اللاهيجي. 9 - الحكيم ملا محسن الفيض الكاشاني 10 - سلطان العلماء 11 - الشيخ شمس الدين الاشكوري صاحب محبوب القلوب 12 - مير فضل الله الاسترآبادي 13 - السيد الامير منصور بن محمد. الرياض 5 / 43
________________________________________
1) رياض العلماء: 2 / 240 و 3 / 207 و 210 و 4 / 276 2) رياض العلماء: 2 / 261 3) رياض العلماء: 3 / 157 و 158 و 5 / 401 4) رياض العلماء: 4 / 306 5) رياض العلماء: 5 / 46 6) شرح اصول الكافي ص 16 وروضات الجنات 2 / 65 (*)
________________________________________
[ 25 ]
اجازته لسلطان العلما: له قدس سره اجازة لبعض أفاضل عصره ولعله سلطان العلماء قال: بسم الله الرحمن الرحيم والاعتصام بالعزير العليم، صدر كتاب الوجود، حمد سلسلتي البدؤ والعود، لمدبر عوالم الصنع والابداع، وصدرة نظام الكون صلاة العقل، والنفس في قوتي النظم والعمل على سفرة صقع النور، وخزنة سر الوحي وحملة سنة الدين وهداة سبيل القدس بمعالم الشرع والايزاع. وبعد فان التي احتوتها صدور هذه الاوراق، وبطون هذه الاطباق، عضة من صحفي ومصنفاتي وزبري ومرصفاتي، فيها عضون من جذوات قبساتي وخلسات خلساتي، يتمض (1) بها المستربض المتبصر، ويلتمظ منها المستفيض الممتصر، قد اصطادتها شركة الانتساخ، وأقتصتها شبكة الاستنساخ، اختداما لخزنة كتب نواب الصدر الاعظم، المخدوم المعظم، سلطان أعاظم الصدور والامراء، برهان أكارم العلماء والفقهاء، الفهامة المقدام، والعلامة المكرام، ملاذ الاسلام والمسلمين، ملاك الايمان والمؤمنين. لا زالت مطالع سيادته وصدارته وسماه وهداه، كمجالي اسمه السامي، ولقبه الطامي، على قصوى مدار الحمد والرضا، وقصيا معارج المجد والعلى، ولاعدت الايام أضواء ثواقب حضرته، ولافقدت الادوار أنوار كواكب دولته، رجاء أن يشرح صدر غوامض مباحثها بلحظ بصره القدسي، ويرفع قدر مغامض مداحضها بلحاظ نظره القدوسي. واني قد أجزت له خلد الله ظلاله ان يرويها كما شاء وكيف شاء، وأن يفيض على المستفيضين بسط أنوارها، وكشط أستارها، وحل مستشكهاتها وكشف مستبهماتها، وهداية التائقين الى حمل عرش حملها، وروايتها، وارواء الظامئين في مهامة فقهها ودرايتها.
________________________________________
1) يتمض افتعال من الوموض. والمستربض استفعال من الروضة (منه) (*)
________________________________________
[ 26 ]
وكتب بيمينه الجانية الفانية المستديم لظلال جلاله، وشروق عزه واقباله، أحوج المربوبين، وأفقر المفتاقين، الى رحمة ربه الرحمن، الحميد الغني محمد ابن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني، ختم الله له في نشأيته الحسنى، وسقاه في المصير إليه من كأس المقربين ممن لديه الزلفى، وجعل خير يوميه غده، ولا أوهن من الاعتصام بحبل فضله العظيم يده، في هزيع من سابع ذي القعدة الحرام لعام 1024 من أعوام الهجرة المباركة المقدسة النبوية حامدا مصليا مسلما (1). وله اجازات أخر لتلامذته بالخصوص صهره المير سيد أحمد العاملي راجع اجازات البحار. تآليفه القيمة: كتب المترجم مؤلفات ورسائل كثيرة، قد تجاوزت جهود الفرد الوحد تمثل اضطلاعه بجوانب العرفة الشاملة، ومن بينها مؤلفات مشهورة قيمة، لا تزال معينا للعلماء الى اليوم، وقد يعجب المرأ من وفرة تآليفه، ذات المواضيع المختلفة والمعارف المتعددة. ولاريب أن ذكاءه المفرط وذاكرته العجيبة ووعيه الشامل، كان ذلك من الاسباب الرئيسية في تغلبه على تلك العقبات التي تحول دون تأليفه وتصنيفه وهي: 1 - اثبات سيادة المنتسب بالام الى هاشم. لؤلؤة البحرين ص 134 2 - الاعضالات العويصات في فنون العلوم والصناعات ذريعة 2 / 238 طبع مع السبع الشداد له سنة 1317. 3 - الافق المبين في الحكمة الالهية ذريعة 2 / 261 غير مطبوع. 4 - أمانة الهي فارسي في تفسير آية الامانة، كتبه للنواب (قوجي باشي) الهمداني الصفوي النسب أوان كونه في موكب السلطان في شيراز ذريعة 2 / 345. 5 - أنموذج العلوم عدة في الذريعة 2 / 404 كتابا مستقلا، مع انه نفس كتاب
________________________________________
1) نقلته عن خطه في بعض مكتوباته بقلمه المنيف (*)
________________________________________
[ 27 ]
الاعضالات العويصات المتقدم. 6 - الايام والليالي الاربعة وأعمالها بالفارسية، الرياض 5 / 41 7 - الايقاضات في خلق الاعمال وأفعال العباد مشتمل على الادلة العقلية والايات والروايات الذريعة 2 / 507 والرياض 5 / 41 طبع على هامش القبسات له في طهران سنة 1315 8 - الايماضات والتشريقات في مسألة الحدوث والقدم، كتبه بعد الافق المبين والصراط المستقيم الذريعة 2 / 509 طبع مع القبسات سنة 1315. 9 - تأويل المقطعات في أوائل السور القرآنية. الذريعة 3 / 307 10 - تشريق الحق في المنطق. نسبه الى نفسه في السبع الشداد الرياض 5 / 42 11 - تصحيح برهان المناسبة على تناهي الابعاد. الرياض 5 / 42 12 - التصحيحات والتقويمات شرح على المختصر الموسوم بتقويم الايمان الذريعة 4 / 195 واشار إليه في التعليقة على الكافي ص 342 13 - التصحيفات. وهو مختصر في بيان بعض التصحيفات مثل تصحيف تايعت في زيارة عاشوراء بالباء الموحدة، وتصحيف محلئين في الزيارة الرجبية بالخاء المعجمة، وغير ذلك مما ذكرها في الرواشح (ص 133 - 157) الذريعة: 4 / 196. 14 - تعليقات وبراهين على المجسطي. قال في الرياض 5 / 42: رأيتها بخطه في بلدة لاهيجان. 15 - تعليقات على الهيئة فارسي. رآه صاحب الرياض بخطه في بلدة لاهيجان الرياض 5 / 42 16 - التعليقة على الاستبصار مطبوع في الاثنى عشر رساله له. 17 - التعليقة على اصول الكافي طبع أخيرا سنة (1403) بتصحيحنا وتحقيقنا وتعليقنا عليه. 18 - التعليقة على الهيات الشفا الرياض 5 / 44.
________________________________________
[ 28 ]
التعليقة على أوائل القواعد الشهيدية الرياض 2 / 203 راه بخطه الشريف 20 - التعليقة على تهذيب الاحكام اشار إليه في التعليقة على الرجال هذا الكتاب بين يديك. 21 - التعليقة على حاشية الخفري الرياض 5 / 44 22 - التعليقة على حاشية السيد الرياض 5 / 42 23 - التعليقة على الخلاصة للعلامة صرح به في هذا الكتاب 24 - التعليقة على الدروس للشهيد الاول صرح به في هذا الكتاب 25 - التعليقة على رجال ابن داود صرح به في هذا الكتاب 26 - التعليقة على رجال الشيخ الطوسي الرياض 5 / 43 27 - التعليقة على رجال الكشي وهو هذا الكتاب الذي بين يديك 28 - التعليقة على رجال النجاشي صرح به في هذا الكتاب 29 - التعليقة على شرح مختصر العضدي الرياض 5 / 42 30 - التعليقة على الصحيفة المكرمة السجادية صرح به في أكثر كتبه وسيطبع انشاء الله بتحقيقنا وتعاليقنا عليه. 31 - التعليقة على طبيعيات الشفاء الرياض 5 / 44 بخطه 32 - التعليقة على مختلف الاحكام للعلامة طبع في الرسالة الاثنى عشر له بالاوفست على النسخة المخطوطة 34 - التعليقة على من لا يحضره الفقيه صرح به في هذا الكتاب 35 - التعليقة على نفلية الشهيد طبع في الاثنى عشر رسالة 36 - التعليقة على نهج الدعوات صرح به في هذا الكتاب 37 - تفسير سورة الاخلاص المطبوع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف 38 - تقدمه تقويم الايمان الذريعة: 4 / 364 39 - التقديسات في الحكمة الالهية الذريعة 4 / 364 40 - تقويم الايمان الذريعة 4 / 396
________________________________________
[ 29 ]
41 - الجذوات في الحكمة وخواص الحروف، ألفها بالفارسية بأمر السلطان شاه عباس بسفارة مولانا مظفر المنجم في شرح كلام بعض أفاضل الهند في حكمة احراق الجبل حين تكلم موسى مع الله تعالى مع عدم احراقه، طبع سنة 1302 في بمبي. 42 - الجمع والتوفيق بين رأيي الحكميين في حدوث العالم الذريعة 5 / 134 43 - الجنة الواقية في الدعاء. قال في الرياض 5 / 44 وقد تنسب إليه رسالة الجنة الواقية في الدعاء وهي مشهورة، وقد رأيت على خلف نسخة منها أنها تأليف هذا السيد، والظن أنه سهو. وقال في الذريعة 5 / 162: لاأرى وجها لنسبة المختصر الى الميرد اماد كما في بعض المواضع، غير أن المير داماد لما استحسن المختصر كتب بخطه نسخة منه ولم ينسبه الى أحد، وكتب امضائه في آخر مكتوبه، فلما وجدت النسخة بخطه وتوقيعه من غير نسبة الى أحد نسبوه إليه الى آخر مكتوبه، فلما وجدت النسخة بخطه وتوقيعه من غير نسبة الي أحد نسبوه إليه الي آخر ما قال. والظاهر أن الكتاب للكفعمي والله أعلم. 44 - جواب استفتاءات كثيرة الرياض 5 / 42. 45 - جواب سؤال تلميذه السيد الامير منصور بن محمد في حدوث العالم 46 - جواب السؤال عن اختلاف الزوجين قبل الدخول في قدر المهر مختصرة الرياض 5 / 41 48 - جيب الزاوية الذريعة 5 / 303 48 - الحبل المتين في الحكمة الذريعة: 6 / 239 49 - حدوث العالم ذاتا وقدمه زمانا انتصر فيه لارسطو على افلاطون وانتقد على الفارابي لجمعه بين الرأيين الذريعة 6 / 292 وهو كتابه الجمع والتوفيق المتقدم. 50 - الحكمة اليمانية الرياض 5 / 41. 51 - خطب جمعة لصلاة الجمعة وقد طبع مع الاثنى عشر رسالة له. 52 - خلسة الملكوت صرح به في التعليقة على أصول الكافي ص 185 و 310 وطبع أخيرا مع القبسات ويسمى أيضا بصحيفة القدس.
________________________________________
[ 30 ]
53 - ديوان شعره بالعربي والفارسي في الرياض: وقد جمع أشعاره العربية والفارسية صهره أمير سيد أحمد بن زين العابدين العلوي في ديوان بأمر السلطان شاه صفي، وكان يتلخص ب‍ (اشراق) وقد رأيت هذا الديوان ببلدة ساري. طبع. 54 - رسالة الخليعة ذكرناها في مكاشفاته. 55 - رسالة في ابطال الزمان الموهوم الذريعة 11 / 6 56 - رسالة في أغلاط الشيخ البهائي وتصحيفاته الرياض 5 / 44 رآها في بلدة رشت. 57 - رسالة في أن اليوم الشرعي من طلوع الشمس لا طلوع الفجر الرياض 5 / 42 58 - رسالة في تحقيق حقيقة القياسات المنطقية وكيفية انتاجها لم تتم على الظاهر الرياض 5 / 42 59 - رسالة في حقيقة القدرة والارادة والداعي. سئل عنها في بيت المقدس الرياض 5 / 44 60 - رسالة في طهارة الماء مع ملاقاة النجاسة إذا لم تتعد الرياض 5 / 44 61 - رسالة في مسألة علم الواجب تعالى مختصرة الرياض 5 / 44 62 - رسالة في وجوب صلاة الجمعة طبع مع الاثنى عشر رسالة له. 63 - الرواشح السماوية في شرح الاحاديث الامامية طبع سنة 1311. 64 - السبع الشداد طبع سنة 1317. 65 - سدرة المنتهى في تفسير سورة الحمد والجمعة والمنافقين الرياض 5 / 44 رآها في بلدة رشت وقال: ولعلها لم تتم. 66 - شارع النجاة خرج منه كتاب الطهارة ألفه بالتماس محمد رضا جلبي التبريزي الاسطنبولي الاصفهاني بالفارسية حسنة الفوائد، طبع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف. 67 - شرح الاستبصار الذريعة 13 / 83 ولعله متحد مع تعليقته عليه.
________________________________________
[ 31 ]
68 - شرح خطبة البيان الرياض 5 / 42 69 - شرح تقدمة تقويم الايمان الذريعة 13 / 151 70 - شرح تقويم الايمان الذريعة 13 / 151 وهو نفس كتاب التصحيحات والتقويمات. 71 - صرح النيروزية ابن سينا صح به في هذا الكتاب 72 - شرعة التسمية في النهي عن تسمية صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وعجل الله فرجه الذريعة: 14 / 178. 73 - الصراط المستقيم في ربط الحادث بالقديم مبسوط جدا، مشتمل على مسائل حكيمة كثيرة جدا لم يتم ألفه بالفارسية حسنة الفوائد صرج به في اكثر كتبه وبالخصوص التعليقة على الكافي ص 197 و 315. 74 - ضوابط الرضاع طبع في مجموعة كلمات المحققين سنة 1315. 75 - عيون المسائل في العبادات طبع في الاثنى عشر رسالة له سنة 1397. 76 - القبسات الحق اليقين في الحكمة طبع أخيرا على أحسن حال، ويا ليت كانت تطبع سائر مؤلفاته كذلك. 77 - كلمات القصار في المواعظ والنصايح طبع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف 78 - محجة الاستقامة في الامامة، مشتمل على أخبار العامة والخاصة والادلة العقلية والنقلية الرياض 5 / 42 97 - مشرق الانوار، مثنوي تتبع فيه (مخزن الاسرار) للنظامي طبع مع ديوانه بايران في 1350 راجع الذريعة: 19 / 296 80 - نبراس الضياء في معنى البداء الذريعة 24 / 28 81 - نفي الجبر والتفويض الذريعة 24 / 268. وغيرها من الرسائل والكلمات، وله على كل واحد من تصانيفه حواشي كثيرة جدا، حتى أن في بعضها صارت الحواشي بقدر الاصل أو أزيد.
________________________________________
[ 32 ]
وكذا له على أكثر الكتب في فنون شتى تعليقات كثيرة غير مدونة، وله فوائد كثيرة متفرقة في علوم عديدة. ولادته ووفاته: لم يذكر في التراجم تاريخ ولادته، والذي يستبين لي من التتبع في تاريخ اجازته أن ولادته كان حوالي سنة (960). وأما وفاته فانه قد سافر من اصفهان سنة (1041) بصحبة الشاه صفي الدين الصفوي الى زيارة العتبات المقدسة، وذلك في أواخر عمره، ففاجأته المنية قرب قرية ذي الكفل بين الحلة والنجف في السنة المذكورة. وفي الرياض: ومات في الخان الذي بين كربلاء والنجف في بر مجنون انتهى. وكان قد سبقه الشاه صفي الدين الى النجف، فحمل جثمانه الى مثواه الاخير النجف الاشرف، واستقبله الشاه وحاشيته وأهل البلد بكل تجلة واحترام، ودفن فيها رحمه الله، وكان يوم وفاته يوما مشهودا. ورثاه الشعراء بقصائد بليغة، وما قيل في مادة تاريخ وفاته: (عروس علم را مرد داماد) وما قيل أيضا: والسيد الداماد سبط الكركي * مقبضه الراضي عجيب المسلك. حول الكتاب: نبحث في هذا المقام عن أمور: الاول: أنه ليس للكتاب عنوان خاص يختص بها، وانما هو بعنوان (التعليقة) أو (الحاشية) أو (الشرح) على رجال الكشي، وكلها ترجع الى معنى واحد، هذا ولكن كل من المترجمين له عبروا عن الكتاب بأحد منها. ففي الرياض قال: وله شرح رجال الكشي - وان عبر بعد بعنوان (الحاشية)
________________________________________
[ 33 ]
عليه - وذلك لانه رأى أن السيد بسط الكلام حول المتن في بعض المواضع، فلذا سماه ب‍ (شرح رجال الكشي). والشيخ الطهراني عبر عن الكتاب في الذريعة بعنوان (الحاشية على رجال الكشي) وذلك حيث رأي أن السيد لم يشرح المتن بتمامها، وانما علق عليه بقوله (قوله) وذلك آية الحاشية. وأما هل فرق بين الحاشية والتعليقة، فأقول: أنه لافرق في الواقع بينهما، غير ما تداول في الالسن من ان التعليقة، تختص بالعلوم العقلية، والحاشية لغيرها، كأنهم ما أحبوا تسمية تعليقاتهم الفلسفية بالحاشية، لما يترآ منها من معنى الحشو. وبما أن السيد الداماد يحيل الى بعض مصنفاته في كتبه بعنوان معلقاتنا على كتب الاصحاب، اخترنا عنوان (التعليقة على رجال الكشي أو اختيار معرفة الرجال) للكتاب. الثاني: تمتاز هذه النسخة من الرجال الكشي المطبوع في أعلى صفحات التعليقة عن غيرها، بكونها مصححة علي يد السيد الداماد، وذلك أنا عثرنا علي نسخة مخطوطة من الرجال الكشي وعليها بعض تعاليقه بخطه، والسيد قابل هذه النسخة مع نسخ صحيحة عتيقة أخرى كانت عنده وصححها عليها، كما أشار السيد إليها في التعليقة بعبارات شتى منها: التصريح بكلمة (النسخ العتيقة) أو التصريح بكلمة (في نسخة عتيقة كأنها أصح النسخ) أو التصريح بكلمة (طائفة جمة من النسخ) أو التصريح بكلمة (عصبة من النسخ) أو التصريح بكلمة (النسخ الكثيرة) وهكذا (الموثوق بصحتها) وهكذا (النسخ الحديثة السقيمة) وهكذا (بعض النسخ) وهكذا (نسخ عديدة) وهكذا (عضة من النسخ) وهكذا (نسخ معدودات) وهكذا (نسخ عديدة) وهكذا (عدة نسخ) هكذا (عامة النسخ) وهكذا (أكثر النسخ). والمستفاد من جميع هذه التعبيرات ان السيد كان عنده نسخ كثيرة، وبهذا الاعتبار صحح نسخته عليها، ومع ذلك أنا نرى هذا التصيح غير موجود في النسخ
________________________________________
[ 34 ]
المطبوعة من الرجال، فنسخة الرجال هذه تعد نسخة مستقلة للباحثين. الثالث: حيث أن السيد لم يساعده التوفيق لمقابلة تمام نسخته هذا مع النسخ الموجودة عنده وانما اكتفى في مورد التعليقة على الرجال وغيرها نادرا ولذا اعتمدنا كثيرا على نسخة الرجال المطبوع بجامعة مشهد، الذي صححه وعلق عليه الفاضل المتتبع الشيخ حسن المصطفوي دام عزه حيث ساعده التوفيق لمقابلة هذا الكتاب وتصحيحه على نسخ مخطوطة ممتازة، واعتمد على النصوص من مصادرها، و لتسهيل مراجعة الباحثين اقتفيت أثره في هذا الكتاب في ارقام الاحاديث وعناوينها الاماشذ وندر فجزاه الله عنا خير جزاء المحسنين. الرابع: يشتمل هذه التعليقة على بحوث رجالية وفلسفية، وكذلك يتضمن دراسة لغوية حول لغة الاحاديث والفاظها وقد كتب السيد الداماد كل ذلك باسلوبه المتميز الذي يتسم بالعذوبة والروعة. هذا ومن الاسف الشديد أن السيد لم يساعده التوفيق على تعليقة الكتاب تمامها، وانما علق الى أوائل الجزء السادس وبقي بقية الكتاب بلا تعليقة منه، كما نشير إليه في موضعه. الخامس: لم توجد لدي بعض المصادر الذي ينقل عنها السيد الداماد في التعليقة، ومع الفحص المفرط لم اعثر عليها، وذلك مثل جامع الاصول حيث ينقل كثيرا عن فوائده الرجالية، وهي تقع في الاجزاء الغير المطبوعة بعد الاثنى عشر جزءا المطبوع. وكذا ينقل عن كتاب المغرب للمطرزي في اللغة، وهو مطبوع لكن لم اعثر عليه، وكذا ينقل كثيرا عن اختيار رجال الكشي للسيد جمال الدين أحمد بن طاووس وغيرها من المصادر المخطوطة النادرة الوجود. وجدير أن يقال: ان هذه التعليقة تعد مصدرا للباحثين، وينقلون عنها كثيرا، كالعلامة المجلسي في البحار، والفاضل الافندي في الرياض وغيرهما ممن تأخر
________________________________________
[ 35 ]
طبقته عنهما الى زماننا هذا، يستشهد بكلامه المؤالف والمخالف. مصادر التحقيق والتصيح: قوبل هذا الكتاب على ثلاث نسخ: 1 - نسخة مخطوطة ثمينة بخط السيد الداماد المكتوبة على هوامش نسخة رجال الكشي، وهي ليس تمام التعليقة، والنسخة موجودة في خزانة (كتابخانه ملك) بطهران بالرقم 3589. وجعلت رمز النسخة (م). 2 - نسخة كاملة من أولها الى آخرها بخط النسخ وهي تقع في 235 صحيفة كل صفحة 21 سطرا، ولم يعرف كاتبها ولا تاريخها، والنسخة محفوظة في مكتبة (مجلس الشوري) وجعلت رمز النسخة (س). 3 - نسخة كاملة من أولها الى آخرها بخط النسخ، وهي تقع في (284) صحيفة كل صفحة 14 سطرا، طول كتابتها 5 / 18، وعرضها 12 سانتميترا، ولم يعرف كاتبها ولا تاريخها، والنسخة محفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله الوارف، وجعلت رمز النسخة (ن). وقد بذلت الوسع في تصحيح الكتاب وعرضه على الاصول المنقولة عنها أو المصادر المأخوذ منها، الاما لم أعثر عليها، ولم آل جهدا في تنميقه وتحقيقه حق التحقيق. لفت نظر: أرجو من العلماء الافاضل الذين يراجعون الكتاب أن يتفضلوا علينا بما لديهم من النقد وتصحيح ما لعلنا وقعنا فيه من الاخطاء والاشتباهات والزلات. والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونستغفره مما وقع من خلل وحصل من زلل، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا وزلات أقدامنا وعثرات أقلامنا، فهو الهادي الى الرشاد، والموفق للصواب والسداد، والسلام على من اتبع الهدي. 15 / 6 / 1404 قم المشرفة السيد مهدي الرجائي
________________________________________
[ 1 ]
اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسه آل البيت عليهم السلام
________________________________________
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم 1 - حمدويه بن نصير الكشي، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العليم المهيمن المبين، والصلاة على مصطفيه على العالمين، ومجتبيه من الاولين والاخرين، محمد وآله الطاهرين وعترته الاطهرين وحامته الاقربين وأهل بيته الاطيبين. قول الشيخ الحديث الحافظ الناقد الرواية أبى عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشى رحمه الله تعالى فيما أورده شيخ الطايفة في كتاب الاختيار من كتابه: حمدويه. باهمال الحاء وفتحها وفتح الواو بين الدال المهملة المفتوحة والياء المثناة من تحت الساكنة " ويه " أو " ويها " كلمة اغراء بالشئ واستحثاث عليه تنون بالرفع والنصب ويستوي فيها الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وذهب فيها قوم إلى البناء فقيل: يبنى على الضم وقيل: بل على الكسر مطلقا، ويكون للصوت يختم به الاسم كسيبويه وسختويه وبابويه وقولويه، وكل اسم ختم ب‍ " يه " ففيه لغات مختلفة بالجزم والكسر والضم والا شهر فيه الكسر.
________________________________________
[ 4 ]
[... ] - واختاره الجوهري في الصحاح قال: وويه كلمة يقال في الاستحثاث، واما سيبويه ونحوه من الاسماء فهو اسم مبني (1) مع صوت فجعلا اسما واحدا، وكسروا آخره كما كسروا غاق لانه ضارع الاصوات وفارق خمسة عشر، لان اخره لم يضارع الاصوات فينون في التنكير، ومن قال هذا سيبويه ورأيت سيبويه واعرابه (2) باعراب مالا ينصرف ثناه وجمعه، فقال: السيبويهان والسيبويهون، واما من لم يعربه فانه يقول في التثنيه ذوا سيبويه وكلاهما سيبويه، ويقول في الجمع ذو وا سيبويه وكلهم سيبويه (3). والنسخ المضبوطة مختلفة في نصير بضم النون وفتح المهملة على التصغير وبالفتح والكسر على فعيل. واختلف قول الحسن بن داود في كتابه: ففي ترجمة الرجل خالف العلامة في ضبط اسم أبيه فقال: حمدويه بفتح الحاء وبالدال المهملتين والصوت ابن نصير بالفتح ابن شاهي بالمعجمعة أبو الحسن لم جخ أوحد زمانه لا نظير له (4). وفي ترجمة أخيه ابراهيم كان قد طابقه في الخلاصة وقال: ابراهيم بن نصير بالتصغير والصاد المهملة الكشى لم جخ ثقة مأمون كثير الرواية (5). فكأنه قد ذهل عن كون حمدويه وابراهيم أخوين من جهة الاب، أو رجع في ضبط أبيهما أخيرا عما (6) قد ضبطه أولا وهذا أظهر.
________________________________________
1) في " ن " و " س ": بنى 2) وفى المصدر: فأعربه 3) الصحاح 6 / 2258 4) رجال بن داود: 134 5) رجال ابن داود: 19 6) في ن: كما (*)
________________________________________
[ 5 ]
الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن ابى عبد الله عليه السلام قال اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا والكشي بفتح الكاف واعجام الشين المشددة نسبة إلى كش بالفتح والتشديد، البلد المعروف على مراحل من سمرقند منه كثير من مشيختنا ورجالنا وعلماؤنا، وضم الكاف فيه من الاغلاط الدائرة على ألسن عوام الطلبة كما التشديد في النجاشي قال الفاضل المهندس البرجندي في كتابه المعمول في مساحة الارض وبلدان الاقاليم: كش بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة من بلاد ما وراء النهر بلد عظيم ثلاثة فراسخ في ثلاث فراسخ، والنسبة إليه كشي. وأما ما في القاموس: الكش بالضم الذي يلقح به النخل وكش بالفتح قرية بجرجان (1). فقد أوردت في الرواشح السماوية (2) أنه من أغلاط الفيروز آبادي، وعلى تقدير الصحة فليست هذه النسبة إلى تلك القرية ولا في المعروفين من العلماء والمحدثين من يعد من أهلها، فمن كش ما وراء النهر أبو عمرو الكشي صاحب كتاب الرجال وشيخه حمدويه ابن نصير الكشي والعياشي محمد بن مسعود الكشي. قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم: حمدويه بن نصير بن شاهي سمع يعقوب بن يزيد، يروي عن العياشي يكنى أبا الحسن عديم النظير في زمانه كثير. العلم والرواية ثقة حسن المذهب (3). قوله رحمه الله: عن محمد بن سنان العلامة رحمه الله تعالى في المختلف والمنتهى كثيرا ما يستصح الحديث وفي الطريق محمد بن سنان، وفي الخلاصة توقف في صحة حديثه (4).
________________________________________
1) القاموس: 2 / 286 2) الرواشح السماوية: 76 3) رجال الشيخ: 463 4) الخلاصة: 251 قال: والوجه عندي التوقف فيما يرويه (*)
________________________________________
[ 6 ]
2 - محمد بن سعيد الكشي ابن مزيد وأبو جعفر محمد بن أبى عوف البخاري قالا: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي، يرفعه، قال: قال الصادق (عليه السلام) اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فانا لانعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا. فقيل له أو يكون المؤمن محدثا ؟ قال يكون مفهما والمفهم محدث. 3 - ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال حدثنا أحمد بن ادريس القمي المعلم، قال حدثني أحمد بن يحيى بن عمران، قال حدثني سليمان الخطابي، قال حدثني محمد بن محمد، عن بعض رجاله، عن محمد بن حمران العجلي، عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال - اعرفوا منازل الناس منا على قدر رواياتهم عنا. وكلام الاصحاب فيه مختلف، وسيجئ في كلام أبي عمرو الكشي (رحمه الله تعالى) أنه يروي عن محمد بن سنان جماعة من العدول والثقاة وأهل العلم، وذلك آية حسن حاله. وقد وثقه الشيخ المفيد، وقول الشيخ في مواضع من كتبه قد اختلف بتوثيقه وتضعيفه، وبالجملة لا كلام في هذا السند الامن جهة محمد بن سنان، فان قلنا فيه بالتوثيق فهذا الخبر صحيح. قوله رحمه الله: صحيح. قوله رحمه الله: الختلى بضم الخاء المعجمة وتشديد التاء المثناة من فوق المفتوحة وختل كسكر كورة بما وراء النهر. قوله رحمة الله: سليمان الخطابى ذكر الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام سليمان ابن خالد الخطاب (1).
________________________________________
(1) رجال الشيخ: 351 وفى " ن ": الخطابى (*).
________________________________________
[ 7 ]
4 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد بن اسماعيل الرازي قال حدثني علي بن حبيب المدايني، عن علي بن سويد النسائي، قال كتب الي أبو الحسن الاول وهو في السجن، وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك: لا تأخذون معالم دينك عن غير شيعتنا فانك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين قوله رحمة الله: سويد النسائي الصحيح السايي كما في نسخ كثيرة باهمال السين قبل الالف ثم الياء المثناة من تحت، نسبة إلى ساية قرية من قرى المدينة ينمعلى ما هو المشهور. وفي القاموس: الساية فعلة من التسوية وقرية بمكة أو واد بين الحرمين، وضرب لي ساية هيألي كلمة (1). قال الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: علي بن سويد السايي ثقة روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام (2). وقال النجاشي: وقيل انه روى أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام (3). وفي أكثر النسخ العتيقة عن علي بن سويد النسائي بفتح النون قبل السين والهمزة بعد الالف، وهو المروي عن السيد جمال الدين أحمد بن طاوس قدس الله نفسه الزكية، وقد كتب بخطه بخطه يعني بخط الشيخ أبي جعفر الطوسي في كتاب الاختيار من كتاب الكشي وهو هذا الكتاب. والنسائي نسبة إلى نساء بفتح النون القصبة المعروفة من خراسان وفي القاموس: انها قرية من سرخس (4).
________________________________________
(1) القاموس 4: / 346 (2) رجال الشيخ: 380 وليس فيه روى عن أبى الحسن موسى عليه السلام (3) رجال النجاشي: 211 (4) القاموس: 4 / 395 (*)
________________________________________
[ 8 ]
خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، انهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكته ولعنة آبائى الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيمة - في كتاب طويل. قوله عليه السلام: وخانوا أماناتهم ربما وجد في نسخة غير معول عليها وخونوا أماناتهم من باب التفعيل، فإذا صحت الرواية بذلك فالتشديد للتكثير والمبالغة كما في حمده تحميدا، لا للنسبة إلى الخيانة وان كان هو السابق إلى أوهام المتوهمين، يقال خونه تخوينا أي نسبة إلى الخيانة ونقض العهد وحسبه خائنا غادرا، كما يقال جهله تجهيلا إذا نسبه إلى الجهل والجهالة وحسبه جاهلا، إذ لا يستقيم ذلك الا اعتبارا بقياس حال الخائن لا باعتبار قياس حال المخون. والصحيح وخانوا أماناتهم على ما في عامة النسخ لاغير، من الخيانة يضد الامانة وتعتبر بالاضافة إلى من خين ونكث عهده وبالاضافة إلى ماخين فيه وهو العهد والبيعة والود والخلة مثلا. قال صاحب الكشاف في الاساس: خانه في العهد وخانه العهد واختان المال واختان نفسه (1). وقال الراغب في المفردات: الخيانة والنفاق واحد الا ان الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والامانة والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر، ونقيض الخيانة الامانة يقال: خنت فلانا وخنت أمانة فلان، وعلى ذلك قوله عزوجل " لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم (2) " وقوله تعالى " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما (3) "
________________________________________
1) اساس البلاغة: 178 2) سورة الانفال: 27 3) سورة التحريم: 10 (*)
________________________________________
[ 9 ]
[... ] - وفي قوله تعالى " ولا تزال تطلع على خائنة منهم (1) " أي على جماعة خائنة، وقيل: على رجل خائن يقال: رجل خائن وخائنة نحو رواية وداهية، وقيل: خائنة موضوعة موضع المصدر نحو قم قائما أي قياما وقوله عزوجل " يعلم خائنة الاعين (2) " على ما تقدم (3). وقال صاحب المغرب في المغرب: الخيانة خلاف الامانة وهي تدخل في أشياء سوى المال، من ذلك قوله: لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، وأريد بها في قوله تعالى " واما تخافن من قوم خيانة (4) " نكث العهد ونقضه وقد خانه، ومنه تقول: النعمة كفرت (5) ولم اشكر وتقول: الامانة خنت ولم احفظ وهو فعلت على ما لم يسم فاعله، وخائنة الاعين مسارقة النظر، ومنه الحديث، ماكان لنبي ان تكون له خائنة الاعين انتهى. وأما الاختيان فعلى الافتعال من الخيانة ومعناه مراودة الخيانة ومواثبتها والمسارعة والمبادرة إليها، قال عز من قائل " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم (6) " ولم يقل تخونون أنفسكم فليعرف. قوله عليه السلام: انهم أو تمنوا على كتاب الله افتعالا من الامانة على صيغة المجهول يقال: أمنته على كذا بالكسر في الماضي من باب علم، وأئتمنته عليه أيضا فيهما بمعنى واحد. وقال في الصحاح: وقرئ " مالك لا تأمنا على يوسف " بين الادغام وبين الاظهار، قال الاخفش: والادغام أحسن، وتقول: أو تمن فلان على ما لم يسم فاعله،
________________________________________
1) سورة المائدة: 13 2) سورة غافر: 19 المفردات: 162 4) سورة الانفال: 58 5) وفى " س " و " ن ": كفلت 6) سورة البقرة: 187 (*)
________________________________________
[ 10 ]
5 - محمد بن مسعود بن محمد، قال حدثني علي بن محمد فيروزان القمي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن اسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال فان ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا، لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا ان كانت الاولى مضمومة، أو ياءا ان كانت الاولى مكسورة نحو ائتمنه، أوألفاان كانت الاولى مفتوحة نحو آمن (1). قوله عليه السلام: انتحال المبطلين (2) انتحل الشعر وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره، ونحله القوم كمنعه نسبه إليه وهو برئ عنه. فانتحال المبطلين اشراق (3) المبطلة من المحقة شيئا من الطريقة الحقة، وجعلهم اياه نحلة لانفسهم واسنادهم إليهم ما ليس من مذهبهم، ومحاولتهم بيان انطباق ما في الدين الحق على ما في عقيدتهم الباطلة، مثال ذلك استراق الاشاعرة من الحكماء الالهيين استناد وجود كل ممكن إلى الواجب بالذات حقيقة، وأن قدرة الباري الواجب بالذات واختياره مما لا يوجب كثرة في جهات ذاته الاحد الحق وحيثياته كما في من عداه من المختارين، وأن ذاته الاحدية الصمدية غاية الغايات لك تقرر ووجود على الاطلاق. ثم اسنادهم إليهم القول بنفي تأثير ممكن في ممكن وعلية ممكن لممكن بوجه من الوجوه أصلا، ونفي القول بكونه سبحانه قادرا مختارا، ونفي تعليل أفعاله تعالى بالعلة الغائية مطلقا. وهم براء عن ذلك كله فليعلم.
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 2071 - 2072 2) وفى النسخ كله وكذا في نسخة السيد من الرجال: تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين. 3) في " ن ": اشراف (*)
________________________________________
[ 11 ]
الجهالين كما ينفي الكير خبث الحديد. قوله عليه السلام: تحريف الغالين بالتشديد أي المغشوشين في الاعتقاد الخائنين في الدين من الغل بالكسر الغش، والغلول بالضم الخيانة وأو بالتخفيف من الغلو بضمتين وشدة الواو أي الذين يغلون في دينهم ولا يبالون من المغالاة في ملتهم. وقال في المغرب: غل فلان كذا من باب طلب إذا أخذه ودسه في متاعه، وقد نسي مفعوله في قولهم غل من المغنم غلولا إذا خان فيه وقالوا: الغلول والاغلال الخيانة الا ان الغلول في المغنم خاصة والاغلال عام، ومنه ليس على المستعير غير المغل ضمان أي غير الخائن. وفي الصحاح: قال ابن السكيت: لم نسمع في المغنم الاغل غلولا، وقرئ " ماكان لنبي أن يغل (1) قال: فمعنى يغل يخون ومعنى يغل يحتمل معنيين: أحدهما يخان يعني أن يؤخذ من غنيمته، والاخر يخون أي ينسب إلى الغلول، وقال أبو عبيد: الغلول من المغنم خاصة ولانراه من الخيانة ولا من الحقد، ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة أغل يغل، ومن الحقد غل يغل بالكسر، ومن الغلول غل يغل بالضم (2). وفي مجمل اللغة: فأما قوله صلى الله عليه وآله ثلاث لايغل عليهن قلب مؤمن، فمن قال: لايغل فهو من الاغلال ومن قال: لايغل فهو من الغل وهو الضغن، ومثل ذلك في الفائق والنهاية (3). قوله عليه السلام: وتأويل الجاهلين التأويل والتأول من الاول أي الرجوع إلى الاصل، ومنه الموئل للموضع الذى يرجع إليه، يقال: أول القرآن وتأوله وهذا متأول حسن واستآله طلب تأويله وذلك هو رد الشئ إلى الغاية المتوخاة منه علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو قوله
________________________________________
1) سورة آل عمران: 161 2) الصحاح: 5 / 1784 3) نهاية ابن الاثير: 3 / 381 (*)
________________________________________
[ 12 ]
[... ] - ما يعلم تأويله الا الله (1) " وفي الفعل كما في قوله سبحانه " هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله (2) " أي مصيره ومنتهاه الذي هو غايته المقصودة منه، ومنه قوله جل سلطانه " ذلك خيرو أحسن تأويلا (3) قيل: أحسن معنى وترجمة وقيل: أحسن ثوابا ومثوبة في الاخرة. والمشهور في الاصطلاح أن التفسير ما يتعلق بظاهر السياق، والتأويل ما يتعلق بدخلة الباطن، والمروم في هذا الحديث ما يعم السبيلين كما في حديثه عليه السلام: منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله. يعني به أمير المؤمنين عليا عليه السلام. ومن طريق رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان العلماء ورثة الانبياء وذلك أن الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وانما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (4). والطريق محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عنه (عليه السلام) وأبو البختري هذا هو وهب بن وهب القرشي المدني، وكان قاضيا عامي المذهب كذابا، ولو لاه لكان السند صحيحا. فاما طريق هذا الكتاب فصحيح نقي، والصواب فيه علي بن محمد بن فيروزان القمي كما في أكثر النسخ الموثوق بصحتها، وكذلك أورده الشيخ في كتاب الرجال وما في نسخ عديدة محمد بن علي بن فيروزان بالتقديم والتأخير فمن غلط الناسخين.
________________________________________
1) سورة آل عمران: 7 2) سورة الاعراف: 53 3) سورة النساء: 59 4) أصول الكافي: 1 / 24 - 25 (*)
________________________________________
[ 13 ]
6 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى " فلينظر الانسان إلى طعامه " قال: إلى علمه الذي يأخذه عمن يأخذه. قوله رحمه الله: محمد بن مسعود هو العياشي الجليل القدر الواسع العلم الثقة من أهل سمرقند وكش. وعلي بن محمد هو ابن فيروزان القمي. قال الشيخ في كتاب الرجال: انه كثير الرواية يكنى أبا الحسن كان مقيما بكش (1). قوله رحمه الله: عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه وهو أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي عمن ذكره. ومن طريق أبي جعفر الكليني في الكافي: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره الحديث بعينه (2). قوله عليه السلام: علمه الذى يأخذه عمن يأخذه الانسان من جوهرين: نفس مجردة عاقلة فطرة جوهرها من عالم الامر، وموئل ذاتها ومصير أمرها إلى اقليم القدس ومستقر الحياة وهي الانسان الحقيقي الذي إليه الخطاب وعليه الحساب في النشأتين، فهيكل هيولاني طينة عنصره من عالم الخلق وصيورعمره المسير إلى مهواة الدثور والبوار في مفعات الاجداث والارماس. فهو بما هو الانسان الحقيقي أي بحسب جوهر نفسه المجردة، انما طعامه الروحاني وغذاه العقلاني بالذات وعلي الحقيقة حقائق العلم وأسرار الحكمة ودقائق المعارف ولطائف المعرفة، اقتداءا بملائكة الله المقرنين، من الانوار العقلية والجواهر القدسية، فان طعامهم التسبيح والتحميد وشرابهم التقديس والتمجيد.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 487 2) اصول الكافي 1 / 39 (*)
________________________________________
[ 14 ]
[... ] - وأما طعام البدن الهيولاني الذي هو آلة أدوية لما هو الانسان حقيقة في تحريكاته وتصريفاته مادامت له هذه الحياة الظاهرية البائدة من الاغذية الجسمانية والاطعمة الجرمانية، فربما يسند إليه بالعرض وبالمجاز العقلي إذ لم يعتبر في صحة الاتصاف بالعرض وتسويغ التجوز العقلي في الاسناد كون المسند إليه مما من شأنه في حد ذاته أن يتصف بالذات بذلك الوصف المسند إليه بالعرض. ومن ثم يقال على التجوز العقلي أنا جالس وأنا متحرك على علم يكمون المعبر عنه بأنا هو النفس المجردة التي هي وراء اقليم القيام والقعود والحركة والسكون، فاما إذا اعتبر ذلك على ما عليه السواد الاعظم من روساء العلوم العقلية فلا يتصحح الاسناد بالعرض من غير تسامح وتوسع الافيما لا يكون خارجا عن الجنس، كما في أسناد حركة السفينة إلى جالسها اسنادا بالعرض لاعلى سبيل التوسع والتسامح. فاذن ان سير إلى المسلك المتوسع فيه صح في تأويل قول الله الكريم وتفسيره حمل طعام الانسان المأمور بالنظر إليه على الاعم من الجسماني الذي هو طعام بدنه والروحاني الذي هو طعام جوهر ذاته وان كان الاخير أبلغ وأولى وبالاعتبار أحق وأحرى، وان صير إلى المذهب الحق المعتبر على جادة الحقيقة لامن سبيل التوسع تعين الحمل على الاخير الذي هو الحق المحقوق بالاعتبار لاغير، فلذلك نص عليه مولانا أبو جعفر الباقر عليه السلام بالتعيين، فليتعرف وليتبصر. ومن الحديث في هذا الباب: اغد عالما أو متعلما ولا تكن أمعة (1). قال ابن الاثير في النهاية: الامعة بكسر الهمزة و (تشديد) الميم الذي لا رأي معه، فهو تابع كل أحد على رأية، والهاء فيه للمبالغة، ويقال فيه امع أيضا، ولايقال للمرأة أمعة، وهمزتة أصلية لانه لا يكون أفعل وصفا، وقيل: (هو الذى) يقول لكل أحد أنا
________________________________________
1) روى نحوه في البحار: 1 / 195 (*)
________________________________________
[ 15 ]
7 - أبو محمد جبريل بن محمد الفاريابي، قال حدثني موسى بن جعفر بن وهب، قال حدثني أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه، فال كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني وكتب أخوه ايضا بذلك فكتب معك، ومنه حديث ابن مسعود لا يكونن أحد كم أمعه قيل وما الا معة ؟ قال: الذي يقول أنا مع الناس (1). وقال أبو الحسين أحمد بن فارس في مجمل اللغة: الامعة الذي يكون مع ضعف رأية مع كل أحد وهو ضعيف الرأي، قال ابن مسعود: لا يكونن أحدكم امعة. وتأمع واستامع صار أمعة قاله في القاموس (2). قوله رحمه الله: ماهويه بفتح الواو واسكان الياء المثناء من تحت على الصوت، كما في سيبويه ونفتويه (3). وسيجئ ذكر أخيه في الغلاة وتخصيص الذم به دونه يدل على استقامة عقيدة أبي الحسن أحمد وسلامته عن الطعن، واياه يعنون حيث يقولون ابن ماهويه وهو كثير الرواية جدا. قوله رحمه الله: وكتب أخوه أيضا أخوه فارس بن حاتم غال ملعون كان نزيل العسكر، وقد لعنة أبو الحسن الهادي عليه السلام، وكذلك أخوه الاخر طاهرين حاتم غال كذاب انحرف عن السبيل وأظهر القول بالغلو بعد ماكان مستقيما صحيحا، روى عنه محمد بن عيسى بن عبيد في حال استقامته. وفي كلام الشيخ والنجاشي وابن الغضايري أن لاخيه فارس أيضا حال استقامة ثم تغير وخلط وفسد، فهذه المكاتبة منه كانت في حال الاستقامة
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 1 / 67 وما بين المعوقين للمصدر. 2) القاموس: 3 / 2 3) وفى " م ": نفطوية (*)
________________________________________
[ 16 ]
اليهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما على مستن في حبنا وكل كثير القدم في أمرنا، فانهم كافو كما ان شاء الله تعالى. قوله عليه السلام: مستن في حبنا على اسم الفاعل افتعالا من السنن بالفتح بمعنى الطريق، أو من السنة بمعنى الطريقة، أو من استنت الطريق بمعنى وضحت واستن المطر إذا كثر جرى الوابل، وازداد السيل في مستنه أي محل جريانه وسيلانه، وسن الامير رعيته أحسن سياستهم والقيام بالامر فيهم، وسن فلان ابله أرسلها في الرعي وأحسن القيام إليها حتى كأنه صقلها، وسن الماء على وجهه صبه عليه وتعهد حسن استيعابه بالغسل. والمعنى: فاصمدا أي اعتمدا في دينكما على مستن واضح الاستنان بسنة المعرفة وسنن الهداية في ولايتنا، وعلى كل كبير التقدم في سبيل الحق بطريق الامم والصراط السوي في أمرنا. وفي طائفة من النسخ (1) " على مسن " بضم الميم وكسر السين على اسم الفاعل من باب الافعال يقال: أسن إذا كبر بكسر الباء من باب علم أي طعن في السن وصار شيخا كبيرا في العمر والتجريب، أو بكسر الميم وفتح السين على اسم الالة استعارة من المسن وهو ما به يحدد السكين والسيف وغيرهما. وكل كثير القدم بالثاء المثلثة من قولهم لفلان قدم في هذا الامر أي سابقة وتقدم، وله قدم صدق أي رسوخ معرفة وثبات يقين واثرة حسنة. قوله عليه السلام: فانهم كافو كما على اسم الفاعل للجمع (2) من الكفاية واسقاط نون الجمع بالاضافة إلى ضمير التثنية للخطاب.
________________________________________
1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد. 2) وفى " ن ": الجمع منه الكفاية (*).
________________________________________
[ 17 ]
[... ] - قال في الصحاح: كفاه مؤنته كفاية وكفاك الشئ يكفيك واكتفيت به واستكفيته الشئ فكفايته (1)، وهذا رجل كافيك من رجل ورجلان كافياك من رجلين ورجال كافوك من رجال (2). وفى عدة نسخ كافو تكما بالتاء المثناة من فوق بعد الواو على وزن التابوت، وهو فاعول من الكفت بمعنى الجمع والقبض والضبط. يقال كفت الراعي مواشية كفتا أي جمعها وضم بعضها إلى بعض ومنه في الحديث: اكفتوا صبيانكم بالليل. أي ضموهم اليكم عند انتشار الظلام. وكل ما ضممته إلى شئ فقد كفته. وفي رواية لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء واللهم اكفته اليك أي اقبضه. والارض تكفت (عند انتشار الظلام) (3) الناس أحياءا وأمواتا وهي كفاتهم أي تجمعهم قال عزمن قائل " ألم نجعل الارض كفاتا أحياءا وأمواتا (4) " والكفت أيضا السوق الشديد. ورجل كفت أي سريع شديد. وفي الحديث حبب الي النساء والطيب ورزقت الكفيت. قال ابن الاثير: أي ما اكفت به معيشتي يعني أضمها وأصلحها (5). لا فعلوه من الكوفة كما قد يتوهم يقال: تكوف القوم أي أستداروا وأنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة. وفي النهاية الاثيرية في حديث سعد: لما أراد أن يبني الكوفة قال: تكوفوا في هذا الموضغ، أي اجتمعوا فيه وبه سميت الكوفة، وقيل: كان اسمها قديما
________________________________________
1) في المصدر: فكفانيه 2) الصحاح: 6 / 2475 3) الزيادة من " س ". 4) المرسلات: 25 5) نهاية بن الاثير: 4 / 184 (*)
________________________________________
[ 18 ]
[... ] - كوفان (1). وأما التابوت أي الصندوق فليس بفاعول لقلته (2) نحو سلس وقلق، بل فعلوت من التوب الرجوع، فانه لا يزال يرجع إليه مايخرج منه، وصاحبه يرجع إليه فيما يحتاج إليه من مودعاته، لافعلوت منه إذ أصله تابوة مثل ترقوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاءا على مذهب الصحاح. وفي الكشاف جعله فعلوتا قال: وأما من قرأ بالهاء فهو فاعول عنده الافيمن جعل هاءه بدلا من التاء لاجتماعهما في الهمس، وأنهما من حروف الزيادة ولذلك أبدلت من تاء التأنيث. قيل: كان منحوتا من خشب الشمشاد مموها بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين (3). فيه سكينة: أي حكمة. وفي المفردات: انه عبارة عن القلب والسكينة وعما فيه من العلم، ويسمى القلب سفط العلم وبيت الحكمة وتابوته ووعاءه وصندوقه (4). وفي أساس البلاغة: ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته، أي ما أودعت صدري علما فعدمته (5). وقال الجوهري: قال القاسم بن المعن: لم تختلف لغة قريش والانصار في شئ من القرآن الا في التابوت، فلغة قريش بالتاء ولغة الانصار بالهاء (6).
________________________________________
1) نهاية بن الاثير: 4 / 210 2) وفي " س " لقلة. 3) الكشاف: 1 / 380 4) المفردات: 72 5) أساس البلاغة: 59 6) الصحاح: 1 / 92 (*)
________________________________________
[ 19 ]
8 - نصر بن الصباح البلخي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن اسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال قلت للاصبغ بن نباتة ما كان منزلة هذا الرجل فيكم ؟ قال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا كانت على عواتقنا فمن أومي إليه ضربناه بها،، وكان يقول لنا تشرطوا فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا وفي عصبة من النسخ: كانو نكما بنونين من حاشيتي الواو كقانون على فاعول، أي ملاك صون دينكما وحفظ سركما وجمع شملكما، من كننت الشئ في كنه إذا صننته، واكننت الشئ أخفيته وأضمرته في نفسي، والكنانة معروفة وهي التي تجعل فيها السهام، والكانون الموقد والمصطلى ويقال أيضا: الكانون للرجل الثقيل الذي يلازم كما قال الشاعر: أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا وكانون القوم الذي يكنون عنه الحديث على مافى الصحاح ومجمل اللغة وأساس البلاغة (1). قوله رحمه الله: الا أن سيوفنا بفتح الهمزة وتخفيف اللام على حرف التنبيه والتحقيق، أو بالكسر والتشديد على كلمة الاستثناء، أو بمنزلة الواو للعطف أو للحال. قوله عليه السلام: تشرطوا التشرط والتشارط والاشتراط تفعل وافتعال من الشرطة. قال في الاساس: وهؤلاء شرطة الحرب لاول كتيبة تحضرها، ومنه صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلى الشرطة والتحريك خطأ، لانه نسب إلى الشرط الذي هو جمع (2). وفى المغرب: الشرطة بالسكون والحركة خبار الجند وأول كتيبة تحضر
________________________________________
1) أساس البلاغة: 552 2) أساس البلاغة: 326 (*)
________________________________________
[ 20 ]
لفضة وما اشتراطكم الا للموت، ان قوما من قبلكم من تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم حتى كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه، وانكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء. 9 - محمد بن مسعود العياشي، وأبو عمرو بن عبد العزيز، قالا حدثنا محمد الحرب والجمع شرط، وصاحب الشرطة (في باب الجمعة (1)) يراد به أمير البلدة كأمير التجار، أو قيل هذا على عادتهم لان أمور الدين والدنيا كانت حينئذ إلى صاحب الشرطة فأما الان فلا، والشرطي بالسكون والحركة منسوب إلى الشرطة على اللغتين لا إلى الشرط لانه جمع. قلت: فالشرط بضم الشين وفتح الراء جمع والشرطة بضمتين لغة في الشرطة بالضم والسكون، والنسبة إلى الشرطة بكل من اللغتين لا الى الشرط الذي هو جمع ففي كلام الاساس التباس. قوله عليه السلام: من تشارطوا بفتح الميم أي اضمامة تشارطوا. وفي بعض النسخ مكان من من بني اسرائيل (2)، فما مات أحد منهم أي من المتشارطين الا وقد جعله الله تعالى بعد ذلك التشارط وقبل الممات نبيا، اما لقومه أي لبني اسرائيل جميعا أولا هل قريته فقط أو لنفسه خاصة، وانكم أنتم لبمنزلتهم فحق على الله تعالى ان يجزل أجركم ويرفع ذكركم، غير ان النبوة ختم بمحمد صلى الله عليه وآله لا تحصل لاحد بعده، فلا يصح لكم أن تكونوا أنبياء. قوله رحمه الله: وأبو عمرو بن عبد العزيز هو أبو عمرو الكشي صاحب هذا الكتاب نفسه، وذلك أن محمد بن نصير يروي عنه محمد بن مسعود العياشي أبو النضر السمرقندي لا بواسطة، ويروي عنه
________________________________________
1) الزيادة من " س ". 2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الاشرف (*)
________________________________________
[ 21 ]
بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي الحسن العرني عن غياث الهمداني عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال: - أبو عمرو الكشي بواسطة أبي النضر العياشي كثيرا، ويروي عنه أيضا تارات من غير واسطة كما ذكره الشيخ في كتاب الرجال. وهذا الحديث روياه جميعا عنه وحدثهما اياه معا، فسياق القول أن محمد بن مسعود العياشي وأبا عمرو الكشي رحمهما الله تعالى قالا جميعا حدثنا محمد بن نصير رحمه الله. فالطريق عالي الاسناد في الطبقة الاولى. قال العلامة في الخلاصة محمد بن نصير بالياء بعد الصاد المهملة من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم وروى عنه أبو عمرو الكشي (1). وهو حكاية قول الشيخ بعبارته. وقال الحسن بن داود في كتابه: محمد بن نصير بضم النون والصاد المهملة المفتوحة من أهل كش لم جخ ثقة جليل القدر كثير العلم (2). وما في بعض النسخ وأبو عمر بن عبد العزيز من غير واو، فاما ايهام من النساخ واما بناء على تسويغ اسقاط واو عمرو في الكنية المضافة إلى المضمر أو المظهر وفي الاسم عند النسبة إليه، وكذلك اثبات واوي داود في الكنية بالاضافة وفي الاسم بالنسبة إليه، كما ربما يدعي ويظهر من شرح النواوي لصحيح مسلم. قوله رحمه الله: عن أبي الحسن العرنى ويقال بالتصغير من أصحاب أبي الحسن الثاني الرضا عليه السلام، اسمه محمد بن القاسم. ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام في باب من لم يسم عن فقال: أبو الحسين محمد بن القاسم العرني عن
________________________________________
1) الخلاصة: 73 ط الحجرى 2) رجال ابن داود ص 338 (*).
________________________________________
[ 22 ]
[... ] - رجل من جعفي عن أبي عبد الله عليه السلام (1) ونسخ كتاب الرجال مختلفة فيه باهمال العين المضومة والراء المفتوحة قبل النون واعجامه الغين والزاء، كما نسخ هذا الكتاب مختلفة كذلك، ولعل الاختلاف مبناه أن محمد بن القاسم من أصحاب الرضا عليه السلام مشترك بين رجلين ذكرهم الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أحدهما محمد بن القاسم النوشجاني (2) بالنون قبل الواو والمعجمة قبل الجيم والنون بعد الالف نسبة إلى قبيلة. وفي القاموس: النوشجان قبيلة أو بلد (3). وهو أبو الحسين محمد بن القاسم العرني بالعين المهملة والراء الاددي بضم الهمزة وداليل مهملتين، أو الادي بالهمزة المضمومة واهمال الدال المشددة. وأدد كعمر مصروفا بمنزلة ثقب وبضمتين أبو قبيلة من اليمن من بجلية، واد بن طانجة بن الياس بن مضر أبو قبيلة اخري. والاخر محمد بن القاسم البوسنجي بالموحدة قبل الواو والنون بين السين المهملة والجيم، أبو الحسن الغزني باعجام الغين والزاء نسبة إلى غزته بالتحريك (4). قال في القاموس: بوسنج معرب بوشنك بلد من هراة (5). وقال الفاضل البرجندي: فوشنج بضم الفاء وسكون الواو وكسر الشين المعجمة وسكون النون ثم جيم من بلاد خراسان كان معمورا فخرب وهو اليوم غير عامر.
________________________________________
1) رجال الشيخ ص 341 وفيه الغرلى. 2) رجال الشيخ ص 387 3) القاموس: 1 / 209 4) رجال الشيخ ص 393 وفيه البوشنجي. 5) القاموس: 1 / 179 (*)
________________________________________
[ 23 ]
اكتتبوا في هذه الشرطة فوالله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الامن عمل بمثل أعمالهم. - وفي بعض نسخ الكتاب الغزلي (1) باللام بعد الزاء. قوله عليه السلام: اكتتبوا على الافتعال من الكتبية، وفي نسخة اكتبوا من الكتب بمعنى الجمع، أي اجمعوا شتاتكم واجتمعوا في هذه الكتيبة، فوالله لاغنى بعدهم بالكسر مقصورا أولا غناء بعدهم بالفتح ممدودا، أي لا مغني ولامجزأ ولا معدي ولا منصرف عنهم ينصرف إليه ويقام فيه الاشرطة النار، كما قال عزمن قائل " فماذا بعد الحق الا الضلال (2) " اما من غني عنهم أي استغنى عنهم، أو من غني فيهم يغني أي أقام فيهم وعاش، كلاهما من باب رضي. قال في الصحاح: غني به غنية، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا اي استغنت، وغني بالمكان أي أقام به، وغني أي عاش، واغنيت عنك مغني فلان ومغناة فلان ومغني فلان ومغناة فلان أي أجزأت عنك مجزأه، ويقال: ما يغني عنك هذا أي ما يجدي عنك وما ينفعك (3). وفي القاموس: وماله عنه غنى ولا مغني ولاغنية ولاغنيان مضمومتين بد، وأغنى عنه غناء فلان ومغناه ومغناته ويضمن ناب عنه وأجزاء مجزأه، وما فيه غناء ذاك أي اقامته والاضطلاح به وكرضي أقام وعاش وبقي، والمغني المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا أوعام، وغنيت لك مني بالمودة بقيت (4). وفي طائفة من النسخ لاغناء لمن بعدهم.
________________________________________
1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد. 2) سور يونس: 32 3) الصحاح: 6 / 2449 4) القاموس: 4 / 371 - 372 (*)
________________________________________
[ 24 ]
10 - وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، انه قال لعبدالله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل: أبشريا ابن يحيى فانك وأبوك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيه عليه السلام. - قوله رحمه الله: لعبدالله بن يحيى الحضرمي كنيته أبو الرضا وهو من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام، ذكره البرقي في كتاب الرجال (1) أعني أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ما في فهرست الشيخ وكتاب النجاشي، لاعمه الحسن بن خالد البرقي كما توهمه بعض المتوهمين. وذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (2). والعلامة في الخلاصة ذكره في الاسماء في باب العين وروى هذا الحديث مزيدا فيه في السماء في قوله: والله سماكم في السماء شرطة الخميس (3)، ثم في باب الكني أورد جماعة من أوليائه عليه السلام منهم أبو الرضا عبد الله بن يحيى الحضرمي (4). قوله عليه السلام: أبشر يا ين يحيى فانك في أكثر النسخ فانت (5) وأبوك، وفي طائفة منها فانك واباك عطفا على مدخول أن وهو ضمير الخطاب، وفي بعضها فانك وأبوك عطفا على المحل لاعلى المدخول، كما في " فأصدق وأكن من الصالحين " (6) بالجزم للعطف على موضع الفاء ومابعده لاعلى مدخولها.
________________________________________
1) رجال البرقى ص 3 2) رجال الشيخ: 47 وفيه عبد الله بن بحر الحضرمي يكنى ابا الرضا 3) الخلاصة: 51 ط الحجرى 4) الخلاصة: 93 5) كما في المطبوع منه 6) سورة المنافقين: 10 (*)
________________________________________
[ 25 ]
وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف. 11 - وذكر هشام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان على - وأبشر بفتح الهمزة على القطع يقال بشره وأبشره وبشره فبشره وأبشر وتبشر واستبشر ثلاثة في المتعدي وأربعة في اللازم، ربما تضم الهمزة على الوصل. قال في المغرب: بشره من باب طلب بمعنى بشره وهو متعد، وقد روي لازما الا انه غير معروف، وعلى هذا قوله أبشر فقد أتاك الغوث بضم الهمزة وانما الصحيح أبشر بقطع الهمزة. قوله رحمه الله: وذكر أن شرطة الخميس على ما لم يسم فاعله عطفا على وروي على صيغة المجهول، واللفظتان لابي عمرو الكشي. في القاموس في خ س: الخميس الجيش لانه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة. وفي ش ط: والشرطة بالضم ما اشترطت، يقال: خذ شرطتك، وواحد الشرط كصر دوهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت، وطائفة من أعوان الولاة معروف، وهو شرطي وشرطي كتركي وجهني، سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها (1). وقد أدريناك أن قوله وشرطي كجهني خطأ والصواب شرطي بضمتين نسبة إلى الشرطة (2) على لغة من يضم فيها الشين والراء جميعا. والرواية معناتها: أن شرطة الخميس في جيش أمير المؤمنين عليه السلام الذين سماهم الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله كانوا ستة أو خمسة الاف رجل. قوله رحمه الله: عن أبي خالد الكابلي أي الذي اسمه وردان ولقبه كنكر وهو أبو خالد الكابلي الاكبر.
________________________________________
1) القاموس: 2 / 211 و 368 2) وفى " ن ": الشرط (*)
________________________________________
[ 26 ]
ابن أبي طالب عليه السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته امامته. سلمان الفارسى 12 - أبو الحسن أبو إسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد ابن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال كان الناس أهل قال الشيخ في كتاب الرجال في اصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام: وردان أبو خالد الكابلي الاصغر روى عنه وعن أبي عبد الله عليهما السلام والكبير اسمه كنكر (1). وقال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: وردان أبو خالد الكابلي والاصغر روى عنهما عليهما السلام والاكبر كنكر (2). وقال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: كنكر يكنى أبا خالد الكابلي وقيل ان اسمه وردان. قلت: وما يقال ان الاكبر والاصغر يشتركان في وردان وكنكر اسما ولقبا وهم من غير مستند. قوله عليه السلام: وحق معرفته امامته أي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من غير فصل بينهما صلى الله عليهما بأحد أصلا على حق اليقين. قوله رحمه الله: أبو الحسن وأبو إسحاق الطريق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة ونونين من حاشيتي الالف وبالتخفيف وعالي الاسناد في الطبقة الاولى.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 139 2) رجال الشيخ: 328 3) رجال الشيخ: 100 (*)
________________________________________
[ 27 ]
ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله الا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة ؟ فقال: المقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت قوله عليه السلام: وأبو ذر الغفاري بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمه وتخفيف الفاء. قال في المغرب: أصل الغفر الستر، وغفار حي من العرب إليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري. وقد صح عنه صلى الله عليه وآله عند العامة والخاصة: ما اظللت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر (1). وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش (2) وسيدهم، فأتى النبي صلى الله عليه وآله فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك اغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال: يا اخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا: لا يغفر الله لك. قوله عليه السلام: ثم عرف الناس بعد يسير أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد زمان يسير، وازاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع إلى أمير المؤمنين عليه السلام، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
________________________________________
1) راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه. 2) وفى " س " أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ (*)
________________________________________
[ 28 ]
عليهم الرحا - قوله عليه السلام: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا فيه وجهان: الاول: أن يكون كناية عن شدة الملمة بهم وصعوبة الداهية عليهم، يعني أنهم كانوا في مضيق اعتداء المعتدين كأن الرحا تدور عليهم وتطحنهم، ومع ذلك فقد لازموا اتباع سبيل الحق ولم يبايعوا أمير الجور والعدوان. الثاني: أن يرام أن هؤلاء هم الذين كانوا لملة الاسلام كالقطب والمدار عليهم تدور رحاها وبهم يستقيم أمرها، اتبعوا سبيل الحق ولم يبايعوا أهل الضلال. يقال: دارت رحى الامر إذا قام عموده واستقام نظامه. ومنه في حديث نعت النبي صلى الله عليه وآله: تدور رحى الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الاسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. على ما حققناه في المعلقات على زبور آل محمد الصحيفة الكريمة السجادية (1). فدوران الرحا عليهم على هذا السبيل معناه دورانها حولهم كما يكون دوران الرحا والفلك على القطب والمحور. وما يقال: ان دوران الرحا إذا استعمل باللام كان للتنسيق والتنظيم، وإذا استعمل بعلى كان للتهويش والتهويل خارج عن هذا الاستعمال. فاذن ماقاله السيد المكرم الرضي أخ السيد المعظم المرتضى رضى الله عنهما في كتاب مجازات الحديث: دور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين: احداهما مذمومة والاخرى محمودة: فالمذمومة هي الحال التي بني عليها الاخبار عن ازعاج الامر عن مناطه وازحافه عن قراره، واما الحال المحمودة فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم وقوة أمرهم وعلو نجمهم يقال: دارت رحا بني فلان إذا اتفقت لهم هذه الاحوال المحمودة، فهذه حال كان دور الرحا فيهما محمودا لمن دارت له ومذموما لمن دارت عليه، وانما قالوا: دارت رحا الحرب لجولان الابطال
________________________________________
1) راجع التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الانوار للجزائري: ص 22. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع. (*)
________________________________________
[ 29 ]
وأبوا أن يبايعوا لابي بكر حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه السلام - فيها وحركات الخيل تحتها (1). غير مستقيم على اطلاقه. قوله عليه السلام: وأبوا أن يبايعوا من الصحيح الثابت في الاخبار أن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الانصاري من خلص أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله ومن العشرة الذين نصروه صلى الله عليه وآله، ومن أصفياء أولياء أمير المؤمنين عليه السلام أيضا ممن لم يرتد ولم ينزعج ولم يبايع. قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام: قيس بن سعد بن عبادة وهو ممن لم يبايع أبا بكر (2). وقال العلامة في الخلاصة: قيس بن سعد بن عبادة من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو مشكور لم يبايع أبا بكر (3). وسيجئ في الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشي: أن أنس بن مالك قال: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الامير، وما رواه في مصالحة أبي محمد الحسن عليه السلام ومعاوية لم يبايع قيس بن سعد بن عبادة الانصاري صاحب شرطة الخميس معاوية قال له معاوية: قم يا قيس فبايع فالتفت إلى الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره فقال: يا قيس انه امامي يعني الحسن عليه السلام. وكان قيس وأبوه سعد طولهما عشرة أشبار باشبارهما، وقد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال انه مثل ذراع أحدنا، وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والاسلام، وأبوه وأجداده لم يزل فيهم الشريف
________________________________________
1) المجازات النبوية: 156 2) رجال الشيخ: 54 3) الخلاصة: 136 (*)
________________________________________
[ 30 ]
مكرها فبايع وذلك قول الله عزوجل " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل - وكان قيس ابنه مثله بعده (1). ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أوفي سبعة محمول على أنهم قصوى الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار على متقمص (2) الخلافة ولص الامامة. قوله عليه السلام: مكرها فبايع يعني أظهر البيعة كرها، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فانه جئ به عليه السلام مكرها فكثر اللفظ واضجت الاقوال وارتفعت الاصوات فقال الناس: انه بايع لا أنه قد وقعت منه عليه السلام المبايعة، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة، على ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان. أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة على أنه عليه السلام كان يقول: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عزوجل (3). وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري على هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها عن النبي صلى الله عليه وآله فيما افاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم
________________________________________
1) راجع رجال الكشي: 110 ط جامعة مشهد 2) وفي " ن ": متغمص 3) روى نحوه العلامة المجلسي في البحار: 8 / 172 (*)
________________________________________
[ 31 ]
أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " الاية. يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها. وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الاشهر فأرسل إلى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية ليحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، وقال أبو بكر: وما عسيتم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فقال علي لابي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وتشهد وتشهد علي وقال: لا يحملني على التخلف عن البيعة نفاسة على أبي بكر ولا انكارا للذي فضله الله به، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر حقا، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين رجع الامر إلى المعروف انتهى ما في صحيح البخاري (1). فلينظر على جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لابي بكر بالامامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق على أهله. وقوله سبحانه: انقلبتم على أعقابكم أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقري، كما فعل بنو اسرائيل بعد موت موسى على نبينا وعليه السلام.
________________________________________
1) ورواه مسلم في صحيحه: 3 / 1380 وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258 فراجع تغتنم. (*)
________________________________________
[ 32 ]
13 - جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني، قال حدثني الحسن بن خرزاد قال قوله رحمه الله: جبريل بن احمد الفاريابي البرناني وربما يقال الفريابي. قال الفاضل البرجندي فارياب بفاء بعدها ألف وسكون الراء المهملة ومثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغير قريب بلخ بينهما اثنان وعشرون فرسخا. وفي القاموس: فرياب كجريال بلد ببلخ أو هو فيرياب ككيمياء أو فارياب كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون (1). والبرناني بنونين من حاشيتي الالف نسبة إلى البرني أو الى البرنية، وبياء مثناة من تحت قبل الف ثم النون على اختلاف النسخ نسبة إلى قرية بمرو أو الى برين بن عبد الله الانصاري. قال في القاموس: يبرين أو أبرين موضع بحذاء الاحساء، وأبرينة وتكسر قرية بمرو، وبرين بالضم ابن عبد الله أبو هند الداري الصحابي (2). قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم: جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد كان مقيما بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (3). وأورده الحسن بن داود كذلك في قسم الممدوحين من كتابه (4). ومن ديدن الاصحاب أن المشيخة المذكورين في باب " لم " لا يعتبرون فيهم صريح التوثيق إليه، بل يكتفون فيهم بالمدح، وإذا لم يكن في أحدهم مطعن وغميزة كان حديثه معدودا من الصحاح عندهم. قوله رحمه الله: الحسن بن خرزاد يشترك في هذا الاسم رجلان قمي وكشي، ذكر الشيخ في كتاب الرجال
________________________________________
1) القاموس: 1 / 112 2) القاموس: 4 / 201 3) رجال الشيخ: 458 4) رجال ابن داود: 80 (*)
________________________________________
[ 33 ]
حدثني ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ضاقت الارض بسبعة بهم ترزقون وبهم أحدهما في أصحاب أبي الحسن الهادي عليه السلام قال: السحن بن خرزاد قمي (1). وربما يدعى أنه قد قيل فيه الرمي بالغلو ولست أعرف كذلك مستندا. والاخر ذكره في باب لم: الحسن بن خرزاد من أهل كش (2). وهو هذا الرجل قوله رحمه الله: ابن فضال هو علي بن الحسن الفضال الفطحى الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا. والطريق به موثق. قوله عليه السلام ضاقت الارض بسبعة أي عجزت عن كفاية أمرهم والتوسعة عليهم مع أن نزول مطر الرحمة ومدد النصرة من السماء على أهل الارض بهم ولاجلهم، ومن جهة دعائهم للخلق ودعوتهم اياهم إلى الحق، منهم هؤلاء الخمسة الذين هم أركان الاربعة على اختلاف القولين. قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في باب الجيم من أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام: جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر أحد الاركان الاربعة (3). وقال في باب السين: سلمان الفارسي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله يكنى أبا عبد الله أول الاركان الاربعة (4). وقال في باب العين: عمار بن ياسر يكنى أبا اليقظان حليف بني مخزوم
________________________________________
1) رجال الشيخ: 413 2) رجال الشيخ: 463 3) رجال الشيخ: 36 4) المصدر: 43 (*)
________________________________________
[ 34 ]
تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة (رحمة الله عليهم) وكان علي عليه السلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام. 14 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال حدثني العباس ابن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصري بن المغيرة، قال سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد الله عليه السلام قال فلم يزل يسأله حتى قال له: فهلك الناس إذا ؟ قال: أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون. قلت: من في الشرق ومن في الغرب ؟ قال، فقال: انها فتحت على الضلال أي والله وينسب إلى عبس بن مالك وهو مذحج بن أدد رابع الاركان (1). وقال في باب الميم: المقداد بن الاسود الكندي وكان أسم أبيه عمرو البهرائي، وكان الاسود بن عبد اليغوث قد تبناه فنسب إليه يكنى أبا معبد ثاني الاركان الاربعة (2). ومنهم من جعل حذيفة بن اليمان الانصاري رابع الاركان مكان عمار، والشيخ رحمه الله تعالى قد نقل هذا القول في ترجمة حذيفة (3) واختاره العلامة رحمه الله في الخلاصة (4) والاشهر عند المتقدمين هو الاول. قوله رحمه الله: عن الحارث النصري ابن المغيرة باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بني نصر بن معاوية، بصري روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وروى عن زيد بن علي، وهو مستقيم ثقة ثقة. وسيرد عليك في الكتاب ما رواه الكشي في مدحه وفي ذمه والتعويل على روايات المدح.
________________________________________
1) المصدر: 46 2) المصدر 57: وفى النسخ " قد بيناه ". 3) المصدر: 37 4) الخلاصة: 60. (*)
________________________________________
[ 35 ]
هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة. قوله عليه السلام: ولكن الا ثلاثة وفي نسخ عدة: هلكوا مكان ولكن. قوله عليه السلام: ثم لحق أبو ساسان أبو ساسان الانصاري اسمه الحصين بن المنذر. قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام: حصين بن المنذر يكنى أبا ساسان اليرقاشي صاحب رايته عليه السلام (1). وفي طائفة من النسخ " أبو سنان " مكانه وهو الانصاري. وذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال (2) وهو من الاصفياء من أصحابه عليه السلام. و " أبو عمرة الانصاري " اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشيخ في كتاب الرجال في باب من روى عن النبي صلى الله عليه وآله من الصحابة (3) وذكره بكنيته في أسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام (4). و " شتيرة " وفي بعض النسخ " شتير " من دون الهاء باعجام الشين المضمومة وفتح التاء المثناة من فوق واسكان الياء المثناة من تحت ثم الراء، على ما ضبطه ابن الاثير في جامع الاصول حيث. قال في ترجمة شكل: هو شكل بن حميد العبسي من بني عبس بن بغيض روى عنه ابنه شتير بن شكل لم يرو عنه غيره وعداده في الكوفيين، شكل بفتح الشين وفتح الكاف واللام وشتير بضم المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان، وبغيض بفتح الباء الموحدة وكسر الغين وبالضاد المعجمتين.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 39 2) المصدر: 63 3) المصدر: 12 4) المصدر: 63 (*)
________________________________________
[ 36 ]
[... ] - وقال في القاموس: شتير كزبير ابن شكل وابن نهار تابعيان (1). وما قاله العلامة في الخلاصة: ومن خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر شبير بضم الشين المعجمة أولا والباء المنقطة يتحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها والراء أخيرا ابن شكل العبسي بالباء المنقطة متحتها نقطة أبو عبد الرحمن (2). ضبط من غير مأخوذ من أصل. فاما مواخذة الحسن بن داود عليه بقوله: وبعض المصنفين أثبت ستير بالسين المهملة. وهو وهم، وقد اثبته الشيخ أبو جعفر في باب الشين المجمعة (3). فزور واختلاق. والشيخ في باب الشين المعجمة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بني شريح قتلوا بصفين، كل واحد يأخذ الراية بعد الاخر حتى قتلوا (4)، وقد نقله بالفاظه في الخلاصة (5). وأما " ستير " باهمال السين المضمومة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من الاصفياء، فقد ذكره البرقي، (6) ولم يذكره الشيخ، وقد أورده في الخلاصة ناقلا عن البرقي (7).
________________________________________
1) القاموس: 2 / 55 2) الخلاصة: 193 3) رجال ابن داود: 183 4) رجال الشيخ: 45 وفيه سمير مكان شمير. 5) الخلاصة: 87 6) رجال البرقي: 3 والموجود في المتن هو " شبير " ولكن قال في الهامش وفى نسخة " ستير ". 7) الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقي: ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء. (*)
________________________________________
[ 37 ]
15 - حمدويه، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ! قال، فقال: الا اخبرك باعجب من ذلك ؟ قال، فقلت: بلي. قال: المهاجرون والانصار ذهبوا (وأشار بيده) الا ثلاثة. 16 - علي بن محمد القتيبي النيسابوري، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية استراباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزار عن رجل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام وفي رقبته حبل آل زريق، ضرب أبو ذر بيده على الاخرى، ثم قال: ليث السيوف و " عمار " منسوب إلى مذحج - بفتح الميم واسكان الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة والجيم أخيرا - من قبائل الانصار، ذكره المطرزي في المغرب في ذ - ج وهو الصواب، والجوهري في الصحاح أخطأ فأورده في م - ج، وكأنه ظن الميم أصلية. وبالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبيلة فسمي باسمها. قال الفيروز آبادي في القاموس في ذ - ج: ومذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيبا أمهما عندها فسموا مذحجا، وذكر الجوهري اياه في الميم غلط وان أحاله على سيبويه (1). قوله رحمه الله: حدثنا أيوب هو أبو الحسين أيوب بن نوح، والطريق صحيح وعالى الاسناد في الطبقة الثالثة. قوله عليه السلام: في رقبته حبل آل زريق الزرق باسكان الراء بين الزاء المفتوحة والقاف معروف. قال في المغرب: وبتصغيره سمي من اضيف إليه بنو زريق وهم بطن من
________________________________________
1) القاموس: 1 / 190 (*)
________________________________________
[ 38 ]
قد عادت بأيدنيا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عزوجل، وقال سلمان: مولانا أعلم بما هو فيه. 17 - محمد بن اسماعيل، قال حدثني الفصل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الانصاري ؟ 18 - محمد بن اسماعيل، قال حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: جاء المهاجرون والانصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي عليه السلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك ! فقال الانصار، إليهم ينسب أبو عياش الزرقي بضم الزاء وفتح الراء، وحبل آل زريق يتخذ مما ينبت من الارض كلحاء شجر القنب وغير ذلك وهو من أخشن الحبل وأغلظها. قوله رحمه الله: محمد بن اسماعيل هو الذي يروي عنه أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه أيضا في الكافي، وكثيرا ما يجعله صدر السند في الطبقة الاولى، كما يروي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ويصدر به الاسناد يكني أبا الحسين نيسابوري فاضل. وهو وعلي بن محمد القتيبي النيسابوري تلميذا الفضل بن شاذان، وحديث كل منهما يعد صحيحا، كما استمر عليه هجير العلامة في المختلف والمنتهى وشيخنا الشهيد في الذكري وشرح الارشاد. ولقد أو ضحت الحال وحققنا المقال في الرواشح السماوية (1) وفى المعلقات على الاستبصار (2) بما لا مزيد عليه.
________________________________________
1) الرواشح السماوية: 70 2) التعليقة على الاستبصار: 4. المطبوع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف. (*)
________________________________________
[ 39 ]
على عليه السلام: ان كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم. ثم انصرفوا فجاؤا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فحلفوا فقال: ان كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فيهم عمار ؟ فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة ؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع علي عليه السلام بعد. 19 - وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك، عن النصيبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان اذهب إلى فاطمة (عليها السلام) فقل لها تتحفك من تحف الجنة ؟ فذهب إليها سلمان فإذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها يا بنت رسول الله أتحفيني ؟ قالت: هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان، وقالت الاخرى: أناذرة لابي ذر، وقالت الاخرى: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتني، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها. 20 - محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال حدثني قوله رحمه الله تعالى: عن النصيبي هو محمد بن سلمة البناني، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وقال: نزل نصيبين أصله كوفي أسند عنه (1). وليس في رجالنا من أهل نصيبين الاهذا الرجل يروي عنه عبد الله بن محمد بن نهيك وعبيدالله بن أحمد بن نهيك، وهما شيخان صدوقان ثقتان جليلا القدر. وآل نهيك - بفتح النون وكسر الهاء - بيت من أصحابنا بالكوفة، ويرويان أيضا عن درست بن أبي منصور الواسطي.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 288 (*)
________________________________________
[ 40 ]
علي بن سليمان بن داود الرازي، قال حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم قوله رحمه الله تعالى: على بن سليمان بن داود الرازي نسبة إلى الري روى عنه سعد بن عبد الله، وكأنه كان رقي الاصل. ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام وقال: علي بن سليمان بن داود الرقي (1). وفي بعض النسخ " الروياني " نسبة الي رويان - بضم الراء قبل الواو الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الالف والنون بعدها - بلد من طبرستان. قال الفاضل البرجندي: بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا. وفي القاموس: محلة بالري وقرية بحلب وبلد بطبرستان ومنه الامام أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل وغيره (2). وربما يظن أن الرجل هذا من بني أعين، وكان له اتصال بصاحب الامر عليه السلام وخرج (3) إليه توقيعات وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا ثقة وفقيها لا يطعن عليه في شئ. ويقال: انه فاسد، فان الذي من بني أعين هو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الرازي، على ما في كتاب النجاشي وغيره مكتوبا بخط السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس. وتبعه العلامة في الخلاصة (4). والحسن بن داود حسبه وهما وزعم أن الصحيح أبو الحسن الزراري بالزاي
________________________________________
1) رجال الشيخ: 433 2) القاموس: 4 / 230 3) وفي " س ": وخرجت 4) الخلاصة: 100 (*)
________________________________________
[ 41 ]
قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ؟ ثم ينادي مناد أين حواري علي بن ابي طالب عليه السلام وصي المضمومة والراء قبل الالف وبعدها (1). وكذلك ضبطه العلامة أيضا في الايضاح نسبة إلى زرارة بن أعين. وذلك عندي منظور في صحته. قوله عليه السلام: أبن حواري محمد بن عبد الله رسول الله عليه السلام قال في الكشاف: حواري الرجل صفوته وخالصته، ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن وفي وزنه الحوالي وهو الكثير الحيلة (2). قلت: واما الذي بمعنى حول الشئ وجوانبه وأطرافه كما يقال: حوالينا وحواليكم وبين ظهر انينا وبين ظهرانيكم، فعلى هيئة صيغة المثناة من غير ارادة معنى التثنية لاعلى وزن الحواري ولا علي هيئة وزن الجمع. ومنه في حديث الاستسقاء: اللهم حوالينا ولا علينا (3). والمشهور أن الحواري أصله من الحور بمعنى خلوص البياض، والتحوير بمعنى التبييض، والخبز الحواري الذي نخل طحينه مرة بعد مرة. ومنه في الحديث: الحواري من امتي أي خاصتي من أصحابي وأنصاري. والحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام أول من آمن به من اصفيائه وخلصائه
________________________________________
1) رجال ابن داود: 245 قال: وبعض الاصحاب أثبته " الرازي " وهما، بناءا على الوهم الاول. وقال في ص 41: وبعض فضلاء أصحابنا - وهو العلامة في الخلاصة - أثبته في تصنيفه " أبو غالب الرازي " وأن الامام عليه السلام قال: " وأما الرازي " وهو غلط، وانما هو " الزرازي " نسبة إلى زرارة بن أعين. 2) الكشاف: 1 / 432 3) رواه مسلم في صحيحه: 2 / 614 (*)
________________________________________
[ 42 ]
[... ] - وكانوا اثني عشر رجلا قيل: كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها فسموا الحواريين، ثم صار هذا الاسم مستعملا فيمن أشبههم من الذين خلصوا من كل ريب ونقوا من كل عيب وأخلصوا سرائرهم ونياتهم في نصرة الانبياء والاوصياء والتصديق بهم. وقيل: كانو ا صيادين وقيل: كانو ا ملوكا يلبسون البيض من الثياب قاله العزيزي في غريب القرآن وغيره. وقال الراغب في المفردات: قال بعض العلماء: انما سموا حواريين لانهم كانوا يطهرون نفوس الناس بافادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله عزوجل " انما يريد الله ليذهب عنك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1). وقال: انما كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه، وتصور منه من لم يتخصص بمعرفة الحقايق المهنة المتداولة بين العامة. قال: وانما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة وقودهم إلى الحق (2). وعندي أنه يجوز أن يعتبر أصل الحواري من الحور بمعنى الرجوع، لان حواري الرجل يرجع إليه في أموره، وحواري النبي أو الوصي يرجع إليه في دينه لا الى غيره. ومنه المحاورة والتحاور: أي المراجعة في التكلم والتراجع في المخاطبة، وكلمته فلم يحر جوابا ولا أحار خطابا أي لم يرجع الي كلاما، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، أي من الرجوع إلى النقصان بعد كمال الزيادة.
________________________________________
1) سورة الاحزاب: 33 2) المفردات: 135 (*)
________________________________________
[ 43 ]
محمد بن عبد الله رسول الله ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس القرني. قال ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله ؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني وحذيفة بن أسيد الغفاري. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي عليه السلام ؟ فيقوم كل من استشهد معه ولم يتخلف عنه. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين عليه السلام ؟ فيقوم جبير ابن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب. ثم ينادي المنادي اين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو قوله عليه السلام: فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعى قال في القاموس: الحمق ككتف الخفيف اللحية وعمرو بن الحمق صحابي (1). والشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال ذكره في رجال أمير المؤمنين عليه السلام (2) وفي أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام (3). وسيتكرر بعده في الكتاب مدحه. قوله عليه السلام: جبير بن مطعم ويحيى بن ام الطويل وابو خالد الكابلي جبير بن مطعم بضم الجيم وفتح الموحدة على صيغة التصغير، وضم الميم وفتح العين على اسم المفعول من الاطعام. ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في باب من روى عن النبي صلى الله عليه وآله
________________________________________
1) القاموس: 3 / 223 2) رجال الشيخ: 47 3) المصدر: 69 (*)
________________________________________
[ 44 ]
[... ] - من الصحابة قال في باب الجيم: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف يكني أبا محمد مات سنة ثمان وخمسين (1). وفي مختصر أبي عبد الله الذهبي: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ممن حسن اسلامه، عنه ابناه محمد ونافع وابن المسيب، سيد حليم وقور نسابة، مات سنة ستة وخمسين. فمن العجب قول الحسن بن داود في كتابه جبير بن مطعم " كش " أنه من حواري " ين " ولم أره في كتب الشيخ رحمه الله (2). وسيرد في الكتاب من طريق أبي عمرو الكشي عن الفضل بن شاذان مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام ثلاثة أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم. وفي رواية يونس عن حمزة بن محمد الطيار مثله، وزاد فيه وجابر بن عبد الله الانصاري، ثم ان الناس لحقوا وكثروا (3). وقد روى الفضل بن شاذان وغيره. ونقله حسن بن داود في كتابه: أن يحيى بن أم الطويل أمه وشيكته كانت ظئر على بن الحسين سيد الساجدين عليه السلام وكان عليه السلام يدعوها أما، وهي التي زوجها فعابه على ذلك عبد الملك بن مروان بأنه زوح أمه توهما منه أنها والدته عليه السلام وكانت والدته عليه السلام شهربانوى قد توفيت وهو صغير السن (4). قلت: فاذن قد ظهر أن يحيى بن أم الطويل أخو سيد العابدين عليه السلام من جهة الرضاع، وأمه من النسب أمه عليه السلام من الرضاعة.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 14 2) رجال ابن داود: 81 3) رجال الكشى: 123 4) رجال ابن داود: 371 - 372 (*)
________________________________________
[ 45 ]
بصير ليث بن البختري المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جداعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين. ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الائمة عليهما السلام يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين. - واستبان معنى ما رواه أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه في جامعه الكافي: أن علي بن الحسين عليه السلام كان له أخ من أمه. وكذلك ما في كتاب المحاضرات للراغب: ان أم علي بن الحسين بن زين العابدين عليه السلام تزوجت في زمانه بعد أبيه الحسين عليه السلام سيد الشهداء وعابه على ذلك عبد الملك بن مروان فليعلم (1). قوله عليه السلام: عامر بن عبد الله بن جداعة بضم الجيم واهمال الدال على ما قد ضبطه العلامة في الايضاح، وربما يضبط باعجام الدال بعد الجيم المضمومة. و " حجر بن زائدة " باهمال الحاء المضمومة قبل الجيم الساكنة. و " حمران بن أعين " بضم الحاء المهملة على ما ضبطه الاكثر، وقيل: بكسرها أخو زرارة بن أعين باهمال العين الساكنة بين الهمزة والياء المثناة من تحت المفتوحتين، وهو من القراء المتقنين قرأ عليه حمزة، وعلماء العامة يعرفون جلالته ويطعون فيه بالرفض. قال الذهبي في ميزان الاعتدال: حمران بن أعين كوفي روى عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، وكان يتقن بالقرآن. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود: رافضي. وروى حمزة عن حمران بن أعين أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ: ان لدينا أنكالا وجحيما. فصعق. قوله عليه السلام: فهؤلاء المتحورة أول السابقين على التفعل من الحواري أي الجاعلون أنفسهم حواريين، فهذه الرواية معول
________________________________________
1) راجع رجال ابن داود: 372 (*)
________________________________________
[ 46 ]
21 - جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال قال، رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله ؟ قال: علي بن أبي طالب ثم سكت، ثم قال: ان الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله ؟ قال علي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي. 22 - حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن عيسى. ومحمد بن مسعود، قالا حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن محمد ابن بشير، عمن حدثه، قال ما بقي أحد الا وقد جال جولة الا المقداد بن الاسود فان قلبه كان مثل زبر الحديد. عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحورين السابقين المقربين. وقول بعض شهداء المتأخرين في حواشي الخلاصة (1) أن في طريقها علي بن سليمان وهو مجهول، لا تعويل عليه كما دريت ومرفوعة الحسين بن سعيد في ذم عامر وحجر غير صالحة للمعارضة، وسيستبين لك انشاء الله العزيز العليم. قوله رحمه الله: جبرئيل بن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسى يعني به العبيدي اليقطيني قوله صلى الله عليه وآله: ان الله أمرنى بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله قال: على بن أبي طالب عليه السلام هذا الحديث ثابت الصحة عند العامة من طرقهم في صحابهم وأصولهم ومصابيحهم ومشكاتهم بأسانيد غير محصورة. قوله رحمه الله: ألا وقد جال جولة بالجيم أي انزعج في سره انزعاجة ما، وحاد قلبه عن سبيله حيدة ما.
________________________________________
1) هو الشهيد الثاني رحمة الله عليه في حاشيته على الخلاصة غير مطبوع. (*)
________________________________________
[ 47 ]
23 - طاهر بن عيسى الوراق، رفعه إلى محمد بن سفيان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر. 24 - علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال قال في المغرب: أصاب المسلمين جولة هي كناية عن الهزيمة ولا تسعمل الا في حق الاولياء، وأصلها من الجولان. قوله رحمه الله تعالى: طاهرين بن عيسى الوراق هو أبو محمد من أهل كش من مشيخة الشيوخ. قال الشيخ في كتاب الرجال: صاحب كتاب روى عنه الكشي، وروى هو عن أحمد بن جعفر الخزاعي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1). وهذا الطريق بعد الرفع ضعيف بمحمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي بصير المكفوف يحيى بن القاسم، أو أبي القاسم. قوله عليه السلام: لكفر بالتخفيف على المجرد من الكفور بالشئ والكفران به، بمعنى الجحود والانكار، أو بالتشديد على التفعيل للنسبة من كفره تكفيرا، أي نسبه إلى الكفر. قوله رحمه الله: على بن الحكم عن سيف بن عميرة الطريق صحيح على التعليق لان طريق أبي عمرو الكشي إلى علي بن الحكم صحيح معروف. وليعلم أن رواية ارتداد الناس الا القليل منهم بعد النبي صلى الله عليه وآله غير مختصة بطريق أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم، بل أن حديث أنباء رسول الله صلى الله عليه وآله أنه ترتد
________________________________________
1) رجال الشيخ ص 477 وفيه صاحب كتب (*)
________________________________________
[ 48 ]
[... ] - الصحابة وترجع القهقرى بعده عليه وآله السلام، عند علماء العامة صحيح ثابت في أصولهم الستة الصحاح وجامع أصولهم ومستدركهم ومسندهم ومصابيحهم ومشكاتهم وغيرها من كتبهم المعتبرة بأسانيدهم المتصلة ومسانيدهم المعتمدة من طرق متكثرة، تحكم في القدر المشترك بينها بالتواتر وفي كثير منها نصوص على أن ذلك الارتداد انما هو في الامامة والخلافة، لا بعبادة الاوثان والشرك بالله عزوجل (1). فمن جملة ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقال: انه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى (2). عن ابن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أن النبي صلى الله عليه وآله قال: يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلئون عنه فأقول: يا رب أصحابي فيقول: انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى (3). عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ليردن على ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك (4). أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: اني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي اقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل فقلت: نعم فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول:
________________________________________
1) وقد أوردنا مصادر رواية الارتداد في ذيل كتاب الطرائف: 376 2) صحيح البخاري: 7 / 208 ط دار الطباعة العامرة باستبول. 3) نفس المصدر من البخاري. 4) صحيح البخاري: 7 / 207. وروى نحوه عن أنس مسلم في صحيحه: 4 / 1800 (*)
________________________________________
[ 49 ]
[... ] - انهم مني فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي (1). عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن معي رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك (2). عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: أين ؟ قال إلى النار والله قلت: وما شأنهم ؟ قال: انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: أين ؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم ؟ قال، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى بعدك، فلا أراه يخلص فيهم الامثل همل النعم (3). عن عقبة أن النبي صلى الله عليه وآله خرج يوما فصلى على (أهل) أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: اني فرطكم وأنا شهيد عليكم واني والله لا نظر إلى حوضي الان واني أعطيت مفاتيح خزائن الارض أو مفاتيح الارض، وانى والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها (4). ففي الصحيحين من المتفق عليه في باب الحرص على الامارة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة (5).
________________________________________
1) صحيح البخاري: 7 / 207 - 208 وصحيح مسلم: 4 / 1793 2) صحيح البخاري: 7 / 206 وصحيح مسلم: 4 / 1796. 3) صحيح البخاري: 7 / 208 - 209 4) صحيح البخاري: 7 / 173 و 209. وصحيح مسلم: 4 / 1795 5) جامع الاصول: 4 / 450 قال: أخرجه البخاري والنسائي (*).
________________________________________
[ 50 ]
[... ] - وفي صحيحي الترمذي والنسائي والمصابيح والمشكاة عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أعيذك بالله من امارة السفهاء قال: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال: امراء سيكون بعدي من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليسوا مني ولست منهم ولن يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فاولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض (1). وعن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ قلت: أما والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي فأقاتلهم حتى ألقاك قال: أولا أدلك على خير من ذلك تصبر حتى تلقاني (2). وفى صحيح مسلم وسنن أبى داود عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرء " كما بدأنا نعيده وعدا علينا انا كنا فاعيلن " (3) وأول من يكسي يوم القيامة ابراهيم عليه السلام، وان ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول،: أصحابي، أصحابي فيقول: انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول، كما قال العبد الصالح: " وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب إلى قوله العزيز الحكيم (4) " قال أبو داود في السنن: هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم من محمد بن مثنى، وغيره عن محمد بن
________________________________________
1) جامع الاصول: 4 / 460 2) جامع الاصول: 10 / 394 - 395. والفئ ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأملاكهم عن غير قتال وحرب. والاستئثار: الانفراد بالشئ والتخصص به 3) الانبياء: 104 4) المائدة: 117 و 118 (*)
________________________________________
[ 51 ]
أبو جعفر عليه السلام ارتد الناس: الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد قال: قلت فعمار ؟ قال: قد كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال: ان اردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فانه عرض في قلبه عارض ان عند امير المؤمنين عليه السلام اسم الله جعفر عن شعبة عن المغيرة (1). و " الغرل " جمع أغرل وهو الا غلف، وقوله " لم يزالوا مرتدين ". لم يرد به الردة عن الاسلام، انما معناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة. قال ابن الاثير في النهاية وجامع الاصول: انهم كانوا يمشون بعدك القهقرى قال الازهري: معناه الارتداد عما كانوا عليه، وقد قهقر وتقهقر والقهقرى مصدر (2)، فهذه نبذة مما في أصول المخالفين وصحاحهم، ومن أحب الاستقصاء فعليه بما أوردناه في كتبنا (3). قوله عليه السلام: قد كان جاض جيضة يروي بالجيم قبل الالف والضاد المعجمة بعدها يقال: جاض عن الحق جيضة أي عدل، وجاض في القتال إذا فر، وأصل الجيض الميل عن الشئ ويروى باهمال الحاء والصاد من حاشيتي الالف من حاص عن الشئ إذا حاد عنه، وحاص القوم في القتال حيصا وحيصة: أي جالوا جولة يطلبون الفرار، والمحيص: المحيد والمهرب. وبعض القاصرين أهمل الحاء وأعجم الضاد من حيض النساء، وتحامل توجيهه بما لا يتفوه به ذو مسكة ما.
________________________________________
1) صحيح مسلم: 4 / 2195 كتاب الجنة. وغرلا جمع أغرل، وهو الذى لم يختن وبقيت معه غرلته وهى الجلدة التى تقطع في الختان. 2) نهاية ابن الاثير: 4 / 129. 3) ومن أحسن ما كتب المصنف في ذلك هو كتاب شرح تقدمة تقويم الايمان غير مطبوع (*)
________________________________________
[ 52 ]
الاعظم لو تكلم به لاخذتهم الارض وهو هكذا، فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلقة، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايع، فبايع، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن ياخذه في الله لومة لا ئم فأبي الا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الانصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام الا هولاء السبعة. 25 - حمدويه بن نصير، قال حدثنا أبو الحسين بن نوح، قال حدثنا صفوان ابن يحيى، عن ابن بكير، عن زرارة، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أدرك سلمان العلم الاول والعلم الاخر، وهو بحرلا ينزح، وهو منا أهل البيت. بلغ من علمه: أنه مر برجل في رهط فقال له: يا عبد الله تب إلى الله عزوجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة، قال: ثم مضى، فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك. قال: انه أخبرني بأمر ما اطلع عليه الا الله وأنا. وفي خبر آخر مثله، وزاد في آخره: ان الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة. قوله عليه السلام: فلبب ووجئت عنقه كلتاهما على ما لم يسم فاعله، اللبة: المنخر. واللبب: موضع القلادة من الصدر. قال في الصحاح: لببت الرجل تلبيبا: إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جررته (1). وفي النهاية الاثيرية: لببت الرجل لبا ولبيته تلبيا إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته، وأخذت بتلبيب فلان: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لا بسه وقبضت عليه تجره، والتلبيب: مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل (2). والوجئ: الضرب باليد أو بالسكين. يقال: وجأه في عنقه من باب منع،
________________________________________
1) الصحاح: 1 / 216 2) نهاية ابن الاثير: 4 / 223 (*)
________________________________________
[ 53 ]
[... ] - ومنه ليس في كذا وكذا ولا في الوجاءة قصاص، والوجاء: بالكسر على فعال نوع من الخصاء، وهو أن تضرب العروق بحديدة وتطعن فيها من غير اخراج البيضتين يقال: كبش موجوء إذا فعل به ذلك قاله في المغرب. والسلقة: بالهاء واحدة السلق. باهمال السين المكسورة واسكان اللام قبل القاف، وهو اسم لجنس النبت المعروف يؤكل يقال له في بلاد العجم " چقندر ". قال في القاموس: السلق بالكسر مسيل الماء، والجمع كعثمان وبقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس نافع للنقرس والمفاصل، وعصيرة إذا صب على الخمر خللها بعد ساعتين، وعلى الخل خمره بعد أربع، وعصير أصله سعوطا ترياق وجع السن والاذن والشقيقة، وسلق الماء وسلق البر نباتان، والسلق أيضا أثرا التسع في جنب البعير، وكذلك السلق بالتحريك، وسلق فلانا طعنه وصرعه وألقاه على ظهره وسلقه باللسان أذاه بالكلام وسلق اللحم عن العظم نحاه عنه (1). ومعنى الحديث: ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والاعتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الاعظم فليته يدعو الله عزوجل به عليهم، فإذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلى أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتى تركوا عنقه الموجوء. وتأنيث الضمير العائد إليه باعتبار معنى الرقبة، كأنه السلقة من فرط ما وجاؤها فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عزوجل على ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له: يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم على التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا على ما جف به القلم في القضاء الاول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع.
________________________________________
1) القاموس: 3 / 264 (*)
________________________________________
[ 54 ]
26 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاد، قال حدثني أحمد بن علي وعلي بن أسباط، قالا: حدثنا الحكم بن مسكين، عن الحسن بن صهيب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال فقال أبو جعفر عليه السلام: مه لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منا أهل البيت. وعلى نمط آخر: أنه عرض في قلبه العارض وتخالج في صدره الخاطر، ثم تنبه وأناب، فأخذ بتلبيبه فوجأ عنقه حتى تركها كالسلقة زجرا وعقوبة لنفسه، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له، هذا من ذاك وأن ذاك منك حيود ما عن السبيل، فاستأنف الانابة وجدد البيعة فأناب إليه عليه السلام، وبايع على تنقية السر من عوارض الشكوك وخواطر الاوهام. قوله رحمه الله: جبرئيل بن أحمد قال: حدثنى الحسن بن خرزاذ يعني بالحسن بن خرزاذ الذي هو من أهل كش من طبقات باب " لم " لا القمي المعدود من أصحاب أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، ذكر الشيخ الاول في باب " لم " (1) والثاني في أصحاب العسكري عليه السلام (2). وقال النجاشي، الحسن بن خرزاد قمي كثير الحديث له كتاب أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب المتعة، وقيل: انه غلا في آخر عمره، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن الوارث السمرقندي قال: حدثنا أبو علي بن الحسن بن علي القمي قال: حدثنا الحسن بن خرزاذ بكتابه (3). قوله رحمه الله تعالى: الحكم بن مسكين قال النجاشي في كتابه: الحكم بن مسكين أبو محمد كوفي مولي ثقيف المكفوف روي عن أبي عبد الله عليه السلام، ذكره أبو العباس، له كتاب الوصايا كتاب
________________________________________
1) رجال الشيخ: 463 2) بل في أصحاب الهادي عليه السلام رجال الشيخ: 413. 3) رجال النجاشي: 35. ط طهران (*)
________________________________________
[ 55 ]
27 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي عليه السلام محدثا، وكان سلمان محدثا. الطلاق كتاب الظهار، أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان (1) قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن الحكم بكتاب الطلاق والظهار (2). وشيخنا الشهيد في الذكرى نقل عن العلامة في المختلف في باب صلاة الجمعة أنه قال: في طريق رواية محمد بن مسلم " الحكم بن مسكين " ولا يحضرني الان حاله فنحن نمنع صحة السند، ثم اعترض عليه فقال قلت: الحكم ذكره الكشي ولم يعترض له بذم (3)، والرواية لا يطعن فيها كون الراوي مجهولا عند بعض الاصحاب (4). ونحن نقول: نعم ذكر الكشي الرجل من دون أن يتعرض لنقل طعن فيه أو غميزة آية جلالة الرجل. ولكن الحكم بن مسكين لا ترجمة له في كتاب الاختيار هذا للشيخ رحمه الله تعالى، ولافي كتاب اختيار السيد جمال الدين أحمد بن طاوس من كتاب الكشي، فكأنه قدس الله لطيفه قد وجده في أصل كتاب الكشي، أو كان رائما للنقل عن النجاشي فجرى على لسان قلمه الكشي والله سبحانه أعلم. قوله عليه السلام: كان على عليه السلام محدثا وكان سلمان محدثا بفتح الدال المشددة على اسم المفعول من باب التفعيل، أما علي عليه السلام
________________________________________
1) وفى المصدر: سفين ولعله هو سفيان كتب على هذا النحو. 2) رجال النجاشي: 105 3) وفى المصدر: بذم في الرواية مشهورة جدا بين الصحاب لا يظهر فيها الخ. 4) الذكرى: 231 (*)
________________________________________
[ 56 ]
28 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد ابن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحمن ابن أعين، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان سلمان من المتوسمين. 29 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني اسماعيل ابن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سلمان علم الاسم الاعظم. فمحدث على المعنى المصطلح عليه حقيقة، وأما سلمان فكان محدثا على التجوز بمعنى المفهم الملهم، وسيستبين لك شرح ذلك انشاء الله تعالى. قوله رحمه الله تعالى: أحمد بن منصور الخزاعى هو الذي يقال له محمد بن منصور بن نصر الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام. صرح بذلك الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال حيث ذكر في أصحاب علي بن موسى الرضا عليه السلام محمد بن منصور بن نصر الخزاعي، ثم كرر ذكره فقال: محمد بن نصر الخزاعي، ويقال له: أحمد بن منصور (1). قوله رحمه الله تعالى: عن محمد بن زياد يعني به محمد بن الحسن بن زياد العطار فانه يقال له: محمد بن زياد أيضا، كما قاله النجاشي في أسناد طريقه إليه وقال: كوفي ثقة روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام (2). قوله عليه السلام: كان سلمان من المتوسمين قال الراغب في المفردات: الوسم التأثير والسمة الاثر، قال تعالى " سيماهم
________________________________________
1) رجال الشيخ: 391 و 389 2) رجال النجاشي: 285 (*)
________________________________________
[ 57 ]
30 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، عن اسماعيل بن مهران، عن أبان عن جناح، قا ل حدثني الحسن بن حماد، بلغ به، قال: كان في وجوههم من أثر السجود (1) " وقال: " تعرفهم بسيماهم (2) " وقوله تعالى " ان في ذلك لايات للمتوسمين (3) أي للمتبرين العارفين المتعظين، وهذا التوسم هو الذي سماه قوم الذكاء: وقوم الفطنة، وقوم الفراسة، وقال صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن وقال: المؤمن ينظر بنور الله (4). قوله رحمه الله تعالى: عن أبان عن جناح أبان الذي يروي عنه اسماعيل بن مهران هو أبان بن محمد البجلي ابن أخت صفوان بن يحيي، كان ثقة وجها في أصحابنا الكوفيين قاله النجاشي (5). أو هو أبان بن عثمان الاحمر البجلي أحد من أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم. و " جناح " الذي روى أبان عنه هو جناح بن عبد الحميد الكوفي، ويحتمل جناح بن رزين مولى مفضل بن قيس الاشعري، ذكرهما الشيخ في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام (6). وما في بعض النسخ (7) أبان بن جناح مكان " عن " فمن تصحيف الناسخين.
________________________________________
1) سورة الفتح: 29 2) سورة البقرة: 273 3) سورة الحجر: 75 4) المفردات: 524 5) رجال النجاشي: 12 6) رجال الشيخ: 164 7) كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد والنجف الاشرف (*).
________________________________________
[ 58 ]
سلمان إذا رأي الجمل الذي يقال له عسكر يضربه، فيقال له يا أبا عبد الله ما تريد من هذا البهيمة ؟ فيقول: ما هذا بهيمة ولكن هذا عسكر بن كنعان الجني، يا أعرابي لا ينفق جملك هاهنا ولكن اذهب به إلى الحوأب فانك تعطى به ما تريد. 31 - جبريل بن أحمد، حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني اسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا. قوله رحمه الله: إذا رأى الجمل الذى يقال له عسكر يضربه كان هودج عائشة في وقعة الجمل على جمل اسمه عسكر قاله المطرزى في المغرب في: ن ك. وقال أبو الحسن المسعودي رحمه الله تعالى في مروج الذهب: انصرف عن اليمن عامل عثمان فأتي مكة، فصادف فيها عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم في آخرين من بني أمية، فكان ممن حرض على الطلب بدم عثمان وأعطي عائشة وطلحة والزبير أربعمائة ألف درهم وكراعا وسلاحا وبعث إلى عائشة بالجمل المسمى " عسكرا " وكان شراؤه من اليمن بمأتى دينار انتهى (1). قلت: فذلك كان يضربه سلمان رضي الله تعالى عنه. قوله رحمه الله: لا ينفق جملك ها هنا أي لا يروج من النفاق بمعنى الرواج، ولكن اذهب به إلى الحوأب بفتح الحاء المهملة واسكان الواو بعدها همزة مفتوحة ثم باء موحدة. وفي طائفة من النسخ الحوب بتشديد الواو للقلب والادغام. وفي الحديث المتواتر المشهور انه صلى الله عليه وآله قال: ايتكن صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب.
________________________________________
1) مروج الذهب: 2 / 357 ط دار الاندلس (*).
________________________________________
[ 59 ]
32 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حنان بن سدير، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: جلس عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ينتسبون وفيهم سلمان الفارسي، وان عمر سأله عن نسبه وأصله ؟ فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد، وكنت مملكوا فاعتقني الله بمحمد، فهذا حسبي ونسبي. ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثه سلمان وشكى إليه ما لقي من القوم وما قال لهم فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه، وأصله عقله، قال الله تعالى: " انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ". يا سلمان ليس لا حد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله، وان كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل. 33 - جبريل بن أحمد. قال حدثني أبو سعيد الادمي سهل بن زياد، عن منخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له، فبيناهما يتحدثان إذا انكبت القدر على وجهها على الارض، فلم يسقط من مرقها - قال ابن الاثير في النهاية وجامع الاصول: الحوأب منزل بين بصرة ومكة وهو الذي نزلته عائشة فنبحتها الكلاب لما جائت إلى البصرة وفي وقعة الجمل (1). قوله عليه السلام: فبينا هما يتحدثنان إذا انكبت القدر اختلفت النسخ في " بينا " و " بينما " و " إذ " و " إذا " و " انكبت " و " انكفأت " و المعنى في ذلك كله واحد يزاد في بين ما أو الالف فيجعل بمنزلة حين، فيقال: بينما زيد يفعل كذا وبينا يفعل كذا، واذ وقتية لما مضى من الزمان، وقد تكون للمفاجأة وهي التي بعد بينا وبينما. وإذا تكون للمفاجأة وتكون ظرفا زمانيا للماضي، أو للمستقبل، أو للحال، وقد تكون ظرف مكان وتكون شرطية.
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 1 / 456 (*)
________________________________________
[ 60 ]
ولا ودكها شئ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا، وأخذ سلمان القدر فوضعها على وجهها حالها الاول على النار ثانية، وأقبلا يتحدثان، فبيناهما يتحدثان إذ انكبت القدر على وجهها، فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان، فبينا هو متفكر إذ لقى أمير المؤمنين عليه السلام قال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك من عند سلمان وما الذي ذعرك ؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان، يا أبا ذر أن سلمان باب الله في الارض من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا، وان سلمان منا أهل البيت. 34 - طاهر بن عيسى الوارق الكشي قال: حدثني أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي وكببت الاناء فانكب وكفأته فانكفأ وقلبته فانقلب كلها بمعنى واحد، والودك وسم اللحم وهو بالتحريك كالمرق. قوله عليه السلام: وما الذي ذعرك باعجام الذال واهمال العين. وفي بعض النسح " أذعرك " من باب الافعال وهما بمعنى يقال: ذعره يذعره ذعرا بالفتح فهو مذعوذ من باب منع خوفه، وذعره اذعارا فهو مذعر أيضا أخافه، كما فزعه يفزعه فزعا وأفزعه يفزعه افزاعا و " الذعر " بالضم الخوف، والفعل منه ذعر يذعر فهو ذاعر من باب فرح يفرح، والذعر بالتحريك الدهش والفعل منه أيضا من باب فرح. قوله رحمه الله: أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندى في نسخ كتاب أبي العباس النجاشي التي وقعت الي جميعا " العاجز " أو (المعاجز) بالعين المهملة قبل الالف وبالجيم والزاء بعدها قال: جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي أبو سعيد يقال له ابن العاجز كان صحيح الحديث والمذهب روى
________________________________________
[ 61 ]
قال حدثني علي بن محمد شجاع عن أبي العباس أحمد بن حماد المروزي عن الصادق عليه السلام انه قال في الحديث الذي روى فيه " ان سلمان كان محدثا " قال: انه - عنه محمد بن مسعود العياشي، ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أن له كتاب الرد على من زعم أن النبي صلى الله عليه وآله كان على دين قومه قبل النبوة، طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عنه (1). والذي رأيناه في كتاب الكشي، وفي كتاب الاختيار منه للشيخ على اتفاق النسخ، وفي الاختيار منه للسيد بن طاوس " التاجر " مكان " العاجز " بالتاء المثناة من فوق قبل الالف والراء بعد الجيم. وكذلك قال الحسن بن داود: جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي يقال له: ابن التاجر كذا رأيته بخط الشيخ (ره) (2). وهو مطابق لما رأيناه مذ اشتغلنا بهذه العلوم إلى الان في نسخ كتاب الرجال للشيخ، لكن الموجود فيها بأسرها جعفر بن محمد بن أيوب يعرف ب‍ " ابن التاجر " أو " المتاجر " من أهل سمرقند متكلم له كتب (3)، لا جعفر بن أحمد كما في كتاب الكشي والنجاشي. قوله رحمه الله: على بن محمد بن شجاع وهو الذي يقال له علي بن شجاع النيسابوري، ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام قال: علي بن شجاع نيسابوري (4)
________________________________________
1) رجال النجاشي: 93 - 94 ط طهران. 2) رجال ابن داود: 82 3) رجال الشيخ: 458 4) رجال الشيخ: 433 (*)
________________________________________
[ 62 ]
كان محدثا عن امامه لا يجوز به لانه لا يحدث عن الله عزوجل الا الحجة. 35 - طاهر بن عيسى قال: حدثني أبو سعيد قال: حدثني الشجاعي عن يعقوب ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن خزيمة بن ربيعة يرفعة قال: خطب سلمان إلى عمر فرده، ثم ندم فعاد إليه فقال: انما أردت أن اعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي. 36 - حمدويه بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي عن يونس بن - قوله عليه السلام: لا يجوز به الباء للتعدية والعائد لكونة، محدثا، أي لا يتعدى بكونه محدثا ولا يعد به عن امامه إلى ملك يحدثه عن الله عزوجل، فان المحدثية على هذا السبيل لا تكون الا للحجة وغير الحجة انما محدثيته بتوسط النبي، والحجة لاعن الله بواسطة الملك لاغير. وفي بعض النسخ " لا عن ربه " وهو تصحيف لا يجوز به. قوله رحمه الله تعالى: قال: حدثني الشجاعى الذى استبان لنا أن الشجاعي المتكرر وروده في الاسانيد اسمه الحسن بن طيب يروي عنه العاصمي ذكر أبو العباس النجاشي ذلك في كتابه، واستفدناه منه قال: الحسن بن طيب بن حمزة الشجاعي غير خاص في أصحابنا رووا عنه له كتاب ذوات الا جنحة، ثم أسند طريقه إليه وقال: أخبرنا محمد بن محمد عن أبي الحسن ابن داود قال حدثنا الحسين بن علان قال حدثنا العاصمي عنه بهذا الكتاب (2). قوله عليه السلام: ثم ندم فعاد إليه يعني ثم سلمان ندم عن خطبته إلى عمر، فعاد إلى عمر فقال له ذلك. قوله رحمه الله تعالى: قال حدثنا محمد بن عيسى العبيدي هذا هو الصحيح، وفي نسخ كثيرة " العنبري " مكان " العبيدي " وذلك من

________________________________________
1) رجال النجاشي: 36 (*)
________________________________________
[ 63 ]
عبد الرحمان ومحمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله - تحريفات الناسخين وتصحيفاتهم، وان كان واردا في الانساب نسبة إلى قربة باليمن، أو كناية عن خلوص النسب، وعنبري البلد مثل في الهداية، لان بني العنبر أهدى قوم قاله في القاموس (1) وغيره. قوله رحمه الله تعالى: عن الحسين بن المختار هوالقلانسي الكوفي قال الشيخ في كتاب الرجال: واقفي له كتاب (2). وقال النجاشي: أبو عبد الله كوفي مولى أحمس من بجلية وأخوه الحسن يكنى أبا محمد ذكر ا فيمن روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسى وغيره (3). وقال ابن عقدة: عن علي بن الحسن أنه كوفي ثقة (4). وفي ارشاد شيخنا المفيد في باب النص على الرضا عليه السلام: أنه من خاصة الكاظم وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته (5). وروى أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه في جامعه الكافي أنه قال: الحسين بن المختار قال لي الصادق عليه السلام رحمك الله، وقد روى جماعة من الثقاة عنه نصا على الرضا عليه السلام. قلت: فذلك يدافع كونه واقفيا، ولذلك لم يحكم به النجاشي ولا نقله عن أحد على ما هو المعلوم من ديدن النجاشي، وبالجملة الرجل من أعيان الثقاة و عيون الاثبات والله سبحانه أعلم.
________________________________________
1) القاموس: 2 / 96 2) رجال الشيخ: 169 و 346 3) رجال النجاشي: 43 4) الخلاصة: 215 5) الارشاد: 304 ط بيروت وفيه من خاصته الخ (*).
________________________________________
[ 64 ]
عليه السلام قال: كان والله علي محدثا، وكان سلمان محدثا قلت: اشرح لى. قال: يبعث الله إليه ملكا ينقر في اذنه يقول كيت وكيت. 37 - جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: تروي ما يروي الناس ان عليا عليه السلام قال في سلمان " أدرك علم الاول وعلم الاخر " ؟ قلت: نعم قال: فهل تدري ما عني ؟ قلت: يعني علم بني اسرائيل وعلم النبي صلى الله عليه وآله. فقال: ليس هكذا يعني و لكن علم النبي وعلم علي وأمر النبي وأمر علي. - قوله عليه السلام: قلت: اشرح لى قال: يبعث الله إليه ملكا في الكافي رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني رضي الله تعالى عنه في كتاب الحجة باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث (1). وهذا الباب من غامضات العلم وغوامض الحكمة، وقد شرحنا منهجه وأوضحنا سبيله في غير موضع واحد فنقول: قد استبان في علم ما فوق الطبيعة في باب الايحا آت والنبوات وفي العلم الطبيعي في كتاب النفس، وحقق شريكنا السالف في الرياسة في الهيات الشفاء وطبيعياته، ونحن في قبسات الحق اليقين وفي سدرة المنتهى وفى الرواشح السماوية: ان ذا القوة القدسية الصائر باستكمال نفسه المجردة في مرتبة العقل المستفاد عالما عقليا مطابقا لعوالم الوجود، قوته العقلية كبريت، وروح القدس الذي هو العقل الفعال وواهب الصور باذن ربه نار، وإذا صار من حزبه وانخرط في سلكه اشتعل ناره في كبريته دفعة وأحال نفسه إلى جوهر ذاته. فالنفس المجردة العاقلة بحسب كمال هذه القوة شجرة يكاد زيتها يضئ و لو لم تمسسه نار نور على نور، فمن كانت لشجرة نفسه القدسية ثلاث خاصيات بحسب استكمال قوى ثلاث كان نبيا، له ضروب النبوة الثلاثة من جهة كمال قوتيه
________________________________________
1) أصول الكافي: 1 / 134 (*)
________________________________________
[ 65 ]
[... ] - النظرية التي منها انبجاس مبادي الادراكات والعملية التي منها انبعاث مبادي التحريكات. الاولى: ما بحسب كمال القوة العاقلة، وهي أن تكون علومه كلها بالحدس ونظريات العقلاء من المقتصات الفكرية بالنسبة إليه جميعها حدسيات، والمعجزات العقلية كلها من هذا السبيل. والثانية: ما بحسب كمال القوة المتخلية وكمال القوة المشتركة المسماة عند الفلاسفة " بنطاسيا "، وهي أن يتيسر له الابصار والسماع في اليقظة، لامن سبيل الظاهر من ممر الجليدية وطريق الصماخ، بل من جنبته الباطن من سبيل الاتصال بعالم العقل والانخراط في سلك الصايرين إلى اقليم نور الله سبحانه، لشدة صقالة مرائي (1) القوى الحسية واستحكام شبهها بألواح الاذهان النقية المجردة العقلية، ولا يتصحح ذلك للناقصين الا في النوم. فبحسب كمال هذه القوة فتشبح وتتمثل الابصار النبي بالرؤية البصرية في اليقظة فيبصرهم، وينتظم ويتركب لسماعه بالقوة السمعية كلام الله تعالى على لسان الملك المتشبح له فيسمعه. وهذا سبيل باب الوحي والايحاء وله من هذا السبيل المعجزات القولية و الاخبار بالمغيبات والا نذار بالعقوبات قبل وقوعها. الثالثة: ما بحسب كمال قوة النفس في جوهر ذاتها باعتبار الفطرة الاولى الجبلية المفطورة على استعدادها الفطري وتأكد علاقة الارتباط بجناب الله، والتخلق بأخلاق الله في الفطرة الثانية المكسوبة في استعدادتها الكسبية، وهي أن تكون له ملكة ولوج في ملكوت السماء ومصير إلى ذي الملك والملكوت بحسبها تطيعه
________________________________________
1) المرائي جمع قلة للمراء وجمع الكثرة المرايا. قال في الصحاح: المراة بكسر الميم التى ينظر فيها وثلاث مراء والكثير مرايا " منه " 6 / 2349 (*)
________________________________________
[ 66 ]
38 - علي بن محمد القتيبي قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان قال: حدثنا ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد قال: قال سلمان: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام، ثم أخرج صرة من مسك فقال: هيه أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ثم بلها ونضحها حوله ثم - هيولى عالم العناصر وتنقاد له صور الا سطقسات (1). ومن هذا السبيل له المعجزات الفعلية، فالمرتبة المستجمعة لهذه الخاصيات في درجة النبوة بضروبها الثلاثة. ثم إذا اشتعلت القوة واستعلت النبوة واختص النبي بسنة قائمة بالقسط وشريعة ناسخة للشرايع ارتفع إلى درجة الرسالة، فإذا قويت له هذه الشؤن واستحكمت هذه الملكات واشتدت أشعة الاتصال بنور الانوار واستكملت الخاصيات الثلاث واستتم نصاب استكمال ضروب الثلاث جدا استحق خاتمية الانبياء وسيدودة المرسلين، وصار بحيث لا تتصور في مراتب سلسلة العود مرتبة صعودية تتوسط بينه وبين جناب معاد الوجود ومنتهاه، كما لا تتصور في مراتب سلسلة البدو مرتبة هبوطية تتوسط بين جناب مبدء المبادي وغاية الغايات وبين مجعوله الاول. وإذا كان ذو القوة القدسية انما يتهيأ في الاتصال بعالم الملكوت للسماع من سبيل الباطن فقط من دون أن يبصر شبحا متمثلا ويعاين صورة متشجحة فهو المحدث بالفتح على صيغة المفعول، وهو الامام والحجة، وأما غيره فلا يكون محدثا على الحقيقة بل انما على سبيل التجوز والتوسع من باب المجاز فليعلم. قوله رحمه الله: فقال: هيه اعطانيها رسول الله صلى الله عليه وآله هيه مبنية على الكسر وأصلها " ايه " قلبت همزتها هاءا، ولقد تكررت في الحديث جدا على الاصل وعلى القلب، وهي كلمة الاستزادة اسما لفعل هو فعل الامر أي زدني من كذا، أو فعل آخر يدل على ابتغاء الزيادة وطلبها مثل ابتغى زيادة كذا وأريدها وأطلبها مثلا.
________________________________________
1) في " س ": الاستقسات (*).
________________________________________
[ 67 ]
[... ] - قال ابن الاثير في النهاية في حرف الهاء: في حديث أمية وأبي سفيان قال: يا صخر هيه فقلت: هيهأ، هيه بمعنى ايه فأبدل من الهمزة هاء، وايه اسم سمي به الفعل ومعناه الامر، تقول للرجل: ايه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، وان نونت استزدته من حديث غير معهود. لان التنوين للتنكير، فإذا سكته وكففته قلت: ايها بالنصب فالمعنى ان أمية قال له: زدني من حديثك، فقال أبو سفيان كف عن ذلك (1). وقال في باب الهمزة: فيه - أي الحديث - أنه عليه السلام أنشد شعر أمية بن أبي الصلت فقال عند كل بيت: ايه، هذه كلمة تراد بها الاستزادة وهي مبنية على الكسر فإذا وصلت نونت فقلت: ايه حدثنا، وإذا قلت ايها بالنصب فانما تأمره بالسكوت وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشئ. ومنه حديث ابن الزبير لما قيل له يابن ذات النطاقين فقال: ايها، أي صدقت ورضيت بذلك، ويروى ايه بالكسر أي زدني من هذه المنقبة (2). وفي أساس البلاغة: ايه حديثا استزاده وايها لا تحدث كف (3). والجوهري زاد على ذلك في الصحاح قال: ايه اسم سمي به الفعل تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: ايه بكسر الهاء، قال ابن السكيت: فان وصلت نونت فقلت: ايه حدثنا، إذا قلت ايه يا رجل فانما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما كأنك قلت هات الحديث، فان قلت ايه بالتنوين فانك قلت هات حديثا ما، لان التنوين تنكير، فإذا سكته وكففته قلت ايها عنا، وإذا أردت التبعيد قلت، أيها بفتح الهمزة بمعنى هيهات (4).
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 5 / 290 2) نهاية ابن الاثير: 1 / 87 3) أساس البلاغة: 26 ط دار صادر. 4) الصحاح: 6 / 2226 (*)
________________________________________
[ 68 ]
قال لامرته: قومي أجيفي الباب فقامت وأجافت الباب فرجعت وقد قبض رضي الله عنه. حكي عن الفضل بن شاذان انه قال: ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي. 39 - أبو صالح خلف بن حماد الكشي قال: حدثني الحسن بن طلحة المروزي يرفعه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تزوج سلمان أمرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة، فقال سلمان ان في بيتكم هذا لمريضا أوقد تحولت الكعبة فيه فقيل: المرأة أرادت أن تستر على نفسها فيه. قال: فما هذه الجارية ؟ قالوا كان لها شئ فأرادت أن تخدم. قال اني سمعت رسو ل الله صلى الله عليه وآله يقول: أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أولم يزوجها - قوله رضى الله عنه: أجيفي الباب من الا جافة قال في الصحاح: أجفت الباب أي رددته (1). وأصل الاجافة الايصال إلى الجوف يقال: جافه الطعن والداء إذا وصل إلى جوفه وأجافه الطاعن أوصله إلى الجوف وطعنة جائفة. قوله عليه السلام: فقال سلمان: ان في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة أي في بيتكم مريض قد تخوفتم عليه فعطيتم على الباب بهذه العباءة خوفا من وصول الهواء إليه، أو تحولت الكعبة من مكانها إلى موضع بيتكم فالبستموه لباس الكعبة. و " العباية " بفتح العين كساء واسع مخطط. والعباءة بالمد والهمزة لغة فيها، والجمع عباء بالفتح قاله في المغرب.
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1339 (*)
________________________________________
[ 69 ]
من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره، فان أقرضه الثانية كان برأس المال وآدى الحق إلى صاحبه أن يأتيه به في بيته أوفي رحله فيقول ها وخذه. 40 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن يزداذ الرازي، عن محمد بن - قوله صلى الله عليه وآله: وآدى الحق إلى صاحبه أن يأتيه به في بيته آدي بالمد على صيغة أفعل التفضيل من الاداء، والضمير في يأتيه وبيته ورحله لصاحب الحق وفي " به " للحق، وهاء مبنيا على الفتح: اما صوت يفهم منه خذ، واما من أسماء الافعال للواحد المذكر، وهاويا للمثنى، وهاؤم للجمع. والمعني: أوثق الناس في الامانة وآداهم للحق إلى أهله من يأتي صاحب الحق بحقه في بيته أو في رحله فيقول له: خذ حقك الذي أتيتك به. خذه على التأكيد أوخذ استوف مني حقك، على اجتماع عاملين متوجهين نحو معمول واحد، واعمال الاول منهما على مذهب الكوفيين، والثاني طريقة البصريين، كما في قوله سبحانه " هاؤم اقرؤا كتابيه (1) " ونظيره " آتوني أفرغ عليه قطرا " (2). واما اسقاط المد والهمزة من هاء وجعل الكلام ها خذه على كلمة التنبيه و الاحضار، فحسبان واه، اذهاء التنبيهية مسلكها تنبيه الطالب على حضور مطلوبة و مبتغاه. والحديث الكريم مغزاه: أن المرء انما يكون للحق آدى إذا أتى به صاحبه فأداه إليه من غير طلب منه فليعرف. قوله رحمه الله تعالى: محمد بن يزداذ بالياء المثناة من تحت والزاء قبل الدال المهملة والذال المعجمة بعد الالف،
________________________________________
1) سورة الحاقة: 19 2) سورة الكهف: 96 (*)
________________________________________
[ 70 ]
على الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ذكرت التقية يوما عند علي عليه السلام فقال: أن لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله وقد آخا رسول الله بينهما، فما ظنك بسائر الخلق. 41 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن ابراهيم بن أبي يحى، عن أبي عبد الله عليه السلام الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفائه الله على رسوله فهو في صدقتها، يعني صدقة فاطمة عليها السلام. - ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام (1). قال أبو عمرو الكشي: قال ابن مسعود: لا بأس به (2). قوله رحمه الله: ابنا نصير الطريق صحيح عالي الاسناد في الطبقة الاولى وابراهيم بن أبي يحيى الصواب فيه ابراهيم بن أبي البلاد يحيى. وكأنه ايهام من النساخ. قوله عليه السلام: الميثب هو من الحوائط التي هي من أوقاف سيدة النساء عليها السلام وهي سبعة وقفتها صلوات الله عليها وأوصت بها، وهذا معنى قوله عليه السلام فهو في صدقتها يعني صدقة فاطمة عليها السلام. روى ذلك أبو جعفر الكليني في الكافي وأبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه (3). و " المئثب " بكسر الميم والهمزة قبل الثاء المثلثة والباء الموحدة أخيرا، والميم فيه زائدة لامن جوهر الكلمة، ويروي الميثب بالياء المثناة من تحت مكان الهمزة.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 436 وفيه بالدال المهملة أخيرا أيضا. 2) رجال الكشي: 530 ط جامعة مشهد و 446 ط النجف الاشرف. 3) الفقيه: 4 / 180 وفروع الكافي: 7 / 47 (*).
________________________________________
[ 71 ]
42 - نصربن الصباح وهو غال، قا ل حدثني اسحاق بن محمد البصري وهو متهم، قال حدثنا أحمد بن هلال، عن علي بن أسباط، عن العلاء عن محمد بن حكيم قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدي، ان سلمان منا أهل البيت، انه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الا حاديث، وجدتم كتابا رقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الاحاديث التي اتبعت عليكم. قال في القاموس في أ - ب: المئثب: كمنبر المشمل والارض السهلة والجدول وما ارتفع من الارض، والماثب جمعه وموضع أو جبل كان فيه صدقاته صلى الله عليه وآله (1). وقال في و - ب: الميثب بكسر الميم الارض السهلة وما ارتفع من الارض وماء لعبادة وماء لعقيل ومال بالمدينة أحدى صدقاته صلى الله عليه وآله وموضع بمكة عند غدير خم والجدول، وموثب كمجلس ومقعد موضع (2). وقال الصدوق رضوان الله تعالى عليه في الفقيه: روي أن هذه الحوائط كانت وقفا، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأخذ منها ما ينفق على أضيافه ومن يمر به، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام فيها فشهد على عليه السلام أنها وقف عليها. المسموع من ذكر أحد الحوائط الميثب، ولكني سمعت السيد أبا عبد الله محمد بن الحسن الموسوي أدام الله توفيقه يذكر أنها تعرف بالميثم (3). قوله رحمه الله: اسحاق بن محمد البصري وهو متهم بضم الميم وفتح المثاة من فوق المشددة، كما يرد في الكتاب كذلك، ومنهم بالنون تصحيف.
________________________________________
1) القاموس: 1 / 36 2) القاموس: 1 / 136 3) من لا يحضره الفقيه: 4 / 181 (*)
________________________________________
[ 72 ]
43 - آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال حدثنا علي بن الحسين الدقاق النيسابوري، قال أخبرنا محمد بن عبد الحميد العطار، قال حدثنا ابن أبي عمير، قال حدثنا ابراهيم بن عبد الحميد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر سلمان على الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا يا أبا عبد الله هذا الشاب قد صرع فو جئت وقرأت في أذنه ! قال: فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه فقال: يا أبا عبد الله ليس منه شئ مما يقول هؤلاء، لكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرازب فذكرت قول الله تعالى " ولهم مقامع من حديد " قال: فدخلت في قلب سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا، فلم يزل معه حتى مرض الشاب، فجائه سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت. فقال: يا ملك الموت ارفق بأخي، فقال: يا أبا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق. 44 - نصر بن صباح البلخي أبو القاسم، قال حدثني اسحاق بن محمد البصري قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن منصور، قال قلت للصادق عليه السلام: أكان سلمان محدثا ؟ قال: نعم. قلت: من يحدثه ؟ قال: ملك كريم. قلت: فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو ؟ قال: أقبل على شأنك. - قوله عليه السلام: وهم يضربون بالمرازب جمع المرزبة بكسر الميم وفتح الزاء وتخفيف الموحدة على اسم الاله، ومنهم من شددها. وقال ابن الاثير: المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحدادين، ومنه حديث الملك " وبيده مرزبة " ويقالها الارزبة أيضا بالهمزة والتشديد (1). وكذلك في الصحاح: الارزبة التي يكسر بها المدر، فان قلتها بالميم خففت قلت المرزبة (2).
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 2 / 219 2) الصحاح: 1 / 135 (*)
________________________________________
[ 73 ]
45 - علي بن الحسن، قال حدثني محمد بن اسماعيل بن مهران، قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم الصواف، قال حدثنا يوسف بن يعقوب، عن النهاش بن فهم، عن عمرو بن عثمان قال دخل سلمان على رجل من أخوانه فوجده في السياق، فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبنا ! قال: فقال الاخر يا أبا عبد الله ان ملك الموت يقرئك السلام وهو يقول: ألا وعزة هذا البناء ليس الينا شئ. 46 - أبو عبد الله جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي، قال حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال حدثنا علي بن مجاهد، عن عمرو بن أبي قيس، عن عبد الاعلي، عن أبيه، عن المسيب بن نجبة الفزاري، قال: لما أتانا سلمان الفارسي قادما، وفي المغرب: المرزبة الميتدة، وعن الكسائي تشديد الباء. وفي القاموس: الارزبة والمرزبة مشددتان أو الاولى فقط عصية من حديد (1). قوله رحمه الله: وهو يقول ألا وعزة هذا البناء ليس الينا شئ ألا بالفتح والتخفيف كلمة استفتاح وتزيين الكلام: اما لتنبيه المخاطب، أو لتوجيه الخطاب نحوه، أو لتفهيمه سر الامر ومغزاه، واما للتحقيق والتأكيد والتسجيل على الامر، واما للحث والتخصيص والتحريص على الطلب، وقد تورد للتوبيخ والانكار وتكون أيضا للاستفهام على النفي، وقد وردت في التنزيل الكريم علي وجوه الاستعمالات جمعيا. والواو للقسم وعزة هذا البناء مقسم بها. والمعنى بهذا البناء بناء هيكل بدن العالم الصغير الذي هو الانسان، أو بناء هيكل بدن الانسان الكبير وهو العالم الاكبر بجملة نظام الوجود من البدو إلى الساقة. والمعنى: ليس لنا من الامر الينا شئ، بل الامر كله بيد الله وانما نحن عباد مأمورون مطيعون
________________________________________
1) القاموس: 1 / 73 (*)
________________________________________
[ 74 ]
تلقيته فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فقال: ما تسمعون هذه ؟ قالوا كربلاء فقال: هذه مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دمائهم، قتل بها خير الاولين ويقتل بها خير الاخرين، ثم سار حتى انتهى إلى حروراء، فقال: ما تسمون هذه الارض ؟ قالوا: حروراء. فقال: حروراء خرج بها - قوله رحمه الله: تلقيته فيمن تلقاه على التفعل من اللقاء، أي استقبلته في جملة من استقبله، ومنه النهي عن تلقي الركبان في كتاب المتاجر. قوله رضى الله تعالى عنه: وهذا مناخ ركابهم. بضم الميم على اسم المكان من باب الافعال فانه يكون على هيئة اسم المفعول، وركابهم بكسر الراء وهو اسم لجنس الابل. قال في القاموس: المناخ بالضم مبرك الابل وقال: الركاب ككتاب الابل واحدتها راحلة (1). قوله رحمه الله: وهذا مهراق دمائهم بضم الميم وفتح الهاء على مفعل، بالفتح أيضا اسم المكان من هراق الماء يهريقه، بفتح الهاء فيهما هراقة بالكسر، بمعني أراقه يريقه اراقة صبه، والهاء بدل من الهمزة وصارت بلزومها كأنها من نفس الحرف، فلذلك ربما يبنى منه أهراق بفتح الهمزة يهريق بتسكين الهاء فيهما أهرياقا على الجمع بين البدل والمبدل. وبسط القول فيه في المعلقات على الفقيه وعكلى الاستبصار. قوله رضى الله تعكالى عنه: قتل بها خير الاولين كأنه عني به هابيل وخير الاخرين هو أبو عبد الله الحسين عليه السلام. قوله رحمه الله: إلى حرورا هي بأهمال الهاء المفتوحة وضم الراء قبل الواو وبالقصر وبالمد قرية الخوارج
________________________________________
1) القاموس: 1 / 272 و 75 (*)
________________________________________
[ 75 ]
شر الاولين ويخرج بها شر الاخرين، ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر الكوفة الاول، فقال: ما تسمون هذه ؟ قالوا: بانقيا، ثم سار حتى انتهى إلى الكوفة قال: هذه الكوفة ؟ قالوا: نعم. قال: قبة الاسلام. 47 - محمد بن مسعود، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أشكيب، قال أخبرني الحسن بن خرزاذ القمي، قال أخبرنا محمد بن حماد الساسي، عن صالح بن فرج، عن زيد بن المعدل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب سلمان - لعنهم الله. قال ابن الاثير في النهاية: الحرورية طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء وحرورا بالمد والقصر، هو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي كرم الله وجهه (1). وفي القاموس: حروراء كجلولاء، وقد تقصر قرية بالكوفة وهو حروري (2). قوله رضى الله تعالى عنه: خرج بها شر الاولين شر الاولين هو عاقر ناقة صالح وشر الاخرين قاتل أمير المؤمنين عليه السلام عبد الرحمان ابن ملجم المراد ي ضاعف الله عليه العذاب واللعنة، والحديث بذلك عنه صلى الله عليه وآله مشهور متواتر عند العامة والخاصة. قوله رحمه الله: حتى انتهى إلى بانقيا بالموحدة قبل الالف والنون المكسورة بعدها قبل القاف الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الالف. قال في القاموس: نقيا - بالكسر - قرية بالانبار منها يحيى بن معين وبانقيا قرية بالكوفة (3).
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 1 / 366 2) القاموس: 2 / 8 3) القاموس: 4 / 397 (*)
________________________________________
[ 76 ]
فقال الحمدلله الذى هداني لدينه بعد جحودي له: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا أو أثبت لها رزقا، حتى ألقى الله عزوجل في قلبي حب تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا متاع يجهزني - (خطبة سلمان رضى الله تعالى عنه المحتوية على الغوامض والاسرار) قوله رضى الله تعالى عنه: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا أو أثبت لها رزقا ذكت النار والشمس تذكو اتقدت وأضاءت وذكيتها تذكية، وذكاء اسم للشمس، وابن ذكاء للصبح، وذلك أن يتصور الصبح تارة ابن للشمس، وتارة حاجبا لها فيقال: حاجب الشمس، ومن هناك يعبر عن سرعة الادراك وحدة الفهم بالذكاء، وعلى ذلك قولهم فلان شعله ناروذكيت الشاة ذبحتها. وحقيقة التذكية اخراج الحرارة الغريزية، لكن خصت في الشرع بابطال الحياة واذهاقها على وجه دون وجه. والاهلال أصله رفع الصوت عند رؤية الهلال، ثم استعمل لكل صوت، وبذلك شبه اهلال الصبي واستهلاله وقوله عز من قائل " وما أهل لغير الله به (1) " يعني ما ذكر عليه غير اسم الله، وهو ما كان يذبح لا جل الاصنام، وقيل: الاهلال والتهلل أن يقول: لا اله الا الله. ومن هذه الجملة ركبت هذه اللفظة، كما قولهم التبسمل والبسملة والتحولق والحولقة والتجعفل والجعفلة، بناء تركيبيا من قول الرجل " بسم الله الرحمن الرحيم " و " لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " و " جعلت فداك ". ومنه الا هلال بالحج، وتهلل السحاب برقه أي تلالا تشبيها له في ذلك بالهلال. والمعنى: كنت أهل للنار بما يكون للنيران من القرابين نصيبا، وأثبت وأحصل من ديوان السلطان من الارتزاق لبيوت النار طسقا ورزقا.
________________________________________
1) سورة المائدة: 3 وسورة النحل: 115 (*)
________________________________________
[ 77 ]
ولا مال يقويني، وكان من شأني ما قد كان، حتى أتيت محمدا صلى الله عليه وآله فعرفت من العرفان ماكنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذني به من النار فبنت من الدنيا على المعرفة التي دخلت عليها في الاسلام. الا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوا عني قد أتيت العلم كبيرا ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون وقالت طائفة أخرى، اللهم اغفر لقاتل سلمان. قوله رضى الله تعالى عنه: فبنت من الدنيا بكسر الموحدة واسكان النون من بان عن الشئ يبين بينا وبينونة وبينونا: انفصل عنه وانقطع وانقلع، والبين أيضا الوصل فهو من الاضداد، والبون: الفضل والمزية: يقال بانه يبينه وبيونه وباينه فاضله وفضل عليه، ومنها وبينها بون بعيد. قال في الصحاح: والواو أفصح فأما في البعد فيقال: ان بينهما لبينا لا غير (1) قوله رضى الله تعالى عنه: على المعرفة التى دخلت عليها على بيانيه أو نهجية، أي بينونتي من الدنيا كانت على المعرفة التي كان دخولي في الاسلام عليها. قوله رضى الله تعالى عنه: قد أتيت العلم كبيرا على صيغة المعلوم من أتاه يأتيه اتيانا، بمعنى جاءه وحضره، و " كبيرا " منصوب على الحال، أي أتيته على الكبر، أو على ما لم يسم فاعله منه، و " العلم " منصوب على أنه منزوع الخافض، أي أتيت بالعلم على الكبر. ويروى (2) أتيت العلم كثيرا على المجهول من الايتاء بمعنى الاعطاء، اي قد اعطيت علما كثيرا.
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 2082 2) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد (*)
________________________________________
[ 78 ]
ألا أن لكم منايا تتبعها بلايا، فان عند علي عليه السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله أنت وصيتي وخلفيتي في أهلي بمنزلة هارون من موسي، ولكنكم أصبتم سنة الاولى وأخطأتم سبيلكم، - قوله رضى الله تعالى عنه: علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب المنايا الاجال جمع المنية، وهي الاجل المقدر للحيوان، من مناه يمنيه بمعنى قدره، ومنى له الماني أي قدر، فالمنية سميت منية لانها مقدرة لكل، ومن هناك سمي بها الموت. وعلم الوصايا المراد به علم الشرايع. وفصل الخطاب هو الفارق بين الحق والباطل على الفصل والقطع. قوله رضى الله تعالى عنه: سنة الاولى على اسم الاشارة، واصابة الشئ ادراكه ونيله، والخطأ العدول عن الجهة، وكل من عدل عن سمت شئ ولم يصبه فقد أخطأه، قالوا: وجملة الامر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال: أخطأ، وان وقع منه كما أراده يقال أصاب، ويقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد ارادة لا تجمل يقال: أخطأ، ولهذا يقال: أصاب الخطأ وأخطأ الصواب وأصاب الصواب وأخطأ الخطاء. و " أصبتم سنة الاولى " أي أصبتم طريقة أولئك الاقوام من بني اسرائيل الذين ارتدوا عن السبيل من بعد موسى عليه السلام، وأخطأتم سبيلكم ورجعتم في دينكم القهقرى كما أنهم رجعوا وقد أنبأ عن ذلك التنزيل الكريم بقوله سبحانه " أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (1) " والسنة المتواترة الصحيحة الثابتة عند العامة والخاصة من طرق متشعبة على متون متلونة. من ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وصحيحي النسائي والترمذي وفي
________________________________________
1) آل عمران: 144 (*)
________________________________________
[ 79 ]
والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني اسرائيل القذة بالقذة. سائر أصولهم وصحاحهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انما الناس كالابل الماية لا تكاد تجد فيها راحلة، وانكم لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن (1). وفي رواية تكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله ان أدركت ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع الامير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك (2). قوله رضى الله تعالى عنه: لتركبن طبقا عن طبق سنة بنى اسرائيل اقتباس من التنزيل الكريم (3) " لتركبن " هنا بضم الموحدة لا غير على خطاب القوم. فاما بالتنزيل فقد قرأ بالضم على خطاب الجنس، وبالفتح على خطاب الانسان في يا أيها الانسان، وبالكسر على خطاب النفس، وقرأ بالياء للغيبة مكان تاء الخطاب على فتح الباء على لا يركبن الانسان. و " طبقا " في التنزيل متعين النصب على المفعول، فاما هنا فيحتمل أن يكون منصوبا على المفعولية فيكون نصب سنة بني اسرائيل على البدل عنه، أو على نزع الخافض. أي على سنة بني اسرائيل وحذو طريقتهم، ويحتمل الحال من ضمير خطاب الجمع فتنصب سنة بني اسرائيل على المفعول، أي لتركبنها طبقا عن طبق. و " الطبق " ما طابق غيره يقال: ما هذا بطبق لذا أي ليس يطابقه، ومنه قيل للغطاء: الطبق، والطباق الثرى ما تطابق منه، ثم قيل للحال المطابقة لحال أخري في الشدة
________________________________________
1) صحيح مسلم: 4 / 2054 وكتاب الطرائف: 380 2) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1476 كتاب الامارة ح 52 3) سورة الانشقاق: 19 (*)
________________________________________
[ 80 ]
أما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فابشروا -، والصعوبة، أو في الكيفية والصفة، أو في المنزلة والمرتبة طبق، أو هو جمع طبقة وهي المرتبة من مراتب الشئ، يقال: الناس على طبقات أي على منازل ودرجارت بعضها أرفع من بعض. ومحل " عن طبق " النصب على أنه صفة لطبقا أي طبقا مجاوز الطبق، أوحال من ضمير الجمع في لتركبن طبقا. أي مجاوزين لطبق. فالمعني: لتركبن طبقا عن طبق أي منزلة بعد منزلة، أو حالا بعد حال في الحيص والحيود عن سواء السبيل، أو أحوالا مختلفة هي طبقات ومراتب في الزيغ والعدول عن سبيل الحق، وأن ذلك الا سنة بني اسرائيل من قبل، أو لتر كبن سنة بني اسرائيل في الزيغ والحيود طبقا عن طبق أي منزلة بعد منزلة ومرتبة بعد مرتبة، أو طرقا متباينة وطبقات شتى هي مراتب مترتبة وأحوال مختلفة تحذونها حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. وقد استفاضت رواية الحديث على هذا الطريق في أصول العامة والخاصة (1). و " القذة " بضم القاف واعجام الذال المشددة احدى رياش السهم والجمع قذذ قال في الاساس: قذ الريش حذف أطرافه، ومنه القذة الريشة المقذوذة يقال: حذو القذة بالقذة، وألزق القذذ بالسهم ورجل مقذوذ الشعر مقصص حوالي قصاصه كله (2). قوله رضى الله تعالى عنه: اما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم أما بالفتح والتخفيف كلمة تنبيه وتحقيق وتأكيد وتسجيل، ولو وليتموها أي
________________________________________
1) رواه في الكشاف: 1 / 616، ورواه أيضا العلامة المجلسي في البحار عن صحيح الترمذي: 28 / 30 وأيضا السيد ابن طاوس في الطرائف، 380 2) أساس البلاغة: 497 (*)
________________________________________
[ 81 ]
بالبلاء واقنطوا من الرجاء ونابذتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم - الخلافة، أو الامة أي ولو جعلتم عليا متولى الخلافة وواليها وولي الامة ومالك أمرها. و " لاكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم " اقتباس من القرآن الكريم، أي لاتسعت عليكم الارزاق الجسمانية من رزق البدن الهيولاني والارزاق الروحانية من رزق النفس العاقلة المجردة، واتصلت أسبابها (1) السماوية والارضية من السماء والارض على النصاب الكامل والسنة العادلة. وقد روت العامة الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله في أصولهم من طرق كثيرة في المشكاة ومسند أحمد بن حنبل وغيرهما أنه صلى الله عليه وآله قال: ان تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم. قوله رضى الله تعالى عنه: ونابذتكم على سواء اقتباس من قوله تعالى " فانبذ إليهم على سواء (2) وهو القاء الشئ وطرحه لقلة اعتداد به. قال ابن الاثير في النهاية: وفي حديث سلمان وان أبيتم نابذناكم على سواء. أي كاشفنا كم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم في المنابذة منا ومنكم بأن تظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به اخبارا مكشوفا، والنبذ يكون بالفعل والقول في الاجسام والمعاني ومنه نبذ العهد إذا نقضه وألقاه إلى من كان بينه وبينه (3). وفي الكشاف: وقيل على استواء في العداوة، والجار والمجرور في موضع الحال كأنه قيل: فانبذ إليهم ثابتا على طريق قصد سوي، أو حاصلين على استواء في العلم، أو العداوة على أنها حال من النابذ والمنبوذ إليه معا (4).
________________________________________
1) في " س ": أسباب. 2) سورة الانفال: 58 3) نهاية ابن الاثير: 5 / 7 4) الكشاف: 2 / 165 (*)
________________________________________
[ 82 ]
من الولاء. أما والله لوأني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لو ضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت به قدما قدما. ألا اني أحدثكم بما تعلمون ومالا تعلمون فخذوها من سنة السبعين بما فيها. ألا ان لبني أمية في بني هاشم نطحات. ألا ان بني أمية كالناقة الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجلها وتمنع درها. ألا انه حق على الله أن يذل باديها وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء وخسف ومسخ وسوء الخلق حتى أن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى صلاة - قوله رضى الله تعالى عنه: فيما بيني وبينكم من الولاء بفتح الواو بمعنى المحبة والوداد، لا بكسرها بمعنى الولاية والسطنة. قوله رضى الله تعالى عنه: نطحات بالنون وفتح الطاء والحاء المهملتين من تناطع الكباش وانتطاحها. قوله رضى الله تعالى عنه: كالناقة الضروس الضرس كالضرب العض الشديد بالاضراس، والضروس بفتح الضاد وضم الراء على فعول الناقة السيئة الخلق تعض حالبها بفيها. وفي بعض النسخ " بنيبها " بكسر النون جمع الناب من الاسنان كالانياب والانيب، وهي الاسنان التي تلي الرباعيات. قوله رضى الله تعالى عنه: الا انه حق على الله بالفتح والتخفيف على كلمة التنبيه والتحقيق. " أن يذل ناديها " بالنون وهو مجلس القوم ومجتمعهم ماداموا مجتمعين فيه، أو بالباء الموحدة أي يذل أعزتهم من البد وبمعنى الظهور، وتعنى به الغلبة والعزة، كما في قوله سبحانه " فأصبحوا " ظاهرين " (1).
________________________________________
1) سورة الصف: 14 (*)
________________________________________
[ 83 ]
فيمسخه الله قردا. ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا وكلب، والله لو لا ما: لا ريتكم مصارعهم ألا وهو البيداء ثم يجئ ما تعرفون. قوله رضى الله تعالى عنه: فئتان تلتقيان بتهامة قال ابن الاثير في النهاية: ذات عرق أول تهامة إلى البحر وجدة وقيل: تهامة مابين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة وما وراء ذلك من المغرب فهو غور والمدينة لا تهامية ولا نجدية فانها فوق الغور ودون نجد (1). قوله رضى الله تعالى عنه لو لا ما لا ريتكم " لو لا ما " من باب الاختصار والحذف في الكلام ليذهب الوهم فيه كل مذهب تنبيها على نبالة الامر وجلالته. والمعني: لولا ما أعلمه أو لو لا ما ورد في النهي عن افشاء سر الربوبية على أشد ! لتغليظ والتحذير، أو لو لا ما أنكم لا تستطعيون حمل الاسرار وأسبال الاستار لاريتكم مصارعهم. والاختصار باب شايع عند العرب، ومنه قوله ليس بالذي لابعد له، وربما يقال ليس لابعد له أصله ليس بعده غاية في الجودة أو الردائه، فاختصر فقيل ليس بعده، ثم ادخل عليه لا النافية للجنس واستعمل استعمال الاسم المتمكن، وكذلك قولهم في مقام المدح أو مقام الذم " أنه وانه " أي انه عالم وانه كريم وانه أمين وانه عفيف مثلا، أو أنه جاهل وأنه لئيم وأنه خائن وأنه فاجر. ومن هذا الباب وهذا دليل على أنه، وهذا اختصار دون الاختصار في قولهم أجنك فان ذا اختصار حذف وذاك اختصار بناء كبناء البلكفة والتبلكف من قولهم بلا كيف كما قال في الكشاف، وكذلك بناء البابأة للصبي مثلا من قولك له بأبي أنت وأمي.
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 1 / 201 (*)
________________________________________
[ 84 ]
فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع: فعليكم بآل محمد فانم القادة إلى الجنة - قوله رضى الله تعالى عنه: الفتن كقطع الليل المظلم قد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله في أخباره عليه السلام عن الفتن بعده، يروى بكسر القاف واسكان الطاء على المفرد وفتح الطاء على الجمع. قال ابن الاثير في النهاية: قطع الليل طائفة منه وقطعة وجمع القطعة قطع، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها (1). وقد ورد في تفسيرها قوله سبحانه " واتقوا فتنة لا تصيبن الذى ظلموا منكم خاصة (2) " وأن المراد بها فتنة الامامة والخلافة بعده صلى الله عليه وآله. وروى ذلك صاحب الاستعياب يوسف بن عبد البر عن عبد الله بن مسعود عنه عليه السلام. وأخرجنا في شرح التقدمة. قوله رضى الله تعالى عنه، يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع الموضع بضم الميم وكسر الضاد على اسم الفاعل من باب الافعال يقال: وضع البعير وغيره أي أسرع في سيرة وأو ضعه راكبه. قال ابن الاثير في النهاية: في حديث الحج وأوضع في وادي محسر، وضع البعير يضع وضعا وأوضع راكبه ايضاعا إذا حمله على سرعة السير، وأوضعت بالراكب أي حملته على أن يوضع مركوبه، ومنه حديث حذيفة بن أسيد شر الناس في الفتنة الراكب الموضع أي المسرع فيها، وقد تكرر في الحديث (3). والمصقع بكسر الميم وفتح القاف على البناء للمبالغة.
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 4 / 83 2) سورة الانفال: 25 3) نهاية ابن الاثير: 5 / 196 (*)
________________________________________
[ 85 ]
والدعاة إليها إلى يوم القيامة، وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاة مع - قال في النهاية: في حديث حذيفة بن أسيد " شر الناس في الفتنة الخطيب المصقع " أي البليغ الماهر في خطبته الداعي إلى الفتن الذي يحرض الناس عليها، وهو مفعل من الصقع رفع الصوت ومتابعته، ومفعل من أبنية المبالغة (1). والرأس المتبوع على صيغة المفعول من التباعة، أي كبير القوم الذي يتبعه قوم وهو يدعوهم إلى الفتنة. قوله رضى الله تعالى عنه: فانهم القادة إلى الجنة والدعاة إليها إلى يوم القيامة وقد صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله بطرق متكثرة عند فرق المسلمين كلهم اتفاقا (2)، وفي صحاح العامة وأصولهم جميعا أن رسول الله قام خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، فاني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أذكر كم الله في أهل بيتي أذكر كم الله في أهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتي (3). وحديث الاثنى عشر خليفة إلى أن تقوم الساعة متكثر الطريق متنا مستفيض الاسناد سندا في أصولهم الصحاح (4). ومن طرقه متنا وسندا في الصحيحين وغيرهما عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 3 / 42 2) وقد أوردنا مصادر حديث الثقلين عن العامة في كتاب الطرائف: 114 - 122 3) رواه مسلم في صحيحه: 4 / 1873 وكذا أحمد في مسنده: 4 / 366 والبحار: 23 / 107 والسيد ابن طاوس بطرق متكثرة في الطرائف: 114. 4) وكذا أوردنا مصادره عن العامة في كتاب الطرائف: 168 (*)
________________________________________
[ 86 ]
نبينا، فما بال القوم أحسد قد حسد قابيل هابيل، أو كفر فقد ارتد قوم موسى عن الاسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل - قريش (1). وفي رواية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال الاسلام عزيزا إلى أثني عشر خليفة كلهم من قريش (2). وفي رواية: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنى عشر رجلا كلهم من قريش، وعن عبد الله بن عمر عنه عليه السلام مثله (3). قوله رضى الله تعالى عنه: فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا بالولاء بكسر الواو و " مع نبينا " في حيز الحال من الضمير المجرور والعائد إلى علي عليه السلام، أو من ضمير المتلكم مع الغير في سلمنا أي حين كان عليه السلام مع نبينا، أو حين كنا مع نبينا عليه السلام. وذلك أي النبي صلى الله عليه وآله نصب عليا عليه السلام يوم الغدير للامامة والخلافة بعد وقال: ألست أولى منكم بأنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله: قال: ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت نبيه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار. ثم قال لا صحابه: سلموا على على عليه السلام بامرة السملمين فسلموا عليه بالولاية والامارة، وفي المسلمين عليه بذلك أبو بكر وعمر وقال له عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن أصحبت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (4). وفي المشكاة عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل
________________________________________
1) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1453 وأحمد في مسنده 5 / 90 2) ذيل احقاق الحق عن الجمع بين الصحاح الستة: 7 / 478 والطرائف عنه: 171 3) رواه البخاري في صحيحه: 9 / 81 ط أميريه وأحمد في مسنده: 5 / 92 4) رواه ابن المغازلى في المناقب، 19 والسيد ابن طاوس بطرق كثيرة في الطرائف: 147 (*)
________________________________________
[ 87 ]
هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم، ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وأمر هذه الامة كأمر بني أسرائيل. - بغدير خم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى قال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا: بلى فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ولقية عمر بعد ذلك فقال له: هينئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1). قال ابن الاثير في النهاية وفي جامع الاصول: كل من ولى أمر أو أقام به فهو مولاه ووليه، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق، والولاية بالكسر في الامر والولاء في العتق، والموالاة من والى القوم. ومنه الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه، قال الشافعي: يعني بذلك ولاة الاسلام لقوله تعالى " ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لامولى لهم " وقول عمر لعلي أصبحت مولى كل مؤمن أي ولي كل مؤمن. وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلي لست مولاي انما مولاي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام: كنت مولاه فعلي مولاه، ومنه الحديث أيما امرأة نكحت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل، وفي رواية متولى أمرها انتهى كلام ابن الاثير (2). وفي بعض النسخ فسمعنا مكان فسلما وذلك تصحيف من تحريف النساخ. قوله رضى الله تعالى عنه: ثم بعثهم الله ضمير الجمع لبني اسرائيل المبعوثين بعد ذلك أنبياء مرسلين وغير مرسلين. وقوله " وأمر هذه الامة كأمر بني اسرائيل " قد تواتر به الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله من طرق العامة ومن طرق الخاصة اتفاقا.
________________________________________
1) مشكاة المصابيح: 557 2) نهاية ابن الاثير: 5 / 228 - 229 (*)
________________________________________
[ 88 ]
فأين يذهب بكم ما أنا وفلان وفلان ويحكم والله ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون أم نسيتم أم تتناسون ! انزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة - قال: " فأين يذهب بكم " بضم الياء وفتح الهاء على ما لم يسم فاعله، لان المقصود الذهاب بهم في تيه الضلال لاتعيين الذاهب بهم، أو لظهور كون الفاعل هو الشيطان. وقوله " وفلان وفلان " اما المعنى بهما أبو بكر وعمر أو المراد كل من لم يكن ولي الامر من تلقاء الله ولا منصوصا عليه بذلك من قبل الله على لسان رسوله الكريم. قوله رضى الله تعالى عنه: ويحكم ويح كلمة ترحم ورحمة وويس كلمة استملاح ورأفة وويل كلمة عقوبة وعذاب وكذلك ويب في الاشهر. قال في القاموس: أصله " وي " فوصلت بحاء مرد وبلام مرة وبسين برة وبباء مرة، وكل منها يستعمل بالاضافة يقال مثلا ويح زيد بالرفع على الابتداء وبالنصب على اضمار فعل، ويستعمل باللام على الرفع أو على النصب يقال: ويح لزيد وويحا له. قال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلى الله عليه وآله قال لعمار: ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية. ويح وويب وويس ثلاثتها في معنى الترحم، وقيل: ويح رحمة لنازل به بلية وويس رأفة واستملاح، كقولك للصبي ويسه ما أملحه. وويب مثل ويح. وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة، وعن الفراء: ان الويل كلمة شتم ودعاء سوء وقد استعملتها العرب استعمال قاتله الله في موضع الاستعجاب، ثم استعظموها فكنوا عنها بويح وويب وويس كما كنوا عن قاتله الله بقولهم قاتعه الله وكاتعه، وكما كنوا عن جوعا له (1) بجوسا وجودا، وانتصابه بفعل مضمر كأنه قيل ترحم ابن سمية أي أترحمه ترحما.
________________________________________
1) وفى " ن " من جوعانه (*)
________________________________________
[ 89 ]
العينين من الرأس، والله لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة ويشد الناجي على الكافر بالنجاة، ألا اني أظهرت - سمية كانت أمة أبي حذيفة بن المغيرة المخذومي زوجها ياسر، وكان حليفة فولدت له عمارا فاعتقه أبو حذيفة (1). وقال ابن الاثير في النهاية في شرح حديثه عليه السلام لعما: ويح كلمة ترحم وتوجع تقال: لمن وقع في هلكة لا يستحقها وقد تقال: بمعنى المدح والتعجب، وهي منصوبة على المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف، يقال: ويح زيد وويحا له وويح له وذكر في الحديث ويس ابن سمية وقال: ويس كلمة تقال ترحم وترفق به بمعنى ويح وحكمها حكمها (2). ونقل الجوهري في الصحاح: أنه قد يرد ويح بمعنى ويل (3). وكأن ذلك هو المراد ها هنا على الاظهر. قوله رضى الله تعالى عنه: لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولقد صح الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله بهذه الالفاظ وما يجري مجراها عند الخاصة وعند العامة أيضا في صحيحهم وسائر صحاحهم ومستدركهم وجامع أصولهم ومصابيحهم ومكشاتهم وغيرها (4). قوله رضى الله تعالى عنه: ألا انى بالفتح على كلمة التنبيه. " وأسلمت بنبيي " بالباء على تضمين الايمان. والمعنى: آمنت بربي وأسلمت له مؤمنا بنبي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم بأمر الله
________________________________________
1) الفائق: 4 / 85 - 86 2) نهاية ابن الاثير: 5 /) 235 3) الصحاح: 1 / 417 4) جامع الاصول: 10 / 428 أخرجه عن طرق مختلفة (*)
________________________________________
[ 90 ]
أمري وآمنت بربي وأسلمت بنبيي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم. بأبي أنت وأمي قتيل كوفان يا لهف نفسي لاطفال صغار، وبأبي صاحب الجفنة والخوان نكاح النساء الحسن بن علي، ألا ان نبي الله نحله البأس والحياء، وقوله " بأبي أنت وأمي قتيل كوفان " تبيين وتعيين لمولاي ومولي كل مسلم بأنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. والمعني: فديتك بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان. قوله رضى الله تعالى عنه: بأبي صاحب الجفنة والخوان أي فديت بأبي صاحب الجفنة. قال في الصحاح: الجفنة كالقصعة والجمع الجفان والجفنات بالتحريك، لان ثاني فعلة يحرك في الجمع إذا كان اسما، الا أن يكون ياءا أو واوا فانه يسكن حينئذ (1). و " الخوان " بكسر الخاء وفتح الواو: ما يؤكل عليه الطعام كالمائدة. في الصحاح: انه معرب، وجمع القلة أخونة، وجمع الكثرة خون (2). وفي القاموس: انه بالضم والكسر كغراب وكتاب (3). وهو من متفرداته " نكاح النساء " بالفتح والتشديد على صيغة المبالغة و " الا أن نبي الله " بالفتح على التنبيه. " وظلم من بين ولده " على ما لم يسم فاعله في حيز العطف على نحل، والضمير المجرور المضاف إليه في ولده للنبي صلى الله عليه وآله. " ويا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقتله " اقتحام في البين وويح كلمة الترحم
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 2092 2) الصحاح: 5 / 2110 3) القاموس: 4 / 220 (*)
________________________________________
[ 91 ]
ونحل الحسين المهابة والجود، يا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقلته وظلم من بين ولده وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد. - وتقدير الكلام ومساقه: ألا النبي عليه السلام نحل السحن بن علي عليهما السلام البأس والحياء، ونحل الحسين بن علي عليهما السلام المهابة والجود، وظلم الحسين عليه السلام واختص بأرفع درجات الشهادة وأعلى مقامات السعادة من بين ولده. ويا ويح من لم يعلم ذلك ولم يعرف أن اختصاصه عليه السلام من بين ولد رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه المنزلة التي هي قصوى المنازل وأقصى الغايات آية كونه المجتبى المنتصى المقدس المكرم من خلص أحياء الله وروقة محبوبية المظلومين في طريقه المذبوحين في سبيله. فمن احتقره عليه السلام لضعف أمره وشدة مظلوميته ومقهوريته واستضعفه لقلة خيله ورجله وقلة أنصاره وأعوانه، فهو مرحوم في درجة عرفانه وايمان مكفوف بصر بصيرته وايقانه مشدوه (1) بالظاهر الذي (2) هو ظل زائل بائد مشغول عن الباطن الذي هو نور سرمد ونعيم خالد. وفي هذا السياق ما قد قيل: المستحيل توسيط الحق مرحوم من وجه، فانه لم يطعم لذة البهجة به فسيتطعمها، انما معارفته مع اللذات المخدجة في حنون إليها غافل عما وراء ها وما مثله بالقياس إلى العارفين الامثل الصبيان بالقياس إلى المحنكين قوله رضى الله تعالى عنه: وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد يعني ظلم الحسين عليه السلام من ولد النبي صلى الله عليه وآله، وسفك دمه في سبيل الله، ولكن نور الحق في مشكاة العترة الطاهرة باق لا يطفأ إلى يوم القيامة، فكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد، والقائم بالامر من بعده الحسين عليه السلام محفوظا بحفظ الله معصوما باذن الله، والثقلانن اللذان هماتريكة رسول الله أعني القرآن والعترة الطاهر ة ناطقان
________________________________________
1) في " س " مشروه. 2) في " ن " الزائل (*).
________________________________________
[ 92 ]
- أيها الناس لا تكل أظفار كم عن عدوكم ولا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم، والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيد كم الا اشارة بحواجبكم، ثلاثة خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها. بأبى دافع الضيم شقاق بطون الحبالى وحمال الصبيان على الرماح ومغلي الرجال في القدور، أما أني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريح دمه بين الركن والمقام المذبوح كذبح الكبش. - بالحق القائمان بالامر إلى قيام الساعة. قوله رضى الله تعالى عنه: لا تكل أظفار كم عن عدوكم " لا " للنهي. و " تكل " بفتح حرف المضارعة، وهو من أحسن الكنايات في التحريض على معاداة الاعداء في الدين. " ولا تستغشوا صديقكم " على الاشتغال، أي لا تستغشوا صديقكم في الدين ولا تخوفوه في المخالة والمصادقة فيستحوذ الشيطان عليكم، أي يغلبكم ويستولي عليكم. قوله رضى الله تعالى عنه: ثلاثة خذوها بما فيها. يعنى بها عليا والحسن والحسين عليهم السلام، والا خذ بسنن سنتهم والسلوك في مسير سيرتهم. " وأرجوا رابعها وموافاها " أراد بالرابع السجاد زين العابدين عليه السلام، فان الثلاثة عليهم السلام موافوه وموازوه في ملمات المحن وصعوبات الفتن وشدائد المجاهدة في سبيل الله بما قد جري عليه عليه السلام من المصائب والنوائب يوم الطف وبعده، وان لم يقم هو بالجهاد من بعد، لفقدان الجنود والاعوان. وقوله " بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالي " يعني به قائم أهل البيت المهدي الحجة صاحب الزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه. " ومغلي الرجال " بالعين المعجمة في أكثر النسخ على صيغة الفاعل من باب
________________________________________
[ 93 ]
يا ويح لسبايا نساء من كوفان الواردون الثوبة المستغدون عشية وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية ستسير موجئا هاتفا يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه - الافعال، وبالقاف في نسخ على اسم الفاعل من باب التفعيل. " في القدور " جمع القدر بالكسر، وهو معروف. قوله رضى الله تعالى عنه: يا ويح لسبايا نساء من كوفان يعني بذلك حمل نساء أهل البيت مع سيد الساجدين على طريقة السباياى من كوفان إلى دمشق. الواردون الثوية بالثاء المثلثة على صيغة التصغير. قال ابن الاثير في النهاية: وفي الحديث ذكر الثوية بضم الثاء وفتح الواو (وتشديد الياء) موضع بالكوفة به قبر أبي موسى الاشعري والمغيرة بن شعبة (1). و " المستغدون عشية " باعجام العين واهمال الدال على الاستفعال من الغداء بفتح الغين المعجمة وبالمد، وهو ما يتغذى به في وقت الغداة والعشاء بفتح العين المهملة ما يتعشى به في وقت العشاء بكسر العين، أي الذين تغدو ا عشية فكان غداؤهم عشاءهم من شدة الداهية عليهم وصعوبة النازلة بهم. قوله رضى الله تعالى عنه: فتنة شرقية ستيسر بضم تاء المضارعة لتأنيث الفتنة التي هي الفاعل وتشديد الياء المثناة من تحت المكسورة بعد السين المهلمة من التسيير على التفعيل من السير. " موجئا " بضم الميم وفتح الجيم بعد الواو الساكنة على اسم المفعول من باب الافعال وبالتنوين نصبا على المفعول، أو بفتح الجيم المشددة بعد الواو المفتوحة على اسم المفعول من باب التفعيل والتنوين بالنصب على المفعولية، من وجي كرضي وجاءا، فهو وج ووجي، وهي وجياء وأو جيته أنا ايجاء ووجيته توجيه. قال صاحب الكشاف في أساس البلاغة،: وجي الماشي إذا حفي، وهو أن يرق القدم أو الفرس أو الحافر ويتشحج، وأصابه وجي، وفرس وج ودابة وجية
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 1 / 231 (*)
________________________________________
[ 94 ]
الله، وملحمة بين الناس إلى أن يصير ما ذبح على شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان - وانه ليتوجي في مشيته، ومن المجاز أو جيته عني أبعدته كأنك سيرته مسافة طويلة قد وجي فيها قال الشاعر: وكان أبي أوصى بكم أن أضمكم * إلى وأوجي عنكم كل ظالم (1) وفي القاموس: الوجاء الحفاء أو أشد منه، وجي كرضي وجاءا فهو وج ووجي وهي وجياء وتوجي وأو جيته (2). وفي الصحاح: وجي الفرس بالكسر وهو أن يجد وجعا في حافرة وأوجيته أنا (3). أو بكسر الجيم والهمزة الاصلية المنونة بالنصب للمفعولية على اسم الفاعل من باب الافعال من الوجأة على همزة الدخول والاصابة لا همزة التعدية، والمراد الموجوع من شدة الوجا. قال في المغرب: الوجاء الضرب باليد، أو بالسكين يقال وجاءه في عنقه من باب منع. " هاتفا يستغيث من قبل المغرب " أي صائحا يصيح ويستغيث ويستصرخ ويطلب مغيثا من قبل أهل المغرب. قوله رضى الله تعالى عنه: وملحمة بين الناس المحلمة بفتح الميم وسكون اللام على هيئة اسم المكان الوقعة العظيمة في الفتنة، قاله الجواهري (4) وغيره. " إلى أن يصير ما ذبح على شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان يوشك أن يبني جسرها " الضمير المتصل المجرور في شيبته عائد إلى " ما " والتذكير باعتبار
________________________________________
1) أساس البلاغة: 667 2) القاموس: 4 / 398 3) الصحاح: 6 / 2519 4) الصحاح: 5 / 2027 (*)
________________________________________
[ 95 ]
[... ] - حال اللفظ، و " ذبح " بضم الذال المعجمة وكسر الباء الموحدة على ما لم يسم فاعله والمقتول بظهر الكوفة، ويعني به زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام هو المفعول المقام مقام الفاعل، والضمير المنفصل المرفوع على الابتداء أعني " هي " في " وهي " أيضا يعود إلى " ما " والتأنيث باعتبار حال المعنى، وكذلك الضمير المتصل المجرور بالاضافة في جسرها عائد إليها، ويبني على البناء للمجهول، والمقام مقام الفاعل جسر المرفوع المضاف إلى الضمير. و " الشيبة " بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحت والباء الموحدة بعدها جبل معروف. قال في القاموس: الشيب بالكسر جبل وبهاء جبل باندلس (1). والمراد بها الجودي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام وهو جبل كوفان. والمعنى: أن الملحمة تتمادي بين الناس ولا ينطفئ طميسها إلى أن تصير كوفان التي على شيبتها ذبح المقتول بظهر الكوفة عامرة يكاد ويوشك أن يبنى جسرها قال في المغرب: الكناسة الكساحة وموضعها أيضا، وبها سميت كناسة كوفان وهي موضع قريب من الكوفة، قتل بها زيد بن علي. " تنبي " بضم تاء المضارعة واسكان النون وفتح الموحدة قبل الالف، أي ترفع، منه النباوة بمعنى الارتفاع. " جنبتها " بالتحريك أي ناحيتها. " حتى يأتي زمان لا يبقى (2) " أي لا يقيم مؤمن " الا بها أي فيها " أو يحن " أي يشتاق إليها من الحنين بمعنى الشوق وتوقان النفس.
________________________________________
1) القاموس: 1 / 91 2) وفي " ن " و " س " لا يغنى. (*)
________________________________________
[ 96 ]
يوشك أن يبنى جسرها وتنبى جنبتها حتى يأتي زمان لا يبقى مؤمن الا بها أو يحن إليها، وقينة مصوببة نطافي خطامها لا ينهيها أحد، لا يبقي بيت من العرب الا دخلته. - قوله رضى الله تعالى عنه: وقينة مصبوبة نطافى خطامها يعني وحتى تأتي قينة بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت قبل النون، أي فتاة مغنية أو أمة مغنية نطافي خطامها مصبوبة، وتقديم الخبر للاعتناء والاهتمام به. " نطافي " بفتح النون قبل الطاء المهملة واسكان الياء المخففة أخيرا بعد الفاء، اما جمع نطفي بضم النون وتشديد الياء أخيرا كما الكراسي بالتخفيف جمع كرسى بالتشديد، أو جمع نطفية كما الاماني جمع أمنية والنجاتي جمع نجتية. وأما جمع نطيفة على القلب والاصل نطايف حولت الياء إلى حيز الفاء وعوملت معاملة الايامي في جمع أيم والاينق بالياء قبل النون في جمع ناقة، يقال: نطف الماء أو أي مايع كان ينطف من باب طلب، نطقا ونطافانا إذا سال، وأقبل فلان وسيفه ينطف دما وأتانا على جبينه نطاف من العرق وسقاني نطفة عذبة ونطفا ونطافا، وهي الماء الصافي قل أو كثر. ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة " هذه النطفة (1) " يعني بها نهر الفرات، والنطفتان: بحر المشرق وبحر المغرب، وقيل: ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جدة أو بحر الروم. والنطفة في الاداوة الوضوء بفتح الواو، والنطفة: ماء صلب الرجل الذي منه يتكون الولد، والناطف: القبيطي وليلة نطوف تمطر إلى الصباح. قال في المفردات: وقد يكنى عن اللؤلؤ ة بالنطقة، ومنه قيل: صبي منطف، إذا كان في أذنه لؤلؤة (2). وفي الصحاح: النطفة بالتحريك القرط والجمع نطف وتنطفت المرأة: أي
________________________________________
1) نهج البلاغه: 87 من خطبة عند المسير إلى الشام تحت رقم 48 2) المفردات: 496 (*)
________________________________________
[ 97 ]
[... ] - تقرطت ووصيفة منطفة: أي مقرطة (1). وتنطف بكذا أي تبدى به. " والخطام " باعجام الخاء المكسورة قبل الطاء المهملة مستعار من خطام البعير وغيره، لما يوضع على الانف من الحلقة ونحوها، أو على الفم من نحو اللثام و النقاب. وانصباب نطافي خطامها عبارة: عن تقاطر العرق، منها الاهتزاز في النشاط والاسراع في المسير، أو تقاطر ما تستعمله من مايعات الطيب. وفي نسخ معدوات " فتنة " (2) بالفاء المكسورة قبل المثناة من فوق الساكنة مكان " قينة " على العطف على ملحمة بين الناس وفتنة شرقية، فتكون مصبوبية نطافي الخطام إلى ارفضاض العرق لبعير الفتنة كناية أيضا عن شدة الاهتزاز في الملحمة واشتداد المسارعة إليها. أو تكون مصبوبة صفة لفتنة لا متعلقة لما بعدها، ويكون ما بعدها تطافي (3) خطامها على الفعل المضارع من وطي الشئ برجله يطأه وطيا، ووطى الارض و الطريق بأقدامه والوطاءة موضع القدم على مطابقة ما في نهج البلاغة من خطبة لامير المؤمنين عليه السلام " فتنة تطافي خطامها وتذهب بأحلام قومها ". فهذه النسخة أرجح من جهة هذه المطابقة (4)، والنسخة الاولى أولى من جهة أنها ألزق بحيزها ومقامها وألصق، فانها أوردت في حيز الاخبار بعمارة كوفان وبناء جسرها من بعد الخراب لافي حيز الانباء عن خراب الكوفة بالملاحم والفتن. وقوله " لا ينهيها أحد " على رواية " قينة " بالقاف والمثناة من تحت الاشهرية الا كثرية بفتح حرف المضارعة، والهاء قبل الالف المنقلبة عن الياء، من نهاه عن
________________________________________
1) الصحاح: 4 / 1434 2 - 3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الاشرف. 4) في " س " المطالبة (*).
________________________________________
[ 98 ]
وأحدثك يا حذيفة أن ابنك مقتول، فان عليا أمير المؤمنين عليه السلام فمن كان، مؤمنا دخل في ولايته فيفتتح على أمر يمشي على مثله، لا يدخل فيها الا مؤمن ولا يخرج منها الا كافر. أبو ذر 48 - أبو الحسن محمد بن سعد بن مزيد، ومحمد بن أبي عوف، قالا حدثنا محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي، رفعه، قال، أبو ذر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده، وهو الهاتف بفضائل - كذا ينهاه عنه نهيا، أي ردعه ومنعه وصرفه وزجره. وعلى نسخة " فتنة " بالفاء والمثناة من فوق بضم ياء المضارعة وكسر الهاء قبل الياء الساكنة، من الانهاء بمعنى الاعلام والانباء والابلاغ والاخبار، يقال: أنهيت إليه كذا، أي أعلمته وأنبأته به وأبلغت إليه خبره، وعدم انهائها اما لمباغتتها، واما لكونها بصعوبة داهيتها خارجة عن الحد ووراء النهاية. قوله رضى الله تعالى عنه: فيفتتح على أمر يمشى على مثله من الافتتاح والاستمرار، أي برسوخ قدمه في الايمان والاستيقان يفتتح من الولاية على أمر يستمر عليه ويستقيم فيه ويستديم ثباته. وفي نسخة " فيصبح على أمر يمسى على مثله " من الاصباح على أمر والامساء عليه. في أبي ذر رضى الله تعالى عنه قوله عليه السلام: يعيش وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده أي بصدق التوكل في المقامات، ونصوح الاخلاص في الحالات، كلها يستغني بالله عمن عداه، وبفضله عن افضال غيره، وبرحمته عن رحمة من سواه،
________________________________________
[ 99 ]
أمير المؤمنين ووصى به رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلافه أياه، فنفاه القوم عن حرم الله - فحيث انه اعتزل عن غير الله فيعيش وحده، ويبعث وحده، ويدخل الجنة وحده. قوله عليه السلام: ووصاية رسول الله صلى الله عليه وآله عطف على فضائل، ثم استخلافه اياه معطوف عليها. وربما كان في بعض السنخ " وصي رسول الله " على عطف البيان لامير المؤمنين، ثم عطف استخلافه اياه على فضائل، أي هو الهاتف بفضائله عليه السلام وباستخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله اياه. قوله عليه السلام: فنفاه القوم وفي نسخ عديدة " فنفوه " من باب أكلوني البراغيث، وقد ورد في التنزيل الكريم مثله متكررا، ولقد تواتر أخبار النبي صلى الله عليه وآله أبا ذر بنفي القوم اياه من المدينة إلى ربذة عند الفرق كلهم من طرق شتى منها حديث لقا بقا على التشديد من المضاعف، ويروى لقابقا بوزن عصا على التخفيف من الناقص اليائي، والعامة رووده في صحاحهم وأصولهم جميعا وشرحه علماؤهم عن آخرهم. قال علامة زمخشرهم في فائقه وكشافه: قال صلى الله عليه وآله لابي ذر: مالي أراك لقابقا ؟ كيف بك إذا أخرجوك من المدينة ؟ وروي: لقى بقى يقال: رجل لق بق ولقلاق (1) بقباق كثير الكلام مسهب فيه، وكان في أبي ذر شدة على الامراء واغلاظ لهم وكان عثمان يبلغ (2) عنه إلى أن استأذنه في الخروج إلى الربذة فأخرجه. لقى: منبوذا وبقى: اتباع. وعن ابن الاعرابي قلت لابي المكارم: ما قولكم جائع نائع (3) ؟ قال: انما هو شئ نتدبه كلامنا، ويجوز أن يراد مبقى حيث ألقيت ونبذت لا يلتفت اليك بعد. وقوله: أراك، حكاية حال مترقبة، كأنه استحضرها
________________________________________
1) وفى " ن " ولقاق بقباق. 2) وفى " ن " بلغ عنه. 3) وفى " ن " تابع (*).
________________________________________
[ 100 ]
وحرم رسوله بعد حملهم أياه من الشام على قتب بلا وطاء وهو يصيح فيهم قد خاب - فهو يخبر عنها يعنى انه يستعمل فيما يستقبل من الزمان من تغلظ عليه وتكثر القول فيه. ونحوه ما يروي عن أبي ذر قال: أتاني نبي الله وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله، وقال: ألا أراك نائما فيه قلت: يا نبي الله غلبتني عيني، فقال: كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي ؟ فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من قولك وأقرب رشدا تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك (1) انتهى كلام الفائق بألفاظه. وكذلك قال ابن الاثير في نهاية وجامع أصوله (2). قوله عليه السلام: بعد حملهم اياه من الشام على قتب بلا وطاء كتب الاحاديث والاخبار جميعا متطابقة على نقل ذلك من طرق غير محصورة، ولنورد أوثق الروايات وأخصرها. قال الشيخ الجليل الثقة الثبت المأمون الحديث عند العامة والخاصة علي بن الحسين المسعودي أبو الحسن الهذلي (رحمه الله تعالى) في كتابه مروج الذهب: ومن ذلك فعله - يعني عثمان - بأبي ذر وهو أنه حضر مجلسه ذات يوم فقال له عثمان: أرأيتم من زكى (3) ماله هل فيه حق لغيره ؟ قال كعب: لا يا أمير المؤمنين ! فدفع أبو ذر في صدر كعب، وقال: كذبت يابن اليهوديين ثم تلى " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (4) " الاية. فقال عثمان: أترون بأسا أن نأخذ مالا من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوب من أمرنا ونعطيكموه ؟ فقال كعب: لا بأس بذلك، فرفع أبو ذر العصا فدفع بها في
________________________________________
1) الفائق 3 / 326 2) نهاية ابن الاثير: 1 / 147 3) في النسخ: ذكى. 4) سورة البقرة: 177 (*)
________________________________________
[ 101 ]
[... ] - صدره، وقال: يابن اليهودي ما أجرأك في ديننا، فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي غيب وجهك عني فقد آذيتني. فخرج أبو ذر إلى الشام، فكتب معاوية إلى عثمان ان أبا ذر تجتمع إليه المجموع ولا آمن أن يفسدهم عليك، فان كان لك في القوم حاجة فاحمله اليك، فكتب إليه فحمله على بعير عليه قتب يابس معه خمسون من الصقالبة يطرودن (1) به حتى أتوا به المدينة، وقد تسلخت بواطن أفخاذه، وكاد يقلت (3) فقيل: انك تموت من ذلك فقال: هيهات أن أموت حتى أنفي. وذكر جوامع ما نزل به بعد ومن يتولى دفنه، فأحسن إليه في داره أياما ثم ادخل عليه فجثا عليه وتكلم بأشياء، وذكر الخبر في ولد أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا، ومرفي الخبر بطوله وتكلم بكلام كثير. وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنضدت البدار حتى حالت بين عثمان وبين الرجل القائم، فقال عثمان: اني لارجو لعبد الرحمن خيرا لانه كان يتصدق ويقري الضيف وترك ما ترون، فقال كعب الاحبار: صدقت يا أمير المؤمنين، فشال أبو ذر العصا فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ماكان به من الالم وقال: يابن اليهودي تقول لرجل مات وخلف هذا المال كله ان الله أعطاه خير الدنيا وخير الاخرة وتقطع على الله بذلك، وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما يسرني أن أموت فادع ما يزن قيراطا. فقال له عثمان وأرعني وجهك قال أسير إلى مكة قال: لا والله قال: فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت قال: أي والله فقال: إلى الشام فقال: لا والله قال: فالبصرة قال: لا والله، فاختر غير هذه البلدان قال: لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك
________________________________________
1) وفى هامش النسخ: ينظرونه 2) أي يهلك (*).
________________________________________
[ 102 ]
[... ] - ولو تركتني في دار هجرتي ما أردت شيئا من البلدان، فسيرني حيث شئت من البلاد. فقال: اني مسيرك إلى الربذة قال: الله اكبر صدق رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني بكل ما أنا لاق، قال عثمان: وما قال لك ؟ قال خبرني بأني أمنع عن مكة والمدينة وأموت بالربذة ويتولى مواراتي نفر يريدون من العراق نحو الحجاز. وبعث أبو ذر إلى حميل له فحمل عليه امرأته وقيل: ابنته، وأمر عثمان أن يتحاماه الناس حتى يسيروا إلى الربذة، فما طلع على المدينة ومروان يسيره عنها، طلع عليه علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه ابناه وعقيل أخاه وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر فاعترض مروان فقال: يا علي ان أمير المؤمنين نهى الناس أن يصحبوا أبا ذر ويشيعوه، فان كنت لم تعلم بذلك أعلمتك. فحمل عليه علي بن أبي طالب فضرب بين أذني راحلته وقال: تنح نحاك الله إلى النار، ومضى مع أبي ذر فشيعه ثم ودعه وانصرف، فلما أراد على الانصراف بكى أبو ذر، وقال: رحمكم الله أهل بيت إذا رأيتك يا أبا السحن وجهك ذكرت بكم رسول الله صلى الله عليه وآله. فشكى مروان إلى عثمان ما فعل به علي، فقال عثمان: يا معشر الملسمين من يعذرني من علي رد رسولي عما وجهته وفعل وفعل والله لنعطينه حقه، فلما رجع علي استقبله الناس فقالوا: ان أمير المؤمنين عليك غضبان لتشييعك أبا ذر، فقال علي: غضب الخيل على اللجم. ثم جاء فلما كان العشي جاء إلى عثمان فقال له: ما حملك على ما صنعت بمروان ؟ ولم اجترأت علي ورددت رسولي وأمري ؟ قال: أما مروان فانه استقبلني يردني فرددته عن ردي، وأما أمرك فلم أرده، قال عثمان: أولم يبلغك أني قد نهيت الناس عن أبي ذر وعن تشييعه ؟ قال علي: أو كلما أمرتنا به من شئ نرى طاعة الله والحق في خلافه اتبعنا أمرك لعمر الله لا نفعل.
________________________________________
[ 103 ]
القطار يحمل النار: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا. فقتلوه فقرا وجوعا وذلا - قال عثمان: أقد مروان قال: وما أقيده ؟: ضربت بين أذني راحلته وشتمته فهو شاتمك وضارب بين أدني راحتلك، قال علي: أما راحلتي فهي تملك، فان أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل، فاما أنا فوالله لان شتمني لا شتمنك أنت بمثله بما لا أكذب فيه ولا أقول الا حقا، قال عثمان: فلم لا يشتمك إذا شتمته، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه. فغضب علي عليه السلام وقال: ألي تقول هذا القول وبمروان تعدلني، فأنا والله أفضل منك، وأبي أفضل من أبيك، وأمي أفضل من أمك، وهذه نبلى قد نبلتها وهلم فانبل نبلك. فغضب عثمان واحمر وجهه وقام فدخل، وانصرف علي فاجتمع إليه أهل بيته ورجال من المهاجرين والانصار، فلما كان من الغد واجتمع الناس إلى عثمان شكي إليهم عليا وقال: انه يعيبني، وبظاهر من يعيبني، يريد بذلك أبا ذر وعمارا وغيرهما، فدخل الناس بينهما حتى أصلحوا بينهما، وقال له علي: والله ما أردت بتشييعي أبا ذر الا الله انتهى كلام مروج الذهب في هذا الباب (1). قوله عليه السلام: اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا رواها أكثر الصحابة عنه عليه السلام على هذا النسق. دخلا وخولا بالتحريك و " دولا " بضم الدال وفتح الواو. قال ابن الاثير في النهاية في د - خ: في حديث قتادة بن نعمان وكنت أرى اسلامه مدخولا، الدخل بالتحريك العيب والغش والفساد يعني: ان ايمانه كان متزلزلا فيه نفاق، ومنه حديث أبي هريرة " إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين كان دين
________________________________________
1) مروج الذهب: 2 / 339 - 342 (*)
________________________________________
[ 104 ]
[... ] - الله دخلا وعباد الله خولا " وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجربها السنة (1). وقال في خ: والخول حشم الرجل وأتباعه واحدهم خائل، وقد يكون واحدا ويقع على العبد والامة، وهو مأخوذ من التخويل التمليك، وقيل من الرعاية، ومنه حديث أبي هريرة " إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولا " أي خدما وعبيدا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم، وفيه " أنه كان يخولنا بالموعظة " أي يتعهدنا، من قولهم فلان خولي مال وخائل مال، وهو الذي يصلحه ويقيم به انتهى كلام النهاية (2). وفي الصحاح: الخائل الحافظ للشئ ويقال: فلان يخول على أهله أي يرعي عليهم، وخوله الله الشئ أي ملكه اياه، وقد خلت المال أخوله إذ أحسنت القيام عليه يقال: هو خال مال وخولي مال أي حسن القيام عليه، والتخول التعهد وفي الحديث " كان النبي صلى الله عليه وآله يتخولنا بالموعظة مخافة السامة " وخول الرجل حشمه الواحد خائل وقد يكون الخول واحدا وهواسم يقع على العبد والامة قال الفراء: وهو جمع خائل وهو الراعي، وقال غيره: هو مأخوذ من التخويل وهو التمليك (3). و " الدول " بضم الدال وفتح الواو جمع الدولة بالضم يقال: جاء فلان بدو لاته أي بدواهيه. قال الراغب في المفردات: الدولة - بالفتح - والدولة - بالضم - واحدة وقيل: الدولة بالضم في المال، والدولة بالفتح في الحرب والجاه، وقيل: الدولة اسم الشئ الذي يتداول بعينه، والدولة المصدر، قال الله تعالى " كيلا يكون دولة بين الاغنياء منكم (4) وتداول القوم كذا، أي تداولوه من حيث الدولة، وداول الله كذا بينهم
________________________________________
1) نهاية ابن الاثير: 2 / 108 2) نهاية ابن الاثير: 2 / 88 وفيه أخيرا: ويقوم به. 3) الصحاح: 4 / 1690 4) سورة الحشر: 7 (*)
________________________________________
[ 105 ]
وضرا وصبرا. 49 - أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران القمي، قال حدثني الحسن بن قال الله تعالى " وتلك الايام نداولها بين الناس (1) " والدولول الداهية، والجمع الدآليل والدؤلات (2). قوله عليه السلام: وصبرا الصبر في القتل وفي اليمين في الفقه. والحديث معروف في النهاية الاثنرية: في حديث الصوم " صم شهر الصبر " هو شهر رمضان وأصل الصبر الحبس: يسمى الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح، وفيه " أنه نهى عن قتل شئ من الدواب صبرا هو أن يمسك من ذوات الروح شئ حيا ثم يرمي بشئ حتى يموت، ومنه الحديث " نهى عن المصبورة ونهى عن صبر ذي الروح " ومنه الحديث " في الذي أمسك رجلا وقتلوا آخرا اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي أحبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت كفعله به، وكل من قتل في معركة ولا حرب ولا خطأ فانه متقول صبرا، ومنه حديث ابن مسعود " أن " رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن صبر الروح " وهو الخصاء والخصاء صبر شديد، وفيه " من أحلف على يمين مصبورة كاذبا " وفي حديث آخر " من حلف على يمين صبرا " أي ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، وقيل: لها مصبورة وان كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور، لانه انما صبر من أجلها أي حبس فوضعت بالصبر وأضيفت إليه مجازا (3). قوله رحمه الله تعالى: أبو على أحمد بن على السلولي في القاموس: سلول فخذ من قيس (4).
________________________________________
1) سورة آل عمران: 140 2) مفردات الراغب: 174 3) نهاية ابن الاثير: 3 / 8 4) القاموس: 3 / 397 (*)
________________________________________
[ 106 ]
حماد، عن أبي عبد الله البرقي، - وفي الصحاح: سلول قبيلة من هوازن وهم بنو مرة بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وسلول اسم أمهم نسبوا إليها، منهم عبد الله بن همام الشاعر السلولي (1). ثم في طائفة من النسخ في هذا الموضع " سعدان القمي " بالسين والعين والدال المهملات قبل الالف والنون أخيرا، وذلك تصحيف وتحريف من النساخ (2)، والصواب ما يتكرر من بعد في الاسانيد على اتفاق عامة النسخ وهو " شقران " بضم الشين المعجمة قبل القاف الساكنة والراء بعدها قبل الالف ثم النون أخيرا، والرجل معروف كثير الرواية. وذكره الشيخ في كتاب الرجال قال في باب لم: أحمد بن علي السلولي المعروف بالشقران القمي المعروف بالشقران القمي المقيم بكش، وكان أشل دوارا (3). وفي بعض نسخ كتاب الرجال التيملي مكان السلولي. قوله رحمه الله: قال حدثني الحسن بن حماد قد سبق مثله في الاسانيد السابقة، والذي يستبين أنه من غلط الناسخ، والصحيح خلف بن حماد بالخاء المعجمة ثم اللام والفاء أخيرا، فهو الذى يروي عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، ويتكرر في الاسانيد كثيرا، وهو من الشيوخ. ذكره الشيخ في باب الخاء المعجمة لم قال: خلف بن حماد مكنى أبا صالح من أهل كش (4).
________________________________________
1) الصحاح: 5 / 173 2) كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد والنجف الاشرف. 3) رجال الشيخ: 439 والموجود فيه القمى بدل السلولى. 4) رجال الشيخ: 472
________________________________________
[ 107 ]
عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم، عن أبي خديجة الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبريل، فقال جبريل: من هذا يارسول الله ؟ قال أبو ذر: قال أما أنه في السماء أعرف منه في الارض وسأله عن كلمات يقولهن إذا أصبح قال، فقال يا أبا ذر كلمات تقولهن إذا أصبحت فما هن ؟ قال أقول - وأبو عبد الله البرقي يروي عن خلف بن حماد الاسدي على ما في الفهرست (1). قوله رحمه الله تعالى عنه: عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم في النسخ على التصغير، وفي كتب الرجال محمد بن الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام مكبرا (2). وعبد الرحمن بن محمد من أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام، ويقال: ربما روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. قوله رحمه الله تعالى عنه: عن أبي خديجة الجمال هو سالم بن مكرم على ما يستبين فيما سيرد في الكتاب انشاء الله العزيز، وهو الذي صرح الشيخ بتوثيقه في بعض المواضع، وثنى توثيقه النجاشي (3). وزعم الحسن بن داود أن ذاك هو أبو خديجة الرواجني، وذا أبو خديجة الجمال وهما اثنان ولا توثيق في ذا من أحد (4). وذلك وهم منه فاسد، قد أوضحنا فساده في المعلقات على الخلاصة، وعلى كتابة، وعلى كتاب النجاشي، وعلى غيرها من كتب الرجال، وفي الرواشح السماوية، وفي المعلقات على الفقيه، وعلى الاستبصار.
________________________________________
1) الفهرست: 92 2) رجال الشيخ: 306 وفيه محمد بن أبي الحكم الخ. 3) رجال النجاشي: 142 4) رجال ابن داود: 165 (*)
________________________________________
[ 108 ]
يا رسول الله: اللهم اني أسلك الايمان بك والعافية من جميع البلايا والشكر على العافية والغنى عن الناس. 50 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، عن عمرو بن سعيد، قال حدثنا عبد الملك بن أبي ذر العفاري، قال بعثني أمير المؤمنين عليه السلام يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: ادع أباك ! فجاء أبي إليه مسرعا، فقال: يا أبا ذر أتى اليوم في الاسلام أمر عظيم، مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق على الله أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد. قال، فقال له أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله - قوله عليه السلام: اللهم انى أسئلك دعاء أبي ذر رضى الله تعالى عنه معروف في كتب الدعاء وفيما أو اظب عليه في ورودي " اللهم اني أسئلك الايمان بك، والرضا بقضائك، والغنا عن الناس والعافية من جميع البلاء، والشكر على العافية يا ولي العافية ". قوله رحمه الله تعالى: حمدويه وابراهيم ابنا نصير إلى اخره الطريق نقي صحيح على الاصح، فان عمرو بن سعيد المدايني ثقة من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام قد وثقه النجاشي (1)، ولم يذكر غميزه فيه ولا طعنا في مذهبه وانما روى أبو عمرو الكشي عن نصر بن الصباح أنه فطحي، ولكن قال نصر: لا اعتمد على قوله لا وابو بصير هو ليث المرادي، كما هو المستبين من الطبقة. قوله رحمه الله تعالى: قال: حدثنا عبد الملك بن ابى ذر الغفاري هو في الاستقامة على طريقة أبيه رضي الله تعالى عنهما.
________________________________________
1) رجال النجاشي: 221 (*).
________________________________________
[ 109 ]
يقول: أن اهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم فقتلوهم زمانا - قوله عليه السلام: ان أهل الجبرية (1) بالتحريك، وربما يقال: الجبرية بكسر الجيم والباء، ويعني عليه السلام بهم المجوس وهم لا يقولون بقدرة وارادة للانسان في فعله أصلا، بل يثبتون للعالم الاكبر بنظامه الجملي مبدئين: يسمون أحدهما يزدان واليه يسندون الخيرات بأسرها، والاخر أهرمن واليه يضيفون الشرور بأسرها على الاطلاق. وعلى طريقتهم الاشاعرة في نفي تأثير قدرة العبد وارادته في أفعاليه مطلقا، فانهم يسندون أفا عيله من الخيرات والشرور جمعيا إلى قدرة الله سبحانه وارادته ابتداء، من غير مدخلية للعبد ولا لممكن ما من الممكنات في ذلك بجهة من جهات التأثير والعلية والتقدم العقلي بالذات أصلا، بل على مجرد المقارنة الاتفاقية المعبر عنها عندهم بالكسب لا غير. ومن هناك استتبت علاقة التشبيه في الحديث المشهور بالمتواتر عنه صلى الله عليه وآله: القدرية مجوس هذه الامة (2). أليس كل من على ساهرة اقليم العقل وفي دائرة ملة السلام يعلم بالبرهان انه مامن ممكن ذاتي عينا كان أو فعلا، وجوهرا كان أو عرضا، الا ولا منتدح له في ترتب سلسلة السببية والمسببية من الانتهاء إلى مسبب الاسباب من غير سبب على الاطلاق، والاستناد إلى قدرته الحقة القيومية وارادته الربوبية الوجوبية باخرة، وان كان الفاعل المباشر قريبا، والاخير من أجزاء العلة التامة لفعل العبد قدرته وأرادته المنبعثتان عن القدرة التامة الواجبة والارادة الحقة الفعالة فاذن ليس يصح التشبيه من حيث اثبات مبدئين، إذ ليس يقول بذلك أحد من المعتزلة والامامية والحكماء الالهيين المثبتين للحيوان قدرة مباشرة للفعل، وأرادة
________________________________________
1) وفى المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد. أهل الحبرية بالحاء المهملة. 2) رواه الطرائف: 344. وهناك مقالات حول عقائد المجبرة فراجع. (*)
________________________________________
[ 110 ]
. [... ] - مقدمة عليه تقدما بالطبع، فقد انصرح أن ملاك التشبيه سلب الفعل عن العبد ونفي قدرته واختياره على سبيل العلية كما قالته المجوس، وانما ذلك مذهب الاشعرية في هذه الامة فهم القدرية في قوله عليه السلام القدرية مجوس هذه الامة لا غيرهم. وما تحمله امام المتشككين فخر الدين الرازي ومتابعوه في تصحيح كون المعتزلة هم القدرية مما ليس له مساق إلى سبيل الصحة ومعاد إلى طريق الصواب، وان أحببت بسط القول فيه فعليك بكتابنا الايقاضات قال الجوهري في الصحاح: الجبر أن تغني الرجل عن فقر أو تصلح عظمه من كسر، يقال: جبرت العظم جبرا وجبر العظم نفسه جبورا، أي انجبر واجتبر العظم مثل انجبر، يقال: جبر الله فلانا فاجتبر أي سد مفاقرة، والجبر خلاف القدر، قال أبو عبيد: هو كلام مولد والجبرية بالتحريك خلاف القدرية (1). وقال الراغب في المفردات: أصل الجبر اصلاح الشئ بضرب من القهر، يقال: جبرته فانجبر واجتبر، وقد قيل: جبرته فجبر لقول الشاعر: " قد جبر الدين الا له فجبر " هذا قول أكثر أهل اللغة وقال بعضهم: ليس قوله فجبر مذكورا على سبيل الانفعال، بل ذلك على سبيل الفعل، وكرره ونبه بالاول على الابتداء باصلاحه وبالثاني على تتميمه، فكأنه قال قصد جبر الدين وابتدأ به فتمم جبره، وذلك أن فعل تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ عنه، وتجبر يقال: اما لتصور معنى الاجتهاد، أو المبالغة، أو لمعنى التكلف، وقد يقال: الجبر في الاصلاح المجرد نحو قول علي عليه السلام يا جابر كل كسير ومسهل كل عسير، تارة في القهر المجرد نحو قوله صلى الله عليه وآله لا جبر ولا تفويض، والجبر في الحساب الحاق شئ به اصلاحا لما يريد اصلاحه، وسمي السلطان جبرا لقهره الناس على ما يريده، أو لا صلاح أمورهم
________________________________________
1) الصحاح: 2 / 607 - 608 (*)
________________________________________
[ 111 ]
[... ] - والاجبار في الاصل حمل الغير على أن يجبر الاخر، لكن تعورف في الاكراه المجرد فقيل: أجبرته على كذا، كقولك أكرهته وسمي الذين يدعون أن الله تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مجبرة، وفي قول المتقدمين جبرية (1). أي بالتحريك وبكسر الجيم والباء، كما نقلناه عن الصحاح. وقال في القاموس: الجبرية خلاف القدرية، والتسكين لحن، أو هو الصواب، والتحريك للازدواج، والجبار الله تعالى لتكبره، والمتكبر الذي لا يرى لاحد عليه حقا، فهو بين الجبرية والجبرياء بمكسورتين، والجبرية بكسرات والجبرية والجبروة والجبروتي والجبروت محركات (2). وقال في أساس البلاغة: وقوم جبرية، وهو كذا ذراعا بذراع الجبار أي بذارع الملك، وفي الحديث: دعوها فانها جبارة وما كانت نبوة الا تناسخها ملك جبرية. أي الا تجبر الملوك فيها (3). قلت: قول النبي صلى الله عليه وآله في هذا الحديث: ان أهل الجبرية من بعد موسي قاتلوا أهل النبوة تنصيص على أن أهل الجبرية مقابل أهل النبوة، وهم الكفرة من المجوس الذين قاتلوا بني اسرائيل فظهروا، أي غلبوا عليهم فقتلوهم، واستمروا في عتوهم وغلبتهم عليهم زمانا طويلا، وحديثه عليه وآله الصلاة والسلام: القدرية مجوس هذه الامة. ناص على أن المجبرة القائلين بالقدر على سبيل محوضة الاجبار وصرافة الالجاء من غير مدخلية لاختيار العبد في فعله أصلا، منزلتهم في هذه الامة منزلة المجوس الجبرية الذاهبين إلى أن فعل الانسان مطلقا انما فاعله التام على الاجبار
________________________________________
1) مفررات الراغب: 85 - 86 2) القاموس: 1 / 384 - 385 3) أساس البلاغة: 81 (*)
________________________________________
[ 112 ]
طويلا، ثم ان الله بعث فتية فهاجروا إلى غبر آبائهم فقاتلهم فقتلوهم، وأنت بمنزلتهم - البحت يزدان أو أهرمن. فاذن قد أستبان أن الجبرية والقدرية واحدة وجعلهما متقابلين، كما ذهبت إليه علماء الاشاعرة في الصدر الاول، ثم جرى عليه كلام أهل اللغة، والمتأخرون بنوا عليه الاصطلاح أخيرا لا أصل له يركن إليه ولا ر كن يعتمد عليه. ثم كيف يسوغ اثبات نسبة نفاة أمر إليه وسلب القول به عن مثبتيه. ويقال: ان تبالغهم في النفسي والانكار مصحح الاسناد والنسبة. ليس يستحق الاصاخة له والاصغاء إليه. قوله عليه السلام: ثم ان الله بعث فتية فهاجرو إلى غبر آبائهم في أكثر النسخ " فتية " بكسر الفاء واسكان المثناة من فوق قبل المثناة من تحت المفتوحة على جمع فتي بالتشديد، كماصبية في جمع صبي، يعني شبابا. قال في المغرب: الفتى من الناس الشباب القوي والجمع فتية وفتيان. وفي نسخة " فئة " بكسر الفاء وفتح الهمزة واحدة فيئين. و " غبر " باعجام الغين قبل الباء الموحدة، اما محركة بمعنى التراب والارض أي إلى ديار آبائهم، أو بضم الغين وتسكين الباء أو تشديدها مفتوحة بمعنى بقية آبائهم ومن بقي منهم، والغبر والغبر بقية اللبن في الضرع وغبر المرض بقاياه، وكذلك غير الليل والغابر من كل شئ الباقي منه قاله في الصحاح (1). وقال في القاموس: غبر غبورا مكث وذهب ضد، وهو غابر من غير كركع، وغبر الشئ بالضم بقيته كغبره، والجمع أغبار (2).
________________________________________
1) الصحاح: 2 / 765 2) القاموس: 2 / 99 (*)
________________________________________
[ 113 ]
يا علي. فقال علي: قتلتني يا أبا ذر. فقال أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك. 51 - حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن عاصم بن حميد الحنفي، عن فضيل الرسان، قال حدثني أبو عبد الله عن أبي سخلية، قال حجبت أنا وسلمان بن ربيعة، قال فمررنا بالربذة، قال فأتينا - قوله عليه السلام: قتلتنى يا أبا ذر يعني أخبرت بقتلي فقال أبو ذر: نعم قد علمت أنه سيبدأ في العترة الطاهر ة بك يا أمير المؤمنين. قوله رحمه الله تعالى: حمدويه وابراهيم ابنا نصير الطريق حسن بفضيل الرسان، وهو الفضيل بن الزبير الاسدي مولاهم الكوفي الرسان، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهما السلام بالتصغير (1)، وكذلك في كتاب أبي عمرو الكشي (2). والحسن بن داود أورده في كتابه مكبرا (3). وأبو عبد الله هذا الذي روى عنه الفضيل الرسان هو أبو عبد الله البجلي الكوفي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من اليمن، ذكره العلامة في الخلاصة (4)، والشيخ في كتاب الرجال (5). أو أبو عبد الله الجدلي بفتح الجيم والدال من أوليائه عليه السلام وخواصه من مضر، كما أورده في الخلاصة، واسمه عبيد بن عبد. قال في الخلاصة: قيل: انه كان تحت راية المختار، ويقال: اسمه عبد الرحمن ابن عبد ربه (6).
________________________________________
1) رجال الشيخ: 132 و 272 2) رجال الشكى: 338 ط مشهد و 287 ط نجف. 3) رجال ابن داود: 271 4) الخلاصة: 194 5) رجال الشيخ: 63 6) الخلاصة 127 (*)
________________________________________
[ 114 ]
أبا ذر فسلمنا عليه، قال فقال لنا: ان كانت بعدي فتنة وهي كائنة فعليكم بكتات الله والشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: علي أول من آمن بي وصدقني، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الاكبر، وهو - وذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ثم أورده في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وقال: عبد الرحمن بن عبد ربه الخزرجي (1). طعنوا عليه بالرفض. وقال ابن حجر في التقريب: عبد أو عبد الرحمن بن عبد أبو عبد الله الجدلي ثقة، رمى بالشيخ من كبار الثالثة.. " أبو سخيلة " بضم السين المهملة وفتح الخاء المعجمة، كما قال في الخلاصة ناقلا عن البرقي (2)، وذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (3). قوله رضى الله تعالى عنه: وهي كائنة يعني ألا وهي كائنة لا محال من غير امتراء، لما قد أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله. قوله صلى الله عليه وآله: على أول من آمن بى وصدقني والعامة رووا الحديث من طرق عديدة غير طريق أبي ذر (4). أورد أبو عبد الله الذهبي مع شدة عنادة ونصبه في ميزان الاعتدال أنه ذكر العقيلي بالاسناد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لام سلمة: ان عليا لحمه من لحمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي، قال ابن عباس، ستكون فتنة فمن أدركها فعلية بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي طالب، فاني سمعت
________________________________________
1) رجال الشيخ: 50 و 76 2) الخلاصة: 195 3) رجال الشيخ: 65 4) وقد أوردنا مصادر هذا الحديث عن طرق العامة والخاصة في كتاب الطرائف: 18 (*)
________________________________________
[ 115 ]
الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة. 52 - وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان، قال حدثني أبو عمر، عن حذيفة ابن أسيد، قال سمعت أبا ذر، يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة، أنا جندب بن جنادة لمن عرفني وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني، اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: - رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وهو آخذ بيد علي: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الاكبر، وهو خليفتي من بعدي وفي ميزان الاعتدال أيضا: أن سليمان بن عبد الله روى عن معاذة عن علي: أنا الصديق الاكبر قال مذكور في كتاب العقيلي (1): قوله عليه السلام: وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة أي يجتمع على اتباعه والتمسك به قلوب المؤمنين، كما على التمسك بالمال قلوب الظلمة. قال في الصحاح: واليعسوب ملك النحل، ومنه قيل للسيد: يعسوب قومه والياء فيه من الزوائد لانه ليس في الكلام فعلول غير صعفوق (2). قوله رحمه الله تعالى: وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان قال: حدثني أبو عمر عن حذيفة بن أسيد أبو عمر هو زاذان الفارسي بالزاء قبل الالف والذال المعجمة بعدها والنون بعد الالف الثانية، أورده في الخلاصة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من مضر (3)، وذكر الشيخ في باب الزاء من أصحابه عليه السلام زاذان يكنى أبا عمر الفارسي زياد بن
________________________________________
1) ميزان الاعتدال: 2 / 212 ط السعادة بمصر و 1 / 417 2) الصحاح: 1 / 181 3) الخلاصة: 192 وفيه أبو عمرو الفارسي. (*)
________________________________________
[ 116 ]
من قاتلني في الاولي والثانية فهو في الثالثة من شيعة الدجال انما مثل أهل بيتي - الجعدة (1). و " حذيفة " ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن روى عن النبي عليه السلام من الصحابة قال: حذيفة بن أسيد الغفاري أبو سريحة صاحب النبي صلى الله عليه وآله وهو ابن أمية (2). ثم ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن عليه السلام فقال: حذيفة بن أسيد الغفاري (3) وقد تقدم في الكتاب في حديث الحواريين أنه من حواري الحسن بن على عليهما السلام. قال ابن الاثير في جامع الاصول: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين المهملة وبالدال المهلمة. وأبو سريحة بفتح السين المهلمة وكسر الراء بالحاء المهملة. وقال الحسن بن داود: وفي نسخة من كتاب الرجال للشيخ أبو سرعة (4). قلت: ولا تعويل عليه. قوله صلى الله عليه وآله من قاتلني في الاولى والثانية وهوفي الثالثة من شيعة الدجال في الاولى والثانية، وفي نسخة وفي الثانية خبر من قاتلني. والمعنى: من قاتلني ففي الطبقتين الاولى والثانية، يعني بالطبقة الاولى من بارزه صلى الله عليه وآله بالمقاتلة في زمانه، وبالطبقة الثانية من قاتل عليا عليه السلام بعده صلى الله عليه وآله. لقوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي حربك حربي.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 42 وزياد بن الجعدة رجل آخر غير زاذان الفارسي ولعل وقع سهوا من المؤلف. 2) رجال الشيخ: 16 وفيه أبو سرعة. 3) المصدر: 67 4) رجال ابن داود: 101 (*)
________________________________________
[ 117 ]
في هذه الامة مثل سفينة نوح في لجة البحر من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. ألا هل بلغت. - ولقوله: منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله (1). وعنى به عليا، فمن قاتل عليا عليه السلام فهو كمن بارز النبي صلى الله عليه وآله بالمقاتلة، وأما من قاتله صلى الله عليه وآله في الطبقة الثالثة فهم الذين يقاتلون المهدي من آل محمد عليه السلام في آخر الزمان، وهم من شيعة الدجال. ففي الصحيفة المكرمة الرضوية بأسناده عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله وتسليماته: من قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتلنا للدجال. قال الاستاذ أبو القاسم الطائي: سألت علي بن موسى الرضا عمن قاتلنا في آخر الزمان قال: من قاتل صاحب عيسى بن مريم وهو المهدي عليه السلام. قوله صلى الله عليه وآله: انما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح هذا الحديث عنه صلى الله عليه وآله متشعب الطريق متنا وسندا من طريق أبي ذر رضي الله تعالى عنه ومن طريق غيره عند العامة والخاصة (2).
________________________________________
1) رواه جماعة من أعلام العامة بطرق مختلفة منهم أحمد بن حنبل في مسنده: 3 / 33 ط ميمنية بمصر والنسائي في الخصائص: 40 والحاكم في المستدرك: 3 / 122 ط حيدر آباد الدكن وأبو نعيم في حلية الاولياء: 1 / 67 ط مصر والطبري في رياض النضرة: 2 / 191 ط محمد أمين بمصر وابن كثير في البداية والنهاية: 6 / 217 والسيوطي في تاريخ الخلفاء. 173 وغيرها مما يطول ذكرها. 2) واما من طريق الخاصة فرواه السيد بن طاووس عن عدة طرق في كتاب الطرائف: 132 و، وابن بطريق في المعدة: 187، والعلامة المجلسي في البحار: 23 / 124 واما من طريق العامة فرواه ابن قتيبة في عيون الاخبار: 1 / 211 ط مصر، والحاكم في المستدرك: 3 / 150 ط دكن، وابن المغازلى في المناقب: 132 - 134. والخوارزمي في مقتل الحسين، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 224 ط مصر والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 573، والقندوزى في ينابيع المودة: 28 ط اسلامبول. (*)
________________________________________
[ 118 ]
53 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال حدثني أبي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما انطلقا بها إلى - وفى الصحيفة المكرمة الرضوية باسناده المكرم عن آبائه الطاهرين عن أمير المؤمنين عليه وعليهم السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زخ في النار (1). وكذلك رواه كثير من العامة صاحب المشكاة وغيره، وفي المشكاة ومسند أحمد بن حنبل عن أبي ذر أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ألا ان مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (2). قال ابن الاثير في النهاية في باب الزاء مع الخاء المعجمة: في الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمي يقال: زخه يزخه زخا (3). وقال صاحب الكشاف في أساس البلاغة: زخه في وهدة دفعه فيها، وفي الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وزخ في النار وزخ في قفاه (4). قوله رحمه الله تعالى: جعفر بن معروف ذكره الشيخ في باب لم، وقال: يكني أبا محمد من أهل كش وكيل وكان مكاتبا (5).
________________________________________
1) صحيفة الرضا: 22 2) رواه بهذه الالفاظ الطبراني في المعجم الصغير: 78 ط الدهلى 3) نهاية ابن الاثير: 2 / 298. 4) أساس البلاغة: 268 5) رجال الشيخ: 458 (*)
________________________________________
[ 119 ]
أبي ذر فقولا له: ان عثمان يقرئك السلام وهو يقول لك هذه مائتا دينار فاستعن بها على ما نابك، فقال أبو ذر هل أعطي أحد من المسلمين مثل ما أعطاني ؟ قالا لا. قال: فانما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين قالا له: انه يقول هذا من صلب مالي وبالله الذي لا اله الا هو ما خالطها حرام ولا بعثت بها اليك الا من حلال. فقال: لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغني الناس. فقالا له عافاك الله وأصلحك ! ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به ؟ فقال: بلى تحت هذه - وليس هو جعفر بن معروف السمرقندي الذي ذكره أحمد بن الحسين الغصائري وقال: كنية أبو الفضل يروي عنه العياشي كثيرا. والحسن بن علي بن النعمان صحيح الحديث له كتاب كثير الفوائد قاله النجاشي (1)، وفي طبقته من يروي عنه الصفار وأحمد بن أبي عبد الله البرقي. وأبوه علي ابن النعمان الا علم أبو الحسن النخعي مولاهم الكوفي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة ثبت وجه صحيح الحديث واضح الطريقة، وهو الوارد في أسناد زبور آل محمد وانجيل أهل البيت الصحيفة الكريمة السجادية، يروي عنه كتابه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن أبي عبد الله. وعلي بن أبي حمزة الثمالي لا البطائني لكون علي بن النعمان الا علم أكثري الرواية عنه. وأبو بصير هو ليث بن البختري المرادي ويقال له: أبو بصير الاصغر لا يحيى بن القاسم المكفوف، لرواية ابن أبي حمزة الثمالي عنه، فالطربق نقي حسن بعلي بن أبي حمزة، بل صحيح على ما ستعلمه انشاء الله العزيز. قوله رضى الله عنه: تحت هذه الاكاف اكاف الحمار بكسر الهمزة معروف. وفي القاموس: وبالضم أيضا (2)،
________________________________________
1) رجال النجاشي: 31 2) القاموس: 3 / 118 (*)
________________________________________
[ 120 ]
الاكاف التي ترون رغيفا شعير قد أتي عليهما أيام فما أصنع بهذه الدنانير، لا والله حتى يعلم الله اني لا أقدر على قليل ولا كثير، ولقد أصحبت غنيا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وكذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول، فانه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا، فرداها عليه وأعلماه أنه لا حاجة فيها ولا فيما عنده، حتى ألقى الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه. 54 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال حدثني الفضل بن شاذان، قال حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر، قال قال أبو الحسن عليه السلام قال أبو ذر: من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى باحدهما وأتعشى بالاخر، وبعد شملتي صوف أتزر باحديهما وأرتدي بالاخري. - والاكاف: صانعه. والجمع الاكف بضميتن. قال في المغرب: والسرج الذي على هيئته هو ما يجعل على مقدمة شبه الرمانة، والوكاف لغة ومنه أو كف الحمار وأكفه ايكافا ووكفه توكيفا أي شد عليه الاكاف، وأما أكف الاكاف تأكيفا فمعناه اتخذه. قوله رحمه الله تعالى: عن موسى بن بكر الواسطي ذكره الشيخ في أصحاب أبي السحن الكاظم عليه السلام وقال: أصله كوفي واقفي له كتاب يروي عن أبي عبد الله عليه السلام (1). واني لست استثبت وقف الرجل، ولا شيخنا أبو العباس النجاشي تعرض لنقله، وستطلع على ما رواه أبو عمرو الكشي في مدحه مما ينصرح به أن أسناد الوقف إليه اختلاق عليه، فاذن الطريق حسن على الاصح. قوله رضى الله تعالى عنه: من جزى الله عنه الدنيا يعني من كان شئ من الدنيا عنده مشكورا محمودا مرغوبا إليه يستحق أن يقال: جزاه الله عني خيرا فأنا على خلاف سيرته، فان كان ما في الدنيا مذموم مقبوح
________________________________________
1) رجال الشيخ: 359 (*)
________________________________________
[ 121 ]
قال، وقال: ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما، فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك ؟ فقال: اني عنهما لمشغول وما عناني أكبر. فقيل له: وما شغلك عنهما ؟ قال: العظيمتان الجنة والنار. قال: وقيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك ؟ قال علمي. قالوا انا نسألك عن الذهب والفضة ؟ قال ما أصبح فلا امسي وما أمسي فلا أصبح لنا كندوج ندع فيه حرمتاعنا، سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كندوج المرء قبره. - منحي عن الخير لا يستحق الا أن يقال: جزاه الله عني مذمة وبعادا عن الرواء والنضارة بعد رغيفي شعير اتخذ أحدهما لي غذاء به أتغذى والاخر عشاء به أتعشى وبعد شملتي صوف أتخذ لي أحدهما ازارا وبها أتزر والاخرى رداء ا بها أرتدي. قوله رضى الل تعالى عنه: وما عنانى أكبر بالتشديد على التفعيل من العناء باهمال العين المفتوحة قبل النون وبالمد المشقة والشدة والاذي والالم، عنا يعنيه تعنية فتعنى وهو يتعاني الشدائد والمشاق والالام. قوله رضى الله تعالى عنه: ما أصبح فلا أمسى وما أمسى فلا أصبح على سياقه الدعاء عليه، والهمزة للدخول أي مامنه أصبح ودخل في الصباح فلا أبقاه الله إلى الامساء وما منه أمسى ودخل في المساء فلا أبقاه الله إلى الاصباح والدخول في الصباح، " لنا كندوج " أي وعاء نضع فيه " حرمتاعنا " حر كل شئ باهمال الحاء المضمومة قبل الراء المشددة نجيبه ونفسيه وطيبه وصميمه، وأرض حرة لا سبخة فيها، وطين حر لا رمل فيه، ورملة حرة طيبة النبات ونزل في حر الوادي أي في وسطها قاله في الاساس (1). قوله صلى الله عليه وآله كندوج المرء قبره الكندوج بالضم على وزن صندوق شبه المخزن
________________________________________
1) أساس البلاغة: 121 (*)
________________________________________
[ 122 ]
55 - محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثى، قالا حدثنا ابراهيم بن - قال في القاموس: معرب كندو (1). قوله رحمه الله تعالى: ومحمد بن الحسن البراثى في طائفة جمة من النسخ بالباء الموحدة قبل الراء والثاء المثلثة بعد الالف. قال في القاموس: قرية من نهر الملك، أو محلة عتيقة بالجانب الغربي، وجامع براثا معروف، وأحمد بن محمد بن خالد وجعفر بن محمد وأبو شعيب البراثيون محدثون (2). وقال شيخنا الشهيد في الذكري: مسجد براثا في غربي بغداد، وهو باق إلى الان رأيته وصليت فيه (3). وفي بعض النسخ البراني بالراء المشددة بعد الباء الموحدة والنون بعد الالف. قال الشيخ في باب لم: محمد بن الحسن البراني يكنى أبا بكر كاتب له رواية (4). قلت: وكأنه محمد بن الحسن بن روزبه أبو بكر المدايني الكاتب نزيل الرحبة الوارد في أسناد الصحيفة الكريمة السجادية. وفي القاموس: البرة موضع قتل فيه قابيل هابيل، والبرانية قرية ببخارا منها سهل بن محمود البراني الفقيه والنجيب محمد بن محمد البراني المحدث (5). ولقد حققنا القول فيه في المعلقات على الصحيفة الكريمة (6).
________________________________________
1) القاموس: 1 / 205 2) القاموس: 1 / 162 3) الذكرى: 155 4) رجال الشيخ: 497 5) القاموس: 1 / 371 6) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الانوار للجزائري: 26 والكتاب سيطبع قريبا يتحقيقنا وتعليقنا عليه (*).
________________________________________
[ 123 ]
محمد بن فارس، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب - وفي نسخة عتيقة كأنها أصح النسخ " البرنانى " بنونين من حاشيتي الالف وهذا هو الصحيح في هذا الاسناد. قال الشيخ في باب لم: محمد بن الحسن البرناني روى عنه الكشي (1). وقد أسلفنا تصحيح النسبة فيه، وضبطه بعضهم " البرثاني " بضم الباء الموحدة والثاء المثلثة بعد الراء نسبة إلى قبيلة برثن. قال في الصحاح: وبرثن حي من بني أسد (2). قوله رحمه الله تعالى: قالا: حدثنا ابراهيم بن محمد بن فارس هو النيسابوري من أصحاب أبي الحسن الثالث وأبي محمد العسكريين عليهما السلام ذكره الشيخ في أصحابهما (3). قال في الخلاصة: لا بأس به في نفسه ولكن بعض من يروي هو عنه (4). قلت: وهذه بعينها عبارة محمد بن مسعود العياشي على ماروى عنه الكشي (5) وسيجئ في الكتاب، فقول بعض شهداء المتأخرين (6) في حاشيته على الخلاصة في كتاب الكشي ثقة في نفسه نقل لا أصل له. قوله رحمه الله تعالى: عن الحسين بن المختار هو القلانسي وقد أوضحنا لك فيما سبق استقامته وثقته.
________________________________________
1) رجال الشيخ: 509. 2) الصحاح: 5 / 2078 3) رجال الشيخ: 410 و 428 4) الخلاصة: 7 5) رجال الكشى: 446 ط نجف. 6) هو الشهيد الثاني في حاشيته على الخلاصة غير مطبوع (*).
________________________________________

(Dokumen-ABNS)
Share this post :

Posting Komentar

ABNS Video You Tube

Terkait Berita: