تكملة أمل الآمل
السيد حسن الصدر
***********************
[ 1 ]
مخطوطات مكتبة اية الله المرعشي العامة (13) تكملة أمل الامل تأليف
المرجع الدينى الفقيه المحدث آية الله السيد حسن الصدر (1272 - 1354) تحقيق: السيد
احمد الحسيني باهتمام: السيد محمود المرعشي
________________________________________
[ 2 ]
كتاب: تكملة أمل الامل تأليف: السيد حسن الصدر تحقيق: السيد احمد
الحسينى نشر: مكتبة آية الله المرعشي - قم طبع: مطبعة الخيام - قم التاريخ: 1406 ه
العدد: (2000) نسخة
________________________________________
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلوة والسلام على
أشرف الانبياء والمرسلين محمد المصطفى وعترته الطاهرين
________________________________________
[ 5 ]
كلمة كريمة تفضل بتنميقها يراع سماحة المرجع الدينى الورع علامة الفنون
العلمية وجامع العلوم الاسلامية آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي
دام ظله الوارف على رؤوس المسلمين. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مفيض النعم،
ومبيد النقم، والصلاة والسلام على سيد الامم من العرب والعجم، سيدنا ونبينا ابى
القاسم محمد وعلى آله مصابيح الظلم والمشاكي في الدياجي والبهم. وبعد: لا يذهب على
من ألقى السمع وهو شهيد أن من أجل العلوم التاريخية ها هو علم التراجم، سيما تراجم
علماء الاسلام، وخاصة تراجم علماء الشيعة.
________________________________________
[ 6 ]
فمن ثم توجهت أنظار الفطاحل ورجالات الفضل إلى التأليف والتنسيق حول هذا
المشروع الهام، فجادت جياد أقلامهم بمئات بل ألوف من الزبر والاسفار، كفهرس شيخ
الطائفة، ومتممه فهرس الشيخ منتجب الدين، وامل الامل لصاحب الوسائل، ورياض العلماء
الميرزا عبد الله الافندي، وروضات الجنات للميرزا محمد باقر الخوانساري، وجلد من
رياض الجنة للحاج الميرزا حسن الخوئي الرياضي، وروضات الجنات للحافظ حسين
الكربلائي، وعلماء الدولة الصفوية للمولى محمد باقر المنشى، وعلماء كاشان للمولى
محمد حسن القمصري، وعلماء قم للشيخ محمد علي الكچوئى نزيل قم، وعلماء خراسان للمولى
عبد الرحمن الفارسي المشهدي، وعلماء شيراز للحاج الميرزا حسن الحائري الشيرازي،
وعلماء خراسان للفاضل البسطامي، وعلماء يزد للمفيدي، وعلماء شاهرود للشيخ محمد كاظم
الشاهرودي، وعلماء تبريز للمولى محمد شريف الشيرواني، وعلماء المعاصرون للحاج
المولى علي التبريزي الخياباني، وريحانة الادب للميرزا محمد علي التبريزي
الخياباني، وعلماء الحلة للسيد محسن الحسينى القزويني الحلي من مشائخنا في الرواية،
وعلماء الكوفة للشيخ محمد الكوفي الخطيب الحائري، والهدية الرضوية للشيخ الحاج عباس
القمي وضيافة الاخوان في تراجم علماء قزوين لاقا رضي الدين محمد القزويني، والحصون
المنيعة في طبقات الشيعة للشيخ علي آل كاشف الغطاء النجفي، وآثار الشيعة الامامية
للشيخ عبد العزيز آل صاحب الجواهر، وتراجم علماء النجف الاشرف للعلامة أستاذي في
علم النسب السيد رضا الموسوي البحراني الغريفي النجفي الصائغ صاحب كتاب مشجرات
الانساب، وماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر آل محبوبة النجفي وغيرها مما يعسر عدها.
وممن جد وكد في ذلك العلامة في علوم الحديث خريت علمي الرجال
________________________________________
[ 7 ]
والتراجم شيخ الاجازة ومركز الرواية وقطب رحاها آية الله الاستاذ السيد
أبو محمد الحسن صدر الدين الموسوي نزيل مشهد الامامين الكاظمين، فانه قدس الله روحه
قد أتعب نفسه النفيسة بتأليف كتاب (تتميم أمل الامل) ومن راجع سائر تتمام الامل
بانت له حقيقة الامر، فانه قد حوى عدة تراجم من علمائنا الذين خمل ذكرهم ولم يذكر
أسماؤهم، وقد قرأت هذا الكتاب عليه طيلة اقامتي بتلك البلدة المقدسة للاستفادة من
أبحاثه الرجالية، فأجاز لي روايته وكذا رواية شرحه على وسائل الشيعة وكتاب عيون
الرجال وكتاب تأسيس الشيعة الكرام لفنون الاسلام وغيرها مما سمحت به يراعه. ثم اعلم
أيها القارئ البحاثة ان الشريف الجليل ناسق هذا الكتاب يروي ما روى عن آل الرسول "
ص " عن عدة من مشائخ الاسلام وأساطين الدين والمذهب قد ذكرهم في اجازاته: منهم
أستاذه الفقيه الشيخ محمد الحسين الكاظمي صاحب كتاب هداية الانام في شرح شرائع
الاسلام، وهو يروي عن أستاذه الفقيه الشيخ محمد الحسن النجفي صاحب الجواهر، وهو عن
أستاذه الفقيه السيد محمد الجواد الحسينى العاملي النجفي صاحب مفتاح الكرامة، عن
أستاذه الفقيه الشيخ جعفر النجفي صاحب كتاب كشف الغطاء، عن أستاذه الفقيه الاقا
محمد الباقر الوحيد البهبهاني الحائري صاحب كتاب شرح المفاتيح عن، أستاذه ووالده
المولى محمد اكمل، عن أستاذه المحقق الاقا جمال الدين محمد الخوانساري، عن غواص
بحار الانوار ومستخرج لئالي الاثار شيخنا المولى محمد الباقر المجلسي بطرقه التي
ذكرها في المجلد الاخير من موسوعته الكبرى (بحار الانوار) واجازاته المتكثرة
وتآليفه المتنوعة، وقد انهاها إلى ارباب الكتب الاربعة وأسانيدهم إلى ائمة الهدى
والمشاكي بين الورى مذكورة في تآليفهم وتصانيفهم.
________________________________________
[ 8 ]
وقد أجاز لي قدس سره أن أروي عنه بهذا الطريق وبغيره جميع مروياته
المعنعنة المسلسلة، وهي وافرة عديدة. واستجزت عنه زمن استفادتي من محضره الشريف
رواية جميع آثاره الممتعة، فأجاز لي روايتها عنه، وممانض بالخصوص على روايته عنه هو
شرحه على وسائل الشيعة وهذا الكتاب، فاني أرويهما عن جامعهما ومؤلفهما طاب الله
رمسه. وفي الختام أشكر المولى الكريم سبحانه بنشر هذا السفر الجليل في هذه الايام
بتحقيق الفاضل النشيط في نشر تراثنا العلمي حجة الاسلام الحاج السيد احمد الحسيني
الاشكوري النجفي دام علاه وباهتمام نجلي الاسعد الحجة الحاج السيد محمود الحسيني
المرعشي، فانهما قد أتيا بما يؤمل ويراد في هذا الباب. ألا وجزاهما الرب الرحيم نعم
الجزاء وهنأهما بالكأس الاوفى بشربة لا ضمأ بعدها أبدا، آمين آمين. والسلام على من
اتبع الهدى ونآى بجانبه عن الهوى. حرره العبد المسكين المستكين خادم علوم أهل البيت
عليهم السلام المنيخ مطيته بأبوابهم أبو المعالى شهاب الدين الحسينى المرعشي النجفي
حشره الله تعالى تحت لواء جده أمير المؤمنين يوم لا ينفع مال ولا بنون ببلدة قم
المشرفة حرم الائمة وعش آل محمد عليهم السلام. في صبيحة يوم الاربعاء منتصف شهر صفر
المظفر سنة 1406، حامدا مصليا مسلما مستغفرا.
________________________________________
[ 9 ]
تقديم تناول شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 أسماء
أصحاب الائمة عليهم السلام ولمعا من تراجمهم في كتابيه المشهورين " الرجال " و "
الفهرست " فكانا مع رجال النجاشي ورجال الكشي مادة خيرة لمعرفة طبقات رواة الحديث،
وهي بمجموعها كونت النواة الاولى من علم رجال الحديث عند الشيعة الامامية. ومن
القرن الرابع حتى القرن العاشر فترة قلت فيها المؤلفات الرجالية وأهملت تراجم
العلماء اهمالا كاد بسببه أن يضيع كثير من أسماء الاعلام الشيعية. الا ما جاء في
كتابين صغيرين معروفين وهما " معالم العلماء " لابن شهر اشوب السروي و " الفهرست "
للشيخ منتجب الدين الرازي، فحفظا أسماء قليلة لم تسد الفجوة الحادثة بسبب الاهمال
في هذا المجال. وفي القرن الحادي عشر قام الشيخ المحدث الثقة محمد بن الحسن الحر
العاملي المتوفى سنة 1104 بتأليف كتابه " أمل الامل " في قسمين: الاول في
________________________________________
[ 10 ]
علماء جبل عامل وسماه ب " امل الامل في علماء جبل عامل "، والثاني في
علماء بعد الشيخ الطوسي وسماه ب " تذكرة المتبحرين في علمائنا المتأخرين "، وأدرج
فيه ما ذكره ابن شهر اشوب والشيخ منتجب الدين في كتابيهما، فسد بكتابه " أمل الامل
" بعض ما كان يحس من الفراغ بهذا الصدد. ولشخصية الحر العاملي الحديثية والعلمية
ولا همية كتابه " امل الامل "، اهتم العلماء بشأن كتابه، فتداولوه في مؤلفاتهم
الرجالية واستدركوا عليه وقوموا ما ربما وقع فيه من الاخطاء. وفي الحقيقة أوجد هذا
الكتاب حركة فيها كل البركة في مجال التراجم والرجال، وكان محورا بقي لفترة طويلة
يدور عليه مدار التأليف في معرفة أحوال العلماء والشخصيات الشيعية الكبيرة. وقد
تحدثت بشئ من التفصيل عن كتاب " أمل الامل " في المقدمة التي كتبتها له عند طبعه
بالنجف في سنة 1385 ه، وعددت أربعة عشر كتابا ألفت في الاستدراك على الحر، ووجدت
بعد طبع الكتاب ونشره كتبا أخرى في نفس الموضوع لعله أسماؤها عند تجديد طبع الامل
انشاء الله تعالى. * * * من أهم وأوسع المستدركات التي نعرفها حتى الان على كتاب "
أمل الامل "، هو المستدرك الذي ألفه علامة الفقه والحديث والرجال السيد الشريف
السيد حسن الصدر المتوفى سنة 1354. رتب على الصدر كتابه " تكملة أمل الامل " في
قسمين كالاصل: الاول في علماء جبل عامل، والثاني في العلماء غير العامليين. وتراجم
التكملة بعضها تفصيل لبعض تراجم الاصل أو تصحيح وتعليق عليها، وبعضها - وهي الاكثر
- تراجم مستقلة فاتت مؤلف الاصل أو لاعلام عاشوا بعد عصر الحر العاملي.
________________________________________
[ 11 ]
و " التكملة " بمجموعه كتاب مهم حوى كثيرا من المعلومات الهامة التي خلت
منها كتب التراجم، جاءت نتيجة لمطالعات مؤلفه الواسعة في الكتب والمؤلفات المخطوطة
والمطبوعة التي كانت تحويه مكتبته الغنية المشهورة. ولولا ضنة ورثة السيد الصدر
باشاعة الكتاب وحبسه عن الباحثين والمؤلفين، لكان له شأن غير هذا الشأن ومكانة
سامية بين كتب الرجال والتراجم. ولكن شاء الله تعالى أن يبقى هذه السنين مطمورا في
زوايا الخمول والركود حتى نعثر على مصورة القسم الاول منه في مكتبة المرجع الديني
الورع صاحب السماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله
الوارف، فنخرجه إلى عالم النور بالشكل الذي يراه القارئ الكريم. * * * النسخة التى
كانت أساسا لهذه الطبعة هي مصورة مكتبة آية الله المرعشي بقم عن نسخة كتبها السيد
احمد بن سلطان علي الحسيني المرعشي التستري وأتم كتابة هذا القسم منها (القسم الاول
في علماء جبل عامل) في يوم الجمعة تاسع شهر ربيع الثاني سنة 1358 ه. كتبت هذه
النسخة - كما يقال - بطلب من علامة الحديث والعقائد سيدنا المجاهد السيد عبد الحسين
شرف الدين العاملي قدس الله روحه الزكية وأرسلت له صور بجبل عامل. وهي نسخة حسنة
الخط لا بأس بها مع عدم خلوها عن بعض الاخطاء والهنات، ولعلها غير مقابلة بعد النسخ
على نسخة المؤلف لتخلو عن الاغلاط والتصحيفات. والذي يؤسف عليه أن شخصا من
الفضوليين قرأ هذه النسخة فشطب على كثير من عباراتها وطمسها بالسواد بحيث لا يمكن
قراءتها، كما أنه شطب كذلك على بعض التراجم برأسها، ويضيع بهذا العمل معالم كلمات
وربما سطور، فلم
________________________________________
[ 12 ]
نتمكن من قراءتها مع بذل الجهد والدقة فاضطررنا إلى أن نضع مكانها نقاط
بين المعقوفتين (...) ونرجئ مل ء الفراغ إلى حين العثور على نسخة أخرى خالية عن
العيب. هذا، وكان السعي في أن يرى هذا الكتاب النور ويطبع ليكون في متناول أيدي
الباحثين والمعنيين بالتراجم والرجال، عسى أن يقيض الله تعالى له من يتولى تحقيقه
والدقة الكاملة في عباراته وتحقيقها تحقيقا كاملا يليق به. انه تعالى خير معين
وموفق. قم: 16 صفر 1406 ه السيد احمد الحسينى
________________________________________
[ 13 ]
ترجمة المؤلف نقلا عن كتاب " بغية الراغبين في أحوال آل شرف الدين "
لمؤلفه صاحب السماحة آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين، وهي الترجمة المطبوعة في
كتاب " تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ". مولده ونشأته: ولد أعلى الله مقامه في مشهد
الكاظمين عليهما السلام ظهر يوم الجمعة 29 شهر رمضان المبارك سنة 1272 ه. وقد
أنشأه الله تعالى منشأ مباركا في حجر حكيم كان من أبر الحجور المنجبة حجر أبيه
المقدس - وناهيك - فبذل أعلى الله مقامه في تربيته جهده واستفرغ في تأديبه وتهذيبه
وسعه، وبوأه (من حكمته في تثقيفه وشد أسره العالمي) 1) مبوأ صدق، ينهج له سبل الحجى
ويعرج به إلى أوج الهدى. زقه أولا علوم اللغة وفنون اللسان زقا، فما بلغ الخامسة
عشرة
________________________________________
(1) شد الاسر بالسين المهملة توقية احكام البينة، والمراد هنا احكام
مبانيه العلمية.
________________________________________
[ 14 ]
حتى أتقن الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع وتوغل في علم المنطق
درجة رفيعة. أخذ هذه العلوم من أساتذة مهرة بررة من علماء الكاظمية 1)، أختارهم له
والده، وكان يهيمن عليه معهم في كل دروسه، لا يألو جهدا في تنشيطه وتمرينه ولا يدخر
وسعا في ارهاف عزمه واغرائه في الامعان بالبحث. وكان من أول نشأته بعيد مرتقى الهمة
نزاعا إلى الكمال، فحسر عن ساعد الجد وقام في التحصيل على ساق، فبذ أقرانه وجلى
وفاز دونهم بالقدح المعلى. وما أن بلغ الثامنة عشر من عمره حتى خرج من سطوح الفقه
والاصول، أخذهما عن أبيه بكل ظبط واتقان. وربما وقف فيهما على غير أبيه أيضا من
أعلام الكاظمية. وفشى ذكره في التحصيل على ألسنة الخاصة والعامة من أهل بلده، ورن
صيته بالعقل والفضل والهدى والرأي وحسن السمت في تلك الناحية، فكان المثل الاعلى من
شباب الفضيلة في حمد السيرة وطيب السريرة وجمال الخلق وكمال الخلق. رحلته إلى النجف
الاشرف: النجف الاشرف مهبط العلم ومهوى أفئدة العلماء منذ هاجر إليها شيخ الطائفة
الامام أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى (سنة 448) ولم تزل إلى
________________________________________
(1) كالشيخ العلامة الثقة باقر ابن حجة الاسلام محمد حسن آل ياسين
والشريف العلامة الثبت السيد باقر ابن المقدس السيد حيدر، قرأ عليهما النحو والصرف،
والشيخ العلامة احمد العطار قرأ عليه المعاني والبيان والبديع، والشيخ محمد بن
الحاج كاظم والميرزا باقر السلماسى قرأ عليهما المنطق.
________________________________________
[ 15 ]
يومنا هذا شرعة وراد المعارف الالهية ونجعة رواد العلوم والفنون كلها
وعاصمة الدين الاسلامي والمذهب الامامي والجامعة العظمى تشد إليها الرحال، والمتجرة
1) الكبرى تركب إليها ظهور الامال، راجت فيها أسواق العلوم عقلية ونقلية تخرج منها
الالوف المؤلفة من أساطين العلماء الذين ملاوا الدنيا علما وهديا، فانتشروا في
الارض انتشار الكواكب في السماء مبشرين ومنذرين على سنن الانبياء من بني اسرائيل.
وكان السيد من كواكبهم اللامعة ومصابيحهم الساطعة، ارتحل إليها بأمر والده سنة 1290
متأهبا متلببا لبوغ الكمال في علومه حاسرا في ذلك عن ساعد الجد قائما فيه على ساق
الاجتهاد، فأكب على فقه الائمة من أهل البيت وأصولهم وسائر علومهم عليهم السلام
يأخذها عن شيوخ الاسلام في تلك الايام. ووقف في علمي الحكمة والكلام على المولى
محمد باقر الشكي، فلما لحق الشكي بدار النعيم أكمل العلمين على المولى الشيخ محمد
تقي الكلبايكاني والشيخ عبد النبي الطبرسي. ولم يزل عاكفا في النجف على الاشتغال
مجدا في تحصيل الكمال جادا في أخذ العلوم عن أفواه الرجال قائما في الاستفادة
والافادة على ساق مدرسا ومؤلفا ومحاضرا ومناظرا حتى ارتحل إلى سامراء، وقد نوه شيوخ
الاسلام أساتذته باسمه وأشادوا بفضله مصرحين بعروجه إلى أوج الاجتهاد وقدرته على
استنباط الاحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية، فانصرف عنهما مفلحا منجحا.
والحمد لله رب العالمين.
________________________________________
1) المتجرة بكسر الجيم موضع التجارة، يقال أرض متجرة أي يتجر فيها
واليها، جمعها متاجر، أما المتجر فهو الاتجار، ومنه قولهم: صفقته في متجر الحمد
رائجة.
________________________________________
[ 16 ]
رحلته إلى سامراء: لما ارتحل سيد الشيعة ومجدد الشريعة الامام الشيرازي
الكبير من النجف الاشرف إلى سامراء وذلك سنة 1291 خف إليه - رحمة الله وبركاته عليه
- نخبة من أعلام حوزته، فكانوا حوله كجماع الثريا أو كحلقة مفرغة لا يدرى أين
طرفاها. وقد حسر أعلى الله مقامه وحسروا معه (للعلم) عن سواعدهم، وقال وقاموا بين
يديه (في تمحيص الحقائق) على ساق، يصلون (في البحث والتدقيق) صباحهم بمسائهم وليلهم
بنهارهم لا يسأمون ولا يفترون. وكيف يسأمون أو يفترون وقد نفخ فيهم من روحه (روح
القدس) فأرهف طباعهم وصقل أذهانهم وشرح للعلم والعمل صدورهم، فكانت آذانهم واعية
ومجامع قلوبهم صاغية، تتلقى ما يلقيه من ضروب الحكمة وفنون العلم عقلية ونقلية، حمى
بذلك وطيس العلم في سامراء وارتفع فيها أوجه وبان شأوها على ما سواها من المعاهد
العلمية كلها، فكانت شرعة الوارد من فحول العلماء والاساطين ونجعة الرائد من أبطال
العلم والدين. وكان السيد (صاحب العنوان) من أعلام من وردوا تلك الشرعة السائغة
وارتادوا تلك النجعة الخصبة. ارتحل إليها من النجف الاشرف سنة 1297، وقد شد للعلم
حيازيمه وأرهف له عزائمه وأرصد الاهب لاخذه بجيمع فنونه عن ذلك الامام المجدد الذي
قلما سمحت الايام بمثله أستاذا مربيا. عكف السيد على دروسه مع من عكفوا عليها من
أبطال العلم يخوض معهم عبابها، ويغوص معهم على أسرارها، لا يستوطئ في ذلك راحة ولا
تفوته فرصة. وعنى أستاذه الامام بأمره إلى الغاية، واهتم بشأنه كل الاهتمام حتى
أورى
________________________________________
[ 17 ]
زند آماله، وأنزل امانيه منه منزل صدق فما خدعته فيه الاماني والا كذبته
فيه الظنون. ورسخت بين السيد وبين كل من أبطال تلك الحوزة قواعد المودة، وتوثقت عرى
المصافاة واستحصفت أسباب الولاء وأمر حبل الاخاء، فكانوا جميعا رحماء بينهم يغدون
على أستاذهم ومربيهم ويروحون من كل يوم ولاهم لهم الا الايغال في البحث والامعان في
التنقيب والتقصي في التدقيق، واستبطان دخائل العلم واستجلاء غوامضه وخوض عبابه
والغوص على أسراره واستخراج مخبآته والاحاطة بفروعه وأصوله، دائبين في ذلك تارة مع
أستاذهم اوقات دروسه وأخرى معه في غير أوقات الدرس، وكثيرا ما يكون ذلك على سبيل
المناظرة فيما بينهم. وقد يكون هذا بينهم وبين من هم دونهم من تلامذتهم وغير
تلامذتهم. هذا شأن السيد صاحب العنوان وشأن أترابه منذ حلوا في سامراء حتى ارتحلوا.
وكانت اقامة السيد فيها نحوا من سبع عشرة سنة ما جف فيها لبده ولا فاتته فيها نهزة،
وكان دأبه فيها تعقب خطوات استاذه الامام وسائر أساتذته الاعلام، متتبعا أطوار
الابطال من أركان تلك الحوزة في سامراء، مستقرئا طرائق الماضين من أساطين الامامية،
يتعرف بذلك مداخل العلماء في التحقيق والتدقيق وخارجهم، ويتدبر أسالبيهم في النقض
والابرام واستنباط الاحكام ليطبع على أفضلهم وينهج غرارا منهاج أعدلهم أسلوبا
وأمثلهم طريقة، شأن من عناهم الله سبحانه بقوله " الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب ". كانت أوقاته في سامراء
مرتبة بين حضور على أستاذه الامام ومناظرة مع أترابه الاعلام ومحاضرة يلقيها على
تلامذته وتأليف ينفرد فيه بكتابه وعبادة ينقطع فيها إلى محرابه. وكان بينه وبين
الامام المحقق المقدس الميرزا محمد تقي الشيرازي مذاكرة
________________________________________
[ 18 ]
ومناظرة في وقت خاص من كل يوم واستمرت اثنتي عشر سنة (1. وما برح السيد
في سامراء مجدا مجتهدا يقظ الجنان نافذ الهمة في العلم والعمل حتى رجع منها إلى
مسقط رأسه (الكاظمية) وذكل بعد وفاة أستاذه الامام بعامين. كلمة موجزة في استاذه 2)
هو الامام المجدد (3 حجة الاسلام 4) السيد الشريف الميرزا محمد حسن
________________________________________
1) فيما نقله الثقة الشيخ عباس القمى في أحوال القائانى ص 36 من الجزء
الثالث من كبابه الكنى والالقاب، وكنت ايام هجرتى العلمية إلى سامراء وذلك سنة 1310
أرى المقدس الميرزا محمد تقى الشيرازي يبكر في كل يوم إلى بيت السيد للبحث معه ثم
ينصرف إلى درسه العام يلقيه على تلامذته العلماء الاعلام. 2) كان أستاذه الميرزا
أعلى الله مقامه كالشمس في ريعان الضحى - والشمس معروفة بالعين والاثر - فهو أبين
من أن يبين، وأمره أوضح من أن يوضح - وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا - على أن البيان
ليضيق عن خصائصه الحسنى، فلا يسعها كتابنا هذا وان أفردناه لها وقصرناه عليها،
وانما آثرنا بكلمتنا هذه مجرد التشرف والتبرك وتزيين الكتاب وتشريفه بذكره. 3)
المعروف بين المسلمين ان الله عزوجل يقيض لهذا الدين على رأس كل مائة سنة من يجدده
ويحفظه، ولعل المدرك في هذا ما أخرجه أبو داود في صحيحه بسند (صحيح عند القوم) رفعه
إلى رسول الله " ص " قال: ان الله يبعث لهذه الامة عند رأس كل مائة سنة من يجدد لها
دينها. وقد أورد ابن الاثير هذا الحديث في كتاب النبوة من كتابه جامع الاصول في
أحاديث الرسول، ثم أورد في شرح غريب هذا الباب كلاما ذكر فيه المجددين، فعد ممن جدد
في مذهب الامامية على رأس المائة الاولى محمد بن على الباقر وعلى رأس المائة
الثانية علي بن موسى الرضا وعلى رأس المائة الثالة ابا جعفر محمد بن يعقوب الكليني
وعلى رأس المائة الرابعة الشريف المرتضى الموسوي.
________________________________________
[ 19 ]
ابن الميرزا محمود بن الميرزا اسماعيل الحسينى الشيرازي من أسرة في
شيراز عريقة في الشرف. ولد أعلى الله مقامه في شيراز في منتصف جمادى الاول سنة
1230، وفيها كان مبدأ تحصيله، ثم أتى اصفهان على عهد الشريفين الموسيين السيد محمد
باقر الرشتى والسيد صدر الدين العاملي، فوقف على أساتذة مهر بررة أعلام 1) فأخذ
عنهم علما جما. ثم هاجر إلى النجف الاشرف سنة 1259، فانضوى إلى أعلامها عاكفا على
التحصيل، لا يألو جهد في ذلك حتى نص أستاذه الامام صاحب الجواهر على اجتهاده المطلق
(2. واختص بامام المحققين المتبحرين الشيخ مرتضى الانصاري، ففاق جميع أصحابه ولازمه
ملازمة ظله حتى قضى الامام الانصاري نحبه واضطرب الناس في تعيين المرجع العام بعده،
فكان هو المتعين في نظر الاعاظم الاساطين 3) من تلامذة ذلك الامام أعلى الله مقامه.
________________________________________
قلت: لعل أمر المجددين ثابت مطرد جدير بالتصديق والاذعان. واذن فمجدد
الدين في رأس القرن الرابع عشر انا هو هذا الزعيم العظيم الذى ثنيت له وسادة
الزعامة والامامة وكان اهلها. أعلى الله مقامه. 1) هو أول من أطلق عليه في العراق
حجة الاسلام، ولعمري انه جدير بذلك، ولو اقتصروا في اللقب الافخم عليه وعلى أمثاله
لكان أحجى. 1) كالعلامة المحقق السيد الشريف حسن المدرس والعلامة المحقق الشيخ محمد
ابراهيم بن محمد حسن الكلباسى وغيرهما. 2) في كتاب أرسله صاحب الجواهر إلى بعض
الولاة في ايران. 3) كالميرزا حسن الاشتيانى والميرزا حبيب الله الرشتى والشيخ عبد
الله بن على نعمة العاملي الجبعى والشيخ جعفر التسترى والاقا حسن الطهراني والميرزا
عبد الرحيم النهاوندي وأمثالهم من بحار العلم وأوتاد الارض. رضوان الله عليهم.
________________________________________
[ 20 ]
وفي سنة 1288 حج البيت الحرام وتشرف بالمدينة الطيبة على مشرفها الصلاة
والسلام. وفي سنة 1291 هاجر إلى سامراء فاستوطنها في جم غفير من أصحابه وخريجيه،
فكانت سامراء شرعة الواردة ونجعة الرائد. أخذ عنه من فحول العلماء عدة لا تسع هذه
العجالة استقصاؤهم 1)، وتخرجوا على يديه راسخين في العلم محتبين بنجاد الحلم فإذا
هم: علماء أئمة حكماء * يهتدى النجم باتباع هداها وقد نشروا علمه الباهر على صهوات
المنابر وسجلوه في مؤلفاتهم الخالدة. جزاه الله واياهم عنا خيرا جزاء المحسنين.
ثنيت لهذا الامام (الهاشمي) العظيم وسادة الزعامة والامامة، وألقيت إليه مقاليد
الامور، وناط أهل الحل والعقد ثقتهم بقدسي ذاته ورسوخ علمه وباهر
________________________________________
1) وحسبك منهم ابن عمه السيد الميرزا اسماعيل الحسينى الشيرازي والسيد
اسماعيل الصدر الموسوي العاملي والسيد محمد الحسينى الفشاركى الاصفهانى والسيد كاظم
الحسينى الطباطبائى اليزدى والسيد حسن بن السيد هادى الصدر الموسوي العاملي الكاظمي
صاحب العنوان والسيد عبد المجيد الحسينى الكروسى والسيد ابراهيم الدامغاني الدرودى
والاغا مير السيد حسين القمى والميرزا محمد تقى الشيرازي والاخوند الشيخ ملا كاظم
الخراساني والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ الميرزا حسين النوري والشيخ فضل الله
الشهيد النوري الطهراني والشيخ ملا فتح على السلطان آبادى والشيخ حسن على الطهراني
والشيخ الميرزا ابراهيم الشيرازي والمولى على النهاوندي والشيخ اسماعيل الترشيزى
والشيخ الميرزا أبو الفضل الطهراني والشيخ الميرزا حسين السبزواري والمولى الشيخ
محمد تقى القمى والشيخ حسن الكربلائي والميرزا حسين النائيني، إلى كثير من أمثالهم
الذين شهدت بفضلهم محابرهم وخريجو حوزاتهم وسبائك مؤلفاتهم وسائر آثارهم العلمية
والعملية، رباهم على يديه ووقف بنفسه على تثقيفهم ليصنعوا على عينيه. فجزاه الله
عنهم وعنا وعن الاسلام وأهله خير جزاء المحسنين.
________________________________________
[ 21 ]
حلمه وحكمته، وأجمعوا على تعظيمه ونقديمه وحصروا التقليد به، فكان للامة
أبا رحيما تأنس بناحيته وتقضى إليه بدخائلها. وكان للدين الاسلامي والمذهب الامامي
قيما حكيما، يوقظ لخدمتهم رأيه، ويسهر لرعايتهما قلبه. وكان شاهد اللب، يقظ
الفوائد، كلؤ العين، شديد الحفاظ، ضابطا لاموره، حارسا لامته، عظيم الخلق، رحيب
الصدر، سخي الكف، زاهدا في الدنيا كل الزهد، راغبا فيما عند الله عزوجل إلى الغاية،
زعيما عظيما تخشع امامه عيون الجبابرة وتعنو له جباه الاكاسرة، كما قال في رثائه
بعض الافاضل من السادة الاشراف: قدت السلاطين قود الخيل إذ جنبت * وما سوى طاعة
الباري لها رسن لك استقيدوا على كره لما علموا * بالسوط أدبارهم تدمى إذا حرنوا لا
خوف بعدك أمسى في صدورهم * فليفعلوا كيف شاؤوا انهم أمنوا وحسبك شاهدا لهذا أمر
(التنباك) إذ التزمته بريطانيا العظمى من حكومة ايران العلية على عهد صاحب الجلالة
ناصر الدين شاه القاجاري، فأوجس ذلك الامام اليقظان خيفة على استقلال ايران أن يمس
بسوء، فتلافى الخطر بفتوى أصدرها تقتضي تحريم استعمال (التنباك) معلنا غضبه وسخطه
من الدولتين بما تعاقدتا عليه من الالتزام. فهاج الشعب الايراني هياج البحر بعواصف
الزعازع، وزلزلت الارض زلزالها، وأعرض الشعب بأجمعه عن استعمال التنباك وعاملوه
معاملة الابرار للخمر واستمروا على ذلك، فلم يكن للدولتين بد من فسخ ذلك الالتزام
ونقض ذلك التعاقد على الرغم منهما معا وعلى ضرر تكبدتاه في الماديات والمعنويات، و
" رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله
قويا عزيزا " 1).
________________________________________
1) وحينئذ اعلن الامام الشيرازي أن حرمة استعمال التنباك زرعا وبيعا
وشراء وتدخينا وغير ذلك من أنواع الاستعمال أنما كانت بالعرض لا بالذات، وحيث ارتفع
المحذور فقد ارتفع الحرمة وأصبح الناس فيه احرارا، فرجع الناس إلى عاداتهم.
________________________________________
[ 22 ]
وقد سالت بهذه المنقبة أسلات الالسنة وجرت سيولا من أنابيب الاقلام
فأغنانا ذلك تفصيلها وفتح الله على هذا الامام العظيم أبواب الخيرات بالاموال
منهمرة، وفجر له كنوز الارض قناطير مقنطرة، فعزفت نفسه القدسية عنها رغبة عن الثراء
وزهدا في الاستكثار وايثارا لمهمات الامة ومصالحها العامة (1. وكان أعلى الله مقامه
يؤثر (في صرف الاموال) فريقين: أحدهما أهل العلم ليتخرجوا من معادهم ومدارسهم
العلمية دعاة إلى الحق وقادة إلى سبيله. وثانيهما الضعفاء والبائسون من اليتامى
والايامى والفقراء والمساكين وأبناء السبيل من الشيعة في أقطار الارض التى كانت
تأتيه منها. فأما من كل في سامراء من الفريقين كليهما فقد كانوا بأجمعهم عيالا عليه
في جميع شؤونهم، وقد وسعهم عطاؤه وغمرتهم نعمته. وأما من كان من الفريقين في غير
سامراء من جميع الانحاء التى تجبى إليه منها تلك الاموال فقد أجرى عليهم نفقاتهم
رواتب تأتيهم في كل شهر أينما كانوا، فكانت هوادي نعمه عليهم متصلة بتواليها وكانت
سوابقها مردفة بلواحقها، فكل نعمة من نعمه عليهم كانت تتم غوابر أنعامه وتضاعف
سوالف ايلائه. ولا تسل عن الوفود التى كانت تنتجع فضله وتستمطر معروفه فيجزل لهم من
؟ ويسبغ عليهم من نعمه ما يجعلهم يثنون على جميله ثناء الزهر على القطر، ولا غرو
فان الشكر قيد النعم الموجودة وصيد النعم المفقودة. وقد أدركت أيامه أعلى الله
مقامه في هجرتي العلمية إلى سامراء سنة 1310
________________________________________
1) كبناء المدارس والمساجد، وقد بنى في سامراء مدرستين كبيرتين أنفق
عليمها أموالا كثيرة، وبنى فيها جسر وصل به ضفتى دجلة أنفق عليه نحوا من عشرة آلاف
ليرة عثمانية ذهبا أو أكثر، لكن الحكومة العثمانية حيث استولت عليه لم تحتفظ به
فإذا هو الان لا عين ولا أثر، وقد رجع زوار العسكريين إلى ما كانوا عليه من الخطر.
فانا لله وانا إليه راجعون.
________________________________________
[ 23 ]
أيام كانت الدنيا لذلك الامام مستوسقة وأمورها له متسقة والعلم والدين
ضاربين بحرا بينهما، وكانت الدار به وبأصحابه جامعة والحبل بينهم وبين الامة متصلا
والمزار أمما، فشهدت بعينى كثيرا مما أوردته من خصائصه. أما ما لم أره بعينى فقد
شهدته أذناي متواترا من أفواه أولئك الاعلام من حجج الاسلام وغيرهم. وقد أشاد به
الخطباء وتغنت به الشعراء، ولو جمع ما أشادوا وما تغنوا به لكان طوامير ودواوين،
وحسبك منه في هذا العجالة المستطردة قول بعض الافاضل من الساداة الاشراف في رثائه
أعلى الله مقامه: من للوفود التى تأتي على ثقة * بأن واديك فيه العارض الهتن اليك
قد يمموا من كل قاصية * بالبر والبحر تجري فيهم السفن يلقون في رحبك الزاهي عصيهم *
كأنهم بمجاني أهلهم سكنوا فينزلون على خصب إذا نزلوا * ويظعنون بشكر منك ان ظعنوا
فلا ببذلك ماء الوجه مبتذل * ولا بمنك تنكيد ولا منن كأن أبناء أيتام الورى تركوا *
لهم كنوزا - بسامراء - تختزن تسعى إليهم برزق فيه ما تعبوا * كالعشب تتعب في اروائه
المزن أسعد الله هذا الامام بوزراء من أركان حوزته كانوا من ذوي العقول الثاقبة
والاحلام الراجحة من كل ذي رأي جميع، وقلب واع. وكان أبو محمد الحسن الصدر - صاحب
العنوان - رئيهم 1) وجماعهم 2)، ابتلاهم سيدهم فما وجد فيهم الا مشير صدق ونصح
واخلاص وشفقة، فناط بهم ثقته وألقى إليهم مقاليده في تلك الزعامة العظمى والرئاسة
العامة، فأخلصوا له النصح واجتهدوا له المشورة. وكان أمره شورى بينه وبينهم، فاتسق
بوزارتهم ما اتسق من أمور
________________________________________
1) أي صاحب رأيها. 2) أي الذى يأوون إلى رأيه وسؤدده.
________________________________________
[ 24 ]
الدنيا والدين. وكان من أخصهم في هذه الوزارة سيدنا صاحب العنوان، صفى
إليه أستاذه بوده وكان له موضع خاص من نفسه ومكان مكين من قلبه، يساره في دخائله -
قبل وضعها على بساط الشورى - اخلادا إليه بالثقة واعتمادا عليه بحصافة الرأي، ثم
يحليها إلى الشورى التى كان لا يورد في مهمات الامور العامة ولا يصدر الا عنها. حتى
كأنه وأصحابه هم المعنيون بقوله عز من قائل " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة
وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ". هكذا كان أيام زعامته كلها، وهكذا كان
أصحابه البررة الخيرة مخلصين لله عزوجل في أعمالهم حتى لقوا الله تعالى حنفاء
مخلصين له الدين. وكانت وفاته أعلى الله مقامه في سامراء ليلة الاربعاء الرابع
والعشرين من شعبان سنة 1312، وحمل على رؤوس الخلائق وأكفهم من سامراء إلى النجف
الاشرف مسافة ثمان مراحل على راكب الدابة، تداول حمله عامة الناس ممن هم في سامراء
والنجف وما بينهم من المدن والقرى والبوادي، فكان الاجتماع عظيما لم ير مثله أبدا،
داولوا حمله عشيرة عشيرة وحيا حيا ومدينة مدينة وقرية قرية، وتزاحموا على التبرك
والتشرب متهافتين عليه ألوفا ألوفا تهافت الهيم العطاش على الماء، وجددوا به العهد
بالضرائح المقدسة، وصلوا عليه في المشاهد الاربعة. وكان لاهل بغداد والمشاهد
المشرفة وما حولها ولا سيما النجف الاشرف حالات في استقبال النعش وتشييعه يكل عنها
الوصف ويضيق دونها البيان. وقد دفن طاب رمسه يوم الخميس الثاني من شهر رمضان في
مدرسته جانب الصحن الشريف الحيدري، ونزل في قبره الشريف تلميذه الامام أبو محمد
الحسن الصدر صاحب العنوان، وكان على رأس المشيعين له من العلماء والزعماء
________________________________________
[ 25 ]
وشيوخ العشائر وسائر الناس، وأنزل معه المقدس الذي وكان يومئذ متشرفا
بزيارة أجداده الطاهرين عليهم السلام 1). رجوعه إلى الكاظمية وبعض شؤونه فيها: رجع
أعلى الله مقامه إلى مسقط رأسه - الكاظمية - سنة 1314 (2، فحط رحله بفناء جده باب
الحوائج إلى الله تعالى، وكانت أوقاته منقسمة بين المحراب والمكتبة والدرس والكتابة
والبحث والارشاد. فإذا وقف في المحراب بين يدي رب الارباب على سلطانه تجلى لك
الامام زين العابدين وسيد الساجدين خاشعا لله عزوجل بقلبه وسمعه وبصره وجميع حواسه
وجوارحه. وإذا كان في المكتبة - مكتبة القيمة - تجلى للناظرين امعانه في تتبع آثار
المتبحرين من المتقدمين والمتأخرين، يحصي مسائلهم ويتدبر دخائلهم ويقف على الكنة من
أغراضهم السامية. وإذا رأيته يلقي دروس العلم قلت: ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم،
وإذا نظرت فيما أخرجه قلمه قلت: هو الغاية في بابه.
________________________________________
1) هذه شذرة من بذر ونقطة من بحر، ولو اردنا التفصيل لخرجنا عن الغرض
المقصود. وقد ألف الشريف العلامة السيد محمد رضا آل فضل الله الحسنى العاملي رسالة
جليلة أفردها لما كان في تشييعه من سامراء إلى النجف وما كان من مآتم الحزن
والتأبين والرثاء، فليراجعها من أراد الوقوف على العظمة الممثلة بأجلى مظاهرها. 2)
كان ابن عمه الامام الجليل السيد اسماعيل خرج في تلك السنة من سامراء، فلحقه الجم
الغفير ممن كان في تلك الناحية المقدسة من مقدسي العلماء ومحققيهم الاعلام، فكان
السيد صاحب العنوان من جملتهم كما بيناه في احوال السيد اسماعيل قدس سره.
________________________________________
[ 26 ]
وإذا أوغل في البحث وأمعن في التنقيب استبطن الدخائل واستجلى الغوامض
واستخرج المخبآت ومحص الحقائق. وبرجوعه إلى الكاظمية على عهد المقدس والده قد
استأنفا نشاطهما للبحث عن غوامض العلوم وأرهفا عزائمهما لذلك جريا على عادتهما
المستمرة كلما اجتمعتا منذ نشأ أبو محمد حتى شاخ. ما ضمهما مكان الا وكان على جمام
من النفس وانشاط للبحث وارتياح إلى العلم وينتهزان فرصة الاجتماع فلم تفتهما نهزة
ولا ضيعا فرصة. وإذا انبرى للوعظ والارشاد فجر الله على لسانه ينابيع الحكمة فملك
أعنة القلوب ورد شوارد الاهواء وقاد حرون الشهوات وقوم زيغ النفوس، فخشعت الابصار
وخفقت الافئدة خشية ورقة. لم يمض عليه (بعد رجوعه إلى الكاظمية) سنتان حتى أصيب
بالمقدس أبيه فكن رزؤه به عظيما وقام بمهماته كلها وزيادة. ابى أولا على الناس أن
يقلدوه، فأرجعهم منذ توفي أستاذه الاكبر إلى ابن عمه المقدس السيد اسماعيل الصدر،
فلما توفي ابن عمه سنة 1338 قام بالامر بعده، فظهرت رسالته العملية - رؤوس المسائل
المهمة - وعلق على كل من تبصرة العلامة ونجاة العباد والعروة الوثقى تعاليق جعلتها
مراجع لمقلديه، فتداولت بينهم متقربين إلى الله تعالى بالعمل على مقتضاها. وكان
أعلى الله مقامه أيام سفارته وقبلها من أقوم أولياء آل محمد بمهامهم وأحوطهم على
أحكامهم وأحناهم على يتاماهم 1)، وقد ضرب أطنابه على نصرهم ووقف حياته على احياء
أمرهم، فكان لا يستوطئ في ذلك راحة ولا تفوته فرصة حتى لحقهم في دار كرامتهم عليهم
السلام.
________________________________________
1) كلنا نحن الشيعة يتاماهم.
________________________________________
[ 27 ]
مجالسه حلا وترحالا: أما مجالسه فقد كانت مدارس سيارة تتفيأ وارف ظلاله
في حله وترحاله، فيها ما يبتغيه الانسان الكامل من فنون العلم وضروب الحكمة وما إلى
ذلك من مواعظ تسمو بالانسان إلى عالم الملكوت وتلحقه بالروحانيين، فيكون كما قيل عن
بعضهم: في الارض جوهر جسمه ال * فاني وفي الملكوت عقله وكان أعلى الله مقامه واضح
الاسلوب في كلامه فخم العبارة مشرق الديباجة، يجلي (1 عن نفسه بأبلغ بيان ويعبر عن
ضميره بأجلى العبائر الحسان، فيبلغ بكلامه كنه القلوب من خواص الناس وعوامهم، يخاطب
كلا منهم بما يناسب مع شعوره ونفق مع مبلغه من الفهم والعلم، بكلام هو أندى على
الافئدة من زلال الماء، فكان منتجعو مجالسه - من خواص الناس وعوامهم - ينقلبون عنه
بما التمسوه من ضوال الحكمة، وجزيل الفوائد العلمية وجليل العوائد العملية. علومه
ومكانته فيها: كان أعلى الله مقامه رحلة في العلم كما كان قبلة في العمل، اماما في
الفقه تمت به النعمة وهاديا إلى الله وجبت به الحجة، ومفزعا في الدين تلقى إليه
المقاليد، ومرجعا في أحكام الله يناط به التقليد، وثبتا في السنن وحجة في الاخبار
وجهبذا في حوادث السنين وأحوال الماضين، ورأسا في أصول الفقه وعلم الرجال والدارية
وأنساب قريش وسائر العرب ولا سيما الهاشميون، راسخ القدم في التفسير وسائر علوم
الكتاب والسنة، وما إلى ذلك فنون كالصرف
________________________________________
1) يعبر بجلاء.
________________________________________
[ 28 ]
والنحو والمعاني والبيان والبديع ومتن اللغة. وكان من ذوي البسطة في
المنطق والحكمة - الفلسفة - الراسخين في علم الكلام، طويل الباع في الهيئة والحساب،
بحرا في علم الاخلاق لا يسبر غوره ولا ينال دركه. مناظراته دفاعا عن الحق: لم أفتح
عينى على مثل ثبت الغدر 1) في مناظراته دفاعا عن الدين الاسلامي وانتصارا للمذهب
الامامي - بعيد المستمر 2) في ذلك - شديد العارضة 3) غرب اللسان (4 طويل النفس في
البحث (5 بعيد غور الحجة (6، يقطع المبطل بالحق فيرميه بسكاته 7) ويدمغه بأقحاف
رأسه (8 فإذا هو زاهق. ولا سمعت أذني بمثله يقتضب (في احقاق الحق) جوامع الكلم
ونوابغ الحكم، فتكون فصل الخطاب ومفصل الصواب.
________________________________________
1) الغدر بفتحتين هي الارض الرخوة ذات الاحجار والحفر لا يثبت في
المصارعة فيها الا القوى، يقال رجل ثبت الغدر: إذا كان ثابتا في القتال أو الجدال
ونحوهما، والاضافة هنا بمعنى في. 2) يعنى انه قوى في القتال أو الجدال لا يمل ولا
يسأم. 3) يعنى انه قادر على الكلام وحسن البيان. 4) أي حديده. 5) أي بعيد المدى لا
يسأم أبدا. 6) أي استنبطها من مكان بعيد، وغور الشئ عمقه. 7) أي بما يسكته. 8) أي
انه يكسر جمجمته ثم يرميه بقطعها، وهذا كناية عن أنه دمغه بالحجة فكسره.
________________________________________
[ 29 ]
أدبه: أما الادب العربي فقد كان جذيله المحكك وعذيقه المرحب، صحيح النقد
فيه صائب الفكر ثاقب الروية. غير أن الذي كانت تطمح إليه نفسه من نظم القريظ لم يكن
ميسورا له لانصرافه عن النظم إلى العلم منذ نعومة ظفره إلى منتهى عمره، والميسور له
منه كان مما لا يعجبه ولا يرضاه لنفسه، فان همته رفيعة المناط قصية المرمى تأبى
عليه الا السبق في كل مضمار، لذلك لم يؤثر عنه من النظم شئ. وكان في هذا كالخليل بن
احمد، إذ كان أروى الناس للشعر ولا يقول بيتا، فقيل له: مالك لا تقول الشعر ؟ قال:
الذي أريده لا أجده والذي أجده منه لا أريده. وكذلك كان الاصمعي مع علو مكانه في
الادب، وقد قيل له: ما يمنعك من قول الشعر ؟ قال: يمنعني منه نظري لجيده 1).
مؤلفاته: كان أعلى الله مقامه ممن لهم الميزة الظاهرة والغرة والواضحة في التأليف،
جمع فيه بين الاكثار والتحقيق، كتب في مواضيع مختلفة من علوم شتى، وما منها الا
غزير المادة جزيل المباحث سديد المناهج مطرد التنسيق، واليك ما يحضرني من ذلك:
(أصول الدين) 1) كتاب الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية: -
________________________________________
1) نقل هذا عن الخليل والاصمعى ابن عبد ربه في باب رواة الشعر في الجزء
الثالث من عقده الفريد.
________________________________________
[ 30 ]
أعني عقائد الشيخ الاكبر كاشف الغطاء، استدل الشيخ فيها على الوحدانية
والعدل بآيات الله وآثاره في ملكوته كخلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار
إلى غير ذلك مما استرسل بذكره آية آية، وترك تفصيل القول فيها لغيره من الاعلام.
فظهر فضل هذا الشرح بما اشتمل عليه من تفصيل شؤون تلك الايات البينات وحكمها
وأسرارها وآثارها، وبما بسطه من الكلام فيها على ما يقتضيه مصطلح أهل الفن، فإذا هي
أدل على وحدانية العزيز الجبار من سطوع الشمس ضاحية على وجود النهار، وأثبت في باب
الامامة من هذا الشرح رأيه في الائمة عليهم السلام من طريق مخالفيه. 2) سبيل
الصالحين (1 في السلوك وطريق العبودية، وقد ذكر لها سبع طرق 3) احياء النفوس بآداب
ابن طاووس: جمعه من بيانات السيد جمال الدين علي بن طاووس الحسني في مؤلفاته، ورتبه
على ثلاثة مناهج: المنهج الاول في معاملة العبد ربه تعالى، والمنهج الثاني في
معاملته مع مواليه حجج الله عزوجل، والمنهج الثالث في معاملته مع الملائكة والناس.
(الفقه) 4) كتاب سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد. على سبيل الاستدلال، خرج منه مجلد
ضخم في مباحث المياه إلى أحكام التخلي. 5) كتاب تبيين مدارك السداد للمتن والحواشي
من نجاة العباد. خرج منه أكثر مباحث الطهارة وجل مباحث الصلاة، والمراد من الحواشي
حاشيتا الشيخ مرتضى الانصاري والسيد الميرزا حسن الحسينى الشيرازي أستاذه.
________________________________________
1) طبع في تبريز.
________________________________________
[ 31 ]
6) تحصيل الفروع الدينية في فقه الامامية: كتاب ينفع المحتاط والمقلد.
خرج منه كتاب الطهارة وكتاب الصلاة، وفي مقدمته مباحث التقليد على سبيل التفصيل. 7)
المسائل المهمة (1. رسالة شريفة في العبادات لعمل المقلدين. 8) المسائل النفيسة.
رسالة أفردها لمشكلات المسائل الفقهية والفروع الغريبة. 9) حواشيه على العروة
الوثقى وعلى الغاية القصوى وعلى نجاة العباد وعلى التبصرة وعلى الفصول الفارسية.
10) الغالية لاهل الانظار العالية. رسالة باللغتين - العربية والفارسية - في تحريم
حلق اللحى 2). 11) تبيين الرشاد في لبس السواد على الائمة الامجاد. رسالة
بالفارسية. 12) نهج السداد في حكم أراضي السواد. 13) الدر النظيم في مسألة التتميم.
رسالة في تتميم الكر بماء متنجس. 14) لزوم قضاء ما فات من الصوم في سنة الفوات. 15)
تبيين الاباحة. رسالة في جواز الصلاة بأجزاء الحيوان المشكوك في اباحة أكل لحمه.
16) ابانه الصدور. رسالة في موقوفة ابن أذنية المأثورة في مسألة ارث ذات الولد من
الرباع. 17) كشف الالتباس عن قاعدة الناس. أعني " الناس مسلطون على أموالهم ". 18)
الغرر في نفي الضرار والضرر. رسالة جليلة فيها تحقيقات وفيها معنى
________________________________________
1) طبعت والتى بعدها في بغداد وفي صيدا وفى نيويورك - امريكا -. 2) طبعت
باللغتين.
________________________________________
[ 32 ]
الحكومة والورود. 19) أحكام الشكوك الغير منصوصة. رسالة استدلالية تكلم
فيها على فقه الروايات الدالة على البناء على الاكثر في الشك في الركعات. 20) رسالة
في حكم الظن بالافعال والشك فيها. 21) الرسائل في أجوبة المسائل. رسالة تشتمل على
فتاواه التي أجاب بها مقلديه عما كانوا يستفتونه عنه في الاحكام الشرعية. 22) سبيل
النجاة في المعاملات. 23) تعليقة على رسالة التقية لشيخنا الانصاري. 24) تعليقة على
مباحث المياه من كتاب الطهارة للشيخ الانصاري قدس سره. 25) الرسالة في حكم ماء
الغسالة. 26) رسالة في تطهير المياه. 27) رسالة في مسألة تقوي العالي بالسافل. 28)
تعليقة مبسوطة على ما كتبه الشيخ الانصاري في صلاة الجماعة. 29) رسالة في شروط
الشهادة على الرضاع. 30) رسالة في بعض مسائل الوقف. 31) رسالة في حكم ماء
الاستنجاء. 32) رسالة في الماء المضاف. 33) رسالة وجيزة في رواية الاخفات في
التسبيحات في الركعتين الاخيرتين 34) منى الناسك في المناسك. رسالة حافلة أفردها
لمناسك الحج والعمرة وآداب التشرف بالحرمين الشريفين حرم الله عزوجل وحرم رسوله صلى
الله عليه وآله 1).
________________________________________
1) طبعت في بغداد سنة 1341.
________________________________________
[ 33 ]
(الحديث) 35) شرح وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة. كتاب لم يصنف مثله،
يذكر فيه الحديث فيعقد فيه عناوين لكل من المتن واللغة والسند والدلالة، فيذكر في
عنوان المتن اختلاف النسخ وضبط الالفاظ، ويشرح في عنوان اللغة مفردات الالفاظ،
ويبحث في عنوان السند عن رجال الاسناد، وفي عنوان الدلالة يجيل نظره في مفاد الحديث
ونهوضه باثبات الحكم ويتكلم فيما يعارضه فيجمع بينهما أو يرجح أحدهما على وجه لم
يسبقه إليه أحد، فهو كتاب جامع للفقه والحديث والاصول والرجال. خرج منه عدة مجلدات.
36) كتاب تحية أهل القبور بالمأثور. مرتب على عشرة أبواب وخاتمة. 37) كتاب مجالس
المؤمنين في وفيات الائمة المعصومين. عقد فيه لكل واحد منهم مجلسا يشتمل على فضائله
وكراماته ووفاته بحذف الاسناد، جعله كخطبة على ترتيب حسن ليتلى على منابرهم أيام
وفياتهم عليهم السلام، وذيله بفصل يشتمل على أولاد المعصوم ونسائه. 38) مفتاح
السعادة وملاذ العبادة. كتاب يشتمل على المهم من أعمال اليوم والليلة وأعمال
الاسبوع والشهر والسنة وعلى الزيارات وآدابها. 39) كتاب تعريف الجنان في حقوق
الاخوان. سفر جليل فيه مطالب ونصائح وفوائد قد لا توجد في غيره. 40) رسالة في
المناقب. على ترتيب الحروف مستخرجة من الجامع الصغير للسيوطي. 41) كتاب النصوص
المأثورة. على الحجة المهدي عجل الله فرجه من طريق الجمهور لم يتم، ولعله هو الكتاب
المدعو " أخبار الغيبة " الذي ذكره
________________________________________
[ 34 ]
صاحب الذريعة في ص 38 من جزئها الخامس. 42) كتاب صحيح الخبر في الجمع
بين الصلاتين في الحضر. اقتصر فيه على ما في الصحاح الستة من النصوص على جمعه صلى
الله عليه وآله في الحضر بلا علة ولا مطر، وذكر أقوال من وافقنا على ذلك من علماء
الجمهور. 43) كتاب الحقائق في فضائل أهل البيت عليهم السلام من طريق الجمهور. 44)
كتاب أحاديث الرجعة. 45) هداية النجدين وتفصيل الجندين. رسالة في شرح حديث الكافي
في جنود العقل وجنود الجهل. (الدراية) 46) كتاب نهاية الدراية. شرح فيه وجيزة الشيخ
البهائي، وقد بسط الكلام في هذا العلم واستقصى مسائله وأنواع الحديث ومباحث الجرح
والتعديل، وفيه فوائد مهمة (1. (طرق تحمل الحديث) 47) كتاب بغية الوعاة في طرق
طبقات مشايخ الاجازات. يشتمل على عشرة طبقات، وله مقدمة ذات فوائد جمة، أجاز فيه
السيد العالم السيد محمد مرتضى الجهانبوري الهندي الذي كتب له العلامة النوري كتاب
" اللؤلؤ والمرجان ".
________________________________________
1) طبع في الهند طبعة سقيمة مشحونة بالغلط الفاحش الذى يغير المعنى
ويؤذى المطالعين بما لا مزيد عليه. ونعوذ بالله من تلك الطباعة، وقد قلت عند اطلاعي
عليها ليت السيد لم يؤلف هذا الكتاب حتى لا نبتلى بمثل هذه البلية، فبلغه قولى هذا
فكان يحكيه معجبا.
________________________________________
[ 35 ]
وللسيد اجازات أخرى كثيرة أجاز بها جماعة من فضلاء معاصريه بعضها مطول
وبعضها مختصر. (علم الرجال) 48) كتاب مختلف الرجال. دون فيه هذا العلم تدوين سائر
العلوم بذكر حده وموضوعه وغايته ومبادئه التصورية والتصديقية ومن اختلف في من
الرواة والرجال. 49) عيون الرجال. كتاب ذكر فيه الرجال الذين نص على ثقتهم أكثر من
واحد، وذكر في تراجمهم طبقاتهم، وذيله بمشجرة في طبقات الرواة وباجازة مفصلة لبعض
الاعيان من السادات. وقد ذكر في آخر الكتاب أكثر مصنفاته (1. 50) كتاب نكت الرجال.
جمعه من تعليقة عمه السيد صدر الدين على رجال الشيخ ابى علي، فهو في الحقيقة من
مؤلفات عمه. 51) كتاب انتخاب القريب من التقريب. أفرده لرجال نص على تشيعهم ابن حجر
العسقلاني في التقريب. 52) رسالة في أفردها لترجمة المقدس المحقق المحسن الحسينى
الاعرجي صاحب المقصود وسماها " ذكرى المحسنين ". 53) بهجة النادي في أحوال (والده)
ابى الحسن الهادي. 54) كتاب تكملة أمل الامل. أو " اعيان الشيعة " وهو في بابه عديم
النضير، ذكر فيه من لم يشتمل أمل الامل على ذكرهم ممن تقدم على الامل أو عاصره أو
تأخر عنه إلى هذا العصر. جاء في ثلاث مجلدات: المجلد الاول في القسم الاول من
الكتاب المختص بعلماء عاملة، والثاني والثالث في القسم الثاني وهم
________________________________________
1) وكان الفراغ منه سنة 1331 وطبع على عهده في لكهنو الهند.
________________________________________
[ 36 ]
علماء بقية البلاد على ترتيب الاصل. 55) البيان البديع في أن محمد بن
اسماعيل المبدؤ به في أسانيد الكافي انما هو بزيع. 56) التعليقة على منتهى المقال.
(علم الفهارس والتأليف والتصنيف) 57) تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الاسلام. كتاب لا
نظير له في بابه، تتبع فيه العلوم الاسلامية ذكرا واستقصاها سبرا، واستوفى البحث عن
موسسيها وأمعن في التنقيب عن طبقات المصنفين فيها، فأثبت بالبرهان وأظهر للعيان سبق
الامامية في جميع الفنون الاسلامية. وهذا مما لم يسبق إليه. 58) الشيعة وفنون
الاسلام. كتاب ما أجله قدرا وما أعظمه سفرا، قد اختصره من كتابه السابق (تأسيس
الشيعة) وانتشر ببركة الطباعة (1. ومن وقف عليه عرف مبلغ الاصل من العظمة في بابه.
59) فصل القضا في الكتاب المشهور بفقه الرضا. كشف فيه حال هذا الكتاب بما لا مزيد
عليه، فأثبت أنه كتاب التكليف لابن ابي العزاقر الشلمغانى وأوضح في ذلك وجه
الاشتباه بما لم يسبقه إليه أحد. 60) رسالة في أن مؤلف مصباح الشريعة انما هو
سليمان الصهرشتي تلميذ السيد المرتضى، اختصره من كتاب شقيق البلخي. 61) الابانة عن
كتب الخزانة. أي خزانة كتبه رسالة شريفة، استقصى فيها ما لديه من الكتب. ذكر العلوم
علما علما، فألحق بكل منها ما يختص به من كتب خزانته، ووصف ما كان منها غريبا أو
غير متداول، فصوره بريشة قلمه للناظرين.
________________________________________
1) في صيدا سنة 1331.
________________________________________
[ 37 ]
وصدر هذه الرسالة بمقدمة شريفة حض فيها على الكتابة والتصنيف وجمع الكتب
وتتبعها وذكر العلم والعالم بما هما له أهل من المكانة السامية مشيرا إلى آثارهما
الشريفة في الناشئين. (الاخلاق) له فيه " احياء النفوس " و " كتاب سبيل الصالحين "
المتقدم ذكرهما. 62) ورسالة وجيزة في المراقبة. 63) ورسالة أخرى في السلوك.
(المناظرة) 64) قاطعة اللجاج في تزييف أهل الاعوجاج. وهم الاخبارية منكرو الاجتهاد
والتقليد لزعمهم أن الاخبار عن الائمة الاطهار قطعية الصدور والدلالة. 65)
البراهيين الجلية قي ضلال ابن تيمية. كتاب ضخم أقام الادلة فيه على ضلاله بأقواله
وأفعاله وبشهادة علماء الجمهور وحكمهم عليه بذلك، وقد أحصى سيئاته ومخالفاته للامة،
واستطرد ذكر ابن القيم والوهابيين فكشف حالهم وأبان ضلالهم بما لا مزيد عليه.
والحمد لله. 66) الفرقة الناجية. رسالة تثبت أن تلك الفرقة انما هي الامامية. 67)
عمر وقوله هجر. رسالة اطردها لما صح عن ابن عباس من قوله " يوم الخميس وما يوم
الخميس " ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال " اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله
وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا. فتنازعوا
ولا ينبغي عند نبى تنازع فقالوا: هجر رسول الله. فقال: دعوني " الحديث (1. هامش *
1) بلفظ البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير ص 118 من ج 2 من صحيحه.
________________________________________
[ 38 ]
68) رسالة شريفة في الرد على فتاوى الوهابيين إذ أفتوا على حرمة البناء
على الضرائح المقدسة ووجوب هدم ما بناه المسلمون عليها. وقد جاءت هذه الرسالة على
وجه لا نظير له في بابها، فما قرأتها الا وقلت جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان
زهوقا. (أصول الفقه) 69) اللوامع. كتاب في أصول الفقه يتضمن نتائج أفكار الامامين
الانصاري والشيرازي وتلامذتهما الاعلام، وللمؤلف دلو بين دلائهم ملاه إلى عقد
الكرب. 70) تعليقة على رسائل الشيخ مرتضى الانصاري. 71) اللباب في شرح رسالة
الاستصحاب. مجلد ضخم. 72) رسالة في تعارض الاستصحابين. 73) حدائق الاصول. خرج منه
مسائل متفرقة من مشكلات أصول الفقه. 74) التعادل والتعارض والتراجيح. رسالة مستقلة
غير ما علقه على رسائل الشيخ. (النحو) 75) خلاصة النحو. كتاب لخص فيه هذا العلم على
ترتيب ألفية ابن مالك. (التاريخ) 76) نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين مشهد أمير
المؤمنين ومشهد أبي عبد الله الحسين عليهما السلام. رسالة تشتمل على ذكر أول من
عمرهما
________________________________________
[ 39 ]
وذكر من جددوا تعميرهما وتواريخ التعمير والتجديد وأسماء المعمرين
والمجددين وأول من سكن الحائر من الفاطميين (1. 77) وفيات الاعلام من الشيعة
الكرام. كتاب يتبين موضوعه من اسمه، رتبه على العصور والطبقات، خرج منه أهل المائة
الاولى والثانية والثالثة والرابعة. 78) محاربو الله ورسوله يوم الطفوف. رسالة
أفردها لبيان عدد المخرجين إلى حرب سيد الشهداء يوم الطف، أثبت فيها أنهم كانوا
ثلاثين الفا أو يزيدون. 79) المطاعن. كتاب يتضمن طعن بعض علماء الجمهور على بعض.
80) النسئ. رسالة تبين فيها كنه ما كان عليه أهل الجاهلية من النسئ الذي جعله الله
زيادة في الكفر، وفيها دفع الاشكال عن تولد رسول الله " ص " في ربيع الاول مع كون
بدء الحمل به انما كان في ليالي التشريق. 81) كشف الظنون عن خيانة المأمون. رسالة
تثبت خيانته الفادحة بسم الرضا عليه السلام. 82) محاسن الرسائل في معرفة الاوائل.
في خمسة عشر بابا. مكتبته: ولع أعلى الله مقامه منذ حداثه إلى منتهى ايامه في جميع
الكتب وعنى بذلك كل العناية وكان موفقا في تحصيل نفائسها من جميع العلوم والفنون
عقلية ونقلية. ولا غرو فقد كان يؤثر تحصيلها على بلغته ونفقة يوم، وربما باع في
سبيلها الضروري من أمتعته فاجتمع لديه بسبب ذلك من الكتب (مطبوعة ومخطوطة)
________________________________________
1) طبعت في لكهنؤ الهند سنة 1354 على نفقة ادارة مجلة الرضوان الغراء
مصدرة بترجمة المؤلف بقلم العلامة الحجة السيد على النقى النقوي دام ظله.
________________________________________
[ 40 ]
ثروة طائلة. ومن جد وجد. تضمنت مكتبته من نوادر الاسفار المخطوطة ما لا
يوجد في أكثر المكاتب الحافلة، وربما كان فيها من الكتب القيمة ما لا يوجد في
سواها. وبهذا رنت في الاقطار وذهب سمعها في الناس، فذكرها المتتبع البحاثة جرجي
زيدان في طليعة مكاتب العراق حيث استقصى تلك المكاتب في كتابه تأريخ آداب اللغة
العربية 1). وعنى السيد بهذه المكتبة فألف لها فهرسا أسماه " الابانة عن كتب
الخزانة " رتبه أحسن ترتيب ووصف فيه الكتب فصورها ببراعته تصويرا كما بيناه عند ذكر
الابانة من مؤلفاته وله بها عناية أخرى فوق العنايات حيث تتبعها مطالعة واستقرأها
مراجعة وأوسعها احاطة وتقصيا كما أشرنا إليه فيما تقدم من هذه الترجمة. قال الثقة
الثبت العلامة تلميذه وابن شقيقته الشيخ مرتضى آل ياسين أثناء ترجمته (2: لقد كنت
أسمع عن السيد المؤلف زمان كان شابا قوي العضلات أنه كان لا يكاد ينام الليل في
سبيل تحصيله كما أنه لا يعرف القيلولة في النهار، ولكني بدل أن أسمع ذلك عنه في زمن
شبيبته فقد شاهدت ذلك منه بأم عينى في زمن شيخوخته، وان مكتبته التى يأوي إليه
الليل والنهار ويجلس هناك بيمناه القلم وبيسراه القرطاس لهي الشاهد الفذ بأن عينى
صاحبها المفتوحين في الليل لا يطبق أجفانها الكرى في النهار، وان جاءها الكرى فانما
يجيؤها حثاثا لا يكاد يلبث حتى يزول الخ.
________________________________________
1) راجع ص 120 من جزئه الرابع. 2) المنتشرة بالطبع في فاتحة كتاب الشيعة
وفنون الاسلام.
________________________________________
[ 41 ]
مشائخه في الرواية 1) مشائخه في الرواية على صنفين: منهم من يروي عنهم
بطريق السماع والقراءة فقط دون الاجازة، ومنهم من يروي عنهم بطريق الاجازة العامة.
أما مشائخه من الصنف الاول: فمنهم (وهو أجل من يروي عنه) حجة الاسلام الميرزا محمد
حسن الشيرازي الغروي العسكري المتوفى سنة 1312. ومنهم الشيخ المحقق المؤسس الحاج
ميرزا حبيب الله الرشتي الغروي صاحب كتاب " بدائع الاصول " المتوفى سنة 1313. ومنهم
الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسن بن الشيخ هاشم الكاظمي النجفي شارح كتاب " الشرائع "
المتوفى سنة 1308. ومنهم الفاضل المتبحر المولى محمد الايرواني النجفي المتوفى بعد
المائة الثالثة عشرة. ومنهم شيخ الاسلام الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي صاحب كتاب
" أسرار الفقاهة " المتوفى سنة 1308. ومنهم والده الشريف السيد هادي المتوفى سنة
1316. وأما مشائخه من الصنف الثاني فهم جماعة من العلماء: منهم المولى الفقيه الشيخ
ملا علي بن الميرزا خليل الرازي الغروي المتوفى سنة 1297. ومنهم السيد المتبحر
المهدي القزويني الحلي الغروي المصنف المكثر
________________________________________
1) هذا العنوان وما تحته مما جاد به قلم العلامة الشيخ مرتضى آل ياسين
في ترجمة السيد خاله نقلناه بعين لفظه.
________________________________________
[ 42 ]
المتوفى سنة ثلاثمائة بعد الالف. ومنهم المولى المحقق المتبحر الميرزا
محمد هاشم بن زين العابدين الاصفهاني المتوفى في النجف الاشرف سنة 1318. وقد ذكر
تراجمهم على طرز مبسوط في اجازاته المطولات واستقصى فيها جميع مشائخه بما لا مزيد
عليه. خلقه. وبنيته. ومنظره: أفرغه الله عزوجل في قالب الكمال، وطبعه على غرار
البهاء والابهة والجلال، فجعله من أجمل الناس صورة وأكملهم خلقة وآنقهم شكلا
وأحسنهم هيئة وأسلمهم فطرة وأقواهم بنية وأمتنهم عصبا، صلب المفاصل شديد الاضلاع
غليظ الالواح عبل الذراعين مفتول الساعدين بعيد ما بين المنكبين أسيل الخدين لطيف
الانف والحاجبين أحور العينين أدعجهما أوطف الاهداب وضئ الطلعة ابلج الغرة ازهر
اللون، رقيق البشرة شديد الحواس صادق الشعور إلى الغاية، قد تسربل بالملاحة وألقى
الله عليه محبة منه يروق الناظر بن ابتسامه يفتر عن مثل حب الغمام، له شيبة تفرض
الهيبة قد ملات ما بين منكبيه فسبحان من زاده بسطة في العلم والجسم وعلمه البيان
وآتاه البرهان وتبارك الله أحسن الخالقين. غرائزه وملكاته: خلقه الله من طينة القدس
وصاغه من معدن الشرف وأنبته من أرومة الكرم وجمع فيه خلال النجابة، فكان المجد ينطق
من محاسن خلاله والمرءة تتمثل في منطقه وافعاله. لم أر أكرم منه خلقا ولا أنبل منه
فطرة، وكان ربيط الجأش صادق البأس
________________________________________
[ 43 ]
من حماة الحقائق وممثلي الحفائظ، قد جمع ثيابه على أسدر خادر. وكان عزيز
النفس أشم الانف، لا يعنو لقهر ولا يصبر على خسف، على أنه كان متجافيا عن مقاعد
الكبر نائيا عن مذاهب العجب سلس الطباع لين العريكة سهل الجانب منسجم الاخلاق. وكان
جوادا سخيا فياضا أريحيا، ولا غرو فانه كان من قوم فجروا ينابيع الندى واليهم تنتهي
السماحة. وكان حاد الذهن يقظ الفؤاد ذكي المشاعر حديد الفهم سريع الفطنة صادق الحدس
شاهد اللب رؤوفا بالمؤمنين شديدا على أعداء الله لا تأخذه في الله لومة لائم، له
همة بعيدة المرمى ونفس رفيعة المصعد، تسمو به إلى معالي الامور فيبلغ بها الاقدار
الخطيرة. مترجموه: ترجمه - على عهده - غير واحد من الثقات الاثبات، كالعلامة المحقق
الشيخ مرتضى آل ياسين، وقد جاءت ترجمته 1) رائعة بتمثيل تلك الشخصية الفذة نافعة
بتنبيه أولى العلم إلى أمور تختص بكمالهم. وللسيد ترجمة في كتاب " أعيان الشيعة "
وله ذكر خالد في الغابر بن بعلمه الخالد بخلود مؤلفاته ان شاء الله تعالى وبكونه من
شيوخ الاجازات في قرنه، فهو سند من الاسناد إلى يوم التناد. وقد ذكره البحاثة
المقدس الشيخ عباس بن الشيخ رضا القمي، إذ ترجم
________________________________________
1) انتشرت هذه الترجمة بطبعها مع كتاب السيد " الشيعة وفنون الاسلام ".
________________________________________
[ 44 ]
جده الشريف شرف الدين العاملي 1). وذكره بعض الاجانب 2) فأنصفوا بوصفه،
كالفيلسوف أمين الريحاني اللبناني 3) وغيره من سياح المستشرقين 4). وبعد وفاته أعلى
الله مقامه ترجمه الشريف العلامة المتتبع الثبت الحجة السيد على النقي النقوي ترجمة
مفصلة علقها على رائيته العصماء العامرة التي رثى بها السيد، وقد جرى في الترجمة
مجرى الشرح لتلك الرائية العبقرية، فكانت ترجمة ضافية جامعة مثلت ادوار حياته
العلمية والعملية منذ ولد حتى اختار الله له دار كرامته. وتناولت ذكر الاعلام من
آبائه علما علما حتى انتهت إلى شرف الدين فأبيه زين العابدين فجده علي نور الدين
فجد أبيه نور الدين علي فجد جده الحسين بن علي بن محمد بن ابى الحسن تاج الدين
الموسوي، واستقصت سائر الابطال من متقدمي هذه الاسرة ومتأخريها ممن هم في جبل عامل
أو في العراق، وذكرتهم بطلا بطلا بما هم أهله من جلالة القدر وعلو المنزلة في الدين
والدنيا، وأرخت وفياتهم. وتصدت لبيان مكانة السيد في العلم ومنزلته في الامة، وذكرت
شيوخه الذين أخذ عنهم وكثيرا من الشيوخ الذين أخذوا عنه، وأتت على مصنفاته في سائر
________________________________________
1) في ص 322 من الجزء الثاني من كتابه الكنى والالقاب، وذكر في باب ذكر
أولاد الامام موسى عليه الاسلام من كتاب منتهى الامال. 2) الاجانب جمع أجنب وهو
الذى لا ينقاد - الغريب. 3) فراجع ما قاله عنه في ص 273 من ج 2 من كتابه ملوك العرب
الطبعة الاولى. 4) الذين نالوا الحظوة بخدمته وأخذوا عنه بعض الحكمة ممن لا تحضرني
أسماؤهم ولا مؤلفاتهم وهم غير واحد.
________________________________________
[ 45 ]
العلوم والفنون، واشتملت على ذكر وفاته وتشييعه ومآتمه التى انعقدت في
العراق وعاملة وايران والهند وغيرها، وقد نقلنا من هذه الترجمة ما تراه تحت
العنوانين التاليين. مستجيزوه: قال السيد النقوي 1): كان رحمه الله تعالى في رواية
الحديث أعظم شيخ تدور عليه طبقات الاحاديث العالية في هذا العصر، ومن يروي عنه من
أعلام هذا العصر كثير، وفيهم جملة من حجج الطائفة وعلمائها وفضلائها المبرزين،
فمنهم الاية العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني النجفي دام ظله، والايات الحجج
الاعلام الحاج شيخ محمد حسين الاصفهاني صاحب الحاشية على الكفاية والشيخ محمد كاظم
الشيرازي والشيخ هادي آل كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا آل ياسين والحاج الشيخ علي
القمي والحاج السيد رضا الهندي والميرزا محمد علي الاوردبادى في النجف الاشرف،
والسيد الميرزا هادي الخراساني في كربلاء المشرفة، والشيخ المحسن المعروف بآقا بزرك
الطهراني صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة وغيرها في سامراء، والسيد عبد الحسين آل
شرف الدين في جبل عامل، والشيخ آقا رضا الاصفهاني صاحب نقد فلسفة داروين في اصفهان،
والسيد صدر الدين الصدر في مشهد الرضا عليه السلام، ووالدنا العلامة السيد أبو
الحسن النقوي في لكنهؤ، والعلامة السيد شبير حسن في فيض آباد وغيرهم. وأروي عنه
باجازة كتبها لي في 11 شوال سنة 1346 ه، وهو أول شيخ
________________________________________
1) في آخر ما جاد به قلمه المبارك من ترجمة السيد المنتشرة بطبعها في
لكهنؤ مع كتابه " نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين " فراجع منه ص 12.
________________________________________
[ 46 ]
للحديث استجزت منه فأجاز لي باجازة عامة شاملة لكل ما بأيدينا من كتب
الحديث والتفسير وسائر العلوم. وفاته وتشييعه وقدسي رمسه ومآتمه: قال السيد النقوي
(1 أدام الله افاداته: توفي رحمه الله تعالى في عاصمة البلاد العراقية بغداد (حيث
كان مقامه منذ أيام فيها لاجل المعالجة) (2 في منتصف (3 ربيع الاول سنة 1354، فكان
لوفاته أثر كبير ووقع خطير في النفوس جميعا، وقد شيع جنازته إلى الكاظمية مسقط رأسه
ومدفنه زهاء مائة ألف من الناس من جميع الطبقات، وقد أوفد جلالة الملك غازي من ينوب
عنه في تشييعه 4)، ودفن في جوار جده الامام موسى ابن جعفر عليه السلام 5).
________________________________________
1) في ص 11 من الترجمة المطبوعة مع نزهة اهل الحرمين. 2) كان قبل وفاته
بأيام قلائل رغب إليه ولده الاكبر في أن يكون في داره (من دار السلام بغداد) ما دام
محتاجا إلى الاطباء، إذ رأى قربه منهم أنجع له وأسهل وسيلة إلى اتصال الاطباء به في
سائر الاوقات، فأجابه إلى ذلك بعد الاستخارة فلم يلبث الا ليالى قليلة حتى فاجأه
أجله قدس سره. 3) بل توفى عصر الخميس في 11 ربيع الاول سنة 1354 وهي ليلة 12 حزيران
سنة 1935. 4) وحضر رئيس الوزراء وسائر الوزراء والاعيان والنواب وموظفو الحكومة
وشيخ العشائر، وكان في مقدمة ذلك السواد الاعظم علماء المسلمين من الطائفتين خاشعى
الطرف خلف السرير حتى وردوا الكاظمية. 5) إلى جنب المقدس والده في حجرتهما المعلومة
من الصحن الشريف الكاظمي حيث يزاران.
