Pesan Rahbar

Sekilas Doa Arafah Imam Husain as dan Doa Arafah Imam Husain as

Doa Arafah (Bahasa Arab: دعاء العرفة ) adalah diantara doa-doa Syiah yang menurut riwayat dibaca oleh Imam Husain as pada hari ke-9 Dzul...

Home » » Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 2A

Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 2A

Written By Unknown on Jumat, 02 Maret 2018 | Maret 02, 2018


أمل الآمل
الحر العاملي ج 1
***********************

[ 1 ]
أمل الآمل تأليف الشيخ محمد بن الحسن (الحر العاملي) المتوفي سنة 1104 ه‍ تحقيق السيد احمد الحسيني القسم الاول مكتبة الاندلس شارع المتنبي بغداد
________________________________________
[ 2 ]
مطبعة الآداب - النجف الاشرف
________________________________________
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
________________________________________
[ 5 ]
كلمة المحقق في تراثنا القديم ثروات كبيرة جدا من العلوم والمعارف والفنون، فان علماء الاسلام لم يدعوا علما من العلوم إلا وبحثوه بحثا عميقا، ولم يقفوا على جانب من جوانب المعرفة إلا ودرسوه دراسات طويلة، ولم يكن في زمانهم فن من الفنون إلا وأشبعوه تدقيقا وتمحيصا، وخلفوا للاجيال المقبلة أنواعا من العلوم وطوائف من المعرفة وظرائف من الفنون. وما هذه المعارف التي بأيدنا اليوم - فتية غضة - إلا إشعاعات من تلك اللمعة الوضاءة التي أناروا بها طريقنا بما بذلوه من جهود جبارة وأتعاب منهكة، ولولا تلك المثابرة الطويلة وذلك الجهد المتواصل لما وصلت الينا هذه العلوم ولما جنينا منها هذه الثمار المبروكة. ولكن الذي يؤسف عليه أشد الاسف أن تلك الكنوز الغنية والذخائر القيمة لم تصل إلينا كاملة غير منقوصة، وبصورة جلية يمكننا الوقوف عليها وقوفا يغنينا عن جهد كبير، والارتواء من مناهلها العذبة الروية إرتواءا تذهب بغلتنا. إن الكثير من التراث القديم أبيد بسبب الحروب الطائشة التي أثيرت في البلاد الاسلامية، والتي كانت السبب في إفناء هذه الالوف المؤلفة من الكتب وآثار السلف، كأن الكتب هي العامل المثير لتلك المنازعات والمباغضات فيجب أن تكون طعمة للهيب نار الحروب وفداءا رخيصا للدماء التي أريقت والرؤوس التي حزت والايدي والارجل التي قطعت..
________________________________________
[ 6 ]
وهناك عامل ثان مهم في إبادة التراث القديم وإفنائه، وهو الجهل. الجهل بالكتب وبما فيها.. الجهل بالعلوم التي كانت تلك الكتب تعالجها. الجهل بالجهود العظيمة التي بذلها كبار العلماء في سبيل تدوين تلك الكتب. الجهل الذي سبب محاربة الكثيرين لعلوم خاصة كانت لا ترق لهم فأصبحوا يحاربون بسببها المدونات في تلك العلوم ويسعون جهدهم في إبادتها ومحوها من الوجود.. وللجهل هذا مظاهر مختلفة، ولافناء الكتب بسبب هذا الجهل طرق شتى لا يعنينا في هذه العجالة التحدث عنا.. * * * والبقية الباقية من هذا التراث القيم. أين هي ؟ ؟ إنها مخطوطات موزعة في شتى أنحاء العالم يفتخر أصحاب المكتبات أنهم يملكونها وهي في حيازتهم.. ثم ماذا ؟ ؟ ثم الغبار المتراكم على هذه الثروات العظيمة والرطوبة السارية فيها. وأخيرا هي مضغة شهية للارضة - قاتلها الله. هذه مكتبة (فلان) جعلوها في الطابق الاسفل من البيت بعد موته، وفي غرفة كانت أنزل من ساحة البيت، ففاضت الغرفة بالامطار وأصبحت الكتب المصطفة على أرض الغرفة كأنها قطعة من الجين، وأدرجت هذه الثروة الهائلة من التراث الاسلامي في قائمة النفائس المبادة. وهذه مكتبة (فلان) الغنية بالمؤلفات الاثرية الثمينة هي وقف على الذرية، فحرصت الذرية (الطاهرة !) على الاحتفاظ بها، فجعلتها في غرفة وأوصدت أبوابها على الناس أجمعين ولم تتعهدها تعهدا كافيا، حتى لم يبق منها إلا أشلاء مبعثرة هي البقية مما ارتزقت به الارضة..
________________________________________
[ 7 ]
والذي طبع من هذا التراث العلمي الضخم... ؟ يغلب عليه الرداءة في الطبع والورق والاخراج، وخاصة أكثر الطبعات الحجرية، فان فيها صحائف لا يمكن فيها تمييز الشعر من النثر والآية من الرواية وكلام المؤلف من الكلام المنقول عن غيره، حشرت الكلمات حشرا متداخلا تحتاج إلى رمل واسطرلاب لفهم مغزاها والوصول إلى معناها، كأننا أمام الكتابات الاثرية التي لا يقدر على حل مشكلها إلا المعنيون بهذه الشؤون. وسببت رداءة الطبع وكثرة الاخطاء وتشويش العبارات ابتعاد الناس عن الكتب وبغضهم لقراءتها. وبالتالي قيام حاجز بين العلم وكافة الطبقات من الناس، إلا شرذمة قليله ممن أعطاهم الله تعالى صبرا وثباتا لمعالجة المواضيع العلمية في هذه الكتب القيمة.. ومن حسنات هذا العصر الزاهر أن يتوجه جماعة إلى تصحيح هذه الكتب - المخطوطة منها والمطبوعة القديمة - وتحقيقها حسب مناهج علمية خاصة تيسر للمطالع فهمها والاستفادة منها. وكان من حسن حظي أن أسلك هذا الطريق فيمن سلك - وان كنت لست من أهله - ويقع اختياري على كتب منها هذا الكتاب القيم (أمل الآمل) الذي أقدمه اليوم بكل فخر واعتزاز.
________________________________________
[ 8 ]
ترجمة المؤلف * مؤلف هذا الكتاب القيم هو العالم المحقق الورع الثقة الفقيه المحدث الكبير الحافظ الشاعر الاديب الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري. وينتهي نسب الحر العاملي إلى شهيد الطف الحر بن يزيد الرياحي - كما ذكرت ذلك جملة من معاجم التراجم نقلا عن بعض من ينتسب إلى هذة الاسرة.
________________________________________
(1) (*) مصادر ترجمة المؤلف هي: أ - أمل الآمل (هذا الكتاب) 1 / 141 - 154. ب - الفوائد الرضوية ص 473 - 477. ج - مؤلفين كتب چاپى 5 / 407 - 409. د - الكنى والالقاب 2 / 158. ه‍ - مصفى المقال ص 401. و - سفينة البحار 1 / 241. ز - سجع البلابل في ترجمة صاحب الوسائل. ح - معجم المؤلفين 9 / 204. ط - الاعلام للزركلي 6 / 321. ي - خلاصة الاثر 3 / 332 - 335. ك - جامع الرواة 2 / 90. [ * ]
________________________________________
[ 9 ]
اسرته الكريمة: من الاسر العلمية الموزعة في جبل عامل وايران وغيرها من البلاد الاسرة الكريمة المشهورة ب‍ " آل الحر "، وهي من الاسر العلمية العريقة ذات السوابق العلمية الكثيرة. وينتهي نسب هذه الاسرة العظيمة إلى شهيد الطف ونصير سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام (الحر بن يزيد الرياحي) رضوان الله تعالى عليه. وقد سرد هذا النسب المشرق السيد الامين نقلا عن بعض أفاضل الاسرة كما يلي: " الجد الذي تجتمع عليه فروع هذه العائلة هو الحسين بن عبد السلام ابن عبد المطلب بن علي بن عبد الرسول بن جعفر بن عبد ربه بن عبد الله ابن مرتضى بن صدر الدين بن نور الدين بن صادق بن حجازي بن عبد الواحد ابن الميرزا شمس الدين ابن الميرزا حبيب الله بن علي بن معصوم بن موسى
________________________________________
- ل - ايضاح المكنون 1 / 24، 127، 160، 169، 311، 516، و 2 / 65، 98، 195، 207، 358، 636، 719. م - أعيان الشيعة 44 / 52 - 64. ن - لؤلؤة البحرين ص 61 - 64. س - روضات الجنات ص 644 - 646. ع - الذريعة 1 / 111، 305 و 2 / 350، 506 و 3 / 59 و 4 / 352، 457، 473 و 5 / 271 و 9 / 233 و 10 / 209 و 15 / 19، 243. ف - مقدمة وسائل الشيعة الطبعة الجديدة. ص - راهنماي دانشوران 2 / 128. [ * ]
________________________________________
[ 10 ]
ابن جعفر بن حسن بن فخر الدين بن عبد السلام بن حسين بن نور الدين ابن محمد بن علي بن يوسف بن المرتضى بن حجازي بن محمد بن باكير ابن الحر بن يزيد بن يربوع الرياحي ". ثم يقول السيد الامين: " وآل الحر بيت علم قديم نبغ فيه جماعات ولا يزال العلم في هذا البيت إلى اليوم، ويمتازون بالكرم والسخاء وبشاشة الوجه وحسن الاخلاق " (1). وجمع أسماء أعلام هذه الاسرة الكريمة وتراجمهم يحتاج إلى كتاب برأسه خارج عن نطاق هذه الترجمة، وفيما يلي نشير إلى أسماء جماعة من هذه الاسرة ممن ذكرهم المؤلف وغيره: 1 - جد والد المؤلف الشيخ محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري (2) 2 - جد المؤلف الشيخ علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري المتوفي بالنجف الاشرف مسموما (3). 3 - والد المؤلف الشيخ حسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري المتوفي سنة 1062 (4). 4 - عمه الشيخ حسين بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري (5). 5 - عم أبيه وجده لامه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر العاملي المشغري (6).
________________________________________
(1) أعيان الشيعة 7 م 8 / 482. (2) أمل الآمل 1 / 154. (3) المصدر السابق 1 / 129. (4) المصدر السابق 1 / 65. (5) المصدر السابق 1 / 78. (6) المصدر السابق 1 / 107. [ * ]
________________________________________
[ 11 ]
6 - ابن عمه الشيخ حسن بن محمد بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري الجبعي (1). 7 - أخوه الشيخ علي بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي المتوفى في طريق الحج سنة 1078 (2). 8 - أخوه الشيخ أحمد بن الحسن بن علي الحر العاملي المشغري (3). 9 - ابن اخته الشيخ أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الحر العاملي المشغري الجبعي (4). 10 - أخوه الشيخ زين العابدين بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري المتوفى بصنعاء اليمن سنة 1078 (5). 11 - عمه الشيخ محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري الجبعي المتوفي سنة 1081 (6). 12 - خال والد المؤلف الشيخ علي بن محمود العاملي المشغري (7). 13 - ابن خال والده الشيخ حسن بن علي بن محمود العاملي (8). 14 - ابن المؤلف الشيخ محمد رضا بن محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى ليلة السبت 13 شعبان سنة 1110 (9).
________________________________________
(1) المصدر السابق 1 / 67. (2) = = 1 / 118. (3) = = 1 / 31. (4) = = 1 / 32. (5) = = 1 / 98. (6) = = 1 / 170. (7) = = 1 / 134. (8) = = 1 / 66. (9) سجع البلابل ص ه‍. [ * ]
________________________________________
[ 12 ]
15 - ابن المؤلف الشيخ حسن بن الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (1). 16 - حفيد المؤلف الشيخ أحمد بن الحسن بن محمد الحر العاملي (2) 17 - حفيد المؤلف صاحب كتاب " جام گيتي نما " (3). 18 - الحاج محمد آقا الراجي ابن صاحب كتاب " جام گيتي نما " (4). 19 - الشيخ عبد الغني بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمود ابن المؤلف محمد بن الحسن الحر العاملي (5). 20 - الشيخ سعيد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي، وهو من بني أعمام المؤلف (6). 21 - الشيخ حسن بن سعيد بن محمد بن أحمد الحر العاملي المتوفى يوم الخميس 16 ذي الحجة سنة 1332 ه‍ (7). 22 - الشيخ عز الدين الحسين بن محمد بن مكي بن محمد بن الحر العاملي المتوفى سنة 937 (8). 23 - الشيخ حسن بن الحسين بن يحيى بن محمد الحر العاملي المتوفي سنة 1297 وقيل سنة 1298 (9).
________________________________________
(1) المصدر السابق ص ه‍. (2) = = ص ه‍. (3) = = ص ه‍. (4) = = ص ه‍. (5) = = ص ه‍. (6) = = ص ح. (7) = = ص ح. (8) = = ص ح. (9) = = ص ح. [ * ]
________________________________________
[ 13 ]
24 - الشيخ علي بن أحمد الحر العاملي الجبعي المتوفى سنة 1322 (1) 25 - الشيخ محمد بن أحمد بن محمد الحر العاملي الجبعي من اعلام القرن الثالث عشر (2). 26 - الشيخ يحيى الحر العاملي الجبعي (3). 27 - الشيخ حسن بن يحيى الحر العاملي الجبعي (4). 28 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد الحر العاملي المتوفي سنة 1245 (5). اساتذته وشيوخه تلمذ الشيخ الحر العاملي عند أساطين العلم وكبار المدرسين في عصره وروى عن شيوخ الرواية والحديث في وقته، وليس معنى سرد أسماء بعض العلماء والشيوخ في هذه القائمة الحصر التام أو الاحاطة بكل من يمت المترجم إليه بصلة علمية، بل هي أسماء لامعة وصلت إلينا عن طريق كتب التراجم وما كتبه هو بنفسه، وهناك كثيرون قد أهملت أسماؤهم ولم تدرج في ضمن أسماء الاساتذة والشيوخ فلم نقف عليها. يقول شيخنا المترجم: " وأما المعاصرون فإنا نروي عن أكثرهم وكثير يروون عنا، وبعضهم
________________________________________
(1) أعيان الشيعة 41 / 60. (2) المصدر السابق 43 / 265. (3) = = 52 / 20. (4) = = 52 / 20. (5) = = 9 م 10 / 289. [ * ]
________________________________________
[ 14 ]
يروون عنا ونروي عنهم " (1). واليك أسماء من وقفنا على اسمه من شيوخ الحر واساتذته: 1 - والد الحر الشيخ حسن بن علي بن محمد الحر العاملي، قرأ عليه جملة من كتب العربية والفقه، ويروي عنه عن الشيخ بهاء الدين العاملي والشيخ علي بن محمد الحر العاملي المشغري جده (2). 2 - عمه الشيخ محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري الجبعي، قرأ عليه جملة من كتب العربية والفقه وغيرهما في قرية جبع، ويروي عنه عن الشيخ حسين بن الحسن العاملي المشغري (3). 3 - الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني قرأ عليه جملة من كتب العربية والرياضي والحديث والفقه وغيرها، يروي عنه عن محمد أمين الاستر آبادي عن ميرزا محمد بن علي الاستر ابادي عن الشيخ ابراهيم بن علي بن عبد العالي العاملي الميسي جميع كتب الحديث (4). 4 - الشيخ حسين بن الحسن بن يونس الظهيري العاملي العيناثي، قرأ عنده جملة من كتب العربية والفقه وغيرهما من الفنون، ومما قرأ عنده أكثر كتاب المختلف، ويروي عنه عن الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي عن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني (5). 5 - عم والد الحر وجده لامه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر العاملي المشغري، قرأ عليه وكان عمره نحو عشر سنين، ويروي عنه عن
________________________________________
(1) أمل الآمل 1 / 20. (2) أمل الآمل 1 / 65، 78، 129، 141. (3) المصدر السابق 1 / 32، 69، 114، 141، 170. (4) = = 1 / 29، 32، 92، 141. (5) = = 1 / 32، 59، 70، 142. [ * ]
________________________________________
[ 15 ]
الشيخ حسن بن الشهيد الثاني والسيد محمد بن أبي الحسن العاملي عن الشيخ حسين عبد الصمد العاملي عن الشهيد الثاني (1). 6 - خال والده الشيخ علي بن محمود العاملي المشغري، قرأ عنده عدة كتب في العربية والفقه وغيرهما، وأجازه إجازة عامة (2). 7 - السيد حسن الحسيني العاملي (3). 8 - الشيخ عبد الله الحرفوشي (4). 9 - المولى محمد باقر المجلسي صاحب كتاب بحار الانوار (5). 10 - الفيض الكاشاني صاحب كتاب الوافي (6). 11 - المولى محمد طاهر بن محمد الحسين الشيرازي النجفي القمي (7). 12 - السيد محمد بن علي بن نعمة الله الموسوي الجزائري المشهور ب‍ " السيد ميرزا الجزائري النجفي " (8). 13 - الشيخ علي حفيد الشهيد الثاني وصاحب كتاب " الدر المنثور " (9) 14 - السيد علي بن علي الموسوي العاملي (10). 15 - المحقق الخونساري آقا حسين شارح الدورس (11). 16 - السيد هاشم التوبلي البحراني صاحب تفسير البرهان (12). 17 - المولى محمد كاشي نزيل قم (13). تلاميذه والراوون عنه كان شيخنا المترجم من المدرسين البارزين في مشهد الامام الرضا عليه السلام حيث استقر به المنزل في تلك البقعة المباركة، فكان يشغل
________________________________________
(1) المصدر السابق 1 / 59، 107، 109، 141. (2) = = 1 / 44، 134، 141. (3 - 13) سجع البلابل ص (ط). [ * ]
________________________________________
[ 16 ]
أوقاته كلها بمجالس التدريس وفي زوايا المكتبات للتأليف. والذي يلقي نظرة فاحصة على هذا الكتاب (أمل الآمل) يرى أنه كان شديد الحرص على جمع المواد المختلفة من هنا وهناك لمؤلفاته، فمثلا يذكر في كثير من التراجم أن الكتاب الفلاني قد رآه في خزينة كتب المشهد الرضوي، وهذا دليل على فحصه الدقيق للكتب الموجودة في تلك المكتبة الكبيرة واعتنائه البالغ بضبط أسمائها ومشخصاتها لتكون هذه المعلومات المتنوعة نواة لما ينوي تأليفه. وإلى جانب هذا يبدو مما كتبه المترجمون له وما كتبه هو بنفسه أنه كان يدير حلقة كبيرة للتدريس يحضرها جماعات كثيرون من سائر الاقطار للاخذ عنه والحضور عنده. يقول المؤلف في ضمن ترجمة السيد حسين بن محمد بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي: " وكان مدرسا في الحضرة الشريفة في القبة الكبيرة الشرقية وأعطيت التدريس في مكانه " (1). وهذا المكان للتدريس لم يكن يستحصله أحد إلا أن يكون الاول في منزلته العلمية والمقدم على علماء خراسان. ويقول السيد الامين في ضمن ترجمة الشيخ الحر: " مما يلفت النظر في حياة المترجم ما ورد في كتاب روح الجنان للشيخ محمد الجزائري، فقد ذكر في هامشه أنه رأى المترجم في شيراز سنة ألف ونيف وتسعين. قال: ثم جاور المشهد فزرته بها سنة 1099 وله حلقة عظيمة للتدريس في كتابه وسائل الشيعة، وكنت أحضره مدة إقامتي في المشهد " (2).
________________________________________
(1) أمل الآمل 1 / 79. (2) أعيان الشيعة 44 / 64. [ * ]
________________________________________
[ 17 ]
واليك - بعد هذا - ثبتا بأسماء بعض تلامذته والراوين عنه حسبما جاء في كتاب سجع البلابل مع اختصار منا: 1 - الشيخ مصطفى بن عبد الواحد بن سيار الحويز نزيل مشهد الرضا 2 - ابن المترجم الشيخ محمد رضا، قرأ عليه وروى عنه. 3 - ابنه الآخر الشيخ حسن، قرأ عليه وروى عنه. 4 - السيد محمد بن محمد باقر الحسيني الاعرجي المختاري النائيني. 5 - السيد محمد بن محمد بديع الرضوي المشهدي. 6 - المولى محمد فاضل بن محمد مهدي المشهدي. 7 - السيد محمد بن علي بن محي الدين الموسوي العاملي. 8 - المولى محمد صالح بن محمد باقر القزويني الشهير ب‍ " الروغني ". 9 - المولى محمد تقى بن عبد الوهاب الاسترابادي المشهدي المتوفى سنة 1158 ه‍. 10 - المولى محمد تقي الدهخوارقاني القزويني. 11 - السيد محمد بن أحمد الحسيني الجيلاني. 12 - المولى محسن بن محمد طاهر القزويني الطالقاني. 13 - السيد نور الدين الجزائري المتوفى سنة 1158 ه‍. 14 - المحدث المولى محمد صالح الهروي. 15 - الحاج محمود الميمندي. 16 - الشيخ محمود بن عبد السلام المعني. 17 - العلامة المجلسي صاحب البحار. 18 - الشيخ أبو الحسن بن محمد النباطي العاملي. 19 - السيد محمد بن زين العابدين الموسوي العاملي. 20 - المولى محمد فاضل بن المولى مهدي المشهدي.
________________________________________
[ 18 ]
21 - المولى محمد صادق بن الحاج قربانعلي المشهدي. 22 - المولى محمد حسين البغمجي المشهدي. 23 - المؤرخ المير محمد إبراهيم الحسيني القزويني. ما قيل فيه: قال السيد على صدر الدين المدني: علم علم لا تباريه الاعلام، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الاقطار، وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنها لبقاع الارض أمطار، تصانيفه في جبهات الايام غرر، وكلماته في عقود السطور درر، وهو الآن قاطن بأرض العجم، ينشد لسان حاله: أنا ابن الذي لم يخزني في حياته * ولم أخزه لما تغيب بالرجم - يحيى بفضله مآثر أسلافه، وينشئ مصطحبا ومغتبقا برحيق الادب وسلافه، وله شعر مستعذب الجنا، بديع المجتلى والمجتني " (1). وقال المحدث الكبير الشيخ عباس القمي: " محمد بن الحسن بن على المشغري، شيخ المحدثين وأفضل المتبحرين العالم الفقيه النبيه المحدث المتبحر الورع الثقة الجليل، أبو المكارم والفضائل صاحب المصنفات المفيدة، منها الوسائل الذي من على المسلمين بتأليف هذا الجامع الذي هو كالبحر لا يساحل، ومنها كتاب أمل الآمل الذي نقلنا منه كثيرا في هذا الكتاب، جزاه الله تعالى خير الجزاء لخدمته بالشريعة الغراء " (2).
________________________________________
(1) سلافة العصر ص 367. (2) الكنى والالقاب 2 / 158. [ * ]
________________________________________
[ 19 ]
وقال نحو هذا في كتابيه الفوائد الرضوية وسفينة البحار (1). وقال العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني: " هو مجدد شرف بيته الغابر من أعلام المذهب وزعماء الشيعة، تقلد شيخوخة الاسلام على العهد الصفوي، أختصه المولى بتوفيق باهر قل من ضاهاه فيه، فنشر أحاديث أئمة الدين صلوات الله عليهم " (2). وقال أخو الشيخ الحر الشيخ أحمد الحر العاملي في كتابه الدر المسلوك في بيان وفاته: " كان مغرب شمس الفضيلة والافاضة والافادة، ومحاق بدر العلم والعمل والعبادة، شيخ الاسلام والمسلمين، وبقية الفقهاء، والمحدثين، الناطق بهداية الامة وبداية الشريعة، الصادق في النصوص والمعجزات ووسائل الشيعة. " (3). وقال المولى محمد الصادق المشهدي صاحب كتاب فهرس الكافي: " شيخنا ومولانا وهادي ظلمة ضلالتنا، أفضل الافاضل وأكمل الا كامل، صاحب اللواء المستقيم، والهادي إلى طريق النعيم، ذو الطريقة الحسنى، المدقق المحقق الكامل المحدث المعلم العامل، جامع أخبار الائمة الهداة. " (4). وقال الشيخ حسن بن عباس بن محمد على البلاغي النجفي في كتابه تنقيح المقال: " ومنهم الشيخ محمد الحر العاملي - مد الله ظله - ثقة عين صحيح
________________________________________
(1) انظر سفينة البحار 1 / 241 والفوائد الرضوية ص 473. (2) شهداء الفضيلة ص 210. (3) سجع البلابل ص (يط). (4) المصدر السابق ص (ك). [ * ]
________________________________________
[ 20 ]
الحديث ثبت الطريقة في الاخبار نقي الكلام جيد التصانيف، له كتب عديدة في الحديث والرجال، وله على كتب الحديث الاربعة حواشي شتى. " (1). وقال السيد محمد باقر الموسوي الخونساري: " هو صاحب كتاب وسائل الشيعة، وأحد المحمدين الثلاثة المتأخرين الجامعين لاحاديث هذه الشريعة، ومؤلف كتب ورسائل كثيرة أخرى في مراتب جليلة شتى. " (2). وقال العلامة النوري في خاتمة المستدرك عند ذكر المشائخ: " عن العالم المتبحر الجليل الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي المشغري.. صاحب التصانيف الرائقة التي منها كتاب الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل. " (3). وقال العلامة السيد شهاب الدين المرعشي: " وممن حظي في ذلك بالسهم الوافر، واصطف في زمرة المكثرين المجيدين، العلامة الحبر المتبحر، خريت علمي الفقه والحديث، نابغة الرواية، مركز الاجازة وقطب رحاها، علم الفضل وعليمه، النجم المضئ من القطر العاملي، أبو بجدة الآثار، يتيمة عقد النقل، جوهرة التقوى والعدالة، مولانا أبو جعفر الشيخ محمد بن الحسن آل الحر العاملي المشغري الجبعي " (4). إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة التي أطري بها الشيخ الحر العاملي
________________________________________
(1) سجع البلابل ص (ك). (2) روضات الجنات ص 644. (3) مستدرك الوسائل 3 / 390. (4) سجع البلابل ص (ج). [ * ]
________________________________________
[ 21 ]
تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه. ثقافته العالية: كان مترجمنا الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في الطليعة من علمائنا الذين حازوا المرتبة الاولى من العلم والفضل والثقافات الاسلامية التي كانت منتشرة في أيامهم. كما كان لشيخنا المترجم حظ وافر في مؤلفاته القيمة الكثيرة، حيث أصبحت مرجعا هاما من المراجع التي يستند إليها في أخذ الاحكام الفقهية وغيرها. والى جانب إكثاره في التأليف والتصنيف كان ايضا مجيدا في الترتيب والتنسيق وترصيف الابواب والفصول واختيار المواضيع الهامة المحتاج إليها. هذا كتابه " وسائل الشيعة " بينما تراه كتابا حديثيا ضخما تجده أيضا كتابا فقهيا فيه ألوان من الفقه الاستدلالي حينما يريد الجمع بين الروايات المختلفة واستخراج الحكم الفقهي منها، وهو إلى جانب هذا وذاك كتاب يجمع أقوال كبار فقهاء الامامية الذين يستند إلى أقوالهم، وعلى الاخص فتاوى وأقوال شيخ الطائفة الشيخ الطوسي - قدس الله روحه الطاهرة - وهذا كتاب " اثبات الهداة " رائعة من الروائع الحديثة الجامعة لتواريخ المعصومين عليهم السلام والروايات الواردة في شأنهم من طرق الشيعة والسنة، بالاضافة إلى مقطوعات شعرية راقية من عيون الشعر العربي في المديح والرثاء. وهذا " أمل الآمل " كما تراه آية في فن التراجم جامعة لاكثر النقاط الهامة في ترجمة كل من ترجم له في الكتاب، وهو في نفس
________________________________________
[ 22 ]
الوقت بعيد عن المبالغات والسفسطات أو المس لكرامة المترجمين. وهذا " ديوان الحر " جامع بين صحائفه لكل الفنون الشعرية من المديح والرثاء والغزل والوصف والرجز وغيرها. واخيرا هذه آثار الحر العاملي شاهدة على تضلعه في العلوم الاسلامية واطلاعه على العلوم السائدة في عصره وتبحره فيها وشدة اعتنائه بها وكثرة معالجته لها. * * * ومن الطبيعي أن يقع في الموسوعات الكبيرة بعض الهنات والاخطاء لضخامة العمل وتشتت جوانبه وكثرة أبوابه وفصوله، وهذا لا يقلل من قيمة تلك الموسوعات ولم يحط من قدره العلمي إذا لم تكن تلك الاخطاء والهنات كثيرة تسبب التشويه والتشويش، ولذلك نرى أنه بالرغم من وجود بعض الاشتباهات الطفيفة في كتاب الوسائل مثلا لم يبتعد عن المجتمع العلمي، بل كان مرجعا كبيرا يرجع إليه الفقهاء بأجمعهم من يوم تأليفه حتى يوم الناس هذا، وهذا دليل واضح على قوة تأليفه وشدة رعاية مؤلفه للقواعد الموضوعة لجمع الكتب الحديثية. يقول السيد الخونساري في أول ترجمة الحر: " هو صاحب كتاب وسائل الشيعة، وأحد المحمدين الثلاثة المتأخرين الجامعين لاحاديث هذه الشريعة، ومؤلف كتب ورسائل كثيرة أخرى في مراتب جليلة شتى " (1). ويقول السيد شهاب الدين المرعشي: " وممن حظي في ذلك - أي في نقل الروايات وجمعها - بالسهم الوافر، واصطف في زمرة المكثرين المجيدين، العلامة الحبر المتبحر،
________________________________________
(1) روضات الجنات ص 644. [ * ]
________________________________________
[ 23 ]
خريت علمي الحديث والفقه، نابغة الرواية، مركز الاجازة وقطب رحاها، علم الفضل وعليمه. أبو جعفر الشيخ محمد بن الحسن آل الحر العاملي " (1). ويقول الميرزا النوري صاحب المستدرك: " إن العالم الكامل المتبحر الخبير المحدث الناقد البصير ناشر الآثار وجامع شمل الاخبار الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي قد جمع في كتاب الوسائل من فنون الاحاديث الفرعية المتفرقة في كتب سلفنا الصالحين والعصابة المهتدين ما تشتهيه الانفس وتقر به الاعين فصار بحمد الله تعالى مرجعا للشيعة ومجمعا لمعالم الشريعة لا يطمع في إدراك فضله طامع ولا يغني العالم المستنبط عنه جامع.. " (2). إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة التي تدل على شدة اهتمام كبار العلماء بمؤلفات الحر العاملي، ولا سيما كتابه الكبير (وسائل الشيعة). ولكن الشيخ يوسف البحراني " ره " يقول بعد ذكر مؤلفات الحر: " أقول: لا يخفى انه وإن كثرت تصانيفه - قدس سره - كما ذكره إلا انها خالية عن التحقيق والتحبير تحتاج إلى تهذيب وتنقيح وتحرير كما لا يخفى على من راجعها " (3). سبحان من لا يحتاج كتابه إلى تهذيب وتنقيح وليس بامكان الانس والجن أن يأتوا بمثله " ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ".
________________________________________
(1) سجع البلابل ص ب. (2) مستدرك الوسائل 1 / 2. (3) لؤلؤة البحرين ص 63 - 64. [ * ]
________________________________________
[ 24 ]
اتجاه الحر الفقهي: هناك اتجاهان لاستنباط الاحكام الشرعية الفقهية عند الامامية يحمل كل اتجاه اسما خاصا، هما " الاتجاه الاخباري " و " الاتجاه الاصولي ". وفي الحقيقة ليس بين الفريقين فروق كبيرة بسبب التباعد بينهما وعدم أخذ احدهما بأقوال الآخر واجتهاداته، فان كلا منهما يستند في استخراج الاحكام الشرعية إلى القرآن الكريم والسنة الطاهرة على حد سواء، ولكن يختلفان بعض الاختلاف اليسير في كيفية الاخذ من السنة الطاهرة. إلا أنه ظهر بين الفريقين أناس متطرفون كان لهم الدور الفعال في توسعة الشقة بينهما بما كتبوه من الكلمات النابية والعبارات الخشنة التى تسبب النفرة من كل من الطرفين. وكان أشد الاخباريين شناعة على الاصوليين وأطولهم لسانا في التشنيع عليهم هو صاحب كتاب (الفوائد المدنية) الميرزا محمد أمين الاسترابادي المتوفى سنة 1021 ه‍، فانه كتب في كتابه المذكور فصولا طويلة حول الانتصار للمذهب الاخباري والتشنيع على المذهب الاصولي وكان الاثر البالغ في تنمية البغضاء في النفوس، بل تكفير كل فرقة الفرقة الاخرى. والذي يبدو من المعتدلين من الفريقين أنهم لم يعبأوا بهذه الاختلافات اليسيرة التي كانت مجالا واسعا لتهويس المتطرفين، ولذا يقول الميرزا القمي صاحب قوانين الاصول عندما يريد تحديد معنى المجتهد الذي يعتبر ظنه في فروع الدين: " ومرادنا من المجتهد هنا مقابل المقلد والعامي لا المجتهد المصطلح الذي هو مقابل الاخباري، فان العالم الاخباري ايضا
________________________________________
[ 25 ]
مجتهد بهذا المعنى " (1) ومعنى هذا أن المجتهد الاصولي يؤخذ بأقواله وفتاواه كما يؤخذ بأقوال وفتاوى المجتهد الاخباري على حد سواء، ولو كانا مختلفين بعض الاختلاف في طريق استنباط الاحكام الشرعية من الاحاديث المروية عن الائمة الطاهرين عليهم السلام. ومترجمنا الشيخ الحر العاملي كان أخباريا صرفا في اتجاهه الفقهي ولكن لم يكن متطرفا يشنع على الاصوليين كالمولى الامين الاسترابادي، ولهذا نراه يذكر في كتبه - وخاصة في الوسائل وأمل الآمل - أعلام الفريقين بكل تجلة واحترام، ولا يحط من مرتبة أي واحد لسبب اتجاهه الخاص في الفقه - إذا صح هذا التعبير. يقول السيد الخونساري: " نعم إن من جملة المسلميات عن الرجلين جميعا - يعني الحر العاملي والشيخ يوسف البحراني - كونهما في غاية سلامة النفس وجلالة القدر ومتانة الرأي ورزانة الطبع والبراءة من التصلب في الطريقة والتعصب على غير الحق والحقيقة والملازمة في الفقه والفتوى لجادة المشهور من العلماء والمرازنة للصدق والتقوى في مقام المعاملة مع كل من هؤلاء وهؤلاء والتسمية لجماعة المجتهدين في غاية التعظيم ونهاية التكريم والموافقة لسبكهم السليم " (2) وبالرغم من أن صاحب القوانين أصولي كبير نراه يدافع عن شيخنا المترجم أشد الدفاع حيث يقول: " والقول بإخراج الاخباريين عن زمرة العلماء أيضا شطط من الكلام، فهل تجد من نفسك الرخصة في أن تقول: مثل الشيخ الفاضل
________________________________________
(1) روضات الجنات ص 646. (2) المصدر السابق ص 646. [ * ]
________________________________________
[ 26 ]
المتبحر الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ليس حقيقا لان يقلد ولا يجوز الاستفتاء عنه ولا يجوز العمل برأيه لانه أخباري ؟ ! " (1). وقد كتب شيخ الاخباريين الشيخ يوسف البحراني فصلا طويلا في كتابه " الكشكول " عن الاصوليين والاخباريين والتنديد بالمتطرفين منهما الذين أوسعوا الشقة بينهما، نذكر فيما يلي نتفا من ذلك الفصل القيم ليظهر للقارئ الكريم أن ليس هناك فرق يسبب الابتعاد والتباغض، قال: " إلا أن الذي ظهر لنا بعد اعطاء التأمل حقه في المقام وإمعان النظر في كلام علمائنا الاعلام هو الاغماض عن هذا الباب وإرخاء الستر دونه والحجاب، وان كان قد فتحه أقوام وأوسعوا فيه دائرة النقض والابرام لان ما ذكروه في وجوه الفرق بينهما جله بل كله عند التأمل لا يثمر فرقا في المقام.. والعصر الاول كان مملوءا من المحدثين والاصوليين، مع أنه لم يرتفع صيت هذا الخلاف ولم يطعن أحد منهم على الآخر بالاتصاف بهذه الاوصاف.. والاحرى والانسب في هذا الشأن أن يقال: إن عمل الفرقة المحقة - أيدهم الله بالنصر والتمكين - إنما هو على مذهب أئمتهم، فإن جلالة شأنهم وسطوع برهانهم وورعهم وتقواهم المشهور بل المتواتر على ممر الدهور يمنعهم عن الخروج عن تلك الجادة القويمة والصراط المستقيم.. وإنا نرى كلا من المجتهدين والاخباريين يختلفون في آحاد المسائل، بل ربما خالف أحدهم نفسه مع أنه لا يوجب تشنيعا ولا قدحا.. ولم يرتفع صيت هذا الخلاف إلا من صاحب الفوائد المدنية - سامحه الله تعالى برحمته المرضية - وبالجملة فالاحسن والاليق في الدين هو حسم هذه المادة وركوب ما ذكرنا من الجادة " (2).
________________________________________
(1) المصدر السابق ص 646. (2) الكشكول للبحراني 2 / 386 - 389. [ * ]
________________________________________
[ 27 ]
ومن هنا تعرف شدة ضعف قول بعض المترجمين للحر وسقوطه بأن مصنفات الحر لا يعتنى بها وفيها تخليط لانه أخباري يستند على القواعد الاخبارية. مؤلفاته القيمة 1 - (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعة) المشهور ب‍ " وسائل الشيعة " و " الوسائل " وهو كتاب جليل يشتمل على قسم وافر من الاحاديث الصحيحة المعمول بها عند العلماء الامامية الاثني عشرية وقد قسمه المؤلف على عدة كتب حسب ترتيب الكتب الفقهية من الطهارة إلى الديات. وقد طبع في طهران في ثلاث مجلدات سنة 1269 - 1271 ه‍ وسنة 1283 - 1288 ه‍، وسنة 1313 - 1314 ه‍، وسنة 1323 - 1324 ه‍ وفي تبريز في ثلاث مجلدات ايضا سنة 1313 ه‍. وبدأت المكتبة الاسلامية في طهران أيضا بطبعه مصححا محققا مقسما على أجزاء نجز حتى الآن طبع 14 جزء منه. واستدرك المحدث الكبير المغفور له الحاج ميرزا حسين النوري الاحاديث التي فاتت الحر العاملي وجمعها في كتاب سماه " مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل " وطبع في ثلاث مجلدات كبيرة في طهران سنة 1318 ه‍ وسنة 1382 ه‍. وجمع العلامة الحجة السيد محمد الشيرازي بين الوسائل والمستدرك وجعلهما كتابا واحدا طبع حتى الآن خمسة أجزاء منه في القاهرة بنفقة مكتبة النجاح في النجف الاشرف. 2 - (من لا يحضره الامام) وهو فهرس تفصيلي لكتاب وسائل الشيعة يشتمل على عناوين الابواب وعدد أحاديث كل باب ومضمون
________________________________________
[ 28 ]
الاحاديث، وهو مطبوع مع الوسائل الطبعة الايرانية الجديدة. 3 - (تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة) يشتمل على بيان ما يستفاد من الاحاديث والفوائد المتفرقة في كتب الاستدلال من ضبط الاقوال ونقد الادلة وغير ذلك من المطالب المهمة، وقد خرج منه شرح المقدمة وكتاب العبادات وكتاب الطهارة إلى مبحث الماء المضاف. 4 - (تعاليق على وسائل الشيعة) وهو كتاب يشتمل على بيان اللغات وتوضيح العبارات أو دفع الاشكال عن متن الحديث أو سنده أو غير ذلك، هو غير الكتاب السابق. 5 - (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات) وهو كتاب يجمع بين دفتيه الاحاديث الواردة في شأن النبي والزهراء والائمة المعصومين عليهم السلام والتى نقلها علماء الفريقين في مؤلفاتهم، وبلغت مصادر هذا الكتاب إلى ما يقرب من خمسمائة مصدر من أمهات المصادر الاسلامية الشيعية والسنية وقام الاستاذان محمد نصر اللهي ومحمد جنتي بترجمة هذا الكتاب إلى الفارسية، وطبع الاصل مع الترجمة في قم في سبعة أجزاء سنة 1378 ه‍. 6 - (الفصول المهمة في أصول الائمة عليهم السلام) وهو يشتمل على القواعد الكلية المنصوصة في أصول الدين وأصول الفقه وفروع الفقه وفي الطب ونوادر الكليات، وقال المؤلف عنه: " فيه أكثر من ألف باب يفتح من كل باب ألف باب ". طبع في تبريز سنة 1304 وفي النجف الاشرف سنة 1378 ه‍. 7 - (بداية الهداية) وهو في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أول الفقه إلى آخره بصورة مختصرة جدا. طبع في طهران سنة 1270 و 1318 و 1325 ه‍ وطبع أيضا في الهند بلكنهو سنة 1311 ه‍. 8 - (الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة) وهو اثنى عشر
________________________________________
[ 29 ]
بابا يشتمل على أكثر من ستمائة حديث وأربع وستين آية من القرآن الكريم وأدلة كثيرة وما قاله المتقدمون والمتأخرون والجواب عن الشبهات طبع في قم سنة 1341 ش مع ترجمع الاستاذ محمد جنتي. 9 - (الجواهر السنية في الاحاديث القدسية) وهو أول كتاب ألفه الحر العاملي ولم يجمع أحد هذا الموضوع قبله. طبع في بمبئ سنة 1302 ه‍ وفي النجف الاشرف سنة 1384 ه‍. 10 - (أمل الآمل) وهو هذا الكتاب وسنتحدث عنه فيما سيأتي مفصلا. طبع مع كتاب منتهى المقال للشيخ أبي علي سنة 1302 ه‍، وطبع أيضا مع كتاب منهج المقال لميرزا محمد سنة 1304 ه‍، وهذه هي الطبعة الثالثة التى نقدمها محققة. 11 - (الصحيفة الثانية) من أدعية الامام السجاد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام الخارجة عن الصحيفة الكاملة. طبعت لاول مرة في الهند، وطبعت ايضا في مصر سنة 1322 ه‍ بتصحيح وتعليق المغفور له العلامة السيد محسن الامين العاملي. 12 - (الفوائد الطوسية) خرج منه مجلد يشتمل على مائة فائدة في مطالب متفرقة، والذي يبدو من الحر في ترجمته إضافة على ما نقل أن في هذا الكتاب أيضا رسائل متعددة طويلة نحو عشرة يحسن إفراد كل واحدة منها. ومن هذا الكتاب نسخة نفيسة كانت في حيازة المحدث الكبير المرحوم الشيخ عباس القمي وهي الآن عند ذريته كما يظهر من هامش ترجمة المؤلف في كتاب الفوائد الرضوية. ومنه ايضا نسخة عند العلامة السيد شهاب المرعشي كما يظهر مما كتبه في سجع البلابل ص (يج) 13 - (كتاب تراجم الرجال) وهو غير التراجم التي هي مذكورة بحسب الحروف في خاتمة وسائل الشيعة. وقال الامام آقا بزرك الطهراني
________________________________________
[ 30 ]
في كتابه مصفى المقال ص 401: " وله أيضا كتاب في تراجم الرجال من رواة الحديث عبر عنه في أمل الآمل برسالة الرجال مع أنه في ضعفي الوجيزة للمجلسي ". ومن هذا الكتاب نسخة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف. 14 - (أحوال الصحابة) يعنى صحابة النبي صلى الله عليه وآله الممدوحين وصحابة الائمة عليهم السلام، وقد ذكره المؤلف في ترجمته بعنوان " رسالة أحوال الصحابة ". 15 - (ديوان الحر العاملي) وهو يقارب عشرين ألف بيت في مدح النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام، ومنه نسخة نفيسة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف صححها وزاد عليها كثيرا من الاشعار المؤلف بنفسه وبخطه ولكن فيها خروم ونواقص وقد تبلغ أبيات هذه النسخة عشرة الآف بيت تقريبا، وترى صورة صفحة منها في آخر هذة المقدمة وفيها خط يد المؤلف. 16 - (هداية الامة إلى أحكام الائمة عليهم السلام) وهو منتخب من كتاب وسائل الشيعة في ثلاثة أجزاء صغيرة. 17 - (الرد على الصوفية) وهو رسالة تشتمل على اثنى عشر بابا واثنى عشر فصلا في الرد عليهم عموما وخصوصا في كل ما اختصوا به. 18 - (خلق الكافر وما يناسبه). 19 - (كشف التعمية في حكم التسمية) أي تسمية المهدي عجل الله تعالى فرجه. 20 - (إثبات وجوب صلاة الجمعة عينا) وهو رد على العلامة المولى محمد إبراهيم النيسابوري الذي رد ما قاله الشهيد الثاني في رسالة صلاة الجمعة.
________________________________________
[ 31 ]
21 - (نزهة الاسماع في حكم الاجماع) وهو رسالة ذكر فيها اقسام الاجماع وأحكامها. 22 - (تواتر القرآن). 23 - (تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان) وهو رد على الشيخ أبى جعفر الصدوق صاحب من لا يحضره الفقيه. 24 - (العربية العلوية واللغة المروية) وهذا اسم لكتاب واحد كما يظهر مما كتبه المؤلف في ترجمته وما اثبته الشيخ آقا بزرك في الذريعة، ولكن السيد شهاب الدين المرعشي جعل هذا الاسم اسما لكتابين هما " العربية العلوية " و " اللغة المروية " - فلاحظ. 25 - (رسالة في أحواله). 26 - (الوصية إلى ولده) وهو على غرار كتاب " كشف المحجة لثمرة المهجة " للسيد ابن طاوس. 27 - (الاجازات) جمع فيه كثيرا من الاجازات المختلفة. 28 - (الرد على العامة). 29 - (كتاب في المزار). 30 - (الاخلاق) وهو شرح لكتاب طهارة الاعراق لابن مسكويه وأضاف عليه الروايات الواردة من طرق الائمة عليهم السلام. 31 - (إبطال عموم مسألة المنزلة) وهي مسألة ذهب إليها السيد محمد باقر الداماد الحسيني المرعشي ورد عليه المؤلف في كتابه هذا. 32 - (الابحاث) في مسائل الميراث. 33 - (منظومة) في مسائل الميراث مبسوطة جدا على ما قيل. 34 - (منظومة) في مسائل الهندسة والرياضيات، منها قطعة في ديوانه الموجود في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف، وهي
________________________________________
[ 32 ]
من ورقة 49 و، إلى ورقة 51 ظ، ونذكر أبياتا منها في هذه الترجمة في فصل: نماذج من شعره ". 35 - (منظومة) في مواليد الائمة ووفياتهم ومناقبهم. منها قطعة تبلغ 58 بيتا في ديوان الحر الموجود في مكتبة آية الله الحكيم العامة، ومنها أيضا نسخة كاملة رأيتها عند العلامة السيد صادق الصدر في النجف الاشرف وهي بخط السيد أبو الحسن الصدر. 36 - (منظومة) في الاخلاق والمواعظ. 37 - (منظومة) في مسائل أصول الفقه. 38 - (منظومة) في المسائل الكلامية. 39 - (منظومة) في المسائل النحوية، وهي مناظرة لطيفة مع ابن مالك النحوي في منظومته الالفية. 40 - (منظومة) في علمي الصرف والاشتقاق، لخص فيها متن الشافية. 41 - (منظومة) في قواعد الخط والكتابة. 42 - (منظومة) في علم النجوم والفلك. 43 - (منظومة) في الفقه، لم تتم. 44 - (منظومة) في صيغ العقود والايقاعات. 45 - (منظومة) في مسائل الرضاع. 46 - (ديوان الامام زين العابدين عليه السلام) وهو مطبوع في الهند بمبي. 47 - (مقتل الحسين عليه السلام). 48 - (حاشية على الكافي). 49 - (حاشية على من لا يحضره الفقيه).
________________________________________
[ 33 ]
50 - (حاشية على التهذيب). 51 - (حاشية على الاستبصار). 52 - (جدول كبير في المحرمات الرضاعية وغيرها) قال العلامة السيد شهاب الدين المرعشي: والظاهر أنه قدس سره أول من ابتكره في هذا الفن فيما أعلم. 53 - (جدول في مسائل الميراث). 54 - (تفسير على بعض الآيات الشريفة). 55 - (مناظرة مع بعض علماء العامة) وهذه المناظرة كانت في سفر الحج. نماذج من شعره عالج الحر العاملي اكثر الفنون والاغراض الشعرية من المدح، والهجاء والرثاء، والغزل، والوصف، والوعظ، والتخميس، والمحبوكة الطرفين والمحبوكة الاطراف، والتاريخ، والمعمى، وغيرها.. وشعره - كأكثر الشعراء العلماء الذين لم ينصرفوا بكلهم إلى الشعر - جيد مستعذب الالفاظ راقي المعاني وفي مستوى عالى في بعض الاحيان، وواطئ ملتو المعاني ركيك الالفاظ في أحيان أخرى. وربما كان ديوانه كله في المستوى العالي في اللفظ والمعنى لو كان يدع الاسراع في نظم الشعر وإذاعته، ولكنه كان متسرعا في القول غير مراجع له مرة بعد أخرى حتى يصقل القصائد ويغير ويبدل كما يفعله اكثر الشعراء القدامى والمحدثين. يقول في أول قصيدته التي أولها " كيف تحظى بمجدك الاوصياء " ما نصه: " نظمت من أولها في يوم واحد 93 بيتا ". وهو بالاضافة إلى ذلك - من الشعراء المكثرين، حيث يبلغ ديوان شعره عشرين ألف بيت كما يذكره هو في ترجمته، ولكن الشعر الموجود
________________________________________
[ 34 ]
الآن في الديوان الموجود منه نسخة نفيسة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف لا يزيد على عشرة آلاف بيت تقريبا، وأما بقية شعره فقد فقد وضاع.. واكثر شعره يختص بمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة المعصومين عليهم السلام ورثائهم، ثم الوعظ وبقية الاغراض الشعرية المختلفة وقد ذكر الشيخ الحر في ترجمة نفسه نماذج من شعره، ولا بأس أن نذكر هنا بعض النماذج الاخرى من الفنون التي لم يتوسع فيها في ترجمته في هذا الكتاب. جاء في أوائل الديوان 29 قصيدة محبوكة الطرفين في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي كل قصيدة 29 بيتا نذكر من كل منها فيما يلي ثلاثة أبيات: أما ومحيا ذي سنا وسناء * سما فتخيلناه بدر سماء - الى مثله يعزى الهوى ونظيره * وإن كان في أمن من النظراء - أرى لضلال الحب عذبا عذابه * كأن شقائي في هواه شفائى - * * * بمن حبه أهدى الغرام إلى قلبي * ولم يهد لي يوما تحية ذي عجب - بدت لوعتي وانهل من سحب مقلتي * سواكب قد أربت على هاطل السحب - بل استعرت نار الغضا بين أضلعي * وضاق لفرط الوجد بي أوسع الرحب - * * * تناهى اضطرام القلب في حب عزة * كما قد تناهت في ثناء وعزة - تعوضت في حبي لها عن صبابتي * بتصحيفها بين الورى بصبابتي - ترى هل يجود الدهر يوما بقربها * فينأى به كربي وتدنو مسرتي - * * *
________________________________________
[ 35 ]
ثار الغرام بجد ما به عبث * وانحل سلك دموعي فهي تنبعث - ثوى بقلب المعنى ماثوى فغدا * ميتا وان لم يكن قد ضمه جدث - ثم الاماني لو جاد الحبيب بها * لكن حبل الاماني منه منتكث - * * * جادت علينا عيون زانها الدعج * جورا به عصبة العشاق تبتهج - جنت لواحظها فينا وليس على ال‍ * مريض فيما جنى إثم ولا حرج - جودي وجوري ومنى واقطعي وصلي * فالقلب راض بما تقضين مبتهج - * * * حي حيا به وجوه الصباح * كل وجه يفوق وجه الصباح - حملتني الغرام منهن خود * اثخنتني لحاظها بالجراح - حرمت لذة الرقاد على عيني * صدود أو كان بعض المباح - * * * خليلي أما حب سعدى فراسخ * وإن حال دون القرب منها فراسخ - خذ اعن حماها واحذرا ان مردتما * به أعينا تذكى الجوى وهو بايخ - خفا لحظات الغانيات فلحظها * لحكم الحجى والعقل والدين ناسخ - * * * دار سلمى سقاك صوب غواد * رائحات بساحتيك غواد - دار أنس كانت لنا في حماها * برهة لا تقاس بالآباد - دام لي بعدها ادكار وشوق * أوريا في الفؤاد أي زناد - * * * ذهب الفراق بمهجتي أفلاذا * والجسم أضحى من هواك جذاذا - ذاب الفؤاد بنار هجرك فاتئد * في هجر من لم يبغ عنك لواذا -
________________________________________
[ 36 ]
ذقت الهوى وخبرته فإذا به * تردي الاسود ظباوه استحواذا - * * * رمتني بنبل المقلة المتواتر * فويل لقلبي من سهام النواظر - رماة لحاظ غادرتني صريعها * وكم صرعت مثلي عيون الجآذر - رنت فأرت سمر الرماح واسهم ال‍ * رماة وصولات السيوف البواتر - * * * زفير يذل فؤاد العزيز * ويبدي من الوجد أخفى الرموز - زناد من الشوق وار به * تؤجج نار الجوى بالازيز - زيارة طيف الكرى بغيتي * وقد لاذ مني بحصن حريز - * * * ساءك منها طلل دارس * فالقلب فيه للهوى دارس - سرك سار ماله كاتم * والدمع جار ماله حابس - سرك من قبل به غادة * تسبي البرايا قدها مايس - * * * شاع مابي فسر وجدي فاشي * كيف والدمع بالصبابة واشي - شابه الخد إذ جرى فيه دمعي * ودمي بين وابل ورشاش - شية ذات صفرة ولعت في‍ * ها بتلوينها يد النقاش - * * * صروف زماني عن مرامي تنكص * تزيد همومي والمسرات تنقص - صفاء بأنواع الهموم مكدر * وعيش بأجناس الخطوب منغص - صدى ليس يروى بالاماني غليله * وظل من الدنيا سريع مقلص - * * * ضمن الفؤاد لطول البين جمر غضا * والجفن مذ فارق الاحباب ما غمضا
________________________________________
[ 37 ]
ضنوا علي بطيف في الكرى وبه * لما قنعت به عن مهجتي عوضا - ضيف كريم أرى إجلال حرمته * في شرعنا معشر العشاق مفترضا - * * * طلب السلم واللواحظ تسطو * ورؤوس القلوب منا تقط - طعنته الرماح وهي قدود * لا يوارى بهن في الطعن خط - طامحا والكواكب السبع تبدو * في المحيا كما لاثريا قرط - * * * ظفرت بنظرة من حسن سلمى * فكانت بعد بذل الروح حظي - ظعنت إلى حماها غير وان * فلم يظفر بحظ غير لحظي - ظميت إلى زلال الوصل منها * ولم أزدد سوى ظمأ ولمظ - * * * عدني ودعني من زيارة بلقع * يا أيها الحادي لهن بمرجع - عذبن جسمي بالنحول ومهجتي * بالهجر واستمطرن صيب مدمعي - عمدا وقد قطعن أفلاذ الحشا * وأزلن قلبي بالجفا عن أظلعي - * * * غاب الرقيب وبدر القصر قد بزغا * طوبى لصب إلى ربع المنى بلغا - غاب الوشاة خلا والاجتماع حلا * والعيش والظل ظل الوصل قد سبغا - غنى الحمام فمال الصب من طرب * به وأصغى إلى ألحانه وصغا - * * * فارقني من أحبه وجفا * حسبي ما قد جنى الجفا وكفى - فقد غدا بالفؤاد نار غظى * يذكي لظاها دمعي إذا وكفا - فقد حبيب أزادني كمدا * دام وأذكى بمهجتى أسفا -
________________________________________
[ 38 ]
قاتلي بالغرام والاشواق * جد وفاءا بفرقة للفراق - قطع القلب وجده بك يأسا * كنه بالعشي والاشراق - قد توطنت مهجتي وفؤادي * واستلبت الكرى من الآماق - * * * كتمت الهوى والحب بالقلب أملك * وأجمل من كتم الغرام التهتك - كفاني ما لاقيت في موقف الهوى * مقام به يحيى المشوق ويهلك - كواعب أتراب تصدت لحربنا * ولسنا بتوحيد المحبة نشرك - * * * لولاك كنت عن الشقاء بمعزل * يا بهجة الدنيا وبدر المنزل - لما جفوت جفا الكرى جفني فهل * علقت جفني بالسماك الاعزل - لا تنكري إن بات حالي في الهوى * حال امرئ صب كئيب أعزل - * * * ما شام طرفي برقا لاح من أضم * إلا وهلت دموع العين كالديم - من لي برد أو يقات لنا سلفت * بين الاحبة في أكناف ذي سلم - مع كل فاترة هيفاء فاتنة * غيداء فاتكة في الحسن كالعلم - * * * ناح الحمام على فروع غصونه * فغدا يواسي المبتلى بشجونه - نبهت وجدي يا حمام فجد معي * بعد النوى من مدمع بمصونة - نحن الاولى لا نستطيع تجلدا * عن سفح هاطل مدمع وهتونه - * * * ومن له الفؤاد أضحى يهوى * ولم يلذ من فعله بشكوى - وهى اصطباري والهوى يوهن لو * خامر رضوى الحب صبر رضوى - وفيت في حب فتاة ما وفت * لمغرم قد غادرته نضوا
________________________________________
[ 39 ]
هو الحب لا فيه معين ترجاه * ولا منقذ من جوره تتوخاه - هو الحتف لا يفنى المحبين غيره * ولولاه ما ذاق الورى الحتف لولاه - هوى الغيدكم كم أردى محبا واصماه * ولوجدن بالوصل المؤمل أحياه - * * * لا الصب يسمع في الحبيب مقالا * كلا ولا يجد الفؤاد كلالا - لا والذي يهواه قلبي المبتلى * ما رمت في حبيه قط ملالا - لام العذول فقلت لست أطيع في * حبى ولو أوهى الحشا العذالا - * * * يا غزالا شبيهه وحشي * وهو لولا نفاره إنسي - يخجل البدر والكواكب والشمس * محيا له مضئ بهي - يكتسي من قوامه الغصن الن‍ * ضير حيا والذابل الخطي - * * * وقال في منظومته في الهندسة: فتستوي أيضا الزوايا منهما * كل لمثله كما قد علما - ويستوى المثلثان فاعلم * وتاسع الاشكل فاسمع وافهم - إنا نريد نخرج العمودا * ولا يكون خطه محدودا - من نقطة في الخط فلنخط الى * بعدين عنها بالسوا لنجعلا - ربعين من دائرة تقاطعا * ونصل النقطة والتقاطعا - فيحصل العمود والعاشر ان * نخرجه من نقطة له بان - نجعل تلك المركز الدائرة * تقطع ذاك الخط وهي دائرة - ثم ننصف الذي داخلها * بنقطة ونخرج الخط لها - وقال في منظومته في تاريخ النبي والائمة عليهم الصلاة والسلام: أما سمعت خبر ابن قعنب * ينطق من مقصودنا بالعجب -
________________________________________
[ 40 ]
وانه محقق مشهور * بثبته المدقق النحرير - قال جلست مع أناس شتى * في المسجد الحرام يوما حتى - مرت بنا فاطمة بنت اسد * حاملة بالمرتضى ذاك الاسد - فجاءها الطلق فطافت سبعا * ثم دعت اكرم رب يدعا - قالت إلهي إنني آمنت بك * حقا وصدقت جميع كتبك - وما على الخليل جدي أنزلا * وما به كل رسول أرسلا - ثم دعت خالقها بما سنح * فسهل الله العسير وانفتح - باب لها تجاه باب الكعبة * وذاك مستجار أهل الرهبة - ودخلت فيه فعاد مثل ما * كان وما زال مشيدا محكما - هذا وقفل الباب لم يفتح لنا * من بعد جهد وعلاج واعتنا - فقلت إن ذاك أمر الله * فلم اكن عن ذكره باللاهي - فمكثت ثلاثة أياما * وخرجت فأعلنت كلاما - إني فضلت على النساء * دخلت بيت رافع السماء - ثم اكلت من ثمار الجنة * ورزقها فهو علي جنه - فعندما وضعته ورمت أن * أخرج نادى هاتف بى بالعلن - سمي الذي وضعته عليا * فلن يزال قدره عليا - وقال في تخميس لامية العجم: يا لائمي كف عن لومي وعن عذلي * فلست أعدل عن جدي إلى العلل - كلا وغير العلى لم يشف من عللي * أصالة الرأي صانتني عن الخطل - وحلية الفضل زانتني لدى العطل - فلي من المجد مصطاف ومرتبع * بل أهله ما بين الورى تبع - فنحن قوم لدين المجد قد شرعوا * مجدي أخيرا ومجدي أو لا شرع - والشمس راد الضحى كالشمس في الطفل -
________________________________________
[ 41 ]
لذاك دهري لا ينفك يقصدني * بنبل ظلم وبالاسواق يقصدني - وعن مغاني أقصاني وعربني * فيم الاقامة بالزوراء لا وطني - بها ولا ناقتي فيها ولا جملي - أغدو ومالي بها أهل ولا ولد * ولا على بعدهم صبر ولا جلد - دان إلى قلبي الاشجان والكمد * ناء عن الاهل صفر الكف منفرد - كالسيف عرى متناه من الحلل - وقال معمى في (علي): قال لي العذال دع حبه * ما فيه إلا شقوة أو أذى - فزاد ذا القول فؤادي أسى * ماضر عذالي لو زال ذا - وقال معمى في (أحمد): أفديه فردا ماله من مشبه * يسطو علي بحسنه وبعجبه - داء السقام أضر بي في حبه * هل من مجرد رأفة في قلبه - وقال ملغزا في (1344): يا كاملا أوصافه في العلى * شاعت فلا تخفى ولا تنكر - يا فاضلا آدابه روضه * جاد ثراها العارض الممطر - ما بلدة صدر اسمها ما به * بيض الظبى تخضب إذ تشهر - وقلبه أن أنت صحفته * ظرف زمان بينهم يذكر - والقلب إن صحفته تلقه * احدى الحواس الخمس لا ينكر - كذاك قلب الاسم مع أنه * فعل لمن أضحى به يأسر - وعجزها إهمال ثانيه إن * يقلب فصيح لم يكن يحصر - آخرها إن ضم مع أول * علامة الفعل كما يؤثر - وقلبه معجم زائدا * ستا أخو الفهم به يفخر - مجموعها إن ينتقص أربعا * فهو خضاب شايع أحمر -

________________________________________
[ 42 ]
أولها ثان لها إن رقا * ثالثها ثلث له الآخر - رديفها مهمله مصدر * يشتق منه فعل من يضجر - رديفها الآخر تصحيفه * مستقبح في الوعد مستنكر - أجب جوابا شافيا وافيا * وقيت ما يخشى وما يحذر - وقال في تضمين بعض الآيات الشريفة: طوبى لنفس نظرت * في شأنها واعتبرت - وحاولت نجاتها * إذا النجوم انكدرت - وفكرت ما حالها * إذا الجبال سيرت - إذا العشار عطلت * إذا الوحوش حشرت - إذا النفوس زوجت * إذا البحار سجرت - إذا السماء كشطت * إذا الجحيم سعرت - إذا السماء انفطرت * إذا القبور بعثرت - وقال أيضا مضمنا لبعض الآيات الكريمة: لست أطيع واشيا * حذرني وأغرى - لا والذي شرفه * رب السماء قدرا - والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا - فالجاريات يسرا * فالمقسمات أمرا - والصافات صفا * فالزاجرات زجرا - والمرسلات عرفا * فالتاليات ذكرا - فالعاصفات عصفا * فالناشرات نشرا - فالفارقات فرقا * فالملقيات ذكرا -
________________________________________
[ 43 ]
نماذج من نثره يلتزم الحر في نثره طريقة السجع والمحسنات اللفظية التي كان القدماء يلتزمون بها، ونتيجة لهذه الطريقة التى التزمها في نثره جاء نثره ظاهر التكلف معقد اللفظ فيه شئ من الرطانة والقعقعة في اكثر الاحيان. ولكن مع هذا لا يخلو نثره في بعض الاحيان من طلاوة في اللفظ وطراوة في المعنى ووقع حسن في النفس، يلتذ من سماعه الانسان ويود الاستمرار في القراءة إلى آخر الشوط.. يقول في مقدمة ديوانه: " إني لما وقفت على مزية الشعر الواضحة والخفية، من رياضة الخواطر الابية، وإثارة الهمم العلية، ومدح الفضائل والافاضل، وذم الرذائل والاراذل، ورأيته يشجع الجبان، ويقوي الجنان، ويسخى البخيل، ويشفى الفكر العليل، ويفي بحق ذوي الكمال، في وصف ما نالوه وأنالوه من الفضل والافضال، ويقمع صولة الصائل بالباطل، ويردع الفاسق والجاهل، ويزيل الملال والكلال، ويغير بعض الطبائع والاحوال.. " ويقول فيها أيضا: " فنظمت قصائد كثيرة في مدح أهل البيت عليهم السلام، وغير ذلك من المقاصد التى اعتنى بها أرباب الالباب والافهام، عملا بالاحاديث الكثيرة والاخبار المأثورة، والآثار المشهورة، في الحث على ذكرهم، وإحياء أمرهم، وثواب ذكر فضلهم، وانشاد الشعر وانشائه في رثائهم ومدحهم.. " وقال في مقدمة كتابه اثبات الهداة: " والذي دعاني إلى جمعه وتصنيعه، وصرف الفكر إلى تحريره وتأليفه هو أني لم أظفر بكتاب شاف في هذا الباب، جامع لما يحرص على جمعه
________________________________________
[ 44 ]
أولو الالباب، بل رأيتها مختفية في حيز الشتات، يحتاج من أراد الاطلاع عليها إلى صرف كثير من الاوقات، وان كان مجموع الكتب المؤلفة في هذا الباب، نافية للشك والارتياب.. غير أن اكثر الناس، قد غلب عليهم الوسواس، وصرفوا الهم والهمة، إلى غير علوم أهل العصمة، المنزهة عن كل زلة ووصمة.. " ويقول فيها ايضا: " ومن نظر في هذا الكتاب، وكان من أولي الالباب، وتأمل فيه وظهر له بعض خوافيه، علم أنه لا ثاني له في فنه، ولا نظير له في حسنه قد تردى برداء الحق واليقين من برود الكتاب والسنة، وخلع على من طالعه أنفس الخلع من سندس الجنة، فان جميع أخبارهم عليهم السلام رياض قد أشرقت في أرجائها أنوار الازهار، وحياز بل جنات تجري من تحتها الانهار ". " وهذان النوعان منها - أعنى النصوص والمعجزات - هما لطالب الحق المقصود بالذات. فهما أحسن ما أفرغته أفواه المحابر في قوالب الطروس، وأزين ما ساغته يد الاقلام للتزين بحلية من الافهام محاسن كل عروس ". ويقول فيها أيضا: " فيا ذوي العقول والبصائر، ألا يفكر أحدكم فيما إليه صائر، إذا نزل به الموت ودفن تحت التراب، وحضر يوم القيامة موقف الحساب، هل ينفعه العناد والخروج عن الانصاف، أو يدفع عنه التعصب للاباء والاسلاف، أو لا يذكر أنه نهي عن التقليد بنص القرآن، وقد أمر فيه بالاتيان بالبرهان. وأي حجة أقوى عند ذوي الفهم، من إقرار العدو واعتراف الخصم، والفضل ما شهدت به الاعداء، وهل تثبت نبوة أحد
________________________________________
[ 45 ]
من الانبياء، أوصية أحد من الاوصياء، بدليل أقوى مما تضنه هذا الكتاب، أو حجة أوضح منه عند ذوي الالباب، وهل يقدر مخالف الامامية أن يدعي لغير أئمتنا نصا أو اعجازا، أو يروم إثبات حقيقة فيجد اليهما مجازا. ". وقال في مقدمة كتابه وسائل الشيعة: " لاشك أن العلم أشرف الصفات وأفضلها، وأعظمها مزية وأكملها، إذ هو الهادي من ظلمات الجهالة، المنقذ من لجج الضلالة، الذي توضع لطالبه أجنحة الملائكة الابرار، ويستغفر له الطير في الهواء والحيتان في البحار، ويفضل نوم حامله على عبادة العباد، ومداده على دماء الشهداء يوم المعاد، ولا ريب أن علم الحديث أشرف العلوم وأوثقها عند التحقيق، بل منه يستفيد اكثرها بل كلها صاحب النظر الدقيق، فهو ببذل العمر النفيس فيه حقيق، وكيف لا وهو مأخوذ عن المخصوصين بوجوب الاتباع، الجامعين لفنون العلم بالنص والاجماع، المعصومين عن الخطأ والخطل، المنزهين عن الخلل والزلل، فطوبى لمن صرف فيه نفيس الاوقات، وانفق في تحصيله بواقي الايام والساعات، وطوى لاجله وثير مهاده، ووجه إليه وجه سعيه وجهاده، ونأى عما سواه نجانبه، وكان عليه اعتماده في جميع مطالبه، وجعله عماد قصره ونظام أمره، وبذل في طلبه وتحقيقه جميع عمره، فتنزه قلبه في بديع رياضه، وارتوى صداه من غير حياضه، واستمسك في دينه بأوثق الاسباب، واعتصم بأقوال المعصومين عن الخطأ والارتياب ".
________________________________________
[ 46 ]
مكانته الاجتماعية والعلمية يبدو مما كتبه أرباب معاجم التراجم أن الشيخ الحر كان يتمتع بشهرة كبيرة في الاوساط العلمية والاجتماعية، وكان له مكانة مرموقة اينما حل ونزل، وكان موضع احترام كافة الطبقات في البيئات المختلفة، وكان الناس ينظرون إليه بعين الاكبار والتجليل، وهو ذو شخصية لامعة عند المؤالف والمخالف، لم يذكره أحد من المترجمين له إلا ويستصحب ذكره عبارات رقيقة تدل على عظمته وسمو مكانته في نفس الكاتب. فقد أعطى منصب التدريس في الحضرة الشريفة في القبة الكبيرة الشرقية مكان السيد حسين بن محمد بن أبي الحسن الموسوي العاملي (1) وهو مكان كان يختص بأكبر المدرسين في مشهد الامام الرضا عليه السلام والمقدم على علماء خراسان - كما سبق ذلك. بل كان مجلس درسه غاصا بالعلماء والفضلاء يؤمه طلاب الثقافة من سائر الاقطار، كما يظهر من حديث مؤلف كتاب روح الجنان للشيخ محمد الجزائري حيث رأى أن له حلقة عظيمة للتدريس في كتاب وسائل الشيعة وقد حضر درسه مدة بقائه في مشهد الامام الرضا عليه السلام (2) وهو في اصفهان يذهب إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ويجلس على ناحية من مسند الشاه ويجيب الشاه جوابا جرئيا للغاية (3). وهو قد من على المسلمين بتأليف كتابه وسائل الشيعة الذي هو كالبحر لا يساحل (4).
________________________________________
(1) أمل الآمل 1 / 79. (2) أعيان الشيعهة 44 / 64. (3) روضات الجنات ص 646 (4) الكنى والالقاب 1 / 158. [ * ]
________________________________________
[ 47 ]
وهو من جملة متعينى الشيعة في مكة حينما أثيرت فتنة الاتراك سنة 1088 ه‍ وقتلوا على أثرها جماعة من أكابر الشيعة هناك ووقع التفتيش على بعض المتعينين منهم (1). واعطي في مشهد الرضا عليه السلام منصب القضاء وشيخوخة الاسلام (2). * * * هذا كله يختص بمكانة الحر العلمية والاجتماعية في أيام حياته، أما بعد فاته فله المكانة الكبرى عند العلماء الاعلام وسائر الطبقات المثقفة بما خلف وراءه من المؤلفات والكتب الضخمة التي تجعله من الخالدين في التأريخ الاسلامي المشرق. أسفاره كان مولد المؤلف ومسقط رأسه قرية مشغرى من قرى جبل عامل وبها نشأ نشأته الاولى، وفيها قضى أيام صباه وشبابه يحضر على والده المقدس وسائر أقاربه للارتواء من مناهلهم الروية، ثم أخذ يتجول في أرض الله للاستزادة من العلوم والاخذ من سائر الشيوخ وزيارة المشاهد المشرفة والمراقد المقدسة: وكان أول سفراته إلى زيارة بيت الله الحرام والحج في سنة 1057 بصحبة الشيخ علي بن سودون العاملي (3).
________________________________________
(1) خلاصة الاثر 3 / 334. (2) الفوائد الرضوية ص 476. (3) أمل الآمل 1 / 120. [ * ]
________________________________________
[ 48 ]
وحج للمرة الثانية سنة 1062 ه‍ (1). وزار ائمة العراق عليهم السلام (2) قبل انتقاله إلى مشهد الرضا عليه السلام ومجاورته هناك، ولكنا لا نعرف بالضبط تاريخ رحلته إلى العراق. ثم رحل بعد زيارة أئمة العراق عليهم السلام إلى مشهد الرضا بطوس زائرا وبقي هناك مجاورا سنة 1073 (3) ولا يبعد أن يكون بقاؤه هناك بسبب طلب أهالي خراسان من العلماء وغيرهم. وسافر إلى اصفهان في سنة 1085 ه‍ وأجاز هناك الشيخ المجلسي إجازة رواية، وأجازه المجلسي أيضا إجازة رواية (4). ومن طريف ما ينقل عن الشيخ الحر عندما كان في اصفهان القصة التالية التي يذكرها السيد الخونساري في روضات الجنات، قال: " ومن جملة ما حكي أيضا من قوة نفس صاحب الترجمة عليه الرحمة أنه ذهب في بعض زمن إقامته باصفهان إلى عالي مجلس سلطان ذلك الزمان الشاه سليمان الصفوي الموسوي أنار الله برهانه، فدخل على تلك الحضرة المجللة من قبل أن يتحصل له رخصة في ذلك، وجلس على ناحية من المسند الذي كان السلطان متمكنا عليه، فلما رأى السلطان منه هذة الجسارة وعرف بعد ما استعرف أنه شيخ جليل من علماء العرب يدعى محمد بن الحسن الحر العاملي التفت إليه وقال له بالفارسية: شيخنا فرق ميان حر وخر چقدر است ؟ فقال له الشيخ بديهة ومن غير تأمل: يك مسند يك مسند " (5).
________________________________________
(1) المصدر السابق 1 / 66 و 81. (2) المصدر السابق 1 / 142. (3) أعيان الشيعة 44 / 52. (4) سجع البلابل ص (يا). (5) روضات الجنات ص 646. [ * ]
________________________________________
[ 49 ]
وحج الحر حجته الثالثة سنة 1087 ه‍، وكان في هذه الحجة ماشيا من وقت الاحرام إلى أن فرغ، وحج معه جماعة مشاة نحو سبعين رجلا. وينقل المحدث القمي من خط يد المؤلف رؤيا في هذه الحجة لا بأس بنقلها بنصها، قال: " فرأيت ليلة في المنام أن رجلا سألني عن مشي الحسن عليه السلام والمحامل تساق بين يديه، ما وجهه مع ان فيه إتلافا للمال لغير نفع وهو إسراف ؟ فأجبته في النوم بأن في ذلك حكما كثيرة: منها أن لا يكون المشي لتقليل النفقة، ومنها أن لا يظن به ذلك، ومنها بيان استحبابه، ومنها انفاق المال في سبيل الله، ومنها سد خلل عرفات بها كما روي، ومنها احتمال الاحتياج للعجز عن المشي، ومنها أن يطيب الخاطر وتطمئن النفس بذلك فلا تحصل المشقة الشديدة في المشي، وهذا مجرب يشير إليه قول علي عليه السلام: " ومن وثق بماء لم يظمأ "، ومنها الركوب في الرجوع، ومنها معونة العاجزين عن المشي، ومنها احتمال وجود قطاع الطريق والاحتياج إلى الركوب والحرب، ومنها حضور تلك الرواحل بمكة والمشاعر للتبرك، ومنها إظهار حسبه وشرفه وجلاله وفيه حكم كثيرة، ومنها إظهار وفور نعم الله عليه " وأما بنعمة ربك فحدث " إلى غير ذلك، فهذه اربعة عشر وجها في توجيه ذلك، ويحتمل كونها كلها أو اكثرها مقصودة له عليه السلام. هذا الذي بقي في خاطري مما اجبته، ولما انتبهت كتبته " (1). وفي هذه الحجة شاهد الحر تلك المجزرة الدامية والفجيعة العظمى والفتنة الكبرى التي أثيرت على الشيعة في تلك البقعة المباركة، والتى كان من
________________________________________
(1) سفينة البحار 1 / 213. [ * ]
________________________________________
[ 50 ]
جرائها مقتلة كبيرة ذهب ضحيتها جماعة من العلماء وذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. واليك القصة كما أثبتها المحبي في ترجمة الحر في كتابه خلاصة الاثر، قال: " قدم مكة - أي الشيخ الحر العاملي - في سنة سبع أو ثمان وثمانين وألف، وفي الثانية منهما قتلت الاتراك بمكة جماعة من العجم لما اتهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوثا بالعذرة، وكان صاحب الترجمة قد أنذرهم قبل الواقعة بيومن وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل فلما حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه فالتجأ إلى السيد موسى ين سليمان أحد اشراف مكة الحسنيين، وسأله أن يخرجه من مكة إلى نواحي اليمن فأخرجه مع أحد رجاله إليها. قلت: وهذه القصة التى قد ذكروها أفضح فضيحة وما أظن أن احدا ممن فيه شيمة من الاسلام بل فيه شمة من العقل يجترئ على مثلها، وحاصلها: إن بعض سدنة البيت شرفه الله تعالى اطلع على التلويث، فأشاع الخبر وكثر اللغط بسبب ذلك، واجتمع خاصة أهل مكة وشريفها الشريف بركات وقاضيها محمد ميرزا، وتفاوضوا في هذا الامر فانقدح في خواطرهم أن يكون هذا التجري من الرفضة، وجزموا به وأشاروا فيما بينهم أن يقتل كل من وجد ممن اشتهر عنه الرفض ووسم به، فجاء الاتراك وبعض أهل مكة إلى الحرم فصادفوا خمسة أنفار من القوم وفيهم السيد محمد مؤمن وكان كما اخبرت به رجلا مسنا متعبدا متزهدا إلا أنه معروف بالتشيع، فقتلوه وقتلوا الاربع الاخر، وفشا الخبر فاختفى القوم المعروفون بأجمعهم، ووقع التفتيش على بعض المتعينين منهم ومنهم صاحب الترجمة، فالتجأوا إلى الاشراف ونجوا. ورأيت بخط بعض
________________________________________
[ 51 ]
الفضلاء أن صاحب الترجمة رجع بعد القصة إلى العجم " (1). أقول: كيف حصل لهم العلم بأن الشيعة هم الذين قاموا بتلويث البيت الشريف ؟ ومن أين عرفوا أن هذا التجري كان من الرفضة وجزموا به ؟ وهل هذا إلا التعصب الاعمى وحمل الاحقاد تجاه الشيعة ؟ وهل يجوز إراقة الدماء البريئة في بيت الله الحرام بلا جرم ثابت أو دليل شرعي ؟ تلك " شنشنة أعرفها من أخزم ". * * * وحج الحر أيضا حجة رابعة، ولكنا لا نعلم تاريخها. كما أنه زار أيضا أئمة العراق مرتين في مدة إقامته بخراسان (2) ولم نقف على تاريخها بالضبط. وسافر ايضا إلى شيراز في نيف وتسعين والف كما يظهر مما كتبه الشيخ محمد الجزائري في كتابه روح الجنان (3). أختامه تختلف نصوص أختام الحر، وفي اكثرها نكات لطيفة مقصودة من قبله. قال العلامة السيد شهاب الدين المرعشي: واكثر ما رأيت من كتاباته صك خاتمه ونقشه هكذا " عبد إمام الزمن محمد بن الحسن "، ولا يخفى ما في هذا التعبير من اللطافة حسب قراءة " محمد " مرفوعا أو مجرورا، ورأيت في بعض المجامع نقش خاتمه هكذا " محمد بن الحسن آل الحر " (4)
________________________________________
(1) خلاصة الاثر 3 / 334. (2) أمل الآمل 1 / 142. (3) أعيان الشيعة 44 / 64 (4) سجع البلابل ص (كا). [ * ]
________________________________________
[ 52 ]
وأما خاتمه الموجود على نسخة ديوانه المحفوظة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف فهو " العبد الحر ". مولده ووفاته كان مولده - رحمه الله تعالى - في قرية مشغرى ليلة الجمعة ثامن شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين والف (1). وتوفي في اليوم الحادى والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 1104 ه‍ وصلى عليه أخوه العلامة الشيخ أحمد صاحب الدر المسلوك تحت القبة جنب المنبر، واقتدى به الالوف من الناس، ودفن في أيوان حجرة من حجرات الصحن الشريف ملاصقة بمدرسة المرحوم الميرزا جعفر، وهو اليوم مشهور يزار، وعليه ضريح صغير من الصفر يقصده المؤمنون بقراءة القرآن والفاتحة والتبرك به. ورثاه وأرخ وفاته أحد الشعراء بقوله: في ليلة القدر الوسطى وكان بها * وفاة حيدرة الكرار ذى الغير - يامن له جنة المأوى غدت نزلا * ارقد هناك فقلبي منك في سعر - طويت عنا بساط العلم معتليا * فاهنأ بمقعد صدق عند مقتدر - تاريخ رحلته عاما فجعت به * وأسرى لنعمة باريه على قدر (2) - ونقل الزركلي أن المحبي ذكر تاريخ وفاته سنة 1079 بعد أن ذكر قدومه إلى مكة سنة 1087 أو 1088، وأرخ بروكلمان وفاته سنة 1073 ثم صححها سنة 1099 (3).
________________________________________
(1) أمل الآمل 1 / 141. (2) الفوائد الرضوية ص 476، وسجع البلابل ص (كا - كب). (3) الاعلام للزركلي 6 / 321. [ * ]
________________________________________
[ 53 ]
أمل الآمل من قواميس التراجم التي حظيت عند العلماء حظا وافرا واشتهرت من يوم التأليف اشتهارا واسعا هذا الكتاب الذي نحن الآن بصدد إخراجه بهذه الحلة الجديدة. ولست بمبالغ إذا قلت: ان هذا الكتاب هو أوسع كتب التراجم الشيعية انتشارا، إذ كان الاقبال عليه منقطع النظير، واصبح موضع تقدير كبار المؤلفين في التراجم من حين تأليفه، فكتبوا عليه شروحهم واستدراكاتهم وملاحظاتهم العلمية، حتى أضحت هذه الشروح والاستدراكات والملاحظات تشكل قائمة طويلة نذكر طرفا منها فيما بعد. وقد خدم الحر العاملي خدمة جليلة بتأليفه هذا السفر القيم القائمين بالتأليف في التراجم في العصور المتأخرة، إنه حفظ أسماء كادت ان تنسى وأثبت تراجم عديدة مفصلة ومختصرة من العامليين وغيرهم كدنا أن نفقدها لولا هذا الكتاب. ولو أن كل شخص من العلماء كان يقوم بتأليف كتاب شبيه بكتاب أمل الآمل في جمع أسماء شخصيات قطر خاص لكان عندنا الآن ثروة لا يستهان بها من التراجم والآثار القيمة واسماء اللامعين ممن مضوا مع التأريخ ونسيت أسماؤهم واندرست آثارهم. سبب تأليف الكتاب يقول المؤلف في الفائدة التاسعة من خاتمة كتابه هذا: " اعلم أني في السنة التي قدمت فيها المشهد الرضوي - وهي سنة
________________________________________
[ 54 ]
1073 - وعزمت على المجاورة به والاقامة فيه رأيت في المنام كأن رجلا عليه آثار الصلاح يقول لي: لاي شئ لا تؤلف كتابا تسميه أمل الآمل في علماء جبل عامل ؟ فقلت له: إني لا أعرفهم كلهم ولا أعرف مؤلفاتهم وأحوالهم كلها. فقال: انك تقدر على تتبعها واستخراجها من مظانها. ثم انتبهت وتعجبت من هذا المنام وفكرت في أن هذا بعيد من وساوس الشيطان ومن تخيلات النفس، ولم يكن خطر ببالي هذا الفكر من قبل أصلا فلم التفت إلى هذا المنام، فانه ليس بحجة شرعا ولا هو مرجح لفعل شئ أو تركه، فلم أعمل به مدة أربع وعشرين سنة لعدم الاهتمام بالمنام وللاشتغال بأشغال أخر. ثم خطر ببالي أن أفعل ذلك لاسباب كثيرة أشرت إلى بعضها في المقدمات ". ويقول المؤلف في الاسباب التى دعته إلى جمع وتأليف الكتاب في مقدمته: " قد خطر في خاطري وبالي، ومر بفكري وخيالي أن أجمع علماء جبل عامل ومؤلفاتهم وباقي علمائنا المتأخرين ومصنفاتهم، إذ لم أجدهم مجموعين في كتاب، وان وجد بعضهم في كتب الاصحاب ". ويأتي بعد معرفة السبب في تأليف الكتاب دور السؤال عن السبب الذي حدى الحر إلى تقديم علماء جبل عامل على سائر العلماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي وذكر كل من الصنفين في قسم خاص به ؟ فيضع المؤلف فائدة من فوائد المقدمة - وهي الفائدة السابعة - للاجابة على هذا السؤال. وملخص الاسباب هو: قضاء حق الوطن، ودخول جبل عامل في الارض المقدسة أو الاتصال بها، واقدمية تشيع أهالي جبل عامل بالنسبة إلى غيرهم، وكونها بلاد مباركة، وكون طائف قطعة منها، وكثرة من
________________________________________
[ 55 ]
خرج من جبل عامل من العلماء والفضلاء والصلحاء وأرباب الكمال، وكثرة من دفن فيها من الانبياء والاوصياء والعلماء والصلحاء. تقسيم الكتاب قسم شيخنا الحر هذا الكتاب إلى قسمين، هما: القسم الاول - يختص بتراجم علماء جبل عامل، وأسماه ب‍ " أمل الآمل في علماء جبل عامل "، وفيه ما يربو على مائتي ترجمة، وقد حاول المؤلف أن يجمع كل التراجم المختصة بعلماء جبل عامل، حتى الذين لم يقطنوا في جبل عامل بل كانوا ينسبون إليه فقط، أو الذين ليسوا من جبل عامل وإنما قطنوا فيه مدة من الزمن، بل أدخل في جبل عامل قرى وأماكن تعد خارجة عن هذا القطر ولكنها مجاورة له. وقد فات المؤلف ذكر تراجم بعض الاعلام ممن هو من جبل عامل، بل ممن هو من أسلاف الحر بالذات، وكنا نود أن نجمع هذه التراجم ونلحقها بآخر القسم الاول، إلا أن بعض العوائق منعنا عن هذا العمل فأرجأناه إلى طبعة مقبلة انشاء الله تعالى. ومما يستحسن من المؤلف أنه توسع في هذا القسم في كتابه التراجم فذكر المواليد والوفيات ونبذا من الاشعار والمؤلفات وغيرها مما يختص بحياة المترجم له. وقدم للكتاب مقدمة طويلة فيها اثنتى عشرة فائدة، ذكر فيها: مكانة الرواة والمحدثين، وجواز الخوض في أحوال الرجال، وكيفية معرفة العدالة، والتنديد بمن يرى لنفسه الفضل عندما يستدرك شيئا على من سبقه، وتفضيل المتقدمين على المتأخرين وبالعكس، ووجه الاهتمام بجميع العلماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي، ووجه تقدم علماء جبل عامل على غيرهم من
________________________________________
[ 56 ]
العلماء، وكثرة التتبع في أحوال العلماء المتأخرين، ووجوب العمل بأخبار الثقات وأحاديث كتب الامامية المعتمدة، والمصادر التي ينقل عنها المؤلف، وأن الشعر والفصاحة من مزايا العلماء، وانه يروي عن اكثر معاصريه وهم يروون عنه. القسم الثاني - ويذكر فيه العلماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي وبعض المعاصرين له ومن قارب زمانه غير علماء جبل عامل حيث ذكرهم في القسم الاول، وسمى هذا القسم: ب‍ " تذكرة المتبحرين في العلماء المتأخرين ". وفي هذا القسم ما يقارب الالف ترجمة، ولكنه فات الحر أيضا ذكر بعض التراجم فيه، وقد اعتذر عن عدم ذكر البعض بأنه أراد ذكر المهمين فقط، فقال: " واقتصرت على المعاصرين للشيخ والمقاربين لزمانه، ولم أذكرهم كلهم لان الغرض الاهم ذكر المتأخرين عنه إلا في أهل جبل عامل " (1). وتختلف طريقة المؤلف في كتابه التراجم في القسم الثاني عن طريقته في القسم الاول، إذ كان يهتم بالتوسع في الترجمة وذكر النقاط الهامة في القسم الاول، وبالعكس في هذا القسم ذكر بعض التراجم بصورة مختصرة جدا حتى لا تتجاوز الترجمة عن سطرين أو ثلاثة اسطر، وأهمل كثيرا تاريخ الميلاد والوفاة والنقاط الهامة التى كان من اللازم ذكرها مع وجودها في نفس المصدر الذي ينقل عنه. وشفع المؤلف هذا القسم بخاتمة طويلة فيها اثنتى عشرة فائدة، ذكر فيها: الكتب المجهولة التي ذكرها ابن شهر آشوب، وأنه ذكر أسماء من معالم العلماء ولم تكن في مصدر آخر، وأنه ذكر جماعة ولم يعلم انهم
________________________________________
(1) أمل الآمل 1 / 19. [ * ]
________________________________________
[ 57 ]
ممدوحون أو مذمومون، والسبب في عدم ذكره لاسماء العامة الذين لهم مؤلفات توافق عقائد الشيعة، وذكر جماعة اشتهروا بألقابهم، وأهم الطرق لشيوخ الرواية والحديث، وطريق المؤلف في الاجازة والرواية، وسبب النقل عن كتب بعض العامة، وما رآه المؤلف في النوم من الحث على تأليف كتاب أمل الآمل، وأن كتاب الامل متمم لكتاب ميرزا محمد بن علي الاسترابادي في الرجال، وتأصل مذهب الشيعة الامامية.. ومع أننا نأسف على عدم ذكر المؤلف لبعض التراجم واهمال بعض الاسماء واخلاله بكثير من التراجم من جهة عدم ذكره لكثير من النواحي المهمة.. مع هذا كله نقدر الجهود العظيمة التي بذلها في سبيل تأليف هذا السفر القيم، ولولاه لفقدنا كثيرا من هذه الاسماء والتراجم - كما قلنا سابقا. مع فهرست منتجب الدين ذكر المؤلف في ترجمة الشيخ علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين ابن بابويه القمي الشهير ب‍ " منتجب الدين " أنه نقل في هذا الكتاب كل ما في الفهرست لمنتجب الدين، ولكنا عندما قابلنا التراجم التي ينقلها المؤلف عن الفهرست ترجمة ترجمة رأينا في الفهرست تراجم فاتت المؤلف، ويمكن أن يكون السبب في فوت هذه التراجم عدم تنظيم الفهرست تنظيما دقيقا، فربما تذكر الترجمة في غير الحرف الذي يجب أن تكون فيه، أو يذكر بعض الاشخاص بكناهم أو ألقابهم في مكان الاسماء وبالعكس. وعلى كل حال نذكر فيما يلي التراجم التي هي موجودة في نسخة العلامة الشيخ محمد الرشتي - التي نصفها فيما سيأتي - إضافة على ما نقله المؤلف في هذا الكتاب من غير تصرف في نص التراجم:
________________________________________
[ 58 ]
1 - القاضي سديد الدين أبو محمد الحسن بن علي الدوريستي نزيل قاشان. فقيه صالح. 2 - السيد شمس الدين الحسن بن علي بن عبد الله الجعفري [ فاضل ] صالح. 3 - السيد تاج الدين سيف النبي بن طالب كيا الحسيني. عالم واعظ. 4 - فضل الله أبو القاضي عبد الجبار. فقيه صالح. 5 - الشيخ ظهير الدين أبو زيد الفضل بن أبي يعلى الحسني القزويني فاضل. 6 - الشيخ الامام تاج الدين محمد بن الشيخ الامام جمال الدين أبي الفتوح الحسين بن علي الخزاعي. فاضل ورع. 7 - القاضي علاء الدين محمد بن أسعد بن علي بن هبة الله بن دعويدار. وجيه فاضل. وهذا غير محمد بن سعد بن هبة الله بن دعويدار الذي ترجم له في هذا الكتاب 2 / 274، وهو أيضا مترجم عند منتجب الدين في نسخة ج. 8 - القاضي ظهير الدين أبو المناقب بن علي بن هبة الله بن دعويدار فقيه قاضي قم. 9 - القاضي صفي الدين المؤيد بن مسعود بن عبد الكريم. عدل وقد ترجم المؤلف في القسم الثاني لمسعود بن عبد الكريم، ولا يبعد أن يكون أبا لمؤيد هذا. 10 - أخوه الاجل زين الدين المسافر بن الحسين. فاضل صالح. يعنى ب‍ " أخوه " الاجل شهاب الدين محمد بن الحسين بن أعرابي العجلي الذي هو مترجم في هذا الكتاب 2 / 266.
________________________________________
[ 59 ]
ما ألف حول الكتاب لقد سبق وان قلنا ان هذا الكتاب نال اعجاب وتقدير المؤلفين في التراجم وأصبح مرجعا هاما يرجع إليه أرباب القواميس الرجالية من يوم تأليفه حتى الآن، وهذا الاقبال الشديد سبب كتابة كثير من التتمات والحواشي والتعليقات عليه، وكتب أناس بعض الانتقادات الواردة فيه. وكنا قد أعددنا ثبتا هاما لهذه الكتب، إلا انه قد فقد عند طبع هذه المقدمة، ولعدم المجال للرجوع إلى المصادر مرة ثانية لجمع تلك الاسماء بأجمعها نكتفي فيما يلي بذكر ما اثبته العلامة الحجة الشيخ آقا بزرك الطهراني في كتابه " مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ": 1 - (تتميم أمل الآمل) للسيد الامير ابراهيم التبريزي القزويني الحسيني المتوفى سنة 1149 (1). 2 - (حواشي أمل الآمل) له أيضا (2). 3 - (منتخب أمل الامل) للشيخ محمد ابراهيم التبريزي الشيرازي من علماء القرن الرابع عشر، انتخب كتابه هذا من الامل في مشهد الرضا عليه السلام سنة 1299 ه‍ (3) 4 - (التعليقة على أمل الآمل) للمولى محمد باقر المجلسي صاحب بحار الانوار المتوفى سنة 1110 أو 11 (4). 5 - (منتخب أمل الآمل) للمولى محمد تقي الكلبايكاني النجفي
________________________________________
(1) مصفى المقال ص 7. (2) = = = 7. (3) = = = 11. (4) = = = 93. [ * ]
________________________________________
[ 60 ]
المتوفى سنة 1292 (1). 6 - (تكملة أمل الآمل) للسيد حسن الصدر المتوفى ليلة الخميس 11 ربيع الاول سنة 1354 (2). 7 - (الحواشي على أمل الآمل) له ايضا (3). 8 - (تتميم أمل الآمل) للسيد عبد العلي الطباطبائي، الحائري أدرج فيه من ذكر في جامع الرواة من معاصري الشيخ الحر أو من قارب عصره ولم يترجمهم الحر في كتابه الامل (4). 9 - (حاشية أمل الآمل) له ايضا (5). 10 - (اشتباهات الامل) للميرزا عبد الله أفندي الجيراني الاصفهاني صاحب كتاب رياض العلماء (6). 11 - (اجازة) للسيد عبد الله الجزائري التستري المتوفى سنة 1173 والاجازة هذه لاربعة من علماء الحويزة، وقد جعلها المجيز كتكملة لكتاب أمل الآمل (7). 12 - (تتميم أمل الآمل) للشيخ عبد النبي القزويني اليزدي، وهو من معاصر السيد بحر العلوم وألف كتابه هذا بأمره سنة 1191 ه‍ (8).
________________________________________
(1) مصفى المقال ص 98. (2) = = = 131. (3) = = = 131. (4) = = = 232. (5) = = = 232. (6) = = = 240. (7) = = = 246. (8) = = = 253. [ * ]
________________________________________
[ 61 ]
13 - (تتميم أمل الآمل) للسيد محمد البحراني آل أبي شبانة من أعلام القرن الثاني عشر (1). منه نسخة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف. 14 - (تعليقات على الامل) للسيد نعمة الله الجزائري التستري المتوفى سنة 1112 ه‍ (2). تحقيق الكتاب رجعنا في تحقيق الكتاب إلى: 1 - نسخة من الكتاب في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف برقم (245) مخطوطات ط 21 سم ع 13 سم، وهي في 186 ورقة، وتختلف أسطر الصحائف بين 17 سطر و 22 سطر، وخطها أقرب إلى النسخ تعليق إلا أنه ردئ، وهي التى نرمز إليها بحرف (ع) وقد صححت هذه النسخة على النسخة الرابعة من المسودة الثالثة بخط المؤلف، حيث نجد هذا النص في آخرها: " وفرغ من كتابة هذه النسخة الرابعة من المسودة الثالثة في أوائل شعبان من السنة المذكورة - اي سنة 1097 - وكتب مؤلفه محمد الحر عفي عنه ". ثم يقول كاتب النسخة ومصححها: " وصححت أنا كتابي هذا من نسخة كتبت من تلك النسخة، حرره كاتبه السيد كاظم المشهور بحاجي آقا ميرزا رحمه الله برحمته ". والذي يظهر من قراءة هذة النسخة أن الذي قابل النسخة كان من
________________________________________
(1) مصفى المقال ص 432. (2) = = = 483. [ * ]
________________________________________
[ 62 ]
العلماء المعنيين بالمخطوطات، ومقابلاته وتصحيحاته جاءت بنهاية الدقة ولاتقان، حتى أن في بعض الامكنة قد كتب في الهامش " ينظر " إشارة إلى المراجعة إلى كتب اخرى توضح الكلمة أو الاسم الذي قد شك المصحح في صحته، كما انه إلى جانب اكثر السطور قد جعل علامة () x للتأكد من الصحة عند المراجعة، وجاءت الاضافات أو التغييرات في بعض الصحائف كثيرة بحيث أصبح من المتعسر قراءة الصحيفة. وفي بعض الصحائف بلاغات، ولكن ليس معها التاريخ أو الامضاء كما اعتاد بعض العلماء من جعلهما إلى جنب كلمة " بلغ ". وقد كتبت بعد التصحيحات كلمة " صح "، وذلك تمييزا لما ربما يكتب المصحح نفسه بعض التعاليق في هامش الكتاب حيث يكتب بعد هذه التعاليق " لمحررها سيد ميرزا "، وقد أثبتناها في مواقعها. وفي هذه النسخة نجد تراجم كثيرة لم توجد في غيرها من النسخ، ولكن اكثر هذه التراجم زيدت في الهوامش لا في الاصل، وقد اشرنا إلى هذه التراجم في مواضعها من الكتاب. وفي النسخة بعض الصحائف أو الاوراق البيضاء وقد كتب عليها " بياض صح " إشارة إلى أن البياض اشتباه من الكاتب وليس نقصا في الكتاب. ومن المؤسف أن أوراقا كثيرة في القسم الثاني من هذه النسخة مفقودة وهي تبدأ من باب الدال إلى ترجمة قريشي بن سبيع، انظر مطبوعتنا من 2 / 113 إلى 2 / 218. وعلى كل حال هذه نسخة ممتازة كان اكثر اعتمادنا عليها. 2 - نسخة أخرى من الكتاب في مكتبة آية الله الحكيم أيضا برقم (457) مخطوطات ط 15 سم ع 11 سم، وهي في (178) ورقة،
________________________________________
[ 63 ]
وفي كل صفحة 19 سطر، وخطها نسخ جيد إلا أنها كثيرة الاخطاء والتصحيفات والسقطات جدا، وهي التي نرمز إليها بحرف (م). ولم تصحح هذه النسخة بالمقابلة وغيرها، الا أنها كانت في ملك الشيخ فرج الله بن محمد الحويزي المترجم في الكتاب نفسه في 2 / 215 من نسختنا المطبوعة، وقد كتب المالك بعض التعاليق في الهامش أهمها اسماء مؤلفاته في ترجمته ولكن لم نقدر على قراءتها كما اشرنا إلى ذلك في هامش 2 / 216، وكتب أيضا في هامش ترجمته " لنا لقب مشهور في شيراز، وهو شيخ الوقت وكأن المصنف لم يطلع عليه - فرج الله بن محمد الحويزي " وقد اثبتنا اكثر تعاليقه في هوامش مطبوعاتنا. وكانت هذه النسخة من جملة مخطوطات مكتبة العلامة المرحوم الشيخ محمد السماوي، وقد كتب السماوي بخطه في أول النسخة " كتاب أمل الآمل وتذكرة المجتهدين بخط مصنفه ظاهرا - مالكه محمد السماوي عفي عنه ". وكتب في آخر الكتاب ايضا ": الظاهر أن هذا خط يد المصنف رحمه الله تعالى ". والذي يبدو أن هذا الاشتباه حصل للشيخ السماوي من ديوان الشيخ الحر العاملي الذي كان في مكتبة السماوي ايضا وقد كتب الحر عليه بخطه " ديوان شعر الفقير إلى الله الغني محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي عامله الله بلطفه الخفى " وكتب ايضا بخطه في زاوية الصفحة نفسها " مالكه كاتبه ناظمه " ثم ختم الحر. ويشبه خط الديوان إلى حد كبير خط نسخة م، فظن السماوي أن نسخة م هي بخط الحر أيضا، إلا أن الديوان قد كتب بخط شخص لم نعرفه لنقص الديوان، وقد قرأ الحر هذا الديوان وصححه وأضاف عليه في الهوامش كثيرا من شعره الذي لم يكتب فيه وكتب على الصفحة الاولى
________________________________________
[ 64 ]
الكتابات التي ذكرناها، وخط الحر يختلف اختلافا كبيرا عن خط الديوان كما ترى صفحة منه في آخر هذه المقدمة، وكيفية خط الكتابات التي ذكرناها أحسن دليل على أن الديوان ليس بخط الحر، فكيف اشتبه السماوي هذا الاشتباه الكبير ؟ ! وفي آخر هذه النسخة ورقة قديمة جدا تختلف عن الكتاب من جهة الخط والورق فيها أسماء المشايخ من الشيعة، أولهم علي بن ابراهيم وآخرهم الشهيد الثاني. 3 - كان عند العلامة السيد محسن الامين العاملي نسخة من كتاب الامل مخطوطة كتبت على نسخة المؤلف كما يذكر ذلك مكررا في أعيان الشيعة، وحاولنا الحصول على صورة منها فلم نوفق إلى ذلك، فأخذنا بمقابلة أكثر التراجم على أعيان الشيعة، واستفدنا من أجزاء الاعيان كثيرا إلا الاجزاء التي طبعت بعد وفاة المرحوم الامين حيث كان فيها الخلط والخبط ولم تذكر فيها التراجم أو ذكرت ولكن لم ينقل فيها عن الامل شيئا. 4 - لم نعثر على نسخة خطية مصححة من فهرست منتجب الدين الذي يدرج تراجمه الحر في كتابه أمل الآمل، والنسخة المدرجة في كتاب بحار الانوار كثيرة الاخطاء جدا ولا يمكن الرجوع إليها، فكان المرجع الوحيد لنا في تصحيح هذا الفهرست نسخة العلامة الاستاذ الشيخ محمد الرشتي التي كتبها وصححها على عدة نسخ وأتعب نفسه كثيرا في تحقيقها وتصحيحها والرجوع إلى القواميس والكتب الرجالية والتاريخية وغيرها وهو الآن يهئ نسخته هذه للطبع، وقد رمزنا إليها بحرف (ج). 5 - قلنا إن هذا الكتاب طبع مع منتهى المقال للشيخ أبي علي سنة 1302 ه‍ ومع كتاب منهج المقال لميرزا محمد سنة 1304 ه‍، ونظرا إلى عدم الاختلاف بين هاتين الطبعتين كان رجوعنا إلى النسخة المطبوعة
________________________________________
[ 65 ]
مع منهج المقال، ونعبر عن هذه النسخة ب‍ " النسخة المطبوعة " أو " المطبوعة ". * * * هذا وأرجعنا ما نقله المصنف إلى مصادره - إلا قليلا - وذكرنا في الهامش ما وجدنا من الاختلاف بين النسخ أو المصادر، وأثبتنا ما أمكننا إثباته من تاريخ الولادة ومحل الوفاة وما إلى ذلك من النقاط الهامة. شكر وتقدير وفي الختام لا يسعني إلا أن أزجي شكري المتواصل وثنائي العاطر إلى من آزرني في عملي هذا، وأخص بالذكر: 1 - الاستاذ العلامة الشيخ محمد الرشتي الذي وضع تحت يدي نسخته الثمينة من فهرست منتجب الدين في حين كان يعده للطبع، وهذة مساعدة قيمة أقدرها كل تقدير وأرجو الله تعالى أن يديم وجوده النافع. 2 - أسرة مكتبة آيه الله الحكيم العامة في النجف الاشرف، وعلى رأسها أمين المكتبة العام أخي الاستاذ السيد محمد تقي السيد محمد علي الحكيم وأمين الفروع الاخ الاستاذ الشيخ محمد مهدي نجف، إذ كان لهما الفضل في تهيئة المصادر المطبوعة والمخطوطة حتى في الوقت الذي كانت أعمال المكتبة والمراجعات مجمدة للانشغال بالبناء الجديد والنقل والتنظيم، ولا أنسى مدى العمر هذا الفضل العظيم. 3 - الوجيه الكبير الاستاذ أبو ذر الحاج حسن صاحب (مكتبة الاندلس) الذي كان له الفضل في إحياء هذا الاثر العلمي القيم. 4 - أصحاب مطبعة الآداب الذين بذلوا جهودهم المشكورة في إخراج الكتاب بهذه الحلة القشيبة.
________________________________________
[ 66 ]
فإلى هؤلاء السادة أقدم شكرى وإلى القارئ الكريم أقدم عذرى عما وقعت فيه من الخطأ والزلل. النجف الاشرف 3 شهر رمضان 1385 ه‍ السيد احمد الحسيني
________________________________________
[ 1 ]
أمل الآمل تأليف الشيخ محمد بن الحسن (الحر العاملي) المتوفى سنة 1104 ه‍ تحقيق السيگ احمد الحسيني القسم الاول مكتبة الاندلس شارع المتنبي بغداد
________________________________________
[ 2 ]
مطبعة الاداب. النجف الاشرف
________________________________________
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله منتهى أمل الآملين. مضاعف عمل العلماء العاملين، الذي رفع منازل الرجال على قدر رواياتهم لعلوم النبي والآل، عليهم أشرف الصلوات من الله الكبير المتعال. وبعد: فيقول الفقير إلى الله الغني محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي المشغري: قد خطر في خاطري وبالي ومر بفكري وخيالي ان أجمع علماء جبل عامل ومؤلفاتهم وباقي علمائنا المتأخرين ومصنفاتهم، إذ لم أجدهم مجموعين في كتاب، وإن وجد بعضهم في كتب الاصحاب. والله الهادي إلى الصواب. وينقسم الكتاب إلى قسمين، وتنتظم جواهره في سمطين، وسميته (أمل الآمل في علماء جبل عامل)، وان شئت فسمه (تذكرة المتبحرين في العلماء المتأخرين)، وان شئت فسم القسم الاول بالاسم الاول والقسم الثاني بالاسم الثاني. وقد أتعبت الفكر في جمعه وترتيبه، وبذلت الجهد في تحقيقه وتهذيبه وصرفت النظر نحو تحريره، أنفقت مدة طويلة في تحبيره، تسهيلا للاخذ والتناول، وتقريبا للتحصيل والتداول، وصرحت باسم المؤلفين والمؤلفات وما انقل منه من الاجازات والتصنيفات، لكثرة وقوع الاشتباه في الرموز والاشارات. ولابد من تقديم مقدمة فيها فوائد اثنتي عشرة تناسب المقصود:
________________________________________
[ 4 ]
(الاولى) (في انه ينبغي معرفة الرجال الذين يروون أحاديث النبي والائمة) (عليهم السلام) لا يخفى على المنصف ان أحوال الرواة من كونهم ثقات يؤمن منهم الكذب وكونهم علماء صلحاء زهادا عبادا فضلاء صادقين مؤلفين ونحو ذلك من القرائن الدالة على ثبوت رواياتهم وصحة أحاديثهم، فقد يكون خبر واحد واثنين من هؤلاء مفيدا للعلم، وقد يكون خبر الثلاثة والاربعة تواترا مفيدا للعلم فضلا عما زاد على ذلك العدد. وهذا أمر وجداني يجزم به العاقل في أخبار الدنيا والدين إذا خلا ذهنه عن شبهة وتقليد، ولا نقول انه كلي، فلا يرد علينا اعتراض. وقد صرح صاحب المعالم وغيره من المحققين بأن أحوال الرواة من جملة القرائن المفيدة للعلم (1)، وقد ورد في النص المتواتر عنهم عليهم السلام: (ان طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا وان الله يحب بغاة العلم) (2) وقال الصادق عليه السلام: (اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا) (3). وكتب صاحب الزمان عليه السلام إلى بعض الشيعة: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)
________________________________________
(1) أنظر معالم الدين في الاصول ص 204. (2) الكافي 1 / 30 - 31. وقد نقل هذا الحديث صاحب المعالم في ص 9 عن الكافي وزاد فيه (ومسلمة). (3) رجال الكشي ص 9. (*)
________________________________________
[ 5 ]
رواه الطبرسي في الاحتجاج والصدوق في إكمال الدين والشيخ في الغيبة وغيرهم (1). وقال الصادق عليه السلام: (لولا زرارة ونظراؤه لظننت أن احاديث أبي ستذهب) (2). وقال عليه السلام: (اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا) (3). وسئل أبو جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: (فلينظر الانسان إلى طعامه) قال: (علمه الذي يأخذه عمن يأخذه) (4). وقال أبو الحسن عليه السلام: (لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا، فانك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم) (5). وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم إرحم خلفائي). قيل: يارسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال: (الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنتي ويعلمونها الناس بعدي) - رواه الصدوق في آخر الفقيه (6)
________________________________________
(1) الاحتجاج للطبرسي ص 263، اكمال الدين ص 189، الغيبة ص 163. (2) رجال الكشي ص 122. (3) رجال الكشي ص 9. (4) رجال الكشي ص 11. (5) رجال الكشي ص 10. (6) انظر من لا يحضره الفقيه 4 / 302 وليس فيه (ويعلمونها الناس بعدي)، كما لم توجد هذه الجملة في بعض النسخ المخطوطة من كتاب من لا يحضر التي راجعناها. (*)
________________________________________
[ 6 ]
وروي (هل الدين إلا معرفة الرجال ؟) وهذا يحتمل أن يراد به معرفة الانبياء والائمة عليهم السلام، ويحتمل العموم بحيث يشمل العلماء. وجملة الكتاب والسنة والاخبار في ذلك كثيرة جدا. (الثانية) في انه يجوز الخوض في أحوال الرجال من الرواة والمصنفين ومدحهم وذمهم، بل يجب، وقد أشرنا إليه سابقا. ومن نظر في كتب الرجال - خصوصا كتاب الكشي - وفي سائر كتب الحديث علم أن الائمة عليهم السلام كانوا يعتنون ويهتمون بمدح الرواة والثقات وتوثيقهم والامر بالاخذ عنهم والعمل برواياتهم، وذم المخالفين لاهل البيت عليهم السلام فقد تجاوز حد التواتر، وورد النهي البليغ المستفيض عن الائمة عليهم السلام عن تتبع طريقهم وكتبهم ورواياتهم (1) (الثالثة) قال الشهيد الثاني الشيخ زين الدين قدس سره في شرح دراية الحديث: تعرف عدالة الراوي بتنصيص عدلين عليها أو بالاستفاضة، بأن تشتهر عدالته بين أهل النقل وغيرهم من أهل العلم كمشايخنا السالفين من عهد الشيخ محمد ابن يعقوب الكليني وما بعده الى زماننا هذا، ولا يحتاج أحد من هؤلاء المشهورين إلى تنصيص على تزكيته ولا تنبيه على عدالته، لما اشتهر في كل
________________________________________
(1) في هامش ع هكذا: (لا يخفى ان الواقفة والزيدية والفطحية وأمثالهم من فرق الشيعة، صرح به جماعة من علمائنا في كتاب الوقف وغيره، وان ما رواه الشيعة عن المخالفين ودونوه في الكتب المعتمدة وشهدوا بثبوته عموما أو خصوصا من جملة روايات الشيعة، فلا يدخل في النهي - منه منه). (*)
________________________________________
[ 7 ]
عصر من ثقتهم وضبطهم وورعهم زيادة على العدالة، وانما يتوقف على التزكية غير هؤلاء [ من الرواة الذين لم يشتهروا بذلك، ككثير ممن سبق على هؤلاء، وهم طرق الاحاديث المدونة في الكتب غالبا ] (1) - انتهى (2) وهو كلام جيد جدا يظهر صدقه بالتتبع. والجماعة الذين تأخروا عن زمان الشهيد الثاني إلى زماننا هذا أيضا كذلك بل بعضهم أوثق من بعض المتقدمين عليه - فليفهم. وروي عدة أحاديث في مدح الشيعة الذين يكونون في زمن الغيبة كما يأتي. (الرابعة) قال ابن إدريس في آخر السرائر: لا ينبغي لمن استدرك على من سلف أو سبق إلى بعض الاشياء أن يرى لنفسه الفضل عليهم، لانهم إنما زلوا حيث زلوا لاجل انهم كدوا أفكارهم وشغلوا زمانهم في غيره ثم صاروا إلى الشئ الذي زلوا فيه بقلوب قد كلت ونفوس قد سئمت وأوقات ضيقة ومن جاء بعدهم قد استفاد منهم ما استخرجوه ووقف على ما أظهروه من غير كد ولا كلفة، وحصلت له بذلك رياضة واكتسب قوة، فليس بعجب إذا صار إلى حيث زل فيه من تقدم، وهو موفور القوى متسع الزمان لم يلحقه ملل ولا خامره ضجر أن يلحظ ما لم يلحظوه ويتأمل ما لم يتأملوه، ولذلك زاد المتأخرون على المتقدمين، ولهذا كثرت العلوم بكثرة الرجال
________________________________________
(1) هذه الزيادة نقلت من الاصل في هامش م وكتب بعدها هذه العبارة: (انتهى كلام الشيخ زين الدين هنا وكان الاولى التوقف عليه). (2) انظر شرح الدراية ص 69 وتختلف الالفاظ فيه عما هنا بعض الاختلاف اليسير. (*)
________________________________________
[ 8 ]
واتصال الزمان وامتداد الآجال، فربما لم يشبع القول في المسألة المتقدم على ما أورده المتأخر، وإن كان بحمد الله بهم نقتدي وعلى أمثلتهم نهتدي - انتهى (1). وهو كلام حسن. وقال بعض علمائنا المتأخرين: ان كان للمتقدمين علينا فضل بإنشاء العلوم فلنا عليهم فضل بتهذيبها. ولا يخفى أن فوائد كتب المتأخرين وتحقيقاتها أكثر غالبا ونقل القدماء أوثق غالبا. وأيضا انه إنما اندرست أكثر كتب المتقدمين لوجود ما يغنى عنها. بل ما هو أنفع منها من كتب المتأخرين. (الخامسة) قد كثر القول من الفصحاء والبلغاء والشعراء في تفضيل المتقدمين على المتأخرين وعكسه. ولا يخفى ان مجال القول في ذلك واسع، وكلا القولين حسن في المقامات الخطابية، وأما في مقام الاستدلال والتحقيق فلا بد من القول بأن بين الفريقين عموما وخصوصا من وجه، فلا ينبغي تفضيل أحد الفريقين على الآخر مطلقا، ولقد أحسن بعض الشعراء في ذلك حيث قال: قل لمن لا يرى المعاصر شيئا * ويرى للاوائل التقديما - ان ذاك القدم كان حديثا * وسيغدو هذا الحديث قديما - (السادسة) روى ابن بابويه في أواخر الفقيه وفي كتاب إكمال الدين بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال في وصيته لعلي: (يا علي أعجب الناس
________________________________________
(1) انظر آخر السرائر وفيه بعض الاختلاف اليسير في الالفاظ. (*)
________________________________________
[ 9 ]
إيمانا وأعظهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض) (1). وفي تفسير الامام الحسن العسكري عليه السلام قال: قال علي بن محمد عليه السلام: (لولا ما يبقى بعد غيبة قائمنا من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب الذين يمسكون قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك السفينة سكانها لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، أولئك هم الافضلون عند الله عزوجل) (2). [ وروى ابن بابويه في كتاب إكمال الدين عن علي بن عبد الله الوراق عن محمد بن هارون عن عبد الله بن موسى عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن صفوان بن يحيى عن ابراهيم بن أبى زياد عن أبي خالد
________________________________________
(1) من لا يحضره الفقه 4 / 265، إكمال الدين ص 168 وفيه (يا علي واعلم ان) و (وحجبتهم الحجة). وجاء هذا التعليق في هامش ع على هذا الحديث: (فيه تصريح بإفادة بعض الكتب والاخبار المعتمدة العلم واليقين، لان الايمان ليس بظني بل هو أعظم اليقين كما صرح به، وهو واضح، ومثله كثير جدا ليس هذا محل جمعه - منه). (2) جاء الحديث في التفسير ص 160 هكذا: (وقال علي بن محمد عليه السلام لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقى أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الافضلون عند الله عزوجل). (*)
________________________________________
[ 10 ]
الكابلي (1) عن علي بن الحسين عليه السلام - في حديث طويل في النص على الائمة عليهم السلام إلى ان قال: ثم تشتد الغيبة (2) بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله بعده (3). يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لان الله أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف، أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا (4). ورواه الطبرسي في الاحتجاج عن أبي حمزة، ورواه الراوندي في قصص الانبياء، ورواه الفضل بن شاذان في رسالة الرجعة عن صفوان بن يحيى ببقية السند، ورواه الصدوق أيضا عن جماعة من مشائخه عن أحمد ابن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسني مثله ] (5) وفي [ هذا المعنى ] (6) أحاديث كثيرة متفرقة في أماكنها من كتب الحديث. ومن هنا مع ما تقدم ويأتي يظهر وجه اهتمامنا بجمع العلماء المتأخرين
________________________________________
(1) في المصدر (عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي). (2) في المصدر (ثم تمتد الغيبة) وكذا في الاحتجاج. (3) في المصدر (والائمة بعده) وكذا في الاحتجاج. (4) انظر إكمال الدين ص 185، والطريق الثاني لابن بابويه أيضا في نفس الكتاب والصفحة، وانظر الاحتجاج ص 173. (5) هذه الزيادة لم تكن في م. (6) في م: (معنى هذين الحديثين) وهذا باعتبار عدم ذكر حديث أبي خالد الكابلي فيه. (*)
________________________________________
[ 11 ]
عن الشيخ الطوسي [ وأحوالهم ] (1) ومحاسنهم ومؤلفاتهم حيث انه من المهمات، والمتقدمون على الشيخ مذكورون في كتب الرجال، وللمتأخرين امتياز من جهات قد عرفت بعضها، وان كان للمتقدمين امتياز من جهات أخر. ومن هذه الاحاديث تظهر صحة ما قاله الشهيد الثاني من تعديل المشهورين من علمائنا المتأخرين كما تقدم. (السابعة) قد عزمنا على تقديم ذكر علماء جبل عامل على باقي علمائنا المتأخرين لوجوه: (أحدها) قضاء حق الوطن، لما روي (حب الوطن من الايمان) وروي (من إيمان الرجل حبه لقومه). (وثانيها) أنها داخله في الارض المقدسة أو متصلة بها، كما يظهر من الاخبار ومن أقوال أكثر المفسرين في قوله تعالى: (ادخلوا الارض المقدسة) (2). روى العياشي في تفسيره عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: ان الله قال: (ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم) يعني الشام (3). وروى الحميرى في قرب الاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال قلنا له: ان أهل مصر يزعمون ان بلادهم مقدسة... إلى ان قال: فقال: لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضى عنهم
________________________________________
(1) الزيادة من ع وم. (2) سورة المائدة آيه 21. (3) تفسير العياشي 1 / 305 - 306. (*)
________________________________________
[ 12 ]
إلا أخرجهم منها [ إلى غيرها ] (1)، ولقد أوحى الله إلى موسى عليه السلام ان يخرج عظام يوسف منها (2) - الحديث (3). [ وروى الصدوق في الفقيه قال: قال الصادق عليه السلام: إن الله أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام ان أخرج عظام يوسف من مصر ] (4) إلى ان قال: فلما اخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك تحمل اهل الكتاب موتاهم إلى الشام (5). ويظهر من هذين الحديثين (6) ايضا ان الارض المقدسة الشام. وروى الكليني عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد (7) الكناسي عن ابي جعفر عليه السلام في حديث قال: اوحى الله إلى موسى (8) ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن تخرج منها إلى الارض المقدسة بالشام (9). وقال الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الارض المقدسة: هي بيت المقدس عن ابن عباس والسدي وابن زيد، وقيل هي دمشق وفلسطين
________________________________________
(1) الزيادة من م وع وقرب الاسناد. (2) في النسخة المطبوعة (من مصر). (3) قرب الاسناد ص 220. (4) الزيادة من ع وم. (5) من لا يحضر 1 / 121 - 122. (6) يقصد حديث قرب الاسناد والفقيه. (7) في النسخة المطبوعة وم (زيد) والتصحيح من ع والكافي وكتب التراجم. (8) في الكافي (ان الله عز ذكره اوحى إلى موسى). (9) الكافي 8 / 155. (*)
________________________________________
[ 13 ]
وبعض الاردن عن الزجاج والفراء، وقيل هي الشام عن قتادة. وقيل هي ارض الطور وما حوله عن مجاهد - انتهى (1). وقد عرفت ان الموافق لتفسير الائمة عليهم السلام انها الشام. [ وقد ذكر بعض المحققين أن عاملة اسم احد اولاد سبأ وانه سكن بهذا الجبل فنسب إليه. والله اعلم ] (2). (وثالثها) أن تشيعهم اقدم من تشيع غيرهم. فقد روي انه لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن من شيعة علي عليه السلام إلا اربعة مخلصون. سلمان، والمقداد، وابوذر، وعمار (3) ثم يتبعهم جماعة قليلون إثنى عشر، وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج حتى بلغوا ألفا وأكثر ثم في زمن عثمان لما اخرج أبا ذر إلى الشام بقي اياما فتشيع جماعة كثيرة ثم أخرجه معاوية إلى القرى فوقع في جبل عامل فتشيعوا من ذلك اليوم، ثم لما قتل عثمان وخرج أمير المؤمنين عليه السلام من المدينة إلى البصرة ومنها إلى الكوفة تشيع أكثر أهلها ومن حولها. ولما تفرقت عماله وشيعته كان كل من دخل منهم بلادا تشيع كثير من أهل تلك البلاد بسببه. ثم لما خرج الرضا عليه السلام إلى خراسان تشيع كثير من أهلها. وذلك مذكور في التواريخ والاحاديث. فظهر انه لم يسبق أهل جبل عامل إلى التشيع إلا جماعة محصورون من أهل المدينة. وقد كان ايضا في مكة والطائف واليمن والعراق والعجم شيعة قليلون، وكان أكثر الشيعة في ذلك الوقت أهل جبل عامل.
________________________________________
(1) مجمع البيان 2 / 178. (2) الزيادة من ع. (3) ذكر الكشي في رجاله أحاديث كثيرة دالة على ما ذكره المؤلف، انظر مثلا ص 12 - 37. (*)
________________________________________
[ 14 ]
(ورابعها) إنها بلاد مباركة، كما يظهر من قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) (1) وتلك البلاد متصلة ببلاد بيت المقدس. (وخامسها) ما ورد في الروايات المعتبرة عنهم عليهم السلام: ان ابراهيم عليه السلام لما دعا ربه بقوله: (ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات) (2) أمر الله جبرئيل فاقتطع قطعة من الاردن (3) - هي كورة من الشام - فطاف بها حول البيت سبعا فسميت الطائف. ثم وضعها في مكانها المعروف الآن، فكانت الغلات (4) والثمرات تجلب منها إلى مكة وما حولها إلى الآن (5).
________________________________________
(1) سورة الاسراء آية 1. (2) سورة إبراهيم آية 37. (3) في النسخة المطبوعة (من الارض). (4) الغلات جمع الغلة - بفتح الغين وتشديد اللام -: كل شئ يحصل من ريع الارض أو أجرتها أو نحو ذلك. (5) في هامش ع: (روى الصدوق في كتاب العلل عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن ابراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بإسناده قال: قال أبو الحسن عليه السلام في الطائف: أتدري لم سمي الطائف ؟ قلت: لا. قال: إن ابراهيم عليه السلام دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات فقطع لهم قطعة من الاردن فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله عزوجل في موضعها، فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت. قال في القاموس: (أردن) بضمتين وتشديد النون: كورة بالشام - انتهى. وموضعها الآن معروف، وأثر اقتلاع تلك الارض ظاهر في جبل عامل. وعن علي بن حاتم قال: حدثنا محمد بن جعفر وعلي بن سليمان قالا: حدثنا أحمد (*)
________________________________________
[ 15 ]
هذا ملخص ما روي في هذا المعنى، فهذه مزية واضحة وشرف ظاهر (وسادسها) كثرة من خرج من جبل عامل من العلماء والفضلاء والصلحاء وأرباب الكمال، وستعرف جملة منهم مع أني لم أطلع على الجميع ولا على مؤلفاتهم كلها، ولا يكاد يوجد من أهل بلاد أخرى من علماء الامامية أكثر منهم ولا أحسن تأليفا وتصنيفا، ولقد أكثر مدحهم والثناء عليهم القاضي نور الله في مجالس المؤمنين، وذكر انه ما من قرية هناك إلا وقد خرج منها جماعة من علماء الامامية وفقهائهم - انتهى (1). [ وقد سمعت من بعض مشايخنا انه اجتمع في جنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعون مجتهدا في عصر الشيهد وما قاربه، وستعرف إنشاء الله ان عدد علمائهم يقارب خمس عدد علماء المتأخرين، وكذا مؤلفاتهم بالنسبة إلى مؤلفات الباقين، مع أن بلادهم بالنسبة إلى باقي البلدان أقل من عشر العشر - أعني جزء من مائة جزء من البلدان - فظهر ما قلناه ] (2). (وسابعها) ما وجدته بخط بعض علمائنا ونقل انه وجده بخط الشيهد الاول نقلا من خط إبن بابويه عن الصادق عليه السلام انه سئل كيف يكون حال الناس في حال قيام القائم عليه السلام وفي حال غيبته ومن
________________________________________
ابن محمد قال: قال الرضا عليه السلام: أتدري لم سميت الطائف طائفا ؟ قلت: لا. قال: لان الله عزوجل لما دعاه إبراهيم أن يرزق أهله من كل الثمرات أمر بقطعة من الاردن فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمي الطائف. فلذلك سمي الطائف - صح) وانظر الحديثين في العلل 2 / 127. (1) مجالس المؤمنين ص 31. (2) الزيادة لم تكن في م. (*)
________________________________________
[ 16 ]
أولياؤه وشيعته من المصابين منهم (1) المتمثلين أمر أئمتهم والمقتفين لآثارهم والآخذين بأقوالهم ؟ قال عليه السلام: بلدة بالشام. قيل: يابن رسول الله ان أعمال الشام متسعة ؟ قال: بلدة بأعمال الشقيف أوتون وبيوت وربوع تعرف بسواحل البحار وأوطئة الجبال. قيل يابن رسول الله هؤلاء شيعتكم ؟ قال عليه السلام: هؤلاء شيعتنا حقا، وهم أنصارنا وإخواننا والمواسون لغريبنا والحافظون لسرنا، واللينة قلوبهم لنا والقاسية قلوبهم على أعدائنا، وهم كسكان السفينة في حال غيبتنا، تمحل البلاد دون بلادهم، ولا يصابون بالصواعق، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويعرفون حقوق الله ويساوون بين إخوانهم، أولئك المرحومون المغفور لحيهم وميتهم وذكرهم وانثاهم، ولاسودهم وأبيضهم وحرهم وعبدهم وان فيهم رجالا ينتظرون، والله يحب المنتظرين. فهذا الحديث - وان لم أجده في كتاب معتمد - لكنه لم يتضمن حكما شرعيا، وهو مؤيد للوجوه السابقة، وهي مؤيدة له وقرائن على ثبوت مضمونه. ولا يخفى أن المغفور لهم كلهم هم أصحاب الصفات المذكورة منهم، وهم بعضهم أو أكثرهم، وان المدح والذم من الخطابات (2) يحسن فيها المبالغة والبناء على الاغلب، وله نظائر كثيرة. (وثامنها) كثرة من دفن فيها من الانبياء والاوصياء والعلماء والصلحاء فانهم لا يعدون ولا يحصون.
________________________________________
(1) في النسخة المطبوعة هكذا: (ومن شيعته المصابين). (2) في م وع: (من المقامات الخطابية). (*)
________________________________________
[ 17 ]
(الثامنة) إعلم أنني تتبعت أحوال علمائنا المتأخرين جهدي بعد ما كانت أسماؤهم وأحوالهم ومؤلفاتهم متفرقة متشتة في كتبهم واجازاتهم وغيرها، وسمعت كثيرا منها من أفواه مشايخنا ومعاصرينا، فقد جمعت - بحمد الله - من أحوالهم ومؤلفاتهم ما لم يجتمع في كتاب، وسهلت الاطلاع على أحوالهم لمن أراده، وأنا اعتذر إليهم من التقصير في أداء حقوقهم، وسيأتي جملة من الكتب التي نقلت منها. (التاسعة) قد تواترت الاحاديث عنهم عليهم السلام بوجوب العمل بأخبار الثقات وبوجوب العمل بأحاديث كتب الامامية المعتمدة، وقد ذكرت جملة من تلك الاحاديث الشريفة في كتاب تفصيل وسائل الشيعة في أوائل كتاب القضاء (1)، والعلماء الذين أذكرهم هنا أكثرهم - أعني المشهورين - من جملة الثقات كما عرفت، وأكثر كتبهم من الكتب المعتمدة، لكن كتبهم المؤلفة في الحديث قليلة كما ترى، وان كانت أكثرها مشتملة على أحاديث كثيرة مثل كتب الاستدلال وغيرها. وينبغي أن يعلم ان ما تضمنت تلك الكتب من أحاديث الائمة عليهم السلام معتمد إلا أن يظهر انه مروى من طرق العامة أو الصوفية، فإن أكثر تلك الاحاديث أوردوها لغرض آخر، مثل الاستدلال على من يعتقدها بها أو نحو ذلك، والاحاديث التي يروونها عن النبي صلى الله عليه وآله
________________________________________
(1) انظر الوسائل 3 / 416 - 420. (*)
________________________________________
[ 18 ]
في كتب الاستدلال والاصولين (1) أكثرها من طرق العامة أو الصوفية إستدلوا بها على من يعتقد صحتها، فينبغي التوقف فيها ليظهر لها مؤيدات وموافقات من الاحاديث المعتمدة. لكن جميع ما أشرنا إليه من الاحاديث لابد ان يوجد لها من كلام الائمة عليهم السلام في الكتب المعتمدة مؤيدات أو معارضات، فلابد من العرض عليها أو الرجوع إليها بكثرة التتبع للكتب المعتمدة المشتملة على آثار الائمة عليهم السلام لوجوب طلب العلم وتحصيله منهم والعمل به كما أشرنا إليه. وللاحاديث الكثيرة الدالة على عرض الحديث عند الشك في صحته على الكتاب والسنة. (العاشرة) (في ذكر الكتب التي أنقل منها) إعلم أني نقلت في هذا الكتاب من فهرست الشيخ منتجب الدين علي [ بن عبيد الله ] (2) بن بابويه (3) في ذكر المتأخرين عن الشيخ الطوسى إلى زمان مؤلفه، ومن كتاب الرجال لابن داود، ومن كتاب الرجال للسيد مصطفى بن الحسين التفرشي، ومن رسالة إبن العودي في أحوال الشهيد الثاني ومشايخه وتلامذته (4)، ومن كتاب الدر المنثور للشيخ علي
________________________________________
(1) في هامش م (أصول الفقه والكلام) (2) الزيادة من م وع. (3) في هامش م (هو الحسن بن الحسين بن بابويه وسيأتي). (4) في هامش م (الرسالة قد كانت موضوعة في أحوال الشهيد محمد بن المكي، وقد طالع ابن العودي أحوال الشهيد الثاني فرآها كالشهيد الاول فكتب ما كتب، والشيخ قد ذكر الاولى بلا ريب، وقد.. من تلك الرسالة بخط بعض (*)
________________________________________
[ 19 ]
ابن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، ومن كتاب سلافة العصر للسيد علي بن ميرزا أحمد الموسوي، ومن فهرست الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب [ المازندراني ] (1) الموسوم بمعالم العلماء، ومن إجازات علمائنا كإجازة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني لابن نجم وإجازة والده للشيخ حسين ابن عبد الصمد وإجازة الشهيد محمد بن مكي لابن نجدة وإجازة العلامة الحلي لبني زهرة، ومن كتاب مروج الذهب للمسعودي، وغير ذلك من المواضع التي توجد فيها بعض الفوائد المناسبة من كتب المتأخرين. وقد نقلت أيضا من تاريخ إبن خلكان من نسخة بخط مؤلفه، ومن يتيمة الدهر للثعالبي، ومن دمية القصر لابي الحسن الباخرزي، ومن طبقات الادباء (2) لعبد الرحمن بن محمد الانباري، وهؤلاء الاربعة من العامة، لكن مدحهم لعلماء الامامية بعيد عن التهمة. وقد نقلت أيضا من فهرست الشيخ، وكتاب النجاشي، والخلاصة للعلامة قليلا، واقتصرت على المعاصرين للشيخ والمقاربين لزمانه، ولم أذكرهم كلهم لان الغرض الاهم ذكر المتأخرين عنه إلا في أهل جبل عامل.
________________________________________
تلامذة الشهيد الاول - منه). أقول: رسالة ابن العودي تسمى (بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشيهد) وقد كان ابن العودي هذا من تلامذة الشهيد الثاني ولازمه مدة مديدة في حضره وسفره بلغت سبعة عشر عاما تقريبا، ومع تصريح الشيخ الحر بأن الرسالة هذه في ترجمة الشهيد الثاني كيف يقول هذا المعلق هنا وفي أمكنة أخرى من هوامش الكتاب: ان الشيخ قد ذكر الرسالة الاولى - فلاحظ. وانظر لمزيد الاطلاع كتاب الذريعة 3 / 136 والكنى والالقاب 1 / 356. (1) الزيادة لم تكن في م وع. (2) اسمه نزهة الالباء في طبقات الادباء. (*)
________________________________________
[ 20 ]
(الحادية عشرة) إعلم أني سأذكر في أحوال بعض العلماء انه شاعر أديب، وربما ذكرت بعض أشعارهم المشتملة على المعاني اللطيفة والمطالب المهمة، وذلك انه نوع كمال في الجملة. وقد ذكر بعض علماء المعاني والبيان أن العالم إذا كان شاعرا كان أفصح تقريرا وتحريرا، وأحسن فهما لدقائق المعاني، واعلم بنكت الكلام وأشد تحقيقا وتدقيقا من العالم الذي ليس بشاعر، وكذلك المعرفة بالانشاء وتتبع مؤلفات العلماء شاهد بصحة هذا الكلام، فان الاثر دال على المؤثر، وقد روي بطرق معتمدة عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: (إن من الشعر لحكما وان من البيان لسحرا) (1) وعن الصادق عليه السلام: (إنما سمي البليغ بليغا لانه يبلغ حاجته بأهون سعيه). (الثانية عشرة) لنا طرق متعددة إلى رواية المؤلفات الآتية مذكورة في آخر تفصيل وسائل الشيعة وفي الاجازات وغيرها، ويأتي كثير منها في محله إنشاء الله تعالى. وأما المعاصرون فإنا نروي عن أكثرهم وكثير يروون عنا، وبعضهم يروون عنا ونروي عنهم، ولا أذكر في أحوال المعاصرين الذين قرأوا عندي انهم قرأوا عندي، ولا في الذين استجازوا مني انهم استجازوا مني
________________________________________
(1) من لا يحضره الفقيه 4 / 272 وفيه (لحكمة). (*)
________________________________________
[ 21 ]
ووصفهم بكونهم معاصرين كاف لانه يدل على انهم يروون عنا أو عن بعض مشايخنا، وسأذكر طريقا في آخر الكتاب إلى أكثر علمائنا المشهورين إنشاء الله تعالى. * * * وحيث تقررت هذه المقدمات فلنشرع في المقصود بالذات، وقد عرفت انه قسمان:
________________________________________
[ 23 ]
القسم الاول في ذكر ما يحضرني من أسماء علماء جبل عامل ومؤلفاتهم وأحوالهم، وهو مرتب على الحروف مقدما للاول فالاول على النهج المعروف في الاسماء وأسماء الآباء والالقاب والكنى في الاوائل والثواني وهكذا، وان استلزم تأخير المقدم زمانه وتقديم المؤخر، تسهيلا للتناول وتقريبا للتداول.
________________________________________
[ 25 ]
باب الهمزة 1 - الشيخ ابراهيم بن ابراهيم بن فخر الدين العاملي البازوري. كان فاضلا صدوقا صالحا شاعرا أديبا من المعاصرين. قرأ على الشيخ بهاء الدين وعلى الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني وغيرهما، توفي في طوس في زماننا ولم أره، وله ديوان شعر صغير عندي بخطه من جملة ما اشتريته من كتبه، وله رسالة سماها رحلة المسافر وغنيته عن المسامر، أخبرني بها جماعة منهم السيد محمد بن محمد الحسيني العاملي العيناثي عنه. ومن شعره قوله من قصيدة يرثي بها الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي: شيخ الانام بهاء الدين لا برحت * سحائب العفو ينشيها له الباري مولى به اتضحت سبل الهدى وغدا * لفقده الدين في ثوب من القار والمجد أقسم لا تبدو نواجذه * حزنا وشق عليه فضل أطمار والعلم قد درست آياته وعفت * عنه (1) رسوم أحاديث وأخبار - [ كم بكر فكر غدت للكفؤ فاقدة * ما دنستها الورى يوما بأنظار - كم خر لما قضى للعلم طود علا * ما كنت أحسبه يوما بمنهار ] وكم بكته محاريب المساجد إذ * كانت تضئ دجى منه بأنوار [ فاق الكرام ولم تبرح سجيته * إطعام ذي سغب مع كسوة العاري
________________________________________
(1) في الاعيان (منه). (*)
________________________________________
[ 26 ]
جل الذي اختار في طوس له جدثا * في ظل حام حماها نجل أطهار - الثامن الضامن الجنات اجمعها * يوم القيامة من جود لزوار ] (1) - وقوله من قصيدة يمدح بها الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني: [ كمولاي زين الدين لا زال راكبا * سوابق مجد في يديه زمامها ] إذا انقض منكم كوكب لاح كوكب * به ظلمات الجهل يجلى ظلامها فما نال مجدا نلتم من سواكم (2) * ولا انفك منكم للبرايا أمامها - مطايا العلى ما انقدن يوما لغيركم * وموضعكم دون البرايا سنامها حللتم بفرق الفرقدين وشدتم * رسوم على قد طال منها انهدامها محط رحال الطالبين جنابكم * وما ضربت إلا لديكم خيامها - [ إذا تليت في الناس آيات ذكركم * لها سجدت أخيارها وطغامها ] (3) - وقوله من قصيدة يمدح بها السيد حسين بن السيد محمد بن أبي الحسن الموسوي العاملي: لله آية شمس للعلى طلعت * من أفق سعد بها للحائرين هدى وأي بدر كمال في الورى طلعت (4) * أنواره فانجلت سحب العمى أبدا قد أصبحت كعبة العافين (5) حضرته * تطوف من حولها آمال من وفدا لا زلت إنسان عين الدهر مارشفت * شمس الضحى من ثغور الزهر ريق ندا
________________________________________
(1) الزيادات في هذه القصيدة لم تكن في الاعيان. (2) في الاعيان (نلتموه سواكم). (3) البيتان الزائدتان في هذه المقطوعة لم يكونا في الاعيان. (4) في ع وم (سطعت) وفي الاعيان (بزغت). (5) العافون: الرائدون والضيوف والطالبون للمعروف. (*)
________________________________________
[ 27 ]
والبازورية قرية ينسب إليها (1). 2 - الشيخ ابراهيم بن جعفر بن عبد الصمد العاملي الكركي. فاضل عالم فقيه محدث ثقة محقق عابد. له كتاب حسن [ ورسائل متعددة ] (2). سكن بلاد فراه من نواحي خراسان. من المعاصرين. 3 - [ الشيخ ابراهيم بن الحسن بن خاتون العاملي العيناثي. فاضل صالح خير من المعاصرين ] (3). 4 - الشيخ ابراهيم بن حسن العاملي الشقيفي. فاضل فقيه صالح. رأيت التحرير في الفقه للعلامة بخطه، وعليه اجازة له بخط الشيخ محمد بن محمد [ بن محمد ] (4) بن داود العاملي
________________________________________
(1) في أعيان الشيعة 5 / 93: (والبازوري نسبة إلى البازورية بالباء الموحدة بعدها ألف وزاي معجمة وراء مهملة وياء مثناة تحتية وهاء: قرية بقرب صور). (2) لم توجد هذه الزيادة في م. (3) لم تكن هذه الترجمة في النسخة المطبوعة وزيدت من م وع، وهي موجودة ايضا في الاعيان 5 / 142 وقال بعد ذكر ما في هذا الكتاب: (وجدناه في نسخة مخطوطة نقلت عن خط المؤلف، ونقل ترجمته صاحب نجوم السماء عن أمل الآمل. وسقطت من النسخة المطبوعة. ويظن انه ابراهيم بن حسن بن علي بن خاتون صاحب كتاب قصص الانبياء الآتي لانه في عصره). ثم ذكر ترجمة في نفس الصفحة بعنوان (الشيخ ابراهيم بن حسن بن علي بن أحمد بن محمد بن علي ابن خاتون العاملي) وذكر أن له كتاب قصص الانبياء من طرق الشيعة.. (4) الزيادة من م وع وليست في الاعيان (*)
________________________________________
[ 28 ]
الجزيني، وأثني عليه، وتاريخ الاجازة سنة 868، ورأيت إجازة أخرى له من الشيخ محمد بن الحسام العاملي قال فيها: (قرأ علي الشيخ العالم الفاضل الورع الكامل برهان الدين ابراهيم ولد الشيخ المرحوم الحسن الشقيفى...) ثم ذكر ما قرأه وانه أجاز له ذلك وأجاز له إجازة عامة. 5 - الشيخ تقي الدين ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي الكفعمي مولدا اللويزي محتدا الجبعي أبا التقي لقبا. كان ثقة فاضلا أديبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا (1)، له كتب منها المصباح، وهو الجنة الواقية والجنة الباقية، وهو كبير كثير الفوائد تاريخ تصنيفه سنة 895، وله مختصر منه لطيف، وله كتاب البلد الامين في العبادات أيضا أكبر من المصباح وفيه شرح الصحيفة [ وله كتاب لمع البرق في معرفة الفرق ] (2)، وله شعر كثير ورسائل متعددة (3). [ ومن شعره قوله من قصيدة: إلهي لك الحمد الذي لا نهاية * له ويرى كل الاحانين باقيا
________________________________________
(1) قال في أعيان الشيعة: (ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاثين، وكان الفراغ من الارجوزة سنة 870، وكانت ولادته في قرية كفر عيما من جبل عامل، وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها، وتاريخ وفاته مجهول، وفي بعض المواضع انه توفي سنة 900 ولم يذكر مأخذه، فهو إلى الحدس أقرب منه الحس... وفي الطليعة انه توفي سنة 900 بكربلاء ودفن بها وظهر له قبر بحبشيث من جبل عامل وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه). (2) الزيادة من ع. (3) ذكر في الاعيان مصنفات الكفعمي فكانت (49) مصنفا. (*)
________________________________________
[ 29 ]
على ان رزقت العبد منك هداية * أتاحته تخليصا من الكفر واقيا الهي فاجعلني مطيعا أجرته * وان لم أكن فارحم بمن جاء عاصيا بعثت الاماني نحو جودك سيدي * فرد الاماني العاطلات حواليا ] (1) - * * * 6 - [ الشيخ ابراهيم بن علي العاملي الجبعي. فاضل صالح شاعر أديب معاصر، له رسالة في الاصول، وأرجوزة في المواريث، وغير ذلك ] (2). * * * 7 - الشيخ ابراهيم بن علي بن عبد العالي العاملي الميسي. كان عالما فاضلا حييا زاهدا عابدا ورعا محققا مدققا فقيها محدثا ثقة جامعا للمحاسن، كان يفضل على أبيه في الزهد والعبادة، يروي عن أبيه وعن الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الكركي، ورأيت إجازته له ولابيه وأثنى عليهما ثناءا بليغا (3) ونروي عن شيخنا الشيخ زين الدين بن محمد ابن الحسن عن مولانا محمد أمين الاسترابادي عن ميرزا محمد بن علي الاسترابادي عن ابراهيم بن علي العاملي (4) جميع كتب الحديث بالسند المعروف.
________________________________________
(1) هذه الزيادة ليست في م، وهي غير موجودة في الاعيان. (2) هذه الترجمة ليست في م، وهي موجودة في الاعيان. (3) إلى هنا فقط يوجد في الاعيان، ثم قال: (ونسخة الامل التي كانت عند صاحب اللؤلؤتين وعند صاحب الرياض كان ساقطا منها اسمه، فظنا أن صاحب الامل لم يذكره فتعجبا من ذلك، وهو موجود في نسخة الامل بخط المؤلف وجميع النسخ). (4) زاد في ع: (عن أبيه). (*)
________________________________________
[ 30 ]
وكان الشيخ ابراهيم حسن الخط جدا رأيت بخطه مصحفا في غاية الحسن والصحة (1). * * * 8 - الشيخ ابراهيم بن الشيخ علي العاملي الشامي (2). عالم فاضل ماهر معاصر أديب شاعر، سكن قسطنطينية، وله مؤلفات منها كتاب الصبح المنبي عن حيثية المتنبي، وله فوائد كثيرة غير أحواله، رأيت هذا الكتاب. * * * 9 - السيد ميرزا ابراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي. عالم فاضل جليل القدر، شيخ الاسلام في طهران، من المعاصرين وهو ابن أخ (3) ميرزا حبيب الله الآتي. * * * 10 - الشيخ ابراهيم بن محمد بن علي الحرفوشي العاملي الكركي. كان فاضلا صالحا، قرأ على أبيه وغيره، وتوفي بطوس سنة 1080 وحضرت جنازته. * * * 11 - الشيخ أحمد بن أبي جامع العاملي. كان عالما فاضلا ورعا ثقة، يروي عن الشيخ علي بن عبد العالي
________________________________________
(1) هذه الترجمة بكاملها لم توجد في م. (2) في الاعيان: هكذا في النسخة المطبوعة، وفي نسخة مخطوطة نقلت عن خط المؤلف (ابراهيم بن علي بن الحسن الحر العاملي الشامي). (3) في الاعيان: وهو ابن ميرزا... (*)
________________________________________
[ 31 ]
الكركي إجازة صدرت له منه بالغري سنة 928، وقد أثنى عليه فيها كثيرا رأيت تلك الاجازة بخط بعض علمائنا. * * * 12 - الشيخ أحمد بن أحمد بن يوسف السوادي العاملي العيناثي. فاضل فقيه، عندنا كتاب بخطه وفي آخره ما يظهر منه انه كان من تلامذة الشيخ محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني العاملي، وتاريخ الكتاب سنة 1021 (1). * * * 13 - الشيخ محيي الدين أحمد بن تاج الدين العاملي الميسي (2). كان عالما فاضلا زاهدا عابدا، استجاز منه فضلاء عصره، ومنهم مولانا محمود بن محمد الكيلاني فأجازه سنة 954. * * * 14 - الشيخ أحمد بن الحسن بن علي الحر العاملي المشغري. أخو مؤلف هذا الكتاب، فاضل صالح عارف بالتواريخ، له كتاب تفسير القرآن وتاريخ كبير وتاريخ صغير وحاشية المختصر النافع [ وكتاب
________________________________________
(1) في الاعيان والنسخة المطبوعة 1071، وقال في الاعيان: (وكان حيا سنة 1071)، وكأنه استنتج هذا من تاريخ الكتاب، والظاهر ان هذا ليس بصحيح لانه لو كان حيا في هذا التاريخ لقال الحر في ترجمته (من المعاصرين) كما اعتاد أن يقول مثل هذا فيمن عاصره. (2) في الاعيان: (ذكره بهذا العنوان صاحب أمل الآمل في باب الاحمدين والصواب انه محي الدين بن أحمد فلذلك ذكرناه في باب محي الدين) وقد ذكره في باب الميم كما هنا بدون اضافة (ابن) بعد كلمة (محي الدين). (*)
________________________________________
[ 32 ]
جواهر الكلام في الخصال المحمودة في الانام ] (1). * * * 15 - الشيخ أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الحر العاملي المشغري الجبعي. إبن اخت مؤلف هذا الكتاب، وابن ابن عمه، عالم فاضل ماهر محقق عارف بالعقليات والنقليات خصوصا الرياضيات، صالح ورع فقيه محدث ثقة من المعاصرين، له شرح أرجوزة المواريث التي نظمتها [ وسميتها (خلاصة الابحاث في مسائل الميراث) ] (3) وله حواش وفوائد كثيرة. * * * 16 - السيد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي. أخو ميرزا حبيب الله العاملي، كان فاضلا عالما صالحا فقيها معاصرا لشيخنا البهائي، قرأ عليه وروى عنه. * * * 17 - الشيخ أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي. كان عالما فاضلا أديبا صالحا عابدا ورعا، كان شريكنا في الدرس حال القراءة على الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني العاملي، والشيخ حسين بن الحسن الظهيري العاملي، والعم الشيخ محمد بن علي الحر العاملي وغيرهم، وقرأ على السيد نور الدين العاملي في مكة، توفي في قرية النباطية سنة 1079. * * *
________________________________________
(1) الزيادة لم تكن في م وهي موجودة في الاعيان. (2) الزيادة لم تكن في م وهي موجودة في الاعيان. (*)
________________________________________
[ 33 ]
18 - الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيناثي. أبو العباس، شريك الشيخ علي بن عبد العالي الكركي في الاجازة، يروي عن الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون العاملي الآتي [ وكان عالما فاضلا عابدا جليلا ] (1). * * * 19 - الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيناثي. معاصر للشيخ حسن بن الشهيد الثاني العاملي، كان عالما فاضلا زاهدا عابدا شاعرا أديبا، جرى بينه وبين الشيخ حسن أبحاث انتهت إلى الغيظ والمباعدة. * * * 20 - السيد أحمد بن السيد زين العابدين الحسيني العاملي. عالم فاضل زاهد محقق متكلم، من تلامذة مير محمد باقر الداماد، وقد أجاز له اجازة اثنى عليه فيها وذكر انه قرأ عنده بعض كتاب الشفاء وغيره، وقرأ عند الشيخ البهائي (2). * * * 21 - الشيخ أحمد بن سليمان العاملي النباطي. يروي عنه الشيخ حسن بن الشهيد الثاني اجازة وقرأ عنده، وهو يروي عن الشيهد الثاني كان عالما فاضلا محققا ماهرا صالحا شاعرا. * * * 22 - الشيخ أحمد بن عبد العالي العاملي الميسي. كان فاضلا عالما صالحا، سكن اصفهان ومات بها، من المعاصرين
________________________________________
(1) الزيادة ليست في م، وهي موجودة في الاعيان. (2) هذه الترجمة بكاملها ليست في م، وقد ذكرت في الاعيان. (*)
________________________________________
[ 34 ]
23 - الشيخ أحمد بن علي بن سيف الدين العاملي الكفرحوني. فاضل فقيه صالح، يروي عن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني وعن السيد اسماعيل الكفرحوني. ورأيت له حواشي على كتب بخطه تدل على فضله. * * * 24 - الشيخ جمال الدين أحمد بن الحاج علي العاملي العيناثي. من المشايخ الاجلاء، كان صالحا عابدا فاضلا محدثا، يروي عنه الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون العاملي، ويروي هو عن الشيخ زين الدين جعفر بن حسام الدين العاملي. * * * 25 - الشيخ أحمد بن علي الشبلي العاملي. كان فاضلا [ واعظا ] (1) عابدا حافظا فقيها محدثا، من المعاصرين ولما مات رثيته بقصيدة منها: لقد جاءني خبر ساءني * واحرق قلبي بنار الحزن مصاب أخ عالم عامل * فتى فاضل كامل ذي لسن فما ذاق قلبي طعم السرو * رولاذاق جفني طعم الوسن [ فصار بغيضا لدي الحبيب * وصار قبيحا لدي الحسن دهاه ردى هد ركن الهدى * وأوهن منا المنا والمنن - فآه وأواه من فقد من * فقدنا فمن ذا فقدنا ومن لقد كان عوني على مطلبي * ومن يعن بالامر مثلي يعن وذاك هداية أهل الضلال * إلى سنن هو خير السنن ] فأين فصاحة ذلك اللسا * ن بشرع الفروض وشرح السنن
________________________________________
الزيادة ليست في م. (*)
________________________________________
[ 35 ]
[ أناخ الحمام فناح الحمام * يبدي فنون الاسى في فنن ويبكي فيربع تلك الربوع * ويد من تذكار تلك الدمن ] (1). * * * 26 - الشيخ جمال الدين احمد بن شمس الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثي. يروي عن أبيه، روى عنه الشهيد الثاني العاملي وأثنى عليه، وذكر انه حافظ متقن، خلاصة الاتقياء والفضلاء والنبلاء. * * * 27 - الشيخ أحمد بن محمد بن مكي الشهيدي العاملي الجزيني. من أولاد أولاد الشهيد محمد بن مكي العاملي، وأبوه منسوب إلى جده، كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا، سكن الهند مدة وجاور بمكة سنين، وهو من المعاصرين. * * * 28 - أبو الحسين أحمد بن منير العاملي الطرابلسي الشامي الملقب مهذب الدين عين الزمان المشهور. له ديوان شعر... حفظ القرآن وتعلم اللغة والادب، وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها، وكان رافضيا كثير الهجاء - قاله ابن خلكان (2) وقال في ترجمة محمد بن نصر الخالدي: كان هو وابن منير المذكور في حرف الهمزة شاعري الشام في ذلك العصر [ وجرت بينهما وقائع وما جريات وملح ونوادر ] (3)، وكان ابن منير ينسب إلى التحامل على الصحابة
________________________________________
(1) الزيادات لم توجد في الاعيان، وتوجد كما هنا في ديوان المؤلف. (2) انظر وفيات الاعيان 1 / 139. (3) الزيادة من الوفيات. (*)
________________________________________
[ 36 ]
ويميل إلى التشيع، فكتب إليه - يعنى الخالدي - وقد بلغه انه هجاه ابن منير: ابن منير هجوت مني (1) * حبرا (2) أفاد الورى صوابه ولم تضيق (3) بذاك صدري * فان لي اسوة بالصحابة (4) - انتهى (5). وهذا الرجل كان من فضلاء عصره، شاعرا أديبا، قدم بغداد وأرسل إلى السيد الرضي (6) بهدايا مع مملوكه (تتر)، وكان مشهورا بحبه
________________________________________
(1) كذا في النسخة المطبوعة والوفيات، وفى ع وم (لم هجوت مني). (2) في الوفيات 4 / 82 (خيرا). (3) كذا في النسخ والوفيات 1 / 142، وفى الوفيات 4 / 82 (ولم يضق) وقال المعلق على الوفيات: (كذا، وصدر البيت غير متسق الوزن، ولو قيل (ولن يضق بذاك صدري) لاستقام). (4) في الوفيات 1 / 142 و 4 / 82 (اسوة الصحابة). (5) أنظر وفيات الاعيان 4 / 82 وذكر البيتين فقط في 1 / 142. (6) كذا في الاصول التي عندنا من هذا الكتاب، وقد جاء في آخر القصة أيضا بأن صاحب ابن منير هو (الرضي)، ولكن صرح السيد الامين في أعيان الشيعة والسيد علي صدر الدين في أنوار الربيع والشيخ يوسف البحراني في كتابه الكشكول ان صاحب القصة هو السيد المرتضى، وذكر الامين أن الشريف المرتضى هذا ليس هو صاحب الكتاب الشافي والامالي وغيرهما الذي هو أخو الشريف الرضي صاحب كتاب نهج البلاغة، فقال السيد الامين في الاعيان: (وهذا الشريف لا يدرى من هو، ومن الناس من توهم انه الشريف المرتضى المشهور للتعبير عنه فيها بالشريف الموسوي، وهو توهم فاسد، فإن بين ولادة ابن منير ووفاة المرتضى نحو أربعين سنة، بل هذه الواقعة مع شريف آخر موسوي يكنى أبا مضر غير الشريف المرتضى، والظاهر انه كان يلقب بالمرتضى فلذلك حصل الاشتباه) (*)
________________________________________
[ 37 ]
له وتغزله به، فأخذ الرضي الهدية والغلام، فلما رأى ابن منير ذلك التهب أحشاؤه، وكان يضرب به المثل في الهزل الذي يراد به الجد، فكتب إليه قصيدة طويلة أذكر منها أبياتا دالة على تشيعه منها قوله: بالمشعرين وبالصفا * والبيت اقسم والحجر لئن الشريف الموسوي * أبو الرضا ابن أبي مضر أبدى الجحود ولم يرد * علي مملوكي (تتر) واليت آل أمية * الغر الميامين الغرر وجحدت بيعة حيدر * وعدلت عنه إلى عمر وبكيت عثمان الشهيد * بكاء نسوان الحضر ورثيت طلحة والزبير * بكل شعر مبتكر وأقول أم المؤمنين * عقوقها إحدى الكبر وأقول إن امامكم * ولى بصفين وفر وأقول إن أخطا معا * وية فما أخطا القدر وأقول ذنب الخارجين * على علي مغتفر وأقول ان يزيد ما * شرب الخمور وما فجر ولجيشه بالكف عن * أولاد فاطمة أمر وغسلت رجلي ضلة (1) * ومسحت خفى في سفر وذكر نحو هذا في أنوار الربيع. أقول: إذا لم يكن صاحب القصة هو الشريف المرتضى صاحب الشافي فلم يكن الشريف الرضي صاحب كتاب نهج البلاغة قطعا، لان الرضي توفى في حياة المرتضى، فيكون الزمان أبعد ما بين الرضي وبين ابن منير.
________________________________________
(1) في الاعيان: (ومسحت رجلي حاضرا) وفي كشكول البحراني (وغسلت رجلي كله) (*)
________________________________________
[ 38 ]
وأقول في يوم تحار * له البصائر والبصر والصحف ينشر طيها * والنار ترمى بالشرر هذا الشريف أضلني * بعد الهداية والنظر مالي مضل في الورى * إلا الشريف أبو مضر فيقال خذ بيد الشريف * فمستقر كما سقر [ لواحة تسطو فما * تبقى عليه ولا تذر ] (1) - فلما وقف عليها الرضي رد الغلام (2). والعجب ان بعض العامة ذكر أن هذا الرجل كان شيعيا فرجع عن مذهبه إلى التسنن، واستدل بهذه القصيدة، وغفل عن الشرط والجزاء وما عطف عليه. ومن شعره ما أورده ابن خلكان، وهو قوله (3). وإذا الكريم رأى الخمول نزيله * في منزل فالرأي (4) أن يترحلا كالبدر لما ان تضاءل جد في * طلب الكمال فحازه متنقلا سفها بحلمك (5) ان رضيت بمشرب * رنق ورزق الله قد ملا الملا - ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا * أفلا فليت بهن ناصية الفلا -
________________________________________
(1) الزيادة من ع وم. (2) ذكرت القصة مفصلة مع هذه القصيدة في انوار الربيع ص 358 - 360 والقصيدة فيه 92 بيتا، وكشكول البحراني 1 / 420 - 425 والقصيدة فيه 99 بيتا وذكرت القصيدة في الاعيان وهي 99 بيتا. (3) أنظر وفيات الاعيان 1 / 139، وذكر الشعر أيضا باختلاف في تاريخ ابن عساكر 2 / 98. (4) في الوفيات (فالحزم). (5) في الوفيات (لحلمك). (*)
________________________________________
[ 39 ]
[ فارق ترق كالسيف سل فبان في * متنيه ما أخفى القراب وأخملا ] لا تحسبن ذهاب نفسك ميتة * ما الموت إلا أن تعيش مذللا - [ للقفر لا للفقر هبها انما * مغناك ما أغناك أن تتوسلا ] لا ترض من دنياك ما أدناك من * دنس وكن طيفا جلا ثم انجلى - وصل الهجير بهجر قوم كلما * أمطرتهم شهدا جنوا لك حنظلا - [ من غادر خبثت مغارس وده * فإذا محضت له الوفاء تأولا - لله علمي بالزمان وأهله * ذنب الفضيلة عندهم ان تكملا - طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم * ان قلت قال وان سكت تقولا - أنا من إذا ما الدهر هم بخفضه * سامته همته السماك الاعزلا - واع خطاب الخطب وهو مجمجم * راع أكل العيس من عدم الكلا - زعم كمنبلج الصباح وراؤه * عزم كحد السيف صادف مقتلا ] (1) - وقوله: لا تغالطني فما تخفي علامات المريب - أين ذاك البشر يامو * لاي من هذا القطوب (2) - وله مدائح في أهل البيت عليهم السلام. وذكر ابن خلكان انه توفى سنة 548 (3)، وذكر ان ابن عساكر
________________________________________
(1) الزيادات كلها من الوفيات. (2) وفيات الاعيان 1 / 141. (3) قال ابن خلكان في الوفيات 1 / 142: (وكانت ولادته سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بطرابلس وكانت وفاته في جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بحلب) ثم قال بعد صفحة: (قلت: ثم وجدت في ديوان أبي الحكم عبيد الله الاتي ذكره ان ابن منير توفى بدمشق سنة سبع وأربعين...). (*)
________________________________________
[ 40 ]
ذكره في تاريخ دمشق وانه ولد بطرابلس مدينة بساحل الشام (1). * * * 29 - الشيخ أحمد بن موسى العاملي النباطي. والد الشيخ علي النباطي، كان فاضلا صالحا عابدا، سكن النجف وبها مات. * * * 30 - الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون (2). يروي عن الشهيد الثاني، كان عالما فاضلا صالحا، له كتاب مقتل الحسين عليه السلام (3). * * *
________________________________________
(1) لم نجد هذا النص المذكور عن ابن عساكر في تاريخ ابن خلكان، ولم نوفق إلى مراجعة تاريخ دمشق لابن عساكر، ولكن ذكر ابن عساكر ترجمة ابن منير في كتابه التاريخ الكبير 2 / 97 - 99، وذكر فيه ان ابن منير ولد في سنة 473 ولم يذكر محل مولده. (2) ذكره في الاعيان هكذا (أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي) ثم قال: (هو أحمد بن علي المتقدم، ونعمة الله لقب علي). وقال في ترجمة الشيخ أحمد بن نعمة الله علي: (فإن نعمة الله هو ابن أحمد واسمه علي اشتهر بلقبه نعمة الله، وفى اجازته للملا عبد الله الششتري: أما بعد فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله العلي نعمة الله علي بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي). (3) خلط في م بين ترجمة أحمد بن موسى وأحمد بن نعمة الله وجاءت الترجمة هكذا: (الشيخ أحمد بن موسى العاملي النباطي والد الشيخ علي النباطي، كان فاضلا صالحا، له كتاب مقتل الحسين عليه السلام). (*)
________________________________________
[ 41 ]
31 - الشيخ شهاب الدين اسماعيل (1) بن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين العودي العاملي الجزيني. فاصل عالم علامة شاعر أديب، وله أرجوزة في شرح الياقوت في الكلام وغير ذلك. * * * 32 - السيد اسماعيل بن علي العاملي الكفرحوني. كان عالما فاضلا فقيها، يروي عن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي، وقد رأيت من كتبه نحوا من مائة كتاب فيها آثار له دالة على الفضل والعلم والفقه (2). * * *
________________________________________
(1) كذا في ع وم، وفي النسخة المطبوعة (أحمد). وقال في الاعيان بعد ذكر الاسم وما هو مذكور هاهنا من الترجمة: (هكذا في نسخة عندي مخطوطة كتبت عن مسودة المؤلف ومثله منقول عن كشف الحجب، أما ما في النسخة المطبوعة من الامل من ابدال اسماعيل بأحمد فهو خطأ قطعا... مع التزامه الترتيب على حروف المعجم في الاسماء وأسماء الاباء...). (2) في الاعيان: توفى سنة 1026 كما هو مكتوب على لوح قبره في قرية كفرحونا. (*)
________________________________________
[ 42 ]
باب الباء 33 - السيد بدر الدين بن أحمد [ الحسيني ] (1) العاملي الانصاري. ساكن طوس، أحد المدرسين بها، كان عالما فاضلا محققا ماهرا مدققا فقيها محدثا عارفا بالعربية أديبا شاعرا، قرأ على شيخنا البهائي وغيره وله حواش كثيرة على الاحاديث المشكلة وشرح الاثني عشرية الصومية وشرح الاثنى عشرية الصلاتية وشرح زبدة البهائي، وقد رأيت شرح الاثنى عشرية في الصلاة بخطه، وتاريخ الفراغ من تأليفه سنة 1025 وله رسالة في العمل بخبر الواحد [ أسماها عيون جواهر النقاد في حجية أخبار الآحاد ] (2) استقصى فيها الادلة وتتبع الاخبار في ذلك، ولم يدع شيئا مما يمكن الاستدلال به [ إلا ذكره ] (2) إلا أن أدلته لا تصريح فيها بالخلو عن القرينة، وله شعر قليل، توفي بطوس وكان مدرسا بها، وهو من المعاصرين ولم أره ولكني رويت عن تلامذته عنه، ومن شعره قوله: يا ليلة قصرت وباتت زينب * تجلو علي بها كؤوس عتاب لو أنها ترضى مشيبي والهوى * يرضى لقاءا من وراء حجاب [ وحلوها دارا تهدم ربعها * وقضى عليها ربها بخراب ] (3)
________________________________________
(1) الزيادة ليست في م. (2) الزيادات من الاعيان. (3) هذا البيت زيد من ع وم. ولم يكن في الاعيان والنسخة المطبوعة. (*)
________________________________________
[ 43 ]
لاطلت ليلتنا بأسود ناظر * وسواد عين مع سواد شباب (1) - * * * 34 - السيد بدر الدين بن محمد بن [ محمد بن ] (2) ناصر الدين العاملي الكركي. فاضل فقيه صالح، من تلامذة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني. * * * الشيخ الاجل بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي. يأتي باعتبار اسمه. * * * 35 - الشيخ بهاء الدين بن علي العاملي النباطي. كان من الفضلاء الصلحاء الفقهاء المعاصرين، سكن النجف ومات بالحلة * * *
________________________________________
(1) في هامش م وع: (يأتي أبيات في هذا المعنى لشيخنا الشيخ زين الدين ألطف من هذه الابيات، وأصله من قول المعري: يود أن سواد الليل دام له * ويزيد فيه سواد السمع والبصر - منه (وقد خلطت هذه التعليقة في النسخة المطبوعة مع الترجمة. (2) الزيادة من ع وم ولم تكن في الاعيان والنسخة المطبوعة. (*)
________________________________________
[ 44 ]
باب التاء 36 - السيد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي. كان [ عالما ] (1) فاضلا زاهدا محدثا عابدا فقيها، له [ مؤلفات منها كتاب التتمة في معرفة الائمة عليهم السلام عندي منه ] (2) نسخة تاريخ تأليفها سنة 1018 (3)، يروي عنه جماعة من مشايخنا، منهم خال والدي الشيخ علي ابن محمود العاملي، ونروي عنهم عنه إجازة. * * *
________________________________________
(1) الزيادة لم تكن في ع وم. (2) الزيادة لم تكن في النسخة المطبوعة. (3) في ع (سنة 1028)، وفي الاعيان (سنة 1019). (*)
________________________________________
[ 45 ]
باب الجيم 37 - الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام العاملي العيناثي. فاضل زاهد عابد، من المشايخ الاجلاء، يروي عن السيد حسن بن أيوب بن نجم الدين الحسيني عن الشهيد. * * * 38 - الشيخ جعفر بن الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي (1). كان عالما محققا فقيها، شريك الشهيد الثاني في الدرس والاجازة من أبيه. * * * 39 - [ الشيخ جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي. كان فاضلا صالحا معاصرا ] (2). * * * 40 - السيد جمال الدين بن السيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي. عالم فاضل محقق مدقق ماهر أديب شاعر، كان شريكنا في الدرس
________________________________________
(1) في هامش ع: (لا يبعد أن يكون الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ألف الجعفرية لاجل جعفر هذا، فإن أباه كان من تلامذته، ولم أتحقق ذلك - منه). (2) هذه الترجمة لم تكن في م وهي في هامش ع. ولم نجدها في الاعيان. (*)
________________________________________
[ 46 ]
عند جماعة من مشائخنا، سافر إلى مكة وجاور بها، ثم إلى مشهد الرضا ثم إلى حيدر آباد، وهو الآن ساكن بها، مرجع فضلائها واكابرها، وله شعر كثير من معميات وغيرها، وله حواش وفوائد كثيرة، ومن شعره قوله: قد نالني فرط التعب * وحالتي من العجب فمن (1) أليم الوجد في * جوانحي نار تشب ودمع عيني قد جرى * على الخدود وانسكب وبان عن عيني الحمى * وحكمت يد النوب (2) ياليت شعري هل ترى * يعود ما كان ذهب يفدي فؤادي شاذنا * مهفهفا عذب الشنب بقامة كأسمر * بها النفوس قد سلب ووجنة كأنها * جمر الغضا إذا التهب وقوله من قصيدة يمدح بها الشيخ محمد الحر (3): سوى حر تملك رق قلبي * هواي به منوط والضمير وباب القول فيه ذو اتساع * تضيق لعد أيسره السطور [ فتى كهف الانام وخير مولى * له فضل تقل له البحور ] (4) - وقوله من قصيدة يمدحه أيضا: فتى أضحى لكل الناس ركنا * لدفع ملمة الخطب المهول - شديد البأس ذو عزم (5) سديد * جبان الكلب مهزول الفصيل
________________________________________
(1) في ع (ومن). (2) في الاعيان (واستحكمت أيدي النوب). (3) في الاعيان (ابن الحر). (4) هذا البيت لم يكن في الاعيان. (5) في الاعيان (رأي). (*)
________________________________________
[ 47 ]
[ هو الحر الذي أضحت لديه * ذوو الاعسار في ظل ظليل ] (1) وقوله من أبيات كتب إلي بها في مكاتبة: [ سلام كمثل الشمس في رونق الضحى * تؤم علاكم في مغيب ومطلع فأوله نور لديكم مشعشع * وآخره نار بقلبي وأضلعي سرى وهو ظمآن لعذب حديثكم * ولكنه ريان من فيض أدمعي (2) وأودعت في طي السلام وديعة * وقد بت من سكر المحبة لا أعي فرفقا بها رفقا فإني أظنها * فؤادي لاني لا أرى مهجتي معي وقوله من أبيات كتب بها إلي في مكاتبة أخرى ] (3). [ إلى حضرة المولى الهمام الممجد * سليل العلى الحر التقي محمد ] أبث من الأشواق ما لو تجسمت (4) * لضاق بأدنى بعضها كل فدفد وأهدي سلاما قد تناثر عقده * فأصبح يزري بالجمان المنضد [ وأصفى تحيات صفت من كدورة * تؤم علاكم في مغيب ومشهد فيا أيها المولى الذي بحر مجده * إليه تناهى كل فخر وسؤدد - إليك الورى ألقت مقاليد أمرها * فأبل الليالي والايام وجدد ] ودم سالما في طيب عيش ونعمة * مطاعا معافى طيب اليوم والغد وان تسألوا عنا فإنا بنعمة * وعافية فيها نروح ونغتدي ونرجو من الله المهيمن أنكم * تكونون في خير وعز مؤبد (5) وقد كتب إليه مكاتبة منظومة اثنين وأربعين بيتا أذكر منها أبياتا وأولها:
________________________________________
(1) هذا البيت ليس في الاعيان. (2) إلى هنا يوجد في الاعيان. (3) هذه الزيادات لم توجد في م وهي في هامش ع. (4) في ع (تجمعت). (5) الزيادات في هذه المقطوعة لم تكن في الاعيان. (*)
________________________________________
[ 48 ]
سلام وإكرام وأزكى تحية * تعطر أسماع بهن وأفواه وأثنية مستحسنات بليغة * تطابق فيها اللفظ حسنا ومعناه - وأشرف تعظيم يليق بأشرف الكرام * وأحلى الوصف منه وأعلاه (1) - أقبل أرضا شرفتها نعاله * وأهدي بجهدي كل ما قد ذكرناه (2) من المشهد الاقصى الذي من ثوى به * نيل في حماه كل ما يتمناه - إلى ماجد تعنو الانام ببابه * فتدرك أدنى العز منه وأقصاه - وأضحى ملاذا للانام وملجأ * يخوضون في تعريفه كلما فاهوا - فتى في يديه اليمن واليسر للورى * فلليمن يمناه ولليسر يسراه - جناب الامير الامجد الندب سيدي * جمال العلى والدين أيده الله - وبعد: فإن العبد ينهى صبابة * تناهت ووجدا ليس يدرك أدناه - ويشكو فراقا أحرق الصب ناره * وقد دك طود الصبر منه وأفناه (3) - وإنا وان شطت بكم (4) غربة النوى * لنحفظ عهد الود منكم ونرعاه - وقد جاءني منكم كتاب مهذب * فبدل همى بالمسرة مرآة (5) - فلا تقطعوا أخباركم عن محبكم * فإن كتابا من حبيب (6) كلقياه - وإني بخير (7) غير أن فراقكم * أذاب فؤادي بالغرام وأصماه - وأهدي سلاما (8) والتحية والثنا * والطف مدح مع دعا تلوناه -
________________________________________
(1) في م وع (وأجلاه). وفى الديوان (وأجلى الوصف منه وأحلاه). (2) في الديوان (وأهدي إليه كل ما قد ذكرناه). (3) في الديوان (فأفناه). (4) في الديوان (بنا) (5) في الديوان (مسراه). (6) في الديوان (من محب). (7) في الديوان (ونحن بخير). (8) في الديوان (سلامى). (*)
________________________________________
[ 49 ]
إلى إخوتي (1) الامجاد قرة مقلتي * أحبة قلبي خير ما يتمناه - واخوتكم حيا الحيا حي حيكم * ويسقيه سقيا له فوق سقياه - ومن عندكم من جيرة وأحبة (2) * إذا خطروا في خاطري فهو أواه - وندعو ونرجو منكم صالح الدعا (3) * ومن سائر الاخوان أيضا رجوناه - اليكم تحيات أتت من عبيدكم * محمد الحر الذي أنت مولاه وفي صفر تاريخه عام ستة * وسبعين بعد الالف بالخير عقباه -
________________________________________
(1) في الديوان (واخوتي). (2) في الديوان (ومن عندهم من جيرة وأعزة). (3) في الديوان (ونرجو ونبغي منكم صالح الدعا). (*)
________________________________________

(Dokumen-ABNS)
Share this post :

Posting Komentar

ABNS Video You Tube

Terkait Berita: