تاريخ آل زرارة
أبوغالب الزراري ج 1
________________________________________
[ 1
]
تاريخ آل
زرارة تأليف السيد محمد على الموحد الابطحي چاپ ربانى تلفن 28601
________________________________________
[ 2
]
بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد لله الذى اكرمنا بهدايته لدينه وألهمنا معرفة انبيائه وحججه،
والصلاة والسلام على سيد رسله محمد وآله الطاهرين واللعنة على اعدائهم إلى يوم
لقائه. أما بعد فان بيت آل اعين وأسرتهم الجليلة من بيوت اذن الله تعالى ان ترفع
برجال فيهم قد صدقوا فيما عاهدوا الله عليه فتمسكوا بولاية آل محمد صلى الله عليه
وآله ووعوا حديثهم، ونشروا رواياتهم، وكانوا عيبة علومهم، وأمناءهم على الحلال
والحرام واحبوا وليهم في الله، وابغضوا عدوهم في الله، وقد توفرت فيهم الفضائل
فصارت منزلتهم عند أئمة اهل البيت عليهم السلام عظيمة، ومكانتهم في حديث الشيعة
وعلوم الشريعة رفيعة، فلذلك جمع أبو عبدالله الحجاج رحمه الله محدثي آل اعين، و ألف
شيخ هذه العصابة وبقية آل اعين أبو غالب احمد بن محمد الزرارى رحمه الله رسالة فيهم
وذكر فيها شطرا من أحوالهم ثم استدرك على هذه الرسالة تلميذه الجليل شيخ مشايخ
الشيعة أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري رحمه الله بعض ما فات منه ثم
استدرك عليها سيد الطائفة في عصره العلامة بحر العلوم رحمه الله فذكر ما لم يذكراه
في آل اعين فجزاهم الله احسن الجزاء، ومع ذلك كله لم يستوف في شيئى من ذلك اسمائهم
ولا استقصى فيها أحوالهم مما ورد في فضلهم من الاحاديث أو كلمات الاعلام، فرأيت أن
افرد في آل زرارة بن اعين رسالة وافية بما ورد فيهم جامعة لاسمائهم ولما وقفنا عليه
من أحوالهم وتراجمهم ونسئله تعالى ان يتقبل ذلك باحسن قبوله انه هو الموفق والمعين.
________________________________________
[ 3
]
سنسن سنسن،
وهو كما عن التاج كهدهد، وبالسين المهملة المضمومة قبل النون الساكنة وبعدها والنون
الاخرى اخيرا كما في الخلاصة وغيره: اسم عجمى يسمى به السواديون، وهو لقب جماعة.
وكان سنسن جد زرارة فارسيا راهبا في بلد الروم. ذكره الشيخ في الفهرست (74) ترجمة
زرارة وقد دخل بلاد الروم في اول الاسلام، وكان من غسان. ذكره أبو غالب في الرسالة
ص 10 ولم يظهر انه اسلم وترك الرهبانية كما يقتضيه ظاهر كلام أبى غالب في الرسالة
وابن الغضائري في التكملة، أو انه لم يسلم فيزور ابنه اعين بأمان. قال أبو غالب في
ابنه اعين: فلما كبر قدم عليه ابوه من بلاد الروم، وكان راهبا، اسمه سنسنا، وذكر
انه من (غسان) ممن دخل بلاد الروم في اول الاسلام، وقيل: انه كان يدخل بلاد الاسلام
بأمان فيزور ابنه اعين ثم يعود إلى بلاده. وقال ابن الغضائري في التكملة (102):
وكان (أي أبو غالب) ايضا يكره (يذكر - ظ) سنسن جد بكير وبنى اعين وولاه بنى شيبان،
وانه من الرومي. وقال ابن النديم في الفهرست (322) في آل زرارة بن أعين بن سنسن:
وكان سنسن راهبا في بلد الروم. اعين بن سنسن الشيباني كان اعين مولى لبنى عبدالله
بن عمرو السمين بن اسعد بن همام بن مرة بن دهل بن شيبان. ذكره النجاشي في ترجمة
زرارة. وقال أبو غالب (19): كان اعين غلاما روميا اشتراه رجل من بنى شيبان من حلب
(جلب خ -)، فرباه وتبناه، وأحسن تأديبه، وحفظه القرآن، (فحفظ
________________________________________
[ 4
]
القرآن - خ)
وعرف الادب، فخرج بارعا أديبا، فقال له مولاه: استلحقك ؟ فقال: لا، ولائي منك احب
إلى من النسب، فلما كبر قدم عليه ابوه من بلاد الروم وكان راهبا.. وقال ابن
الغضائري في التكملة (101): ووجدت بخط أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمى قال
حدثنى أبو على محمد بن على بن همام قال حدثنى أبو الحسن على بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن اعين المعروف بالزرارى.. وذكران اعين كان رجلا من الفرس، فقصد
أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من
بنى شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم. الحديث بطوله. قال ابن الغضائري بعد تمام
الحديث: وهذا الحديث الذى ذكره ابن همام رحمه الله لم يقع لابي غالب رضى الله عنه،
ولو وقع إليه، أو كان سمعه من عم أبيه لحدثنا به، ولذكره في هذه الرسالة لانه كان
شديد الحرص على جمع شيئى من آثار اهله رحمهم الله تعالى، وكان يكره سنسن جد بكير،
وبنى اعين، وولاه بنى شيبان، وانه من الرومي، وانما وجدت هذا بعد وفاته في سنة
ثلاث. وقال ابن النديم في الفهرست ص 322 عند ذكر آل زرارة بن اعين: وكان اعين بن
سنسن عبدا روميا لرجل من بنى شيبان، تعلم القرآن ثم اعتقه، فعرض عليه ان يدخل في
نسبه، فأبى اعين ذلك، وقال: أقرنى على ولائي. وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة زرارة
ص 74: وكان اعين بن سنسن عبدا روميا لرجل من بنى شيبان، تعلم القرآن، ثم اعتقه،
فعرض عليه ان يدخل في نسبه فابى اعين ان يفعله، وقال له، أقرنى على ولائي، وكان
سنسن راهبا
________________________________________
[ 5
]
في بلد
الروم. وروى ابن ابى الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 4 ص 109 طبع مصر) عن زرارة بن
اعين عن ابيه عن ابى جعفر محمد بن على عليهما السلام قال: كان على عليه السلام إذا
صلى الفجر لم يزل معقبا إلى ان تطلع الشمس فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين
وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن الحديث. ورواه في البحار (ج 41 ص 132 (باب)
107 جوامع مكارم أمير المؤمنين عليه السلام عنه. آل اعين قال أبو غالب الزرارى في
ديباجة رسالته في آل أعين ص 2: اما بعد فانا أهل بيت أكرمنا الله عزوجل بمنه علينا
بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه من اول نشئتنا إلى وقت الفتنة التى
امتحنت بها الشيعة، فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين على بن الحسين صلوات الله
عليهما الخ. وقال ايضا ص 6: وآل اعين اكبر اهل بيت الشيعة وأكثرهم حديثا وفقها،
وذلك موجود في كتب الحديث، ومعروف عند رواته. وقال ايضا بعد ذكر زرارة وفضائله:
ولآل اعين من الفضائل وما روى فيهم اكثر من ان اكتبه لك وهو موجود في كتب الحديث.
وقال ص 17: وقل رجل منا الا وقد روى الحديث. وحدثني أبو عبدالله الحجاج رحمه الله،
وكان من رواة الحديث انه قد جمع من روى الحديث من آل اعين فكانوا ستين رجلا. وحدثني
أبو أحمد جعفر بن محمد بن لاحق الشيباني ان بنى اعين بقوا اربعين سنة (اربعين - خ)
رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد لهم فيهم غلام..
________________________________________
[ 6
]
وقال أبو
عبدالله الحسين بن عبيد الله الغضائري ره في التكملة بعد حكاية عدد بنى اعين عن
كتاب الرجال للعقيقى كما يأتي (102): وروى ان بنى أعين أقاموا اربعين سنة (اربعين -
خ) رجلا، كلما مات منهم رجل ولد فيهم ذكر.. وروى باسناده عن ابى العباس بن عقدة قال
في آل اعين: كل واحد (كان) فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن
اعين.. وقال الشيخ ره في الفهرست في ترجمة زرارة ص 74: عند ذكر آل اعين: ولهم
روايات كثيرة، واصول وتصانيف سنذكرها في ابوابها ان شاء الله، ولهم ايضا روايات عن
على بن الحسين، والباقر، والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب الرجال ان شاء الله
الخ. وروى الكشى في رجاله ص 107 في اخوة زرارة باسناد صحيح عن ثعلبة بن ميمون عن
بعض رجاله قال قال ربيعة الرأى لابي عبدالله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة الذين
يأتونك من العراق، ولم أر في أصحابك خيرا منهم، ولا أهيأ. قال عليه السلام: اولئك
اصحاب ابى، يعنى ولد أعين. وروى في الكافي ج 2 - 39 باسناده عن عبيد بن زرارة مدحهم
بقوله: وهم بيت كبير. وقال أبو غالب في الرسالة ص 42: ولم يبق في وقتى من آل اعين
احد يروى الحديث ولا يطلب العلم وشححت على اهل هذا البيت الذى لم يخل من محدث ان
يضمحل ذكرهم ويدرس رسمهم ويبطل حديثهم من اولادهم.. وروى الحسين بن عبيدالله
الغضائري في التكملة ص 100 باسناده عن ابى العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
الحافظ المشهور في آل أعين قال: كان كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما
خلا عبد الرحمان بن اعين
________________________________________
[ 7
]
الحديث
ويأتى تمامه في عبد الرحمان بن أعين. وقال أبو جعفر محمد بن على الشلمغانى ايام
استقامته ووساطته من قبل ابى القاسم الحسين بن روح بن الناس وبين الناحية المقدسة
لما دخل أبو غالب عليه وعرف نفسه قائلا: يا سيدى انا من ولد بكير بن أعين اخى زرارة
فقال: اهل بيت جليل القدر في هذا الامر. رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 183 في حديث
طويل قال أبو عمر والكشى في ترجمة زرارة بن أعين ص 99 - 31: حدثنى محمد بن مسعود
قال حدثنى جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن اسماعيل بن عبد الخالق عن أبى
عبدالله عليه السلام قال: ذكر عنده بنو أعين، فقال: والله ما يريد بنو أعين الا ان
يكونوا على غلب. قلت: ذكرنا في الشرح على الكشى ضعفه سندا ودلالة. وقد حققنا القول
في الاخبار الدالة على طعون في آل اعين. وقال في النجاشي ترجمة حفص بن البخترى ص
103: وانما كان بينه وبين آل اعين بنوة فغمزوا عليه بلعب الشطرنج. وقال العلامة
السيد بحر العلوم قده في رسالته في البيوتات: آل اعين اكبر بيت في الكوفة من شيعة
اهل البيت عليهم السلام، واعظمهم شأنا وأكثرهم رجالا وأعيانا وأطولهم مدة وزمانا
ادرك اوائلهم السجاد، والباقر والصادق عليهم السلام، وبقى اواخرهم إلى اوائل الغيبة
الكبرى، وكان فيهم العلماء، والفقهاء، والقراء والادباء، ورواة الحديث. ومن
مشاهيرهم حمران وزرارة إلى ان قال: وابو غالب احمد بن محمد بن سليمان وكان أبو غالب
رحمه الله شيخ علماء عصره وبقية آل اعين، وله في بيان احوالهم ورجالهم رسالة عهد
فيها إلى ابن ابنه محمد بن عبدالله بن احمد. وهو آخر من عرف من هذا البيت.
________________________________________
[ 8
]
خلفاء الجور
مع آل اعين لم يزل خلفاء الجور يحاولون القبض على خواص اصحاب الائمة عليهم السلام
وتشديد الامر عليهم حتى يتفرق الشيعة من حول الائمة عليهم السلام وكانوا يفتشون عن
احوالهم ولذلك قد صدر لحفظ جماعة منهم طعون من الائمة عليهم السلام كما صدر لحفظ
زرارة بن اعين طعون ذكرها الكشى في رجاله وقد اخبر الامام الصادق عليه السلام بانها
كانت لحفظه وصيانته من العدو رواه الكشى وغيره. وكان الامر كذلك على هؤلاء حتى قدم
الحجاج الكوفة. ولما قدم الحجاج الثقفى اللعين إلى الكوفة قال: لا يستقيم لنا
الملك، و من آل اعين رجل تحت الحجر، فاختفوا وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر
بعبد الرحمان بن اعين هذا المفتى من بين اخوته، فادخل على الحجاج، فلما بصربه قال:
لم تأتوني بآل اعين، وجئتموني بزبارها، وخلى سبيله وكان كل واحد منهم فقيها يصلح ان
يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن اعين، فكان يتعاطى الفتوى إلى ايام الحجاج.
رواه الحسين بن عبيدالله الغضائري في التكلمة ص 100. مسجد آل اعين ومحلتهم بالكوفة
وكان من موضع آل اعين في الكوفه ومنزلتهم في الشيعة ان لهم مسجدا دخل فيه أبو
عبدالله الصادق عليه السلام وصلى فيه، وكان من المساجد الممدوحة بالكوفة ولهم محلة،
ودرب تعرفان بهم، ودورهم متقاربة. قال أبو غالب في الرسالة (18): ولهم مسجد الخطة
(الحنطة. خ) يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه
السلام، وصلى فيه. وفي هذه المحلة دور بنى اعين متقاربة، وقد بقى منها إلى هذا
الوقت
________________________________________
[ 9
]
دار وقفها
محمد بن عبد الرحمان بن حمران على اهله ثم على الاقرب فالاقرب إليه، وكانت في ايدى
بنى عقبة الشيباني، ولم يتكلم فيها احد من اهلي، ولا تعرض لها حتى تكلمت أنا فيها
في سنة اربع وستين وثلثمائة، واشهدت على الحسن بن محمد بن (على بن - خ) محمد بن
عقبة الشيباني الذى كانت في يده أنها وقف في يده على بنى أعين وأخذت من أجارتها ما
سلمته إلى ولد عم ابى: جعفر بن سليمان.. وقال: ولنا درب في خطبة بنى اسعد بين
محلتهم، وهو في ظهر دار من دورنا وقف لم يبق لبنى أعين في تلك المحلة دار غيرها
وأنا اذكر حالها بعد ان شاء الله وبين خطة بنى تميم وكانت تعرف بدرب الجهم إلى ان
فنى بنو أعين فنسب إلى بقال على بابه فهو يعرف به إلى هذا الوقت. وقال ص 15: وكانت
دارنا بالكوفة من حدود دور بنى عباد في دار الخزازين في زقاق عمرو بن حريث الشارع
من جانبيه بقية من بناء سليمان، ودار بناها جدى محمد بن سليمان ودار بنيتها أنا،
ودار اصطبل، ودور للسكان ليس في الشارع وجانبيه دار لغيرنا الا دارا لعمى على بن
سليمان، ودارا لعمات أبى الثلاث، وكن مقيمات ببغداد في دار عبيدالله بن عبدالله بن
طاهر، وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن بدارهن إلى ان مات عبدالله ومتن قبله وبعده
بيسير فأقام عبدالله في دوره بالكوفة.. وقال (12): وكان سليمان خال عبيدالله وانتقل
إليه من الكوفة وباع عقاره بها في محلة بنى أعين وخرج معه إلى خراسان.. ثم عاد إلى
الكوفة و ليس له بها دار فنزل دور أهله ومحلتهم إذ ذاك بقية، فنزل بالقرب من المسجد
الجامع رغبة فيه على قوم من التجار يعرفون ببنى عباد خزازين في خطة بنى زهرة، ثم
ابتاع في موضعه دورا واسعة بقيت في أيدى ولده.
________________________________________
[ 10
]
معرفة آل
اعين لاهل البيت قد تشرف آل أعين بمعرفة أهل البيت عليهم السلام وفازوا بمحبتهم،
بدء منهم بذاك أعين بن سنسن فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه،
ويتوالى إليه، وتشرفوا بصحبة الائمة عليهم السلام كما يأتي وكانت لهم منزلة عظيمة
عندهم وورد عنهم عليهم السلام في جماعة منهم مدائح كثيرة، وصاروا بطانة لهم حتى
عرفوهم قبر الامام أمير المؤمنين عليه السلام حين لا يخبروا به الا الخواص من
أصحابهم، وعرضوا لهم نسخة كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام بخطه واملاء رسول
الله صلى الله عليه وآله وغير ذلك مما سيأتي ان شاء الله عند ذكرهم. وروى أبو غالب
في الرسالة (21) ان لاخوة زرارة اختا يقال لها: ام الاسود، و يقال انها اول من عرف
هذا الامر منهم من جهة ابى خالد الكابلي الحديث. قلت: الاخبار المأثورة فيهم تدل
بوضوح على شدة محبتهم لاهل البيت و معرفتهم بامامتهم غير مليك، وقعنب على ما يأتي
من انهما يذهبان مذهب العامة وغيرهم عبدالله بن بكير فانه فطحى قال بامامة عبدالله
بن جعفر الافطح لكنه ثقة جليل معدود من اصحاب الاجماع كما يأتي. وقد افتخر بذلك أبو
غالب الزرارى بقية آل اعين في الرسالة (2) قائلا: اما بعد فانا اهل بيت اكرمنا الله
عزوجل بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة اوليائه و حججه على خلقه من اول نشئتنا إلى
وقت الفتنة التى امتحنت بها الشيعة. اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من آل زرارة
بن اعين لم نجد تصريحا من اصحابنا على تشرف أحد من آل اعين بزيارة الامام أمير
المؤمنين عليه السلام بل قال ابن الغضائري في تكملة الرسالة (101) في ذيل روايتي
ابن حمزة الطبري،
________________________________________
[ 11
]
وابن داود
القمى: وذكرا ان اعين كان رجلا من الفرس قصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على
يده ويتوالى إليه، فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم.
قلت: عدم التوالى إليه عليه السلام لو ثبت بهذه الرواية فلا يقتضى عدم الصحبة
والتشرف بزيارته. ثم ان بقائه إلى ايام أبى جعفر الباقر عليه السلام كما يأتي في
الرواية يقتضى ادراكه ايام الامامين السبطين والسجاد عليهم السلام ولكن لم اقف على
تصريح بذلك ولا على رواية له عنهم. اصحاب السجاد عليه السلام من آل زرارة بن اعين
قال الشيخ في ترجمة زرارة من الفهرست (74) بعد ذكر اعين واولاده: ولهم روايات عن
على بن الحسين، والباقر، والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب الرجال ان شاء الله.
وقال أبو غالب في الرسالة (2): فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين على بن الحسين
صلوات الله عليهما. قلت: ان صحت رواية اعين عن الباقر عليه السلام كما تأتى فتقتضى
ادراكه ايام السجاد عليه السلام وان لم يرو عنه، كما ان عبدالملك بن اعين لم يبعد
ادراكه ايامه حيث انه كان من كبار اصحاب ابى جعفر الباقر عليه السلام كما يأتي عند
ذكره. اصحاب ابى جعفر الباقر عليه السلام من آل زرارة بن اعين روى ابن أبى الحديد
في شرح النهج (ج 4 ص 109 طبع مصر) عن زرارة عن ابيه عن أبى جعفر محمد بن على عليهما
السلام قال: كان على عليه السلام إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى ان تطلع الشمس
فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين فيعلمهم الفقه
________________________________________
[ 12
]
والقرآن.
الخبر ورواه في البحار ج 41 ص 132 باب 107 جوامع مكارم امير المؤمنين عليه السلام
عنه نحوه. وكان اكثر بنى أعين من خواص أصحاب الباقر عليه السلام غير قعنب ومليك حيث
كانا يذهبان مذهب العامة فلم تظهر روايتهما عنه، ولا عن أبى عبدالله عليهما السلام
وكان زرارة من عيبة علومه وامينه على الحلال والحرام ومستودع سره وكان حمران أمينه
ووكيله الممدوح الذى مدحه عليه السلام بقوله: (لا يرتد والله ابدا) وسيأتى عند
ذكره. قال أبو غالب في الرسالة (3): ولقى حمران عمنا، وجدانا زرارة، وبكير ابا جعفر
محمد بن على عليهما السلام، وقال ايضا في مدح حمران: وروى انه قرأ على أبى جعفر
محمد بن على عليهما السلام. وقال ابن الغضائري في التكملة (97): ان حمران، وزرارة،
وعبد الملك وبكيرا، وعبد الرحمان بنى اعين كانوا مستقيمين مات منهم اربعة في زمن
أبى عبدالله عليه السلام، وكانوا من اصحاب ابى جعفر عليه السلام وبقى زرارة إلى ان
مات أبو عبدالله عليه السلام. قلت: وروى الكشى بطريقين نحوه ص 107 وفي آخره: وبقى
زرارة إلى عهد ابى الحسن عليه السلام فلقى ما لقى. وذكرهم ابن النديم في الفهرست
(322) عند ذكر آل اعين من فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم ومشايخهم الذين رووا
الفقه عن الائمة عليهم السلام ومصنفيهم قائلا: آل زرارة بن اعين، زرارة، واسمه: عبد
ربه، واخوه حمران بن اعين، وكان نحويا، وابنه حمزة بن حمران، و محمد بن حمران،
وبكير بن أعين، وابنه عبدالله بن بكير، وعبد الرحمان بن اعين، وعبد الملك بن اعين،
وابنه ضريس بن عبدالملك من اصحاب أبى جعفر
________________________________________
[ 13
]
محمد بن على
عليهما السلام. قلت: قد ذكرنا في طبقات اصحاب أبى جعفر عليه السلام من آل اعين من
رواياتهم عنه جماعة هم: اعين بن سنسن، بكير، حمران، زرارة، عبد الرحمان، عبدالملك،
عبد الجبار عبدالاعلى، عبدالله، عيسى بنو أعين، والحسين بن زرارة، وعبيد بن زرارة
(روى عنه عليه السلام كما في اصول الكافي ج 1 ص 270)، وحمزة بن حمران، ومحمد بن
حمران، وعبد الله بن بكير، وضريس بن عبدالملك. وكان عمران بن اعين من طبقة اصحابه
الا انه لم اقف على رواية ولا تصريح من أحصابنا على انه من اصحابه، فروى عن جعيد
الهمداني عن السجاد عليه السلام كما يأتي ومات من بنى أعين في حياة أبى عبدالله
عليه السلام أربعة على ما رواه الكشى و غيره وذكره أبو غالب، وابن الغضائري والشيخ
وغيرهم كما اشرنا إليه ويأتى عند ذكرهم، وهم: بكير، وحمران، وعبد الملك، وصلى،
وترحم، و بكى على هؤلاء الثلثة أبو عبدالله عليه السلام، وعبد الرحمان كما في
الرواية ولكن الشيخ ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام (231) وقال: يكنى أبا محمد،
بقى بعد ابى عبدالله عليه السلام. ويأتى عند ذكره ما ينفع المقام، بل ربما يظهر مما
يأتي ان عبدالله بن أعين ومالك بن أعين. وبريد بن مالك بن اعين بل وعبد الاعلى بن
أعين، وعبد الجبار بن أعين، وعيسى بن اعين ليسوا ممن مات في حياته فلا حظ وتأمل.
اصحاب الصادق عليه السلام من آل زرارة بن اعين قد روى جماعة من آل أعين عن أبى
عبدالله عليه السلام وذكر هم الشيخ وغيره في اصحابه فمن بنى اعين: بكير، وحمران،
وزرارة، وعبد الاعلى وعبد الرحمان، وعبد الملك، وعبد الجبار، وعبد الله، وسميع،
وضريس، وعمران، وعيسى،
________________________________________
[ 14
]
وقعنب،
ومالك، ومليك، وموسى ويأتى ذكرهم وأما ام الاسود بنت أعين فهى وأن ادركت... ايامه
ولكن لم اجد من ذكرها في اصحابه ولم اجد لها رواية عنه. وبقيت إلى ايام أبى الحسن
عليه السلام وهى التى اغمضت زراره ذكر العقيقى على ما في الخلاصة. ومن بنى بكير بن
اعين: عبدالله، وعبد الاعلى، وعبد الحميد، والجهم، وعمر ومن بنى حمران بن اعين:
محمد بن حمران، وابراهيم بن محمد بن حمران، وحمزة بن حمران، وعقبة بن حمران. ومن
بنى زرارة بن اعين: الحسن، الحسين، رومى، عبدالله، عبيد، محمد، يحيى، ويعقوب. ويأتى
ذكرهم بتفصيل. ومن بنى عبدالملك بن اعين: ضريس، على، محمد، يونس، المثنى، وغسان ومن
بنى قعنب بن أعين: جعفر بن قعنب، ويونس بن قعنب. ومن بنى مالك بن أعين: بريد،
عثمان، غسان، وضريس بن بريد مولى بنى شيبان الكوفى. كما ذكره البرقى في اصحابه عليه
السلام. قلت: تقدم ما ينفع المقام في ذكر اصحاب ابى جعفر عليه السلام من آل اعين،
ويأتى ذكرهم بتفصيل. تنبيه: قد ورد عن ابى عبدالله عليه السلام ذموم في آل اعين
رواها الكشى ص 98 - 28 وص 99 - 31 فربما يتوهم بعمومها لكل واحد منهم ان من لم يصرح
منهم بتوثيق خاص يدخل في المذمومين ولكن الظاهر انها وردت في زرارة بن اعين و سيأتي
ان ما صح منها انما كان حفظا لدمه من كبد السلطان وقد حققناه في الشرح على الكشى،
وفي كتابنا (اخبار الرواة) وستأتى الاشارة إلى ضعفها عند ذكر زرارة فانتظر.
________________________________________
[ 15
]
اصحاب ابى
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام من آل زرارة بن اعين تشرف جماعة من آل اعين بصحبة
الامام ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وبالرواية عنه، كما نبه عليه أبو غالب
في الرسالة وغيره. فمن بنى أعين: عبد الرحمان بن أعين أبو محمد فقال الشيخ في اصحاب
الصادق عليه السلام (231) عند ذكره: بقى بعد أبى عبدالله عليه السلام. وروى في
التهذيب ج 5 - 33 - 100 باسناد صحيح عنه، وعن عبد الرحمان بن الحجاج قالا: سألنا
أبا الحسن موسى عليه السلام الحديث. قلت: وفي الاخبار المصرحة بمن مات من بنى اعين
في حياة الصادق عليه السلام ما يخالفه كما تقدم فلاحظه كما تأتى عند ذكره. ومنهم
زرارة فقد اتفقت الروايات على بقائه إلى أيامه، وصرح به أصحابنا والجمهور ايضا الا
انها دلت على كونه مريضا في ايامه ومات في مرضه هذا، ولا تقتضي كونه من اصحابه وممن
روى عنه عليه السلام، الا ان البرقى، والشيخ قد ذكراه من اصحابه في رجالهما، بل ما
رواه البرقى في المحاسن (503) باب الارز يدل على تشرفه بزرايته ايام أبيه، كما
يؤيده الاعتبار وطول مصاحبته لابيه ومنزلته عنده والظاهر أنه لو صحت صحبته وروايته
عنه فانما كانت ايام أبيه الصادق عليه السلام، ولا يعتمد على ما يظهر من بعض
رواياتنا، وما ذكره بعض العامة انه قد دخل بعد وفاته عليه السلام على عبدالله
الافطح وأنه مال إليه اولا ثم توقف ويأتى عند ذكره ما ينفع المقام. وروى من اولاد
بنى اعين عن ابى الحسن عليه السلام جماعة. فمن بنى زرارة: رومى، عبيد بن زرارة،
عبدالله، وعبيدالله. ومن بنى بكير: عبدالله، عبدالحميد، وابو محمد الحسن بن الجهم
بن بكير.
________________________________________
[ 16
]
ومن بنى
حمران: عمران. ومن بنى عبد الرحمان بن اعين: اعين. اصحاب الرضا عليه السلام من آل
زرارة بن اعين قد ادرك الرضا عليه السلام وروى عنه من آل اعين: الحسن بن الجهم بن
بكير بن اعين. ذكره النجاشي والشيخ وغيرهما وقال أبو غالب في الرسالة: وكان جدنا
الادنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا ومولانا أبى الحسن الرضا عليه السلام وله كتاب
معروف، وقد رويته.. والحسين بن الجهم. ذكره الشيخ في أصحابه بزيادة لقب (الرازي)
ولا يبعد كونه مصحف (الزرارى) ومحمد بن عبدالله بن زرارة. وقد أوصى ان تباع تركته
ويحمل ثمنه إلى أبى الحسن عليه السلام. اصحاب ابى جعفر الجواد عليه السلام كان من
اصحاب أبى جعفر عليه السلام من آل زرارة بن اعين: الحسن بن الجهم بل و غيره ممن
ادرك ايام ابى الحسن عليه السلام على ما نشير إليه وذكرناهم في طبقات اصحابهما
اصحاب ابى الحسن على بن محمد العسكري عليهما السلام من آل زرارة بن أعين سليمان بن
الحسن بن الجهم قال أبو غالب في رسالته ص 11 عند ذكر جده سليمان بن الجهم: وأول من
نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن على بن محمد صاحب العسكر
عليهما السلام، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: (الزرارى) تورية عنه وسترا
له، ثم اتسع ذلك، وسمينا به، وكان عليه السلام يكاتبه في امور له بالكوفة وبغداد..
إلى ان قال ص 16: فاقام سليمان في دوره بالكوفة، وعبيدالله بن عبدالله ابن اخته ان
ذاك ببغداد يتقلدها، وله المنزلة الرفيعة من السلطان، وكان
________________________________________
[ 17
]
عمال الحرب
والخراج يركبون إلى سليمان. وسيدنا أبو الحسن عليه السلام يكاتبه، وكان يحمل إليه
من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج ما يحمل، فمات (ومات - خ) سليمان في طريق
مكة بعد خمسين ومأتين بمدة وليس احصيها. وكان محمد بن عبدالله بن زرارة ممن ادرك
ايام الهادى عليه السلام، كما ذكرناه في محله واشرنا إليه في شرح الرسالة ص 215.
اصحاب أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام لا يبعد ادراك سليمان بن الجهم المتوفى
بعد خمسين ومأتين ايام أبى محمد العسكري عليه السلام إذا كان وفات أبى الحسن عليه
السلام سنة 254. وكان من اصحابه عليه السلام محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو
طاهر الزرارى. ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 267 - 939 وقال: حسن الطريقة، ثقة،
عين، وله إلى مولانا أبى محمد عليه السلام مسائل والجوابات، له كتب.. ولا يبعد
ادراك جماعة من آل اعين ابا محمد عليه السلام ممن يأتي ذكرهم في اصحاب الحجة عليه
السلام. اصحاب الامام الحجة ارواحنا له الفداء من آل زرارة بن اعين كان من آل زرارة
بن اعين جماعة ممن تشرف بزيارة الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف أو بتوقيع من
الناحية المقدسة إليه أو بوكالة أو بمكاتبة أو باتصال بوجه ذكرناهم في طبقات اصحاب
فمنهم: على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبو الحسن الزرارى. ذكره
النجاشي في مصنفي الشيعة (198) وقال له اتصال بصاحب الامر عليه السلام، و خرجت إليه
توقيعات، وكانت له منزلة في اصحابنا، وكان ورعا، ثقة، فقيها لا يطعن عليه في شئ له
كتاب..
________________________________________
[ 18
]
محمد بن
سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزرارى قال أبو غالب الزرارى في الرسالة (17):
وكاتب الصاحب عليه السلام جدى محمد بن سليمان بعد موت ابيه إلى ان وقعت الغيبة.
وكان أبو طاهر الزرارى رحمه الله هو الذى وصى إليه امامنا الحجة ارواحنا له الفداء
أبا سورة احد مشايخ الزيدية المذكورين حينما تشرف بزيارته عند زيارته قبر أبى
عبدالله الحسين عليه السلام يوم عرفة في حديث طويل ذكره الشيخ في الغيبة (181) قال
عليه السلام له: فامض إلى أبى طاهر الزرارى فيخرج اليك من منزله، وفي يده الدم من
الاضحية، فقل له: شاب من صفته كذا يقول لك: صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض
اخوانك، فخذ ها منه، وفي روايه اخرى: اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التى عند رجل
السرير. قال أبو سورة: فتعجبت من هذا ثم فارقني ومضى وجهه لا ادرى أين سلك، ودخلت
الكوفة فقصدت أبا طاهر محمد بن سليمان الزرارى، فقرعت بابه كما قال لى، وخرج إلى،
وفي يده دم الاضحية، فقلت له: يقال لك: اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التى عند
السرير، فقال: سمعا وطاعة، ودخل فاخرج إلى الصرة، فسلمها إلى، فاخذتها وانصرفت. أبو
الحسن على بن يحيى ابن الزرارى وله حديث لابي سورة محمد بن الحسن بن عبدالله
التميمي الزيدى الذى ارسله الامام الحجة عليه السلام إلى بابه لاخذ المال الذى عنده
ذكره الشيخ ره في الغيبة (163) 13 و 14 في حديث طويل في تشرفه بزيارته عليه السلام
وفيه: ثم قال عليه السلام لى: تمر إلى ابن الزرارى على بن يحيى فتقول له: يعطيك
المال الذى عنده، فقلت له: لا يدعه إلى، فقال عليه السلام لى: قل له بعلامة انه كذا
وكذا مغطى، فقلت له: و
________________________________________
[ 19
]
من أنت ؟
قال: أنا محمد بن الحسن (إلى أن قال) وفي آخره: فقال لى صافحته ؟ فقلت: نعم، فأخذ
يدى فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه الحديث. أبو العباس الزرارى محمد بن جعفر بن
الحسن بن محمد البزاز المتوفى: سنة 316: قال أبو غالب في الرسالة عند ذكره ص 31:
وعمره ثمانون سنة، وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند
وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين وأقام بها سنة، وعاد، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه
السلام ما احتاج (اضاح - خ) إليه. محمد بن عيسى التسترى قال أبو غالب في الرسالة ص
33: وكان محمد بن عيسى احد مشايخ الشيعة، وممن كان يكاتب، وكان خرج توقيع إليه جواب
كتاب كتبه على يدى ابن نوح رضى الله عنه في ام عبدالله بن جعفر، حدثنى بذلك خال ابى
العباس الرزاز (جوابا مستقصا - خ) لم اقم على حفظه وغابت عنى نسخته، والجواب موجود
في الحديث، وكتب بعد ذلك إلى الصاحب عليه السلام سئل مثل ذلك، فكتب عليه السلام: قد
خرج منا إلى التسترى في هذا المعنى ما فيه كفاية أو كلام هذا معناه. احمد بن محمد
بن سليمان أبو غالب الزرارى كان أبو غالب رضى الله عنه ممن كاتب الناحية المقدسة
وشرف بالجواب و ذلك في ايام السفير الحسين بن روح رضى الله عنه، فكتب مرة إلى
الناحية المقدسة يسأل فيه عن الامام عليه السلام ان يقبل منه ضيعته فيكتبها باسمه
الشريف والح في ذلك، فكتب عليه السلام في جوابه: (اختر من تثق به فاكتب الضيعة
باسمه فانك تحتاج إليها). قال فكتبتها باسم أبى القاسم موسى بن الحسن الزجوزجى ابن
اخى ابى جعفر رحمه الله لثقتي
________________________________________
[ 20
]
به وموضعه
من الديانة والنعمة، فلم تمض الايام حتى أسروني الاعراب ونهبوا الضيعة التى كنت
أملكها، وذهب منى فيها من غلاتي، ودوابي، وآلتي نحو من الف دينار، واقمت في اسرهم
مدة إلى ان اشتريت نفسي بمأة دينار وألف و خمسمأة درهم، ولزمنى في اجرة الرسل نحو
من خمسمأة درهم فخرجت واحتجت إلى الضيعة فبعتها. رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 184 -
12 وص 197 - 32 في التوقيعات الواردة من الناحية. وكتب أبو غالب رحمه الله مرة
ثانية إلى الناحية المقدسة في امر زوجته وجرت بينهما شرور في ايام ابى جعفر الوكيل
من قبل السفير الحسين بن روح رضى الله عنه وذلك في حديث طويل إلى ان قال فقلت: اطال
الله بقاء سيدنا، وانا أسال حاجة قال: وما هي ؟ قلت: الدعاء لى بالفرج من امر قد
أهمنى. قال فأخذ درجا بين يديه كان اثبت فيه حاجة الرجل، فكتب: والزرارى يسأل
الدعاء له في أمر قد أهمه قال، ثم طواه، فقمنا و انصرفنا، فلما كان بعد ايام قال لى
صاحبي: الانعود إلى أبى جعفر، فنسأله عن حوائجنا التى كنا سألناه فمضيت معه، ودخلنا
عليه، فحين جلسنا عنده اخرج الدرج، وفيه مسائل كثيرة قد اجيبت في تضاعيفها، فأقبل
على صاحبي، فقرأ عليه جواب ما سأل، ثم اقبل على -، وهو يقرأ: (واما الزرارى وحال
الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما) قال: فورد على امر عظيم، وقمنا فانصرفت، فقال
لى: قد ورد عليك هذا الامر، فقلت: اعجبت منه قال: مثل أي شيئ ؟ فقلت: لانه سر لم
يعلمه الا الله تعالى وغيري فقد أخبرني به، فقال: أتشك في أمر الناحية ؟ (إلى ان
قال:) ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت دارى، وكان ام ابى العباس مغاضبة لى في
________________________________________
[ 21
]
منزل اهلها،
فجاءت إلى فاستر ضتنى واعتذرت ووافقتنى، ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا. وفي
رواية اخرى: وأقامت معى سنين كثيرة ورزقت منى اولادا، وأساءت إليها اساءات واستعملت
معها كل ما لا تصبر النساء عليه فما وقعت بينى وبينها شر ولا بين احد من أهلها إلى
ان فرق الزمان بيننا. رواه الشيخ في حديثين طويلين في كتاب الغيبة ص 183 - 11 في
التوقيعات وص 197 - 32 ويأتى ذكرهما في ترجمته، كما ذكرنا هما في طبقات اصحاب
الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف. المنتظرون لفرج قائم آل محمد (ص) من آل زرارة
من حسن معرفة آل زرارة بن اعين بأئمة اهل البيت عليهم السلام انتظارهم فرج الشيعة
بظهور دولة آل محمد عليهم السلام بقائمهم كما ورد الحث على انتظار فرجهم في اخبار
كثيرة، ورووا عن الائمة عليهم السلام روايات في غيبة الامام الحجة وظهوره عند ما
ملئت العالم ظلما وجورا، وهم ممن قال الرضا عليه السلام لعلى بن اسباط: و لكن الله
تبارك وتعالى منذ قبض نبيه صلى الله عليه وآله هلم جرا يمن بهذا الدين على اولاد
الاعاجم. رواه في اصول الكافي - ج 1 - 380 - 2. فمنهم زرارة ففى اصول الكافي ج 1 -
337 - 5 في الغيبة باسناده عن ابن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه
السلام: ان للغلام غيبة قبل ان يقوم قال قلت: ولم ؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه،
ثم قال يا زرارة، وهو المنتظر، وهو الذى يشك في ولادته (إلى ان قال:) قلت: جعلت
فداك ان ادركت ذلك الزمان أي شيئ أعمل ؟ قال: يا زرارة إذا ادركت هذا الزمان فادع
بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني
رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني
حجتك ضللت عن دينى.
________________________________________
[ 22
]
ثم قال يا
زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة قلت: جعلت فداك أليس يقتله الجيش السفياني ؟ قال:
لا، ولكن يقتله جيش آل بنى فلان، يجيئ حتى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا
قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون، فعند ذلك توقع الفرج ان شاء الله. ورواه ايضا ص
342 - 29 باسناد آخر عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال قال أبو عبدالله عليه
السلام لابد للغلام من غيبة الحديث. قال احمد بن الهلال احد رواته: سمعت هذا الحديث
منذ ست وخمسين سنة. ورواه ص 340 - 18 باسناد آخر عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول: ان للقائم عليه السلام غيبة قبل ان يقوم، انه يخاف،
وأومأ بيده إلى بطنه، يعنى القتل ومنهم عبيد بن زرارة. ففى اصول الكافي ج 1 ص 337 -
6 باسناده عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول:
يفقد الناس امامهم، يشهد الموسم، فيراهم، ولا يرونه. ورواه ايضا (339 - 12) باسناد
آخر عنه عنه عن ابى عبدالله عليه السلام قال: للقائم غيبتان يشهد في احديهما
المواسم، برى الناس، ولا يرونه. قلت قد ورد في ان له عليه السلام غيبتين: الصغرى،
والكبرى روايات كثيرة جدا مذكورة في محلها. ومنهم حمران بن اعين. فروى النعماني في
الغيبة باسناده عن ابن بكير عن حمران قال قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك انى
قد دخلت المدينة، وفي حقوى هميان فيه ألف دينار، وقد اعطيت الله عهدا: اننى انفقها
ببابك دينارا دينارا أو تجيبني فيما
________________________________________
[ 23
]
اسألك عنه،
فقال: يا حمران سل تجب، ولا تبعض دنانيرك، فقلت: سألتك بقرابتك من رسول الله أنت
صاحب هذا الامر، والقائم به ؟ قال: لا، قلت: فمن هو بأبى انت وامى ؟ فقال: ذاك
المشرب حمرة، الغائر العينين. المشرف الحاجبين، عريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز
وبوجهه أثر، رحم الله موسى. وايضا باسناده عن محمد بن زرارة عن حمران بن اعين قال
سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت انت القائم ؟ قال: ولدنى رسول الله صلى الله عليه
وآله، وانى للطالب بالدم ويفعل الله ما يشاء ثم أعدت عليه فقال: قد عرفت حيث تذهب،
صاحبك المدبح البطن ثم الحزاز برأسه ابن الارواع، رحم الله فلانا. رواهما في البحار
عنه ج 51 ص 40 - 20 و 21. وروى الشيخ في الغيبة باسناده عن حمزة بن حمران عن ابيه
عن سعيد بن جبير عن على بن الحسين عليهما السلام قال: القائم منا تخفى ولادته على
الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج، وليس لاحد في عنقه بيعة. (البحار عنه
ج 51 - 135) وفي روضة الكافي ص 297 - 552 محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى،
وابو علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن على بن حديد، عن جميل عن زرارة،
عن ابى جعفر عليه السلام قال: سأله حمران فقال: جعلني الله فداك لو حدثتنا متى يكون
هذا الامر فسررنا به ؟ فقال: يا حمران ان لك اصدقاء واخوانا و معارف ان رجلا كان
فيما مضى من العلماء الحديث بطوله. ومنهم عبدالملك بن اعين، ففى روضة الكافي ص 245
- 449 محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
عن سيف بن عميرة، عن ابى بكر الحضرمي، عن عبدالملك بن اعين قال: قمت عند ابى جعفر
عليه السلام فاعتمدت على يدى فبكيت، فقال: مالك ؟ فقلت: كنت ارجو ان ادرك
________________________________________
[ 24
]
هذا الامر
وبى قوة، فقال: اما ترضون ان عدوكم يقتل بعضهم بعضا وانتم آمنون في بيوتكم، انه لو
قد كان ذلك اعطى الرجال منكم قوة اربعين رجلا وجعلت قلوبكم كزبر الحديد، لو قذف بها
الجبال لقلعتها وكنتم قوام الارض وخزانها. الادباء، والقراء وحفاظ القرآن من آل
زرارة قد نال آل زرارة بن أعين باختصاصهم بأهل البيت عليهم السلام شرف حفظ القرآن
وتجويده، وقرائته حتى برز فيهم القراء والحفاظ فهم كما قال الامام الصادق عليه
السلام للفضيل: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة. رواه في اصول
الكافي ج 2 ص 603 فكأن أعين والد زرارة اول من عرف منهم الادب، فخرج بارعا أديبا، و
احسن مولاه من بنى شيبان تأديبه حتى حفظ القرآن ذكره أبو غالب في الرسالة (19) وكان
زرارة أحد الحفاظ الضابطين. ذكره الشيخ الطوسى رحمه الله في كتابه (عدة الاصول 62)
وقال النجاشي في ترجمته: شيخ اصحابنا في زمانه و متقدمهم. وكان قاريا، فقيها،
متكلما، شاعرا، أديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقا فيما يرويه. وكان
اخوه حمران من اصحاب السجاد، والباقر، والصادق عليهم السلام من أكبر مشايخ الشيعة
المفضلين الذين لا يشك فيهم، احد حملة القرآن، ومن يعد، ويذكر اسمه في كتب القرآن
(القراء)، وروى أنه قرء على الامام ابى جعفر محمد بن على، وأبى عبدالله جعفر بن
محمد عليهما السلام، ومع ذلك كان عالما بالنحو واللغة، ذكره أبو غالب في الرسالة
(3). وقيل كما في تاريخ الكوفة: كان حمران أحد شيوخ الاقراء في الكوفة، والامام في
القرائة، اخذ عنه الحفاظ وشيوخ
________________________________________
[ 25
]
القرائة مثل
حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة، وأئمة القرائة وقال الشيخ في الفهرست في
ترجمة زرارة: وكان حمران نحويا. قلت: ويظهر مما رواه الكشى في ترجمة هشام بن الحكم
ص 178 - 22 انه ليس في اصحاب ابى عبدالله الصادق عليه السلام في علوم القرآن احد
حاذق هو افضل بل ولا مثل حمران بن اعين وانه كان بمنزلة الامام الصادق عليه السلام
في ذلك. فروى باسناده عن هشام بن سالم قال كنا عند ابى عبدالله عليه السلام جماعة
من اصحابه فورد رجل من اهل الشام، فاستأذن له، فلما دخل سلم، فأمره أبو عبدالله
عليه السلام بالجلوس ثم قال: حاجتك ايها الرجل ؟ قال: بلغني انك عالم بكل ما تسأل
عنه، فصرت اليك لا ناظرك، فقال أبو عبدالله عليه السلام: فيما ذا ؟ قال: في القرآن،
وقطعه، واسكانه، وخفضه، ونصبه، ورفعه. فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران
دونك الرجل، فقال الرجل انما اريدك لا حمران، فقال أبو عبدالله عليه السلام: ان
غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامي، فسأل حمران حتى ضجر، ومل، و عرض وحمران يجيبه،
فقال أبو عبدالله عليه السلام: كيف رأيت يا شامى ؟ قال: رأيته حاذقا، ما سألته عن
شيئ الا أجابنى فيه. فقال أبو عبدالله عليه السلام يا حمران سل الشامي، فما تركه
يكشر (1).. إلى ان قال: فقال الشامي: كأنك أردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء
الرجال ؟ ! قال عليه السلام: هو ذاك ثم قال: يا أخا اهل الشام اما حمران فحرفك،
فحرت له، فغلبك بلسانه، وسألك عن حرف من الحق فلم تعرف الحديث. وكان محمد بن
عبيدالله بن احمد بن أبى غالب الزرارى اديبا وسمع، وله كتب منها كتاب جمل البلاغة.
ذكره النجاشي. (هامش) 1 - كشر عن اسنانه: كشف عن اسنانه، أرعده (*)
________________________________________
[ 26
]
وكان محمد
بن الحسن القرشى البزاز أبو جدة ابى غالب الزرارى من أكابر مشايخ الشيعة، واعلام
الحديث أحد حفاظ القرآن، وقد نقلت قرائته، وكبرت منزلته فيها. ذكره حفيده أبو غالب
في الرسالة ص 31. الفقهاء والمحدثون من آل زرارة قد برز آل زرارة بن أعين على
معاصريهم في الفقه والحديث حتى خرج فيهم من يشار إليه في العلماء كافة بالفقه
والحديث وعدهم ابن النديم من فقهاء الشيعه ومحدثيهم وعلمائهم ومصنفيهم في الاصول
والفقه ومشايخهم الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم السلام (3 22). وقال فيهم ابن
عقدة الحافظ: كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. وفيهم من اجمعت
العصابة على تصحيح ما يصح عنه وأقروا له بالفقه، و في الاخبار ما يدل على موضعهم في
الفقه فمنهم زرارة فهو أفقههم الذى أرجع الامام الصادق عليه السلام اصحابه إليه في
الفقه، ومعالم الدين، وقال: لولاه لاندرست احاديث ابى عليه السلام. وسيأتى في
ترجمته وقال ابن النديم: فكان زرارة اكبر رجال الشيعة فقها وحديثا.. ومنهم بنو
زرارة، ومحمد بن عبدالله بن زرارة، واخوة زرارة، وبنو بكير، وبنو حمران، وبنو عبد
الرحمان، وبنو عبدالملك، وبنو مالك، ومن اولاد عبدالله بن زرارة: محمد، ومن اولاد
عبدالملك بن اعين: ضريس، ومحمد، والمثنى، وغسان ويونس، وعلى، ومن اولاد حمزة بن
حمران: ابراهيم ومحمد. ومن اولاد عبد الرحمان بن حمران: محمد. وكان جد أبى غالب
الزرارى من امه محمد بن الحسن القرشى البزاز المخزومى
________________________________________
[ 27
]
من رواة
الحديث، وحفاظ القرآن، وأركان القرائة، ومن يشار إليه وينقل عنه قرائته، وكبرت فيها
منزلته. وكان أبو العباس محمد بن جعفر بن الحسن البزاز احد رواة الحديث و مشايخ
الشيعة، ولد سنة ست وثلثين ومأتين ومات سنة ست عشر وثلثمائة، وكان من محله في
الشيعة انه الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين، وأقام بها
سنة وعاد، وقد ظهر له من امر الصاحب عليه السلام ما احتاج إليه. وكان أخوه الحسن بن
جعفر ايضا ممن روى الحديث الا ان عمره لم يطل فينقل عنه. ذكره أبو غالب في الرسالة
ص 31 ثم انقرض آل اعين بابن ابى غالب الزرارى كما يأتي. المتكلمون من آل اعين تقدم
آل أعين على بيوت الشيعة فضلا بما اكتسبوا من فنون العلوم، و معارف الاسلام حتى
فازوا التقدم على المسلمين في جملة منها وبذلك صارت منزلتهم عظيمة وكان الكلام في
عصرهم أعظم العلوم قدرا واكثرها طلابا وأركزها في القلوب موضعها وقد كان في آل اعين
من المتكلمين من فاز شرف انتقدم على أقرانه فهذا زرارة بن أعين متكلم الشيعة في
عصره قد اعترف بفضله الموافق والمخالف حتى الجاحظ العثماني كما يأتي، ونطق بموضعه
من الكلام ائمة التراجم من اصحابنا وغيرهم. قال النجاشي: كان قاريا، فقيها، متكلما،
شاعرا.. وقال ابن النديم: فكان زرارة اكبر رجال الشيعة فقها، وحديثا، ومعرفة
بالكلام، والتشيع. وقال أبو غالب: وكان خصما، جدلا، لا يقوم أحد لحجته، الا ان
العبادة اشغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه.
________________________________________
[ 28
]
وهذا اخوه
حمران فقد دلت الروايات على موضعه من علم الكلام، وعلى موضعه مع اقرانه من
المتكلمين من المسلمين منهم هشام بن الحكم، وهشام بن سالم، ومؤمن الطاق أبو جعفر
الاحول، وقيس بن الماصر اعلام المسلمين في علم الكلام كما يظهر من كتب الكلام
والتراجم وقد ذكرناها في كتابنا (اخبار الرواة) وان شئت فراجع اصول الكافي ج 1 ص
169 باب الاضطرار إلى الحجة، ورجال أبى عمرو الكشى ص 176 رقم 18 وكفى دلالة على
موضع حمران من الكلام ومن اعلام المسلمين من المتكلمين ما رواه في اصول الكافي ج 1
- 171 - 4 باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبى
عبدالله عليه السلام، فورد عليه رجل من اهل الشام، فقال انى رجل صاحب كلام، وفقه،
وفرائض، وقد جئت لمناظرة اصحابك، فقال: كلامك من رسول الله صلى الله عليه وآله أو
من عندك ؟ فقال: من رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن عندي، فقال أبو عبدالله عليه
السلام.. إلى ان قال: ثم قال لى: اخرج إلى الباب فانظر من نرى من المتكلمين فأدخله.
قال: فادخلت حمران بن اعين، وكان يحسن الكلام، وأدخلت الاحول، وكان يحسن الكلام،
وأدخلت هشام بن سالم، وكان يحسن الكلام، وادخلت قيس بن الماصر، وكان عندي احسنهم
كلاما، وقد تعلم الكلام من على بن الحسين عليهما السلام، فلما استقربنا المجلس (إلى
ان قال:) ثم قال: يا حمران كلم الرجل، فكلمه، فظهر عليه حمران ثم قال: يا طاقى
كلمه، (إلى ان قال:) ثم التفت أبو عبدالله عليه السلام إلى حمران، فقال تجرى الكلام
على الاثر فتصيب، والتفت إلى هشام بن سالم، فقال: تريد الاثر ولا تعرفه، ثم التفت
إلى الاحول، فقال: قياس، رواغ (1) تكسر باطلا بباطل الا ان باطلك أظهر، ثم التفت
إلى قيس
________________________________________
1 - يقال
للثعلب، وللمصارع باستعمالهما المكر والحيلة في عدم الوقوع في المهالك (*)
________________________________________
[ 29
]
ابن الماصر،
فقال: نتكلم، وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله صلى الله عليه واله أبعد ما تكون
منه، تمزج الحق مع الباطل، وقليل الحق يكفى عن كثير الباطل، أنت، والاحول قفازان
(1) حاذقان. قال يونس: فظننت والله انه يقول لهشام قريبا مما قال لهما، ثم قال: يا
هشام ! لا تكاد تقع، تلوى رجليك إذ اهممت بالارض طرت، مثلك فليتكلم الناس، فاتق
الزلة والشفاعة من ورائها ان شاء الله. المنجمون من آل زرارة يظهر من الروايات ان
في آل زرارة من دخل في علوم النجوم وصنف فيه كما يأتي في ترجمة عبدالملك بن اعين
وغيره. المصنفون من آل زرارة بن اعين صنف جماعة كثيرة من آل زرارة بن اعين اصولا،
وكتبا، ورسائل في علوم القرآن، والحديث، والفقه، وفنون الاسلام، نبه على كثير منها
مشايخ الشيعة وغيرهم من الجمهور في الفهرستات. قال الشيخ في الفهرست عند ذكرهم:
ولهم روايات كثيرة، واصول وتصانيف.. فمنهم زرارة، وبكير، وحمران، وعبد الرحمان،
وعبد الملك بن اعين (على ما يظهر من رواية الفقيه، ومن ابن النديم في الفهرست)،
ورومي، والحسن، والحسين، وعبد الله، وعبيد بنو زرارة، وعبد الله بن بكير وكتابه
كثير الرواية، وحمزة، ومحمد ابنا حمران بن اعين، كما يظهر من ابن النديم (322)،
وايضا من فهرست الشيخ في زرارة، وضريس بن عبدالملك (كما يظهر من ابن
________________________________________
1 - من
القفز، وهو الوثوب، والوقوع في الحفرة، دل الحديث على قدرتهما ومهارتهما في دخول
الشبهات والخروج منها بالحذاقة. (*)
________________________________________
[ 30
]
النديم)
والحسن بن الجهم بن بكير بن اعين، وحفيداه: محمد وعلى ابنا سليمان واحمد بن محمد بن
محمد بن سليمان أبو غالب الزرارى شيخ آل اعين وبقيتهم، و حفيده محمد بن عبيدالله بن
احمد أبو طاهر الزرارى آخر من ذكر من آل اعين. نسبة آل زرارة بن اعين قد نسب جماعة
من آل زراره بن اعين تارة إلى الشيباني، واخرى إلى الجهمى، وثالثة إلى البكيرى،
ورابعة إلى الزرارى مع ان جدهم (سنسن) من الفرس. وكان عجميا في بلد الروم كما تقدم
عن الشيخ في الفهرست. اما نسبتهم إلى الشيباني فكانت لاجل ولائهم لبنى شيبان كما
ذكرنا تفصيله عند ذكر اعين وكان أبو غالب الزرارى رحمه الله يظهر منه كراهته النسبة
إليهم لما اصاب آل اعين منهم بدو أمرهم وبعد ذلك كما يظهر من مواضع الرسالة. واما
نسبتهم إلى الجهمى فقال أبو غالب في الرسالة: وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. قلت:
ان الجهم بن بكير بن اعين الذى نسب إليه جماعة من آل اعين وان لم يذكر في كتب
التراجم الا انه يظهر من الانتساب إليه انه كان رجلا وجيها مشهورا. واما نسبتهم إلى
البكيرى (البكري) فهو بانتسابهم إلى بكير بن اعين. قال الشيخ في الفهرست: وهم
البكريون وبذلك كانوا يعرفون إلى ان خرج توقيع من أبى محمد الحسن عليه السلام فيه
ذكر ابى طاهر الزرارى: (فاما الزرارى رعاه الله) فذكروا انفسهم بذلك.. وذكر نحوه في
الخلاصة. واما نسبتهم إلى الزرارى فهو لاجل انتسابهم إلى زرارة بن اعين فقيه آل
اعين الذى اجتمعت فيه خلال الفضل وبذلك تقدم على غيره. قال أبو غالب في الرسالة
(11)
________________________________________
[ 31
]
وكانت ام
الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد
بكير، وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. وقد بدء نسبتهم إلى زرارة سيدنا أبو الحسن
الثالث عليه السلام. قال أبو غالب في الرسالة: واول من نسب منا إلى زرارة جدنا
سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن على بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام، وكان
إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: (الزرارى) تورية عنه وسترا له، ثم اتسع ذلك
وسمينا به.. اولاد اعين بن سنسن قال أبو غالب في رسالته ص 20: فولد اعين على ما
حدثنى به أبو طالب الانباري قال حدثنى محمد بن الحسن بن على بن صباح بن سلام
المدائني قال حدثنى أبى، رعمى (محمد - خ) قالا: حدثنا أحمد بن الحسن بن على بن فضال
عن ولد أعين قال: ولد أعين: عبدالملك، وحمران، وزرارة، وبكير، وعبد الرحمان بن
أعين، هؤلاء كبراؤهم معرفون، وقعنب، ومالك، ومليك من بنى أعين، غير معروفين، فذلك
ثمانية أنفس. ص 21 وبغير هذا الاسناد: ولهم أخت يقال لها: (أم الاسود)، ويقال: انها
اول من عرف هذا الامر منهم من جهة أبى خالد الكابلي. وقال ايضا ص 26: ووجدت في كتاب
الصابونى المصرى: يونس بن عبدالملك بن أعين، وجعفر بن قعنب بن أعين ممن روى عن أبى
عبدالله عليه السلام. وذكر في الكتاب المذكور ان ولد جعفر بالفيوم من أرض مصر. وروى
محمد بن الحسين عن ابراهيم بن محمد بن حمران عن ابى عبدالله عليه السلام ان اول من
عرف هذا الامر عبدالملك عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران عن ابى خالد الكابلي
رحمهم الله تعالى.
________________________________________
[ 32
]
وقال الشيخ
في الفهرست ص 74 - 302 في ترجمة زرارة: ولزرارة اخوة جماعة، منهم: حمران.. وبكير بن
اعين يكنى ابا الجهم.. وعبد الرحمان بن اعين، وعبد الملك بن اعين.. عدد اولاد اعين
روى أبو غالب ص 29 باسناده عن ابن فضال قال: وخلف اعين حمران، وزرارة، وبكيرا، وعبد
الملك، وعبد الرحمان (ومالكا - خ)، وموسى، وضريسا، ومليكا وقعنب، وعبيدالله فذلك
عشرة أنفس. ثم قال أبو غالب: هذا من هذه الرواية، وقد ذكرت الرواية، ودفع الاختلاف
في عدد ولد أعين، وقد ذكرت الاصل الذى كنت أعرفه، ومما رواه لى أبو طالب الانباري،
وما رواه لى أبو الحسن بن داود رحمه الله عن أبى القاسم بن قونى عن ابن فضال. وروى
لى ابن المغيرة عن أبى محمد الحسن بن حمزة العلوى عن ابى العباس احمد بن محمد بن
سعيد بن عقدة الكوفى المشهور بكثرة الحديث: انهم سبعة عشر رجلا، الا انه لم يذكر
اسماءهم ومايتهم في معرفته، ولا يشك في علمه. وقال ص 18: وحدثني أبو عبدالله بن
الحجاج ره، وكان من رواة الحديث: انه قد جمع من روى الحديث من آل اعين، فكانوا ستين
رجلا. وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشائخه ان بنى أعين بقوا
اربعين سنة، (اربعين - خ) رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد لهم فيهم غلام، وهم على
ذلك يستولون على بنى شيبان في خطة بنى اسد بن همام. وقال ابن الغضائري في تكملته
لرسالة ابى غالب في آل اعين ص 99: و وجدت ايضا فيما ذكره (رواه، حكى خ) الحسن بن
حمزة عن (بن خ ل) على
________________________________________
[ 33
]
ابن عبدالله
العلوى (الحسينى - خ) الطبري رضى الله عنه قال: سمعت محمد بن اميذوار الطبري يقول:
حضرت مجلس الحسن بن على الموسوم بالناصر صاحب طبرستان وقد روى حديثا عن حمران بن
اعين قال أبو جعفر بن اميذوار: فنظر إلى الشيخ ثم اومى بيده إلى: هكذا الاخوان،
يعنى حمران وزرارة وقدر انهما أخوان فقط، ليس لهما ثالث. قال الحسين بن حمزة: وكنت
على هذا دهرا إلى ان اجتمعت من ابى جعفر احمد بن أبى عبدالله البرقى، ومحمد بن جعفر
المؤدب فحاريتهما (بعد - خ) ما كان جرى لى مع أبى جعفر بن اميذوار، فقال لى: ولا زد
(لارد - خ) عليك، بل هم اثنى عشر اخوة. وكنت على هذا دهرا إلى ان اجتمعت مع أبى
العباس بن عقده (في - خ) سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فجرى بينى وبينه ما تقدم ذكره،
فقال لى يا أبا محمد ! هم ستة عشر اخوة، وسماهم، أو سبعة عشرة، قال أبو محمد: الشك
منى، (ثم - خ) حدثنى عن آل اعين، قال: كل واحد منهم كان فقيها، يصلح أن يكون مفتى
بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين، فسألته عن العلة فيه، فقال: كان يتعاطى الفتوى
(الفترة - خ) إلى ايام الحجاج، فلما قدم الحجاج العراق قال: لا يستقيم لنا الملك،
ومن آل اعين رجل تحت الحجر، فاختفوا، وتواروا، فلما اشتد الطلب عنهم (عليهم خ) ظفر
بعبد الرحمان هذا المفتى (المستفتى خ) من بين اخوته، فادخل على الحجاج، فلما بصربه،
قال: لم تأتوني بآل اعين وجئتموني بزبارها، وخلى سبيله. ووجدت بخط ابى الحسن محمد
بن احمد بن داود القمى ره قال حدثنى - (حدثنا - خ) أبو على محمد بن على بن همام ره
(قال خ) حدثنى أبو الحسن على
________________________________________
[ 34
]
بن سليمان
بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزرارى: ان بنى أعين كانوا عشرة (اخوة
- خ). عبدالملك، وعبد الاعلى، وحمران، وزرارة، وعبد الرحمان، وعيسى، وقعنب، وبكير،
(ومالك - خ)، وضريس، وسميع، وانكر ان يكون فيهم مالك وقال مالك بن أعين الجهنى.
وقال ابن الغضائري في تكملة الرسالة ص 101: قال أبو الحسن على بن أحمد العقيقى في
كتاب الرجال: من بنى اعين: عبيد، والحسن، والحسين بنو زرارة بن اعين، وعبد الله بن
بكير، وحمزة بن حمران، وضريس بن عبدالملك بن اعين، وجعفر بن قعنب بن اعين، وكان ولد
قعنب بالفيوم من ارض مصر، وبها قبر غسان بن عبدالملك بن اعين، فهؤلاء اولادهم الذين
رووا عن ابى عبدالله عليه السلام، و روى ان بنى اعين أقاموا اربعين سنة رجلا كلما
مات منهم رجل ولد لهم ذكر ثم قال: وهذا الحديث الذى ذكره ابن همام رحمه الله لم يقع
لابي غالب رضى الله عنه، ولو وقع إليه أو كان سمعه من عم ابيه لحدثنا به، ولذكره في
هذه الرسالة، لانه كان شديد الحرص على جمع شئ من آثار اهله رحمهم الله. وكان ايضا
سنسن جد بكير وبنى اعين وولاة بنى شيبان وانه من الروم، وانما وجدت هذا بعد وفاته
رحمه الله في سنة ثلث. وقال ايضا ص 97: وجدت في (المنتخبات) التى اجازناها جعفر بن
محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على
بن يقطين عن مروك بن عبيد عن محمد بن مقرون الكوفى قال حدثنى المشايخ من اصحابنا:
ان حمران، وزرارة، وعبد الملك، وبكيرا، وعبد الرحمان بن اعين
________________________________________
[ 35
]
كانوا
مستقيمين، مات منهم اربعة في زمن أبى عبدالله عليه السلام، وكانوا من اصحاب أبى
جعفر عليه السلام، وبقى زرارة إلى ان مات أبو عبدالله عليه السلام، وكان افقههم
فلقى من الناس ما لقى، وكان له اخوان ليسا في شئ من هذا الامر: مالك، وقعنب. زرارة
بن أعين بن سنسن أبو الحسن الشيباني الكوفى رحمه الله اسمه ولقبه وكنيته قال ابن
النديم في الفهرست (322): زرارة لقب، واسمه عبد ربه.. وزرارة يكنى ابا على ايضا...
وقال الشيخ في الفهرست (74): واسمه عبد ربه، يكنى ابا الحسن، و زرارة لقب به..
زرارة يكنى ابا على ايضا.. وروى أبو عمرو الكشى في ترجمته (88) باسناد موثق كالصحيح
عن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في اسامى أهل الجنه
بغير ألف ؟ قلت: نعم، جعلت فداك اسمى: عبد ربه، ولكني لقبت بزرارة. قلت: وردت تكنية
زرارة بابى الحسن في روايات اوردناها في كتابنا (اخبار الرواة)، وكناه ائمة الحديث
والرجال كالبرقي، والصدوق، والكشى، والنجاشى، والشيخ الطوسى وغيرهم بأبى الحسن وبها
اشتهر ولكن الشيخ وابن النديم ذكرا في فهرستيهما ان زرارة يكنى ابا على ايضا. وقال
أبو غالب في الرسالة (24): وكان زرارة يكنى ابا على. وصف زرارة قال أبو غالب في
الرسالة (27): وروى ان زرارة كان وسيما جسيما ابيض فكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه
برنس اسود، وبين عينيه سجادة، وفي يده عصى، فيقوم له الناس سماطين، ينظرون إليه
لحسن هيئته، فربما رجع من طريقه..
________________________________________
[ 36
]
مولد زرارة
ووفاته لم أقف على تصريح بمولده في كتبنا وكتب الجمهور ولكن الروايات دلت على انه
مات بعد أبى عبدالله عليه السلام، وكانت وفاته عليه السلام في الخامس والعشرين من
شوال سنة ثمان واربعين ومأة. وفي الكشى في ترجمته (95) بعد حديث رقم 16 عن أصحاب
زرارة انه مات بعد ابى عبدالله عليه السلام بهشرين أو أقل، وتوفى وزرارة مريض مات
في مرضه ذلك. وقال النجاشي في ترجمته: ومات زرارة سنة خمسين ومأة. وقال الشيخ في
اصحاب الصادق عليه السلام من رجاله: مات سنة خمسين ومأة بعد ابى عبدالله عليه
السلام وذكره ايضا في اصحاب الكاظم عليه السلام. وقال أبو غالب في الرسالة (28)،
ويقال: انه عاش سبعين (تسعين - خ) سنة. موضع زرارة ومكانته السامية كان زرارة جليل
القدر، رفيع المنزلة، عظيم الشأن في بيته وفي نظرائه وفي اصحاب الحديث، والفقه،
والكلام، وعلوم القرآن، وعند الناس، وعند الائمة عليهم السلام، وذلك لتوفر الفضائل
فيه. قال أبو غالب في الرسالة (27): فكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس اسود وبين
عينيه سجادة، وفي يده عصا، فيقوم له الناس سماطين، ينظرون إليه لحسن هيئته.. قلت:
كان الجاحظ العثماني المعاند للشيعه بنصبه الذى يأبى حتى عن ذكر أئمة الشيعة عليهم
السلام يذكر زرارة باشعاره في كتبه مع تجليل وترفيع له. فقال أبو غالب في الرسالة
(24): وذكره الجاحظ في كتاب (الحيوان)، واورد عنه شعرا.. وروى له ايضا شعرا في كتاب
(النساء)، وذكر له بيتا في
________________________________________
[ 37
]
كتاب
(العرجان الاشراف)، ولا أدرى أصدق الجاحظ في ذلك ام لا، وقال في كتاب الحيوان: قال
زرارة بن اعين مولى بنى اسعد بن هام، وكان رئيس الشيعة (التميمية - خ). وقال ابن
النديم في الفهرست (332): عند ذكره في فقهاء الشيعة وعلمائهم ومحدثيهم الذين رووا
الفقه عن الائمة عليهم السلام وزرارة اكبر رجال الشيعة فقها، وحديثا، ومعرفة
بالكلام، والتشيع. وقال النجاشي في ترجمته (132): شيخ اصحابنا في زمانه، ومتقدمهم،
وكان قاريا، فقيها، متكلما، شاعرا، اديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل، والدين، صادقا
فيما يرويه.. وذكره الشيخ في الفهرست، وفي اصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم
السلام من رجاله وقال في الاخير: ثقة روى عن ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.
قلت: ولمكانة زرارة وجلالته وعلو منزلته في العلوم ترجمه المخالفون وان شئت فراجع
لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 474، وميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 69، وكتب
اصحاب التراجم كابن ابى حاتم الرازي، نعم ذكروه وكذلك القاضى عبد الجبار في كتابه
(المغنى) ج 2 - 180 بالتشيع وشدته في الرفض وضعفوه بذلك، ورووا عنه في كتب الحديث
وروى عنه ابن ابى الحديد في شرح نهج البلاغة ج 4 ص 109. وقال ابن ابى الحديد في
الشرح ايضا ج 16 - 246 عند ذكر رأى الشيعة في العمل بالاخبار: فأما مذهب المرتضى في
خبر الواحد فانه قول انفرد به عن سائر الشيعة لان من قبله من فقهائهم ماعو لوا في
الفقه الاعلى اخبار الاحاد كزرارة، ويونس وابى بصير وابنى بابويه، والحلبي، وأبى
جعفر القمى وغيرهم.
________________________________________
[ 38
]
منزلته عند
علماء عصره قال الكشى ص 89 - 6 - حدثنى ابراهيم بن محمد بن العباس الختلى قال:
حدثنى احمد بن ادريس القمى قال: حدثنى محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن أبى الصهبان
أو غيره عن سليمن بن داود المنقرى عن ابن أبى عمير قال: قلت لجميل بن دراج: ما احسن
محضرك وأزين مجلسك ! فقال: أي والله ما كنا حول زرارة بن اعين الا بمنزلة الصبيان
في الكتاب حول المعلم. وص 103 - 45 حدثنى حمدويه قال حدثنى يعقوب بن يزيد قال حدثنى
على بن حديد عن جميل بن دراج قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن اعين، انا كنا نختلف
إليه فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم فلما مضى الحديث. وص 89
- 5 - محمد بن مسعود عن الخزاعى عن محمد بن زياد عن ابن ابى عمير عن على بن عطية عن
زرارة قال: والله لو حدثت بكلما سمعته من ابى عبدالله عليه السلام لا نتفخت ذكور
الرجال على الخشب. منزلته عند الامام ابى جعفر الباقر عليه السلام كان لزرارة عند
أبى جعفر الباقر عليه السلام منزلة رفيعة عظيمة حتى عد من حواريه ففى الكشى ص 7 في
ترجمة سلمان في حوارى النبي الاكرم والائمة عليهم السلام الذين لم ينقضوا العهد
ومضوا عليه وينادون يوم القيامة بذلك باسناد عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
في حديث طويل قال: ثم ينادى المنادى: اين حوارى محمد بن على عليه السلام، وحواري
جعفر بن محمد عليه السلام فيقوم عبدالله بن شريك العامري، وزرارة بن اعين الحديث.
بل يظهر مما رواه الكشى في ترجمة زرارة ص 88 - 3 في الصحيح عن ابى بصير عن ابى
عبدالله عليه السلام ان زرارة افضل من سلمان، والمقداد والزبير الذين حلقوا رؤسهم
ليقاتلوا ابا بكر وسيأتى ان شاء الله ذكره.
________________________________________
[ 39
]
وص 218
باسناد صحيح عن زرارة قال قدمت المدينة وأنا شاب امرد، فدخلت سرادقا لابي جعفر عليه
السلام بمنى فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه احد ورأيت رجلا ناحية
يحتجم فعرفت برأيى انه أبو جعفر عليه السلام فقصدت نحوه فسلمت عليه فرد السلم على
فجلست بين يديه والحجام خلفه فقال: أمن بنى أعين أنت ؟ فقلت: نعم أنا زرارة بن أعين
فقال أنا عرفتك بالشبه الحديث. وفي باب النذور من الكافي ج 2 - 373 في الصحيح عن
زرارة قال ان امى كانت جعلت عليها نذرا نذرت لله عزو جل في بعض ولدها في شئ كانت
تخاف عليه ان تصوم ذلك اليوم الذى يقدم فيه عليها ما بقيت فخرجت معنا إلى مكة فأشكل
علينا صيامها في السفر فلم تدر تصوم أو تفطر فسئلت ابا جعفر عليه السلام عن ذلك
فقال لا تصوم في السفر الحديث. وفي التهذيب ج 2 - 7 باسناد صحيح عن زرارة قال قلت
لابي جعفر عليه السلام: انى رجل تاجر أختلف وأتجر، فكيف لى بالزوال والمحافظة على
صلوة الزوال، وكم تصلى ؟ قال تصلى ثمانى ركعات الحديث. مكانة زرارة عند ابى جعفر
عليه السلام بفقهه وأمانته في الحديث روى البرقى في المحاسن ج 2 - 464 - 418 عن
أبيه عن على بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال تغديت مع أبى جعفر عليه السلام خمسة
عشر يوما بلحم. ورواه عنه عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة قال تغديت مع أبى
جعفر عليه السلام في شعبان خمسة عشر يوما بلحم الحديث. وفي ج 1 - 171 في الصحيح عن
زرارة قال قلت لابي جعفر عليه السلام قوله: (لا قعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم
الآية) فقال أبو جعفر عليه السلام: يا زرارة انما صمد لك ولا صحابك فأما الآخرين
فقد فرغ منهم.
________________________________________
[ 40
]
تقية، أو
لان الناس مع رسول الله صلى الله عليه وآله قد لبوا بالحج فلما نزلت العمرة تمتعوا
فروى الشيخ في التهذيب ج 5 - 88 في الصحيح عن حمران بن اعين قال: دخلت على ابى جعفر
عليه السلام فقال لى: بما اهللت ؟ فقلت: بالعمرة، فقال لى: أفلا وفي الكافي ج 2 -
128 باب 72 الظهار - باسناد صحيح عن صفوان قال حدثنا ابوعيينة عن زرارة قال قلت
لابي جعفر عليه السلام: انى ظاهرت من ام ولد لى، ثم واقعت عليها، ثم كفرت، فقال:
هكذا يصنع الرجل الفقيه، إذا واقع كفر. الكافي ج 1 - 247 باب 51 من الحج في الصحيح
عن عبدالملك من اعين قال حج جماعة من اصحابنا، فلما قدموا المدينة دخلوا على أبى
جعفر عليه السلام فقالوا: ان زرارة أمرنا ان نهل بالحج إذا أحرمنا، فقال لهم:
تمتعوا، فلما خرجوا من عنده دخلت عليه، فقلت: جعلت فداك لئن لم تخبر هم بما اخبرت
زرارة ليأتين الكوفة، وليصبحن بها كذابا، فقال: ردهم، فدخلوا عليه، فقال: صدق
زرارة، اما والله لا يسمع هذا بعد هذا اليوم أحد منى. ورواه الشيخ في التهذيب ج 5 -
87 باسناد آخر صحيح عنه نحوه. وفي التهذيب بعد الحديث باسناد آخر صحيح عن اسماعيل
الجعفي قال خرجت أنا وميسر، وأناس من اصحابنا فقال لنا زرارة: لبوا بالحج، فدخلنا
على أبى جعفر عليه السلام فقلنا له: اصلحك الله انا نريد الحج ونحن قوم صرورة، أو
كلنا صرورة فكيف نصنع ؟ فقال: لبوا بالعمرة، فلما خرجنا قدم عبدالملك بن اعين، فقلت
له: الا تعجب من زرارة، قال لنا: لبوا بالحج، وان ابا جعفر عليه السلام قال لنا:
لبوا بالعمرة، فدخل عليه عبدالملك بن اعين فقال له: ان أناسا من مواليك امرهم زرارة
ان يلبوا بالحج عنك، وانهم دخلوا عليك فأمرتهم ان يلبوا بالعمرة، فقال أبو جعفر
عليه السلام: يريد كل انسان منهم ان يسمع على حدة،
________________________________________
[ 41
]
اعدهم على،
فدخلنا، فقال لبوا بالحج، فان رسول الله صلى الله عليه وآله لبى بالحج. قلت: لا شك
في ان وظيفة النائى عن مكة هو الحج تمتعا، وان الاختلاف انما هو في وجوب الاهلال
بالعمرة عند فرض الاحرام أو كفاية نية التمتع مع الاهلال بالحج تقية، أو أسوة لان
الناس مع رسول الله صلى الله عليه وآله قد لبوا بالحج فلما نزلت العمرة تمتعوا.
فروى الشيخ في التهذيب ج 5 - 88 في الصحيح عن حمران بن أعين قال: دخلت على أبى جعفر
عليه السلام، فقال لى: بما أهللت ؟ فقلت بالعمرة، فقال لى: افلا أهللت بالحج ونويت
المتعة، فصارت عمر تك كوفية وحجتك مكية ولو كنت نويت المتعة وأهللت كانت عمرتك
وحجتك كوفيتين. وص 86 ح 91 باسناد صحيح عن حمران بن اعين قال سألت ابا جعفر عليه
السلام عن التلبية، فقال لى لب بالحج، فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصليت وأحللت. ح 92
وباسناد صحيح عن زرارة قال قلت لابي جعفر عليه السلام: كيف اتمتع ؟ قال: تأتى الوقت
فتلبي بالحج فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصليت الركعتين خلف المقام وسعيت بين الصفا
والمروة وقصرت وأحللت من كل شئ وليس لك ان تخرج من مكة حتى تحج. تشريف ابى جعفر
عليه السلام زرارة بزيارة كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام وكان من موضع
زرارة ومنزلته عند أبى جعفر عليه السلام انه شرفه بزيارة كتاب على عليه السلام، فقد
كان سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام اول من صنف في الاسلام وكتب بخطه الشريف
واملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابا كبيرا ذكرناه في كتاب فضائله
وأولياته، واشرنا في تهذيب المقال ج 1 - 155 عند بيان النجاشي اول من صنف في
الاسلام إلى وصف الكتاب وجمعنا ما رواه ائمة اهل البيت عليهم السلام من كتابه عليه
السلام هذا في تأليف خاص قد أفردنا له جزئين نسئل الله تعالى ان يوفقنا
________________________________________
[ 42
]
لاتمامه
خالصا لوجهه ويتقبله بأحسن قبوله، وقد تشرف جماعة من اجلة اصحابهم بزيارته بنسخته
التى عندهم، ومن هؤلاء زرارة بن اعين. ففى الكافي ج 2 - 257 باب 7 آخر في ابطال
العول: محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة قال:
امر أبو جعفر عليه السلام ابا عبدالله عليه السلام: فأقر أنى صحيفة الفرائض الحديث.
وفي التهذيب ج 9 - 271 - 5 - في ميراث الوالدين والكافي ج 2 - 261 باب 17 - 3 على
بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا عن عمر بن اذينة
عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن الجد فقال: ما احد قال فيه الا برأيه
الا أمير المؤمنين عليه السلام قلت اصلحك الله فما قال فيه أمير المؤمنين عليه
السلام ؟ فقال: إذا كان غدا فالقني حتى اقرئكه في كتاب على عليه السلام قلت: اصلحك
الله حدثنى فان حديثك احب إلى من ان تقرئنيه في كتاب فقال لى الثالثة: اسمع ما اقول
لك، إذا كان غدا فالقني حتى اقرئكه في كتاب فاتيته من الغد بعد الظهر وكانت ساعتي
التى كنت اخلو به فيها بين الظهر والعصر، وكنت أكره ان اسأله الا خاليا خشية ان
يفتينى من اجل من يحضرني بالتقية، فلما دخلت عليه اقبل على ابنه جعفر فقال اقرئ
زرارة صحيفة الفرائض ثم قام لينام، فبقيت انا وجعفر في البيت، فقام واخرج إلى صحيفة
مثل فخذ البعير فقال: لست اقرئكها حتى تجعل ان لا تحدث بما تقرأ فيها احدا ابدا حتى
آذن لك ولم يقل حتى يأذن لك ابى، فقلت: اصلحك الله لم تضيق على ولم يأمرك ابوك
بذالك ! ؟ فقال: ما انت بناظر فيها الاعلى ما قلت لك، فقلت فذالك لك، وكنت رجلا
عالما بالفرائض والوصايا بصيرا بها حاسبا لها البث الزمان اطلب شيئا يلقى على من
الفرائض والوصايا لا اعلمه فلا اقدر عليه، فلما القى إلى طرف الصحيفة إذا كتاب غليظ
يعرف انه من كتب
________________________________________
[ 43
]
الاولين
فنظرت خلاف ما بايدى الناس من الصلب والامر بالمعروف الذى ليس فيه اختلاف وإذا
عامته كذلك، فقرأته حتى أتيت على آخره بخبث نفس وقلة تحفظ واسقام رأى وقلت وانا
اقرأه باطل حتى اتيت على آخره ثم ادرجتها ودفعتها إليه، فلما اصبحت لقبت ابا جعفر
عليه السلام فقال لى: اقرأت صحيفة الفرائض ؟ قلت: نعم فقال: كيف رأيت ما قرأت قال
قلت: باطل ليس بشئ، هو خلاف ما عليه الناس قال: فان الذى رأيت والله يا زرارة الحق،
الذى رأيت املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط على عليه السلام بيده فأتاني
الشيطان فوسوس في صدري فقال: وما يدريه انه املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط
على عليه السلام بيده فقال لى قبل ان انطق: يا زرارة لا تشكن والشيطان والله انك
شككت وكيف لا ادرى انه املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط على عليه السلام
بيده وقد حدثنى ابى عن جدى ان أمير المؤمنين عليه السلام حدثه ذالك ! قال: قلت لا
كيف جعلني الله فداك وتندمت على ما فاتني من الكتاب ولو كنت قرأته وأنا اعرفه لرجوت
الا يفوتنى منه حرف الحديث. تشريفه له بزيارة قميص أمير المؤمنين عليه السلام ففى
الكافي ج 2 - 207 - 10 باب تشمير الثياب باسناد صحيح عن زرارة بن اعين قال رأيت
قميص على عليه السلام الذى قتل فيه عند ابى جعفر عليه السلام فإذا أسفله اثنى عشر
شبرا وبدنه ثلاثة اشبار، ورأيت فيه نضح دم. معرفة زرارة بابى جعفر عليه السلام روى
الشيخ في التهذيب ج 9 - 16 - 63 في الصحيح عن زرارة قال: والله ما رأيت مثل ابى
جعفر عليه السلام قط قال سألته الحديث. روايته عنه عليه السلام قد سمع زرارة عن ابى
جعفر عليه السلام حديثا كثيرا، وذكره البرقى والكشى والشيخ في اصحابه وروى جماعة
كثيرة من اكابر اصحابه واصحاب الصادق
________________________________________
[ 44
]
والكاظم
عليهم السلام وغيرهم عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام ذكرناهم في طبقات اصحابه
منهم: ثعلبة بن ميمون، حماد بن عثمان، عمر بن اذينة، مثنى الحناط، سليمان، حريز بن
عبدالله، جميل بن صالح، ابان بن عثمان، عبد العزيز العبدى، هشام بن سالم، منصور بن
اذينة، محمد بن حمران، حماد بن عيسى، موسى بن بكر، الحسن بن عطية، جميل بن دراج،
ابى ابى ليلى، محمد بن أبى عمير، معاوية بن وهب، عبيد بن زرارة، على بن رئاب، سيف
التمار، عبدالله بن بكير، اسماعيل الجعفي، عبدالله بن مسكان، على بن حديد، على بن
سعيد، الحسن بن زرارة، الحسين بن زرارة، محمد بن سماعة، مثنى بن عبد السلام، فضيل،
نصر بن مزاحم، يونس بن عبد الرحمان، مثنى بن عبد الوليد الحناط، أبان بن تغلب، درست
الواسطي، أبو عيينة، اسحاق بن عبد العزيز، أبو جميلة، على بن الزيات وغيرهم. منزلة
زرارة عند الامام ابى عبدالله الصادق عليه السلام كان زرارة ممن اختص بأبى عبدالله
بعد ابيه عليهما السلام ذا منزلة رفيعة و مكانة جليلة حتى ان ابا الحسن موسى بن
جعفر عليهما السلام عده من حوارى ابى جعفر، وأبى عبدالله عليهما السلام. رواه الكشى
ص 7 - 19 ترجمة سلمان باسناده عن اسباط بن سالم عنه. وفي ترجمته ص 88 - 2 باسناده
عن زرارة قال: اسمع والله بالحرف من جعفر بن محمد عليهما السلام من الفتيا فأزداد
به ايمانا. وقد سمع عنه عليه السلام شيئا كثيرا منذ اربعين عاما. فروى الصدوق (في
من لا يحضره الفقيه ج 2 - 306) باسناده الصحيح في المشيخة رقم 71 عن زرارة قال قلت
لابي عبدالله عليه السلام: جعلني الله فداك اسألك في الحج منذ اربعين عاما فتفتيني،
فقال: يا زرارة بيت يحج قبل آدم عليه السلام بألفى عام تريد ان تفنى مسائله في
اربعين عاما. قلت: الحديث يقتضى تكرر تشرف زرارة إلى المدينة المنورة فكان كوفيا
يقدمها كما يقتضى كثرة سؤاله عنه في مسائل الحج بحيث اعجبه كثرة فتاواه في
________________________________________
[ 45
]
الحج، بل
يقتضى كونه حريصا على السؤال عنه عليه السلام ايام ابيه ايضا إذ كانت وفاة ابى جعفر
عليه السلام سنة اربع عشرة ومأة. وكان زرارة لحبه له عليه السلام يدخل عليه ايام
أبيه أبى جعفر عليه السلام عند ما كان زرارة شابا، ففى الكشى في ترجمته (94)
باسناده عن على بن رئاب قال دخل زرارة على ابي عبد الله عليه السلام فقال: يا زرارة
متأهل أنت ؟ قال: لا، قال: وما يمنعك من ذلك ؟ قال: لانى لا اعلم تطيب مناكحة هؤلاء
ام لا، قال: فكيف تصبر وانت شاب ؟ قال: اشترى الاماء الحديث. قلت: الحديث بطوله يدل
على انقياد زرارة لابي عبدالله عليه السلام فيما ربما يأمره به كما يظهر من غيره
فروى الكشى ايضا في ترجمته باسناده عن محمد بن أبى عمير في حديث رسالته عن ابى
عبدالله عليه السلام إلى زرراة في امر صلوته في مواقيت اصحابه قال فقال (أي زرارة):
انا والله اعلم انك لم تكذب عليه، ولكن أمرنى بشيئ فأكره ان ادعه. قلت: ذكرنا في
ترجمة محمد بن ابى عمير من كتبنا وفي ترجمة زرارة رواية ابن ابى عمير عن زرارة غير
مرة، فهذا الرواية وايضا تعدد روايته عن زرارة وغير ذلك مما ذكرناه في محله يقتضى
كون محمد بن أبى عمير من اصحاب الصادق عليه السلام وذكرناه في طبقات اصحابه وان لم
يذكره الاصحاب بذلك فلاحظ. وفي الكشى (95): قال اصحاب زرارة: فكل من ادرك زرارة بن
اعين فقد أدرك أبا عبدالله عليه السلام، فانه مات بعد ابى عبدالله عليه السلام
بشهرين أو اقل، وتوفى أبو عبدالله عليه السلام وزرارة مريض مات في مرضه ذلك. مدائح
الامام الصادق عليه السلام لزرارة بن اعين قد وردت في المأثور من طرقنا لزرارة
مدائح كثيرة من الامام ابى عبدالله
________________________________________
[ 46
]
جعفر بن
محمد الصادق عليه السلام تدل على منزلة عظيمة له عنده وقد احصيناها في كتابنا
(اخبار الرواة) وحققنا اسانيد ما رواه الكشى منها في الشرح على رجال الكشى وتشير
إليها في المقام اجمالا وهى: 1 - زرارة من السابقين الينا في الدنيا والآخرة فروى
الكشى في رجاله ص 90 - 12، وكذا الشيخ المفيد في (الاختصاص 66) في الصحيح عن سليمان
بن خالد الاقطع عن ابى عبدالله عليه السلام في مدح زرارة وابى بصير، ومحمد بن مسلم،
وبريد بن معاوية العجلى قال عليه السلام (في حديث طويل): وهم السابقون الينا في
الدنيا والسابقون الينا في الآخرة. وفي الصحيح ايضا عن ابى عبيدة الحذاء (ص 90 -
11) قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: زرارة، وابو بصير، ومحمد بن مسلم،
وبريد من الذين قال الله تعالى: (والسابقون السابقون اولئك المقربون). وفي ترجمة
بريد ص 155 باسناده عن داود بن سرحان عن ابى عبدالله عليه السلام في حديث في مدحهم:
هؤلاء السابقون، اولئك المقربون. 2 - زرارة من اهل الجنة روى الكشى ص 88 - 1 باسناد
موثق كالصحيح عن زرراة قال قال أبو عبدالله عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في أسامي
اهل الجنة، الحديث. وفي ترجمة ابي بصير المرادي ص 113 في الصحيح عن جميل قال: سمعت
ابا عبد الله عليه السلام يقول: بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية... وزرارة،
اربعة بجباء، امناء الله عى حلاله و حرامه، لو لا هذه انقطعت آثار النبوة واندرست.
3 - زرارة من نجوم شيعته روى الكشى ص 91 - 13 في خبر طويل عن جميل بن دراج يأتي في
مدح زرارة ونظرائه: بريد وأبى بصير ومحمد بن مسلم عن ابى عبدالله عليه السلام قال:
نجوم شيعتي احياءا وأمواتا الحديث.
________________________________________
[ 47
]
4 - بزرارة
ونظرائه يكشف الله كل بدعة وينفى كل باطل روى الكشى في الخبر المتقدم عن جميل عن
أبى عبدالله عليه السلام في مدح زرارة ونظرائه قال: بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون
عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين الحديث. 5 - زرارة من حفاظ الدين روى
الكشى ص 90 - 12 في الصحيح عن سليمان بن خالد الاقطع عن أبى عبدالله عليه السلام في
مدح زرارة ونظرائه قال: هؤلاء حفاظ الدين وامناء ابى عليه السلام على حلال الله
وحرامه الحديث. 6 - زرارة احد اوتاد الارض، واعلام الدين روى الكشى في بريد ص 155
باسناد قوى عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اوتاد الارض
واعلام الدين اربعة: محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البخترى المرادى،
وزرارة بن اعين. 7 - زرارة من القوامين بالقسط والصدق روى الكشى في بريد ص 155
باسناده عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله عليه السلام (في حديث) قال: ان اصحاب ابى
عليه السلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا اعني زرارة، ومحمد بن مسلم (إلى ان قال):
هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القوامون بالصدق... 8 - زرارة افقه الاولين قال أبو
عمرو الكشى في تسمية الفقهاء من اصحاب أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام ص 155:
اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من أصحاب أبى جعفر، وابى عبدالله عليهما
السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقلوا: افقه الاولين
________________________________________
[ 48
]
ستة: زرارة،
ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الاسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم
الطائفي، قالوا: وأفقه الستة: زرارة.. وروى في الكافي ج 2 - 128 باب الظهار في
الصحيح عن صفوان عن ابى عيينة عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال قلت لابي جعفر
عليه السلام: انى ظاهرت من ام ولدلى، ثم واقعت عليها، ثم كفرت، فقال عليه السلام،
هكذا يفعل الفقيه، إذا واقع كفر. وفي الصحيح ايضا عن زرارة قال قلت لابي عبدالله
عليه السلام: رجل ظاهر، ثم واقع قبل ان يكفر، قال لى أو ليس هكذا يفعل الفقيه. وقد
وردت اخبار متفرقة في ابواب الفقه تدل على نبوغ زرارة وتقدمه في الفقه قد ذكرنا
جملة منها في كتابنا (اخبار الرواة). ويكفى اشارة لذلك حديث مناظرته مع الشامي في
الفقه لما استأذن ابا عبدالله عليه السلام وعنده جماعة من اصحابه منهم زرارة وأراد
المناظرة مع الامام في العلوم فأمره بالمناظرة مع اصحابه فامتنع اولا قائلا: صرت
اليك لاناظرك انما اريدك لا فلانا فاجابه: ان غلبته فقد غلبتني فدخل في المناظرة.
ذكره أبو عمرو الكشى بطوله في ترجمة هشام بن الحكم ص 178 - 22 عن هشام بن سالم
وفيه: قال: اريد ان اناظرك في الفقه، فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا زرارة
فناظره، فما ترك الشامي يكشر (يكسر - خ) الحديث إلى ان قال فقال الشامي: كانك تريد
ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟ قال: هو ذلك إلى ان قال: واما زرارة
فقاسك فغلب قياسه قياسك الحديث، وتقدمت الاشارة إليه في المتكلمين من آل اعين. 9 -
زرارة امين ابى جعفر عليه السلام ومستودع سره وعيبة علمه روى الكشى ص 90 - 12 في
الصحيح عن سليمان بن خالد الاقطع عن
________________________________________
[ 49
]
ابى عبدالله
عليه السلام في مدح زرارة ونظرائه الثلثة: هؤلاء حفاظ الدين، وامناء أبى عليه
السلام على حلال الله وحرامه الحديث. وفي خبر جميل المتقدم عنه عليه السلام في
مدحهم: كان أبى عليه السلام أئتمنهم على حلال الله وحرامه، وكانوا عيبة علمه وكذلك
اليوم هم عندي، هم مستودع سرى، اصحاب أبى عليه السلام عليه السلام حقا الحديث. 10 -
زراره ممن أحسا ذكر آل محمد عليهم السلام بالفقه والحديث وحفظ علومهم ومصادر
الاستنباط روى الكشى ص 90 - 12 باسناد صحيح عن سليمان بن خالد الاقطع قال سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول: ما اجد أحدا أحيا ذكرنا واحاديث أبى عليه السلام الا
زرارة، وابا بصير ليثا المرادى، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، ولو لا هؤلاء ما
كان احد يستنبط هذا، هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء أبى عليه السلام على حلال الله و
حرامه الحديث. وايضا ص 90 باسناده عن جميل عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث في
مدح هؤلاء قال: يحيون ذكر أبى عليه السلام، بهم يكشف الله كل بدعة الحديث. وايضا ص
88 - 3 في الصحيح عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث قال: لو لا زرارة
لظننت ان أحاديث أبى عليه السلام ستذهب. 11 - زرارة صدوق في الحديث روى في الكافي ج
ص 247 باب 51 من الحج في الصحيح عن عبدالملك بن أعين قال حج جماعة من أصحابنا، فلما
قدموا المدينة دخلوا على أبى جعفر عليه السلام فقالوا: ان زرارة امرنا أن نهل بالحج
إذا احرمنا.. فقال: صدوق زرارة الحديث. ورواه الشيخ في التهذيب ج 87 5 باسناد صحيح
آخر عنه نحوه.
________________________________________
[ 50
]
وفي
المواقيت ج 1 - 75 باسناد صحيح عن زرارة في اختلافه مع اخيه حمران في تفويض
المواقيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعرض قولهما على ابى عبدالله عليه
السلام: فقال أبو عبدالله عليه السلام يا حمران صدق زرارة، جعل الله ذلك إلى محمد
صلى الله عليه وآله الحديث. ورواه الكشى ايضا باسناد صحيح عنه نحوه ص 96 - 20. وفي
الكشى ترجمة بريد ص 155 عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث في
مدح زرارة ونظرائه قال: هؤلاء القوامون بالصدق الحديث. 12 - زرارة اصدع الناس بالحق
كان زرارة كما قال أبو الحسن الرضا عليه السلام فيه: صادعا بالحق واضح الطريقة
ثابتا ركينا لا يلتوى فيزلق ولا يتفرق السبيل، يتجلى الحق فيه ويكشف عمله عن الحق.
ففى التهذيب ج 2 - 6 - 10 - أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى بن حبيب قال سألت الرضا
عليه السلام عن افضل ما يتقرب به العباد إلى الله تعالى من الصلاة قال: ستة وأربعون
ركعة فرائضه ونوافله، قلت: هذه رواية زرارة، قال: أو ترى أحدا كان اصدع بالحق منه ؟
! ورواه الكشى ص 95 - 18 - عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن
عيسى، وعلى بن اسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن يحيى بن محمد بن
أبى حبيب قال سألت الرضا عليه السلام الحديث. 13 - زرارة لا يجوز رد حديثه ان مصدق
زرارة في الحديث، ومعرفته بالحق، ومعرفته بالحق، وطهارته وصيانته من الكذب مدح
الامام عليه السلام له بانه لا يجوز لى رد روايته. ففى الكشى ص 88 - 4 باسناد مصحح
عن يونس بن عمار قال قلت لابي
________________________________________
[ 51
]
عبدالله
عليه السلام: ان زرارة قد روى عن أبى جعفر عليه السلام انه لا يرث مع الامام والاب
(إلى ان قال) فقال أبو عبدالله عليه السلام: اما ما رواه زرارة عن ابى جعفر عليه
السلام فلا يجوز لى رده الحديث. 14 - زرارة ممن أرجع إليه الامام الصادق عليه
السلام في الحديث تقدم زرارة على علماء الحديث في عصره بكثرة الرواية وعرفان الحديث
حتى انه سمع عن ابى عبدالله عليه السلام في فقه الحج اربعين سنة كما رواه الصدوق،
وتقدم قريبا. وكان من وفور علمه بالحديث وحسن معرفته انه الذى يعرف من قبله مذهب
أئمة اهل البيت في اغمض المسائل واشدها تقيه ذكرناها في (اخبار الرواة) ونشير إلى
بعضها في المقام فصار زرارة مرجعا اللحديث في عصره حتى ان الامام الصادق عليه
السلام ارجع خواص اصحابه إليه. ففى الكشى ص 90 - 9 باسناد صحيح عن محمد بن سنان عن
المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يوما
ودخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عزوجل يأولها أبو عبدالله
عليه السلام، فقال له الفيض: جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذى بين شيعتكم ؟
قال: واى الاختلاف يا فيض ؟ فقال له الفيض: انى لا جلس في حلقهم بالكوفة، فأكاذ اشك
في اختلافهم في حديثهم حتى ارجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما يستريح
إليه نفسي، ويطمئن إليه قلبى، فقال أبو عبدالله عليه السلام: أجل هو كما ذكرت يا
فيض، ان الناس أو لعوا بالكذب علينا، ان (كأن - ظ) الله افترض عليهم، لا يريد منهم
غيره، وانى احدثهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك انهم
لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله، وانما يطلبون الدنيا، وكل يحب ان يدعى رأسا،
انه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله، وما من عبد وضع نفسه الا
________________________________________
[ 52
]
رفعه الله
وشرفه، فإذا أردت حديثا فعليك بهذا الجالس، وأومى إلى رجل من اصحابه فسئلت اصحابنا
عنه، فقالوا: زرارة بن اعين. اصول الكافي ج 1 - 65 - 5 باب اختلاف الحديث في الصحيح
عن زرارة بن اعين عن أبى جعفر عليه السلام قال سألته عن مسألة فأجابني، ثم جائه رجل
فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابنى ثم جاء رجل آخر، فأجابه بخلاف ما أجابنى و أجاب
صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت يابن رسول الله ! رجلان من اهل العراق من شيعتكم قدما
يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما اجبت به صاحبه ؟ فقال: يا زرارة ! ان هذا خير
لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على امر واحد لصدقكم الناس علينا، ولكان أقل
لبقائنا وبقاءكم. قال: ثم قلت لابي عبدالله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على
الا سنة أو على النار لمضوا، وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال فأجابني بمثل جواب
أبيه عليه السلام. الكشى ص 101 - 41 - حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى عبدالله بن
محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنى الحسن بن على الوشاء عن أبى خداش عن على بن
اسماعيل عن أبى خالد، وحدثني محمد بن مسعود قال: حدثنى على بن محمد القمى قال:
حدثنى محمد بن احمد بن يحيى عن ابن الريان عن الحسن بن راشد عن على بن اسماعيل عن
ابى خالد عن زرارة قال: قال لى زيد بن على عليهما السلام وانا عند أبى عبدالله عليه
السلام: ما تقول يافتى في رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله استنصرك فقلت: ان كان
مفروض الطاعة نصرته وان كان غير مفروض الطاعة فلى ان افعل ولى ان لا افعل. فلما خرج
قال أبو عبدالله عليه السلام: اخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا.
وروى 42 عن زرارة بن اعين قال: جئت إلى حلقة بالمدينة فيها عبدالله بن
________________________________________
[ 53
]
محمد وربيعة
الراى، فقال عبدالله يا زرارة سل ربيعة عن شيئ مما اختلفتم فيه، فقلت: ان الكلام
يورث الضعاين، فقال لى ربيعة الرأى: سل يا زرراة. قال: قلت: بم كان رسول الله صلى
الله عليه وآله يضرب في الخمر ؟ قال: بالجريد وبالنعل. فقلت: لوان رجلا اخذ اليوم
شارب خمر وقدم إلى الحاكم ما كان عليه ؟ قال: يضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط.
قال: فقال عبدالله بن محمد: يا سبحان الله يضرب رسول الله صلى الله عليه وآله
بالجريد ويضرب عمر بالسوط فيترك ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله ويأخذ ما فعل
عمر ؟ ! وفي الكافي ج 1 - 104 باسناد مصحح عن حمران بن أعين قال قلت لابي جعفر عليه
السلام جعلت فداك انا نصلى مع هؤلاء يوم الجمعة وهم يصلون في الوقت، فكيف نصنع ؟
فقال: صلوا معهم، فخرج حمران إلى زرارة فقال له: قد أمرنا أن نصلى معهم بصلاتهم،
فقال زرارة: هذا ما يكون الا بتأويل، فقال له حمران قم حتى نسمع منه قال: فدخلنا
عليه، فقال له زرارة: ان حمران اخبرنا عنك انك أمرتنا أن نصلى معهم فانكرت ذلك،
فقال لنا كان الحسين بن على عليه السلام يصلى معهم الركعتين، فإذا فرغوا قام فاضاف
إليها ركعتين. 15 - زرارة كان من احب الناس إلى ابى عبدالله عليه السلام قال الصدوق
في الاكمال ص 75 في الرد على الزيدية - حدثنا ابى رحمه الله ومحمد بن الحسن قالا
حدثنا احمد بن ادريس، ومحمد بن يحيى العطار جميعا عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد
عن ابن ابى عمير عن ابى العباس الفضل بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليه السلام انه
قال: اربعة احب الناس إلى احياءا وأمواتا: بريد العجلى، وزرارة بن اعين، ومحمد بن
مسلم، والاحول، احب الناس إلى احياءا وامواتا. ورواه أبو عمرو الكشى في ترجمته ص 89
- 8 عن حمدويه بن نصير عن
________________________________________
[ 54
]
يعقوب بن
يزيد الحديث بتمامه نحوه. قال الصدوق بعد تمام الحديث ردا على الزيدية القائلين بان
زرارة مات و هو لا يعرف موسى بن جعفر عليهما السلام بالامامة طعنا في زرارة:
فالصادق عليه السلام لا يجوز ان يقول لزرارة: (انه من احب الناس) وهو لا يعرف امامة
موسى بن جعفر (ع). الكشى ص 91 - 14 - حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى بن
عبيد قال حدثنى يونس بن عبدالرحمن عن عبدالله بن زرارة، ومحمد بن قولويه، والحسين
بن الحسن قالوا حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثنى هارون عن الحسن بن محبوب عن محمد بن
عبدالله بن زرارة، وابنيه: الحسن والحسين عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو
عبدالله عليه السلام: اقرء منى على والدك السلام وقل له (إلى ان قال): يرحمك الله
فانك والله احب الناس إلى، واحب اصحاب ابى عليه السلام حيا وميتا، فانك افضل سفن
ذلك البحر القمقام الزاخر، وان من ورائك ملكا ظلوما عضوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة
ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها، ورحمة الله عليك حيا ورضوانه عليك
ميتا الحديث. الكشى ص 91 - ص 13 - حدثنى محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن قالا
حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن عبدالله المسمعى قال: حدثنى على بن حديد
المدائني عن جميل بن دراج قال: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام فاستقبلني رجل
خارج من عند أبى عبدالله عليه السلام من اهل الكوفة من اصحابنا، فلما دخلت على ابي
عبد الله عليه السلام قال لى: لقبت الرجل الخارج من عندي ؟ فقلت: بلى هو رجل من
اصحابنا من اهل الكوفة فقال: لا قدس الله روحه ولا قدس روح مثله، انه ذكر اقواما
كان ابى عليه السلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم
عندي، هم مستودع سرى اصحاب ابى عليه السلام حقا، إذا
________________________________________
[ 55
]
اراد الله
باهل الارض سوء صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي احياءا وامواتا يحيون ذكر ابى
عليه السلام، بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول
الغالين، ثم بكى، فقلت: من هم ؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وامواتا
بريد العجلى، وزرارة، وابو بصير، ومحمد بن مسلم، اما انه يا جميل سيبين لك امر هذا
الرجل إلى قريب. قال جميل: فو الله ما كان الا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل نسب إلى
اصحاب أبى الخطاب فقلت: الله يعلم حيث يجعل رسالته، قال جميل: وكنا نعرف اصحاب أبى
الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم. 16 - ترحم الامام الصادق عليه السلام وصلواته
على زرارة وابلاغه السلام والتحيات روى الكشى ص 90 - 10 باسناد صحيح عن ابراهيم بن
عبدالحميد، وغيره قالوا قال أبو عبدالله عليه السلام: رحم الله زرارة الحديث. و
(13) باسناد آخر عن جميل ين دراج في حديث طويل عن أبى عبدالله عليه السلام في مدح
زرارة ونظرائه قال: عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وامواتا: بريد العجلى، وزرارة،
وابو بصير، ومحمد بن مسلم الحديث. وص 92 - 14 باسناد صحيح عن عبدالله بن زرارة قال
قال لى أبو عبدالله عليه السلام: اقرء منى على والدك السلام.. يرحمك الله فانك
والله احب الناس إلى، وأحب اصحاب أبى عليه السلام حيا وميتا.. ورحمة الله عليك حيا
ورحمته و رضوانه عليك ميتا.. وص 93 - 15 باسناد حسن عن الحسين بن زرارة قال قلت
لابي عبدالله عليه السلام ان أبى يقرأ عليك السلام.. فقال عليه السلام: اقرأ اباك
السلام، وقل له: أنا والله عنك راض، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
________________________________________
[ 56
]
وروى الشيخ
في التهذيب ج 2 - 22، والاستبصار ج 1 - 248 باسناده عن عمرو بن سعيد بن هلال عن أبى
عبدالله عليه السلام في وقت صلوة الظهر في القيظ عند ما أرسله إلى زرارة قال عليه
السلام: فأقرئه منى السلام وقل له الحديث. منزلة زرارة عند الامام ابى الحسن موسى
بن جعفر عليهما السلام قال الصدوق في الاكمال ص 74 - حدثنا محمد بن الحسن بن احمد
بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن ابى الصهبان عن منصور بن
العباس عن مروك بن عبيد عن درست بن أبى منصور الواسطي عن ابى الحسن موسى بن جعفر
عليهما السلام قال: ذكر بين يديه زرارة بن اعين، فقال: والله انى لاستوهبه من ربى
يوم القيامة فيهبه لى، ويحك ان زرارة بن اعين ابغض عدونا في الله، واحب ولينا في
الله. ورواه في الكشى ص 103 - 46 عن محمد بن قولويه عند سعد عن الحسن بن موسى بن
جعفر عن أحمد بن هلال عن ابى يحيى الضرير عن درست بن أبى منصور الواسطي قال سمعت
ابا الحسن عليه السلام يقول ان زرارة شك في امامتي فاستوهبه من ربى تعالى. وفي
الكشى ترجمة سلمان ص 6 باسناده عن اسباط بن سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر
عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين حوارى محمد بن عبدالله رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه (إلى ان قال:) ثم
ينادى المنادى: اين حوارى محمد بن على عليهما السلام، وحواري جعفر بن محمد عليهما
السلام فيقوم عبدالله بن شريك العامري، وزرارة بن اعين الحديث. قلت: قد تشرف زرارة
بزيارة ابى الحسن عليه السلام ايام صفره ففى المحاسن باب الارز ص 503 في الصحيح عن
زرارة قال رأيت رأبة أبى الحسن عليه السلام تلقمه الارز، وتضربه عليه، فغمنى ذلك
فدخلت على أبى عبدالله عليه السلام فقال: انى احسبك غمك الذى رأيت من رابة ابى
الحسن عليه السلام ؟ قلت: نعم جعلت فداك الحديث.
________________________________________
[ 57
]
وذكره الشيخ
في اصحابه عليه السلام وقال ثقة روى عن ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.
وذكرناه ايضا في طبقات اصحابه عليه السلام الا انه لم احصر له رواية عنه عليه
السلام وقد ادرك امامته اياما قليلة في مرضه الذى مات فيه، وبعث ابنه عبيدا إلى
المدينة في تحقيق امره عليه السلام. وروى المفيد في الارشاد ص 291 عن ابن قولويه عن
الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن أبى يحيى الواسطي عن هشام بن
سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبى عبدالله عليه السلام انا، ومحمد بن النعمان
صاحب الطاق، والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر انه صاحب الامر بعد ابيه، (الحديث
حتى ذكر دخولهما عليه ثم ذكر دخولهما على أبى الحسن موسى عليه السلام، ثم ذكر خروجه
من عنده عليه السلام إلى ان قال:) فلقينا زرارة وأبا بصير. فدخلا عليه وسمعا كلامه،
وسألاه، وقطعا عليه، ثم لقينا الناس الحديث. وفي الكشى ص 104 في الصحيح عن ابن
ابيعمير عن محمد بن حكيم قال قلت لابي الحسن الاول عليه السلام، وذكرت له زرارة
وتوجيهه ابنه عبيدا إلى المدينة، فقال أبو الحسن عليه السلام: انى لارجو ان يكون
زرارة ممن قال الله تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت
فقد وقع اجره على الله). وباسناده عن عبدالله بن زرارة في حديث مرضه قال: فأخبر
بذلك أبو الحسن عليه السلام فقال والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى. ولكن
المشهور بين اصحابنا وفي الروايات انه كان مريضا مات فيه في بدء امامته عليه
السلام، وسيأتى ما يفيد المقام عند التعرض للطعون الواردة فيه. منزلة زرارة عند ابى
الحسن الرضا عليه السلام الكشى ص 95 - 18 - حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنى سعد بن
عبدالله
________________________________________
[ 58
]
قال حدثنى
أبو جعفر احمد بن محمد بن عيسى، وعلى بن اسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد
الزيات عن يحيى بن محمد بن ابى حبيب قال سألت الرضا عليه السلام عن افضل ما يتقرب
به العبد إلى الله من صلوته، فقال: ست وأربعون ركعة، فرائضه ونوافله، فقلت: هذه
رواية زرارة ؟ ! فقال: أترى أحدا كان اصدع بحق من زرارة. وتقدم الحديث مع سند آخر
في مدائحه فلاحظ. وص 96 باسناده عن المشرقي، هشام بن ابراهيم الختلى قال قال لى أبو
الحسن الخراساني عليه السلام: كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس ؟ تذهب فيها مذهب
زرارة، ومذهب زرارة هو الخطاء ؟ ! فقلت لا الحديث. قلت لو صحت الرواية فخطاء مذهب
زرارة في الاستطاعة لا ينافى جلالته بما تقدم ذكره وسيأتى الاشارة إليها في الطعون
الواردة فيه. وروى الصدوق في الاكمال ص 73 عن الرضا عليه السلام أن زرارة كان ممن
يعرف أباه وسيأتى. الروايات الذامة لآل اعين قد وردت ذموم في آل اعين ولا يبعدان
يراد بها خصوص زرارة منهم وسيأتى وجهها. ففى الكشى ص 99 - 31 حدثنى محمد بن مسعود
قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن اسمعيل بن عبد الخالق عن أبى
عبدالله عليه السلام قال: ذكر عنده بنو اعين فقال: والله ما يريد بنوا اعين الا ان
يكونوا على غلب. قلت الحديث قاصر سندا بجبرئيل بن احمد فلم يرد فيه توثيق. ودلالة
فان الغلبة على الحرام والباطل والظالم ليست بذنب ولا بقبيح، فمجرد ارادتهم الغلبة
لا يكون ذما لهم. وص 98 - 28 باسناده المتقدم عن فضيل الرسان في حديث اخذ زرارة
القول بالاستطاعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال عليه السلام.. (فقلت: اللهم
لو لم يكن جهنم الا
________________________________________
[ 59
]
اسكرجة
لوسعها آل اعين بن سنسن، قيل: فحمران ؟ قال: حمران ؟ قال: حمران ليس منهم. قلت
الحديث ضعيف بغير واحد من رجال سنده. وص 102 - 43 حدثنى حمدويه قال حدثنى ايوب عن
حنان بن سدير قال كنت أنا ومعى رجل ان اسأل ابا عبدالله عليه السلام عما قالت
اليهود والنصارى والمجوس والذين اشركوا أهو مما شاء الله ان يقولوا ؟ قال قال لى:
ان ذامن مسائل آل اعين ليس من دينى ولا دين آبائى، قال قلت ما معى مسألة غير هذه.
قلت: ان هذه المسألة من مسائل الاستطاعة وستأتى الاخبار فيها. ذموم في زرارة قد
وردت ذموم في زرارة بن أعين ربما أوجبت وهم القاصرين في زرارة لكن قد حققنا الامر
فيها في كتابنا في الشرح على الكشى ونشير إلى ذلك في المقام اتماما للفائدة فنقول:
ان الاخبار الدالة على ذموم في زرارة كلها قاصرة عن اثبات قدح فيه. اما لقصورها
سندا كما حققناه في الشرح فان كلها اوجلها مما رواه أبو عمرو الكشى في رجاله ولم
تروها المشايخ في كتبهم. وليس وجه قصورها ما ذكره شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله
تبعا لابن طاووس في المحكى عنهما من ان روايات القدح في طريقها محمد بن عيسى بن
عبيد اليقطينى وهى قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه على زرارة، مع انه ضعيف في
نفسه، حتى قال: ان في اكثرها محمد بن عيسى الا حديثا واحدا مرسلا وهو خبر زياد بن
ابى الحلال. قلت: وما افاده قده محل منع. اولا فان جملة من روايات الذم ليس فيها
محمد بن عيسى ولا ينحصر فيما ذكره كما حققناه في الشرح.
________________________________________
[ 60
]
وثانيا ان
محمد بن عيسى من رواة اخبار المدح في زرارة ايضا فلا يدل روايته الذم على ميله
وانحرافه عن زرارة. وثالثا ان محمد بن عيسى من مشايخ الحديث والمصنفين في الرجال
ولو كانت روايته للذموم الواردة في زرارة دالة على ميله وانحرافه منه لاوجب توهم
ذلك في جميع من قبله ومن بعده من رواة اسانيد هذه الاخبار وهو كما ترى باطل. ورابعا
انه حققنا في محله تبعا لائمة الرجال وثاقة محمد بن عيسى وجلالته و سنأتي الاشارة
إلى وجه ضعف هذه الروايات سندا اشاء الله تعالى. والى قصورها دلالة: وإلى دلالة
روايات معتبرة على ان هذه الذموم والطعون صدرت من الامام الصادق عليه السلام في
زرارة حفظا لدمه حينما احدقت به العيون واسرعت إليه الظنون. ونشير إلى هذه الطعون
على تفصيلها وهى: 1 - لعن زرارة الكشى ص 156 - 5 حدثنى محمد بن مسعود عن جبرئيل بن
احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين ابى سيار قال سمعت ابا عبدالله عليه
السلام يقول لعن الله بريدا، ولعن الله زرارة. فلت: وهو كالضعيف بجبرئيل فلم يوثق.
وص 99 - 30 حدثنى حمدويه قال: حدثنى محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين أبى سيار
قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن الله زرارة. وص 34
محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن العبيدي عن يونس عن ابراهيم المؤمن عن
عمران الزعفراني قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول لابي بصير: يا با بصير -
وكنا اثنى عشر رجلا - ما احدث احد في الاسلام ما احدث
________________________________________
[ 61
]
زرارة من
البدع عليه لعنة الله، هذا قول أبى عبدالله عليه السلام. قلت وهو ضعيف بجبرئيل،
وبالزعفراني بل وبإبراهيم على وجه. وص 100 - 35 حدثنى حمدويه بن نصير قال: حدثنى
محمد بن عيسى عن عمار بن المبارك قال: حدثنى الحسن بن كليب الاسدي عن ابيه كليب
الصيداوي انهم كانوا جلوسا ومعهم غذافر الصيرفى وعدة من أصحابهم معهم أبو عبدالله
عليه السلام، قال: فابتدء أبو عبدالله عليه السلام من غير ذكر لزرارة فقال: لعن
الله زرارة لعن الله زرارة، لعن الله زرارة ثلاث مرات. قلت: وهو ضعيف تارة بعمار بن
المبارك المجهول حاله واخرى بابن كليب المجهول ايضا. 2 - ان زرارة رأى رأى الغلاة
والوهية على عليه السلام الكشى ص 107 - 60 - محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن على
بن الحكم عن بعض رجاله عن أبى عبدالله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: متى عهدك
بزرارة قال: قلت: ما رأيته منذ ايام قال: لا تبالي وان مرض فلا تعده وان مات فلا
تشهد جنازته. قال: قلت: زرارة متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة شر من اليهود
والنصارى ومن قال ان مع الله ثالث ثلثه عليا. قلت وهو ضعيف سندا بالارسال. ودلالة
فان كونه شرا عند العامة بزعمهم ان زرارة مشرك غال برأيه في الائمة عليهم السلام لا
يثبت كونه شرا عند الامام عليه السلام، وانما نهى عن معاشرته حفظا لدمه وتقبة له
فلا حظ وتأمل، وليس فيه ان زرارة قال بالتثليث وان عليا هو الثالث.
________________________________________
[ 62
]
3 - ان
ايمان زرارة عارية وقد سلب الكشى ص 106 - 57 - محمد بن يزداد قال: حدثنى محمد بن
على الحداد عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: ان قوما يعارون
الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم يوم القيمة: (المعارون)، أما ان زرارة بن اعين
منهم. قلت: الحديث ضعيف سندا بابن الحداد على كلام في مسعدة. ودلالة فانه معارضة مع
اخبار صحيحة دلت على علو منزلته من الايمان في الدنيا والآخرة. وص 107 - 62 - حدثنى
يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة بن ايوب عن ميسر قال: كنا عند أبى عبدالله
عليه السلام فمرت جارية في جانب الدار على عنقها قمقم قد نكسته، قال: فقال أبو
عبدالله عليه السلام: فما ذنبي ان الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذه الجارية هذا
القمقم. قلت: وهو ضعيف سندا تارة بيوسف فلم يوثق بل قد ضعف، واخرى بابن جمهور
الضعيف. وص 99 - 32 - محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن العبيدي عن يونس
عن هارون بن خارجة قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل (الذين
آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم...) قال: هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة. قلت: وهو
كالضعيف بجبرئيل. وص 97 - 24 - حدثنى محمد بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى عن حفص
مؤذن على بن يقطين يكنى أبا محمد عن أبى بصير قال قلت لابي عبدالله عليه السلام
(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال: اعاذنا الله واياك يا بابصير من ذلك
الظلم، ذلك ما ذهب فيه زرارة واصحابه وابو حنيفة واصحابه.
________________________________________
[ 63
]
قلت: وهو
ضعيف بحفض المؤذن. و 33 - وبهذا الاسناد عن يونس عن خطاب بن مسلمة عن ليث المرادى
قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة الا تابعها. قلت. وهو كسابقه
سندا. 4 - زرارة احدث في الاسلام وابدع الكشى ص 99 - 34 عن محمد بن مسعود عن جبرئيل
عن العبيدي عن يونس عن ابراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني قال سمعت أبا عبدالله
عليه السلام يقول لابي بصير، وكنا اثنى عشر رجلا: ما احدث احد في الاسلام ما احدث
زرارة من البدع، عليه لعنة الله، هذا قول أبى عبدالله عليه السلام. قلت وهو ضعيف
بعمران والمؤمن المجهولين، على ان جبرئيل لم يوثق. ويأتى في خبر عبدالرحيم القصير
ان أبا عبدالله عليه السلام قال له: أئت زرارة و بريدا فقل لهما ما هذه البدعة التى
ابدعتماها، اما علتما ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة الحديث.
وص 100 - 37 محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن أحمد قال حدثنى موسى بن جعفر بن وهب
عن على القصير عن بعض رجاله قال استأذن زرارة بن أعين وابو الجارود على أبى عبدالله
عليه السلام قال يا غلام ادخلهما فانهما عجلا المحيا وعجلا الممات. 5 - ان زرارة
يرى رأى التفويض والاستطاعة الكشى ص 98 - 28 - وحدثني أبو الحسن محمد بن بحر
الكرماني الرهنى الترماشيرى (قال: وكان من الغلاة الحنيفين) قال: حدثنى أبو العباس
المحاربي
________________________________________
[ 64
]
الجزرى قال:
حدثنا يعقوب بن يزيد قال: حدثنا فضالة بن ايوب عن فضيل الرسان قال: قيل لابي
عبدالله عليه السلام: ان زرارة يدعى انه اخذ عنك الاستطاعة قال لهم عفوا كيف اصنع
بهم، وهذا المرادى بين يدى وقد اريته وهو اعمى بين السماء والارض فشك فاضمرانى
ساحر، فقلت اللهم لو لم يكن جهنم الا اسكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن. قيل: فحمران ؟
قال: حمران ليس منهم. قلت: وهو ضعيف سندا تارة بابن بحر الكرماني المتهم بالغلو كما
في الكشى في المقام والنجاشى، وفهرست الشيخ، واخرى بفضيل المجهول حاله، وثالثة بأبى
العباس المحاربي فلم احضر له ذكرا في الرجال، ورابعة بما قاله الكشى: وفضالة ليس من
رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه. وص 99 - 29 - حدثنا محمد بن مسعود
قال: حدثنى جبرئيل بن احمد قال: حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثنى يونس بن
عبدالرحمن عن ابان عن عبدالرحيم القصير قال: قال لى أبو عبدالله عليه السلام: أئت
زرارة وبريدا فقل لهما: ما هذه البدعة التى ابدعتماها اما علمتما ان رسول الله صلى
الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة ؟ قلت له: انى اخاف منهما فارسل معى ليثا
المرادى، فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبدالله (ع) فقال: والله لقد اعطاني
الاستطاعة وما شعر، فاما بريد فقال: لا والله لا ارجع عنهما ابدا. قلت وهو ضعيف
بجبرئيل فلم يوثق، وبعبد الرحيم فلم يوثق وسند ما ذكر له من المدح مع قصور دلالته
على الوثاقة ينتهى إليه. وص 98 - 27 - حدثنى أبو جعفر محمد بن قولويه قال حدثنى
محمد بن ابى القسم أبو عبدالله المعروف بما جيلويه عن زياد بن أبى الحلال قال: قلت
لابي
________________________________________
[ 65
]
عبدالله
عليه السلام: ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد احببت ان
اعرضه عليك فقال: هاته فقلت: زعم انه سألك عن قول الله عزوجل: ولله على الناس حج
البيت من استطاع إليه سبيلا فقلت: من ملك زادا وراحلة فقال: كل من ملك زادا وراحلة
فهو مستطيع للحج وان لم يحج فقلت: نعم فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت، كذب على
والله، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، انما قال لى: من كان له
زاد وراحلة فهو مستطيع للحج قلت: وقد وجب عليه، قال: فمستطيع هو ؟ قلت لاحتى يؤذن
له قلت: فأخبر زرارة بذلك ؟ قال: نعم. قال زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته
بما قال أبو عبدالله عليه السلام وسكت عن لعنه، قال: اما انه قد اعطاني الاستطاعة
من حيث لا يعلم و صاحبكم هذا ليس له بصيرة بكلام الرجال. قلت وهو ضعيف بحذف الواسطة
بين ماجيلويه، وبين زياد بن أبى الحلال، وسيأتى اخبار في الاستطاعة وفي جهة صدور
هذه الاخبار فانتظر فانها من ذم القول لاذم القائل فافهم. الكشى ص 107 - 63 - محمد
بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن حريز عن محمد الحلبي قال قلت
لابي عبدالله عليه السلام: كيف قلت لى: ليس من دينى ولا من دين آبائى ؟ قال: انما
اعني بذلك قول زرارة واشباهه. قلت في سنده عثمان بن عيسى احد عمد الواقفة. غم زرارة
من صدور الطعن فيه ولما بلغ زرارة توارد الطعون فيه من الامام الصادق عليه السلام
دخله الحزن حتى بعث إليه في ذلك ابنه وغيره ليسئل عن حقيقة الامر. الكشى ص 96 - 21
حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن احمد
________________________________________
[ 66
]
الفاريابى
قال حدثنى العبيدي محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن ابن مسكان قال سمعت
زرارة يقول: رحم الله ابا جعفر عليه السلام، واما جعفر عليه السلام فان في قلبى
عليه لفتة، فقلت له: وما حمل زرارة على هذا ؟ قال حمله على هذا ان ابا عبدالله عليه
السلام أخرج مخازيه. قلت: الظاهر ان السؤال من يونس، والجواب (حمله على هذا..) من
ابن مسكان، وعدم تكنية زرارة لابي عبدالله عليه السلام لما دخل في قلبه لا ينافى ما
ورد في فضله فان صدور هذه المخازى تقية وصيانة له يقتضى حدوث هذا لغم واللفتة كى
يبرز زرارة بمثله ويزعم المخالفون ح ان الامام عليه السلام قد بعده وطرده، و يأتي
في رواية الحسين بن زرارة قول زرارة لابي عبدالله عليه السلام فيما ارسله به بواسطة
ابنه: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت
في. علل طعن الامام عليه السلام في زرارة دلت جملة من الروايات على ذكر الامام
الصادق عليه السلام زرارة بعيب صيانة و سترا له حيث قد اشتهر بين الشيعة وغيرهم
باختصاصه بآل محمد عليهم السلام وبعظم منزلته عندهم فخاف عليه القتل فأبدى فيه
اللعن والشتم صيانة وسترا له حيث عرفوا انه عليه السلام يحبه ويقربه. فمنها ما رواه
الكشى في ترجمته ص 93 - 5 باسناد موثق عن على بن اسباط عن الحسين بن زرارة قال قلت
لابي عبدالله عليه السلام: ان ابى يقرء عليك السلام و يقول لك: جعلني الله فداك انه
لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت في، فقال: اقرأ اباك السلام
وقل له: انا والله احب لك الخير في الدنيا واحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك
راض، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
________________________________________
[ 67
]
وأيضا 14
بأسانيد صحاح عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليه السلام: اقرا منى
على والدك السلام، وقل له: انى اعيبك دفاعا منى، فان الناس والعدو يسارعون إلى كل
من قربناه، وحمدنا مكانه لا دخال الاذى في من نحبه ونقربه، ويرمونه بمحبتنا له
وقربه ودنوه منا، ويرون ادخال الازدي عليه وقتله، ويحمدون كل من عيبناه نحن، فانما
اعيبك لانك رجل اشتهرت بنا وبميلك الينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود
الاثر بمودتك لنا رميلك الينا، فأحببت ان اعيبك ليحمدوا امرك في الدين بعيبك ونقصك
ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك، يقول الله عزوجل: (اما السفينة فكانت لمساكين يعملون
في البحر فأردت ان اعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. الكهف 79) هذا
التنزيل من عند الله صالحة لا والله ما عابها الا لكى تسلم من الملك ولا يعطب على
يديه، ولقد كانت صالحة ليس للعيب منها مساغ والحمد لله فافهم المثل يرحمك الله فانك
والله احب الناس إلى، وأحب اصحاب ابى عليه السلام حيا وميتا، فانك افضل سفن ذلك
البحر القمقام الزاخر، وان ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب كل سفينة صالحة ترد من صحر
الهدى ليأخذها غصبا، ثم يغصبها وأهلها، ورحمة الله عليك حيا وميتا و رضوانه عليك
ميتا، ولقد أدى إلى ابناك الحسن، والحسين رسالتك احاطهما الله وكلاهما، وحفظهما
بصلاح ابيهما، كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك من الذى امرك ابى عليه السلام،
وأمرتك به، واتاك أبو بصير بخلاف الذى امرناك به فلا والله ما أمرناك، ولا امرناه
الا بأمر وسعنا، ووسعكم الاخذ به، ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق، ولو اذن
لنا لعلمتهم ان الحق في الذى امرناكم، فردوا الينا الامر، وسلموا لنا واصبروا
لاحكامنا، وارضوا بها، والذى فرق بينكم فهو راعيكم، الذى استرعاه خلقه، وهو اعرف
بمصلحة غنمه في فساد امرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها ليأمن
________________________________________
[ 68
]
من فسادها،
وخوف عدوها في اثار ما يأذن الله ويأتيها بالامن من مأمنه والفرج من عنده، عليكم
بالتسليم والرد الينا، وانتظار امرنا وامركم، وفرجنا وفرجكم، فلو قد قام قائمنا
وتكلم متكلمنا ثم استانف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض كما
انزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لانكم اهل البصائر فيكم ذلك اليوم انكارا
شديدا لم تستقيموا على دين الله وطريقته الا من تحت حد السيف فوق رقابكم، ان الناس
بعد النبي صلى الله عليه وآله ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا،
وحرفوا، وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شبئ عليه الناس اليوم الا وهو منحرف
عما نزل به الوحى من عند الله. فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي
من يستانف بكم دين الله استينافا، وعليك بصلوة الستة والاربعين (1) وعليك بالحج ان
تهل بالافراد وتنوى الفسخ: إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما اهللت به وقلبت الحج
عمرة، احللت إلى يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى، وتشهد المنافع
بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهكذا امر اصحابه
ان يفعلوا، ان يفسخوا ما اهلوا به. و يقلبوا الحج عمرة، وانما أقام رسول الله صلى
الله عليه وآله ليسوق الذى ساق معه، فان السائق قارن، والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه
محله، ومحله المنحر بمنى، فإذا بلغ احل، فهذا الذى امرناك به حج التمتع، فالزم ذلك،
ولا يضيقن صدرك، والذى أتاك به أبو بصير من صلوة احدى وخمسين. والاهلال بالتمتع
بالعمرة إلى الحج، وما امرنا به من ان يهل بالتمتع فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك،
ما يسعنا ويسعكم، ولا يخالف شيئ منه الحق، ولا يضاده والحمد لله رب العالمين.
________________________________________
1 - وهذا ما
رواه الكشى ايضا ص 95 - 18 (*)
________________________________________
[ 69
]
الكشى ص 95
- 18 باسناده عن ابن أبى حبيب قال سألت الرضا عليه السلام عن افضل ما يتقرب به
العبد إلى الله من صلوته، فقال ست واربعون ركعة، فرائضه و نوافله، فقلت هذه رواية
زرارة ! فقال: أترى أحدا كان اصدع بحق من زرارة. وتقدم الحديث ص 50 عن الكشى وعن
التهذيب ج 2 - 10 فلاحظ. الكشى ص 95 - 71 حدثنى أبو عبدالله محمد بن ابراهيم الوراق
قال حدثنى على بن محمد بن يزيد القمى قال حدثنى بنان بن محمد بن عيسى عن ابن ابى
عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن ابى عمير قال دخلت على أبى عبدالله عليه السلام
فقال كيف تركت زرارة ؟ فقلت تركته لا يصلى العصر حتى تغيب الشمس فقال فأنت رسولي
إليه فقل له: فليصل في مواقيت اصحابه، فانى قد حرقت قال فابلغته ذلك فقال انا والله
اعلم انك لم تكذب عليه ولكن امرني بشيئ فاكره ان أدعه. حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد
بن عيسى عن القاسم بن عروة عن ابن بكير قال دخل زرارة على ابى عبدالله عليه السلام
قال انكم قلتم لنا في الظهر والعصر على ذراع وذراعين ثم قلتم أبردوا بها في الصيف
فكيف الا برادبها وفتح ألواحه ليكتب ما يقول فلم يجبه أبو عبدالله عليه السلام بشيئ
فأطبق الواحة فقال: انما علينا ان نسئلكم، وانتم اعلم بما عليكم. وخرج ودخل أبو
بصير على أبى عبدالله عليه السلام فقال ان زرارة سئلني عن شيئ فلم اجبه وقد ضقت من
ذلك فاذهب فانت رسولي إليه فقل صل الظهر في الصيف إذا كان ظلك.. الكشى ص 97 - 25 -
حدثنى حمدويه بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن ابى عمير عن عبد
الرحمان بن الحجاج عن حمزة (خ ل - ظ - بن حمران) قال قلت لابي عبدالله عليه السلام:
بلغني انك برئت من عمى يعنى زرارة ؟ قال فقال
________________________________________
[ 70
]
أنا لم
اتبرء من زرارة، لكنهم يجيئون ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت ألزمونيه فأقول: من قال
هذا فأنا إلى الله منه برئ. وص 26 - محمد بن مسعود قال حدثنى عبدالله بن محمد بن
خالد قال حدثنى الوشا عن ابن خداش عن على بن اسماعيل عن ربعى عن الهيثم بن حفص
العطار قال سمعت حمزة بن حمران يقول حين قدم من اليمن: لقيت ابا عبدالله عليه
السلام فقلت له: بلغني انك لعنت عمى زرارة قال فرفع يده حتى صك بها صدره ثم قال: لا
والله ما قلت، ولكنكم تأتون عنه بالفتيا (بأشياء خ ل) فأقول: من قال هذا فأنا منه
برئ قال قلت الحديث وذكر مسألة من مسائل الاستطاعة. وص 107 - 43 محمد بن نصير قال
حدثنى محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن عيسى عن حريز عن محمد الحلبي قال قلت لابي
عبدالله عليه السلام: كيف قلت لى: (ليس من دينى ولا من دين آبائى) قال: انما اعني
بذلك قول زرارة واشباهه. وص 100 - 36 محمد بن مسعود قال حدثنى محمد بن عيسى عن حريز
قال خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز
فسألت الحلبي فقلت له: أطرفنا بشئ ؟ قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لابي عبدالله عليه
السلام ما تقول في الاستطاعة فقال: ليس من دينى ولا دين من آبائى، فقلت: الآن تلج
عن صدري والله لا اعود لهم مريضا ولا اشيع لهم جنازة، ولا اعطيهم شيئا من زكاة
مالى، فاستوى أبو عبدالله عليه السلام جالسا وقال لى: كيف قلت: فأعدت عليه الكلام،
فقال أبو عبدالله عليه السلام كان ابى عليه السلام يقول: اولئك قوم حرم الله وجوههم
على النار، فقلت جعلت فداك وكيف قلت لى: (ليس من دينى ولا دين آبائى) ؟ قال: انما
اعني بذلك قول زرارة واشباهه. وص 101 - 39 حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى عن
ابن أبى عمير
________________________________________
[ 71
]
عن ابن
اذينة عن عبيدالله الحلبي قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام، وسئله انسان قال: انى
كنت ائيل الثمية (البهثمية خ ل) من زكوة مالى حتى سمعتك تقول فيهم، فأنا أعطيهم ام
اكف ؟ قال: لا، بل اعطهم فان الله حرم اهل هذا الامر على النار. توقف زرارة وشكه في
امامة ابى الحسن الاول عليه السلام ربما يظهر من جملة من الروايات ان زرارة قد شك
ووقف في امامة ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ومات على شكه، واليه اشير في
جملة من الذموم الواردة فيه وهى: ما رواه الكشى ص 107 - 1 في اخوة زرارة حدثنى محمد
بن مسعود قال: حدثنا محمد بن نصير قال: حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد، وحدثني حمدويه
بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن ين على بن يقطين قال: حدثنى
المشائخ ان حمران وزرارة وعبد الملك وبكيرا وعبد الرحمن بنى اعين كانوا مستقيمين و
مات منهم اربعة في زمان ابى عبدالله عليه السلام وكانوا من اصحاب ابى جعفر عليه
السلام و بقى زرارة إلى عهد ابى الحسن عليه السلام فلقى ما لقى. قلت: السند الاول
ضعيف بمحمد بن نصير، والثانى فيه الحسن بن يقطين الذى كان سيئ الرأى في يونس بن عبد
الرحمان احد المشايخ ولا ينافى وثاقته في النقل كما يقتضيه توثيق الشيخ له فلاحظ ما
حققناه في ترجمته (تهذيب المقال ج 2 - 65). والحديث غير واضح الدلالة على الذم. وفي
ترجمته ص 106 - 58 - حمدان بن أحمد قال حدثنا معاوية بن حكيم عن أبى داود المسترق
قال كنت قائد ابى بصير في بعض جنائز أصحابنا فقلت له: هو ذا زرارة في الجنازة فقال
اذهب بى إليه قال فذهب به إليه فقال له السلام عليك يا با الحسن، فرد عليه زرارة
السلام وقال له: لو علمت ان هذا من
________________________________________
[ 72
]
رأيك لبدأتك
به قال: فقال له أبو بصير: بهذا امرت. قلت وهو ضعيف سندا بحمدان المجهول وبحذف
الواسطة بينه وبين الكشى. ودلالة بعدم وضوح مراده فلاحظ. بصائر الدرجات ص 236 - 6 -
حدثنا أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن الحسن بن موسى عن زرارة قال دخلت
على أبى جعفر عليه السلام فسئلني ما عندك من أحاديث الشيعة ؟ قلت: ان عندي منها
شيئا كثيرا قد هممت ان اوقد لها نارا ثم احرقها، قال ولم ؟ هات ما انكرت منها، فخطر
على بالى الادميون فقال لى: ما كان على الملائكة حيث قالت: (أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء). زرارة وامر الغيبة وامامة أبى الحسن عليه السلام الكشى ص 105 -
53 محمد بن مسعود قال حدثنا عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنى الحسن بن
على الوشا عن محمد بن حمران قال: حدثنى زرارة قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام:
حدث عن بنى اسرائيل ولا جرح، قال: قلت: جعلت فداك والله ان في احاديث الشيعة ما هو
اعجب من احاديثهم قال: واى شئ هو يا زرارة ؟ قال فاختلس من قلبى فمكث ساعة لا اذكر
ما اريد، قال: لعلك تريد الغيبة قلت: نعم قال: فصدقها فانها حق. ورواه الصفار في
بصائر الدرجات ص 240 - 19 عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على الوشاء الحديث نحوه.
قلت: الحديث لا يدل على توقفه في امر الامامة ولو صح الحديث فهو في ايام ابى جعفر
عليه السلام وقد ورد فيه بعد ذلك مدائح كثيرة في ايام ابى عبدالله عليه السلام. و
54 حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد قال: حدثنى محمد بن عيسى عن يونس
عن ابن مسكان قال: سمعت زرارة يقول: كنت ارى جعفرا اعلم ممن هو
________________________________________
[ 73
]
وذلك يزعم
انه سأل أبا عبدالله عليه السلام عن رجل من اصحابنا كان مختفيا من عزامه فان كان
هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم وان كان فيه تأخير صلح عزامه فقال له أبو
عبدالله عليه السلام: يكون انشاء الله تعالى فقال زرارة: يكون إلى سنهء فقال أبو
عبدالله عليه السلام يكون ان شاء الله فقال زرارة: يكون إلى سنتين فقال أبو عبدالله
عليه السلام يكون ان شاء الله فخرج زرارة فوطن نفسه على ان يكون إلى سنتين فلم يكن
فقال: ما كنت ارى جعفرا الا اعلم مما هو. و 51 - أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك
قال حدثنى أبو سعيد الآدمى قال حدثنى ابن ابيعمير عن هشام بن سالم قال قال لى زرراة
بن اعين: لا ترى على اعوادها غير جعفر عليه السلام قال فلما توفى أبو عبدالله عليه
السلام أتيته فقلت له: تذكر الحديث الذى حدثتني به وذكرته له وكنت اخاف ان يجحدنيه
فقال: انى والله ما كنت فلت ذلك الا برأيى. وص 104 - 50 حدثنى محمد بن مسعود قال
حدثنى جبرئيل بن احمد قال حدثنى العبيدي عن يونس عن ابن مسكان قال: تذاكرنا عند
زرارة في شيئ من امور الحلال والحرام، فقال قولا برأيه، فقلت: أبرأيك هذا ام برأيه
؟ فقال، انى اعرف، أو ليس رب رأى خير من اثره. قلت: هذه الاحاديث تدل على معرفته
بأبى عبدالله عليه السلام وان الامامة ليس على اعوادها الا هو، وانما لم يكن يراها
في ابى الحسين عليه السلام لا خفاء الصادق عليه السلام امره تقية إلى أو ان وفاته
وكتمانه عن مثل زرارة ممن احدقت به العيون، وايضا كان متصلبا في امر الامامة، وخوفه
على موته لا يدل على قدح فيه، وربما يكتم الامام عليه السلام عن زرراة ولا يخبره
بأمر أدون من ذلك خوفا عليه وحرصا على حياته، وتقية له.
________________________________________
[ 74
]
ومنها ما
رواه أبو عمرو الكشى ص 105 - 53 حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى عن الوشاء
عن هشام بن سالم عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن جوائز العمال فقال: لا
بأس به قال: ثم قال: انما اراد زرارة ان يبلغ هشام انى احرم اعمال السلطان. وفي
التهذيب ج 6 - 330 - 917 محمد بن يعقوب عن (الكافي ج 1 - 357) على بن ابراهيم عن
ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم، ومحمد بن حمران عن الوليد بن صبيح قال: دخلت
على أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني زرارة خارجا من عنده فقال لى أبو عبدالله
عليه السلام: يا وليد اما تعجب من زرارة، سألني عن اعمال هؤلاء أي شيئ كان ايريدان
اقول له: لا، فيروى ذلك على ؟ ثم قال: يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن اعمالهم،
انما كانت الشيعة تقول: يؤكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويستظل بظلهم ؟ متى كانت
الشيعة تسأل عن هذا ؟ !. وغاية ما يستفاد من هذه الروايات المشعرة بتوقف زرارة في
امر الامامة احد امور: الاول انه لا يرى الامامة بعد ابى عبدالله عليه السلام لاحد
وهو قول الناووسية و انه الامام القائم عليه السلام فهو مع ضعفه وعدم قول به حتى من
المعاندين ينافيه روايات زرارة. الثاني انه من الواقفية كما يؤمى إليه خبر المسترق
المتقدم. وفيه مع ضعف سنده ودلالته كما تقدم ان الواقفية المشهورين بذلك هم الذين
وقفوا على ابى الحسن موسى عليه السلام وانكروا امامة الرضا عليه السلام ومنهم أبو
بصير. ولم يدرك زرارة ايامه قطعا ولذلك لم ينسبه إليهم احد اعداء الشيعة. الثالث
انه كان من الفطحية وقال بامامة عبدالله الافطح وهو الظاهر من هذه
________________________________________
[ 75
]
الروايات
وغيرها وقد نسبه جماعة من العامة إلى الفطحية منهم صاحب جمهرة انساب العرب فقال في
ج 1 - 53 في اولاد محمد بن على بن الحسين عليهم السلام: وعبد الله هذا هو الملقب
بالافطح، كان افطح الرأس، وكانت له شيعة تدعى امامته منهم زرارة بن اعين الكوفى،
محدث، ضعيف، فقدم زرارة المدينة فلقى عبدالله فسأله عن مسائل من الفقه، فألقاه في
غاية الجهل فرجع عن امامته، فلما انصرف إلى الكوفة أتاه اصحابه فسألوه عن امامه
وامامهم وكان المصحف بين يديه، فاشار لهم إليه وقال لهم: هذا امامى لا امام لى
غيره، فانقطع إليه المعروفة بالافطحية. قلت: وفي الروايات اشارة إلى ذلك نذكر
بعضها. منها ما رواه في الارشاد ص 291 - اخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه
عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابى يحيى
الواسطي عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفاة ابى عبدالله عليه السلام انا
ومحمد بن النعمان صاحب الطاق والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر انه صاحب الامر
بعد ابيه فدخلنا عليه والناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ فقال: في مأتى
درهم خمسة دراهم فقلنا له: ففى مأة ؟ قال: درهمان ونصف قلنا: والله ما تقول المرجئة
هذا فقال: والله ما ادرى ما تقول المرجئة قال: فخرجنا ضلالا ما ندرى إلى اين نتوجه
انا وابو جعفر الاحول. فقعدنا في بعض ازقة المدينة باكيين لا ندرى إلى اين نتوجه
وإلى من نقصد، نقول إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى المعتزلة، إلى الزيدية ؟ فنحن
كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا نعرفه يؤمى إلى بيده فخفت ان يكون عينا من عيون ابى جعفر
المنصور وذلك انه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر إليه الناس فيؤخذ
فيضرب عنقه فخفت ان يكون ذلك منهم فقلت للاحول: تنح فانى خائف على نفسي وعليك وانما
يريدنى
________________________________________
[ 76
]
ليس يريدك
فتنح عنى لا تهلك فتعين على نفسك، فتنحى عنى بعيدا وتبعت الشيخ وذلك انى ظننت انى
لا اقدر على التخلص منه، فما زلت اتبعه وقد عزمت على الموت حتى ورد بى على باب ابى
الحسن موسى عليه السلام، ثم خلانى ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لى: ادخل رحمك الله.
فدخلت، فإذا أبو الحسن موسى عليه السلام فقال لى ابتدائا منه: إلى إلى لا إلى
المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الزيديه. قلت: جعلت فداك مضى
ابوك، قال: نعم، قلت: مضى موتا ؟ قال: نعم، قلت: فمن لنا من بعده ؟ قال: ان شاء
الله ان يهديك هداك: قلت: جعلت فداك ان عبدالله اخاك يزعم انه الامام من بعد ابيه
فقال: يريد عبدالله ان لا يعبد الله قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده ؟ قال: ان شاء
الله ان يهديك هداك قلت، جعلت فداك فانت هو ؟ قال: لا اقول ذلك قال: فقلت في نفسي:
لم اصب طريق المسألة ثم قلت له: جعلت فداك عليك امام ؟ قال لا قال: فدخلني شيئ لا
يعلمه الا الله اعظاما له وهيبة ثم قلت له: جعلت فداك اسألك كما كنت اسأل اباك قال:
سل تخبر لا تذع فان اذعت فهو الذبح قال: فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت: جعلت فداك
شيعة ابيك صضلال فالقى إليهم هذا الامر وادعوهم اليك فقد اخذت على الكتمان ؟ قال:
من آنست منهم رشدا فالق إليه وخذ عليه الكتمان فان اذاع فهو الذبح - واشار بيده إلى
حلقه - قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الاحول فقال لى: ما وراءك ؟ قلت: الهدى
وحدثته بالقصة. قال: ثم لقينا زرارة وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا
عليه، ثم لقينا الناس افواجا فكل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطى
وبقى عبدالله لا يدخل إليه من الناس الا القليل. ورواه الكشى في ترجمة هشام بن سالم
ص 182 - 2 عن جعفر بن محمد عن
________________________________________
[ 77
]
الحسن بن
على بن النعمان عن ابى يحيى عن هشام بن سالم نحوه مع تفاوت من وجوه: منها قوله: (ان
الامر في الكبير ما لم يكن به عاهة) ومنها قوله (ثم لقيت المفضل بن عمرو أبا بصير
قال فدخلوا عليه وسلموا..) وليس فيه ذكر زرارة صريحا. ومنها زيادة في آخره في هشام.
وتقدم ذكر قطعة منه ص 57. ومنها ما في الكشى ص 102 - 44 - حدثنى محمد بن قولويه قال
حدثنى سعد بن عبدالله بن ابى خلف قال حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد قال حدثنى الحسين
بن على بن يقطين عن اخيه احمد بن على عن ابيه على بن يقطين قال: لما كانت وفاة أبى
عبدالله عليه السلام قال الناس بعبدالله بن جعفر، واختلفوا، فقائل قال به، وقائل
قال بأبى الحسن عليه السلام. فدعا زرارة ابنه عبيدا، فقال يا بنى الناس مختلفون في
هذا الامر، فمن قال بعبدالله فانما ذهب إلى الخبر الذى جاء ان الامامة في الكبير من
ولد الامام، فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى تأتيني بصحة الامر، فشد راحلته، ومضى
إلى المدينة. واعتل زرارة، فلما حضرته الوفاة سئل عن عبيد، فقيل له: انه لم يقدم،
فدعى بالمصحف، فقال: اللهم انى مصدق بما جاء نبيك محمد فيما انزلته عليه، و بينته
لنا على لسانه، وانى مصدق بما انزلته عليه في هذا الجامع، وان عقيدتي وديني الذى
يأتيني به عبيد ابني، وبما بينته في كتابك، فان أمتنى قبل هذا فهذه شهادتى على نفسي
واقراري بما يأتي به عبيد ابني وانت الشهيد على بذلك. فمات زرارة، وقدم عبيد،
وقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذى قصده فأخبرهم ان ابا الحسن عليه السلام
صاحبهم. و 45 - حدثنى حمدويه قال حدثنى يعقوب بن يزيد قال حدثنى على بن حديد
________________________________________
[ 78
]
عن جميل بن
دراج قال: ما رأيت رجلا مثل زرارة بن اعين، انا كنا نختلف إليه فما كنا حوله الا
بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضى أبو عبدالله عليه السلام وجلس
عبدالله مجله بعث زرارة عبيدا ابنه زايرا عنه ليتعرف الخبر، و يأتيه بصحته، ومرض
زرارة مرضا شديدا قبل ان يوافيه ابنه عبيد، فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف، فوضعه
على صدره ثم قبله. قال جميل: فحكى جماعة ممن حضره انه قال اللهم ألقاك يوم القيامة
وامامي من بينت في هذا المصحف امامته، اللهم انى احل حلاله واحرم حرامه وأومن
بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، على ذلك احيى وعليه اموت ان شاء الله.
و 50 حدثنى محمد بن مسعود قال اخبرنا جبرئيل بن احمد قال حدثنى محمد بن عيسى عن
يونس عن ابراهيم المؤمن عن نصر بن شعيب عن عمة زرارة قالت: لما وقع زرارة واشتد به
قال: ناوليني المصحف فناولته وفتحته فوضعته على صدره و أخذه منى ثم قال: يا عمة
اشهدي ان ليس لى امام غير هذا الكتاب. و 47 - حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنى سعد
عن احمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبدالله المسمعى عن على بن اسباط عن محمد بن
عبدالله بن زرارة عن ابيه قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر ابى الحسن عليه
السلام، فجائه الموت قبل رجوع عبيدالله إليه فأخذ المصحف، فأعلاه فوق رأسه وقال: ان
الامام بعد جعفر بن محمد عليه السلام من اسمه بين الدفتين في حملة القرآن، منصوص
عليه، من الذين اوجب الله عليه طاعتهم على خلقك، أنا مؤمن به. قال فأخبر بذلك أبو
الحسن الاول عليه السلام، فقال: والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى.
________________________________________
[ 79
]
و 48 -
حمدويه بن نصير قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن ابيعمير عن جميل بن دراج
وغيره قال: وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليستخبر له خبر ابى الحسن عليه
السلام، وعبد الله بن ابى عبدالله عليه السلام، فمات قبل ان يرجع إليه عبيد. قال
محمد بن ابيعمير: حدثنى محمد بن حكيم قال قلت لابي الحسن الاول عليه السلام، وذكرت
له زرارة وتوجيه ابنه عبيد إلى المدينة. فقال أبو الحسن عليه السلام: انى لا رجو ان
يكون زرارة ممن قال الله تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه
الموت فقد وقع أجره على الله). وقال الصدوق في الاكمال ص 74 في الرد على الزيدية:
حدثنا أبى رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى
الاشعري عن احمد بن هلال عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن ابيه قال: لما بعث زرارة
عبيدا ابنه إلى المدينة يسأل عن الخبر بعد مضى أبى عبدالله عليه السلام، فلما اشتد
به الامر أخذ المصحف وقال: من اثبت امامته هذا المصحف فهو امامى. قال الصدوق: ان
راوي هذا الخبر احمد بن هلال، وهو مجروح عنده مشايخنا رضى الله عنهم، حدثنا شيخنا
محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال سمعت سعد بن عبدالله يقول ما
رأينا، ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب الا احمد بن هلال، وكانوا يقولون:
ان ما تفرد برواية احمد بن هلال فلا يجوز استعماله. قلت: لا وجه لانكار الصدوق عليه
الرحمة حديث ارسال زرارة ابنه في أمر ابى الحسن عليه السلام بتضعيف سنده باحمد بن
هلال بعد ما عرفت من تعدد الروايات في ذلك وليس فيها ابن هلال وفيها ما لا قصور لها
سندا، بل الصحيح ما اشار ايضا إليه في كلامه في الاكمال وسيأتى ذكره وان ارساله
لتعرف الخبر امر
________________________________________
[ 80
]
لا ينكر وقد
دلت عليه النصوص كما تقدم ذكر جملة منها. والتحقيق يقتضى ذكر ما يستفاد منها وهو
امور. الاول ان زرارة بقى بعد وفات الامام الصادق عليه السلام إلى ان وقع الخلاف في
امر الامامة. وهذا امر اتفقت عليه هذه الروايات وما تقدم في اخوة زرارة وغيرها.
الثاني انه لم ينكشف الغطاء ولم يتبين امر امامة أبى الحسن عليه السلام لعامة الناس
حينما توفى زرارة، وهذا كما يقتضيه اكثر الاخبار. الثالث ان زرارة لم ينكر امامة
أبى الحسن عليه السلام ولم يقل بامامة الافطح ولا دعى احدا إليه وهذا ايضا يقتضيه
التأمل في اكر الاخبار. الرابع ان زرارة لم يمت فيمن لم يعرف امام زمانه ومات ميتة
جاهلية ويدل عليه وجوه. منها الاخبار الدالة على فضله وانه من حوارى ابى جعفر
الباقر والصادق عليهما السلام وانه كان ممن احبه الامام الصادق عليه السلام ويترضى
عنه ويترحم عليه حيا وميتا كما تقدمت ص 38 و 53 و 55 وهل يصح حبه لمن ينكر امامة
ولده الكاظم عليه السلام وان يترضى ويترحم ويصلى عليه لمثله. ومنها الاخبار الدالة
على ان زرارة من اهل الجنة كما تقدمت ص 46. ومنها الاخبار الدالة على فضائله منها
انه من نجوم شيعته احياعا وامواتا ص 46 وما بعده. ومنها الاخبار الواردة في مدحه من
ابى الحسن الاول ومن ابى الحسن الرضا عليهما السلام كما تقدمت ص 57. ومنها الاخبار
الواردة في بيان وجه ارسال ابنه وانه كان ممن هاجر إلى ربه. الخامس ان التأمل في
الاخبار يفيد ان زرارة لم يشك في امامة آل محمد عليهم السلام
________________________________________
[ 81
]
حتى الامام
المنتظر أرواحنا له الفداء، فقد روى زرارة في امامته وغيبته وانتظار أمره روايات،
وسئل عن أبى عبدالله عليه السلام وظيفته ان ادرك ايام غيبته كما في اصول الكافي ج 1
ص 337 خبر 5 وص 342 خبر 29. كما انه لم يشك في ان الامام منهم في كل عصر، هو من
بينه الله تعالى في كتابه وأوضحه النبي صلى الله عليه وآله في خطبه وبيانه، وصرح به
على عليه السلام ومن بعده من أئمة أهل البيه عليه السلام. ولم يشك ايضا في ان من
اهل للامامة والهداية من الله جل شأنه هو المعصوم المطهر الافضل من غيره، لانه
استند في ذلك بآيات القرآن وفيها قوله عز من قائل (لا ينال عهدي الظالمين). فلا
يكون الافطح أهلا للامامة. ولم يشك ايضا في ان أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
هو الامام في زمانه لانه الجامع فيه شرائط الامامة وهو أفضل اولاد أبى عبدالله عليه
السلام واعلمهم كما يقتضيه التأمل في أحوال زرارة ومحله من أبى جعفر وأبى عبدالله
عليهما السلام وكونه بطانتهما وموضع سرهما كيف وقد عرفت منزلته وفضله عليهم من هو
دون زرارة بمراتب فهذا فضيل شريك زرارة في الرواية روى عن طاهر قال كان أبو عبدالله
عليه السلام يلوم عبدالله ويعاقبه ويعظه ويقول ما منعك ان تكون مثل أخيك، فو الله
انى لا عرف النور في وجهه، فقال عبدالله: لم ؟ أليس ابى وابوه واحدا وامى وامه
واحدة ؟ فقال له أبو عبدالله عليه السلام: انه من نفسي وأنت ابني. رواه الكليني في
اصول الكافي ج 1 ص 310 في الصحيح عن فضيل. وشواهد معرفة زرارة بامامته كثيرة يطول
بذكرها. قال الصدوق في الاكمال ص 73 في رد احتجاج الزيدية على مذهبهم لاثبات
________________________________________
[ 82
]
شك الناس و
ترديدهم في امامة أبى الحسن عليه السلام بعد وفات أبيه وانه لو كانت دلائل امامته
واضحة لما تحقير في ذلك حتى مثل زرارة ما لفظه: فقلنا لهم ان هذا كله غرور من القول
وزخرف، وذلك انا لم ندع ان جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الائمة الاثنى عشر
بأسمائهم، وانما قلنا ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر: ان الائمة بعده الاثنى
عشر الذين هم خلفائه، وان علماء الشيعة رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ننكر ان يكون
فيهم واحدا واثنان أو اكثر لم يسمعوا بالحديث. فأما زرارة بن أعين فلقد مات قبل
انصراف من كان وفده ليعرف الخبر و لم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر عليه السلام
من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذى هو القرآن على صدره وقال (اللهم انى أئتم
بمن يثبت هذا المصحف امامته). وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه الاما
فعله زرارة ؟ وعلى انه قد قيل ان زرارة قد كان علم بأمر موسى بن جعفر عليه السلام
وبأمامته وانه بعث ابنه عبيدا ليعرف من موسى بن جعفر عليه السلام: هل يجوز له اظهار
ما يعلم عن امامته، أو يستعمل التقية في كتمانه ؟ وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين
واليق بمعرفته. حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال حدثنا على بن
ابراهيم بن هاشم قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن ابراهيم بن محمد الهمداني رضى
الله عنه قال قلت للرضا عليه السلام: أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليه
السلام ؟ فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر، إلى من اوصى الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام ؟ فقال عليه السلام ان زرارة كان يعرف أبى عليه السلام
و نص أبيه عليهما السلام، وانما بعث ابنه ليتعرف من ابى عليه السلام: هل يجوز له ان
________________________________________
[ 83
]
يرفع التقية
في اظهار امره، ونص أبيه عليه السلام، وانه لما أبطأ عنه طولب باظهار قوله في ابى
عليه السلام، فلم يحب ان يقدم على ذلك دون أمره، فرفع المصحف وقال ان امامى من أثبت
هذا المصحف امامته من ولد جعفر بن محمد عليه السلام. قال الصدوق: والخبر الذى احتجت
به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف امامة موسى بن جعفر عليه السلام، وانما فيه:
انه بعث ابنه عبيدا يسأل. الخبر. قلت: ثم ذكر الصدوق حديث محمد بن عبدالله بن زرارة
المتقدم وذكر ضعفه سندا ودلاله وان ارسال ابنه لا يدل على عدم معرفته، ثم ذكر
الشواهد والدلائل على معرفة زرارة بأبى الحسن عليه السلام وبامامته. وقد تحصل مما
تقدم ذكره - ويؤيده غيره: ان الذى اتفقت عليه الروايات والاقوال: هو ارسال زرارة
ابنه إلى المدينة ليسأل الخبر عن الامام بعد الصادق عليه السلام، وعدم تصريحه
بامامة ابى الحسن عليه السلام، وأخذ المصحف بيديه ووضعه على صدره إلى آخر ما ذكر
فيها. ومن الواضح ان شيئا منها لا يدل على شكه وترديده في امامته، وانما هي وساير
الشواهد قامت على معرفته بمن اهل للامامة ولا يحتاج مثل زرارة فقيه الامامية وعيبة
علوم أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام وأمينهما وبطانة سرهما إلى نص خاص من
ابيه على امامته وقد تطابقت الكتاب والسنة على امامته. ولعل ترك النص الخاص لزرارة،
لخوف امور عليه وعلى غيره من الشيعة. على ان الامام الرضا عليه السلام صرح في صحيح
الهمداني المتقدم بانه عرف النص من أبيه ايضا على امامته، وانما ارسل ابنه لوجود
التقية وطلب النص في الاذن في اعلام امامته و ذكر نص أبيه عليه. وسيأتى ذكر وجوه في
ارساله فانتظر. السادس الظاهر والله العالم ان اظهار زرارة الشك في الامام بعد ابى
عبدالله عليه السلام لاحد امور:
________________________________________
[ 84
]
الاول رفع
اختلاف أكابر اصحاب أبى عبدالله عليه السلام في امامة عبدالله الافطح المفضول من
اولاد، محتجا بانه الاكبر منهم بعده، وتضعيف حجتهم، وهى النص على امامة الاكبر من
اولاد الامام، وان اطلاقه يقتضى امامة الاكبر وان كان الاصغر منهم هو الافضل. ويشهد
لذلك جملة من الاخبار المتقدمة ص 76 و 77 مثل خبر هشام بن سالم وخبر على بن يقطين
على ما رواهما الكشى. قال أبو عمرو الكشى عند ذكر الفطحية ص 164: والذين قالوا
بامامته عامة مشايخ العصابة وفقهائها، مالوا إلى هذه العقالة، فدخلت عليهم الشبهة
لما روى عنهم عليه السلام انهم قالوا: (الامامة في الاكبر من ولد الامام إذا مضى).
قلت: وتوضيح مقالة فقيه الاسلام زرارة في رفع هذا الاختلاف العظيم الذى نشاء عن
الاثر والتعبد به وابتلى به مشايخ العصابة وفقهائهم وزلت به الاقدام، و زرارة مشغول
بنفسه لانه في سكرات الموت، ولا يقدر على كثير الكلام والجدال مع هؤلاء العظام وليس
له ابطال هذه البدعة الا بموجز من البيان بان يقال: ان حجة الفطحية ساقطة واهية
لوجوه كثيرة، وقد أعرض هذا الفقيه العظيم عن تضعيف سند خبر امامة الاكبر من ولد
الامام حتى لا يكابر بقول بعضهم بالسماع عن الامام الحجة بلا واسطة. كما أعرض ايضا
عن تضعيف دلالته بأن المراد هو الاكبر شأنا لا الأكبر سناكى لا يناقش بتبادر الكبر
في السن عند اطلاقه. كما اعرض ثالثا عن تقييد اطلاقه بما إذا اجتمعت ونوفرت شرائط
الامامة في الجميع فيرجح بكبر السن كما في السبطين عليهما السلام، فلا يشمل ما إذا
كان الاكبر فاقدا لها، كى لا ينافس بانه تقييد بلا دليل، أو بشاهد مطعون، أو يقال
________________________________________
[ 85
]
غلوا
وارتفاعا وجهلا: بان الافطح هو الاكبر المثوفر فيه الشروط. واعرض رابعا عن التضعيف
بأن الكبر كساير الشروط تقتضي الامامة إذا كان الولد سالما، خاليا من العيوب
والافطح ليس كذلك، كى لا يدفع بانه تقييد في الخبر بلا حجة ولا دليل. وأعرض زرارة
ايضا عن ساير وجوه تضعيف حجة هؤلاء المشايخ الفقهاء مما يطول بالاشارة إليها لو فرض
ان الخبر (الامامة في الاكبر من ولد الامام) صدر عن الامام عليه السلام وكان حجة
للخصام. ولكن زرارة النحرير الفقيه الخبير المتكلم بعد تسليم حجتهم سندا ودلالة قد
اكتفى في ابطال حجتهم بمعارضتها مع الكتاب. وقد ورد عنهم عليه السلام كما رواه
مشايخ الشيعة ان ما خالف قول ربنا، لم نقله، زخرف، باطل، فاضربوه على الجدار. وايضا
بان التعارض بين دليل الامامة في الاكبر وبين آيات شرطية الاهتداء الكامل والعصمة
هو العموم من وجه، وقد ثبت في علم الاصول ان المتعارضين بالعموم من وجه يتساقطان،
الا إذا كان احدهما كتاب الله فيسقط معارضه فقط. وفي المقام كذلك إذ الامامة عهد من
الله تبارك وتعالى واعطاه ومنحه ذرية ابراهيم من لم يكن منهم من الظالمين (لا ينال
عهدي الظالمين البقرة 124) وهدى إلى الحق وغنى عن هداية الناس والتعلم منهم. (أفمن
يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون. يونس 35.)
وان عبدالله الافطح من اهل الآيتين من الظالمين، وممن لا يهدى الا ان يهدى كما
اعترف به المشايخ وان زرارة اخذ المصحف على صدره حينما يجود بنفسه. وقال: (من اثبت
هذا المصحف امامته فهو امامى).
________________________________________
[ 86
]
ولا شك ان
الذى يثبت المصحف امامته من ولد ابى عبدالله عليه السلام، هو أبو الحسن موسى عليه
السلام. السبب الثاني لاظهار زرارة الشك في امامة ابى الحسن عليه السلام بعد وضوح
الحق عنده: انه شك في وجوب اظهار الحق، والنص على امامته لشدة التقية، كما ان
الائمة عليهم السلام كانوا يكتمون امر الامام من بعدهم للتقية، وقد كان الخوف على
الامام من بعده وعلى الشيعة ومن قال بامامة ابى الحسن عليه السلام، وأعلامهم و
وأعيانهم شديدا، فارسل ابنه للسؤال عنه عليه السلام. فقد امر المنصور العباسي وإلى
المدينة بتربص الدوائر واحداق العيون والجواسيس لتعرف الخبر واستعلام من اهل
للامامة من بعد ابى عبدالله عليه السلام فيقتل في الوقت حتى لا يتم للشيعة بعده امر
الامامة. قال أبو ايوب الخوزى: بعث إلى أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه
وهو جالس على كرسى، وبين يديه شمعة، وفي يده كتاب، فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلى
وهو يبكى وقال هذا كتاب محمد بن سليمان يخبر نا ان جعفر بن محمد (عليه السلام) قد
مات، فانا لله وانا إليه راجعون، ثلاثا، وأين مثل جعفر، ثم قال لى: اكتب، فكتبت صدر
الكتاب ثم قال: اكتب: ان كان اوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه. قال: فرجع
الجواب إليه: انه قد أوصى إلى خمسة: احدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد
الله وموسى ابني جعفر، وحميدة. فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل. وقال داود بن
كثير الرقى: أتى اعرابي إلى أبى حمزة الثمالى، فسأله خبرا فقال: توفى جعفر الصادق
عليه السلام فشهق شهقة واغمى عليه، فلما أفاق قال: هل أوصى
________________________________________
[ 87
]
إلى أحد ؟
قال نعم اوصى إلى ابنه عبدالله، وموسى، وأبى جعفر المنصور، فضحك أبو حمزة وقال:
الحمد لله الذى هدانا إلى الهدى وبين لنا عيوب الكبير، ودلنا على الصغير واخفى عن
أمر عظيم، فسئل عن قوله، فقال: بين عيوب الكبير ودلنا على الصغير لاضافته اياه،
وكتم الوصية للمنصور، لانه أو سأل المنصور عن الوصي لقيل: أنت. رواه ابن شهر آشوب
في مناقبه ج 3 - 399. الثالث ان زرارة قد عرف من أبى عبدالله عليه السلام ان
عبدالله الافطح يدعى الامامة من بعده ويعارض اخاه أبا الحسن عليه السلام ولكن يموت
بعد أيام فيرتفع النزاع والشك، والتأخير في وضوح الحق إلى وفاته مصلحة للشيعة حفظا
لهم ولامامهم حيث ان الخوف من تشديد المنصور عليهم انما هو في بدء الامر، وكان
زرارة يترصد ذلك ويحتاط على الشيعة بارسال ابنه إلى المدينة. قال أبو عمرو الكشى
عند ذكر الفطحية ص 164. ورجوعهم عن الفول بامامته، لظهور عدم علمه، وعدم لياقته في
نفسه لذلك. ثم ان عبدالله مات بعد أبيه عليه السلام بسبعين يوما فرجع الباقون
الاشذاذا منهم عن القول بامامته لى القول بامامة ابى الحسن موسى عليه السلام،
ورجعوا إلى الخبر الذى روى: (ان الامامة لا يكون في الاخوين بعد الحسن والحسين
عليهما السلام)، وبقى شذاذ منهم على القول بامامته، وبعد ان مات قال بامامة أبى
الحسن موسى عليه السلام. وروى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال لموسى عليه
السلام: يا بنى ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعى الامامة بعدى فلا تنازعه بكلمة، فانه اول
لحوقا بى. اولاد زرارة بن اعين قال أبو غالب الزرارى في رسالته في آل اعين ص 21:
وبالاسناد الاول (حدثنى به أبو طالب الانباري قال حدثنى محمد بن الحسن بن على بن
صباح بن سلام
________________________________________
[ 88
]
المدائني
قال حدثنى ابى وعمى (محمد - خ) قالا حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال): فولد
زرارة: الحسين ويحيى، ورومي، والحسن، وعبيدالله، وعبد الله فذلك ستة انفس (ثمانية
انفس - خ). قلت: ذكرنا في الشرح على الرسالة ما يتعلق بهذه الرواية فلاحظ. وقال
الشيخ في الفهرست ص 74: وله عدة اولاد، منهم الحسن، والحسين ورومي، وعبيد، وكان
احول، وعبد الله، ويحيى بنو زرارة. 1 - الحسن بن زرارة بن اعين الشيباني الكوفى
ذكره في اصحاب الصادق عليه السلام البرقى في رجاله ص 26، والشيخ الطوسى ايضا في
اصحابه ص 166 - 10. وقال ابن النديم في الفهرست ص 322 في عداد فقهاء الشيعة
وعلمائهم ومحدثيهم، وآل زرارة بن أعين: ومن ولده: الحسين بن زرارة والحسن بن زرارة
من أصحاب جعفر بن محمد عليهما السلام. وروى الكشى في ترجمة زرارة باسانيد صحاح ص 91
- خبر 14 عن عبدالله بن زرارة عن ابى عبدالله عليه السلام في حديث طويل في رسالته
إلى زرارة تقدم ص 67 قال عليه السلام: ولقد ادى إلى ابنيك الحسن والحسين رسالتك،
احاطهما الله وكلاءهما، وحفظهما بصلاح ابيهما كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك
الحديث قلت: واشار عليه السلام إلى الغلامين الذين اقام الخضر عليه السلام جدارهما،
و قال موسى عليه السلام له: (لو شئت لا تخذت عليه اجرا) فقال له الخضر: (واما
الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فاراد
ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما.. الكهف - 82) وروى الحسن بن زرارة عن ابيه عن
ابى جعفر الباقر عليه السلام كما ذكرناه
________________________________________
[ 89
]
في طبقات
اصحابه، روى عنه هشام بن سالم، كما في الكافي ج 2 - 21، والتهذيب ج 7 - 365. 2 -
الحسين بن زرارة ذكره البرقى، وابن النديم، والشيخ في أصحاب ابى عبدالله عليه
السلام. وتقدم عن الكشى مدح أبى عبدالله عليه السلام له ولاخيه. وكان هو الرسول من
ابيه إلى أبى عبدالله عليه السلام كما في الكشى في ترجمة زرارة ص 93 - 15 وتقدم ص
66، وروى عن الحسين بن زرارة عن ابى عبدالله عليه السلام، اكابر الشيعة وثقاتهم ومن
كان يروى عن الثقات مثل صفوان بن يحيى، وجعفر بن بشير البجلى، وعبد الله بن بكير،
ذكرناهم في طبقات أصحابه. وفي التهذيب ج 10 - 64 - 234: احمد بن محمد عن البرقى عن
ثعلبة بن ميمون، وحسين بن زرارة قالا: سألت ابا جعفر عليه السلام عن الرجل، يعبث
بيده حتى ينزل الحديث. وروى الحسين عن جماعة من اصحابنا عن ابى جعفر وأبى عبدالله
عليهما السلام منهم ابوه زرارة كما في علل الشرايع 513 ومحمد بن مسلم. 3 - رومى بن
زرارة بن اعين الشيباني الكوفى روى عن ابى عبدالله، وأبى الحسن عليهما السلام) ثقة،
قليل الحديث، له كتاب.. هكذا ذكره النجاشي في المصنفين من الشيعة ص 126 وروى كتابه
باسناده عن محمد بن بكر بياع القطن عنه وذكره في اصحاب الصادق عليه السلام البرقى ص
46، والشيخ ص 195 - 57 وقال: مولاهم، كوفى. وروى عن ابيه، وعن أخيه عبيد بن زرارة
عنهما عليهما السلام، ذكرناه في طبقات اصحابهما. وروى عن رومى بن زرارة جماعة منهم:
محمد بن أبى عمير
________________________________________
[ 90
]
كما في
مشيخة الصدوق إليه رقم 301، والقاسم بن محمد الجوهرى، وأبو محمد الميثمى. 4 -
عبدالله بن زرارة بن اعين الشيباني ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 264 وقال: روى
عن أبى عبدالله عليه السلام، ثقة، له كتاب، يرويه عنه على بن النعمان، أخبرنا الخ.
وذكره البرقى ص 22 والشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص 264 - 676 وروى
عنه أبو عمرو الكشى باسانيد صحاح عن محمد بن عبدالله بن زرارة، وأبنيه الحسن
والحسين عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليه السلام: اقرأ على والدك
السلام الحديث كما تقدم ص 67. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات ص 137 باب 52
باسناده عن عبدالله بن بكير عن عبدالله بن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام
يقول: ان لزوار الحسين بن على عليهما السلام يوم القيامة فضلا على الناس الحديث.
وروى عن الحلبي عنه عليه السلام ايضا كما في باب الرضاع من الفقيه ج 3 - 307 - 15.
5 - عبيد بن زرارة بن اعين الشيباني هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام
من رجاله ص 240 - 266 و قال: مولى، كوفى، وروى الكليني في اصول الكافي ج 1 - 270 عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن القاسم بن محمد عن عبيد بن زرارة قال:
ارسل أبو جعفر عليه السلام إلى زرارة ان يعلم الحكم بن عتيبة ان اوصياء محمد عليه
وعليهم السلام محدثون. وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 174 - 616 وقال: روى عن أبى
عبدالله عليه السلام، ثقة، ثقة، عين. لا لبس فيه، ولا شك، له كتاب يرويه جماعة عنه،
أخبرنا الخ ورواه باسناده عن حماد بن عثمان عنه. وذكره الشيخ في الفهرست ص 107
بكتابه ورواه باسناده عن القاسم بن
________________________________________
[ 91
]
اسماعيل
القرشى عنه. وعده الشيخ المفيد رحمه الله في رسالته العددية من الرؤساء الاعلام
المأخوذ منهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم. وذكره
أبو غالب في الرسالة ص 4 من اولاد بنى اعين الذين لقوا ابا عبدالله جعفر بن محمد
عليهما السلام، ورووا عنه ثم قال ص 5: وكان عبيد وافدا للشيعة إلى المدينة عند وقوع
الشبهة في أمر عبدالله بن جعفر، وله في ذلك احاديث كثيرة قد ذكرت في الكتب.. ولقى
عبيدالله بن زرارة (عبدالله - خ) وغيره من بنى أعين ابا الحسن موسى بن جعفر عليه
السلام. روى عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام كثيرا، وروى عنه عنه عليه
السلام جماعة، منهم من آل أعين: رومى بن زرارة وحمزة بن حمران، ومن غيرهم جميل بن
دراج وحريز، وعبد الله بن بكير، وجعفر بن بشير، والحسن بن على بن فضال، والحكم بن
مسكين الثقفى، والقاسم بن عروة البغدادي، والقاسم مولى ابى ايوب، والضحاك بن زيد،
ومروان بن مسلم، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، و يونس، وزيد النرسى، وأبان بن
عثمان، واسحاق بن عمار، وثعلبة بن ميمون، ومعاوية بن وهب، وسليمان مولى طربال، وعبد
العزيز العبدى، وأبو بدر، و على بن اسماعيل بن عمار، وبريد بن محمد الغافرى، وداود
بن الحصين، وعلى بن اسباط، والحسين بن مختار، والحسين بن موسى، وهارون بن مسلم،
وابو المعزا، وعلى بن الحسن بن رباط، وعلى بن شبرة. اخبار في عبيد بن زرارة تشهد
بعلو منزلته 1 - الكافي ج 2 - 164 - 17 باب التسمية على الطعام - محمد بن يحيى عن
________________________________________
[ 92
]
أحمد بن
محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال: اكلت مع أبى عبدالله عليه
السلام طعاما فما أحصى كم مرة قال: الحمد لله الذى جعلني اشتهيه. 2 - معاني الاخبار
ص 266 - حدثنا أبى رحمه الله قال حدثنا احمد بن ادريس قال حدثنا سهل بن زياد قال
حدثنى على بن الريان قال حدثنا عبيدالله بن عبدالله الدهقان الواسطي عن الحسين بن
خالد الكوفى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال قلت: جعلت فداك حديث كان يرويه
عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة، قال فقال لى: وما هو ؟ قال قلت: روى عن عبيد بن
زرارة انه لقى أبا عبدالله عليه السلام في السنة التى خرج فيها ابراهيم بن عبدالله
بن الحسن، فقال له: جعلت فداك ان هذا قد الف الكلام وسارع الناس إليه فما الذى تأمر
به ؟ قال فقال: اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض. قال: وكان عبدالله بن
بكير يقول: والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم. قال فقال
لى أبو الحسن عليه السلام: الحديث على ما رواه عبيد وليس على ما تأوله عبدالله بن
بكير، انما عنى أبو عبدالله عليه السلام بقوله: (ما سكنت السماء) من النداء باسم
صاحبك و (ما سكنت الارض) من الخسف بالجيش. ورواه ايضا في كتابه عيون اخبار الرضا
عليه السلام ج 1 - 310 - 75 - نحوه مع تفاوت يسير سندا ومتنا. قلت: وكان خروج
عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابي طالب عليهما السلام الهاشمي المدنى قتيل
باخمرى سنة خمس واربعين ومائة ذكره الشيخ وغيره، وذكرنا مقتله وبعض احواله في
كتابنا (أخبار الزمان و وفيات الاعيان وقائع سنة 145) وفي كتابنا الطبقات الكبرى في
أصحاب الصادق عليه السلام، وذكرنا جميع ما ورد فيه مفصلة في كتابنا (اخبار الرواة).
________________________________________
[ 93
]
3 - اصول
الكافي ج 1 - 274 - 2 باب وقت ما يعلم الامام: محمد عن محمد بن الحسين عن على بن
اسباط عن الحكم بن مسكين عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا: سمعنا ابا عبدالله
عليه السلام يقول: يعرف الذى بعد الامام عليه السلام علم ما كان قبله في آخر دقيقة
تبقى من روحه. 4 - اصول الكافي ج 1 - 339 - 12 باب في الغيبة - الحسين بن محمد عن
جعفر بن محمد عن القاسم بن اسماعيل الانباري عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير
عن عبيد بن زرارة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: للقائم (عليه السلام) غيبتان،
يشهد في احديهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه. 5 - وايضا ص 337 - 6 - محمد بن يحيى
عن جعفر بن محمد عن اسحاق بن محمد عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير عن عبيد بن
زرارة قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يفقد الناس امامهم، يشهد المواسم،
فيراهم ولا يرونه. اقول: هذه الروايات تدل على ان عبيدا كان ممن يعرف ائمة آل محمد
حتى الامام المنتظر ارواحنا له الفداء وليس له ولابيه زرارة مع روايتهما في غيبته
وفي وظايف الشيعة عند ذلك شك في امامة ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام من بعد
ابيه دون الافطح، وانما ارسال زرارة عبيدا إلى المدينة لامر آخر ذكرناه هناك فلاحظ.
6 - روى الصدوق في علل الشرايع ص 304 باب 247 باسناده عن على بن اسباط عن عبيد بن
زرارة قال مات لبعض اصحاب أبى عبدالله عليه السلام ولد، فحضر أبو عبدالله عليه
السلام جنازته، فلما الحد تقدم ابوه ليطرح عليه التراب، فأخذ أبو عبدالله عليه
السلام بكتفه، وقال: لا تطرح عليه من التراب، ومن كان منه ذارحم
________________________________________
[ 94
]
فلا يطرح
عليه التراب فقلنا يابن رسول الله أتنهى عن هذا وحده ؟ فقال: انهاكم ان تطرحوا
التراب على ذوى الارحام، فان ذلك يورث القسوة في القلب ومن قسا قلبه بعد من ربه
عزوجل. 7 - في التهذيب ج 10 - 208 صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال
سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: اطلع رجل على النبي صلى الله عليه وآله من
الجريد، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لو اعلم انك تثبت لقمت اليك بالمشقص حتى
أفقأ عينك، قال فقلت: اذاك لنا ؟ فقال ويحك أو ويلك اقول لك: ان رسول الله صلى الله
عليه وآله فعل، تقول: أذاك لنا ! قلت ان وجه سؤال عبيد بن زرارة في الخبرين
ونظائرهما مما يطول بذكره هو الاستفسار عن عموم الحكم وعدمه لخصوصية في مورده، ففى
الاول توهم اختصاص الحكم بالاب للميت، أو بذاك الميت لكل ذى رحم منه، وفي الثاني
توهم عموم الحكم لكل من اطلع على بيت غيره وحصنه وان كان غير النبي، وايضا عموم حكم
اجراء الحد المذكور لغير النبي صلى الله عليه وآله أو من يقوم مقامه. وعلى كل تقدير
فأمثال ذلك يدل على نبوغ عبيد بن زرارة وحذاقته وفطانته وتدبره عند سماع الحديث.
ويظهر من رواياته ومن ارسال زرارة اياه إلى المدينة وافدا للشيعة لرفع الشبهة في
امر الامامة، موضعه في الشيعة ورعا وثقة وحذاقة ونبوغا وعلوا ومنزلة كما اشرنا إليه
سابقا في زرارة والفطحية ص 77 وتحقيق ذلك في كتابنا (اخبار الرواة). 6 - عبيدالله
بن زرارة بن اعين ذكره البرقى في رجاله من اصحاب الصادق عليه السلام ممن لم يرو عن
أبى جعفر عليه السلام ص 23 وقال: وكان عبيد أحول. وعن نسخة من رجال الشيخ ايضا ذكره
في أصحابه (ع).
________________________________________
[ 95
]
وروى أبو
غالب الزرارى في رسالته ص 22 باسناده عن ابن فضال اسماء اولاد زرارة وعد منهم:
عبيدالله وعبد الله. وفي موضع آخر منها (8) عند ذكر من لقى من آل اعين الائمة عليهم
السلام قال: ولقى عبدالله (عبيدالله) بن زرارة وغيره من بنى اعين ابا الحسن موسى بن
جعفر عليه السلام. قلت: ولكنه لا يبعد اتحاد عبيدالله مع عبيد، اما لزيادة اسم
الجلالة واما لسقوطه للوضوح فيما لم يذكر، فكل عبيد في الاسلام هو عبيد الله وذلك
بقرينة ما ذكره ابن النديم والبرقي والشيخ ففى فهرست الاول ص 323 عند ذكرهم قال:
روى عن زرارة عبيد بن زرارة، وكان أحول، وقال البرقى بعد ذكر عبيدالله: وكان عبيد
أحول. وقال الشيخ في الفهرست ص 74: وعبيد وكان أحول وعبد الله.. وايضا ان كل من
ذكره عبيد بن زرارة ترك عبيد الله وكذا العكس الا ما عن نسخة من رجال الشيخ. وروى
ابن الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص 98 ان لزرارة اربع بنين: عبيدا، وعبد
الله والحسن والحسين. 7 - محمد بن زرارة بن أعين الشيباني هكذا ذكره الشيخ في اصحاب
الصادق عليه السلام من رجاله ص 288 - 117 ثم قال: روى عنه على بن عقبة. وقال أبو
عبدالله الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب عند ذكر اولاد زرارة ص 99: وقد وجدت
ايضا لزرارة ابنا اسمه محمد. حدثنى محمد بن موسى القزويني قال اخبرني اسماعيل بن
على الدعبلي قال حدثنى أبو جعفر البجلى الكوفى قال حدثنى يحيى بن العلا قال حدثنى
سلامة بن نوح الكوفى قال حدثنى محمد بن زرارة بن اعين عن أبيه زرارة بن أعين
________________________________________
[ 96
]
عن أبى
عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس وقال
في خطبته: أنا الجانب والجنب والآخر والاول، والحافظ والرادع. قلت: العول على الشيخ
في رجاله والا فالوجادة على ما في التكملة لا اعتبار بها وسند الرواية ضعيف برجاله
فسلامة مهمل في الرجال، ويحيى وأبو جعفر غير متميزين، واسماعيل بن على الدعبلي ان
كان هو ابن اخى دعبل الخزاعى فهو مطعون، ومحمد بن موسى القزويني مهمل، بل لا يبعد
التصحيف في سند الرواية، واتحاده مع محمد بن عبدالله بن زرارة الآتى ذكره. 8 - يحيى
بن زرارة بن اعين الشيباني هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص
333 - 11 وذكره ايضا في الفهرست ص 74 في اولاد زرارة وقال بعد ذكر اولاده واخوته:
ولهم روايات كثيرة واصول وتصانيف سنذكرها في ابوابها ان شاء الله، ولهم ايضا روايات
عن على بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام نذكر هم في كتاب الرجال ان شاء
الله. وروى أبو غالب في الرسالة ص 21 باسناده عن ابن فضال اولاد زرارة وعد منهم
يحيى. تنبيه روى البرقى في باب البدع من المحاسن ص 209 - 75 عن عدة من اصحابنا عن
على بن اسباط عن عمه يعقوب بن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال من اجترى على الله
في المعصية وارتكاب الكبائر فهو كافر. الحديث. قتل: ولا يبعد كون (بن زرارة) مصحفا
فلم اقف على من ذكر لزرارة ابنا يسمى: يعقوب ولم اقف ايضا عاجلا على رواية يعقوب عم
ابن اسباط عن زرارة فلاحظ. محمد بن عبدالله بن زرارة قال أبو غالب في الرسالة ص 25:
ومن ولد زرارة: محمد بن عبدالله بن زرارة، وكان كثير الحديث، وروى عنه على بن الحسن
بن فضال حديثا كثيرا. قلت:
________________________________________
[ 97
]
وذكرنا في
شرح الرسالة جملا في ترجمته فلاحظ. وقال النجاشي في ابراهيم بن عبدالحميد الاسدي:
وهو أخو محمد بن عبدالله بن زرارة لامه روى عن أبى عبدالله عليه السلام. قلت:
وذكرنا ما يتعلق بالمقام في تهذيب المقال ج 1 - 296. وقال ابن حجر في لسان الميزان
ج 1 - 75 في ترجمته ايضا: أخو محمد بن عبدالله بن زرارة لامه وروى عن الصادق عليه
السلام... ذكره الطوسى أبو جعفر في رجال الشيعة. وقد وثقه ومدحه أبو الحسن محمد بن
احمد بن داود شيخ هذه الطائفة وعالمها وشيخ القميين وفقيههم في وقته الذى قال
الحسين بن عبيدالله الغضائري فيه: لم أر أحدا احفظ منه ولا أفقه ولا اعرف بالحديث.
رواه النجاشي والكشى في رجوع الحسن بن فضال عن القول بالفطحية. قال النجاشي في
ترجمته: أخبرنا محمد بن محمد قال حدثنا أبو الحسن بن داود قال حدثنا أبى عن جعفر بن
محمد المؤدب عن محمد بن احمد بن يحيى عن على بن الريان قال كنا في جنازة الحسن
فالتفت محمد بن عبدالله بن زرارة بن اعين إلى الحديث وقال الكشى في ترجمة الحسن بن
فضال ص 349 - حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنا سعد بن عبدالله القمى عن عبدالله بن
الريان عن محمد بن عبدالله بن زرارة بن أعين قال كنا في جنازة الحسن بن على بن
فضال، فالتفت إلى والى محمد الهيثم التميمي فقال لنا، لا ابش كما ؟ فقلنا له: وما
ذاك ؟ قال: حضرت الحسن بن على بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات، وعنده محمد بن
الحسن بن الجهم، فسمعته يقول يا با محمد لتشهد، فتشهد الله فسكت عنه فقال الثانية
تشهد فصار إلى أبى
________________________________________
[ 98
]
الحسن عليه
السلام، فقال له محمد بن الحسن: فأين عبدالله ؟ فقال له الحسن بن على: قد نظرنا في
الكتب فلم نجد لعبدالله شيئا (قال أبو عمرو والكشى): وكان الحسن بن على بن فضال
يقول (بامامة عبدالله كذا فى النجاشي) بعبدالله بن جعفر قبل أبى الحسن عليه السلام،
فرجع فيما حكى عنه في هذا الحديث ان شاء الله تعالى.) وقال النجاشي بعد ذكر الحديث
نحو ما في الكشى مع تفاوت يسير: قال ابن داود في تمام الحديث: فدخل على بن اسباط
فاخبره محمد بن الحسن بن الجهم قال: فأقبل على بن اسباط يلومه قال فاخبرت أحمد بن
الحسن بن على بن فضال بقول محمد بن عبدالله، فقال: حرف محمد بن عبدالله على أبى.
قال (أي ابن وداود): وكان والله محمد بن عبدالله بن زرارة أصدق عندي لهجة من أحمد
بن الحسن فانه رجل فاضل، ودين. قلت: وذكرنا ما يتعلق بذلك في تهذيب المقال ج 2 - 10
وفي التهذيب ج 9 - 195 - 17 والاستبصار ج 4 - 123 في الوصية بالثلث باسناده عن على
بن الحسن بن فضال قال: ومات محمد بن عبدالله بن زرارة، فأوصى إلى أخى احمد، وخلف
دارا، وكان اوصى في جميع تركته ان تباع ويحمل ثمنها إلى أبى الحسن عليه السلام،
فباعها... وكتب إليه احمد بن الحسن، و دفع الشيئ بحضرتي إلى ايوب بن نوح، واخبره
انه جميع ما خلف.. فكتب عليه السلام: قد وصل ذلك، وترحم على الميت، وقرأت الجواب.
قلت: لم احضر لمحمد بن عبدالله بن زرارة رواية عن الائمة عليهم السلام غير انه روى
عن اصحاب ابى جعفر الباقر، والصادق، والكاظم، والرضا عليهم السلام مثل عبدالله بن
ميمون القداح، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن ابى عمير، وأحمد بن محمد بن ابى نصر
البزنطى، ومحمد بن على الحلبي وغيرهم.
________________________________________
[ 99
]
وروى عنه
اجلاء الطائفة واصحاب الاجماع ومن عرف بروايته عن الثقات مثل الحسن بن محبوب، وابن
فضال، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع، ومحمد بن الفضيل، وعلى بن اسباط، ومحمد بن الحسين
بن ابى الخطاب، ومحمد بن على بن محبوب. وقد ذكرنا ما ورد في ذلك في كتبنا الموضوعة
لذلك. أخوة زرارة بن أعين ان من علو منزلة زرارة عند الائمة عليهم السلام وشيعتهم
وشهرته بين الناس ان آل اعين قد عرفوا ونسبوا إلى زرارة كما تقدم في ذكر نسبتهم ص
30، بل قد عرف بنو أعين ايضا باخوتهم لزرارة. ففى الكشى ص 107 في اخوة زرارة -
حدثنى حمدويه بن نصير قال حدثنى يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن
ميمون عن بعض رجاله قال قال ربيعة الرأى لابي عبدالله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة
الذين يأتونك من العراق ولم أر في اصحابك خيرا منهم، ولا أهيأ ؟ قال: اولئك اصحابي،
يعنى ولد اعين. حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنا محمد بن نصر قال حدثنى محمد بن عيسى
بن عبيد وحدثني حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على بن
يقطين قال حدثنى المشايخ ان حمران وزرارة، وعبد الملك وبكيرا، وعبد الرحمن بنى اعين
كانوا مستقيمين، ومات منهم اربعة في زمان ابى عبدالله عليه السلام، وكانوا من أصحاب
أبى جعفر عليه السلام، وبقى زرراة إلى عهد ابى الحسن عليه السلام، فلقى ما لقى. وفي
ص 120 - حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على بن يقطين
قال: كان لهم غير زرارة واخوته - اخوان ليسا في شيئ من هذا الامر: مالك، وقعنب.
________________________________________
[ 100
]
وقد عرف
هؤلاء الاخوة بزرارة من ذكرهم من اصحاب الفهرستات والرجال منهم الشيخ في الفهرست ص
74. قلت: قد ورد في اولاد اعين وعددهم روايات ذكرناها عند ذكرهم ص 31 إلى 35، وفي
عددهم اقوال وروايات وذكرهم ابن عقدة الحافظ رحمه الله ستة عشر أو سبعة عشر اخوة
على ما في الرواية، وتقدمت ص 33. 1 - بكير بن اعين بن سنسن أبو عبدالله الشيباني
الكوفى ويكنى ايضا بأبى الجهم بولديه: عبدالله والجهم. ذكر ذلك الشيخ في أصحاب
الباقر عليه السلام ص 109 - 10، وكناه الصدوق رحمه الله في طريقه إليه في المشيخة
رقم 71 بأبى الجهم وزاد: الكوفى من موالى بنى شيبان. وكان بكير مستقيما كما في
روايات تقدمت آنفا وفي ذكر آل اعين وكان مكرما يعد ويشار إلى رواياته ورأيه كما
يظهر من الروايات. روى الكشى في ترجمة اخيه حمران ص 119 عن يوسف بن الخست عن محمد
بن جمهور عن فضالة بن ايوب عن بكير بن اعين قال: حججت اول حجة، فصرت إلى منى فسألت
عن فسطاط أبى عبدالله عليه السلام، فدخلت عليه، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر
في وجوههم فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال: هلم إلى، ثم قال: يا
غلام من بنى أعين أنت ؟ قلت نعم جعلني الله فداك، قال: ايهم أنت ؟ قلت: أنا بكير بن
أعين: الحديث. وروى الشيخ في التهذيب ج 9 - 319، والكليني في الكافي ج 2 - 265 في
ميراث الاخوة والاخوات باسناديهما عن موسى بن بكر قال قلت لزرارة ان بكيرا حدثنى عن
أبى جعفر عليه السلام ان الاخوة للاب والاخوات للاب والام يزدادون وينقصون
________________________________________
[ 101
]
(إلى ان
قال) فقال زرارة: وهذا قائم عند اصحابنا لا بختلفون فيه. وفي الكافي ج 2 - 101 -
باسناده عن على بن الحسن الطاطرى في حديث الطلاق قال: وقال الحسين: ليس الطلاق
الاكما روى بكير بن اعين... ونحوه في التهذيب ج 8 ص 37 ح 29، والاستبصار ج 3 ص 278
وروى في الكافي ج 2 - 262 في ميراث الولد مع الزوج والابوين في الصحيح عن عمر بن
اذينه قال قلت لزرارة: انى سمعت محمد بن مسلم وبكيرا يرويان عن أبى جعفر عليه
السلام في زوج وابوين وابنة للزوج (إلى ان قال) قال زرارة: هذا هو الحق الحديث.
وايضا في ميراث الاخوة والاخوات مع الولد ص 264 في الحصيح عنه عن بكير وعن محمد بن
مسلم حديثا في آخره: فذكرت ذلك لزرارة، فقال: صدقا، هو والله الحق وذكر أبو غالب في
الرسالة ص 20 بكيرا من كبراء آل اعين المعروفين. وفي الكشى ص 120 - حدثنا حمدويه
قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن الفضيل، وابراهيم ابني محمد الاشعريين
قال: ان ابا عبدالله عليه السلام لما بلغه وفاة بكير بن اعين قال: اما والله لقد
انزله الله بين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما. وذكر الصدوق والشيخ
انه مات في حياة ابى عبدالله عليه السلام، وقال الصدوق في المشيخة: ولما بلغ الصادق
موت بكير بن أعين قال اما والله لقد أنزله الله عزوجل بين رسوله وأمير المؤمنين
عليهما السلام. وفي الكشى ص 120 - محمد بن مسعود قال حدثنى على بن الحسن عن ابيه عن
ابراهيم بن محمد الاشعري عن عبيد بن زرارة، والحسن بن جهم بن بكير عن عمه عبدالله
بن بكير عن عبيد بن زرارة قال كنت عند ابى عبدالله عليه السلام فذكر بكير بن
________________________________________
[ 102
]
أعين، فقال:
رحم الله بكيرا، وقد فعل، فنظرت إليه، وكنت يومئذ حديث السن، فقال: انى اقول ان شاء
الله. طبقة بكير بن اعين ورواياته ومصنفاته: قال الشيخ في الفهرست ترجمة زرارة ص
74: ولزرارة اخوة (ذكرهم باسمائهم وكناهم واولادهم وفيهم بكير ثم قال:) ولهم روايات
كثيرة واصول وتصانيف سنذكر في ابوابها ان شاء الله، ولهم ايضا روايات عن على بن
الحسين والباقر والصادق عليهم السلام نذكر هم في كتاب الرجال ان شاء الله تعالى.
قلت: لم يذكره بالخصوص في الفهرست، ولا في اصحاب السجاد عليه السلام من رجاله ولم
أقف على روايته عنه نعم ذكره في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام ص 109 - 17 كما
ذكره البرقى ايضا في اصحابه ص 6، والكشى وأبو غالب الزرارى وغيرهم، وذكرناه في
طبقات اصحابه وروى عنه عليه السلام كثيرا، وروى عنه عنه جماعة منهم: زرارة، وحريز،
وجميل بن دراج، وجميل بن صالح، و عبد الرحمان بن الحجاج، وعلى بن رئاب، وعلى بن
سعيد، وعمر بن اذينة، و محمد بن أبى عمير، وموسى بن بكير. وذكره الشيخ في اصحاب
الصادق عليه السلام ص 157 - 43 وأيضا البرقى والكشى وأبو غالب وغيرهم وذكرناه في
طبقات اصحابه. وروى عن بكير عن ابى عبدالله عليه السلام جماعة منهم: ابنه عبدالله،
والحسن بن الجهم، والحسن بن محبوب، وحريز وسليمان بن سالم، وصفوان بن يحيى، وعمر بن
اذينة، و عبد الرحمان بن الحجاج، ومحمد بن ابى عمير، وابو سعيد القماط. 2 - حمران
بن اعين أبو الحسن الشيباني الكوفى قال الشيخ عند ذكره في اصحاب الباقر عليه السلام
ص 117: مولاهم، كوفى،
________________________________________
[ 103
]
يكنى أبا
الحسن، وقيل: أبو حمزة: تابعي. وقال البرقى في اصحابه: مولى بنى شيبان. وقال أبو
غالب في الرسالة ص 2: فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين على بن الحسين عليهما
السلام، وكان حمران من اكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم، فكان أحد
حملة القرآن، ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القرآن، وروى انه قرأ على ابى جعفر محمد بن
على عليهما السلام، وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة، ولقى حمران وجدانا زرارة
وبكير ابا جعفر محمد بن على وابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام. وقال الشيخ
في الفهرست ترجمة زرارة واخوته ص 74: ولهم ايضا روايات عن على بن الحسين والباقر
والصادق عليهم السلام. قلت: الظاهر ان حمران اكبر اولاد اعين حيث عده الشيخ في
اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام تابعيا، وذكره ابن حجر في التقريب ج 1 - 198 -
560 من الطبقة الخامسة، وذكره أبو غالب والشيخ ممن لقى السجاد عليه السلام، كما
ربما يظهر من رواية الكشى الاتية ايضا، ولكن لم أقف على رواية صحيحة له عن السجاد
عليه السلام. وكان حمران من اكابر اصحاب ابى جعفر عليه السلام وحواريه ووكلائه
الممدوحين ذكره البرقى، والكشى والشيخ وأبو غالب الزرارى في أصحابه. روى عنه كثيرا،
روى عنه عنه عليه السلام جماعة منهم: اخوه زرارة، وابناه: حمزة، ومحمد، وحمزة بن
حماد، وبشير النبال، وعبد الله بن فرقد، وجميل بن دراج، وأبو سعيد القماط وداود بن
فرقد، وابو بشير محمد، وابو جميلة، وابو ولاد الحناط، وحمزة الزيات، وابان بن
عثمان، وعلى بن رئاب، وعمر بن اذينة، وسدير الصيرفى، والحارث بن المغيرة، وحجر بن
زائدة، وابو خالد القماط.
________________________________________
[ 104
]
وبقى حمران
إلى زمان ابى عبدالله عليه السلام وكان من اصحابه المستقيمين وحواريه، وسمع وروى
عنه كثيرا، ذكره المشايخ في اصحابه كما سيأتي. روى عنه عنه عليه السلام جماعة من
أكابر اصحابنا منهم: اخوه زرارة، وابنا اخويه عبيد بن زرارة، وعبد الله بن بكير،
ومحمد بن حمران، و هشام بن سالم. وابو ايوب، وعمر بن اذينة، وحريز، وصفوان بن يحيى،
و على بن رئاب ويونس بن يعقوب، وموسى بن بكر الواسطي، وأديم بن الحر، وعبد الله بن
سليمان وغيرهم ممن ذكرناه في ترجمته في طبقات أصحابه. ومات في ايام الصادق عليه
السلام كما يأتي. معرفة حمران بن اعين بالائمة عليهم السلام اتفقت الروايات على ان
حمران من بدء معرفته بآل محمد عليهم السلام إلى وفاته كان مستقيما واضح الطريقة،
حسن المعرفة حتى مات ايام ابى عبدالله عليه السلام، ولم يتغير ولا بدل ولا خان، وقد
مضى بعض ما يدل على ذلك ص 11 إلى 13 في اصحاب السجاد والباقر من آل اعين وايضا في
المنتظرين لفرج آل محمد ع ص 22. فمنها ما رواه الكشى في ترجمة الحكم بن عتيبة ص 137
بعد خبر 3 عن محمد بن مسعود عن على بن الحسن بن فضال انه قال: كان الحكم من فقهاء
العامة، وكان استاد زرارة وحمران، والطيار قبل ان يروا هذا الامر، وقيل انه كان
مرجئا. ومنها ما رواه أبو غالب في الرسالة ص 26 عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن
محمد بن حمران عن ابيه عن ابى عبدالله عليه السلام: ان اول من عرف هذا الامر
عبدالملك، عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران عن ابى خالد الكابلي رحمهم الله.
قلت: وقد ذكرنا في شرح رسالة ابى غالب ما يتعلق بالحديث ص 27، و تقدم ص 31 في اولاد
اعين.
________________________________________
[ 105
]
ومنها ما
رواه الكشى في اخوة زرارة ص 107 بسندين صحيحين عن الحسن بن على بن يقطين قال حدثنى
المشايخ ان حمران وزرارة وعبد الملك، وبكيرا، وعبد الرحمان بنى أعين كانوا
مستقيمين، ومات منهم اربعة في زمان أبى عبدالله عليه السلام، وكانوا من أصحاب أبى
جعفر عليه السلام وبقى زرارة إلى عهد أبى الحسن عليه السلام فلقى ما لقى. ورواه
الحسين بن عبيدالله الغضائري في تكملة رسالة ابى غالب في آل أعين ص 97 عن المنتخبات
باجازة ابن قولويه واسناده عن محمد بن مقرون الكوفى عن المشايخ من أصحابنا الحديث
نحوه ولكن في آخره: وبقى زرارة إلى ان مات أبو عبدالله عليه السلام وكان افقههم
فلقى مالقى. ومنها ما رواه الكشى ص - 119 عن الحسين بن الحسن بن بندار القمى عن سعد
بن عبدالله القمى عن عبدالله الحجال عن صفوان قال: كان يجلس حمران مع اصحابه فلا
يزال معهم في الرواية عن آل محمد صلى الله عليه وآله، فان خلطوا في ذلك لغيره ردهم
إليه، فان صنعوا ذلك عدل ثلث مرات قام عنهم وتركهم. ومنها ان حمران كان من الوكلاء
الممدوحين للائمة عليهم السلام ممن كان حسن الطريقة، ولم يتغير، ولا بدل، ولا خان.
ذكره الشيخ الطوسى في كتابه (الغيبة ص 209). وروى ذلك بطريق معتبر عن زرارة سيأتي
ان شاء الله. وتقدم ص 99 - في اخوة زرارة عن الكشى ص 107 خبر ثعلبة في مدحهم قول
ربيعة: لم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ. الحديث.
________________________________________
[ 106
]
منزلة حمران
عند الامام أبى جعفر الباقر عليه السلام كان حمران لعلوه في الفضائل وخلوص ايمانه
وكثرة معرفته بأهل البيت عليهم السلام واستقامته، عظيم المنزلة عند الامام أبى جعفر
الباقر عليه السلام، وكان وجيها، قد دلت عليها الاخبار نشير إليها والله الموفق
للصواب. 1 - فمنها ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 209 عن شيخه الحسين بن عبيدالله
عن أبى جعفر محمد بن سفيان البزوفرى عن احمد بن ادريس عن احمد بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن على بن فضال عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال قال أبو جعفر عليه السلام،
وذكرنا حمران بن أعين فقال: لا يرتد والله أبدا، ثم أطرق هنيئة، ثم قال: اجل لا
يرتد والله ابدا. 2 - ومنها ما رواه الكشى في ترجمته ص 117 عن حمدويه عن محمد بن
عيسى عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن حجر بن زائدة عن حمران بن أعين قال قلت
لابي جعفر عليه السلام انى اعطيت الله عهدا الا اخرج عن المدينة حتى تخبرني عما
اسألك، قال فقال لى: سل، قال قلت: امن شيعتكم أنا ؟ قال: نعم في الدنيا والاخرة.
ورواه المفيد في (الاختصاص) ص 196 عن ابن أبى عمير الحديث نحوه. 3 - ومنها ما رواه
ايضا ص 118 - 6 عن محمد بن الحسين البرنانى، وعثمان بن حامد، قالا حدثنا محمد بن
يزداد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن العلاء بن رزين القلاعن أبى خالد الاخرس قال
قال حمران بن اعين لابي جعفر عليه السلام جعلت فداك حلفت الا ابرح المدينة حتى اعلم
ما أنا ؟ قال فقال أبو جعفر عليه السلام: فتريد ماذا يا حمران ؟ قال: تخبرني ما أنا
؟ قال: انت لنا شيعة في الدنيا والآخرة.
________________________________________
[ 107
]
4 - ومنها
ما رواه ايضا في ترجمة الواقفة ص 288 - 24 قال: وبهذا الاسناد (محمد بن الحسن قال
حدثنى أبو على) قال حدثنى ايوب بن نوح عن سعيد العطار عن حمزة الزيات قال سمعت
حمران بن اعين يقول: قلت لابي جعفر عليه السلام: أمن شيعتكم أنا ؟ قال: أي والله في
الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من
يتولى منهم عنا، قال قلت: جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة ؟ قال
يا حمران نعم، وأنت لا تدركهم الحديث. 5 - ومنها ما رواه الكشى ايضا ص 118 - 4 عن
محمد بن مسعود عن على بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن ابان بن عثمان عن
الحرث بن المغيرة قال قال حمران بن أعين: ان الحكم بن عتيبة يروى عن على بن الحسين
عليهما السلام ان علم على عليه السلام في آية مسألة فلا يخبرنا قال حمران: سالت ابا
جعفر عليه السلام فقال: ان عليا عليه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان، وصاحب موسى،
ولم يكن نبيا، ولا رسولا، ثم قال (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا بنى) ولا محدث
قال: فعجب أبو جعفر عليه السلام قلت: الحديث موثق بابن فضال فلا بأس به سندا. الا
انه لا يخلو عن اضطراب متنا وهكذا رواه في مجمع الرجال، وتنقيح المقال ايضا. ولا
يبعد كون (مسألة فلا يخبرنا) مصحفا عن (قال فقال فسئله، فلا يخبرنا) باعتبار ان
الحكم قال لحمران فسئل ابا جعفر عليه السلام فانه لا يخبرنا، كما يشهد بذلك رواية
اخرى. والظاهر ان على بن الحسين عليه السلام قد اخبر الحكم بالآية، ولكن اشارة
بمورد الاحتجاج من دون تصريح، فما عقله الحكم، فطلب استفساره من ابى جعفر عليه
السلام بواسطة حمران. وانما تعجب أبو جعفر عليه السلام من اشارة ابيه عليه السلام
إلى الآية و كفه عن التصريح بوجه الدلالة لما يظهر من الحكم وغيره من الانحراف فيما
بعد على ما تشير إليه الروايات، وقد بقى الحكم إلى ايام الصادق عليه السلام وذكرنا
ترجمته
________________________________________
[ 108
]
في اصحابهم
من الطبقات وفي كتابنا (اخبار الرواة) وسيظهر فيما نذكره من الاخبار وجه منع حمران
عن اخبار هذه المنقبة (ان الائمة محدثون) للحكم مع ان أبا جعفر عليه السلام امر
زرارة ان يخبرها الحكم كما في اصول الكافي ج - 270 عن عبيد بن زرارة فلا حظ 6 -
ومنها ما رواه الكليني في اصول الكافي ج 1 - 270 باب ان الائمة محدثون في الصحيح عن
ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقه عن الحكم بن عتيبة قال: دخلت على على بن
الحسين عليهما السلام يوما فقال: يا حكم هل تدرى الآية التى كان على بن ابي طالب
عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس ؟
قال الحكم فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم على بن الحسين عليهما السلام، اعلم
بذلك تلك الامور العظام، قال: فقلت لا والله لا اعلم، قال ثم قلت: الآية تخبرني بها
يابن رسول الله ؟ قال: هو والله قول الله عز ذكره (وما ارسلنا قبلك من رسول ولا
نبى) ولا محدث وكان على بن ابي طالب عليه السلام محدثا فقال له رجل يقادر له
عبدالله بن زيد، كان اخا على عليه السلام لامه: سبحان الله محدثا ؟ كأنه ينكر ذلك،
فأقبل علينا أبو جعفر عليه السلام فقال: اما والله ان ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك،
قال فلما قال ذلك سكت الرجل، فقال: هي التى هلك فيها أبو الخطاب فلم يدرما تأويل
المحدث والنبى. قلت: الآية: وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى القى
الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم
(الحج - 52)، وليس فيها كلمة (ولا محدث) كما يدل على ذلك جملة من الروايات مما
رواها القمى والكليني والصفار وغيرهم الا ان هذا الحديث وغيره ربما يوهم كونها من
المصحف فحرف، بل في رواية الكافي عن بريد عن ابى جعفر وأبى
________________________________________
[ 109
]
عبدالله
عليه السلام قال قلت جعلت فداك ليست هذه قرائتنا، فما الرسول والنبى والمحدث ؟
الحديث. الا ان التأمل التام في هذه الروايات وغيرها يعطى ان ذكر (ولا محدث) ليس من
باب ذكره في لفظ المصحف، وانما هو من ذكر فرد ثالث لحكم المصحف و بيان شأن النزول
على ما في الروايات وفيها دلالة على فضل على وفاطمة والحسنين عليهم السلام مما يطول
ذكره ورواه الصفار في بصائر الدرجات ص 319 ج 7 باب 5 عن احمد بن محمد عن ابن محبوب
الحديث إلى ان قال فقلت: وكان على بن ابي طالب محدثا ؟ قال نعم، وكل امام منا اهل
البيت فهو محدث، ولم يذكر فيه من قوله: فقال له رجل الخ. 7 - ومنها ما رواه في
بصائر الدرجات ص 323 - 10 عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحرث بن المغيرة
عن حمران قال حدثنا الحكم بن عتيبة عن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: ان علم
على عليه السلام في آية من القرآن قال: وكتمنا الآية. قال: فكنا نجتمع فنتدارس
القرآن فلا نعرف الآية قال فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: ان الحكم بن
عتيبة حدثنا عن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: علم على عليه السلام في آية
من القرآن، وكتمنا الآية، قال: اقرأ يا حمران، فقرأت: (وما ارسلنا من قبلك من رسول
ولا نبى) قال فقال أبو جعفر عليه السلام: و ما ارسلنا من رسول ولا نبى ولا محدث.
قلت: وكان على عليه السلام محدثا ؟ قال: نعم، فجئت إلى اصحابنا فقلت قد اصبت الذى
كان الحكم يكتمنا، قال قلت قال أبو جعفر عليه السلام كان يقول: على عليه السلام
محدث، فقالوا لى: ما صنعت شيئا، ألا سئلته: من يحدثه ؟ قال: فبعد ذلك انى اتيت أبا
جعفر عليه السلام، فقلت:
________________________________________
(Dokumen-ABNS)
Posting Komentar