Pesan Rahbar

Sekilas Doa Arafah Imam Husain as dan Doa Arafah Imam Husain as

Doa Arafah (Bahasa Arab: دعاء العرفة ) adalah diantara doa-doa Syiah yang menurut riwayat dibaca oleh Imam Husain as pada hari ke-9 Dzul...

Home » » Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 3B

Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 3B

Written By Unknown on Sabtu, 03 Maret 2018 | Maret 03, 2018


[ 201 ]
باب الدال المهملة (173) الشيخ الجليل كمال الدين درويش محمد العاملي ابن الشيخ حسن العاملي قال في رياض العلماء: المولى كمال الدين درويش محمد بن الشيخ حسن العاملي ثم النطنزي ثم الاصفهاني، من أكابر ثقات العلماء، ويروي عن الشيخ علي الكركي، ويروي عنه جماعة من الفضلاء 1). أقول: وهو عالم فاضل فقيه محدث كبير، من أجلاء تلامذة المحقق الكركي، وله منه اجازة مفصلة، وهو جد التقي العلامة المجلسي لامه. قال في مقدمة شرحه على الفقيه: وأروي عن شيخ علماء الزمان في زمانه الشريف جدي مولانا درويش محمد الاصفهاني النطنزي العاملي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي 2).
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 271. 2) لم نجده في مقدمة روضة المتقين.
________________________________________
[ 202 ]
وقال في رياض العلماء: كان من أكابر ثقات العلماء، ويروي عن الشيخ علي الكركي، ويروي عنه جماعة من الفضلاء، منهم المولى محمد تقي المجلسي والد الاستاد الاستناد قدس سره، ومنهم الشيخ عبد الله بن جابر العاملي، ومنهم القاضي أبو الشرف الاصفهاني كما يظهر من آخر وسائل الشيعة للشيخ الحر المعاصر 1). وقد كان جد والد الاستاد من قبل أمه، قال في بحث اسناد دعاء الصباح والمساء لعلي عليه السلام في المجلد الثاني من كتاب بحار الانوار هكذا: هذا الدعاء من الادعية المشهورة ولم أجده في الكتب المعتبرة الا في مصباح السيد ابن باقي " ره "، ووجدت منه نسخة قرأها المولى الفاضل مولانا درويش محمد الاصفهاني جد والدي من قبل أمه رحمة الله عليهما على العلامة مروج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه فأجازه، وهذه صورتها " الحمد لله، قرأ علي هذا الدعاء والذي قبله عمدة الفضلاء الاخيار والصلحاء الابرار مولانا كمال الدين درويش محمد الاصفهاني بلغه الله ذروة الاماني قراءة تصحيح، كتبه (الفقير) علي بن عبد العالي سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، حامدا " مصليا " 2) انتهى. وقال في بعض اجازاته لبعض السادة من تلامذته: ومنها ما أجازني الشيخ الصالح المرتضى عبد الله بن جابر العاملي ابن عمة والدة والدي عن جد والدي من قبل أمه العالم الثقة الفقيه المحدث كمال الدين مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي طيب الله أرماسهم عن الشيخ علي الكركي 3).
________________________________________
1) انظر وسائل الشيعة 20 / 52. 2) انظر نص الاجازة في البحار 108 / 84. 3) بحار الانوار 110 / 160.
________________________________________
[ 203 ]
وقال السيد المير محمد حسين الخاتون آبادي سبط العلامة المجلسي في مناقب الفضلاء: كانت أم المولى محمد تقي بنتا للمولى كمال الدين، وهذا المولى كمال الدين من أهل العبادة والزهادة، وهو مدفون في نطنز وعليه قبة معروفة. وقال المحدث البحراني في اجازته للسيد بحر العلوم: ان المولى درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي أول من نشر الحديث في دولة الصوفية باصفهان. وقال الميرزا احمد في مرآة الاحوال: المولى درويش محمد الاصفهاني. كان فاضلا عالما مقدسا كاملا، من تلامذة أفضل المتأخرين وترجمان المتقدمين العالم الصمداني زين الدين المدعو بالشهيد الثاني. أقول: وكونه من تلامذته لا ينافي روايته عن المحقق الكركي، فان بين وفاتيهما تسع وعشرين سنة، كما نص عليه وعلى جميع ما ذكرنا في هذه الترجمة العلامة النوري في رسالة الفيض القدسي في ترجمة المجلسي 1).
________________________________________
1) الفيض القدسي 106 - 108، وهو مطبوع مع البحار ج 105.
________________________________________
[ 204 ]
باب الراء (174) الشيخ ربيع النباطي العاملي، نزيل مكة ذكره المحبى من علماء الجمهور صاحب خلاصة الاثر في أعيان القرن الحادي عشر 1). كان من عظماء العلماء السالكين منهج الرشاد، وهو من المشاهير في ذلك القطر بعلو القدر في العلم والعبادة، ومدحه كبار الفضلاء وأثنوا عليه، وأخذ عنه جماعة كثيرون، وكان موصوفا بالسخاء والمكارم، وكانت وفاته سنة اثنتين بعد الالف. ورثاه جماعة، منهم شهاب الدين احمد الخفاجي، فانه رثاه مؤرخا وفاته بقوله:
________________________________________
1) خلاصة الاثر 2 / 159.
________________________________________
[ 205 ]
صاح هل نافع وهل عاصم من * نشر وجد أمسى بطي الضلوع غير صبر قد مر إذ مر من كا * ن ربيعا لكل غيث مريع كامل وافر رمانا زمان * فيه بالبعد بعد فقد سريع وهو بر في المكارم بحر * من أصول تزهو بخلق بديع (قد فقدنا فيه اصطبارا فأرخ * كل صبر محرم في ربيع) 1) قال الشيخ العلامة أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني مؤرخا أيضا: صبري تناقص لازدياد دموعي * مما حوته من الفراق ظلوعي ذهب الذي كنا له جمعا به * وفراق جمعي قد أضر جميعي يا قلب ان لم تستطع صبرا فنى * رفقا بنا حل جسمي الموجوع وإذا ذكرت ربيع أيام مضت * أرخ بشوال فراق ربيع وكفى في جلالة صاحب الترجمة رثاء مثل الشيخ صاحب المعالم له. والعجب أن مثل هذا الشيخ أغفله صاحب الاصل وذكره صاحب خلاصة الاثر. (175) الشيخ رشيد العاملي فاضل محصل تقي نقي روحاني، هاجر من بلاده لتحصيل العلم وحصل وتكمل، وقد رأيته مرار في هذه الاواخر، حسن السمت، عليه آثار التقوى والصلاح. وفقه الله لمراضيه.
________________________________________
1) الزيادة من الخلاصة.
________________________________________
[ 206 ]
(176) الشيخ رشيد بن الشيخ طالب البلاغي العاملي أديب أريب شاعر لبيب عالم فاضل بالعربية حسن الانشاء جيد الخط حسن التحرير عارف بالنحو واللغة وسائر العلوم الادبية والتاريخ، جاء للزيارة في سنة 1280 تقريبا ورجع إلى بلاده وتوفي هناك. وكان أبوه من وجوه تلك البلاد وأجلاء العلماء في الفصاحة والبلاغة والتكلم وسائر المحاضرات الادبية حسبما سمعته من بعض أهل تلك البلاد. وبيت البلاغي من البيوت القديمة في العلم والجلالة، خرج منهم جماعة من العلماء الاجلاء كما يظهر من كتابنا هذا، منهم من هو في بلاد الجبل ومنهم من في العراق، وما أدري ما أصل هذه النسبة في هذا البيت. (177) السيد رضا بن السيد حسن الموسوي العاملي العيثيثي، نزيل بلد الكاظمين كان سيدا جليلا عالما ربانيا برا تقيا نقيا، من عباد الله الصالحين وأهل الورع والدين، له كرامات وبشارات ومكاشفات، حج بيت الله الحرام ورأى الحجة عجل الله فرجه وكلمه ولم يعرفه حتى فارقه، ولذلك حكاية طويلة، وماتت زوجته وتزوج بامرأة ذات أولاد كبار قريبة اليأس عمشة العين، فقال له بعض اخوانه: ما هذا العمل ليس عليك النساء بقحط وما وجه اقدامك على أخذ هذه المرأة ؟ فقال: ان لي ولدا اسمه علي يولد لي منها وأنا لا علاقة لي بها بعد ذلك، فولد منها السيد علي رحمة الله عليه ولم يكن له ولد سواه، وكان قد أضر مدة قبل موته. ما رأيت أحدا اكثر من هذا السيد ذكرا لصاحب الزمان،
________________________________________
[ 207 ]
وكان عنده سيفا اشتراه ليجاهد به. وكان مستجاب الدعوة مجرب النذر، وكان شديد الوطأة على الطائفة المحدثة المعروفة بالشيخية، وعمر عمرا طويلا، وتوفي في بلد الكاظمين سنة 1290، ودفن بداره والناس يزورون قبره ويتبركون به. وكان ابنه السيد علي من السادات الاجلاء، من أهل العلم والفضل، ذا وجاهة وجلالة يعامله الناس معاملة والده، توفي سنة 1320 ودفن مع والده في داره. رحمة الله عليهما. (178) الشيخ رضا بن الشيخ زين العابدين بن الشيخ بهاء الدين الشهيدي العاملي، ينتهي نسبه إلى الشهيد الاول قدس سره 1) عالم وابن عالم، من أعيان علماء النجف في عصره. حدثني والدي العلامة عن فضله وعلمه في الفقه والاصول. كان سبط السيد صاحب مفتاح الكرامة من ابنته، وكان من تلامذة السيد أيضا. وتلامذة السيد عبد الله شبر الكاظمي. وكان يدرس في الفقه والاصول، وله الرواية بالاجازة عن السيد عبد الله شبر. وله مصنفات، منها " شرحه على شرائع " المحقق.
________________________________________
1) انظر نسبه في الكرام البررة ص 552، ويبدو منه ان " الشهيدى " نسبة إلى شهيد الطف حبيب بن مظاهر الاسدي، لا الشهيد الاول كما ذكر في هذا الكتاب واعيان الشيعة.
________________________________________
[ 208 ]
ويروي عنه غير واحد من الفضلاء 1)، منهم ابنه الشيخ جواد المتقدم ذكره. (179) الشيخ رضي الدين بن الشيخ نور الدين علي بن الشيخ شهاب الدين احمد بن ابى جامع الحارثي الهمداني العاملي كان عالما فاضلا جليلا عظيم الشأن، سكن بعد وفاة والده في الحويزة ببلدة تستر، وتوجه في سنة خمس وعشرين والالف إلى زيارة الرضا عليه السلام. وأجازه صاحب المعالم، وله اجازات من جماعة من العلماء. وبعد الزيارة اتصل بالشاه عباس الصفوي فأرجع إليه القضاء وموقوفات خوزستان وعربستان بل وهمذان وسكن بها، ثم لما استولى الشاه عباس على بغداد استعفى الشيخ من مناصبه وجاء إلى النجف وسكنها حتى توفي بها ليلة العرفة سنة ثمان وأربعين بعد الالف. وكان عالما متبحرا في سائر العلوم، وينظم الشعر أيضا، وله أبيات يعاتب بها أخاه الشيخ عبد اللطيف نقلها الشيخ جواد محيى الدين في رسالته في ترجمة آل ابى جامع. (180) السيد رضي الدين بن السيد محمد بن حيدر بن نور الدين الموسوي العاملي المكي
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 8 / 9: توفى بمدراس من بلاد الهند سنة 1289 ودفن هناك. وفي الكرام البررة ص 554: توفى في النجف ليلة الخميس 11 من ذى الحجة سنة 1269، وقال ما ملخصه انه دفن في احدى حجرات الصحن العلوى.
________________________________________
[ 209 ]
ترجمه ابن عمه السيد عباس بن علي بن حيدر بن محمد في نزهة الجليس وقال: السيد النسيب، الشريف الحسيب، الاديب الاريب، المصقع المبين الخطيب، الذي بذكره ينشرح القلب ويطيب، العلم السامي الاكبر، الرئيس الكريم البر، السيد رضي الدين ابن العلامة الفهامة الحبر البحر السيد محمد حيدر، هو مقدم البلغاء المترجمين في هذه الرحلة، عالم عامل رحلة، تشد إلى جنابه الرحال وتزدحم على بابه الرجال، لتحصيل الفوائد وتنويل الصلات والعوائد، يسعى إليه كل ذي أمل إذا نادى مناديه بحي على خير العمل، كيف لا وهو فاضل أقرت له الفضائل بالوحدة، وذلك فضل الله يؤتيه عبده، وأديب تربى في حجر الاداب، ورضع لبان العقل والصواب، ونام في مهد البلاغة فأيقظ بفصاحة تحريره وتقريره قلوب الطلاب، وعلى كل حال فإليه في البلاغة المرجع والمآب. ونحرير ما سمعناه بمثله ولا رأينا، ورئيس كريم ينشد لسان حاله " ان آثارنا تدل علينا "، تفرد بالاريحية والفضل فما لجعفر لدى فضله وما الفضل. كان والده معدنا لكل فضل وافادة، وتاج الاماجد والسادة، وهو من بعده أخلفه وزيادة، على رغم كل حلاف حناث مشاء بنميم نفاث. وكانت ولادته عام ألف ومائة وثلاث، واسمه تاريخه كما لا يخفى على ذي عينين، ولكنه زاد في العدد اثنين فاستثناهما ولده رحمه الله بقوله: رضي الدين تاريخ * لعام فطامه الشرعي (وانه منطبق على سنة 1105) 1) وقال أيضا: رضي الدين تاريخ * بحذف اثنين من عدده له التصانيف الحالية، الفريدة الغالية، منها " تنضيد العقود السنية بتمهيد
________________________________________
1) الزيادة ليست في المصدر.
________________________________________
[ 210 ]
الدولة الحسنية " تاريخ جليل القدر جم الفوائد، وله شعر يزري بعقود الجواهر في أجياد الابكار الخرائد، بليغ الالفاظ لطيف المعاني، يطرب لسماعه الحسن ابن اهاني - إلى آخر ما قال 1). واسمه الاصلي محمد، يروي عنه السيد عبد الله الجزائري سبط السيد نعمة الله، قال: استجزته بمكة وكتب لي اجازة مبسوطة مشتملة على جميع طرقه وطرق أبيه وأساتيدهما، وقد ذهبت مني ولم أحفظ منها الا روايته عن والده عن العلامة محمد شفيع بن محمد علي الاسترابادي عن والده عن المولى محمد تقي المجلسي. قال: وكان رضي الدين مهذبا أديبا شاعرا فصيحا حسن السيرة مرجوعا إليه في أحكام الحج وغيره، وسمعت من والدي طاب ثراه يصف أباه السيد محمد بغاية الفضل والتحقيق وجودة الذهن واستقامة السليقة وكثرة التتبع لكتب الخاصة والعامة والتبحر في أحاديث الفريقين ويطري في الثناء عليه لما اجتمع معه بمكة، والذي وقفت عليه من مصنفاته في الكلام والفقه يدل على فضل غزير كثير. انتهى. ثم وقفت له على اجازة كتبها للسيد نصر الله المدرس الحائري وذكر في آخرها مصنفات والده ومصنفات نفسه، ومما عده لنفسه كتاب " الوسيط بين الموجز والبسيط " مقصور على الحج وما يتعلق به، وهو يقارب نصف كتاب الحج من المدارك مع فوائد زائدة عليه، وكتاب " نهج السداد في أحكام حج الافراد "، و " ومنسك صغير " كافل لجميع الاحتياطات، والحواشي على المدارك والمسالك والمفاتيح، وكتاب " تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسنية "، وكتاب " جاف ذوي الاشراف " و " نوادر لب اللباب "، وكتاب " الدلائل النهارية على المسائل الصحارية ".
________________________________________
1) انيس الجليس 1 / 186.
________________________________________
[ 211 ]
باب الزاء المعجمة (181) السيد زين الدين الحسينى الجزينى العاملي، ابن عم السيد علي الصائغ يظهر من ابن العودي في رسالته الموضوعة في احوال الشهيد الثاني أنه من العلماء الاجلاء وأنه من معاصريه، وذكر مناما رأى فيه السيد المرحوم السيد علي الصائغ أنه يعين بعض الاماكن في الجنة لمن يأتي من بعد، قال: فقلت له: من تعين ؟ فذكر السيد زين الدين ابن عمه وآخرين 1). سيأتي ترجمة السيد علي الصائغ. (182) الشيخ زين الدين بن فخر الدين علي بن احمد العاملي وصفه الشيخ شرف الدين بن ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن الحسن
________________________________________
1) بغية المريد، المطبوع مع الدر المنثور 2 / 197.
________________________________________
[ 212 ]
ابن زين الدين المذكور في بعض الاجازات ب‍ " زبدة العلماء " وب‍ " الزاهد العابد الراكع الساجد قمر المتقين وشمس المقربين "، وأنه يروي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي العاملي، وأنه من ذرية الشهيد الاول محمد بن مكي قدس الله روحه. (183) الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ابن نور الدين علي بن احمد بن محمد ابن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن مشرف الجبعي العاملي ذكره في الاصل 2). تولد 3) رحمه الله ثالث عشر شوال سنة احدى عشرة وتسعمائة، وختم القرآن وعمره تسع سنين، وقرأ على والده العلوم العربية وبعض الفقه، وكان قد جعل له راتبا من الدراهم بأزاء ما كان يحفظه من العلم للتشويق والرغبة، حتى توفي سنة خمس وعشرين وتسعمائة وعمره إذ ذاك أربعة عشر سنة. فارتحل إلى ميس ولازم الفاضل الميسي علي بن عبد العالي، وقرأ عليه كتاب الشرائع والارشاد وأكثر القواعد. ثم ارتحل إلى كرك (نوح) ولازم السيد الاجل الحسن بن جعفر الكركي، وقرأ عليه قواعد الشيخ ميثم والتهذيب والعمدة وهما في أصول الفقه لاستاذه السيد المذكور، وقرأ عليه الكافية في النحو وغير ذلك.
________________________________________
1) امل الامل 1 / 85 - 91. 2) هذه الترجمة ملخصة مما جاء في رسالة " بغية المريد في الكشف عن احوال الشيخ زين الدين الشهيد " لابن العودى، وما استدرك عليه الشيخ على بن محمد بن الحسن ابن زين الدين العاملي في كتابه الدر المنثور. انظر 2 / 149 - 198.
________________________________________
[ 213 ]
ثم ارتحل إلى جبع سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وأخذ في مطالعة العلوم والتدريس إلى سنة سبع وثلاثين (وتسعمائة)، فرحل إلى دمشق وقرأ بعض كتب الطب والهيئة على محمد بن مكي وبعض حكمة الاشراق، وقرأ الشاطبية على احمد بن جابر. حتى إذا كانت (سنة) ثمان وثلاثين رجع إلى جبع، ومنها رحل إلى مصر وجاء إلى الصالحية، وقرأ جملة من الصحيحين على ابن طولون. وتوجه إلى مصر منتصف ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ولما وصل منزله الرملة مضى إلى مسجدها المعروف بالجامع الابيض لزيارة الانبياء الذين في الغار وحده، فوجد الباب مقفولا، فوضع يده على القفل فجذبه فانفتح، فنزل إلى الغار فاشتغل بالصلاة والدعاء وحصل له اقبال بحيث ذهل عن انتقال القافلة وسيرها، وطال دعاؤه، ولما فرغ وخرج وجد القافلة قد ارتحلت ولم يبق أحد، فأخذ يمشي على الاثر حتى تعب، وإذا براكب لاحق به، فلما وصل إليه قال له: اركب خلفي، فأردفه ومضى كالبرق، فما كان الا قليلا حتى لحق بالقافلة فأنزله، فقال له: اذهب إلى رفقائك. وله أمثالها في تلك السفرة. ودخل مصر بعد شهرين من خروجه، وقرأ على ستة عشر شيخا من شيوخ مصر فنون كثيرة وأجازوه. ثم ارتحل إلى الحجاز في شوال سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، ولما تم الحج جاء إلى المدينة لزياره قبر النبي والائمة عليهم السلام، وكان النبي صلى الله عليه وآله قد أوعده في المنام بمصر بالخير، ونظم قصيدة خاطب بها النبي " ص ". ورجع إلى جبع سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلى العراق في
________________________________________
[ 214 ]
ربيع الاخر من السنة المذكورة وزار الائمة عليهم السلام ورجع في خامس شعبان من السنة المذكورة. وأقام في جبع إلى سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلى بيت المقدس في ذي الحجة واجتمع ببعض علمائها وقرأ عليهم بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازوه روايتهما بل ورواية عامة. ثم رجع إلى وطنه وأخذ بمطالعة العلوم ومذاكرتها، واستفرغ وسعه في الفقه إلى أواخر سنة احدى وخمسين وتسعمائة. وفي ذي الحجة من هذه السنة عزم على التوجه إلى اسلامبول، فرحل إلى دمشق ومنها لى حلب، دخلها سادس عشر محرم وخرج منها في صفر سنة 952، ودخل القسطنطينية في 12 ربيع الاول، فكتب رسالة في عشرة مباحث من عشرة علوم وأوصلها إلى قاضي عسكر محمد بن محمد بن قاضي زاده والسلطان حينئذ سليمان خان، فوقعت الرسالة منه موقعا حسنا وكان رجلا فاضلا، فأرسل القاضي الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره من تدريس المدرسة النورية ببعلبك التي وقفها السلطان نور الدين وعرضها على السلطان وكتب بما يراه وجعل له في كل شهر ما شرطه وأنفقها، واجتمع بصاحب معاهد التنصيص هناك. ورجع في رجب لاحد عشر يوم خلت منه، وتوجه إلى العراق وزار الائمة عليهم السلام، ورجع في صفر سنة 953 وأفام ببعلبك يدرس بالمذاهب الخمسة، واشتهر أمره وصار المرجع العام للانام. وبعد خمس سنين رجع إلى جبع بنية المفارقة، وصار يدرس ويصنف، فصنف أولا الروض وآخر ما صنف الروضة صنفها في ستة أشهر وستة أيام، وكان غالب الايام يكتب كراسة، وكان يكتب بغمرة واحدة في الدواة عشرين
________________________________________
[ 215 ]
أو ثلاثين سطرا، وخلف ألفي كتاب فيها مائتان كتاب كانت بخطه الشريف من مؤلفاته وغيرها. قال ابن العودي: وكان في غالب الزمان في الخوف الموجب لاتلاف النفس والتستر والاخفاء الذي لا يسع الانسان أن يفكر معه في مسألة، ومع ذلك برز له من المصنفات والابحاث والكتابات والتحقيقات والتعليقات ما هو ناش عن فكر صاف وغارف من بحار علم واف - الخ. ثم لما كانت سنة خمس وستين وتسعمائة - وهو في سن أربعة وخمسين - ترافع إليه رجلان فحكم لاحدهما على الاخر، فذهب المحكوم عليه إلى القاضي بصيدا واسمه معروف وكان الشيخ مشغولا بتأليف شرح اللمعة، فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه - وكان مقيما في كرم له منفردا عن البلد متفرغا للتأليف - فقال بعض أهل البلد: قد سافر عنا منذ مدة. قال: فخطر في بال الشيخ أن يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء، فسافر في محمل مغطى وكتب القاضي إلى السلطان أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الاربعة. فأرسل السلطان سليمان رستم باشا في طلب الشيخ وقال له: أئتني به حيا حتى اجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثون معه ويطلعون على مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي. فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة المشرفة، فذهب في طلبه، فاجتمع به في طريق مكة، فقال له: تكون معي حتى نحج بيت الله. فرضي بذلك، فلما فرغ من الحج سافر معه، فلما وصل رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال: هذا رجل من علماء الشيعة أريد أن أوصله إلى السلطان. فقال له: أوما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك، بل الرأي أن تقتله وتأخذ برأسه إلى السلطان.
________________________________________
[ 216 ]
فقتله في مكان من ساحل البحر، وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء وتصعد، فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة. وأخذ الرجل رأسه إلى السلطان، فأنكر عليه وقال: أمرتك أن تأتيني به حيا فقتلته. وسعى السيد عبد الرحيم العباسي صاحب معاهد التنصيص في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان. وفي رواية: ان القبض عليه كان في المسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر، فأخرجوه إلى بعض دور مكة وبقي هناك محبوسا شهرا وعشرة أيام، ثم سافروا به على طريق البحر إلى قسطنطنية وقتلوه بها في تلك السنة، وبقي مطروحا ثلاثة أيام ثم طرحوا جسده الشريف في البحر. وحدث الشيخ البهائي عن والده أنه دخل في صبيحة بعض الايام على الشهيد فوجده متفكرا، فسأله عن سبب تفكره فقال: يا أخي أظن أن اكون ثاني الشهيدين وفي رواية ثاني شيخنا الشهيد في الشهادة لاني رأيت البارحة في المنام أن السيد المرتضى علم الهدى عمل ضيافة جمع فيها جميع العلماء الامامية بأجمعهم في بيت، فلما دخلت عليهم قام السيد المرتضى ورحب بى فقال لي: يا فلان اجلس بجنب الشيخ الشهيد، فجلست بجنبه، فلما استوى بنا المجلس انتبهت، ومنامي هذا دليل ظاهر أني اكون تاليا له في الشهادة. وفي الدر المنثور: انه لما سافر السفر الاول إلى اسطنبول ووصل إلى المكان الذي قتل فيه تغير لونه، فسأله أصحابه عن ذلك فقال: يقتل في هذا المكان. رجل كبير أو قال عظيم الشأن، فقتل في ذلك المكان. قال: ووجدت بخط الشيخ المرحوم المبرور الشيخ حسين بن عبد الصمد رحمه الله بعد سؤاله، وصورة السؤال والجواب: سئل الشيخ حسين بن عبد الصمد: " ما يقول شيخ الاسلام فيما يروى عن الشيخ المرحوم المبرور الشهيد
________________________________________
[ 217 ]
الثاني أنه مر بموضع في اسلامبول ومولانا الشيخ سلمه الله معه فقال: يوشك أن يقتل في هذا الموضع رجل له شأن، أو قال شيئا قربيا من ذلك، ثم انه رحمه الله استشهد في ذلك الموضع، ولا ريب أن ذلك من كراماته رحمه الله وأسكنه جنان الخلد. نعم هكذا وقع منه قدس سره وكان الخطاب للفقير وبلغنا أنه استشهد في ذلك الموضع، وذلك ما كشف لنفسه الزكية، حشره الله مع الائمة الطاهرين عليهم السلام. كتبه حسين بن عبد الصمد الحارثي ثامن عشر ذي الحجة سنة 993 بمكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما ". وكذا نقله أيضا السيد نعمة الله الجزائري في كتاب المقامات، قال: وجدت بخط المرحوم الشيخ حسين - إلى آخر ما تقدم. وقد طبع كثير من مصنفاته مثل " الروض " و " الروضة " و " المسالك " و " المقاصد العلية " و " الفوائد الملية " و " كشف الريبة " و " مسكن الفؤاد " ورسالة " الجمعة " ومجموعة فيها عشرة رسائل من رسائله و " بداية الدراية " و " شرحه " و " تمهيد القواعد " ورسالة " الحث على صلاة الجمعة " ورسالة في " اجماعات الشيخ الذي خالفه بنفسه ". وله غير ما في الاصل رسالة " ما لا يسع المكلف جهله " و " الاقتصاد " و " الارشاد إلى طريق الاجتهاد في معرفة المبدأ والمعاد " و " أحكام الافعال " و " تخفيف العباد في بيان أحوال الاجتهاد " ورسالة في " قبلة الشامات " إلى مكة مختصرة. (184) الشيخ زين الدين 1) بن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني
________________________________________
1) صرح والده في آخر ترجمته في الدر المنثور أن اسمه الحسين.
________________________________________
[ 218 ]
ذكره في الاصل 1)، وذكر والده في الدر المنثور، قال: وكان مذ كان سنه نحو عشر سنين معتادا لقيام الليل ولصلاته ولتنبيه النائمين للصلاة، ويحيى جميع ليالي شهر رمضان بالعبادة والتلاوة والدعاء، ولا يشكو إلى أحد مع كثرة عياله وتقتيري عليه في الجملة في الخرج ليعتاد القناعة، وهذا مما إذا ذكرته كدت أذوب ندما وأسفا. كان ان جلس مع أحد لم يبتدئ بالكلام حياءا وحجابا، عمر نحو من اثنتين وعشرين سنة، وقرأ في هذه المدة القصيرة من الفقه علي رسالة الالفية والمختصر النافع والشرائع وكتبهما بخطه وشرح اللمعة، وكتب الحواشي التي كتبتها عليه مفردة ومدونة، ومن النحو شرح الاجرومية وشرح القطر وشرح ألفية ابن مالك وكتبهما بخطه، وقرأ مغني اللبيب على غيري، وقرأ علي من الحديث من لا يحضره الفقيه بتمامه وكتب الحواشي التي علقتها عليه، وسمع طرفا من التهذيب، وقرأ علي من الرجال الخلاصة وكتاب الدراية وكتبهما بخطه ومعالم الدين بعضها عندي وبعضها عند غيري وشرح الشمسية ومختصر التلخيص واكثر المطول وشرح التجريد وخلاصة الحساب ورسالة أخرى في الحساب وتشريح الافلاك وطرفا من شرح الجغميني في الهيئة، وقرأ اكثر التحرير لاقليدس وكتبه بخط حسن وكان يثبت أشكاله من أول أمره، وشرع في تفسير القاضي مع كتابته، وقرأ حاشية الخطائى. وكان إذا رأى شيئا هيأ أسباب علمه وعمله. ولما كان ابن نحو ثمان سنين سألني فقال: الولد قبل البلوغ يدخل الجنة ؟ قلت: نعم. فقال: ادع الله أن يميتني وأنا صغير لادخل الجنة. قلت له: والكبير إذا كان صالحا يدخل الجنة أيضا.
________________________________________
1) امل الامل 1 / 92.
________________________________________
[ 219 ]
ووصل إلى هذا السن ولم يجرأ أن يسألني في أثناء الدرس حياء، لكني كنت إذا رأيت وجهه منقبضا عند التقرير أراجع المسألة، فأرى أني قررتها على غير وجهها أو أنه لم يفهمها، فأعيد تقريرها على غير ذلك الوجه أو عليه مرة أخرى، فإذا فهمها تهلل وجهه. وكنت أضن أولا قلة كلامه عيا عن الكلام، حتى إذا شرع في قراءة الدرس أو مقابلة كان لسانه أمضى من السيف القاطع. لم أسمع منه غيبة لاحد، وكان يتألم مما يدخل الينا من وجوه المعاش. وإذا أردت أن أراه في ليالي شهر رمضان وسمع صوتي يرفع كتابه وقرآنه وسجادته، فإذا دخلت عليه أقول له: يا ولدي هذه ليالي عبادة وتلاوة وأنت تجلس هكذا. فينكس رأسه حياءا ولا يجبنى، ثم تخبرني زوجته بعد أنه هكذا يفعل. رزقه الله ولدا ذكر وتوفي وهو ابن أيام، وكنت أبكي عليه بكاءا كثيرا، وهو قليل البكاء يظهر عليه أثر الرضا بحكم الله. ووهبه الله سبحانه بعده ثلاث بنات، وكلما جاءت واحدة يظهر منه البشر ويسلي زوجته بأن ثوابنا صار اكثر. وان طالبت احدهن منه شيئا أو رآها محتاجة إليه قام مسرعا وذهب إلى السوق وأتى به. ولم يطلب مني ركوب دابة قط مع وجودها وعدم احتياجي إليها حياءا مني. ولم يطلب خرجه المقرر الا بالارسال مع جارية أو ولد صغير، وكنت إذا أوصيته أن لا يسرف يسكت، وان أجابنى يقول: أنت عندك عيال وعندي عيال فقس هذا على هذا. فأفعل فإذا هو أقل مما ذكر. وغير ذلك مما لو عددته من صفاته الحميدة لطال.
________________________________________
[ 220 ]
ولما آن أن ينتقل إلى جوار الله سبحانه ورضوانه ذكر لي أنه يريد زيارة الرضا عليه السلام، فقلت له: أنا لا أطيق مفارقتك وأنشاء الله أسافر معك في وقت آخر. فقال لي بعد هذا: قد تفألت في القرآن فظهرت هذه الاية " فلن أبرح الارض حتى يأذن لي ابى أو يحكم الله وهو خير الحاكمين " 1). فقلت له: أنا لا آذن لك في هذا الوقت. وبعد أيام قليلة توفي ونقل إلى المشهد المقدس. كان مولده في آخر ساعة نهار الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين بعد الالف، ووفاته في الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين بعد الالف 2). (185) الشيخ زين الدين بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني ذكره في الاصل 3)، وذكره أخوه في الدر المنثور 4) والسيد في السلافة 5) والمحبى في خلاصة الاثر 6). قال أخوه: كان فاضلا ذكيا وعالما لوذعيا وكاملا رضيا وعابدا تقيا، اشتغل
________________________________________
1) سورة يوسف: 80. 2) الدر المنثور 2 / 245 - 249. 3) امل الامل 1 / 92. 4) الدر المنثور 2 / 222 - 238. 5) سلافة العصر ص 308. 6) خلاصة الاثر 2 / 191.
________________________________________
[ 221 ]
في أول أمره في بلادنا على تلامذة أبيه وجده، ثم سافر إلى العراق في أوقات اقامة والده رحمه الله بها، وكان يتوقع من والد زيادة عما أظهر له من المحبة، وكان إذ ذاك في سن الشباب، فسافر إلى بلاد العجم، ولما قدمها أنزله المرحوم المبرور الشيخ بهاء الملة والدين العاملي قدس الله روحه في منزله واكرمه اكراما تاما، وبقي عنده مدة طويلة لا يحضرني ضبط مقدارها، وكان في تلك المدة مشتغلا عنده، قرأ عليه مصنفاته وغيرها، وكان يقرأ أيضا عند غيره من الفضلاء في تلك البلاد في العلوم الرياضية وغيرها. ولما أنتقل الشيخ بهاء الدين رحمه الله في السنة التي توفي فيها والدي طاب ثراه - وهي سنة ثلاثين بعد الالف - (سافر إلى مكة المشرفة وأقام بها مشتغلا بالمطالعة، ثم) 1) سافرت أنا إلى مكة المشرفة ورجعت في خدمته إلى بلادنا، وقرأت عنده في الاصول والفقه والهيئة. ثم سافر مرة ثانية إلى بلاد العجم لامر اقتضى ذلك ورجع سريعا إلى البلاد، وكنت مدة في خدمته أستفيد منه إلى أن اتفق سفري إلى العراق. وله فوائد متفرقة على بعض الكتب وما رأيت له كتابا مدونا، وله شعر رائق في فنون الشعر. ونقل جملة منها ثم قال: كان مولده سنة تسع وألف، وانتقل إلى رحمة الله ورضوانه في اليوم التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وستين بعد الالف، وكنت إذ ذاك في مكة المشرفة، اجتمعت معه يوم عرفة وبقيت في خدمته إلى ذلك اليوم من تلك السنة، ودفن مع والده في المعلى. قدس الله روحه ونور ضريحه. وقال السيد في السلافة: زين الائمة وفاضل الامة.
________________________________________
1) الزيادة من المصدر.
________________________________________
[ 222 ]
(186) الشيخ زين الدين ابن الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن التولينى العاملي قال في الرياض: كان عالما عاملا فاضلا كاملا تقيا نقيا ورعا زاهدا عابدا - كذا رأيت وصفه في بعض المواضع بخط عتيق، والظاهر أنه من مقاربى عصر الشهيد، ورأيت أيضا قصيدة عينية في رثاء الشيخ زين الدين هذا، وكان تاريخها سنة تسع وعشرين وثمانمائة. انتهى 1). (187) الشيخ زين الدين بن محمد بن القاسم 2) البرزهي كان من أجلة فقهائنا، وقد نقل بعض فتاواه الشهيد الثاني في كتاب ميراث شرح الشرائع، ولم أعثر له على ترجمة سوى ذلك. فلاحظ - قاله في رياض العلما 3)، ثم استظهر كونه من جملة علماء جبل عامل، وان برزه قرية هناك نسب إليها هذا الشيخ 4).
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 393 و 397. 2) الصحيح انه زين الدين محمد بن القاسم، وهو مذكور في امل الامل 2 / 293. 3) رياض العلماء 2 / 394. 4) ذكر في معجم البلدان 1 / 382 " برزه " بفتح الباء والزاى، وذكر أنهما قرية من أعمال بيهق بالهاء الصريح وأخرى بالتاء قرية من غوطة دمشق، ونسب إلى الثاني اشخاصا بلفظة " برزى " والى الاول بلفظة " برزهى ". فعلى هذا لعل المترجم منسوب إلى الاول لا إلى الثاني، فيكون نيسابوريا وليس بعاملى. وانظر الانساب للسمعاني ورقة 74.
________________________________________
[ 223 ]
ثم قال: ولم يذكره الشيخ المعاصر في أمل الامل في باب الاسماء ولا في باب الالقاب، وسنشير إليه في الباء الموحدة وفي باب الزاء المعجمة من باب الالقاب أيضا. انتهى. (188) الشيخ زين العابدين بن الشيخ بهاء الدين الشهيدي، نسبة إلى الشهيد الاول محمد بن مكي الجزينى العاملي كان عالما فاضلا فقيها جليلا. وهو أبو أسرة من العلماء وتقدم ذكر بعضهم. وكان صهر السيد العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة على ابنته، وهي ام الشيخ رضا المتقدم ذكره 1). وكان ابوه الشيخ بهاء الدين من الفقهاء الاعلام، تقدم ذكره 2). وكان الشيخ زين العابدين المذكور من المجاورين في النجف الاشرف، وولده بها، تقدم ذكر ابنه الشيخ رضا وحفيده الشيخ جواد 3). ومات في النجف سنة 1200، تخرج على تلك الطبقة من السيد بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهما 4). (189) السيد زين العابدين بن عبد الحسيب الحسينى العاملي وجدت في مسوداتي أنه عالم مصنف، من المعاصرين للعلامة المجلسي.
________________________________________
1) انظر ص 207. 2) انظر ص 111. 3) انظر ص 135. 4) راجع نسبه في الكرام البررة ص 590.
________________________________________
[ 224 ]
ويأتي أخوه الميرزا محمد أشرف والسيد صدر الدين محمد ابنا عبد الحسيب، وكذا والدهما. وتقدم جدهم السيد احمد بن زين العابدين العلوي العاملي. (190) السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي الجبعي العاملي، جدنا الاعلى وأمه كريمة العلامة الفقيه المتكلم الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبعي. ولد في جبع مستهل المحرم سنة ست وتسعين وتسعمائة. ذكره في الاصل 1). وجدت بخط السيد العلامة السيد صدر الدين حاشية على نسخة من أمل الامل كتبها على هذه الصورة: سمعت من والدي صالح بن محمد بن ابراهيم ابن زين العابدين رضي الله عنهم أن زين العابدين اسمه ابراهيم بن نور الدين علي بن زين العابدين علي بن ابى الحسن الموسوي. انتهى. فيعلم أن السيد زين العابدين اشتهر بلقبه وهجر اسمه، عكس جده هجر لقبه ولم يعرف الا باسمه. نعم حفظ لابيه السيد نور الدين لقبه واسمه، ولما كان اسمه اسم أبيه اشتهر بالسيد نور الدين. ثم ان السيد ضامن بن شدقم المدني ترجم السيد زين العابدين ترجمة حسنة، وذكر أنه توفي بمكة المعظمة ودفن بالمعلى عند قبر أبيه السيد نور الدين سنة ثلاث وأربعين بعد الالف. والصحيح أن وفاته سنة اثنتين وسبعين والالف، كما وجد بخط ولده العلامة جدنا السيد محمد بن شرف الدين. كان جدنا السيد نور الدين أخو السيد صاحب المدارك، سكن مكة المعظمة
________________________________________
1) امل الامل 1 / 100.
________________________________________
[ 225 ]
ومات بها، وكان له خمسة أولاد علماء: الاول السيد جمال الدين، والثاني السيد حيدر، والثالث السيد زين العابدين صاحب الترجمة، والرابع السيد علي، والخامس السيد أبو الحسن الذي سكن الشام. وكان للسيد زين العابدين أيضا عدة أولاد، منهم جدنا السيد ابراهيم شرف الدين المتقدم ذكره. (191) السيد زين العابدين العاملي، صهر الشيخ المحقق علي بن عبد العالي الكركي ووالد السيد العلامة السيد احمد صهر المير الداماد وتلميذه وابن خالته. والسيد احمد هذا أبو جماعة من العلماء المصنفين، كالسيد عبد الحسيب صاحب التفسير وعيره.
________________________________________
[ 226 ]
باب السين (192) الشيخ سليمان ظاهر العاملي النباطي 1) من كتاب العصر وأهل الفضل والعلم بالتاريخ واللغة وأنواع العلوم الادبية، من حسنات هذا العصر، صاحب كتاب " أبواب اللغة العربية " وغيره من الكتب والرسائل والمقالات التى تفتخر بها الشيعة في هذا الزمان، وتأبد له جميل المذكور في سائر الازمان. كثر الله في الشيعة أمثاله من المروجين المجاهدين 2). ومن أراد الوقوف على تحقيقات هذا الفاضل فليراجع مجلدات العرفان
________________________________________
1) هو الشيخ سليمان بن محمد بن على بن ابراهيم بن حمود بن ظاهر، من أحفاد الشهيد الثاني. 2) ولد في النبطية سنة 1290 وتوفى ودفن بها سنة 1380. انظر اعيان الشيعة 7 / 310.
________________________________________
[ 227 ]
حتى يرى فضله بالعيان ونصرته لاهل الايمان. سدده الله وأيده ووفقه لادامة أمثال هذه التحقيقات وغيرها من البيانات النافعات. (193) الشيخ سليمان العاملي من علماء عصر الطاغي احمد الجزار، ذكره بعض علماء جبل عامل في عداد المتأخرين عن صاحب الاصل. ولعله الشيخ سليمان بن صالح العاملي الكاظمي الذي رأيت خطه على ظهر بعض الكتب. (194) الشيخ سليمان العيناثي العاملي عالم جليل فقيه متبحر، من المشايخ للاجازة، يروي عن الشيخ شمس الدين بن مجاهد عن الشهيد محمد بن مكي، ويروي عنه الشيخ ظهير الدين ابن علي بن حسام العيناثي الاتي. (195) الشيخ سليمان بن معتوق العاملي عالم عامل فاضل فقيه محدث كامل جليل متبحر في العلوم الاسلامية، تخرج في بلاد الجبل على جدنا العلامة السيد محمد بن السيد ابراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن السيد نور الدين، ويروي عنه عن أستاذه الشيخ
________________________________________
[ 228 ]
الحر (صاحب) وسائل الشيعة وغيرها. وكان شريك جدنا السيد صالح بن محمد المذكور في الدرس، وفرا معا من ظلم الجزار سنة سبع وتسعين بعد الالف إلى العراق، وسكن الشيخ سليمان بلد الكاظمين. وكان من شيوخ الاجازة، واستجازه جماعة من الاعلام، كالسيد المحقق السيد محسن الاعرجي صاحب المحصول والسيد العلامة السيد صدر الدين وأمثالهما من الاجلة. وراح إلى كربلا وحضر على صاحب الحدائق وتحمل منه رواية كل طرقه في الرواية، وتوفي رحمه الله في بلد الكاظمين سنة سبع وعشرين ومائتين بعد الالف. وله أولاد علماء أجلاء، منهم الشيخ أمين، ويأتي ذكر الشيخ محمد. وله ذرية باقية إلى الان. وكان وصيه رحمه الله السيد العلامة السيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام، فاني رأيت تفصيل ذلك بخطه الشريف، وكذا تاريخ وفاته كان بخط السيد صاحب جامع الاحكام.
________________________________________
[ 229 ]
باب الشين المعجمة (196) الشيخ شرف الدين اشتهر بلقبه، واسمه الاصلى محمد مكي كما وجدته بخط يده، ابن الشيخ ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين، ينتهى نسبه إلى الشهيد الاول. كان من أعلام العلماء في النجف، وشيخ الاجازة في عصره، روى عن شيوخه كثيرة من عاملة والبحرين والعراق واليمن وبلاد العجم والقدس والخليل ومكة المعظمة، كما رأيته يصرح بذلك في بعض اجازاته التي عندي بخط يده. وهو في طبقة الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق، ويروي عن الشيخ حسين بن محمد بن جعفر الماحوزي البحراني شيخ اجازة الشيخ يوسف صاحب الحدائق ويروي أيضا عن السيد نصر الله الحائري.
________________________________________
[ 230 ]
ويروي عنه جماعة، منهم الفاضل التبريزي صاحب كتاب " الشفا في أخبار آل المصطفى "، وله منه اجازة كتبها له في النجف ثامن ذي الحجة الحرام سنة ثمان وسبعين ومائة بعد الالف. (197) الشيخ شريف بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف محيى الدين العاملي النجفي عالم فاضل فقيه كامل، من بيت علم وفقه قديم، خرج منهم جماعة من العلماء ذكرناهم هنا وذكرهم في الاصل، وهم آل ابى جامع، من أهل بيوت العلم والفضل والادب والشعر والفقه والحديث والتفسير، فيهم أئمة هذه الفنون والمصنفين فيها كما لا يخفى على الخبير. وصاحب الترجمة جد الشيخ شريف بن الشيخ موسى الاتي ذكره، وكل آبائه علماء، وله ذرية باقية فيها العلم والادب. وكان من المعاصرين للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر قدس الله أرواحهم، وتوفي بعد الطاعون الذي (وقع) في سنة 1 1246). (198) الشيخ شمس الدين بن مجاهد العاملي عالم فاضل فقيه، من أجلاء أصحابنا، تلميذ الشهيد الاول، محمد بن مكي والراوي عنه كتاب الدروس بالخصوص. ويروي عن صاحب الترجمة الشيخ سليمان العيناثي المتقدم ذكره.
________________________________________
1) قال في الاعيان 7 / 343: توفى سنة 1250.
________________________________________
[ 231 ]
(199) الشيخ شريف بن الشيخ موسى من آل محيى الدين العاملي النجفي قال ابن عمنا السيد محمد علي في اليتيمة عند ذكره: وهو من معاصري العلامة الخبير الفهامة صدر الطائفة وشيخ قبيلة في النجف. أقول: وهو والد الشيخ الفاضل المهذب الكامل الشيخ حسين محيى الدين الذي كان شريكنا في الدرس في النجف، وتوفي سنة الطاعون وهي سنة 1297. ولا يحضرني تاريخ وفاة والده الشيخ شريف. (200) السيد شريف بن السيد يوسف شرف الدين الموسوي العاملي الشحوري عالم فاضل محصل كامل تقي نقي مهذب صفي، قرأ على جماعة من المعاصرين في النجف، وتكمل ورجع إلى أبيه فقرت عينه به. وهو من أرحامنا وأسرتنا. كثير الحياء كريم الطبع سيد ماجد من بيت علم وشرف ونعم الخلف. وفقه الله تعالى ونفع به 1). وسيأتي ذكر السيد أبيه والسيد المرجع أخيه السيد عبد الحسين شرف الدين.
________________________________________
1) ولد سنة 1297 وتوفى سنة 1335. انظر نقباء البشر ص 837.
________________________________________
[ 232 ]
باب الصاد (201) الشيخ صالح بن سليمان 1) بن محمد العاملي ذكره في الاصل 2). وصح لي بحمد الله الرواية من عدة طرق عالية عن السيد العلامة السيد نصر الله الحائري عن الشيخ صالح صاحب الترجمة عن الشيخ الجليل محمد الحرفوشي عن ابن ابى الدنيا المعمر المغربي عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو من الطرق العالية التى رزقناها، وهذا مما يتنافس عليه أهل العلم بالحديث في علوم الاسناد. وقد ذكرت طرق اتصالي بهذا الطريق العالي في اجازتي الكبيرة لبعض علماء الهند 3) المسماة ب‍ " بغية الوعاة في طبقات مشايخ الاجازات ".
________________________________________
1) كذا في الامل والاعيان 7 / 368، وفى مصورة الاصل " سلمان " وهو غلط. 2) أمل الامل 1 / 102. 3) هو السيد محمد مرتضى الجهانبورى الهندي. انظر هذا الكتاب ص 34.
________________________________________
[ 233 ]
(202) السيد الجليل السيد صالح بن السيد محمد بن السيد ابراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي، جد والدي كان يعرف بالسيد صالح الكبير العاملي المكي، من أعلام العلماء في عصره، انتهت إليه رئاسة الامامية في البلاد الشامية. وكان كثير الاطلاع غزير الحفظ واسع الرواية، وله في الطب والرياضيات يد قارعة وقدح معلى. وكان زاهدا عابدا ملتزما بصوم رجب وشعبان من كل سنة وصوم يوم الجمعة من كل أسبوع، وكان يعامل النوافل الراتبة معاملة الفرائض، فإذا فاته شئ منها لعذر قضاه في أول أزمنة الامكان، وكان كثير البر والصدقة يرق للفقير ويبادر بنفسه لاعطاء السائل، فان لم يجد له شيئا أعطاه خاتمه أو قباءه أو بعض أواني بيته. كان تولده سنة اثنتين وعشرين ومائة بعد الالف في قرية شحور من بلاد بشارة من بلاد جبل عامل. وأمه بنت الشيخ الحر صاحب الوسائل. رباه أبوه وقرأ عليه وعلى غيره من علماء عصره في عاملة فمصر فالحجاز فالعراق، وحمل عن فقهاء هذه البلاد ومحدثيها علما كثيرا حتى فاق الاقران وانتظم في سلك الاعيان. وكان جامعا للعلوم العقلية والنقلية ولبعض العلوم الاسرارية. وفي سنة 1163 رجع إلى بلاده واستقر فيها مرجعا وملاذا لاهليها، وله كرامات وحكايات تدل على مقامات عالية، مثل أنه كان يعطي خواصه رطب التمر ولا وجد للرطب في البلاد، فيسأل عن ذلك فيقول: اهدي الي من الناحية
________________________________________
[ 234 ]
المقدسة. مثل أنه أوصى أهل داره أن لا يغسلوا الاواني 1) ويضعوها في بيت عينه، فسئل عن سبب ذلك فقال: ان جماعة من اخواننا المؤمنين من الجن قد استجاروا بنا لوقعة وقعت فيهم خرج فيها جماعة منهم. وكان إذا فرغ من تعقيب صلاة الصبح جاء إلى ذلك البيت ووقف وتلك بكلام لا يفهمه أهل الدار، ثم يخرج فيسألونه فيقول: أكلم معهم بلسانهم، وبعد أيام قال: قد أصلحنا بينهم فلا تضعوا الاواني في الحجرة. وجاءه رجل قال: انه كان معه ابنه ولما وصلوا الوادي الفلاني فقد الولد وكلما فحصت لم أجده وكأنه قد ابتلعته الارض. فكتب له ورقة وقال له: اذهب إلى الوادي وناد بما هو مكتوب في هذه الورقة فانك تجد ابنك، وقد وجد فيه: فلان ان السيد صالح المكي يأمرك ان تفحص عن ولدي وتحضره. قال: فنادى وإذا بولده قد أقبل من بطن الوادي. وأعظم من ذلك أن احمد الجزار قد حبسه في الجب وهو الطابورة، وكان لا يميز فيه الليل من النهار، هو وجماعة من العلماء، فضاق صدر السيد لذلك لعدم معرفته بأوقات الصلاة، فدعا بدعاء الطائر الرومي المروي في المهج ففرج الله عنه وخرج مع ستة أنفار كانوا محبوسين معه، وذلك سنة سبع وتسعين ومائة بعد الالف، وتوجه من ساعته إلى العراق، ولما علم الجزار بخروج السيد أرسل إلى داره وأخذ خزانة الكتب المشتملة على ألوف من الكتب وفيها مصنفاته ومصنفات آبائه أعلى الله مقامهم وحملوها إلى عكا، وأرسل السيد على عياله وأولاده فرحلوا إليه، وسكن النجف حتى توفي سنة سبع عشرة ومائتين والالف، ودفن في بعض حجر الجانب الشرقي من حجر الصحن الشريف.
________________________________________
1) في مصورة الاصل " الاوالى ".