________________________________________
[ 47 ]
وقد طار صدى وفاته إلى سائر المناطق العراقية وعلى الاخص النجف الاشرف،
فأقيمت الفواتح وأعظمها الفاتحة التى أقامها في النجف ثلاثة أيام رئيس الشيعة آية
الله السيد أبو الحسن الاصفهانى دام ظله. قال: لا شك أنه أحدثت وفاته دويا في
العالم الاسلامي أجمع وعلى الاخص بلاد الشام وجبل عامل، حيث كان مغرس دوحته ومنبت
شجرته منذ عهد طويل، ولا سيما نواحي صور حيث يقيم آل شرف الدين وزعيمهم حجة الاسلام
السيد عبد الحسين دام ظله، وهو ابن اخت السيد المترجم أيضا. فقد أقيم في صور مأتم
عامر حزين مدة سبعة أيام لم يكد ينقطع ولا تسكن حدته، وجائتنا بطاقة مطبوعة تدل على
قيام حفلة تأبينية هناك في الجامع الجديد في الساعة الثانية بعد ظهر الاحد الواقع
في 12 ربيع الاول 1354 الموافق 13 حزيران سنة 1935 وفيها منهاج الحفلة وأسماء
المتكلمين والخطباء، ناهيك منهم بمثل العلامة العظيم حجة الاسلام الشيخ عبد الحسين
صادق وحجة الاسلام السيد عبد الحسين نور الدين والاستاذ خير الدين بك الاحدب
والعلامة الشيخ احمد رضا وغيرهم من أدباء مفلقين. وأقيمت له في الهند فاتحة كبيرة،
ونشرت الصحف نبأ وفاته بصورة مفجعة وهكذا في سائر المناطق الاسلامية، ولا غرو فانه
إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة. انتهى بنصه.
الصحافة العراقية وتأبينه: حسبك - مثالا لما قالته الصحف العراقية في تأبينه - ما
نشرنه جريدة الكرخ 1)
________________________________________
1) لصاحبها ملا عبود الكرخي ومدير ادارتها نجم الكرخي ومديرها المسؤول
محمد شكرى قاسم ومحررها حاتم الكرخي.
________________________________________
[ 48 ]
في عددها 312 من سنتها السابعة الصادر يوم الاثنين 30 ربيع الاول سنة
1354 ه الموافق 1 تموز سنة 1935، واليك نصها تحت عنوان: (شخصية الامام السيد حسن
الصدر الفذة) قالت: بعث الينا نجفي فاضل بهذه اللمحة من ترجمة حياة الراحل العظيم
المغفور له حجة الاسلام السيد حسن صدر الدين رضوان الله عليه ننشرها نصا: من العبث
يحاول الكتاب أن يصف الخسارة الجسيمة التى تكبدتها الامة الاسلامية من جراء فقد
زعيمها الاكبر الامام آية الله السيد حسن الصدر، فقد كانت خسارتها بفقده عظيمة وكان
خطبها فادحا وكان رزؤها جللا ومصابها أليما. وكيف لا يكون فقده خسارة عظيمة وقد
فقدت امامها الكبير وعلامتها الجليل ومرجعها الاعظم التى كانت ترجع إليه في أمور
الدنيا والدين والذي كانت تستظل بوارف ظله وتلجأ إلى ركنه الحصين. كان الامام رحمه
الله تعالى شخصية علمية فذة لم يحك لنا التأريخ نظيرها في العصر الحاضر، وكان المثل
الاعلى في العلم والفضيلة في أدواره الثلاثة: دور الصبا، ودور الكهولة، ودور
الشيخوخة. فقد كان في دور الصبا الفتى الا مع الذى قصب السبق في الجد والذكاء، وكان
في دور الكهولة العالم الوحيد بين الفضلاء والعلماء، وكان في دور الشيخوخة المرجع
العظيم للامة التى القت إليه مقاليدها وفزعت إليه في جميع مهماتها وأمورها. كان
باسم الثغر وضاح الجبين، وكان قوي الحجة طلق اللسان، إذا تكلم انحدر كالسيل من غير
ما تلعثم أو تلكؤ، يقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل. ينبسط اليك في الحديث الصعب
الغامض فتخال أنه سهل واضح وما هو بالسهل
________________________________________
[ 49 ]
ولكن فصاحة اللسان وسطوع البرهان وجاذبية الحديث وساحرية الاسلوب كل ذلك
جعلك تتذوقه وتستسيغه وتحسبه سهلا. وكانت مجالسه مدرسة راقية فيها العلم وفيها
الادب وفيها كل ما شئت من ألوان الحديث وضروب الكلام، وكانت تختلف باختلاف الاشخاص
مراعاة لمقتضى الحال، وقد كنت ترى - وأنت جالس بين يديه - كأنك في العصر الذي ينتقل
بك إليه ويحدثك عنه، فتارة يحدثك عن جبرائيل عليه السلام ونزوله بالوحي فتحسب أنك
قد رأيت شخصه وسمعت صوته، وطورا يحدثك عن النبي صلى الله عليه وآله فتخال أنك شهدت
رسالته وحضرت معجزاته وأبصرت عن كثب أحاديثه وحكمه. وهكذا ترى نفسك كلما انتقل بك
من حديث إلى حديث نظرا لدقة تصويره وبراعته في التعبير، وتخرج من مجلسه - وبودك أن
لا تفارقه - مصقول الذهن مهذب الفكر واسع الاطلاع. واليك الكلمة التي قالها عنه
فيلسوف الفريكة في كتابه " ملوك العرب " قال في ص 273 من الجزء الثاني: قد زرت
السيد حسن صدر الدين في بيته بالكاظمية، فألفيته رجلا عظيما الخلق والخلق، ذا جبين
رفيع وضاح ولحية كثة بيضاء وكلمة نبوية، له عينان هما جمرتان فوق خدين هما وردتان،
عريض الكتف طويل القامة مفتول الساعدين، وهو يعتم بعمامة سوداء كبيرة ويلبس قميصا
مكشوف الصدر رحب الاردان فيظهر ساعده عند الاشارة في الحديث، ما رأيت في رحلتي
العربية كلها من أعاد الي ذكر الانبياء كما يصورهم التأريخ ويصفهم الشعراء
والفنانون مثل هذا الرجل الشيعي الكبير، وما اجمل ما يعيش فيه من البساطة والتقشف،
ظننتني وأنا داخل إلى بيته أعبر بيت أحد خدامه إليه، وعندما رأيته جالسا على حصير
في غرفة ليس فيها غير الحصير وبضعة مساند وقد كنت علمت أن لفتواه
________________________________________
[ 50 ]
أكثر من مليوني سميع مطيع وان ملايين من الربيات تجيؤه من المؤمنين في
الهند وايران ليصرفها في سبيل البر والاحسان، وانه مع ذلك يعيش زاهدا متقشفا ولا
يبذل مما يجؤه روبية واحدة في غير سبيلها، أكبرت الرجل أيما اكبار ووددت لو أن في
رؤسائنا الدينيين الذين يرفلون بالارجوان ولا يندر في أعمالهم غير الاحسان بضعة
رجال أمثاله. أنتهى. هكذا يحدثنا الاستاذ " امين " عن الامام، وهكذا يصور لنا
شخصيته الفذة كما يشاء الحق ويفرضه البحث وتقتضيه نزاهة الضمير، وكم للاستاذ
الريحاني في هذا من نظير، فقد كان كثيرا ما يجتمع بخدمته المستشرقون والباحثون
يسألونه عن مسائل استعصت عليهم وأعياهم حلها فيجيبهم على الفور بالبرهان الساطع
والدليل المقنع فينقلبون إلى أهلهم وكلهم لسان شكر وكلمة اكبار يشيدون بذكره
ويرتلون آيات حمده، وكثيرا ما كانوا يندهشون حينما يرون تبسطه في الحديث واتيانه
بالشواهد التأريخية المتوفرة عن بحث مبهم غامض قضوا العمر الطويل في البحث عنه ولم
يجدهم البحث. وبالجملة كان الامام الفقيد مرجعا عظيما يخضع لحكمه المسلمون وغيرهم
سواء في الشرق أو في الغرب، وكان اماما مقدما على من سواه من العلماء المعاصرين في
الفقه وأصوله والتفسير والحديث والرجال وغير ذلك من الفنون الاسلامية. وكان يضرب في
علمه المثل في حياة أستاذه الامام السيد محمد حسن الشيرازي، وقد كلف الامام
الشيرازي مرة فقيدنا المترجم أن يحقق بعض المسائل العلمية المشكلة، فأجاب وكتب
رسالة في تحقيق ذلك وعرضها على أستاذه وما أكمل قراءتها حتى رفع يديه في الدعاء له
ثم قال: إذا مت اليوم أموت مرتاح الضمير فقد وجد في تلامذتي من يعيد لي تحقيقه
تحقيق المحقق البهبهاني،
________________________________________
[ 51 ]
والمحقق البهبهاني أستاذ آية الله بحر العلوم السيد مهدي وقد كان مشهورا
في البحث والتحقيق. وهذه شهادة كبرى من أستاذه تعطينا صورة صادقة عن عظمة الامام
الفقيد ومنزلته العلمية، وهو كما قيل فيه: امام ولولا لا لقلنا بأنه * نبى تلقى
الحكم من خير حاكم 1) ولا شك بأن الامام حي بأعماله الصالحة حي بآثاره الخالدة
ومؤلفاته القيمة التى قد تبلغ مائة مؤلف 2)، وهي من أحسن ما كتب العلماء، ولعلنا
نعرض لذكرها في فرصة أخرى ان شاء الله تعالى. وهو حي بولديه العلامتين صاحبي
السماحة السيد محمد الصدر رئيس مجلس الاعيان الافخم والسيد علي الصدر. فهذا الزعيم
الصدر زعيم العراق المحبوب ودماغ العراق المفكر وذو الشخصية البارزة في العلم
والسياسة. أتته الزعامة منقادة * إليه تجر جر اذيالها فلم تك تصلح الا له * ولم يك
يصلح الا لها وهذا الحجة أخوه " العلي " قد تربع بعد فقد الامام على المنصة
الدينية، فشخصت إليه الابصار وتوجهت نحوه النفوس تهتدي بهديه وتنهل من علمه، فأطال
الله وجودهما وألهمهما الله الصبر وأجزل لهما الاجر. انتهى بعين لفظه. قلت: هذه
لهجة الصحافة العراقية استمرت دائرة على هذا المحور مدة قيام الفواتح والماتم في
العراق، ومثلها الصحافة الايرانية والافغانية والهندية والسورية والمصرية وغيرها،
نعتته بكل أسف وأبنته بكل تقدير.
________________________________________
1) هذا البيت في السيد صاحب العنوان من قصيدة لامير الشعراء وسلطان
العلماء حجة الاسلام الشيخ عبد الحسين صادق العاملي الشهير. 2) أحصينا منها اثنين
وثمانين مرت عليك في الاصل.
________________________________________
[ 52 ]
الصحافة اللبنانية: أما الصحافة اللبنانية فقد زينت صدورها بتمثال السيد
وأذاعت في تأبينه الكلمة الفذة التى أبرزتها لجنة 1) الاحتفال بالمآتم التى انعقدت
عندنا في صور، وهاكها بعناوينها وعين لفظها: (فجيعة الاسلام بمصاب الامام الصدر)
مختصر حياته - صفاته - علمه - شخصيته. بشفتين تحملان الكلام مختصرا، وفكر مبلبل
شارد ننقل للملا الاسلامي صدى دوي انتحاب العراق والاسلام والعرب قاطبة على زعيمهم
الامام الاكبر: (السيد حسن الصدر) الراحل إلى جوار ربه تاركا في الارض وحشة لا
تستأنس وفوضى لا تنتظم
________________________________________
1) ترأس هذه اللجنة بعض الرؤساء من أعلام العلماء، وكانت مؤلفة من أشخاص
مثقفين في علومهم الدينية ومعارفهم العصرية أدباء كتبة مبرزين في فنونهم من بيوتات
عاملة العريقين في المجد، اذاعوا كلمتهم هذه في الصحافة وأشادوا بها على منبر
الحفلة، وكانوا طبعوها كرسالة على حدة فوزعوها على المجتمعين في مأتم الاربعين وكان
حافلا بالعلماء والادباء والشعراء والزعماء وممثلى الحكومتين اللبنانية والفرنسية
وممثلى الطوائف. قصد الناس هذا المأتم من دمشق وبعلبك وبيروت وصيدا وفلسطين وانحاء
جبل عامل، وكان على غاية من الانتظام مثالا للسكينة والجلالة، تبارت فيه الخطباء
والشعراء بما يستحق ان يفرد بكتاب على حدة. وانما آثرنا بالذكر هنا كلمة لجنة
الاحتفال نزولا على رغبة منشئيها والمعجبين فيها وهم كل من سمعها من تلك الجماهير
وغيرهم، فأوردتها بعين لفظها وان طال بنا الكلام.
________________________________________
[ 53 ]
وخرابا لا يعمر بعده الا أن يقيض الله امام مثله يعني بالامة ويعالج
المصالح العامة بلباقة ودرية يشبهان منطق لباقته المستقيم في الامور كلها في العلم،
في العمل، في الرأي، في الحرص على احياء الروح وانما العقل وارساء العقيدة والمبدأ
في نفوس الامة بأسلوبه الملهم القويم الفياض. فالامة الاسلامية والعرب والتأليف
والسلام قبل الجميع يشكون ألم هذا الصدع ويألمون الالم، لا يذيقهم النوم الا غرار
ولا يجدون معه راحة ولا استقرارا لهذه الفادحة النازلة بفقد آخر مصلح كان يمثل عظمة
الله في صدور المؤمنين ويصور الانبياء والصديقين بما طبع عليه من ظواهر الاخلاص
والصلاح والكمال بكل ما لهذه الكلمات من مدلول أو معنى. وأنا لنسأل الله تعالى أن
يعوض على الامة بخسارتها العظمى دليلا من أدلائه على الخير والبر والاحسان العاملين
لحياة الامة واتساق العلم وجدة الرأي والتفكير. ولابد أن نلمع إلى حياته بكلمة
مختصرة، وذلك فرض لا تبرأ الذمة الا بأدائه قياما ببعض ما يجب تجاه امامنا المقدس
رضوان الله عليه. (ولادته) ولد يوم الجمعة 29 شهر رمضان المبارك سنة 1272 ه في
الكاظمية مشهد جديه الامامين الكاظم والجواد عليهما السلام، والكاظمية بلدة طيبة
الموقع والمناخ تقع من بغداد في أقل من فرسخ على الجهة الشمالية منها. (اسمه ونسبه)
وإذا استطال الشئ قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
________________________________________
[ 54 ]
وكذلك الفقيد استطال حتى قام بنفسه، فهو وحده نسب قصير جم المآثر ضخم
الظواهر، ولكن عادة ديمقراطية ابت للمترجمين الا ذكر الانساب لا تفرق بين عظمائهم
وأوساطهم. على أن للفقيد نسبا لا يخونه يوم الفخار، يصعد به إلى ذروة ليس إلى جنبها
ذروة مجد، وان نسبه لفوق ما قيل: نسب كأن عليه من شمس الضحى * نورا ومن فلق الصباح
عمودا فهو الامام أبو محمد الحسن بن الشريف الهادي بن الشريف محمد علي ابن الشريف
صالح بن الشريف محمد بن الشريف ابراهيم الشهير بشرف الدين ابن زين العابدين بن علي
نور الدين بن نور الدين علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج
الدين المعروف بأبى الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمزة بن سعد الله بن حمزة
بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن على بن عبد الله بن محمد بن طاهر بن الحسين بن
موسى بن ابراهيم المرتضى ابن الامام موسى الكاظم بن الامام ابى عبد الله الصادق بن
الامام ابى جعفر الباقر ابن الامام زين العابدين علي بن ابى عبد الله الحسين سيد
الشهداء وسبط سيد الانبياء، ابوه أمير المؤمنين وأمه الزهراء سيدة نساء العالمين.
أولئك أعلام الامة وأئمة المسلمين في عصورهم لا يدافعون، آباؤه ونبعته التى انحدر
منها ماء طاهر من طهر طاهر مطهر. (مواهبه ونشؤه) أنشأ الله فقيدنا خلقا نادر
المثال، وصاغه على أحسن تكوين يختاره الرحمن لانسان دون العصمة، فميزه بسلامة
الفطرة وقوة الحاضرة وحدة الفهم واتقاد الجذوة، وحباه بوضوح الشخصية وحضور البال
وعزة النفس وترافة العقل
________________________________________
[ 55 ]
وسهولة الخلق، وخصه بالتوفر على بيان قوي البرهان محبوك الدليل صحيح
المنطق، وانك لتجد في لغته رنة جذابة التوقيع يأخذك منها روح فني ضليع يعرف كيف
يتصرف بالقلوب ويخضع الالباب عند كلمته القدسية النشوانة الريانة بماء الروحية
والحيوية. وكان رضوان الله عليه لا يقنع بظواهر الاشياء وقشورها، وانما كان وثابا
إلى اللباب والخلاصة، ثم هو إذا وصل اليهما تخير منهما ما كان أشد ملاءمة لعقله
المترف الممتاز وذوقه الصحيح المتأنق وطبعه الرفيع الفذ. هكذا كان وهكذا أنشأه ربه
وطبيعي له، وهو المتوفر كل التوفر على هذه المواهب منذ نعومة اظافره أن ينشأ منشأ
لا تيسره الايام لاحد الا بعد فحص وتمحيص يحتاجان إلى قرون كثيرة وقرون. وطبيعي أن
يصل إلى ما وصل إليه من العظمة والخلود، إذ كان تلك المجموعة الصالحة من كل كمال،
والمزاج الخالص من ألوان الالتواء والتعقيد يدرج ويتدرج في بيت كبيت الامام الهادي
والد الفقيد العظيم، وهو كمعهد علمي منظم الصفوف أو كلية راقية تفرض على طلابها
الانسجام في نسج من الفضيلة والاخلاق والاخلاص والايمان واليقين على نحو منقطع
النظير. ويقرر علماء النفوس وأعلام التربية أن البيت هو الحجر الاساسي لحياة
الناشئين، فلابد من الحكمة واستعمال الفن في وضع الحجر الاول ليقوم البناء مستقيما
معتدلا فيه قوة وجمال وفيه ضخامة ورواء، وكل ذلك يخطو الناشئ خطوة خطوة باستعداده
واكتسابه مصطحبين إلى المثل الاعلى. وينتقل من دور إلى دور حتى إذا هو الموسر
المثري المنور لا يشكو فقرا ولا يعاني ظلاما. ومن أحكم من الشريف الهادي في وضع
الحجر الاساسي ؟ ومن أليق أستعدادا من الفقيد لاستقبال تلك التعاليم والخطط
المصطنعة لحياة دائمة حية ؟
________________________________________
[ 56 ]
ولابد اذن من ارتقاء سيدنا هذه السماء العالية الواسعة ولابد من بلوغه
درجات الصديقين والائمة. (صفاته وشخصيته) كان رحمه الله تعالى شفيقا رفيقا حريصا
على المصالح العامة، لا يقرب رجلا لحب ولا يقصي آخر لكراهة ولا يحترم أحدا لعظمة،
انما المقايس عنده في كل ذلك الايمان والخير الواقعان في الرجال والاشخاص الطائفين
برواقه. وقد زاره فيلسوف الفريكة الريحاني ووصفه في كتابه " ملوك العرب " 1) بما
تستطيع أن تفهم منه بلا عسر ولا مشقة مركز الامام في البلاد العربية وفي العالم
الاسلامي من حديثه المختصر، وتستطيع أن تفهم أيضا زهده وتقواه ونظره إلى العالم
الفاني بنظر روحي محض يشبه نظر النبيين وكبار المصلحين. (علمه وآثاره) تستطيع أن
تعتبر معي أن الفقيد العظيم عبقري العباقرة وأكبر قادة الفكر في القرن العشرين، فان
العلماء وان طبقات المنورين الافذاذ كانوا ولا يزالون ينحون نحو الاختصاص بضرب من
ضروب الفنون والاداب والمعارف، كأنما الواحد منهم يعد نفسه لان يكون حكيما فيلسوفا،
أو يجهز نفسه لان يكون فقيها أصوليا، أو يأخذ على نفسه دراسة الادب أخذا يجعله
أديبا لامعا، فيكب على صفحة من الفلسفة يدرس فيها العقول والمعقولات والجواهر
والاعراض، أو يكب على صفحة يدرس القضاء والمواريث والتجارة وسائر أبواب الفقه،
________________________________________
1) اذاعت الصحافة العراقية كلمة الريحاني بنصه فراجعها في العنوان
المختص بها من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 57 ]
أو يكب على مباحث أصول الفقه كأصل البراءة والاستصحاب وقاعدة الاشتغال
والتعادل والتراجيح ومباحث القطع والظن وسائر عناوين الاصول اللفظية والعقلية، أو
يكب على دارسة الاداب العربية وتأريخها ونصوصها مع استظهار بعض الشعر الجاهلي
والاموي والعباسي والتعرف إلى الشخصيات الادبية في هذه العصور ليتميز بضرب من هذه
الضروب العلمية ونحو من هذه الانحاء الثقافية متجها إليها بجهده في تحضير غاية من
هذه الغايات. ولكن همة سيدنا الفقيد العظيم لم تقف عند حد ولم يكن لها غاية أو امد،
قد شاء أن يجعل صدره موسوعة علمية محيطة غواصة على دقائق المسائل من شتى العلوم
فسعى لذلك فإذا هو قيم بيده لكل علم مفتاح مطواع يديره متى شاء فيخرج من كنوز العقل
والنقل كل لؤلؤة وهاجة لا يقتحم نورها البصر. وانك لمأخوذ بالدهش إذا وقفت امام
مؤلفاته التى تجاوزت المائة والبعض منها فيه مجلدات كثيرة. نعم يأخذك الدهش لانك
تخرج من كل واحد من هذه المؤلفات وأنت على ايمان وعقيدة أنه خصيص به لا يعرف سواه،
ثم تقرأ الثاني وتقرأ الثالث فإذا أنت تراه خبيرا بشعاب هذه المواضيع وزواياها
كأنما هو من بناتها. وسنضع لحياته رسالة خاصة 1) نشرح بها عناءه في التأليف وخدماته
للامة والمعارف خدمة له ولهما رضي الله عنه ويسر لهما خلفا عنه يعيشان بظلاله في
نعمه وأمان. (صدى وفاته) توفي رحمه الله تعالى 11 ربيع الاول سنة 1354 ه، فضجت
لصدى وفاته
________________________________________
1) لعلنا أغنينا اللجنة عن هذه الكلفة، والحمد لله على التوفيق لاداء
هذا الواجب.
________________________________________
[ 58 ]
ايران وأفغان والهند والعراق وجبل عامل وسائر البلاد الاسلامية. وقد
أقيمت له المآتم والتعازي والمناحات في العواصم الاسلامية والمدن والقصبات والدساكر
والقرى. وفي صور أقيم مأتم عامر حزين مدة سبعة أيام لا ينقطع ولا تسكن حدته، فنسأل
الله الصبر للامة ونتقدم بأرق التعازي لخلفه سماحة سيدنا الزعيم رئيس أعيان العراق
ولسائر أفراد الاسرة الكريمة ولهم السلام والبقاء. وأخيرا نتقدم للامة الاسلامية أن
تتعظ بحياة الفقيد وتحتذي مثاله لتنجب من أشبالها أمناء مخلصين يرفعون لها أعلاما
خفاقة ويتقدمون بها إلى حياة طافحة باليقظة المرهفة. ومن الله التوفيق وعليه
الاتكال. لجنة الاحتفال تاريخ وفاته بالقريض: أرخ عام وفاته جماعة من الادباء نظما
باللغتين الفارسية والعربية تواريخ كثيره لعلها ناهزت العشرين، والذي يحضرني الان
قول شيخنا الفقيه العلامة الحجة الشيخ مرتضى آل ياسين طيب الله أنفاسه: غبت فلا قلب
خبت ناره * كلا ولا عين عراها الوسن فليت إذ فارقت هذا الحمى * قد فارقت روحي هذا
البدن سكنت دار الخلد فاهنأ بها * فهي لعمر الله نعم السكن ان غبت عن عينى فقد
اصبحت * ترمق عيناك عيون الزمن غبت ومذ غبت نعاك الهدى * أرخ لقد غاب الزكي الحسن
134، - 1003، 68، 149 (1354 ه)
________________________________________
[ 59 ]
(بداية النسخة المخطوطة من الكتاب)
________________________________________
[ 60 ]
(نهاية النسخة المخطوطة من الكتاب)
________________________________________
[ 61 ]
(نموذج من خط المؤلف) اجازته لسماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين
النجفي المرعشي (دام ظله الوارف)
________________________________________
[ 63 ]
تكملة أمل الامل
________________________________________
[ 65 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفع قدر العلماء وفضل مدادهم على
دماء الشهداء، لما وطدوا 1) من الشرع الشريف بتبيان الكتاب وشرح السنة الزكية
الطاهرة، وأحيوا آثار العترة الظاهرة. والصلاة على خير خلق الله محمد وآله بحور
العلم الزاخرة، وفلك النجاة الباخرة، في لجج أهوال الدنيا والاخرة. أما بعد: فيقول
العبد الراجي فضل ربه ذي المنن ابن السيد العلامة الهادي حسن المشتهر بالسيد حسن
صدر الدين الكاظمي: هذا هو المجلد الاول من كتاب (تكملة أمل الامل) الذي ألفه الشيخ
________________________________________
1) وطد الشئ: أثبته وأرسخ دعائمه.
________________________________________
[ 66 ]
الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي في أحوال العلماء المتأخرين 1) عن
شيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، وجعله على قسمين: الاول في خصوص علماء
بلاده وسماه ب " أمل الامل في علماء جبل عامل "، والثاني في علماء سائر البلاد
وسماه " تذكرة المتأخرين " (2، لكن غلب اسم الاول على القسمين. وكان قدس سره اقتصر
في القسم الاول بما تيسر له معرفته من بعض الاجازات ونحوها حيث لم يسبقه أحد في
تأليف ذلك، واقتصر في القسم الثاني على ما في " فهرست " الشيخ منتجب الدين ابن
بابويه وما في " معالم العلماء " لابن شهر اشوب من ذلك، وزاد عليه بعض معاصريه وبعض
من عثر على ذكره في الاجازات وفي " سلافة العصر " للسيد علي خان ونحو ذلك. وأنا
بحمد الله قد وفقت لما يكون ذيلا لكتابه وتكملة في بابه، وذكرت الكثير ممن لم يذكره
أو أغفله ممن تقدم (عليه) أو عاصره، وقد ذكرت من تأخر عنه إلى هذا العصر. فجاء
كتابا ضخما في ثلاث مجلدات: واحد في تكملة القسم الاول، ومجلدين كبيرين في تكملة
القسم الثاني. وربما ذكرت بعض من ذكره في الاصل، حيث لم يوف ترجمته وعثرت على ما لم
يعثر عليه أو عثر عليه ولم يرجح ذكره للاختصار، فأذكر العبارات الشاردة والفوائد
المتبددة في تراجم من ذكره في القسمين 3) المذكورين. فجاء كتابا تاما في بابه حسبما
سهله الله تعالى. والله ولي التوفيق.
________________________________________
1) لم يقتصر في القسم الاول من كتاب الامل على العلماء المتأخرين عن
الشيخ الطوسى. 2) الصحيح " تذكرة المتبحرين في العلماء المتأخرين ". راجع أمل الامل
1 / 3. 3) في الاصل " من القسمين ".
________________________________________
[ 67 ]
وتبعته في التقسيم والتبويب وذكر الاسماء، حيث أنه ذكر الاسماء المبتدأة
بمحمد مثل " محمد باقر " و " محمد تقي " و " محمد علي " و " محمد حسين " وأمثالها
في باب حرف الميم مع المحمدين، والمبدأ بعلي مثل " علي محمد " و " علي اكبر " في
باب حرف العين مع العليين، وكذلك المبدأ بحسن ك " حسن علي " أو الحسين ك " حسين
علي " في باب حرف الحاء، وهكذا. وزدت عليه في آخر القسم الثاني باب ذكر النساء وباب
من اسمه كنيته وخاتمة في البلاد التي كانت مراكز العلم للشيعة. فأقول ومن الله
التوفيق:
________________________________________
[ 69 ]
القسم الاول في علماء جبل عامل
________________________________________
[ 71 ]
باب الالف (1) الشيخ ابراهيم بن جعفر العاملي رأيت بخطه تمليكه لبعض كتب
الادب، وهو من المعاصرين للشيخ الاكبر كاشف الغطاء في النجف الاشرف. (2) الشيخ
ابراهيم ابن الشيخ حسن ابن الشيخ محمد علي عز الدين العاملي الحناويني (1 من
العلماء المقائمين مقام جده الشيخ محمد علي عز الدين الاتي ذكره. هاجر الشيخ
ابراهيم إلى النجف الاشرف لتحصيل العلم وحظي منه بالحظ
________________________________________
1) نسبة إلى قرية " حنويه " من أعمال صور.
________________________________________
[ 72 ]
الوافر ورجع إلى محله، وهو اليوم أحد علماء بلاده، ويدرس في مدرسة أبيه.
نفع الله به المؤمنين. وله مصنفات 1). (3) الشيخ ابراهيم ابن الشيخ حسين ابن الشيخ
عباس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ عباس ابن الشيخ محمد علي البلاغي العاملي وهو أول من
سافر حاجا من البلاغيين وسكن الشام وسكنت ذريته قرية الكوثرية من قرى جبل عامل.
عالم فاضل فقيه متبحر، تخرج في الفقه على شيخ الطائفة في عصره الشيخ جعفر بن خضر
صاحب كشف الغطاء، وكان صاحب الترجمة جاور في أوائل أمره بلد الكاظمين (2. وهو من
بيت قديم في العلم، بيت علم وشرف معروفون بالفقه والاصول والادب قديما وحديثا. (4)
السيد شرف الدين ابراهيم ابن السيد زين العابدين ابن العلامة السيد نور الدين
العاملي الجبعي، جد أسرتنا فاضل جليل وعالم نبيل، تولد سنة الثلاثين والالف في جبع،
وأمه كريمة
________________________________________
1) في الاعيان 2 / 127: توفى في حنويه قرية في ساحل صور سنة 1333 ودفن
بها. 2) نقل في ماضى النجف وحاضرها 2 / 59 عن التكملة: أن المترجم له توفى سنة
الطاعون في الكاظمية سنة 1246. فلاحظ.
________________________________________
[ 73 ]
الشيخ العلامة الشيخ سليمان بن الحسين بن محمد بن احمد بن سليمان
العاملي النباطي. قرأ على والده العلامة وعلى بعض أعمامه وعلماء عصره حتى كمل في
العلوم الاسلامية، وتوفي والده وهو في سن ثلاث وأربعين، فقام مقام أبيه في المرجعية
في الاحكام. وحج في سنة ثمان وسبعين وألف ورجع مريضا، وكان قد ارتحل من جبع - وهي
موطن أسرته ومسقط رأسه - إلى شهور في تلك السنة، وتوفي فيها سنة ثمانين وألف. (5)
الشيخ ابراهيم بن سليمان العاملي ذكره بعض الفضلاء في عداد من استدركهم على الاصل
من المتأخرين عن صاحب الاصل والقريبين لعصره (1. (6) الشيخ ابراهيم صادق 2)، حفيد
الشيخ ابراهيم يحيى العاملي عالم فاضل محقق أديب شاعر مفلق، جاء من بلاده إلى النجف
وأقام فيها مدة، وكانت النجف تزهو بأدبه وشعره، وكان له اختصاص ببيت الشيخ كاشف
________________________________________
1) في أعيان الشيعة أن الشيخ ابراهيم هذا توفى سنة 1195، وان الشيخ محمد
النحوي رثاه بقصيدتين والسيد صادق الفحام أرخ عام وفاته. 2) هو الشيخ ابراهيم بن
صادق بن ابراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان بن نجم المخزومى العاملي.
________________________________________
[ 74 ]
الغطاء، وله فيهم الشعر الذي تتحير به العقول والالباب، وبعد سنين رجع
بالاهل والعيال إلى بلاده وأصابته في الطريق مصائب. ولما دخل البلاد عرفوا قدره،
فعلا فيها ذكره وتقرب إلى البكوات 1) فأحلوه محله، خصوصا علي بيك أمير البلاد، وكان
يكرمه غاية الاكرام ويعزه غاية الاعزاز، وله فيه الشعر الرائق. كان الشيخ ابراهيم
جالسا ذات يوم عند الامير علي بيك، فشكى علي بيك البرغوث ليلة أمس، فقال له الشيخ
ابراهيم على البديهة: أتخشى لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث فلم يدنو لك
البرغوث الا * لانك للورى بر وغوث فأجازه بمائة ليرة. ومن شعره قوله: تجنب رياض
الغور من أرض بابل * فثم قدود يانعات وأحداق واياك اياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ
ان طرفك سراق وبات ليلة في ذي الكفل 2)، فكان إذا غطى رأسه باللحاف اكلته البراغيث
وإذا أخرج وجهه أكله البق، فأنشد: وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غنى لها البق قد
كدت من حزني وأفراحها 3) * انشق لولا الفجر ينشق وله مؤلفات جليلة نظما ونثرا لا
يحضرني تفصليها. وتوفي على الظاهر في
________________________________________
1) جمع " بك بيك "، وهو لقب تركي يعطى للشخصيات السياسية والاجتماعية.
2) ناحية بعد الكوفة في طريق الحلة، فيها قبر ينسب إلى نبى الله ذى الكفل. 3) في
الاصل " فمن حزنى وأفراحها قد كدت "، وهو غير مستقيم.
________________________________________
[ 75 ]
عشر الثمانين بعد المائتين وألف (1. وله ولد فاضل العلماء الاجلاء،
وسيأتي ذكره انشاء الله تعالى، وهو الشيخ عبد الحسين. (7) الشيخ ابراهيم بن ضياء
الدين بن شمس الدين حسن بن زين العابدين العاملي، من ذرية الشهيد الاول وصفه أخوه
الشيخ شرف الدين في اجازته للفاضل التبريزي ب " الزاهد العابد، ذو الرأي السديد
والفعل الشفيق الحميد "، وأنه يروي عنه، وتاريخ الاجازة سنة (1178) ثمان وسبعين
ومائة بعد الالف. (8) الشيخ ابراهيم بن عبدالعالي الميسي العاملي عالم فاضل جليل،
من تلامذة الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ابن الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم.
عندي كتاب " الدر المنثور " بخط أخيه الاتي ذكره انشاء الله. (9) الشيخ ابراهيم بن
علي بن الحسن بن صالح بن اسماعيل العاملي الكفعمي مولدا اللويزي محتدا الجبعي أبا
الحارثي نسبا التقي لقبا الامامي مذهبا كذا
________________________________________
1) في أعيان الشيعة 2 / 144: ولد في قرية الطيبة من قرى جبل عامل سنة
1221 وتوفى بها سنة 1284.
________________________________________
[ 76 ]
ذكر نفسه في كتاب الدروس الذي عندي بخط يده وهو العالم الكامل المعروف
بالكفعمي. قال في نفح الطيب: الكفعمي نسبة إلى " كفر عما " قرية من قرى أعمال صفد،
كما تقول في النسبة إلى بنى عبد الدار " عبدري " والى حصن كيفا " حصكفي ". انتهى.
وعن خط الشيخ البهائي محمد بن الحسن بن عبد الصمد الحارثي العاملي: ان الكف على لغة
جبل عامل بمعنى القرية، وعيما اسم لقرية هناك، وأصلها كف عيما، والنسبة إليها
كفعيماوي، فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي. انتهى. والتحقيق
أن كفر بالسريانية بمعنى القرية، ومنه كفر ثوثى وكفر عاقب، واكثر من تلكم بها أهل
الشام لسبق السرياني في سوريا، فهي قرى تنسب إلى رجال ذلك العصر القديم 1). وأما
كفر عما هل هي من قرى صفد أو من قرى عاملة فلا أتحققه ولم يبلغني في قرى البلاد كفر
عما (2. وقبر الكفعمي رحمه الله في قرية جبثيث من قرى جبل عامل، ظاهر يزار إلى
الان. وحدثني بعض الاجلة الثقات أن قبره كان مخفيا وظفر (به) في المائة الحادية
عشر، وله حكاية غريبة مشهورة. وأيضا قد روى هذه الحكاية سيدنا آية الله
________________________________________
1) في تاج العروس 3 / 526 بعد أن ذكر ما يشبه ما هنا: وأما الان فيطلقون
الكفر على كل قرية صغيرة بجنب قرية كبيرة، فيقولون القرية الفلانية وكفرها، وقد
تكون القرية الواحدة لها كفور عدة... 2) قال الحموى: عما بفتح أوله وتشديد ثانيه
والقصر: اسم أعجمى لا أدريه الا أنه يكون تأنيث رجل عم وامرأة عما، من العمومة اخو
الاب مثل سكر وسكرى، وهو " كفر عما " صقع في برية خساف بين بالس وحلب. معجم البلدان
4 / 148.
________________________________________
[ 77 ]
العلامة السيد صدر الدين العاملي عن بعض الثقات من أهل البلاد 1). وكان
هذا الشيخ واسع الاطلاع، ذكره في الاصل 2) ولم يذكر طول باعه في الادب وسرعة بداهته
في الشعر والنثر. قال في رياض العلماء عند ذكره: له يد طولى في أنواع العلوم، سيما
العربية والادب، جامع حافل كثير التتبع (في الكتب)، وكان عنده كتب كثيرة جدا،
واكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة. وسماعي أنه قدس سره ورد المشهد الغروي
وأقام به وطالع في كتب الخزانة الغروية، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع
العلوم، ومن تلك الكتب مؤلفاته وتصانيفه 3)، فان له " بديعية " و " شرحها " تدل على
كماله في الادب. وله مصنفات غير ما ذكر في الامل: كتاب " المقصد الاسنى في شرح
الاسماء الحسنى "، ورسالة في " محاسبة النفس "، وكتاب " نهاية الارب في أمثال العرب
" في مجلدين قيل لم ير مثله في معناه، وكتاب " قراضة النظير في التفسير " وهو تلخيص
مجمع البيان، وكتاب " صفو الصفات في شرح دعاء السمات " وكتاب " فروق اللغة " وهو
كتاب جليل في موضوعه يدل على تبحره في علم اللغة، وكتاب " المنتقى في العوذ والرقى
"، وكتاب " الحديقة الناضرة "، وكتاب " نور حدفة البديع ونور حديقة الربيع " في شرح
بعض قصائد العرب المشهورة، وكتاب " النخبة "، وكتاب " فرج الكرب وفرح القلب " في
علم الادب بأقسامه عشرين ألف بيت، و " الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة " وكتاب
" العين المبصرة "، وكتاب " الكوكب الدري "، ورسالة في " تاريخ
________________________________________
1) انظر القصة باختصار في أعيان الشيعة 2 / 184. 2) أمل الامل 1 / 28.
3) إلى هنا في الرياض 1 / 21.
________________________________________
[ 78 ]
وفيات العلماء "، وكتاب " ملحقات الدروع الواقية "، وكتاب " مجمع
الغرائب " وكتاب " لمع البرق " ينقل عنه المولى محمد مؤمن في كتاب " مطلع السعدين "
وكتاب " مشكاة الانوار "، وله " مجموع الغرائب " وكتاب " اللفظ الوجيز في قراءة
الكتاب العزيز ". وله مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلفات عديدة اتمام
كتابة بعضها سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وتاريخ بعضها سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة،
وفيها عدة كتب من مؤلفاته أيضا، منها كتاب " اختصار الغريبين " للهروي، وكتاب "
اختصار مقرب اللغة "، " اختصار كتاب غريب القرآن " لمحمد بن عزيز السجستاني، وكتاب
" اختصار جوامع الجامع " للطبرسي، و " اختصار كتاب علي بن ابراهيم القمي "، و "
اختصار زبدة البيان مختصر (مجمع) البيان للطبرسي " للشيخ زين الدين البياضي، و "
اختصار علل الشرائع " و " اختصار المجازات النبوية " للسيد الرضي، و " اختصار كتاب
الحدود والحقائق " في تفسير الالفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها، وله كتاب " حياة
الارواح ومشكاة الصباح " وهو على ثمان وسبعين بابا في اللطائف والاخبار والاثار فرغ
منه سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وله كتاب " التلخيص " في المسائل العويصة من الفقه،
وله " مختصر نزهة الالباء في طبقات الادباء "، وله كتاب " اختصار لسان الحاضر
والنديم " 1). وله شعر كثير وقصائد طوال وأراجيز جيدة، منها قصيدة رأيتها في مدح
أمير المؤمنين عليه السلام تبلغ مائة وتسعين بيتا أنشدها عند قبره الشريف لما زاره
يذكر فيها يوم الغدير، ومنها أرجوزة في مائة وثلاثين بيتا في الايام المستحب صومها،
وختم بديعته بخطبة فيها تحريره في مدح سيد البرية تورياتها في السور
________________________________________
1) رياض العلماء 1 / 21 - 25 مع تصرف واختصار.
________________________________________
[ 79 ]
القرآنية، شفعها بقصيدة على سور القرآن في مدح سيد ولد عدنان، وأوردهما
الفاضل المغربي احمد في نفح الطيب في صفحة تسعين وثلاثمائة من الجزء الرابع، وذكر
له بعد ذلك نظما في أسماء الكتب، وهو قوله: يا طريق النجاة بحر فلاح * أنت دفع
الهموم والاحزان أنت أس التوحيد عدة داع * ثم روح الاحياء فلك المعاني نهج حق ونثر
در نبيه * ورياض الاداب ذكرى البيان فائق رائع مسرة راض * متتهى السؤل جامع للاماني
نزهة عدة ظرائف لطف * روضة منهج جنان الجنان فصحاح الالفاظ فيه تلقى * وشذور العقود
والمرجان وهو قوت القلوب نهج جنان * وكنوز النجاح والبرهان فناسب بين أسماء الكتب
وقصده غير ذلك. ومنها رسالته إلى قاضي القضاة ابن القرقوري يخرج منها قصيدة: " يقبل
الارض وينهي (سلام) عبد لكم (محب) وعلى الالفة منكب (لو بدا) للناظرين (عشر) معشار
(شوقه) وغرامه (لطبق) ذلك (ما بين آفاق) السماوات السبع (والارض) لشدة هيامه (تراه)
حقا (لكم) حانيا (بالامن) والسرور (والسعد) والحبور (داعيا) لا جرم (وهذا) الثناء
المتوالي و (الدعاء) للمقام العالي (لا شك من لازم الفرض) ملكك الله تعالى أزمة
البسط والقبض، (وأنجاك) ربي من المصاعب (في) دينك و (دنياك) وأنقذك (من) شر (كل)
صغير (شدة) وكبيرها (وأرضاك)، وجعلك أمينا (في) الارض إلى (يوم القيامة) والنشور
(والعرض كما أنت) أمن (لي) من المخاوف و (عون) في كل شدة (وغوث) ملجأ (وعدة)،
وأنجحت آمالي (ووفرت) باخدامك (لي مالي)، وأحسنت قرضي (ووفرت) باجلالك (لي عرضي.
وينهي)
________________________________________
[ 80 ]
المملوك (إلى) سيده (قاضي القضاة) وكافى الكفاة (بأن) المتولي الامين
(ذا) الفخر المبين (علي بن) المرحوم (فخر الدين) قوله (في أمركم) العالي (مرضي)
وفعله مقتضى (ومدحكم) عليه (فرض) واجب (يراه) أبدا (لسانه) ويذكر المناقب (وحبكم)
له واختياركم (اياه) دال بأنه أمير حكيم (شاهده) حقا (يقضي) بجعله على خزائن الارض
انه حفيظ عليم، (حديث) مدح (سواكم) ليس من مدائحه و (لا يمر) أبدا (بقلبه) وجوارحه،
(وان مر) في خاطره (لا يحلو) قاطعا (وحكمكم) عليه شرعا ومرسومكم (يمضي) وامركم يقضي
(يتيه) سرورا (به) رؤساء الشام و (من في القبيبات) من الانام (عزة) وعلوا (لخدمته)
الشريف (اياك) ولانه (يا قاضي) قضاة الدين و (الارض) لا يريد سواك، (فان يك) الخادم
المذكور (في) بعض (أفعاله) غافلا (أو) في (مقاله) غير كامل و (عصاكم) في بعض الامر
(فعين العفو) والستر (عن ذنبه) لا جرم (تغضي) وهو بتوبته إليه يفضي. (وسلام) الله
(عليكم) ورحمته لديكم (كلما) نطق (ناطق) أو (ذر) في المشارق (شارق) وما دارت
الافلاك (وسبحت) بلغاتها (الاملاك في) فسيح (الطول) ورحب (العرض) دوما ما بين
السماء والارض ". وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه الرسالة التى كتبتها بالحمرة:
سلام محب لو بدا عشر شوقه * لطبق ما بين السماوات والارض تراه لكم بالامن والسعد
داعيا * وهذا الدعا لا شك من لازم الفرض وأنجاك في دنياك من كل شدة * وأرضاك في يوم
القيامة والعرض كما أنت لي عون وغوث وعدة * ووفرت لي مالي ووفرت لى عرضي وينهي إلى
قاضي القضاة بأن ذا * علي بن فخر الدين في أمركم مرضي ومدحكم فرض يراه لسانه * وحبك
اياه شاهده يقضي
________________________________________
[ 81 ]
حديث سواكم لا يمر بقلبه * وان مر لا يحلو وحكمكم يمضي يتيه به من في
القبيبات عزة * لخدمته اياك يا قاضي الارض فان يك في أفعاله أو مقاله * عصاكم فيعين
العين العفو عن ذنبه تغضي سلام عليكم كلما ذر شارق * وسبحت الاملاك في الطول والعرض
ومن الاسف أني لم أعثر إلى اليوم على تاريخ تولد هذا الفاضل ولا على تاريخ وفاته،
غير أنه فرغ من تأليف كتابه المعروف بالمصباح خمس وتسعين وثمانمائة، وفرغ من نسخ
كتاب الدروس للشهيد وهو عندي بخطه وعليه قراءته وبعض حواشيه خمسين وثمانمائة، ولا
أظنه ينقص عن الثلاثين عند فراغه من الدروس، فيكون يوم فراغه من المصباح في حدود
الخمس وسبعين (1. وكيف كان فهو من علماء القرن التاسع، ووفاته اما في آخر هذا القرن
أو أوائل القرن العاشر كما قال في كشف الظنون عند ذكر كتاب " نور حدقة البديع ونور
حديقة الربيع " أنه توفي سنة 905 خمس وتسعمائة. والله أعلم. وكان معاصرا للشيخ زين
الدين البياضي صاحب " الصراط المستقيم ". بل في الرياض كان من تلامذته ويروي عنه
وعن والده وعن جماعة عديدة. رضي الله عنه وعنهم. وقال في الرياض في الثناء على
الكفعمي: العالم الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي، من أجلاء علماء الاصحاب، كان عصره
متصلا بزمن خروج الغازي في سبيل الله الشاه اسماعيل الماضي الصفوي، ويروي الكفعمي "
ره " عن جماعة عديدة منهم والده، وله عفى الله عنه يد طولى في أنواع العلوم. إلى
آخر ما مر من كلامه 2).
________________________________________
1) في أعيان الشيعة 2 / 184: ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في
علم البديع ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاين وكان الفراغ من الارجوزة سنة 870.
2) رياض العلماء 1 / 21.
________________________________________
[ 82 ]
(10) الشيخ ابراهيم بن علي بن موسى العاملي رأيت بخطه كتاب صلاة
الوسائل، فرغ من كتابه لنفسه في آخر شهر شوال من سنة 1080 (وهو) (1 من تلامذة الشيخ
الحر ومعاصريه، وقد نسخ ذلك في حياة الشيخ الحر المؤلف، وعلى النسخة خط المؤلف
وتصحيحه. بالجملة يظهر أنه من العلماء. (11) الشيخ ظهير الدين أبو اسحاق ابراهيم
ابن الشيخ نور الدين ابى القاسم علي ابن تاج الدين عبدالعالي الميسي العاملي فقيه
عالم جليل، من علماء دولة السلطان شاه طهماسب الصفوي. ذكره المولى عبد الله في
الرياض والعلامة المجلسي " ره " في اجازات البحار. قال في رياض العلماء: وهو ولد
الشيخ علي الميسي المشهور الذي أجازه الشيخ علي الكركي وأجاز هو الشهيد الثاني.
ويروي الميرزا محمد الاسترابادي صاحب الرجال الكبير عن الشيخ ابراهيم هذا عن والده
الشيخ علي المذكور على ما يظهر من آخر رجاله الكبير ومن اجازاته للمولى محمد أمين
الاسترابادي. ثم اعلم أن المولى (عبد الله بن المولى) 2) محمود التستري ثم
الخراساني المقتول المشهور بالشهيد الثالث أيضا يروي عن الشيخ ابراهيم هذا، وكذلك
________________________________________
1) بياض في الاصل بمقدار كلمات. 2) الزيادة من المصدر ولابد منها، انظر
رياض العلماء 3 / 248، أعيان الشيعة 1 / 196.
________________________________________
[ 83 ]
المولى احمد الاردبيلي أيضا على ما يظهر من اجازة الشيخ محمد تقي الغروي
للشيخ محمد بن خليفة الجزائري. واعلم أن الشيخ علي الكركي قد أجاز هذا الشيخ
ابراهيم ووالده حين استجازه لنفسه ولولده على الخصوص باجازة ذكرناها في ترجمة
والده، وكان من جملتها ما لفظه " اجازة عامة لنجله الاسعد الفاضل الاوحد ظهير الدين
ابى اسحاق ابراهيم ابقاه الله تعالى في ظل والده الجليل دهرا طويلا " 1). وهذا
الشيخ من مشاهير علماء جبل عامل مذكور في الاصل ومذكور في سند اجازاته كما يظهر من
آخر وسائله (2، فانه يروي عنه بثلاث وسائط. وقد وفقنا الله تعالى لذكره أيضا. ولم
أعثر على تواريخه، والاسف أن ضبط التواريخ وكتاب الطبقات لم يكن مأولفا عند علمائنا
رضي الله عنهم لاشتغالهم بالاهم من أمور الدين، بخلاف المرتزقين في كتابه ذلك. (12)
السيد ابراهيم ابن السيد عيسى ابن السيد محمد علي ابن السيد صالح ابن السيد محمد
ابن السيد ابراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي،
ابن عمي الصميم
________________________________________
1) رياض العلماء 1 / 20. 2) امل الامل 1 / 29، وسائل الشيعة 20 / 50 و
53 ففى الموضع الثاني ذكر سنده هكذا: وعنه (يريد المولى محمد باقر المجلسي) عن
الامير شرف الدين على، عن مولانا الاجل ميرزا محمد بن على الاسترابادي، عن شيخه
الشيخ ابراهيم بن على بن عبد العالي العاملي الميسى، عن أبيه.
________________________________________
[ 84 ]
كان عالما فضال ذكيا عالي الفهم جدا، عدل عن علم الاديان إلى علم
الابدان وصار من أعلام علمائه، وله فيه العلاجات المستحبة. كان تولده بطهران، ثم
أخذته أمه إلى تبريز مدة، ثم رجعت به إلى العراق، ثم رجع إلى طهران، ثم جاء إلى
العراق وبقي مدة سنين، ثم رجع إلى ايران، وبعدها سكن قم، ثم ارتحل وسكن أبهر من
بلاد خمسة ومات بها سنة 1313. وله تصانيف في فنون شتى، وأعقب ولدين السيد اسماعيل
والسيد عباس، مات السيد اسماعيل في المسيب على جانب الفرات في القرنتينة 1) حيث كان
جاء للزيارة وكانت أيام مرض في كربلا شديد فوضعت الحكومة القرنتينة وحبس فيها
الزوار هنا فتوفي، وكانت وفاته سنة 1321. (13) الشيخ ابراهيم بن محمد (بن) (2 علي
بن محمد الحرفوشي العاملي الكركي، نزيل المشهد المقدس الرضوي، المتوفى سنة 1080
ذكره في الاصل 3)، وهو صاحب رواية حديث قاضي الجن بطرقه التى أخرجها في بعض
مجاميعه، قال: حدثني المولى الفاضل الجليل مولانا تاج الدين حسن الاصفهاني، قال
حدثنا المولى المحقق خواجة جمال الدين محمود البغدادي (4
________________________________________
1) المصح الذى يؤسس في الحدود أو المطارات أو الامكنة العامة عند ظهور
مرض مسريخاف سرايته بين الناس، فيبقى المسافر أو غيره في هذا المصح للاستشفاء وعدم
نقل العدوى، ويلفظ في بعض البلدان " الكرنتينه " أيضا. 2) الزيادة ليست في الاصل،
وانظر أعيان الشيعة. 3) امل الامل 1 / 30. 4) كذا في الاصل، وفي الاعيان " السدادى
".
________________________________________
[ 85 ]
السلماني، قال حدثنا المولى العلامة جلال الدين بن اسعد الدواني 1)
الشيرازي. وأخبرني السيد الفقيه الصدر السعيد الشاه أبو الولي ابن السيد المحقق
الشاه محمود الحسني الشيرازي، قال أخبرني المولى المحقق مولانا خواجة جمال الدين
محمود، قال أخبرني العلامة الدواني. وأخبرني أيضا المولى المحقق المدقق الشيخ منصور
المشتهر براست كو (2 شارح تهذيب الوصول إلى علم الاصول، عن واحد، عن العلامة
الدواني، قال أخبرني مشافهة السيد الامام حقيقة الائمة الاعلام السيد صفي الدين بن
عبد الرحمن الحسيني الايجي حديث (قاضي) (3 الجن عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "
من تزيى بغير زيه فقتل فلا قود ولا دية ". وصلى الله على سيدنا محمد وآله. انتهى
(4. والغرض أن صاحب الترجمة ممن كان وصل إلى خدمة هؤلاء العلماء الاجلاء، وأنه في
طبقة الفاضل الهندي صاحب كشف اللثام، لانه يروي عن الشيخ تاج الدين الاصفهاني والد
الفاضل المذكور. (14) الشيخ ابراهيم بن يحيى العاملي وجدت بخط بعض البغداديين ما
صورته: للشيخ ابراهيم بن يحيى العاملي الشيعي المتوفى سنة عشرين ومائتين وألف من
الهجرة منظومة في علم الكلام، وكان بغدادي المسكن.
________________________________________
1) في الاصل " الذرانى " وتعرف خطأه من بقية السند. 2) أي الصادق القول.
3) زيادة منا لازمة. 4) انظر اعيان الشيعة 2 / 216.
________________________________________
[ 86 ]
أقول: كان قد فر من بلاده من ضلم الجزار وأقام بدمشق، ولما غلب احمد
الجزار على دمشق تركها الشيخ وهاجر إلى العراق، كان سكن بغداد. والرجل من أجلاء
العلماء والمتكلمين والادباء المشاهير والشعراء المجيدين (1. ومن منظومته في الكلام
قوله " ره ": ولا تقل كلامه قديم * فانه شرك به عظيم لانه مركب من أحرف * حادثة
حروفها غير خفي وكل ما يذكره الجمهور * من الكلام فرية وزور ومنها قوله: وما نسبناه
من الصفات * له تعالى فهو عين الذات ومنها قوله: فان هذا يقتضي علانيه * بأن تكون
الشركا ثمانيه ومنها قوله: وهي على التحقيق شئ واحد * والعقل والنقل بذاك شاهد
ومنها قوله: ومقتضى الحكمة كل حين * وجود شخص كافل للدين وكل ما يلزم في النبي * من
صفة يلزم في الوصي فحاله كحاله وانفردا * بالوحي من كان النبي المرشدا
________________________________________
1) عنونه في أعيان الشيعة 2 / 237 بعنوان " الشيخ ابراهيم بن يحيى بن
محمد بن سليمان العاملي الطيبى نزيل دمشق "، وقال: ولد سنة 1154 بقرية الطيبة من
جبل عامل، وتوفى سنة 1214 بدمشق عن 60 عاما، ودفن بمقبرة باب الصغير شرقي المشهد
المنسوب إلى السيدة سكينة، وكان له قبر مبنى وعليه لوح فيه تاريخ وفاته رأيته
وقرأته فهدم في زماننا.
________________________________________
[ 87 ]
ومنها قوله: الحسن والقبيح عقليان * عند ذوي العقول والعرفان وليس ينفي
ذين الا قاصر * عن رتبة الادراك أو مكابر ألا ترى حكم ثقات الدين * والشرع بالتقبيح
والتحسين الجبر والتفويض دل العقل * أنهما خلف ودل النقل وكيف لا وأول القولين *
يقضي على الله بكل شين مقالة أقبح بها مقاله * نعوذ بالله من الضلاله والقول
بالتفويض شر قيل * لانه يفضي إلى التعطيل والحق أمر بين أمرين كما * رواه عن آل
النبي العلما ومنها في المهدي عليه السلام: امامنا الحي الذي لا يجحد * حياته الا
الغوي الملحد وكيف ينفى كونه أو يدفع * والعقل والنقل بذاك يصدع ومن شعره في التشوق
إلى وطنه: من لي برد مواسم اللذات * والعيش بين فتى وبين فتاة ورجوع أيام مضين
بعامل * بين الجبال الشم والهضبات عهدي بهاتيك المعاهد والدمى * فيهن مثل الحور في
الجنات والشمل مجتمع واخوان الصفا * احنى من الاباء والامات والروض أفيح والجناب
ممنع * والورد صاف والزمان مواتي إذ لا ترى الا كريما كفه * والوجه عين حيا وعين
حياة أو مولعا بالجود تفهق قدره 1) * ويداه بالمعورف في اللزبات 2)
________________________________________
1) الفهق: الاتساع، وتفهق قدره: تتسع. 2) اللزبات: الشدائد، واحدها
اللزبة، وهي الشدة والقحط.
________________________________________
[ 88 ]
تختال في المغنى الرحيب ضيوفه * ان الكرام رحيبة الساحات أو فارسا يغشى
الوغى بمهند * ينقض مثل النجم في الهبوات يجلو بهمته الخطوب إذا دجت * ان الهموم
تزول بالهمات مادام في قيد الحياة فدهره * يومان يوم وغى ويوم هبات (وإذا مضى لم
يبق غير مكرم * ومطهم ومخذم وقناة) (1 أو عالما حبرا إذا خضخضته * حشد المحيط عليك
بالغمرات وإذا اقتبست النور من مشكاته * أهدى اليك البدر في الظلمات أو عابدا لله
تعظيما له * لم يعن بالرغبات والرهبات يخشى الاله وما أصاب محرما * فكأنما يخشى من
الحسنات (حتى إذا سيم الهوان رأيته * كالليث أيقظه نطاح الشاة) أو شاعرا ذرب اللسان
تخاله * قحا ترعرع في الزمان العاتي يأتي بكل غريبة وحشية * نشأت مع الارآم في
الفلوات ويصوغ كل بديعة حضرية * مصقولة الجنبات كالمرآة (ان قال بذ القائلين وقصروا
* عن درك سباق إلى الغايات) لهفي على تلك الديار وأهلها * لو كان تتفع غلتي لهفات
خطب دعاني للخروج من الحمى * فخرجت بعد تلوم وأناة وتركته خوف الهوان وربما * ترك
النمير مخافة الهلكات 2) كان الشيخ ابراهيم تخرج في العلم على السيد أبو الحسن ابن
السيد حيدر
________________________________________
1) المطهم: البارع الجمال من كل شئ، ومنه الجواد المطهم، وهو التام
الحسن. المخذم من السيوف: القاطع. 2) هذه القصيدة طويلة مذكورة في أعيان الشيعة 2 /
245، والابيات الزائدة أضيفت منه.
________________________________________
[ 89 ]
الامين صاحب المدرسة في قرية شقرا التي قيل انها حوت من الطلاب فوق
الثلاثمائة فيهم الفضلاء الاجلاء. وله ابن اسمه الشيخ محمد من العلماء الاجلاء،
ذكره بعض علماء جبل عامل فيما كتبه فيه ذيلا على أمل الامل. (15) الشيخ احمد بن
سليمان العاملي النباطي كان من العلماء المعاصرين للمحقق الكركي الشيخ علي بن عبد
العالي. وصفه تلميذه الشيخ علي بن هلال الكركي ب " الشيخ الامجد الافضل الاعلم
الاجل الاورع " عند اجازته للمحقق ملك محمد الاصفهاني المذكورة في اجازات البحار،
وتاريخها سنة اربع وثمانين وتسعمائة 1). وتتبع لعلك تعثر على اكثر من هذا (2. وصاحب
الترجمة من أجداد الشيخ الفقيه العلامة الشيخ احمد بن الحسين ابن محمد بن احمد بن
سليمان النباطي، وأحد أساتيد جدنا الاعلى السيد محمد ابن شرف الدين، وأيضا الجد
الاعلى للشيخ الفاضل الفقيه الشيخ سليمان بن الحسين بن محمد بن احمد بن سليمان
النباطي جد جدنا الاعلى السيد شرف الدين لامه. رحم الله الجميع.
________________________________________
1) انظر البحار 109 / 80 - 83، ولكن فيه " الشيخان الامجدان الافضلان
الاعلمان الاكملان الاورعان الشيخ احمد البيضاوى النباطى والشيخ احمد بن خاتون
العينائى العاملي ". فلاحظ. 2) مذكور في امل الامل 1 / 33.
________________________________________
[ 90 ]
(16) الشيخ احمد بن الحر العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الاصل،
ذكره بعض العامليين المعاصرين للسيد نصر الله (المدرس الحائري). (17) الشيخ احمد
رضا العاملي النباطي 1) أحد أفاضل العصر وحسنات الزمان، له قلم عال في تحقق
الحقائق، وهو صاحب " رسالة الخط " وغيرها من الرسائل التي أخرجتها مجلة العرفان
وقرت بها عيون الزمان 2). زاد الله جل جلاله في توفيقه لنصرة الدين وكثر أمثاله في
المؤمنين. (18) الشيخ احمد السبيتى هاجر من البلاد إلى النجف في طلب العلم، واشتغل
على علماء النجف وحصل وصاهر الشيخ حسين الكركي فلم تطل أيامه فتوفي في بلاده وهو
شاب. رحمة الله عليه.
________________________________________
90... 1) هو احمد بن ابراهيم بن الحسين بن يوسف بن محمد رضا العاملي. 2)
ولد ونشأ بالنبطية سنة 1289، واشتهر في الابحاث اللغوية والادبية، وكان عضو المجمع
العلمي العربي بدمشق، وتوفى بالنبطية سنة 1372. انظر الاعلام للزركلي 1 / 125.
________________________________________
[ 91 ]
(19) الشيخ احمد العاملي، نزيل النجف الاشرف كان من أجلة العلماء، اكثر
النقل عنه العالم الفاضل شمس الدين محمد الرضوي في كتابه " حبل المتين في مناقب
امير المؤمنين " عليه السلام. كان في عصر السلطان طهماسب المتأخر الصفوي. وكان
الشيخ أحمد من معاصرين للسيد نصر الله الحائري الشهيد، فهو من علماء المائة الثانية
عشر من الهجرة أول زمان سلطنة نادر شاه. (20) الشيخ احمد الغولى العاملي من العلماء
الاجلة، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل. (21) الشيخ احمد القبيسي
العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الاصل المقاربين له. ذكره بعض العلماء
المعاصرين للسيد نصر الله الحائري الشهيد المتوفى حدود سنة ستين ومائة بعد الالف.
(22) الشيخ جمال الدين احمد بن ابراهيم بن الحسين الكوثراني العاملي، من تلامذة
الشهيد الاول
________________________________________
[ 92 ]
وصفه الشهيد في اجازته له ب " الشيخ الفقيه الزاهد العابد ". وتاريخ
الاجازة سنة سبع وخمسين وسبعمائة في ثاني عشر شعبان (في نفر) 1) عند قراءتهم عليه
علل الشرائع للصدوق، وقد وجد الاجازة بخط الشهيد المولى عبد الله بن عيسى الشهير
بالافندي صاحب رياض العلماء قدس سره. (23) الشيخ احمد بن ابى جامع العاملي الحارثي
الهمداني النجفي ذكره في الاصل (2، وهو أبو أسرة جليلة في العلم، خرج منهم جماعات
من العلماء الاجلة. وكان هذا الشيخ في عصر المحقق الكركي، وله منه اجازة. ورأيت
تفسير الوجيز لحفيده الشيخ علي بن الحسين بن احمد (3، سلك فيه طريق الايجاز في
التعبير، مشيرا إلى اكثر الاقوال المحتملة من وجوه التفسير منبها على قليل من
النكت، معربا عما يتوقف عليه فهم المعنى من وجوه الاعراب، مقتصر على ذكر قراءة
السبع المشهورة، وربما ذكر غيرها في مواضع يسيرة. وبالجملة لا نظير له في التفاسير
الموجوة، والنسخة التى رأيتها فرغ ناسخها سنة سبع وأربعين ومائة بعد الالف، وهو في
(616) صفحة بقطع الربع الوزيري. وهذا التفسير الوجيز يدل على تمام فضل صاحبه وطول
باعه في العلوم
________________________________________
1) كلمة شطب عليها في الاصل. 2) امل الامل 1 / 30. 3) الصحيح " على بن
الحسين بن محيى الدين بن عبد اللطيف بن على بن احمد بن ابى جامع ". أنظر الذريعة 25
/ 44.
________________________________________
[ 93 ]
جميعا، وليته يطبع لتفتخر به الامامية. وربما نسب إلى صاحب الترجمة، لكن
المصرح به في أوله انه لعلي بن الحسين. ثم ان هذا الشيخ يروي عن أستاذه المحقق
الكركي، وله منه اجازة أخرجها العلامة المجلسي في اجازات البحار وقد رأيتها (1، وقد
أثنى المحقق عليه ثناءا حسنا وذكر أنه ورد عليه من جبل عامل مهاجرا للعلم في النجف
الاشرف، وتاريخ الاجازة جمادى الاخرة (2 ثمان وعشرين وتسعمائة. وآل محيى الدين في
النجف من ذرية هذا الشيخ، وسيأتي انشاء الله ذكر بعضهم من المتأخرين عن صاحب الاصل
من ذرية صاحب الترجمة. (24) الشيخ محيى الدين احمد 3) بن تاج الدين الميسي العاملي
4) كان من أجلة علماء عصره ومشايخ الاجازة في وقته، من تلامذة الشهيد الثاني، وقد
كتب له اجازة، فهو يروي عنه وعن الشيخ الجليل الشيخ زين الدين الفقعاني وعن الشيخ
الفاضل شهاب الدين احمد بن خاتون العاملي العيناثي. ويروى عنه غير واحد من العلماء:
________________________________________
1) البحار 108 / 60 - 63. 2) الصحيح ثلاث عشرة اليلة بقيت من شهر رجب.
3) في متن البحار ومصورة المخطوطة المطبوعة معه " محيى الدين بن احمد " في أول
الاجازة وتوقيع المجيز في آخرها. وكذلك ورد في اجازة المولى محمود اللاهجاني للسيد
صدر جهان (البحار 108 / 176)، واجازته للسيد عماد الدين على بن هاشم (البحار 108 /
183). 4) مذكور بهذا العنوان في امل الامل 1 / 31.
________________________________________
[ 94 ]
منهم المولى محمود بن محمد بن علي اللاهجاني تلميذ الشيهد الثاني، كتب
صاحب الترجمة للشيخ محمود المذكور اجازة أخرجها العلامة المجلسي " ره " في كتاب
الاجازات من البحار تاريخها أواخر ربيع الثاني من سنة أربع وخمسين وتسعمائة بالحائر
1). ومنهم ابن بنته وسبطه الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسى، فانه يروي
عنه كما صرح به في اجازته للسيد العلامة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي، قال "
وعني وعن جدي 2) لامي الشيخ الا واحد محيى الدين (بن) احمد الميسي عن الشيخ علي بن
عبد العالي العاملي الميسي بطرقه " (3. (25) الشيخ احمد بن الحسن الحر العاملي، أخو
الشيخ الحر صاحب الاصل لابيه وأمه وقد ذكره في الاصل 4)، وذكر له مصنفاته، وذكر
منها كتاب " التاريخ الكبير " وكتاب " التاريخ الصغير " ولم يسمهما، وعندي كتاب "
الدر المسلوك في أحوال الانبياء والاوصياء والخلفاء والملوك " بخط الشيخ احمد
المذكور وقلم يده، وهو في مجلدين، وقد وصل في المجلد الاول إلى آخر أيام الامم
________________________________________
1) البحار 108 / 173. 2) في البحار " وعنى عن ابى عن جدى لامى. "، وكذا
في صورة المخطوطة المطبوعة معه، فعلى هذا الشيخ نجيب السبط لا يروى عن جده لامه، بل
محمد بن مكى - ابوه - هو الذى يروى عن الشيخ محيى الدين. فلاحظ. 3) البحار 109 /
162 - 164. 4) امل الامل 1 / 31.
________________________________________
[ 95 ]
من العرب والعجم، وجعل الكتاب مبنيا على مقدمة في ابتداء خلق السماوات
والارض وما بينهما من العجائب، وخمسة أركان: الاول في الانبياء والمرسلين، والثاني
في الائمة المعصومين وأعمار المعمرين، والثالث في الملوك المتقدمين والامم الماضين،
وكل هذا هو المجلد الاول الموجود عندنا. والمجلد الثاني وأله الركن الرابع في
الخلفاء من المسلمين والحكام والسلاطين، والركن الخامس في وفاة الصاحبة والتابعين
والحوادث في الدنيا والدين، وخاتمة في أحوال آخر الزمان، وفصل في أحوال القيامة
والحساب، سهل الله لنا العثور عليه (1. (26) السيد احمد بن الحسين بن الحسن الموسوي
العاملي الكركي ذكره في الاصل (2 ولم يذكر مصنفاته، له كتاب " اللوامع الربانية في
رد شبه النصرانية ". وولده ابن خالة الميرزا محمد باقر الداماد، لان أمه بنت الشيخ
المحقق الثاني الكركي علي بن عبدالعالي. (27) السيد نظام الدين احمد بن زين
العابدين العلوي العاملي
________________________________________
1) ذكرنا الشيخ احمد الحر هذا في كتابنا تراجم الرجال ص 253، ومما قلنا
فيه أنه ولد سنة 1034، إذ أتم تأليف كتابه في سنة 1086 وهو في الثالث والخمسين من
عمره، وتوفى بعد سنة 1120. 2) امل الامل 1 / 32.
________________________________________
[ 96 ]
من وجوه تلامذة الشيخ البهائي العاملي والميرزا محمد باقر الداماد، وكان
صهرا للمير داماد وابن خالته. ذكره في الاصل 1)، وذكر أنهما أجازاه، وكان تاريخ
اجازة الشيخ البهائي خامس عشر جمادى الاولى سنة سبع عشرة وألف 2) وفي سنة تسع عشرة
وألف 3) أجازه المير داماد 4). وللسيد احمد المذكور حواشي فقهية، و " سيادة الاشرف
" و " المنهاج الصوفية " و " مصقل الصفا في رد النصارى " وكتاب " المعارف الالهية "
وكتاب " كشف الحقائق " وكتاب " مفتاح الشفا " وكتاب " عروة الوثقى " وكتاب "
النفحات ". فهو من جبال العلم وأفاضل أهل العلم بالمعقول. (28) الشيخ احمد بن طارق
الكركي المحدث ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال، قال بعد الترجمة: روى
عن ابن الطلاية وطبقته، قال الحافظ ضياء الدين شيعي غال، قلت: مات قبل الستمائة،
أجازه شيخنا (5 احمد بن ابى الخير. انتهى كلام الذهبي (6.
________________________________________
1) امل الامل 1 / 33. 2) الاجازة الموجودة في البحار هي بتاريخ الشهر
الرابع (ربيع الثاني) 1018. 3) اجاز المير داماد صهره اجازتين احدهما في منتصف
جمادى الاولى 1017 والثانية بالتاريخ المذكور في الكتاب. 4) انظر البحار 109 / 152
- 157. 5) كذا، وفي المصدر " اجاز لشيخنا ". 6) ميزان الاعتدال 1 / 105.
________________________________________
[ 97 ]
وقد أغفل ذكره الشيخ الحر مع أنه عاملي كركي (1. (29) الشيخ احمد بن
عبدالعالي الميسي العاملي من العلماء الافاضل، كان تلميذ الشيخ علي السبط، وعندي
كتاب " الدر المنثور " تصنيف شيخه المذكور بخطه وقلم يده، وهو أخو الشيخ ابراهيم
المتقدم ذكره، فرغ من كتابة الدر المنثور في السابع والعشرين من صفر سنة ألف وثلاث
وسبعين، وهو تاريخ اتمام المصنف الدر المنثور، غير أنه فرغ منه في عاشر صفر من
السنة المذكورة، وعليه قراءته على أستاذه. فهو من المعاصرين للشيخ الحر صاحب الاصل
(2، لان وفاته كانت سنة أربع ومائة بعد الالف كما سيأتي. (30) السيد احمد بن السيد
محمد الامين العاملي الحسينى، والد السيد كاظم العاملي النجفي، من أرحام السيد جواد
صاحب مفتاح الكرامة كان عالما فاضلا كاملا جليلا نبيلا، سمعت من الشيخ الفقيه الشيخ
محمد حسن آل يس الكاظمي " ره " مدحا له وثناءا، قال: وكان له علم غزير وفضل، وفي
علم تأويل الاحلام لم يكن له في عصره نظير في ذلك. هو في طبقة السيد صاحب المفاتيح،
ومن تلامذة السيد صاحب مفتاح
________________________________________
1) في أعيان الشيعة 2 / 618: ولد سنة 529 أو 527 ومات في 16 ذى الحجة
سنة 592. 2) هو المذكور في امل الامل 1 / 33.
________________________________________
[ 98 ]
الكرامة 1). وتأتي ترجمة ولده السيد الاجل السيد كاظم العاملي قدس
سرهما. (31) الشيخ فخر الدين احمد ابن شمس الدين علي بن حسن بن زين الدين، من ذرية
شيخنا الشهيد الاول وصفه ابن أخيه الشيخ شرف الدين في اجازته للميرزا عبد المطلب
التبريزي صاحب كتاب " الشفا في أخبار آل المصطفى " المؤرخ سنة ثمان وسبعين ومائة
بعد الالف ب " عمي وشيخي الامام الاكبر المعظم والهمام النحرير المكرم علم الدين
وباب الندى منقذ الامة كاشف الغمة ناصر الشريعة كاشف آيات الحقيقة الاسعد الامجد
الشيخ فخر الدين احمد " إلى آخر كلامه. فهو من أعلام العلماء أوائل المائة الثانية
عشرة. (32) الشيخ احمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيى الدين بن
الحسين بن محيى الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد بن ابى جامع العاملي كان عالما
فاضلا فقيها مبرزا، ذكره الشيخ جواد محيى الدين في علماء آل ابى جامع ووصفه كما مر،
وقال: ان له من الاولاد ثلاثة: الشيخ محمود وكان عالما فاضلا، والشيخ محمد والد
الشيخ قاسم، والشيخ علي لم أقف على أخبارهم.
________________________________________
1) أنظر ترجمته المفصلة في اعيان الشيعة 3 / 84، وفيه: توفى سنة 1254
بقرية شقراء من جبل عامل.
________________________________________
[ 99 ]
(33) الشيخ احمد بن محمد بن عبد العالي بن نجدة العاملي عالم عامل فاضل
فقيه جليل، من بيت علم وفضل وجلالة. ذكره الشيخ الجليل الشيخ محمد الجبعي جد الشيخ
البهائي في مجاميعه ونقل ذلك العلامة المجلسي " ره " في البحار عن خط الشيخ الجباعي
جد الشيخ البهائي وأنه توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة (1. قدس سره. وقد أغفله
المؤلف. (34) الشيخ احمد بن محسن ابن ملا الشيخ نجم الدين المعروف بابن ملا
البعلبكي، المولود في سنة سبع عشرة وستمائة، وتوفي في قرية نجعون من جبال طنين في
جمادى الاولى سنة تسع وتسعين وستمائة. قال الاسنوي في طبقاته: وكان متهما في دينه
بأمور كثيرة، منها الرفض والطعن على الصحابة - يريد بدينه الشافعية لانه كان يتستر
بها. ذكره التاج السبكي في طبقات الشافعية مفصلا واكثر في الثناء عليه وقال: هو
مشهور بحسن المناظرة والقادر على ابداء الحجة المسرعة والجام الخصوم والذهن المتوقد
كشعلة نار والوثوب على النظر في مجالس النظر كأنه صاحب ثار. قال: وأحكم الاصول
والكلام والفلسفة وأفتى وناظر، ودخل مصر غير مرة، وكان قوي الحافظة تقرأ عليه
الاوراق مرة واحدة فيعيدها بأكثر لفظها. إلى آخر ما قال.
________________________________________
1) بحار الانوار 107 / 209.
________________________________________
[ 100 ]
(35) السيد احمد بن محمد بن الامين الحسينى الشفاقشي العاملي (1 عالم
فاضل (...) (2، رأيت خطه في شجرة نسب بعض السادة من جبثيث. كان من المعاصرين للشيخ
العلامة الشيخ عبد النبي بن علي الكاظمي المرجاني 3) صاحب تكملة نقد الرجال الساكن
في جبل عامل بعد سنة أربع وأربعين ومائتين بعد الالف. فصاحب الترجمة من طبقته وطبقة
الشيخ مهدي مغنية. (36) الشيخ جمال الدين احمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي
(4، بالعين المهملة المكسورة والياء المثناة التحتانية والنون قبل الالف والثاء
المثلثة، قرية بيت خاتون في جبل عامل، وهم من أجل بيوت العلم فيها قديما وحديثا،
كما نشرحه في الخاتمة.
________________________________________
1) هذه الترجمة مشطوب عليها في النسخة المصورة، ولعل هذا هو المترجم في
أعيان الشيعة 3 / 84 بعنوان " السيد احمد بن السيد محمد الامين بن السيد ابي الحسن
موسى. "، وقد ذكر ضمن الترجمة قصة حول المترجم عن التكملة لم نجدها في هذا الموضع.
فلاحظ. 2) كلمة لا تقرأ في المصورة. 3) لم نجد وجها لهذه النسبة. 4) هو الشيخ جمال
الدين أبو العباس احمد بن شمس الدين محمد بن على بن محمد ابن محمد بن خاتون
العاملي. وذكر في الكتاب هكذا تيعا لما في الامل.
________________________________________
[ 101 ]
وهذا الشيخ من أجلة العلماء وشيخ المحققين وأستاد الاساتيد في عصره، وقد
وصفه الشيخ الاعظم الشهيد الثاني " ره " في اجازته الكبيرة للشيخ حسين ابن عبد
الصمد ب " الامام الفاضل التقي خلاصة الاتقياء والفضلاء والنبلاء " (1. وهو شيخ
اجازة الشهيد الثاني وشيخ اجازة شيوخ ذلك العصر، يروي عن أبيه الشيخ محمد، ويشاركه
المحقق الكركي في الرواية عن الشيخ محمد ابن خاتون المذكور. فهو في طبقة المحقق
الكركي، لكنني رأيت اجازة المحقق الكركي له ولولديه العالمين الجليلين الشيخ نعمة
الله علي والشيخ زين الدين جعفر تاريخها سنة 1031 كتابها في المشهد الغروي، قال في
أولها " وبعد فان الاخ في الله المرتضى للاخوة الشيخ العالم الفاضل الكامل العلامة
بقية العلماء ومرجع الفضلاء جامع الكمالات حاوي محاسن الصفات بركة المسلمين عمدة
المحصلين (ملاذ) الطالبين جمال الملة والحق والدين ابا العباس احمد ابن شيخنا
ووالدنا المرحوم المبرور المقدس المحبور عمدة المحققين ومنتهى آمال المدققين شمس
الملة والدين ابى عبد الله محمد الشهير بابن خاتون العاملي أدام الله الخلف الكريم
وتغمد بمراحمه السلف " الخ 2). وذكره في الاصل 3) ولم يذكر ما ذكرناه (4.
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 151، ونص عبارة الاجازة " وأرويها أيضا عن الشيخ
الامام الحافظ المتقن خلاصة الاتقياء.. ". 2) نقلت هذه الاجازة بطولها في أعيان
الشيعة 3 / 137. 3) امل الامل 1 / 33. 4) تكررت في المخطوطة هنا ترجمة " الشيخ احمد
بن محمد بن عبد العالي بن نجدة العاملي " المذكور سابقا برقم (33) وشطب عليها في
المصورة.
________________________________________
[ 102 ]
(37) الشيخ احمد ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن نجل
الشيخ عباس نجل الشيخ محمد علي نجل الشيخ حسن البلاغي كذا وجدت سرد نسبه بخطه
الشريف على ظهر شرح تهذيب الاصول وقد ذكر هذا الشيخ السيد الفاضل السيد محمد معصوم
في الرسالة التي في ترجمة السيد العلامة المتبحر السيد عبد الله شبر، وذكر أنه كان
من أفاضل تلامذة السيد عبد الله المذكور، ووصفه ب " العالم الفاضل والمحقق الكامل
فقيه عصره صاحب النظر الدقيق (التقي) النقي الالمعي ". أقول: وقبره في النجف الاشرف
في جهة باب الطوسي، وكان له بنت 1) زوجها الشيخ حسن البلاغي ابن الشيخ عباس الاتي
ذكره - وقد أدركتها - كانت فاضلة تكتب الكتب بالاجرة وتعيش هي وزوجها من ذلك، كانت
تستخرج المسودات إلى البياض لشدة معرفتها وحسن سوادها. رضوان الله عليها وعلى أبيها
وعلى زوجها العبد الصالح التقي النقي المهذب الصفي. كان سكن هو وزوجته بنت الشيخ
بلد الكاظمين، وتوفي بها في حدود سنة ثمانين ومائتين بعد الالف 2). (38) احمد بن
منير العاملي الطرابلسي
________________________________________
1) اسمها الحاجة فضة البلاغية. راجع ماضي النجف وحاضرها 2 / 60. 2) في
ماضي النجف وحاضرها 2 / 61: توفى فجأة يوم الاربعاء سنة 1271، ودفن في الصحن الشريف
من جهة باب الطوسى كما في الحصون، وقال العلامة السماوي انه توفى سنة 1284.
________________________________________
[ 103 ]
ذكره في الاصل 1)، وذكر أنه توفي سنة 528 وأنه من المعاصرين للسيد
المرتضى، مع أن وفاة المرتضى كانت في سنة ست وثلاثين وأربعمائة. فبين الوفاتين مائة
وثنتان عشرة سنة فكيف يكون معاصرا للمرتضى علم الهدى. اللهم الا أن يكون مرتضى آخر
2). (39) الشيخ احمد بن نعمة الله بن احمد الخاتوني العاملي وصفه الشيخ عبد الكريم
بن ابراهيم بن علي بن عبدالعالي الميسي في آخر كتاب كتبه له بخط بما لفظه " الشيخ
الصالح والميزان الراجح الشيخ الكامل الامجد الشيخ احمد ابن الشيخ الفاضل التقي
نعمة اله ابن المرحوم المبرور الشيخ احمد الشهير بابن خاتون العاملي ". وفرغ منه
نهار الاحد رابع جمادي الثانية سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة 3). وترجم والده الشيخ
نعمة الله بن احمد في الاصل 4) وأنه كان تلميذ الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي. (40)
الشيخ أسد الله بن عبد السلام العاملي هاجر مع أخيه الشيخ عبد اللطيف إلى العراق
وسكن في النجف وجد
________________________________________
1) امل الامل 1 / 35 - 40. 2) تكلمنا على هذا عند التعليق على الامل،
فراجعه. 3) انظر حول ترجمته واسم ابيه اعيان الشيعة 3 / 38. 4) امل الامل 1 / 189.
________________________________________
[ 104 ]
واجتهد حتى صار من الافاضل، ثم جاء إلى بلد الكاظمين ولازم درس الشيخ
الفقيه الشيخ محمد حسن آل يس حتى بلغ ما يتمناه، ورجع إلى بلاده وصار أحد المراجع
مدة، ثم توفي. وله مصنفات لاحضرني أسماؤها، وكان رجوعه إلى البلاد قبل سنة 1288،
وتوفي في عشر التسعين. (41) الشيخ اسماعيل زيدان العاملي له كتاب " المناقب " الذي
ينقل عنه المولى نجفعلي الوفوزي التبريزي في كتاب جواهر الاخبار. لا علم منه الا
هذا. (42) السيد اسماعيل بن صدر الدين (1 هو ابن عم والد مؤلف هذا الكتاب السيد حجة
الاسلام المعروف بالسيد صدر الدين أحد مراجع الامامية في الاحكام الدينية. عالم
فاضل فقيه أصولي محقق فكور نابغ، كان تولده سنة ثمان وخمسين ومائتين بعد الالف،
وتوفي والده سنة أربع وستين، فرباه أخوه الاكبر المعروف بآقا مجتهد، ولحسن استعداده
ولعلو فهمه لم يمض عليه زمان قليل حتى صار يحضر درس حجة الاسلام الشيخ محمد باقر بن
الشيخ محمد تقي صاحب الحاشية، وبذل الشيخ محمد باقر همته في تربيته حتى فاق أبناء
عصره في أوان
________________________________________
1) هو السيد اسماعيل بن محمد صدر الدين بن صالح بن محمد بن ابراهيم شرف
الدين ابن زين العابدين بن علي نور الدين الموسوي العاملي الكاظمي.
________________________________________
[ 105 ]
حلمه. وصار بعد في الافاضل، فهاجر إلى النجف سنة (1281) احدى وثمانين
ومائتين وألف ليدرك بحث الشيخ العلامة المرتضى الانصاري، فلما وصل كربلا وصله نعي
الشيخ، فتوجه إلى النجف وحضر على سيدنا الاستاذ الميرزا الشيرازي وعلى الشيخ الفقيه
الشيخ راضي والشيخ الافقه الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء، وكان يحضر على الاخيرين في
الفقه وعلى السيد الاستاد في الاصول. ولما مات الشيخ راضي انحصر اشتغاله على سيدنا
الاستاد فقها وأصولا حتى صار المبرز على كل طبقته. ولما هاجر سيدنا الاستاد إلى
سامراء هاجر هو بعده، وكان المقدم على الكل حتى توفي سيدنا الاستاد سنة 1312 في
شعبان، فرجع إليه التقليد وصار المرجع العالم والمتقدم على كل الاعلام. وسنة 1314
هاجر وهاجر معه الاكابر من العلماء إلى كربلا واستوطنها إلى اليوم. أدام الله
سبحانه ظله على رؤوس الشيعة. وقد تربى على يده جماعة من أهل العلم، وعاش به خلق
كثير، يقسم عليهم الحقوق والوجوه التي تأتي إليه بأحسن طريق، وقد لا يفهم الرجل
المعطى أنه منه، وله مسلك في ذلك عجيب (1. وله من الاولاد الذكور أربعة كلهم أفاضل
علماء وأهل نظر وتحقيق: واكبرهم: السيد الجليل الفاضل النبيل السيد محمد مهدي، عالم
عامل فاضل جليل بر تقي مهذب صفي ذو فضل ونابغية في العلوم الدينية مع أدب وفضل في
الشعر وسائر العلوم العربية والتاريخية، وبالجملة جامع لكل الفضائل. تولد سنة 1296،
يصلي بالناس في الحرم الحائري والصحن الشريف، مرجوع
________________________________________
1) في أعيان الشيعة 3 / 403: توفى بالكاظمية يوم الثلاثاء 12 جمادي
الاولى سنة 1338 أو 37، والتاريخ الاتى يقتضى وفاته سنة 39 ودفن في الرواق الشريف.
________________________________________
[ 106 ]
إليه في الدين والدنيا. وثانيهم: السيد الفاضل السيد صدر الدين (1 نزيل
المشهد المقدس الرضوي، فاضل كامل جامع الفضائل، يدرس في الفقه والاصول ويصلي في
المسجد الاعظم " مسجد گوهر شاد "، قد عكف عليه أهل العلم وأهل البلد ينتفعون بعلمه
وعمله (2. وثالثهم: السيد الفاضل الجواد السيد محمد جواد، فيلسوف عصره في التدقيق
والتحقيق وجودة الفكر والعلم بالفقة والاصول والتاريخ وأيام السلاطين والمسالك
والممالك 3). ورابعهم: السيد الوحيد السيد حيدر، أحد فضلاء عصره وحسنات الزمان
العالي الاستعداد، قوي النظر في الفقه والاصول، عداده في الفضلاء المحققين 4). زاد
الله في توفيقهم وفضلهم وشرفهم. (43) السيد اسماعيل بن السيد محمد بن محمد بن
ابراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي الشحوري، جد
السادة الاشراف بشحور آل شرف الدين، من أرحامنا وأسرتنا.
________________________________________
1) اسمه السيد محمد علي واشتهر بصدر الدين. 2) ولد في الكاظمية سنة 1299
وتوفى يوم السبت 19 ربيع الثاني سنة 1373. نقباء البشر ص 943 - 949. 3) توفى 25
شوال سنة 1361. نقباء البشر ص 320. 4) ولد في سامراء سنة 1309 وتوفى بالكاظمية 27
جمادى الاولى سنة 1356. نقباء البشر ص 673.
________________________________________
[ 107 ]
وصاحب الترجمة من أجلة العلماء، وكان له ولدان السيد جواد والسيد جعفر،
والسيد جواد هو والد السيد الاجل العالم الجليل السيد يوسف شرف الدين والد السيد
الاجل الاعلم السيد عبد الحسين شرف الدين نزيل صور (...) 1) الاتي ذكره انشاء الله
تعالى. (44) السيد اسماعيل بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن الحسين بن زين العابدين
ابن نور الدين الموسوي العاملي الشامي، من بيت مرتضى بيت جليل من بيوت الاشراف
بالشام كان من العلماء الفضلاء الاجلاء، ونجتمع معه بالسيد زين العابدين بن نور
الدين قدس سرهما. وله مؤلفات، وذيل باق بالشام (...) (2. (45) الشيخ أمين ابن الشيخ
سليمان معتوق العاملي الكاظمي قرأ على أبيه الشيخ الجليل فقيه أهل البيت الشيخ
سليمان وعلى السيد المحقق السيد محسن الاعرجي الكاظمي صاحب المحصول. كان عالما
فاضلا جليلا من علماء عصره، توفي أبوه سنة 1226 (3 وقام مقام أبيه، وتوفي بالطاعون
سنة 1246.
________________________________________
1) هناك كلمات طمست بالسواد. 2) كلمات سودت في النسخة الاصلية. 3) كذا،
وسيذكر في ترجمة الشيخ سليمان بن معتوق في حرف السين أنه توفى في بلد الكاظمين سنة
1227. وانظر الكرام البررة ص 612.
________________________________________
[ 108 ]
(46) السيد أمين ابن السيد عباس ابن السيد عيسى ابن السيد عبد السلام
ابن السيد زين العابدين ابن السيد عباس ابن السيد علي ابن نور الدين علي الموسوي
العاملي، من قرية جبثيث كان سيدا فاضلا أديبا لبيبا مهذبا كاملا، خرج إلى مصر ومكث
بها مشغولا بالمناظرة والبحث مع علمائها، وسقي السم فمات بمصر وهو شاب. وكان له أخ
اسمه السيد محمد سكن النجف، وله خزانة كتب (...) 1). وكان أبوهما السيد عباس من
أجلة السادة وأهل الفضل، وهو من أرحامنا، وكان له خمسة أولاد أماجد: السيد أمين
صاحب الترجمة، والسيد محمد دفين الغري، والسيد محمود، والسيد علي، والسيد قاسم.
ولهم أولاد وذرية. زاد الله في شرفهم.
________________________________________
1) كلمات مطموسة في الاصل.
________________________________________
[ 109 ]
باب الباء الموحدة (47) الشيخ باقر العاملي من قرية بنت جبل، جاء إلى
النجف لتحصيل العلم، وكان فاضلا أديبا كاملا في العلوم العربية والادبية، قد فرغ من
السطوح ولم تطل أيامه ومات بمرض الدق في النجف الاشرف - رحمة الله عليه - أيام
مهاجرتي له سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف. (48) الشيخ باقر مروة العاملي من
العلماء الابرار والاتقياء الاخيار، هاجر من بلاده إلى النجف وأكب على تحصيل العلم
حتى حظي بالقسم الوافر منه. كان أديبا منشيا وناثرا مجيدا، تزوج في بلد الكاظمين،
ولم تطل أيامه وتوفي
________________________________________
[ 110 ]
في سن الشباب - رحمة الله عليه - في عشر التسعين بعد المائتين والالف
الهجرية 1). (49) السيد باقر ابن السيد علي الامين، ابن عم السيد جواد صاحب مفتاح
الكرامة كان من العلماء الاجلاء في النجف الاشرف، من تلامذة السيد ابن عمه المذكور،
عالم عامل فاضل جليل. كان أبوه من أجلة العلماء في عصره في النجف، وكان له اختصاص
بالسيد الاجل الرباني السيد باقر القزويني صاحب الضريح والشباك في النجف، وكان
معينا له في سنة الطاعون، أعني سنة 1244، وتوفي بعده. (50) السيد بدر الدين ابن
السيد كمال الدين ابن السيد حيدر بن علي نور الدين الموسوي العاملي ذكره في بغية
الراغبين في ذيل ترجمة أبيه، ووصفه ب " العالم العامل والفقيه الاصولي الكامل "
انتهى. وستجئ ترجمة أبيه فلاحظ، ومنها تعرف طبقة السيد بدر الدين.
________________________________________
1) مذكور في أعيان الشيعة 3 / 534 بعنوان " الشيخ باقر بن الشيخ حسين
مروة العاملي الرزاري "، وقال: توفى سنة 1303 في الكاظمية ونقل إلى المشهد المقدس
الغروى فدفن فيه.
________________________________________
[ 111 ]
(51) الشيخ بهاء الدين العاملي 1)، والد الشيخ زين العابدين كان من أجلة
العلماء وأكابر الفقهاء في عصره، ورحل إلى مدراس بلاد الهند وسكن بها، وكان المرجع
العام حتى مات بها، وله مزار معروف ببهاء، وله في النجف أولاد وأحفاد علماء، منهم
الشيخ الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا ابن الشيخ زين العابدين الاتي ذكره انشاء الله.
وصاحب الترجمة في طبقة الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأمثاله من علماء المائة الثانية
عشر. رضوان الله عليهم أجمعين. (52) الشيخ بهاء الدين بن الشيخ حسين بن عبد الصمد
العاملي تعرضه في الاصل في المحمدين، ونحن أيضا نكمل ترجمته هناك انشاء الله. (53)
السيد ميرزا بهاء الدين ابن السيد محمد علي الشهير بآقا مجتهد ابن السيد العلامة
السيد صدر الدين العاملي كان سيدا جليلا وفاضلا نبيلا، يغلب عليه العرفان وعلم
الاخلاق. وكانت أمه بنت السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر الرشتي الاصفهاني. مات
أبوه
________________________________________
1) هو الشيخ بهاء الدين ابن القاضي محسن الشهيدى (الاسدي) العاملي، من
ذرية الشهيد الاول. أنظر اعيان الشيعة 3 / 615.
________________________________________
[ 112 ]
وهو صبى، فرباه خاله السيد اسد الله صاحب الچري 1) في النجف وأحسن
تربيته. كان سيدا شهما أديبا لبيبا حسن المحاضرة حلو الكلام، جاء من اصفهان وبقي في
العراق مدة، ثم رجع إلى موطنه ومسكنه اصفهان وبها توفي.
________________________________________
1) اسم نهر معروف سعى في اجرائه إلى النجف الاشرف السيد اسد الله
المذكور.
________________________________________
[ 113 ]
باب التاء (54) الشيخ تقي شمس الدين العاملي (العيناثى) 1)، من عائلة
الشهيد الاول كان عالما جليلا وفقيها متبحرا، من المروجين للدين هناك، ترتب على
وجوده (فوائد) 2) حسنة وأسس تأسيسات مستحسنة، نشر هناك الاحكام، وانتهت إليه رئاسة
تلك الطرف. وهو والد الشيخ محمد علي شمس الدين الاتي ذكره، وابو عائلة من أهل العلم
لم ينقطع منهم إلى اليوم. كان من طبقة الشيخ جعفر كاشف الغطاء ومن بعده، ولا يحضرني
تاريخ وفاته. (55) الشيخ تقي الدين بن صالح بن شرف الجبعي العاملي، من أجداد الشهيد
________________________________________
1) ليست الكلمة واضحة في المصورة، ونظن أنها هكذا. 2) لم نتبينها في
المصورة.
________________________________________
[ 114 ]
الثاني والده من تلامذة العلامة الحلي كما في الاصل (1. وينقل الكفعمي
عن تقي الدين ابن حجة، ولعله صاحب الترجمة، لان الشهيد الثاني قد يلقب بابن الحجة.
(56) الشيخ تقي الدين بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح اللويزاني الجبعي الحارثي
ذكره أخوه الشيخ شمس الدين محمد بن علي الجبعي جد الشيخ البهائي في مجموعته
المنقولة عن خطه، قال: ومات والدي علي بن الحسن بن محمد ابن صالح اللويزاني في
جمادى الاولى سنة احدى وستين وثمانمائة وخلف خمسة أولاد ذكور: محمد، ورضي الدين،
وتقي الدين، وشرف الدين، واحمد. (57) الشيخ تقي الدين بن نجم الدين عبيد الله أبو
الصلاح الحلبي الشامي كان ينبغي ذكره في هذا الجزء لاستقرار اصطلاح العلماء
والفقهاء في مقام نقل الاقوال على الاطلاق لفظ الشامين عليه وعلى السيد ابن زهرة
والشيخ محمود الحمصي وابن البراج. وصاحب الاصل ذكر الكل في القسم الثاني فتبعناه.
________________________________________
1) امل الامل 1 / 102.
________________________________________
[ 115 ]
باب الثاء (58) ثابت بن احمد (1 بن عبد الوهاب الحلبي قرأ على الشيخ تقي
الدين بن نجم الحلبي تلميذ الشيخ والمرتضى. ذكره في الاصل في الجزء الثاني 2)،
وذكره هنا أحرى لان الحلبيين شاميون 3).
________________________________________
1) وقيل: ثابت بن أسلم. أنظر فهرست منتجب الدين ص 35. 2) امل الامل 2 /
47. 3) حمل إلى مصر وصلب هناك، وكان ذلك في حدود سنة 460. أنظر الوافى بالوفيات 10
/ 470.
________________________________________
[ 116 ]
باب الجيم (59) الشيخ الجليل جابر العاملي الراوي عن المحقق الكركي،
ويروي عنه ولده الشيخ العلامة عبد الله بن جابر العاملي، والعلامة المجلسي صاحب
البحار يروي عنه بواسطة ولده الشيخ عبد الله المذكور قدس سرهما 1)، وهو من أقارب أم
العلامة المجلسي. قال العلامة المجلسي عند عد طرقه في الرواية: ومنها ما أجازني
الشيخ الجليل الصالح الرضي عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والدي.
انتهى. وأم والده بنت الشيخ العالم المولى كمال الدين درويش محمد بن الحسن العاملي
ثم النطنزي تلميذ المحقق الكركي. قال العلامة المجلسي: هو -
________________________________________
1) بل يروى صاحب البحار عن والده عن الشيخ عبد الله بن جابر العاملي.
انظر بحار الانوار 110 / 160.
________________________________________
[ 117 ]
يعني درويش محمد - جد والدي من قبل أمه 1). وقال في بعض اجازاته عند عد
طرقه: ومنها أجازني الشيخ الجليل الصالح الرضي عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن
عمة والدة والدي عن جد والدي من قبل أمه العالم الثقة الفقيه المحدث كمال الدين
مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي طيب الله أرماسهم عن الشيخ علي الكركي.
انتهى. ويروي عن الشيخ جابر المذكور ابنه الشيخ عبد الله والشيخ المولى محمد قاسم
بن الشيخ درويش محمد المذكور، كما نص عليه العلامة المجلسي " ره " في بعض اجازاته
التي أجاز بها بعض أفاضل المشهد المقدس الرضوي. (60) الشيخ جابر بن عباس المشغري،
والد الشيخ محمد بن جابر عالم جليل فاضل فقيه، من أجلاء هذه الطائفة، ذكره في الاصل
في القسم الثاني 2) مع أنه عاملي مشغري. يروي عن الشيخ عبد النبي الجزائري صاحب
الحاوي، ويروي عنه جماعة من العلماء الفحول 3). (61) الشيخ جعفر السبيتى عالم عامل
فاضل كامل تقى نقي، هاجر للعلم إلى العراق واشتغل على علماء
________________________________________
1) انظر قريبا من هذا في البحار 110 / 160. 2) انظر امل الامل 2 / 48،
وهو فيه بعنوان " الشيخ جابر بن عباس النجفي ". 3) انظر روضات الجنات 2 / 171.
________________________________________
[ 118 ]
النجف، ثم جاء إلى بلد الكاظمين واشتغل على السيد الوالد في الفقه
والاصول، وتمرض بمرض الدق وتوفي في بلد الكاظمين في حدود عشرة ثمانين ومائتين بعد
الالف. رحمة الله عليه. (62) السيد ميرزا جعفر بن السيد ابى الحسن، ابن عم والدي
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا جليلا، اشتغل على الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء وصنف،
وهاجر إلى ايران وبقي مدة طويلة بطهران وصارت له الزعامة التامة هناك وصار من أجلة
علمائها المبرزين. وآخر عمره رجع إلى وطنه الاصلي في النجف وبقي مدة، ثم رد إلى
كرمانشاه فاستوطنها وتوفي هناك. كان تولده سنة ست وأربعين ومائتين بعد الالف وتوفي
سنة ثمان وتسعين ومائتين بعد الالف (1. وكانت أمه بنت الشيخ العلامة الشيخ أسد الله
صاحب المقابيس، وله " حاشية على القوانين " و " ديوان شعر ". (63) الشيخ زين الدين
جعفر بن احمد بن محمد بن خاتون العاملي عالم فاضل كامل جليل، يروي عن المحقق
الكركي، وقد رأيت اجازة المحقق الكركي له ولابيه ولاخيه الشيخ نعمة الله بن احمد
تاريخها سنة احدى
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 4 / 80: والد في النجف الاشرف يوم الجمعة بعد الزوال
18 ذي الحجة 1246 وتوفى في طهران في شهر رمضان 1297.
________________________________________
[ 119 ]
وثلاثين وتسعمائة (1. (64) الشيخ الجليل جعفر بن فخر الدين بن الحسن بن
ايوب بن نجم الدين الاعرج الاطراوي العاملي من علماء السادة الاجلة وكبراء الدين
والملة. (65) الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيى الدين
الجامعي العاملي من العلماء الاجلاء، من آل ابى جامع، ذكره الشيخ جواد محيى الدين
فيما أفرده من رسالته في احوال آل ابى جامع 2). (66) الشيخ زين الدين جعفر بن زين
العابدين بن الحسام العاملي (3 عالم جليل فاضل نبيه فقيه محدث، من تلامذة السيد حسن
بن نجم الدين العاملي، ويروي عنه أيضا، والسيد حسن يروي عن الشهيد الاول وعن فخر
الدين ابن العلامة، فلا خفاء في طبقته.
________________________________________
1) انظر ما مضى في ص 101. 2) توفى سنة 1150. أنظر أعيان الشيعة 4 / 131.
3) مذكور في أمل الامل 1 / 45 بعنوان " الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام العاملي
العيناثي ".
________________________________________
[ 120 ]
ويروي عن صاحب الترجمة أخوه الشيخ الجليل الشيخ زين الدين بن علي (1 بن
زين العابدين بن الحسام العيناثي العاملي. (67) الشيخ جعفر بن لطف الله العاملي، من
تلامذة الشيخ بهاء الدين كان صاحب الترجمة عالما فاضلا تقيا نقيا صفيا، بل أنموذج
السلف وزبدة الخلف، وصفه الشيخ بهاء الدين في اجازته ب " الفاضل التقي النقي الزكي
الذكي ذو الذهن الوقاد والطبع النقاد ". وكان تاريخ الاجازة في أول العشر الاخر من
شوال سنة ألف وعشرين. (68) الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ
محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيى
الدين الجامعي العاملي 2) كان عالما فاضلا جليلا معظما محترما، مات قبل أخيه الشيخ
شريف الاتي ذكره، هو وجميع ولده واكثر عياله في الطاعون سنة ست (3 وأربعين ومائتين
بعد الالف على ما ذكره الشيخ جواد في رسالة آل ابى جامع.
________________________________________
1) كذا في مصورة الكتاب، والصحيح " الشيخ زين الدين على ". أنظر الضياء
اللامع ص 97. 2) يختلف النسب هذا عما في أعيان الشيعة 4 / 187. 3) في الاعيان
(1247).
________________________________________
[ 121 ]
(69) الشيخ جعفر بن محمد العاملي من شيوخ عصره في الفقه والحديث، وهو
صاحب الاجازة للسيد أمير علي كيا قدس سره التي أخرجها العلامة المجلسي في اجازات
البحار 1)، وتاريخها ليلة الخميس الموافقة لليلة أول العشر الثالث من شهر ذي الحجة
الحرام من شهور حجة تسع وخمسين وتسعمائة. ولم يذكر فيها مشايخه بالتصريح، بل قال "
عن مشايخي بالطرق المعهودة "، وكأنه من تلامذة المحقق الكركي. والله أعلم. (70)
السيد جمال الدين بن علي نور الدين ابن علي بن الحسين المشتهر بابن ابى الحسن
الحسينى الموسوي العاملي، نزيل مكة ذكره في الاصل وذكر ارتحاله إلى حيدر آباد، قال:
وهو الان سكن بها مرجع فضلائها وأكابرها. انتهى (2. روى عن أبيه وجده لامه الشيخ
نجيب الدين. أقام مدة بدمشق يحضر عالي مجلس السيد العلامة محمد بن حمزة نقيب
الاشراف، ثم ارتحل إلى مكة عند والده حيث كان ساكنا بها، ثم بعد مدة ارتحل إلى
اليمن أيام احمد ابن الامام الحسن، وبعد مدة ارتحل إلى حيدر آباد الهند، وكان
المرجع العام هناك، وعظمه الملك أبو الحسن، ولما نكب الملك سنة 1083 تقلبت الامور
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 179. 2) امل الامل 1 / 45 - 49.
________________________________________
[ 122 ]
وتوفي السيد سنة ألف وثمان وتسعين 1). وذكره ابن أخيه في نزهة الجليس،
قال: فاضل له في سائر العلوم الباع الاطول، وهمام عليه في كل المهمات المعول، ان
تكلم في سائر العلوم شنف بلذيذ كلامه المسامع وأحبى القلوب، أو لفظ إلى ساحله جواهر
الالفاظ شهد له بأنه بحر البلاغة الجوهري وأقر له ابن يعقوب، وأما في النظم والنثر
فإليه يشار بالاكف بين بلغاء العصر، تغرب رحمه الله تعالى عن وطنه مكة المشرفة إلى
الهند حيث لا ليلى ولا سعاد ولا هند: يقول الهاشمي غداة جزنا * بحار الهند نقطع كل
وهد أنسلو عن هوى أثلاث نجد * وأين الهند من أثلاث نجد ثم أنه أقام بالدكن واختارها
مقرا وسكن، ومازال بها مقيما بعز وسؤدد وجاه ومكان مكين بجانب سلطانه ابى الحسن
قطبشاه، يقصده العفاة من كل مكان فيمتعهم بالفضل والاحسان كأنه في عصره سليمان، وما
برح في دلالة ورئاسة واكرام وكرم يخجل قطر الغمام إلى أن دعاه إلى قربه رب العباد
فنقله إلى الجنة من حيدر آباد. قدس الله روحه الطاهرة وأفاض عليه شئابيب رحمات
متواترة. وله النظم الجيد الفريد، الفائق على نظم جرير ولبيد، ومنه قوله متغزلا على
روي قصيدة الشيخ بهاء الدين محمد العاملي عامله الله بفضله، ومطلعها: يا نديمي
بمهجتي أفديك * قم وهات الكؤس من هاتيك أسقنيها ممزوجة من فيك * بالذي أودع المحاسن
فيك وهي طويلة. انتهى 2). وهو أخو جدنا الاعلى السيد زين العابدين بن نور الدين
الذي كان نزيل
________________________________________
1) انظر ترجمته المفصلة في أعيان الشيعة 4 / 217. 2) نزهة الجليس 1 /
78.
________________________________________
[ 123 ]
مكة المعظمة وكان ولده بها. (71) الشيخ جواد العاملي الكاظمي عالم فاضل
جليل، كان من المعاصرين للسيد العلامة السيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام، وهو
أبو أسرة في بلد الكاظمين. (72) الشيخ جواد العاملي النجفي عالم عامل صالح ثقة فاضل
نقة، من رفقاء العالم الرباني الشيخ مهدي ملا كتاب ابن عم الشيخ جواد ملا كتاب، وله
مع الشيخ مهدي ملا كتاب حكاية عجيبة. يحكى (...) فأحاله الشيخ إلى أمير المؤمنين
عليه السلام، فقال الشيخ جواد: قبلت الحوالة وقام من حينه ودخل الحضرة الشريفة
وقال: يا امير المؤمنين اني لم آتك زائرا بل جئتك من جانب الشيخ مهدي فقد حولني
عليك بثلاثين شاهيا. ومشى خطوات وإذا بشخص يقول: خذ هذا فانه حوالة الشيخ، فناولني
المبلغ (..) بحيث لم (..) به، ثم التفت فلم أجده لا في الحرم ولا الرواق ولا
الايوان، وهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء 1). وأخرج الحكاية مسندة مبسوطة العلامة
النوري " ره " في دار السلام في ص 282 من المجلد الاول. (73) السيد جواد العاملي
________________________________________
1) شطب على هذه الحكاية في الاصل ولم نتمكن من قراءة ألفاظ منها.
________________________________________
[ 124 ]
من العلماء المتأخرين عن صاحب الاصل، ذكره بعض العلماء المعاصرين للسيد
نصر الله الحائري. (74) الشيخ جواد الغول (2 العاملي جاء مع أخيه الشيخ محمود إلى
النجف واشتغل على الشيخ الفاضل الشيخ موسى شرارة وأخيه الشيخ محمود وغيره من
العلماء، وحصل شطرا وافيا من العلم، فلم تطل ايامه وتوفي رحمة الله عليه وهو شاب في
النجف الاشرف. كانت وفاته في عشر التسعين ومائتين بعد الالف. (75) الشيخ جواد ابن
الشيخ حسن ابن الشيخ طالب البلاغي عالم فاضل كامل فقيه متكلم أديب شاعر اصولي، أحد
حسنات هذا العصر، من بيت علم وفضل، له مصنفات (3. (76) السيد جواد ابن السيد حسن
ابن السيد محمد ابن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة كان فاضلا كاملا أديبا شاعرا
لغويا نحويا، قرأ على الاخوند الخراساني،
________________________________________
1) هو الشيخ جواد بن محمد بن جواد الغول العاملي. أنظر الكرام البررة ص
286. 2) ولد سنة 1285 وتوفى ليلة الاثنين 22 شعبان 1352 بالنجف. انظر ماضى النجف
وحاظرها 2 / 61، اعيان الشيعة 4 / 255.
________________________________________
[ 125 ]
وابتلي بمرض الحرارة وتوفي ولم يبلغ ثلاثين سنة، فافتجع لموته كل أهل
النجف الاشرف 1). (77) السيد جواد بن السيد حسين آل السيد مرتضى العاملي العالم
الفاضل الاديب الشاعر، له نظم ونثر كثير، منها " الرد على العامة " 2) و " مفتاح
الجنات في الحث على الصلوات " مطبوع وغيرها. كان هاجر مع أخيه السيد حيدر إلى
النجف، وقرأ على المرحوم الشيخ موسى شرارة، وهو عمدة من رباهما ونماها حتى صارا
يحضران بحث الشيخ محمد حسين الكاظمي والميرزا الرشتي والاخوند الخراساني، وتزوج
السيد جواد في النجف ببنت الشيخ العصامي، ثم تركها ورحل إلى جبل عامل، ثم رجع ثم
رحل إلى البلاد وطلبه أهل بعلبك بأن يقيم فيهم، فرحل إليهم وأقام فيهم سنين مرجعا
للامور والاحكام، ثم تكدر خاطره منهم ورجع إلى بلاده، ولا أحضر تفصيل حاله اليوم
(3. (78) الشيخ جواد بن الشيخ رضا بن زين العابدين بن بهاء الدين العاملي النجفي
عالم فاضل فقيه أصولي، قرأ على أبيه وعلى علماء عصره كالشيخ صاحب
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 4 / 262: ولد بالنجف الاشرف سنة 1282 وتوفى بالنجف
في ذى القعدة سنة 1318. 2) اسمه شمس النهار في الرد على المنار ". 3) ولد في قرية
عبثا سنة 1266 وتوفى في جمادى الاولى سنة 1340. انظر نقباء البشر ص 327.
________________________________________
[ 126 ]
الجواهر وغيره، وله نظم في الاصول والفقه. وجد والده السيد جواد العاملي
صاحب مفتاح الكرامة من قبل الامهات، وينتهي نسبه من قبل الاباء إلى الشهيد الاول.
وكان له ولدان الشيخ محمد والشيخ علي ماتا، ولا أعرف اليوم أحدا من ذريتهما، مات
الشيخ محمد في كربلا وكان قد سكنها في آخر عمره وكف بصره فيها، كان فاضلا أديبا
وشاعرا لبيبا. رحمهم الله جميعا. (79) الشيخ جواد محيى الدين العاملي النجفي، هو
ابن الشيخ علي بن الشيخ قاسم الفقيه المعروف عالم عامل فقيه كامل، أحد شيوخ العرب
في النجف المدرسين لكتب الفقه وأئمة الجماعة في الصحن الشريف. كان رجلا صالحا فيه
رائحة سلفه الصالح، من بيت علم وجلالة، من أقدم بيوت العلم، لم ينقطع العلم منهم من
زمن جدهم الاعلى الشيخ احمد بن ابى جامع تلميذ الكركي إلى الان. توفي الشيخ جواد
سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة بعد الالف في النجف الاشرف (1. (80) السيد جواد بن
محمد الحسيني العاملي، صاحب مفتاح الكرامة ولد في قريتهم شقراء من قرى جبل عامل في
حدود سنة خمسين ومائة بعد الالف على ما ذكره بعض أفاضل أرحامه، وهاجر إلى العراق
لتحصيل العلم، ونزل كربلا ولازم على مجلس درس السيد صاحب الرياض وهو الذي رباه
________________________________________
1) ولد نحو سنة 1241. انظر نقباء البشر ص 334.
________________________________________
[ 127 ]
ونماه وقربه وأدناه كما صرح في اجازة لبعض تلامذته، ثم صار يحضر درس
الاقا الوحيد البهبهاني. وبعده هاجر إلى النجف ولازم درس السيد بحر العلوم وكتب
تقرير درسه في الحديث، وكان عنوان درس السيد في الحديث كتاب الوافي للمحدث
الكاشاني، وأجازه السيد في الرواية. وقيل: انه حضر على شيخ الطائفة صاحب كشف الغطاء
بعد وفاة السيد بحر العلوم وصنف " مفتاح الكرامة " بالتماسه، كانت كتابته أولا
تعليقة على كشف اللثام، كتب على باب القصاص من كشف اللثام وفرغ منه في شهر رمضان
سنة ست وعشرين ومائتين بعد الالف، وعلى كتاب القضاء إلى أواخر الفصل الثاني في
العقود، وعلى كتاب الديات. ولما فرغ من تعليقه على باب القصاص عن له أن يكتب على
متن كشف اللثام، أعني القواعد، كما نص عليه في أول تعليقه على باب القصاص. ولما أخذ
في الكتابة على نفس القواعد بدأ بكتابة الفرائض كتب الطهارة والصلاة والزكاة، ثم
عدل إلى المعاملات وكتبها على الترتيب الاكتاب السبق والرماية فكتب كتاب العطايا
والوقف والصدقة والهبة والاقرار والوصية، ولم يتم كتاب الوصايا بل برز منه إلى آخر
البحث الاول من المبحثين الملحقين بالفصل الثالث من أحكام تصرفات المريض، فلم يمهله
الاجل لاتمامه وتوفي سنة ست وعشرين ومائتين بعد الالف قبل الشيخ كاشف الغطاء
بسنتين. وبعد كتاب الوصية كتاب النكاح وكتاب الفراق وتوابعه والعتق وكتاب الايمان
وتوابعه ثم كتاب الفرائض، والسيد لم يشرح من هذه الكتاب الا بعض كتاب الفرائض وبعض
كتاب الوصية. وله كتاب " شرح طهارة الوافي " تقرير درس السيد بحر العلوم لم يتم،
________________________________________
[ 128 ]
وله رسائل شتى في مسائل متفرقة، مثل رسالته في مسألة " المقيم إذا خرج
عن محل الترخص بقصد العود "، ورسالة في " القراءة "، و " حاشية على طهارة المدارك "
تقرير درس الشيخ حسين نجف وصل فيها إلى مسألة تنجيس القليل بالملاقاة، و " حاشية
على الروضة " من كتاب المضاربة والوديعة والعارية والمزارعة والمساقاة وبعض الوصايا
وتمام النكاح وبعض الطلاق، و " حاشية على تجارة القواعد " وهي من تقرير السيد بحر
العلوم بدأ فيها بتفسير العوض وختم بمبحث ملك العبد، و " حاشية على كتاب الدين وعلى
كتاب الرهن من قواعد العلامة " وهي تقريرات درس شيخ الطائفة الشيخ جعفر، أولها قوله
" ويملك المقترض " إلى آخر الرهن، ورسالة في مسألة " العصير العنبى والزبيبى " وهي
أيضا من تقرير درس الشيخ جعفر، ورسالة في " رد الاخبارية "، ومسألة " المواسعة
والمضايقة " كتبها بأمر السيد صاحب الرياض، ورسالة في " الشك في الجزئية والشرطية "
في العبادات، وله " منظومة في الرضاع "، و " منظومة في الخمس "، و " منظومة في
الزكاة "، وله " شرح وافية التوني " في مجلدين، وحاشية على تهذيب الاصول " ناقصة، "
وحاشية على مقدمة الواجب على المعالم "، وله " اجازة كبيرة " ذكر فيها جملة من
مباحث علم الدراية. كان واحد عصره في طول الباع وكثرة الاطلاع على كلمات الفقهاء،
وكان الشيخ صاحب الجواهر أولا من تلامذته المتخرجين عليه، ثم صار إلى درس الشيخ
صاحب كشف الغطاء بعد رجوع الشيخ من سفر ايران. ويروي السيد جواد عن أستاده المير
سيد علي والشيخ صاحب كشف الغطاء والميرزا المحقق القمي صاحب القوانين والاقا الوحيد
البهبهاني والسيد بحر العلوم المهدي وغيرهم مما ذكرهم في اجازته الكبيرة. ويروي عنه
جماعات من الفحول كالشيخ صاحب الجواهر والسيد صدر
________________________________________
[ 129 ]
الدين وأمثالهما من الاعلام، ومنهم ولده السيد الجليل السيد محمد، فانه
يروي عن أبيه كل طرقه، ولا عقب له الا منه. وللسيد محمد ثلاثة أولاد أمجاد، وهم
السيد حسن والسيد حسين والسيد عباس. رحمهم الله جميعا. والموجود اليوم بعض أولادهم.
والسيد عباس منهم لم يعقب، وكان فاضلا أديبا. رحمة الله عليه. وكان للسيد حسن ولد
فاضل جدا اسمه السيد جواد. توفي رحمة الله عليه. (81) السيد جواد ابن السيد محمد
علي ابن السيد صدر الدين عالم عامل فاضل كامل مهذب ناسك، من المجاهدين في الدين
والنافعين في تربية المؤمنين، أحد علماء اصفهان اليوم - زاد الله في شرفه. اشتغل في
النجف على جماعة من أعلامها، ورجع ولازم درس حجة الاسلام الشيخ محمد باقر بن الشيخ
محمد تقي صاحب الحاشية، وتكمله في المعارف على العالم الرباني الشيخ محمد حسين بن
الشيخ محمد باقر المذكور قدس سره. أدام الله له توفيقه (1.
________________________________________
1) توفى سنة 1357. انظر نقباء البشر ص 346.
________________________________________
[ 130 ]
باب الحاء المهملة (82) حبيب بن اوس الطائي العاملي الشامي الشاعر
الشهير الذي أخمل في زمانه خمسمائة شاعر كلهم مجيد. كان تولده سنة مائة وتسعين،
وقيل سنة 188، وقيل سنة 192، وتوفي سنة 228، وقيل 231، وقيل 222 بالموصل 1). وذكر
ابن الغضائري أنه توفي في أيام الامام ابى جعفر الجواد (2. وفيه نظر، لان وفاة
الامام عليه السلام سنة عشرين ومائتين، والكلمة متفقة على أن وفاة ابى تمام بعدها،
فوفاة الجواد " ع " في أيام ابى تمام لا العكس على كل حال.
________________________________________
1) وقيل في تاريخ ولادة ابى تمام ووفاته غير هذه التواريخ أيضا. أنظر
وفيات الاعيان 2 / 11 - 26. 2) خلاصة الاقوال ص 61.
________________________________________
[ 131 ]
وذكر له في الاصل ترجمة حسنة 1). ويظهر من ابن الغضائري (2 أنه وجد له
قصيدة يذكر فيها الائمة إلى الجواد عليهم السلام، قال: انه توفي في أيامه 3). وقد
عرفت التأمل فيما ذكر. ونص الشيخ رشيد الدين ابن شهر اشوب في كتاب المناقب أنه وجد
شعر ابى تمام في الائمة عليهم السلام الاثني عشر إلى المهدي عليه السلام (4. وقال
أبو الفتح محمد بن اسحاق بن ابى يعقوب النديم المعروف بابن النديم في كتابه المعروف
بالفهرست: أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، وله من الكتب كتاب " الحماسة "، كتاب "
الاختيار من شعر (الشعراء "، كتاب " الاختيار من شعر) القبائل "، كتاب " الفحول ".
قال: لم يزل شعره غير مؤلف، يكون (نحو) مائتي ورقة إلى أيام الصولي، فانه عمله على
الحروف نحو ثلاثمائة ورقة، وعمله علي بن حمزة الاصفهاني أيضا فجود فيه، على غير
الحروف بل على الانواع 5). أقول: وهو المطبوع المتداول اليوم بين أيدي الناس، وفيه
قصيدته الرائية التي يقول فيها: ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء لا فيها
حجاب ولا ستر أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينهاهم نكر يمد بضبعيه
ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر
________________________________________
1) امل الامل 2 / 50 - 55. 2) في الاصل " ابى الفضل يرى " ؟ 3) خلاصة
الاقوال ص 61. 4) المناقب لابن شهر اشوب 1 / 312. 5) الفهرست لابن النديم ص 190،
والزيادتان منه.
________________________________________
[ 132 ]
يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر فكان له جهر
باثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر ومنها: فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل
أدناها الخيانة والغدر ومن قبله أخلفتم لوصيه * بداهية دهياء ليس لها قدر فجئتم بها
بكرا عوانا ولم يكن * لها قبلها مثلا عوان ولا بكر أخوه إذا عد الفخار وصهره * فلا
مثله أخ ولا مثله صهر وشد به أزر النبي محمد * كما شد من موسى بهارونه الازر طغى من
عليها واستبدوا برأيهم * قولهم الا أقلهم الكفر منها يخاطب أمير المؤمنين عليه
السلام أحجة رب العالمين ووارث ال * نبى ألا عهد وفي ولا أصر إلى أن قال: لكم
ذخركم ان النبي ورهطه * وجيلهم ذخري إذا التمس الذخر جعلت هواي الفاطميين زلفة *
إلى خالقي مادمت أو دام لي عمر وهي ثلاث وسبعون بيتا وكان يحفظ أربعة عشر ألف
أرجوزة للعرب غير المقاطيع. وكان صار إلى مصر في أول صباه، ثم قدم بغداد أيام
المعتصم وأقام عنده وقدمه على غيره. قال ابن رشيق في العمدة: وليس في المولدين أشهر
أسماء من الحسن ثم الحبيب والبحتري، ويقال انهما أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر
كلها مجيد. قلت: الثلاثة من الشيعة. والحمد لله 1).
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 4 / 391: وتبعه بعض المعاصرين فوصفه بالعاملي ولم
يكن عامليا بل أصله من جاسم من قرى جيدور.
________________________________________
[ 133 ]
(83) السيد حسن العيناثي العاملي كان من المشايخ العرفاء والصلحاء، وقد
قال السيد محمد بن محمد (بن) الحسن الحسينى العاملي الشهير بابن القاسم في كتاب "
الاثنى عشرية في المواعظ العددية " أنه: لقد أخبرني بعض من الاصدقاء ممن أثق بقوله
أن سيدا من جملة سادات قرية عيناثا يقال له السيد حسن كان من أهل الكشف والكرامات،
وربما كان في زماننا مشهورا في بلادنا، وكان كلما عرض لاحد من الناس أمر من الامور
أرسل إليه يستشيره فيه، فيكتب له رقعة فيها لفظة " ضمير " لا يزيد عليها شيئا،
فيكتب السيد حسن تحت هذا " هذا الضمير نويت على فعل كذا وكذا "، فان كان فيه صلاح
أمره بفعله والانهاه عن ذلك وذكر وجه فساده. انتهى - كذا في رياض العلماء (1.
فلاحظ. (84) الشيخ حسن العاملي، والد الشيخ الفقيه درويش محمد العاملي المذكور في
الاصل قال في مرآة الاحوال: كان الشيخ حسن مجتهدا كاملا أوحديا فاضلا عارفا مروجا
لمذهب الاثني عشرية، والعجب أن الحر العاملي أهمل ترجمته في أمل الامل انتهى. وقد
عرفت فيما تقدم أن ابنه الشيخ درويش يروي عن المحقق الكركي، وأنه جد التقي المجلسي
من قبل أمه، فلا خفاء في طبقة صاحب الترجمة.
________________________________________
1) رياض العلماء 1 / 295.
________________________________________
[ 134 ]
(85) الشيخ حسن القبيسي العاملي 1) عالم عامل فاضل علامة محقق مدقق مدرس
في اكثر العلوم في مدرسته بالكوثرية، تخرج عليه جماعة من الافاضل، منهم حمد بيك بن
محمد بن محمود ابن نصار أخو ناصيف نصار صاحب الزعامة في بلاد بشارة عموما، كان
شاعرا عالما مروجا لاهل العلم. وكان الشيخ حسن من أجلاء العلماء الذين أحيوا البلاد
بالعلم بعد خرابها من جهة الجزار حتى أهلكه الله سنة تسع عشرة ومائتين بعد الالف،
وبعدها هدأت البلاد أيام سليمان باشا وعمرت عمرانا زائدا وفتحت مدرسة الكوثرية
للشيخ حسن المذكور وقام فيها العلم وتربى فيها الفضلاء. (86) الشيخ حسن محيى الدين،
من آل ابى جامع، العاملي النجفي كان عالما فاضلا كثير الاحاطة بالقفه، قرأ على
الشيخ قاسم محيى الدين، وقرأ عليه الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر في أوائل أمره
المقدمات، وكان زاهدا غير متطلب للدنيا محبا للخمول - كذا قاله الشيخ جواد بن الشيخ
علي ابن الشيخ قاسم محيى الدين في رسالته من آل ابى جامع.
________________________________________
1) في الكرام البررة ص 299: أن القبيسى هذا من تلامذة السيد مهدي بحر
العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وأنه عاد إلى بلاده في سنة 1213، وأنه توفى سنة
1258.
________________________________________
[ 135 ]
[ 87 ] السيد حسن نور الدين من علماء عصر احمد الجزار، ذكره بعض علماء
جبل عامل في المتأخرين عن صاحب الاصل. (88) السيد حسن بن السيد ابراهيم العاملي
عالم عامل فاضل جليل فقيه كامل، تخرج على الشيخ مرتضى " ره " والشيخ محمد حسين
الكاظمي وتزوج ابنته ورجع إلى بلاده وفتحت مدرسته برئاسته مقدار أربع سنين ولم
تستمر. وله أولاد علماء أفاضل، هاجروا إلى النجف وحصلوا القسط الوافر من العلم،
خصوصا ولده الاكبر السيد محمد، فانه من الافاضل. توفي السيد حسن سنة تسع وعشرين
ثلاثمائة بعد الالف. (89) الشيخ حسن بن ابى جامع العاملي كان من أجلة تلامذة الشيخ
علي الكركي، ورأيت بعض فوائده وفتاواه، وكانت حسنة الفوائد، ولم أعثر إلى الان على
مؤلف له. فلاحظ - قاله المولى عبد الله أفندي في رياض العلماء 1).
________________________________________
1) رياض العلماء 1 / 142.
________________________________________
[ 136 ]
(90) عز الدين أبو المكارم الحسن بن (احمد بن) (1 يوسف بن علي الكركي
المعروف بابن العشرة، بكسر العين المهملة وسكون الشين المعجمة ثم الراء المفتوحة ثم
الهاء هو الفقيه العالم الفاضل الكامل الزاهد، وصفه الشهيد الاول بما لفظه " كان من
العلماء الفضلاء وأولاد المشايخ الاجلاء، وحج بيت الله كثيرا نحو أربعين حجة، وكان
له على الناس مبار ومنافع، وقرأ على السيد حسن بن نجم الدين الاعرج. وفي سنة 862
توفي بكرك نوح بعد أن حفر لنفسه قبرا، وكان كثير الورع والدعاء. رضي الله عنه
وأرضاه 2). (91) السيد فخر الدين حسن بن أيوب، المعروف بابن نجم الاعرج الحسينى
الاطراوي العاملي من أعاظم السادة الاجلة وكبراء الدين والملة، أستاد العلماء في
عصره ومرجع الشيعة في الدين (3. وقد جمع الشيخ أبو القاسم ابن طي في كتاب المسائل
فناوى السيد حسن ابن نجم وفتاوى الشهيد على ترتيب أبواب الفقه وسماه " المسائل
المفيدة
________________________________________
1) مشوش في المصورة، وانظر اعيان الشيعة 5 / 17. 2) هذه الترجمة مشطوب
عليها في الاصل، وسيأتى برقم (105) مع تغيير يسير في النسب وبسط اكثر مما هنا. 3)
انظر الخلاف في المترجم اعيان الشيعة 5 / 24.
________________________________________
[ 137 ]
بالالفاظ الحميدة لذوي الالباب والبصائر السديدة "، وعندي نسخة منه فرغ
ناسخها منه سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وهو المعروف عند الفقهاء بمسائل ابن طي.
ويروي السيد حسن بن نجم عن السيدين الاخوين ضياء الدين وعميد الدين ابني مجد الدين
ابى الفوارس أستاد الشهيد الاول. والسيد حسن بن نجم هو جد السيد حسن بن جعفر أستاد
الشهيد الثاني. والعجب من الشيخ الحر كيف أغفل هذا الجليل 1)، وذكره المولى عبد
الله أفندي في رياض العلماء، قال: كان من أجلة العلماء وأكابر الفقهاء، من تلامذة
الشهيد قدس الله روحه. انتهى 2). (92) السيد ضياء الدين أبو تراب الحسن الموسوي
الحسينى الكركي فاضل عالم كامل، وهو والد السيد حسين المجتهد العاملي المشهور وجد
الصدر الكبير آميرزا حبيب الله. ويروي السيد حسين المجتهد المذكور في كتاب " دفع
المناواة عن التفضيل والمساواة " كثيرا من الفوائد والافادات عن والده هذا. انتهى
من رياض العلماء 3).
________________________________________
1) ذكر الحر في أمل الامل 2 / 63 السيد حسن بن ايوب بن نجم الدين الاعرج
الحسينى، ويعتقد بعض أنه متحد مع المترجم له هنا. 2) رياض العلماء 1 / 162. 3) رياض
العلماء 1 / 331.
________________________________________
[ 138 ]
(93) أبو منصور الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشيخ زين الدين الشهيد ذكره
في الاصل 1)، وذكره سبطه الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين في
الدر المنثور، وسيأتي ما ذكره تفصيلا 2). ولما مات الشهيد زين الدين كفل الشيخ حسن
جدنا الاعلى السيد علي بن الحسين المشتهر بابن ابى الحسن تلميذ الشهيد والد السيد
محمد صاحب المدارك ووالد جدنا السيد علي نور الدين، وكان الشيخ حسن ربيبه، تزوج
بأمه وأولدها جدنا السيد نور الدين، فالشيخ حسن أخو جدنا السيد نور الدين لامه
والسيد صاحب المدارك أخو جدنا لابيه. وكان الشيخ زين الدين الشهيد زوج ابنته من
زوجته الاولى جدنا الاعلى السيد علي بن السيد حسين فأولدها السيد محمد صاحب
المدارك، ولذا يعبر عن الشهيد الثاني صاحب المدارك بجدنا. فالشيخ حسن خال السيد
محمد صاحب المدارك وأخو أخيه جدنا السيد نور الدين. وأيضا الشيخ حسن قدس سره جدنا
من قبل بعض الامهات، فان أم جدي السيد محمد علي وأخيه السيد صدر الدين بنت الشيخ
علي بن الشيخ يحيى بن الشيخ علي صاحب الدر المنثور ابن الشيخ محمد بن الشيخ حسن
صاحب المعالم. وكان الشيخ حسن صاحب المعالم والسيد محمد صاحب المدارك كفرسي رهان
ورضيعي لبان، وكانا متآخيين في الله بحيث إذا سبق أحدهما المسجد
________________________________________
1) امل الامل 1 / 57 - 63. 2) الدر المنثور 2 / 199 - 209.
________________________________________
[ 139 ]
وجاء الاخر اقتدى به، وهاجرا إلى النجف واشتركا في الدرس على المقدس
الاردبيلي، وكانا سألاه أن يعلمهما ما هو دخيل في الاجتهاد، فأجابهما إلى ذلك،
فأعلمهما أولا شيئا من المنطق وأشكاله الظرورية، ثم شرح العميدي على تهذيب الاصول
الا ما لا دخل له في الاجتهاد من مباحثه، وكان المقدس حينئذ مشغولا بشرحه على
الارشاد وكان يعطيهما أجزاء منه ويأمرهما بالنظر فيها واصلاحها. ويظهر من تاريخ
تملك صاحب المعالم للجمهرة التي عندي وعليها خطه أنه اشتراها في الغري في أوائل شهر
رمضان من سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة أن عمره حينئذ أربعة وعشرين سنة، لان تولده كان
تسع وخمسين وتسعمائة، فيكون مهاجرته إلى العراق في ذلك السن. والمحكي في غير موضع
أنهما لم يبقيا في النجف الا مدة قليلة سنتين أو اكثر بقليل، وعلى ما ذكره السيد
المعاصر في الروضات من أن قدومهما الغري كان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة يكون مكثهما
اكثر من عشر سنين (21. وهو وهم قطعا، فان ذكل هو تاريخ وفاة أستاذهما المقدس
الاردبيلي وقد نص الشيخ علي السبط في الدر المنثور أن الشيخ حسن لما رجع إلى البلاد
صنف المعالم والمنتقى وأرسلهما إلى أستاذه ووصلا قبل وفاة ملا احمد رحمه الله.
انتهى. وأما ما ذكره الشيخ علي السبط في ترجمة جده في الدر المنثور هذا صورته، قال:
أن الشيخ حسن رحمه الله كان فاضلا محقق ومتقنا مدققا وزاهدا تقيا وعالما رضيا
وفاضلا ذكيا، بلغ من التقوى والورع أقصاهما ومن الزهد والقناعة منتهاهما ومن الفضل
والكمال ذروتهما وأسناهم. وحق على ابن الصقر ان يشبه الصقرا
________________________________________
1) روضات الجنات 2 / 298.
________________________________________
[ 140 ]
كان لا يحوز قوت اكثر من أسبوع - أو شهر الشك مني فيما نقلته عن الثقات
- لاجل القرب إلى مواساة الفقراء والبعد عن التشبه بالاغنياء، وشاهدي على حاله
وفضله ما حرره من المصنفات وحققه من المؤلفات، فمن عرفها حق المعرفة أذعن بثبوت
دعوى هذه الصفة. كان ينكر كثرة التصنيف مع عدم تحريره ويبذل جهده في تحقيق ما ألفه
وتحبيره، فتظلع من علوم الحديث والرجال والفقه والاصول مستغنيا بما يحتاج إليه مما
سواها من المعقول والمنقول. كان هو والسيد الجليل السيد محمد ابن أخته قدس الله
روحيهما في التحصيل كفرسي رهان ورضيعي لبان، وكان متقاربين في السن، وبقي بعد السيد
محمد بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريبا، وكتب على قبر السيد محمد " من المؤمنين
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
"، ورثاه بأبيات كتبها على قبره، وهي قوله - وربما كان في بعض الالفاظ تغييرا ما -:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلم * للجود والمجد والمعروف والكرم قد كن للدين شمسا يستضاء
به * محمد ذو المزايا طاهر الشيم سقى ثراه وهناه الكرامة والريح * ان والروح طرا
بارئ النسم والحق أن بينهما فرقا في دقة النظر يظهر لمن تأمل مصنفاتهما، وأن الشيخ
حسن كان أدق نظرا وأجمع من أنواع العلوم، وكان مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحد منهما
إلى المسجد وجاء الاخر بعده يقتدي به في الصلاة، وكان كل منهما إذا صنف شيئا يرسل
أجزاءه إلى الاخر وبعده يجتمعان على ما يوجب البحث والتحرير. رحمهما الله تعالى.
ومثل هذا عزيز وقوعه من أبناء الزمان. وكان إذا رجح أحدهما مسألة وسئل عنها غير
يقول: ارجعوا إليه فقد كفاني مؤنتها.
________________________________________
[ 141 ]
استشهد والده قدس سره في سنة خمس وستين وتسعمائة كما تقدم نقله. وبخطه
الشريف عندي ما صورته: " مولد العبد الفقير إلى عفو الله وكرمه حسن بن زين الدين بن
علي بن احمد بن جمال الدين بن تقي الدين عفى الله عن سيئاتهم وضاعف حسناتهم في
العشر الاخير من شهر الله الاعظم شهر رمضان سنة تسع وخمسين وتسعمائة. اللهم اختم
بخير فانك ولي كل خير ". وبخطه أيضا ما لفظه: " وبخط والدي رحمه الله بعد ذكر
تواريخ اخوتي ما هذا لفظه: ولد أخوه حسن أبو منصور جمال الدين عشية الجمعة سابع
عشري من شهر رمضان المعظم سنة تسع وخمسين وتسعمائة والشمس في ثالثة الميزان والطالع
زحل. اجعل اللهم خلقتنا إلى خير يا من بيده كل خير ". (فيكون سنه الشريف وقت وفاة
والده قريبا من ست سنين) 1) وقد تقدم عن سيد علي الصائغ رحمه الله أن وفاة والده
كانت في رجب (فيكون سنه ذلك الوقت أربع سنين وأشهرا) 2)، وقد كان والده قدس الله
روحه على ما بلغني من جماعة من مشايخنا وغيرهم له الاعتقاد التام في المرحوم
المبرور العالم العامل السيد علي الصائغ وانه كان يرجو من فضل الله أن رزقه الله
ولدا أن يكون مربيه ومعلمه السيد علي المذكور، فحقق الله رجاه وتولى السيد علي
الصائغ والسيد علي بن ابى الحسن رحمهما الله تربيته إلى أن كبر وقرأ عليهما، خصوصا
على السيد علي الصائغ هو والسيد محمد اكثر العلوم التي أستفادها من والده من معقول
ومنقول وفروع واصول وعربية ورياضي، ولما انتقل السيد
________________________________________
1) بين المعقوفين من كلام الصدر وليس من الدر المنثور. 2) الزيادة من
المصدر، وهذا التاريخ مناف لما قاله الصدر.
________________________________________
[ 142 ]
علي إلى رحمة الله ورد الفاضل الكامل مولانا عبد الله اليزدى تلك البلاد
فقرءا عليه في المنطق والمطول وحاشية الخطائي وحاشيته عليها، وقرءا عنده تهذيب
المنطق، وكان يكتب عليه حاشية في تلك الاوقات وهي عندي بخط الشيخ حسن، وبلغني أن
ملا عبد الله كان يقرا عليهما في الفقه والحديث. ثم سافر هو والسيد محمد إلى العراق
إلى عند مولانا احمد الاردبيلي قدس الله روحه، فقالا له: نحن ما يمكننا الاقامة مدة
طويلة ونريد أن نقرأ عليك على وجه نذكره ان رأيت ذلك صلاحا. قال: ما هو ؟ قالا: نحن
نطالع وكل ما نفهمه ما نحتاج معه إلى تقرير بل نقرأ العبارة ولا نقف وما يحتاج إلى
البحث والتقرير فتكلم فيه. فأعجبه ذلك وقرءا عنده كتبا في الاصول والمنطق والكلام
وغيرها مثل شرح المختصر للعضدي وشرح الشمسية مع حاشيته وشرح المطالع وغيره. وكان
قدس الله روحه يكتب شرحا على الارشاد ويعطيهما أجزاء منه ويقول: أنظروا في عباراته
وأصلحوا منها ما شئتم فاني أعلم أن بعض عبارتي غير فصيح. فانظروا إلى حسن هذه النفس
الشريفة. وكان جماعة من تلامذة ملا احمد يقرأون عليه شرح المختصر للعضدي وقد مضى
لهم مدة طويلة وبقي منه ما يقتضي صرف مدة طويلة أخرى حتى يتم، وهما إذا قرءا
يتصفحان أوراقا حال القراءة من غير سؤال وبحث، وكان يظهر من تلامذته تبسم على وجه
الاستهزاء بهما على هذا النحو من القراءة، فلما عرف ذلك منهم تألم كثيرا منهم وقال
لهم: عن قريب يتوجهون إلى بلادهم وتأتيكم مصنفاتهم وأنتم تقرأون في شرح المختصر.
وكانت اقامتهما مدة قليلة لم يحضرني قدرها، ولما رجعا صنف الشيخ حسن المعالم
والمنتقى والسيد محمد المدارك، ووصل بعض ذلك إلى العراق قبل وفاة ملا احمد رحمه
الله.
________________________________________
[ 143 ]
وطلب الشيخ حسن من مولانا احمد شيئا من خطه ليكون عنده ياد گارأ 1)،
فكتب له بعض أحاديث في الصحيفة التي عندي بخطه قدر ورقة، وكتب في آخرها " كتبه
العبد احمد لمولاه امتثالا لامره ورجاءا لتذكره وعدم نسيانه اياه في خلواته وعقيب
صلواته، وفقه الله لما يحبه ويرضاه بمنه وكرمه بمحمد وآله، وصلى الله عليه وآله "
انتهى. وفي تلك الصحيفة (صفحة) بخط الشيخ الجليل الشيخ بهاء الدين قدس الله روحه
كتب فيها كلمات حكيمة، وفي آخرها " كتب هذه الكلمات امتثالا لامر (سيده) صاحب
الكتاب حرس مجده وكبت ضده أقل العباد بهاء الدين الجباعي أصلح الله شانه، سائلا منه
اجراءه على خاطره الخطير وعدم محوه عن لوح ضميره المنير، سيما في محال الانابات
ومظان الاجابات، وذلك سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة " انتهى. وكان اجتماعهما في كرك
نوح لما سافر الشيخ بهاء الدين إلى تلك البلاد. ولما رجع من العراق اشتغل بالتدريس
والتصنيف، وقرأ عليه والدي جملة من كتب العلوم معقولا ومنقولا وفروعا وأصولا، حتى
أنه قرأ عليه شرح الشرائع من أوله إلى آخره على ما بلغني والمنتقى والمعالم وغيرهما
وتخرج عليه، وقرأ مدارك السيد محمد وشرح مختصره عليه وغيره ذلك. واستفاد من جدي
(المرحوم) جماعة كثيرة من الفضلاء، مثل السيد نور الدين والشيخ ونجيب الدين والشيخ
حسين بن الظهير وغيرهم، وذكرهم جميعا يحوج إلى التطويل. جده من جهة أمه الشيخ
الكامل الفاضل صاحب الذهن الوقاد والفكر النقاد والفطرة السليمة الشيخ محيى الدين
قدس الله نفسه.
________________________________________
1) كلمة فارسية بمعنى التذكار، وهي في الدر المنثور " تذكارا ".
________________________________________
[ 144 ]
ولقد بلغني عن بعض فضلاء العجم - وهو خليفة سلطان قدس الله روحه وكان
مصنفا ومتصديا لتدريس المعالم وشرح اللمعة ومطالعة كتب مصنفيهما وكان له فيهما
اعتقاد حسن - أنه قال يوما ما معناه: كنت أسمع أن الشيخ حسن توفي في أثناء تصنيف
المنتقى والمعالم، ومن كان هكذا فكره وتحقيقه ليس عجبا وفاته في مثل هذا التصنيف
والفكر فيه. وله قدس سره مصنفات وفوائد (ورسائل) وخطب اطلعت منها على كتاب " منتقى
الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان " مجلدان، وكتاب " معالم الدين وملاذ المجتهدين
" مقدمته أصول وبرز من فروعه مجلد، و " حاشية على مختلف الشيعة " (مجلد) عندي بخطه،
وكتاب " مشكاة القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد والتقليد " ذهب فيما ذهب من
الكتب، وكتاب " الاجازات "، و " التحرير الطاوسي " في الرجال مجلد، ورسالة " الاثنا
عشرية " في الطهارة والصلاة، وله " ديوان شعر " كان في بلادنا بخطه سمعت أنه (باق)
عند أولاد الشيخ نجيب الدين مجلد، و " مجموع " جمعه بخطه يحتوي على نفائس الشعر
والفرائد له ولغيره وهو عندنا بخطه، و " مجموع " آخر بخطه انتخب فيه من فصول نسيم
الصبا عشرة فصول وفيه فوائد وحكايات وأشعار، (وكان عندنا بخطه كتب كثيرة بقي منها
القليل). انتقل إلى جوار الله في سنة احدى عشرة بعد الالف، ولا يحضرني خصوص الشهر
واليوم، ودفن في بلدة جبع. قدس الله روحه ونور ضريحه، فيكون سنه اثنتين وخمسين سنة
وشيئا. ثم حكى قطعة من شعره المذكور في الاصل، ثم قال: وقد سمعت من بعض مشايخنا
وغيرهم أنه لما حج كان يقول لاصحابه: نرجو من الله سبحانه أن نرى صاحب الامر عليه
السلام فانه يحج في كل سنة فلما وقف بعرفة أمر
________________________________________
[ 145 ]
أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرغ لادعية عرفة ويجلسوا خارجا مشغولين
(بالدعاء)، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلم وجلس. قال: فهبت منه ولم
أقدر على الكلام، فكلمني بكلام نقل لي ولا يحضرني الان وقام، فلما قام وخرج خطر
ببالي ما كنت رجوته وقمت سريعا فلم أره، وسألت أصحابي فقالوا: ما رأينا أحدا دخل
عليك، وهذا معنى ما سمعته. والله أعلم. انتهى 1). وعندي من شعره أبيات غير ما ذكره
في الاصل وغير ما في الدر المنثور، وهي قوله: لحسن وجهك للعشاق آيات * ومن لحاظك قد
قامت قيامات يا ظالما في الهوى حكمت مقلته * في مهجتي فبدت منها جنايات تفديك نفسي
هل للهجر من أمد * يقضي وهل لاجتماع الشمل ميقات ما العيش الاليال بالحمى سلفت * يا
ليتها رجعت تلك اللييلات ساعات وصل بطيب الوصل قد سمحت * تجمعت عندنا فيها المسرات
نامت صروف الليالي عن تقلبها * بنا فكم قضيت فيها لبانات سقيا لها من سويعات نضن
بها * إذ صفوة العمر هاتيك السويعات
________________________________________
1) الدر المنثور 2 / 199 - 209.
________________________________________
[ 146 ]
ما كنت أحسب أن الدهر يسلبها * وانه لحبال الوصل بتات ولم اكن قبل آن
الهجر معتقدا * أن الحبيب له بالوصل عادات كم قد شكوت له وجدي عليه فلم * يسمع ولم
تجد لي تلك الشكايات وكم نثرت عقود الدمع مرتجيا * لعطفه وهو ثاني العطف بتات كيف
احتيالي فيمن لا يرققه * ذاك الصريخ ولا هذى الاشارات ظبى من الانس في جنات وجنته *
تفتحت من زهور الروض وردات يصطاد باللحظ منا كل جارحة * وكل قلب به منا جراحات يا
لائمي بالهوى جهلا بمعذرتي * دع عنك لومي فما تجدي الملامات ان الملامة ليست لي
بنافعة * من بعد ما عبثت في الصبابات حان الرحيل من الدنيا فقد ظهرت * من المشيب له
عندي أمارات يا ضيعة العمر لم أعمل لاخرتي * خيرا ولا لي في دنياي لذات
________________________________________
[ 147 ]
وتوفي أول محرم سنة احدى عشرة بعد الالف في جبع ودفن قرب تربة صاحب
المدارك وقبرهما مزار إلى اليوم. وقد وهم صاحب حدائق المقربين حيث زعم أن وفاته في
النجف الاشرف. (94) الشيخ جمال الدين حسن بن زين الدين بن فخر الدين بن علي بن احمد
العاملي، من ذرية الشهيد الاول ذكره الشيخ شرف الدين الشهيدي في اجازته للفاضل
التبريزي ووصفه ب " زين الاتقياء وفخر العلماء وزبدة الفضلاء المؤتمن جمال الدين
حسن ". وروى عنه بواسطة ابنه شمس الدين علي. ويروي الشيخ جمال الدين المذكور عن
أبيه زين الدين عن أبيه فخر الدين عن أبيه الشيخ احمد الشهيدي عن 1) الشيخ نور
الدين علي بن عبد العالي عن شيخه محمد بن محمد بن محمد بن داود ابن عم الشهيد عن
الشيخ ضياء الدين ابن الشهيد عن أبيه الشهيد. قدس الله أرواحهم. (95) الشيخ حسن بن
الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين بن الشيخ عبد اللطيف الجامعي الحارثي العاملي ذكره
السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في اجازته الكبيرة فقال: كان عالما فاضلا أديبا
جامعا للفنون مهذابا وقورا كثير الصمت لينا هينا، يروي
________________________________________
1) كذا في المصورة، وفي الاعيان 5 / 99 - وقد نقل هذه الترجمة من هذا
الكتاب بعينها من دون ذكر المصدر - " ابن "، ولعله هو الانسب.
________________________________________
[ 148 ]
عن أبيه وأخيه الشيخ علي الساكن ببلدة خلف آباد وقدم علينا الحويزة
مرارا وكنت ألازمه ليلا ونهارا (فكان) يفاوضني في المسائل ويلقنني من فضله كل نائل
ونهاني عن التقليد ويفيدني في كل طارف وتليد ويأمرني بالنظر في الاخبار ويلاطفني
ملاطفة الوالد الشفيق على الولد البار، توفي في سنة الثلاثين من المائة الثاني عشر.
انتهى. (96) الشيخ حسن بن سليمان بن حسين بن محمد بن احمد (بن الحسن) 1) ابن سليمان
العاملي رأيت بخطه سرد نسبه كما ذكرنا في آخر ما نسخه لنفسه من مجلد الجهاد إلى
النكاح من الوسائل وفرغ منه سنة 1117. وذكر في الاصل أنه نباطي فاضل صالح معاصر 2).
(97) الشيخ حسن بن سليمان العاملي عالم عامل فاضل جليل، من شركاء السيد جواد صاحب
مفتاح الكرامة في الدرس، تخرج على السيد ابى الحسن بن حيدر في مدرسته في شقرا. كان
الشيخ حسن بن سليمان من العلماء الزهاد العباد الذين يقربهم أهل البلاد.
________________________________________
1) ليست الزيادة في أمل الامل. 2) امل الامل 1 / 63.
________________________________________
[ 149 ]
(98) عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد العاملي 1) من تلامذة
الشهيد الاول، قرأ عليه ورأيت اجازة له ولجماعة له محكية عن خط الشهيد، وصفه الشهيد
بما هذا صورته " والشيخ الصالح الورع الدين العدل عز الدين ابى محمد الحسن بن
سليمان بن محمد الحلي مولدا العاملي المتحد " 2) إلى آخر من عده من شركائه في
القرائة 3). (99) الشيخ أبو علي الحسن بن طاهر الصوري العاملي، وفي بعض النسخ الشيخ
أبو علي طاهر بن الحسن الصوري في الرياض: فاضل عالم فقيه، وذكره الشهيد الثاني في
بحث قضاء الصلوات الفائتة من روض الجنان ونسب إليه القول بالتوسعة في القضاء وأنه
نص على استحباب تقديم الحاضرة. قال الشهيد: وقد رد عليه الشيخ أبو الحسن علي بن
منصور بن تقي الحلبي وعمل مسألة طويلة تضمن القول بالتضيق والرد عليه في التوسعة.
وعلى هذا يكون (اما) معاصرا للشيخ ابى الحسن سبط ابى الصلاح الحلبي أو متقدما عليه.
فلاحظ 4).
________________________________________
1) هو المذكور في امل الامل 2 / 66. 2) هذه الاجازة كتبت في 12 شعبان
757. انظر الحقائق الراهنة ص 41. 3) توفى بعد سنة 802. انظر الضياء اللامع ص 33. 4)
رياض العلماء 1 / 198.
________________________________________
[ 150 ]
(100) الشيخ حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي من أجلة علماء
عصره، له كتاب " تنقيح المقال في علم الرجال ". كان من علماء أوائل القرن الحادي
عشر 1)، وهو من بيت العلم والفضل كما يعلم من كتابنا هذا، وله أولاد وأحفاد وذرية
علماء أجلاء وتقدم ذكر بعضهم. فلاحظ ترجمة الشيخ احمد البلاغي. (101) الشيخ حسن ابن
الشيخ عباس ابن الشيخ ابراهيم ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن بن عباس
بن محمد علي بن محمد البلاغي، نزيل الكاظمية، وهو أصغر من أخيه الشيخ طالب الاتي
كان عالما فاضلا تقيا نقيا ورعا سكونا قليل الكلام من عباد الله الصالحين. كان صهر
الشيخ احمد بن محمد علي البلاغي على ابنته الفاضلة الجليلة الملافضة، كانت فاضلة في
الادب والعربية وحسن الخط، وكانت ترتزق بكتابة الكتب. مات الشيخ حسن حدود الثمانين
والمائتين بعد الالف. وتقدم ذكره في ترجمة الشيخ أحمد البلاغي ابنه. (102) الشيخ
حسن بن علي العاملي التوليني من أجلاء علماء عصره والمرجع العام لاهل بلاده. رأيت
صورة صكه
________________________________________
1) توفى بعد سنة 1105. انظر ماضي النجف وحاضرها 2 / 68.
________________________________________
[ 151 ]
على صدر الوثيقة التى كتبتها ست المشايخ فاطمة بنت الشهيد الاول لاخوتها
بهبة جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة معوضة ببعض الكتب كتهذيب
الشيخ وأمثاله، وقد كتب صاحب الترجمة ما هذا لفظه: قد اتصل بى ثبوت هذه الوثيقة بين
الاماجد (الطاهرين) وعلمت ما حرر ورقم فيها بعلم اليقين اجريت عليها بقلم الاثبات
بالمشروع والمعقول، وأنا افقر الورى حسن ابن علي التولينى. انتهى. وتاريخ الوثيقة
سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، فهو من أعلام العلماء الاثبات في ذلك العصر. وعلى
الوثيقة خطوط جماعة من العلماء، كتبوا شهادتهم بذلك. وهذه الوثيقة موجودة بعينها
عند آل شمس الدين إلى اليوم، وكتبوا لي صورتها للطلاع على ذلك العهد والوقوف على
جلالة الست فاطمة. رضي الله عنها وعن أبيها وأخوتها الشيخ ابى طالب محمد و ابى
القاسم علي المكتوب لهم هذه الوثيقة. (103) الشيخ حسن بن علي بن احمد العاملي
الحانينى ذكره في الاصل هكذا 1)، وهو حسن بن علي بن حسن بن احمد بن محمود العاملي
الكونينى الشهير بالحانيني 2)، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثين
________________________________________
1) امل الامل 1 / 64. 2) في اعيان الشيعة 5 / 171: " الكونينى " نسبة
إلى كونين بفتح الكاف وسكون الواو وكسر النون بعدها مثناة تحتية ساكنة ونون. و "
الحانينى " نسبة إلى حانين بحاء مهملة والف ونون مكسورة ومثناة تحتية ساكنة. قريتان
من قرى جبل عامل، أصله (أي الشيخ حسن) من كونين ثم سكن حانين ومات بها.
________________________________________
[ 152 ]
بعد الالف. كان حسن القريحة في الشعر، رأيت له مقطوعة يقول فيها: لنا في
هوى ذات الوشاح مقاصد * وفي خالها للعاشقين مراصد على حبها نحيا ونحشر في الهوى *
ونحن على ميثاقها نتعاهد يقد قلوب الاسد مائس قدها * وللصيد منها للجفون مصائد
موردة الخدين دعجاء طفلة * برهرهة 1) خمصانة البطن ناهد غريرة حسن هام عند جمالها *
وطيب شذاها مستقيم وفاسد تعلمت البيض البواتر فتكها * ومن لينها سمر الرماح موائد
وقد ذكره وذكر الابيات له في خلاصة الاثر في أهل القرن الحادي عشر 2). فلاحظ. (104)
الشيح حسن ابن الشيخ نور الدين علي ابن الشيخ شهاب الدين احمد بن ابى جامع الحارثي
الهمداني العاملي، أصغر اخوته وذكر ابن اخيه الشيخ علي بن رضي الدين أنه جرت عليه
مصائب يطول ذكرها، وسافر إلى الهند وسكن حيدر آباد إلى أن توفي بها. وهو من العلماء
الاجلة والفقهاء الاماثل. رحمة الله عليه. ويأتي ولده الشيخ علي، وصاحب الترجمة من
طبقة اخوته تلاميذ صاحب المعالم.
________________________________________
1) البرهرهة بفتح الباء والرائين وسكون الهاء الاول: التى لها بريق من
صفائها، أو هي الرقيقة الجلد التى كأن الماء يجرى فيها من النعمة. لسان العرب
(بره). 2) خلاصة الاثر 2 / 29.
________________________________________
[ 153 ]
(105) الشيخ الامام عز الدين حسن بن علي بن احمد بن يوسف الشهير بابن
العشرة الكركي العاملي عالم فقيه متبحر جليل، ذكره في الاصل (1، وذكره صاحب رياض
العلماء فقال 2): كان من العلماء العقلاء وأولاد المشايخ الاجلاء، وحج بيت الله
كثيرا نحوا من أربعين حجة، وكان له على الناس مبار ومنافع، وقرأ على السيد حسن بن
نجم الدين الاعرج في حدود سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ومات بكرك نوح بعد أن حفر
لنفسه قبرا، وكان كثيرا الورع والدعاء - كما نقل من خط تلميذه الشيخ محمد بن علي
الجباعي. وكان شيخ اجازة جماعة من العلماء، كالشيخ علي بن هلال الجزائري. ويظهر من
غوالى اللالى (3 أن له الرواية عن شيخنا الشهيد الاول، والمعروف انه يروى عن الشيخ
ابى العباس احمد بن فهد الحلي. أقول: حكى في البحار عن خط الشيخ محمد بن علي
الجباعي ما صورته: توفي (إلى رحمة الله تعالى) الشيخ الامام العالم الفقيه شيخنا عز
الدين حسن ابن احمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكرواني 4) - قرأ على السيد حسن
ابن نجم الدين والشيخ محمد العريضى والشيخ محمد بن عبد العالي - سنة اثنتين وستين
وثمانمائة. رحمه الله وحشره مع الائمة الطاهرين. وكان هذا
________________________________________
1) انظر امل الامل 2 / 67 و 75. 2) مذكور في امكنة شتى من الرياض، أنظر
2 / 202، 208، 264، 358. 3) غوالى اللالى 1 / 7، 9. 4) كذا في المصورة، وفي البحار
" الكسروانى "، وهو الصحيح.
________________________________________
[ 154 ]
الشيخ من العلماء العقلاء وأولاد المشايخ الاجلاء، وحج كثيرا نحو أربعين
حجة. وكان له على الناس مبار ومنافع، ومات بكرك نوح بعد أن حفر لنفسه قبرا، وكان
كثير العبادة ويصلي النوافل وكثير الدعاء، وقرأت عليه كثيرا - رحمه الله. انتهى (1.
(106) الشيخ المحقق حسن ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين بن عبد العالي الكركي العاملي
فاضل عالم فقيه متكلم عظيم الشأن، وهو ابن الشيخ علي الكركي المشهور وخال السيد
الداماد، وكان من علماء دولة السلطان شاه طهماسب الصفوي. ولم أجده في أمل الامل،
وهو غريب، لانه مع شهرة اسمه قد أورده نفسه في رسالة الاثنى عشرية في الرد على
الصوفية. له من المؤلفات كتاب " عمدة المقال في كفر أهل الضلال "، تعرض فيه لتكفير
النواصب وتنجيسهم ولقدح الصوفية، فرغ منه سنة 972. وكتاب في " مناقب أهل البيت
عليهم السلام ومثالب أعدائهم وكفرهم "، نسبه إلى نفسه في كتاب عمدة المقال المذكور.
ونسب إليه السيد الداماد في حواشي شارع النجاة له إليه - أي إلى خاله - كتاب " شرح
الارشاد " وينقل عنه بعض الفتاوى، ولعل مراده بخاله هو هذا الشيخ أو أخوه الشيخ عبد
العالي بن الشيخ علي. فلاحظ. وله رسالة " المنهاج القويم في التسليم " مختصرة في
تحقيق مسألة التسليم في الصلاة، ألفها في مشهد الرضا عليه السلام سنة أربع وستين
وتسعمائة.
________________________________________
1) بحار الانوار 107 / 209.
________________________________________
[ 155 ]
انتهى ملخصا عن رياض العلماء 1). وله رسالة " البلغة في وجوب صلاة
الجمعة مع أذن الامام عليه السلام "، رتبها على مقدمة ومقالة وخاتمة، فرغ منها سنة
ست وسبعين وتسعمائة. (107) الشيخ عز الدين الحسن بن الفضل كان من أجلة علماء
الامامية وفقهائهم، يروي عنه الشيخ شمس الدين محمد ابن المؤذن الجزينى ابن عم
الشهيد - قاله في الرياض. ثم قال: ولا يبعد عندي كون هذا الشيخ من علماء جبل عامل.
فلاحظ. انتهى 2). (108) السيد حسن بن السيد محمد بن السيد جواد الحسينى العاملي
النجفي، حفيد السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة كان السيد حسن سيدا جليلا من أجلة
السادات بالعراق، ذا علم وفضل وجلالة، كثير المواظبة على العبادات والاوراد، تعيش
به كل عائلة السيد صاحب مفتاح الكرامة. كان كأبيه يخرج إلى جبال حلوان وله هناك بعض
الاملاك، وله الوجاهة عند الوالي لتلك البلاد نافذ الامر مطاعا في كل ما يأمر غير
مدافع في الرسائة. وكان له ولد فاضل - هو السيد جواد - مات شابا بمرض الحرارة،
افتجع
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 260. رياض العلماء 2 / 299.
________________________________________
[ 156 ]
له كل أهل النجف لفضله وكماله، كان يرجى أن يكون مثل جده صاحب مفتاح
الكرامة. توفي السيد حسن سنة... 1) (109) الشيخ حسن بن محمد بن احمد بن ابراهيم بن
علي بن يوسف السبيتي العاملي عالم فاضل جليل نبيل، هاجر إلى العراق لطلب العلم،
واشتغل في النجف الاشرف على علمائها، وكان شريك الشيخ محمد علي عز الدين في أساتيده
ومشايخه، ومكث فيها للاشتغال سبع سنين، وحصل من الفقه والاصول ما أرواه، ثم رجع إلى
بلاده، وكان من أعاظم مراجعها في الدين إلى أن توفي رحمه الله سنة 1289. وله كتب
منها " حاشية على شرح اللمعة ". هذا ما ذكره بعض أرحامه، وستعرف طبقته في ترجمة
الشيخ محمد على عز الدين. (110) الشيح حسن بن محمد الفتوني العاملي، نزيل مشهد
الرضا عليه السلام رأيت بخطه كتاب الكافي الذي فرغ منه في شعبان سنة ثمان وثلاثين
بعد الالف.
________________________________________
1) كذا في المصورة، وقد توفى بعد سنة 1301 التى استعار فيها الشيخ محمد
لائذ النجفي كتابا منه. أنظر نقباء البشر ص 434.
________________________________________
[ 157 ]
وهو غير الشيخ حسن الفتوني النباطي المعاصر للشهيد المذكور في الامل،
لعدم موافقة الطبقة. (111) السيد حسن بن محمد الحسيني البعلي من العلماء الفضلاء،
رأيت بخطه مجموعة الشيخ ورام، فرغ منها في يوم الجمعة السابع عشر من جمادى الاولى
سنة خمس وستين وتسعمائة. (112) السيد حسن بن السيد محمود الامين الحسينى العاملي
عالم فاضل محصل كامل، هاجر إلى النجف لتحصيل العلم وجد في ذلك، وقرأ على علماء
النجف حتى نال مأموله من العلم، فرجع إلى بلاده، وهو الان أحد علمائها ومراجعها. ذو
فهم مستقيم وسليقة حسنة، أخو السيد علي محمود الاتي ذكره، من بيت الشرف والعلم
قديما وحديثا، فيهم علماء أماجد، وهم من عائلة السيد العلامة صاحب مفتاح الكرامة.
وللسيد حسن صاحب الترجمة كتابات في الاصول وفي الفقه، وله اليد في الادب لا يحضرني
تفصيلها لانها لم تخرج إلى البياض 1).
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 5 / 283: ولد سنة 1299 في قرية عيترون التى كان قد
انتقل إليها والده من شقراء، وتوفى في شهر جمادى الاخرة سنة 1368 بمدينة بيروت.
________________________________________
[ 158 ]
(113) الشيخ حسن بن مكي العاملي، المعاصر للمحقق الكركي كان من أجلة
العلماء المحققين، والد الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن الذي كان كوالده من أجله
العلماء كما نص على ذلك كله في رياض العلماء 1). وقال الشيخ عز الدين الحسين بن عبد
الصمد والد الشيخ البهائي في الثناء على صاحب الترجمة ما لفظه: الشيخ الامام الفاضل
التقي الورع الزاهد حسن بن مكي. والعجب من غفلة صاحب الامل عن ذكر مثل هذا الشخص
الجليل. (114) الشيخ حسن بن الشيخ موسى مروة العاملي من أجلة علماء عصره وفقهاء
وقته. عالم عامل فاضل كامل، من طبقة الشيخ كاشف الغطاء والسيد محسن صاحب المحصول
والشيخ أسد الله صاحب المقابيس. كان خرج من جبل عامل في محنة احمد الجزار وسكن
العراق. رأيت خطه الشريف مع خطوط من ذكرت من العلماء وغيرهم في وقفية مدرسة في
الكاظمين حكم بوقفيتها سنة ست وعشرين ومائتين بعد الالف، سكن الكاظمية 1). وله ولد
اسمه الشيخ علي صاحب كتاب " قرة العين " وغيره، تأتي ترجمته. ويظهر منه أن جده
الشيخ موسى، يعني والد صاحب الترجمة. وقد فرغ من قرة العين سنة 1227.
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 346. 2) في الكرام البررة ص 357: الظاهر أنه توفى
بعد سنة 1222.
________________________________________
[ 159 ]
وسيأتي الشيخ حسين بن الشيخ موسى مروة العاملي الاكبر من أخيه الشيخ حسن
هذا. (115) الشيخ عز الدين أبو محمد الحسن بن ناصر بن ابراهيم بن الحداد العاملي،
صاحب كتاب " طريق النجاة " وغيره اكثر الكفعمي النقل عنه، وترجمه في رياض العلماء،
قال بعد الترجمة: والعجب أن الشيخ المعاصر لم يورده في الامل (1. (116) السيد تقي
الدين حسن بن نجم الدين العلوي العبيدلي العاملي كان من أجلة العلماء المتصلين بعصر
العلامة، كما يظهر من رجال السيد علي بن عبد الحميد النجفي، والظاهر أنه غير
المذكور آنفا. فلاحظ (2. قاله المولى عبد الله الافندي في رياض العلماء (3. (117)
السيد تقي الدين الحسن بن نجم الدين العاملي العيناثي
________________________________________
1) رياض العلماء 1 / 322 و 346. أقول: احتمل الشيخ آقا بزرك الطهراني في
الضياء اللامع ص 49 أن يكون ابن الحداد هذا من أعلام القرن التاسع أو الثامن. 2) بل
الظاهر أنه هو بعينه. 3) رياض العلماء 1 / 347.
________________________________________
[ 160 ]
في الرياض: كان من أجلة العلماء المتضلعين بفقه العلامة، كما يظهر من
رجال السيد علي بن عبد الحميد النجفي (1. أقول: السيد علي بن عبد الحميد كان معاصر
للشهيد الاول، فصاحب الترجمة كذلك (2. (118) السيد حسن صدر الدين أبو محمد ابن
السيد العلامة السيد هادي بن السيد محمد علي ابن السيد الكبير السيد الصالح ابن
السيد العلامة السيد محمد بن ابراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين بن السيد نور
الدين علي بن علي ابن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن ابى الحسن بن
محمد بن عبد الله بن احمد بن حمزة الاصغر بن سعد الله بن حمزة الاكبر بن محمد ابى
السعادات بن ابى الحرث محمد بن عبد الله بن محمد بن ابى الحسن علي بن ابى طاهر عبد
الله بن ابى الحسن محمد المحدث ابن ابى الطيب طاهر ابن الحسين القطيعي بن موسى ابى
السبحة ابن ابراهيم الاصغر الملقب بالمرتضى ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام،
العاملي أصلا والكاظمي مولدا ومسكنا، مؤلف هذا الكتاب رأيت بخط السيد العلامة والدي
الهادي تاريخ تولدي وصورته: تولد المولود المبارك قرة عيني حسن يوم الجمعة عند
الزوال تاسع وعشرين شهر الله رمضان المبارك من شهور سنة اثنتين وسبعين ومائتين بعد
الالف من الهجرة النبوية
________________________________________
1) هذا هو المترجم السابق بعينه مع اضافة " العيناثى " وتحريف "
المتضلعين بفقه العلامة ". 2) لا يستلزم ذكر السيد على له انهما معاصران.
________________________________________
[ 161 ]
على مهاجرها آلاف الصلاة والسلام والتحية. قرأت علوم العربية والمنطق
والشرائع وبعض الروضة الدمشقية والمعالم والقوانين، حتى جاءت سنة ثمان وثمانين
وهاجرت إلى النجف الاشرف واشتغلت على العلماء، قرأت علمي الكلام والحكمة على الفاضل
الاخوند المولى باقر الشكي والشيخ محمد تقي الكلبايكاني، والفقه والاصول على
الميرزيين حجتي الاسلام الميرزا محمد حسن الشيرازي والمحقق الميرزا حبيب الله
الرشتي وعلى الشيخ الفقيه محمد حسين الكاظمي والفاضل المولى محمد الايروانى والمولى
الفقيه الحاجى ملا علي بن الخليل الرازي والسيد المتبحر المهدي الشهير بالقزوينى
والشيخ محمد اللاهجي والاخوند ملا احمد التبريزي وغيرهم من علماء الفقه والاصول على
ترتيب يطول شرحه. وفي سنة سبع وتسعين خرجت إلى سامراء والتحقت بالسيد الاستاذ
الميرزا الشيرازي، وكنت قد جئت قبل ذلك إليها سنة اثنتين وتسعين بقيت سنة ونصف
ورجعت إلى النجف لضيق أسباب المعاش حينئذ فيها، ولما جاء الطاعون الذي خص النجف
هاجرت إلى سامراء واستقمت بها مكبا على الاشتغال والحضور على سيدنا الاستاذ وأنا مع
ذلك أدرس في المدرسة وصنفت بعض الكتب، حتى إذا فجعنا بالسيد الاستاذ في شعبان سنة
اثني عشرة وثلاثمائة بعد الالف تمحضت للتصنيف. ثم عرض ما رجحت فيه الخروج، فخرجت
منها سنة أربع عشرة وثلاثمائة بعد الالف مع جماعة من علمائها، وحللت بلد الكاظمين
لا على عزم الاقامة بل على قصد الرجوع إلى النجف الاشرف، فأمرني السيد الوالد
بالاقامة في بلد الكاظمين، فأقمت امتثالا لامره وأنا فيها إلى هذا التاريخ وهو سنة
أربع وثلاثين بعد الثلاثمائة والالف من الهجرة، لا اشتغال لي الا بالتأليف والتصنيف
________________________________________
[ 162 ]
تاركا لكل العناوين. والذي برز مني إلى هذا التاريخ من الكتب والرسائل
والحواشي والتعليقات في فنون العلم بتوفيق الله سبحانه عدة، منها " سبيل الرشاد في
شرح نجاة العباد " على وجه البسط خرج منه المجلد الاول، ثم عدلت عنه إلى شرحها
المسمى ب " تبيين مدارك السداد بين المتن والحواشي لنجاة العباد " تعرضت فيه إلى
ما أراه مدركا لفروع المتن ولبيان مدرك حواشي شيخنا العلامة المرتضى وحواشي سيدنا
الاستاذ الميرزا حجة الاسلام قدس سرهما، وصلت فيها إلى الان إلى آخر أفعال الصلاة،
وأسأل الله التوفيق للاتمام. وكتاب " سبيل النجاة في فقه المعاملات " بطريق المتن
والتفريع، وكتاب " تحصيل الفروع الدينية في فقه الامامية " وهو كتاب جليل وصلت فيه
إلى ما وصلت فيه من شرح نجاة العباد الثاني. وكتاب " اللوامع الحسنية في الاصول
الفقهية " بطريق الايجاز من أول علم الاصول إلى آخره، ذكرت فيه نتائج أفكار الشيخ
مرتضى، وهو كتاب لم يصنف مثله على مسلك الشيخ في علم الاصول. وكتاب " سبيل الصالحين
" في طريق العبودية وتهذيب الاخلاق، وقد طبع بتبريز. و " الدر الموسوية " وهو شرح
على رسالة العقائد الجعفرية للشيخ صاحب كشف الغطاء، وهو شرح ممزوج كبير، خصوصا في
مبحث الامامة، لم يصنف مثله في الاخذ بمجامع الكلام والنقض والابرام على جميع
المسالك مسلك المحدثين والمتكلمين والحكماء والمفسرين من الفريقين. وكتاب " اللباب
في شرح رسالة الاستصحاب " لشيخنا المرتضى الانصاري رحمة الله.
________________________________________
[ 163 ]
وكتاب " حواشي الرسائل " أعني الرسائل للشيخ المرتضى المسماة بالفرائد.
وكتاب " حدائق الوصول في بعض مسائل علم الاصول "، وكتاب " قاطعة اللجاج في ابطال
طريقة أهل الاعوجاج " المنكرين للاجتهاد والتقليد في الفروع. وكتاب " نهاية الدراية
في علم الدراية " علم أصول الحديث، وهو شرح على وجيزة الشيخ البهائي العاملي،
وشرحتها ممزوجا مبسوطا وأضفت إليها ما فاته من مهمات هذا العلم، وفوائد كثيرة تتعلق
بعلم الحديث لم يجمع في غير هذا الكتاب، وقد طبع بالهند ودخل مدارسها وصار يقرأ.
وكتاب " مختلف الرجال " دونت فيه علم الرجال على نهج سائر العلوم من ذكر التعريف
وبيان الموضوع والغاية والمبادئ التصورية والمبادئ التصديقية والمقاصد، وفيه
تحقيقات خلت عنها كتب الرجال، بعد لم يتم. وكتاب " احياء النفوس على مسلك السيد ابن
طاوس " بعد لم يتم، وكتاب " البراهين الجلية في زيغ احمد بن تيمية " الحنبلي. وكتاب
" فصل القضا في الكتاب المشتهر بفقه الرضا " كشفت حاله وأوضحت أنه كتاب التكليف
المعروف قديما للشلمغاني، وقد أوضحت وجه الاشتباه بما لم يسبق إليه أحد. وكتاب "
نزهة أهل الحرمين في تواريخ تعميرات المشهدين " النجف وكربلا، وشرحت أول من عمرهما
وأول من سكنهما من الاشراف وطبقات المعمرين فيهما، كان قد سألني ذلك بعض الاجلة.
وكتاب " مصابيح الايمان في حقوق الاخوان " بعد لم يكمل، وكتاب " مجالس المؤمنين في
وفيات المعصومين " من النبي إلى العسكريين عليهم السلام، جردت الروايات المختارة عن
السند وسقت الكلام كالخطبة، وهو كتاب وحيد
________________________________________
[ 164 ]
في بابه. وكتاب " الدر النظيم في مسألة التتميم " أعني تتميم ماء الكر
بالماء النجس. وكتاب " تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الاسلام " مرتب على فصول لكل علم،
وكل فصل ثلاث صحائف: الاولى في أول من وضعه، والثانية في أول من صنف فيه، والثالثة
في ائمة ذلك العلم. وقد تضمن طبقات مشاهير مصنفي الامامية إلى أرباب المائة
السابقة، فصار كتاب ضخما مرتبا على ترتيب ما أسسوا من العلوم الاسلامية، ثم اختصرته
وسميته " الشيعة وفنون الاسلام " ورتبته على ترتيب مشرف العلوم، وقد طبع في مطبعة
العرفان في صيدا. وكتاب " عيون الرجال " الرواة للحديث الموثقين بالتعدد، فهو طبقات
الثقات من الرواة، وهو كتاب جليل في معناه. وكتاب " مفتاح السعادة وملاذ العبادة "
يشتمل على المهم منم أعمال اليوم والليلة وعمل الاسبوع والشهر وعمل السنة، ثم آداب
زيارة المشاهد المشرفة مكة المعظمة والمدينة المنورة والنجف الاشرف والحائر المطهر
ومشهد الكاظمين والعسكريين والمشهد المقدس الرضوي على مشرفها أفضل الصلاة والسلام.
نسأل الله جل جلاله التوفيق لاتمامه. وكتاب " وفيات الاعلام من الشيعة الكرام "
رتبته على عصور المئات، فأذكر من مات في المائة الاولى من الهجرة ثم من مات في
المائة الثانية وهكذا إلى المائة الرابعة عشر. نسأل الله جل جلاله التوفيق لاتمامه.
وكتاب " كشف الظنون عن خيانة المأمون " في سمه الامام الرضا عليه السلام. وكتاب "
نهج السداد في حكم أراضي السواد " أعني العراق، وأنها كانت حال الفتح على ثلاثة
أنواع معمورة وموات وصفايا السلطان.
________________________________________
[ 165 ]
وكتاب " مطاعن علماء الجمهور بعضهم على بعض " ورسالة " تبيين الاباحة في
مشكوك ما لا يؤكل لحمه للمصلين " ورسالة " ابانة الصدور في موقوفة ابن أذينة
المأثور " في مسألة ارث ذات الولد من الرباع، و " الغرر في نفي الضرار والضرر "
فيها من التحقيقات ما لا يوجد في غيرها. و " كشف الالتباس عن قاعدة الناس " أعني
قاعدة السلطنة المستفادة من الحديث النبوي: الناس مسلطون على أموالهم. و " تبيين
الرشاد في لبس لباس السواد على الائمة الامجاد " بالفارسية. و " رسالة الغالية لاهل
الانظار العالية " في تحريم حلق الحلية، فارسية. ورسالة في " تعارض الاستصحاب "،
ورسالة " ذكرى المحسنين " في ترجمة السيد المحقق المؤسس المتقن المحسن بن الحسن
الاعرجي صاحب المحصول وشرح الوافية. ورسالة في " حجية الظن في أفعال الصلاة "،
ورسالة في " حكم الشكوك الغير المنصوصة "، ورسالة في " النصوص المأثورة على الحجة
صاحب الزمان " عليه وعلى آبائه السلام. " الابانة عن كتب الخزانة " أعني خزانة
كتبي، و " انتخاب القريب من رجال التقريب " جمعت فيه من نص على تشيعه ابن حجر في
التقريب. وكتاب " نكت الرجال " دونت فيه الحواشي الرجالية التي رأيت بخط سيدنا
السيد صدر الدين على هامش نسخة منتهى المقال للشيخ ابى علي الرجالي الحائري. ورسالة
في " اباحة الجمع بين الصلاتين " في الحضر والسفر، ذكرت فيها الاحاديث النبوية
المروية في صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند احمد وموطأ مالك، ودفعا لما يشنعون علينا
من الجمع.
________________________________________
[ 166 ]
ورسالة في مناقب آل الرسول من طريق الجمهور استخرجتها من الجامع الصغير
للسيوطي ومن كنوز الحقائق للمناوي ورتبتها على الحروف وسميتها ب " الحقائق في حديث
خير الخلائق ". و " بغية الوعاة في مشايخ طرق الاجازات " كتبتها اجازة لبعض علماء
الهند. و " طبقات المشايخ والرواة " كتبتها للسيد صدر الدين بن السيد الصدر وللشيخ
محمد باقر بن آقا نجفي. ولي حواشي على تلخيص الرجال وعلى منتهى المقال لم تدون بعد.
و " الاجازة الكبيرة " رتبتها أيضا على الطبقات، أجزت بها الشيخ الفاضل المتبحر
الشيخ آقا بزرك صاحب كتاب الذريعة إلى معرفة مصنفات الشيعة، وهي اجازة جليلة ذات
فوائد جمة. ولى اجازات أخرى كثيرة أجزت بها الاخوان مختصرة ومطولة ولو جمعت كانت
كتابا ضخما. وكتاب " هداية النجدين وتفصيل الجندين " جند العقل وجند الجهل، وهو شرح
حديث العقل وجنده والجهل وجنده المروي في الكافي، رتبته على مقدمة وموازين وخاتمة،
وهو قانون لكل من أراد التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، وهو قريب الانمام.
وكتاب " تكملة أمل الامل " وهو هذا الكتاب، يتم في ثلاث مجلدات، الاول في تكملة
القسم الاول وهم علماء جبل عامل، وجلدين في تكملة القسم الثاني وهم علماء سائر
البلاد، وأختتم الكتاب بتاريخ مبدأ الشيعة وحال العلم في الدولتين الاموية
والعباسية وما أصاب الشيعة فيها، وذكرت البلاد التي كانت مراكز العلم للشيعة التي
يشدون إليها الرحال في طلب العلم. نسأل الله التوفيق
________________________________________
[ 167 ]
لاتمامه. وكنت قد عزمت على أن اكتب كتابا في الاثار الباقية من مصنفات
الفرقة الناجية أذكر كل علم من المعقول والمنقول ثم أذكر فيه ما لهم من المصنفات،
وأرتبها - أي العلوم - على الحروف المعجمة، فأذكر الكتاب وأبين موضوعه وأترجم مصنفه
وأدل على موضع وجوده في المكتبات العمومية أو الخصوصية من المكتبات الشرقية
والغربية، فقدمت لهذا الكتاب مقدمات مناسبات كبيان تاريخ مبدأ الشيعة وحال العلم في
الدولتين الاموية والعباسية وما أصاب الشيعة فيهما وذكرت البلاد التي كانت مراكز
العلم للشيعة، وقسمت فيها جميع العلوم على الترتيب الطبيعي، وذكرت أن للشيعة
الامامية الاثني عشرية في الكل آثارا باقية، وكتبت في ارسال فهارس مكاتب الشرق
والغرب للنقل عنها، فوقعت واقعة الحرب العمومية وانسدت الطرق والمراسلات، فجعلت بعض
تلك المقدمات خاتمة لهذا الكتاب، ولعل الله سبحانه يحدث بعد ذلك أمرا. (119) السيد
حسن بن السيد هاشم بن السيد محمد بن السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن
السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي، من آل نور الدين، من أسرتنا عالم
جليل فاضل نبيل، جاء إلى النجف لتحصيل العلم وتكمل حتى صار من فضلاء النجف، وتوفي
في النجف في حياة والده ودفن في الموضع الذي دفن فيه الشيخ مرتضى الانصاري قدس سره.
وكان للسيد حسن المذكور ولد فاضل اسمه السيد محمد، سكن في دار سريان من قرى جبل
عامل.
________________________________________
[ 168 ]
وكان السيد حسن من تلامذة الشيخ صاحب الجواهر والشيخ مرتضى الانصاري "
ره ". وكان ابوه السيد هاشم المولود حدود سنة 1300 من أجلة السادات والعلماء
الاماجد. (120) السيد حسن بن السيد يوسف الحبوشي العاملي، نزيل النبطية كان تولده
سنة ستين ومائتين بعد الالف، فلما نشأ وفرغ من المعلم وقرأ القرآن رغب في تحصيل
العلم، وكانت له قرابة مع شيخ الفقهاء الشيخ عبد الله نعمة، فرحل إلى جبع وأخذ في
الاشتغال بالمقدمات وسائر العلوم العربية والادبية، ولما فرغ منها قرأ جملة من
المتون الفقهية والاصولية، حتى إذا صار في السابعة والعشرين من عمره هاجر إلى النجف
وأقام ثلاث وعشرين سنة يجد في الاشتغال، حتى صار يحضر الخارج في الفقه على الشيخين
الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف ويحضر في أصول الفقه عند آية الله
الخراساني المولى الشيخ ملا كاظم والفاضل المولى محمد الشربياني. وكان يجئ في كل
سنة إلى بلد الكاظمين لتغيير الهواء ولان زوجته من أهل بلد الكاظمين، ويبقى مدة
يحضر عالي مجلس درس شيخ الفقهاء الشيخ محمد حسن آل يس. ولما نال من العلم مرامه رجع
إلى بلاده وسكن النبطية وتصدى للامور الشرعية والتدريس، فأحسن السلوك حتى صار مرجعا
لعامة أهل تلك البلاد. وكان عالما فاضلا حسن الخلق عالي الهمة في قضاء حوائج الناس
خفيف المؤنة محمود السيرة، وترتب على وجوده هناك آثار حسنة، وتوفي في شهر
________________________________________
[ 169 ]
رمضان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بعد الالف. وله كتابات في الفقه
والاصول تقريرات درس أساتيده في النجف. رحمة الله عليه. (121) الشيخ حسين التبنيني
العاملي، الشهير بابن سودون عالم فاضل فقيه محدث رجالي، معاصر للامير فيض الله
التفريشي، ويروي عن صاحب الاصل. ترجمه تلميذه الشيخ الفاضل العلامة الشيخ محمد
التبنيني العاملي صاحب كتاب سنن الهداية في علم الدراية. والعجب كيف أغفله صاحب
الاصل. (122) الشيخ حسين الحر العاملي الجبعي (1 كان من أصحاب المرحوم الشيخ موسى
شرارة أيام اقامتي في النجف. كان على جانب من التقوى والسكون وقلة الكلام وكثرة
الحياء، وكان حييا جدا، وكان حسن الاشتغال كثير الجد في التحصيل لكن لم أتحقق ميزان
تحصيله. وتوفي سنة 2 1338).
________________________________________
1) هو الشيخ حسين بن حسن بن حسين المحمد العاملي المشغرى. ينسب إلى بيت
الحر بالمصاهرة وليس منهم نسبا، وهو من (آل المحمد العامليين). 2) وقد ذكر بعض أيضا
انه ولد في سنة 1266 وتوفى سنة 1334، انظر نقباء البشر ص 565.
________________________________________
[ 170 ]
(123) الشيخ حسن زعيب اليونينى العاملي عالم عامل فاضل محقق، من تلامذة
شيخنا العلامة الانصاري. تكمل عليه ورجع إلى بلاده ونفع الله به المؤمنين إلى أن
توفي في يونين حدود سنة نيف وثمانين ومائتين وألف. (124) السيد حسين العاملي من
العلماء الاعلام، أستاذ السيد حسن بن احمد القزويني والد السيد مهدي القزويني الحلي
النجفي. رأيت بخط السيد حسن المذكور التعبير عنه بالسيد الاستاذ دام ظله العالي 1).
(125) الشيخ كمال الدين حسين العاملي رأيت اجازة الميرزا الكبير الاسترابادي صاحب
الرجال له، وصفه فيها ب " الاخ الاغر الفاضل التقي الورع المتقي اللوذعي خلاصة
الافاضل والمتورعين كثر الله في علماء الفرقة الناجية مثله ". وتاريخها أواسط شهر
محرم الحرام عام ألف وثمانية عشر.
________________________________________
1) احتمل في الكرام البررة أن يكون المترجم هنا هو السيد حسين بن ابى
الحسن موسى الشقرائي العاملي. انظر الكرام ص 368 و 377.
________________________________________
[ 171 ]
(126) السيد حسين العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الاصل، ذكره بعض
العلماء المعاصرين للسيد نصر الله الحائري. (127) الشيخ حسين العيناثي العاملي كان
من أجلة علماء الامامية وفقهاء عصره ذكره في الرياض 1). يروي عنه والد الشيخ شمس
الدين محمد بن محمد بن داود المؤذن الجزينى ابن عم الشهيد، وهو يروي عن ابن عمه
الشهيد كما يظهر من اجازة الشيخ شمس الدين ابن المؤذن المشار إليه للشيخ علي بن عبد
العالي الميسي 2). (128) الشيخ حسين غراف ذكره أيضا بعض العلماء العامليين في
المتأخرين عن الشيخ الحر. (129) الشيخ حسين مروة العاملي، سلمه الله تعالى
________________________________________
1) لم نجده في رياض العلماء، بل الموجود فيه السيد حسن العاملي العيناثي
في 1 / 295 والمترجم في هذا الكتاب سابقا ص 133. 2) انظر البحار 108 / 35 - 39.
________________________________________
[ 172 ]
توجه قريبا إلى بلاده. عالم عامل ثقة صالح حسن الاخلاق حلو الشمائل عذب
المنطق حسن القريحة، جالسني عدة مجالس وتكلم في بعض المسائل الاصولية وبعض الفروع
الفقهية الدالة على فضله وخبرته وحسن تحصيله. (130) الشيخ حسين مغنية العاملي كان
من أهل العلم والتحصيل في النجف، وسافر إلى خراسان وجاور المشهد المقدس الرضوي وصار
له بعض الحظ فيها، وتوفي بها تقريبا سنة 1315. (131) السيد حسين نور الدين العاملي
النباطي من علماء القرن الثاني عشر، وكان من العلماء الزهاد والمراجع في تلك
البلاد، معاصرا للسيد حيدر نور الدين الاتي ذكره انشاء الله تعالى. (132) الشيخ
حسين همدر العاملي من عباد الله الصالحين وكبار أهل الدين وأحد المجاهدين
المراقبين، دائم العبادة يعد في الاولياء المقتفين لاثار الائمة الطاهرين، وهو وان
لم يبلغ في العلم مبلغ تقواه لكن عنده نتيجة العلم، لان أحسن العلم ما كان باعثا
على العمل، وهذا الشيخ من أهل العمل بما علم. كثر الله في أهل العلم أمثاله (1. كان
من خواص السيد الرباني والعالم الورحاني السيد مرتضى الكشميري
________________________________________
1) في نقباء البشر ص 516: توفى أول ليلة الجمعة 22 ذى القعدة سنة 1355.
________________________________________
[ 173 ]
الشهير بالهندي، وحدثني بجملة من كرامات ذلك السيد. قدس الله روحه.
(133) السيد حسين بن ابى الحسن الحسينى العاملي الشقراوي من أجلة السادات
القشاقشية. عالم فاضل محقق مدقق، جرت بينه وبين المحقق القمي صاحب القوانين حين
قدومه إلى العراق مباحثات في حجية الظن المطلق، وأورد السيد على المحقق ايرادات لم
يجب عن جميعها في مجلس المباحثة لكنه أدرج الاشكالات مع أجوبتها في مبحث الاجتهاد
والتقليد من كتابه القوانين على ما حكاه بعض أجلة أرحام صاحب الترجمة، قال: وقصتها
مشهورة. ومن راجع الاشكالات علم أن صاحبها من أهل الغور والتحقيق، ولعله من تلامذة
السيد بحر العلوم المنكر لحجية الظن المطلق. والله العالم. (134) السيد حسين بن ابى
الحسن الموسوي الجبعي كذا ذكره في الاصل 1)، وهو الحسين بن محمد بن الحسين بن علي
بن محمد بن ابى الحسن، والنسبة إلى أعرف الاجداد معروفة، وكل هذه الاسرة كانت تعرف
ببنى ابى الحسن. وهذا الحسين هو جدنا الاعلى، جد جدنا السيد نور الدين وجد السيد
محمد صاحب المدارك. كان من العلماء الاجلاء والفقهاء العظماء. ولد في جبع سنة ست
وتسعمائة، قرأ أولا على والد الشهيد الثاني، ثم
________________________________________
1) امل الامل 1 / 68.
________________________________________
[ 174 ]
ارتحل إلى ميس فقرا على الشيخ الجليل علي بن عبد العالي الميسي، وقرأ في
كرك نوح على السيد الاجل السيد حسن بن السيد جعفر الكركي الموسوي، وقرأ على الشيخ
شمس الدين محمد بن مكي العاملي الشامي أحد شيوخ الشهيد الثاني وكان السيد صهره،
ووقف على جماعة آخرين من الفقهاء والاصوليين. وتوفي رحمه الله تعالى ليلة التاسع من
رجب سنة ثلاث وستين وتسعمائة مسموما مظلوما في صيدا ودفن في جبع كما في منية
الراغبين، فهو من المعاصرين للشهيد الثاني، وتزوج الشهيد ابنته وأولدها بنتا تزوجها
تلميذه جدنا السيد علي بن السيد حسين المذكور لانها بنت عمته، فولدت له السيد محمد
صاحب المدارك، ولهذا يعبر عن الشهيد الثاني في المدارك بالجد. (135) السيد حسين بن
ابى الحسن الحسينى العاملي، الخادم بمشهد الرضا عليه السلام وكان من علماء عصر
السلطان شاه عباس الماضي والسلطان شاه صفي بل السلطان شاه عباس الثاني أيضا. ورأيت
خطه الشريف على كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الاشباه والنظائر للشيخ نجيب الدين
يحيى بن سعيد، وكان تاريخه سنة خمسين وألف - قاله في رياض العلماء 1). (136) السيد
حسين ابن ضياء الدين ابى تراب حسن ابن السيد ابى جعفر محمد
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 6.
________________________________________
[ 175 ]
الموسوي الكركي عالم عامل فاضل كامل مصنف مكثر، أحد أركان الدين في عصر
السلطان الشاه عباس الاول، وبعده كان شيخ الاسلام بقزوين ثم بأردبيل إلى يوم وفاته،
آمرا بالمعروف ناهيا عن كل منكر مرجعا في العلم والدين نافذ الحكم. كان يكتب على
سجلات الارقام ودفاتر الاحكام " خاتم المجتهدين "، كما كان يكتب عليه جده الامي
المحقق الكركي. كان السيد مقدما على جميع العلماء حتى على خاله الشيخ عبد العالي
ابن المحقق الكركي في جميع المراتب، وكانت له كرامات عالية ومقامات سامية، دعا على
السلطان شاه اسماعيل الثاني الذي صار سنيا في الليلة التى كان طلبه وكان سكرانا
ليقتله بدعاء العلوي المصري فأخذه الله بذلك النكال، وكان لسنيته شديد التعصب على
علماء الشيعة لما أغواه به الميرزا مخدوم صاحب نواقض الروافض، لكن كان السيد قدس
الله روحه قوي الجنان طلق اللسان، فخاصم السلطان بأشد ما يكون وسد عليه كل طريق
يريد فيه السوء بالشيعة والعلماء، حتى أن السلطان أرسل إليه أن يمنع الذين كانوا
يمشون أمام مواكب الاشراف باللعن، فأجابه: بأني لست بسامع لك أمرا وإذا شئت الامر
بقتلي فافعل يقول الناس قتل يزيد الثاني حسين الثاني فيلعنوك كما يلعنون يزيد
الاول. ولما أراد السلطان المذكور تغيير السكة لانها كانت منقوشة بأسماء الائمة من
أهل البيت احتال ذلك بمحضر الامراء بأن هذه النقوش تقع بيد الكفرة فالرأي تبديلها
حتى لا تنجس بمس الكافر. فلم يجسر أحد على جوابه غير السيد، فقال: إذا كان العذر
ذلك فأمر أن يكتب عليها بيت المولى حيرتي الشاعر، وهو بيت معروف 1). فترك ما كان
يريده وأخذ يدبر الحيلة لقتل السيد،
________________________________________
1) صدره " هر كجا نقشى است بر ديوار ودر.. ".
________________________________________
[ 176 ]
فحبسه في حمام حار لا يشك بهلاكه، ولما فتحوا الحمام خرج السيد على كمال
الصحة. وبالجملة لم يقدر عليه حتى هلك السلطان لا رحمه الله وأراح الله منه. وللسيد
مصنفات عدة، مثل " دفع المناواة 1) عن التفضيل والمساواة " في شأن علي عليه السلام
بالنسبة إلى سائر أهل البيت، وقد فرغ منه رابع ربيع الاول سنة تسع وستين وتسعمائة،
وكتاب " رفع البدعة في حل المتعة "، وكتاب " النفحات القدسية في أجوبة المسائل
الطبرية "، وكتاب " النفحات الصدرية 2) في أجوبة المسائل الاحمدية "، وكتاب " سيادة
الاشراف " 3)، ورسالة " اللمعة في عينية الجمعة "، ورسالة " الطهماسبية " في
الامامة، ورسالة " نجاسة أهل الخلاف "، ورسالة أخرى في الحكم بكفر عامتهم وسماها "
دعامة الخلاف "، ورسالة في " تعيين قاتل الخليفة الثاني "، ورسالة في " التوحيد "،
ورسالة في " تفسير أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب "، ورسالة في " كيفية
استقبال الميت "، ورسالة في " كيفية نية الوكيل في العقد "، ورسالة في " تحقيق معنى
السيد والسيادة " 4)، وكتاب " التبصرة " في الكلام، وكتاب " التذكرة " في الكلام،
وكتاب " الاقتصاد " في الكلام، وكتاب " صحيفة الامان " في الادعية، وكتاب " شرح
الشرائع "، وكتاب " الطهارة "، و " شرح روضة الكافي "، و " التعليقة على الصحيفة
السجادية "، وكتاب " عيون الاخبار " 5)
________________________________________
1) في مصورة الاصل " رفع المنافاة ". 2) كذا في مصورة الكتاب، وفي بقية
المصادر " النفحات الصمدية " انظر الذريعة 24 / 248. 3) اسمه " الاشراف على سيادة
الاشراف ". 4) هو المذكور بعنوان " سيادة الاشراف ". 5) كذا في مصورة الكتاب، وفي
الذريعة 6 / 151 " حاشية عيون الاخبار ".
________________________________________
[ 177 ]
وغير ذلك 1). ويروي عنه السيد حسين بن السيد حيدر الكركي، قال في
اجازاته لبعض تلامذته: أروي جميع ذلك قراءة واجازة عن سيد المحققين وسند المدققين
وارث علوم الانبياء والمرسلين السيد حسين ابن السيد الرباني والعارف الصمداني السيد
حسن الحسينى الموسوي عن عدة من أصحابنا منهم والده والفقيه المتكلم الشيخ محمد بن
الحرث المنصوري الجزائري والسيد السند الفاضل السيد أسد الله الحسينى التبريزي
والشيخ الجليل شيخ الاسلام حقا علي بن هلال الكركي الشهير والده بالمنشار والمولى
الجليل مولانا عطاء الله الاملي والسيد عماد الجزائري والشيخ الفقيه يحيى بن الحسين
بن عشرة البحراني شارح الرسالة الجعفرية جميعا عن جده من قبل الام رئيس المحققين
الشيخ علي بن عبد العالي الكركي بطرقه. فعلم أنه يروي عن عدة من الاعلام عن والد
أمه المحقق الكركي، فهو ابن خالة الميرزا محمد باقر الداماد والسيد حسين بن السيد
حسن بن جعفر بن الاعرج الموسوي الكركي والد الميرزا حبيب الله. هذا ان كان للمحقق
الكركي ثلاث بنات، وان لم يكن له الا بنتين فالتحريف واقع في لفظة " أبى " وهي "
ابن جعفر "، فحينئذ فيتحد مع والد ميرزا حبيب الله المذكورين في الاصل ويكون جده "
جعفر " لا " ابى جعفر ". والله العالم. لكن من البعيد تحريف " ابن " ب " ابى "
واسقاط لفظ " ابن " أيضا بين جعفر ومحمد. فتأمل ولاحظ. وظهر لي 2) في رياض العلماء
اتحادهما وأنه مات بأردبيل ونقل إلى العتبات
________________________________________
1) اكثر هذه الترجمة إلى هنا تلخيص عما في رياض العلماء 2 / 62 - 75. 2)
كلمة لا تقرأ واضحا في مصورة الكتاب.
________________________________________
[ 178 ]
في العراق، وقيل مات بقزوين سنة احدى وألف، وهي السنة التى وقع فيها
الطاعون بقزوين 1). وذكر صاحب الاصل السيد حسين والد الميرزا حبيب الله وأنه سكن
باصفهان حتى مات 2). والله العالم بالصواب. (137) الشيخ حسين بن الحسن العاملي
المشغري قال في الرياض: كان رأس العاملين ورئيس المحدثين في عصره، وكان قريبا من
عصرنا. كان في عصر سبع وعشرين وألف، ولم يذكره صاحب الامل، وبقي إلى أواخر شهر
رمضان من أوئل العشر الخامس من المائة الحادية عشر 3). أقول: هذا هو الشيخ الجليل
الشيخ حسين بن حسن بن يونس بن يوسف ابن محمد بن ظهير الدين علي بن زين الدين بن
الحسام العاملي العيناثي الظهيري. فاغتنم ولا تتوهم أنه المذكور في الامل المتلمذ
على الشيخ محمد ابن صاحب المعالم. (138) الشيخ حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف بن
محمد بن ظهير الدين بن علي بن زين الدين بن الحسام العاملي العيناثي الظهيري 4)
________________________________________
1) انظر ما في اعيان الشيعة 5 / 474 حول اتحاد المترجم هنا مع سميه أو
تغايرهما. 2) انظر امل الامل 1 / 69. 3) رياض العلماء 2 / 43. 4) مذكور في امل
الامل 1 / 70.
________________________________________
[ 179 ]
فاضل عالم فقيه كامل، من أجلاء تلامذة المولى محمد امين الاسترابادي
المحدث المشهور، وقد قرأ عليه بمكة المعظمة. ومن مؤلفاته رسالة في السؤال عن بعض
المسائل المفصلة من الاصلية والفرعية، وعندنا منه نسخة. وهذا الشيخ من أسباط الشيخ
ظهير الدين بن الحسام العيناثي المعروف، وآل ظهير هذا كانوا من علماء عصرهم. فلاحظ
قاله في رياض العلماء 1). (139) الشيخ أبو عبد الله الحسين ابن ابى عبد الله الحسين
بن حيدر الكركي العاملي كان عالما فاضلا، رأيت اجازة بخطه الشريف كتبها صباح يوم
الاثنين عشرين من شهر ربيع الاول من شهور سنة الف واثنتين من الهجرة النبوية على
مشرفها الصلاة والسلام. ولا أعرف تواريخه ولا مصنفاته. (14) السيد حسين بن حيدر
الكركي ابن السيد عز الدين ابى عبد الله الحسين ابن السيد حيدر بن قمر الحسينى
الكركي العاملي كان عالما فاضلا جليلا موصوفا بالمفتي وبالمجتهد. كان كثير الشيوخ،
يروي عن البهائي وعن المير داماد وعن الشيخ محمد ابن صاحب المعالم وعن الشيخ
ابراهيم بن الشيخ علي الميسي وعن السيد حيدر بن علاء الدين الحسينى البيروي وعن ابى
يزيد البسطامي الثاني وعن
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 48.
________________________________________
[ 180 ]
ابى الولي بن شاه محمود الشيرازي وعن المولى محمد بن محمود القاشاني وعن
الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله وعن الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي وعن
السيد حسين بن الحسن المتقدم ذكره وعن الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي، والكل
قد كتبوا له أجازة فيها الثناء عليه بالعلم والفضل والثقة والنبالة. له كتاب "
الاجازات " ورسائل متفرقة. وقد ظهر مما عددناه من مشايخه تمييزه عن سميه السيد حسين
بن الحسن الكركي الذي هو ابن بنت المحقق الكركي، والسيد القاضي مير حسين أحد مشايخ
اجازة المجلسي صاحب فقه الرضا الذي اعتمد المجلسي على صحة كتاب فقه الرضا عليه
السلام. فلا تتوهم كما توهم اتحاده وأن الثلاثة واحد. وهو من أوضح التوهمات عند أهل
العلم بالطبقات، فان السيد حسين الذي جده الامي المحقق الكركي في طبقة الشهيد
الثاني وفراغه من كتاب دفع المناواة سنة 959 وتوفي سنة احدى وألف وتولد المجلسي بعد
تاريخ وفاته بسنتين، فكيف يروي عنه. واجازة الشيخ محمد ابن صاحب المعالم للسيد حسين
بن السيد حيدر الكركي سنة تسع وعشرين وألف، فهي بعد وفاة السيد حسين بن الحسن
الكركي بثمان وعشرين سنة، فلا يمكن اتحادهما أيضا، فلا تغفل. والله الهادي إلى
الصواب 1).
________________________________________
1) انظر التفصيل في هذا الاختلاف اعيان الشيعة 6 / 5.
________________________________________
[ 181 ]
(141) الشريف حسين بن داود بن يعقوب الفوعي، بالفوعة 1) كان داعيا إلى
التشيع، توفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة - قاله أبو الفداء في تاريخه ولم يزد على ما
ذكرناه. (142) الشيخ حسين بن سليمان بن محمد بن محمد الجبعي العاملي كان عالما
جليلا فاضلا نبيلا، عندي نسخة الصحيفة السجادية بقلمه وخطه، فرغ من نسخها سنة ثلاث
وثمانين وتسعمائة، وعلى هامشها بعض الحواشي، وله في هامش آخر صفحة منها ما صورته:
فرغت المعارضة في رابع عشر ربيع الاول سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وكان ذلك بأصل
عورض بنسختي الشهيد محمد بن مكي قدس لطيفه، وعورض أيضا بأصل عورض بأصل بخط الشيخ
زين الدين بن علي بن احمد الحلي رحمه الله تعالى، وهو منقول من خط علي ابن السكون
ومعارض به. وكتب أفقر عباد الله حسين بن سليمان بن محمد الجبعي تجاوز الله عنهم
وعمن دعالهم بالمغفرة. (143) الشيخ حسين بن ظهير الدين العاملي ذكره الشيخ علي
السبط في الدر المنثور، وذكر أنه قرأ عليه وأنه من تلامذة
________________________________________
1) الفوعة بضم الفاء وفتح العين: قرية كبيرة من نواحى حلب. انظر معجم
البلدان 4 / 280.
________________________________________
[ 182 ]
جده الشيخ حسن ووالده الشيخ محمد، وأنه من طبقة نجيب الدين وجدنا الاعلى
السيد نور الدين والشيخ زين الدين السبط 1). (144) الشيخ حسين بن عبد الصمد بن
الحسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الجبعي، ابن أخ الشيخ البهائي كان من العلماء
الاعلام، وكان قاضيا بهراة أيام الدولة الصفوية وسكنها، وله أولاد وأحفاد متصلة إلى
هذا العصر موجودون في تلك البلدة وغيرها - قاله المولى عبد الله تلميذ المجلسي في
رياض العلماء 2). (145) الشيخ حسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسين بن محمد
بن صالح الحارثي اللويزاني العاملي، والد الشيخ البهائي لم يستوف صاحب الاصل ترجمته
ولا نسبه 3)، وذكره في رياض العلماء 4)، وذكر أنه كان عالما جليلا أصوليا متكلما
فقيها محدثا شاعرا ماهرا في صنعة اللغز، وله الالغاز المشهورة خاطب بها ولده
البهائي فأجابه بأحسن منها. قال: وكان له ميل إلى التصوف ورغبة إلى مدح مشايخ
الصوفية ونقل كلماتهم كما هو ديدن ولده أيضا، وكأنه أخذ من أستاذه الشهيد الثاني "
ره "
________________________________________
1) الدر المنثور 2 / 239. 2) لم نجد هذا في رياض العلماء، وقد نقله عنه
أيضا في روضات الجنات 2 / 345. 3) انظر امل الامل / 74 - 77. 4) رياض العلماء 2 /
108 - 121.
________________________________________
[ 183 ]
ولكن زاد في الطنبور نغمة. أقول: اني كنت أجل المولى عبد الله عن مثل
هذه الكلمات في حق كبار علماء الطائفة ونواميس الدين، حتى رأيته يرميهم بهذه
العظائم ويضرب لهم الامثال القبيحة. ما هكذا تورد يا سعد الابل. ونحن على تأخرنا عن
عصر الصفوية عرفنا أن هؤلاء المشايخ رضي الله تعالى عنهم انما تمكنوا من نشر
الاحكام الشرعية وفادوا الدولة الصفوية التي شعار سلطنتها التصوف إلى التشرع والاخذ
بالشريعة والتقليد، ومرنوهم على التعبد بالاحكام بعد ما كانوا كلهم - هم ووزراؤهم
وأهل دعوتهم وجندهم - صوفية لا يعرفون الا الطريقة والحقيقة، فجاءهم الشيخ حسين
والبهائي وأمثالهم بالتى هي أحسن بالحكمة والمماشاة والحضور في مجالس ذكرهم حتى
أنسوا بهم فصاروا يلقون في أذهانهم حسن الشريعة وأحكامها وأنها تعين على الطريقة
والحقيقة، وصاروا لا يذكرون أحدا من الصوفية بسوء بل يثنون عليه حتى جروهم إلى
العمل بالسنن والاحكام أولا فأول حتى عادت دولة متشرعة مربية للفقهاء والمحدثين
ومروجة لطريقة أهل البيت عليهم السلام. والعجب من هذا الفاضل كيف لم يلتفت إلى ذلك
مع قرب عهده بهم وأخذ يشن الغارة عليهم، حتى أنه إذا عثر على من يتكلم بالمعارف
والاخلاق في بعض مصنفاته، كالشهيد في المنية وابن فهد في العدة والتحصين يرميهم
بالميل إلى التصوف، مع أن التصوف علم فيه كتب لا يخفى على أهل العلم رجاله، ولهم
طرق عددها المقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة. أين هم من علمائنا ؟ وهل فينا من يقول
بوحدة الوجود ولا صوفي الا يقول بها، فانظر منازل السائرين والرسالة القشيرية
ورسائل ابن عربي والحلاج والجنيد والعطار وخواجة عبد الله وأمثالهم. أولئك الصوفية
لا الشهيد وابن فهد والبهائي
________________________________________
[ 184 ]
وأبيه من حكماء الدين وشيوخ المتشرعين. ثم قال المولى عبد الله بعد
كلامه المتقدم: وكان معظما عند السلطان شاه طهماسب الصفوي بعد المحقق الكركي، وكان
من القائلين بوجوب الجمعة في زمن الغيبة عينا والمواظبين على اقامتها في ديار العجم
ولا سيما في خراسان. قال: وقد ترجمه المولى مظفر علي تلميذ الشيخ البهائي في رسالة
بالفارسية، قال ما معناه: وكان هذا الشيخ في زمانه من العلماء المشاهير والفقهاء
النحاربر، وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقق مطالب الاصول والفروع لدى الاساتيذ
من شركاء شيخنا الشهيد الثاني ومعاصريه، ولم يكن له قدس سره في علم الحديث والتفسير
والفقه والرياضى عديل في عصره، وله فيها مصنفات، منها: كتاب " دراية الحديث "،
ورسالة في " تحقيق القبلة "، وكتاب " الاربعين "، و " شرحه على القواعد " و " على
الالفية "، و " الرسالة الطهماسبية في بعض المسائل الفقهية "، ورسالتاه " الوسواسية
" و " الرضاعية " وله أيضا تعليقات كثيرة على كتب الرياضيات وغيرها وانشاءات فاخرة
جدا. وقد توجه في دولة الشاه طهماسب الصفوي مع كل أهل بيته وأتباعه إلى اصفهان
فأقام بها ثلاثة اعوام مستقلا بالافادة، وكان السلطان المبرور يومئذ بقزوين مستقر
السلطنة، فلما أطلع على خبر هذا الشيخ أرسل إليه بتحف وهدايا فاخرة يلتمس منه شخوصه
إليه إلى تلك البلدة، فقبل الشيخ واتصل بالسلطان وحظي منه بما لا مزيد عليه من
التكريم، وفوض إليه منصب شيخ الاسلام بقزوين واستمر عليه سبع سنين وهو فيها، وكان
يقيم بها إذ ذاك صلاة الجمعة أيضا من غير احتياط باعادة الظهر لقوله بعينيتها كما
هو مذهب شيخه الشهيد، صار ذلك المنصب له بأرض المشهد الرضوي على مشرفه السلام
وانتقل إليها وأقام
________________________________________
[ 185 ]
بها برهة إلى أن صدر الامر بتوجهه إلى هراة المحروسة لارشاد أهلها
الاجانب في ذلك اليوم عن رسوم الامامية اكثر من هذا اليوم، وروعي من قبل السلطان
بثلاث قرى من مزارعها المعمورة. وورد أمر السلطان إلى وزير خراسان أن يحضر ولده
الملقب بخدابنده كل يوم من الجمعات إلى جامعها الكبير لسماع الفقه والحديث من الشيخ
الموصوف وأن ينقاد إلى جميع حكوماته وفتاواه، لان لا يجسر بعد ذلك أحد على مخالفته.
فكان بها أيضا كذلك نحوا من ثمان سنين، ثم توجه إلى قزوين ثانية الحال لتحصيل
الرخصة من الحضرة السلطانية لنفسه وولده البهائي على سفر حج بيت الله الحرام، فلم
يأذن السلطان الا له في ذلك وأمر شيخنا البهائي أن يقوم مقامه هناك مشغولا بالافاضة
والتدريس. واتفق أن استحسن الشيخ حسين حين المراجعة بلاد البحرين، فأقام بها وكتب
إلى ولده المذكور يستدعي انتهاءه إليه بمثل هذا المقال في جملة ما كتبه " فيا ولدي
لو كنت تطلب شيئا لدنياك فاعمد بلاد الهند وان حاولت الاخرة فالحق بنا إلى هذا
المقام وان لم ترد شيئا منهما فلازم العجم ولا تبرح ". وكان هناك أيضا مشغولا
بترويج المذهب واحياء العلوم إلى زمان ورود قاصد الاجل المحتوم، فأجابه مرحوما ودفن
في تلك البقاع المقدسة في مزار له يطلب إلى الان عنده الحاجات ويقصد من كل جانب
إليه لنيل الطلبات. انتهى كلام صاحب رياض العلماء. وقال نظام الدين الساوجي في نظام
الاقوال: الحسين بن عبد الصمد بن محمد الجبعي الحارثي الهمداني، العالم الاوحد صاحب
النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية، والد شيخنا وأستادنا ومن إليه في
العلوم استنادنا دام
________________________________________
[ 186 ]
ظله البهي، من جملة مشايخنا قدس الله سره وروحه الشريف، كان عالما فاضلا
مطلعا على التواريخ ماهرا في اللغات مستحضر للنوادر والامثال، وكان من جدد قراءة
كتب الحديث ببلاد العجم، له مؤلفات جليلة ورسلات جميلة، منها " شرح القواعد " و "
حاشية الارشاد " عاقه عن اتمامها عوائق الدهر الخوان، ومنها " شرح الالفية " لم
يعمل مثله، ومنها " وصول الاخيار إلى أصول الاخبار " وغيرها مما صنف وألف. ولد أول
محرم الحرام سنة ثمان عشرة وتسعمائة، وانتقل إلى جوار رحمة الله ثامن ربيع الاول
سنة أربع وثمانين وتسعمائة، ودفن في البحرين طيب الله مضجعه. روى عنه شيخنا مد ظله
البهي، وهو يروي عن شيخيه الجليلين السيد حسن بن جعفر الكركي والشهيد الثاني. قدس
الله أرواحهم. (146) الشيخ عز الدين حسين بن عبد العالي الكركي العاملي، والد الشيخ
علي بن عبد العالي المشهور كان " قده " من أكابر العلماء، ويروي عنه علي بن هلال
الجزائري استاد ابنه 1) الشيخ علي المذكور، وهو يروي عن أحد ولدي الشهيد. ووصفه
الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي في اجازته للسيد ابن شدقم المدني عند ذكره لولده
الشيخ علي المذكور هكذا " أبو الحسن علي ابن الفقيه العارف عز الدين الحسين ابن
المقدس المرحوم عبد العالي " انتهى ملخصا من رياض العلماء. 2).
________________________________________
1) في الرياض " استاد سبطه "، والصحيح ما هنا. 2) رياض العلماء 2 / 121.
________________________________________
[ 187 ]
(147) الشيخ عز الدين أبو عبد الله الحسين بن علي العاملي عالم عامل
فاضل محدث كامل، قرأ على الشهيد محمد بن مكي وله منه اجازة وصفه فيها ب " الشيخ
الفقيه العالم الكامل أبو عبد الله الحسين بن علي العاملي ". وتاريخ الاجازة في
شعبان سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وهي اجازة له ولجماعة ممن شاركه في قراءة علل
الشرائع على الشهيد، وقد وجدها بخط الشهيد صاحب رياض العلماء. (148) الشيخ حسين بن
علي بن حسام الدين العاملي العيناثي 1) عالم عامل فاضل فقيه محدث كامل، من الشيوخ
المرجوع إليهم في الروايات، رأيت له اجازة كتبها للسيد الاجل السيد حسين بن السيد
مرتضى الحسينى رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، يروي فيها عن الشيخ ابى
طالب الدراني عن أبيه عن الشيخ الشهيد محمد بن مكي مصنف كتاب البيان الذي كتب
الاجازة في ظهره، ويروي أيضا عن أخيه الشيخ ظهير الدين عن أبيه الشيخ زين الدين
(علي بن الحسام الراوى عن أخيه) 2) جعفر بن الحسام عن السيد حسن بن نجم الدين عن
الشيخ الشهيد محمد بن مكي، ويروي أيضا الدروس بالخصوص عن أخيه المذكور عن الشيخ
سليمان العيناثي عن الشيخ شمس الدين مجاهد عن المصنف، ويروي أيضا عن الشيخ عز الدين
________________________________________
1) يذكر هذا في كتب التراجم بعناوين مختلفة. انظر اعيان الشيعة 6 / 97.
2) الزيادة من الذريعة 1 / 187.
________________________________________
[ 188 ]
ابن فضل عن الشيخ زين الدين الزاهد عن فخر المحققين ابن العلامة. ويروي
الشيخ حسين أيضا عن الشيخ ابى طالب الدراني عن الشيخ الشهيد بلا واسطة أبيه. وذكره
في رياض العلماء فقال: ورأيت في بعض المواضع نسخة من حاشية الشيخ عز الدين حسين
العاملي على ألفية الشيخ الشهيد قدس سره وأظن اتحاده بهذا الشيخ - الخ. فلاحظ 1).
(149) الشيخ حسين بن علي الكركي العاملي الجبعي كان من علماء العصر وفقهاء الوقت،
عالم فاضل أديب شاعر، تلمذ على شيخنا العلامة الشيخ مرتضى الانصاري وصار من أفاضل
تلامذته، وبعد مدة من وفاة الشيخ جاور بلد الكاظمين، ومنها سافر إلى ايران ووصل
بتبريز وطهران، ثم رجع إلى بلد الكاظمين ومات بها فجأة سنة 1299 ودفن في أحدى حجرات
الصحن الشريف الشرقية. وله أولاد أدباء سكن أحدهم بتبريز والاخر باق في بلد
الكاظمين. وكم بذل أهل بلاد الشيخ حسين الكركي للرجوع إليهم فلم يقبل الرواح إلى
تلك البلاد لشدة أنسه بالعراق. (150) الشيخ حسين بن الشيخ علي محفوظ العاملي، نزيل
بلد الكاظمين كان من العلماء المبرزين المتفق على عدالته وزهده وورعه وتقواه، يصلي
________________________________________
1) أنظر رياض العلماء 2 / 60.
________________________________________
[ 189 ]
بالناس جماعة ويهديهم إلى الطاعة. ذكره السيد محمد بن معصوم في تلامذة
السيد العلامة السيد عبد الله شبر، قال: ومنهم العالم الفاضل والفقيه الكامل أفضل
أهل زمانه على الاطلاق التقي النقي والمولى الصفي شيخنا ومولانا الشيخ حسين محفوظ.
انتهى. والظاهر أن عمدة اشتغاله كان على السيد المحقق السيد محسن الاعرجي الكاظمي.
وحدثني جماعة من الشيوخ عن فضله وزهده واجتهاده، حتى كانوا يقولون: ان من حسنات هذا
العصر الحسينين الشيخ حسين نجف والشيخ حسين محفوظ. وكان صهر جدنا السيد صالح، زوجه
بنته العلوية رحمة عمة والدي. وكان له خمسة أولاد، ثلاثة منهم علماء أفاضل، وهم
الشيخ محمد والشيخ علي والشيخ كاظم. توفي الشيخ حسين رحمه الله سنة بضع وستين
ومائتين بعد الالف من الهجرة في بلد الكاظمين. (151) الشيخ حسين بن الشيخ علي مغنية
العاملي عالم عامل فاضل كامل، قرأ في النجف على جماعة من العلماء والمعاصرين وتقدم
على أقرانه بالعلم والعمل ورجع إلى وطنه، وهو الان من العلماء المرجوع إليهم في
الاحكام، محمود السيرة طيب السريرة، تقي نقي لا يغمز عليه بشئ. كان والده من
العلماء الفضلاء المبرزين في النجف وفيها توفي، قدس الله سره، ويأتي ذكره في
العليين. وأمه بنت السيد الجليل العالم الفاضل النحرير السيد كاظم بن السيد احمد
قشاقش العاملي النجفي الاتي ذكره.
________________________________________
[ 190 ]
وللشيخ حسين كتابات في الفقه والاصول لا يحضرني تفصيلها. لا يرد علينا
من البلاد أحد الا ويذكره بأحسن الذكر وأجمله، وهكذا كنت أتوسم به. زاد الله في
توفيقه. (152) الشيخ عز الدين حسين بن علي بن محمد بن سودون الشامي العاملي الميسي
فاضل عالم فقيه جليل، ورأيت في استراباد من مؤلفاته " حاشية على الرسالة الالفية "
للشيخ الشهيد، وكانت على النسخة خطه الشريف واجازته، وصرح بنسبه في تلك الاجازة كما
نقلناه، وهي حاشية حسنة بل شرح مشتمل على الاستدلال في المسائل، وكان في آخر النسخة
صورة خط المؤلف هكذا: فرغ العبد الفقير يوم الاثنين في العشر الاخير من جمادى
الاخرة، حسين بن علي بن سودون العاملي، سنة أربع وسبعين وتسعمائة، انتهى - قاله في
رياض العلماء 1). (153) السيد حسين بن السيد محمد صاحب المدارك قدس سره من أعلام
أسرتنا وفقهاء أهل البيت عليهم السلام، ذكره في الاصل 2) وذكره في الروضات في آخر
ترجمة أبيه 3)، وذكر أن له " حاشية على ألفية الشهيد " وأنه توفي سنة تسع وستين بعد
الالف ألحقه الله بدرجة آبائه الطاهرين
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 164. 2) امل الامل 1 / 79. 3) روضات الجنات 7 / 55،
عن لؤلؤة البحرين ص 51.
________________________________________
[ 191 ]
انه أرحم الراحمين. (154) الشيخ حسين بن شمس الدين محمد بن الحر العاملي
ابن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي رأيت له اجازة من المحقق الشيخ علي بن عبد العالي
الكركي أثنى عليه بالفضل والعلم، وقد أخرجها العلامة المجلسي في اجازات البحار 1).
والعجب من مؤلف الاصل كيف غفل عن ذكره وهو من أجلاء سلفه. (155) الشيخ حسين بن
الشيخ محيى الدين بن الشيخ عبد اللطيف الجامعي العاملي ذكره في الاصل ولم يزد على
قوله: فاضل عالم فقيه معاصر، يروي عن أبيه عن جده عن شيخنا البهائي، له " شرح قواعد
العلامة " وكتاب في " الفقه " وكتاب في " الطب " و " ديوان شعر ". انتهى 2). ورأيت
صورة اجازة السيد نعمة الله الجزائري له وصفه فيها ب " العالم الرباني والمحقق
الثاني عمدة المجتهدين وأدق المدققين وخليفة خليفة رب العالمين ". ثم قال: تذاكرنا
معه في جملة من العلوم العقلية والنقلية فوجدناه بحرا لا ينزفه النازفون ومحققا لا
يصل إلى بعض تحقيقه الا العالمون العاملون، فاستجزناه فيما رواه عن آبائه وأجداده
فأجازني واشار إلى داعيه الحقيقي باجازة
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 54. 2) امل الامل 1 / 80.
________________________________________
[ 192 ]
ما صح لي روايته - الخ. وتاريخها ثاني ربيع المولود سنة 1 1090). وله
عدة أولاد علماء، منهم الشيخ حسن والشيخ محيى الدين والشيخ علي المذكورين في هذا
الكتاب. (156) الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين بن الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين
بن الشيخ عبد اللطيف بن علي بن احمد بن ابى جامع العاملي الحارثي، من علماء آل ابى
جامع وصفه الشيخ جواد محيى الدين بالعلم والفضل، قال: ولم أقف على اكثر من ذلك من
أحواله وآثاره. وله ولد اسمه الشيخ علي يأتي ذكره. (157) الشيخ حسين بن مسلم
العاملي رأيت عبادات الكافي بخطه كتبه لنفسه سنة 1198، فيعلم أنه من العلماء وأهل
العلم بالفقه والحديث. (158) الشيخ شرف الدين حسين بن نصير الدين موسى بن العود
العاملي في الرياض: فاضل عالم فقيه، من تلامذة الشيخ محمد بن موسى بن الحسين بن
العود، ويروي عنه بالاجازة التى كتبها له سادس عشر شهر رجب
________________________________________
1) صورة هذه الاجازة مذكورة في اعيان الشيعة 6 / 170.
________________________________________
[ 193 ]
سنة احدى وستين وسبعمائة. قال: لا يبعد أن يكون هذا الشيخ من أجداد ابن
العودي المعروف 1)، أعني تلميذ الشهيد الثاني. ثم الظاهر منه أن المجيز والمجاز له
ابنا عم 2)، وأن والد المجاز له أيضا من العلماء، فيكون هؤلاء من جبل عامل 3).
انتهى فلاحظ 4). (159) السيد حيدر القشاقشي الحسينى العاملي من علماء عصر ابراهيم
باشا، ذكره بعض علماء جبل عامل في المتأخرين عن صاحب الاصل. (160) السيد حيدر مرتضى
العاملي 5)، اخ السيد جواد المتقدم ذكره
________________________________________
1) صورت في رحلتي إلى بريطانيا في صيف عام 1405 من مكتبة بادليان
بأكسفورد مجموعة ناردة كتبها احمد بن الحسين بن ابى القاسم بن العودى سنة 742، فيها
رسائل من آل العودى يظهر منها انهم بيت علم وفضل وكمال، ومن الرسائل رسالة في "
اصول الدين " ورسالة " رد رسالة اثبات المعدوم " التي كتبها المحقق الحلي، وهما
للشيخ شرف الدين المترجم أعلاه. 2) الصحيح انهما اخوان، لان كلا منهما ابن موسى. 3)
الصحيح انهم اسديون من الحلة ولا علاقة لهم بجبل عامل الا تتلمذ ابن العودى على
الشهيد وهذا لا يدل على أنه عاملي الاصل. 4) رياض العلماء 2 / 182 و 6 / 31. 5) هو
السيد حيدر بن الحسين آل المرتضى العاملي العيثاوى.
________________________________________
[ 194 ]
جاءا إلى النجف واختصا بتلمذة المرحوم الشيخ موسى شرارة العاملي، ثم حضر
على علماء ذلك العصر. كان السيد حيدر سيدا جليلا برا تقيا سكونا حييا حسن الخلق
فاضلا مجدا في الاشتغال، حضر في الفقه والاصول الخارج مدة من الزمان، ورجع إلى
بلاده في العشرة الاخير من المائة الثالثة عشر، وهو الان على ما ينبغي في قرية
عيثا، ينفع المؤمنين وينتفع به أهل الدين. كثر الله في الاشراف أمثاله 1). (161)
السيد حيدر نور الدين الموسوي العاملي عالم عامل فاضل جليل عابد زاهد. كان من علماء
أول القرن الثاني عشر ومسكنه النبطية، وكان من المراجع لاهل تلك النواحي، هو والسيد
الاجل العامل الفاضل السيد حسين نور الدين في النبطية، ولهما أولاد وأحفاد علماء
إلى اليوم، أعرف منهم المرحوم السيد محمد نور الدين وأخوه السيد المرحوم السيد مهدي
نور الدين المتوفى في النجف، واليوم خلف السلف السيد الاجل السيد عبد الحسين نور
الدين في النبطية الفوقا. (162) الشيخ حيدر العاملي الهرملي 2) من العلماء الصالحين
والفقهاء العاملين، جليل القدر عظيم الشأن، حتى ان الامير سلطان الحرفوشي أوصى أن
يدفن عند رجليه، لما هو اشتهر وتحقق
________________________________________
1) توفى سنة 1336 أثناء الحرب العامة الاولى. انظر اعيان الشيعة 6 /
266. 2) هو من آل المحفوظ العامليين المعروفين.
________________________________________
[ 195 ]
ورآه بعينه من واقعة انهدام قبر الشيخ بعد سنين من دفنه فرؤي جسده طريا
ووجه مضي وكريمته شقراء لم يبل منه شئ. فالرجل من أوليا الله الصالحين، وقبره معروف
في قرية العين من أعمال بعلبك. ويحكى أن له مناظرة مع بعض المخالفين بطريق مكة، كتب
الشيخ اسم أمير المؤمنين وصي رسول الله بلا فصل، وكتب المخالف على ورقة (..) فكل
ناول القرد التي كانت هناك، فوضع القرد الاول على رأسه (..)، فظهرت حجة الشيخ وأفحم
الخصم. ولهذا الشيخ حفيد، وهو الشيخ حيدر بن زين بن حيدر، كان من العلماء الافاضل
والفقهاء الاكارم، تلمذ على الشيخ الجليل العلامة الشيخ عبد الله نعمة الجبعي،
وتوفي سنة نيف وثمانين ومائتين بعد الالف. (163) السيد حيدر العاملي، نزيل المشهد
الرضوي ذكره السيد عبد الله الجزائري، قال: كان فاضل محدثا متبحرا في الاحاديث،
رأيته في المشهد سنة ست وأربعين بعد المائة والالف، ثم في آذربيجان لما أحضرنا هناك
سنة 1148، ثم مرة أخرى سنة 1168، يروي عن المولى رفيع الدين الجيلاني المتوفى عشر
الستين بعد المائة والالف وغيره، وكان خليفة المولى بعد وفاته في صلاة الجمعة
وغيرها من الامور المرجوعة إليه. وذكره في اللؤلؤة عند ذكره لاستاذه المولى رفيع
الدين وأثنى عليه ثناءا بليغا عظيما 1).
________________________________________
1) لم نجد في لؤلؤة البحرين.
________________________________________
[ 196 ]
(164) السيد حيدر بن علي نور الدين، أخو جدنا السيد زين العابدين كان
عالما فاضلا فقيها متكلما محدثا حافظا ضابطا ثبتا صدوقا حجة عظيم الشأن رفيع
المنزلة، يروي عن أبيه وعن جده لامه الشيخ نجيب الدين. وله كتاب أسمه " الكشكول "
ينقل عنه ابن أخيه السيد محمد شرف الدين، ورأيت له " شرح خلاصة الحساب البهائية
مزجا بخطه الشريف. وله ثلاثة أولاد علماء: السيد كمال الدين، والسيد مرتضى، والسيد
علي. رحمهم الله. وقد ذكر في الاصل باختصار 1). فلاحظ. (156) السيد حيدر بن السيد
حيدر الحسينى العاملي الشقراوي رأيت على ظهر كتب الانساب خطه الشريف، وأنه كان في
النجف سنة ثمان وثمانين ومائة بعد الالف وعليه مهره وصورته " الواثق بالله الغني
عبده حيدر الحسينى ". ورأيت كتابة بعضهم على الهامش يثني عليه ب " السيد السند
العالم الجليل ". فلاحظ. (166) الشيخ حيدر بن محمد الزين الصيداوي العاملي من أجلة
علماء عصره وفقهاء زمانه، من المعاصرين لشيخ الطائفة الشيخ
________________________________________
1) امل الامل 1 / 81.
________________________________________
[ 197 ]
جعفر كاشف الغطاء، ورأيت شهادتهما في صدر وقفية بستان من بساتين بلد
الكاظمين. وبيت الزين بيت كبير بصيدا. (167) الشيخ حيدر بن الشيخ محيى الدين بن
الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ نور الدين علي بن الشيخ شهاب الدين احمد بن ابى جامع
العاملي عالم جليل وفاضل نبيل وفقيه وحيد، من العلماء الاجلاء في عصره، وكان وحيدا
في اكثر العلوم الاسلامية. وله الرواية عن آبائه، كان يروي عن أبيه عن أبيه عن أبيه
عن أبيه عن المحقق الكركي، وكل آبائه علماء أجلاء مذكورون في الاصل ذوو تصانيف
شهيرة. لهم أعقاب وذرية في النجف، والعلم باق في بيتهم لم ينقطع من زمن المحقق
الكركي إلى الان، يعرفون الان بآل محيى الدين، أذكر في هذا الكتاب الكثير منهم
انشاء الله تعالى. وأول من جاء من جبل عامل جدهم الشيخ احمد بن ابى جامع المتقدم
ذكره، وينتهى نسبهم إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام.
________________________________________
[ 198 ]
باب الخاء المعجمة (168) الشيخ خليل البعلبكي اليحفوفي الصغير فاضل عالم
عادل عالي الفهم جيد التحصيل، هاجر إلى النجف وقرأ على علمائها وحصل، مدحه عندي
جماعة بالفضل والجد وعلو الفهم، رجع إلى بلاده. سلمه الله تعالى. (169) الشيخ خليل
البعلبكي الكبير اليحفوفي كان في النجف من المهاجرين إليها في طلب العلم، كان من
الفقهاء. سلمه الله. وهو الان من فقهاء بلده، هو وسميه الصغير المتقدم ذكره.
________________________________________
[ 199 ]
(170) الشيخ خليل العميري النحلي من قرية تسمى " نحلة "، هاجر لطلب
العلم مع أخويه المرحوم الشيخ محمد امين والشيخ محمد علي، وبقوا مدة حتى فرغوا من
السطوح، فرجع الشيخ خليل وتوفي الشيخ محمد امين، وبقي الشيخ خليل مدة بالهرمل، ثم
عاد إلى العراق وتفقه ورجع بعد مدة. توفي في هذه الاوقات القريبه. وله ولد مشتغل في
النجف نعم الخلف له. سمعت انهم ينسبون إلى عمار ابن ياسر. والله أعلم. (171) الشيخ
خير الدين الحفيد العاملي كان حفيد الشيخ خير الدين الاتي ذكره، وكان ممن سكن
طهران، وهو من علماء عصر المجلسي. قال في رياض العلماء في ترجمة جده الشيخ خير
الدين بن عبد الرزاق ما لفظه: وللشيخ خير الدين أولاد وأحفاد، وهم الان موجودون
يسكنون في بلدة طهران، ومنهم الشيخ خير الدين المعاصر لنا، وهو أيضا رجل صالح فاضل
خبير لا بأس به. انتهى 1). قلت: وهذه السلسلة الجليلة إلى الان بطهران لهم رتبة شيخ
الاسلام، فيهم علماء فضلاء، قد استجاب الله عزوجل دعاء جدهم الشهيد الاول فيهم حيث
قال في بعض اجازاته لاولاده: وقد أجزت روايتها ورواية جميع ما صنفت
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 260.
________________________________________
[ 200 ]
وألفت ورويت لاولادي الثلاثة أسأل الله جل جلاله أن يصلي على محمد وآله
وأن يبلغني فيهم أملي من كل خير وان يجعلهم أولياء الله مطعين له وأن يجعل لهم ذرية
صالحة عاملين انه أرحم الراحمين. (172) الشيخ خير الدين بن عبد الرزاق بن مكي بن
عبد الرزاق بن ضياء الدين ابن الشيخ السعيد ابى عبد الله الشهيد محمد بن مكي
العاملي ثم الشيرازي، من جملة أحفاد شيخنا الشهيد فاضل عالم فقيه متكلم محقق مدقق
جامع لجميع العلوم الرسمية، من المعاصرين للشيخ البهائي العاملي، سكن شيراز من أرض
فارس. ولما ألف البهائي حبل المتين أرسله إليه ليطالع فيه ويستحسنه، وكان يعتقد
فضله، ولما طالعه كتب عليه تعليقات وحواشي وتحقيقات، بل ومناقشات أيضا. وله أولاد
وأحفاد يسكنون بطهران الري. وله مؤلفات في علمي الفقه والرياضى وغيرهما، ورأيت في
بلاد سجستان رسالة طويلة الذيل في علم الحساب له تاريخ كتابتها سنة احدى وستين بعد
الالف - قاله في رياض العلماء 1). وقد تقدمت ترجمة حفيده وسميه قبل ترجمته.
فراجعها.
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 260.
________________________________________
(Dokumen-ABNS)
Posting Komentar