________________________________________
[ 235 ]
(203) السيد صدر الدين 1) ابن حجة الاسلام السيد اسماعيل الصدر بن آية الله السيد صدر الدين 2) الموسوي العاملي الاصفهاني عالم فاضل مهذب كامل مؤرخ متكلم أصولي جامع لفنون العلم، من حسنات هذا العصر، له مصنفات ومؤلفات، سكن المشهد الرضوي على مشرفه أفضل الصلاة والسلام، يقيم فيها الجماعة ويدرس في الفقه والاصول 3)، كريم الاخلاق طيب الاعراق، حسيب نسيب أديب أريب شاعر خطيب، من بيت علم وشرف، يملك القلوب بحسن محاضرته وعذوبة كلامه، عالي الفهم قوي الفكر كريم الطبع أبى الظيم، اجتمعت فيه المكارم. زاد الله في شرفه وعلو قدره ونفع به المؤمنين 4). له رسالة في " الحقوق "، ورسالة في " أصول الدين "، وكتاب " التاريخ الاسلامي " وغير ذلك. وله أبيات ومدائح ومراثي في أهل البيت عليهم السلام. (204) آية الله في العالمين السيد صدر الدين بن صالح بن محمد بن ابراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي
________________________________________
1) اسمه محمد علي واشتهر بصدر الدين حتى نسى اسمه الاصلى. 2) انظر بقية نسبه في هامش ص 104 من هذا الكتاب. 3) انتقل بعد مدة إلى قم بطلب من زعيم حوزتها آنذاك الشيخ عبد الكريم الحائري، وأصبح بها من مراجع الشيعة إلى أن توفى بها. 4) ولد في الكاظمية سنة 1299، وتوفى بقم في يوم السبت 19 ربيع الثاني 1373. انظر نقباء البشر ص 943 - 949.
________________________________________
[ 236 ]
تولد في قرية شد غيث 1) من بلاد بشارة في احد وعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة بعد الالف - أو اثنتين وتسعين، وأمه بنت الشيخ على ابن الشيخ محيى الدين بن علي بن محمد بن حسن بن زين الدين الشهيد الثاني " ره ". وكانت رحلته مع أهله إلى العراق سنة 1197 وعمره حينئذ أربع سنين، رباه والده العلامة بحيث كتب حاشية على شرح القطر في النحو وهو ابن سبع سنين، وحتى قال في أول رسالته في حجية الظن ما لفظه: وردت كربلا سنة خمس ومائتين بعد الالف وأنا ابن اثني عشرة سنة فوجدت الاستاد الاكبر محمد باقر بن محمد اكمل مصرا على حجية الظن المطلق - إلى آخر كلامه. فيعلم أنه كان من أهل العلم بمشكلات مسائل الاصول في سن الاثني عشر. وحضر مجلس درس استاذه السيد بحر العلوم في تلك السنة، وكان السيد مشغولا بنظم الدرة في الفقه، فاختاره في عرض الدرة عليه لمهارته في الاداب وفنونه. وحدثني والدي قدس سره أنه استجاز السيد صاحب الرياض في السنة العاشرة بعد المائتين والالف، فأجازه وصرح فيما كتبه من الاجازة أنه مجتهد في الاحكام من قبل أربع سنوات. فيكون حصول ملكة الاجتهاد له في سن ثلاث عشرة من عمره. وهذا نظير ما يحكى عن العلامة الحلي والفضال الهندي، ويفوقهما في صنعة الشعر والادب، فاني سمعت من شيخ الادب الشيخ جابر الشاعر الكاظمي مخمس الهائية الازرية أن السيد صدر الدين كان أشعر من السيد الشريف الرضي
________________________________________
1) كذا في الاصل، وفى الكرام البررة ص 669 " جبشيث " وفى الروضات 4 / 126: القشيب الواقعة قرب معمرك من قرى جبل عامل.
________________________________________
[ 237 ]
الذي هو أشعر قريش. وحدثني السيد احمد بن السيد حيدر الحسينى الكاظمي العالم الثقة أن السيد صدر الدين كان في أيام اقامة والده ببغداد يحضر مجلس درس السيد صبغة الله امام أهل السنة في عصره، وكن يناظره أيضا في المسائل الكلامية وفي الامامة ويفحمه. وحكى لي من ذلك حكايات ومناظرات تدل على كمال فضله في سن الشباب، قال: وتلك المناظرات هي التى سببت مهاجرته إلى بلاد ايران خوفا من الاغتيال. قال: أرادوا اغتياله مرات فحفظه الله. زوجه الشيخ صاحب كشف الغطاء بابنته وصار له منها أولاد، وتزوج أيضا بالعلوية بنت السيد ابى الحسن خوش مزه. وعزم على زيارة الامام الرضا عليه السلام وحده، فزمت ركائبه إلى خراسان وترك عيالاته وأولاده بكربلاء، ونظم في سفره هذا قصيدته الرائية المعروفة ب‍ " الرحلة " يخاطب فيها الامام الرضا عليه السلام: أتتك استباقا تقد القفارا * سوايح تقدح في السير نارا تثير مثار الحصى بالحصى * وتتبع باقي الغبار الغبارا وهي طويلة، ورجع من طريق يزد فاجتمع عليه أهلها وسألوه الاقامة عندهم، فأقام مدة قليلة وتزوج فيها، ثم رحل إلى اصفهان وكانت يومئذ دار العلم ومحط رحال أهل الفضل، فأقام بها وأرسل على عياله وأولاده فرحلوا إليه، واستقام بها سنين مرجعا في التدريس والقضاء لا يتقدم عليه أحد على الاطلاق، وتخرج عليه جماعة من العلماء ورووا عنه، كشيخ الطائفة الشيخ مرتضى الانصاري " ره " والسيدين الميرزا محمد هاشم 1) صاحب أصول آل الرسول
________________________________________
1) هو المعروف بميرزا هاشم الجهار سوقى.
________________________________________
[ 238 ]
وأخيه صاحب الروضات والسيد محمد شفيع صاحب الروضة البهية وغيرهم من الافاضل. وحدثني العلامة الميرزا محمد هاشم المذكور: أن شريف العلماء كان من تلامذة السيد صدر الدين وكان السيد يمنعه من كثرة التعمق في أصول الفقه ويأمره بالتعمق في الفقه. وحدثني الشيخ الجليل الشيخ صادق بن الشيخ محسن الاعسم النجفي: ان الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر والشيخ حسين ابن شيخ الطائفة الشيخ جعفر كانا لما جاء السيد صدر الدين من اصفهان إلى النجف يعاملونه معاملة الاستاذ ويجلسون بين يديه جلسة التلامذة، وهما يومئذ شيخا الاسلام في النجف ولعلهما ممن تلمذ عليه. قال: وكنت يوما عند الشيخ صاحب الجواهر فجاء السيد صدر الدين، فلما أشرف علينا ركض الشيخ واستقبله وأخذ بابط السيد حتى جاء به وأجلسه في مكانه وجلس بين يديه، وفي الاثناء جرى ذكر اختلاف الفقهاء، فأخذ السيد يبين اختلاف مسالك الفقهاء في الفقه وشرع في بيان طبقاتهم من الصدر الاول إلى عصره وبين اختلاف مسالكهم واختلاف مبانيهم بما يبهر العقول، حتى قال الشيخ صاحب الجواهر بعد ما خرج السيد: يا سبحان الله السيد جالس جميع طبقاتهم وبحث معهم ووقف على خصوصيات أمذقتهم ومسالكهم، هذا والله العجب العجاب، ونحن نعد أنفسنا من الفقهاء، هذا الفقيه المتبحر. قال: ودخلت يوما في الصحن الشريف، فرأيت السيد صدر الدين مقبلا والشيخ صاحب الجواهر أخذ بابط السيد والشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة أخذ بابطه الاخر الان السيد كان فيه أثر الفالج ولابد أن يأخذ أحد بابطه إذا مشى. وهذا يدل على جلالة السيد في نظر الشيخين في مرتبة الاساتيد الاعاظم،
________________________________________
[ 239 ]
فان الشيخين لم يكن في النجف بل في الدنيا يومئذ أجل منهما. وحدثني الشيخ العالم الجليل الشيخ عبد العالي الاصفهاني النجفي قال: كنت ليلة من ليالي شهر رمضان في حرم أمير المؤمنين عليه السلام فجاء السيد صدر الدين إلى الحرم، ولما فرغ من الزيارة جلس خلف الضريح المقدس، فكنت قريبا منه، فشرع في دعاء السحر الذي رواه أبو حمزة، فوالله ما زاد على قوله " الهي لا تؤدبنى بعقوبتك " وكررها وهو يبكي حتى أغمي عليه وحملوه من الحرم وهو مغمى عليه. كان قدس سره غزير الدمعة كثير المناجاة، ورأيت له أبيات في المناجاة يقول فيها: رضاك رضاك لا جنات عدن * وهل عدن تطيب بلا رضاكا وهي طويلة. وكان كثير الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شديد الامر فيهما، وكان يقيم الحدود باصفهان. واتفق أنه حضر مجلسا فيه جماعة من الاخيار والاشراف وقد عقد المجلس لاقامة عزاء الحسين عليه السلام، فدخل أحد أولاد الملوك وجلس وكان قد حلق لحيته، فقال السيد: ان حلق اللحية من شعار المجوس وصار من عمل أهل الخلاف والرجل قد حلق لحيته وجاء في هذا المجلس الذي عقد لعزاء سيد الشهداء وأنا أخاف أن إذا صعد الذاكر الراثي على المنبر وهذا الرجل جالس أن يسقط علينا السقف فنهلك. فوقعت ولولة بين أهل المجلس والرجل شاه زاده لا يجسر أحد على التكلم معه في القيام من المجلس، والسيد غضب حتى وقف شعر حاجبيه كما هي عادته، فأراد صاحب الدار قطع الكلام، فأشار إلى الراثي أن قم واصعد المنبر وخذ بالقراءة حتى ينقطع الكلام، فصعد الذاكر
________________________________________
[ 240 ]
المنبر وبمجرد أن قال " السلام عليك يا ابا عبد الله " قام السيد صدر الدين، قال: أخاف من سقوط السقف علي. فلما قام ووضع رجله خارج السقف نزل السقف وصار العجاج واكب الناس على أقدام السيد وكسرت اكتاف بعض الناس، وكان أعظم كرامة للسيد. حتى كان السيد محمد العلاقة بند أحد خدام السيد إذا أخبر بانعقاد مجلس فيه الملاهي يروح للنهي عن المنكر، فإذا قالوا لهم: ان خادم السيد صدر الدين فلان قد جاء، يقولون: تفرقوا واجمعوا الاسباب فان السقف ينزل علينا لا محالة. وبالجملة كان عالما ربانيا لا تأخذه في الله لومة لائم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم الحدود والاحكام. وكان من أزهد أهل زمانه، لم يحظ من الدنيا بنائل ولم يخلف لاولاده غير الدار التى كان السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر قد اشتراها له وغير بعض الكتب لم يكن له عقار ولا قرى ولا أملاك. وكان كثير العيال، ولم يغير وضعه الذي كان عليه في النجف من حيث اللباس والمأكل. وفي آخر عمره عرض له بعض الضعف في أعضائه شبه الفالج، فرأى في المنام امير المؤمنين عليه السلام يقول له: أنت في ضيافتي في النجف. ففهم أنه يموت قريبا، فرحل منفردا بنفسه إلى النجف سنة 1262 وورد النجف وبقي مدة، ثم أخبر أخاه بوفاته في أول صفر، فتوفي أول ليلة منه وهي ليلة الجمعة سنة 1263. حدثني السيد محمد علي بن السيد أبو الحسن قال: لما كانت أول ليلة من شهر صفر رأينا عمنا السيد صدر الدين يحدثنا بأحاديث الفراق، حتى ذاكره والدي في ذلك فقال: ستفقدني فومي إذا جد جدها * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
________________________________________
[ 241 ]
ثم قال: قوموا إلى فراشكم وناموا، فقال السيد الوالد وبقيت أنا، فقال لي: ما تقرأ ؟ فقلت: شرح ابن الناظم على الالفية. فقال: إلى أي موضع وصلت منها ؟ فقلت: ببحث ال. فقال: ان ابن مالك يقول: ال حرف تعريف أو اللام فقط * كالطرس ذي الخط المليح والنقط 1) وأنا أقول في ألفيتي: ال هي للتعريف لا اللام فقط * كالطرس ذي الخط المليح والنقط بين الفرق بين البيتين. فأخذت في بيان الفرق، فقال لي: لاقم واكتب الفروق. فعرفت أنه يريد أن أقوم من عنده. فقمت وخرجت وأخذت في كتابة الفرق، فسمعته يقول " الله الله "، ثم قال " لا اله الا الله " فأسرعت فأيقضت والدي وأخبرته بذلك، فلما جئنا وجدنا السيد قد توجه إلى القبلة وقد قضى نحبه. ولما كان آخر الليل طرق الباب طارق، فجئنا وفتحنا الباب، فإذا برجل سيد من الاجلاء نعرفه، فقال: السيد صدر الدين توفي. فقلنا: نعم. فقال: ان قبره مهيأ في حجرة الصحن الشريف عند باب الفرج، فتعجبنا من ذلك. أقول: وقبره هناك مزارا معروف. وله مصنفات كثيرة منها " أسرة العترة " في أبواب الفقه بطريق الاستدلال كبير، " القسطاس المستقيم " في أصول الفقه، " المستطرفات " في الفروع التي لم يتعرض لها الفقهاء، " شرح منظومة الرضاع " نظم الرضاع بمنظومة لا نظير لها أولها: ان احرز الرضاع شرطه نشر * تحليل تزويج وتحليل نظر ثم شرحها شرحا ممزوجا متوسطا في غاية المتانة (وشرحه أيضا آية الله
________________________________________
1) كذا في مصورة الاصل، والصحيح في الشطر الثاني من هذا البيت " فنمط عرفتها قل النمط ".
________________________________________
[ 242 ]
الكبرى الميرزا محمد تقي الشيرازي وذكر شرحه هذا.. في مكتبتي) 1)، وله " التعليقة على رجال الشيخ ابى علي " كانت على هامش نسخته فدونتها أنا وسميتها ب‍ " نكت الرجال على منتهى المقال " وهي مشحونة بالتحقيقات والنكات، وله " قرة العين " في النحو كتبها لبعض ولده وهي كتاب جليل في بابه تفوق على المغني كما نص على ذلك تلميذه الميرزا محمد هاشم في أول معدن الفوائد قال: فانها مع صغر حجمها تفوق على المغني لابن هاشم مع طوله وبسطه. قال: فهذه الرسالة لا توافق الا فهم المنتهي. انتهى. وله " شرح مقبولة عمر بن حنظلة " في غاية البسط، ورسالة " حجية المظنة " رد فيها دليل الانسداد وهي رسالة في عزيزة تشتمل على فوائد فريدة، رسالة في " مسألة ذي الرأسين "، وله الرسالة العملية بالفارسية سماها " قوت لا يموت " عملها للمقلدين في الطهارة والصلاة والمسائل العامة البلوى، وله " المجال في الرجال " أحال إليه في رسالة حجية المظنة، وله " التعليقة على نقد الرجال " لم تدون بعد ولكنها من أجل كتب الرجال ويحيل إليها في سائل مصنفاته. وحدثني ولده السيد أبو جعفر أنها لم تدون وأنها على هامش نسخته وأنها موجودة عنده. وذكر تلميذه في روضات الجنات بعد عد مصنفاته أن له قصائد كثيرة طويلة شرح بعضها، وأن له الحواشي وأجوبة المسائل وغير ذلك 2). والذي عثرت عليه من شعره بخطه الشريف على ظهر بعض كتبه هذه الابيات 3):
________________________________________
1) في مصورة الاصل وقعت هذه الزيادة في سطرين أضيفا في الهامش ولم نقدر على قراءة كلمات منها. 2) روضات الجنات 4 / 126. 3) ذكر بعض شعره أيضا في أعيان الشيعة 9 / 373.
________________________________________
[ 243 ]
إلى علي وزعيم اللوى * يوم الوغى والعلم الشامخ ابى السراة الانجبين الاولى * خصوا فنون الشرف الباذخ أولي المزايا الغر أعباؤها * وينوء فيها قلم الناسخ جاءت تجوب البيد سيارة * تهوى هوي المرقد الصارخ قد أيقنوا منه بجزل الحصا * ان عليا ليس بالواضخ الحصا جمع حصية. والواضخ الذي يعطي القليل. وله تشطير: قوم إذا هموا بغسل ثيابهم * جعلوا الدروع ملابسا وثيابا وإذا أتاهم سائل لدروعهم * لبسوا البيوت وزوروا الا بوابا وله مشايخ وأساتيد عدة، يروي عن اكثر من أربعين عالم، والذي أعرف منهم سبعة: أولهم: والده العلامة السيد صالح الراوي عن أبيه العلامة السيد محمد عن أستاده الشيخ محمد بن الحسن الحر صاصب الوسائل، يروي عنه كل مؤلفاته ومنها الوسائل بالطرق المذكورة في خاتمة الوسائل. ويروي السيد صالح أيضا عن الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق عن المولى محمد رفيع نزيل المشهد الرضوي عن العلامة المجلسي. وثانيهم: السيد العلامة الطباطبائي محمد بن المرتضى الشهير بالسيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة 1212، ويعبر عنه بالاستاد الشريف. وثالثهم: السيد العلامة المير سيد علي صاحب الرياض المتوفى سنة 1231، وكان مغرما بفضله ويرجحه على الميرزا المحقق القمي صاحب القوانين في الفقه وقوة النظر كما حكاه في الروضات في ترجمة القمي. ورابعهم: السيد المحقق المؤسس السيد محسن المقدس الاعرجي صاحب المحصول، كان السيد صدر الدين مغرما بزهده وتحقيقه، المتوفى سنة 1227.
________________________________________
[ 244 ]
وخامسهم: شيخ الطائفة الشيخ جعفر بن خضر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1228، وهو جد جماعة من أولاده وكانت بنت الشيخ أول زوجاته. وسادسهم: السيد الجليل المتبحر الميرزا مهدي الشهرستاني الموسوي الحائري المتوفى سنة 1218. وسابعهم: الشيخ الجليل الفقيه الشيخ سليمان المعتوق العاملي المتوفى سنة 1227. (205) السيد صدر الدين بن عبد الحسيب بن احمد بن زين العابدين العلوي العاملي وصفه صاحب الشذور بالمحقق المدقق الحسيب النسيب ذو الحسب الباهر والنسب الفاخر، كان عالما فاضلا، رأيت خطه على كتب عديدة ككشف الحقائق وغيره، وكان تاريخ كتابة الاول شهر جمادى الثانية سنة 1103. وهو من أحفاد السيد احمد بن زين العابدين المذكور في الاصل، ويأتي أخوه السيد محمد أشرف ووالده عبد الحسيب. فراجع. (206) الشيخ صفي بن محمد بن علي بن الحسن الجرجاني العاملي، نزيل جزين من قرى جبل عامل كان من تلامذة الشهيد الاول، رأيت كنز الفوائد في شرح مشكلات القواعد للسيد عميد الدين أستاد الشهيد بخطه، قال في آخر الجزء الاول: تمت كتابة هذا النصف من نسخة منقولة من خط شيخنا المعظم وامامنا الاعظم قدوة العلماء في العالم قبلة فضلاء بنى آدم فريد الدهر ووحيد العصر مولانا شمس الملة
________________________________________
[ 245 ]
والدين محمد بن مكي دام ظله، وهو نقلها لنفسه من خط المصنف قدس سره، وقت الضحى يوم الاحد خامس ذي الحجة الحرام سنة أربع وثمانين وسبعمائة في قرية جزين، حامد لربه ومصليا على نبيه وآله، والكاتب المالك صفي بن محمد غفر الله له ولوالديه. وكتب في آخر الجزء الثاني: ثم كتبه لنفسه من يد العبد الضعيف الراجي إلى الله اللطيف صفي بن محمد بن علي بن الحسن الجرجاني ليلة الثلاثاء الرابع من محرم الحرام في قرية جزين من بلاد الشام سنة خمس وثمانين وسبعمائة نسخة ثانية منقولة عن خط المصنف حامدا لربه ومصليا لنبيه وآله أجمعين.
________________________________________
[ 246 ]
حرف الطاء المهملة (207) الشيخ طالب البلاغي، والد الشيخ رشيد المتقدم ذكره لم يأت إلى العراق، كان من مشاهير علماء بلاده، من أهل الفضل والادب، جليل متكلم مقدم عند أمراء البلاد حسن المحاضرة، من بيت علم وفضل 1)، ذكرنا منهم جماعة. (208) الشيخ طالب بن الشيخ عباس بن الشيخ ابراهيم بن الشيخ حسين بن الشيخ عباس بن الشيخ حسين بن الشيخ عباس بن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد البلاغي العاملي النجفي
________________________________________
1) انظر ما تقدم عنه في ترجمة ولده ص 206.
________________________________________
[ 247 ]
عالم عامل فاضل فقيه أصولي، من مشاهير علماء عصره، تخرج على الشيخ صاحب الجواهر. وكان له أخوة مع الشيخ محمد حسن آل يس وكان يثني عليه ولم أدركه 1). وكان له ولدان الشيخ حسن والشيخ حسين، وهم بيت علم قديم، والنابغ منهم اليوم الشيخ الفاضل والحبر الكامل الشيخ جواد ابن العلامة الشيخ حسن ابن المرحوم الشيخ طالب، فانه عالم أصولي أديب شاعر متكلم كامل، له مصنفات نظما ونثرا، وهو صاحب كتاب " الهدى إلى دين المصطفى " مطبوع في هذه الايام، وهو اليوم نزيل سامراء متفرغ للعلم وترويج الدين. كثر الله تعالى أمثاله في الامامية 2). (209) السيد طاهر العاملي من العلماء المتأخرين زمانا عن صاحب الاصل، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل. (210) الشيخ أبو علي طاهر بن الحسن الصوري وفي بعض النسخ " أبو علي الحسن بن طاهر "، وقد مر في الحاء بالعنوان الثاني 3). فلاحظ.
________________________________________
1) توفى سنة 1282. ماضى النجف وحاضرها 2 / 73. 2) مترجم في ص 124 من هذا الكتاب. 3) انظر ص 149 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 248 ]
باب الظاء المعجمة (211) الشيخ ظهير الدين 1) بن نور الدين (علي) بن تاج الدين عبد العالي الميسي هو ولد الشيخ علي الميسي الراوي عن المحقق الكركي. وكان ظهير الدين من مشايخ الاجازة، يروي عنه الميرزا صاحب الرجال الكبير والمقدس الاردبيلي والمولى محمود التستري المعروف بالشهيد الثالث. والشيخ ظهير الدين شريك والده في الاجازة عن المحقق الكركي، وقد كتب لهما اجازة أخرجها العلامة المجلسي في اجازات البحار، وفيها ما لفظه: اجازة عامة لنجله الاسعد الفاضل الاوحد ظهير الدين ابى اسحق ابراهيم، أبقاه الله تعالى في ظل والده الجليل دهرا طويلا 2).
________________________________________
1) هو الشيخ ظهير الدين أبو اسحاق ابراهيم. 2) بحار الانوار 108 / 40.
________________________________________
[ 249 ]
أقول: وقد تقدم ذكره بعنوان اسمه 1). (212) الشيخ ظهير الدين بن علي بن زين العابدين 2) بن الحسام العاملي العيناثي عالم فاضل فقيه، من مشايخ الاجازة، ذكره في الاصل وقال: كان فاضلا عابدا فقيها من المشايخ الاجلاء، يروي عن الشيخ علي بن احمد العاملي والد الشهيد الثاني 3). أقول: ويروي أيضا عن أبيه الشيخ زين الدين علي عن أخيه جعفر بن زين العابدين بن الحسام عن السيد حسن بن نجم الدين عن الشهيد الاول، ويروي أيضا عن الشيخ جمال الدين احمد بن فهد الحلي. ويروي عنه أخوه الشيخ حسين السابق الذكر 4) (..) 5). ورأيت اجازة أخيه المذكور لبعض تلامذته في سنة 873 يدعو فيها لاخيه ظهير الدين صاحب الترجمة بقول " حفظه الله " فيعلم حياته في التاريخ.
________________________________________
1) أنظر ص 82 من هذا الكتاب. 2) كذا في مصورة الكتاب، وفى الامل " زين الدين ".) امل الامل 1 / 106. 4) انظر ص 187 من هذا الكتاب. 5) كلمة لا تقرأ في المصورة.
________________________________________
[ 250 ]
باب العين المهملة (213) الشيخ عباس بن الشيخ ابراهيم بن الشيخ حسين البلاغي العاملي عالم عامل فاضل فقيه كامل، والد الشيخ طالب المتقدم ذكره. كان من تلامذة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، وأظن أن وفاته سنة ست وأربعين ومائتين بعد الالف. (214) الشيخ عباس بن الشيخ حسن بن عباس بن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد البلاغي عالم عامل فاضل جليل، من بيت علم وفضل، وله أولاد علماء أفاضل وذرية فيهم العلم إلى اليوم.
________________________________________
[ 251 ]
وهو جد الشيخ ابراهيم المتقدم ذكره، وجد الشيخ احمد بن الشيخ محمد علي البلاغي المتقدم ذكره، وجد الشيخ طالب بن الشيخ ابراهيم، وجد الشيخ عباس بن الشيخ ابراهيم الذين هم في طبقة الشيخ جعفر والسيد بحر العلوم من علماء المائة الثانية عشر. وأما صاحب الترجمة فهو في طبقة تلامذة العلامة المجلسي " ره ". وله مصنفات، منها " شرحه على الصحيفة الكاملة " في مجلدين ضخمين يوجدان بخط يده عند أحفاده بالنجف. ورأيت خطه على ظهر بعض مجلدات البحار أنه اشتراه بسبزوار منصرفا عن زيارة ثامن الائمة عليه السلام سنة 1156، وكتب أيضا ولده الشيخ حسين ابن عباس تملكه للنسخة بعد أبيه. (215) السيد عباس بن السيد علي بن نور الدين بن علي بن الحسين بن محمد ابن الحسين بن ابى الحسن العاملي المكي عالم فاضل وحبر كامل، شاعر مفلق ومنشئ غير مغلق، عذب اللسان حسن البيان، نحوي لغوي، أجمع أهل عصره لفنون الادب، صاحب الرحلة المعروفة ب‍ " نزهة الجليس ومنية الاديب الانيس " ضمنها بطرائف الادب في كل باب بأسلوب بديع وعلى مثل نسج الربيع، بلغ من محاسن البيان أقصاها ولم يغادر من محاسنه صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها، فما احلى أراجيزه وما أحسن وجيزه، لا نظير له في كتب الادب. اشتمل على نكات دقيقة ولطائف وجيزة، فرغ منه رابع شوال سنة ثمان وأربعين ومائة بعد الالف، أتمه ببندر مخا من بنادر اليمن، وفيه تواريخ وتراجم جل أهل الاب، وترجم فيه جماعة من سلفه كوالده وجده
________________________________________
[ 252 ]
وعمه وابن عمه وآخرين، وهو من عائلتنا من آل نور الدين، وطبع كتابه المذكور بمصر سنة 1293 في مجلدين، الاول منها 399 صفحة والجزء الثاني 412 صفحة 1). كان جدنا السيد نور الدين أخو السيد محمد صاحب المدارك جاور بمكة يوم كانت محط رجال علماء الامامية وتوفي بها، وكان له خمسة أولاد ذكور: السيد جمال الدين، والسيد حيدر، وجدنا السيد زين العابدين، والسيد علي جد صاحب الترجمة، والسيد أبو الحسن الذي سكن الشام. وكانوا بمكة بعد أبيهم وماتوا بها، غير أن جدنا السيد شرف الدين ابراهيم بن زين العابدين رجع إلى وطنه الاصلي جبع والباقون من أولاد عمه كلهم بمكة، ومنهم السيد عباس صاحب الترجمة. ولد بمكة سنة 1110 - وكذا والده ولد بمكة أيضا - ونشأ بها واشتغل على علمائها، واتصل أخيرا بالسيد نصر الله الحائري الشهيد سنة 1131، وزار معه الائمة بالعراق، وذهب إلى ايران وطاف البلاد على سنة 1145، فنزل بندر مخا وتزوج بها، وذهب في أواخره إلى جبثيث وتوفي مع ولده السيد زين العابدين سنة 1179، وبقي نسله المعروفون ببيت عباس بن عبد السلام بن زين العابدين. (216) الشيخ عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي هو والد الشيخ حسن بن عباس بن محمد علي صاحب " تنقيح المقال في علم الرجال " المتقدم ذكره.
________________________________________
1) وطبع ثانيا ايضا بالنجف الاشرف في المطبعة الحيدرية سنة 1386 - 1387 في جزئين.
________________________________________
[ 253 ]
عالم فاضل ابن عالم فاضل أبو علماء أفاضل، قرأ على أبيه العلامة الاتى ذكره وصنف ومات بعد الالف من الهجرة 1). (217) السيد عبد الحسيب بن احمد بن زين العابدين العلوي العاملي عالم عامل فاضل كامل جليل حسيب نسيب من بيت شرف وعلم ورياسة في الدين والدنيا. أمه بنت الميرزا محمد باقر الداماد، وابوه السيد احمد المذكور في الاصل 2) ابن السيد زين العابدين، وكان صهر المحقق الداماد وتلميذه المجاز منه ومن الشيخ البهائي. وللسيد عبد الحسيب كتاب تفسير القرآن المسمى ب‍ " عرش سماء التوفيق "، وهو تفسير كبير بالفارسية في عدة مجلدات، رأيت المجلد الاول منه في خزانة خازن الحرم الحسيني، صنفه لبعض سلاطين الصفوية. وله كتاب " الجواهر المنثور في الادعية المأثورة "، واكثرها منقولة عن جده لامه الشهير بمحمد باقر الداماد طاب ثراه، وقد ينقل عنه الشيخ المتبحر الشيخ أسد الله صاحب المقابيس في كتابه الاحراز، حكى عنه أدعية واحرازا ثم قال: ومما ذكر في كتاب الجواهر المنثورة في الادعية المأثورة للسيد عبد الحسيب بن احمد العاملي واكثرها منقولة عن جده الشهير محمد باقر الدماد طاب ثراه دعاء وجد بخطه نور الله ضريحه. ونقل الدعاء ثم قال - يعني السيد
________________________________________
1) توفى سنة 1085 في اصفهان ونقل نعشه إلى النجف الاشرف. ماضى النجف وحاضرها 2 / 77، عن تنقيح المقال لولد المترجم له. 2) انظر امل الامل 1 / 33.
________________________________________
[ 254 ]
عبد الحسيب -: لقد جربناه في دفاع الروم عنا في سنة تسع وثلاثين والالف فاستجيب لنا بفضل الله ورحمته وانهزموا واندفعوا عنا بحول الله وقوته. وهو والد السيد محمد أشرف صاحب كتاب مناقب السادات الاتي ذكره انشاء الله. وله اجازة من أبيه السيد احمد المذكور في الاصل، وله أخرى لم نعثر عليها كما يظهر من تفسيره الكبير. ويظهر أنه كان من أجلاء علماء عصره، ولا يحضرني تاريخ وفاته. وهو والد السيد صدر الدين السابق أيضا. (218) الشيخ عبد الحسين بن الشيخ ابراهيم صادق العاملي 1) عالم فاضل أديب كامل، أحد رؤساء بلاده في الدين. كان تحصيله للعلم في النجف الاشرف، وقد أجازه بعض علمائها ورجع إلى بلاده، وهو اليوم في النبطية أحد المراجع. وله شعر رائق، يعد في المجيدين، ولا غرو فانه ابن أبيه، وهم بيت علم وأدب قديم 2).
________________________________________
1) انظر نسبه في ص 73 من هذا الكتاب. 2) ولد بالنجف الاشرف في شهر صفر سنة 1289، وتوفى بالنبطية في 12 ذى الحجة سنة 1361، ودفن بالحسينية التى بناها بها. انظر نقباء البشر ص 1030.
________________________________________
[ 255 ]
(219) الشيخ عبد الحسين الكركي 1) العاملي، نزيل تستر عالم فاضل محدث، تخرج على المحدث الجزائري السيد نعمة الله، ذكره حفيده السيد عبد اللطيف في تحفة العالم 2) في من وصلوا إلى أعلى مقام من الفضل والعلم من تلامذة جده السيد نعمة الله الجزائري 3). (220) الشيخ عبد الحسين ابن المرحوم الشيخ قاسم محيى الدين العاملي النجفي كان وحيد عصره وفريد دهره في الادب وفنون الشعر، وله شعر في مراثي الحسين عليه السلام محفوظ مشهور، وشعره كثير. وكان له مع وادي رئيس زبيد حكايات، وهو صاحب القصيدة في مدح وادي التي أولها: سد الفرات بعزمة الاسكندر * واد يود نداه فيض الابحر 4) قال ابن أخيه اليشخ جواد بن الشيخ علي: انه كان عالما فاضلا أديبا كاملا شاعرا مجيدا، انتهت إليه نوبة الشعر في زمانه. انتهى.
________________________________________
1) في كتاب نابغه فقه وحديث ص 178 ضبط هذه الكلمة " الگرگرى " بالكاف الفارسية وقال: انها نسبة إلى " گرگر " على وزن جعفر من محلات مدينة تستر. فعلى هذا ليس المترجم هنا بعاملى بل هو تسترى الاصل. 2) انظر تحفة العالم ص 104. 3) توفى سنة 1141. انظر نابغه فقه وحديث ص 178. 4) كذا، وفى الاعيان " واد يمد نداه مد الابحر ".
________________________________________
[ 256 ]
وتوفي سنة 1271 بالنجف. (221) السيد عبد الحسين بن السيد محمد نور الدين الموسوي العاملي عالم فاضل جليل أديب أريب مهذب كامل، قرأ في النجف على علمائها مدة طويلة ثم رجع إلى بلاده، وهو في النبطية الفوقا أحد المرجوع إليهم في الاحكام، وهو من بيت علم وشرف 1). والسيد نور الدين الذي ينسبون إليه هو السيد نور الدين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن علي بن الحسين بن موسى بن علي بن الحسين ابن محمد بن معالي بن علي بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد ابن طاهر بن الحسين بن موسى بن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم عليه السلام. (222) السيد عبد الحسين بن السيد يوسف بن السيد جواد بن السيد اسماعيل بن السيد محمد بن السيد محمد بن السيد ابراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين ابن السيد نور الدين الموسوي، الشهير بالسيد عبد الحسين شرف الدين عالم فاضل محقق مدقق، ذو فضل واطلاع وغور في تحقيق الحقائق، كامل في اكثر الفنون الاسلامية، أحد المراجع في الدين اليوم، له مصنفات حسنة ومؤلفات نافعة، مروج للدين نافع للمؤمنين. سكن صور من بلاد بشارة، وله آثار في احياء الدين، نفع الله به المؤمنين، حسن التحرير للمطالب العلمية.
________________________________________
1) ولد في النبطية الفوقا حدود سنة 1293، وتوفى ببعلبك فجأة في صفر سنة 1370 ونقل جثمانه إلى النبطية الفوقا فدفن بها. انظر نقباء البشر ص 1076.
________________________________________
[ 257 ]
كان تحصيله في النجف على علمائها في الفقه والاصول، وله فيها كتابات، صدقه جماعة من الاعلام وشهدوا له بالاجتهاد والكمال، وقد طبعت بعض مؤلفاته، زاد الله في توفيقه. وهو من أسرتنا وعائلتنا وأرحامنا وابن شقيقتنا، كثر الله في العلماء أمثاله. وقد طبع من مؤلفاته مقدمة كتابه " المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة "، وهو من أجل كتب الامامية، شحنه بالتحقيقات والتنبيهات بما لم يسبقه إليها أحد، فيها حياة الدين وترويج طريقة الائمة الهادين وحقيقة وما عليه شيعتهم المؤمنين. و " الفصول المهمة في تأليف الامة "، وله كتاب " سبيل المؤمنين " وقد أخرج صاحب مجلة العرفان لمعة منه في وجوب مودة أهل البيت ومقالة في عصمة أهل البيت بنص الكتاب، وأخرج في الجزء السابع من المجلد الخامس بيانه في أن الصلاة على أهل البيت فريضة، وهذا الكتاب يشتمل على ثلاث مجلدات في امامة ائمتنا الاثني عشر وأحوالهم ومناقبهم لا نظير له في موضوعه. وله كتاب " بغية الراغبين في أحوال آل شرف الدين "، وهو كتاب ممتع في تواريخ هذه الاسرة الكريمة وفروعها الطاهرة، وربما نقلنا عنه بعض الكلمات في تراجم بعض أعلام أسرتنا رحمهم الله. فلاحظ. وله كتاب " شرح التبصرة " على سبيل الاستدلال، خرج منه كتاب الطهارة وكتاب القضاء والشهادات وكتاب المواريث في ثلاث مجلدات. و " تعليقة على استصحاب رسائل الشيخ " في مجلد واحد، ورسالة في " منجزات المريض " استدلالية. وكتاب " النصوص الجلية في امامة العترة الزكية " يشتمل على ثمانين نصا، أربعين مما أجمع على صحته المسلمون وأربعين مما انفردت به الامامية، وفيه
________________________________________
[ 258 ]
وفي سبيل المؤمنين ما شئت من أدلة عقلية ونقلية وحكمة فلسفية. كتاب " تنزيل الايات الباهرة في فضل العترة الطاهرة " مجلد واحد يشتمل على مائة آية نزلت فيهم بحكم الصحاح المجمع على تصحيحها. كتاب " تحفة المحدثين في من أخرج عنه الستة من المضعفين "، كتاب " تحفة الاصحاب في حكم أهل الكتاب "، كتاب " الذريعة في نقض البديعة " أي بديعة النبهاني، كتاب " المناظرات الازهرية والمباحثات المصرية " يشتمل على مهمات المسائل الخلافية متكفلا باثبات الحق من طريق مخالفيه. كتاب " مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام " خرج منه مجلد واحد نشر عنه العرفان في مجلداته الاول والثاني والثالث تراجم كثير من الاعاظم 1). رسالة " بغية الفائز في نقل الجنائز " نشرت العرفان جلها، رسالة " بغية السائل عن لثم الايدي والانامل " فيه أربعون حديثا من طرقنا وأربعون من طريق غيرنا. " زكاة الاخلاق " رسالة شريفة نشرت مجلة العرفان لمعا منها، رسالة " الفوائد والفرائد "، و " تعليقة على صحيح البخاري "، و " تعليقة على صحيح مسلم "، و " الاساليب البديعة في رجحان مآتم الشيعة " وهو كتاب جليل، ورسالة " النجعة في أحكام المتعة " 2).
________________________________________
1) استخرجناه من مجلة العرفان وطبعناه بالنجف الاشرف سنة 1385 بعنوان " مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ". 2) ولد في الكاظمية سنة 1290، وتوفى في صور سنة 1377، ونقل جثمانه إلى النجف الاشرف فدفن فيه. أنظر اعيان الشيعة 7 / 457.
________________________________________
[ 259 ]
(223) السيد عبد الحميد نور الدين الموسوي الكركي عالم جليل وفقيه خبير، عالم بالحديث والتفسير كثير العبادة والزهد، يروي عنه الشيخ الجليل نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسى بن الحسن ابن عيسى العاملي المذكور في الاصل، وهو يروي عن أستاده الشيخ زين الدين الشهيد. وقد ذكره الشيخ نجيب الدين المذكور في الاجازة التي كتبها للسيد الاجل السيد حسين بن حيدر الكركي، وقد أخرجها العلامة المجلسي في اجازات البحار 1). ولاخفاء في طبقته بعد هذا. (224) الشيخ عبد السلام 2) الحر العاملي من العلماء الاجلاء، وهو ممن ابتلي بظلم عثمان بك فقبض عليه وعلى علي منصور أحد الرؤساء، وكان ذلك في سنة ألف ومائة واثنتين وعشرين وحبسهما، ثم نجاه الله 3) وبيت حر بيت علم ورئاسة في بلاد الشقيف إلى اليوم. هامش * 1) بحار الانوار 109 / 162 2) هو عبد السلام بن الحسن بن محمد بن على بن محمد الحر الجبعى العاملي. 3) توفى سنة 1138. أنظر اعيان الشيعة 8 / 16.
________________________________________
[ 260 ]
(225) السيد عبد الحفيظ بن محمد أشرف بن عبد الحسيب بن احمد بن زين العابدين العلوي العاملي كان جده السيد أحمد صهر المير داماد وتلميذه والراوي عنه عن الشيخ عبد العالي العاملي عن والده المحقق الكركي. وصاحب الترجمة يروي عن أبيه محمد أشرف عن أبيه عبد الحسيب عن أبيه السيد احمد المذكور. ويروي عن صاحب الترجمة الميرزا محمد ابراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني الاصفهاني القاضي. (226) عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن زيد بن تميم، أبو محمد ديك الجن الشامي العاملي كان شاعر الدنيا وصاحب الشهرة بالادب، فاق شعراء عصره وطار ذكره وشعره في الامصار حتى صاروا يبذلون الاموال لقطعة من شعره. افتتن بشعره الناس بالعراق وهو بالشام، حتى أنه أعطى أبا تمام في أول عمره قطعة من شعره وقال له: يافتى اكتسب بهذا واستعن به على قولك. فنفعه في العلم والمعاش، على ما حكاه عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزبيدي قال: كنت جالسا عند ديك الجن فدخل عليه حدث وأنشده شعرا عمله، فأخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجا كبيرا فيه كثير من شعره فسلمه إليه وقال يافتى تكسب بهذا واستعن به على قولك، فلما خرج سألته عنه فقال: هذا فتى من أهل جاسم يذكر أنه من طئ يكنى ابا تمام واسمه حبيب بن أوس وفيه أدب
________________________________________
[ 261 ]
وذكاء وله قريحة وطبع الحديث 1). وكان تولد ديك الجن سنة احدى وستين ومائتين، وهو من أهل سليمة، ولم يفارق الشام مع أن الخلفاء من بنى العباس في عصره ببغداد، ولا دخل العراق ولا إلى غيره منتجعا بشعره ولا متصديا لاحد كما في تاريخ ابن خلكان، قال: وكان يتشيع تشيعا حسنا، وله مراثي في الحسين عليه السلام 1) ولم ينتجع بشعره خليفة ولا غيره، ولا دخل العراق مع نفاق سوق الادب. قلت: ومن شعره في الحسين عليه السلام: جاؤا برأسك يابن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا وكأنما بك يابن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولما يرقبوا * في قتلك التنزيل والتأويلا ويكبرون بأن قتلت وانما * قتلوا بك التكبير والتهليلا وتوفي سنة 235 وعمر بضعا وسبعين سنة. رحمة الله ورضوانه عليه. (227) السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن نور الدين المذكور في الاصل، أخو جدنا الاعلى السيد ابراهيم شرف الدين بن زين العابدين المتقدم ذكره كان من العلماء الفقهاء الاجلاء، وله ذرية أشراف أجلاء، منهم المرحوم السيد عباس بن السيد عيسى بن السيد عبد السلام، وللسيد عباس خمسة أولاد: السيد أمين، فاضل تقدم ذكره وأنه سم بمصر ومات بها 2). والسيد محمد نزيل الغري صاحب الرياضات والكرامات المعروف بملاقاة
________________________________________
1) وفيات الاعيان 3 / 184 - 188. 2) انظر ص 108 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 262 ]
مولانا صاحب الزمان عليه ولابائه السلام، توفي في النجف في سنة بضع وتسعين ومائتين والالف 1). والسيد محمود والسيد علي والسيد قاسم في جبثيث، وقد سمعت بوفاة السيد محمود رحمة الله عليه أيضا وكان يكاتبني، ولا أعرف حال الباقين الان. ومن ذرية السيد عبد الاسلام المذكور وأحفاده السيد هاشم طاب ثراه والسيد حسين هاشم المتقدم ذكره، وله ابن السيد محمد هاشم سكن في دار سريان من قرى الجبل، ومنهم السيد أبو الحسن في قرية معركة، والسيد عطاء الله في بيريش، وأولادهم السيد علي وأخوه السيد موسى، وكان منهم في معركة السيد محمد المعروف (...) 2)، وأولاده السيد يوسف والسيد هاشم والسيد أمين. (228) السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس بن علي بن نور الدين الموسوي العاملي ولد في جبثيث قبل وفاة والده بأيام قلائل في سنة (...) 3)، وكان من الفقهاء الافاضل عابدا زاهدا قواما صواما متهجدا، أخذ الفقه والاصول عن ابن عمه الفقيه العلامة السيد صالح وله منه اجازة مفصلة، وله أشعار كثيرة في المناجاة وأرجوزة في مواليد الائمة ووفاتهم ومشاهدهم وكراماتهم.
________________________________________
1) مترجم برقم (334). 2) كلمة مطموسة في الاصل. 3) التاريخ مطموس في المصورة، وفى اعيان الشيعة 8 / 16: ولد حدود سنة 1179.
________________________________________
[ 263 ]
وله أربعة أولاد: السيد عيسى، والسيد موسى، والسيد ابراهيم، والسيد محمد. وهو من أسرتنا وذريته من بيت الفقه والادب. (229) الشيخ عبد الصمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي أخو الشيخ بهاء الدين 1) وشريكه في الاجازة التي كتبها أبوهما الشيخ حسين على ظهر اجازة الشهيد الثاني له، قال، فقد أجزت لولدي بهاء الدين محمد و ابى تراب 2) عبد الصمد حفظهما الله. إلى أن قال: ما تضمنته هذه الاجزة، بلغهما الله سبحانه آمالهم وأصلح في الدارين أحوالهما انه جواد كريم، قال ذلك بفيه ورقمه بقلمه أبوهما الشفيق الخاطئ. إلى أن قال: وكان ذلك يوم الثلاثاء ثاني رجب المرجب المعظم سنة احدى وسبعين وتسعمائة في المشهد المقدس الرضوي، على مشرفه وعلى آله وعلى آبائه أفضل الصلاة وأكمل التسليم. قد أخرج العلامة المجلسي " ره " في كتاب الاجازات صورة ما كتبه والد البهائي لولديه 3)، وقد أغفل ذكر ذلك في الاصل واقتصر على أن البهائي صنف له " الصمدية "، وما ذكرناه كان أحرى بالذكر في ترجمته. وله - أعني صاحب الترجمة - حاشية مبسوطة على كتاب الاربعين لاخيه البهائي ذات فوائد وتحقيقات.
________________________________________
1) مذكور في امل الامل 1 / 109. 2) في البحار 108 / 179 ومصورة مخطوطته " ابى رجب " وفى الهامش " ابى تراب - خ ل ". 3) بحار الانوار 108 / 179.
________________________________________
[ 264 ]
وتوفي سنة عشرين بعد الالف حوالي المدينة المنورة، وحمل نعشه إلى النجف الاشرف على مشرفه السلام. (230) الشيخ عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي، جد شيخنا البهائي ذكره في الاصل 1) بغاية الاختصار مع كونه من أجل العلماء. وقد رأيت تعظيمه في اجازة المحقق الكركي، قال: الشيخ الفاضل عمدة الاخيار ضياء الدين عبد الصمد - إلى آخر كلامه. كانت وفاته في نصف ربيع الثاني سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وخلف أربعة أولاد ذكور، وهم: الشيخ علي، والشيخ محمد، والشيخ حسين، والشيخ حسن. وأصغرهم الشيخ حسين والد شيخنا البهائي، وعمر الشيخ عبد الصمد ثمانون سنة. (231) الشيخ عبد العالي الكركي، وهو جد المحقق الثاني الكركي كان من أجلة الفقهاء ومن جملة مشايخ الشيخ المحقق علي بن هلال أستاد المحقق الكركي كما في رياض العلماء 2). وهو غير مذكور في الاصل، ولا عجب فقد أغفل غير واحد حتى بعض
________________________________________
1) امل الامل 1 / 109. 2) لم نجده في الرياض.
________________________________________
[ 265 ]
أجلاء سلفه كما يقف عليه من راجع هذا الكتاب. (232) أبو محمد تاج الدين الشيخ عبد العالي بن الشيخ علي المحقق الكركي ذكره في الاصل 1) ولم يذكر بعض مصنفاته ولا تاريخ تولده ولا تاريخ وفاته ولا سيرته. كان تولده في تاسع عشر ذي قعدة سنة 926 ليلة الجمعة. وقال المولى عبد الله في رياض العلماء: كان ظهر الشيعة وظهيرها بعد أبيه المحقق الكركي ورأس الامامية اثر والده، وكان معاصرا للميرزا مخدوم الشريفي السني صاحب كتاب نواقض الروافض، وكان بينهما مناظرات ومباحثات في الامامة وغيرها. وقال السيد العلامة السيد حسين بن حيدر الكركي عند ذكره: شيخنا العلامة قدوة المحققين لسان المتقدمين حجة المتأخرين خلاصة المجتهدين شيخنا عبد العالي قدس الله روحه، وشيخنا هذا كان أعلم أهل زمان - إلى آخر كلامه. وقال صاحب تاريخ عالم آرا - وهو كتاب في تاريخ الدولة الصفوية بالفارسية -: كان الشيخ عبد العالي المجتهد من علماء دولة السلطان شاه طهماسب وبقي بعده أيضا، وكان في العلوم العقلية والنقلية رئيس أهل عصره، وكان حسن المنظر جيد المحاورة وصاحب أخلاق حسنة، وجلس على مسند الاجتهاد بالاستقلال، وكان أغلب اقامته بكاشان ويشتغل فيها بالتدريس وافادة العلوم، وعين جماعة فيها لفصل القضايا الشرعية والصلاح بين الناس، وربما توجه
________________________________________
1) أمل الامل 1 / 110.
________________________________________
[ 266 ]
بنفسه أحيانا لذلك، وإذا جاء لعسكر الشاه طهماسب يبالغ السلطان في تعظيمه وتكريمه، وكان بابه مرجعا للفضلاء والعلماء، واكثر علماء عصره أذعنوا باجتهاده ويعلمون على قوله في الفروع والاصول، وهو في الحقيقة زينة بلاد ايران 1). أقول: وله من المصنفات " شرح ارشاد العلامة " إلى كتاب الحج، و " شرح كبير على ألفية الشهيد الاول "، ورسالة عملية في " فقه الصلاة اليومية "، وله كتاب " تعليقات على رسالة الشيخ علي بن هلال في مسائل الطهارة "، وله كتاب " المناظرات مع الميرزا مخدوم في الامامة " وغير ذلك. وكانت وفاته في اصفهان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ودفن في الزاوية المنسوبة إلى سيد الساجدين، ثم نقل إلى المشهد المقدس الرضوي ودفن في دار السيادة. (233) الشيخ عبد علي بن محمد بن عز الدين العاملي عالم فاضل فقيه شاعر، تخرج على السيد محمد صاحب المدارك في جبع، وعندي كتاب " نهاية المرام في شرح مختصر شرائع الاسلام " للسيد صاحب المدارك بخط الشيخ عبد علي المذكور كتبه على نسخة الاصل، بمعنى أن كل كراس كان يتم ويخرج من المصنف كان يقرؤه على المصنف ويبيضه بعد ذلك ويكتب السيد بخطه الشريف " بلغ سماعا وقراءة أيده الله "، وفرغ من استكتابه يوم الجمعة العشرين من شهر رجب لسنة سبع بعد الالف، وفراغ السيد من تصنيفه ضحى نهار الخمسين تاسع عشر من شهر رجب المذكور من السنة المذكورة، فلما تم التصنيف يوم الخميس تم التبييض يوم الجمعة.
________________________________________
1) رياض العلماء 3 / 131 - 134.
________________________________________
[ 267 ]
(234) الشيخ عبد الكريم بن الشيخ ابراهيم بن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي العاملي من علماء المائة العاشرة، تخرج على والده العلامة وكتب له اجازة قال فيها " طلب الفاضل الكامل التقي عبد الكريم وفقه الله لمراضيه بمحمد وآله وصانه عن ارتكاب معاصيه اجازة العمل والرواية علما منه بأن الاصل في ذلك الدراية، فأجزت له أجزل الله عونه ما أجاز لي والدي " إلى آخر ما هو مذكور في الاجازة، وقد أخرجها العلامة المجلسي " ره " في المجلد الاخير من مجلدات البحار 1)، وكان تاريخ الاجازة أوائل شهر رمضان من سنة خمس وسبعين وتسعمائة حين كانا في النجف الاشرف على مشرفه الصلاة والسلام. ورأيت فراغه من نسخ الروضة البهية في سنة خمس وثمانين وتسعمائة. وهو والد الشيخ لطف الله الاتي ذكره. ثم رأيت الجزء الخامس من مسالك الافهام بخطه فراغ منه سنة 984. (235) الشيخ عبد الله نعمة العاملي من أجلة العلماء في عصره وفقهاء الامامية المرجوع إليه في الاحكام. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة بعد الالف 2).
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 180. 2) المترجم هنا غير المذكور في الترجمة برقم (240)، ولعله هو " عبد الله بن على بن نعمة " المذكور في نسب الاتى.
________________________________________
[ 268 ]
(236) عبد الله بن ايوب العاملي الجزينى كذا في الاصل 1) عن مقتضب الاثر 2)، وليس في المقتضب لفظة " عاملي ". نعم في بعض نسخه " الجزينى " بالزاء المعجمة، وفي بعضها بالراء المهملة، وفي بعض النسخ " الحزيبى " بالحاء المهملة والزاء المعجمة والياء المثناة ثم الباء الموحدة ثم ياء النسبة، كأنه نسبة " حزيب " مصغر حزب 3). ثم ان جزين بكسرتين اسم لموضعين: قرية كبيرة قريبة من اصفهان وقرية من قرى جبل عامل منها الشهيد. وجرين تصغير جرن موضع من أرض نجد 4). فلم أتحقق أنه عاملي لكثرة الاحتمالات. (237) عبد الله بن جابر العاملي ذكر في الاصل 5) ولم يذكر طبقته، وهو من أهل القرن الحادي عشر،
________________________________________
1) امل الامل 1 / 111. 2) مقتضب الاثر ص 50. 3) لعل الصحيح " الخريبى " بالخاء المعجمة والراء المهملة، نسبة إلى " الخريبة " موضع بالبصرة وعندها كانت وقعة الجمل. 4) انظر معجم البلدان 1 / 132. 5) امل الامل 1 / 112.
________________________________________
[ 269 ]
يروي عنه العلامة المجلسي " ره " صاحب البحار 1)، وله منه اجازة ذكرها في اجازات البحار 2). ويروي هو عنه المولى درويش محمد بن الحسن النطنزي العاملي جد التقي المجلسي لامه عن المحقق الثاني الكركي. وعبد الله بن جابر المذكور ابن عمة المولى التقي المجلسي. (238) عبد الله بن حوالة الازدي له صحبة - كذا في الاصل 3)، ولم أتحقق وجها صحيحا لذكره في العوامل. قال ابن حجر في الاصابة: عبد الله بن حوالة - بالمهملة وتخفيف الواو - ويكنى أبا حوالة، وقيل ابا محمد، قال البخاري له صحبة، ونسبه الواقدي إلى بنى عامر بن لؤي، ونسبه الهيثم إلى الازد، وهو أشهر. وقال ابن الاثير في أسد الغابة: ويمكن أن يكون حليفا لبنى عامر، وأصله من الازد 4). أقول: انكر كونه من الازد ابن حبان، وقال انما هو الاردني بالراء وبعد الدال نون الثقيلة لكونه نزلها، وقال عبد الله بن يونس وابن عبد البرانه مات سنة ثمانين بالشام، وجزم الواقدي بموته سنة ثمان وخمسين، وهو الذي قاله
________________________________________
1) بل يروى عنه والد العلامة المجلسي المولى محمد تقى. انظر تعليقنا في ص 116 من هذا الكتاب. 2) بحار الانوار 110 / 160. 3) امل الامر 1 / 113. 4) اسد الغابة 3 / 148.
________________________________________
[ 270 ]
محمود بن ابراهيم وغيره، وقيل مات سنة ثمانين، وبه جزم ابن يونس وابن عبد البر. (239) الشيخ عبد الله بن محمد العاملي عالم فاضل فقيه محدث، من علماء عصر العلامة المجلسي " ره "، يروي عن الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ابن الشيخ محمد ابن صاحب المعالم. ويروي عنه الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي العاملي نزيل الحائر الحسينى على مشرفه السلام شيخ اجازة المولى أبو الحسن الشريف. وكان صاحب الترجمة حيا في سنة 1100 حسبما صرح به تلميذه الميسى المذكور. (240) الشيخ عبد الله نعمة العاملي الجبعي 1) عالم فاضل فقيه ماهر في العلوم، تربى على يد الشيخ الجليل العالم المحقق الشيخ حسن القبيسي في الكوثرية، ثم هاجر إلى النجف وأخذ عن علمائها حتى برع في العلوم الدينية غير مدافع، ولما رجع إلى جبع اكب عليه أهل العلم وصار شيخ البلاد الشامية والمرجع العام في البلاد. حدثني السيد العالم محمد بن هاشم الهندي قال: جاء الشيخ صاحب الجواهر ورقى المنبر للتدريس وأنا تحت المنبر فقال: قد جاءني من بعض
________________________________________
1) هو الشيخ عبد الله بن على بن الحسين بن عبد الله بن على بن نعمة.
________________________________________
[ 271 ]
الاخوان بطهران خط يذكر فيه ان السلطان محمد شاه قاجار ذكر في وصف السلام ان عند الشيخ محمد حسن في النجف مصبغة اجتهاد يصبغ فيها الطلبة ويكتب لهم اجازة الاجتهاد ويرسلهم إلى ايران. ثم قال الشيخ: مع أني يعلم الله لم أشهد باجتهاد هؤلاء الذين اكتب بالرجوع إليهم في المسائل والقضاء، فان مذهبي في المسألة معلوم اني أجوز القضاء والفتوى بالتقليد، وما شهدت في كل عمري باجتهاد أحد غير أربعة: الشيخ عبد الله بن نعمة العاملي، والشيخ عبد الحسين الطهراني، والشيخ عبد الرحيم (...) 1)، والحاج مولى علي الكني - الحديث. والغرض من نقل هذه الحكاية أن الشيخ عبد الله رحمه الله كان من المسلمين عند الاساطين، وكان قد رحل إلى رشت سكنها مدة وتزوج بها، ثم جاء إلى بلاده وسكن جبع وأخذ في ترويج الدين وتربية المشتغلين مدة أربعين سنة وتربى على يده غير واحد. وكان يصوم شهر رمضان بالشام لتعليمهم الاحكام، وانقادت إليه الامور وألقى إليه أهل بلاد الشام أزمة الانقياد والطاعة، وكان له المرجعية العامة في التقليد في تلك البلاد، وعمر عمرا طويلا وتوفي في قرية جبع سنة ثلاث وثلاثمائة بعد الالف ودفن في جبع 2). قدس الله روحه.
________________________________________
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الاصل، ولعلها " البروجردي ". 2) قال في اعيان الشيعة 8 / 60: ولد سنة 1219، وتوفى في فجر الثلاثاء لاربع بقين من شهر ربيع الثاني سنة 1303 في جبع ودفن فيها.
________________________________________
[ 272 ]
(241) الشيخ عبد اللطيف بن علي بن احمد بن ابى جامع الحارثي العاملي اختصر ذكره في الاصل 1)، والرجل من العلماء المتبحرين في الفقه والحديث والرجال، تخرج على السيد صاحب المدارك ويعبر عنه بمفيدنا، وعلى الشيخ صاحب المعالم ويعبر عنه بشيخنا، وقد خالفهما في المسلك في كتابه " جامع الاخبار في ايضاح الاستبصار "، فقال: فاني قد عمدت فيه لاثبات 2) ما طرحه بعض مشايخنا المتأخرين من الضعيف بل الموثق بحسب الاصطلاح الجديد فهدموا بذلك اكثر من نصف أحاديث الكتب الاربعة لامر شرحناه. وهو يروي عن والده نور الدين علي عن والده شهاب الدين احمد بن ابى جامع عن المحقق الثاني الكركي، ويروي أيضا عن أستاديه صاحبي المدارك والمعالم وعن الشيخ البهائي أيضا 3). وعندي كتابه في الرجال، اقتصر فيه على رجال الكتب الاربعة بالخصوص، قال: لانحصار أحاديث الاحكام الشرعية في الكتب الاربعة من بين كتب السابقين، ورتبه على ترتيب " منهج المقال في أحوال الرجال " للميرزا محمد الاسترابادي في الترتيب على حروف المعجم في الاسماء والاباء والكنى والالقاب ويشير إلى طبقة الراوي، وهو كتاب جليل في بابه لم يصنف مثله، ويصلح أن يكون مقدمة من مقدمات كتاب جامع الاخبار، لانه سلك فيه غاية الايجاز لكنه لم يترك ما في " كش " و " جش " و " جخ " و " صه " من التوثيق والجرح والتعديل
________________________________________
1) امل الامل 1 / 111. 2) في مصورة الاصل " فلا قد عمدت فيه الاثبات ". 3) مترجم أيضا في رياض العلماء 3 / 256.
________________________________________
[ 273 ]
على غاية الاختصار. وهذا الشيخ عبد اللطيف أبو طائفة كبيرة في النجف يعرفون بآل محيى الدين، والشيخ محيى الدين هو ابن الشيخ عبد اللطيف المذكور، ويروي عن أبيه عن مشايخه. ولصاحب الترجمة أيضا رسالة في " رد كلام صاحب المعالم في الاجتهاد والتقليد "، وكتاب في " المنطق "، و " حواشي على المعالم ". وانتقل بعد وفاة أبيه إلى خلف آباد. (242) الشيخ عبد اللطيف بن نعمة الله بن احمد بن محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي قال في رياض العلماء: كان من المعاصرين للشهيد الثاني، وقد رأيت نسخة من الاستبصار بخطه الشريف في اصفهان، وخطه متوسط في الجودة، وعليها اجازة من والده للسيد حسين بن شدقم المدني، وقد قرأها ذلك السيد على والده الشيخ نعمة الله المذكور. فلاحظ. ووالده وجده من مشاهير العلماء. انتهى 1). (243) الشيخ عبد الواحد قال في رياض العلماء: فاضل عالم، من متأخري العلماء، ورأيت لهذا
________________________________________
1) رياض العلماء 3 / 255. أقول: في اعيان الشيعة 8 / 44: انه وجد بخط الشيخ عبد اللطيف هذا كتابا أتم كتابته في العشر الثاني من ربيع الاول سنة 971.
________________________________________
[ 274 ]
الشيخ تعليقات على شرح رسالة الدراية للشهيد الثاني، ولعله كان من علماء جبل عامل. فلاحظ. انتهى 1). (244) السيد علي ابراهيم العاملي 2) عالم فاضل فقيه، له اليد الطولى في الفقه، تخرج على الشيخ العالم المحقق الشيخ حسن قبيسي في مدرسته بالكوثرية، وكان شريك الشيخ عبد الله نعمة في الدرس، وصار من المراجع في البلاد 3)، وهو من بيت علم، خرج منهم جماعة والعلم باق فيهم إلى اليوم، فيهم علماء أجلاء كالسيد حسن ابراهيم وأولاده السيد محمد والسيد مهدي حفظهم الله. (245) السيد علي العلوي البعلبكي العاملي وصفه جدنا الاعلى السيد نور الدين في بعض اجازاته بالفاضل الورع التقي، قال ما لفظه: ولنا طريق آخر إلى الشيخ الجليل الحسين بن عبد الصمد المذكور سابقا، وهو السيد الفاضل الورع التقي السيد علي العلوي عن العلامة الشيخ بهاء الدين قدس الله أرواحهم عن والده الشيخ حسين " ره ". انتهى. أقول: ولعل هذا السيد هو الذي ذكره الشيخ الحر في الاصل بعنوان " السيد علي بن علوان الحسينى العاملي البعلبكي "، وقال فيه: كان فاضلا
________________________________________
1) رياض العلماء 3 / 276. 2) هو السيد على آل ابراهيم الحسينى العاملي الكوثرانى. 3) توفى سنة 1260. انظر اعيان الشيعة 8 / 150.
________________________________________
[ 275 ]
صالحا، روى عن الشيخ البهائي اجازة. انتهى 1). فتأمل. وكيف كان يكفي في جلالته رواية السيد الجد العلامة عنه مع ماله إليه طرق عديدة. (246) الشيخ زين الدين علي التولينى النحاريري العاملي كان من أجلة الفقهاء العلماء، ويروي عن الشيخ مقداد السيوري، ويروي عنه الشيخ جمال الدين احمد بن الحاج علي العيناثي العاملي كما يظهر من اجازة الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي للسيد ابن شدقم المدني. وظني أنه مذكور في كتابنا هذا بأدنى تغيير فلاحظ، إذ لم أجده في أمل الامل بهذا الوصف. فلاحظ. ثم انه ينقل الكفعمي في بعض مجاميعه عن كتاب " الكفاية " في الفقه للتوليني، والظاهر أن مراده منه هو هذا الشيخ، ونسبه إليه بعض آخر من العلماء أيضا وينقل عنه الفتاوى. انتهى عن رياض العلماء 2). فلاحظ. (247) الشيخ علي بن الشيخ حسن الخاتون العاملي عالم عامل رباني فقيه روحاني حكيم الهي طبيب بلا ثاني، يحكى عنه
________________________________________
1) امل الامل 1 / 124. 2) رياض العلماء 3 / 380، ويذكر فيه ايضا 2 / 393 بعنوان " الشيخ زين الدين ابن الشيخ شمس الدين محمد بن على بن الحسن التولينى العاملي " وفى ص 397 بعنوان " الشيخ زين الدين التولينى ".
________________________________________
[ 276 ]
علاجات مسيحية، وهو أحد العماء الذين عذبهم أحمد الجزار، كان يحمي له الساج الحديد في النار ويضعه على رأسه، فيقول الشيخ " يا الله " فيكون الساج عليه بردا وسلاما. وضبط الجزار أملاكه وخزانة كتبه المحتوية على خمسة آلاف كتاب وحبسه مرتين. وبالجملة للشيخ حكايات تجري مجرى الكرامات، وهو من بيت علم وجلالة خرج منه علماء أجلاء. وكان هذا الشيخ من المعاصرين لجدنا السيد صالح وبينهما أخوة واختصاص، وكان مبدأ حكم الجزار سنة احدى وتسعين ومائة بعد الالف في عكا، وفي سنة سبع وتسعين أرسل إلى شحور عسكرا فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسرى، وفي سنة ثمان ومائتين وألف فتك بأهالي بشارة وقتل منهم جماعة خنقا في الحبس وفيها عذب الشيخ علي خاتون وغيره، وفي سنة (1212) 1) أهلك أهل بلاد جبل عامل قتلا وحبسا حتى أهلك الحرث والنسل، حتى أنه كان يعذبهم في الحبس بتسليط الكلاب وضرب مقارع الحديد، واستمرت الشدة إلى سنة تسع عشرة ومائتين وألف، فهلك الجزار لعنه الله وأراح أهل البلاد منه. (248) الشيخ علي الزين العاملي، صاحب شحور حكى الشيخ علي السبيتي في تاريخه: ان الجزار أرسل في سنة خمس وتسعين ومائة وألف عسكرا إلى حاصيبا، فجاء إلى بارون، فظن أهل بشارة أن العسكر يريدهم، فحضر ناصيف فصارت وقعة ناصيف، وفي سنة سبع وتسعين جمعوا وحشدوا، وكان المدبر الشيخ علي الزين صاحب شحور،
________________________________________
1) لا يقرأ الرقم في المصورة واضحا.
________________________________________
[ 277 ]
فراسلوا حمزة من بيت علي الصغير ونهضوا إلى تبنين، فقتلوا المتسلم وهرب الكاتب الايوبي ورفع الدفاتر إلى الجزار بصيدا، فأرسل الجزار عسكرا إلى شحور فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسرى، فصلب حمزة بالخازوق وفكوا الاسرى، فهربت بيت الزين مع أولاد ناصيف إلى الشام ومنها إلى العراق، وخلص الشيخ علي الزين أحد أهل شحور إلى الهند وصار وزيرا لاحد ملوكها ونال عنده رتبة، وحين ملك الانكليز هناك هاجر إلى بلاده. (249) الشيخ علي العاملي من العلماء الفضلاء، رأيت بعض حواشيه على شرح الايساغوجي الذي ملكه سنة 1226 بخطه، ورأيت أيضا بعض أشعار على ظهر النسخة تاريخ نظمه سنة 1229 وفيه الشكاية عن زمانه: شجانا الابرق فأيقنا * ومن لذيذ المنام فارقنا أرخى سدوله حتى نالنا نسبا * من جوره فلحاه الله حين جنا أفنى البلاد وشتى بالاهلة مذ * أرخى بسدله حتى مزعجنا إلى قوله: يا قبح الله دهرا قد اسا بأبناء المعالي وأخلى منهم الزمنا 1) وأظنه من العلماء الذين أصابتهم فتنة أحمد الجزار.
________________________________________
1) هذه الابيات مشوشة في الاصل. فلاحظ.
________________________________________
[ 278 ]
(250) الشيخ علي سليمان العاملي من علماء عصر الملعون احمد الجزار المبتلين بمحنته، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل. (251) الشيخ علي العاصي العاملي، ابن خالة السيد يوسف شرف الدين جاءا معا من البلاد واشتغلا في النجف على علمائها، وخصوصا على آية الله الخراساني صاحب كفاية الاصول، وكتب الشيخ علي " حاشية على معالم الاصول "، وتوفي في النجف في نيف وتسعين ومائتين والف. (252) الشيخ علي الكوثراني العاملي من العلماء المتأخرين عن الشيخ الحر، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل. (253) الشيخ علي مروة العاملي من أجلاء علماء عصره، من أهل العلم والادب والشعر، حدث تلميذه الشيخ علي السبيتى عنه وتخرج عليه وحكى عنه حكاية، قال: في سنة اثنتين وخمسين صات الزلزلة الكبيرة وهدمت قدس وصغد وعشرون وما خلت بلدة
________________________________________
[ 279 ]
من الهدم، وقال فيها التاريخ أستادنا الشيخ علي مروة وكان في قرية صلحاء وهدمت عليه الدار وأخرج من تحت الهدم بعد اليأس منه. فعلم أنه كان حيا في سنة 1 1252). رضي الله عنه. (254) الشيخ علي مغنية العاملي من العلماء الاجلة المتأخرين، وفات عن صاحب الاصل، ذكره بعض علماء جبل عامل المعاصرين لنادر شاه في ذيل أمل الامل. (255) الشيخ علي مغنية العاملي 2)، والد الشيخ حسين مغنية المعاصر كان الشيخ علي عالما فاضلا أديبا شاعرا ورعا تقيا كريم الطبع عالي الهمة، وكانت له حافظة غريبة يحفظ القصيدة الطويلة بسماعها مرة واحدة، وكان من تلامذة اليشخ مرتضى الانصاري والشيخ محمد حسين الكاظمي في مدة طويلة، وتوفي في النجف سنة تسعين ومائتين والالف 3).
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 8 / 202: توفى سنة 1280 في بولاق من القطر المصرى في طريقه إلى الحج. 2) هو الشيخ على بن حسن بن مهدى بن حسن بن حسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي. 3) وفى أعيان الشيعة 8 / 185: ولد سنة 1256 وتوفى سنة 1278 أو 1283.
________________________________________
[ 280 ]
(256) الشيخ علي المنشار زين الدين العاملي عالم جليل فقيه كبير، من المروجين للدين، مسلم عند الكل. كان ذهب إلى الهند وحصل كتبا كثيرة وجاء إلى اصفهان أيام السلطان الشاه طمهاسب الصفوي، وتقدم عنده حتى إذا توفي أستاده المحقق الثاني الكركي صار شيخ الاسلام على الاطلاق. وهو الذي طلب الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي من بلاده، ولما جاء أخذ في ترويجه على ما شرحناه في ترجمته، وصار للشيخ حسين مقام عظيم عند الصفوية بواسطته، وزوج ابنته من الشيخ البهائي وزودها عدة كتب في جهازها، ولما توفي انتقلت شيخ الاسلام إلى الشيخ البهائي. وبالجملة كان صاحب الترجمة من كبار العلماء النافعين للدين والعلم والعلماء 1). (257) السيد علي بن ابى الحسن الموسوي العاملي الجبعي كذا ذكره في الاصل 2)، وهو جدنا الاعلى والد السيد محمد صاحب المدارك وجدنا السيد نور الدين، وانما ذكره بهذا العنوان لانه كان يعرف بابن ابى الحسن نسبة إلى الجد الاعلى والا فهو سيذكره بعنوان " علي بن الحسين ابن ابى الحسن الموسوي الجبعي ".
________________________________________
1) انظر ترجمته في رياض العلماء 4 / 266. 2) امل الامل 1 / 117 و 118.
________________________________________
[ 281 ]
وأيضا نسبة والده إلى الجد الاعلى ليس بالعزيز بل هو الشائع، فلا تتوهم التعدد، وأهل البيت أدرى ولا ينبئون منهم مثل خبير. (258) الشيخ علي بن احمد المعروف بالفقيه العادلي العاملي أما وأبا المشهدي الغروي مولدا ومسكنا كذا ذكر في أول ديوانه: هذا ديوان الشيخ الامام العلامة فريد دهره ووحيد عصره - الخ. وذكر في أول ديوانه أنه كان في أوائل شبابه ينظم الشعر فأمره السيد الامام العلامة السيد نصر الله الحائري المدرس الشهيد بجمع شمل ما كان نظمه فامتثل فجمعه. أقول: وشعره من الجيد، وكونه من العلماء الاجلة يظهر من تلقيبه بالفقيه والعلامة ووحيد عصره. ولم أعثر على تواريخه ولا على مشايخه ولا على مصنفاته، لكن يظهر من ديوانه أنه كان قد رحل إلى ايران وبقي فيها سنوات وبالاخص اصفهان، وأنه خرج منها متوجها إلى النجف سنة ألف ومائة وعشرين، والديوان مرتب على مقدمة وأبواب وخاتمة. (259) الشيخ نور الدين علي بن شهاب الدين احمد بن ابى جامع العاملي 1) والد الشيخ حسن والشيخ رضي الدين والشيخ عبد اللطيف صاحب كتاب الرجال المتقدم تراجمهم، والشيخ فخر الدين الاتي ذكره، وتقدم أيضا ذكر
________________________________________
1) له ترجمة مفصلة في أعيان الشيعة 8 / 162.
________________________________________
[ 282 ]
أبيه احمد بن ابى جامع تلميذ المحقق الكركي وعن السيد خلف الحسينى بالاجاز سنة خمس عشرة والالف. وهو أبو أسرة من العلماء، وله التقدم في العلم والفضل، ومع ذلك أغفل ذكره في الاصل مع تكرر ذكره في الاجازة ورواية ابنه الشيخ عبد اللطيف عنه ورواية حفيده الشيخ محيى الدين بن عبد اللطيف عن أبيه، وكذلك رواية الشيخ حسين بن محيى الدين المذكور، وكل هؤلاء (مذكورون) في الاصل. فلاحظ. قال بعض احفاده - وهو الشيخ جواد محيى الدين - في رسالة أفردها في تراجم آل ابى جامع: ان أول من هاجر من آل ابى جامع الشيخ علي بن احمد بن ابى جامع، وانما عرف جده بأبى جامع لانه بنى جامعا في تلك البلاد، ونسبه ينتهي إلى الحارث الهمداني. قال: وسبب انتقال الشيخ علي المزبور - على ما رأيت بخط الفاضل الشيخ علي بن الشيخ رضي الدين بن الشيخ علي المزبور - هو أنه لما جرى ما جرى في تلك البلاد من القضاء المحتوم على المرحوم المبرور الشهيد الثاني " ره " تضعضعت البلاد واضطرب أهلها وشملهم الخوف والتقية، خرج الشيخ علي المزبور ولكن لم أدر من أي قرية من تلك القرى، فقيل من جبع، وقيل من عيناثا، وقد خرج مع أولاده وعياله خائفا يترقب حتى وصل كربلا فأقام بها. وكان عالما فاضلا محدثا تقيا نقيا صالحا ذا ثروة ونعمة جزيلة غير محتاج لاهلها، وسكن بها مدة، وكان السيد محمد بن ابى الحسن العاملي أيضا قد جاء من البلاد وسكن بكربلا، وكان بكربلا رجل جليل وهو الذي بنى الجامع تجاه الضريح المقدس وعمر الحرم الحسيني فأوصى الرجل المذكور للشيخ علي والسيد محمد في أمواله وتوفي، فشاع هذا حتى وصل إلى السلطان
________________________________________
[ 283 ]
العثماني فأرسل باحضار الوصيين، فجاء المأمور بالاحضار إلى كربلا وأخذ السيد محمد ولم يكن الشيخ علي حاضرا بل كان في النجف، فقيد السيد وتوجه إلى النجف للقبض على الشيخ علي، وكان المرحوم السيد حسين كمونة واليا على النجف، فاحتال على المأمور حتى خلص السيد من يده، وتوجه السيد هاربا إلى مكة والشيخ علي هرب إلى بلاد العجم، فلما وصل إلى الدورق والحاكم بها السيد مطلب ولد السيد مبارك الزم الشيخ بالاقامة وعنده، ثم انتقل السيد مطلب مع الشيخ إلى الحويزة وسكناها حتى مات الشيخ علي بها ونقل إلى النجف، وهو أول من نقل من الحويزة إلى النجف. وله من المصنفات " شرح قواعد العلامة "، ورسالة في " تحقيق صلاة الجمعة في حال الغيبة ". (260) السيد علي بن السيد محمد امين قشاقشي الحسيني العاملي ذكره السيد محمد بن معصوم في تلامذة السيد المتبحر السيد عبد الله شبر الكاظمي صاحب " جامع الاحكام "، قال: ومنهم العالم العامل الفاضل المدقق الكامل المتبحر الماهر التقي السيد علي بن محمد امين العاملي، فانه لما هاجر من بلاد الجبل إلى العراق للاشتغال ورد مشهد الكاظمين " ع " فقرأ جملة من العلوم على سيدنا المذكور. قال: وهذا السيد له بعض التصانيف، منها " شرح المنظومة " للعالم المتبحر رئيس العلماء على الاطلاق ومن وقع على فضله الاتفاق بحر العلوم السيد محمد مهدي الطباطبائي طاب ثراه. انتهى. ورأيت بقلم أستاده السيد عبد الله شبر أن السيد على الامين استعار الكتاب
________________________________________
[ 284 ]
الفلاني سنة 1227، فيعلم أنه كان في هذا الزمان في بلد الكاظمين يحضر على السيد، وفي هذا التاريخ كان الشيخ اسد الله صاحب المقابيس حيا يدرس في بلد الكاظمين، ولعله كان يحضر عليه أيضا. ورأيت بخط السيد علي الامين نسب السيد رضا العاملي يشهد بصحة نسبه، وهو الشيخ 1) عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة النقد في الرجال تلميذ السيد عبد الله شبر أيضا، مع شهادة الشيخ مهدي مغنية والسيد احمد بن السيد محمد امين الحسينى، ولعله جد السيد العالم الفاضل السيد كاظم ابن السيد العالم السيد احمد بن السيد علي الامين، وهو غيره، فان السادة من آل الامين كلهم ينسبون إليه، وربما لم يكن ابن صلبى والنسبة إلى الجد غير عزيزة كما أني أعلم أنه كان في النجف رجل يعرف بالسيد علي الامين، وهو والد السيد باقر العاملي الذي تزوج السيد محمد بن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة بنته وطلقها ثم تزوجها الشيخ الفقيه الشيخ حسن بن الشيخ اسد الله صاحب المقابيس، وهي أم جميع أولاده المشايخ الكرام. واعلم أيضا أن رجلا كان اسمه السيد علي العاملي من أرحام السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة في النجف، وكان بالسيد 2) الامام العلامة السيد باقر القزويني صاحب القبة والضريح والشباك في النجف، وكان معين السيد باقر في مسألة الاموات أيام الطاعون سنة ست واربعين ومائتين بعد الالف. وفي ترجمة السيد صاحب مفتاح الكرامة للسيد الفاضل المروج السيد محسن بن عبد الكريم سلمه الله عند تعداد تلامذة السيد جواد قال: ومنهم جدي الادنى لابي السيد الاجل الفقيه العلامة علي بن محمد أمين بن ابى الحسن موسى
________________________________________
1) كذا ولعل الصحيح " والشيخ ". 2) كذا في مصورة الاصل.
________________________________________
[ 285 ]
كما يظهر من تعبيره عنه بالاستاد. انتهى (1. فيعلم أن للسيد علي الامين جده تصنيفا، ولعله " شرح الدرة " للسيد بحر العلوم، فيكون هو السيد علي الامين شارح الدرة. وببالي أن المرحوم السيد علي بن محمود أيضا كان ينسب إلى من اسمه السيد علي الامين، ولعله جد السيد محسن. ولعل الكل واحد والمظنون التعدد. وكيف كان لا أعرف تفصيل تراجمهم وانما ذكرت معلوماتي والتمييز والتفصيل موكول إلى من يعرف. (261) الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن بشارة العاملي، تلميذ شيخنا الشهيد الاول كتب له اجازة في شعبان سنة 757 وصفه بما نصه: الشيخ الاجل العالم العامل الفقيه الكامل الزاهد العابد زين الدين ابى الحسن علي بن بشارة العاملي الشقراوي الحناط. إلى آخره. وقد أخرج الاجازة المولى عبد الله في رياض العلماء قال: وهي موجودة عندي بخط الشهيد قدس الله روحه (2. (262) الشيخ زين الدين علي بن الحسن العاملي، والد الشيخ ابراهيم الكفعمي كان من أعاظم العلماء الفقهاء، واكثر ولده النقل عنه، وإذا نقل عنه وصفه
________________________________________
1) اعيان الشيعة 4 / 291 مع بعض الاختلاف في التعبير. 2) رياض العلماء 3 / 374.
________________________________________
[ 286 ]
ب‍ " الفقيه الاعظم الاورع قدس سره ". وعندي كتاب الدروس بخط الشيخ ابراهيم الكفعمي وقلم يده، وقد ذكر نسبه هكذا: ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن اسماعيل اللويزاني (1. (263) الشيخ أبو الحسن علي ابن ابى منصور الحسن ابن الشيخ الشهيد زين الدين العاملي من أجلة العلماء، وقد كتب والده الشيخ حسن صاحب المعالم له ولاخيه الشيخ محمد اجازة. ويلقب هذا الشيخ بزين الدين ويكنى بأبى الحسن، اما ان لقبه زين الدين فلقول ابن أخيه في الدر المنثور، قال: وعندي بخط جدي المرحوم الشيخ حسن قدس سره ما هذا لفظه بعد ذكره مولد ولده زين الدين علي: ولد أخوه فخر الدين محمد. إلى آخر ما نقله (2. فيعلم أن صاحب الترجمة كان اكبر من أخيه الشيخ محمد لتقدم ذكر تاريخ تولده وأن اباه لقبه بزين الدين، وأما أن كنيته أبو الحسن فقد نص عليها جماعة، منهم صاحب الروضات، قال في آخر ترجمة والده صاحب المعالم: وقد كان له ولدان فاضلان جليلان وقفت على صورة اجازته لهما بالنجف الاشرف أحدهما الشيخ أبو جعفر محمد. إلى أن قال: والاخر الشيخ أبو الحسن علي، ولم أقف إلى الان على كتاب له، بل ذكر
________________________________________
1) مضى هذا النسب في ص 75 مع اختلاف. 2) الدر المنثور 2 / 222.
________________________________________
[ 287 ]
في التراجم والفهرستات 3). (264) الشيخ شمس الدين علي بن جمال الدين حسن بن زين الدين بن فخر الدين علي بن احمد بن نور الدين علي المحقق الثاني ابن عبد العالي الكركي العاملي من علماء القرن الثاني عشر ومشايخ الاجازة، يروي عنه سبطه الشيخ شرف الدين محمد مكي العاملي بالاجازة، كما صرح به في اجازته الكبيرة لصاحب الشفا في أخبار آل المصطفى سنة ثمان وسبعين ومائة بعد الالف، ويروي عن آبائه مسلسلا إلى جده الاعلى المحقق الكركي. (265) الشيخ علي بن الشيخ حسن بن نور الدين علي بن شهاب الدين احمد بن ابى جامع الحارثي العاملي من أجلاء علماء آل ابى جامع، ذكره الشيخ جواد محيى الدين فيما أفرده في علماء آل ابى جامع، قال: وكان حسن الصحبة والعشرة، ذا جد وهزل، سكن خلف آباد، وتولى القضاء بها. وكان بينه وبين السيد خلف مضاحكات، وقد كان ينظم الشعر، وله مقطوعة أرسلها إلى عمه الشيخ عبد اللطيف - وقد كان حينئذ بشيراز وعمه المذكور بخلف آباد - وذكر المقطوعة. وقد تقدمت ترجمة والده الشيخ حسن وجده الشيخ علي بن احمد.
________________________________________
1) روضات الجنات 2 / 302.
________________________________________
[ 288 ]
(266) الشيخ علي بن الحسن بن الشيخ موسى مروة العاملي أبا وجدا والكاظمي مولدا صاحب كتاب " قرة العين في شرح ثار الحسين " وكيفية تنكيل المختار لقاتليه، وقد فرغ منه سنة 1227. ويظهر من أواسط هذا الكتاب أن له أيضا " مجمع القواعد " الذي ذكر فيه كيفية محاجة محمد بن الحنفية مع السجاد على السلام ومحاكمتهما إلى الحجر الاسود. ومر والده الشيخ حسن مروة ويأتي جده الشيخ موسى. (267) علي بن الحسين، أبو الحسن الشفيهنى 1) العاملي (2 عالم فاضل أديب شاعر شهير، له ديوان كبير، وهو صاحب القصيدة الشهيرة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام التي شرحها شيخنا الشهيد الاول قدس الله روحه. ذكره في الاصل في القسم الثاني وذكر أنه حلي (3، وأورد عليه في الرياض بأنه عاملي ولعله نزيل الحلة 4).
________________________________________
1) انظر حول هذه النسبة اعيان الشيعة 8 / 191. 2) سيذكر أيضا في الترجمة رقم (269). 3) امل الامل 2 / 190. 4) رياض العلماء 3 / 427 و 4 / 107.
________________________________________
[ 289 ]
(268) ذو المجدين السيد الشريف علي ابن عز الدين الحسين الشهير بابن ابى الحسن الموسوي العاملي الجبعي ذكره في الاصل مرة بعنوان علي (بن الحسين) بن ابى الحسن الموسوي الجبعي 1)، وأخرى بعنوان نور الدين علي بن الحسين بن ابى الحسن الموسوي الجبعي 2)، ولم يوف ترجمته، فان ابن العودي المعاصر له وشريكه في الدرس لما ذكره في الفصل الذي عقده لتلامذة الشهيد الثاني قال: ومنهم السيد الامام العلامة خلاصة السادة الابرار وعين العلماء الاخيار وسلالة الائمة الاطهار، السيد العالم الفاضل الكامل ذو المجدين علي ابن الامام السيد البدل أوحد الفضلاء وزبدة الاتقياء السيد المرحوم عز الدين حسين بن ابى الحسن العاملي أدام الله شريف حياته، رباه كالوالد لولده ورقاه إلى المعالي لتفرده وزوجه ابنته رغبة فيه وجعله من خواص ملازميه، قرأ عليه جملة من العلوم النقلية والعقلية والادبية وغيرها، واجازه اجازة عامة. انتهى 3). وما كان ينبغي للشيخ صاحب الاصل أن يترك مثل هذه الترجمة التي هي من مثل الشيخ محمد بن علي بن الحسن العودي الجزينى المعاصر للسيد صاحب الترجمة. واعلم أنه أولد السيد محمد صاحب المدارك من بنت الشهيد، وأولد جدنا السيد نور الدين من أم صاحب المعالم، حيث أنه تزوجها بعد وفاة الشهيد
________________________________________
1) امل الامل 1 / 117 من دون الزيادة. 2) امل الامل 1 / 118. 3) الدر المنثور 2 / 192.
________________________________________
[ 290 ]
الثاني، وكان الشيخ صاحب المعالم ربيبه، وهو الذي رباه كما مر عليك في ترجمته. ويروي عنه جماعات، منهم الامير فيض الله النفريشى والمير محمد باقر الداماد، قال في سند بعض الاحراز المروية عن بعض الائمة عليهم السلام ما لفظه: ومن طريق آخر رويته عن السيد الثقة الثبت المركون إليه في الفقه المأمون في حديثه علي بن ابى الحسن العاملي رحمه الله تعالى قراءة عليه وسماعا واجازة سنة ثمان وثمانين وتسمعائة من الهجرة المباركة النبوية في مشهد سيدنا ومولانا ابى الحسن الرضا صلوات الله عليه بسناباد طوس عن زين أصحابنا المتأخرين زين الدين احمد بن علي بن احمد بن محمد بن علي بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن شرف العاملي رفع الله درجته في أعلى مقامات الشهداء الصالحين الصديقين. انتهى. ورأيت على ظهر مصباح المتهجدين للشيخ الطوسي " ره " اجازة بخط السيد صاحب الترجمة كتبها للشيخ محمد بن فخر الدين الاردكاني في سنة تسع وتسعين وتسعمائة. ويروي عنه أيضا ولده السيد محمد صاحب المدارك والشيخ حسن صاحب المعالم وجماعات من أهل عصره. وفي موضع من بعض ما رأيته من أجازات جدنا السيد نور الدين المذكور في البحار روايته عن أبيه السيد علي بن الحسين بلا واسطة، والاغلب أنها بواسطة أخويه صاحبي المدارك والمعالم. ويعلم من كلام المير الداماد أنه قد تشرف بزيارة الرضا عليه السلام، ولازمه التشرف بزيارة الائمة عليهم السلام في العراق في التاريخ المذكور، ولا علم لي بتفصيل أحواله ولا تاريخ وفاته غير انه كان حيا سنة تسع وتسعين وتسعمائة.
________________________________________
[ 291 ]
(269) الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين الشفيهنى 1) قال في رياض العلماء: فاضل عالم شاعر بليغ، وله كتاب ديوان، وعندنا قصيدة من جملة ديوانه وهي في مدح مولانا علي عليه السلام مجنسا، وللشهيد شرح عليها، والظن أن الشفيهني نسبة إلى بعض قرى جبل عامل، ولعل له كتابا آخر. فلاحظ. انتهى 2). (270) الشيخ علي بن حسين بن علي بن محمد بن عبد العالي الكركي العاملي، المعروف بالمحقق الثاني ذكره في الاصل (3 ولم يوف حق ترجمته، مثل أنه قتل شهيدا كما حكاه في الرياض عن الشيخ العلامة الحسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي " ره "، ثم قال: والظاهر أنه قد كان بالسم المستند إلى بعض أولياء الدولة (4. أقول: قال ابن العودي: توفي مسموما ثاني عشر ذي الحجة سنة 5 960) وهو في الغري على مشرفه السلام. انتهى 6).
________________________________________
1) مضت ترجمته برقم (267) فلاحظها. 2) رياض العلماء 3 / 427. 3) امل الامل 1 / 121. 4) رياض العلماء 3 / 442. 5) في الاصل (945). 6) الدر المنثور 2 / 160.
________________________________________
[ 292 ]
ويساعده ما ذكره مؤرخو ذلك العصر من عداوة جماعات من أعيان رجال الدولة وعلماء الحكمة والقضاة مع الشيخ قدس سره، ولهم في ذلك حكايات، وله معهم مناظرات وكرامات أخرجها صاحب الرياض يطول المقام بذكرها. ونص حسن بيك في تاريخه أنه بعد خواجة نصير الطوسي ما سعى أحد من العلماء حقيقة مثل ما سعى الشيخ علي الكركي في اعلاء أعلام المذهب الجعفري وترويج دين الحق الاثني عشري، قال: وكان له في منع الفجرة والفسقة وزجرهم وقلع القوانين المبدعة بأسرها وفي ازالة الفجور والمنكرات وازالة الخمور والمسكرات واجراء الحدود والتعزيرات واقامة الفرائض والواجبات والمحافظة على اقامة الجمعات والجماعات والبيان لمسائل الصلوات والعبادات وتعاهد أحوال ائمة الجماعة والمؤذنين ودفع شرور الظالمين والمفسدين وزجر المرتكبين للفسوق والعصيان وردع المبتدعين لخطوات الشيطان مساعي بليغة ومراقبات شديدة، وكان يرغب عامة الناس في تعلم شرائع الدين ومراسم الاسلام ويصمم عليهم بطريق الالزام والابرام 1). أقول: حتى صار يلقب بالشيخ المروج، ويصفه الشهيد الثاني " ره " بالامام المحقق نادرة الزمان ويتيمة الاوان. وقد تواتر أن الشاه طهماسب الصفوي جعل أمور المملكة بيده وكتب رقما إلى جميع الممالك بامتثال أمره، وأن أصل الملك انما هو له لانه نائب الامام، وأخرج المولى عبد الله في رياض العلماء ذلك الرقم، وهو طويل بالفارسية وان منصوب الشيخ منصوب لا يعزل ومعزوله معزول لا يستخدم، وصار الشيخ يكتب الاحكام والرسائل إلى الممالك الشامية إلى عمالها وحكامها قوانين العدل وكيفية سلوكهم مع الرعية وكيفيه أخذ الخراج، وأمر أن يقرأ في
________________________________________
1) كلام حسن بيك روملو منقول من رياض العلماء.
________________________________________
[ 293 ]
كل بلد وقرية شرائع الدين ودبر في قطع يد المخالفين لئلا يضلوا المؤمنين ويجاهر في ابطال طريقة المخالفين بالادلة والبراهين، حيث كانت بلاد ايران مشحونة منهم على طريقتهم حتى ظهر الحق وانقاد الكل إلى المذهب الحق. وربى في مدة يسيرة ما يزيد على أربعمائه مجتهد، لانه ورد ايران في أيام سلطنة الشاه طهماسب، ونص حسن بيك في تاريخه أن وفاته كانت بعد مضي عشرة أعوام من أيام سلطنة الشاه طهماسب المبرور، فلا بد أن يكون أقل من عشر سنين. وهذا عجيب. قال العلامة المجلسي: وللشيخ مروج المذهب نور الدين حشره الله مع الائمة الطاهرين حقوق على الايمان وأهله اكثر من أن يشكر على أقله. انتهى. وأما في العلم فهو المحقق الثاني وكل من تأخر عنه عيال عليه، حتى الشهيد في المسالك فانها في المعاملات مأخوذة من جامع المقاصد كما لا يخفى على الممارس، وكذلك المقاصد العلية، فان للمحقق شرحا على الالفية كبير وصغير، ولم يذكر في الحاشية. وله غير ما ذكر في الاصل كتاب " المطاعن "، ورسالة " النجمية " في الكلام، ورسالة في " العدالة "، ورسالة في " الغيبة "، و " حاشية على تحرير العلامة " ورسالة في " الحج "، و " حواشيه على الدروس " وعلى الذكرى، وله رسالة في " الكر "، ورسالة في " الجبيرة "، ورسالة في " تعقيبات الصلاة "، ورسالة في " حرمة تقليد الميت وحرمة البقاء على التقليد بعد موته " إلى غير ذلك من الرسائل وأجوبة المسائل في اكثر أبواب الفقه. وكانت وفاته في النجف الاشرف ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة أربعين بعد الالف من الهجرة. وقد وهم صاحب الاصل في تاريخ وفاته حيث ذكر
________________________________________
[ 294 ]
أنها سنة سبع وثلاثين وتسعمائة 1). كان رحل في أول أمره إلى مصر وأخذ عن علمائها بعد ما أخذ عن علماء الشام، وبعد ذلك توجه إلى العراق وسكن النجف وأخذ في التدريس والتصنيف، ولما ظهرت الدولة الصفوية ظهورا تاما عزم على التوجه إلى ايران لترويج الدين، فتوجه في أيام السلطان الشاه اسماعيل الصفوي فدخل عليه وهو بهراة، فأكرمه وعرف قدره، وكان له عنده المنزلة العظيمة، وعين له وظائف وادرارات كثيرة ببلاد العراق، ومات الشاه اسماعيل وقام مقاه الشاه طهماسب، فمكن الشيخ من اقامة الدين على ما سمعته آنفا من احياء مراسم المذهب الانور، وهو الذي سهل لاهل العلم سبل النظر والتحقيق وفتح لهم أبواب الفكر والتدقيق. قدس الله روحه الزكية وحشره مع سادات البرية 1). (271) الشيخ علي بن الحسين بن محمد بن صالح اللويزاني الجبعي العاملي، الجد الاعلى للشيخ البهائي محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي المذكور كان من أجلة العلماء حسبما يظهر من مجموع ولده العلامة الشيخ محمد ابن علي الجباعي ومن اجازة الشيخ ابن سكون لولده الشيخ محمد بن علي الجباعي، قال: قرأ هذه الصحيفة المولى وأخذ في وصفه إلى أن قال: شمس الدنيا والدين محمد بن الشيخ العلامة ابى الفضائل زين الدين وشرف
________________________________________
1) امل الامل 1 / 122. وانظر الاختلاف في تاريخ وفاة الكركي في أعيان الشيعة 8 / 208. 2) اكثر ما في هذه الترجمة مأخوذ من رياض العلماء 3 / 441 - 460.
________________________________________
[ 295 ]
الاسلام والمسلمين علي بن الشيخ بدر الدين حسين الشهير بالجبعي، رفع الله درجاتهم في أعلى عليين 1). وذكر وفاته ولده قال: توفي في جمادى الاولى سنة احدى أو ست وثمانمائة. وخلف خمسة أولاد ذكور وهم: محمد، ورضي الدين، وتقي الدين، وشرف الدين، واحمد. والعجب أن الشيخ صاحب الاصل أغفل كل هؤلاء من علماء بلاده وعرفهم العلامة المجلسي المعاصر (له) وذكرهم جميعا في اجازات البحار عن خط الشيخ محمد بن علي الجباعي الجد الاعلى للشيخ البهائي. وأنا رأيت اصل المجموع الذي هو بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي، وهو الان موجود في كتب سبط العلامة النوري، وقد أخرجت منه تواريخ جماعات من العلماء من العوامل وغيرهم. (272) السيد علي بن الحسين بن محمد بن محمد، الشهير بابن الصائغ الحسينى العاملي الجزينى ذكره في الاصل على غاية من الاختصار 2)، والرجل من أجلة العلماء. قال ابن العودي في رسالته في أحوال الشهيد الثاني عند (عد) تلامذة الشهيد: ومنهم السيد الجليل الفاضل العالم الكامل فخر السادات الاعلام وأعلم العلماء الفخام وأفضل الفضلاء في الانام السيد علي ابن السيد الجليل النبيل
________________________________________
1) بحار الانوار 107 / 213. 2) امل الامل 1 / 119.
________________________________________
[ 296 ]
حسين الصائغ العاملي أدام الله توفيقه، قرأ عليه وسمع منه جملة نافعة من العلوم في المعقول والمنقول والادب وغير ذلك، وكان قدس الله لطيفه له به خصاصة تامة. انتهى 1). وقال الشيخ علي السبط في الدر المنثور في طي الترجمة للشيخ حسن صاحب المعالم: وكان والده على ما بلغني من جماعة من مشايخنا وغيرهم له اعتقاد تام في المرحوم المبرور العالم الفاضل السيد علي الصائغ، وأنه كان يرجو من (فضل) الله أن يرزقه ولدا لان يكون مربيه ومعلمه السيد علي الصائغ (فحقق الله رجاءه وتولى السيد علي الصائغ) والسيد علي بن ابى الحسن رحمهما الله تربيته، إلى أن كبر وقرأ عليهما - خصوصا على السيد علي الصائغ - هو والسيد محمد اكثر العلوم التى استفاداها من والده من معقول ومنقول وفروع وأصول وعربى ورياضي. انتهى 2). ويروي عنه المولى المقدس الاردبيلي أيضا كما صرح به العلامة المجلسي في أول الاربعين 3). وله مصنفات منها " شرح الشرائع "، و " شرح الارشاد " وهو إلى آخر كتاب الصوم وسماه " مجمع البيان في شرح ارشاد الاذهان ". وقال المولى عبد الله في رياض العلماء: ويظهر من بعض المواضع أن له شرحين على الارشاد صغير وكبير 4). وما ذكرناه في نسبه هو الذي صرح به نفسه في أواخر المجلد الاول من
________________________________________
1) الدر المنثور 2 / 192. 2) الدر المنثور 2 / 200 والزيادتان منه. 3) الاربعون حديثا، للمجلسي ص 5. 4) رياض العلماء 3 / 434.
________________________________________
[ 297 ]
شرح ارشاده الذي ذكرنا أنه إلى آخر كتاب الصوم 1). ولم أعثر على تاريخ وفاته 2)، غير أنها كانت قبل وفاة الشيخ صاحب المعالم، لانه رثاه بأبيات ذكرها في الاصل 3). ومن الغريب أنه لما وقع الي صورة وثيقة ست المشايخ بنت الشهيد الاول التي كتبتها لاخويها ابى طالب محمد و ابى القاسم علي في هبة ما يخصها من ارث أبيها في جزين سنة 823 كان في صدر الوثيقة صورة سجل السيد علي ابن الحسين الصائغ وشهادته في الهبة المذكورة 4). وهذا مما لا يلائم الطبقة، وكيف يكون السيد علي بن الحسين الصائغ من الرجال الكبار المطلوب ثبت شهادته في سنة 823 ومولد أستاده الشهيد الثاني سنة 911، وإذا كان عمره يوم شهادته في الوثيقة ثلاث وعشرين سنة يكون عمره يوم تولد استاده الشهيد مائة واحدى عشر سنة، فليس الا أن يكون علي بن الحسين الصائغ (شخص) آخر من العلماء في ذلك العصر ممن يطلب صكه للشهادة وهو في طبقة الشيخين ابى طالب محمد و ابى القاسم علي ابني الشهيد الاول.
________________________________________
1) هذا الكلام مأخوذ من الرياض. 2) في اعيان الشيعة 8 / 205: توفى ليلة الثلاثاء حادى عشر شهر رجب سنة 980 كما هو مكتوب على قبره، ودفن بقرية صديق شرقي تبنين. 3) امل الامل 1 / 119. 4) قال في الاعيان: وليس هو المكتوب شهادته على وثيقة ست المشايخ فاطمة بنت الشهيد، فذلك هو على بن حسين الصائغ عامى وهذا سيد. وذاك في عصر الشهيد الاول وهذا في عصر الشهيد الثاني وبينهما نحو مائتي سنة.
________________________________________
[ 298 ]
(273) الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين بن عبد اللطيف الجامعي العاملي كان عالما فاضلا جامعا للمعقول والمنقول، وصفه الشيخ جواد محيى الدين في رسالته عند ترجمته: الشيخ الجليل الفاضل والعالم المحقق الكامل ذو الفخر الجلي. إلى أن قال: وله كتاب " توقيف السائل على دلائل المسائل " في الفقه من أول الطهارة إلى أول الوضوء، وكتاب في " المنطق "، وله شرحه، وله " شرح الحاشية " للفاضل اليزدي من أول التصديقات، وقيل ان له شرحا على التصورات، ورسالة صغيرة في أن " النسبة ثلاثية أو رباعية "، وله التفسير الموسوم ب‍ " الوجيزة "، وله " منظومة في النحو "، وفي " الاصول " وفي " المنطق "، وفي " الهيئة ". وذكره السيد عبد الله الجزائري في اجازته الكبيرة في طي ترجمة أخيه الشيخ حسن المتقدم ذكره، قال: انه سكن خلف آباد ويروي عنه أخوه الشيخ حسن عن السيد نعمة الله الجزائري. (274) السيد علي بن حيدر بن نور الدين علي العاملي الموسوي، نزيل مكة المعظمة في بغية الراغبين: انه كان عالما عاملا زاهدا عابدا ناسكا، جاور بيت الله الحرام حتى قبضه الله إليه في سنة تسع وثمانين بعد الالف. وهو والد امام المحققين السيد محمد العروف بمحمد حيدر الاتي ذكره
________________________________________
[ 299 ]
انشاء الله تعالى. (275) الشيخ علي بن الشيخ حسين بن محيى الدين بن الحسين بن محيى الدين ابن عبد اللطيف بن علي بن احمد بن ابى جامع العاملي ذكره الشيخ جواد محيى الدين وقال: انه عالم فاضل. لم يقف على أخباره وكيفية آثاره أزيد من ذلك. (276) الشيخ علي بن الشيخ رضي الدين بن نور الدين علي بن شهاب الدين احمد بن ابى جامع الحارثي العاملي 1) كان من العلماء الافاضل المعاصرين للشيخ الحر صاحب الاصل 2)، وله معه مكاتبة، منها ما كتبه إليه من أسماء جماعات من علماء آل ابى جامع، وذكرنا تراجم أسلافه في هذا الكتاب. (277) الشيخ علي بن زهرة الجبعي العاملي ذكره في الاصل 3) وكأنه لا يعرفه، وقد ذكره ابن العودي في الفصل الثالث
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 8 / 241 " على بن رضى الدين بن احمد بن محيى الدين الجامعي العاملي ". 2) الاعيان: توفى حدود سنة 1050. 3) امل الامل 1 / 120.
________________________________________
[ 300 ]
من كتابه الذى صنفه في أحوال أستاده الشهيد الثاني " ره "، وعقد الفصل الثالث في ذكر أصحاب الشهيد وفضلاء تلامذته، فقال: ومنهم الشيخ علي ابن زهرة الجبعي ابن عم الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني، قرأ عليه - يعني الشهيد زين الدين - جملة من العلوم، وكان على غاية من الصلاح والتقوى والخير والعبادة، كان شيخنا يعتقد فيه الولاية، وكان رفيقه إلى مصر وتوفي بهار رحمه الله. انتهى 1). أقول: يريد أن الشيخ يعتقد أنه وصل إلى حد كان فيه من عداد الاولياء. ثم ان سفر الشهيد إلى مصر كان في أول سنة 942، وارتحل منها إلى الحجاز في شهر شوال سنة 943. (278) الشيخ علي بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ابن علي بن احمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن مشرف الشامي العاملي كذا وجدت سرد نسبه بخطه الشريف في آخر ما كتبه من نسخة سلافة العصر وفرغ منه سنة 1089، وكتب عليه تقريضا لطيفا في سبعة ابيات أولها قوله: أتانا من بلاد الهند مما * بدا من معدن فيها حديد وقد ذكره في الاصل، وذكر أنه من تلامذة عمه الشيخ علي بن محمد وأنه سكن اصفهان 2).
________________________________________
1) الدر المنثور 2 / 191. 2) أمل الامل 1 / 120.
________________________________________
[ 301 ]
ورأيت له " حاشية على تمهيد القواعد " التي هي لجده الشهيد، ولم يذكرها في الاصل، ولعل له غيرها 1). (279) الشيخ زين الدين علي بن زين العابدين بن الحسام العيناثي العاملي عالم جليل وفاضل نبيل من المشايخ الاجلاء، يروي عن أخيه الشيخ زين الدين جعفر بن زين العابدين بن الحسام عن السيد حسن بن نجم عن الشهيد الاول، ويروي عنه ولده الشيخ ظهير الدين المتقدم ذكره. ولصاحب الترجمة ذكر في ترجمة حفيده الشيخ حسين 2). (280) الشيخ علي بن صالح بن منصور العاملي المشتهر بالكوثراني، نزيل النجف عالم عامل فاضل كامل فقيه أصولي، من تلامذة السيد العلامة المحقق السيد محسن الاعرجي. عندي بخطه شرح الوافية لاستاده في مجلدين فرغ من نسخهما سنة ست وتسعين ومائة بعد الالف في النجف الاشرف، وعلى هامش النسخة انهاءات قراءتها على المصنف وعليها الحواشي له تدل على فضله وعلمه، وفي آخره ما يدل على أدبه وشعره. ولا أعرف من أحواله اكثر من ذلك.
________________________________________
1) وله أيضا " شرح الصحيفة السجادية " فرغ منه في صفر سنة 1089، وله كتب أخرى مذكورة في الذريعة. 2) انظر هذا الكتاب ص 187.
________________________________________
[ 302 ]
(281) الشيخ علي بن صبيح العاملي شيخ الاسلام بيزد أيام الشاه عباس الماضي، جاء من البلاد وسكن يزد وتخرج عليه جماعة، وكان من الفقهاء الاعلام المرجوع إليهم في الاحكام المعاصرين للشيخ البهائي 1). (282) الشيخ نور الدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي، عم شيخنا البهائي كان عالما فاضلا فقيها محدثا، ووصفه بعض الاجلة ب‍ " الفاضل العالم الجليل الفقيه الشاعر ". له " نظم ألفية الشهيد ". يروي عن الشهيد الثاني، وهو من أجلة تلامذته، ويروي أيضا عن المحقق الكركي علي بن عبد العالي بالاجازة، وقد كتب له اجازة يصفه فيها بالشيخ الصالح الفاضل، وأنه قرأ عليه رسالته الجعفرية 2). (283) الشيخ الاجل نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي ذكره في الاصل 3). قال الشهيد الثاني في اجازته بعد عد مؤلفات الشهيد
________________________________________
1) انظر رياض العلماء 4 / 109. 2) هذه الاجازة مذكورة في الرياض 4 / 115. 3) امل الامل 1 / 123.
________________________________________
[ 303 ]
الاول ما لفظه: أرويها عن عدة مشايخ بطرق عديدة، أعلاها سندا عن شيخنا الامام الاعظم بل الوالد المعظم شيخ فضلاء الزمان ومربى العلماء الاعيان الشيخ الجليل الواعظ المحقق العابد الزاهد الورع التقي نور الدين علي بن عبد العالي الميسي 1). قلت: كان زوج خالته ووالد زوجته الكبرى التى تزوج جدنا الاعلى العلامة علي بن الحسين بن ابى الحسن ابنتها فولدت له السيد محمد صاحب المدارك. توفي الشيخ العلامة الامام الورع صاحب الترجمة - حسبما وجدت بخط الشيخ حسين والد الشيخ البهائي - ليلة الاربعاء عند انتصاف الليل، ودخل قبره الشريف بجبل صديق ليله الخميس الخامس أو السادس والعشرين من شهر جمادى الاولى سنة ثمان وثمانين وتسعمائة 2)، وظهرت له كرامات كثيرة قبل موته وبعد موته، قال الشيخ: وهو من عاصرته وشاهدته ولم أقرأ عليه شيئا لانقطاعه وكبره. انتهى. حكاه في الرياض عن خط الشيخ حسين المذكور 3). (284) الشيخ علي بن عبد العالي ابن المحقق الثاني علي بن عبد العالي الكركي العاملي قد تقدمت ترجمة أبيه وجده، ذكره في رياض العلماء وذكر أنه من
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 149. 2) كذا في الاصل، والصحيح 938. 3) رياض العلماء 4 / 121.
________________________________________
[ 304 ]
العلماء الافاضل، فهو خلف آبائه ونعم الخلف وحفيد المحقق ونعم الحفيد. وله مصنفات وروايات، ولا يحضرني الرياض حتى أراجعه. (285) السيد الامام العلامة نور الدين علي بن علي بن الحسين المشتهر بابن ابى الحسن الموسوي، أخو السيد محمد صاحب المدارك لابيه وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لامه ذكره في الاصل، ولا بد لنا من ذكر بعض العبائر الشاردة والفوائد المتبددة في ترجمته لانه جدنا الاعلى، وقد تأملت أوصافه وأحواله فلم أر أحسن من وصف معاصره وسميه في السلافة حيث قال: طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف، الباهر بالدراية والرواية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل، وصيت حل من حسن السمعة بين السحر والنحر: فسار مسير الشمس في كل بلدة * وهب هبوب الريح في البر والبحر حتى كأن رائد المجد لم ينتجع سوى جنابه، وبريد الفضل لم يقعقع سوى حلقة بابه. وكان له في مبدأ أمره بالشام مجال لا يكذبه بارق العز إذا شام، بين اعزاز وتمكين ومكان في جانب صاحبها مكين، ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه فقطن بمكة شرفها الله وهو كعبتها الثانية، تستلم أركانه كما تستلم أركان البيت العتيق، وتستسنم أخلاقه كما يستنسم المسك العبيق، ويعتقد الحجيج قصده من عفران الذنوب والخطايا، وينشد بحضرته تمام الحج أن تقف المطايا. ولقد
________________________________________
[ 305 ]
رأيته بها وقد أناف على التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين، والنور يسطع من أسارير جبهته، والعز يرتع في ميادين جلهته، ولم يزل بها إلى أن دعي فأجاب، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب، وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين بعد الالف، رحمة الله تعالى عليه. انتهى 1). ودفن بالمعلى كما نص عليه السيد ابن شدقم. وقد ذكرنا وعدة أولاده وأحفاده فيما تقدم. وله مصنفات وطرق في الروايات، وذكرها في اجازته للمولى محمد محسن ابن محمد مؤمن، قال: قد أجزت له رواية كل ما صح عني ولي روايته من منقول ومعقول وفروع وأصول بالشروط المقررة في صحة الاجازة، فمن ذلك " الشرح على المختصر النافع " في أوائل الفقه، والشرح الموسوم ب‍ " الانوار البهية على الرسالة الاثني عشرية " الصلاة من تأليف المرحوم الشيخ بهاء الدين العاملي قدس الله روحه، وما حررته من بعض الحواشي والفوائد في أماكن متفرقة على حسب الحال. أقول: ومنها " الفوائد المكية في نقض الفوائد المدنية الاسترابادية ". قال: ولابد من الاشارة إلى ما اعتمدت عليه من الطرق فيما يحتاج إليه، وبيان ذلك على سبيل الاجمال: اني أروي جانبا من مؤلفات العامة في المعقول والمنقول والفقه والحديث عن الشيخين الجليلين المحدثين أعلمي زمانهما ورئيسي أوانهما عمر العريضى الحلبي وحسن البورينى الشامي بالاجازة منهما بالطرق المفصلة عني في اجازتهما الي. أما كتب الخاصة فذكر أنه يرويها عن أخويه صاحب المدارك وصاحب المعالم، ثم قال: ولنا طريق آخر، وهو
________________________________________
1) سلافة العصر ص 302.
________________________________________
[ 306 ]
السيد الفاضل الورع التقي السيد علي العلوي البعلبكي عن العلامة الشيخ البهائي عن والده. إلى أن قال: رقمه مؤلفه الفقير إلى عفو الله ورحمته نور الدين علي بن علي بن الحسين بن ابى الحسن الحسينى الموسوي العاملي تجاوز الله عن سيئاته، ووافق الفراغ من نسخه نهار الجمعة ثالث اليوم المذكور في التاريخ المقدم. ومراده من المقدم ما ذكره في أول الاجازة وأنه شهر ربيع الاول عام احدى وخمسين بعد الالف. وله من الكتب غير ما ذكر المجموع المعروف ب‍ " غنية المسافر عن النديم والمسامر " و " الرسالة الانيقة " في تفسير قوله تعالى " قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى ". وكانت ولادة السيد قدس سره سنة سبعين وتسعمائة ووفاته كما تقدم سنة ثمان وتسعين بعد الالف. (286) الشيخ علي بن علي البزي العاملي عالم فاضل، رأيت خطه على كتاب الطرائف لابن طاوس وتملكه له في سنة ست وخمسين ومائة والالف. وآل بزي طائفة يسكنون قرية بنت جبيل من بلاد بشارة من جبل عامل، ومنهم اليوم من أهل العلم الشيخ حسين البزي. (287) السيد علي ابن السيد نور الدين علي بن السيد علي بن الحسين بن ابى الحسن الحسينى الموسوي العاملي المكي
________________________________________
[ 307 ]
لم يزد في الاصل على أنه صالح شاعر أديب 1). أقول: كان تولده سنة 1061 في مكة المعظمة، وكان أبوه قد استوطنها، وتوفي والده وسنه سبع سنين، فكفله أخوه جدنا العلامة السيد زين العابدين، حتى بلغ اثني عشرة سنة وقد فرغ من المقدمات، توفي كفيله فتخرج على تلامذة أبيه من علماء الخاصة والعامة، حتى بلغ الغاية علما وعملا وفضلا ونبلا. وذكره في خلاصة الاثر فعبر عنه بروح الادب 2). وقال ولده في نزهة الجليس: والدي وسيدي جمال البلغاء وفاضل الزمن السيد علي بن نور الدين بن ابى الحسن، جهبذ نحرير فاضل، فما الصاحب لديه وما الفاضل، تفرد بعلم البديع والمعاني ففاق البديع الهمذاني، وتوحد بالنحو والصرف فلو عاصره سيبويه النفتازانى ما نطقا في حضرته بحرف، وتفرد في اللغة وعلوم الاوائل فبارز في حلبة الفصاحة والبلاغة قس بن ساعدة وسحبان وائل، وتبحر في سائر العلوم وتفنن في المنطوق والمفهوم، إلى كرم يخجل قطر المطر وأخلاق ألطف وأرق من نسمة السحر، أفضل من نثر الدر من البلغاء ونظم وفضل على أشهر من نار على علم. كان بمكة المشرفة كالحجر الاسعد الاسود يستلمه تيمنا وتبركا به الابيض والاسود، وما برح مشهورا بكل فضل لدى البادى والحاضر، وموقرا ومكرما عند السادة آل حسن وجميع الرؤساء والوزراء والاكابر، إلى أن دعاه إلى جواره الكريم فنقله من دار الدنيا الفانية إلى جنة النعيم الباقية صبح ثامن عشرين ذي الحجة الحرام عام ألف ومائة وتسع عشرة من هجرة خير الانام،
________________________________________
1) امل الامل 1 / 124. 2) خلاصة الاثر 1 / 495.
________________________________________
[ 308 ]
وأرخ وفاته أخي السيد مصطفى نثرا بقوله " دخل الجنات "، رحمه الرحمن الرحيم وأسكنه بحبوحة الجنان. انتهى كلام ولده السيد عباس في نزهة الجليس 1). أقول: وله ولدان أخوان السيد سليمان المتوفى سنة 1134 ورثاه أخوه السيد عباس بأبيات مذكورة في بغية الراغبين، والاخر الشريف مصطفى. (288) الشيخ علي بن محمد السبيتى العاملي الكفراوي 2) العالم العامل الثبت الفاضل النحوي اللغوي الاديب الكاتب الشاعر المؤرخ المشهور، ولد في سنة 1236 وتوفي بكفري سنة 1303. له كتاب " العقد المنضد " ورسالة في " الرد على ابى حيان " في الامامة، ورسالة في " (...) الدين " 3)، و " شرح ميمية الفرزدق "، ورسالة في " الرد على بطاركة النصارى "، وكتاب " الكشكول ". وغير ذلك. رحمة الله عليه. (289) الشيخ أبو القاسم علي بن علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي الفقعاني ومن العجيب أن الشيخ الحر صاحب الاصل ذكره في القسم الثاني من
________________________________________
1) نزهة الجليس 1 / 50. 2) هو الشيخ على بن محمد بن احمد بن ابراهيم بن على بن يوسف السبيتى الكفراوى العاملي. 3) كلمة لا تقرأ واضحا في المصورة، ولعله يريد كتابه " كشف اللبس في الاصول الخمس ".
________________________________________
[ 309 ]
كتابه بعنوان " علي بن طي " وهو من أجلاء فقهاء بلاده 1). وذكره في رياض العلماء كما ذكرناه، وذكر أنه كان فاضلا عالما متقنا صاحب أدب وبحث وحسن منطق، ومات سنة خمس وخمسين وثمانمائة. ثم قال: ومن مؤلفاته رسالة في " العقود والايقاعات "، وكتاب " المسائل الفقهية " على ترتيب كتب الفقه ويعرف ب‍ " مسائل ابن طي "، وتاريخ تأليفه سنة 824 وقد جمع فيها مسائل وفوائد من نفسه ومسائل وفتاوى أخر من جماعة من العلماء، منهم السيد عميد الدين والشيخ فخر الدين ابن العلامة ومن كتاب " المسائل " للشهيد المعروف ب‍ " مسائل ابن مكي " ومن كتاب المسائل للشيخ الاديب ابن نجم الدين الاطراوي العاملي، إلى غير ذلك من المؤلفين والمؤلفات والفتاوى 2). أقول: عندي كتاب " المسائل " وأظنه نسخة الاصل، قال في أوله: أما بعد فاني استمد من أهل المعونة وتيسير المؤنة على جمع مسائل كتاب المسائل كل مسألة في كتابها المختص به، وأضيف إليها من غيرها مسائل أخر هي مسائل الشيخين الامامين المرحومين ابن مكي وابن نجم الدين. أقول: يريد بكتاب المسائل ما جمعه علي بن مظاهر من مسائل استاده فخر الدين ويعرف ب‍ " المسائل المظاهرية " وعندي منه نسخة قديمة. وقال ابن طي في آخر كتابه: تمت المسائل المفيدة والالفاظ الحميدة لذوي الالباب والبصائر السديدة من مسائل السيد الامجد والفريد الاوحد من جده المصطفى محمد ابن نجم الدين والشهيد المرحوم، فرحمة الله عليهما وعلى من دعالهما وللكاتب والمؤمنين والمؤمنات، وافق الفراغ من نساجتها
________________________________________
1) امل الامل 2 / 190. 2) رياض العلماء 4 / 158 - 160.
________________________________________
[ 310 ]
ضحوة نهار الجمعة سادس عشر ذي الحجة من شهور سنة أربع وعشرين وثمانمائة، والحمد لله رب العالمين. والمراد بابن نجم الدين السيد بدر الدين حسن بن ايوب الشهير بابن نجم الدين الاعرجي الحسينى تلميذ فخر الدين، وابن طي هذا يروي بالواسطة عن ابن نجم الدين والشهيد الاول، فيروي عن شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الله العريضى عن الشيخ زين الدين جعفر (بن) حسام العاملي العيناثي عن السيد عز الدين حسن بن أيوب بن نجم الدين. (290) الشيخ علي بن محمد اللويزائي المعروف بابن دغيم من جملة علماء أصحابنا، وله كتاب " المجموع "، وعندنا منه قطعة، ولم أعثر على سائر أحواله. فلاحظ. والظاهر أنه اللويزائي بالهمزة، ويقال له اللويزاوي كما مر في ترجمة الكفعمي، وعلى هذا هو من أهل جبل عامل. فلاحظ. انتهى عن رياض العلماء 1). (291) الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد العاملي ذكره في الاصل ولم يستوف أحواله 2). ذكر هو في الدر المنثور 3): أنه لما سافر والدي إلى العراق كان عمري
________________________________________
1) رياض العلماء 4 / 240. 2) امل الامل 1 / 129. 3) الدر المنثور 2 / 238 - 259.
________________________________________
[ 311 ]
إذ ذاك ست سنين، ووقع على بلادنا فتور عظيم احترق لنا فيه نحو ألف كتاب، ثم انتقلنا إلى كرك (نوح) وأقمنا بها مدة، ثم سافر أخي وسني إذ ذاك نحو اثنى عشرة سنة إلى العراق، وكنت أولا اختلف إلى المكتب واقرأ القرآن فختمته فيما يقرب سني من تسع سنين، ثم اشتغلت على من كان من تلامذة جدي ووالدي وغيرهم، وهم الشيخ الجليل الفاضل نجيب الدين قدس الله روحه وأخي الشيخ زين الدين والسيد الاجل السيد نور الدين والشيخ حسين ابن ظهير والشيخ محمد الحرفوشي رحمهم لله جميعا. ولما سافر أخي عني كنت مشغولا مع صغري بعيالي ونظام الاملاك، ومع هذا كنت أشتغل بما يمكنني، فكتبت هناك كتبا متعددة، وكنت حريصا على الكتب التي بقيت. ثم سافرت إلى مكة بعد وفاة والدي، وذلك سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين بعد الالف، وسني إذ ذاك ست عشرة سنة، وكنت أرى من الهي جل ثناؤه عناية ولطفا بى مع صغر سني ووحدتي. ثم ذكر بعضا من ذلك، فيظهر أن تولده كان سنة ست عشرة وألف 1)، وقد توفي سنة أربع ومائة بعد الالف. (292) علي بن محمد بن الحسن الكاتب التهامي العاملي الشامي ذكره في الاصل 2) وحكى ما في دمية القصر في ترجمته 3)، ولم يذكر أن
________________________________________
1) قال في المصدر السابق: وكان مولدي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث عشرة أو اربع عشرة بعد الالف. 2) امل الامل 1 / 127. 3) دمية القصر 44 - 49.
________________________________________
[ 312 ]
له مدائح في أهل البيت عليهم السلام حسنة تدل على حسن عقيدته. وذكره ابن خلكان وأثنى عليه وذكر طرفا من شعره، وذكر أن له ديوان شعر اكثره نخب 1). وذكره ابن بسام في الذخيرة فقال: كان مشتهر الاحسان، ذرب اللسان، مخلى بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره على وري القدح دلالة برد النسيم على الصبح، ويعرب عن مكانه من العلوم اعراب الدمع من سر الهوى المكتوم. وذكره ضياء الدين في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر، وأثنى عليه ثناءا بليغا، وذكر قصيدته في رثاء ولده الصغير المشهورة التي أولها: حكم المنية في البرية جاري * ما هذه الدنيا بدار قرار ومنها: يا كوكبا ما كان أقصر عمره * وكذاك عمر كواكب الاسحار جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري إلى آخر الابيات. (293) الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن محمد بن علي بن محمد بن يونس العاملي النباطي ذكره في الاصل ولم يستوف مصنفاته 2)، له غير " الصراط المستقيم " الذي لم يصنف مثله خصوصا في باب الامامة، فمما لم يذكره في الاصل كتاب " نجد الفلاح "، وكتاب " زبدة البيان "، ورسالة في المنطق سماها " اللمعة "
________________________________________
1) وفيات الاعيان 3 / 378. 2) امل الامل 1 / 135.
________________________________________
[ 313 ]
فرغ منها سنة 838، وله كتاب " المقام الاسمى في تفسير أسماء الله الحسنى "، وكتاب " الكلمات التامات في تفسير الباقيات الصالحات "، وكتاب " فواتح الكنوز " وهو شرح على أرجوزته التي نظمها في علم الكلام، و " الرسالة اليونسية في شرح المقالة التكليفية " للشهيد الاول. وتوفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة على ما نص عليه الشيخ الجليل محمد ابن علي الجباعي جد شيخنا البهائي 1). (294) الشيخ ضياء الدين علي ابن الشهيد ابى عبد الله محمد بن مكي بن حامد العاملي الجزينى 2) الفاضل الفقيه الجليل المعروف بالشيخ ضياء الدين، وكان ابن الشهيد المشهور رضي الله عنهما. ويروي عنه ابن عمه محمد بن محمد بن المؤذن الجزينى، وهو يروي عن والده الشهيد وعن الشيخ فخر الدين ولد العلامة وعن السيد تاج الدين ابن معية أيضا على ما قاله بعض الافاضل. انتهى عن رياض العلماء 3). (295) السيد علي بن السيد محمود الامين الشقراوي المولود سنة 1276 عالم فاضل، وتخرج في الاصول على المولى الخراساني صاحب الكفاية
________________________________________
1) ولد في النباطية لاربع مضين من شهر رمضان سنة 791، كما في مقدمة كتابه الصراط المستقيم المطبوع بطهران سنة 1384 ه‍. 2) مذكور في امل الامل 1 / 134. 3) رياض العلماء 4 / 250.
________________________________________
[ 314 ]
وفي الفقه على الشيخ محمد طه نجف، وصار يدرس في السطوح. ولما أراد الرجوع أجازه جماعة من العلماء، منهم من ذكر أن له ملكة مطلق الاجتهاد، ومنهم من ذكر أنه مجتهد مطلق. وكتب له سيدنا الاستاد " ره " توصية فيها ثناء عليه واخبار عن شهادة العلماء. ولما استقر في بلاده ثنيت له الوسادة فيها، وتربى على يده غير واحد من أهل العلم، وكان حسن السيرة محمود المنقبة. توفي في السبت الحادي عشر من شوال سنة 1328. (296) الشيخ علي بن ناصر بن زيدان العاملي (1 فاضل شاعر أديب بليغ، وله في (...) 2): عزيز على من عزه الصبر أن يرى * منازل من يهوى على غير ما يهوى منازل أقمار أفلن وطالما * حبسن على ساحات اعتابها نضوا وهاتفة في الروض تشكو من الجوى * تعالي أقاسمك الصبابة والشكوى (297) الشيخ علي بن نعمة الله بن خاتون العيناثي العاملي، المعروف بالشيخ سديد الدين كان عالما فاضلا جليلا. كذا وجدت في مسوداتي، وأظنه والد الشيخ
________________________________________
1) يعرف بالشيخ على زيدان، توفى سنة 1289 بقرية معركة من جبل عامل. أنظر اعيان الشيعة 8 / 363. 2) جملة لا تقرأ في مصورة الاصل.
________________________________________
[ 315 ]
محمد الاتي ذكره في المحمدين، تلميذ الشيخ بهاء الدين وشارح الجامع العباسي. وصاحب الترجمة في طبقة البهائي " ره ". (298) الشيخ علي بن هلال الكركي عالم جليل فاضل نبيل فقيه كامل، من أجلاء علماء عصر الشاه طهماسب الصفوي، جاء إلى اصفهان وكان من رؤساء الدين والمدرسين والمصنفين، وبها مات سنة 984. ومن مصنفاته رسالة جليلة في " أبحاث مسائل الطهارة " ألفها بأمر الشاه المذكور وعليها حاشية للشيخ المحقق عبد العالي ابن المحقق الكركي وعليها منه أيضا حواشي. قال في الرياض عند ذكره: عالم فاضل فقيه جليل محقق، وصنف كتابا في الطهارة حسن الفوائد، صنفه بأمر بعض سلاطين الصفوية، ينقل فيه عن الشهيد الثاني " ره "، وتوفي باصفهان سنة 1 984). واحتمل اتحاده من الشيخ علي بن هلال بن عيسى بن محمد بن فضل المتكلم الذي ينسب إليه كتاب " الانوار الجالية لظلام الغلس من تلبيس مؤلف المقتبس " لبعض متأخري العامة في الرد على كتاب " قبس الانوار " الذي كتبه السيد ابن زهرة الحلبي في الامامة، لان تاريخ تأليف ذلك الكتاب سنة 2 984).
________________________________________
1) رياض العلماء 4 / 284. 2) المصدر السابق 4 / 280.
________________________________________
[ 316 ]
أقول: صاحب الترجمة له اجازة كتبها للمولى المحقق مولانا ملك محمد ابن سلطان حسين الاصفهاني قدس سره ذكر فيها خمسة من مشايخه، قال: أولهم السيد الايد الفائق على أقرانه المتبحر في العلوم بين أهل زمانه الورع الزاهد العابد الحسيب الافخر السيد تاج الدين حسن بن السيد جعفر الاطراوي العاملي برد الله مضجعه ورفع في الجنان مقامه وموضعه فاني انقل عنه بلا واسطة، وثانيهم وثالثهم الشيخان الامجدان الافضلان الاعلمان الاكملان الاورعان الشيخ احمد البيضاوي العاملي النباطي والشيخ احمد بن خاتون العيناثي العاملي جمع الله لهما بين الكرامتين الدنيا والاخرة بمحمد وآله العترة الطاهرة فاني أنقل منهما أيضا بدون واسطة، ورابعهم هو الشيخ ابراهيم القطيفي، وخامسهم المحقق الكركي أعلى الله مقامهم. وقد أغفل صاحب الاصل ذكر الاول والثاني من هؤلاء وذكرناهم نحن والحمد لله، فلا خفاء بعد هذا في طبقة صاحب الترجمة، كما لا وجه لاحتمال اتحاده بابن عيسى الذي ذكره صاحب الرياض. (299) السيد عيسى بن السيد عبد السلام بن زين العابدين بن السيد عباس كان من علماء قطره وفضلاء عصره، وهو أبو السيد الشريف المؤرخ الحافظ الثقة السيد عباس المتوفى سنة 1302 في جبشيث ودفن قرب ضريح الشيخ ابراهيم الكفعمي وله هناك ذرية باقية.
________________________________________
[ 317 ]
(300) السيد عيسى بن السيد محمد علي الموسوي العاملي عمي وشقيق والدي، عالم رباني وعارف الهي (...) (1 عزيزة لا ينالها الا الربانيون، وكان مدة عمره مشغولا بالرياضات الشرعية والمعارف الالهية. ورأيت له منظومات عديدة في المعارف والعرفان تبهر العقول، وكان له اليد الطولى في العلوم الغريبة كالجفر وعلم الحروف والاعداد وأمثالها، وقيل انه عثر على الكيمياء، فكانت ثروته ثروة الملوك وسيرته سيرة الانبياء في الزهد والعبادة والانزواء، فكانت الملوك والامراء والوزراء وأجلاء العلماء على بابه ينتظرون خروجه وملاقاته وقد لا يخرج إليهم. وكان نزيل طهران، ولما عزم على حج بيت الله خرج من طهران متوجها إلى العراق، فوصل إلى همدان فتمرض بها مرضا شديدا، فكتب إلى السيد الوالد بحاله وأمره بتعجيل توجهه إليه وصرح له بأنه يموت بهذا المرض، ولم يمض على وصول خطه أيام الا وقد جاء خبر وفاته، ثم جاؤوا بنعشه الشريف ودفن في النجف سنة ثمانين بعد المائة والف. وأعقب السيد ابراهيم المتقدم ذكره والسيد جمال الدين الشهيد.
________________________________________
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الاصل.
________________________________________
[ 318 ]
باب الفاء (301) الشيخ فاضل بن مصطفى البعلبكي رأيت سجله وصكه على وثيقة ست المشايخ التى كتبتها لاخويها الشيخ ابى طالب محمد و ابى القاسم علي ابني الشهيد الاول سنة 823. يظهر أنه من العلماء الاجلاء الذين يطلب صكهم وشهادتهم في ذلك. فلاحظ. (302) كمال الدين فتح الله بن هبة الله بن عطاء الله الحسني الحسيني الشامي العاملي 1) صاحب " رياض الابرار في مناقب الكرار "، اكثر فيه النقل عن كتاب
________________________________________
1) المذكور في رياض العلماء 4 / 317 كمال الدين فتح الله بن هيبة الله بن عطاء الله الحسنى الحسينى نسبا السلامى ثم الشاهى نسبة. فليلاحظ العنوان الاتى هنا.
________________________________________
[ 319 ]
ثاقب المناقب للشيخ عماد الدين ابى جعفر محمد بن علي بن محمد الطوسي المشهدي، ثم خرج بعض ما رواه من الروايات الدالة على لزوم القيام للوارد من الذرية الطاهرة، ولم يذكر تاريخ الفراغ منه. ولا أعرف تاريخ وفاته، غير أنه مذكور في الرياض وذكر له هذا الكتاب 1). (303) الشيخ فخر الدين بن الشيخ نور الدين علي بن شهاب الدين بن ابى جامع الحارثي الهمداني العاملي كان عالما فاضلا، حكى ابن أخيه الشيخ علي ابن الشيخ رضي الدين أنه كان مجازا من صاحب المعالم وأنه وجد اجازته للاخوة الثلاثة الشيخ عبد اللطيف والشيخ رضي الدين والشيخ فخر الدين. وكان توجه بعد موت أبيه في الحويزة إلى شيراز وسكن بها حتى مات. (304) السيد فضل الله الحسني سيد جليل وعالم نبيل، إليه ينتسب السيد العالم الفاضل السيد محمد رضا فضل الله العاملي المعاصر. رأيت عنده كتب جليلة من أوقاف آبائه الكرام، وكان فيها كتاب " نظام الاقوال في أحوال الرجال " بخط مؤلفه نظام الدين الساوجي تلميذ البهائي. والسيد محمد رضا المذكور من الافاضل ذو علم وأدب وشعر ونثر وقلم
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 2 / 393: توفى سنة 1098 باصفهان.
________________________________________
[ 320 ]
حسن، أحد حسنات هذا العصر، سلمه الله تعالى. ولا أعرف تفصيل احوال جده المذكور. وممن ينتسب إلى فضل الله المذكور السيد العالم الفاضل الاديب الاريب الشاعر السيد نجيب الدين فضل الله سلمه الله، تربى أولا في مدرسة المرحوم الشيخ محمد علي عز الدين في حناويه، ثم لما ورد الشيخ الفاضل العلامة الشيخ موسى شرارة انتقل إلى بنت جبيل وتخرج عليه في الفقه والاصول، ثم هاجر إلى النجف للتكميل وبقي مدة يقرأ على مدرسيها الاساتيد حتى برع وكمل حتى صار أحد المشار إليهم بالفضل، فرجع إلى بلاده، وهو اليوم من أعلام علمائنا. كثر الله أمثالهم. ومنهم السيد جواد فضل الله، من الافاضل.
________________________________________
[ 321 ]
باب القاف (305) الشيخ قاسم بن الشيخ محمد بن الشيخ احمد بن الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين بن الحسبن بن محيى الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد بن ابى جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي كان عالما فاضلا فقيها ماهرا محدثا متبحرا رجاليا جامعا، رأيت له شرحا على أوائل الشرائع في الطهارة والصلاة يدل على تحقيقه ومهارته في الفن، ومجلد آخر في الغصب والشفعة واحياء الموات إلى آخر الشهادات ومن أول مواقيت الحج إلى آخر الحج سماه " كنز الاحكام في شرح شرائع الاسلام ". كان من تلامذة السيد بحر العلوم وشيخ الطائفة كاشف الغطاء، وهو أبو أسرة علماء أدباء ذكرت منهم غير واحد. ولصاحب الترجمة مصنفات عديدة أخرى توجد عند احفاده لا يحضرني تفصيلها، رأيت جملة منها عند حفيده الشيخ جواد محيى الدين، وكان أحد
________________________________________
[ 322 ]
فقهاء العرب في النجف يدرس كتب الشهيدين خصوصا الروضة في شرح اللمعة، وله الامامة في صلاة الجماعة في الصحن الشريف، كان من تلامذة صاحب الجواهر والشيخ محسن خنفر، توفي من قريب وقد ناف على الثمانين 1). (306) الشيخ قاسم بن درويش محمد بن الحسن النطنزي العاملي عالم فاضل فقيه محدث، من شيوخ الاجازة وأهل العلم بالرواية والدراية، يروي عنه ابن أخته العلامة محمد تقي المجلسي " ره " والد صاحب البحار. ذكره في شرحه على الفقيه وأنه يروي عن أبيه درويش محمد عن المحقق علي بن عبد العالي الكركي المحقق الثاني 2)، فالتقي المجلسي يروي عن جده لامه الشيخ درويش محمد بواسطة الشيخ قاسم المذكور. (307) السيد قاسم بن السيد محمد بن السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي، من عائلتنا آل نور الدين كان من العلماء الاجلاء، جاء من الجبل إلى العراق، وهاجر إلى اصفهان ايام وجود السيد آية الله السيد صدر الدين فيها، جاء بالاهل والعيال. وكان فقيها فاضلا وعبدا صالحا كثير العبادة مديما لقيام الليل والتهجد والصلاة، وتزوج السيد الوالد ابنته بأمر عمه السيد صدر الدين، وماتت بعد
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 8 / 447: توفى سنة 1237. 2) لم نجد هذا في روضة المتقين
________________________________________
[ 323 ]
زمان قليل لم تلد منه شيئا. وتوفي السيد قاسم في حدود سنة خمس وستين ومائتين بعد الالف. ولم أعرف كيفية اتصاله بسلسلتنا ولا مصنفاته، غير اني سمعت ما ذكرته عنه من السيد والدي قدس الله روحه، والسيد الوالد يوم كان صهره كان حدث السن ابن ثمان عشرة سنة، ولم يبق في اصفهان بعد تزويجه بل رجع إلى النجف وبقيت عياله هناك، ولما جاء عمه السيد صدر الدين إلى النجف أرسله لاجل أن يجئ بعياله إلى النجف، ولما وصل إلى بلدة الكاظمين جاءه خبر وفاتها فلم يرحل إلى اصفهان، ثم بعد سنة من وفاة السيد صدر الدين جاءه خبر وفاة المرحوم السيد قاسم صاحب الترجمة.
________________________________________
[ 324 ]
باب الكاف (308) السيد كمال الدين بن السيد حيدر بن نور الدين ذكره في بغية الراغبين فقال: كان من أعلام الفقهاء وأعيان المحققين، وهو أبو العالم العامل الفقيه الاصولي الكامل السيد بدر الدين. انتهى. وقد اجتمع معه ابن عمه السيد عباس صاحب نزهة الجليس في اصفهان سنة 1 1131). (309) السيد كاظم بن السيد احمد بن السيد محمد امين الحسينى الشقراوي العاملي النجفي كان عالما فاضلا متبحرا خبيرا بالاخبار والتواريخ وحيدا في فنون الادب
________________________________________
1) نزهة الجليس 1 / 229.
________________________________________
[ 325 ]
خبيرا بالفقه والاصول والرجال، من أجلاء سادات العصر وأهل الفضل والشرف في الحسب والنسب، جليلا وقورا مهابا. تخرج على الشيخ صاحب الجواهر والشيخ مشكور، وتزوج بنت الشيخ مشكور، وهي أم ولده السيد احمد الذي قتل في طريق الشام وهو متوجه إلى جبل عامل، ثم تزوج ببنت السيد محمد بن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة وجاءه منها ولده السيد الاجل السيد هادي المتوفى غدوة يوم 29 محرم سنة 1337. وللسيد كاظم مجاميع فيها مسائل علمية وفنون أدبية وحكايات تاريخية مشحونة بالعلم والفضل. كان كثير العيال، ولكثرة عياله كان يسافر إلى بغداد ويقيم فيها أشهر عند آل كبة، وله معهم صداقة قديمة من أيام والده السيد احمد المتقدم ذكره الذي كان هو من العلماء الاجلاء وأهل العلم بطريق الاعلام، وله فيها ما يبهر العقول توفى (...) 1) سنة أربع وثلاثمائة بعد الالف في النجف الاشرف. وهو من طائفة كبيرة في شقراء من قرى جبل عامل، خرج منهم جماعات من العلماء الاعلام. والسيد كاظم من آل الامين، والسيد جواد صاحب مفتاح الكرامة من أرحامهم وأسرتهم ان لم يكن من أولاد الامين، والكل يعرفون بالقشاقشة. زاد الله في شرفهم.
________________________________________
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الاصل.
________________________________________
[ 326 ]
باب اللام (310) الشيخ لطف الله بن عبد الكريم بن ابراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي العاملي الاصفهاني ذكره في الاصل بغاية الاختصار 1)، وذكره صاحب رياض العلماء وقال: كان عالما فاضلا ورعا تقيا عابدا زاهدا مقبولا قوله وفتواه في عصره وقد بنى له السلطان شاه عباس الماضي الصفوي المسجد المعروف والمدرسة المنتسبين إليه باصفهان في مقابلة عمارة " علي قاپو " في ميدان نقش جهان. وكان هو وابنه الشيخ جعفر ووالده وجده الادنى وجده الاعلى الميسي أعني الشيخ علي الميسي من مشاهير الفقهاء الامامية. وهذا الشيخ لطف الله ممن حاز بعلو الشأن في الدنيا والاخرة، وكان
________________________________________
1) امل الامل 1 / 136.
________________________________________
[ 327 ]
معظما مبجلا عند الشاه عباس المذكور، وله رسائل كثيرة ومسائل عديدة وتعليقات سديدة 1). أقول: كان مولده بميس من قرى الجبل، وانتقل من البلاد في أوائل عمره إلى المشهد المقدس الرضوي بطوس، فكان بهامدة مشغولا بتحصيل العلم على المحقق التستري المولى عبد الله وغيره من علماء المشهد حتى صار من رؤساء تلك الحضرة المقدسة، وفوض إليه خزانتها، فوضها إليه الشاه عباس، ثم بعد مدة انتقل إلى قزوين وأخذ في التدريس بها مدة، ثم رحل إلى اصفهان بأمر الشاه عباس وصار من أجل علمائها وصاحب المسجد والمدرسة اللذين لا نظير لهما ويعرفان باسمه ومنسوبان إليه، وكان له الوظائف من أوقافها، وتوفي في أوائل سنة اثنتين وثلاثين بعد الالف من الهجرة. وتقدم ذكر والده الشيخ عبد الكريم 2).
________________________________________
1) رياض العلماء 2 / 417 - 420. 2) ص 267 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 328 ]
حرف الميم (311) السيد محسن بن السيد عبد الكريم ابن العلامة السيد علي بن محمد الامين الحسينى العاملي 1) من حسنات هذا العصر، عالم فاضل متبحر في اكثر العلوم طويل الباع كثير التروج للمذهب، له آثار حسنة نظما ونثرا ومساعي جميلة في خدمة الدين. له مصنفات نافعة ومؤلفات دينية، ومن آثاره الباقية طبعه وتصحيحه لبعض الكتب، وله تأسيسات في محلة الخراب في الشام، أحياها وعمرها معنى ومادة.
________________________________________
1) خصص الجزء الاربعون من أعيان الشيعة في الطبعة الاولى لترجمة مؤلفه السيد محسن الامين العاملي المذكور هنا بقلمه وأقلام آخرين، ونقلت هذه الترجمة إلى الجزء الاخير (الجزء العاشر) من الاعيان في طبعته الجديدة. فليراجع لمعرفة التفاصيل.
________________________________________
[ 329 ]
زاد الله في توفيقه. ولا عجب فانه من بيت ان أجمعوا العلا تفرقوا عن نبى أو وصي نبى 1). (312) الشيخ شمس الدين أبو محمد محفوظ بن وشاح بن محمد الهرملي العاملي (2 ذكره الشيخ المحقق صاحب المعالم في اجازته الكبيرة (3 قال: كان هذا الشيخ من أعيان علماء عصره، ورأيت بخط شيخنا الشهيد الاول في بعض مجاميعه حكاية أمور تتعلق بهذا الشيخ، منها أنه كتب إلى الشيخ المحقق نجم الدين السعيد ابياتا من جملتها: أغيب عنك وأشواقي تجاذبني * إلى لقائك جذب المغرم العاني إلى لقاء حبيب شبه بدر دجى * وقد رماه باعراض وهجران قلبى وشخصك مقرونان في قرن * عند انتباهي وعند النوم يغشاني حللت مني محل الروح في جسدي * فأنت ذكراي في سري واعلاني لولا المخافة من كره ومن ملل * لطال نحوك تردادي واتياني يا جعفر بن سعيد يا امام هدى * يا واحد الدهر يامن ماله ثاني اني بحبك مغرى غير مكترث * بمن يلوم وفي حبيك يلحاني فأنت سيد أهل الفضل كلهم * لم يختلف أبدا في فضلك اثنان
________________________________________
1) ولد في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1284، وتوفى منتصف ليلة الاحد 4 رجب سنة 1371. 2) مذكور في امل الامل 2 / 229. 3) وردت هذه الاجازة بطولها في البحار 109 / 3 - 79.
________________________________________
[ 330 ]
في قلبك العلم مخزون بأجمعه * يهدي به من ضلال كل حيران وفوك فيه لسان حشوه حكم * تروي به من زلال كل ظمآن وفخرك الراسخ الراسي وزنت به * فزاد رضوى على رضوى وثهلان وحسن أخلاقك اللائي فضلت بها * كل البرية من قاص ومن داني تغني عن المأثرات الباقيات ومن * يحصي جواهر أجبال وكثبان يامن علا درج العلياء مرتقيا * أنت الكبير العظيم القدر والشان فأجابه المحقق رحمه الله بهذه الابيات: لقد وافت فضائلك العوالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق فضضت ختا مهن فخلت أني * فضضت بهن عن مسك فتيق وجال الطرف منها في رياض * كسين بناضر الزهر الانيق فكم أبصرت من لفظ بديع * يدل به على المعنى الدقيق وكم شاهدت من علم خفي * يقرب مطلب الفضل السحيق شربت بها كؤوسا من معان * غنيت بشربهن عن الرحيق ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق فرفقا بالفضائل بى رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أنسب بالصديق [ فقد صيرتني لعلاك رقا * ببرك بل أرق من الرقيق ] 1) وكتب من بعدها نثرا من جملته: " لست أدري كيف سوغ لنفسه الكريمة مع حنوه على اخوانه وشفقته على أوليائه وخلانه، اثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله بل تضعف الجبال أن تقله، حتى صيرني بالعجز عن مجازاته أسيرا ووقفني في ميدان مجاراته حسيرا،
________________________________________
1) الزيادة من الاعيان والامل.
________________________________________
[ 331 ]
فما أقابل ذلك البر الوافر ولا أجازي ذلك الفضل الغامر، واني لاظن كرم عنصره وشرف جوهره بعثه على افاضة فضله وان أصاب به غير أهله، وكأنه مع هذه السجية الغراء والطوية الزهراء شملني بصحيح فكرته وسليم فطرته، الولاء من صفحات وجهي وفلتات لساني، قرأ المحبة من لحظات طرفي ولمحات شاني، فلم ترض همته العلية بدون البيان، ولم تقنع نفسه الزكية عن ذلك الخبر الا بالعيان، فحرك ذلك منه بحرا لا يسمح الا بالدرر وحجرا لا يرشح بغير الفضل، وأنا استمد من انعامه الانتصار على ما يطوع به من البر حتى أقوم بما وجب علي من الشكر، انشاء الله " انتهى (1. واعلم أن هذا الشيخ أبو طائفة كبيرة بالهرمل يعرفون بآل محفوظ وبنى وشاح، خرج منها علماء أجلاء رؤساء نبلاء، وهو غير محفوظ بن عزيزة بن وشاح، السوراني والد الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي أستاد المحقق نجم الدين في علم الكلام الذي قرأ عليه كتابه " المنهاج في علم الكلام " فلا تتوهم الاتحاد. وقد تقدم الشيخ حسين محفوظ نزيل بلد الكاظمين وجماعة [... ] 2) وقد وجد على ظهر بعض الكتب سلسلة آبائه متصلة بالشيخ محفوظ بن وشاح بن محمد، وكل السلسلة من العلماء على ما حدثني به بعض نوافله. وقبر صاحب الترجمة هناك مزار معروف، واليه نسب الشيخ حيدر محفوظ الذي كان من العلماء الاجلاء 3).
________________________________________
1) أنظر بحار الانوار 109 / 14، امل الامل 2 / 229، اعيان الشيعة 9 / 57. 3) جملة لا تقرأ في مصورة الاصل. 2) في الاعيان: توفى سنة 690.
________________________________________
[ 332 ]
[ 313 ] الشيخ الجليل محمد التبنيني العاملي 1) عالم فاضل فقيه محدث رجالي مضطلع في علم الجرح والتعديل، له مصنفات جليلة تدل على تبحره. تخرج على المير فيض الله التفريشي والشيخ حسين التبنينى الشهير بابن سودون. رأيت من تأليفاته كتابا في الرجال سماه " الجامع اللاقوال في أحوال الرجال "، جمع فيه ما في أصول كتب الرجال وأضافه ببيانات ونكات حسنة على ترتيب حروف المعجم. وله كتاب " سنن الهداية في علم الدراية " يحيل في كتابه الجامع عليه، والنسخة التي رأيتها قد انخرم آخرها فلا أعلم تاريخ الفراغ منه، لكن لاخفاء في طبقته بعد أن كان من تلامذة السيد مير فيض الله التفريشي تلميذ الشيخ حسن ابن زين الدين صاحب المعالم. وبالجملة الرجل من علماء أوائل القرن الحادي عشر، وينقل عن صاحب المعالم في كتابه الجامع. [ 314 ] الشيخ محمد الحر العاملي كان من العلماء الاجلاء فقيها محققا، فر بنفسه من ظلم الجزار إلى بعلبك واستجار بالحرافشة، فكان عندهم حتى جاءه البشير بهلاك الجزار وبتولد ولد
________________________________________
1) مذكور في امل الامل 1 / 162 بعنوان " محمد بن على العاملي التبنينى ".
________________________________________
[ 333 ]
ذكر، فرجع إلى جبع وسمى المولود سعيدا، وذلك سنة 1229. [ 315 ] الشيخ محمد طاس 1) العاملي من علماء عصر أحمد الجزار، ذكره بعض العلماء العامليين في المتأخرين وفاتهم عن الشيخ الحر. [ 316 ] الشيخ محمد الغول العاملي من العلماء الاجلاء المتأخرين عن صاحب الاصل، ذكره بعض العلماء العامليين في المتأخرين عن الشيخ الحر. وذكر معه أيضا: [ 317 ] الشيخ محمد قبيسي من علماء جبل عامل، يظهر منه تعددهما. [ 318 ] الشيخ محمد العاملي المشغري كان شريك الشيخ الحر في الدرس، ويظهر من حكاية منامه أنه من عباد الله
________________________________________
1) لا يقرأ في مصورة الاصل واضحا.
________________________________________
[ 334 ]
الصالحين. قال الشيخ الحر في كتاب اثبات الهداية (1: انا كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد ونحن جماعة من طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيا ومن يكون قد مات، فقال لي رجل اسمه الشيخ محمد وكان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أني اكون في العيد الاتي حيا وعيد أخرى إلى ست وعشرين سنة. ويظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب. فقال: لا ولكني رأيت المهدي عجل الله فرجه وصلى الله عليه في النوم وأنا مريض شديد المرض، فقلت له: أنا مريض وأخاف أن أموت وليس لي عمل صالح ألقى الله به. فقال: لا تخف فان الله تعالى يشفيك من هذا المرض ولا تموت فيه بل تعيش ستا وعشرين سنة. ثم ناولني كأسا في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء وأنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان. فلما سمعت كلامه كتبت التاريخ وكان سنة 1049 ومضت لذلك مدة طويلة وأنتقلت إلى المشهد المقدس سنة 1072، فلما كانت السنة الاخيرة وقع في قلبى أن المدة قد انقضت رجعت إلى ذلك التاريخ وحسبته ورأيته قد مضى منه ست وعشرون سنة فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات، فما مضت الا مدة نحو شهر أو شهرين حتى جاءني كتابة من أخي - وكان في البلاد - يخبرني أن المذكور مات. انتهى 2). فتكون وفاة صاحب الترجمة سنة خمس وسبعين بعد الالف.
________________________________________
1) يتكرر هذا الاسم هكذا والصحيح " اثبات الهداة ". 2) اثبات الهداة 3 / 712.
________________________________________
[ 335 ]
[ 319 ] الشيخ محمد مغنية العاملي من العلماء الاجلاء ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل. [ 320 ] الشيخ محمد نجم العاملي من العلماء المتأخرين عن الشيخ الحر، ذكره بعض العامليين في ذيل أمل الامل. [ 321 ] السيد محمد بن السيد ابراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين علي بن علي بن حسين بن ابى الحسن الموسوي الجبعي الشحوري، جدنا الاعلى كان تولده في جبع سنة 1049 سلخ رجب، فأنشأه الله منشئا مباركا على مانشأ آباؤه. وقف في عاملة على الفقيه العلامة احمد بن الحسين بن احمد بن سليمان العاملي النباطي، وهاجر إلى العراق سنة الثمانين بعد الالف، فأخذ العلم عن الشيخ حسام الدين بن الشيخ جمال الدين الطريحي النجفي، ووقف على غيره من أفاضل العلماء. وتوجه إلى اصفهان للوقوف على أعلامها، فوردها سادس المحرم سنة ثلاث وثمانين بعد الالف، ونال الحظوة بسلطانها الشاه عباس الثاني الصفوي،
________________________________________
[ 336 ]
وتلمذ على أعلم أعلامها الشيخ محمد الباقر السبزواري صاحب الذخيرة، فآثره السبزواري بوده واعزازه وزوجه كريمته رغبة فيه، وولد له منها ولدان قضى الوباء عليهما وعلى أمهما سنة 1089. وتوفي أستاذه السبزواري سنة تسعين بعد الالف، فاختلف السيد بعده إلى الفقيه العلامة الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني - وكان يومئذ باصفهان - فحمل عنه علما جما، وأجازه الشيخ اجازة عامة. وفي سنة تسع وتسعين بعد الالف تشرف السيد بزيارة الامام الرضا عليه السلام، فرأى من استقبال العلماء واقبالهم عليه ما هو أهله، وقرأ فيها على الشيخ الحر صاحب الوسائل والاصل، وأجازه الشيخ اجازة مفصلة، وزوجه كريمته وهي أم الباقين من ذريته. وفي سنة 1100 تشرف بحج بيت الله الحرام ورجع مع الحاج الشامي إلى بلاده، فورد بلدة " شحور " في ربيع الثاني سنة 1101، فأقام فيها مقبلا على شأنه مؤثرا للعزلة مستوحشا من أوثق اخوانه مشغولا في التأليف والتصنيف والافادة والتدريس، وتربى على يده جماعة من العلماء، كالشيخ سليمان معتوق المتقدم ذكره، وولده السيد العلامة السيد صالح المتقدم ذكره وغيرهما. وكانت له مصنفات كثيرة وخزانة كتب جليلة تشمل على ألوف أخذها احمد الجزار في الواقعة التي تقدم إليها الاشارة في ترجمة ولده السيد صالح وغيره. ومن آثاره الباقية قصيدته النونية الكيبرة نظم فيها حديث الكساء على الكيفية التى رواها الطريحي في المنتخب، وله " تعليقة شريفة على أصول الكافي "، و " بعض التعليقات على تعليقة الشهيد " و " مجموعة " كالكشكول تشتمل على أحاديث وأخبار ونوادر وأشعار فيها كل ما نقلناه من أحواله وأحوال أبيه وسلفه كما في بغية الراغبين.
________________________________________
[ 337 ]
توفي قدس سره سنة تسع وثلاثين والمائة بعد الالف، فيكون عمره تسعين سنة. وله من بنت الشيخ الحر صاحب الاصل من الذكور ولدان: أحدهما السيد صالح والد جدنا السيد محمد علي وأخيه السيد صدر الدين، والولد الاخر السيد العالم السيد محمد شرف الدين سمي أبيه. [ 322 ] محمد بن ابراهيم بن كثير الصوري، أبو الحسن ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، قال: روى عن الفريابى ومؤمل بن اسماعيل، وعنه ابراهيم بن عبد الرزاق الانطاكي وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وجماعة. روى عن رواد بن الجراح خبرا باطلا ومنكرا في ذكر المهدي، قال الجلاب هذا باطل ومحمد الصوري لم يسمع من رواد. قال: وكان مع ذلك غاليا في التشيع 1). [ 323 ] الشيخ محمد بن شهاب الدين احمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي ذكره في الاصل 2)، وهو شيخ اجازة السيد ماجد البحراني وشيخ اجازة العلامة الميرزا ابراهيم الهمداني، وكتب لكل واحد منهما اجازة. يروي عن والده عن جده عن المحقق الكركي. وبيت خاتون بيت علم قديم.
________________________________________
1) ميزان الاعتدال 3 / 449. 2) امل الامل 1 / 161 بعنوان " محمد بن خاتون ".
________________________________________
[ 338 ]
[ 324 ] الشيخ محمد بن الشيخ احمد بن محفوظ، من آل وشاح الهرملي هو وأخوه الشيخ ابراهيم من العلماء الافاضل، تلمذا على الشيخ عبد الله نعمة والشيخ حسين زغيب، وأبوهما أيضا كان من العلماء. توفي الشيخ محمد قبل وفاة الشيخ عبد الله نعمة، وخلف ولده العالم الفاضل الشيخ محفوظ. والشيخ ابراهيم توفي بعد وفاة الشيخ عبد الله نعمة، يعنى بعد سنة 1302. [ 325 ] الشيخ محمد بن اسماعيل القبيسي العاملي عالم فاضل فقيه كامل، كان حيا سنة ثمان وثمانين ومائة بعد الالف، رأيت خطه على الكتب التى في خزانتي يظهر منها ما وصفناه به ولا أدري أكثر من ذلك. فلاحظ. [ 326 ] الشيخ محمد بن الشيخ جابر بن عباس العاملي النجفي عالم عامل فاضل فقيه محدث رجالي متبحر، من تلامذة الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد، وله الرواية عن أبيه الفقيه الشيخ جابر وعن السيد شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني الغروي وعن الشيخ محمود ابن حسام المشرفي، ويروي عنه الشيخ فخر الدين بن طريح كما صرح به في مقدمة شرحه على النافع، وقال في أثناء كلامه: ومن السنة ما أخبرني به شيخي
________________________________________
[ 339 ]
الجليل العالم الفاضل الكامل التقي النقي المؤيد الشيخ محمد بن المبرور المشكور الشيخ جابر. الخ. وهو صاحب الاجازة الكبيرة للسيد مرتضى الساروي المازندراني المذكورة في البحار. ويروي التقي المجلسي والد صاحب البحار عن أبيه الشيخ جابر بن الشيخ محمد بن عباس المذكور. وعندي مجلد فيه جملة رسائل كلها بخط الشيخ محمد بن جابر بن عباس النجفي صاحب الترجمة، منها رسالة لاستاذه الشيخ محمد بن صاحب المعالم في مسألة التزكية للراوي بالواحد أو لابد من اثنين، قال في آخرها: انتهى كلام مصنفها أبقاه الله وحفظه وأدام ظله وكتبها لنفسه أحوج عباد الله إلى رحمة الله وأغناهم به عمن سواه محمد بن جابر، تمت في اليوم الثاني عشر من شهر جمادى الاولى سنة ألف وثلاثين، ومنها رسالة للشيخ محمد بن جابر المذكور في تحقيق محمد بن اسماعيل الواقع في رواية الكليني في الكافي، ومنها رسالة في الكنى والالقاب جيدة جامعة، ويظهر منها أن له كتابا في علم الرجال، وأنه تلمذ على الميرزا صاحب الرجال الكبير الاسترابادي. وعندي مجموع بخط بعض الافاضل فيه أسئلة حديثية للشيخ محمد بن جابر من شيخه الشيخ عبد النبي الجزائري، وفيه أيضا رسالة في جواز تقليد الميت وعدمه للشيخ محمد بن جابر المذكور تدل على مقام عال له في التحقيق. وبالجملة الرجل من فحول العلماء. ويروي عنه أيضا الشيخ عبد علي بن محمد الخمايسي النجفي. وصرح في بعض اجازاته أنه مشغري عاملي. رحمة الله عليه.
________________________________________
[ 340 ]
(327) الشيخ محمد بن الحسن الحر مؤلف الاصل. ترجم نفسه في الاصل 1). وهو أحد المحمدين الثلاث الاواخر أرباب الجوامع الكبار في الحديث " الوافي " و " البحار " و " الوسائل ". قال في جامع الرواة عند ذكره: الشيخ الامام العلامة المحقق المدقق جليل القدر رفيع المنزلة عظيم الشأن عالم فاضل كامل متبحر في العلوم، لا تحصى فضائله ومناقبه، مد الله تعالى في شرفه، له كتب كثيرة منها " وسائل الشيعة ". إلى آخر ما قال 2). وقال المحبى في خلاصة الاثر: قدم مكة سنة سبع وثمانين بعد الالف، وفي الثانية منها قتلت الاتراك بمكة جماعة من العجم لما اتهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوثا بالعذرة، وكان صاحب الترجمة قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل، فلما حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه فالتجأ إلى السيد موسى بن سليمان أحد أشراف مكة الحسنيين وسأله أن يخرجه من مكة إلى نواحي اليمن، فأخرجه مع أحد رجاله إليها فنجى. إلى أن قال: وكانت وفاته باليمن أو العجم سنة تسع وسبعين وألف. انتهى 3). وفيه وهم، فانه توفي بطوس المشهد المقدس الرضوي سنة أربع ومائة بعد الالف، ودفن في أيوان بعض حجر الصحن الشريف، ونقش تاريخ وفاته

________________________________________
1) انظر امل الامل 1 / 141 - 154. 2) جامع الرواة 2 / 90. 3) خلاصة الاثر 3 / 422.
________________________________________
[ 341 ]
المذكور على الصخرة الموضوعة على قبره الشريف. وعمر احدى وسبعين سنة، لان تولده كان سنة ثلاث وثلاثين وألف، وكانت هجرته من بلاده إلى خراسان سنة اثنتين وسبعين بعد الالف، ومن المشهد المقدس حج بيت الله الحرام سنة ثمان وثمانين بعد الالف، وهي السنة التي وقع فيها القتل وقتل فيها المولى محمد مؤمن الاسترابادي صاحب كتاب الرجعة وجماعة من العلماء. والشيخ الحر قدس سره جدنا من قبل بعض الامهات، وذلك أن أم جد والدي السيد صالح بن السيد محمد بنت الشيخ الحر صاحب الوسائل كما ذكرناه في ترجمة جدنا الاعلى السيد محمد بن ابراهيم شرف الدين من أنه كان تلميذ الشيخ الحر وزوجه ابنته أم السيد صالح والسيد محمد سمي أبيه. (328) الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني عالم محقق مدقق، سيما في الحديث والرجال كما يظهر من شرحه 1). ترجمه في الاصل ترجمة حسنة 2). وعندي رسالته في مسألة " تزكية الراوي " بخط تلميذه العلامة الشيخ محمد بن جابر النجفي كتبها في حياة أستاده سنة 1030. وترجمه ولده في الدر المنثور أيضا 3).
________________________________________
1) لعله يريد " شرح تهذيب الاحكام " أو " شرح الاستبصار ". 2) أمل الامل 1 / 138. 3) الدر المنثور 2 / 209 - 222.
________________________________________
[ 342 ]
(329) الشيخ محمد بن الحسن النظنزي العاملي المعروف بدرويش محمد، ولذا ذكرناه في الدال أيضا 1) قال العلامة محمد تقي المجلسي والد صاحب البحار في مقدمات شرحه على من لا يحضره الفقيه عند تعداد طرقه في الرواية ما لفظه: وأروي عن شيخ علماء الزمان في زمانه الشريف جدي مولانا درويش محمد الاصفهاني النطنزي العاملي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي رضي الله تعالى عنهم. انتهى 2). كان صاحب الترجمة أول من نشر الحديث باصفهان بعد ظهور الدولة الصفوية، يروي عنه جماعة من الاجلاء عن سبطه التقي المجلسي، ومنهم الشيخ عبد الله بن جابر العاملي ابن عمة التقي المجلسي شيخ اجازة صاحب البحار. وقد تكرر ذكره في اجازات العلامة المجلسي وأثنى عليه ثناء جميلا كما تقدم في ترجمة والده وترجمة الشيخ عبد الله بن جابر العاملي وغيرهما. (330) السيد محمد بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد محمد بن السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي، من أسرتنا آل نور الدين.
________________________________________
1) انظر ص 201 من هذا الكتاب. 2) لم نجده في مقدمة روضة المتقين.
________________________________________
[ 343 ]
ولد في دير سريان سنة 1267، وكان من تلاميذ الشيخ جعفر مغنية والشيخ عبد الله نعمة والشيخ محمد علي عز الدين، وكان فضلا تقيا شاعرا. وتوفي في دير سريان غرة ربيع الثاني سنة 1319. وأولاده السيد هاشم والسيد جواد والسيد هادي كلهم أخيار أبرار أتقياء، تأتي ترجمة الاول منهم. (331) الشيخ محمد بهاء الدين ابن الحسين بن عبد الصمد بن محمد (بن) علي ابن الحسين بن محمد بن صالح العاملي الجبعي شيخ الطائفة في عصره، وشيخ الاسلام في مصره، كل الفضائل تنسب إليه، وهو الشيخ في كل العلوم على الاطلاق. ذكره في الاصل 1)، وترجمه كل معاصريه من العامة والخاصة، وذكره تلميذه العلامة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي قدس الله روحه، قال: كان أفضل أهل زمانه، بل كان متفردا بمعرفة بعض العلوم الذي لم يحم حوله أحد من أهل زمانه ولا قبله على ما أظن من علماء العامة والخاصة، يميل إلى التصوف كثيرا، وكان منصفا في البحث، كنت في خدمته منذ أربعين سنة في الحضر والسفر، وكان له معي محبة وصداقة عظيمة، سافرت معه إلى زيارة الائمة بالعراق عليهم السلام، فقرأت عليه في بغداد والكاظمين وفي النجف الاشرف وحائر الحسين ثم العسكريين كثيرا من الاحاديث، وأجازني في كل
________________________________________
1) امل الامل 1 / 155 - 160.
________________________________________
[ 344 ]
هذه الاماكن جميع كتب الحديث والفقه والتفسير وغيرها 1)، وكنت في خدمته في زيارة الرضا عليه السلام في السفر الذي توجه النواب الاعلى خلد الله ملكه أبدا ماشيا حافيا من اصفهان إلى زيارته عليه الصلاة والسلام، فقرأت عليه هناك تفسير الفاتحة من تفسيرة المسمى ب‍ " العروة الوثقى " وشرحه على دعاء الصباح والهلال من الصحيفة السجادية. ثم توجهنا إلى بلدة هراة التي كانت سابقا هو ووالده فيها شيخ الاسلام، ثم رجعنا إلى المشهد المقدس، ومن هناك توجهنا إلى اصفهان إلى أن نحل وتوفي قدس الله روحه في اصفهان في شهر شوال في سنة ألف وثلاثين وقت رجوعنا من زيارة بيت الله الحرام، ثم نقل إلى المشهد الرضوي على مشرفه الصلاة والسلام، ودفن هناك في بيته قريب الحضرة المقدسة، وقبره هناك مشهور يزوره الخاصة والعامة، ثم ذكر فهرسه مصنفاته. أقول: وعندي مجموع كالكشكول وفيه جملة أجوبة مسائل كثيرة للشيخ البهائي، وفيها جوابات المسائل التي سألها السلطان الشاه عباس عن الشيخ وهي ثلاث عشرة وكلها فارسية وهي في الفقه والعرفان، وسائر الجوابات عربية وهي خمسة وخمسون كلها فقهية، والكل من نفائس المسائل. قال السيد في السلافة: علم الائمة الاعلام، وسيد علماء الاسلام، وبحر العلم الملاطمة بالفضائل أمواجه، وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه، وطود المعارف الراسخ، وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ، وجوادها الذي
________________________________________
1) في مكتبه " الوزيرى " بيزد التى أسسها صديقنا العلامة المرحوم السيد على محمد الوزيرى، مجموعة نادرة من الاجازات فيها اكثرها من ستين اجازة، اكثرها بخط السيد حسين الكركي، وفيها اجازات معددة له من الشيخ البهائي بخطه كتبها له في حرم الائمة الطاهرين عليهم السلام بمشاهد العراق.
________________________________________
[ 345 ]
لا يؤمل لها لحاق، وبدرها الذي لا يعتريه محاق، الرحلة الذي ضربت إليه اكباد الابل، والقبلة التي فطر كل قلب على حبها وجبل، فهو علامة البشر، ومجدد دين الامة على رأس القرن الحادي عشر، إليه انتهت رئاسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والادلة، جمع فنون العلم وانعقد عليه الاجماع، وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والاسماع، فما من فن الا وفيه القدح المعلى والمورد العذب المحلى، ان قال لم يدع قولا لقائل، أو طال لم يأت غيره بطائل، وما مثله ومن تقدمه من الاقاضل والاعيان، الا كالملة المحمدية المتأخرة عن الملل والاديان، جاءت آخرا ففاقت مفاخرا، وكل وصف قلت في غيره فانه تجربة الخاطر. مولده ببعلبك عند غروب الشمس يوم الاربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، انتقل به والده وهو صغير إلى الديار العجمية، فنشأ في حجره بتلك الاقطار المحمدية، وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ، حتى أذعن له كل مناضل ومنابذ، فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله، ولي بها شيخ الاسلام، وفوضت إليه أمر الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام. ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهب من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك المناصب ومال لما هو لحاله مناسب، فقصد زيارة بيت الله الحرام وزيارة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام، عليهم أفضل التحية والسلام. ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة، وأوتي في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة، واجتمع في أثناء ذاك بكثير من أرباب الفضل والحال، ونال من فيض صحبتهم ما تعذر على غيره واستحال. ثم عاد وقطن أرض العجم، وهناك همى غيث فضله وانسجم، فألف وصنف
________________________________________
[ 346 ]
وقرط المسامع وشنف، وقصدته علماء الامصار، واتفقت على فضله الاسماع والابصار. الخ 1). وقال تلميذه العلامة الوحيد المولى محمد تقي والد المجلسي صاحب البحار في أول الشرح العربي للفقيه: كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر عظيم الشأن كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا. إلى أن قال: وكان عمره بضعا وثمانين سنة اما واحدا أو اثنين، فاني سألت عن عمره رضي الله عنه فقال: ثمانون أو أنقص واحدة، ثم توفي بعده بسنتين، وسمع قبل وفاته بستة أشهر من قبر بابار كن الدين رضي الله عنه وكنت قريبا منه، فنظر الينا وقال: سمعتم ذلك الصوت ؟ فقلنا: لا، فاشتغل بالبكاء والتضرع والتوجه إلى الاخرة، وبعد المبالغة العظيمة قال: انه أخبرت باستعداد الموت. وبعد ذلك بستة أشهر تقريبا توفي وتشرفت بالصلاة عليه مع جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا. (332) الشيخ محمد بن سليمان الزين العاملي الصيداوي عالم فاضل كامل جليل ورع صالح، من بيت جليل وعليه سمات الاجلة وأهل العرفان والسكينة. كان جاء إلى النجف وسكنها واتشغل في طلب العلم مدة طويلة، ورأيت له كتابا في الفقه كراريس. ثم ترك كتبه في النجف ورجع إلى صيدا، وكأنه ابتلي بتدبير المعاش وغلب عليه التكسب. ثم جاء إلى الزيارة فرأيته في بلد الكاظمين والافاني لم اكن في النجف أيام كان فيها وانما رأيت كتبه عند بعض السادة من أهل بلاده، قال:
________________________________________
1) سلافة العصر: 289.
________________________________________
[ 347 ]
تركها الشيخ محمد سليمان لينتفع بها طلبة البلاد، وانه كان تركها عند المرحوم الشيخ علي مغنية رفيقه، ولما توفي الشيخ علي صارت عند فلان، قال: أنا أخذتها على حسب أمره من فلان. وبالجملة توفي المرحوم الشيخ محمد سليمان صاحب الترجمة سنة نيف وثلاثمائة والف عن عمر طويل بعد ابتلائه بمرض مزمن في بلاده 1). وله أولاد أماجد، خصوصا ولده الشيخ الفاضل العالم الشيخ محمد رضا سلمه الله تعالى، وهو نعم الخلف 2). (333) الشيخ محمد بن الشيخ سليمان معتوق العاملي الكاظمي كان من أجلة العلماء، وصفه السيد العلامة المتبحر السيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام وغيره بما لفظه: جناب شيخ المشايخ العظام وعلامة العلماء الاعلام الشيخ محمد بن المرحوم الشيخ سليمان العاملي. أقول: كان كلام السيد سنة وفاة والده الشيخ سيلمان معتوق، وهي سنة سبع وعشرين ومائتين والالف، وتوفي الشيخ محمد سنة 1264. (334) السيد محمد بن عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس نور الدين الموسوي العاملي ذكره في بغية الراغبين وقال: كان من الفقهاء والمجتهدين، ولد ومات
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 9 / 350: ولد في صيدا سنة 1246 وتوفى فيها سنة 1320. 2) له ترجمة في نقباء البشر ص 773، وفيها: ولد في صيدا وبها نشأ وترعرع، وتوفى بكفر رمان في رجب سنة 1366.
________________________________________
[ 348 ]
في جبشيت، وهو والد السيد العالم الجليل السيد هاشم المولود سنة 1200 والمتوفى سنة 1285، قدس الله نفسه. (335) الشيخ شمس الدين محمد بن عبد العالي 1) بن نجدة، تلميذ الشهيد الاول 2) كان من أجلة العلماء الفقهاء الفضلاء 3)، ولما رجع من حج بيت الله الحرام هنأه استاده الامام شمس الدين محمد بن مكي الشهيد بهذه الابيات: قدمت بطالع السعد السعيد * وحياك القريب مع البعيد وحسب القلوب وكان كل من * الاصحاب بعدك كالفقيد عمرت الحج بيت الله حقا * وبلغت الاماني في الصعود وزرت المصطفى وبنيه حتى * وصلت إلى المكارم والسعود وعاودت الاقارب في نعيم * من الرحمن اتبع والخلود ودام لك الهنا بهم وداموا * مع الايام في رغم الحسود واني مشفق والعزم مني * لقاؤك عن قصير أو مديد 4) كذا بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي جد الشيخ البهائي " ره " نقلا عن خط الشيخ الشهيد الاول، ثم قال: توفي الشيخ شمس الدين محمد
________________________________________
1) أو " عبد العلى " كما في اجازة الشهيد الاول له. انظر البحار 107 / 194 وغيره من المصادر. 2) سيذكر ايضا برقم (237). 3) مذكور في امل الامل 2 / 279 و 309. 4) الابيات مشوشة ونقلناها كما هي.
________________________________________
[ 349 ]
ابن عبد العالي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته بمحمد وآله وعترته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين في شهر شعبان سنة ثمان وثمانمائة هجرية النبوية على مشرفه السلام 1). (336) السيد صدر الدين محمد بن عبد الحسيب بن احمد بن زين العابدين العلوي ذكره في شذور العقيان أن جده السيد احمد كان صهر المحقق المير محمد باقر الداماد، وقال في وصف صاحب الترجمة: السيد السند المحقق المدقق الحسيب النسيب ذو الحسب الباهر والنسب الفاخر صدر الدين محمد بن عبد الحسيب بن احمد بن زين العابدين العلوي العاملي، كان عالما فاضلا، رأيت خطه على كتب عديدة - مثل كشف الحقائق وغيره - تاريخ كتابة الاول من شهر جمادي الثانية سنة ثلاث ومائة بعد الالف. (337) الشيخ محمد بن عبد العالي بن نجدة العاملي عالم عامل فاضلا جليل من شيوخ أصحابنا، كان معاصرا للسيد الامام العلامة الحسن بن نجم الدين بن الاعرج العاملي، وهو استاذ الشيخ عز الدين حسن بن احمد بن بوسف المعروف بابن (..) الكسرواني. توفي صاحب الترجمة سنة ثمان وثمانمائة، كما نص عليه الشيخ الجليل الشيخ محمد بن علي الجباعي جد شيخنا البهائي " ره " في مجموعته الموجودة
________________________________________
1) انظر البحار 107 / 209.
________________________________________
[ 350 ]
بخطه وقلمه 1). (338) الشيخ محمد بن عبد اللطيف الجامعي العاملي، نزيل مكة المعظمة كان عالما فاضلا جليلا محدثا، رأيت بخطه جملة من الرسائل استكتبها لنفسه بمكة المشرفة، ونقش خاتمه " محمد بن عبد اللطيف الجامعي نزيل حرم الله السامعي ". (339) الشيخ محمد بن علي البرزولي العاملي رأيت بخطه الجزء الرابع من المسالك، فرغ منه ليلة الخميس السابع عشر من رجب سنة سبع وثمانين وتسعمائة بعد وفاة الشهيد الثاني " ره " باحدى وعشرين سنة، فلعله من تلاميذه. (340) الشيخ محمد بن علي بن احمد المعروف بالحريري وبالحرفوشي العاملي ذكره في الاصل 2) وفي السلافة 3)، وذكره من علماء الجمهور المحبى
________________________________________
1) هذه الترجمة تكرار للترجمة رقم (335)، وقد شطب عليها في مصورة الاصل، ولكن أبقيناها لما فيها من بعض الفوائد غير الموجودة في الترجمة السابقة. 2) امل الامل 1 / 162. 3) سلافة العصر ص 315.
________________________________________
[ 351 ]
في خلاصة الاثر في علماء القرن الحادي عشر ووصفه ب‍ " اللغوي النحوي الاديب البارع الشاعر المشهور "، ثم قال: كان في الفضل نخبة أهل جلدته، وله تصانيف كثيرة، منها شرح الاجرومية في مجلدين سماة " اللالي السنية " و " شرح الفاكهي " و " شرح التهذيب " و " حاشية على شرح قواعد الشهيد " و " نهج النجاة فيما اختلف فيه النحاة " و " شرح زبدة الاصول " و " طرائق النظام ولطائف الانسجام " في محاسن الاشعار وغير ذلك. قرأ بدمشق وحصل وسما، وحضر درس العمادي المغني، وكان العمادي يجله ويشهد بفضله، وطلبه المولى يوسف بن ابى الفتح لاعادة درسه فحضر أياما ثم انقطع، فسأل الفتحي عن سبب انقطاعه، فقيل: انه لا يتنازل لحضور درسك، فكان ذكل الباعث على اخراجه من دمشق، وسعى الفتحى عند الحكام على قتله بنسبة الرفض إليه، وتحقق هو الامر فخرج هو من دمشق إلى حلب هاربا، ثم دخل بلاد العجم فعظمه سلطانها الشاه عباس وصيره رئيس العلماء في بلاده. وكان هو بدمشق خامل الذكر، وكان يصنع القماش العباءات المتخذة من الحرير ولذلك قيل له " الحريري "، وكان كثير من الطلبة يقصدونه وهو في حانوته يشتغل، فيقرأون عليه ولا يشغله شاغل من العلم. وكان في الشعر مكثرا محسنا في جميع مقاصده، وقد جمعت من أشعاره أشياء لطيفة. ثم نقل قطعة من شعره 1). أقول: انما تخرج صاحب الترجمة على جدنا العلامة السيد نور الدين بمكة، قرأ عليه كتب العامة والخاصة كما ذكره في الاصل. وله كتب غير ما ذكرها المحبى.
________________________________________
1) خلاصة الاثر 4 / 49.
________________________________________
[ 352 ]
وهو الذي اجتمع في مسجد الشام بالمعمر المغربي وتحمل عنه الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام، وشرحت الحال في " بغية الوعاة في طبقات مشايخ الاجازات "، وذكرت طرق اتصالي بالرواية عنه. (341) الشيخ محمد بن علي بن احمد بن علي العاملي، من تلامذة الشهيد الاول عالم فاضل فقيه ماهر، نسخ بخطه ايضاح الفوائد في سنة 843 فليلاحظ. (342) الشيخ محمد بن علي بن احمد بن يونس الصيداوي العاملي رأيت له بعض تعليقات فرغ منه في غرة رجب عام أربع وخمسين وتسعمائة يدل على أنه من أجلة علمائنا رضوان الله تعالى عليهم. (343) الشيخ الفاضل الاجل محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني العاملي أحد تلامذة الشهيد الثاني، صاحب كتاب " بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد "، المعروف بين العلماء بابن العودي. قال في أول كتابه: ولما كان هذا الضعيف ممن حاز على حظ وافر من خدمته - يعني الشهيد " ره " - وتشرف بمدة مديدة من ملازمته، كان ورودي إلى خدمته في عاشر ربيع الاول سنة خمس وأربعين وتسعمائة إلى يوم انفصالي عنه بالسفر إلى خراسان في عاشر ذي الحجة سنة ثنتين وستين وتسعمائة، وجب أن أتوجه
________________________________________
[ 353 ]
إلى جمع تاريخ يشتمل على ما تم من أمره من حين ولادته إلى انقضاء عمره 1). أقول: وهذا الكتاب يدل على أن صاحبه فاضل أديب شاعر لبيب ناثر عجيب متبحر في العلوم التاريخية والعربية والرجال، وله الخبرة التامة في مسالك الفقهاء واختلاف مشاربهم، وأنه أصولي محدث على جانب عظيم من التقوى والروع ومحب للعلم والعلماء، وأن له الخبرة في علم المعقول والتبحر في علم الاوائل، وكذلك الخبرة بعلوم القرآن. وبالجملة الرجل من الفضلاء الكاملين والعلماء الراسخين، لو أردت نقل عباراته الدالة على ما ذكرت لطال المقام. وقد أخرج الكتاب المذكور الشيخ علي السبط في الجزء الثاني من كتابه الدر المنثور، على أن الكتاب قد ألف منه جملة من الفصول على موجب فهرس فصوله في أول الكتاب 2). (344) السيد الاجل محمد بن علي بن الحسين بن ابى الحسن الحسينى الموسوي الجبعي العاملي عمنا السيد صاحب المدارك، أخو جدنا السيد نور الدين. ذكره في الاصل 3)، ولا يمكن اخلاء كتابنا منه. أمه بنت الشيخ زين الدين الشهيد، وأمها بنت الشيخ علي بن عبد العالي
________________________________________
1) الدر المنثور 2 / 151 مع بعض التغيير. 2) وجد الشيخ على بن محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي بعض فصول كتاب " بغية المريد " فأدرجها في كتابه الدر المنثور 2 / 149 - 198. فراجعه. 3) امل الامل 1 / 167.
________________________________________
[ 354 ]
الميسي. كان مع الشيخ حسن صاحب المعالم كفرسي رهان، أخوين في الدين وشركين في التحصيل والدرس والاساتيذ والمسلك في الاصول والفقه والمهاجرة إلى تحصيل العلم. قرءا أولا على السيدين الجليلين السيد علي والده والسيد علي الصائغ، وهما اجل تلامذة الشيخ زين الدين الشهيد، قرءا عليهما كثيرا من كتب الفقه والاصول وجميع علوم العربية والمنطق حتى صارا من أهل النظر. وهاجرا إلى النجف سنة بضع وثمانين وتسعمائة للحضور على المقدس الاردبيلي " ره " لانه الرئيس في ذلك العصر ومن يشد إليه الرحال. ودعوى السيد المعاصر في الروضات أن هجرتهما إلى النجف كانت سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة (1. وهم، لانه سنة وفاة المقدس الاردبيلي، وقد نص الشيخ علي سبط الشهيد أنهما لما رجعا من النجف صنف الشيخ حسن المعالم والمنتقى والسيد محمد المدارك، ووصل بعض ذلك إلى العراق قبل وفاة المولى احمد الاردبيلي 2). وقد شرحت كيفية اشتغالهما على الاردبيلي في ترجمة الشيخ حسن صاحب المعالم، وكذلك شرحت كيفية اتحادهما وسيرتهما 3). وللسيد محمد قدس سره غير المدارك كتاب " غاية المرام في شرح مختصر شرائع الاسلام "، وعندي منه نسخة عزيزة، وهو من أول كتاب النكاح إلى آخر كتاب النذور، فرغ منه ضحى نهار الخميس التاسع عشر من شهر
________________________________________
1) روضات الجنات 2 / 297. 2) الدر المنثور 2 / 199 - 209. 3) أنظر ص 138 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 355 ]
(رجب) 1) سنة سبع وألف من الهجرة. ووجه تخصيص ذلك الموضع بالشرح - على ما ذكره صاحب المقامع - قال على ما سمعناه من بعض مشايخنا: أنه لما كتب المحقق الاردبيلي شرحه المشهور على الارشاد وفرق أجزاءه على التلامذة ليخرجوه إلى البياض من السواد وكان بعضهم ردئ الخط جدا، فاتفق وقوع تلك المواضع التي شرحها السيد من النافع في خطه فلم ينتفع به من سوء خطه، وكان الشارح قد قضى نحبه فالتمس بعضهم من السيد تجديد المواضع التالفة ليكمل شرح أستاذه، فقبل رحمه الله لكنه عدل عن الارشاد إلى النافع هضما وأدبا من أن يعد شرحه متمما لشرح أستاذه. ومات السيد في جبع في السنة التاسعة بعد الالف قبل وفاة الشيخ حسن بمقدار تفاوتهما بالسن. قال: ورأيت بخط ولده السيد حسين على ظهر كتاب المدارك الذي عليه خطه مؤلف في مواضع ما هذا لفظه: توفي والدي المحقق مؤلف هذا الكتاب في شهر ربيع الاول ليلة العاشر منه سنة تسع بعد الالف في قرية جبع. انتهى 2). وقيل في ولادته أنها كانت سنة ست وأربعين وتسعمائة، فيكون عمره الشريف اثنتين وستين سنة. وقيل: بل كان عمره عند وفاته خمسين سنة. والله أعلم. وما اشتهر على الالسن من أن كتاب " شرح شواهد ابن الناظم " للسيد محمد صاحب المدارك وهم لا أصل له، انما ذلك للسيد محمد بن علي بن محيى الدين الموسوي العاملي القاضي بالمشهد الرضوي تلميذ السيد صاحب المدارك، وجاء الوهم من الاشتراك في الاسم واسم الاب والنسب والبلد،
________________________________________
1) بياض في مصورة الاصل وأضفناه من الذريعة 16 / 20. 2) هذا من كلام صاحب روضات الجنات.
________________________________________
[ 356 ]
وقد نص الشيخ الحر في الاصل على أنه للمذكور في ترجمته. وكذلك ما اشتهر من نسبة " شرح العلويات السبع " لابن ابى الحديد إلى السيد صاحب المدارك لا أصل له، انما هو للسيد محمد بن الحسن بن ابى الرضا العلوي، كما نص عليه في كشف الظنون. وللسيد محمد من الاولاد الذكور العلماء: السيد حسين شيخ الاسلام بالمشهد الرضوي، والسيد نجم الدين الذي كتب له صاحب المعالم الاجازة الكبيرة التي لا نظير لها في الاجازات. (345) الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي اللويزي الجبعي العاملي، الجد الاعلى للشيخ البهائي صاحب المجاميع الثلاث التي اكثر النقل منها العلامة المجلسي، واكثرنا نحن عن بعضها النقل أيضا. ويظهر من اجازة الشيخ الفقيه علي بن محمد بن علي بن السكون التي كتبها على نسخة صاحب الترجمة أنه من أجلة العلماء الاعلام في عصره، قال " وبعد فقد قرأ علي هذه الصحيفة الكاملة المولى الاعظم الفاضل المكرم مفخرة الفضلاء وخلاصة الاجلاء شمس الدنيا والدين محمد ابن الشيخ العلامة ابى الفضل زين الدنيا والدين وشرف الاسلام والمسلمين علي ابن الشيخ بدر الدين حسن الشهير بالجبعي رفع درجاتهم في أعلا عليين وحشرهم مع النبيين، قراءة مهذبة مرضية محررة ألفاظها مبينة معانيها بنسخها المنقولة، وكنت مستفيدا منه أعظم الله أجره اكثر من افادتي له، وأجزت له أدام الله أيامه أن يروي ذلك عني. فاني رويتها قراءة على السيد الجليل النقيب ابى العباس تاج الدين
________________________________________
[ 357 ]
عبد الحميد ابن السيد جمال الدين احمد بن علي الهاشمي الزينبي طاب ثراه، ورواها لي عن الشيخ الاجل عزيز الدين شيخ السالكين حسن بن سليمان الحلي رفع الله درجته، باسناده المتصل إلى سيدنا ومولانا زين العابدين عليه السلام، ورويتها له أيضا بحق الاجازة عن الشيخ الجليل بهاء الدين ابى القاسم علي ولد الشيخ الامام العالم المحقق خاتم المجتهدين ابى عبد الله شمس الدين محمد بن مكي عن والده قدس سره بطرقه المتصلة إلى الامام عليه السلام " إلى آخر الاجزة. وذكر صاحب الترجمة في بعض مجاميعه أنه سافر إلى الحجاز سنة 855 والى بيت المقدس سنة 858 والى العراق سنة 865، قال: ومرضت سنة 864، وسافرت إلى العجم في أول ذي القعدة سنة 879، ووردت العراق سنة 880، ثم رجعت هذه السنة إلى الشام. وتوفي قدس الله روحه سنة 886 على ما أخبر به ولده الشيخ عبد الصمد. قال العلامة المجلسي في أواخر البحار: اعلم أنه قد وصل الشام مجموعة بخط الشيخ الجليل شمس الدين محمد بن علي بن الحسين الجباعي وكان يلوح منها آثار فضله وسداده. انتهى 1). وكأنه لم يعثر على ما عثرنا عليه في ترجمته وثناء ابن السكون عليه بما عرفت. وقال المحقق الكركي في اجازته لحفيد صاحب الترجمة علي بن عبد الصمد ابن محمد بن علي الجباعي ما لفظه: ابن عبد الصمد بن المرحوم المقدس قدوة الاجلاء في العالمين الشيخ شمس الدين محمد الجبعي. انتهى موضع الحاجة 2).
________________________________________
1) بحار الانوار. 2) المصدر السابق.
________________________________________
[ 358 ]
وبالجملة الرجل من أجلاء الاصحاب أبو علماء أجلاء وابن علماء أجلاء، لم يطلع الشيخ الحر على اكثرهم وسهل الله جل جلاله لنا احياء ذكرهم، فله الحمد. وقد وفق الله العثور على مجموعتين من المجاميع الثلاث، في احداهما اكثر النقل من مجموعة الشهيد الاول التي كانت عنده بخطه، وقد شحنها من طرائف الفوائد ونوادر الفرائد نظما ونثرا. رحمة الله عليهم. (346) السيد محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم الدين الموسوي العاملي الكركي أحد العلماء الاجلاء، وقد ذكر نسبه في آخر كتابه " تنبيه وسن العين في المفاخرة بين بني السبطين " هكذا " محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم "، وبه يعرف هذا البيت فيقال بيت السيد نجم " بن محمد بن محمد بن محمد " ثلاث محمدين والاخير " بن حسن "، وهو أول من توطن منهم قرية سكيك بظم السين المهملة قرية من بلاد الشام قريبة غاية القرب (...) وهي دمشق " بن نجم بن حسين بن محمد بن موسى بن بوسف بن محمد بن معالي بن علي الحائري " المذكور في عمدة الطالب " بن عبد الله بن محمد بن علي هو ابن الديلمية بن عبد الله هو أبو طاهر ابن محمد هو أبو الحسن المدحث ابن طاهر هو أبو الطيب ابن الحسين هو القطيعي ابن موسى الاصغر المعروف بأبى سبحة ابن ابراهيم المرتضى ابن موسى الكاظم عليه السلام ". وبالجملة يعرف صاحب الترجمة بمحمد بن حيدر العاملي المكي.
________________________________________
[ 359 ]
قد ذكره في الاصل على اجمال 1). وذكره السيد عباس بن علي بن نور الدين في نزهة الجليس فقال في الثناء عليه: قاموس العلم الزاخر يلفظ إلى ساحله الجوهر الثمين الفاخر، وشمامة أهل الحجاز حقيقة لا مجاز، فاضل بأحاديث فضله تضرب الامثال، ومجتهد رحلة إلى بابه تشد الرحال، وبليغ تفرد بالبلاغة واديب ألمعى صاغ النظم والنثر أحسن صياغه، حاز العلوم والشرف الباهر وورث الفخار كابرا عن كابر، له التصانيف العديدة المشهورة المفيدة، منها " برهان الحق المبين " في مجلدين في الامامة، " الحسام المطبوع في المعقول والمسموع " في علم الكلام وهو مجلد ضخم، " تنبيه وسن العين في المفاخرة بين بني السبطين " و " رجل الطاوس إذا تبخر القاموس " حاشية عليه مفيدة، " كنز فرائد الابيات للتمثيل والمحاضرات " (وهو مجلد ضخم) خدم به الشريف احمد بن سعيد بن شبر، و " الثقوب السنية في الفهوم الحسنية " وهو مجلد ضخم جليل القدر خدم به الشريف ناصر الحارث، " نجح أسباب الادب المبارك في فتح قرب المولى شبير بن مبارك " خدمه به، " العبائر المزجية في تركيب الخزرجية "، " مذاكرة بين الراحة والعنا في المفاخرة بين الفقر والغنى ". وزاد ولده السيد رضي الدين كتاب " اقتباس علوم الدين من النبراس المبين " في آيات الاحكام، وكتاب " السبط السالك على المدارك والمسالك "، وكتاب " ثواقب العلوم السنية في مناقب الفهوم الحسنية "، وكناب " كنز الفوائد والابيات للتمثيل والمحاضرات "، وكتاب " الانوار المبكرة في شرح خطبة التذكرة " وهي تذكرة الشيخ داود الانطاكي. وكتاب " ري الصادر في
________________________________________
1) امل الامل 1 / 160.
________________________________________
[ 360 ]
الاسماء والمصادر "، وكتاب " مطلع البدر التمام عن قصيدتي ابى تمام " 1). كان رحمه الله بمكة المشرفة كالبيت العتيق يقصده الطلاب من كل فج عميق، ومازال مقيما في أسمى ذروة الشرف والفضل والجاه، إلى أن دعاه إلى قربه ملك الملوك فاجابه ولباه، وكانت وفاته يوم الاثنين ثاني ذي الحجة الحرام عام تسع وثلاثين بعد الالف والمائة من هجرة خير الانام، رحمه الرحمن الرحيم وأسكنه فراديس النعيم. وله ديوان شعر عجيب يهش لسماع الاديب، ثم نقل قطعة من شعره (2. قلت: ونسب إليه في بغية الراغبين رسالة في " تفسير قوله تعالى رب اجعلني على خزائن الارض "، و " كتاب في آيات القرآن " يشهد بسعة باعه ووفور اطلاعه على جميع المذاهب وتحقيق أقوالهم سلك فيه مسلكا غربيا تلكم فيه على جميع العلوم اشتمل على أبحاث في ذلك شافية مع علماء الجمهور. انتهى. ولعله بعينه كتاب " النبراس المبين " في آيات الاحكام. فلاحظ. يروي عنه الشيخ الفقيه عبد الله بن صالح السماهيجى البحراني جامع " الصحيفة العلوية ". وعندي له كتاب " رجل الطاوس " المذكور آنفا حاشية على القاموس ناقصة تدل على تبحره في اللغة والادب لا أظن أن أحدا من أهل العلم بالعربية يقدر على مثلها، ولم لم يكن له الا هذه الحاشية لكفى في فضله وغزارة علمه، وقد ذكره في الاصل مختصرا. فلاحظ.
________________________________________
1) من قوله " وزاد ولده " إلى هنا اضافة من الصدر وليس في المصدر. 2) نزهة الجليس 1 / 140.
________________________________________
[ 361 ]
(347) الشيخ محمد بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن ابراهيم العاملي الشامي 1) ذكره في الاصل وأنه من معاصريه 2)، وذكر ما ذكره السيد علي في السلافة في ترجمته (3، وهي ترجمة حسنة غير أن صاحب الاصل اختصرها، والمحبى في خلاصة الاثر استقصاها، قال: هو الشهير بالحشري الاديب الشاعر البليغ الوحيد في مقاصده البعيد الغاية في ميدانه، ذكر السيد علي بن معصوم في السلافة واستوعب ذكر فضائله أغناني عن شرح أحواله. ثم ذكر جميع ما ذكره 4). أقول: هاجر صاحب الترجمة إلى ايران (...) 5)، فأقام بها برهة من الزمان ناشر العلم محمود السيرة والسريرة معظما عند السلطان والوزراء، مسموعا مطاعا في كل أمره ونهيه، ثم حج بيت الله الحرام وأقام بمكة سنين، وكان رحلة تشد إليه الرحال في طلب العلم أين ما حل، وهو من أجل علماء القرن الحادي عشر، وتوفي فيه رضى الله عنه 6).
________________________________________
1) ليس في الامل " ابن محمود " في نسب المترجم له ويوجد في خلاصة الاثر. 2) امل الامل 1 / 173. 3) سلافة العصر ص 173. 4) خلاصة الاثر 4 / 65. 5) جملة مطموسة في مصورة الاصل. 6) في الخلاصة: كانت وفاته في نيف وتسعين وألف.
________________________________________
[ 362 ]
(348) السيد محمد بن الميرزا علي بن مساعد الحسيني العاملي المتخلص بمهري المجاور المشهد الرضوي على مشرفه السلام عالم شاعر أديب، رأيت ديوانا بخطه فرغ منه في ذي القعدة الحرام سنة 1091. (349) الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن موسى بن الضحاك الشامي العاملي وصفه الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي في مجموعته الموجودة بخط يده بالشيخ الامام العالم الفقيه تلميذ الشيخ الفاضل شمس الدين محمد بن مكي. قال: وكان هذا الشيخ من العلماء العقلاء وأولاد المشايخ الاجلاء ورفبق شيخه ابن مكي أول اشتغاله بالحلة، وكان للشيخ فخر الدين ابن المطهر به خصوصية، وكان اشتغاله على شيخه ابن مكي إلى حين مقتله، وكان يعظمه جدا ويشير إليه، وله مباحثات حسنة وأبيات أشعاره رائقة مشهورة، توفي في الثامن عشر من شهر رمضان سنة احدى وتسعين وسبعمائة. (350) الشيخ محمد بن علي بن نعمة الله العاملي ذكره في الاصل (1، وهو المعروف بان خاتون العاملي. جاور حيدر آباد الهند ولم يذكر صاحب الاصل في مصنفاته " شرحه على الجامع العباسي "
________________________________________
1) امل الامل 1 / 169.
________________________________________
[ 363 ]
لشيخه البهائي، ولا كتابه الكبير في " الامامة " بالفارسية أيضا. ورأيت ترجمته لكتاب الاربعين لاستاده البهائي. وتوفي في عصر الشيخ الحر. (351) الشيخ محمد ابن العلامة الشيخ قاسم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ احمد ابن الشيخ علي بن الحسين بن محيى الدين الجامعي العاملي النجفي كان عالما فاضلا تقيا صالحا عابدا ورعا. تولى في النجف التدريس بعد أبيه وتوفي في الطاعون سنة 1326 كما حكاه ابن أخيه الشيخ جواد بن الشيخ علي محيى الدين في رسالته. (352) السيد محمد بن محمد بن ابراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي الشحوري عالم عامل فاضل جليل، قرأ على ابيه العلامة تلميذ الشيخ الحر صاحب الاصل وصهره وأم صاحب الترجمة بنت الشيخ الحر. والسيد أخو جدنا السيد صالح المتقدم ذكره، وهو والد السيد الجليل السيد اسماعيل شرف الدين والد السيدين الجليلين السيد جواد والسيد أبو جعفر، ومن أولاد السيد جواد السيد الجليل العالم الفاضل السيد يوسف شرف الدين الاتي ذكره انشاء الله تعالى، والد السيد العلامة خادم العلوم الدينية ومروج مذهب الامامية العلامة المكين السيد عبد الحسين شرف الدين المتقدم ذكره.
________________________________________
[ 364 ]
فالعلم في آل نور الدين مستمر مع توالى الاعصار في جميع الذيول والفروع من هذه الطائفة بحمد الله تعالى. (353) السيد محمد بن محمد بن الحسن العاملي المعروف بالعيناثي، نزيل المشهد الرضوي رأيت له نسخ جملة من الكتب يدل على أنه عالم فاضل في الادب، وله شعر جيد. كان تاريخ كتابة الكتب سنة سبع وأربعين بعد الف. (354) الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي رأيت اجازة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي لولده الشيخ حسين، ولما وصل إلى ذكر والده صاحب الترجمة وصفه ب‍ " العامل الفاضل المحقق " 1). وقد أخرج الاجازة العلامة المجلسي في اجازات البحار 2) وتعجب من الشيخ الحر كيف غفل عن ذكر مثل هذا الشيخ الجليل مع أنه من أجلاء سلفه 3). قلت: ولا عجب فقد غفل عن مائة أمثاله كما يظهر من كتابنا هذا. فلاحظ.
________________________________________
1) بل عبر عنه ب‍ " المرحوم الشيخ الجليل شمس الدين محمد الحر.. ". 2) بحار الانوار 105 / 54. 3) ليس هذا من كلام العلامة المجلسي.
________________________________________
[ 365 ]
(355) تاج الشريعة وفخر الشيعة شمس الملة والدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن حامد بن احمد المطلبى نسبا الحارثي الهمداني أما النباطي الجزبني العاملي موطنا المعروف بالشهيد الاول ذكره في الاصل ولم يستوف تواريخه ولا ترجمته 1). تولد رضي الله عنه سنة أربع وثلاثين وتسعمائة بلا خلاف، وهاجر إلى العراق سنة خمسين وهو ابن ست عشرة سنة، وأجازه فخر المحققين في داره بالحلة سنة احدى وخمسين كما نص عليه في أربعينه، وأجازه ابن نما سنة اثنتين وخمسين، وأجازه ابن معية سنة أربع وخمسين، وأجازه المطار آبادي سنة سبع وخمسين، وأجازه فخر الدين ابن العلامة في هذا التاريخ، ومدة بقائه في العراق خمس سنين، فرجع إلى بلاده وهو ابن احدى وعشرين. ويظهر من قوله في اجازته لابن خاتون 2). " وأما مصنفات العامة ومروياتهم فاني أرويها من نحو من أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة ودار السلام بغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل ابراهيم عليه السلام " 3) أنه دخل كل هذه البلاد وطلب العلم. وذكر في بعض كلماته أن طرقه إلى الائمة المعصومين عليهم السلام ما يزيد على ألف طريق، واستشهد في سنة ست وثمانين وسبعمائة، فيكون عمره حينئذ
________________________________________
1) امل الامل 1 / 181. 2) كذا في مصورة الاصل، والصحيح " لابن الخازن ". 3) بحار الانوار 107 / 190.
________________________________________
[ 366 ]
اثنتين وخمسين سنة. فهو من آيات الله الباهرة، لان آثاره العلمية الباقية في فنون الشريعة يعج. عنها الفحول المعمرون من المحققين، فهو من اختاره الله لاحياء الدين وتكميل شريعة سيد المرسلين. والجدير بما قاله المحقق الكركي في وصفه في اجازته صفي الدين ب‍ " شيخنا الامام شيخ الاسلام علامة المتقدمين ورئيس المتأخرين حلال المشكلات وكاشف المعضلات صاحب التحقيقات الفائقة والتدقيقات الرائقة حبر العلماء وعلم الفقهاء شمس الملة والحق والدين ابى عبد الله محمد بن مكي الملقب بالشهيد رفع الله درجاته في عليين وحشره في زمرة الائمة الطاهرين " 1). وما وصفه به الشيخ زين الدين الشهيد في اجازته لوالد البهائي ب‍ " شيخنا الامام الاعظم محيى ما درس من سنن المرسلين ومحقق حقايق الاولين والاخرين الامام السعيد ابى عبد الله الشهيد " 2). وما قاله العلامة النوري " ره " فيه من قوله " أفقه الفقهاء عند جماعة من الاساتيد جامع فنون الفضائل وحاوي صنوف المعالي وصاحب النفس الزكية القدسية القوية التى ينبئى عنها ما ذكره السيد الجليل السيد حسين القزويني أستاد السيد بحر العلوم، قال في مقدمات شرحه على الشرائع: وجدت بخط الشيخ السعيد صاحب حدائق الابرار من أحفاد الشارح الفاضل الشهيد الثاني، قال: وجدت بخط الشيخ ناصر البويهي وهو من الفقهاء المتبحرين العلماء المتقين ما هذا لفظه: انه رأى في منامه كأنه في قرية جزين التي هي قرية الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهير بالشهيد الاول في سنة خمس وخمسين
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 70. 2) المصدر السابق 108 / 148.
________________________________________
[ 367 ]
وتسعمائة قال: ذهبت إلى باب بيت الشيخ فطرقته فخرج الشيخ الي فطلبت منه الكتاب الذي صنفه الشيخ جمال الدين ابن المطهر في الاجتهاد، فدخل بيته وأتاني بالكتاب ومعه كتاب آخر أظنه في الروايات، فناولنيهما واستيقضت وهما معي. انتهى 1). وأعظم من ذلك ما كتبه فخر المحققين على ظهر نسخة القواعد بعد قراءة الشهيد " قرأ علي مولانا الامام العلامة الاعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بنى آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن حامد أدام الله أيامه من هذا الكتاب مشكلاته " إلى أن كتب " وأجزت له رواية جميع كتب والدي " الخ 2). وقد عرفت أن سنه يوم أجازه أولا سبعة عشر سنة ويوم أجازه أخيرا احدى وعشرين وهي سنة رجوعه إلى بلاده، وهذا مما يبهر العقول عن التأمل أن يكون في هذا السن أفضل علماء العالم وسيد فضلاء بنى آدم. وقد تخرج عليه في هذه المدة اليسيرة جماعة من العلماء الاعلام، كأبنائه الثلاثة والفاضل المقداد والشيخ حسن بن سليمان الحلي والشيخ محمد بن نجدة والشيخ شمس الدين محمد بن عبد العالي والشيخ زين الدين علي بن الخازن الحائري وأمثالهم ممن ذكرناه في كتابنا هذا. ومن كراماته أنه كتب اللمعة في الحبس في سبعة أيام ولم يكن عنده غير المختصر النافع 3).
________________________________________
1) مستدرك وسائل الشيعة 3 / 437. 2) بحار الانوار 107 / 178. 3) هذا كلام يتداوله بعض المترجمين للشهيد رحمه الله، وليس بصحيح، فقد ألف الشهيد كتاب " اللمعة " جوابا لرسالة حاكم خراسان على بن مؤيد الذى رجى إليه فيها أن يقدم عليه بخراسان، فاعتذر من ذلك وألف له هذا الكتاب.
________________________________________
[ 368 ]
ومنها أنه أظهر بطلان دعوى الساحر الشهير محمد اليالوشي النبوة في جبل عامل بعد ما بلغ أمره ما بلغ بمهارته في السحر فدقها بابطال ما كان يسحره ومعارضته بالمثل حتى قتل في سلطنة برقوق. وله من المؤلفات غير ما ذكر في الاصل كتاب " الاستدراك "، يوجد في النجف عند الشيخ موسى بن الشيخ علي بن عبد الرسول النجفي. قال العلامة المجلسي في مقدمة البحار: ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة، وكتاب 1) الاستدراك فاني لم أظفر بأصل الكتاب ووجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي " ره " وذكر أنه نقلها من خط الشهيد " ره ". أقول: نقل العلامة النوري " ره " في فوائد المستدرك من نفس مجموع الشيخ الجباعي ما يدل على أن الشهيد نقل في مجموعته عن كتاب الاستدراك الذي هو ممن يروي عن ابن قولويه لانه ينسبه إلى نفس الشهيد 3). و " الدرة الباهرة " فانه لم يشتهر اشتهار سائر كتبه، مقصور على ايراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي وكل الائمة صلوات الله عليهم. قال العلامة المجلسي " ره " وهو موجود عني منقولا من خطه. انتهى 4). وكتاب " المسائل " ينقل عنه ابن طي، ونسبه إليه في رياض العلماء ووزعها ابن طي في مسائله. و " الحواشي النجارية " وهي حاشية على قواعد العلامة، رأيته عند السيد
________________________________________
1) كذا، وفى المصدر " الا كتاب الاستدراك ". 2) بحار الانوار 1 / 29. 3) مستدرك وسائل الشيعة. 4) بحار الانوار 1 / 10 و 29.
________________________________________
[ 369 ]
علي آل بحر العلوم، اكبر من نكت الارشاد. و " رسالة في علم الكلام " ذكر فيها أربعين مسألة على ترتيب المعارف الخمسة، وهي عندي. وكتاب " المسائل المقداديات " ذكرها السيد المعاصر في الروضات، وهى غير كتاب تحرير القواعد الشهيدية التي حررها الفاضل المقداد ورتبها على ترتيب أبواب الفقه، لانها المسائل التي سألها المقداد، وهي ست وعشرون مسألة. وكتاب " اختصار الجعفريات " رأيته بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي جد الشيخ البهائي، وهو قدر ثلث الجعفريات. و " شرح قصيدة الشهفينى " في مدح أمير المؤمنين عليه السلام، والشهفينى هو أبو الحسن علي 1) بن الحسين الشهفينى الحلي. و " المجموع " وهو كتاب كبير ينقل عنه الشيخ محمد بن علي الجباعي في مجاميعه الثلاث، وينقل عنه أيضا الشيخ حسن صاحب المعالم في اجازته الكبيرة للسيد نجم الدين العاملي. وكانت وفاته في تاسع عشر جمادى الاولى سنة ست وثمانين وسبعمائة، قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم أحرق بالنار ببلدة دمشق في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بفتوى المالكي برهان الدين وعباد بن جماعة الشافعي، وتعصب عليه جماعة كبيرة في ذلك بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة. وكان سبب حبسه أن وشى به تقي الدين الجبلي الخيامي بعد (جنونه و) ظهور أمارة الارتداد منه وأنه كان عاملا، ثم بعد وفاة هذا المرتد قام على طريقته
________________________________________
1) في مصورة الاصل " أبو الحسن بن على "، وهو خطأ، انظر ص 288 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 370 ]
شخص اسمه يوسف بن يحيى وارتد عن مذهب الامامية وكتب محضرا يشنع فيه على الشهيد بأقاويل شنيعة ومعتقدات فضيعة وأنه كان أفتى بها الشهيد، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ممن كان يقول بالامامة والتشنيع وارتدوا عن ذلك وكتبو خطوطهم تعصبا مع ابن يحيى في هذا الشأن، وكتب في هذا ما ينيف على الالف من أهل السواح من السنيين، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت وقيل قاضي صيدا، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عباد بن جماعة بدمشق، فأنفذه إلى القاضي المالكي وقال له: تحكم بمذهبك والا عزلتك. فجمع الملك بيدمر الامراء والقضاة والشيوخ وأحضروا الشيخ قدس سره وقرئ عليه المحضر، فأنكر ذلك وذكر أنه غير معتقد له مراعيا للتقية الواجبة، فلم يقبل ذلك منه، وقيل له: قد ثبت ذلك عليك شرعا لا ينتقض حكم القاضي. فقال: الغائب على حجته فان أتى بما يناقض الحكم جاز تقضيه والا فلا وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح ولي على كل واحد حجة بينة. فلم يسمع ذلك منه ولم يقبل. فقال الشيخ للقاضي عباد بن جماعة: اني شافعي المذهب وأنت الان امام هذا المذهب وقاضيه فاحكم في بمذهبك. وانما قال الشيخ ذلك لان الشافعي يجوز توبة المرتد. فقال ابن جماعة: ان كنت على مذهبي يجب حبسك سنة ثم استتابتك، أما الحبس فقد حبستك ولكن تب إلى الله واستغفر حتى أحكم باسلامك. فقال الشيخ: ما فعلت ما يوجب الاستغفار حتى استغفر، خوفا من أن يستغفر فيثبت عليه الذنب. فاستغلظ ابن جماعة واكد عليه، فأبى عن الاستغفار، فساره ساعة ثم قال: قد استغفرت فثبت عليك الحق، وقال للمالكي: قد استغفر. ثم قال: عاد الحكم إلى المالكي.
________________________________________
[ 371 ]
فقام المالكي وتوضأ وصلى ركعتين ثم قال: قد حكمت باهراق دمه. فألبسوه اللباس وفعل به ما قلناه من القتل والصلب والرجم والاحراق. وممن تعصب وساعد في الاحراق رجل يقال له محمد بن الترمذي، مع أنه ليس من أهل العلم وانما كان تاجرا فاجرا. فهذه صوره والواقعة التي نقلها الاجلة عن خط الشيخ ابى عبد الله الفاضل المقداد السيوري تلميذ الشيخ الشهيد، وممن حكاها عن خط المقداد تلميذه الشيخ علي بن الشواء، وقد كتب الشيخ علي القصة بخطه عن خط شيخه المقداد على ظهر خلاصة العلامة في سنة 839 ثامن ربيع الثاني 1). (356) السيد محمد الامين بن ابى الحسن (موسى) الحسينى العاملي فاضل جليل وسيد وحيد، كان رئيسا في بلاده معروفا بالادب وحسن المحاضرة، وله ديوان شعر كبير، وهو أبو طائفة يعرفون به فيهم علماء أجلاء وجوه، تقدم ذكر بعضهم. كان من علماء رأس المائة الثالثة عشر 2). (357) الشيخ محمد بن موسى بن الحسين بن العود عالم جليل فقيه نبيل، شيخ اجازة الشيخ شرف الدين الحسين بن نصير
________________________________________
1) هذا منقول في البحار أيضا 107 / 184. 2) في اعيان الشيعة 9 / 126: ولد في حدود سنة 1227 وتوفى في شهر رمضان سنة 1297.
________________________________________
[ 372 ]
الدين موسى بن العود المتقدم ذكره 1)، كتب له اجازة تاريخها سادس عشر شهر رجب سنة 2 761). والظاهر أنهما من أسلاف الشيخ ابن العودي محمد بن الحسن بن علي ابن العودي الجزينى تلميذ شيخنا الشهيد الثاني المذكور في الامل. (358) الشيخ محمد بن نجدة، المعروف بابن عبد العلي العاملي تلميذ الشهيد الاول، وكتب له اجازة قال فيها: " وكان الاخ في الله (المصطفى في الاخوة المختار في الدين المولى) الشيخ الامام العالم العلامة المتقي صاحب المباحث السنية (والافهام الرقيقة) والهمة العلية والفكرة الدقيقة (المويد بتأييد رب العالمين) شمس الملة والحق والدين أبو جعفر محمد ابن الشيخ الامام (العالم) الزاهد العابد تاج الدين ابى محمد عبد العلي بن نجدة ممن أقبل على تحصيل الكمالات النفسانية وفاز بالسبق على أقرانه في الخصال المرضية ". وأطال في الثناء عليه وذكر بعض ما قرأه عنده وسمعه من مؤلفات غيره، ثم أجازه رواية مؤلفاته ومروياته وجميع مؤلفات المتقدمين 3). وقد رأيت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي قال: توفي الشيخ محمد بن نجدة العاملي سنة ثمان وثمانمائة، وكان من تلامذة الشهيد محمد بن
________________________________________
1) انظر ص 192 من هذا الكتاب. 2) انظر تعليقنا في الصفحة المذكورة. 3) هذه الاجازة مذكورة في البحار 107 / 193 - 201، والزيادات المضافة هنا منه.
________________________________________
[ 373 ]
مكى. ثم ذكر ابنه الشيخ احمد بن عبد العلي 1). والعجب أن الشيخ الحر ذكر محمد بن نجدة في القسم الثاني 2) وكأنه لا يعرفه. وهذا الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي ذكر الوالد والولد ونسبهما إلى عاملة ولذا ذكرناهما في القسم الاول. (359) الشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن الشيخ جعفر بن الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين الجامعي العاملي كان أستادا جليلا عظيما، ذكره الشيخ جواد محيى الدين في رسالة آل ابى جامع، قال: ومنهم الشيخ الاستاد الجليل العظيم الممجد الشيخ محمد - إلى آخر نسبه - كان عالما فاضلا فقيها جليلا معظما، حضر الاستاد الاعظم الاغا باقر البهبهاني، وكان يتولى القضاء والافتاء، وكان معروفا بقوة التفرس. له " الفحة المحمدية في شرح اللمعة البهية " 3)، والموجود عندنا مجلد من أول الطهارة إلى الوضوء. وله شعر ونثر وأدب وحسن خط. ويأتي ولده الشيخ يوسف.
________________________________________
1) بحار الانوار 107 / 209. 2) امل الامل 2 / 279 و 309. 3) في الذريعة 24 / 257 " النفحة المحمدية والسحابة الروية في شرح الروضة البهية ".
________________________________________
[ 374 ]
(360) السيد محمد أشرف بن السيد عبد الحسيب بن السيد زين العابدين العلوي العاملي الاصفهاني عالم فاضل محدث متبحر أديب شاعر، كل آبائه علماء أجلاء أعلام ذكرتهم، له كتاب " فضائل السادات " بالفارسية كتبه للشاه سلطان حسين الصفوي، وهو كتاب جليل في معناه لم يصنف مثله، يدل على طول باعه في الانساب والحديث، وقد ذكر في آخره مآخذه وما حضره من الكتب، ويعلم أن خزانته من أجل خزائن الكتب في ذلك العصر. وقد اتفق أن تاريخ فراغه من تأليفه اسمه " مناقب السادات ". وقد طبع على الحجر بطهران. (361) الشيخ محمد حسن العاملي، نزيل المشهد الرضوي ذكره الفاضل القزويني في تتميم الامل فقال: فاضل عالم لا سيما في الرياضيات، رأيته يقرأ في شرح العلامة الخفري على التذكرة الطوسية في الهيئة عند أستادنا ومولانا علي أصغر قراءة تحقيق. انتهى ملخصا. (362) الشيخ محمد حسن الغول العاملي من العلماء الاجلاء، ذكره بعض علماء جبل عامل فيما كتبه في ذيل أمل الامل 1).
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 9 / 148: توفى في ذى الحجة سنة 1202.
________________________________________
[ 375 ]
(363) الشيخ محمد حسين شرارة العاملي 1)، نزيل النجف كان من العلماء الفضلاء الاجلاء، في طبقة شيخ الطائفة كاشف الغطاء والشيخ قاسم محيى الدين والشيخ حسين نجف. وقد رأيت خط الشيخ حسين نجف على نسخة تنقيح الفاضل المقداد مستعيرا له من الشيخ محمد حسين شرارة، قال بما لفظه: " نظر الحقير الفقير وهو إلى الاخر العزيز الاكرم الشيخ محمد حسين شرارة العاملي المحترم سلمه الله تعالى إلى الاقل العبد الحسين نجف ". وقد كتب صاحب الترجمة بخطه هكذا " كتاب التنقيح الرائع في مختصر الشرائع في حيازة العبد محمد حسين شرارة العاملي سنة ألف ومائتين ". وكان لهذا الشيخ الجليل ولدان جليلان عالمان فاضلان أحدهما الشيخ محمد امين والاخر الشيخ حسن من تلامذة السيد بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وقد رأيت خطهما على ظهر نسخة التنقيح المذكور، وصورة خط الشيخ محمد امين هكذا " قد انتقل الي من والدي بالشراء الشرعي وأنا الاقل محمد امبن شرارة سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين "، فيعلم أن والده الشيخ محمد حسين شرارة كان حيا في سنة 1225. وأما صورة خط الشبخ حسن فهكذا " بسم الله بيدي الجاني وهو لاخي ملك له وأنا الاقل حسن بن المرحوم الشيخ محمد حسين شرارة العاملي ". انتهى. والاسف أنه لم يؤرخ كتابته ليعلم وفاة أبيه صاحب الترجمة، ولعلنا نعثر
________________________________________
1) هو الشيخ محمد حسين بن على شرارة العاملي.
________________________________________
[ 376 ]
عليها بعد ذلك بالسؤال من حفيده الشيخ علي شرارة الذي هو أحد علماء علم الطب في النجف. وبيت شرارة بيت قديم من بيوت العلم، منهم في النجف ومنهم في جبل عامل في بنت جبيل. (364) الشيخ محمد حسين مروة العاملي كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا كاتبا مؤرخا ماهرا، لم يكن في عصره أحفظ منه، كان يحفظ القاموس وشرح ابن ابى الحديد على النهج، على ما حدثني به المرحوم الشيخ الفاضل الشيخ موسى شرارة، وحدثني أنه قرئ في مجلسه الحائية لبطرس، فغضب وقال: بمحضري يقرأ شعر النصارى، من منكم يروي قصيدة غيرها ؟ فقالوا: لا نعرفها. فتلا عليهم قصيدة طويلة كل ما غربه وأخرى وأخرى. وقيل انه كان يحفظ أربعين ألف قصيدة. وله شعر جيد ونثر رائق، وكان حسن المحاضرة، وكان مقربا عند علي بيك الاسعد في تبنين. وبالجملة كان من حسنات هذا العصر، له مع الامير بعد القادر الجزائري حكاية طويلة في الشام أوجبت أن يعين له صلة معينة سنوية يقبضها في كل سنة من الشام. واتفق له مع أمير الشام كلام أزعجه، فكتب له " كف والا قلدتك قلائد تبعنا بها الولائد " فكف واعتذر منه. وبالجملة له حكايات ونوادر أدبية عربية.
________________________________________
[ 377 ]
وهو غير الشيخ محمد حسين مروة العاملي بالشام وعالمها 1). كان ورعا صالحا تقيا نقيا، هاجر إلى النجف في طلب العلم، وبعد سنتين رجع إلى بلاده وطلبه شيعة الشام فأجابهم وسكن بها إلى أن توفي في العشر الثاني بعد الثلاثمائة والالف. (365) الشيخ محمد باقر بن الشيخ فخر الدين بن الشيخ نور الدين العاملي الدزفولي ذكره السيد الفاضل عبد الله بن نور الدين بن السيد نعمة الله الجزائري في اجازته الكبيرة، قال: كان عالما متقنا ذكيا ذا طبع موزون، عظم اشتغاله في اصفهان، وكان كثير التعطيل، توفي سنة بضع وستين ومائة بعد الالف. رحمة الله عليه. أقول: ليس في الاصل اسم من الشيخ فخر الدين ولا من الشيخ نور الدين المذكورين، ولم أعثر على ترجمتهما، والظاهر أنهما من العلماء المجاورين باصفهان حيث كانت محط رحال العلماء. (366) الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسى العاملي، من أحفاد علي بن عبد العالي الميسي، نزيل الحائر المقدس فاضل عالم جليل فقيه متبحر، يروي عنه المولى أبو الحسن الشريف العاملي،
________________________________________
1) هذا هو الشيخ محمد حسين بن الشيخ طالب آل مروة الزرارى - نسبة إلى قرية الزرارية - العاملي نزيل دمشق، المترجم في أعيان الشيعة 9 / 251.
________________________________________
[ 378 ]
وله منه اجازة كتبها له سنة 1100. ويروي هو عن الشيخ عبد الله بن محمد العاملي عن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين صاحب " الدر المنثور ". [ 367 ] الشيخ محمد رضا ابن المصنف الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي كان عالما فاضلا فقيها محدثا على منهاج أبيه في العلم والعمل، وكانت وفاته في شعبان سنة 1110، وهي سنة وفاة العلامة المجلسي صاحب البحار، فيكون قيامه مقام أبيه ست سنين، لان أباه توفي سنة 1104. قال الفاضل الزنوزي: ودفن إلى جنب أبيه في بعض حجر الصحن الشريف الرضوي واني قد زرت قبرهما مرارا. ومن آثاره تدوين شعر الشيخ البهائي، جمعه ورتبه. رضي الله عنهما 1). (368) الشيخ محمد علي عز الدين العاملي 2) كان عالما فاضلا في أعلى مقامات المهذبين والعلماء الروحانيين، مكبا على التأليف والتصنيف، لا تشغله الرئاسة عن ذلك، ولا أعرف هكذا في جبل
________________________________________
1) قال الحر في ترجمة الشيخ البهائي العاملي (امل الامل 1 / 157): وله شعر كثير حسن بالعربية والفارسية متفرق، وقد جمعه ولد محمد رضا الحر فصار ديوانا لطيفا. 2) هو الشيخ محمد على بن على بن يوسف بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم آل عز الدين العاملي.
________________________________________
[ 379 ]
عامل من العلما سواه. رأيت اجازة المولى الشيخ الفقيه الرباني الحاج مولى علي بن الميرزا خليل الرازي النجفي قدس سره للشيخ محمد علي المذكور بخطه الشريف يقول فيها: " وبعد فان الاخ الاعز الامجد الاكرم الارشد الاشيم الاوتد الاقوم الاوحد الافخم الاعظم فخر المحققين وزبدة المدققين صاحب القوة القدسية والملكات النفسية التقي النقي الصفي الورع اللوذعي مولانا الشيخ محمد علي عز الدين الشهير بالعاملي، قد وثق ركوني إليه وكنت استمد منه مع شدة اعتمادي عليه وأذب الخطأ عنه لما وجدت من موائد العلوم لديه، ولعمري أحسست فيه كمال النفس وبهجة الانس، وعثرت على مزايا له لم يسمح الزمان بمثلها لغيره، ورأيت عنده ما يعز به الدين وفيه ما يغني عن البراهين، وقد قرأ علي برهة من الزمان رسالتي الموسومة ب‍ " سبيل الهداية في علم الدراية "، فوجدته بحمد الله نيقدا بصيرا ولي في غوامض المسائل نصير وعلى رفع ما يورد علي ظهير، وأسأل الله له التوفيق انه خير رفيق، وقد استجازني حفظه الله مع اني وجدته أهلا لذلك استخرت الله تعالى في اجازته فرأيت كل الخير في اجازته، فأجزت له جميع مقروءاتي ومسموعاتي ومصنفاتي " إلى آخر كلامه. كان مسكنه حنويه في ضواحي صور، وكان فقيها محدثا متكلما شاعرا كاتبا، له مؤلفات منها " روح الايمان وريحان الجنان " في علم الكلام لم يتم، وكتاب " تحفة القاري في صحيح البخاري " في الحديث، وكتاب " سوق المعارف " جميع فيه من كل شارد في مجلدين ضخمين، و " محاورة الشيخ علي بن الشيخ حسين محفوظ مع عياله البلاغية " العالمة الفاضلة، و " ديوان شعر "، منه في الغزل:
________________________________________
[ 380 ]
ظلت في ليل بدى يحكي الغسق * من طرة في جبهته يحكى الفلق فخلت نارا فسعيت اصطلي * فكأني موسى قد رأى النار صعق قد شمته سكرت الا أنني * نظرت في تفاح خد كالشفق فقمت أجني فرأيت أسودا * كأنه موكل فيمن سرق فقلت يافندى كذا شأن الهوى * قالت كذا وبقي منه أدق وله قدس سره: أصبحت بعدكم في زي غانية * ما مس زينتها جن ولا بشر كحلي سهادي وغسلي مدمعي ودمي * خضاب كفي ومن ذكراكم العطر وله قدس سره: من زرع الورد على وجنتك * من أطلع السوسن في طلعتك من غرس الاس على عارض * عارضه النرجس من مقلتك من صاغ هذا الجيد من فضة * من أفرغ الدر على لبتك من شق هذا الصدر من عسجد * رماه بالرمان من جنتك سبحانه من خالق بارئ * أعطاك ما لم يلف في حسبتك أعطاك ما أعطاك كي يبتلي * مثلي في منحك أو محنتك وتربى على يده جماعة من العلماء، وكان علي بيك الاسعد الوائلي له اخلاص خاص بالشيخ، وكان كثير الترويج له ولاهل العلم الذين يحضرون في مدرسته. وتوفي قريبا من الثلاثمائة بعد الالف 1). وقام مقامه ولده الشيخ حسن ونعم الخلف، وهو تلميذ أبيه.
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 9 / 447. ولد في كفرة - بوزن تمرة - من جبل عامل، وتوفى في 23 رمضان سنة 1301 عن عمر ناهز السبعين في قرية حنويه ودفن فيها.
________________________________________
[ 381 ]
وكان له اسمه الشيخ ابراهيم، جاء إلى النجف واشتغل على بعض علمائها وهو اليوم قائم مقام أبيه. وله تصانيف على ما حكاه أهل بلده. (369) الشيخ محمد علي الفوعاني العاملي عالم جليل وفاضل نبيل، من أجلاء علماء المائة الحادية عشر، جاء مع أخويه الشيخ زينى والشيخ زين العابدين وأقاموا في العراق ثم سكنوا الكاظمية. وفيها بيت يعرفون ببيت زينى هم ذرية الشيخ زينى اخي صاحب الترجمة، والكل من أهل العلم، غير أن صاحب الترجمة أفضلهم وأشهرهم، وكانت له مصنفات تلفت. رضي الله عنهم جميعا. (370) السيد محمد علي بن السيد أبو الحسن العاملي النجفي، ابن عم والدي عالم فاضل لغوي نحوي شاعر كاتب متكلم مصنف. ولد يوم الاربعاء في تحويل الشمس ببرج الحمل سنة 1247، وأمه بنت الشيخ اسد الله صاحب المقابيس. له كتب في التاريخ والادب والفقه، وكتاب " التجارات " تام، وكتاب في " النحو "، وكتاب في " الصرف "، وكتاب " (..) " 1) في أصول الفقه، و " حاشية على القوانين " وكتاب في " تراجم علماء عصره "، و " ديوان شعر ". وتوفي في كربلاء سنة تسعين ومائتين بعد الالف.
________________________________________
1) كلمة مطموسة في الاصل.
________________________________________
[ 382 ]
(371) الشيخ محمد علي بن الشيخ تقي الدين، من آل شمس الدين الشهيد الاول كان نزيل (...) 2) من أعمال حلب، عالم ابن عالم تقي ابن تقي، بر ورع عابد زاهد فقيه كامل، كان هاجر إلى العراق وحصل العلم بعد مدة طويلة، ثم رجع إلى وطنه، وكان المرجع العام لشيعته والاطراف. وأرسل ولديه لتحصيل العلم، وهما الشيخ محمد أمين والشيخ ابراهيم شمس الدين فأقام المرحوم الشيخ محمد امين وحصل ورجع وتوفي رحمه الله في نيف وثلاثمائة. وقد جاء خبر وفاة الشيخ محمد علي صاحب الترجمة قبل أشهر من هذه السنة، وهي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة بعد الالف وقد بلغ المائة ؟ سنة. والخلف القائم مقامه اليوم ولده الشيخ ابراهيم سلمه الله. (372) السيد محمد علي جد المؤلف ابن السيد صالح بن محمد ابن السيد ابراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي أمه وأم أخيه السيد صدر الدين بنت الشيخ علي بن محيى الدين بن الشيخ علي السبط ابن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني. ولد سنة 1195 في شد غيث من قرى بلاد بشارة، وقد أنشأه الله منشأ مباركا وأنبته نباتا حسنا، بحيث أخذ في تحصيل العلم وهو ابن ست سنين، ولما كانت
________________________________________
1) كلمة لا تقرأ في الاصل.
________________________________________
[ 383 ]
الضربة الكبرى على العلم وأهله وعلى أهل بلاد بشاره سنة سبع وتسعين ومائة بعد الالف - أعني ظلم الجزار وقتله العلماء والاعيان وحسبهم وتعذيبهم بأنواع العذاب وأخذ والده السيد صالح وسجنه في الجب وقتل أخيه العالم السيد أبو البركات واستصفى احمد الجزار خزانة كتبهم وكانت تشتمل على ألوف قد جمعها أجدادنا في قرون وأجيال وفيها مصنفاتهم، فحملها الجزار بالبغال والجمال وحمل الكتب من معركة إلى عكا، قيل انه أحرقها، وحدثني بعض أسلافي أنه رمى في البحر ما كان فيها من كتب الشيعة وحمل الباقي إلى عكا. قال: والى الان يوجد في مكتبة عكا كثير من كتبنا عليه خطوط أسلافنا. وبالجملة تعطل العلم والاشتغال. ولما خرج والد صاحب الترجمة من سجن الجزار على ما شرحناه في ترجمته توجه إلى العراق، وبعد ما وصل إلى النجف أرسل على أولاده وعيالاته فرحلوا إليه، والسيد الجد يومئذ ابن ست سنين، فأخذ يشتغل على والده في العلوم العربية وسائر المقدمات العلمية، حتى إذا راهق صار يشتغل على المير سيد علي صاحب الرياض، ثم على السيد بحر العلوم، ولما توفي السيد سنة 1212 لازم درس السيد المحقق السيد محسن المقدس البغدادي صاحب المحصول، وكان شريك أخيه السيد صدر الدين في كل شيوخه وفى جميع دروسه. وقد حدثني ابن عم والدي السيد محمد علي بن السيد ابى الحسن: أنه رأى عند عمه السيد صدر الدين لما كان قد جاء في آخر عمره إلى النجف مجموعة بخط السيد صدر الدين فيها مسائل من علوم شتى كان سألها السيد صدر الدين عن أخيه السيد محمد علي وأجابه عنها، عنوانها " سألت أخي الاعز السيد محمد علي عن مسألة كذا فأجاب بكذا "، واكثرها من غوامض المسائل. ويستفاد من ذلك علو درجة السيد الجد في العلم، بحيث مثل آية الله العلامة
________________________________________
[ 384 ]
السيد صدر الدين يضبط أجوبته في المسائل. وكان قدس سره على جانب من التقوى والروع، وله كرامات، حدثني السيد الوالد طاب ثراه عن الثقة العدل الحاج محمد صالع كبة رئيس الشيعة ببغداد، قال: ان أهل بغداد على عهد شيخ الطائفة الشبخ جعفر كاشف الغطاء التمسوا السيد محمد علي بن السيد صالح العاملي قدس سره على الاقامة ببغداد ليكون المرجع لهم في الدين والاحكام، فأجابهم وأقام ببغداد بضع سنين، وكانت تظهر كراماته على الدوام، وكان إذا آذاه أحد أو أغاضه لابد أن يرى في منامه تلك الليلة امير المؤمنين عليه السلام أو فاطمة الزهراء عليها السلام يعاتباه على ذلك. وكان مهابا عليه آثار السيادة والجلالة، وكان متكلما منطقيا فصيحا حسن التقرير جدا، إذا تكلم في المسألة العلمية ينحدر كالسيل العرم لا يعرف الاستعانة. حدثني السيد الجليل القدوة السيد احمد ابن السيد العالم السيد حيدر رحمهما الله قال: كان السيد محمد علي جدك متقدما في العلم والفضل على علماء عصره، بحيث إذا حضر وفي المجلس الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأمثاله من العلماء كان المجلس له لا يتكلم أحد منهم بحضرته وله التكلم. قال: رأيته كذلك في عدة مجالس. انتهى. ولما كانت سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين وألف كتب إليه أخوه السيد العلامة السيد صدر الدين من اصفهان يلتمسه على التوجه إلى اصفهان، فتوجه بالعيال والاولاد بعزم زيارة الرضا عليه السلام وأن يجدد بأخيه عهدا، فلما ورد اصفهان التمس منه أخوه الاقامة حيث أن اصفهان يومئذ محط رحال العلماء وسوق العلم قائم فيها، قأجابه إلى ذلك. ولم تطل أيامه حتى تمرض وتوفي سنة 1241، وحمل نعشه الشريف إلى النجف بوصية منه إلى أخيه ودفن في الحجرة التي
________________________________________
[ 385 ]
في أول باب الطوسي وليس سواها على يمن الداخل. وما أشبه الاخوين بالمرتضى والرضي في الاشتراك في الشيوخ والتبرز على الاقران وفي قصر عمر الاصغر، كان السيد الجد عاش ستا وأربعين سنة على قدر عمر السيد الرضي والسيد صدر الدين دخل في عشر الثمانين. وكان للسيد الجد ثلاثة أولاد ذكور لا غير، أكبرهم السيد عيسى وهو يومئذ ابن سبع سنين، والسيد موسى أصغر منه، والسيد الوالد وهو ابن سنتين. فكفاهم عمهم السيد العلامة ورباهم. ولما راهق السيد عيسى خرج من عند عمه وقد تقدمت ترجمته، وكذلك السيد موسى جاء إلى العراق ومنها هاجر إلى طهران وسكنها حتى توفي بها، وبقي السيد الوالد عند عمه، وكان له الاب الرؤف والبر العطوف، حتى تكمل عنده وأرسله إلى النجف الاشرف للاشتغال على الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة، وبعد خمس سنين أرسل إليه وأرجعه عنده زوجه على الشرح الاتي في ترجمته. (373) السيد محمد علي بن السيد صدر الدين الموسوي العاملي الاصفهاني، المعروف بآقا مجتهد أمه بنت شيخ الطائفة الشيخ جعفر كاشف الغطاء، كان نادرة عصره ووحيد دهره، كتب كتابه " البلاغ المبين في أحكام الصبيان والمجانين " وهو ابن اثني عشر سنة، فشهد له السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر الرشتي الاصفهاني بالاجتهاد وصدقه علماء عصره، ولقبه الحاج ميرزا حسن امام الجمعة باصفهان - وكان من كبار علماء الدين - بآقا مجتهد وهو ابن سبع سنين لما تكلم معه
________________________________________
[ 386 ]
في تفسير بعض الايات وانجز الكلام فيها إلى الادب والعلوم العربية وتكلم السيد محمد علي بما يراد وفوق المرد، فتعجب الحاج ميرزا حسن. قال السيد الوالد - وكان حاضرا -: وكان الحاج ميرزا حسن اماما في العلوم العربية، فالتفت امام الجمعة إلى السيد صدر الدين وقال مشيرا إلى السيد محمد علي: آقا مجتهد است. فصار اسما له بحيث لا يعرف اسمه الاصلي عموم الناس. وبالجملة كان علامة متبحرا في العلوم كلها، قام مقام والده، وزاد على والده أنه صار يصعد المنبر بعد فراغه من الصلاة بالناس ويتكلم بالمعارف والاخلاق على وجه ينتفع منه عوام الناس بل والنساء. حتى اني سمعت من أخيه حجة الاسلام السيد صدر أنه كان يذكر غوامض المسائل في التوحيد كشبهة ابن كمونة وأمثالها ويجيب عنها بلسان يفهمه كل أحد، وكأنه من أوضح المطالب لشدة سلطته على التقرير وحسن البيان ووفور علمه وطول باعه. قال: دخلت على أمه بنت الشيخ وهو جالس في خزانة الكتب وأنا على جنبه والخزانة تشتمل على ألوف المجلدات، فقالت له: اني لا أجدك في هذه الايام مكبا على المطالعة في الكتب. فقال لها: يا أماه والله اني أحفظ مطالب كل هذه الكتب - وأشار بيده إلى صدره - حتى أني أحفظ أن كل مطلب في أي صفحة من الكتاب. قال السيد الوالد قدس سره: ولامه بنت الشيخ حق عظيم عليه، لانها مربيته على المطالعة والسهر في الليل وقلة الاكل وقلة المنام لما كان عمره أربع سنوات. وقال السيد الصدر دام ظله: وكان قد تمرن على قلة الاكل، حتى أنه إلى آخر عمره كان يأكل على قدر أكل الطفل الصغير. قال: وكان كثير الفكرة غزير العبرة مشغولا بنفسه، ولما شاعت تحقيقاته
________________________________________
[ 387 ]
في المعارف كثر ازدحام الناس في الصلاة معه حتى ضاق مسجد والده فأضيف إليه الدور المتصلة به، شراها الناس ووسعوا المسجد، ومع ذلك حدثني بعض التجار الاخيار قال: كنت أركب بغلتي قبل الفجر بمدة حتى أحصل مكانا للصلاة في مسجد الاقا مجتهد. وكان له كرامات ومكاشفات تدل على جلالته، حدثني السيد الجليل الحاج سيد أسد الله الاصفهاني قال: لما جاء ناصر الدين شاه مع الصدر الاعظم الامير الكبير الميرزا تقي خان لتأديب أهل اصفهان وأخذوا في ذلك، فحولوا على آقا مجتهد مبلغا من الدراهم بعنوان الماليات، وكان المحول له بعض الخوانين من رجال الدولة، فجاء إلى الاقا مجتهد وطلب منه المبلغ، فقال الاقا مجتهد: أنا ليس علي ماليات وليس لي مزارع ولا بساتين. فقال: أنا لا أدري غير أنك لابد أن تدفع لي المبلغ على كل حال. وكلما تلكم معه الاقا مجتهد لم يزد الا شدة وغلظة، فقال الاقا مجتهد: الوعد إذا بينى وبينك إلى يوم الجمعة. فخرج الخان وأخذه الوجع في بطنه حتى كبرت وصارت كالزق الكبير وحتى انغزت ومات. واشتهرت هذه الكرامة في كل اصفهان. وكان جيد الشعر، خصوصا بالفارسية، يمكن أن يقان: انه ما كان يجارى ولا يبارى في جودة نظمه ونثره. وله من المؤلفات كتاب " احياء التقوى " وهو في شرح الدروس لم يتم، و " العلائم في شرح المراسم " لم يتم أيضا، و " فرائد الفوائد " في أصول الفقه، و " نفائس الفرائد " مختصر منه، و " منظومة في الوقف "، وأخرى في " الميراث " ناقصة، و " ألفية في النحو " لم تكمل، و " ديوان شعر " فارسي، وتقدم ذكر رسالته الموسومة ب‍ " البلاغ المبين في أحكام الصبيان والمجانين ". والاسف كل الاسف أنه لم يبلغ من العمر الا ثلاثين سنة بل كان ينقص
________________________________________
[ 388 ]
عنها بشهر، تولد سنة 1250، وتوفي ليلة الجمعة - وكانت ليلة الغدير - سنة ثمانين ومأئتين والالف، حمل نعشه إلى النجف ودفن في أيوان الحجرة التي فيها قبر والده السيد صدر الدين أول حجرة على يسار الخارج من باب الفرج من الصحن الشريف الغروي، وله ولدان: السيد المرحوم الميرزا بهاء الدين، أمه بنت السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر، خاله الحاج السيد أسد الله الذي عمل الچري وأجرى النهر في الغري 1). وولده الاخر السيد العالم الفاضل الرباني المجاهد المراقب العماد السيد محمد جواد أدام الله بقاه وكثر في العلماء أمثاله، وهو اليوم خلف أبيه في العلم والعمل والمعارف 2). (374) الشيخ محمد علي بن عباس بن حسن بن عباس بن محمد علي بن حسن ابن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي عالم فاضل فقيه أصولي محقق، صنف في الفقه كتابه الكبير، يوجد في خزانة كتب آل الشيخ كاشف الغطاء جملة من مجلداته، ككتاب الصلاة وكتاب الصيد والذبائح وكتاب الارث وكتاب النكاح والطلاق 3). وله " شرح تهذيب الاصول " رأيته فكان من أحسن الشروح 4).
________________________________________
1) توفى باصفهان سنة 1320. أنظر نقباء البشر ص 235. 2) توفى باصفهان سنة 1357 أنظر نقباء البشر ص 336. 3) اسمه " جامع الاقوال " يبلغ ثلاثين مجلدا ضخما. 4) اسمه " مطارح الانظار ونتائج الافكار " في ثلاث مجلدات ضخام، ومختصره في مجلدين.
________________________________________
[ 389 ]
وهو من تلامذة السيد المحقق السيد محسن الاعرجي في الاصول، وقد كان سكن في بلد الكاظمين في تلك الايام، لاني رأيت خطه على بعض كتب السيد محسن يذكر أنه استعاره من ابنه السيد محمد سنة 1220، والسيد توفي سنة سبع وعشرين 1). ويظهر أيضا أنه كان قد تلمذ على شيخ الطائقة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، ثم رأيته يعبر عن الاقا المحقق البهبهاني بشيخنا وأستادنا، فيظهر أنه تلمذ عليه أيضا. وقد تقدم ذكر ولده الشيخ احمد البلاغي 2). (375) الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي، تلميذ المقدس المولى احمد الاردبيلي كان من وجوه علمائنا المتأخرين وفضلائنا المجتهدين المتبحرين، ثقة عين صحيح الحديث واضح الطريق نقي الكلام جيد التصنيف، له تلامذة فضلاء أجلاء علماء، وله كتب حسنة جيدة، منها " شرحه على أصول الكافي " للكلني، و " شرح ارشاد " العلامة الحلي قدس سره، وله " حواشي على تهذيب الحديث " (للشيخ على بعض علمائها ؟ وهو اليوم قائم مقام أبيه، وله تصانيف على ما حكاه بعض أهل بلده) 3)، و " الفقيه " للصدوق، وله " حواشي على أصول المعالم ".
________________________________________
1) توفى المترجم له بعد سنة 1228. أنظر ماضى النجف وحاضرها 2 / 78. 2) أنظر ص 102 من هذا الكتاب. 3) هذه العبارة حشيت حشرا وليست من الاصل، فانقطع الكلام بها. أنظر ماضى النجف وحاضرها 2 / 79 -
________________________________________
[ 390 ]
توفي بكربلاء على مشرفها أفضل التحية، ودفن بالحضرة المقدسة، وكان ذلك في شوال سنة الالف، كما عن " تنقيح المقال " للشيخ حسن سبط صاحب الترجمة لولده الشيخ عباس البلاغي 1). وهذا الشيخ أبو طائفة جليلة خرج منهم عدة علماء أجلاء، تقدم ذكر جماعة متهم ويأتي ذكر آخرين. (376) الشيخ محمد قاسم الميسي العاملي عالم فاضل جليل، من المعاصرين لليسد نصر الله الحائري الشهيد، ويوجد في ديوان السيد المذكور قصيدة في مدح صاحب الترجمة يذكر فيها ما أصابه في وقعة ذهب فيها ماله وكلم وجهه وساءت أحواله. ولعلها فتنة احمد الجزار في جبل عامل، فراجع الديوان في خزانة السيد عيسى في سوق العطارين ببغداد. (377) الشيخ محمد محسن ابن الشيخ عبد علي العاملي عالم عامل فاضل محدث رجالي فقيه، عندي من مؤلفاته كتاب " مجمع الاجازات " جمع في ثلاثة عشر اجازة من اجازات النافعة الكبار المشهورة: كاجازة العلامة لبنى زهرة الكبرى واجازة الشيخ الشهيد لابن الخازن واجازة
________________________________________
1) يريد أن الشيخ حسن سبط المترجم له من طريق الشيخ عباس بن محمد على المذكور.
________________________________________
[ 391 ]
الشهيد الثاني الكبرى للشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي، واجازة الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم الكبرى للسيد نجم الدين، وأمثال هذه الاجازات الجليلة. جزاه الله خير جزاء المحسنين. وقد فرغ من تأليفه في شوال سنة 1125 في النجف الاشرف، وهي بخطه الشريف، وهو بخط في غاية الحسن والجودة. ولا أعرف باقي تأليفاته ووفاته. (378) الشيخ محمد مكي ابن ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين العاملي، ينتهي نسبه إلى الشهيد الاول عالم فاضل محدث فقيه لغوي شاعر أديب، من مشايخ الاجازة في عصره، كثير الطرق الجيدة النقية. يظهر من بعض ما يحضرني من اجازاته أنه تجول في البلاد، وتحمل من علماء البحرين والعراق واليمن وايران والقدس والخليل ومكة المعظمة. له مصنفات، منها " سفينة نوح ذات أعاجيب "، جمع فيه من كل شئ حسنة. وله " الروضة العلية والدرة المضيئة " في الدعوات. كان حيا سنة 1178، وتقدم بعنوان لقبه شرف الدين (1.
________________________________________
1) مضى ذكره في ص 229.
________________________________________
[ 392 ]
(379) الشيخ أبو صالح محمد المهدي ابن الشيخ بهاء الدين محمد الفتوني العاملي النباطي، نزيل النجف قال تلميذه السيد العلامة الطباطبائي الشهير ببحر العلوم في بعض اجازاته 1) عند عد شيوخه فبدأ بذكر صاحب الترجمة وقال: " شيخنا العالم المحدث الفقيه، وأستادنا الكامل المتتبع النبيه، نخبة الفقهاء والمحدثين، وزبدة العلماء العاملين، الفاضل البارع النحرير، امام الفقه والحديث والتفسير، واحد عصره في كل خلق رضي، ونعت علي شيخنا الامام البهي السخي أبو صالح محمد المهدي " الخ. ولما كان في عاملة كان من العلماء الكبار، بل كان الامر منحصر به وبالسيد حيدر نور الدين والسيد حسين نور الدين، والكل في النبطية الفوقا، ولما عطل سوق العلم في عاملة لكثرة ظلم الظلمة وجور الحكام وتواتر الفتن من احمد الجزار وأمثاله هاجر الشيخ إلى النجف وسكنها، فكان فيها شيخ الشيوخ. قرأ عليه مثل السيد بحر العلوم والشيخ الطائفة الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأمثالهما من الاعلام. وهو تلميذ المولى ابى الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد الحميد النباطي العاملي النجفي الراوي عن العلامة المجلسي صاحب البحار. ولصاحب الترجمة مصنفات، منها رسالة في " عدم انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة "، وكتاب " نتائج الاخبار " في جميع أبواب الفقه.
________________________________________
1) هي اجازة بحر العلوم للشيخ محمد حسن بن الحاج معصوم القزويني الحائري. أنظر اعيان الشيعة 10 / 67.
________________________________________
[ 393 ]
وكان السيد بحر العلوم يقول: لا أعرف من استنبط جميع أبواب الفقه في هذا العصر الا الشيخ ابا صالح المهدي الفتوني. أقول: لكنه على غير الطريقة المستقيمة، بل هو إلى الاخبارية أقرب. وبالجملة على مشرب شيخه الشريف ابى الحسن الفتوني والسيد نصر الله الحائري وأمثالهم من أهل تلك الطبقة لا أرتضي طريقتهم. رضي الله عنهم. وتوفي قدس سره في شعبان سنة (1183) ثلاث وثمانين ومائة بعد الالف. ورأيت مراسلة السيد العلامة السيد نصر الله الحائري معه في ديوان السيد المذكور. (380) الشيخ محمد نجم العاملي كان في عصر السيد بحر العلوم في النجف الاشرف مع الاهل والعيال، وكان للسيد العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة مع الشيخ محمد نجم أخوة. وله حكاية تدل على جلالته، ذكرها ثقة الاسلام العلامة النوري " ره " في كرامات السيد بحر العلوم عند ترجمته في الفائدة الثالثة من خاتمة المستدرك، رواها من عدة طرق صحيحة علماء ثقات أخرجها مسندة تدل على جلالة الشيخ محمد نجم المذكور وعظم قدره عند الله تعالى. قال: كان السيد العالم الجليل السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة يتعشى ليلة إذ طرق الباب خادم السيد بحر العلوم، فقام مسرعا فقال له: ان السيد قد وضع بين يديه عشاؤه وهو ينتظرك. فذهب السيد جواد عجلا، فلما لاح قال له السيد: أما تخاف الله، أما تراقبه، أما تستحي منه ؟ فقال: ما الذي حدث ؟ فقال: ان محمد نجم من أخوك كان يأخذ من البقال قرضا لعياله كل
________________________________________
[ 394 ]
ليلة مقدار من التمر الزهدي ولهم سبعة أيام لم يذوقوا خبزا ولا أرزا، وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ من البقال شيئا لعشائهم فقال له البقال: قد بلغ دينك كذا. فاستحيى من البقال ولم يأخذ منه شيئا وقد بات هو وعياله بغير عشاء وأنت تتنعم وتأكل، وهو الشيخ محمد نجم العاملي تعرفه ويصل اليك. فقال السيد جواد: والله مالي علم بحاله. فقال بحر العلوم: لو كان لك علم بحاله ولم تلتفت إليه لم تكن مسلما، وانما أغضبني عليك عدم تجسسك عن اخوانك وعدم علمك بأحوالهم، فخذ هذه الصينية يحملها معك الخادم تأخذها منه عند وصولك إلى باب أخيك الشيخ محمد نجم ويرجع الخادم، فاطرق الباب عليه وقل له: اني أحببت أن أتعشى معك الليلة، وضع عنده هذه الصرة تحت فراشه - وكان فيها ستون شوشي - وابق الصينية ولا ترجعها، واعلم أني لا أتعشى حتى ترجع الي فتخبرني أنه قد تعشى وشبع. فذهب السيد إلى دار الشيخ وأخذ الصينية من خادم السيد ودخل على الشيخ ووضع الصينية على الارض وقال للشيخ كما أمره السيد. فلما نظر الشيخ إلى الطعام قال للسيد: ليس هذا الطعام من دارك فانه مطبوخ نفيس لا يقدر العرب على طبخ مثله ولا نأكله حتى تخبرني بأمره. فأصر عليه السيد جواد بالاكل وأصر الشيخ على الامتناع، فأخبر السيد بالقصة فقال: والله ما اطلع أحد على حالنا (أحد من جيرتنا فضلا عمن بعد) وان هذا السيد لشى عجيب 1).
________________________________________
1) مستدرك وسائل الشيعة 3 / 383 مع اختلاف في بعض الالفاظ.
________________________________________
[ 395 ]
(381) الشيخ محمود الغول العاملي 1) عالم فاضلا، جاء إلى النجف مع أخيه الشيخ جواد 3)، وكان قد فرغ من المقدمات حتى أصول المعالم وأمثاله، وكان محصلا قوي الملكة، وشارك المرحوم الشيخ موسى شرارة في الدرس عند أساتيده في الفقه والاصول، وترقى ترقيا حسنا ولكن لم يمهله الاجل وتوفي في النجف سنة نيف وتسعين ومائتين بعد الالف. (382) الشيخ محمود الشهير بابن امير الحاج العاملي يروي عن الشيخ التقي الزاهد الفقيه العالم عز الدين أبو المكارم الحسن بن علي الكركي المشهور بابن العشرة المتقدم ذكره. فلاحظ 3). كذا يظهر من أول غوالي اللالي 4) كما في الرياض 5).
________________________________________
1) هو الشيخ محمود بن محمد بن جواد الغول العاملي. 2) أنظر ص 124 من هذا الكتاب. 3) انظر اعيان الشيعة 10 / 102، وامل الامل 1 / 184. 4) غوالى اللالى 1 / 7. 5) رياض العلماء 5 / 201.
________________________________________
[ 396 ]
(383) الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الشامي الحمصي، نزيل الري ذكره في الاصل في القسم الثاني 1)، وذكرناه نحن هناك تبعا له مع ما يزيد البصيرة، والا فالرجل من مشاهير علماء الشام، حتى أن الشهيد كلما قال " عند الشاميين " يريد ثلاث هو أحدهم، فذكره هنا متعين. (384) الشيخ محمود بن الشيخ محمد مغنية العاملي عالم فاضل، من أهل الغور والتحقيق في المطالب العلمية، ذو نابغية قل في معاصريه من العرب من وصل إلى مقامه في نيل المطالب وتحقيق الحقائق. أدام الله له هذا التوفيق. كان هاجر إلى النجف مرتين، وتكمل في الثانية ورجع إلى بلاده مجازا مصدقا على اجتهاده، ولم تطل أيامه وتوفي سنة 2 1334). (385) الشيخ محيى الدين بن احمد بن تاج الدين الميسي العاملي ذكره في الاصل بما لفظه: كان عالما فاضلا عابدا، من تلامذة الشهيد الثاني. انتهى 3).
________________________________________
1) امل الامل 2 / 316. 2) في اعيان الشيعة 10 / 110: ولد سنة 1289. 3) امل الامل 1 / 184.
________________________________________
[ 397 ]
والرجل من شيوخ الاجازة، أخرج في البحار بعض اجازاته 1)، منها ما كتبه للمولى محمود بن محمد اللاهيجاني تلميذ الشهيد الثاني، كتبها له في أواخر ربيع الثاني من شهور سنة أربع وخمسين وتسعمائة في الحائر المقدس على مشرفه الصلاة والسلام، وذكر فيها أنه يروي أيضا عن الشيخ شهاب الدين احمد بن خاتون الفقعاثي. وما كان لصاحب الاصل أن يهمل كل ذلك في ترجمة الرجل. (386) الشيخ محيى الدين بن الشيخ حسين بن محيى الدين، من آل ابى جامع العاملي وأجلاء علمائهم وصفه الشيخ جواد محيى الدين في رسالته بالشيخ الجليل العالم العامل الفاضل المحقق الكامل، سكن الحويزة وكان مرجعا بها، وكان شاعرا كاتبا أدبيا. أقول: وهو يروي عن أبيه الشيخ حسين عن أبيه الشيخ محيى الدين عن أبيه الشيخ عبد اللطيف عن أبيه نور الدين علي عن أبيه شهاب الدين احمد بن ابى جامع عن المحقق الكركي. ويروي عنه الميرزا محمد ابراهيم القاضي بن غياث الدين محمد الحويزائي الاصفهاني. وعندي بخطه الشريف كتاب سيبويه، وعليه حواشي كثيرة له تدل على أنه من أئمة علم العربيه، وكان قد ابتدأ في كتابة الكتب في خامس عشر ذي القعدة
________________________________________
1) بحار الانوار 108 / 174.
________________________________________
[ 398 ]
من سنة ألف ومائة وست عشرة، وفرغ منه سنة 1119. (387) الشيخ محيى الدين ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني كان من أفاضل علماء عصره في الفقه والاصول والحديث وفنون الادب، قرأ على والده الشيخ علي السبط. وله ولد جليل هو الشيخ على سمي جده، وهو جد جدي الادنى السيد محمد علي من قبل أمه الست، فانها أم جدي السيد العلامة 1) وأم أخيه السيد العلامة السيد صدر الدين قدس الله أرواحهم جميعا. (388) السيد مرتضى بن حيدر بن علي نور الدين الموسوي العاملي من أعلام أسرتنا، ذكره الشيخ علي الزين في " تذكرة العلماء " وقال: السيد العالم العامل زين الافاضل السيد مرتضى العاملي من أحفاد سيد الفقهاء والمحدثين السيد محمد صاحب كتاب " مدارك الاحكام في شرح شرائع الاسلام ". كان مولد السيد مرتضى ومولد أبيه باصفهان، وكان من أفاضل الزمان، عالما بالفقه والحديث وسائر علوم الادب والعربية شاعرا منشيا. كان أستادي ورباني وعليه تخرجت في العلوم الاسلامية. كان يربينى ويسليني ويرأف بى.
________________________________________
1) كذا في مصورة الاصل.
________________________________________
[ 399 ]
جزاه الله عني خير جزاء المحسنين. أقول: وذكره في " بغية الراغبين " ونبه على خطأ صاحب التذكرة الشيخ علي الزين حيث ذكر أن السيد صاحب الترجمة من أحفاد السيد صاحب المدارك، بل هو من أحفاد أخيه السيد علي نور الدين، وكان مولد أبيه السيد حيدر في جبل عامل لا اصفهان وانما سكنها أخيرا. اجتمع بالسيد مرتضى ابن عمه العباس صاحب " نزهة الجليس " في اصفهان سنة 1131 أثناء سياحته، كما نص على ذلك في الجزء الاول من كتابه المذكور 1). (389) الشيخ مصطفى قعيق العاملي من العلماء الاجلة، ذكره بعض علماء جبل عامل في تذييله على أمل الامل. (390) السيد مصطفى بن السيد علي نور الدين الشامي العاملي المكي الحسينى الموسوي ذكره السيد ضياء الدين بن يحيى في نسمة السحر في طي ترجمه السيد صدر الدين علي بن احمد بن معصوم المدني، وحكى أنه اجتمع به في مكة مشرفة سنة 1114، وحكى عنه بعض ما يتعلق بترجمة السيد علي المذكور. ولم أعثر على ذكر السيد مصطفى المذكور في غير هذا الموضع، ولا
________________________________________
1) نزهة الجليس 1 / 229.
________________________________________
[ 400 ]
أدري هل هو ولد صلبى للسيد علي بن نور الدين جدنا الاعلى أخو السيد صاحب المدارك أم هو أبن السيد علي بن حيدر بن السيد علي نور الدين، فيكون حفيدا للسيد علي نور الدين، والظن بذلك. والله العالم. (391) الشيخ شرف الدين مكي بن محمد بن حامد العاملي الجزينى، والد الشهيد الاول ذكره في الاصل 1). وقال الشهيد في بعض اجازاته: وقد كان والدي جمال الدين أبو محمد مكي رحمه الله من تلامذة المجاز له الشيخ العلامة الفاضل نجم الدين طومان والمترددين إليه إلى سفره إلى الحجاز الشريف، ووفاته بطيبة في نحو سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أو ما قاربها. رحمة الله عليهم أجمعين. (392) الشيخ مكي بن محمد بن شمس الدين بن حسن بن زين الدين بن محمد ابن علي بن شهاب الدين محمد بن احمد بن محمد بن شمس الدين محمد ابن بهاء الدين علي ابن ضياء الدين محمد بن شمس الدين محمد بن مكي الشهيد، رأيت نسبه هكذا وهو عالم فاضل فقيه محدث، من شيوخ الاجازة. ويحتمل اتحاده مع الشيخ شرف الدين محمد السابق بلقبه واسمه.
________________________________________
امل الامل 1 / 185.
________________________________________
[ 401 ]
(393) السيد أبو الحسن موسى الحسينى الشقرائي 1)، والد السيد محمد الامين، جد السادات الاجلاء العلماء بشقراء آل الامين، من أكابر بيوتات العلم والشرف رأيت في بعض المواضع أن السيد أبا الحسن بن السيد حيدر كان صاحب المدرسة الشهيرة في قرية شقراء، وأنه كانت تحتوي على ثلاثمائة طلبة من طلبة العلم، فيهم الفضلاء الاجلاء كالسيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة والشيخ ابراهيم يحيى أمثالهما. وظاهر أنه لا يكون هكذا مدرسته الا أن يكون من العلماء الافاضل الاعلام والفقهاء العظام، والاسف أن لا أعرف ترجمته على التفصيل 2). (394) السيد موسى العاملي فاضل أديب شاعر شهير، رأيت في كتاب " اليتيمة " للسيد محمد علي ابن المرحوم عمنا السيد ابى الحسن قال: وشعراء العصر السيد موسى العاملي والشيخ ابراهيم صادق العاملي والسيد صالح القزويني وعبد الباقي العمري والسيد راضي - الخ. ولم أعرف ترجمته.
________________________________________
1) هو السيد أبو الحسن موسى بن حيدر بن احمد الامين العاملي. 2) في أعيان الشيعة 10 / 186: ولد بقرية شقرا سنة 1138، وتوفى بها ليلة الاحد 16 المحرم سنة 1194، فيكون عمره نحوا من ست وخمسين سنة.
________________________________________
[ 402 ]
(395) الشيخ موسى قعيق العاملي من العلماء الاجلاء المتأخرين عن الشيخ الحر، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل. (396) الشيخ موسى مروة العاملي من العلماء الاجلاء، ذكره بعض علماء العامليين في تذييله لامل الامل. ومر ذكر ولده الشيخ حسن الذي كان سكن الكاظمية وتوفي سنة 1 1226)، وولد ولده الشيخ علي بن الحسن بن موسى صاحب " قرة العين في شرح ثار الحسين عليه السلام " 2). ثم رأيت على ظهر بعض الكتب ما يظهر منه أن وفاة صاحب الترجمة كانت قبل سنة 1211، وذلك اني رأيت بخط ولده الشيخ حسن ما صورته " مالكه كاتبه العبد الفقير إلى الله الغني حسن نجل المرحوم المبرور الشيخ موسى المروي العاملي "، وقد كتبه في سنة 1211. (397) الشيخ موسى مروة العاملي من العلماء المتقدمين على صاحب الامل. كان عالما فاضلا محققا فقيها
________________________________________
1) انظر ص 158 من هذا الكتاب. 2) انظر ص 288 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 403 ]
أصوليا، رأيت له حواشي كثيرة على كتاب " نهاية التقريب في شرح التهذيب " في الاصول تصنيف الشيخ عبد النبي الجزائري صاحب الحاوي، وتاريخ كتابة بعض تلك الحواشي سنة 1069. فهو غير شيخ موسى والد الشيخ حسن مروة. (398) الشيخ موسى بن الشيخ امين شرارة العاملي من بنت جبيل من قرى بلاد بشارة في عاملة. كان من حسنات العصر وجبال العلم، فاضل في كل العلوم الاسلامية، خصوصا في الفقه والاصولين وعلوم الادب والعربية، وله المام بعلوم الحكمة. رأيته كتب للشيخ محمد حسين مروة الذي سكن الشام - وكان عالم الشيعة فيها - رسالة في " أصول الدين " تشتمل على المعارف الخمسة من دون مراجعة كتاب. وكان قوي الحافظة جدا لا ينسى ما حفظ، كثير الاستحضار لكل ما قرأه ورواه من العلوم حتى الخطب والشعر والتواريخ وأيام العرب، حسن المحاضرة عذب الكلام جيد التقرير. كانت منشئات نثره خير من شعره، كثير الترويج، مجلسي زمانه، إذا تكلم يأخذ بمجامع القلوب، كثير المحبة لاهل العلم، كثير الترويج لهم، أبى الطبع جدا، علي الهمة، لم يقبل من أحد من العلماء شيئا من الحقوق مدة بقائه في العراق، وكان يكتفي بما يرسل إليه من والده. ورد العراق سنة ثمان وثمانين ومائتين بعد الالف وكان فرغ من المقدمات والمتون وأصول المعالم في بلاده، بل كان قرأ بعض القوانين على تلامذة
________________________________________
[ 404 ]
الشيخ العلامة المرتضى الانصاري، قرأها على الشيخ ملا علي الهمداني أحد أجلاء تلامذة الشيخ مرتضى - وكان المدرس الاول في النجف - وقرأ شرح اللمعة على الشيخ الفقيه فاضل العصر الشيخ عبد الحسين الطريحي، وكان وحيدا في تدريس اللمعة في النجف. وهو مع ذلك يدرس جماعة في المعالم والقوانين والروضة، ويدرس عليه الشيخ كاظم شرارة شرح الرضي، ويدرس للسيد حيدر وأخيه السيد جواد مرتضى بعض السطوح والمقدمات. ولما فرغ من درسي القوانين والروضة - وكانت قراءته لهما على هذين الفاضلين في حكم الدروس الخارجية المبنية على تحقيق المطالب وتدقيقها لا قراءة سطحية، بل كان الملا علي الهمداني يتعرض إلى تحقيقات أساده الشيخ مرتضى والى ما في الفصول - وعند فراغه من ذلك شرع بقراءة رسائل الشيخ عند آية الله الاخوند الشيخ ملا كاظم الخراساني وكنت معه. فشرع حينئذ بنظم الاصول، ونظم المنظومة المعروفة. ولم يمض مدة حتى شرع هو في البحث الخارج، يحضر عنده جماعة من الافاضل، وأخذ يكتب في الفقه وهو يحضر فيه على الشيخ محمد حسين الكاظمي، وكان يعد من فضلاء تلامذته. والتمسه الشيخ محمد طه نجف على الحضور عنده، فأجابه احتراما له، وصار يحضر عنده مع جماعة لا يزيدون على أربعة أو خمسة الشيخ حسين محيى الدين والشيخ جعفر الشروقي والسيد على الجصاني والسيد البحراني. وبالجملة ترقى الشيخ موسى في الاشتغال وتقدم على جميع طبقته حتى صار يشار إليه بالاكف في النجف وكربلا وبغداد والكاظمين، وصارت له محبة في قلوب عموم الناس من أهل هذه البلاد حتى بغداد والحلة، وشاع
________________________________________
[ 405 ]
ذكره بالفضل والجامعية، وترتب على وجوده بعض أمور الخيرية. وكان إذا جلس في مجلس أو ركب في سفينة للزيارة لا يخرج من ذلك المجلس أو من تلك السفينة الا وهو مالك لقلوب الكل، حتى اتفق أنه تكلم في فضل تعلم العلم في بعض أسفاره إلى كربلا وهو في الطرادة، فلما رجعنا إلى النجف ترك جماعة الكسب والتجارة وصار يقرؤن العلم ويراجعونه في المشورة عند من يقرأون، كالشيخ جاسم والشيخ علي الخياط رحمة الله عليهما وغيرهما. وبالجملة كانت فيه ربانية جاذبة وصفاء باطن، وبينما هو كذلك إذ عرض له سعال ثم بحة في صوته أصابته عين لامة، فأوجب عليه الاطباء اما المعالجة أو تغيير الهواء إلى جبل عامل الوطن الاصلي، فاختار الثاني لسهولته بالنسبة إلى الاول عليه على مداقة وشدة أيامه، والا فقد بذلت الاموال الخطيرة لمعالجته، فأبى أن يقبل من أحد شيئا، حتى أن الشيخ الاعظم الشيخ محمد حسن آل يس الكاظمي قال للسيد حسن ويوسف الجموشي: والله لو توفقت معالجة الشيخ موسى على بيع عمامتي التي على رأسي لبعتها. فالتمسه على الاقامة للمعالجة عند الحكيم باشي الطهراني فأبى وقال: هذا مزيد في مرضي. فزمت ركائبه إلى نحو البلاد في سنة ثمان وتسعين ومائتين بعد الالف، ولما ورد بنت جبيل كتب لي أنه قد حسنت أحوالي بل صلح مزاجي وستراني عندك انشاء الله عن قريب. ولما اطلع أهل البلاد عليه وعلى فضله وعلمه وربانيته وقوته العلمية والعملية مع كمال المعرفة بالسياسة ومواقع الامور اكب عليه أهل العلم وعرفو قدره، وتصدى للتدريس وتربية المشتغلين، وهو مع ذلك مشغول في احياء السنن وهداية الناس وترويج الدين وابطال بعض ما كانوا عليه من العادات غير المشروعة، فأعلى كلمة الدين وأعز بسيرته الشرع المبين، وصارت البلاد تزهر بنور علمه
________________________________________
[ 406 ]
وتشرق بنفحات قدسه، فاجتمع عليه جماعة من طلبة العلم، فهداهم إلى الطريق المستقيم ورباهم وهداهم، وقد رأيت بعض من تخرج عليه، فرأيتهم على هدي حسن ونهج مستحسن، وانقاد له بعض من كان صعب الانقياد للشرع في اخراج الحقوق. واتفقت له مجالس مع علماء السنة، فكانت له الكلمة وظهرت له الحجة، حتى عرف جلالته النصارى في البلاد وحتى خافه أرباب المذاهب المحدثة. وبينما البلاد وأهلها مشرقة بأنواره إذ غاب عنها إلى ربه ورضوانه وأعلى جنانه في سنة أربع وثلاثمائة بعد الالف، عن سبع وثلاثين سنة، لان مولده سنة 1267. فقام نجله الشيخ عبد الكريم يكد في الاشتغال ويجد في تحصيل الكمال، وجاء إلى النجف وتكمل حتى صار كأبيه وأفضل، فقرت به العيون وابتهجت به النفوس، وأجازه العلماء وصدقه الرؤساء، ورجع للقيام مقام أبيه، فعرض ما كان عرض لابيه من الامراض، فاختاره الله إليه والى رضوانه وجنانه رضى بقضاء الله وتسليما لامره، ولا حول ولا قوة الا بالله، وكان ذلك في جمادي الاخرة سنة 1 1332). (399) الشيخ موسى ابن الشيخ شريف ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف بن جعفر ابن الشيخ علي بن الشيخ محيى الدين العاملي النجفي وصفه السيد الجليل العالم الكبير السيد محمد علي والد الحاج ميرزا محمد
________________________________________
1) كان مولده بالنجف سنة 1297. انظر نقباء البشر ص 1182.
________________________________________
[ 407 ]
حسين الشهرستاني بشيخنا الاجل الامجد الاديب اللبيب الحسيب النسيب، كان من مشاهير شعراء عصره واكابر علماء الادب، ومن شعره يمدح السيد محمد علي المذكور: قيل لي من ترى لدى كل هول * ملجأ يلتجي له كل حي قلت ما في الورى سوى ابن طه * وأخيه محمد وعلي وقد كان بين الشيخ موسى المذكور وعبد الباقي العمري مراسلات شعرية، توفي سنة 1281. وقال الشيخ جواد بن الشيخ علي بن الشيخ قاسم محيى الدين في رسالته: انه كان عالما فاضلا كاملا أديبا شاعرا كاتبا ماهرا، له ديوان شعر، وقد خمس الدريدية. انتهى. (400) السيد موسى بن عبد السلام بن زين العابدين بن عباس الموسوي العاملي ذكره في بغية الراغبين وقال: كان من العلماء المتبحرين في الفقه والاصول وعلوم العربية، وهو من شعراء عصره، وشعره محفوظ سائر، وقد بلغني أن له ديوانا يبلغ أربعة آلاف بيتا اكثره في مديح آبائه الطاهرين المعصومين عليهم السلام، وله رسالة فيما " انفردت به الامامية من المسائل الفقهية " ورسالة في " صلاة المسافر " وأخرى في " مناسك الحج ". قال: وكانت وفاته في المشهد الغروي سنة 1 1265) يوم عاشوراء. رحمه الله تعالى.
________________________________________
1) التاريخ في الاصل مكتوب بارقام، ثم شطب عليه بحيث لا يقرأ وكتب فوقه بخط حديث كما هنا، وفى اعيان الشيعة 10 / 190: توفى سنة 1253.
________________________________________
[ 408 ]
* * * الشيخ مهدي الفتوني متقدم بعنوان محمد مهدي بن بهاء الدين محمد صالح. (401) الشيخ موسى بن علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي، الجد الاعلى للمولى ابى الحسن الشريف العاملي ابن محمد طاهر بن عبد الحميد وصفه الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي في اجازته للشريف المذكور بالشيخ الجليل الفاضل الكامل الثقة العدل الورع التقي الزاهد العابد الجزل النقي الشيخ موسى الفتوني. ووصفه أيضا الشيخ عبد الواحد بن محمد البوراني في اجزته للشريف المذكور بالشيخ العالم العامل التقي النقي الشيخ موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني. الخ. وغيرهما من العلماء الذين أجازوا حفيده الشريف ووصفوه أيضا بما يقرب مما ذكرناه، فالرجل من أجلة العلماء المعاصرين للشيخ البهائي ومن في طبقته 1). وآل معتوق بيت جليل في جبل عامل خرج منهم جماعة من العلماء الاجلاء، ولم ينقطع العلم منهم إلى الان.
________________________________________
1) وجد بخطه كتاب " نهاية التقريب " أتم نسخه ضحوة نهار الاربعاء 23 شوال 1023. انظر أعيان الشيعة 10 / 193.
________________________________________
[ 409 ]
(402) الشيخ مهدي شمس الدين 1) من ذرية الشهيد الاول، ومن أجلة تلامذة الشيخ عبد الله نعمة، وتخرج عليه في الفقه والاصول. وهو من أساتيد المرحوم العلامة الشيخ موسى شرارة العاملي، قرأ عليه القوانين، وكان من المعاصرين الذين تكملوا ولم يجيئوا إلى العراق. رحمه الله. هذا ما حدثني به تلميذه المرحوم الشيخ موسى العاملي. (403) الشيخ مهدي مغنية العاملي 2) يظهر من كتابته على نسب بعض سادات عبثيث أنه من العلماء الاجلاء الذين يطلب منهم الحكم والثبوت، وكان قد كتب معه على ذلك النسب الشيخ العالم المتبحر الجليل الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة نقد الرجال من تلامذة الشيخ أسد الله صاحب المقابيس والسيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام. وأيضا كان عليه شهادة الاجل الفقيه السيد علي بن السيد محمد الامين وشهادة أخيه السيد احمد ابن السيد محمد امين 3). وبيت مغنية بيت قديم في العلم والرئاسة، وأحفاده في طبقة صاحب الترجمة بعد الذي ذكرناه.
________________________________________
1) هو الشيخ مهدى بن على شمس الدين العاملي. 2) هو الشيخ مهدى بن محمد بن على بن الحسن بن الحسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي. 3) في اعيان الشيعة 10 / 166: توفى سنة 1265.
________________________________________
[ 410 ]
(404) السيد مهدي نور الدين الموسوي النباطي العاملي، أخو السيد محمد نور الدين، من النبطية الفوقا، وقد سردت نسبهم في ترجمة ابن اخيه السيد عبد الحسين نور الدين كان السيد مهدي قد جاء من البلاد وأقام في النجف واشتغل بالتحصيل حتى صار يكتب في الفقه والاصول، وكان يحضر في الفقه على الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي، وقرأ الرسائل للشيخ مرتضى على الشيخ محمد تقي سبط الشيخ أسد الله صاحب المقابيس. وبالجملة قد اعتقد أنه فرغ من التحصيل وحصلت له ملكة الاجتهاد، وعزم على التوجه إلى بلاده، وكان قد تزوج ببنت السيد الجليل السيد كاظم الامين العاملي، فتمرض بالحرارة وتوفي حدود سنة تسعين ومائتين والالف في النجف الاشرف. وكان هذا من حسن عاقبته، فانه كان سيدا جليلا تقيا نقيا صافيا مهذبا سكوتا بشوشا من أهل الجنة فاختاره الله إليه. (405) الشيخ مهدي ابن العلامة الشيخ سليمان معتوق العاملي عالم فاضل أديب نحوي لغوي، من تلامذة والده والسيد محسن صاحب المحصول. كان والده جاء من بلاده إلى بلد الكاظمين وسكنها، وكان من أجلة علماء عصره، يروي عنه الاجلاء، كالسيد محسن الاعرجي المذكور وغيره،
________________________________________
[ 411 ]
وهو يروي عن جدنا السيد محمد بن ابراهيم عن الشيخ الحر صاحب الوسائل 1). ولهذا الشيخ عدة أولاد علماء في بلد الكاظمين، منهم صاحب الترجمة المتوفى بالطاعون سنة 1222، ومنهم الشيخ العلامة الفاضل الشيخ محمد شريف.
________________________________________
1) انظر ترجمته في ص 227 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 412 ]
باب النون (406) الشيخ ناصر بن ابراهيم البويهي العيناثي العاملي 1) ذكره في الاصل 2)، وله غير ما ذكره رسالة في " الحساب ". وله رحمة الله عليه حديث عجيب غريب ينبغي ذكره في ترجمته، قال السيد العالم السيد حسين بن ابراهيم القزويني أستاد السيد بحر العلوم في مقدمة الرجال من مقدمات شرحه على الشرائع، قال ما لفظه: وجدت بخط السيد السعيد صاحب حدائق الابرار من أحفاد الشارح الفاضل الشهيد الثاني قال: وجدت بخط الشيخ ناصر البويهي وهو من الفقهاء المتبحرين والعلماء المتقين ما هذا لفظه: انه رأى في منامه كأنه في قرية جزين التي هي قرية الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد الاول في سنة 955 قال: ذهبت إلى باب الشيخ
________________________________________
1) هذه الترجمة شطب عليها في مصورة الاصل. 2) امل الامل 1 / 187.
________________________________________
[ 413 ]
فطرقته فخرج الي وطلبت منه الكتاب الذي صنفه الشيخ جمال الدين ابن المطهر في الاجتهاد، فدخل بيته وأتاني بالكتاب ومعه آخر وأظنه في الروايات، فناولنيهما واستيقضت وهما معي. انتهى 1). وهذا حديث (يدل) على جلالة الشيخ ناصر وروحانيته وحب الشهيد له وعنايته به، وعلى قوة نفس شيخنا الشهيد في تلك النشأة. قدس الله أرواحهم جميعا. والمراد بالسيد صاحب حدائق الابرار هو السيد محمد بن محمد بن حسن ابن قاسم الحسينى العيناثي صاحب كتاب " الاثنا عشرية في المواعظ العددية "، كانت أمه بنت الشهيد الثاني. والظاهر أن في التاريخ اشتباها، حيث أنه حكى في الاصل عن خط الشهيد الثاني تاريخ وفاة الشيخ ناصر سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وعن شرح البداية له أيضا أنه توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. فتأمل. (407) الشيخ ناصر الدين بن الشيخ حسن بن الشيخ ناصر الدين الحداد الجزينى العاملي من أجلاء علماء عصره، ومن تلامذة الشهيد الثاني. وعندي بخطه كتاب " مسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد " لاستاده المذكور، فرغ من نسخه يوم الجمعة قبل الزوال الخامس من ربيع الاول سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، فيكون نسخه بعد وفاة الشهيد بست سنين، لانه توفي سنة 966.
________________________________________
1) هذا المنام مذكور في مستدرك وسائل الشيعة 3 / 437، ومضى في ص 266 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 414 ]
وعلى النسخة بعض الحواشي لصاحب الترجمة، ولا يحضرني شئ من تواريخه وتصانيفه. (408) السيد نجم الدين السكيكي العاملي 1) صاحب رسالة " أخبار أهل البيت عليهم السلام " التي ينقل منها السيد محمد العيناثي في كتاب " الاثنا عشرية في المواعظ العددية ". ويظهر منه أنه من العلماء المعروفين في عصره. (409) السيد نجم الدين بن الاعرج الحسينى الاطراوي العاملي الكركي من الاشراف العلماء الاجلة وكبراء الدين والملة، والد السيد حسن بن نجم المتقدم ذكره 2). كان معاصرا للعلامة الحلي ومن في طبقته. له أولاد وأحفاد علماء أجلاء، والكل نسبتهم إليه. وظهر لي من بعض اجازات أولاده وتراجمهم أن اسمه الاصلي أيوب بن الاعرج واشتهر بلقبه. ويظهر من رياض العلماء في ترجمة ابنه الحسن أنه ابن عم السيد ضياء الدين وعميد الدين ولدي السيد مجد الدين ابي الفوارس محمد بن علي بن
________________________________________
1) هو السيد نجم الدين بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الموسوي السكيكى العاملي، وهو المجاز من الشيخ حسن العاملي صاحب المعالم بالاجازة الكبيرة التى أخرجها المجلسي في بحار الانوار 109 / 3 - 79. 2) أنظر ص 159 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 415 ]
الاعرج الحسينى الحلي، أو نسبة سببية بينهما 1). وهو وهم جاءه من النسبة إلى ابن الاعرج، وانما الاعرج عبد الله بن الحسبن بن علي السجاد زين العابدين. والاعرجيون طوائف وذيول منهم في عاملة وهم الهراويون، ومنهم في الحلة وهم آل ابى الفوارس المذكور، ومنهم بالموصل وبغداد، ومنهم طرائف منتشرون يطول الكلام بذكرهم. وصاحب الترجمة العاملي وبنى أبى الفوارس في الحلة. نعم جاء الحسن ابن نجم الدين إلى الحلة أيام مجئ الشهيد إليها، وقرأ على فخر المحققين وعلى ضياء الدين وعميد الدين، فاستجازهم وأجازوه. ولا قرابة بينه وبين الاخرين الا أنه أعرجي النسب، فانه الحسن بن جعفر بن الحسن بن نجم الدين أيوب الاعرجي الحسينى الاطراوي العاملي. (410) الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسى الجبلي العاملي ذكره في الاصل في العليين باعتباره اسمه، وذكره هنا باعتبار لقبه المشهور به 2). وكان من خاصة الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم، وعندي نسخة مختار الكشي بخطه الشريف، وقد شاركه في بعض الصفحات الشيخ حسن بن زين الدين، وخطهما متقارب وكلا الخطين جيد، وذكر فراغه من نسخه يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام عام تسعين وتسعمائة على نسخة بخط الشهيد الاول محمد بن مكي.
________________________________________
1) رياض العلماء 1 / 163. 2) امل الامل 1 / 130 و 189.
________________________________________
[ 416 ]
وحكى السيد شبر بن محمد بن ثنوان عن شيخه العلامة السيد نصر الله المدرس الحائري أنه حدثه في الحضرة الحسينية في أواخر السنة الرابعة والخمسين بعد المائة والالف هكذا: قال العالامة النسابة الثقة الامين الشيخ نجيب الدين العاملي تلميذ الشهيد الثاني طاب ثراه في رحلته أنه ورد الحويزة أيام السيد مبارك بن حيدر بن الحسن وامتدحه بقصيدة منها: فمطلبي مبارك بن مطلب انتهى. فتأمل. ويروي الشيخ نجيب الدين عن الشيخ حسن صاحب المعالم وعن السيد صاحب المدارك، ويروي عنه السيد العلامة السيد حسين الكركي ابن السيد حيدر بن قمر الموسوي وغيره من الافاضل، وقد ذكرتهم في طبقات مشايخ الاجازات. من شعره وقد كتبه في رقعة صفراء بمداد أحمر: مدمعي مثل مدادي والورق * لونه لوني ولكني أرق طلق النوم جفوني ولذا * عوض عنه بترويح الارق (411) الشيخ نعمة محيى الدين الحارثي الهمداني العاملي النجفي 1) كان من أجلاء العلماء، تولد في أوائل المائة الثانية عشر، كانت له الامام والتدريس في النجف، وله مصنفات توجد عند أسرته، وهم آل محيى الدين من آل ابى جامع العاملي.
________________________________________
1) الظاهر أنه ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن على بن حسين ابن محيى الدين بن حسين الجامعي العاملي.
________________________________________
[ 417 ]
توفي هذا الشيخ سنة سبعين ومائة بعد الالف 1)، ورثاه الشعراء كالشيخ احمد النحوي وأمثاله. (412) الشيخ نصر الله بن يحيى العاملي، أخي الشيخ ابرهيم يحيى السابق ذكره 2) كان من العلماء الفضلاء، رأيت خطه على ظهر سلافة العصر التى كانت ملك أبيه المذكور في سنة 1214، وكان جاء مع أبيه إلى العراق في فتنة احمد الجزار. (413) الشيخ نعمة الله 3) بن احمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي ذكره في الاصل 4)، وذكر أنه من تلامذة المحقق الكركي علي بن عبد العالي، ولم يذكر روايته عنه ولا عن غيره. وعندي اجازة للمولى المحقق عبد الله التستري كتبها له في أواسط شهر محرم الحرام افتتاح سنة ثمان وثمانين وتسعمائة هجرية، قال فيها: اني أروي عن شيخي امامي الامة واكمل الائمة وسواجي المللة الامام ذو المآثر والمفاخر والضائل والفواضل والمعالي أبو الحسن علي بن عبد العالي والفقيه النبيه البدل الصالح والدي أبو العباس احمد بن خاتون قدس الله روحهما ونور ضريحهما بمحمد وآله.
________________________________________
1) في الحالى والعاطل ص 249: والذى أرجحه أنه توفى سنة 1270. 2) انظر ص 85 من هذا الكتاب. 3) في أعيان الشيعة 10 / 225: اسمه على واشتهر بلقبه نعمة الله. 4) امل الامل 1 / 189.
________________________________________
[ 418 ]
ورأيت اجازة المحقق الكركي لابيه ولولديه صاحب الترجمة وأخيه الشيخ زين الدين جعفر، وتاريخها سنة 932. (414) السيد نور الدين بن فخر الدين بن عبد الحميد الهاشمي الكركي ذكره في الاصل على غاية الاختصار (1. وقال الشيخ محمد بن العودي في رسالته الموضوعة في أحوال الشهيد الثاني عند تعداد تلامذته ما لفظه: ومنهم السيد الجليل الكبير المعظم خلاصة الاخيار وعمدة الابرار وزين الافاضل وعمدة الاوان ونادرة الزمان صاحب الشيم المرضية والاخلاق السنية السيد نور الدينا والدين ابن المرحوم السيد فخر الدين بن عبد الحميد الكركي القاطن بدمشق الان، أدام الله أيامه وأعلى مقامه، وانه من اكابر خاصته وأوائل العاكفين على ملازمته، قرأ عليه جملة من العلوم الفقهية وغيرها وأخذ عنه واجازه، وكان له قدس سره عليه مزيد اعتماد ومحكم استناد. انتهى 2). قلت: هو من أجلاء علمائنا، يروي عنه السيد العم صاحب المدارك والشيخ الجد صاحب المعالم. قال صاحب المعالم في اجازته الكبيرة عند ذكر مشايخه: والسيد الاجل الناسك نور الدين علي بن السيد فخر الدين الهاشمي عن والدي السعيد الشهيد رفع الله درجته.
________________________________________
1) أمل الامل 1 / 189. 2) الدر المنثور 2 / 191.
________________________________________
[ 419 ]
(415) السيد نور الدين علي بن علي بن ابى الحسن الموسوي هكذا ذكره في الاصل وقال: تقدم باعتبار اسمه 1). قلت: هو جدنا وجد طائفتنا، وقد تقدم سرد نسبه على الترتيب الصحيح وأنه غير السيد نور الدين بن حسن بن حسين بن علوان وغير السيد نور الدين ابن فخر الدين بن عبد الحميد، بل أخو السيد محمد صاحب المدارك لابيه وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لامه. ويروي عنهما وعن البهائي والميرزا محمد صاحب المنهج والتلخيص. ويروي عنه جماعات من العلماء، وكانت إليه الرحلة بمكة، وقد ذكرت جملة من روى عنه وتخرج عليه كالشيخ سبط الشهيد الثاني والشيخ قاسم الفقيه الكاظمي والشيخ علي بن سليمان البحراني والسيد هاشم 2).
________________________________________
1) امل الامل 1 / 189. 2) انظر التفصيل في ص 304 - 306 من هذا الكتاب.
________________________________________
[ 420 ]
باب الواو (416) (السيد) 1) الواثق بالله بن احمد بن الحسين الحسينى 2) الجبلي 3) فقيه مناظر صالح، كان زيديا، قرأ على الشيخ المحقق رشيد الدين عبد الجليل فاستبصر. قاله الشيخ منتجب الدين في الفهرست 4). وذكره في الاصل في القسم الثاني 5)، والظاهر أن المراد بالجبلي العاملي، كما قال الشيخ منتجب الدين. كتب علي بن احمد بن مكي بن عيسى الجبلي
________________________________________
1) زيادة من المصدر. 2) في المصدر " الحسنى ". 3) في نسخ المصدر " الجيلى "، " الجليل "، " الحيلى ". 4) فهرست منتجب الدين ص 195. 5) امل الامل 2 / 338.
________________________________________
[ 421 ]
النسبة إلى بلاد الجبل في لسان أهل الحديث والاخبار، أعني همذان ومازندران، فانه لا يقال جبلي بل همذاني، وان كان من جبال شروين يقال مازندراني وطبرستاني وآملي. فلاحظ.
________________________________________
[ 422 ]
باب الهاء (417) السيد الطاهر أبو الحسن الهادي - والد المؤلف - ابن السيد محمد علي ابن السيد صالح ابن السيد محمد ابن السيد ابراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي أصلا النجفي مولدا الاصفهاني منشأ الكاظمي مسكنا ومدفنا أحق من نظم في عقد هذا الشأن ومن يفتخر بذكره علماء هذا الزمان، علم العلم ونتيجة الاعلام البالغ في الفضل والفواضل أعلى مقام سيدنا وأستادنا الوالد الهادي المقتدى بآثاره المهتدي بأنواره عمدة المحققين قديما وحديثا وملاذ المدققين تفسيرا وحديثا، بحر العلم الذي ساغ لكل وارد وكعبة الفضل التي ينطوي إليها كل قاصد، فذلكة الفضلاء وبثية العرفاء، الرافع للعلوم أرفع راية والجامع بين الرواية والدراية.
________________________________________
[ 423 ]
تولد في النجف الاشرف سنة خمس وثلاثين ومائتين والالف، وفي أيام رضاعه زمت ركائب والده العلامة إلى نحو خراسان بالاهل والعيال، وبعد زيارة الامام الرضا عليه السلام مال إلى زيارة أخيه السيد الصدر باصفهان، فسأله الاقامة معه حيث كانت اصفهان محط رحال الافاضل في ذلك الزمان، فأقام غير بعيد وفاجأه القضاء في سنة 1241 كما شرحناه في ترجمته. فكفل الوالد السيد عمه آية الله في العاملين السيد صدر الدين، ورباه في حجره، وكان أعز ولده، وكانت تزداد عنايته به ورعايته له يوما فيوما لما كان يرى من حسن استعداده للعلم ورغبته فيه، وهو مع ذلك يزيد في تشويقه، حتى أنه كتب له الفية ابن مالك بالخط الفاخر على ورق الترمة وذهبها له، وقرر له في حفظ كل عشرة أبيات وأعرابها مع تفسيرها أشرفي. وهكذا كانت عنايته به ورعايته له، حتى فرغ من كل العلوم العربية وسائر المقدمات كالمنطق والشرائع وأصول المعالم وهو ابن الثني عشرة سنة، وقد برع فيما قرأ حتى صار يحضر عالي مجلس درس عمه العلامة في الفقه بأمره قبل بلوغه الحلم، وصار يستفيد من انوار علومه ويتكلم في بحثه، وهو مع ذلك يقرأ على أستاذه المنطق والكلام، وكان هذا الاستاذ هو الشيخ عبد الكريم المعروف الجامع للعلوم الغريبة والعلوم المتعارفة، فالتمسه على تعلم علم الحروف والاعداد والرمل، وصار يرغبه في ذلك لما يرى من علو فهمه وكمال استعداد، حتى أجابه إلى ذلك وتعلم من تلك العلوم الغريبة ما يبهر العقول، لكنه أخفى علمه بها إلى آخر عمره، ولم يكن لاحد ماسكة الكتمان التي كانت له، حتى أني سألته ذات يوم أن يعلمني بعضها فقال: يا ولدي ما في تعلم هذه العلوم فريد فائدة الا لمن يقدر على كتمانها، أما تراني ؟ !. ثم بعد ما فرغ من درس عمه هاجر إلى النجف ولازم درس الشيخ حسن
________________________________________
[ 424 ]
صاحب " أنوار الفقاهة " ابن الشيخ الطائفة كاشف الغطاء في الفقه، وقرأ علم الاصول على الشيخ المرتضى " ره ". وبعد خمس سنين كتب عمه العلامة بتوجهه إلى اصفهان للتزويج، فرحل مكرها ووردها، فزوجه ببنت السيد قاسم عباس من الارحام، وبقي هناك سنة وترك عياله ورجع إلى النجف، وعاد على ما كان عليه من الحضور على الشيخين المذكورين، حتى ملك من الفقه زمامه وعلا سنامه، ومن الاصول ما أحيى دوارسه. ولما كانت سنة 1263 ورد عمه العلامة السيد صدر الدين من اصفهان، فأمره بالتوجه إلى اصفهان حتى يجى بعرسه التى تركها هناك، فخرج من النجف بهذا القصد، ولما ورد بلد الكاظمين وجد عمته العلوية " رحمة " شقيقة أبيه عيال الشيخ حسين محفوظ قد سقطت من السطح وتكسرت، فأقام عندهم يمرضها، فبينما هو كذلك إذ جاءه نعى عرسه بنت السيد قاسم من اصفهان، وبعد أسبوع جاء خبر وفاة عمه السيد بالنجف، فعدل عن الرواح إلى اصفهان مع أنه كان له فيها دار وأسباب، وكتب فأعرض عن الكل وعزم على العود إلى النجف. فاجتمع عليه من أهل العلم والاشراف - وفيهم الشيخ الاعظم الشيخ محمد حسن آل يس الكاظمي - فالتمسوا منه البقاء في بلد الكاظمين للتدريس، فأقام واشتغل بالتدريس وحضر مجلس درس الشيخ المذكور، واستمر على ذلك مدة وفي نفسه الرجوع إلى النجف، فرجحت له عمته المذكورة التزوج ببعض بنات الاجلة، فاستخار الله جل جلاله فساعدت الاستخارة فتزوج بأم أولاده المجللة والدتي المعظمة بنت الشيخ محمد بن شرف الحاج حسين بن مراد الهمداني من اكابر البيوتات، فكان ذلك سببا لسكناه وقطع ما كان يتمناه. واستدام على التدريس في سائر العلوم الدينية، كان يجلس من أول الصبح
________________________________________
[ 425 ]
إلى الظهر يدرس في الفقه والاصول والكلام والعلوم العربية والمنطق، لا يدرس في ذلك كله سواه، وهو مع ذلك قائم بحوائج المحتاجين بأتم قيام وعلى أحسن نظام، لا يرجع العجم المجاورين الا إليه ولا معول لهم الا عليه، لم يسمح الزمان بمثل أخلاقه وسعة صدره وكثرة تواضعه وشدة رأفته وكثرة فتوته وسخائه وابائه. كانت له المنة على جميع أهل بلده وليس لاحد منهم عليه منة، عبقت منه رائحة جده باب الحوائج فصار كعبة القاصد، فكم من مريض عاجز عنه الاطباء برئ بدعائه أو يأكل من سؤره. كان لفمه وكلمه وقلمه تأثير عجيب في شفاء الامراض وحصول الاغراض، فكم من مبتلى بموت الاولاد أخذ من ثيابه لمولوده فعاش. وكان إذا كتب لمحروم الاولاد دعاء الولد رزقه الله ذلك. وبالجملة حاز من الخصال محاسنها وما آثرها وتردى من أصنافها بأنواع مفاخرها، لا يرجع منه السائل الا بحاجة مقتضية ولا فقير الا بصلة. وربما كان لا يجد النقد فيعطي السائل خاتمه أو بعض ثيابه أو بعض أواني داره، لا يستطيع رده بالكلية لسخاء طبعه ورقة قلبه. كان إذا مر في الصحن الشريف أو في الطريق ورأى من الغرباء لا يستطيع أن يرفع قدمه عنه، بل يقف عليه حتى يحسن إليه ويصلح له ما يحتاج إليه ولو بالقرض والاستدانة. ولعمري لا يستطاع ذكر مزاياه وما كان عليه من المكرمات ولاوصاف وقوة النفس وحسن التوكل وقطع النظر عن الناس. وكان لا يقبل الحقوق من كل أحد ويقول: أني لا أقبض ممن يحدث نفسه أنه أعطاني أو جاء الي بحق فرضه الله عليه. وكان جل مخارجه ومخارج عيالاته من النذور. وكان من الورع والتحرز قد بلغ الغاية وتجاوز النهاية، يعرض عن الاموال الخطيرة لادنى حزازة عرفية فضلا عن الشبهة الشرعية.
________________________________________
[ 426 ]
ومن خواصه أنه كان لا يقبل الوصية ولا يتولى الاوقاف، وأعظم من ذلك أنه لم يحكم في قضية قط ولا أفتى بما يخالف الاحتياط مدة عمره، وكان من يفصل الدعاوي العظيمة بأحسن وجه بلا تحليف ولا حكم. وهذا من كراماته الظاهرة. كان أشبه الناس بالسيد جمال الدين علي بن طاوس بالورع عن الحكم والفتوى وفي الزهد والمراقبة لمولاه والمجاهدة ومحاسبة النفس. وكان من أعلم الناس بعلم تهذيب الاخلاق، وكم له من الرياضات الشرعية. وكان عالما بالحديث والتفسير، عالي الانظار في الاصولين مصنفا فيهما، كثر الاستحضار في الفقه حسن المسلك فيه، خبيرا بالطب والرياضيات وعلم الاوائل، وله في علم الطب أرجوزة ضمنها نفائس مطالب الطب والعرفان لم ينسج على منواله ناسج، اولها: علم طب ميزان أحوال بدن * نيست مشكل طب را عالم شدن انما الاشكال في رد الطبيب * صحة زالت بترحال الحبيب وله في علم الكلام رسالة أملاها على بعض تلامذته من دون مراجعة كتاب، أولها بعد البسملة والحمد لة " هذه سطور تنتظم في بيان المعارف الخمس، أعني أصول الدين " الخ. وكان حسن التقرير جيد التحرير، قل نظيره في أهل العلم في حسن البيان وتحرير المطالب، لكنه لعلو فكره وجربزة فهمه لا يرتضي تحريراته، وكلها كتب كتابة عاد إليها وغيرها، لا يتمكن من اتمام كتاب على ما يريد. واتفق أنه ترك التدريس والخروج إلى صلاة الجماعة، وصار لا يخرج من الدار الا في آخر الليل، يخرج لزيارة الامام الكاظمين عليهما السلام. وصار لا يدخل على أحد ولا يراود أحد واشتغل بنفسه وانغمر بفكره. واستمر على ذلك اكثر من سنتين، ثم عاد إلى التدريس والصلاة والقيام بحوائج الناس
________________________________________
[ 427 ]
على ما كان عليه، غير أنه لا يدخل دار كل أحد. واتفق له في خلال تلك المدة حكاياة ومكاشفات وعنايات تجري مجرى الكرامات، ذكرها صاحب دار السلام. كان ربعة من الرجال، بهي المنظر أبيض اللون، يعلوه نور ظاهر، بين عينيه سجادة، إذا نظر إليه الناظر ابتهج برؤيته وبياض كريمته وأنوار طلعته. وكان يتسلى جليه عن كل شئ بمخاطبته. ومن عجيب سيرته أنه كان قليل النوم. وإذا نام لا يمد رجليه بل يجمعهما ويتكئ بزاوية حجرته. وكان لا يأكل في الليل والنهار الامرة واحدة، لا يزيد على نصف الرغيف. وكان قد سقطت كل أسنانه في سن الشباب في يوم واحد، وذلك أنه ابتلي بوجع الاسنان بحيث لم ير النوم ثلاث أيام بلياليها، فوصفوا له رش دواء على أسنانه فرشه وسكن الوجع ونام ولم يغسلها، فلما استيقظ وجد جميع أسنانه قد تحركت، فصار يأخذها بيده ويرمي بها حتى انتزعها جميعا، فحرم ملاذ الدنيا من وقت شبابه. مرض يوم السابع عشر من جمادى الاولى بمرض البطن من غير حمى، وتوفي بعد العصر يوم الثاني والعشرين سنة ست عشرة وثلاثمائة بعد الالف. فقامت الصحية في داره هاجت البلد بأسرها وكثر الصراخ والبكاء من عموم الناس نساء ورجالا، وكان يوما مشهودا، واجتمع الناس وأخذ العرب والعجم باللطم على الصدور والنياحة، وأغلقت الاسواق وتعطلت، وحمل نعشه الشريف في التخت على الرؤوس، وأخرجوا أعلام الحرم الشريف، وخرجت النساء من خدورها ألوف خلف نعشه بالصراخ والعويل، حتى إذا فرغوا من تجهيزه جاؤا بنعشه إلى الصحن الشريف، وبعد الزيارة صليت عليه بوصية منه.
________________________________________
[ 428 ]
ولما أنزل في سرداب بقعته ليوضع في لحده كان الحاج ملازمان المازندراني واقفا على باب السرداب إلى جنبى، فقال لى " الله اكبر " وأخذته الرعدة. فقلت له: ما دهاك ؟ فقال: هذا الحجة صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام قد حضر إليه وهو الان في السرداب فاني أعرف رائحته المباركة. قال: وما كنت أعرف عظم قدر هذا السيد الجليل إلى هذه الدرجة. وهذا الحاج ملازمان من العلماء الربانيين المرتاضين المجاهدين الصائم القائم الذي بلغ به الحال أنه يقتات في أفطاره أيام رياضته بالمدينة الطيبة قدر لوزة واحدة، وله كرامات ومكاشفات جليلة ذكرها العلامة النوري " ره " صاحبه في بعض مؤلفاته المختصة بالحجة المهدي صاحب الزمان عليه السلام. وبقعة السيد هي الحجرة الثانية على يمين الداخل إلى الصحن الشريف من الباب الشرقي المعروف بباب المراد. واستقام النوح واللطم على الصدور من العرب والعجم كل ليلة في أيام اقامة الفاتحة، وبعد انقضاء الفاتحة منا أخذ غيرنا باقامة الفاتحة، وتعددت الفواتح وأقيم الترحيم الجليل في الصحن عند بقعته سبعة ايام. ورثاه شعراء العرب والعجم، وأرخ وفاته بعض أسباطه بقوله: نادى الامين في السماء مؤرخا * انطمست والله أعلام التقى ورثاه الشيخ حمادي نوح الشاعر الشهير بقصيدة طويلة الذيل، منها قوله: أي صماء عرت رشد الورى * فالورى رعدهم داء عضال في امام النسك أودت بغتة * للمنايا أمم الصف رعال ومنها: ومضت فائزة في مرشد * للهدى فيه جلال وجمال من لمحرابك يابدر التقى * من سنا الذكر يجليه الكمال
________________________________________
[ 429 ]
تحت بدر فيه بدرا كاملا * أول النشأه لا البدر هلال لك يا نور المحاريب سنا * ورع يصعد منه الابتهال جرت الابدال تقفوه اجتهادا * فعليها ورعا عز المثال منها: يا منيرا سحر النسك إذا * رقدت عن سحر النسك رجال وقيام الليل أقوى شاهد * عن صيام القيظ ما فيك ملال بأبى وجهك تستسقى الحيا * فيه للحل فيهمي الانهمال ومنها: غالك المقدار ياليت عدى * لسوى هادى الانام الاغتيال لك في الدين غواشي قرح * صدعت صدر الهدى منها نبال واتقاها صدر دين المصطفى * في تقاه هو الحبر المثال (418) السيد الشريف هاشم ابن السيد محمد بان السيد حسن ابن السيد هاشم ابن السيد محمد بن عبد السلام بن زين العابدين بن عباس الموسوي العاملي كان فاضلا كاملا ثقة ورعا، من رجال العمل والصلاح، له أخلاق وحالات تلحقه بالاولياء. أخذ العلوم العربية عن فضلاء عاملة، وتلمذ في الفقه والاصول على السيد علي المحمود الامين المتقدم ذكره. وكان شاعرا أديبا، وله من الشعر الجيد ما يجعله في مقدمة الشعراء العامليين، وما أحسن قوله:
________________________________________
[ 430 ]
واخوان إذا عدوا * فهم لي في الرخا جند واما نابني خطب * فما لي عنهم فرد توفي رحمه الله ليلة الخميس حادي عشر شهر صفر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة بعد الالف ولم يتجاوز الاربعين من العمر. وقد تقدم ذكر جده السيد محمد بن عبد السلام 1). وكان وأبوه السيد محمد بن الحسن ايضا فاضلا كاملا صالحا شاعرا ناثرا، ولد سنة 1247 وتوفي سنة 2 1319). وكذا كان جده وسميه السيد هاشم بن محمد عالم عاملا صواما قواما توفي سنة 1281. 3) وهؤلاء جميعا من أسرتنا الكريمة، وقد ذكرهم في بغية الراغبين مفصلا. (419) السيد الشهيد أبو البركات هبة الله ابن السيد صالح بن محمد بن ابراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي، عم والد المؤلف كان عالما فاضلا مجتهدا مسلما، قتله احمد باشا الجزار سنة سبع وتسعين ومائة بعد الالف، وهي سنة الضربة التي أصابت علماء جبل عامل. أما كيفية اغتياله فقد حدثني بها والدي عن عمه السيد العلامة الصدر: أنه لما أساء الجزار السيرة مع أهل البلاد اجتمع جماعة من العلماء الاعيان في
________________________________________
1) انظر ص 347 من هذا الكتاب. 2) تقدمت ترجمته في ص 342. 3) نقل في أعيان الشيعة 10 / 259 عن بغية الراغبين أن السيد هاشم هذا ولد حدود سنة 1200 بجبشيث وتوفى بدير سريان سنة 1280.
________________________________________
[ 431 ]
المشورة في أمر هذا المتغلب، فاتفق رأيهم على سمه إذا جاء إلى دار أحدهم، وكان رجل من خدم بعض الرؤساء مع هؤلاء، فذهب وأخبر احمد الجزار مما انعقد عليه الرأى من الجماعة، فتصاهر الجزار بالعداوة لهؤلاء، فأخذ بعضهم وحبسه وعذبهم وبعضهم قتله، وأرسل في الليل جماعة على قبض السيد صالح وولده السيد ابى البركات بطريق الغيلة لا بالمجاهرة، فطرقوا باب السيد ونادوا ان لنا مسألة شرعية قد ابتلينا بها، فأرسل السيد ولده ابا البركات ليجيبهم عنها - قال: وكان من المجتهدين المسلمين - فخرج ولم يرجع، فقال السيد بنفسه فخرج فقبضوا عليه. قال: أما السيد أبو البركات فقتلوه بمحضر أبيه، وحبسوا السيد في المطبق وكان لا يميز فيه الليل من النهار، فضاق صدر السيد لذلك فقال لمن معه في الحبس - وكانوا ستة من أهل البلاد -: أني قد ضاق صدري وأريد أن أدعو بالفرج، فدعوت فأمنوا من دعائه، فدعا بدعاء الطائر الرومي المروي في مهج السيد ابن طاوس، فانشق الحبس فخرج والستة معه وتوجه من ساعته إلى العراق. ولما عرف الجزار باذلك أرسل جنده فحملوا خزانة كتبه، وكانت خزانة جليلة تشتمل على ألوف وفيها مصنفاته ومصنفات آبائه، فلما جاؤا بالكتب إلى ساحل البحر فحلوا الحمول فتشوا الكتب، فكل ما كان من مصنفات الشيعة ألقوه في البحر وما كان من غيرهم حملوه إلى عكا. ولما علم السيد صالح بذلك أرسل على عيالاته وأولاده فرحلوا إليه. انتهى ملخصا. وأم السيد ابى البركات الشهيد الست بنت الشيخ علي بن محيى الدين بن علي بن محمد بن حسن بن زين الدين الشهيد الثاني. وكان السيد أبو البركات شابا لم يبلغ الثلاثين سنة. رضوان الله عليه.
________________________________________
[ 432 ]
باب الياء (420) الشيخ يوسف بن خاتون العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الاصل، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الامل، وذكر معه الشيخ علي خاتون السابق ذكره. (421) الشيخ يوسف بن احمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي العيناثي، جمال الدين كان عالما فاضلا عابدا محققا ورعا فقيها، من المعاصرين لصاحب الاصل، ذكره في هذا الباب باعتبار اسمه وذكر أن له كتابا، وذكره في باب الجيم باعتبار لقبه ولم يذكر له كتابا، وهما واحد، ولم يشر إلى تقدم ذكره باعتبار
________________________________________
[ 433 ]
لقبه كما هي عادته، فذكرناه للتنبيه على الاتحاد 1). (422) الشيخ الجليل المحدث الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيى الدين الجامعي العاملي قال الشيخ جواد محيى الدين في رسالته عند ذكره للشيخ يوسف: وقد رأيت له بعض الحواشي على بعض الكتب، واكثر ما عندنا من الكتب من موقوفاته، وقد كان عالما فاضلا جليلا. انتهى 2). وقد تقدم ابنه الشيخ محمد. (423) السيد يوسف بن جواد بن اسماعيل بن محمد بن محمد بن ابراهيم شرف الدين الموسوي العاملي الشحوري، من بنى أعمامنا عالم فاضل جليل، هاجر مع ابن خالته المرحوم الشيخ علي عاصي إلى النجف لتحصيل العلم، وكان قبل ذلك في مدرسة الشيخ عبد الله معه في جبع، فأقاما في النجف مجدين في الاشتغال، ومدة في بلد الكاظمين، قرءا فيها على السيد محمد باقر صاحب شرح الرسائل وعلى الشيخ الفاضل الشيخ عباس الجصاني والشيخ الفاضل الشيخ محمد حاج كاظم. ثم رجعا إلى النجف وقرءا على علمائها، وكتب الشيخ علي حاشية على المعالم،
________________________________________
1) امل الامل 1 / 45 و 190. 2) توفى بعد سنة 1151. انظر الحالى والعاطل ص 100.
________________________________________
[ 434 ]
وتوفي. وصار السيد يحضر درس الفاضل الشربياني والشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الاصول، وعلى الشيخ آقا رضا الهمداني، وفي الفقه على الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ ملا لطف الله المازندراني تلميذ الشيخ المرتضى " ره "، حتى مضت عليه أربعة عشر سنة، وكمل ورجع إلى بلاده وتزوج في أوائل وروده بشقيقتنا أم السيد العالم الفاضل السيد عبد الحسين شرف الدين. وكان سيدا جليلا شهما كريما عزيز النفس صافي القلب حسن الاخلاق كثير الشفقة على اخوانه وأهل بلاده. ولما رجع إلى بلاده سكن قرية شحور، وكان المرجع فيها وفي سائر بلاد بشارة، معروفا بالفضل والعلم وحسن السيرة وعزة النفس. وأرسل أولاده إلى النجف للاشتغال، وكان كثير العيال شديد العلاقة بأولاده كثير المحبة لهم، وقد أقر الله عينه بشبليه السيدين العالمين السيد عبد الحسين شرف الدين الذي جاء البلاد والذي جدد به دارس العلم، والسيد الشريف. حتى استكمل والدهم أيامه في تمام العزة وجاءه داعي ربه فأجابه في هذه الايام في أواخر ذي الحجة سنة 1334. (424) الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي العاملي المشغري ذكره في الاصل 1)، ولم يذكر كتابه " الدر النظم في مناقب الائمة اللهاميم "، وهو كتاب جليل في بابه، رأيت منه نسخة مصححة على نسخة الاصل مكتوبة
________________________________________
1) امل الامل 1 / 190.
________________________________________
[ 435 ]
في عصر المصنف، وتصفحته فرأيته يروي عن كتاب مدينة العلم " للشيخ ابى جعفر ابن بابويه الصدوق بلا واسطة، قال في مواضع عديدة. وفي كتاب مدينة العلم. ولم أعثر على مؤلف صرح فيه بذلك غيره. وكان هذا الشيخ من أجلة العلماء في عصر المحقق نجم الدين صاحب الشرائع، وهو صاحب المسائل البغدادية التي أجاب عنها المحقق، قال ناسخها: تمت المسايل البغدادية للمحقق نجم الدين المنسوبة إلى سؤال جمال الدين ابن حاتم المشغري. أقول: وكذلك صرح الشهيد في الذكرى عند نقله منها، ونقل أيضا فتوى جمال الدين في بعض مواضع الذكرى، وقال في موضع ما لفظه: وقد أورد على المحقق نجم الدين تلميذه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي - الخ. ويظهر من نسبة مسائله إلى بغداد - مع أنه من غيرها - أنه كان قد سكن بغداد ومنها أرسل يسأل المسائل، والا فلا وجه لتسميتها بالبغدادية. ولا اشكال في أنها كانت مرسلة لا أنه حاضر عند المحقق، قال فانا مجيبون عما تضمنة هذه الاوراق من المسائل لدلالتها على فضيلة موردها ومعرفة ممهدها، فهو حقيق أن تحفق أمله ونجيب إلى ما سأله. ويظهر من الذكرى أن له كتابا آخر في الفقه أو مسائل أخر، نقل جملة ليس من المسائل البغدادية تحقيقا، فانها عندي عن خط السيد نصر الله الحائري بخط الشيخ قاسم بن الشيخ محمد بن حمزة الملقب بالدليزي. وله " مجموع " ينقل عنه صاحب المجموع الرائق، قال: ومما نقلته من مجموع جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي ما ترجمته: كتاب الاربعين عن الاربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. ثم ذكر المناقب.
________________________________________
[ 436 ]
(425) السيد يوسف بن محمد بن محمد بن زين العابدين الحسينى العاملي صاحب " جامع الاقوال في الرجال "، وهو كتاب كبير حسن الترتيب فيه تنبيهات ونكات تدل على مهارة مؤلفه في فن الرجال والحديث. ورأيت أيضا نسخة من " خلاصة الاقوال " للعلامة الحلي قد قابلها السيد يوسف المذكور للتصحيح مع السيد العلامة جدنا الاعلى السيد علي بن الحسين ابن ابى الحسن والد السيد محمد صاحب المدارك ووالد جدنا السيد نور الدين، وأرخ السيد يوسف سنة المقابلة للتصحيح، وهي سنة ثمان وستين بعد التسعمائة. وأظنه من تلامذة الشهيد الثاني " ره ". (426) الشيخ يوسف ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين بن الشيخ محيى الدين الجامعي العاملي كان عالما فاضلا ورعا تقيا جليلا وقورا مرجعا في علم اللغة، له اليد الطولى في التواريخ والسير والشعر والكتابة والتحرير، وكان أديبا ظريفا عظيما مهابا، قرأ على جدنا الاستاد العلامة الشيخ قاسم محيى الدين. وله كتاب " الشريعة الجامعة " في أحكام المياه لم يخرج إلى البياض. كذا ذكره الشيخ جواد محيى الدين في رسالته. (427) الشيخ جمال الدين يوسف بن محمد قاسم العاملي الجزينى عالم فاضل جليل، له اجازة من شيخه المحدث الشيخ عبد الله بن صالح
________________________________________
[ 437 ]
السماهيجى البحراني صاحب الصحيفة العلوية، يقرب عصره من عصر الشيخ الحر والمجلسي " ره ". وقد ترجمناه في القسم الثاني. يروي عن المحقق الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني قدس سره. (428) الشيخ يونس العاملي من العلماء الاجلاء المرجوع إليهم في الرياسة الدينية، قتله الامير حيدر سنة الف ومائة وثلاثين. وهذا الامير حيدر هو والد الامير ملحم صاحب وقعة أنصار الذي أسر من الشيعة ألف وأربعمائة بفتوى الشيخ نوح وذلك سنة 1147، وهلك في الكنيف في بيروت وفكت الاسرى.
________________________________________
[ 438 ]
باب الكنى (429) ابن الخياط العاملي من العلماء الافاضل، قال في الرياض: رأيت مجموعة بأردبيل نقل فيها عن الشهيد جملة من الفوائد ولعله ينقل عنه بالواسطة. فلاحظ 1). (430) السيد أبو جعفر ابن آية الله العلامة السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني المولد والمنشأ أمه بنت شيخ الطائفة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء. كان سيدا جليلا عالما فاضلا خبير متعبد صالحا، قرأ على علماء اصفهان،
________________________________________
1) رياض العلماء 6 / 18.
________________________________________
[ 439 ]
واختص بالسيد العلامة السيد أسد الله صاحب الجري في الغري ابن حجة الاسلام السيد محمد باقر، وكان صهره وتلمذ عليه في الفقه وعرض عليه ما كتبه، فكتب عليه الثناء بالفضل. جاء السيد أبو جعفر إلى العراق لزيارة الائمة عليهم السلام، وبقي مدة ثم رجع إلى وطنه اصفهان، وتوفي سنة نيف وعشرين وثلاثمائة بعد الالف 2)، وكانت ولادته رحمه الله سنة 1262. (431) السيد أبو الحسن الحسينى العاملي ذكره بعض العلماء في عداد العلماء المتأخرين عن صاحب الاصل والمقاربين لعصره. (432) السيد أبو الحسن ابن السيد صالح، عم والدي كان عالما فاضلا فقيها متبحرا في العلوم اماما في التفسير وعلوم العربية، وحيدا في الادب والشعر والنثر، كاتبا كاملا حسن الخط جميل الصورة مهابا وقورا متكلما، إذا حضر المجلس كان المتكلم فيه وحده، معظما عند العلماء والرؤساء، حتى عند العلماء والرؤساء، حتى عند علماء الجمهور ورؤسائهم. قال ولده السيد محمد علي في اليتيمة عند ذكره: كان عالما لا يقاس به أحد في العلم والورع، لا يقاس به ذو تقوى في الورع والحلم، ابى الضيم كريم
________________________________________
1) توفى باصفهان سنة 1324. أنظر نقباء البشر ص 31.
________________________________________
[ 440 ]
الشيم علي الهمم ساعيا بحوائج المسلمين مشيدا لاركان الدين مقربا عند الملوك محبوبا لديهم، وكان ذا نثر لا يقوى عليه أحد وشعر قصرت عنه شعراء الابد، وكان مقربا عند العلماء، لا سيما عند الاخوال الكرام من الطائفة الجعفرية. وقد زوجه الشيخ موسى بن جعفر (كاشف الغطاء) بنت أخته بنت الشيخ أسد الله صاحب المقابيس، فأعقب الاحقر والاخ الميرزا جعفر. وقد كتب علم الاصول من أوله إلى آخره. وحضر الفقه على الشيخ موسى المومى إليه. وسمعت من خالي الشيخ حسن ابن الشيخ كاشف الغطاء أن اثبات صفة الاجتهاد في حق السيد ابى الحسن نقص في حقه. ولو اطلعت على قضاياه ومراسمه مع الحكام والملوك والاكابر والعلماء والفضلاء ومكاتيبه لسلطان العصر وغيره لقضيت العجب. إلى آخر كلامه. أقول: كان السيد العم أوحدي الكمالات، عندي شرح المفاتيح للاقا المحقق البهبهائي بقلم السيد العم صاحب الترجمة كتبه لنفسه، وعلى ظهر النسخة ما هذا صورته: " بسم الله الرحمن الرحيم. رحم الله من دعا لكاتبه ومالكه، كتبت هذا الكتاب بتمامه وكماله منذ بلغت من العمر عشر سنين وأنا أقل الخيلفة بل لا شئ في الحقيقة أبو الحسن بن السيد صالح العاملي الموسوي " انتهى. وخطه من الجيد، فتأمل هذا الكمال وحسن الاستعداد والرغب في العلم في هذا السن. والحق أن أهل هذا البيت يمتازون نوعا من سائر بيوت العلم بحسن الاستعداد وعلو الفهم، ومن نظر إلى الكتاب المذكور يراه قلم رجل كاتب مطبوخ عريف في استنساخ الكتب وهو ابن عشر سنين. وكان السيد أبو الحسن أيام المشايخ الخزاعل من المثرين، من أهل الثروة
________________________________________
[ 441 ]
من الخيل والعبيد، مأوى الضيف في النجف. ولما أخذت الحكومة الاراضي من العشاير أخذت أراضي السيد، أخذها حاجم السلطان شيخ زبيد بأمر الدولة العثمانية، وأخذ كل ما كان أقطعه مشايخ الخزاعل، وكانت واردات أراضي السيد أربعين ألف شامي. وبعد هذه الواقعة سكن السيد كربلا، ولم تطل الايام حتى جاء إلى زيارة الكاظمين عليهما السلام وتمرض بمرض الحرارة وتوفي سنة 1275، وحمل السيد الوالد نعشه إلى كربلا ودفنه في بعض الحجر في الصحن الشريف الحسيني مما يلي باب الزينبية. وأعقب من خصوص ولده الاكبر السيد ميرزا جعفر، سافر إلى بلاد ايران فنال جاها عظيما واحتفاء جسيما من شاه ايران ناصر الدين شاه، وأقام بطهران مدة طويلة يدرس بها ويجد في العلم مع كمال الاحترام والرئاسة، وكان يقرأ على الشيخ الفقيه الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر، وتزوج بابنة عمه السيد مهدي بن السيد صالح. وكان السيد مهدي أيضا سكن ايران وولده بها، وهم السيد محمد والسيد عبد الكريم. وقد تقدمت ترجمة الميرزا جعفر اجمالا، وله من الاولاد السيد موسى والسيد محمد علي والسيد أبو الحسن، توفي السيد موسى والباقون بايران في كرمانشاه. وأما السيد محمد علي بن السيد ابى الحسن فلا عقب له. (433) السيد أبو الحسن بن السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني مولدا كان من العلماء الربانيين المتجردين للمعارف والبعادة والزهد والانزواء
________________________________________
[ 442 ]
وترك المعاشرة، لم أره ولكني سمعت أوصافه الحميدة من الاهل والارحام، خصوصا من أخيه السيد حجة الاسلام السيد اسماعيل الصدر دام ظله. توفي السيد أبو الحسن سنة نيف وثلاثمائة والف. (434) السيد أبو الحسن بن علي نور الدين الموسوي العاملي. ذكره في الاصل 1)، وهو من أعلام أسرتنا ومن فقهاء معاصري الشيخ الحر، وأمه كريمة الشيخ عبد اللطيف بن علي بن احمد بن ابى جامع. (435) المولى أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الاصفهاني الغروي ويظهر من اجازات جملة من مشايخه له أن جملة من آبائه كانوا علماء أجلاء فقهاء، كاجازة الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي واجازة الشيخ احمد بن محمد بن يوسف البحراني واجازة الشيخ عبد الواحد بن محمد بن احمد البوراني. قال العلامة النوري " ره " في ترجمة: أفقه المحدثين واكمل الربانيين، الشريف العدل المتوفى في أواخر العشر الاربعين بعد المائة والالف. كان
________________________________________
1) امل الامل 1 / 192.
________________________________________
[ 443 ]
أفضل أهل عصره وأطولهم باعا، وهو صاحب تفسير " مرآة الانوار " إلى أواسط سورة البقرة مبسوط، له مقدمة في مجلد ضخم يقرب من عشرين ألف بيت كتابة ولم يعلم مثله. وكتاب " ضياء العالمين " في الامامة في مجلدين يقرب من ستين ألف بيت. وكانت أمه أخت السيد الشريف المير محمد صالح الخواتون آبادي صهر المجلسي على بنته، وهو جد الشيخ صاحب الجواهر من طرف أم والده الشيخ باقر، وهي آمنة بنت المرحومة فاطمة بنت المولى ابى الحسن صاحب الترجمة. انتهى 1). وهو يروي عن المجلسي صاحب البحار. وله ايضا " الفوائد الغروية "، وهو كتاب حسن فيه ما يستفاد من الاحاديث من القواعد الفقهية والمسائل الاصولية، وفيه تحقيقات رشيقة، فرغ منه سنة 1112. وله رسالة في " الرضاع "، قال فيها بعموم المنزلة، وهي عندي بخطه. وله " شرح على كافية " السبزواري من أول المكاسب، وشرح مفاتيح الحديث للكاشاني سماه " شريعة الشيعة ودلائل الشريعة "، فرغ منه سنة 1129. ولا أعرف من استوفى ترجمته مثلنا، والحمد لله رب العالمين. وأما عد مشايخه ومن يروي عنهم ومن يروى عنه فقد استقصيتهم في " بغية الوعاة في طبقات مشايخ الاجازات ". (436) الشيخ أبو خليل بن سليمان الزين العاملي 2) من متفقهة بيته وأهل العباد والصلاح والروع، رأيته رجلا كاملا مهذابا،
________________________________________
1) مستدرك وسائل الشيعة 3 / 385. 2) اسمه حسين واشتهر بكنيته.
________________________________________
[ 444 ]
له فضل وخبرة في أحوال العلماء وسيرة السلف. كان جاء والشيخ محمد قاسم من أهل بنت جبيل - وكان أيضا رجلا كاملا برا تقيا مهذابا - ترددا علي مرارا. وللشيخ أبو خليل ولد هو الشيخ عبد الكريم، من العلماء الافاضل، كان جاء إلى النجف وحصل العلم النافع ورجع، وهو اليوم في جبشيذ من المرجوع إليهم في الاحكام. وكان الشيخ أبو خليل كثير الحج، وكان حسن المحاضرة، يروي كثيرا من أحوال العلماء وكرامات الصلحاء، وتوفي سنة 1316. 1). (437) المولى أبو طالب بن مولى ابى الحسن الشريف الفتوني النباطي العاملي ذكره السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في اجازته الكبيرة وقال: كان فاضلا محققا متتبعا في غاية الذكاء وحسن الادراك، متقيا متعبدا متوسعا في العقليات والشرعيات، يروي عن أبيه وغيره من فضلاء العراق، قدم الينا بعد وفاة والده وأقام اياما، باحثنا في كثير من المسائل وأفاد فوائد عظيمة، ثم رجع إلى بلاد العجم فتوفي انتهى. أقول: وهو أبو طائفة في النجف إلى اليوم، كان والده الشريف وقف
________________________________________
1) في اعيان الشيعة 6 / 34: ولد سنة 1252 بصيدا، وتوفى في الدجيل راجعا من زيارة سامراء سنة 1316 (كذا) ونقله ولده الشيخ عبد الكريم إلى النجف بعد ثلاثة أشهر فدفنه في وادى السلام قريبا من قبر هود وصالح.
________________________________________
[ 445 ]
أملاكا في النجف عليه وعلى أخته فاطمة، فرجع الوقف بعد وفاته إلى ولده الشيخ علي، ثم بعده إلى ولد الشيخ علي وهو الشيخ حسين، وبعده إلى ولديه الشيخ حسين والشيخ محمد المعاصرين للشيخ صاحب الجواهر محمد حسن بن الشيخ باقر بن آمنة بنت فاطمة المذكورة صاحبة الواقف بنت الشيخ أبو الحسن الشريف. ومن هنا عبر الشيخ في الجواهر في مبحثي الاستخارة والرضاع عن الشريف ابى الحسن بجدي، لان أم أبيه بنت بنت الشريف كما عرفت.
________________________________________
[ 446 ]
باب النساء (438) الشيخة ام الحسن بنت الشهيد الاول 1) ذكرها في الاصل، لكني رأيت صورة وثيقتها التي كتبتها لاخوتها فأحببت ذكرها هنا ليعلم فضلها، قالت بعد الخطبة: " أما بعد فقد وهبت الست فاطمة ام الحسن أخويها الشيخ ابا طالب محمد وابا القاسم عليا سلالة السعيد الاكرم والفقيه الاعظم عمدة الفخر وفريد الدهر عين الزمان ووحيده محيى مراسم الائمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس الملة والحق والدين محمد بن احمد بن حامد بن مكي قس الله سره المنتسب لسعد بن معاذ سيد الاوس أما قدس الله أرواحهم، جميع ما يخصها
________________________________________
1) اسمها فاطمة كما يتبين من الوثيقة التى سيذكرها.
________________________________________
[ 447 ]
من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة شرعية أبتغاء لوجه الله تعالى ورجاء لثوابه الجزيل، وقد عوضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمه الله وكتاب المصباح له وكتاب من لا يحضره الفقيه وكتاب الذكرى لابيها رحمه الله والقران المعروف بهدية علي بن المؤيد، وقد تصرف كل منهم والله الشاهد عليهم، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم قدره الذي هو من شهور سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، والله على ما نقول وكيل وشهد بذلك الشيخ فاضل بن مصطفى البعلبكي " انتهى. فانظر إلى ايثارها وكمال تعلقها بكتب الفقه والحديث. (439) الاديبة منى، من بنت جبيل 2) ذكرها بعض كتاب عصرنا المروجين، فقال: كانت لها في نقد الشعر خبرة حسنة وفي معرفة النجوم ومبادئ علم الهيئة حالة مقبولة، وكانت تجالس الادباء وتساجل الشعراء من وراء حجابها، وروايتها الشعر وحفظها الجيد تدل على سلامة ذوقها وحسن اختبارها. أقول: هي من أهل العصر المتأخر عن الجزار وحمد بيك 1). (440) الشيخة بنت الشيخ علي المنشار العاملي، زوجة الشيخ البهائي كانت عالمة فاضلة فقيهة، كانت في جهازها يوم زفت للشيخ البهائي عدة
________________________________________
1) منى بنت احمد بن محمد بن ابراهيم محفوظ الوشاحية الاسدية الهرملية. 2) في أعلام النساء 5 / 115: توفيت حدود سنة 1316.
________________________________________
[ 448 ]
كتب تامة في فنون العلوم، وكان أبوها شيخ الاسلام باصفهان أيام السلطان شاه طهماسب الصفوي، وكان قد جاء من الهند في سفره الذي سافر بكتب كثيرة، ولم يكن له غير هذه البنت، ولما مات انتقل كل ما كان عنده من الكتب والاملاك والعقار إليها، حتى أن منصبه أعطي لصهره الشيخ البهائي، فصار شيخ الاسلام بعد موت الشيخ علي المذكور. كان هذا الشيخ من تلامذة الشيخ الكركي صاحب جامع المقاصد. وذكرها في رياض العلماء بالفضل والعلم والحديث، وقال: وقد قرأت على والدها، وكانت تدرس الفقه والحديث ونحوهما وكنت النساء تقرأ عليها، وقد ورثت من أبيها أربعة الألف مجلد من الكتب وكانت وافرة العلم كثيرة الفضل، بقيت بعد وفاة ابيها مدة. انتهى.
________________________________________
[ 449 ]
خاتمة فيها صحف تاريخية تتعلق بخصوص جبل عامل نافعة جدا، منها مختصر حوادث تاريخية للمرحوم الشيخ علي السبيتي المؤرخ اللغوي المتقدم ذكره، أخرجها بعض كتاب، العصر وهو بعنوان (جبل عامل في قرنين). قال: صارت وقعة أنصار من بلاد الشقيف سنة ألف وثمانية وأربعين. وسنة ألف وسبعين كانت وقعة عيناثا، وفيها جاء جراد عظيم وقلت الحبوب، حتى أكل الناس العظام وبيع المد بقرش واحد، وفيها صارت صيدا باشاوية. وسنة ألف وسبع وسبعين كانت وقعة النبطية وانتصر المشايخ. وسنة ثمان وسبعين كانت وقعة وادي الكفور. وسنة واحدة وثمانين صار موت عظيم. سنة اثنتين وثمانين صار رخص عظيم، بيع الشعير عزارة ونصف بقرش. وسنة ألف ومائة وتسعة ركب الامير بشير على بلاد بشارة ومسك مشرف
________________________________________
[ 450 ]
من الزرعة بين عين الدرون قرب جويه، وقتل حسين العمر وصفا له الحكم في البلاد. وسنة ألف ومائة وثلاثة عشر ألقي القبض على منصور ومحمد بزيع في انطاكية. وسنة أربع عشرة توفي مشرف في قضاء صيدا. وسنة سبع عشرة صارت زلزلة عظيمة متعددة. وسنة ألف ومائة وتسع عشرة جاء سليمان باشا وأحرق حاصبيا. وسنة ألف ومائة وثلاثين قتل الشيخ يونس من العلماء، قتله الامير حيدر. وسنة ألف ومائة واثنتين وعشرين ألقى القبض عثمان على الشيخ عبد السلام الحر وعلى علي منصور وتوفي الحاج محمد بزيع. وسنة ألف ومائة وثلاث وأربعين توفي الشيخ عبد الله نعمة. وسنة ألف ومائة وسبع وأربعين صارت وقعة أنصار مع الامير ملحم بن الامير حيدر وأسر من الشيعة ألف وأربعمائة، ومات في الكنيف في بيروت وفكت الاسرى، وكانت الوقعة بفتوى الشيخ نوح، حكم تاريخها في الحامدية. وسنة ألف ومائة وخمسين صارت وقعة مرج قدس مع سليمان باشا (...) 1) العظم، وتوفي الباشا قبل الحرب فكفى الله المؤمنين القتال، وقيل في ذلك تاريخ شعر: قال الدنيا الغروره * مات سليمان النجيب قلت في التاريخ كفي * موته فرج قريب وفيها ركب الامير ملحم على أنصار ثانيا، وقتل من الفريقين أكثر من ألف قتيل ونهبت أنصار.
________________________________________
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الاصل.
________________________________________
[ 451 ]
وسنة سبع وخمسين كانت وقعة في مرج عيون بين الدروز والشيعة، وكانت الغلبة للشيعة. وسنة الف ومائة وثلاث وستين شرعوا في عمارة القلع في تبنين واقبلان هونين. وسنة ألف ومائة واحدى وسبعين جاء أسعد باشا العظم إلى رأس العين فنهب وحرق قرايا الساحل. وسنة ألف ومائة وثلاث وسبعين صارت زلزلة أهلكت قرايا ومدنا. وسنة الف ومائة وثمانين صارت وقعة طربيخا مع ظاهر العمر وانكسر ظاهر وقتل منه مائة قتيل ونهبت منه خيل ومن الجملة فرسه البرسا. وسنة أربع وثمانين ركب عثمان باشا على بلاد بشارة وعسكر على جسر بنات يعقوب في الاردن، فلاقاه ظاهر العمر مع ناصيف وكسروه وقتل من أصحابه ثمانية آلاف غرقا في بحيرة الحولة وكسبوا من العسكر شيئا، وفي تاريخها قيل " سم هم غم "، وركب الامير يوسف على بلاد المتأولة من صيدا إلى جبع وصارت الوقعة في كفر رمان إلى جرجوع وقتل من الدروز ثلاثة آلاف. وفي سنة ست وثمانين صارت الوقعة في صيدا بين المتأولة والدروز وقتل من الدروز ثلاثة آلاف ومن المتأولة خمسة عشر رجلا، وكان مع الدروز الوالي خليل والجزار. وسنة تسع وثمانين جاء ابو الذهب إلى يافا وحصرها ففتحها وركب على صفد فهربت حكامها، وواجهه ناصيف في عكا وأمنه ورجع إلى بلاده، فما كان الاشهر واحد حتى جاء حسن باشا فحاصر عكا وقتل ظاهر العمر فيها. وفي سنة احدى وتسعين حكم الجزار في عكا وصارت باشوية، ففتح دير حنا
________________________________________
[ 452 ]
فهرب منه علي الظاهر، فأخذ أخوة علي وحبسهم في عكا، فرجع حسن باشا وأخذهم إلى القسطنطنية، وبعد ذلك عسكر علي الظاهر في علما من بلاد صفد، فركب عليهم الجزار عسكرا وباتت الغلبة على العسكر، ثم عسكر في ديشوم فأرسل إليه الجزار عسكرا برسم أنهم قبسيس ليخدموا عند علي الظاهر، فقتلوه وأخذوا رأسه وهربت فرسه إلى صلحاء، وبعد الواقعة أحضر ناصيف جثته ودفنه في عبثاثا. وسنة ألف ومائة وتسعين ركب الجزار باشا على صيدا وكبس مزارع أقام الحروب حتى وصل جون وروم وغلب دير المخلص وصار جراد عظيم فغلت الاسعار فبيع مد القمح بقرش وخمسة والارز بقرش وربع والشعير مد الاربع بقرش. وسنة ألف ومائة وثلاث وتسعين ركب ابو احمد على عرب عنزة فقتل هو وابن اخيه قاسم المراد ومعهم مائة فارس على نهر الرقاد في الجولان، فركب ناصيف من تبنين فهربت العرب فلحقهم للرمشا وقطع البرية ففاتوا هربا، فرجع ووجد ولدين صغيرين في الحارة لفاضل المهنا كبير العرب مريضين في الجدري فلخع عليهم ورجع للبلاد. وفي سنة خمس وتسعين أرسل الجزار عساكر إلى حاصبيا، فجاء إلى بارون فظن أهل بلاد بشارة ان العسكر يريدهم فحضر ناصيف وصارت وقعة ناصيف وخربت البلاد. وقيل ان عسكر الجزار حضر البلاد بواسطة صاحب قلعة هونيس وصار قتل ناصيف بواسطته، وظن أن البلاد تصفى له ولم يبق على أحد منهم. وفي سنة سبع وتسعين جمعوا وحشدوا، وكان المدير الشيخ علي زين صاحب شحور فرأسوا حمزة من بيت على الصغير ونهضوا إلى تبنين فقتلوا
________________________________________
[ 453 ]
المتسلم وهرب الكاتب من بيت الايوب وأخذ الدفاتر إلى صيدا إلى الجزار، فأرسل عسكر إلى شحور فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسرى، فصلب حمزة بالخازوق وفكوا الاسرى، فهرب بيت الزين مع أولاد ناصيف إلى الشام تلددوا هناك خفية فقدر الله أن الجزار حكم الشام أيضا، فهربوا إلى العراق ونزل أولاد ناصيف على حمد الحمود كبير خزاعة، وفي ذلك الوقت صار حرب بين خزاعة وثامر الحمود شيخ عرب المنتفج وظهر من أولاد ناصيف كل شجاعة واقدام. وخلص الشيخ علي زين أحد أهل شحور إلى الهند وصار وزيرا لاحد ملوك الهند ونال عنده رتبة، وحين ملك النكليز هناك هاجر إلى بلاده. وفي سنة ألف ومائتين وثمان فتك الجزار بأهالي بلاد بشارة وقتل منهم جماعة خنقا في الحبس، ومنهم سلمان البري، وكفل البلاد لاهله، حتى كان سنة مائتين وتسع حضر ملك فرنسا إلى مصر وملكها ثم إلى عكا وهدمها على الجزار سنة ألف ومائتين واثنى عشر. ودخلت سنة ثلاث عشرة فرحل الفرنسيس بعد ما هدموا عكا. ولما رأى الجزار أهالي البلاد من بلاد عكا وجبل عاملة يحضرون الحطب والدجاج والبيض وسائر الامتعة للافرنج كفر بهم بعد ذهاب الافرنج وأهلكهم قتلا وحبسا مع الاعمال الشاقة من حفر وبناء حتى أهلك الحرث والنسل، ومع ذكل كان يعذبهم في الحبوس بتسليط الكلاب والقطاط والمكاوي وضرب مقامع الحديد، وكان لهم معذبون كراد عليهم رئيس يسمى الشيخ طه يزيدي يقول بروح الشر وأن العظم هو الشيطان ويسبوا من سمعوه يسب الشيطان، ولا سيما وموكلة خفيفة على ألسنة العامة، وكان من يأمر الجزار بقتله لا يقتل بدون عذاب حتى تزهق نفسه. وبقي الحال في شدة إلى سنة تسع عشر فهلك الجزار وخلفه سليم باشا
________________________________________
[ 454 ]
أحد أهل مماليكه، فالتاث عليه الجند وقتلوه ونصبوا سليمان باشا بعد تشريده من سليم باشا أحد أهل مماليكه، واستوزر حسن آقا البلادرسان واستكتب حايين اليهودي، وغلب على أمره علي باشا فستعبد الثلاثة بتدبير البلاد، فكان أول أمرهم أن صانوا أولاد العشائر وأرضوهم وعرضوهم عن أملاكهم المغصوبة التى اغتصبها وردوهم إلى أوطانهم بعد التشريد، فبذلك استراحت البلاد من فسادهم أيام تشريدهم ومن فساد عساكر الجزار، وهدأت الاحوال أيام سليمان باشا وعمرت عمرانا زائدا ونمت نموا فائقأ، فعمرت الابنية وغرست الاشجار، وسار سيرة حسنة إلى أن هلك. فأخلفه عبد الله باشا بن علي شريك الجزار في الحكومة، وهو شاب غرير وأمه امرأة من طرابلس الشام، فاستبد بالامر دونه قوم اصطنعتهم أمه من أهل بلاد عكا كعبد الحليم وسعود الماضي، وتركوه في لهوه وشبابه، فاستعمل العنف في الرعية وغرم الاهالي زيادات على المرتبات وأخذ بتعمير محلات ومدن، فعمر مدينة تسمى مدينة العدل حتى قامت حيطانها ثم أمر بهدمها، وعمل محلا يسمى البهجة على طريقة اسطنبول وجعله بستانا ومتنزها، وكان يغرم عليه الاموال الجسيمة من دون طائل. ثم في سنة ست وثلاثين أرسلت عليه الدولة والي الشام، فأظهر العصيان وعسكر على جسر المجامع وجسر بنات يعقوب، وحصر أهل الشام عسكره على ذلك الجسر، وبعد حصار طويل خرجوا العسكر ولحقوا عسكر الشام فقتلوهم في خراب ناعران، ثم لحقوهم إلى الشام وحضر الامير بشير من جبل لبنان بعساكره إلى المزة فحرقوها، ودخلوا الشام فقرأوا الفرمان السلطاني بأن عبد الله باشا فرملي - أي خارجي - فتراجع الناس وكفوا، وكانت البلاد جميعا عسكرا مع عبد الله باشا، فرفعوا أيديهم.
________________________________________
[ 455 ]
وخرجت العساكر من الشام وعليها الحاج درويش باشا والي حلب، وحضر عكا سنة السبع والثلاثين وأخذ بمخنق عبد الله باشا، فضرع له ودخل في طاعته، فرق له وكتب مترضية الدولة عنه. وأرسل عبد الله باشا الامير الكبير الامير بشير الشهابي كبير لبنان بل كبير القطر الشامي سفير إلى مصر الخدويوي محمد علي باشا يوسطه إليه بالترضية عنه، فكتب للدولة فرضيت عنه. ثم استمر عبد الله باشا على عنفوانه، وتناول بلاد نابلس والقدس الشريف، وعصى عليه آل حيران في قلعة سينور، فحصرهم وهدمها عليهم حتى سواها بالارض وحرثها وقطع الاملاك والاشجار، وهدم قرية عرابة على آل عبد الهادي، وعمل العسكر هناك أعمال ردية. فهاجر شيخ عشرية عبد الهادي الشيخ حسين عبد الهادي إلى مصر لمحمد علي باشا شاكيا من أفعال عبد الله باشا، وقدر الله أن عبد الله باشا أغظب أمير بشير بمروره على عكا عبد حرب سينور ولم يشكر له عناءه وأتعابه، فراسل مصر. وكان عبد الله باشا أساء الادب مع محمد علي باشا ولم يراع حرمته وحسن صنيعه معه، فجرد عليه العساكر وقائده ولده ابراهيم باشا، فهدم عليه عكا بالقنابل والمدافع بعد حصار سبعة أشهر وأخذه أسير وأرسله لمصر ومن مصر لقسطنطنية. وبعد مدة وجيزة نفي أتباعه في البلاد، وكان كبيرهم حسين آغا المملوك إلى قبرص، وذهب المملوك هذا إلى القسطنطنية وعمل مخادعة مع عبد الله باشا حتى يشتري له رأس العين وتوابعها بالبرجين وباتولية والغروية من أعمال صور وما تمت له. وفي سنة أثنتين وخمسين صارت الزلزلة الكبيرة هدمت قدس وصفد
________________________________________
[ 456 ]
وعيثرون وما خلت بلدة من الهدم، وقال فيها التاريخ أستادنا الشيخ علي مروة: ظهر الفساد على البسيطة فاختشت * رب العباد فزلزلت زلزالها أمست تميد بأهلها فكأنها * أرجوحة جذب القوى حبالها ومياهها كادت تفيض وتخرج * الا قال لما ربها أوحى لها دهش الانام لهولها فكأنهم * شهدوا القيام وشاهدوا أهوالها فلعظم ما عاينت قلت مؤرخا * وا أيها الناس اتقوا أمثالها وكان (يعني الشيخ على مروة) في قرية صلحا وهدمت عليه الدار وأخرج من تحت الهدم بعد اليأس منه. وفي سنة احدى وخمسين أمر ابراهيم باشا بأخذ عسكر النظام من دون نظام ولا قرعة، وسلط الامير بشير الشهابي على بلاد بشارة، فجرى من عسكر اللبنانيين ما جرى وخربت البلاد. وفي سنة خمس وخمسين خرج حسين آل شبيب من عشيرة الصعبية في بلاد بشارة، فأرسل الامير ولده الامير مجيد - وكان شابا مترفا عزيزا - على بلاد بشارة لالقاء القبض على حسين الشبيب، فهرب إلى اللجا فألقى عليه القبض كبير الدروز وأرسله إلى الشام، فقتله حاكم دار الشام شريف باشا، وبقي عسكر الامير في البلاد وعاثوا بها مقدار شهرين، فهلكت البلاد. وفي سنة الست والخمسين اتفقت الدول الثلاث على أخراج ابراهيم من البلاد، فمر على البريد إلى عنزة فهلكت عساكره وملكت الدولة البلاد، وعدم الانكليز عكا، انتهى. (ومنها) ما أفاده بعض أفاضل الكتاب، قال: وتقسم بلاد بشارة إلى قسمين: " بشارة الشمالية " ونهايتها في الشمال نهر الاولى شمالى صيدا ويفصلها
________________________________________
[ 457 ]
عن الجنوبية نهر الليطان الذي يصب في البحر المتوسط شمالي صور حيث يعرف هناك بالقاسمية. و " بشارة الجنوبية " ونهايتها في الجنوب نهر القرن الجاري شمال طرشيحيا وجنوبي قرية الزيب، وهي التى اشتهرت اكثر من أختها الشمالية بهذا الاسم. وكانت بلاد بشارة عموما تقسم على ثمان مقاطعات، أربع في بشارة الجنوبية، وهي تبنين وهونين وفانا ومعركة، وكان حاكمها من آل علي الصغير وقبلهم بنوشكر، ويتألف الان منها قضاء صور وقضاء مرجعيون. وثلاث في بشارة الشمالية، وهي الشقيف والشوم والتفاح المعروفة الان بناحية جباع، وحكام الاولى منها آل صعب وحكام الاخيرتين آل منكر، ويتألف من الثلاثة الان قضاء صيدا. والثامنة مقاطعة جزين الداخلة في قضائها من جبل لبنان الان، وكان حكامها المتقدمون المعروفون بمقدمي جزين. ومن بلاد الشيعة بعلبك، وهي التي كانت في سلطة الامراء آل الحرفوش من أعظم أمراء الشيعة في الشام، حيث كانوا أصحاب الحول والطول فيها إلى عهد منفاهم منها في أواسط القرن الثالث عشر، حيث أصبحت خفاء معروفا باسمها. ومن بلادهم مقاطعة وادي علمات في كسروان مقر المشايخ آل حمادة حكامها إلى عهد الامير بشير، وقد كانت رتبتهم في الدرجة الثانية بين زعماء لبنان بعد الامراء الشهابيين، وهي تضارع رتبة الامراء المعنيين. قال: لما ألحقت بلاد جبل عامل بحكومة جبل لبنان في زمن الامير فخر الدين المعني في سنة 1021 وكانت قبل ذلك قطعة مستقلة في ايالة صيدا، فأقطع الامير المذكور مراكز حكومتها رجاله، ففقدت حينئذ استقلالها وقصرت يدها عن التغلب على حاكميها، وكان ولاة بني معن عليها يجلبون در منافعها بكل طريق
________________________________________
[ 458 ]
ولو كان فيه خراب الديار ومهاجرة المحكومين، وان الامير فخر الدين المعني بعد أن انتهب قرية الكوثرية في مقاطعة الشومر من جبل عامل وكان محلا لال علي الصغير من زعماء الشيعة ترك عسكر يعبث فيها ثلاثة أيام بعد أن قتل المقاتلة وسبى الذرية. كان عامله على قلعة الشقيف حسين الطويل، واليه عمل الشومر والنفاح، قد تنازع مع حسين اليازجي عامل المعنيين في قلعة بانياس واليه شرقي بلاد بشارة، فأرسل هذا عسكره مغيرا على قرى حسين الطويل وأهلها شيعة أيضا، وأرسل الطويل عسكره مغيرا على قرى اليازجي حيث هاجم قرية عيناثا وأهلها شيعة أيضا، لكنه ارتد عنها بخسارة بعض رجاله. وهكذا كانوا يتنازعون والشيعة دريئة هجماتهم. ثم في سنة 1048 دخل الامير ملحم بن معن إلى قرية أنصار من مقاطعة شومر مفتشا على مناظرة في الاره الامير علي علم الدين، وكانت هذه القرية مقرا لال منكر حكامها، فاستلحم أهلها واستمر القتل فيهم، ولم يشف حقده مقتل ألف وخمسمائة من الشيعة في هذه الغارة حتى استباح القرية نهبا وسلبا. وهذه الطوارئ وتلك الهجمات لهبت في الشيعة الشعور لدرء التنظيم والاستقتال في سبيل الاستقلال، فاغتنموا فرصة الوهن الذي طرأ على الحكومة المعنية في زمن الامير احمد، فأعلنوا استقلالهم عن لبنان وخرجوا من طاعة أمرائه، فغزاهم الامير احمد في سنة 1077 في النبطية مقر الصعبيين حكامها، فاترد عنها عسكره منهزما بعد ملحمة كبرى، فاستجاش عليه والي صيدا فأتاها هذا في العام القابل غازيا، وكان نصيبه كصاحبه حيث لحق الشيعة المنهزم إلى عين الزراب قرب صيدا. نم استعرت بعد ذلك نار الوقائع بين أمراء لبنان ومشايخ الشيعة وكانت
________________________________________
[ 459 ]
بينهما سجالا، ولكنها أضرمت في نفوس الشيعة شعلة النجدة وباتوا حذرين متأهبين لدفع كل ملة، حتى بلغ من شدة حذرهم في زمن شيخ عباس العلي حاكم صور في أواسط القرن الثاني عشر أن رجلا منهم كان قائما على مزرعة له يحرسها من الوحوش ليلا، فأطلق عيارا ناريا، فظن أهل القرى المجاورة انه طلق مستغيث أو مخبر بدخول العدو، فأجابوه باطلاق الرصاص طلبا للنجدة، وتبعهم في ذلك أهل القرى المتصلة حتى امتد الصوت - على ما قيل - من جباع في سفح لبنان إلى البصة على حدود عكا، وما انجلى عمود الصبح حتى كانت الالوف ترد وتحتشد والفرسان مهيأ للطعان. قال: غير أن هذا لم يطل أمره، بل حل محله خلف ثابت رسخت أصوله بين ناصيف وظاهر جرى في عكا يوم الجمعة ثامن رجب سنة 1181، فكانت عكا بعد ذلك لظاهر من هذه الخالفة عون في امتداد سلطنته إلى وراء صيدا ولنا صيف منه عون في وقائعه مع اللبنانيين. وقبل زمن ظاهر العمر واتفاقه مع الشيعة وهو الظهير في أمورهم، فقد كان لهم من أمراء الحرافشة البعلبكيين نعم العون، ولولا بعد ما بين البلادين لكانت المعونة أظهر وأقوى. وقد كان الحاج ناصر الدين النكري مهلا لغظب الامير فخر الدين الكبير، لانه كان منصرفا بكليته إلى الامير يونس الحرفوشي، وكان هذا الامير بعدها شفيعا للبشاريين عند الامير فخر الدين لما أثقل أهالي بشارة بطلب متأخرات الاموال الاميرية بعد رجوعه من أوربا. قلنا: ان ظاهر العمر كان عونا لاهل البلاد في حروبهم مع اللبنانيين، وان أهم تلك الحروب والواقعة المعروفة بواقعة كفرمان أو واقعة النبطية التي شبت نارها في سنة 1185، حيث ساق الامير يوسف عشرين ألفا، وعلى روياة اليشخ
________________________________________
[ 460 ]
علي رضا في مخطوطاته ثلاثين ألفا، وبعد أن نهب قرية جباع الحلاوة حل في كفرمان وناوشه القتال من عسكر الشيعة المخيم بالنبطية خمسمائة فارس بقيادة الشيخ علي فارس الصعبى، فأدركوا النصرة على ذلك الجيش العظيم قبل أن يرجع الصريخ من صفد بعسكر ظاهر العمر وقبل أن تهيج بقية العسكر بالنبطية، وتفرق اللبنانيون منهزمين لا يلوون على شئ. وقد روى الامير حيدر أن لبنان لبس لهذه الواقعة السواد فكانت النساء كالغربان. وفي هذه الواقعة يقول الشيخ علي رضا: ان الشيخ ناصيف أدرك الامير يوسف في القرب من قرية جرجوع فألبسه الفرو مقلوبا، وهو أشبه بجز الناصية عند العرب. وأما حالتهم العلمية: فانها تنقسم إلى أدوار ثلاثة من أول زمنهم إلى القرن الحادي عشر، ومنه إلى آخر القرن الثالث عشر، ومنه إلى هذا الاوان: (اما الدور الاول) فقد كانت حركة المعارف ترتقي فيه شيئا فشيئا حتى بلغت في أواسطه وأواخره مبلغا حسنا، وقد كانت مدارس العلم حافلة بطلابها في النصف الاخر من هذا الدور، سواء في بلاد بشارة حيث مدارس ميس وعيناثا وغيرها تزدحم فيها طلاب العلوم، وفي بعلبك حيث مدارس الكرك وبعلبك تزدهي بعمرانها ومشايخ العلماء وجهابذتهم جالسون في منصات دروسهم ينشرون فوائدهم وفرائدهم مما جعل لبلاد عاملة شهرة طائرة بحيث جعل اسمها يقرن بالاجلال والاعظام في كل أقطار الشيعة من الهند إلى روسيا وايران وغيرها من البلاد.
________________________________________
[ 461 ]
وممن اشتهر منهم في هذا الدور وعد في الطراز الاول الشهيد الاول " ره "، وممن نبغ الشهيد الثاني والمحقق الكركي علي بن عبد العالي والشيخ الحر محمد بن الحسن والشيخ البهائي والشيخ علي بن يونس النباطي صاحب كتاب " الصراط المستقيم ". ولم يكن في ذلك الدور العلم مقصورا على الرجال، بل كان فيه للنساء سهم، واشتهرت بالفضل والعلم ورواية الحديث أم الحسن فاطمة بنت الشهيد محمد بن مكي. واشتهر في الادب من هذا الدور جماعة ترجموا في السلافة وفي الريحانة وفي نفحته وخلاصة الاثر وغيرها، ومن شعرائهم في ذلك الزمن من يسيل شعره رقة وسلاسة ويأخذ بالالباب انسجاما وعذوبة، مثل الشيخ محمد بن علي بن محمود المشغري القائل: قف بالمنازل حيث أوقفك الهوى * وكل البكاء إلى الحمام الصيف اني غسلت من الدموع أناملي * ومسحت من أثر البكاء كفوفي وقفت بى الوجناء بين طلولهم * لولا مكان الريب طال وقوفي أرتاد في عرصاتها فكأنني * طيف ألم بناظر مطروف فصممن حتى لا يجبن مسائلي * وعمين حتى لا يرين عكوفي ولما انقضى هذا الدور تلاه الدور الثاني، ففتح القرن الثاني عشر بالحروب والفتن التى امتدت إليه من القرن السابق عليه، وقل الاشتغال حينئذ بتحصيل العلم، وانصرف هم القوم إلى لم شعثهم وحفظ كيانهم بين مجاوريهم في تلك الفوضى السائدة، وقل فيهم عديد أهل الفضل ولكنه لم ينقطع، بل لم تخل البلاد من العلماء الزهاد كالسيد حسين نور الدين والسيد حيدر نور الدين في النبطية، ومن العلماء المؤلفين كالشيخ محمد المهدي الفتوني العاملي، ومن
________________________________________
[ 462 ]
العلماء الادباء والشعراء المشاهير مثل الشيخ ابراهيم يحيى ذي الشعر الرائق والمقطعات النفيسة والنفس الادبية، وقد هجر وطنه في عاملة وهاجر إلى دمشق الشام لما أجلب عليه الجزار بخيله ورجله. ومثل الشيخ علي خاتون الذي هاجر في طلب العلم مدة ثم رجع إلى بلاده طبيبا متفننا أديبا، بعد أن علا ذكره واشتهر أمره في بلاد ايران وعرف فيها في الفقه والطب والرياضيات، ولكنه بلي بفتنة الجزار فصودر ماله وضبطت أملاكه وحبس مرتين ولم تقبل منه فدية. ثم أخذت المكتبة الكبرى التى كانت لال خاتون والشيخ المذكور ولي أمرها، وكانت تحوي خمسة الألف مجلد من الكتب الخطية النادرة، فأمست في عكا طعما للنار. ومثل السيد ابى الحسن بن السيد حيدر الامين صاحب المدرسة المشهورة في قرية شقراء التى حوت من الطلاب فوق الثلاثمائة فيهم الفضلاء الاجلاء، كالسيد جواد العاملي مؤلف مفتاح الكرامة الذي طبع حديثا في مصر، والشيخ ابراهيم يحيى المتقدم ذكره، ومثل الشيخ حسن سليمان الزاهد العالم، والشيخ محمد الحر الفقيه المحقق الذي فر بنفسه من ظلم الجزار معتصما بآل حرفوش أمراء بعلبك، فكان فيهم آمنا مطمئنا حتى أتاه البشير بمولد له جديد وبموت احمد باشا الجزار في وقت واحد فسمى ولده سعيدا ورجع إلى بلده جبع وهو مخلى السرب. وأمثال هؤلاء في هذا الدور كثيرون، لكن ظلم الجزار بلغ مبلغا عظيما في الضغط على العلماء والكبراء، حيث تعقبهم قتلا وسجنا وتعذيبا ومصادرة، وتشتت من بقي منهم في الاقطار واستصفى الجزار آثارهم العلمية، فكان لافران عكا من كتب جبل عامل ما أشتغلها بالوقود أسبوعا كاملا، وكانت هي الضربة
________________________________________
[ 463 ]
الكبرى على العلم وأهله. وما ظنك ببلاد حرص أهلها على طلب العلم حرصا شديدا ولم ينقطع عنها مدده وجال علماؤها البلاد النائية في طلبه واقتناء كتبه حتى جمعت لديهم تلك الذخائر في قرون وأجيال كانت بعد ذلك طعما للنار في مصادرات الجزار، قد أخذ منها نزر قليل اقتناه بعض فضلاء تلك الجهات وكان لبعض أفاضل طرشيخا والزيب منها سهم حسن. وألقي على أهل جبل عامل الخذلان بعد قتل زعيمهم ناصيف النصار، ووقعوا في هاوية عسف الجزار ومصادراته، ففترت الهمة في سبيل العلم وغلقت مدارسه، ووقع أبناء بلاد بشارة من ذلك في بحران عظيم لم تنجل عنهم غمته حتى أجاب الجزار داعي ربه، فاستفاق الناس من ذلهم ورجعت حركة العلم إلى عهدها وفتحت مدرسة الكوثرية بادارة العالم المحقق الشيخ حسن قبيسي، فكانت مصدر فائدة ومعرفة على البلاد، تخرج فيها حمد بن محمد بن محمود ابن نصار أخي ناصيف النصار المعروف باسم حمد بك الذي تولى بعد ذلك الزعامة في بلاد بشارة عموما ولقب بشيخ مشايخها، وكان شاعرا عالما فآوى إليه الشعراء والعلماء وأصبح ناديه منتدى الادباء، يساعده على ذلك اخلاد البلاد إلى السكون وسكون الفتن والمنازعات، فتفرغ كل امرئ لما يعنيه. والتف حوله عديد من أهل العلم والادب، مثل العالم اللغوي الشيخ علي ابن محمد السبيتي صاحب كتاب " اليواقيت " في البيان و " العقد المنضد في شرح قصيدة علي بك الاسعد " وغيرهما من الكتب. وكالشاعر البليغ الشيخ علي بن ناصر زيدان والشاعر الظريف الشيخ حبيب الكاظمي والشيخ ابراهيم صادق العالم المحقق حفيد الشيخ ابراهيم يحيى المتقدم ذكره.
________________________________________
[ 464 ]
وقد نما الادب في عصر حمد البك نموا باهرا، وبرع يومئذ في قرض الشعر رجل أمي اسكاف يدعى احمد حرب، كان ينظم الشعر فيجيده ويحفظ البدائع من مختاراته. واشتهرت في الادب بعد ذلك امرأة في بنت جبيل تدعى منى (تقدم ذكرها). وبالجملة بعد أن هلك الجزار رجعت حركة العلم إلى مجراها وفتحت مدرسة الكوثرية، وقد تخرج في هذه المدرسة جماعة كانوا المرجع في الفتوى في جبل عامل، مثل المرحوم السيد علي ابراهيم الذي كان له في الفقه الباع الاطول، ومثل المرحوم الشيخ عبد الله نعمة (وذكر هجرته ثم ذكر رجوعه وأنه افتتح مدرسة جبع الشهيرة وكانت مجمعا للعلماء مدة أربعين سنة حتى توفي). قال: لم يأفل نجم مدرسة جباع حتى أضاء مصباح مدرسة حناوية في ضواحي صور تحت ادارة العلامة المتقن المرحوم الشيخ محمد علي عز الدين (الذي تقدمت ترجمته)، هذه المدرسة كانت مجمعا لفضلاء الطلاب ودائرة لفنون مختلفة، وكان للادب والشعر فيها سوق عامرة، ولا غرو فقد غدا يديرها أمثال السيد الاجل العلامة السيد نجيب الدين فضل الله والعالم الفهامة الشيخ ابراهيم عز الدين رئيسها اليوم، وقد كان لها من زعيم البلاد العاملية في عصره علي بك الاسعد الوائلي عناية بعثت في نفوس طلابها حب الادب وكسب الفوائد. وكانت دار علي بيك في ذلك الزمان محاطا للادباء والشعراء بل والعلماء، وكان فيهم مثل الشيخ محمد حسين مروة نادرة عصره في الرواية والحفظ ومن وكانت دار علي بيك في ذلك الزمان محاطا للادباء والشعراء بل والعلماء، وكان فيهم مثل الشيخ محمد حسين مروة نادرة عصره في الرواية والحفظ ومن الشعر المجيدين (قد تقدمت ترجمته). قال: دخل (الدور الثالث) ومدرسة بنت جبيل التى عمرها بالافادة والاستفادة رئيسها العلامة الشيخ موسى شرارة حافلة بطلابها وفضلائها، وقد أفل
________________________________________
[ 465 ]
نجم مدرسة حنويه بوفاة رئيسها الشيخ محمد علي عز الدين، فانظم طلابها إلى مدرسة بنت جبيل، فكانوا فيها كسواد الناظر في الوجه الصبيح. وكان الجد والاجتهاد فيها على أتمه حتى إذا دخلت سنة 1304 اختطفت المنون رئيسها ومؤسسها، فماتت بموته. وكانت مدرسة أنصار في ذلك الزمن زاهرة برياسة السيد حسن ابراهيم، ولكنها اشبهت زهرة طيبة مخضة المجني والمنبت لفحها حر القيظ فعادت هشيما، ولم يمض عليها ثلاث سنوات حتى أصبحت أثرا بعد عين. وكذلك كانت المدارس بعد ذلك تزهر ثم تذوي ولا يطول أمدها، حتى ضعفت الهمة وقلت الرغبة وانصرف الناس عن طلب العلم بعد أن ضربت الكوارث مخيمها في بلاد جبل عامل وحلت بهم النكباء من العسر الذي بعثه إليهم احتكار الدخان وفساد التربية الذي نشر بينهم فساد الحكومة بفساد أبنائها. انتهى ملخصا. * * * تم بحمد الله سبحانه الجزء الاول من كتاب " تكملة الامل "، وهو تكملة القسم الاول المختص بعلماء جبل عامل قدس الله أرواحهم، ليلة الخميس ثامن عشر شهر صفر سنة 1335، بيد مؤلفه العبد الاحقر ابن السيد الهادي (حسن) صدر الدين الموسوي الكاظمي غفر الله ذنوبه وستر عيوبه
مكتبة يعسوب الدين عليه السلام الإلكترونية

(Dokumen-ABNS)
Share this post :

Posting Komentar

ABNS Video You Tube

Terkait Berita: