[ 110
]
اليس حدثتني
ان عليا عليه السلام كان محدثا ؟ قال: بلى قلت: من يحدثه ؟ قال: ملك يحدثه، قال
قلت، اقول: انه نبى أو رسول ؟ قال: لا قال: بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب
موسى، ومثله مثل ذى القرنين. ورواه في ص 366 باسناد آخر عن حمران ملخصا. وفي آخره:
أو ما بلغكم انه عليه السلام قال: وفيكم مثله. 8 - ومنها ما رواه في بصائر الدرجات
ص 366 عن ابراهيم بن هاشم عن البرقى عن صفوان عن الحرث بن المغيرة النصرى عن حمران
بن اعين قال: اخبرني أبو جعفر عليه السلام ان عليا عليه السلام كان محدثا، فقال:
اصحابنا ما صنعت شيئأ، الا سئلته: من يحدثه ؟ فقضى انى لقيت ابا جعفر عليه السلام
فقلت: الست اخبرتني ان عليا عليه السلام كان محدثا ؟ فقال: بلى، قلت: من كان يحدثه
؟ قال: ملك، قلت فأقول انه نبى أو رسول ؟ قال: لا، بل قل: مثله مثل صاحب سليمان،
وصاحب موسى، ومثله مثل ذى القرنين، اما سمعت ان عليا عليه السلام سئل عن ذى
القرنين: أنبيا كان ؟ قال: لا، ولكن كان عبدا احب الله، فأحبه، وناصح لله، فنصحه،
فهذا مثله. ورواه ايضا باسنادين آخرين عن صفوان نحوه مع تفاوت. 9 - ومنها ما رواه
الكشى في ترجمة حمران ص 118 - 7 عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير
عن ابن اذينة عن زرارة قال قدمت المدينة و أنا شاب أمرد، فدخلت سرادقا لابي جعفر
عليه السلام بمنى، فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه احد، ورأيت
رجلا جالسا ناحية يحتجم فعرفت برأيى انه أبو جعفر عليه السلام، فقصدت نحوه، فسلمت
عليه، فرد السلام على فجلست بين يديه، والحجام خلفه، فقال: امن بنى اعين انت ؟ قلت:
نعم، أنا زرارة
________________________________________
[ 111
]
بن اعين،
فقال: انما عرفتك بالشبه، احج حمران ؟ قلت: لا، وهو يقرئك السلام، فقال. انه من
المؤمنين حقا لا يرجع أبدا، إذا لقيته فاقرأه منى السلام، وقل له: لم حدثت الحكم بن
عتيبة عنى: (ان الاوصياء محدثون) لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث، فقال زرارة
الخ. قلت: لعل وجه النهى: الاحتراز عن ضرر التحديث لمن لا يعقله، والا فروى الكليني
في هذا الباب من اصول الكافي ج 1 - 270 باسناده عن عبيد بن زرارة قال ارسل أبو جعفر
عليه السلام إلى زرارة ان يعلم الحكم بن عتيبة ان اوصياء محمد عليه وعليهم السلام
محدثون. ومن الواضح ان التحديث اعم من التعليم فلا تغفل. 10 - ومنها ما رواه
الكليني في اصول لكافى ج 2 - 423 باب تنقل احوال القلب بسندين صحيحين عن الاحول
محمد بن النعمان عن سلام المستنير قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام، فدخل عليه
حمران بن أعين، وسأله عن اشياء، فلماهم حمران بالقيام قال لابي جعفر عليه السلام:
الا أخبرك اطال الله بقاءك لنا وأمتعنا بك: انا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق
قلوبنا، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا، ويهون علينا ما في ايدى الناس من هذه الاموال
الحديث. 11 - ومنها ما رواه ايضا في الروضة ص 296 خبر 552 عن محمد بن يحيى عن أحمد
بن محمد بن عيسى، وأبى على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار، جميعا، عن على بن حديد
عن جميل عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال سأله حمران، فقال: جعلني الله فداك
لو حدثتنا: متى يكون هذا الامر، فسررنا به ؟ فقال: يا حمران ان لك صدقاء واخوانا،
ومعارف، ان رجلا كان فيما مضى من العلماء الحديث. 12 - ومنها ما رواه الكشى في
ترجمة سلمان ص 6 باسناده عن على بن اسباط عن ابيه اسباط بن سالم قال قال أبو الحسن
موسى بن جعفر عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة
________________________________________
[ 112
]
نادى مناد:
اين حوارى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله (إلى ان قال) ثم ينادى المنادى: اين
حوارى محمد بن على، وحواري جعفر بن محمد عليهما السلام فيقوم عبدالله بن شريك
العامري، وزرارة بن اعين.. وحمران بن اعين ثم ينادى اين ساير الشيعه مع ساير الائمة
عليهم السلام يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة اول السابقين واول المقربين، واول
المتحورين من التابعين. منزلة حمران عند أبى عبدالله عليه السلام كان حمران عظيم
المنزلة جليل القدر عند ابى عبدالله عليه السلام ويدل على ذلك طوائف من الروايات:
الاولى، ما صرح عليه السلام فيها بأنه من اهل الجنة، مؤمن، لا يرتد ابدا. 1 - منها
ما روى الكشى في ترجمته ص 117 - 2 عن محمد عن محمد بن عيسى عن زياد الكندى عن ابى
عبدالله عليه السلام انه قال في حمران: انه رجل من أهل الجنة. ورواه المفيد في كتاب
(الاختصاص ص 196) عن محمد بن عيسى بن عبيد عن زياد بن مروان القندى عن ابى عبدالله
عليه السلام الحديث نحوه. 2 - ومنها ما رواه ايضا ص 120 - 13 عن على بن محمد عن
محمد بن موسى عن محمد بن خالد عن مروك بن عبيد عمن اخبره عن هشام بن الحكم قال
سمعته يقول: حمران مؤمن لا يرتد ابدا، ثم قال: نعم الشفيع: أنا وآبائي لحمران بن
أعين يوم القيامة، نأخذه بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا. ورواه المفيد في
الاختصاص (196) عن أحمد بن محمد عن سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن
عبيد عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: نعم الشفيع أنا
وآبائي الحديث. 3 - ومنها ما رواه الكشى ايضا ص 117 - 3 في ترجمته عن محمد بن شاذان
عن
________________________________________
[ 113
]
الفضل بن
شاذان قال: روى عن ابن أبى عمير عن عدة من اصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال:
كان يقول: حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا. ورواه الشيخ المفيد في كتاب
الاختصاص (196) عن محمد بن شاذان نحوه. 4 - ومنها ما رواه ايضا ص 119 - 10 عن اسحاق
بن محمد عن على بن داود الحداد عن حريز بن عبدالله قال كنت عند أبى عبدالله عليه
السلام، فدخل عليه حمران بن أعين، وجويرية بن اسماء، فلما خرجا قال: اما حمران
فمؤمن، واما جويرية فزنديق لا يفلح ابدا الحديث. 5 - ومنها ما رواه ايضا في ترجمة
جويرية ص 252 عن محمد بن مسعود عن اسحاق بن محمد البصري في حديث طويل وفي آخره:
فقال: اما حمران فمؤمن لا يرجع ابدا الحديث. 6 - ومنها ما رواه ايضا ص 119 - 11 عن
يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة بن ايوب عن بكير بن أعين قال حججت اول حجة
فصرت إلى منى فسألت عن فسطاط أبى عبدالله عليه السلام فدخلت عليه، فرأيت في الفسطاط
جماعة فأقبلت انظر في وجوههم، فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال
عليه السلام: هلم إلى، ثم قال: يا غلام أمن بنى أعين أنت ؟ قلت: نعم، جعلني الله
فداك، قال: أيهم أنت ؟ قلت: بكير بن أعين، فقال لى: ما فعل حمران ؟ قلت: جعلت فداك،
لم يحج العام على شوق شديد منه اليك، وهو يقرء عليك السلام، فقال: عليك وعليه
السلام، حمران مؤمن من اهل الجنة، لا يرتاب ابدا. لا والله، لا والله، لا تخبره. 7
- ومنها ما رواه في باب الشرط في النكاح من كتاب الكافي ج 2 - 28 في الصحيح عن موسى
بن بكر عن زرارة ان ضريسا كانت تحته بنت حمران، فجعل لها ان لا يتزوج عليها، والا
يتسرى ابدا في حياتها ولا بعد موتها، على ان جعلت له هي:
________________________________________
[ 114
]
ان لا تتزوج
بعده، وجعلا عليهما من الهدى، والحج، والبدن، وكل ما لهما في المساكين ان لم يف كل
واحد منها لصاحبه، ثم انه أتى أبا عبدالله عليه السلام فذكر ذلك له فقال ان لابنة
حمران لحقا، ولن يحملنا ذلك على ان لا نقول لك الحق، اذهب وتزوج الحديث. ورواه
الشيخ في التهذيب ج 7 - 371 - 65 والاستبصار ج 3 - 231 - 2 باسناد آخر عن زرارة قال
قلت لابي عبدالله: ان ضريسا كانت الحديث. وفيه قال. فقال: ان لابيها حمران حقا، ولا
يحملنا ذلك الا على ان لا نقول الا الحق الحديث. الطائفة الثانية ما دلت على ان
حمران ميزان الحق والباطل 1 - منها ما رواه الصدوق في معاني الاخبار ص 212 باب معنى
قول الصادق عليه السلام: الترتر حمران - حدثنا ابى قال حدثنا سعد بن عبدالله قال
حدثنى محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن سنان عن حمزة، ومحمد ابني حمران
قالا: اجتمعنا عند أبى عبدالله عليه السلام في جماعة من اجلة مواليه، وفينا حمران
بن اعين، فخضنا في المناظرة، وحمران ساكت، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: مالك
لا تتكلم يا حمران ؟ فقال: يا سيدى آليت على نفسي انى لا اتكلم في مجلس تكون فيه،
فقال أبو عبدالله عليه السلام: انى قد اذنت لك في الكلام، فتكلم، فقال حمران: اشهد
ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، خارج من الحدين حد
التعطيل وحد التشبيه، وان الحق: القول بين القولين، لا جبر ولا تفويض، وان محمدا
عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، واشهد
ان الجنة حق، وان النار حق، وان البعث بعد الموت حق، واشهد ان عليا حجة الله على
خلقه لا يسع الناس جهله، وأن حسنا بعده، وان
________________________________________
[ 115
]
الحسين من
بعده، ثم على بن الحسين، ثم محمد بن على، ثم انت يا سيدى من بعدهم. فقال أبو
عبدالله عليه السلام: الترتر حمران، ثم قال: يا حمران مد المطمر بينك وبينك العالم،
قلت: يا سيدى وما المطمر ؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء، فمن خالف على هذا الامر
فهو زنديق. فقال حمران: وان كان علويا فاطميا ؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام: وان
كان محمديا علويا فاطميا. 2 - ومنها ما رواه عن محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا
على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عبدالله بن سنان، قال: قال أبو
عبدالله عليه السلام: ليس بينكم وبين من خالفكم الا المطمر، قلت: واى شيئ المطمر ؟
قال: الذى تسمونه التر، فمن خالفكم وجاوزه فابرؤوا منه، وان كان علويا فاطميا. 3 -
ومنها ما رواه الكشى ص 118 - 5 عن محمد بن مسعود عن على بن الحسن عن العباس بن عامر
عن ابان عن الحرث قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان حمران كان يقول: بمد
الحبل، من جاوزه من علوى، وغيره، برئنا منه. 4 - ومنها ما رواه ايضا ص 119 - 12 عن
محمد بن مسعود عن على بن محمد عن محمد بن احمد عن محمد بن موسى الهمداني عن منصور
بن العباس عن مروك بن عبيد عمن رواه عن زيد الشحام قال قال لى أبو عبدالله عليه
السلام: ما وجدت أحدا اخذ بقولى، وأطاع أمرى، وحذا حذو أصحاب آبائى غير رجلين
رحمهما الله: عبدالله بن أبى يعفور، وحمران بن أعين، اما انها مؤمنان خالصان من
شيعتنا، أسماؤهما عندنا في كتاب اصحاب اليمين الذى أعطى الله محمدا صلى الله عليه
وآله. الطائفة الثالثة: مادلت على منزلته في العلوم فمنها: ما وردت في ارجاع
المناظرة في المذهب والاحتجاج له أي حمران وكذلك الارجاع إليه في علوم القرآن وادبه
كما تقدم ص 24 عند ذكره
________________________________________
[ 116
]
في الادباء
والقراء من آل أعين. ومنها اذن الامام الصادق عليه السلام لحمران في الكلام حين ما
منع جماعة من اصحابه من الكلام كما دلت عليه جملة من الروايات حيث انه عليه السلام
حمران لمعرفته بالعلوم و حذاقته وحسن ايمانه ومنزلته عنده قد اذن له في الكلام كما
تقدم فيما رواه الصدوق في معاني الاخبار باسناد كالصحيح عن ابنيه حمزة ومحمد وتقدم
عند ذكر المتكلمين من آل اعين بعض ما يدل على موضعه من الكلام. وفيما رواه في اصول
الكافي ج 1 - 171 باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن يونس بن يعقوب في مناظرة حمران
مع الشامي كما تقدم: ثم النفت أبو عبدالله عليه السلام إلى حمران، فقال تجرى الكلام
على الاثر فتصيب.. ومنها قول أبى عبدالله عليه السلام للشامي الذى اراد الغلبة
بالمناظرة معه كما رواه الكشى ص 178 - 22 باسناده عن هشام بن سالم عنه عليه السلام
قال: فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل، فقال الرجل: انما اريدك
انت، لا حمران، فقال أبو عبدالله عليه السلام: ان غلبت حمران فقد غلبتني، فأقبل
الشامي يسأل حمران حتى عرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبدالله عليه السلام: كيف رأيت
يا شامى ؟ قال: رأيته حاذقا، ما سئلته عن شيئى الا أجابنى فيه، فقال أبو عبدالله
عليه السلام: يا حمران سل الشامي، فما تركه يكشر الحديث. إلى ان قال الشامي: كأنك
أردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟ قال هو ذلك، ثم قال يا اخا اهل
الشام ! اما حمران فحرفك فخرت له فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه
الحديث.
________________________________________
[ 117
]
3 - ضريس بن
اعين الشيباني اخو زرارة روى أبو غالب الزرارى في رسالته في آل اعين في عدد اولاد
اعين ص 29 باسناده عن ابن فضال قال: وخلف اعين: حمران وزرارة، وعد منهم ضريسا ثم
قال: قذلك عشرة انفس، ثم اشار إلى الاختلاف في عددهم إلى سبعة عشر على رواية ابن
عقدة. وروى ابن الغضائري في تكملته للرسالة ص 101 باسناده عن على بن سليمان الزرارى
ان بنى اعين كانوا عشرة، وعد منهم ضريسا، وتقدم ص 4. وباسناده عن ابى العباس بن
عقدة حديثا في عددهم وانه سبعة عشر وفيه قوله: كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد الحديث. قلت: لم اقف على ترجمة ولا رواية متميزة عن ضريس بن اعين، نعم
وقفنا على روايات جماعة عن ضريس عن ابى جعفر، وأبى عبدالله عليهما السلام ذكرنا هم
في طبقات اصحابهما، الا انه يشترك بينه وبين ابن اخيه ضريس بن عبدالملك وغيره. 4 -
عبدالاعلى بن اعين بن سنسن ذكره أبو الحسن على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير
بن اعين الزرارى في اولاد اعين العشرة، على ما رواه أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله
الغضائري رحمه الله في تكملته لرسالة أبى غالب ص 101 باسناده عنه. وباسناده عن ابن
عقدة حديثا في انهم سبعة عشر، أو ستة عشر وان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد الحديث. قلت: والطبقة تقتضي كونه من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام
الا انه لم اقف على من ذكره افي اصحابهما ولا على رواية له عنهما عليهما السلام أو
عن غيرها
________________________________________
[ 118
]
نعم روى
جماعة من اصحابنا عن عبدالاعلى ولكنه يشترك بينه وبين ابن اخيه: عبدالاعلى بن بكير
بن أعين وغيرهما. 5 - عبد الجبار بن اعين الشيباني ذكره الشيخ في اصحاب الباقر عليه
السلام ص 127 وقال: اخو زرارة وحمران. ولم اقف على روايته عنه ولا عن أبى عبدالله
عليه السلام ورواية أبى عبدالله الغضائري في التكملة ص 100 تقتضي جلالته وصلاحيته
لكونه مفتى بلد. 6 - عبد الرحمان بن اعين بن سنسن مولى بنى شيبان، أبو محمد
الشيباني الكوفى ذكره أبو غالب الزرارى في رسالته ص 29 فيمن خلف اعين بن سنسن من
الاولاد على حديث رواه ابن فضال، وايضا ص 20 في رواية اخرى عن ابن فضال فيمن ولد
اعين، وفي هذا الحديث ذكره مع اخوته عبدالملك، وحمران، وزرارة وبكير من كبرائهم
المعروفين، وفي ص 23 فيمن ولد من اولاد اعين. وذكره أبو عبدالله الغضائري في تكملته
للرسالة ص 98 مع اخوته: ممن كانوا مستقيمين وماتوا في حياة ابى عبدالله عليه السلام
كما تقدمت روايته ص 35 ورواه الكشى نحوه وزاد فيه، وكانوا من اصحاب ابى جعفر عليه
السلام كما تقدمت ص 99. وذكره البرقى ص 1، والشيخ ص 128 - 20 في اصحاب الباقر عليه
السلام. و ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 77 وقال: روى عن أبى جعفر وأبى عبدالله
عليهما السلام، وهو قليل الحديث، له كتاب رواه على بن النعمان، اخبرنا الخ. قلت:
روى جماعة عن عبد الرحمان بن اعين عن ابى جعفر عليه السلام منهم ابان، وحماد بن
عثمان، وموسى بن بكر، ومحمد بن سنان، ذكرناهم في طبقات أصحابه. وكان من اصحاب
الصادق عليه السلام ومن روى عنه، ذكره الشيخ في اصحابه
________________________________________
[ 119
]
ص 231 - 128
وقال: يكنى أبا محمد، بقى بعد ابى عبدالله عليه السلام. قلت: روى عنه عنه عليه
السلام جماعة منهم: ابن أخيه عبدالله بن بكير، وحماد، وأبان، وأبو نعيم، ذكرناهم في
الطبقات. وروى الصدوق في (من لا يحضره الفقيه ج 4 - 243) باسناده عن محمد بن سنان
عن عبد الرحمان بن اعين عن أبى جعفر عليه السلام في ميراث المسلم عن النصراني: قال
ان الله عزوجل لم يزدنا بالاسلام الا عزا، فنحن نرثهم ولا يرثونا. ورواه الشيخ في
التهذيب ج 9 - 370 - 1321 باسناده عن ابان عنه نحوه مع تفاوت. وروى الكشى ص 9
باسناده عن حماد بن عثمان عن عبد الرحمان بن أعين عنه مدح سلمان الفارسى قال سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول: كان سلمان من المتوسمين. وروى في التهذيب ج 5 - 483 في
الصحيح عن حماد عن عبد الرحمان بن أعين قال: حججنا سنة ومعنا صبيان فعزت الاضاحي
فأصبنا شاة بعد شاة فذبحنا لا نفسنا وتركنا صبياننا قال فأتى بكير أبا عبدالله عليه
السلام فسأله فقال: انما كان ينبغى ان تذبحوا عن الصبيان وتصوموا أنتم عن انفسكم
الحديث. ورواه بسند آخر عن ابى نعيم عن عبد الرحمان بن اعين نحوه ص 237 - 801. قلت:
ظاهر ما تقدم عن الكشى، وابن الغضائري ان عبد الرحمان وساير اخوته المستقيمين ماتوا
في حياة أبى عبدالله عليه السلام غير زرارة، الا ان الشيخ صرح في اصحاب الصادق عليه
السلام بان عبد الرحمان بقى بعده، وعلى ذلك ذكرناه في اصحاب الكاظم عليه السلام
ايضا لما رواه الشيخ في التهذيب ج 5 - 33 - 100 في الصحيح عن صفوان بن يحيى عن عبد
الرحمان بن الحجاج، وعبد الرحمان بن أعين قالا: سألنا ابا الحسن موسى عليه السلام
عن رجل من أهل مكة خرج إلى بعض الامصار ثم رجع فمر ببعض المواقيت الحديث.
________________________________________
[ 120
]
وروى أبو
عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص 99 باسناده عنابى
العباس بن عقدة الحافظ حديثا في عدد اولاد اعين وانهم سبعة عشر وفيه قال: كل واحد
منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن اعين، فسئلته عن العلة
فيه فقال: يتعاطى الفتوى إلى ايام الحجاج فلما قدم الحجاج إلى العراق قال: لا
يستقيم لنا الملك، ومن آل اعين رجل تحت الحجر، فاختفوا، وتواروا، فلما اشتد الطلب
عليهم ظفر بعبد الرحمان هذا المفتى من بين اخوته، فدخل على الحجاج، فلما بصربه قال:
لم تأتوني بآل اعين، وجئتموني بزبارها. وخلى سبيله. 7 - عبدالله بن اعين روى عن أبى
جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام، ومات في ايام الصادق عليه السلام، فدعا له وترحم
عليه. روى عنه عبدالله بن بكير وموسى بن بكر. وفي الكافي ج 2 - 276، والتهذيب ج 9 -
366 باسناديهما عن موسى بن بكر عن عبدالله بن اعين قال قلت لابي جعفر عليه السلام:
جعلت فداك النصراني يموت وله ابن مسلم أيرثه ؟ قال فقال نعم، ان الله عزوجل لم يزده
بالاسلام الا عزا، فنحن نرثهم ولا يرثونا. وفي ثواب التمجيد من كتاب المحاسن للبرقي
ص 38 عن ابن فضال عن عبدالله بن بكير عن عبدالله بن أعين عن أبى عبدالله عليه
السلام قال: ان الله يمجد نفسه في كل يوم الحديث. وفي التهذيب ج 3 - ص 202 - 472
وفي الاستبصار ج 1 - 483 باسناده عن جعفر بن عيسى قال: قدم أبو عبدالله عليه السلام
مكة، فسألني عن عبدالله بن اعين فقلت:
________________________________________
[ 121
]
مادت، فقال:
مات ؟ ! قلت نعم، قال: فانطلق بنا إلى قبره حتى نصلى عليه، قلت: نعم، فقال: لا،
ولكن نصلى عليه ههنا، فرفع بديه يدعوا واجتهد في الدعاء وترحم عليه. قلت: والاخبار
في فضل اخوة زرارة كما تقدمت ص 99 تقتضي جلالته، بل في رواية ابن عقدة في عددهم:
(كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد). 8 - عبيدالله بن اعين ذكره أبو
غالب في الرسالة في اولاد اعين بن سنسن الشيباني ص 29 فيما رواه عن ابن فضال فيما
أنها هم إلى عشرة، بل وفي ظاهر ما رواه باسناد آخر عن ابن عقدة الحافظ وانهم سبعة
عشرة رجلا. ورواه ايضا ابن الغضائري رحمه الله في التكملة ص 100 وفيه ان كل واحد
منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. 9 - عبدالملك بن اعين الشيباني مولاهم أبو
الضريس الكوفى كان عبدالملك بن اعين رجلا، كبير السن، وجيها من التابعين، ذكره
الشيخ في رجاله ص 233 وابن حجر في تقريب التهذيب ج 1 - 517، وذكره أبو غالب في
الرسالة ص 20 في الكبراء المعروفين من بنى أعين باسناده عن ابن فضال. وذكر اولاده:
محمدا وضريسا وعليا ص 23، وعده صريحا من اولاد اعين العشرة برواية ابن فضال كما
يقتضيه بروايته عن ابن عقدة الحافظ ص 29، و ايضا برواية ابن الغضائري عنه في
التكملة ص 100. وذكره أبو الحسن على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين
الزرارى ايضا في عداد العشرة من اولاد اعين، على ما رواه ابن الغضائري باسناده عنه
في التكملة ص 101.
________________________________________
[ 122
]
كما ان
المشايخ من اصحابنا عدوه من اولاد اعين وفقهاء اصحاب ابى جعفر المستقيمين الذين
بقوا إلى ايام أبى عبدالله عليه السلام وماتوا في حياته. رواه ابن الغضائري باسناده
عنهم في التكملة ص 97، وايضا أبو عمرو الكشى في الرجال ص 107، وتقدم ص 99. وذكره
البرقى في اصحاب الباقر عليه السلام ص 10 وقال: مولى بنى شيبان، و ذكره الشيخ في
اصحابه ص 127 - 1 مع اخوته عيسى، وعبد الجبار وقال: بنو أعين الشيباني اخوة زرارة
بن اعين وحمران، وايضا ص 128 - 15 وقال: اخو زرارة، والد ضريس. روى جماعة من اعلام
الرواة وأجلائهم عن عبدالملك بن اعين عن أبى جعفر عليه السلام ذكرناهم في الطبقات،
منهم: اخوه زرارة، وحريز بن عبدالله، وسيف بن عميرة. وذكره الشيخ في اصحاب الصادق
عليه السلام ص 233 - 164 وقال: الشيباني الكوفى تابعي. قلت: وروى عنه عليه السلام،
روى عنه عنه جماعة من أعيان الرواة وثقاتهم، ذكرناهم في طبقات اصحاب منهم: اخوه
زرارة، وبريد بن معاوية، والفضيل بن يسار، والحرث بن المغيرة النضرى، وعبد الرحيم
بن عتيك القصير، وحماد بن عثمان (كما في كامل الزيارات ص 60 باب 17). علو شان
عبدالملك بن أعين حتى عند العامة كان عبدالملك عظيم المنزلة بعد من التابعين، روى
عنه الفريقان. قال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب ج 1 - 517: عبدالملك بن اعين
الكوفى، مولى بنى شيبان، صدوق شيعي، له في الصحيحين حديث واحد متابعة، من السادسة /
ع. وذكره الذهبي في الكاشف ج 2 - 207 وقال: أخو حمران، عن أبى عبد الرحمان السلمى،
وأبى وائل، وعنه السفيانان، شيعي صدوق، روى
________________________________________
[ 123
]
له خ م
مقرونا بآخر. وذكره في اعتدال الميزان ج 2 - 651 وقال: عو، خ. عن ابى وائل وغيره
قال أبو حاتم. صالح الحديث.. وقال أبو حاتم: من عتق الشيعة، صالح الحديث، حدث عنه
السفيانان، وأخرجا له مقرونا بغيره في حديث. روايات تدل على مدح عبدالملك بن اعين 1
- ما تقدم ص 104 عن ابى غالب الزرارى في الرسالة ص 26 عن محمد بن الحسين عن ابراهيم
بن محمد بن حمران عن ابيه عن أبى عبدالله عليه السلام: ان اول من عرف هذا الامر
عبدالملك، عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران عن أبى خالد الكابلي رحمهم الله.
قلت: كان صالح بن ميثم الكوفى المشهور هو الذى قال له أبو جعفر عليه السلام: انى
احبك واحب اباك حبا شديدا، رواه العلامة في الخلاصة ص 88. 2 - ما رواه الكليني في
روضة الكافي ص 245 خبر 449 عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن
سعيد عن فضالة بن ايوب عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمي عن عبدالملك بن أعين قال
قمت من عند أبى جعفر عليه السلام، فاعتمدت على يدى، فبكيت، فقال: مالك ؟ فقلت كنت
ارجو ان ادرك هذا الامر وبى قوة، فقال: أما ترضون ان عدوكم يقتل بعضهم بعضا، وانكم
آمنون في بيوتكم، انه لو قد كان ذلك اعطى الرجال منكم قوة اربعين رجلا، وجعلت
قلوبكم كزبر الحديد، لو قذف بها الجبال لقلعتها، وكنتم قوام الارض وخزانها. 3 - ما
رواه محمد بن الحسين الصفار في (بصائر الدرجات ج 4 - 162 - 2 باب ان الائمة عليهم
السلام عند هم كتب رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما باسناد
________________________________________
[ 124
]
موثق عن ابن
بكير عن عبدالملك بن اعين قال: أرانى أبو جعفر عليه السلام بعض كتب على عليه
السلام، ثم قال لى: لاى شيئ كتبت هذه الكتب ؟ قلت: ما أبين الرأى فيها، قال: هات
قلت: علم ان قائمكم يقوم يوما فاحب ان يعمل بما فيها قال: صدقت. قلت: ذكرنا
عبدالملك بن أعين فيمن أراه أبو جعفر عليه السلام من خواص اصحابه كتاب الامام على
بن ابي طالب عليه السلام بخطه واملاء رسول الله صلى الله عليه وآله فيما جمعناه من
كتاب الامام عليه السلام في جميع شرائع الدين. 4 - ما رواه في اصول الكافي ج 1 -
242 - 7 في الصحيح عن فضيل بن يسار، وبريد بن معاوية، وزرارة ان عبدالملك بن اعين
قال لابي عبدالله عليه السلام: ان الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبدالله
(هو الملقب بالنفس الزكية) فهل له سلطان ؟ فقال: والله ان عندي لكتابين فيهما تسمية
كل نبى وكل ملك يملك الارض، لا والله ما محمد بن عبدالله في واحد منهما. 5 - ما
رواه في اصول الكافي ج 1 - 260 - 8 باب ان الائمة (ع) يعلمون متى يموتون في الصحيح
عن سيف بن عميرة عن عبدالملك بن اعين عن ابى جعفر عليه السلام قال: انزل الله تعالى
النصر على الحسين عليه السلام حتى كان ما بين السماء والارض، ثم خير النصر أو لقاء
الله فاختار لقاء الله تعالى. ورواه ايضا في باب مولد الحسين عليه السلام ص 465
نحوه. 6 - ما رواه في التهذيب ج 3 - 239 - 638 في الصحيح عن ابن بكير عن زرارة عن
عبدالملك عن أبى جعفر عليه السلام قال قال: مثلك يهلك ولم يصل فريضة فرضها الله،
قال قلت: فكيف اصنع ؟ قال قال صلوا جماعة، يعنى صلوة الجمعة. 7 - ما رواه الصدوق في
(من لا يحضره الفيه ج 2 - 175) باسناده في المشيخة رقم 263 عن عبدالملك بن اعين قال
قلت لابي عبدالله عليه السلام: انى قد
________________________________________
[ 125
]
ابتليت بهذا
العلم (أي النجوم) فأريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم
اذهب فيها، وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لى: تقضى ؟ قلت: نعم، قال:
احرق كتبك. 8 - ما رواه الكشى ص 117 - 3 في الصحيح عن ابن ابيعمير عن على بن عطية
قال قال أبو عبدالله عليه السلام لعبد الملك بن اعين: كيف سميت ابنك ضريسا ؟ فقال:
كيف سماك ابوك جعفرا ؟ قال: ان جعفرا نهر في الجنة، وضريس اسم شيطان. 9 - ما رواه
الصدوق (ره) في المشيخة رقم 263 عند ذكر عبدالملك بن اعين قال: وزار الصادق عليه
السلام قبره بالمدينة مع أصحابه. 10 - ما رواه الكشى ص 117 عن حمدويه عن محمد بن
عيسى عن ابن ابى نصر عن الحسن بن موسى عن زرارة قال قدم أبو عبدالله عليه السلام
مكة فسئل عن عبدالملك بن أعين، فقلت: مات، قال: مات ؟ ! قلت: نعم، قال: فانطلق بنا
إلى قبره حتى نصلى عليه، قلت: نعم، فقال: لا ولكن نصلى عليه ههنا، ورفع يده ودعا له
واجتهد في الدعاء وترحم عليه. قلت: الحديث غير صريح في دفن عبدالملك بمكة، فلا
ينافى ما رواه الصدوق فلا حظ وتأمل. 11 - ما رواه ايضا عن على بن الحسن عن على بن
اسباط عن على بن الحسن بن عبدالملك بن اعين، عن ابن بكير عن زرارة قال قال أبو
عبدالله عليه السلام بعد موت عبدالملك بن اعين: اللهم ان ابا الضريس كنا عنده خيرتك
من خلقك، قصيره في ثقل محمد صلواتك عليه يوم القيامة، ثم قال أبو عبدالله عليه
السلام: أنا رأيته، يعنى في النوم، فتذكرت، فقلت لا، فقال: سبحان الله، اين مثل ابى
الضريس
________________________________________
[ 126
]
لم يأت
بعده. قلت: وليست الرواية مرسلة كما توهم، فان الكشى يروى عن حمدويه عن محمد بن
عيسى عن ابن فضال كما في ترجمة محمد بن مسلم ص 108، والمقام من التعليق في السند.
11 - عمران بن اعين روى في اصول الكافي ج 1 - 397 باب ان الائمة عليهم السلام إذا
ظهر أمرهم حكموا بحكم داود في الصحيح عن يحيى الحلبي عن عمران بن اعين عن جعيد
الهمداني عن على بن الحسين عليهما السلام قال سألته بأى حكم تحكمون ؟ قال: حكم آل
داود، فان أعيانا شيئ تلقانا به روح القدس. ورواه في الوافى ج 1 - 149 كتاب الحجة
ولكن فيه (حمران بن اعين). وفي الروضة ص 261 - 490 عن العدة عن البرقى عن اسماعيل
بن مهران عن سيف بن عميرة عن بشير النبال عن عمران بن اعين قال قلت لابي جعفر عليه
السلام: يقول الناس: تطوى لنا الارض بالليل كيف تطوى ؟ قال: هكذا، ثم عطف ثوبه قلت:
هذا على ما في جامع الرواة ولكن في النسخة المطبوعة من الروضة (حمران بن اعين). 12
- عيسى بن اعين الشيباني ذكره البرقى ص 11 والشيخ في اصحاب الباقر عليه السلام ص
127 - 1 وقال البرقى: مولى بنى شيبان. وذكره الحسين بن عبيدالله الغضائري في
التكملة ص 101 في عدد بنى اعين برواية ابن داود، ولكن في رسالة أبى غالب ص 29 في
هذه الرواية ذكر (موسى) بدل (عيسى). وفي التهذيب ج 6 - 380 - 1116 في اخبار الهدية،
والفقيه ج 3 - 192 عن عيسى بن اعين قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن رجل اهدى
إلى رجل هدية، وهو
________________________________________
[ 127
]
يرجو ثوابها
الحديث. وايضا ج 5 - 185 عن الكافي ج 1 - 293 عن العدة عن سهل عن محمد بن عيسى بن
عبيد عن ابن ابى عمير قال كان عيسى بن اعين إذا حج فصار إلى الموقف أقبل على الدعاء
لاخواته حتى يفيض الناس، قال فقلت له: تنفق مالك وتتعب بدنك حتى إذا صرت إلى الموضع
الذى تبث فيه الحوائج إلى الله عزوجل أقبلت على الدعاء لاخوانك وتركت نفسك ؟ ! قال:
انى على ثقة من دعوة الملك لى، وفي شك من الدعاء لنفسي. وللصدوق رحمه الله إلى عيسى
بن اعين طريق في المشيخة رقم 316 عن عبدالله بن المغيرة عنه. وتقدم مدائح آل أعين ص
6 ومنها ما رواه ابن الغضائري في التكملة ص 100 باسناده عن ابن عقدة الحافظ قوله:
كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. الحديث. 12 - قعنب بن اعين ذكره أبو
غالب في الرسالة في غير المعروفين من ولد اعين ص 21 بروايته عن ابن فضال قال:
وقعنب، ومالك، ومليك من بنى اعين غير معروفين فذلك ثمانية انفس. وفي ص 29 برواية
اخرى انهم عشرة قال: وكان مليك وقعنب ابنا اعين يذهبان مذهب العامة مخالفين
لاخوتهم. وذكره ابن الغضائري في تكملتها ص 97 فيما رواه عن المشايخ في زرارة واخوته
وقال وكان له اخوان ليسا في شيئ من هذا الامر: مالك وقعنب وايضا ص 101 فيما رواه عن
على بن سليمان الزرارى في عددهم، وايضا ص 102 فيما رواه عن العقيقى وفيه: وكان ولد
قعنب بالفيوم من ارض مصر.
________________________________________
[ 128
]
قلت: وعموم
ما تقدم ص 5 في فضل آل اعين وان زرارة افقههم، وما رواه ابن الغضائري ص 100 ان كل
واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد، يقتضى كونه فاضلا، فقيها غير انه عامى
مخالف لاخوته في المذهب. وفى الكشى ص 120 في ابني اعين مالك وقعنب: قال على بن
الحسن بن فضال: قعنب بن اعين أخو حمران مرجئ. حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى
بن عبيد عن الحسن بن على بن يقطين قال كان لهم غير زرارة واخوته اخوان ليسا في شيئ
من هذا الامر: مالك وقعنب. وفي الخلاصة ص 249 عن على بن احمد العقيقى عن أبيه عن
الحسن عن اشياخه ان قعنب كان مخالفا. 14 - مالك بن أعين بن سنسن الشيباني ذكره
الكشى في اخوة زرارة من العامة ص 120 كما تقدمت روايته في اخيه قعنب وفي الخلاصة ص
261 عن على بن احمد العقيقى عن ابيه عن احمد بن الحسن عن أشياخه انه كان مخالفا.
وذكره أبو غالب الزرارى في غير المعروفين من بنى اعين، وابن الغضائري من الاخوين
لزرارة الذين ليسا في شيئ من هذا الامر كما تقدم ذكر كلامهما في قعنب. ولكن روى في
التكملة ص 101 عن ابن داود القمى عن ابن همام عن أبى الحسن على بن سليمان بن الحسن
بن الجهم بن بكير بن اعين المعروف بالزرارى انه أنكر ان يكون فيهم: مالك، وقال:
مالك بن اعين الجهنى. قلت: ويؤيد ما رواه أبو غالب وابن الغضائري اولا ما يأتي في
اولاد مالك بن اعين الشيباني من آل اعين. وايضا ما ذكره الصدوق رحمه الله في
المشيخة رقم 68 في طريقه إلى ابى محمد مالك بن أعين الجهنى، قال: وهو عربي، كوفى،
________________________________________
[ 129
]
وليس هو من
آل سنسن. وايضا ما رواه الكشى ص 141 في مالك الجهنى عن حمدويه عن على بن فيروزان
القمى يقول مالك بن أعين الجهنى هو ابن أعين، وليس من اخوة زرارة، وهو بصرى. فان
بيان التمييز بينهما يقتضى وجود مالك بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفى. وما ذكرناه
في قعنب يقتضى فضل مالك وفقاهته فلاحظ. 14 - مليك بن اعين ذكر أبو غالب في الرسالة
ص 21 في اولاد أعين فيما رواه عن ابن فضال كما تقدم ص 31: وقعنب ومالك ومليك من بنى
أعين غير معروفين فذلك ثمانية انفس، وذكره ايضا في رواية اخرى عنه ص 29 فيمن خلف
أعين قال: ومليكا وضريسا، وقعنب، وعبيدالله فذلك عشرة أنفس. وقال ص 28: ولآل اعين
من الفضائل وما روى فيهم اكثر من ان اكتبه لك، وهو موجود في كتب الحديث. وحدثني أبو
الحسن محمد بن احمد بن داود قال حدثنا أبو القاسم على بن حبشي بن قونى قال حدثنى
الحسن بن احمد بن فضال قال حدثنى جدى (جدك خ) (الحسين بن يوسف بن مهران، قال أبو
غالب رضى الله عنه: واقول أنا: انه جده لامه، لان امه ام على، بنت الحسين بن يوسف،
وهم اهل بيت يعرفون بيتى السفاتجى، قال ابن فضال: وكان جدك أليفا لبنى فضالة (فضال
- خ) وجارهم، وقال: خرج الحسن بن على بن فضال، فقال لى قم يا حسين حتى نمضى إلى
مليك بن أعين، فهو عليل، وقد جائنى رسوله معه، فقمت، فاعتمد على يدى، فدخلنا على
مليك، وهو يجود بنفسه، فقال له الحسن: ما حاجتك ؟ فقال: اوصى اليك
________________________________________
[ 130
]
أو أعهد
اليك ؟ فقال له: ما تقول فيهما ؟ فقال: ما تسمح نفسي ان اقول الاخيرا، فضرب بيده
إلى يدى، فغلها، (فنسلها - خ) وقال لى: قم يا حسين، ثم التفت إليه، فقال: مت أي
ميتة شئت. وكان مليك وقعنب ابنا أعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لاخوتهم. قلت:
التصريحات المتقدمة على كون مليك عاميا، وعموم ما تقدم في فضائل آل أعين ومنها ما
رواه ابن الغضائري في تكملته لرسالة ابى غالب ص 100 عن ابن عقدة الحافظ في آل أعين
(كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد)، يقتضى كون مليك بن أعين عاميا
ممدوحا الا انه لم اقف على رواية له وهو في طبقة اصحاب الباقر والصادق والكاظم
عليهم السلام ولعله لكونه عاميا لم يذكر في اصحابهم وفي رواة اصحابنا. 15 - موسى بن
اعين روى أبو غالب الزرارى في الرسالة ص 29 باسناده عن ابن فضال قال: و خلف اعين..
وموسى، ومليكا.. فذلك عشرة انفس. قلت: واذ ثبت برواية ابى غالب من آل اعين وجوده،
وضم إليه ما ورد في بنى أعين من الفضائل ومنها كون كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد برواية ابن عقدة الحافظ، صح ان يقال انه امامى ممدوح. 16 - ام الاسود بنت
اعين روى أبو غالب في الرسالة في عدد اولاد اعين ص 21: أن لهم أختا يقال لها: ام
الاسود ثم قال: ويقال: أنها اول من عرف هذا الامر منهم من جهة ابى خالد الكابلي.
وقال العلامة رحمة الله في الخلاصة في الكنى من قسم الممدوحين ص 191:
________________________________________
[ 131
]
ام الاسود
بنت اعين، عارفة. قاله على بن احمد العقيقى، وهى التى اغمضت زرارة. قلت: وشاركها
أخوها حمران في عرفان ولاية اهل البيت عليهم السلام من ابى خالد الكابلي، الا ان
عبدالملك هو اول من عرفها من صالح بن ميثم كما ذكره أبو غالب ص 27 فهى اول من عرفها
من اولاد اعين، وعبد الملك كان هو اول من عرفها من رجالهم. والطبقة تقتضي كونها من
كبارهم، فقد كان أبو خالد الكابلي كنكر، ويسمى: وردان ممن لم يرتد بعد مقتل الحسين
عليه السلام كما رواه الكشى ص 81 في يحيى بن ام الطويل، وكان طلبه الحجاج فهرب إلى
مكة وأخفى نفسه فنجى، رواه الكشى ايضا ص 82، وكان يخدم محمد بن الحنفية، كما رواه
الكشى عن أبى جعفر عليه السلام ص 80 في ترجمته، ثم اختص بعلى بن الحسين عليهما
السلام، وكان مكرما عنده كما في روايات ذكرها في ترجمته، وبقى إلى ايام الباقر
والصادق عليهما السلام وذكره الشيخ في اصحابهم. توضيح: قد بلغ عدد من احصيناه من
اولاد اعين ستة عشر رجلا، زرارة واخوته، ومع ضم اختهم ام الاسود إليهم صار العدد
سبعة عشر. فهذا ما يوافق ما رواه ابن عقدة الحافظ في عدد اولاد اعين برواية ابن
الغضائري، واما برواية أبى غالب الصريحة في انهم سبعة عشر رجلا فيعوز واحد فراجع ص
32. هذا تمام الكلام في اخوة زرارة من اولاد أعين، ويقع الكلام في بنى اخوته. بنو
اخوة زرارة بن أعين 1 - اولاد بكير اخى زرارة بن اعين قال أبو غالب في الرسالة ص 22
في احفاد أعين: وولد بكير: عبدالله، وعبد الحميد، و
________________________________________
[ 132
]
عبدالاعلى،
والجهم بن بكير، فذلك خمسة أنفس.. وكان بكير يكنى ابا الجهم قلت: المذكور منهم في
النسخ الموجودة كما ترى: اربعة انفس. وقال الشيخ عند ذكره في أصحاب الباقر عليه
السلام ص 109 - 17: وله ستة أولاد ذكور: عبدالله، والجهم، وعبد الحميد، وعبد
الاعلى، وعمر، وزيد. وقال النجاشي في ترجمة ابنه عبدالله بن بكير ص 164: روى عن أبى
عبدالله عليه السلام واخوته: عبدالحميد، والجهم وعمر، وعبد الاعلى. قلت: وذكر الشيخ
في اصحاب الصادق عليه السلام ص 230 - 122: عبدالرحمن بن بكير. الكوفى وروى الصدوق
في علل الشرايع ج 2 ص 392 باب 131 باسناده عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن بكير
عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الكبائر سبع وكان لبكير بن أعين بنت قد تزوج
بها حمزة بن حمران، ومنعوه ان يدخل بها حتى يحلف بظهار امهات اولاده وجواربه فظاهر
منهن ثم ذكر ذلك لابي عبدالله عليه السلام، فقال: ليس عليك شيئ فارجع اليهن. رواه
الشيخ في التهذيب ج 8 - 11. 1 - الجهم بن بكير بن اعين كان الجهم بن بكير في طبقة
اصحاب ابى عبدالله عليه السلام ويظهر من النجاشي انه روى عنه ايضا قال في ترجمة
اخيه عبدالله ص 164 - 579: روى عن أبى عبدالله عليه السلام: واخوته: عبدالحميد،
والجهم، وعمر.. وتزوج بابنة عبيد بن زرارة بن أعين، فولدت له الحسن بن الجهم، ومن
هذه الجهة نسب آل بكير بن أعين إلى زرارة. قال أبو غالب في الرسالة، ص 11: وكانت أم
الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة، ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة
________________________________________
[ 133
]
ونحن ولد
بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. قلت: لا يبعد كون بكير اكبر من أخيه زرارة
ولذلك روى زرارة عنه ولاجله نسب آل اعين إلى بكير بن اعين كما انه يظهر موضع الجهم
ومنزلته بين آل اعين وعند الشيعة من تكنية أبيه كما تقدم بأبى الجهم ومن معرفة آل
اعين بولد الجهم قبل ما ينسبهم أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى زرارة، ومن معرفة
دربهم بين محلتهم بدرب الجهم. كما قاله أبو غالب في الرسالة ص 11. ولم أقف على
ولدله غير الحسن. وبولده بقى آل اعين إلى عصر الغيبة. 2 - زيد بن بكير بن اعين ذكره
الشيخ في اولاد بكير كما تقدم، الا انه لم اقف على ترجمة ولا رواية له. 3 -
عبدالاعلى بن بكير بن اعين ذكره المشايخ في اولاد بكير كما تقدم وظاهر النجاشي في
أخيه عبدالله انه ممن روى عن ابى عبدالله عليه السلام. وقد وقع عبدالاعلى عن ابى
عبدالله عليه السلام و ايضا عن جماعة كثيرة في اسناد جملة من الروايات ولكنه لم
يتميز انه ابن بكير أو انه عبدالاعلى بن اعين عمه أو غيره الا ان يستظهر من امارات
خارجية. 4 - عبدالحميد بن بكير بن اعين الشيباني مولاهم الكوفى. ذكره البرقى ص 24
والشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص (235 - 205)، والنجاشى في مصنفي
الشيعة مع أخيه عبدالله ص 164 - 579، فقال: روى عن أبى عبدالله عليه السلام، واخوته
عبدالحميد، والجهم، وعمر، وعبد الاعلى.
________________________________________
[ 134
]
روى
عبدالحميد عن أبى الحسن موسى عليه السلام وولد عبدالحميد: محمدا، والحسين، وعليا
رووا الحديث... قلت: ذكرناه في طبقات اصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام وقد وقع
عبدالحميد بلا عنوان زائد في اسناد جملة من الروايات عن أبى عبدالله وابى الحسن
عليهما السلام، وعن عبدالملك ومحمد بن مسلم وغيرهما من رواة اصحابنا، وروى عنه
جماعة منهم ابن ابى عمير وصفوان والحسن بن محبوب، ويونس بن عبدالرحمن وغيرهم، الا
انه مشترك بين جماعة والتمييز بالراوي والمروى عنه فلاحظ. 5 - عبدالله بن بكير بن
اعين بن سنسن أبو على الشيباني وزاد النجاشي في عنوانه: مولاهم. والبرقي عند ذكره
في اصحاب الصادق عليه السلام: من موالى بنى شيبان. وابن حجر العسقلاني في لسان
الميزان ج 3 - 264 والذهبي في اعتدال الميزان ج 2 - 399: الغنوى الكوفى. وفي النسخة
المطبوعة من رجال الشيخ ذكره ص 224 - 27 وايضا ص 226 - 58 وزاد في الثاني: الشيباني
الاصبحي، أبو اويس المدنى بن اخت مالك القصير، اسند عنه. ولا يبعد التصحيف. طبقته:
ذكره ابن النديم في الفهرست ص 322 من اصحاب الكتب المصنفة في الاصول والفقه ومشايخ
الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم السلام، ومن آل زرارة بن أعين من اصحاب
أبى جعفر محمد بن على عليه السلام. وروى الشيخ في التهذيب ج 7 - 489 -، 1962 في
زيادات فقه النكاح، والاستبصار ج 3 - 190 باسناده عن ابن فضال عن محمد بن خالد
الاصم عن عبدالله بن بكير عن ابى جعفر عليه السلام قال: إذا نعى رجل إلى اهله أو
اخبروها انه قد طلقها فاعتدت ثم تزوجت فجاء زوجها الحديث.
________________________________________
[ 135
]
قلت: كون
عبدالله بن بكير بن اعين من اصحاب ابى جعفر عليه السلام ومن روى عنه وان امكن، محل
نظر: اولا لقوص الرواية سندا بمحمد بن خالد فلم تثبت وثاقته، وثانيا لعدم تميز ابن
بكير فيها ولعله عبداله بن بكير الجرجاني (الرجانى - الارجانى) الذى ذكره الكشى ص
204 من اصحاب الباقر عليه السلام، وروى عنه الاصم كما ذكرناه في الطبقات. وقال عن
حمدويه: ليس هو من ولد اعين. وثالثا بما ذكره ائمة الرجال فقد عده البرقى في اصحاب
الصادق عليه السلام ص 22 ممن لم يدرك ابا جعفر عليه السلام، والكشى في احداث
اصحابه، واقتصر ابن الغضائري والنجاشى والشيخ على عده من اصحاب الصادق عليه السلام
ومن روى عنه. فقال الكشى في تسمية الفقهاء من اصحاب ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما
السلام ص 155 بعد ذكره في ستة اولهم زرارة: وافقه الستة زرارة وايضا في تسمية
الفهاء من اصحاب الصادق عليه السلام ص 239: ان افقه هؤلاء جميل بن دراج وهم احداث
اصحاب ابى عبدالله عليه السلام. وقال أبو غالب في الرسالة ص 4 بعد ذكر زرارة،
وحمران وبكير من اصحاب الصادقين عليهما السلام: ولقى بعض اخوتهم وجماعة من
اولادهم.. ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام ورووا عنه. وذكر كنيته بأبى على
ص 25. وروى ابن الغضائري في التكملة ص 101 عن العقيقى بعد ذكر عبدالله بن بكير في
اولاد بنى اعين قوله: فهؤلاء اولادهم الذين رووا عن ابى عبدالله عليه السلام. وقال
النجاشي في ترجمته - 164: روى عن ابى عبدالله عليه السلام، واخوته عبدالحميد،
والجهم، وعمر، وعبد الاعلى، روى عبدالحميد عن ابى الحسن موسى عليه السلام. قلت:
وظاهره اشتراكه مع اخوته في الرواية عن ابى عبدالله عليه السلام فقط،
________________________________________
[ 136
]
واختصاص
عبدالحميد منهم بالرواية عن ابى الحسن عليه السلام وهذا يؤيد ما يأتي من ان عبدالله
وان بقى بعد وفات الصادق عليه السلام وادرك ابا الحسن عليه السلام الا انه لم يرو
عنه فقد كان فطيحا. وروى عبدالله بن بكير عن ابى عبدالله عليه السلام كثيرا، روى
عنه عنه جماعة كثيرة من الاجلة واصحاب الاجماع وغيرهم مثل محمد بن ابى عمير،
وصفوان، والحسن بن محبوب، وابن فضال، وعبد الله بن المغيرة، وعلى بن اسباط، وعبد
الله بن حماد الانصاري، وسليمان بن سالم، ومروان بن مسلم، ومحمد بن خالد، واسماعيل
القصير، واسماعيل المدائني، واحمد بن محمد، وعبد الله بن جبلة، والعباس بن عامر،
ويعقوب بن يزيد الكاتب، ومحمد بن سهل، واحمد بن الحسن بن على بن فضال. وروى عن
جماعة عن ابى عبدالله عليه السلام ايضا: منهم زرارة عمه، وبكير ابوه، وابن اخيه:
حمزة بن حمران، ومحمد بن مسلم، ومحمد بن مروان. وبقى عبدالله بن بكير بعد وفات ابى
عبدالله عليه السلام إلى ايام حبس ابى الحسن عليه السلام وقال بامامة الافطح بعد
أبيه كما سيأتي ان شاء الله. فروى الشيخ في كتاب الغيبة ص 37 في الرد على الواقفة
من كتاب على بن احمد العلوى الموسوي قال: واخبرني أعين بن عبد الرحمان بن أعين قال:
بعثنى عبدالله بن بكير إلى عبدالله الكاهلى سنة اخذ العبد الصالح عليه السلام زمن
المهدى فقال: اقرأه السلام وسله أتاه خبر (إلى ان قال) اقرأه السلام وقل له: حدثنى
أبو العيزار في مسجدكم منذ ثلاثين سنة وهو يقول: قال أبو عبدالله عليه السلام: يقدم
لصاحب هذا الامر العراق مرتين فاما الاولى فيعجل سراحه ويحسن جائزته، واما الثانية
فيحبس فيطول حبسه، ثم يخرج من ايديهم عنوة.
________________________________________
[ 137
]
رواياته
ومصنفاته قد تقدم ان ابن النديم عده من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة
عليهم السلام، وذكره ممن روى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام، كما أن
النجاشي والبرقي والشيخ والكشى ذكروه فيمن روى عن أبى عبدالله عليه السلام، و لكنه
روى عن جماعة غيرهم ايضا اشرنا إليهم في الطبقات. وذكره الحلى في آخر السرائر ص 490
فيمن استطرف من كتابه من المشيخة المصنفين والرواة المحصلين وذكر كتابه عن ابي عبد
الله عليه السلام وذكره ابن النديم فيمن صنف في الاصول والفقه. وقال التجاشى في
ترجمته: له كتاب كثير الرواة، ثم رواه باسناده عن عبدالله بن جبلة عنه. وقال الشيخ
في الفهرست (106): له كتاب رويناه.. ثم رواه باسناده عن الحسن بن على بن فضال عنه.
وروى النجاشي في ترجمة الحسن بن على بن فضال (27) عن الفضل بن شاذان حديث زيارته
لابن فضال بالكوفة وسماعه عنه كتاب ابن بكير وغيره من الاحاديث قال: وكان يحمل
كتابه ويجئ الحجرة فيقرئه على. وله مسند رواه ابن عقدة الحافظ المشهور عنه. ذكره
الشيخ في الفهرست (29) في ترجمة ابن عقده عند ذكر مصنفاته، وايضا النجاشي ص 74
بطرقهما إليه. وروى النجاشي باسناده عن حميد بن زياد عن جعفر بن الهذيل في ترجمته
(97) كتابا عن عبدالله بن بكير. وروى أبو غالب في الرسالة ص 66 - 56 كتابه. وقد
ذكرنا طرق النجاشي، والصدوق والشيخ إلى روايات عبدالله بن بكير في الشرح على فهرست
الشيخ مع تحقيق في أسانيدها.
________________________________________
[ 138
]
وثاقته
وفقاهته ومذهبه كان عبدالله بن بكير من اعلام الحديث وثقاته اخذ عنه مشايخ الحديث و
رواته من الفريقين واعترف بوثاقته اصحابنا وغيرهم. فقال أبو حاتم: كان من عتق
الشيعة. وقال الساجى: من اهل الصدق، وليس بقوى. وذكره ابن حبان في الثقات. ذكره ابن
حجر في لسان الميزان ج 3 - 264، والذهبي في اعتدال الميزان ج 2 - 399. وذكره الشيخ
المفيد في الرسالة العددية من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال
والحرام والفتيا والاحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذم واحد منهم. اقول:
وعدم الطعن فيه يقتضى عدم كونه فطحيا أو رجوعه عنه كما في جماعة كثيرة من اصحاب
الصادق عليه السلام، فلاحظ ان النجاشي لم يطعن في مذهبه. وقال الكشى عند ذكره في
الفقهاء واصحاب الاجماع من اصحاب ابى عبدالله عليه السلام ص 239: اجمعت العصابة على
تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة
الذين عددناهم وسميناهم ستته نفر: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن
بكير، وحماد بن عثمان وحماد بن عيسى، وابان بن عثمان. قالوا وزعم أبو اسحاق الفقيه
وهو ثعلبة بن ميمون: ان افقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم احداث اصحاب ابى عبدالله عليه
السلام. قلت: وقد حققنا القول في اجماع العصابة على هذا التصحيح وفي تفسيره واصحابه
وكونه امارة الوثاقة في كتابنا تهذيب المقال ج 1 - 123.
________________________________________
[ 139
]
وروى الكشى
ص 221 في ترجمته عن محمد بن مسعود قال: عبدالله بن بكير وجماعة من الفطحية، هم
فقهاء اصحابنا، منهم ابن بكير، وابن فضال.. ومعوية بن حكيم، وعد عدة من اجلة
الفقهاء العلماء. وقال أبو غالب في الرسالة ص 6: وكان عبدالله بن بكير فقيها، كثير
الحديث. وتقدم عن ابن النديم في الفهرست ذكر عبدالله بن بكير في اصحاب الكتب
المصنفة في الاصول والفقه، ومشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم السلام.
وقال الشيخ في الفهرست ص 106: عبدالله بن بكير فطحى المذهب الا انه ثقة له كتاب
رويناه.. وقال في كتابه (عدة الاصول) في ذكر من يجوز العمل بروايته من الواقفية
والفطحية ص 55: ان ما يرويه هؤلاء يجوز العمل به إذا كانوا ثقات في النقل، وانكانوا
مخطئين في الاعتقاد، وإذا علم من اعتقادهم تمسكهم بالدين وتخرجهم من الكذب، ووضع
الاحاديث، وهذه كانت طريقة جماعة عاصروا الائمة عليهم السلام نحو عبدالله بن بكير
وسماعة بن مهران ونحو بنى فضال من المتأخرين عنهم وبنى سماعة ومن بشاكلهم، فإذا
علمنا ان هولاء الذين اشرنا إليهم وانكانوا مخطئين في الاعتقاد من القول بالوقف
وغير ذلك، كانوا ثقات في النقل، فما يكون طريقه هؤلاء جاز العمل به. وقال ايضا ص 61
في القرائن الدالة على صحة الاخبار التى رواها الفحية ونحوهم: وجب العمل به إذا كان
متخرجا في روايته موثوقا في امانته وان كان مخطئا في اصل الاعتقاد، فلا جل ما قلناه
عملت الطائفة بأخبار الفطحية مثل عبدالله بن بكير وغيره. وقال الشيخ في التهذيب ج
78 - 35 والاستبصار ج 3 - 276 باب ان من طلق ثلث تطليقات لا تحل له حتى تنكح زوجا
غيره بعد ما رواه باسناده عن ابن محبوب عن عبدالله بن بكير عن زرارة بن اعين قال
سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: الطلاق الذى يحبه الله تعالى
________________________________________
[ 140
]
والذى يطلق
الفقيه وهو العدل بين المرأة والرجل ان يطلقها في استقبال الطهر الحديث ما لفظه:
فهذه الرواية آكد شبهة من جميع ما تقدم من الروايات في هذا الباب... الا ان طريقها
عبدالله بن بكير، وقد قدمنا من الاخبار: ما تضمن انه قال حين سئل عن هذه المسألة:
هذا مما رزق الله من الرأى، ولو كان سمع ذلك من زرارة لكان يقول حين سأله الحسين بن
هاشم وغيره عن ذلك، وانه هل عندك في ذلك شيئ، كان يقول: نعم رواية زرارة، ولا يقول:
نعم رواية رفاعة، حتى قال له السائل: ان رواية رفاعة تضمن: انه إذا كان بينهما زوج،
فقال له هو عند ذلك: هذا مما رزق الله من الرأى، فعدل عن قوله في رواية رفاعة إلى
ان قال: الزوج وغير الزوج سواء عندي، فلما ألح عليه السائل قال: هذا مما رزق الله
من الرأى، ومن هذه صورته يجوز ان يكون اسند ذلك إلى زرارة نصرة لمذهبه الذى افتى به
وانه لما رأى ان اصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه، اسنده إلى من رواه عن أبى جعفر
عليه السلام، وليس عبدالله بن بكير، معصوما لا يجوز هذا عليه، بل وقع منه العدول عن
اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من مذهبه، والغلط في ذلك
اعظم من الغلط في اسناد فتيا يعتقد صحته لشبهة دخلت عليه إلى بعض اصحاب الائمة
عليهم السلام، وإذا كان الامر على ما قلناه لم تعترض هذه الرواية ايضا ما قدمناه.
قلت: ما افاده الشيخ في التهذيب ج 8 - 35، وصا 3 - 276 في دفع الاستدلال بما رواه
ابن بكير عن زرارة في المسألة محل نظر من وجوه: الاول - ان الطعن في ابن بكير بجعل
الحديث واسناد ما اعتقده بحسب ظنه ورأيه إلى زرارة وهو ممن عده الامام الصادق عليه
السلام من امناء الله على الحلال
________________________________________
[ 141
]
والحرام
وعيبة علوم ابيه وحافظ سره ومستودع علمه وغير ذلك من المدائح المأثورة في زرارة مما
تقدمت ص 38 لو صح فهو خيانة عظيمة منه على عمه زرارة ومن به فخر آل أعين وهذا امر
لا يحتمل، مع ان اسناده إلى حكاية زرارة عن أبى جعفر عليه السلام خيانة اعظم لامام
زمانه عليه السلام، وهذا ايضا امر لا يحتمل كما هو ظاهر لما ذكرنا فيه من المدائح.
الثاني - ان هذا الطعن هو اساس ضعف الخبر وعدم جواز الاحتجاج بقول مخبره، ومن فتح
له هذا الباب كيف يوثق بخبره في شيئ من الموارد، وقد قال رحمه الله في كتاب الغيبة
في الطعن في اخبار عمد الواقفة ورؤسائهم بانه لا يوثق برواياتهم حيث ما اجترؤا لنصر
مذهبهم الفاسد وما أبدعوه من القول بالوقف على وضع الحديث لحطام الدنيا، ومن هذا
حاله فكيف يوثق بخبره. وهذا التعليل بعينه جار في المقام، إذ لو تجرى ابن بكير على
وضع الحديث واسناد رأيه إلى الامام المعصوم حينما رأى ان اصحابه لا يقبلون قوله
فكيف يوثق بخبره في غير مقام. الثالث - ان الشيخ ره قد وثق عبدالله بن بكير صريحا
فيما صنفه بعد التهذيبين من الفهرست والعدة ص 55 وص 61 وقد تقدم نص كلامه فيهما
فلاحظ، بل فيهما ما هو ظاهر في اجماع الطائفة على العمل بأخباره واخبار نظرائه فهو
المعول، كما قداعتمدره على رواياته في ابواب الفقه غير المقام حتى مع وجود المعارض
لروايته فلاحظ وتدبر. الرابع - ان ما افاده قده في وجه منع سماعه عن زرارة عن أبى
جعفر عليه السلام حدس فيه طعن عظيم ولا يجوز على مسلم فضلا عن فقيه عظيم مثله
والاصول المتفق على صحتها تدفع احتماله.
________________________________________
[ 142
]
الخامس: أن
ما افاده قده في وجه استبعاده سماع ابن بكير عن زرارة وجوه كلها ضعيفة: احدها
استناد ابن بكير في جواب ابن هاشم وغيره برواية رفاعة، إذ لو سمع من زرارة عن ابى
جعفر عليه السلام لاستند إلى روايته، لا إلى رواية رفاعة، ففى التهذيب ج 8 - 30،
والاستبصار ج 3 - 271 عن الكليني في (الكافي ج 2 - 103) عن حميد بن زياد عن ابن
سماعة عن محمد بن زياد، وصفوان عن رفاعة عن ابي عبد الله عليه السلام (وفيه: قال)
قال ابن سماعة: وذكر الحسين بن هاشم انه سأل ابن بكير عنها، فأجابه بهذا الجواب،
فقال له: سمعت في هذا شيئا ؟ فقال: رواية رفاعة، فقال: ان رفاعة روى: انه إذا دخل
بينهما زوج، فقال: زوج وغير زوج عندي سواء، فقلت: سمعت في هذا شيئا ؟ فقال: لا، هذا
مما رزق الله مع الرأى. قال ابن سماعة: وليس نأخذ بقول ابن بكير، فان الرواية إذا
كان بينهما زوج. قلت: هذه الرواية غير صالحة للاستناد على المدعى اولا: فان السند
ينتهى إلى الحسين بن هاشم الظاهر انه الحسين بن ابى سعيد هاشم المكارى الذى قال فيه
النجاشي: كان هو وأبوه وجهين في الواقفة وكان الحسن ثقة في حديثه ذكره أبو عمرو
الكشى في جملة الواقفة وذكر فيه ذموما وليس هذا موضع ذكر ذلك. قلت: وقد حققنا
ترجمته في تهذيب المقال ج 2 - 25، وذكر نا الطعون الواردة فيه في كتابنا (اخبار
الرواة). وفى طريقه: حميد، بن زياد الواقفى الثقة والحسن بن سماعة الواقفى الذى ذكر
النجاشي في عناده في مذهبه حديثا طويلا. وثانيا ان عناد الواقفه وخاصة العمد والرؤس
منهم في مذهبهم على الشيعة الاثنى عشرية والفطحية كيف لا يضر بالوثوق بهم في مثل
هذه الاخبار، وقد طعن الشيخ رحمه الله فيهم بذلك كما اشرنا إليه آنفا، مع ان القول
بالوقف نشأ عن الطمع في حطام الدنيا، والقول بالفطحية نشأ عن النص المروى في امامة
الاكبر من
________________________________________
[ 143
]
اولاد
الامام عليه السلام وقصور القائلين بها عن ازاحة الشبهة بالادلة القاطعة. وان شئت
الوقوف على ازيد من ذلك فلاحظ الاخبار المأثورة في المذهبين وفي القائلين بهما،
وايضا ما ذكره ائمة الرجال. وثالثا انه لو ثبت وثاقة الراوى في النقل وان كان مخطئا
في الاعتقاد فروايته حجة يؤخذ بها وافق مذهبه أو خالفه، وعلاج التعارض بينها وبين
رواية معارضة لها بوجوه مذكورة في محلها، وليس ذلك منها. والترجيح بصحة المذهب
لوتهم فهو أمر آخر ولعله سيأتي ان شاء الله بيان وجه صحيح لاسناد عبدالله بن بكير
ما حكاه إلى زرارة عن أبى جعفر عليه السلام. ثانيها: قوله رحمه الله: انه لو سمع
ذلك من زرارة لكان يقول حينما سأله الحسين بن هاشم وغيره عن ذلك وانه هل عندك في
ذلك شيئ كان يقول: نعم رواية زرارة، ولا يقول: نعم رواية رفاعة حتى قال له السائل:
ان رواية رفاعة تضمن انه إذا كان بينهما زوج، فقال هو عند ذلك: هذا مما رزق الله
تعالى من الرأى.. ومن هذه صورته فيجوز ان يكون اسند ذلك إلى رواية زرارة نصرة
لمذهبه الذى كان افتى به، وانه لما رأى ان اصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه اسنده
إلى من رواه عن أبى جعفر عليه السلام. وفيه: ان عدم استدلال ابن بكير على مدعاه في
جواب ابن هاشم وغيره برواية زرارة لا ينافى عدم سماعه عنه، ولعله سمعه عنه وكتبه في
دفتره، لكن لم يذكره حينئذ، أو انه سمعه من زرارة بعد ذلك فلم يقم دليل على عدم صحة
سماع ابن هاشم عن ابن بكير في حياة زرارة المتوفى سنة مأة وخمسين، أو لانه رأى عدم
قناعة ابن هشام الواقفى بالرواية، فاراد الزامه بالرأى، وهو فقيه لا ينكر، أو لغير
ذلك من الوجوه.
________________________________________
[ 144
]
وبالجملة
هذا قياس موهون باطل لا يمنع عن اصالة الصحة المقتضية لدفع كل احتمال على خلاف
السماع فلاحظ وتدبر. ثالثها ما ذكره بقوله: وليس عبدالله معصوما لا يجوز هذا عليه،
بل وقع منه العدول عن اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من
مذهبه، والغلط في ذلك اعظم من اسناد فتيا الغلط فيمن يعتقد صحته لشبهة إلى بعض
اصحابه الائمة عليه السلام. وفيه ان التعليل جار في عمار الساباطى، واعلام الفقهاء
الثقات الاجلة من الفطحية، ولا يلتزم بمثل ذلك ابدا بل صرح هو بخلاف ذلك في كتبه
ففى التهذيب ج 7 ص 101 و الاستبصار ج 3 - 95 بعد روايات ثلثة لعمار الساباطى في بيع
الدينار بالدرهم المعارصة لغيرها من الاخبار عند رد تضعيف جماعة من اهل النقل بانه
فطحى فاسد المذاهب، قال: غير انا لا نطعن في النقل عليه بهذه الطريقة، لانه وان كان
كذلك، فهو ثقة في النقل لا يطعن عليه. بل كان غلط الواقفة في مذهبهم المجعولة طمعا
في حطام الدنيا اعظم من ذلك وصرح بحجية اخبار ثقاتهم في النقل. بل قال في كتابه
(عدة الاصول) بحجية اخبار الثقات المتحرزين من الكذب من الكفار ايضا، بل قال في ص
61: فاما من كان مخطئا في بعض الافعال أو فاسقا بافعال الجوارح وكان ثقة في روايته
متحرزا فيها فان ذلك لا يوجب رد خبره و يجوز العمل به لان العدالة المطلوبة في
الرواية حاصلة، وانما السق بافعال الجوارح بمنع من قبول شهادته، وليس بمانع من قبول
خبره، ولا جل ذلك قبلت الطائفة اخبار جماءة هذه صفتهم.
________________________________________
[ 145
]
عدول ابن
بكير عن فتوى اكثر الامامية في الطلاق واذ نشأ الطعن في عبدالله بن بكير الفقيه
الثقة من مقالته في المطلقة ثلاثا بالطلاق السنى وانه لا يحتاج إلى المحلل دون
المطلقة ثلاثا بالطلاق العدى فانها تحرم على الرجل الا مع المحلل، خلافا لظاهر
الامامية حيث لم يفصلوا بينى السنى والعدى، فتحقيق القول في وثاقته في النقل
وفقاهته وازاحة الشك في منزلته يقتضى ذكر امور: الاول صرح فقهائنا بتفرد ابن بكير
والصدوق الذى تبعه وعدولهما عما استقرت عليه الفتوى من تحريم المطلقة ثلثا على
زوجها الا بعد المحلل بتزويج غيره بلا فرق بين الطلاق السنى والعدى، وقالا بالتفصيل
بينهما وان المطلقة ثلثا بالطلاق السنى بلا تخلل رجعة بينها لا تحرم على الاول ولا
يحتاج التزويج إلى المحلل. قال في الجواهر ج 32 - 129 بعد ذكر المسألة: بلا خلاف
اجده في شيئ من ذلك بيننا الا في الاخيرين: ابن بكير والصدوق، فجعلا الخروج من
العدة هادما للطلاق، فله حينئذ نكاحها بعد الثلاث بلا محلل، ولكن سبقهما الاجماع
ولحقهما بل يمكن دعوى تواتر النصوص بالخصوص بخلافهما.. وستسمع شذوذ ابن بكير في
تخصيص ذلك بالطلاق العدى دون السنى، كشذوذ بعض النصوص المتضمنة لذلك، لمعارضتها
بالمستفيض من النصوص أو المتواتر الموافق لا طلاق الكتاب، ولا جماع الاصحاب بقسميه.
قلت: وقد صرح اصحابنا ومنهم الشيخ كما تقدم بخلاف ابن بكير في هذه المسألة ويدل ذلك
على منزلته في الفقه و خلافه في المقام من وجهين اشار اليهما الشيخ في التهذيبين
وسيأتى بيانه ان شاء الله اقوال في وجه عدوله الثاني ان في وجه عدول عبدالله بن
بكير عن فتوى الاصحاب وجوها و
________________________________________
[ 146
]
أقوالا:
احدها: انه من العمل بالرأى والاجتهاد في مقابل النص وهذا صريح الشيخ في التهذيب ج
8 - 35 بعد رواية زرارة 107، والاستبصار ج 3 - 276 - 24 وايضا بعد روايتي رفاعة
وعبد الله بن المغيرة كما في الاستبصار ج 3 - 271 - 5 و 6 وتقدم دحكايته مقالة ابن
بكير ابتهاجا بما رزقه الله من الرأى، بل قد طعن فيه بانه نسب رأيه إلى الرواية
والسماع وانه من الفطحى غير بعيد. وفيه اولا ان الفطحية هم اصحاب الاخذ بالرواية
والتعبد بالنص، بل كانت شدة تعبدهم بالنصوص والروايات مع قلة تدبر هم ألجأ هم إلى
القول بامامة عبدالله الافطح غرورا بالمروى: (ان الامامة في الاكبر من اولاد الامام
عليه السلام) ولا يقولون بالرأى المبتدء ولا القياس والاستحسان. وثانيا ان تصريح
الطائفة ومنهم الشيخ بوثاقته في النقل لا يلائم مع احتمال وضع الحديث ونسبة الرأى
إلى الرواية. ثانيها انه من التقية في مقام الافتاء. قال في الحدائق بعد تأمله فيما
ذكره الشيخ: والاقرب عندي هو حمل ما ذكره ابن بكير من هذه الاقوال، وكذا صحيحة
زرارة على التقية وان ابن بكير كان عالما بالحكم المذكور في كلام الاصحاب، ولكنه
عدل عن القول به واظهار الافتاء به تقية. واشار إليه في الجواهر ج 32 - 131 بقوله:
والحمل على التقية محل نظر لا يخفى على المتأمل. ثالثها - انه من القياس قال المحقق
العلامة المجلسي الاول رحمه الله في شرح من لا يحضره الفقيه ج 9 - 15 بعد ذكر
الروايات وكلام الاصحاب وابن بكير اعلم ان الهدم جاء بمعنيين احدهما انه إذا طلق
مرة أو مرتين ثم تزوجت زوجا غيره فانه يهدم الطلقة أو الطلقتين وتبقى معه على ثلاث
تطليقات لانه إذا هدم المحلل الثلث فيهدم الاقل بطريق اولى، وهذا رواية رفاعة.
والثانى ان استيفاء العدد في
________________________________________
[ 147
]
طلاق السنة
بالمعنى الاخص يهدم المحلل، وابن بكير قاس هذا الهدم بذلك كما ذكره الاصحاب.. وفيه
اولا ان ابن بكير وان كان فطحيا الا انه ليس من اهل القياس وثانيا ليس قوله في جواب
من اعترض عليه بان رفاعة روى انه إذا دخل بينهما زوج (زوج وغير زوج عندي سواء)
قياسا، كما سيأتي بيانه مع انه لو سلم فهو قياس مع الفارق فلاحظ. رابعها: ما خلج
ببالى القاصر من انه من الاخذ بالمتيقن مما دلت عليه الكتاب والسنة لا ختصاص ادلة
حصر الطلاق بالمرتين ولزوم المحلل بالتزويج بالغير بعد الثالث كتابا وسنة بالطلاق
العدى الذى رجع فيه الزوج في عدة المطلقة ويؤيده روابات مفصلة بين الطلاق العدى
والسنى بالمعنى الاخص كما نشير إليها، واما الاخبار المؤكدة للاطلاق مثل صحيح ابى
بصير وغيره، فاما لم تصل إلى ابن بكير أو اعتقد تعارضها مع غيرها مع عدم ترجيح لها،
فرجع إلى الاصل الاولى وهو جواز نكاح الرجل لزوجته التى طلقها بلاحد حاضر كساير
الخطابات، مع عدم اطلاق لدليل الحصر كما سيأتي وليس ذلك من الهدم ولا من قياس مورد
رواية بمورد رواية اخرى فانتظر. الامر الثالث - الظاهر حسب ما يقتضيه التحقيق في
المسألة أن أصحابنا الامامية رضوان الله عليهم انما افتوا بالتساوى بين الطلاق
العدى والسنى بالمعنى الاخص في حرمة المطلقة على الزوج ابدا بعد الطلاق الثالث عولا
منهم على اطلاق ادلة حصر الطلاق بالمرتين ولزوم المحلل وشمولها للطلاق السنى ايضا.
قال الشيخ في الاستبصار ج 3 - 269 والتهذيب ج 8 - 28 بعد ذكر صحيح ابى بصير الدال
على التساوى ما لفظه: الذى تضمن
________________________________________
[ 148
]
هذا الخبر
من انه إذا طلقها ثلاث تطليقات للسنة لا تحل حتى تنكح زوجا غيره، هو المعتمد عندي
والمعول عليه لانه موافق لظاهر الكتاب قال الله تعالى (الطلاق مرتان فامساك بمعروف
أو تسريح باحسان) ولم يفصل بين طلاق السنة وطلاق العدة فينبغي ان تكون الاية على
عمومها، ويكون الخبر مؤكدا لها، ويدل عليه ايضا ما رواه.. قلت: ثم ذكر صحيح الفضلاء
عن أبى جعفر عليه السلام، وصحيح عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام، ثم
ناقش فيما يدل بظاهره على التفصيل بين العدى والسنى من الاخبار بصورها دلالة أو
سندا فلاحظ. إذا عرفت هذا فنقول: يمكن الانتصار لعبدالله بن بكير تارة بالمناقشة
فيما عول عليه الاصحاب من اطلاق الكتاب وجملة من الروايات، واخرى بتتميم الاستدلال
بالروايات المفصلة بين الطلاق العدى والسنى وبالله الاعتصام. اما الاولى وهو
المناقشة في اطلاق الكتاب فان الدليل المخرج عن: اصالة جواز الطلاق اكثر من مرة بعد
عموم قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء)، وعن اصالة تملك المرأة امرها بالطلاق،
وعن اصالة جواز التزويج بها جديدا بعد سد ابواب الطلاق وحصرها بالطلاق العدى في
قوله تعالى (يا ايها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) انما هو هذه الايات:
(وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلثة قروء ولا يحل
لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن... وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا
اصلاحا ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم - الطلاق
مرتان
________________________________________
[ 149
]
فامساك
بمعروف أو تسريح باحسان ولا يحل لكم أو تأخذوا مما آتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا
يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك
حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون فان طلقها فلا تحل له
من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظنا ان يقيما
حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون وإذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن
فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا.. وإذا طلقتم النساء
فبلغن اجلهن فلا تعضلوهن ان ينكحن ازواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف...) 232
البقرة. وقوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل
ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا.) الاحزاب 49.
وهذه الايات كما لا يخفى على المتأمل، تختص بالطلاق العدى وقد دلت على تخصيص الاصل
الاول بحصر الطلاق العدى بالمرتين (الطلاق مرتان) والملفق من العدى والسنى بالمعنى
الاخص، بالثلثة (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) واطلاقها يشمل ما إذا
كانت المرتان أو الثلثة قبل النكاح برجل آخر أو بعده قبل التسعة مرات. واما الطلاق
السنى المحض بالمعنى الاخص فلا تدل على حصره لا بالنص كما هو واضح ولا بالاطلاق
لاختصاصها بالعدى. كما دلت ايضا على تخصيص الاصل الثاني باولوية الرجل بردها في
العدة: (والمطلقات يتربصن بانفسهن.. وبعولتهن احق بردهن.. و إذا طلقتم النساء
فبلغهن اجلهن فامسكوهن بمعروف.. ثم طلقتموهن
________________________________________
[ 150
]
من قبل ان
تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا). وكما دلت ايضا
على تخصيص جواز تجديد الزواج بها بما إذا لم يطلقها ثلاث مرات بينهن رجوعان في
العدة والا فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. و لاختصاصها بالمطلقات بالعدة والرجوع،
لا ينعقد لها ظهور اطلاق لتحريم النكاح بعد ثلث تطليقات بالطلاق السنى. وبالجملة مع
ان التسريح باحسان هو الطلاق السنى يكون المراد من (الطلاق مرتان) هو الطلاق العدى،
وايضا مع التأمل في هذه الآيات واختصاص احكامها بالعدى، يظهر ان الاطلاق فيها
للطلاق السنى بالمعنى الاخص كما هو مدعى المشهور محل نظر ومنع وما ذكره ابن بكير
ظاهر الوجه فلا تغفل. واما الثانية وهى النظر في الروايات فان الاخبار في المسألة
على طوائف: الاولى ما دلت على مذهب ابن بكير من التفصيل بين العدى والسنى. 1 -
فمنها ما رواه الكليني في الكافي ج 2 - 103، والشيخ في التهذيب ج 8 33 - 17،
والاستبصار ج 3 - 274 في الموثق عن ابى بصير قال قلت لابي عبدالله عليه السلام
المرأة التى لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره قال هي التى تطلق، ثم تراجع، ثم
تطلق، ثم تراجع، ثم تطلق الثالثة، فهى التى لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره ويذوق
عسيلتها. 2 - ومنها ما رواه في التهذيب ج 8 - 25 عن الكافي ج 2 - 99 باسناد صحيح عن
ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال... وان اراد ان يراجعها
اشهد على رجعتها قبل ان تمضى اقراؤها فتكون عنده على التطليقة الماضية. قال وقال
أبو بصير عن ابى عبدالله عليه السلام: هو قول الله عزوجل: (الطلاق
________________________________________
[ 151
]
مرتان
فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) التطليقة الثالثة: التسريح باحسان. 3 - ومنها ما
رواه ص 29 وفي الاستبصار ج 3 - 270 عن الكافي ج 2 - 103 باسناد صحيح إلى معلى بن
خنيس عن ابى عبدالله عليه السلام عن رجل طلق امرأته ثم لا يراجعها حتى حاضت ثلاث
حيض، ثم تزوجها، ثم طلقها فتركها حتى حاضت ثلث حيض من غير ان يراجعها، يعنى: يمسها،
قال: له ان يتزوجها أبدا ما لم يراجع ويمس. قلت: وحمله الشيخ على ما إذا تزوجت زوجا
آخر ثم فارقها بموت أو طلاق. وهو ضعيف لانه ينافيه التقييد في الجواب (ما لم يراجع
ويمس) كما هو واضح. 4 - ومنها مرسل الصدوق (الوسائل ج 15 - 347 خبر 8 من باب كيفية
طلاق السنة) قال: روى عن الائمة ع ان طلاق السنة هو إذا اراد الرجل ان يطلق امرأته
تربص بها حتى تحيض وتطهر ثم يطلقها في قبل عدتها بشاهدين عدلين.. فإذا مضت لها
ثلاثة اطهار فقد بانت وهو خاطب من الخطاب، والامر إليها ان شاءت تزوجته وان شاءت
فلا، فان تزوجها بعد ذلك تزوجها بمهر جديد، فان اراد طلاقها طلقها للسنة على ما
وصفت ومتى طلقها طلاق السنة فجائز له ان يتزوجها بعد ذلك، وسمى طلاق السنة: طلاق
الهدم، متى استوفت قروءها وتزوجها ثانية هدم الطلاق الاول.. 5 - ومنها ما رواه
الشيخ في التهذيب ج 8 - 35 - 26 والاستبصار ج 3 276، في الصحيح عن ابن محبوب عن
عبدالله بن بكير عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الطلاق الذى
يحبه الله، والذى يطلق الفقيه، وهو العدل بين المرأة والرجل، ان يطلقها في استقبال
الطهر بشهادة شاهدين وارادة من القلب ثم يتركها حتى يمضى ثلاثة قروء، فإذا رأت الدم
في اول قطرة من
________________________________________
[ 152
]
الثالثة،
وهو آخر القروء لان الاقراء هي الاطهار - فقد بانت منه، وهى املك بنفسها، فان شاءت
تزوجت وحلت له بلا زوج، فان فعل هذا بها مأته مرة هدم ما قبله وحلت بلا زوج، وان
راجعها قبل ان تملك نفسها ثم طلقها ثلاث مرات يراجعها ويطلقها لم تحل له الا بزوج.
قلت: وهذه الرواية هي التى اوجب طعن الشيخ في ابن بكير بقوله هذه الرواية آكد شبهة
الخ. وتقدم بالفاظه في ص 140 فلاحظ. 6 - ومنها ما رواه في الكافي ج 2 - 99 وفي
التهذيب ج 8 - 26 عنه باسنادين صحيحين عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة عن أبى
جعفر عليه السلام انه قال كل طلاق لا يكون على السنة أو على طلاق العدة فليس بشئ،
قال زرارة قلت لابي جعفر عليه السلام: فسر لي طلاق السنة وطلاق العدة ؟ فقال: اما
طلاق السنة فإذا اراد الرجل تطليق امرأته فلينتظر بها حتى تطمث وتطهر، فإذا خرجت من
طمثها طلقها تطليقة من غير جماع ويشهد شاهدين على ذلك ثم يدعها حتى تطمث طمثين
فتنقضى عدتها بثلاث حيض وقد بانت منه ويكون خاطبا من الخطاب ان شاءت تزوجته وان
شاءت لم تزوجه، وعليه نفقتها والسكنى ما دامت في عدتها وهما يتوارثان حتى تنقضي
العدة. قال: واما طلاق العدة التى قال الله تعالى (فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة)
فإذا اراد الرجل منكم ان يطلق امرأته طلاق العدة فلينتظر بها حتى تحيض وتخرج من
حيضها، ثم يطلقها تطليقة من غير جماع ويشهد شاهدين عدلين، ويراجعها من يومه ذلك ان
احب أو بعد ذلك بأيام قبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها، وتكون معه حتى تحيض،
فإذا حاضت وخرجت من حيضها طلقها تطليقة اخرى من غير جماع ويشهد على ذلك ثم يراجعها
ايضا متى شاء
________________________________________
[ 153
]
قبل ان تحيض
ويشهد على رجعتها ويواقعها وتكون معه إلى ان نحيض الحيضة الثالثة، فإذا خرجت من
حيضتها طلقها الثالثة بغير جماع ويشهد على ذلك، فإذا فعل ذلك، فقد بانت منه، ولا
تحل له حتى تنكح زوجا غيره، قيل له: فانكانت ممن لا تحيض ؟ قال فقال: مثل هذه تطلق
طلاق السنة. قلت: وهذه الرواية صريحة في التفصيل بين العدى والسنى وانه في العدى
تحرم في الثالثة دونها في الطلاق السنى، والظاهر اتحادها مع سابقتها مع اختلاف
بينهما في الجملة سندا ومتنا. وبالتأمل فيهما يظهر ضعف مناقشات الشيخ على ابن بكير
على ما في سند سابقتها فتدبر. 7 - ومنها صحيح محمد بن مسلم (فيما رواه في الكافي ج
2 - 99 والتهذيب ج 8 - 25 عنه) عن ابى جعفر عليه السلام قال طلاق السنة يطلقها
تطليقة، يعنى على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين، ثم يدعها حتى تمضى اقراؤها، فإذا
مضت اقراؤها، فقد بانت منه وهو خاطب من الخطاب ان شاءت نكحته وان شاءت فلا وان اراد
ان يراجعها اشهد على رجعتها قبل ان تمضى اقراؤها فتكون عنده على التطليقة الماضية
الحديث فقد دل على اشتراك السنى والعدى في الشرائط وافتراقهما موضوعا في الثاني
بالرجوع إليها قبل انقضاء العدة وحكما بابقاء الزوجية واحكامها بالرجوع، و بابقاء
أثرا التطليقة في اثر حصر العددى، وذلك لقوله (فيكون عنده على التطليقة الماضية)
فانه يفيد أثرا زائدا خاصا بالطلاق العدى ولو كان الطلاق السنى ايضأ محدودا بالثلث
والتحليل بعده موقوفا على نكاح الغير لما صح هذا التقابل فلاحظ وتدبر 8 - ومنها ما
رواه في التهذيب ج 8 - 28 والاستبصار ج 3 - 270 في الصحيح عن عمر بن اذينة عن زرارة
وبكير ابني اعين، ومحمد بن مسلم، ويريد بن معاوية العجلى، والفضيل بن يسار،
واسماعيل الازرق، ومعمر بن يحيى بن سام
________________________________________
[ 154
]
كلهم سمعه
عن ابى جعفر عليه السلام ومن ابنه بعد أبيه عليهما السلام بصفة ما قالوا وان لم
احفظ حروفه غير انه لم يسقط جمل معناه: ان الطلاق الذى امر الله به في كتابه وسنة
نبيه صلى الله عليه وآله: انه إذا حاضت المرأة وطهرت من حيضها أشهد رجلين عدلين قبل
ان يجامعها على تطليقه، ثم هو أحق برجعتها ما لم تمض لها ثلاثة قروء، فان راجعها
كانت عنده على تطليقتين، وان مضت ثلاثة قروء قبل ان يراجعها فهى أملك بنفسها، فان
اراد ان يخطبها مع الخطاب خطبها، فان تزوجها كانت عنده على تطليقتين، وما خلا هذا
فليس بطلاق. قلت: دلالة هذه الصحيحة على اشتراك الطلاق العدى والسنى في الحصر
بالثلاث والحاجة إلى المحلل عول على قوله (فان تزوجها كانت عنده على تطليقتين) حيث
ان التزويج بالزوج لم يهدم اثر التطليقة الاولى مع انها كانت سنية، وقد حدود امكان
الطلاق بمرتين. ولا يصح التعويل عليه: أو لا لانه بمنزلة المفهوم المصرح به لقوله
(فان راجعها كانت عنده على تطليقتين) حيث اشترك السنى مع العدى فيما ذكره قبل ذلك و
انما افترقا بما ذكره في هذه الشرطية ومفهومها (ان لم يراجعها لم يكن على تطليقتين)
أي يستأنف الطلاق ولا تحتسب التطليقه الاولى، ومن الواضح ان قوله بعد ذلك (فان
تزوجها كانت عنده على تطليقتين) بمنزلة المفهوم لهاو اشتراك المفهوم والمنطوق في
الحكم فساده واضح. وثانيا فان الرواية منقولة بالمعنى كما صرح به فيها والجملة
الاخيرة لا يلائم مع رواية غير واحد من هؤلاء الفضلاء المسمين فيها كما تقدمت فلا
يصح التعويل عليها فتدبر. 9 - ومنها صحيح عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه
السلام قال قال:
________________________________________
[ 155
]
أمير
المؤمنين عليه السلام: إذا أراد الرجل الطلاق طلقها في قبل عدتها (أي عادتها) في
غير جماع، فانه إذا طلقها واحدة ثم تركها حتى يخلوا أجلها (ان شاء ان يخطب مع
الخطاب فعل فان راجعها قبل ان يخلو أجلها أو بعده فهى عنده على تطليقة، فان طلقها
الثانية وشاء ان يخطبها مع الخطاب ان كانت تركها حتى خلا أجلها وان شاء راجعها قبل
ان ينقضى أجلها، فان فعل فهى عنده على تطليقتين، فان طلقها ثلاثا فلا تحل له حتى
تنكح زوجها غيره، وهى ترث وتورث ما دامت في التطليقتين الاوليين. رواه في التهذيب ج
8 - 29 والاستبصار ج 3 - 270 باسناد صحيح عنه وفي الكافي ج 2 - 101 باسناد موثق عنه
مع تفاوت يسير. قلت: والظاهر من قوله (فان فعل فهى عنده) هي الرجوع خصوصا بقرينة
الصدر على ما في الكافي والاستبصار و (ح) فعد الطلاق وحصره مخصوص بالعدى، فيوافق
روايتيه الاخريين كما فلاحظ. الطائفة الثانيه ما دلت على التساوى بين الطلاق العدى
والسنى في الحصر ولزوم المحلل بعد الثالث. وهو ما رواه في الكافي ج 2 - 100 وفي
التهذيب ج 8 - 27 والاستبصار ج 3 268 عنه عن على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى
عمير (نجران - الكافي) أو غيره عن ابن مسكان عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه
السلام قال سألته عن طلاق السنة فقال طلاق السنة إذا اراد الرجل ان يطلق امرأته ثم
يدعها ان كان قد دخل بها حتى تحيض ثم تطهر، فإذا طهرت طلقها واحدة بشهادة شاهدين ثم
يتركها حتى تعتد ثلاثة قروء، فإذا مضت ثلاثة قروء فقد بانت منه بواحدة، وكان زوجها
خاطبا من الخطاب ان شاءت تزوجته وان شاءت لم تفعل، فان تزوجها بمهر جديد كانت عنده
على اثنتين باقيتين وقد مضت الواحدة فان هو طلقها واحدة اخرى على طهر بشهادة شاهدين
ثم يتركها حتى تمضى اقراؤها من قبل ان يراجعها فقد بانت منه
________________________________________
[ 156
]
بالثنتين
وملكت امرها وحلت للازواج وكان زوجها خاطبا من الخطاب ان شاءت تزوجته وان شاءت لم
تفعل فان هو تزوجها تزويجا جديدا بمهر جديد كانت معه على واحدة باقية وقد مضت
ثنتان، فان اراد ان بطلقها طلاقا لا يحل له حتى تنكح زوجا غيره تركها حتى إذا حاضت
وطهرت أشهد على طلاقها تطليقة واحدة ثم لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، واما طلاق
العدة فان يدعها حتى تحيض الحديث. قلت: هذه هي الرواية الواضحة دلالة على التساوى
بينهما وقال الشيخ بعد تمامها: الذى تضمن هذا الحديث من انه إذا طلقها ثلاث تطليقات
لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، هو المعتمد عندي والمعمول عليه لانه موافق لظاهر
كتاب الله عزوجل، الخ ما تقدم من كلامه. والخبر قاصر سندا بالارسال، مع مخالفته لما
روى عنه بطريق معتبر الصريح في اختصاص الحكم بالعدى الذى رجع إليها الزوج وذاق
عسيلتها كما تقدم. الطائفة الثالثة: الاخبار التى وردت في طلاق التى لم يدخل بها
رواها الشيخ في التهذيب ج 8 - 65 والاستبصار ج 3 - 297. فمنها صحيح عبدالله بن سنان
عن ابى عبدالله عليه السلام في امرأة طلقها زوجها ثلاثا قبل ان يدخل بها قال لا تحل
له حتى تنكح زوجا غيره. ومنها صحيح الحلبي عنه عليه السلام في رجل طلق امرأته ثم
تركها حتى انقضت عدتها، ثم تزوجها ثم طلقها من غير ان يدخل بها حتى فعل ذلك بها
ثلاثا قال: لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. ومنها خبر محمد بن مسلم عنه عليه السلام
في رجل طلق امرأته الحديث نحو صحيح الحلبي.
________________________________________
[ 157
]
ومنها خبر
طربال قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن رجل طلق امرأته تطليقة قبل ان يدخل بها
واشهد على ذلك والمها ؟ قال: قد بانت عنه ساعة طلقها وهو خاطب من الخطاب، قلت: فان
تزوجها ثم طلقها تطليقة اخرى قبل ان يدخل بها قال: قد بانت منه ساعة طلقها، قلت فان
تزوجها من ساعته ايضا ثم طلقها تطليقة قال: قد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجا
غيره. ومنها صحيح محمد بن اسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: البكر إذا
طلقت ثلاث مرات وتزوجت من غير نكاح فقد بانت ولا تحل، لزوجها حتى تنكح زوجا غيره.
قال في التهذيبين بعد هذه الروايات: قال محمد بن الحسن: وهذه الاخبار دالة على ما
قلناه من ان من طلق امرأته ثلاثا للسنة لا تحل حتى تنكح زوجا غيره لان طلاق العدة
لا يتأتى في البكر وغير المدخول بها، وقد بينا ان من شرط طلاق العدة المراجعة
والمواقعة بعدها وجميعا لا يتأتى في غير المدخول بها على ما بناه. اقول: ليست هذه
الاخبار دالة على ان حصر الطلاق بالثلث معلول عن كونه سنيا، بل لعله مسبب عن طلاقها
قبل ذوقه من عسيلتها، وهو حط لكرامتها وتجر من الرجل على شرف المرأة وهذل بها دون
ان يتمتع بها، إذ هي ريحانة، وليست بقهرمانه، كما في الحديث. كما ان تخصيص الطلاق
الذى لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره بالعدى في الحامل في جملة من الروايات لعدم
امكان السنى ثلاث مرات لاعتبار انقضاء العدة وهى الوضع، فلاحظ روايات اسحاق بن
عمار، ويزيد الكناسى وابن بكير في التهذيب ج 8 - 71 إلى 73. الطائفة الرابعة - ما
وردت في هدم نكاح الغير للتطليقات، وهى على وجوه:
________________________________________
[ 158
]
الاول: ما
ورد في هدم نكاح الغير بعد ثلث تطليقات من الزوج الاول، وهذه الاخبار مع كثرتها
وصحة أسانيد غير واحد منها، كما تقدم بعضها متطابقة لمورد الاية المباركة: (الطلاق
مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان فان طلقها فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره)
والتعميم لصوره نكاح الغير بعد التطليقه الاولى أو الثانية، انما هو بالاولوية
القطعية ومفهوم الموافقة، لا بد لالة اللفظ كما لا يخفى. الثاني: ما دل صريحا على
ان نكاح الغير لا يهدم التطليقة والتطليقتين، وانما يوجب الهدم فيما حرمت المطلقة
على الزوج وهو بعد الثالث. فمنها صحيح الحلبي قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن
رجل طلق امرأته تطليقة واحدة ثم تركها حتى مضت عدتها فتزوجت زوجا غيره، ثم مات
الرجل أو طلقها، فراجعها زوجها الاول ؟ قال: هي عنده على تطليقتين باقيتين. ومنها
صحيح منصور عن ابى عبدالله عليه السلام في امرأة طلقها زوجها واحدة أو اثنتين ثم
تركها حتى تمضى عدتها، فتزوجها غيره، فيموت أو يطلقها، فتزوجها الاول، قال قال هي
عنده على ما بقى من الطلاق. ومنها صحيح محمد الحلبي عن ابى عبدالله عليه السلام
مثله. ومنها صحيح زرارة عن أبى جعفر عليه السلام ان عليا عليه السلام كان يقول في
رجل يطلق امرأته تطليقة ثم يتزوجها بعد زوج: انها عنده على ما بقى من طلاقها. ومنها
خبر عبدالله بن محمد قال قلت له روى عن ابى عبدالله عليه السلام في الرجل يطلق
امرأته على الكتاب والسنة وتبين منه بواحدة وتزوج زوجا غيره فيموت عنها أو يطلقها
فترجع إلى زوجها الاول انها تكون عنده على تطليقتين وواحدة قد مضت، فكتب: صدقوا.
________________________________________
[ 159
]
وهنا اخبار
أخر تدل على ذلك اوردها في الوسائل ج 15 - 363، باب 6 من اقسام الطلاق فلاحظ. وروى
الشيخ هذه الاخبار في التهذيب ج 8 - 32 والاستبصار ج 3 - 273 ثم احتمل فيها وجهين:
الحمل على صورة فقد بعض الشروط، والحمل على التقية واستشهد على الاول بجملة من
الروايات وعلى الحمل على التقيه بما رواه ص 34 من التهذيب في الصحيح عن ابى المغيرة
عن عمرو بن ثابت عن عبدالله بن عقيل بن ابي طالب قال: اختلف رجلان في قضية على عليه
السلام وعمر في امرأة طلقها زوجها تطليقة أو اثنتين فتزوجها آخر فطلقها أو مات
عنها، فلما انقضت عدتها تزوجها الاول فقال عمر: هي على ما بقى من الطلاق، وقال أمير
المؤمنين عليه السلام: سبحان الله أيهدم ثلاثا ولا يهدم واحدة !. اقول هذه الاخبار
مخالفة للكتاب ويجب طرحها وقد أشار عليه السلام بقوله هذا إلى الاولوية القطعية
المتقدمة في مورد الآية، وان الخبر المخالف لمفهوم موافق الكتاب باطل زخرف يضرب على
الجدار. الثالث ما دل صريحا على هدم نكاح الغير للتطليقة أو التطليقتين فمنها ما
اورده احمد بن محمد بن عيسى في نوادره عن ابن محبوب عن اسحاق بن جرير عن ابى
عبدالله عليه السلام قال سأله بعض اصحابنا وأنا حاضر عن رجل طلق امرأته تطليقة
واحدة، ثم تركها حتى بانت منه، ثم تزوجها الزوج الاول، قال: فقال: نكاح جديد وطلاق
جديد، وليس التطليقة الاولى بشئ، هي عنده على ثلاث تطليقات مستأنفات الحديث. رواه
في الوسائل ج 15 - 366 عنه. 2 - ومنها ما رواه في التهذيب ج 8 - 31، والاستبصار ج 3
- 272 عن احمد بن محمد بن عيسى عن البرقى عن الجوهرى عن رفاعة قال قلت لابي عبدالله
عليه السلام رجل طلق امرأته تطليقة واحدة، فتبين منه، ثم يتزوجها آخر،
________________________________________
[ 160
]
فطلقها على
السنة، فتبين منه، ثم يتزوجها الاول، على كم هي عنده ؟ قال: على غير شئ، ثم قال: يا
رفاعة كيف إذا طلقها ثلاثا، ثم تزوجها ثانية استقبل الطلاق، فإذا طلقها واحدة كانت
على الثنتين ؟ !. قلت: والرواية واضحة الدلالة على الاولوية المذكورة، وعلى فساد
توهم اختصاص الهدم بنكاح الغير بعد الثالثة كما عن بعض العامة. 3 - ومنها ما رواه
ايضا في التهذيب ج 8 - 30، والاستبصار ج 3 - 271 عن الكليني في الكافي ج 2 - 103 عن
حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد، و صفوان عن رفاعة عن ابى عبدالله عليه السلام
قال سألته عن رجل طلق امرأته حتى بانت منه وانقضت عدتها، ثم تزوجت زوجا آخر، فطلقها
ايضا، ثم تزوجت زوجها الاول ايهدم ذلك الطلاق الاول ؟ قال: نعم. قال ابن سماعة:
وكان ابن بكير يقول: المطلقة إذا طلقها زوجها ثم تركها حتى تبين، ثم تزوجها، فانما
هي عنده على طلاق مستأنف. قال ابن سماعة: وذكره الحسين بن هاشم انه سأل ابن بكير
عنها، فاجابه بهذا الجواب، فقال له: سمعت في هذا شيئا ؟ فقال: رواية رفاعة، فقال:
ان رفاعة روى: انه إذا دخل بينهما زوج. فقال: زوج وغير زوج عندي سواء. فقلت: سمعت
في هذا شيئا ؟ فقال: لا، هذا مما رزق الله من الرأى. قال ابن سماعة: وليس نأخذ بقول
ابن بكير، فان الرواية: إذا كان بينهما زوج 4 - ومنها ما رواه بعد ذلك عن محمد بن
أبي عبد الله عن معاوية بن حكيم عن عبدالله بن المغيرة قال سألت عبدالله بن بكير عن
رجل طلق امرأته واحدة، ثم تركها حتى بانت منه، ثم تزوجها، قال: هي معه كما كانت في
التزويج، قال قلت: فان رواية رفاعة: (إذا كان بينهما زوج) ؟ فقال لي عبدالله: هذا
زوج،
________________________________________
[ 161
]
قلت: الظاهر
ان ما اشار إليه ابن المغيرة من رواية رفاعة هي التي اشار إليها ايضا الشيخ في ذيل
رواية ابن محبوب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام كما تقدمت ص 140 وقد رواها عن
رفاعة عن ابن عبدالله عليه السلام جماعة منهم: محمد بن زياد، وصفوان، والقاسم بن
محمد الجوهرى، ولا يبعد اتحادها مع ما رواه اسحاق بن جرير عن أبى عبدالله عليه
السلام وكونه المراد من بعض اصحابنا فتدبر. كما ان الظاهر اتحاد روايتي رفاعة بطرق
الشيخ في التهذيبين وان الثانية منهما قطعة من الاولى ففيها زيادة التصريح بمفهوم
الموافقة والاولوية القطعية المتقدمة. وقد اشتركت الروايتان دلالة على هدم التطليقة
الاولى عندما خرجت من العدة وتزوجها غيره ثم طلقها، وعلى حليتها للزوج الاول، وانها
عده على طلاق مستأنف فلا تحتسب التطليقة الاولى، كما انهما قد اشتركتا دلالة على
تفريع السؤال عن الهدم والاستقبال على تزويج الزوج الاول بها بعد نكاح الغير وطلاقه
ففى الاولى: (ثم يتزوجها الاول، على كم هي عنده ؟)، وفي الثانية: (فطلقها ايضا ثم
تزوجت زوجها الاول ايهدم ذلك الطلاق الاول ؟). وقد افترقتا تارة بدلالة الاولى على
هدمه للتطليقتين أو الثلاث ايضا مع ان الهدم فيهما ليس اولى من الهدم للتطليقة
الواحدة، وسكوت الثانية عن الهدم لهما، واخرى بدلالتها ايضا على ان نكاح الغير بعد
ثلث تطليقات هو الاصل في الهدم، واما هدمه للتطليقتين أو التطليقة فبا الاولوية
القطعية كما هو الشأن في الاية المباركة، وثالثة بزيادة الثانية حكاية ابني سماعة
وهاشم عن ابن بكير مقالته المتفرد بها. كما حكاها عنه ايضا ابن المغيرة على ما في
الرواية الاخيرة وهذه الامور لا توجب اختيار ابن بكير لهذه المقالة كما لا يخفى على
المتأهل. وانما نشأ استدلاله برواية رفاعة، من تفريع الهدم فيها على التزويج بالزوج
________________________________________
[ 162
]
الاول بعد
نكاح الغير وتطليقه لها، إذ لو كان اثر نكاح الغير بها لما كا لتفريعه على التزويج
وجه، فان الزوج الاول انما يحرم عليه بالطلاق الثالث، امران: نكاحه بها، ثم
تطليقها، و (ح) فنكاح الغير: اما يحلل له النكاح والتطليق معا، واما يحل النكاح فقط
فتبقى حرمة تطليقها بعده إلى الابد، واما يحلل بنكاح الغير نكاح الزوج الاول بها،
وبتزويجه المستأنف تطليقه لها. وجوه، والاية المباركة انما دلت صريحا على حليتها
للزوج الاول بنكاح الغير من دون تعرض فيها لهدمه للتطليقات السابقة وجوار الطلاق
مستأنفا. واما الروايتان فليس سياقهما بيان جواز التزويج له بعد نكاح الغير لها، بل
الظاهر سياقهما لجواز الطلاق المستأنف وهدم السابق، وحيث علقه على التزويج
المستأنف، أو هم أنه اثر التزويج المستأنف، لا انه أثر نكاح الغير، والاطلاق يقتضى
عدم الفرق في ذلك بين كونه مسبوقا بنكاح الغير وكون جواز تزويجه مشروطا به وبين غير
المسبوق بنكاح الغير، فاستناد ابن بكير انما كان باطلاق رواية رفاعة، لا بالغاء
خصوصية المورد أو القياس. ولعل اعتبار المحلل بعد حصر جواز الطلاق بالثلث: اما
بلحاظ الرجوع وتكرره في الطلاق العدى، فانه يمنع عن استملاك المرأة امرها، واستقرار
موضعها من الكرامة والشرف، عند اكتفاء الزوج بالتمتع العاجل بها، واما بلحاظ تهوين
شأنها بعدم ذوقه من عسيلتها، والانجذاب نحوها والسكون إليها كما في المطلقة غير
العدية. وما استظهرناه بالتقريب المتقدم من روايتي رفاعة هو الظاهر من رواية ابن
بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام المتقدمة ص 151 فلاحظها مع تفطن وتدبر فان
المستفاد منها امور: احدها: التحفظ على شرائط الطلاق والسنة فيه، بعيدا
________________________________________
[ 163
]
من البدعة
مثل كونه في الطهر، ومع الاختيار، وشهود عدلين وغير ذلك. ثانيها اختيار الطلاق
العدى الذى يمكن له الرجوع إليها في عدتها، فلا يطلق طلاقا بائنا كالصغيرة، ولا غير
المدخول بها، ولا اليائسة، ولا المختلعة، والمبارئة، الا ان يخافا ان لا يقيما حدود
الله تعالى. ثالثها: عدم الرجوع إليها في عدتها إلى ان ينقضى بالطلاق السنى بالمعنى
الاخص فيكون الفصل (ح) بينهما بمضي العدة وعدم ذوقه من عسيلتها، واستملاكها لامرها،
ثم خطبة الرجل جديدا لها كسائر الخطاب مزيدا لعزها وشرفها ورفع منزلتها عند زوجها
وكرامتها عليه. رابعها: دلالتها على زمان العدة واحكامها ولواحقها. خامسها دلالتها
على فضل هذا النوع من الطلاق ففيه العدل بين المرأة والرجل، وتأديب المرأة إذ كانت
هي السبب للمفارقة وعقوبة يسيرة للرجل فيها وقاية لها من تجريه على كرامتها فلا
يبتلى بالمجازاة بضرورة نكاح الغير بزوجته المطلقة. ولعل هذه الامور و غيرها أوجب
اختيار عبدالله بن بكير لهذه المقالة المعروفة. هذا ما تيسر لنا من الانتصار
لعبدالله بن بكير الفقيه فاغتنم. ونختم الكلام في المقام بتوضيح امور: احدها: ان
المستفاد من الادلة كتابا وسنة ان الطلاق لحضاضته ومرجوحيته في الاسلام نظرا إلى
كونه حطا لكرامة المرأة وطريقا إلى حرمانها، يقتضى اثرا خاصا تعليقا شأنيا به يصير
فعليا تنجيزيا بتكرره ثلثا بعد الرجوع إليها في عدتها مرتين فتحرم عليه ابدا حتى
تنكح زوجا غيره. ثانيها: ان الله تعالى عدلا بين المرأة والرجل، جعل نكاح الغير لها
بعد تكرر الطلاق ثلثا مع رجوعه إليها في عدتها مرتين، هادما لهذا الاثر ومزيلا
للحرمة الابدية وقد اتفقت الايات دلالة على ان الطلاق العدى المتكرر
________________________________________
[ 164
]
يورث
التحريم ونكاح الغير يزيله وهو المتيقن من موردهما. ثالثها: ان جملة من الاخبار كما
تقدمت قد دلت على ان الموجب لفعلية الاثر الشأنى التعليقي وتنجزه هو تكرر الطلاق
ثلثا مطلقا مع تخلل رجعتين بينها كما في العدى، اولا كما في السنى بالمعنى الاخص،
بل زعم جماعة من اصحابنا شمول اطلاق الكتاب ايضا لذلك وقد أفتى بذلك اصحابنا
الامامية منكرين على ابن بكير عدم تعميمه للطلاق السنى، ولكنك قد عرفت المناقشة في
اطلاق الاية وان مورد قوله تعالى (فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره)
اما الطلاق الخلع بقرينة قوله تعالى قبل ذلك (ولا يحل لكم ان تأخذوا مما آتيتموهن
شيئا..) واما هو والطلاق العدى المسبوق به ذكرا، كما قد عرفت المناقشة بقصور
الاخبار الدالة على التساوى بين العدى والسنى سندا ودلالة هذا مضافا إلى ان الاخبار
المفصلة بين العدى والسنى مقيدة للاطلاق المذكوران لم تكن حاكمة على المطلقات فلاحظ
وتدبر، و (ح) لا مثبت لكون الموجب لفعلية ذلك الاقتضاء وتنجز الاثر هو تكرر الطلاق
ثلثا مطلقا، بل مع تخلل رجعتين في عدتها، فيختص الهادم التام وهو نكاح الغير بذلك.
رابعها ان روايات الشيخ عن رفاعة وزرارة كما تقدمت دلت على زوال المقتضى او الاثر
الناقص التعليقي المذكور في الطلاق السنى باستئناف الزوج النكاح بالمطلقة بعد
انقضاء عدتها باعتبار زوال حرمانها وعود كرامتها باستملاك امرها وتراجعها بالزواج
الجديد بوجه معروف فهو ايضا هادم كما ان نكاح الغير هادم لذاك. و في رواية زرارة
(فان فعل هذا بها مأة مرة هدم ما قبله وحلت له بلا زوج...) وفي مرسل الصدوق: (وسمى
طلاق السنة طلاق الهدم متى استوفت قروؤها و وتزوجها ثانية هدم الطلاق الاول) وهنا
اساس كلام ابن بكير وعدوله عن
________________________________________
[ 165
]
رأى الاصحاب
فلاحظ واغتنم. روايات في مدح عبدالله بن بكير 1 - فمنها ما في الكافي ج 2 - 180 باب
التفاح باسناد صحيح عن عبدالله بن بكير قال: ارعفت سنة بالمدينة فسئل اصحابنا ابا
عبدالله عليه السلام عن شيئ يمسك الرعاف فقال لهم: اسقوه سويق التفاح، فسقوني،
فانقطع عنى الرعاف. 2 - ومنها ما رواه الحميرى في قرب الاسناد ص 79 عن محمد بن
الوليد عن عبدالله بن بكير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: انا نريد الخروج إلى
مكة مشاة، قال فقال: لا تمشوا، ولكن اخرجوا ركبانا، قال فقلت: اصلحك الله، انه
بلغنا ان الحسن بن على عليه السلام حج عشرين حجة ماشيا، قال: ان الحسن بن على عليه
السلام حج وساق معه المحامل والرحال. ورواه الشيخ في التهذيب ج 5 - 12 عن موسى بن
القاسم عن صفوان عن عبدالله بن بكير. 3 - ومنها ما رواه ايضا ص 81 عنه عنه قال حججت
في اناس من أهلنا فأرادوا ان يحرموا قبل ان يبلغوا العقيق، فأبيت، فقلت لهم: ليس
الاحرام الا من الوقت، فخشيت ان لا نجد الماء، فلم أجد بدا من ان احرم معهم، قال
فدخلنا على ابى عبدالله عليه السلام، فقال له ضريس بن عبدالملك: ان هذا زعم انه لا
ينبغى الاحرام الا من العقيق، قال: صدق. الحديث 4 - ما رواه في اصول الكافي ج 1 -
337 - 5 باب في الغيبة عن على بن ابراهيم عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبدالله بن
موسى عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان
للغلام غيبة قبل ان يقوم، الحديث (وهو طويل). 5 - ما رواه ايضا خ 6 عن محمد بن يحيى
عن جعفر بن محمد عن اسحاق بن محمد
________________________________________
[ 166
]
عن يحيى بن
المثنى عن عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام
يقول: يفقد الناس امامهم، يشهد الموسم، فيراهم ولا يرونه. ورواه باسناد عن يحيى بن
المثنام عنه مع تفاوت ص 339 - 12. 6 - ما رواه ص 338 - 9 ايضا عن محمد بن يحيى عن
جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبدالله بن جبلة عن عبدالله بن بكير عن زرارة
قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان للقائم عليه السلام غيبة قبل ان يقوم،
قلت: ولم ؟ قال: انه يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه، يعنى القتل. ورواه ص 340 - 18 عن
العدة عن احمد بن محمد عن ابيه محمد بن عيسى عن ابن بكير الحديث نحوه. 7 - ما في
التهذيب ج 7 - 317 - 1311 والاستبصار ج 3 - 197: محمد بن احمد بن يحيى عن احمد بن
أبى عبدالله عن على بن اسباط قال سأل ابن فضال ابن بكير في المسجد، فقال: ما تقولون
في امرأة ارضعت غلاما سنتين ثم ارضعت صبية لها اقل من سنتين حتى تمت السنتان أيفسد
ذلك بينهما ؟ قال لا يفسد ذلك لانه رضاع بعد فطام، وانما قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لارضاع بعد فطام، أي انه إذا تم للغلام سنتان أو الجارية فقد خرج من حد
اللبن فلا يفسد بينه وبين من يشرب منه، قال واصحابنا يقولون: انه لا يفسد الا ان
يكون الصبى والصبية يشربان شربة شربة. 8 - ما روى الصدوق في كتابيه (معاني الاخبار
ص 266، وعيون أخبار الرضا ج 1 - 310 - 75) عن أبيه عن احمد بن ادريس عن (سهل بن
زياد عن معاني الاخبار) على بن الريان عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان الواسطي عن
الحسين بن خالد الكوفى عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال قلت: جعلت فداك حديث كان
________________________________________
[ 167
]
يرويه
عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة، قال فقال لى: وما هو ؟ قال قلت: روى عن عبيدانه
لقى ابا عبدالله عليه السلام في السنة التى خرج فيها ابراهيم بن عبدالله بن الحسن،
فقال له: جعلت فداك ان هذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه فما الذى تأمر به ؟ قال:
فقال: اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض. قال: وكان عبدالله بن بكير يقول:
والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم. قال: فقال لى أبو
الجسن عليه السلام: الحديث على ما رواه عبيد، وليس على ما تأوله عبدالله بن بكير،
انما عنى أبو عبدالله عليه السلام بقوله: (ما سكنت السماء)، من النداء باسم صاحبك و
(ما سكنت الارض) من الخسف بالجيش. قلت: صدق الامام عليه السلام عبيدا في روايته،
ولم يصدق ابن بكير في تأويله إذ ليس كل خروج ودعوة علوى وسرعة الناس إليه، امارة
على امامته وكونه الذى يملاء الارض عدلا، وانما الذى يملاء الارض عدلا هو الذى تظهر
عند خروجه آيات في السماء ومنها الصيحة، وفي الارض ومنها الخسف بالجيش وغير ذلك مما
ورد في علامات الظهور. وقد ولد عبدالله بن بكير كما قال أبو غالب في الرسالة ص 34.
رحبان، وكان اسمه محمدا، والحسن، (الحسين خ) وعليا..، وعبد الله بن بكير يكنى أبا
على. 6 - عمر بن بكير بن اعين الشيباني ذكره الشيخ والنجاشى في اولاد بكير كما تقدم
ص 32 بل هو ظاهر كلام ابى غالب. ثم ان ظاهر ما تقدم عن النجاشي في ترجمة اخيه
عبدالله: روى عن أبى عبدالله، واخوته عبدالحميد، والجهم، وعمر، روى عبدالحميد عن
ابى الحسن
________________________________________
[ 168
]
موسى عليه
السلام.. أن عمر بن بكير من اصحاب الصادق عليه السلام ومن روى عنه و لم يرو عن أبى
الحسن عليه السلام. وليس هو عمر بن بكير الاخباري الراوية النسابة صاحب الحسن بن
سهل الذى ذكره ابن النديم في الفهرست ص 162. (2) - اولاد حمران بن اعين قال أبو
غالب في الرسالة (22) في رواية في اولاد أعين: وولد حمران: حمزة وعقبة، وبغير هذا
الاسناد: ومحمدا. وايضا فيمن لقى منهم الائمة (ع) ص 4: ولقى بعض اخوتهم وجماعة من
اولادهم مثل حمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة ومحمد بن حمران وغيرهم ابا عبدالله جعفر
بن محمد عليهما السلام ورووا عنه. وقال النجاشي في حمزة بن حمران بن أعين الشيباني:
روى عن أبى عبدالله عليه السلام، وأخوه ايضا: عقبة بن حمران روى عنه. وقال الشيخ في
الفهرست ترجمة زرارة ص 74 عند ذكر اخوته: منهم حمران، وكان نحويا، وله ابنان: حمزة
بن حمران، ومحمد بن حمران.. 1 - حمزة بن حمران بن اعين الكوفى الشيباني ذكره الشيخ
في اصحاب الباقر عليه السلام ص 118 وروى في الكافي ج 2 - 292 والتهذيب ج 10 - 37،
ومستطرفات السرائر ص 482 باسنادهم عن الحسن بن محبوب عن حمزة بن حمران قال سألت أبا
جعفر عليه السلام قلت متى يجب على الغلام ان يؤخذ بالحدود التامة الحديث. وروى
جماعة عن حمزة بن حمران عن أبى جعفر عليه السلام ذكرناهم في الطبقات ومنهم محمد بن
سنان وذكره البرقى ص 39، والنجاشى ص 108، والشيخ ص 177، والكشى ص، وابو غالب ص 4
وابن الغضائري في التكملة ص 102 في اصحاب الصادق عليه السلام ومن روى عنه، وروى عنه
عنه جماعة من الاجلة ذكرناهم في
________________________________________
[ 169
]
الطبقات:
مهم عبيد بن زرارة، وعبد الله بن بكير، وضريس، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن
المغيرة، وعلى بن رئاب، ومحمد بن سنان، وهشام بن سالم، و عبد الرحمان بن الحجاج
وغيرهم. وفي مشيخة الصدوق رقم 356 إليه طريق صحيح عن محمد بن ابى عمير عنه. وذكره
الشيخ في فهرست مصنفي الشيعة ص 64 وروى كتابه باسناده عن ابن سماعة عنه. وقال
النجاشي: له كتاب يرويه عدة من اصحابنا، اخبرنا... ثم روى باسناده عن صفوان بن يحيى
عنه كتابه. ويدل على منزلة حمزة بن حمران، عموم ما دل على فضل آل أعين، و منها ما
روى ابن الغضائري في التكملة باسناده عن ابن عقدة الحافظ في مدحهم و فيه: كل واحد
منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد.. ويظهر من جملة من الروايات منزلة حمزة بن
حمران عند ابى عبدالله عليه السلام منها: ما ورد في لقائه بعد رجوعه من اليمن مع
ابى عبدالله عليه السلام وقوله له: بلغني انك برئت من عمى، يعنى زرارة، قال فقال:
أنا لم اتبرء من زرارة ولكنهم الحديث. رواه الكشى ص 97 باسناد صحيح عن عبد الرحمان
بن الحجاج عنه، وايضا باسناد آخر عن الهيثم بن حفص العطار عنه. بل يظهر منها ايضا
انه كان من اهل الكلام والمناظرة، فروى الصدوق في كتاب التوحيد باب الاستطاعة ص 357
باسناد صحيح عن ابن بكير عن حمزة بن حمران قال قلت لابي عبدالله عليه السلام ان لنا
كلاما نتكلم به، قال: هاته قلت نقول الحديث. وباسناده ايضا عن عبيد بن زرارة عنه
قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الاستطاعة فلم يجبنى فدخلت عليه دخلة اخرى
فقلت: اصلحك الله انه قد وقع في قلبى منها
________________________________________
[ 170
]
شيئ لا
يخرجه الا شيئ أسمعه منك، قال فانه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت اصلحك الله فانى
اقول ان الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد الا ما يستطيعون، والا ما يطيقون فانهم
لا يصنعون شيئا من ذلك الا بارادة الله ومشيته وقضائه وقدره، قال هذا دين الله الذى
انا عليه وآبائي. ورواه الكليني في اصول الكافي ج 1 - 162 باب الاستطاعة عن عبيد
عنه نحوه. وايضا في تابه (معاني الاخبار ص 212) في الصحيح عن محمد بن سنان عن حمزة
ومحمد ابني حمران قالا: اجتمعنا عند أبى عبدالله عليه السلام في جماعة من اجلة
مواليه وفينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال له أبو عبدالله
عليه السلام: مالك لا تتكلم يا حمران الحديث. وفي كتابه (اكمال الدين ص 228 باب 22)
في المصحح بابن سنان عن حمزة بن حمران عن ابى عبدالله عليه السلام قال لو لم يكن في
الارض الا اثنان لكان احدهما الحجة، ولو ذهب احدهما بقى الحجة. وفي باب 39 حديث
الخضر عليه السلام ص 368 في الصحيح عن ابن أبى عمير عن حمزة بن حمران وغيره عن
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال خرج أبو جعفر محمد بن على الباقر عليه
السلام بالمدينة الحديث بطوله في لقائه مع الخضر عليه السلام. وتزويج حمزة بن حمران
بنت بكير بن أعين وله في ذلك مع آل بكير حديث رواه في التهذيب ج 8 - 11 وروى الصدوق
في الامالى ص 351 المجلس 62 باسناد كالصحيح عن ابن ابى عمير عن حمزة بن حمران قال
دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لى: يا حمزة من أين أقبلت ؟ قلت
من الكونة، قال فبكى حتى بلت دموعه لحيته
________________________________________
[ 171
]
فقلت له:
يابن رسول الله مالك اكثرت البكاء ؟ فقال: ذكرت عمى زيدا وما صنع به فبكيت الحديث.
ورواه في البحار ج 46 عنه في أحوال زيد من اولاد السجاد عليه السلام وقد استخبر
الامام عليه السلام عن عمه الشهيد ممن دخل عليه من بطانته من اعاظم الكوفة مثل
الفضيل بن يسار كما في الامالى المجلس 56 - 311. قلت: وروايات حمزة بن حمران تدل
على منزلته وموضعه من العلم والفضائل فلا حظ باب الاستئكال بالعلم من (معاني
الاخبار) ص 181 والمجلس الخامس والعشرين ص 107 من كتابه (المجالس والامالي) في
اخبار الصادق عليه السلام بقتل الامام الرضا عليه السلام ودفنه بخراسان وايضا في
المجلس الرابع والخمسين ص 300 في فضائل على عليه السلام. 2 - عقبة بن حمران بن اعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 22 في اولاد حمران ولم يذكره الشيخ في ابنائه عند ذكرهم
في ترجمة زرارة ولكن ذكره النجاشي في ترجمة اخيه حمزة وانه روى ايضا عن أبى عبدالله
عليه السلام. كما ان عموم قول ابن عقدة الحافظ في آل اعين على ما رواه ابن الغضائري
في تكملة رسالة أبى غالب ص 100 (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد)،
يدل على منزلته في الفقه والفتوى. 3 - محمد بن حمران بن اعين ذكره أبو غالب في
الرسالة ص 22 في اولاد حمران على رواية وفيمن روى من آل اعين عن أبى عبدالله عليه
السلام ولقوه ص 5 وذكره الشيخ في فهرست اسماء مصنفي الشيعة ص 148 وروى كتابه
باسناده عن ابن أبى عمير وابن أبى نجران عنه. وذكره ايضا في ترجمة زرارة ص 74 عند
ذكر حمران من اخوته وقال: وله
________________________________________
[ 172
]
ابنان حمزة
بن حمران ومحمد بن حمران... ولهم روايات كثيرة واصول و تصانيف سنذكرها في ابوابها
ان شاء الله، ولهم ايضا روايات عن على بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام
نذكرهم في كتاب الرجال. وذكره في اصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ص 322 - 676
وقال: مولى بنى شيبان وذكره نحوه البرقى في اصحابه عليه السلام. قلت: قد روى محمد
بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام، روى عنه عنه جماعة كثيرة من الاجلاء الثقات
ذكرناهم في الطبقات فمنهم: محمد بن أبى عمير، وأحمد بن محمد بن أبى نصر، وعبد
الرحمان بن ابى نجران، وجميل، والحسن بن على الوشاء، ويونس، وأبان، ومحمد بن سنان،
والحسين بن سعيد، وعلى بن سيف بن عميرة، وولده ابراهيم بن محمد بن حمران. كما روى
عن أبيه حمران وعمه زرارة عن أبى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام ويدل على فضل
محمد بن حمران جملة من الروايات: منها ما رواه الصدوق في معاني الاخبار ص 212 باب
معنى الترتر حمران في الصحيح إلى محمد بن سنان عن حمزة، ومحمد ابني حمران قالا
اجتمعنا عند أبى عبدالله عليه السلام في جماعة من اجلة مواليه، وفينا حمران بن
أعين، فخضضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال: مالك لا تتكلم يا حمران الحديث وتقدم
تمامه في حمران ص 114. وروى المفيد في الاختصاص ص 25 عن محمد بن حمران عن الصادق
عليه السلام حديثا في طينة المؤمن. ومنها ما رواه الصدوق في اماليه ص 5 المجلس
الثاني والخصال ج 1 ص 101 - 43 باسناده الصحيح عن محمد بن أبي عمير قال حدثنى جماعة
من مشايخنا منهم أبان بن عثمان، وهشام بن سالم، ومحمد بن حمران عن الصادق عليه
السلام قال: عجبت لمن فزع من اربع كيف لا يفزع إلى اربع الحديث.
________________________________________
[ 173
]
قلت: فقد
عده مثل محمد بن ابيعمير من مشايخ أصحابنا الامامية من أصحاب الصادق عليه السلام
وهذه منقبة عظيمة. ومنها - ما رواه ابن الغضائري في التكملة عن ابن عقدة الحافظ في
آل أعين (كل واحد كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد). وروى محمد بن أبي عمير عن محمد
بن حمران عن سفيان بن السمط عن عبدالله بن النجاشي عن أبى عبدالله عليه السلام في
انحاء علوم آل محمد عليهم السلام. رواه المفيد في الاختصاص ص 286 وايضا ص 288 عن
ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام. تنبيه:
ذكر بعض اعاظم العصر دام بقائه في كلام طويل له في معجم رجال الحديث: ان محمد بن
حمران الذى وقع في كثير من الاسانيد انما هو: محمد بن حمران النهدي الكوفى
الجرجرائى أبو جعفر البزاز الثقة الذى ذكره النجاشي واما محمد بن حمران بن أعين فلم
يوجد له ولا رواية واحدة وان الظاهر اتحادهما والنجاشى قد اعتقد انه النهدي فذكر
الكتاب له، والشيخ اعتقد انه ابن أعين فذكر الكتاب له، والصحيح ما اعتقده النجاشي
بقرينة ذكر الصدوق في المشيخة طريقا إلى محمد بن حمران وجميل بن دراج بلا تميز، فيه
محمد بن ابى عمير عنهما وذكر طريقا آخر عنه إلى محمد بن حمران، وطريقا آخر عن محمد
بن ابيعمير و صفوان إليه، وقال في باب التيمم ج 1 ص 60 - 13: وسأل محمد بن حمران
النهدي وجميل بن دراج ابا عبدالله عليه السلام الحديث. قلت: ما ذكره محل نظر ومنع
اولا، فلعدم دليل على الاتحاد بعد تغاير العنوان وذكر الشيخ ابن اعين بكتابه فقط
والنجاشى النهدي بكتاب لا يدل عليه، ونظائر المقام كثيرة كما لا يخفى على المطلع،
كما ان عدم وقوف
________________________________________
[ 174
]
احدهما على
ما رواه الاخر غير عزيز كما حققنا ذلك في شرحنا على فهرست الشيخ، وفي تهذيب المقال
في شرح رجال النجاشي، هذا مع اختلاف من روى عنه الكتاب في طريقي الشيخ والنجاشى.
وثانيا: ان الشيخ ذكر في اصحاب الصادق عليه السلام ص 322 - 676 محمد بن حمران بن
اعين مولى بنى شيبان وص 285 - 83، محمد بن حمران النهدي أبو جعفر البزاز الكوفى.
وقال البرقى في اصحاب الصادق عليه السلام ص 20 محمد بن حمران، مولى بنى نهد كوفى.
وبعد اسماء ايضا: محمد بن حمران بن اعين مولى (بنى - ظ) شيبان. على ان ابا غالب شيخ
هذه العصابة ذكر في اولاد حمران محمدا، وروى عنه، فاحتمال الاتحاد ضعيف جدا، وان
شئت زيادة الوضوح فلاحظ تصريحات اعلام الرجال بالتعدد، وتمام الكلام في ذلك في
كتبنا الموضوعة لذلك. وثالثا: ان رواية الصدوق في التيمم عن الكتاب المشترك بينه
وبين جميل كرواية النجاشي له، في ترجمة جميل، ولكتابه المختص في ترجمته، لا تنافى
وجود الكتاب لمحمد بن حمران بن أعين، وان اتحدت الرواة عنه، فقد روى الصدوق في
المشيخة عن محمد بن ابى عمير عن محمد بن حمران وجميل رقم ص 32، وايضأ عن ابن أبى
عمير عن محمد بن حمران رقم 236، وبأسناد غير ذلك عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن
محمد بن حمران في باب غسل الجمعة خبر 12. و وقد كثر من الشيخ والصدوق الرواية عن
رجل بطريق غير طرقهما المذكورة في الفهرست والمشيخة فلاحظ. ورابعا: ان قوله: محمد
بن حمران بن أعين فلم يوجد له ولا رواية واحدة كما ترى لا اساس له، فقد صرح أبو
غالب في الرسالة ص 5 بانه ممن
________________________________________
[ 175
]
روى عن أبى
عبدالله عليه السلام ولقاه وذكر من رواياته في ص 26 وقد اخرجنا رواياته عنه في
طبقات أصحابه عليه السلام. 4 - عمران بن حمران روى الكليني في الكافي ج 2 - 28 باب
66 الشرط في النكاح خبر 8 عن منصور بن بزرج حديثا في عمران، كما روى الشيخ في
التهذيب ج 1 ص 7 والاستبصار ج 1 ص 80 باسناده عن أبى شعيب عن عمران بن حمران انه
سمع عبدا صالحا يقول: من تام وهو جالس لا يتعمد النوم فلا وضوء عليه. وروى ابن
قولويه في كامل الزيارات ص 251 باب 82 باسناده عن محمد بن الحسين الزيات عن حسين بن
عمران قال قلت لابي الحسين عليه السلام اقصر في مسجد الحرام أو اتم الحديث. وفي
التهذيب ج 5 ص 431 باسناده عن الصفار عن محمد بن الحسين عن الحسن بن حماد بن عديس
عن عمران بن حمران قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: أقصر في المسجد الحرام أو أتم
الحديث. وايضا ص 474 - 1669 عن محمد بن الحسين عن الحسن بن على بن فضال عن عمران
قال قلت لابي الحسن عليه السلام الحديث. قلت - والظاهر ان المراد به: عمران بن
حمران الاذرعى الذى ذكره الشيخ في اصحاب الصادق ع، وفي الفهرست وكذا النجاشي بكتابه
وتحقيق ذلك في كتبنا الموضوعة في ذلك. 5 - بنت حمران بن اعين وقد تزوج بها ابن عمه
ضريس بن عبدالملك بن أعين، فجعل لها ان لا يتزوج عليها والا يتسرى ابدا في حياتها
ولا بعد موتها على ان جعلت له هي
________________________________________
[ 176
]
ان لا تتزوج
بعده، وجعلا عليهما من الهدى والحج والبدن وكل مالهما في المساكين ان لم يف كل واحد
منهما لصاحبه وقال زرارة انه اتى أبا عبدالله عليه السلام فذكر ذلك له فقال: ان
لابنة حمران لحقا، ولن يحملنا ذلك على ان لا نقول لك الحق، اذهب وتزوج رواه موسى بن
بكر عن زرارة كما تقدم ص 113. ويأتى ما ينفع المقام في ترجمة ضريس. ابراهيم بن محمد
بن حمران بن أعين قال ابن عقدة الحافظ في آل اعين: (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان
يكون مفتى بلد) رواه ابن الغضائري في تكملته لرسالة ابى غالب ص 100 باسناده عنه.
وروى أبو غالب في الرسالة ص 26 عن محمد بن الحسين عنه عن أبيه عن ابى عبدالله عليه
السلام ان اول من عرف هذا الامر الحديث. وروى الصدوق في علل الشرايع ص 304 باب 245
باسناده عن على بن خطاب الخلال عن ابراهيم بن محمد بن حمران قال خرجنا إلى مكة
فدخلنا على ابى عبدالله عليه السلام فذكر الصلاة على الجنائز الحديث. وروى الكليني
في نوادر الطهارة من الكافي ج 1 ص 21 باسناده عن على بن المعلى عن ابراهيم بن محمد
بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من توضأ، فتمندل كانت له حسنة الحديث.
وروى عن ابيه محمد بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام، روى عنه اسماعيل بن منصور
(التهذيب ج 7 ص 407 و 461) وعلى بن أسباط في كتاب السفر من المحاسن (347، 429) وعلى
بن المعلى البغدادي (المحاسن كتاب المآكل 429) ومحمد بن الحسين (رسالة أبى غالب
26). (3 -) اولاد عبدالرحمن بن أعين قال أبو غالب في الرسالة 23: وولد عبد الرحمان
بن أعين عبد الرحمان،
________________________________________
[ 177
]
وحمران،
وسميعا، وعباسا، وابراهيم واسحاق بنى عبد الرحمان بن أعين فذلك ستة أنفس. قلت: لم
اجد لهم ذكرا في الرجال ولا في الطرق والاسانيد غير ما في كلام ابى غالب، وقد ذكر
من احفاده: 1 - عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين. 2 - محمد بن عبد
الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين. فقال: في الرسالة ص 18 عند ذكر محلة آل
اعين بالكوفة: وفي هذه المحلة دور بنى اعين متقاربة، وقد بقى منها إلى هذا الوقت
دار، وقفها محمد بن عبد الرحمان بن حمران على اهله، ثم على الاقرب (فالاقرب - خ)
إليه، وكانت في ايدى بنى عقبة الشيباني، ولم يتكلم فيها أحد من أهلى، ولا تعرض لها
حتى تكلمت أنا فيها في سنة اربع وستين وثلثمأة، وأشهدت على الحسن بن محمد بن (على
بن خ -) بن محمد بن عقبة الشيباني الذى كانت في يده انها وقف في يده على بنى اعين
وأخذت من اجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبى جعفر بن سليمان، ولم يكن في كتاب الوقف
زيادة في النسب على: محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن أعين، (وكان
في الكتاب شهادة على بن الحسن بن فضال، ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني، ومحمد بن
هديم الشيباني، وأظنه: محمد بن عبد الرحمان بن حمران بن أعين. خ). (4 -) اولاد
عبدالملك بن أعين تقدم ص 121 عن رسالة أبى غالب ص 23 ضريس، وعلى، ومحمد اولاده ثلثة
وقال ص 26: ووجدت في كتاب الصابونى المصرى: يونس بن عبدالملك بن أعين.. ممن روى عن
أبى عبدالله عليه السلام. وفى التكملة ص 102: وبها (أي
________________________________________
[ 178
]
بالقيوم من
ارض مصر) قبر غسان بن عبدالملك بن أعين فهولاء الذين رووا عن أبى عبدالله عليه
السلام. 1 - ضريس بن عبدالملك بن أعين بن سنسن الشيباني أبو عمارة الكوفى الكناسى
قال البرقى في اصحاب الباقر عليه السلام فيمن ادركه وروى عنه ص 17 ضريس بن عبدالملك
بن أعين. وذكره أبو عمرو الكشى ايضا في اصحابه عليه السلام ص 202 وزاد في عنوانه:
الشيباني ثم قال: حمدويه قال سمعت اشياخي يقولون: ضريس انما سمى بالكناسى لان
تجارته بالكناسة، وكانت تحته بنت حمران، وهو خير، فاضل، ثقة. قلت: وعموم ما قاله
ابن عقدة الحافظ في آل أعين، يقتضى كون ضريس فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. وقد كنى
أبوه عبدالملك بن لكبره أو لفضله. وقال الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام ص 221:
ضريس بن عبدالملك بن أعين الشيباني الكوفى أبو عمارة، وأخوه على. وروى ابن الغضائري
في تكملة رسالة أبى غالب ص 101 عن العقيقى ذكر ضريس بن عبدالملك بن أعين ممن روى عن
أبى عبدالله عليه السلام. قلت: وقد روى جماعة عن ضريس بن عبدالملك بن أعين الكناسى
عن أبى جعفر عليه السلام ذكرناهم في الطبقات منهم عبدالله بن بكير، وعلى بن رئاب،
وجعفر بن بشير، ومحمد بن يحيى الخثعمي، وقد روى جماعة عنه عن أبى عبدالله عليه
السلام ذكرناهم ايضا في الطبقات منهم: ابان بن عثمان، وزرارة، وعلى بن رئاب وجميل
بن دراج وجميل بن صالح وعثمان بن جبلة، والحسن بن محبوب وابو ايوب، وعمر بن أبان
الكلبى، وعلى بن الحكم، وشعيب الحداد.
________________________________________
[ 179
]
ولا يخفى
عدم اتحاد ضريس بن عبدالملك بن أعين ابى عمارة الشيباني الكوفى الكناسى، مع ضريس بن
عبد الواحد بن المختار الكناسى الكوفى، وضريس الوابشى الكوفى، وضريس بن يزيد مولى
بنى شيبان الكوفى الذى ذكرناهم في طبقات اصحاب الصادق عليه السلام. روايات ضريس 1 -
منها ما رواه في اصول الكافي ج 1 - 255 في ان الائمة عليهم السلام يعلمون جميع
العلوم باسناده عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول ان لله
عزوجل علمين علم مبذول، وعلم مكفوف فاما المبذول فانه ليس من شئ تعلمه الملائكة
والرسل الا نحن نعلمه الحديث. 2 - ما رواه ايضا ص 261 في الحصيح عن ابن رئاب عن
ضريس الكناسى قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول وعنده اناس من اصحابه: عجبت من
قوم يتولونا ويجعلونا ائمة ويصفون ان طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى الله
عليه وآله، ثم يكسرون حجتهم ويخصمون انفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حققنا ويعيبون ذلك
على من اعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا ! أترون ان الله تبارك وتعالى
افترض طاعة اوليائه على عباده ثم يخفى عنهم اخبار السماوات والارض ويقطع عنهم مواد
العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ؟ ! فقال له حمران: جعلت فداك ارأيت ما
كان من امر قيام على بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام و خروجهم وقيامهم
بدين الله عز ذكره الحديث وهو طويل. 3 - ما رواه البرقى في المحاسن بعد باب قبول
العمل ص 169 باسناده عن حنان بن ابى على عن ضريس الكناسى قال سألت ابا عبدالله عليه
السلام عن قول الله (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) فقال هو
والله هذا
________________________________________
[ 180
]
الامر الذى
انتم عليه. 4 - ما رواه في اصول الكافي ج 1 - 225 في الصحيح عن شعيب الحداد عن ضريس
الكناسى قال كنت عند ابى عبدالله عليه السلام وعنده أبو بصير فقال أبو عبدالله عليه
السلام ان داود عليه السلام ورث علم الانبياء، وان سليمان ورث داود، وان محمدا صلى
الله عليه وآله ورث سليمان وانا ورثنا محمدا صلى الله عليه وآله، وان عندنا صحف
ابراهيم والواح موسى عليهما السلام الحديث. 5 - ما رواه ايضا في اصوله ج 1 - 546 -
16 باب الفيئ والخمس والانفال في الصحيح عن ابن محبوب عن ضريس الكناسى قال قال أبو
عبدالله عليه السلام من اين دخل على الناس الزناء ؟ قلت: لا ادرى جعلت فداك، قال:
من قبل خمسنا اهل البيت، الا شيعتنا الاطيبين فانه محلل لهم لميلادهم. 6 - ما رواه
الصدوق في (الاكمال باب 22 ص 226) في الصحيح عن عمر بن أبان عن ضريس الكناسى عن أبى
عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (كل شئ هالك الا وجهه) قال: نحن الوجه الذى
يؤتى الله عزوجل منه. 7 - ما في البحار ج 47 - 76 عن محاسن البرقى: قال الصادق عليه
السلام لضريس الكناسى: لم سماك أبوك ضريسا ؟ قال: كما سماك ابوك جعفرا، قال: انما
سماك ابوك ضريسا بجهل لان لابليس ابنا يقول له: ضريس، وان أبى عليه السلام سمانى
جعفرا بعلم على انه اسم نهر في الجنة، اما سمعت قول ذى الرمة: أبكى الوليد ابا
الوليد أخا الوليد فتى العشيرة قد كان غيثا في السنين وجعفرا غدقا وميرة وتقدم ص
125 عن الكشى ص 117 هذا الحديث مع تفاوت سندا ومتنا فلاحظ.
________________________________________
[ 181
]
8 - ما رواه
في التهذيب ج 6 - 337 في الصحيح عن على بن عطية قال اخبرني زرارة قال اشترى ضريس بن
عبدالملك وأخوه من هبيرة ارزا بثلاثمأة الف قال فقلت له: ويلك، أو: ويحك انظر إلى
خمس هذا المال فابعث به إليه واحتبس الباقي، قال: فأبى ذلك، قال: فأدى المال: وقدم
هؤلاء، فذهب امر بنى امية، قال فقلت ذلك لابي عبدالله عليه السلام، فقال: مبادرا
للجواب: هو له هو له، فقلت له انه قد اداها فعض على اصبعه. 9 - ما رواه في التهذيب
ج 7 - 371، و الاستبصار ج 3 - 231، والكافي ج 2 - 28 باسنادهما عن ابن بكير عن
زرارة قال قلت لابي عبدالله عليه السلام: ان ضريسا كانت تحته ابنة حمران فجعل لها
ان يتزوج عليها ابدا في حياتها ولا بعد موتها على ان جعلت له هي ان لا تتزوج بعده،
فجعلا عليهما من الحج والعمرة والهدى والنذور وكل ما يملكانه في المساكين وكل مملوك
لهم حران لم يف كل واحد منهما لصاحبه، ثم انه اتى ابا عبدالله عليه السلام وذكر ذلك
له، فقال: ان لابيها حمران حقا ولا يحملنا ذلك على ان لا نقول لك الحق، اذهب فتزوج
و تسر فان ذلك ليس بشئ، وليس عليك شئ ولا عليها، وليس ذلك الذى صنعتما بشئ، فتسرى،
وولد له بعد ذلك اولاد. ورواه في الفقيه ج 3 - 270 باسناده عن موسى بن بكر عن زرارة
وقد تقدمت الاشارة إلى هذه الرواية بأسانيدها في ابنه حمران ص 113. 10 - ما رواه
الكشى في ترجمة أبى خالد الكابلي ص 79 باسناده عن ابن مسكان عن ضريس قال قال لى أبو
خالد الكابلي: اما انى سأحدثك بحديث ان رأيتموه وأنا حى ثلت: صدقت، وان مت قبل ان
تراه ترحمت على ودعوت لى: سمعت على بن الحسين صلوات الله عليهما يقول الحديث، وفيه
اخباره بظهوره الغلاة
________________________________________
[ 182
]
وبرائته
منهم. قلت: لم يذكر أبو غالب في الرسالة اولاد ضريس، وقد صرح فيما رواه المشايخ بان
له اولادا. 2 - على بن عبدالملك بن اعين الشيباني ذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه
السلام ص 242 - 497، وابو غالب في الرسالة ص 23 عند ذكر اولاد عبدالملك. وعموم
المدح المتقدم عن ابن عقدة الحافظ، في آل اعين (كل واحد كان فقيها يصلح ان يكون
مفتى بلد) يشمله. 3 - غسان بن عبدالملك بن أعين حكى ابن الغضائري في تكملة الرسالة
ص 101 عن كتاب رجال العقيقى اولاد اعين وقال: وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر،
وبها قبر غسان بن عبدالملك بن أعين، فهولاء اولادهم الذين رووا عن ابى عبدالله عليه
السلام، وروى ان بنى أعين اقاموا اربعين سنة رجلا، كلما مات منهم رجل ولد لهم ذكر.
قلت: ويشمله عموم المدائح في آل اعين، وما تقدم عن ابن عقدة فيهم. 4 - المثنى بن
عبدالملك بن اعين روى في الكافي ج 2 - 272 عن حميد عن الحسن بن سماعة عن جعفر بن
سماعة عن مثنى بن عبدالملك بن أعين عن احدهما عليهما السلام قال: ليس للنساء من
الدور والعقار شئ. 5 - محمد بن عبدالملك بن اعين أبو على الشيباني ذكره أبو غالب في
اولاد عبدالملك المحصورين في الثلثة ص 23 وذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام
ص 294 - 222. وعموم المدائح في آل اعين، وما ذكره ابن عقدة (كل واحد منهم كان فقيها
يصلح ان يكون مفتى بلد)
________________________________________
[ 183
]
يشمله. 6 -
يونس بن عبدالملك بن اعين الشيباني ذكره أبو غالب في الرسالة ص 26 في اولاد أعين
وقال: ووجدت في كتاب الصابونى المصرى: يونس بن عبدالملك بن أعين، ويونس بن قعنب بن
اعين ممن روى عن ابى عبدالله عليه السلام. وعموم المدائح في آل اعين ومنها مدح ابن
عقدة يشمله. وفي مجمع الرجال للقهيائى عن الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام: يونس
الشيباني، وايضا يونس النسائي، روى عنه صالح بن عقبة. والموجود في المطبوع من رجال
الشيخ هو الثاني. فقد روى في التهذيب ج 2 ص 47 وص 282 في الصحيح عن صالح بن عقبة عن
يونس الشيباني عن ابى عبدالله عليه السلام قال قلت له: أوذن وأنا راكب ؟ قال نعم
قلت: فأقيم وانا راكب قال لا، الحديث. وايضا في ج 7 - 19 في الصحيح عن صالح بن عقبة
عنه قال قلت لابي عبدالله عليه السلام: الرجل يبيع البيع، والبايع يعلم انه لا يسوى
والمتشرى يعلم انه لا يسوى الا انه يعلم انه سيرجع فيه فيشتريه منه ؟ قال: فقال: يا
يونس ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجابر بن عبدالله: كيف انت إذا ظهر الجور
واورثتم الذل ؟ قال فقال له جابر: لا أبقيت إلى ذلك الزمان، ومتى يكون ذل بأبى انت
وامى ؟ قال: إذا ظهر الربا، يا يونس وهذا الربا وان لم تشتره منه رده عليك ؟ قال
قلت نعم. قال فقال: لا تقربنه فلا تقربنه. قلت: ومن رواياته هذه وما رواه في دية
الحوامل والحمول يظهر موضعه في الفقه فلاحظ ما رواه في التهذيب ج 10 - 283 و 284
والكافي ج 2 - 337.
________________________________________
[ 184
]
(5) - اولاد
قعنب بن اعين تقدم ص 127 ترجمة قعنب وانه كان يذهب مذهب العامة والمرجئة مخالفا
لاخوته مذهبا، وان ولده كانوا بالفيوم من ارض مصر. 1 - جعفر بن قعنب بن اعين الكوفى
ذكره البرقى في اصحاب الصادق عليه السلام ص 33 وقال الشيخ في أصحابه ص 9 - 162:
جعفر بن قعنب بن اعين الكوفى، وبعد أسماء ايضا ص 74 - 165 مثله بلا ذكر الكوفى.
وذكره اببن الغضائري في تكملة رسالة ابى غالب ص 102 حكاية عن العقيقى في رجاله
اولاد أعين قائلا: وجعفر بن قعنب بن اعين، وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر،..
فهؤلاء اولادهم الذين رووا عن أبى عبدالله عليه السلام، وروى أن بنى اعين اقاموا
اربعين سنة رجلا كلما مات منهم رجل ولد لهم ذكر. قلت: ومدائح آل اعين نشمله ومنها
ان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. 2 - يونس بن قعنب بن اعين ذكره
أبو غالب في الرسالة ص 26 وقال: ووجدت في كتاب الصابونى المصرى: يونس بن عبدالملك
بن اعين ويونس بن قعنب بن اعين ممن روى عن ابى عبدالله عليه السلام، وذكر فيه ايضا:
ان ولد الجعفر بالفيوم من ارض مصر، فيها قبر عثمان بن مالك بن اعين، ويونس بن قعنب
بن اعين. قلت: لم اجد له ترجمة ولا رواية، وعموم المدائح في آل اعين ومدح ابن عقدة
الحافظ لهم: (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد) يشمله.
________________________________________
[ 185
]
(6) - اولاد
مالك بن أعين تقدمت ترجمة مالك ص 128. 1 - بريد بن مالك بن أعين روى في الكافي ج 2
- 204 في الصحيح عن صفوان عن بريد بن مالك بن اعين قال دخلت على ابى جعفر عليه
السلام وعليه ملحفة سمراء جديدة، شديد الحمرة الحديث. 2 - عثمان بن مالك بن أعين
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 26 ممن كان قبره بالفيوم من ارض مصر من اولاد أعين. 3 -
غسان بن مالك بن أعين ذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام ص 269 - 7 احفاد بنى
أعين قد ظهر مما سبق في اولاد زرارة بن أعين انه لم يبق من ولد زرارة من له ذكر في
الرجال والحديث غير محمد بن عبدالله بن زرارة وتقدمت ترجمته ص 96 كما انه ليس لا
حفاد اخ وة زرارة ايضا ذكر، وانقطع ذكر آل زرارة الا بأحفاد بكير بن أعين، ولعله
لذلك سمى آل اعين وآل زرارة بالبكريين كما تقدم ص 30 ولم يبق من اولاد عبد الرحمان
بن اعين الا عبد الرحمان بن حمران بن عبد الرحمان بن اعين، ومحمد بن عبد الرحمان بن
حمران بن عبد الرحمان بن اعين كما تقدم ص 177.
________________________________________
[ 186
]
بقية آل
زرارة بن أعين 1 - الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبو محمد الشيباني قد عرفت ان آل
اعين وزرارة قد انقطع خبرهم الا بمن كان من ولد الجهم بن بكير بن أعين وتقدم ص 30
وقيل في نسبتهم: الجهميين. قال أبو غالب في الرسالة ص 8: وكان جدنا الادنى الحسن بن
الجهم من خواص سيدنا ومولانا ابى الحسن الرضا عليه السلام، وله كتاب معروف، وقد
رويته عن ابى عبدالله احمد بن محمد العاصمى.. وكان للحسن بن الجهم جدنا ابناء:
سليمان، ومحمد، والحسين، ولا ادرى أيهم أسن، ولم يبق لمحمد والحسين ولد، وقد روى
محمد بن الحسن بن الجهم الحديث. روى عنه على بن الحسن بن فضال عن عبدالله بن ميمون
القداح، وغيره. وكانت ام الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا
إلى زرارة، ونحن من ولد بكير، وكنا قبل ذلك تعرف بولد الجهم، ولنا درب.. وكان تعرف
بدرب الجهم إلى ان فنى بنى أعين.. واول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه
إليه سيدنا أبو الحسن على بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام.. وامه ام ولد يقال
لها (رومية) وكان الحسن بن الجهم اشتراها حلبا، ومعه ابنة لها صغيرة، فرباها، فخرجت
بارعة الجمال، وأدبها فحسن أدبها.. قلت: كان الحسن بن الجهم من ثقات مصنفي اصحاب
الكاظم والرضا عليهما السلام ومن كان له عندهما منزلة وذكره النجاشي في مصنفي
الشيعة كما في العنوان وقال: ثقة روى عن ابى الحسن والرضا عليهما السلام، له كتاب
تختلف الروايات فيه. ثم رواه باسناده عن الحسن بن على بن فضال عنه. قلت: وروى أبو
غالب كتابه بطريقه في الرسالة ص 81 رقم 88 وذكر
________________________________________
[ 187
]
لنسختيه
توصيفا. وذكره الشيخ في الفهرست ص 47 وقال: له مسائل. ثم رواه باسناده عن ابن فضال
عنه وذكره ايضا في رجاله في اصحاب الكاظم عليه السلام ص 347 قائلا: الحسن بن الجهم
بن بكير بن اعين ثقة. وايضا في اصحاب الرضا عليه السلام ص 373 قائلا: الحسن بن
الجهم الرازي. قتل: لعل (الرازي) مصحف (الزرارى) كما ان (الحسين) في النسخة
المطبوعة مصحف وذكره البرقى ايضا في اصحاب الكاظم عليه السلام، وذكرناه في طبقات
اصحابه عليه السلام بمن روى عنه عليه السلام منهم: على بن اسباط، والحسن بن على بن
فضال، والحسن بن صدقة، ومحمد بن القاسم، وعمر بن سعيد، وابراهيم بن هاشم. وروى عن
ابى الحسن الرضا عليه السلام، روى عنه عنه هؤلاء، وسعد بن سعد وعلى بن فضال، ومحمد
بن عبدالحميد وغيرهم ذكرناهم في طبقات اصحابه. روايات تدل على منزلة الحسن بن الجهم
عند الامام (ع) 1 - ما رواه في الكافي ج 2 - 213، والفقيه ج 1 - 69 في الصحيح عن
ابن فضال عن الحسن بن الجهم انه دخل على ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، وقد
اختصب بالسواد الحديث. 2 - ما تدل انه كان يعرف قبر أمير المؤمنين عليه السلام ولا
يعرفه ذلك الوقت الا الخواص من الشيعة وهو ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات ص
35 باب 9 خبر 8 باسنادين صحيحين عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم بن بكير قال ذكرت
لابي الحسن عليه السلام يحيى بن موسى، وتعرضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين عليه
السلام وانه كان منزله موضعا كان يقال به (الثوية) يتنزه إليه، الا وقبر أمير
المؤمنين عليه السلام فوق ذلك قليلا، وهو الموضع الذى روى صفوان الجمال ان ابا
عبدالله
________________________________________
[ 188
]
عليه السلام
وصفه له، قال له فيما ذكر: إذا انتهيت إلى الغرى ظهر الكوفة فاجعله خلف ظهرك وتوجه
خلف النجف وتيا من قليلا فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض والثنية امامه فذلك قبر
أمير المؤمنين عليه السلام، وأنا اتيته كثيرا، ومن اصحابنا من لا يرى ذلك ويقول: هو
في المسجد، وبعضهم يقول: هو في القصر، فأرد عليهم: ان الله لم يكن ليجعل قبر أمير
المؤمنين عليه السلام في القصر في منازل الظالمين ولم يكن يدفن في المسجد، وهم
يريدون ستره، فأينا أصوب ؟ قال: انت اصوب منهم، اخذت بقول جعفر بن محمد عليهما
السلام، قال ثم قال لى يا ابا محمد ما ارى احدا من اصحابنا يقول بقولك ولا يذهب
مذهبك فقلت له جعلت فداك اما ذلك شئ من الله قال اجل ان الله يوفق من يشاء ويؤمن
عليه، فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه. قلت: وقد ذكر جماعة من العامة منهم ابن سعد
في الطبقات، والخطيب البغدادي في تاريخه ان قبره عليه السلام في القصر، والعجب ان
ابن سعد روى انه عليه السلام أبى ان ينزل القصر يوم دخل الكوفة، ولكن تبعهم في
القول بدفه في القصر 3 - ما رواه في الخصال ج 1 - 11 في الصحيح عن الحسن بن الجهم
عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال: ما بقى من امثال الانبياء الاكلمة واحدة: إذا
لم تستحى فاعمل ما شئت. وقال: اما انها في بنى أمية. 4 - ما رواه ايضاا ص 128 ابواب
الخمسة في الصحيح عنه قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: خمس من السنن في
الرأس وخمس في الجسد الحديث. 5 - ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة في العلامات قبل
ظهور الامام عليه السلام ص 272 - 28 في الموثق عن الحسن بن الجهم قال سال رجل ابا
الحسن عليه السلام عن الفرج فقال: ما تريد ؟ الاكثار، أو اجمل لك ؟ فقلت، اريد
تجمله لى،
________________________________________
[ 189
]
فقال: إذا
تحركت رايات قيس بمصر، ورايات كندة بخراسان أو ذكر غير كندة. 6 - ما رواه ايضا ص
276 - 49 بالاسناد عنه قال سألت ابا الحسن عليه السلام عن شئ من الفرج فقال: أو لست
تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ؟ قلت: لا ادرى الا ان تعلمني، فقل: نعم، انتظار
الفرج من الفرج. 7 - ما في التهذيب ج 6 - 14 في الصحيح عن الحسن بن الجهم قال سألت
ابا الحسن عليه السلام ايهما افضل المقام بمكة أو المدينة ؟ قال: أي شئ تقول أنت ؟
قال قلت: وما قولى مع قولك، قال فقال: ان قولك يرد إلى قولى، قال فقلت له اما انا
فأزعم ان المقام بالمدينة افضل من المقام بمكة، قال فقال: اما لئن قلت ذلك لقد قال
أبو عبدالله عليه السلام ذلك يوم فطر وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله، فسلم عليه
في المسجد ثم قال: قد فضلنا الناس اليوم بسلامنا على رسول الله صلى الله عليه وآله.
وروى ابن قولويه في كامل الزيارات ص 331 باب النوادر باسناده عنه الحديث مع تفاوت
وفيه: قلت: نحن نقول في الحسين عليه السلام فكيف في النبي صلى الله عليه وآله قال
اما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبدالله عليه السلام عيدا بالمدينة الحديث. 8 - ما
رواه في التهذيب ج 7 - 297 والاستبصار ج 3 - 178 عن الكافي ج 2 - 14 في نكاح الذمية
في الحصيح عن الحسن بن الجهم قال قال لى أبو الحسن الرضا عليه السلام يا با محمد ما
تقول في رجل يتزوج نصرانية على مسلمة ؟ قلت جعلت فداك وما قولى بين يديك ؟ قال:
لتقولن فان ذلك تعلم به قولى، قلت: لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولا غير
مسلمة قال: لم، قلت: لقول الله عزوجل: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) قال فما تقول
في هذه الاية (والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم) ؟ قلت: قوله (ولا تنكحوا
المشركات) نسخت هذه
________________________________________
[ 190
]
الاية،
فتبسم، ثم سكت. 9 - ما رواه في الكافي ج 2 - 330، باب 32 من الديات خبر 9 و 10 في
الصحيح عن يونس وابن فضال، عن ابى الحسن الرضا عليه السلام في حديث عرض كتاب الديات
عليه، قال يونس: فعرضت عليه الكتاب فقال هو صحيح. وعن الحسن بن الجهم قال: عرضته
على ابى الحسن الرضا عليه السلام فقال لى: اروه فانه صحيح الحديث. 10 - ما رواه في
باب الكحل من الكافي ج 2 - 217 في الصحيح عن الحسن بن الجهم قال أرانى أبو الحسن
عليه السلام ميلا من حديد، ومكحلة من عظام، فقال: هذا كان لابي الحسن عليه السلام
فاكتحل به، فاكتحلت. 11 - ما رواه الشيخ المفيد في الارشاد ص 318 والكليني في اصول
الكافي ج 1 - 321 في النص على امامة ابى جعفر الجواد عليه السلام من أبيه باسناده
عن الحسن بن الجهم قال كنت مع ابى الحسن عليه السلام جالسا، فدعا بابنه وهو صغير،
فأجلسه في حجري، فقال لى جرده وانزع قميصه، فنزعته، فقال لى: انطر بين كتفيه،
فنظرت، فإذا في احد كتفيه شبيه بالخاتم، داخل في اللحم، ثم قال: أترى هذا ؟ كان
مثله في هذا الموضع من ابى عليه السلام. 12 - ما رواه في قرب الاسناد ص 174 عن
الحسن بن الجهم عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول: لموضع الاسطوانة
مما يلي صحن المسجد مسجد فاطمة عليها السلام. 13 - ما رواه ايضا عنه قال: وكتب
(عليه السلام) إلى بعد ما انصرف (انصرفت - خ ل) من مكة في صفر: يحدث إلى اربعة اشهر
قبلكم حدث، فكان امر محمد بن ابراهيم وامر اهل بغداد، وامر اصحاب زبير وهزيمتهم.
________________________________________
[ 191
]
14 - ما
رواه الصدوق في العيون ج 2 - 200 باب 46 ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل
الائمة باسناده عن الحسن بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون يوما وعنده على بن موسى
الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء واهل الكلام من الفرق المختلفة فسئله بعضهم
فقال له: يابن رسول الله بأى شئ تصح الامامة لمدعيها ؟ قال بالنص والدليل، قال له:
فدلالة الامام فيما هي ؟ قال في العلم، واستجابة الدعوة قال فما وجه أخبار كم بما
يكون ؟ قال: ذلك بعهد معهود الينا من رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث. 15 - ما
رواه ايضا ص 147 باب 40 - 18 علة تقبل الامام الرضا عليه السلام ولاية العهد
باسناده عن الحسن بن الجهم قال حدثنى ابى قال صعد المأمون المنبر لما بايع على بن
موسى الرضا عليه السلام فقال: ايها الناس جائتكم بيعة على بن موسى الحديث. قلت:
تقدم ذكر الجهم بن بكير بن أعين وانه ممن روى عن الصادق عليه السلام. 16 - ما رواه
في قرب الاسناد ص 173 في الصحيح عن ابن فضال قال سمعت الرضا عليه السلام يقول (إلى
ان قال) فقال له الحسن بن الجهم: فأهل الجبر قال: وما يقولون ؟ قال: يزعمون ان الله
تبارك وتعالى كلف العباد ما لا يطيقون. قال فأنتم ما تقولون ؟ قال: نقول: ان الله
لا يكلف احدا ما لا يطيق، ونخالف اهل القدر فنقول لا يكون، فقال: جف القلم بحقيقة
الايمان لمن صدق وآمن، وجف القلم بحقيقة الكفر لمن كذب وعصى الحديث. 17 - روى
الصدوق في العيون ج 2 - 49 - 192 باسناده عن محمد بن اسباط عن الحسن بن الجهم قال
سألت الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ما حد التوكل ؟ فقال لى: ان لا تخاف مع
الله احدا، قال قلت: فما حد التواضع ؟ قال: ان تعطى
________________________________________
[ 192
]
الناس من
نفسك ما تحب ان يعطوك مثله، قال قلت، جعلت فداك اشتهى ان اعلم كيف أنا عندك ؟ قال:
انظر كيف أنا عندك. 18 - وايضا ص 235 باب 58 - 6 باسناده عن ابى الخير صالح بن ابى
حماد عن الحسن بن الجهم قال كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسى أخوه وهو
يقول: يا زيد اتق الله ! فانه بلغنا ما بلغنا بالتقوى، فمن لم يتق الله ولم يراقبه
فليس منا ولسنا منه يا زيد اياك ان تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك، يا زيد
ان شيعتنا انما ابغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دمائهم واموالهم لمحبتهم لنا
واعتقادهم لولايتنا، فان انت أسأت إليهم ظلمت نفسك وبطلت حقك. قال الحسن بن الجهم
ثم التفت عليه السلام إلى فقال لى: يابن الجهم من خالف دين الله فأبرأ منه كائنا من
كان من أي قبيلة كان، ومن عادى الله فلا نواله كائنا من كان من أي قبيلة كان، فقلت
له: يابن رسول الله ومن الذى يعادى الله تعالى ؟ قال: من يعصبه. 19 - ما رواه الشيخ
في التهذيب ج 7 - 272 والاستبصار ج 3 - 154 عن الكليني في الكافي ج 2 - 49 باب 113
من النكاح باسناده عن الحسن بن صدقة قال سئلت ابا الحسن عليه السلام فقلت ان بعض
اصحابنا روى ان للرجل ان ينكح جارية ابنه وجارية ابنته، ولى ابنة وابن ولا بنتى
جارية اشتريتها لها من صداقها، افيحل لى أن اطأها ؟ فقال: لا الا باذنها. قال الحسن
بن الجهم: أليس قد جاء ان هذا جائز ؟ قال: نعم ذلك إذا كان هو سببه، ثم التفت إلى،
واومى نحوى بالسبابة فقال إذا اشتريت انت لابنتك جارية أو لا بنك وكان الابن صغيرا
ولم يطأها، حل لك ان تقبضها فتنكحها والا فلا الا باذنهما.
________________________________________
[ 193
]
2 - الحسين
بن الجهم ذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام ص 373 - 28 قائلا: الحسين بن جهم
الرازي. ولا يبعد كون (الرازي) مصحف (الزرارى) كما سبق احتمال كون (الحسين) مصحف
(الحسن). وقال البرقى في اصحاب الكاظم عليه السلام ص 52: الحسين بن الجهم الرازي. 3
- على بن الجهم روى الصدوق في كتابيه: (معاني الاخبار ص 268 باب معنى قوله لا يأبى
الكرامة، والعيون ج 1 - 311 - 78) باسناده عن ابن فضال عن على بن الجهم قال سمعت
ابا الحسن موسى عليه السلام يقول: لا يأبى الكرامة الا حمار الحديث. محمد بن الجهم
يأتي ذكر ابنه على، ولكن لم اجد له ترجمة ولا رواية ولا ذكرا في الرجال على بن محمد
بن الجهم روى الصدوق (في كتاب التوحيد ص 56 و 109 و 121) باسناده عن حمدان بن
سليمان النيسابوري عن على بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا على
بن موسى عليه السلام فقال له المأمون يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أليس
من قولك: ان الانبياء معصومون الحديث ورواه في عيون اخبار الرضا ج 1 - 195 باب 15
وروى في العيون ج 1 - 271 باسناده عن احمد بن على الانصاري عنه قال سمعت المأمون
يسأل الرضا على بن موسى عليهما السلام عما يرويه الناس من أمر الزهرة الحديث. قلت:
لا شاهد لاتحاده مع على بن محمد بن الجهم بن بكير بن اعين الشيباني
________________________________________
[ 194
]
بل قال
الصدوق في العيون في آخر الحديث: هذا الحديث غريب من طريق على بن محمد بن الجهم مع
نصبه وبغضه وعداوته لاهل البيت. قلت وفي الحديث وما قبله ما يؤكد كلام الصدوق
فلاحظ. وقد تعدد المسمون بجهم من طبقة جهم بن بكير بن أعين فلاحظ. ولم اجد له تميزا
وقد قال أبو غالب في الرسالة ص 11 عند ذكر الجهم بن بكير: ولم اقف على ولد له غير
الحسن، وبولده بقى آل أعين إلى عصر الغيبة. اولاد الحسن بن الجهم 1 - الحسين بن
الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ذكره أبو غالب في الرسالة ص 10 قال وكان للحسن بن
الجهم جدنا ابناء: سليمان ومحمد والحسين، ولا ادرى ايهم أسن، ولم يبق لمحمد والحسين
ولد. ويظهر مما يأتي في سليمان بقاء جماعة من آل اعين بالكوفة إلى ايام عود سليمان
بن الحسن من خراسان، إذ نزل بهم وفي دور اهله ومحلتهم. ولعلهم كانوا غير معروفين
بالحديث والرواية. 2 - سليمان بن الحسن بن الجهم الزرارى كان سليمان من أصحاب
الهادى عليه السلام ذا منزلة ووجاهة عنده، وكيلا له في بغداد والكوفة. وصريح ما
تقدم عن أبى غالب ان بقية آل اعين إلى عصر الغيبة من ولد سليمان فقال في الرسالة ص
11: واول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان نسبه إليه سيدنا أبو الحسن على بن محمد
صاحب العسكر عليهما السلام، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: الزرارى،
تورية عنه وسترا له، ثم اتسع ذلك وسمينا به، وكان عليه السلام يكاتبه في امور له
بالكوفة وبغداد.
________________________________________
[ 195
]
وامه ام ولد
يقال لها: رومية، وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلبا ومعه ابنة صغيرة، فرباها، فخرجت
بارعة الجمال، وأدبها، فحسن أدبها، فأشتريت لعبدالله بن طاهر (1) فأولدها عبيدالله
بن عبدالله، وكان سليمان خال عبيد (عبد خ ل) الله وانتقل إليه من الكوفة، وباع
عقاره بها في محلة بنى أعين، وخرج معه إلى خراسان عند خروجه إليها، فتزوج بنيشابور
امرأة من وجوه اهلها وأرباب النعم، فولدت له بنيشابور ابنا أسماه احمد، مات في حياة
ابيه، وولدت له جدى محمد بن سليمان، وعم ابى على بن سليمان، وأختا لهما، تزوجها عند
عود سليمان إلى الكوفة، محمد بن بحيى المعادي، فأولدها محمد بن محمد بن يحيى وأخته
فاطمة بنت محمد، وقد روى محمد بن يحيى طرفا من الحديث ولم يطل اعمارهما فيكثر النقل
عنهما. فلما انصرف آل طاهر عن خراسان اراد سليمان ان ينقل عياله بها (منها - ظ)
وولده إلى العراق فامتنعت زوجته ووطنت بعمها وأهلها، فاحتال عليها بالحج ووعدها
الرجوع بها إلى خراسان، فرغبت في الحج، فأجابته إلى ذلك، فخرج بها وبولده منها، فحج
بها ثم عاد إلى الكوفة، وليس له بها دار فنزل دور اهله ومحلتهم إذ ذاك بقية. فنزل
بالقرب من المسجد الجامع، رغبة فيه على قوم من التجار، يعرفون بينى عباد خرازين في
حطة بنى زهرة، ثم ابتاع موضعه دورا واسعة بقيت في ايدى ولده.. وخلف ضيعة في بساتين
الكوفة المعروفة بالحراسة، واسعة، وقرية في الفلوجة تعرف بقرية (منير)، وأرضا واسعة
جميعها في النجف مما يلى
________________________________________
1 - كان
طاهر بن الحسين من رجال الدولة العباسية في عصر الرشيد وذكرنا ما يتعلق به وبابنه
عبيدالله في شرح رسالة ابى غالب الزرارى ص 12. (*)
________________________________________
[ 196
]
الحيرة لا
اعرف من أي قرية هي، وكان قد استخرج لها عينا يجريها إليها في بئر عملها من حديقته
بالحيرة، وتعرف، (قبة الشفيق)، وقد رأيت أنا أثر القناة، وادركت شيخا كان قد قام له
عليها. وكان سبب استخراجه العين ان بعض اهل زوجته من خراسان ورد حاجا فاشتهى ان يرى
الحيرة، فخرج معه إليها، وكان قبة الشفيق أحد الاشياء التى يقصدها الناس للنزهة،
وكانت مما تلى النجف، وقبة عضين مما تلى الكوفة، وهى باقية إلى هذا الوقت، ولا اعرف
خبر قبة الشفيق هل هي باقية أم لا. فلما جلسوا للطعام قال الخراساني: ها هنا ماء ان
استنبط ظهر ثم ساروا، فرأوا النجف وعلوه على الارض إلى ما يسفله، فقال: يوشك ان
يسيح ذلك الماء على هذه الارض. فابتاع سليمان تلك الارض وجمع منها ما امكن، ثم عمل
استنباط العين، فأنفق عليها مالا، فظهر له من الماء ما ساقه في القناة إلى تلك
الارض وكان له حديث حدثت به فذهب عنى في أمر العين، الا ان الذى رزق من المال كان
يسيرا. فلم تزل تلك الضياع في يده إلى ان مات، ثم خرج ولده كلهم عن قرية منير وعن
هذه الارض التى في النجف، وجمع جدى رحمه الله مع ما خصه من الضيعة في الحواشية بعض
اموال اخوته، وكانت تأتيه في ذلك إلى ان مات، وخلفه لى، ولاختي، فلم تزل في أيدينا
إلى ان امتحنت في سنة اربع عشرة وثلثمأة وما بعدها، فخرج ذلك عن يدى في المحق وخراب
الكوفة بالفتن. وكانت دارنا بالكوفة من حدود بنى عباد في دار الخرازين في زقان عمرو
بن حريث الشارع من جانبيه بقية من بناء سليمان، ودار بناها جدى محمد بن سليمان،
ودار بنيتها أنا، ودار أصطبل، ودور للسكان، ليس في الشارع وجانبيه
________________________________________
[ 197
]
دار لغيرنا
الا دار لعمى على بن سليمان، ودار لعمات ابى الثلاث، وكن مقيمات ببغداد في دار
عبيدالله بن عبدالله بن طاهر، وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن بدارهن إلى مات
عبدالله ومتن قبله وبعده بيسير، فأقام عبدالله بن سليمان في دوره بالكوفة.
وعبيدالله بن عبدالله ابن اخته إذ ذاك ببغداد يتقلدها، وله المنزلة الرفيعة من
السلطان. وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان، وسيدنا أبو الحسن عليه السلام
يكاتبه. وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج ما تحمل. ومات
سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومأتين بعدة لست احصيها، وكانت الكتب ترد بعد ذلك على
جدى محمد بن سليمان... 3 - محمد بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمد
الشيباني قال أبو غالب في الرسالة ص 10 عند ذكر اولاد الحسن بن الجهم: وقد روى محمد
بن الحسن بن الجهم الحديث، روى عنه على بن الحسن فضال عن عبدالله بن ميمون القداح
وغيره. وروى النجاشي في ترجمة الحسن بن فضال ص 28 باسناده عن على بن الريان قال كنا
في جنازة الحسن فالتفت محمد بن عبدالله بن زرارة بن أعين إلى، و إلى محمد بن الهيثم
التميمي فقال لنا: ألا ابشركما ؟ فقلت له: وما ذاك ؟ فقال: حضرت الحسن بن على قبل
وفاته وهو في تلك الغمرات، وعنده محمد بن الحسن بن الجهم فسمعته يقول له: يا أبا
محمد تشهد فقال: فتشهد الحسن، فعبر عبدالله (أي الافطح) وصار إلى ابى الحسن عليه
السلام فقال له محمد بن الحسن: وأين عبدالله ؟ فسكت ثم عاد فقال له: تشهد فتشهد
وصار إلى ابى الحسن عليه السلام
________________________________________
[ 198
]
فقال له:
وأين عبدالله ؟ يردد ذلك عليه ثلاث مرات، فقال الحسن: قد نظرنا في الكتب فما رأينا
في الكتب لعبدالله شيئا (إلى ان قال) فدخل على بن اسباط فأخبره محمد بن الحسن بن
الجهم الخبر، قال فأقبل على بن اسباط يلومه، قال فأخبرت احمد بن الحسن بن على بن
فضال بقول محمد بن عبدالله فقال: حرف محمد بن عبدالله على ابى، قال وكان والله محمد
بن عبدالله اصدق لهجة من احمد بن الحسن، فانه رجل فاضل، دين. ورواه الكشى ص 349
واوردنا الجميع في تهذيب المقال ج 2 - 8 ترجمة ابن فضال. والطعن المذكور وان دفع
ايضا انما توجه إلى محمد بن عبدالله، لا إلى محمد بن الحسن، فيدل على وجاهته عند
الجميع فلاحظ وتدبر. وقوله له (واين عبدالله) لا يدل على كونه فطحيا، بل لعله لاجل
التفهم وزيادة التحقيق لرجوع ابن فضال عن القول بالفطحية. ولم اقف له على رواية ولا
ذكر في اصحاب الائمة عليهم السلام الا ان الطبقة تقتضي كونه من اصحاب الكاظم والرضا
عليهما السلام. فقد روى على بن الحسن بن فضال عن محمد بن الحسن بن الجهم عن عبدالله
بن ميمون القداح عن ابى عبدالله عليه السلام في عدد النساء كما في التهذيب ج 8 -
125 - 432 والاستبصار ج 3 ص 329 وفي ما يفطر به أمير المؤمنين عليه السلام كما في
باب القول والدعاء عند الافطار من التهذيب ج 4 ص 200 وهناك (محمد بن الحسن بن أبى
الجهم) ولا يبعد زيادة (ابى). اولاد سليمان بن الحسن بن الجهم قد ولد سليمان بن
الحسن ستة اولاد، واربع بنات على ما ذكره حفيده أبو غالب في الرسالة، اربع منهم من
المرأة النيشابورية. قال ص 12 في حديث خروجه
________________________________________
[ 199
]
إلى
نيشابور: فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه اهلها وأرباب النعم، فولدت له بنيشابور ابنا
اسماه احمد مات في حياة أبيه، وولدت له جدى محمد بن سليمان، و عم أبى على بن
سليمان، وأختا لهم.. وقد خلف من الولد بعد ابنه الذى مات في حياته جدى محمد بن
سليمان، وكان أسن ولده، وعليا اخاه من امه، و حسنا وحسينا وجعفرا، واربع بنات
احديهن زوجة المعادي من المرأة النيشابورية، وباقى البنين والبنات من امهات
الاولاد. 1 - أحمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم قال أبو غالب: فولدت له بنيشابور
أبنا أسماه احمد مات في حياة أبيه.. وقد خلف من الولد بعد ابنه الذى مات في حياته
جدى.. 2 - جعفر بن سليمان بن الحسن بن الجهم كان ممن خلفه من المرأة النيشابورية.
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 14 وذكر الشيخ في اصحاب الهادى عليه السلام من رجاله ص
412: جعفر بن سليمان و قال ابن حجر في لسان الميزان ج 2 - 115: جعفر بن سليمان
الكوفى، روى عن على بن محمد بن على بن موسى رحمهم الله ذكرهم الطوسى في رجال
الشيعة. 3 - الحسن بن سليمان بن الحسن بن الجهم ذكره أبو غالب ص 14 ممن خلفه ابوه
من الولد من المرأة النيشابورية. 4 - الحسين بن سليمان بن الحسن بن الجهم ذكره أبو
غالب ص 15 فيمن خلفه ابوه من اولاد المرأة النيشابورية.
________________________________________
[ 200
]
5 - على بن
سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الزرارى الكوفى ذكره أبو غالب
في الرسالة ص 12 في اولاد سليمان من المرأة النيشابورية وانه ممن خلفه ص 14 وان
داره بقى إلى ايامه ص 15 وروى ابن الغضائري في تكملتها ص 101 عن ابن داود عن ابى
على بن همام عن ابى الحسن على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين المعروف
بالزرارى عدد اولاد أعين وذكره في مشايخه ومن روى عنه، وقد روى عنه كثيرا بل قال ص
39 بعد سماعه عن الحميرى سنة ص 297، وسمعت انا بعد ذلك من عم ابى على بن سليمان
وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 198 - 680 وقال كان له اتصال بصاحب الامر عليه
السلام وخرجت إليه توقيعات، وكانت له منزلة في اصحابنا، وكان ورعا، ثقة، فقيها لا
يطعن عليه في شيئ، له كتاب النوادر، أخبرنا أبو عبدالله بن شاذان قال حدثنا على بن
حاتم قال حدثنا على بن سليمان بكتابه النوادر. قلت: روى على بن سليمان الزارى عن
امامنا الحجة ارواحنا له الفداء ما خرج إليه من التوقيعات مما اشار إليها النجاشي
في ترجمته، إذ هو الطريق إليها كما لا يخفى. وقد روى ايضا عن جماعة من اصحاب ابى
جعفر الجواد وابى الحسن وابى محمد العسكري عليهم السلام ومن في طبقتهم من اصحابنا
منهم: محمد بن الحسين بن ابى الخطاب روى أبو غالب عنه عنه في الرسالة ص 54 كتاب
معاوية بن وهب العجلى، وايضا ص 68 منه عن صفوان عن عبد الرحمان بن الحجاج كتابه، و
ص 69 كتاب حماد، وص 92 كتاب البزنطى، وفي التهذيب ج 6 ص 81 - 159 عن
________________________________________
[ 201
]
محمد بن
احمد بن داود عن على بن حبشي بن قونى عنه عنه فضل زيارة ابى الحسن موسى (ع) وايضا ص
9 - 18 بهذا الاسناد عنه فضل زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله حيا وميتا. وابو
جعفر محمد بن الحسن الهمداني كما في الرسالة ص 53 عنه عنه كتاب عبد الرحمان بن
الحجاج. واحمد بن عبد الرحمان، روى عنه عنه في الرسالة ص 56 عن معمر بن خلاد كتابه.
ويحيى بن زكريا، روى في الرسالة ص 66 عنه عن هارون بن بردة كتاب صفين. ومحمد بن
سليمان، روى عنه في الرسالة ص 70 كتاب اسماعيل بن مهران وأحمد بن اسحاق الاشعري
القمى، روى في التهذيب ج 3 ص 64 - 216 وص 87 - 146 في نوافل شهر رمضان والدعاء
بينها عن على بن حاتم عنه عنه. ومحمد بن خالد، روى الصدوق في المشيخة رقم 137 عن
أبيه عن على بن سليمان الزرارى الكوفى عن محمد بن خالد عن العلاء بن رزين القلا
رواياته. 6 - محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبو طاهر الزرارى
ذكره أبو غالب في الرسالة ص 12 فيمن ولدت السرأة النيسابورية لسليمان بن الجهم
وايضا ص 13 فيمن خلف من الولد وقال: وكان أسن ولده، وايضا ص 15 بماله من الضياع
والدار التى ورثها من اهل بيته. وص 16 في مكاتبات الامام الهادى عليه السلام وغيره
إليه قال: ومات سليمان في طريق مكة، بعد خمسين ومأتين بمدة، ولست احصيها، وكانت
الكتب يرد بعد ذلك على جدى محمد بن سليمان إلى ان مات رحمه الله في اول سنة ثلثمأة،
ويحمل إليه ما لم اكن احصيه
________________________________________
[ 202
]
اصغر سنى،
وكان آخر ما وردت عليه من الكتب في ذكرى: في سنة تسع و تسعين وحملت إليه هدايا من
هدايا خراسان، فكاتبه ابن خاله، وكان يعرف: بعلى بن محمد بن شجاع، حفظت ذلك، لان
جدى رحمه الله كان يطالبني بقرائة كتبه، وكانت ترد بألفاظ غريبة وكلام متعسف، فوردت
الكتب عليه، و عاد الحاج. وقد مات في المحرم سنة ثلثمأة وسنه ثلث وثلثون سنة وكان
مولده بنيشابور سنة سبع وثلاثين ومأتين، فعرف من عاد من الحاج ممن جائه بالكتب خبر
موته، ولم يكن لى همة استعلم بها حالهم، واكاتب ابن خاله الذى كان كاتبه وانقطعت
الكتب عنا، وما كان يحمل بعد سنة ثلثمأة. وكاتب الصاحب عليه السلام جدى محمد بن
سليمان بعد موت أبيه إلى ان وقعت الغيبة. وقال ص 34: وكان جدى أبو طاهر أحد رواة
الحديث، قد لقى محمد بن خالد الطيالسي، فروى عنه كتاب عاصم بن حميد، وكتاب سيف بن
عميرة، وكتاب العلاء بن رزين، وكتاب اسماعيل بن عبد الخالق، واشياء غير ذلك. وروى
عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب شيئا كثيرا منه: كتاب احمد بن محمد بن ابى نصر
البزنطى، وكانت روايته عنه هذا الكتاب في سنة سبع وخمسين مأتين، وسنه إذا ذاك عشرون
سنة، وروى عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي، وعن رجال غيره. ومات أبى محمد بن محمد بن
سليمان وسنه نيف وعشرون سنة، وسنى إذا ذاك خمس سنين وأشهر، ومات جدى محمد بن سليمان
رحمه الله في غرة المحرم سنة ثلثمأة، فرويت عنه بعض حديثه. وسمعني من عبدالله بن
جعفر الحميرى، وقد كان دخل الكوفة في سنة
________________________________________
[ 203
]
سبع وتسعين
ومأتين.. لان جدى محمد بن سليمان حين اخرجني من الكتاب جعلني في البزازين عند ابن
عمه الحسين بن على بن مالك، وكان احد فقهاء الشيعة وزهادهم.. اقول وذكر ص 43 بعض
الاصول التى قرأها جده محمد بن سليمان على المشايخ، أو كتبها بخطه. وقال النجاشي:
محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو طاهر الزرارى، حسن الطريقة،
ثقه: عين، وله إلى مولانا أبى محمد عليه السلام مسائل والجوابات، له كتب: منها كتاب
الاداب والمواعظ، كتاب الدعاء، اخبرنا محمد بن محمد وغيره، قال حدثنا أبو غالب احمد
بن محمد بن سليمان قال أخبرني بها. ومات محمد بن سليمان في سنة احدى وثلثمأة، وكان
مولده سنة سبع وثلثين ومأتين. قلت: قد ظهر مما تقدم ان أبا طاهر محمد بن سليمان ولد
ايام أبى الحسن الهادى عليه السلام بعد هدم المتوكل عليه لعنة الله ولعنة انبيائه
وملائكته وعباده الروضة الحسينية، وهدم قبر الحسين ريحانة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسقى موضع قبره الشريف والمنع عن ايتان الناس لزيارته سنة ست وثلاثين ومأتين
كما في تاريخ الطبري ج 9 - 185 في وقايع هذه السنة. وقد ورد عليه بعد وفات أبيه
الكتب من أبى الحسن عليه السلام وان لم نعثر على روايته عن أبى الحسن عليه السلام
ولكن ذكرناه في طبقات اصحابه واصحاب أبى محمد العسكري واصحاب الامام المنتظر عليهم
السلام، ثم ان روايته عن اصحاب الكاظم عليه السلام ولقائه لمثل محمد بن خالد
الطيالسي المتوفى ليلة الاربعاء لثلث بقين من جمادى الاخرة سنة تسع وخمسين ومأتين،
وهو ابن سبع وتسعين على ما ذكره النجاشي والشيخ. تدل على
________________________________________
[ 204
]
علو الاسناد
به كما لا يخفى. منزلة أبى طاهر محمد بن سليمان الزرارى عند الائمة عليهم السلام قد
ظهر من قول أبى غالب في مكاتبات الامام الهادى عليه السلام إلى جده محمد بن سليمان،
منزلته عنده ومن قول النجاشي في مسائله وجوابات ابى محمد الحسن عليه السلام، منزلته
عنده، ومن قول أبى غالب ايضا فيه ص 17 (وكاتب الصاحب عليه السلام جدى محمد بن
سليمان بعد موت أبيه إلى ان وقعت الغيبة)، استمرار عنايتهم إليه، ورفعة منزلته عند
الامام الحجة ارواحنا له الفداء وعند أبيه وجده عليهم السلام. وقد ذكرناه فيمن خرج
إليه التوقيعات من الناحية المقدسة، و كاتبها، بل يظهر من بعض الاخبار وكالته. فروى
الشيخ في الغيبة ص 181 - 15 في فصل ذكر المعجزات الدالة على امامته عليه السلام
والتوقيعات وقال واخبرني جماعة عن احمد بن محمد بن عياش قال حدثنى ابن مروان الكوفى
قال حدثنى ابن أبى سورة قال: كنت بالحائر زائرا عشية عرفة، فخرجت متوجها على طريق
البر، فلما انتهيت المسناة جلست إليها مستريحا ثم قمت أمشى وإذا رجل على ظهر الطريق
فقال لى: هل لك في الرفقة ؟ فقلت: نعم، فمشينا معا يحدثنى واحدثه، وسألني عن حالى،
فاعلمته انى مضيق لا شئ معى ولا في يدى، فالتفت إلى، فقال لى: إذا دخلت الكوفة فائت
ابا طاهر الزرارى فاقرع عليه بابه، فانه سيخرج عليك، وفي يده دم الاصخية، فقل له:
يقال لك اعط هذا الصرة الدنانير التى عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني،
ومضى لوجهه لا أدرى أين سلك، ودخلت الكوفة فقصدت ابا طاهر محمد بن سليمان الزرارى،
فقرعت بابه كما قال لى، وخرج إلى وفي يده دم الاضحية، فقلت له،
________________________________________
[ 205
]
يقال لك:
اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التى عند رجل السرير، فقال: سمعا و طاعة، ودخل، فاخرج
إلى الصرة، فسلمها إلى، فأخذتها وانصرفت. واخبرني جماعة عن أبى غالب احمد بن محمد
الزرارى قال حدثنى أبو عبدالله محمد بن زيد بن مروان قال حدثنى أبو عيسى محمد بن
على الجعفري، و أبو الحسين محمد بن على بن الرقام، قال حدثنا أبو سورة (قال أبو
غالب) وقد رأيت ابنا لابي سورة، وكان أبو سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين، قال
أبو سورة: خرجت إلى قبر أبى عبدالله عليه السلام اريد يوم عرفة، فعرفت يوم عرفة،
فلما كان وقت عشاء الاخرة صليت وقمت، فابتدأت أقرء من الحمد، واذا شاب حسن الوجه
عليه جبة سيفى، فابتدأ ايضا من الحمد، وختم قبلى أو ختمت قبله، فلما كان الغداة
خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلى شاطئ الفرات قال لى الشاب انت تريد
الكوفة فامض، فمضيت طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر، قال أبو سورة: ثم اسفت على
فراقه فاتبعته، فقال لى: تعال، فجئنا جميعا إلى اصل حصن المسناة فنمنا جميعا
وانتبهنا فإذا نحن على العوفى، على جبل الخندق، فقال لى: أنت مضيق وعليك عيال فامض
إلى أبى طاهر الزرارى، فيخرج اليك من منزلة وفي يده الدم من الاضحية، فقل له شاب من
صفته كذا يقول لك: صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض اخوانك، فخذها منه. قال أبو
سورة: فصرت إلى أبى طاهر الزرارى كما قال الشاب ووصفته له فقال: الحمد لله، ورأيته
فدخل وأخرج إلى الصرة الدنانير فدفعها إلى وانصرفت. قال أبو عبدالله محمد بن زيد بن
مروان، وهو ايضا من أحد مشايخ الزيدية، حدثت بهذا الحديث ابا الحسن محمد بن
عبيدالله العلوى ونحن نزول بأرض الهر، فقال: هذا حق، جاء لى رجل شاب، فتوسمت في
وجهه سمة فانصرف الناس
________________________________________
[ 206
]
كلهم وقلت
له: من أنت ؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه السلام إلى بعض اخوانه ببغداد فقلت له. معك
راحلة ؟ فقال: نعم، في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئى بها ووجهت معه غلاما فاحضر
راحلته واقام عندي يومه ذلك واكل من طعامي و حدثنى بكثير من سرى وضميري، قال فقلت
له: على أي طريق تأخذ ؟ قال: انزال إلى هذه التجفة، ثم آتى وادى الرملة، ثم آتى
الفسطاط واتبع الراحلة فاركب إلى الخلف عليه السلام إلى الغرب. قال أبو الحسن محمد
بن عبيد الله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتى صرنا إلى قنطرة دار صالح،
فعبر الخندق وحده وأنا اراه حتى نزل النجف وغاب عن عينى. قال أبو عبدالله محمد بن
زيد: فحدثت أبا بكر محمد بن ابى دارم اليماني، وهو من احمد مشايخ الحشوية بهذين
الحديثين، فقال: هذا حق، جاءني منذ سنيات ابن اخت ابى بكر النخالى العطار، وهو صوفي
بصحب الصوفية الحديث بطوله. وروى ايضا في الغيبة باب ذكر من رآه عليه السلام ص 163
- 13 عن أحمد بن على الرازي عن أبى ذر احمد بن ابى سورة، وهو محمد بن الحسن بن
عبدالله التميمي، وكان زيديا، قال سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن ابى رحمه
الله انه خرج إلى الحير قال فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلى ثم انه ودع
وودعت وخرجنا فجئنا إلى المشرعة فقال لى: يا با سورة ابن تريد ؟ فقلت: الكوفة، فقال
لى: مع من ؟ قلت: مع الناس، قال لى: لا، نريد نحن جميعا نمضى قلت: ومن معنا ؟ فقال:
ليس نريد معنا احدا، قال فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال لى:
هو ذا منزلك فان شئت فامض، ثم قال لى ثمر إلى ابن الزرارى: على بن يحيى فتقول له:
يعطيك المال الذى عنده، فقلت له
________________________________________
[ 207
]
لا يدفعه
إلى، فقال لى: قل له: بعلامة انه كذا وكذا دينارا وكذا وكذا درهما، وهو في موضع كذا
وكذا، وعليه كذا وكذا، مغطى، فقلت له ومن أنت ؟ قال: انا محمد بن الحسن، قلت: فان
لم يقبل منى وطولبت بالدلالة ؟ فقال: انا وراك قال فجئت إلى ابن الزرارى فقلت له:
فدفعني فقلت له قد قال لى، أنا وراك، فقال، ليس بعد هذا شئ، وقال لم يعلم بهذا الا
الله تعالى، ودفع إلى المال. وقال الشيخ ص 163 - 14 بعد الحديث: وفي حديث آخر عنه
وزاد فيه: قال أبو سورة: فسألني الرجل عن حالى فاخبرته بضيقى وبعيلتي، فلم يزل بما
شيئى حتى انتهينا إلى النواويس في السحر فجلسنا، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج
فتوضأ: ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، ثم قال لى امض إلى ابى الحسن على بن يحيى فأقرا عليه
- السلام وقل له: يقول لك الرجل ادفع إلى أبى سورة من السبع مائة دينار التى مدفونة
في موضع كذا وكذا مأة دينار، وانى مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب، فقال: من
هذا ؟ فقلت (1): قولى لابي الحسن: هذا أبو سورة فسمعته يقول: ما لى ولابي سورة، ثم
خرج إلى فسلمت عليه، وقصصت عليه الخبر فدخل واخرج إلى مأته دينار فقبضتها، فقال لى:
صافحته ؟ فقلت: نعم، فأخذ يدى فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه. قال احمد بن على:
وقد روى هذا الخبر عن محمد بن على الجعفري، وعبد الله بن الحسن بن بشر الخزاز،
وغيرهما، وهو مشهور عندهم. قلت: وظاهر الخبرين الاخيرين ان ابن الزرارى هو أبو
الحسن على بن يحيى، وهو غير ابى طاهر محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم، لكن لا
يبعد اتحاد الواقعة والتصحيف في الحكاية من بعض الرواة أو غيرهم.
________________________________________
1 - لعل هنا
سقطا. والصحيح: فقالت جارية من هذا. (*)
________________________________________
[ 208
]
7 - ابنة
سليمان بن الحسن بن الجهم زوجة محمد بن يحيى المعادي وعمة والد ابى غالب الزرارى
قال أبو غالب في الرسالة ص 12 عند ذكر اولاد سليمان بن الحسن من المرأة النيشابورية
وأختا لهم، تزوجها عند عود سليمان إلى الكوفة - محمد بن يحيى المعادي فأولدها محمد
بن محمد بن يحيى، واخته فاطمة بنت محمد وقد روى محمد بن يحيى طرفا من الحديث، وروى
محمد بن محمد بن يحيى، ابن عمة ابى ايضا. وقلت: لم يذكر اسماء ساير اولاد سليمان من
غير النيسابورية ولا بناته غير هولاء وفاطمة كما يأتي. فاطمة بنت ابنة سليمان بن
الحسن بن الجهم قال أبو غالب في الرسالة ص 12 عند ذكر ابنة سليمان بن الحسن بن
الجهم في عداد اولاده وتزويجها من محمد بن يحيى المعادي: فأولدها محمد بن يحيى
واخته فاطمة بنت محمد. محمد بن محمد بن يحيى المعادي، ابن بنت سليمان قال أبو غالب
في الرسالة ص 12 عند ذكر تزويج محمد بن يحيى المعادي بعمته كما تقدم: فأولدها محمد
بن محمد بن يحيى.. وروى محمد بن محمد بن يحيى، ابن عمة ابى ايضا صدرا (قدرا - ظ)
صالحا من الحديث، ولم يطل اعمارهما فيكثر النقل عنهما. محمد بن محمد بن سليمان بن
الحسن بن الجهم بن بكير والد ابى غالب الزرارى قال ولده في الرسالة ص 38: ومات ابى
محمد بن محمد بن سليمان وسنه
________________________________________
[ 209
]
نيف وعشرون
سنة، وسنى إذ ذاك خمس سنين وأشهر. قلت: لم احضر عاجلا لوالد ابى غالب ترجمة ولا
رواية، ولا لا ولاده ذكرا غير ما ذكره ولده أبو غالب في الرسالة عند ذكر ضياع جده
سليمان وأمواله، و ميراثها لولده محمد وعلى ابني سليمان وبناته، ثم ذكر جمع جده هذه
مع ما خصه من الاموال إلى ان قال: مات وخلفه لى ولاختي، فلم تزل في ايدينا إلى ان
امتحنت في سنة اربع عشرة وثلثمأة وما بعدها، فخرج ذلك عن يدى في المحق وخراب الكوفة
بالفتن. ولم يذكر لاخته غير ذلك، والظاهر انتهاء آل زرارة بن أعين إلى شيخ العصابة
في عصره ابى غالب الزرارى، وانه بقية آل أعين من البكريين والجهميين والزراريين.
وسيأتى في آخر الكتاب الاشارة إلى آل ابى غالب من جهة الامهات ممن ذكرهم في
الرسالة. احمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين بن
سنسن الشيباني الكوفى أبو غالب الزرارى. وقد ذكر المشايخ ترجمته، وقال النجاشي في
نسبه: احمد بن محمد بن سليمان الخ ولكن الشيخ في الفهرست والرجال قال: احمد بن محمد
بن سليمان الخ وتبعه في العنوان العلامة وابن داود، ولكن الصحيح ما ذكرناه تبعا
للنجاشي ولرسالة ابى غالب، كما ان الشيخ نبه في رجاله على نزول ابى غالب بغداد، على
ما دلت عليه رواياته كما تأتى، ونبه في الفهرست على وجه نسبتهم إلى زرارة قائلا:
وهم البكريون، وبذلك كان يعرف إلى ان خرج توقيع.. قلت وتقدم تفصيل ذلك ص 30.
________________________________________
[ 210
]
مولد ابى
غالب الزرارى ووفاته ومدفنه قال رحمه الله في الرسالة ص 38: وكان مولدي ليلة
الاثنين لثلاث (خمس - خ) ليلة بقين من شهر ربيع الاخر سنة خمس وثمانين ومأتين، ومات
جدى محمد بن سليمان رحمه الله في غيره المحرم سنة ثلثمائة، فرويت عنه بعض حديثه. و
قال النجاشي في ترجمته: ومات أبو غالب رحمه الله سنة ثمان وستين و ثلثمأة، وانقرض
ولده الا من ابنة ابنه، وكان مولده سنة خمس وثمانين ومأتين. وقال الشيخ في الفهرست
في ترجمته: ومات رضى الله عنه سنة ثمان و ستين وثلثمائة. وفي رجاله: ومات سنة ثمان
أو سبع وستين وثلثمائة. وقال الشيخ أبو عبدالله الغضائري في تكملة الرسالة ص 102
وتوفى احمد بن محمد الزرارى الشيخ الصالح رضى الله عنه في جمادى الاول سنة ثمان
وستين و وثلثمائة، وتوليت جهازه، وكان جهازه وحمله إلى مقابر قريش على صاحبها
السلام، ثم إلى الكوفة، ونفذت ما اوصى بانفاذه وأعانني على ذلك هلال بن محمد رضى
الله عنه. اقول: وكان هلال بن محمد من مشايخ شيخ الطائفة روى عنه في مواضع من
الفهرست، وايضا من مشايخ البغدادي قال في تاريخه ج 14 ص 75: هلال بن محمد بن جعفر
بن سعدان بن عبد الرحمان بن ماهويه بن مهيار بن المرزبان أبو الفتح الحفار.. كتبنا
عنه، وكان صدوقا ينزل بالجانب الشرقي قريبا من الحطابين.. مات هلال الحفار في يوم
الجمعة الثالث من سفر سنة اربع عشرة واربعمأته. وعن رياض العلماء وغيره مدحه بانه
من اجلاء هذه الطائفة، وانه فاضل عالم عظيم القدر والشأن، ومن مشايخ الطوسى.
________________________________________
[ 211
]
سماعاته
وقراءاته قد سمع شيخنا أبو غالب عن عامة مشايخ الكوفة إذ نشأ بها، وحدث بها و كانت
له رحلة إلى بغداد، والبصرة مع سماعه وقرائته وتحديثه بهما وحيث كان نشأته في بيت
كبير من العلم والفقه والحديث فتشرف بسماع الحديث في صغر سنه، فعلى به الاسناد وروى
عن اكابر مشايخ الكليني كما يأتي حتى انه قال في الرسالة ص 28: ومات جدى محمد بن
سليمان رحمه الله في غرة المحرم سنة ثلثمأة فرويت عنه بعض حديثه، وسمعي (سمعنى - خ)
من عبدالله بن جعفر الحميرى، وقد كان دخل الكوفة في سنة سبع وتسعين ومأتين. وجدت
هذا التاريخ بخط عبدالله بن جعفر في كتاب الصوم للحسين بن سعيد ولم اكن حفظت الوقت
للحداثة وسنى إذا ذاك اثنى عشرة سنة وشهور، وسمعت أنا بعد ذلك من عم ابى على بن
سليمان، ومن خال ابى محمد بن جعفر الرزاز، وعن احمد بن ادريس القمى واحمد بن محمد
العاصمى، وجعفر بن محمد بن مالك الفزارى الزار، وكان كالذى ربانى، لان جدى محمد بن
سليمان حين اخرجني من الكتاب جعلني في البزازين عند ابن عمه الحسين بن على بن مالك،
وكان أحد فقهاء الشيعة وزهادهم، وظهر بعد موته من زهده مع كثرة ما كان يجرى على
يده، امر عجيب، ليس هذا موضع ذكره. وسمعت من أبى جعفر محمد بن الحسين بن على بن
مهزيار الاهوازي وغيرهم رحمهم الله، وسمعت من حميد بن زياد، وأبى عبدالله بن ثابت،
واحمد بن محمد بن رباح، وهؤلاء من رجال الواقفة الا انهم كانوا فقهاء ثقات في
حديثهم كثيرى الرواية. وقال ايضا عند ذكر طريقه إلى محاسن البرقى ص 50: وحدثني
مؤدبى أبو الحسين على بن الحسين السعد آبادى.
________________________________________
[ 212
]
مشايخه في
القراءة والحديث والرواية قرأ شيخنا أبو غالب الزرارى وسمع وروى عن جماعة كثيرة من
اعلام الطائفة وثقات مشايخ الحديث، وأخذ عنهم العلم والاثار، وروى عنهم الاحاديث
والكتب والاصول والمصنفات حتى سمع من اصحاب الهادى والعسكري عليهما السلام فعلى بن
الاسناد، وقد وقع اسماء عدة كثيرة منهم في رسالته، وفي رجال النجاشي وكتب الشيخ
وغير ذلك فمنهم: 1 - احمد بن ادريس أبو على الاشعري القمى المعلم الفقيه الثقة
الصحيح الرواية المتوفى سنة 306 من مشايخ الكليني، صرح بسماعه عنه في الرسالة ص 39.
2 - احمد بن محمد بن سعيد أبو العباس بن عقدة الحافظ الثقة الجليل شيخ مشايخ الشيعة
المتوفى 333، روى عنه كثيرا وله منه اجازة ذكره في الرسالة ص 39. 3 - احمد بن محمد
أبو عبدالله العاصمى البغدادي الثقة الجليل، ذكر سماعه عنه في الرسالة ص 39، وروى
عنه كتاب جده الحسن بن الجهم كما في ص 8 منها. 4 - أحمد بن محمد بن رباح أبو الحسن
القلا السواق - الفقيه الواقفى الثقة، ذكره في الرسالة ص 40 بسماعه عنه، مادحا له
بفقاهته، وثقته في الحديث و كثرة رواياته، مع كونه واقفيا، وروى عنه كتاب عمه على
بن محمد بن رباح ص 82. 5 - جعفر بن محمد بن لاحق أبو احمد الشيباني، روى عنه في
اوائل الرسالة ص 18 عدد آل اعين. 6 - جعفر بن محمد بن مالك أبو عبدالله الكوفى
الفزارى البزاز، الذى مدحه
________________________________________
[ 213
]
في الرسالة
ص 39 بقوله: وكان كالذى ربانى.. 7 - حميد بن زياد النينوائى الثقة الجليل الواقفى
الفقيه المتوفى سنة 310 ذكره بمدحه وسماعه عنه في الرسالة ص 40 وروى عنه كثيرا من
كتب الاصحاب والاصول والمصنفات كما في ص 70 وص 82 وص 93 وغير ذلك. 8 - عبدالله بن
جعفر الحميرى الفقيه الثقة الجليل، شيخ القميين ووجههم سمع عنه حينما دخل الكوفة
سنة سبع وتسعين ومأتين كما في الرسالة ص 28، وروى عنه كثيرا كما في الرسالة ص 92
وروى النجاشي عنه عنه كتب جماعة من اصحابنا مثل جعفر بن بشير، ومعاوية بن وهب.
ومسعدة وغيرهم. 9 - عبدالله بن ابى زيد أبو طالب الانباري الثقة في الحديث والعالم
به روى عنه في الرسالة كبراء ولد أعين ص 20، وعددهم ص 29 وحكى النجاشي عن ابى غالب
الزرارى ترجمته. 10 - على بن الحسين السعد آبادى أبو الحسن القمى ومن مشايخ الكليني
مدحه بقوله (مؤدبى) في الرسالة ص 50، وفي الفهرست ورجال النجاشي ترجمة البرقى. 11 -
على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبو الحسن الزرارى عم ابيه، وقد
اكثر الرواية عند في الرسالة وفي النجاشي وكتب الشيخ. 12 - على بن سليمان بن
المبارك القمى. قال في الرسالة عند ذكر طرقه إلى الكتب والمصنفات ص 83 - 94 جزء
لطيف بخطى، اخبار على بن سليمان بن المبارك القمى، وفيه اجازة لى بخطى. 13 - على بن
محمد بن عيسى بن زياد التسترى جده من امه، فذكر في الرسالة ص 34 سماعة عنه كتاب
عيسى بن عبدالله العلوى، وكتاب هارون بن حمزة الغنوى
________________________________________
[ 214
]
ص 57 - 30،
وكتاب آخر ص 66 - 58. 14 - عمر بن الفضل وراق الطبري كما في الرسالة ص 58 - 103 15
- محمد بن ابراهيم بن جعفر أبو عبدالله الكاتب النعماني الكاتب المعروف بابن أبى
زينب، شيخ اصحابنا، صاحب كتاب الغيبة، روى عنه اجزاء فيها دعاء السر كما في ص 81 -
89. 16 - محمد بن احمد بن داود أبو الحسن القمى شيخ هذه الطائفة، وعالمها و شيخ
القميين وفقيههم المتوفى 378، وروى عنه كثيرا. 17 - محمد بن الحسن بن على بن
مهزيار، أبو جعفر الثقه الاهوازي من مشايخ ابن قولويه، روى عنه كتاب حماد بن عيسى ص
80 - ص 78، وله منه اجازة، وروى النجاشي عن جماعة من مشايخه عن أبى غالب الزرارى
عنه عن أبيه كتاب فضالة بن ايوب الازدي. 18 - محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو
طاهر الزرارى - جده المتكفل له العتوفى سنة 300، سمع وروى عنه كثيرا كما في الرسالة
وغيرها. 19 - محمد بن جعفر أبو العباس الرزاز خال ابيه احد مشايخ الكليني - وغيره
من مشايخ الشيعة روى عنه كثيرا كما في الرسالة وغيرها، ويأتى ترجمته في آل أبى غالب
من جهة الامهات. وقد عده أبو غالب ممن سمع منه بعد الحميرى من المشايخ العظام ص 39.
20 - محمد بن زيد بن مروان أبو عبدالله، فروى الشيخ في الغيبة ص 181 باب ظهور
معجزاته عن جماعة عن ابى غالب الزرارى عنه. 21 - محمد بن محمد بن يحيى أبو الحسن
المعادي، ابن عمة ابيه، روى عنه كتاب نوادر محمد بن سنان كما في الرسالة ص 74 - 73،
وخمسة اجزاء كما في
________________________________________
[ 215
]
ص 77 - 82،
وروى الشيخ عنه عنه في كتاب الغيبة في الوكلاء المذمومين ص 245. 22 - محمد بن همام
بن سهيل أبو على البغدادي الاسكافي الثقة الجليل شيخ اصحابنا ومتقدمهم الذى روى عنه
مثل التلعكبرى كثيرا، فروى أبو غالب عنه كتاب نوادر محمد بن الحسن بن شمون ص 76 -
80. 23 - محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني الرازي شيخ اصحابنا، واوثق الناس في
الحديث واثبتهم، صاحب كتاب الكافي المتوفى سنة تناثر النجوم 329 ببغداد وقد روى عنه
كثيرا، وروى الشيخ عنه عنه كتاب الكافي وفي كتاب الغيبة كثيرا وروى عنه ص 223 تاريخ
وفات أبى جعفر محمد بن عثمان العمرى السفير الثاني رحمه الله في آخر جمادى الاولى
سنة خمس وثلاثمأة. 24 - أبو عبدالله بن الحجاج، قال في الرسالة ص 18 وحدثني أبو
عبدالله (بن - خ) الحجاج رحمه الله، وكان من رواة الحديث انه قد جمع من روى الحديث
من آل أعين وكانوا ستين رجلا. 25 - ابن المغيرة، فروى في الرسالة ص 29 عنه عن أبى
محمد الحسن بن حمزة العلوى عدد اولاد أعين. سنته وسيرته في الحديث يظهر بالتأمل في
ترجمة من روى عنه أبو غالب الزرارى من المشايخ ومن روى هو عنه، وفيما نبه عليه في
مطاوى كلماته: ان هذا الرجل العظيم كانت سنته و وسيرته وطريقته في الحديث السماع
والرواية من الثقات ومن عرف تحرزه من الكذب وأنابته وأشهر في الحديث وان كان مخطئا
في الاعتقاد، كما هو التحقيق في باب حجية اخبار الاحاد وصرح به شيخ الطائفة في
مواضع كثيرة من كتابه
________________________________________
[ 216
]
(عدة
الاصول) فقال ره في الرسالة معتذرا عن سماعه عن المشايخ الواقفية الثقات ص 40:
وسمعت من حميد بن زياد وابى عبدالله بن ثابت، واحمد بن محمد بن رباح وهؤلاء من رجال
الواقفة الا انهم كانوا فقهاء ثقات في حديثهم كثيرى الرواية. وقد اشتهر شيخنا أبو
غالب بهذه الطريقة وبالاجتناب عن السماع والرواية من غير الثقات أو الضعاف في
النقل: حتى ان النجاشي قد تعجب من روايته عن جعفر الفزارى الذى زعم ضعفه في الحديث
فقال ص 94 في جعفر بن محمد بن مالك الفزارى بعد تضعيفه في الحديث: ولا ادرى: كيف
روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو على بن همام، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزرارى
رحمهما الله، وليس هذا موضع ذكره. قلت: وحققنا القول في ترجمة الفزارى وفي وجه
رواية العلمين عنه في تهذيب المقال. وقال أبو غالب في الرسالة ص 42: وقد بينت لك
آخر كتابي هذا اسماء الكتب التى بقيت عندي من كتبي وما حفظت اسناده، وتيقنت
روايته.. و أجزت لك خاصة روايتهما عنى.. منزلته في اصحاب الحديث كان شيخنا أبو غالب
الزرارى عظيما عند اصحابنا، وجيها في اصحاب الحديث علما، وعمادا لهم. أخد عن شيوخ
اصحاب الحديث وأئمة الجرح والتعديل ومن لا يطعن عليه بشئ مثل هارون بن موسى
التلعكبرى واضرابه، حتى اصبح مدار حديث الشيعة وعلى مثله دارت روايتهم ومصنفاتهم
وأسانيدهم إلى الاصول والمصنفات واجازاتهم لها. وقد نطق بمدح ابى غالب مشايخ الشيعة
مثل النجاشي قائلا فيه مرة: شيخنا الجليل الثقة، واخرى: شيخ العصابة في زمنه
ووجههم.
________________________________________
[ 217
]
تلاميذه ومن
روى عنه روى جماعة من اعلام الطائفة وائمة الحديث وشيوخ الشيعة الاحاديث والاصول
والكتب والمصنفات عن شيخنا أبى غالب الزرارى رحمه الله، منهم: 1 - الشيخ المفيد
محمد بن محمد بن النعمان المتوفى 413 وروى الشيخ والنجاشى في كتبهما عنه عنه. 2 -
الشيخ أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري المتوفى 411، روى الشيخ والنجاشى في
كتبهما عنه عنه. 3 - احمد بن على بن نوح أبو العباس السيرافى استاد النجاشي، روى
عنه عنه كتب جماعة من اصحابنا منهم بشر بن سلام، وعيص بن القاسم. 4 - احمد بن عبد
الواحد بن احمد أبو عبدالله البزاز المعروف بابن عبدون من مشايخ النجاشي، والشيخ،
المتوفى 423، وروى الشيخ عنه عنه في كتبه. 5 - أبو طالب بن غرور، احد مشايخ الشيخ
الطوسى، ذكره فيمن لم يرو عنهم من رجاله ص 343 في ذكر طريقه إلى كتب ابى غالب
الزرارى. 6 - أبو عبدالله احمد بن محمد بن عياش الجوهرى المتوفى 401، روى الشيخ عنه
عنه في كتاب الغيبة ص 183. 7 - أبو الفرج محمد بن المظفر، روى عنه عنه الشيخ في
كتاب الغيبة ص 184 توقيع الناحية فيه كما يأتي. 8 - هبة الله بن محمد بن احمد أبو
نصر الكاتب ابن بنت ام كلثوم بنت أبى جعفر العمرى روى عنه تاريخ وفات أبى جعفر محمد
بن عثمان العمرى السفير كما في اليغبة ص 223. وقد عمر هبة الله فقال النجاشي في
ترجمته: وكان هذا
________________________________________
[ 218
]
الرجل كثير
الزيارات وآخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة اربعمأة بمشهد أمير المؤمنين عليه
السلام ثم ان النجاشي وكذا الشيخ في الرجال وفي الغيبة وفي الامالى رويا عن عدة من
اصحابنا عن ابى غالب الزرارى بلا تفسير منهما للعدة، نعم فيهم الثقة مثل المفيد
وربما يظهر مراد النجاشي منهم مما حققناه في ترجمته في مقدمة تهذيب المقال ج 1 -
60. فقد روى النجاشي عنهم عنه عن خال ابيه محمد بن جعفر الرزاز في تراجم جماعة
منهم: حرب بن الحسن الطحان، وسعيد بن خثيم، وسعيد بن جناح، و عبدالله بن ابى
عبدالله الطيالسي، وعبيدالله الرصافي، وعبد الرحمان بن بدر، و على بن عبدالله بن
صالح، وايضا عنهم عنه عن محمد بن الحسن بن مهزيار في ترجمة فضالة بن أيوب، ومحمد بن
سنان. مصنفاته: صنف أبو غالب كتبا على ما ذكرها هو والشيخ والنجاشى، فمنها: 1 -
كتاب التاريخ. قال الشيخ وقد خرج نحو الف ورقة. وقال النجاشي والشيخ: لم يتمه. 2 -
كتاب الافضال. 3 - كتاب مناسك الحج كبير. 4 - كتاب مناسك الحج، صغير 5 - كتاب ادعية
السفر 6 - كتاب في آل اعين، وهى رسالته إلى ابن ابنه ابى طاهر 7 - مختاره من كتاب
بصائر الدرجات، 9 - اخبار على بن سليمان بن المبارك القمى. 10 - اخبار في الصوم عن
جده ابى طاهر عن الرجال. 11 - اخبار في ظهور واحاديث جمعها في الحج ذكره في الرسالة
ص 83 - 97. 12 - جزء فيه خطبة النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير برواية الخليل،
ذكره في
________________________________________
[ 219
]
الرسالة ص
83 - 99. 13 - جزء ظهور جمع فيه خطب لامير المؤمنين عليه السلام ذكرها في الرسالة ص
85 - 103. 14 - اجزاء مختلفة مجموعة من أخبار متفرقة ذكرها في الرسالة. 15 - جزء
عتيق بخطه فيه ادعية بغير اسانيد من جملتها الدعاء في ليلة الغدير، رواه السيد ابن
طاووس رحمه الله في كتابه (الاقبال ص 452) في عمل ليلة الغدير عن كتاب الشريف
الجليل ابى الحسن زيد بن جعفر المحمدى بالكوفة اخرج إلى الشيخ ابى عبدالله الحسين
بن عبيدالله الغضائري عنه. محنه ومصائبه ودلالة التوقيع من الناحية المقدسة عليها
قد ابتلى أبو غالب ره بفتنة وقعت في الكوفة من شر القرامطة عند ما نزل القرمطى
بالكوفة، فقاتله اهل الكوفة ولكن غلب عليهم فنهب اموالهم. ذكرها اليافعي في وقايع
سنة 313 إلى 315 من كتاب مرآت الجنان ج 2 - 266، 267. وقال أبو غالب في الرسالة ص
15 عند ذكر ضياع آل أعين مخاطبا لابن ابنه: فلم تزل في ايدينا إلى ان امتحنت في سنة
اربع عشرة وثلثمأة وما بعدها، فخرج ذلك عن يدى في المحق وخراب الكوفة بالفتن. وقال
ص 40 بعد ذكر سماعاته: و رزقت اباك وسنى ثمان وعشرون سنة، وفي سنة ولادته امتحنت
محنة اخرجت اكثر ملكى عن يدى واخرجتني إلى السفر والاغتراب، واشغلتني عن حفظ ما كنت
جمعت قبل ذلك.. وشغلنا طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء، وعلت سنى.. ورزقني
الله عزوجل الحج ومجاورة الحرمين سنة، فجعلت كدى واكثر دعائي في المواضع التى يرجى
فيها قبول الدعاء ان يرزق الله اباك ولدا ذكرا يجعله خلفا لآل أعين، ثم قدمت
العراق.
________________________________________
[ 220
]
وقال في ص
32: وبقى في يدى من تلك الضياع بالميراث شئ إلى اشياء كنت استزدتها إلى ان اخرج
الجميع عن يدى في المحن التى لمتحنت من أشر الاعراب اياى، وغير ذلك من خراب السواد
بالفتن المتصلة بعد دخوله الهجرة بين اهل الكوفة الا شئ يسير مطل على بالحال التى
بينى وبين عمران بن يحيى العلوى في سنة خمس وعشرين وثلمأة. وروى الشيخ في باب
التوقيعات من كتاب (الغيبة ص 186) عن جماعة من مشايخه عن أبى غالب احمد بن محمد بن
سليمان الزرارى قالوا: قال أبو غالب رحمه الله: وكنت قديما قبل هذه الحال قد كتبت
رقعة أسال فيها ان يقبل ضيعتي ولم يكن اعتقادي في ذلك الوقت التقرب إلى الله عزوجل
بهذه الحال، وان كان شهوة منى للاختلاط بالنوبختيين والدخول معهم فيما كانوا فيه من
الدنيا، فلم اجب إلى ذلك والححت في ذلك، فكتب عليه السلام إلى: ان اختر من تثق به
فاكتب الضيعة باسمه فانك تحتاج إليها، فكتبتها باسم ابى القاسم موسى بن الحسن
الزجوزجى ابن اخى ابى جعفر رحمه الله، لثقتي به وموضعه من الديانة والنعمة، فلم تمض
الايام حتى أسروني الاعراب، ونهبوا الضيعة التى كنت املكها، وذهب منى فيها من غلانى
ودوابي وآلتي نحو من ألف دينار، وأقمت في أسرهم مدة إلى ان اشتريت نفسي بمأة دينار
وألف وخمسمأة درهم، ولزمنى في اجرة الرسل نحو من خمسمأة درهم، فخرجت، واحتجت إلى
الضيعة، فبعتها. توقيع الناحية في امرايى غالب وزوجته: قال الشيخ في كتاب الغيبة ص
183 - 11 في التوقيعات: اخبرني جماعة عن أي عبدالله احمد بن محمد بن عياش عن أبى
غالب الزرارى قال قدمت من الكوفة وانا شاب احدى قدماتى، ومعنى رجل من اخواننا (قد
ذهب على أبى عبدالله
________________________________________
[ 221
]
اسمه)، وذلك
في ايام الشيخ ابى القاسم الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه أبا جعفر محمد بن
على المعروف بالشلمغانى، وكان مستقيما لم يظهر منه ما ظهر منه من الكفر والالحاد،
وكان الناس يقصدونه ويلقونه، لانه كان صاحب الشيخ ابى القاسم الحسين بن روح سفيرا
بينهم وبينه في حوائجهم ومهماتهم، فقال لى صاحبي: هل لك ان تلقى أبا جعفر وتحدث به
عهدا ؟ فانه المنصوب اليوم لهذه الطائفة، فانى اريد ان أسأله شيئا من الدعاء يكتب
به إلى الناحية قال: فقلت: نعم، فدخلنا إليه، فرأينا عنده جماعة من اصحابنا فسلمنا
عليه وجلسنا، فأقبل على صاحبي، فقال: من هذا الفتى معك ؟ فقال له الرجل: من آل
زرارة بن اعين، فاقبل على فقال: من أي زرارة انت ؟ فقلت يا سيدى أنا من ولد بكير بن
أعين اخى زرارة، فقال اهل بيت عظيم القدر في هذا الامر، فأقبل عليه صاحبي، فقال له:
يا سيدنا اريد المكاتبة في شئ من الدعاء، فقال: نعم، قال: فلما سمعت هذا اعتقدت انا
أسال ايضا مثل ذلك وكنت اعتقدت في نفسي ما لم ايده لاحد من خلق الله، حال والدة أبى
العباس ابني، وكانت كثيرة الخلاف والغضب على وكانت منى بمنزلة، فقلت في نفسي اسأل
الدعاء لى في أمر قد اهمنى ولا اسميه، فقلت: اطال الله بقا عسيدنا وانا أسال حاجة
قال: وما هي ؟ قلت الدعاء لى بالفرج من أمر قد أهمنى، قال: فأخذ درجا بين يديه كان
أثبت فيه حاجة الرجل، فكتب: والزرارى يسأل الدعاء له في أمر قد أهمه، قال: ثم طواه،
فقمنا، وانصرفنا. فلما كان بعد ايام قال لى صاحبي: الانعود إلى ابى جعفر فنسأله عن
حوائجنا التى كنا سألناه، فمضيت معه ودخلنا عليه، فحين جلسنا عنده أخرج الدرج، وفيه
مسائل كثيرة قد اجيب في تضعاعيفها، فأقبل على صاحبي فقرأ عليه جواب ما سأل ثم أقبل
على، وهو يقرء: (واما الزرارى وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما)، قال:
________________________________________
[ 222
]
فورد على
أمر عظيم، وقمنا فانصرفت فقال لى: قد ورد عليك هذا الامر ؟ فقلت: اعجب منه، قال:
مثل أي شئ. فقلت، لانه سر لم يعلمه الا الله تعالى وغيري، فقد اخبرني به، فقال،
أتشك في امر الناحية ؟ اخبرني الان ما هو، فأخبرته فعجب منه، ثم قضى أن عدنا إلى
الكوفة فدخلت دارى، وكانت أم ابى العباس مغاضبة لى في منزل اهلها، فجاءت إلى
فاسترضتنى، واعتذرت ووافقتنى ولم تخالفتنى حتى فرق الموت بيننا. واخبرني بهذه
الحكاية جماعة عن أبى غالب احمد بن محمد بن سليمان الزرارى رحمه الله اجازة، وكتب
عنه أبو الفرج محمد بن المظفر في منزله بسويقة غالب في يوم الاحد لخمس خلون من ذى
القعدة سنة ست وخمسين وثلثمأة، قال: كنت تزوجت بام ولدى، وهى اول امرأة تزوجتها
وأنا حينئذ حدث السن وسنى إذ ذلك دون العشرين سنة، فدخلت بها في منزل أبيها، فأقامت
في منزل أبيها سنين وأنا اجتهد بهم في ان يحولوها إلى منزلي، وهم لا يجيبون إلى ذلك
فحملت منى في هذه المدة وولدت بنتا فعاشت مدة، ثم ماتت، ولم احضر في ولادتها ولا في
موتها ولم ارها منذ ولدت إلى ان توفيت للشرور التى كانت بينى و بينهم، ثم اصطلحنا
على انهم يحملونها إلى منزلي، فدخلت إليهم في منزلهم ودافعوني في نقل المرأة إلى،
وقدر أن حملت المرأة مع هذه الحال، ثم طالبتهم بنقلها إلى منزلي على ما اتفقنا
عليه، فامتنعوا من ذلك فعاد الشر والمضارمة سنين لا آخذها، ثم دخلت بغداد، وكان
الصاحب بالكوفة في ذلك الوقت أبو جعفر محمد بن احمد الزجوزجى رحمه الله وكان لى
كالعم أو الوالد فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ما أنا فيه من الشرور الواقعة بينى
وبين الزوجة وبين الاحماء، فقال لى: تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها، فكتب رقعة وذكرت
________________________________________
[ 223
]
فيها حالى
وما انا فيه من خصومة القوم لى وامتناعهم من حمل المرأة إلى منزلي ومضيت بها انا
وابو جعفر رحمه الله إلى محمد بن على، وكان في ذلك الواسطة بيننا وبين الحسين بن
روح رضى الله عنه، وان تأخر كان من جهة الصاحب عليه السلام فانصرفت، فلما كان بعد
ذلك ولا احفظ المدة الا انها كانت قريبة، فوجه إلى أبو جعفر الزجوزجى رحمه الله
يوما من الايام، ضرت إليه، فاخرج لى فصلا من رقعة وقال لى: هذا جواب رقعتك، فان شئت
ان تنسخه فانسخه ورده، فقرأته فإذا فيه: (والزوج والزوجة فاصلح الله ذات بينهما)
ونسخت اللفظ ورددت عليه الفصل، ودخلنا الكوفة، فسهل الله لى نقل المرأة بأيسر كلفة
واقامت معى سنين كثيرة ورزقت منى اولادا، وأسأت إليها واساءات واستعملت معها كل ما
لا تصبر النساء عليه، فما وقعت بينى وبينها لفظة شر، ولا بين احد من أهلها إلى ان
فرق الزمان بيينا. وروى ايضا ص 197 - 24 قائلا: وأخبرني جماعة عن أبى غالب احمد بن
محمد الزرارى قال: جرى بينى وبين والدة ابى العباس، يعنى ابنه، من الخصومة والشر
أمر عظيم مالا يكاد ان يتفق، وتتابع ذلك وكثر إلى ان ضجرت به وكتبت على يد ابى جعفر
اسأل الدعاء، فأبطأ عنى الجواب مدة ثم لقيني أبو جعفر، فقال: قد ورد جواب مسألتك،
فجئته، فأخرج إلى مدرجا، فلم يزل يدرجه إلى ان ارانى فصلا منه فيه: واما الزوج
والزوجة فاصلح الله بينهما. فلم تزل على حال الاستقامة ولم يجر بيننا بعد ذلك شئ
مما كان يجرى، وقد كنت أتعمدها يسخطها، فلا يجرى منها شئ، هذا معنى لفظ ابى غالب
رضى الله عنه أو قريب منه.
________________________________________
[ 224
]
قال ابن
نوح: وكان عندي انه كتب على يد أبى جعفر بن أبى العزاقر قبل تغيره وخروج لعنه، على
ما حاه ابن عياش إلى ان حدثنى بعض من سمع ذلك معى، انه انما عنى أبا جعفر الزجوزجى
رضى الله عنه، وان الكتاب انما كان من الكوفة، وذلك ان ابا غالب قال لنا: كنا نلقى
ابا القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه قبل ان يقضى الامر إليه، صرنا نلقى ابا جعفر
الشلمغانى ولا نلقاه. و حدثنا بهاتين الحكايتين مذاكرة، لم اقيدهما، وقيدهما غيرى،
الا انه يكثر ذكرهما والحديث بهما، حتى سمعتهما منه ما لا احصى، والحمد لله شكرا
دائما وصلى الله على محمد وآله وسلم. آل ابى غالب الزرارى من الامهات محمد بن الحسن
القرشى البزاز مولى بنى مخزوم هو جد ام أبى غالب الزرارى قال في الرسالة: وجدني: ام
ابى فاطمة بنت جعفر بن محمد بن الحسن القرشى البزاز مولى بنى مخزوم، وقد روى محمد
بن الحسن الحديث، وكان احد حفاظ القرآن، وقد نقلت عنه قرائته، وكبرت منزلته فيها
قلت: ويأتى في جعفر بن محمد بن الحسن ما ينفع المقام. جعفر بن محمد بن الحسن بن
الهيثم أبو نصر لم اجد لجعفر بن محمد بن الحسن القرشى ترجمة ولا رواية غير ذكره في
نسب جدة ابى غالب كما تقدم، وفي اقبال السيد ابن طاووس ص 675 في آداب يوم المبعث عن
محمد بن على الطرازى في كتابه عن ابى العباس احمد بن على بن نوح، عن كتاب ابى نصر
جعفر بن محمد بن الحسن الهيثم وذكرانه خرج من جهة ابى القاسم الحسين بن روح رضى
الله عنه صلوة يوم المبعث.
________________________________________
[ 225
]
الحسن بن
جعفر بن محمد بن الحسن القرشى الرزاز ذكره أبو غالب في الرسالة ص 30 مع أخيه محمد،
قائلا: وكان له أخ اسمه الحسن بن جعفر، قد روى الحديث، الا ان عمره لم يطل فينقل
عنه. محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشى الرزاز أبو العباس المخزومى الكوفى ذكره
أبو غالب في الرسالة ص 30 عند ذكر جدته، ام ابيه فاطمة بنت جعفر قائلا: واخوها أبو
العباس محمد بن جعفر الرزاز، وهو احد رواة الحديث و ومشايخ الشيعة.. وكان مولد محمد
بن جعفر سنة ثلث وثلثين ومأتين 233، ومات سنة ست عشر وثلثمأة 316 وعمره ثمانون سنة،
وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين
ومأتين 260 وأقام بها سنة، وعاد، وقد ظهر له من اثر الصاحب عليه السلام ما اضاح
إليه. وقال ايضا عند ذكره مشايخه ص 39: وسمعت انا بعد ذلك من عم ابى على بن سليمان
ومن خال ابى محمد بن جعفر الرزاز. قلت: قد اكثر شيخنا أبو غالب في الرواية عن خال
ابيه محمد بن جعفر في رسالته في آل اعين، كما ذكرناه في مشايخه، وقد روى عنه اعاظم
مشايخ الشيعة مثل الكليني، وعلى بن ابراهيم بن هاشم القمى في تفسيره غير مرة، ومحمد
بن جعفر بن قولويه في كامل الزيارات ص 55 باب 16، وص 99 باب 31، وقد صرح بوثاقة
عامة مشايخه، كما ان رواية القمى عنه دال على وثاقته حسب ما ذكره في وثاقة من روى
عنه في ديباجة التفسير، بل يظهر من النجاشي في ترجمة مياح
________________________________________
[ 226
]
المدائني ص
332 صيانته من قدح فلاحظ. روى عن اعلام رواة الشيعة وثقاتهم مثل خاله محمد بن
الحسين بن ابى الخطاب ومحمد بن عيسى بن زياد القيسي التسترى، جده الابى، ويحيى بن
زكريا، وابى عبدالله جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور البزاز الفزارى،
والقاسم بن الربيع الصحاف وغيرهم. وقد ترجمه شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في كتابه
طبقات اعلام الشيعة في القرن الابع ص 255. فاطمة بنت جعفر بن محمد بن الحسن القرشى
قال أبو غالب في الرسالة ص 30: وجدتي، ام ابى فاطمة بنت جعفر بن محمد بن الحسن
القرشى...، وأخوها أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز.. فاطمة بنت محمد بن عيسى بن
محمد بن زياد القيسي قال أبو غالب عند ذكر خال ابيه ابى العباس محمد بن جعفر الرزاز
ص 31: وامه وام اخته: فاطمة جدة بنت محمد بن عيسى القيسي (التسترى - خ)، وانا اذكر
حاله بعد ذكر امى رحمها الله. ام ابى غالب الزرارى وامها قال في الرسالة ص 31 عند
ذكر ام محمد بن جعفر: وامى ام الحسين بنت عيسى بن على بن محمد بن زياد القيسي
(التسترى - خ)، وأمها ام ولد رومية. عيسى بن على بن محمد بن زياد التسترى القيسي
قال أبو غالب في الرسالة ص 31 وامى ام الحسين بنت عيسى بن على بن محمد بن زياد
القيسي... وكان عيسى بن زياد انتقل من نواحى البصرة في ايام الفتنة
________________________________________
[ 227
]
بعد قتل
ابراهيم بن عبدالله بن الحسن، فنزل تستر، وتستر احد طاسيج الكوفة واسمه موجود في كل
كتاب عمل لذلك الفن، فنزل قرية منه يقال له: بقرونا (يقربونا - خ) فهذا الاسم هو
الغالب عليها، وهى ثلثة وروم، فنزل ورمى منها يقال له صقلبنا، وهى على عمود الفرات
الاعظم الذى يحمل من الكوفة إلى نجران، ويجتاز إلى جنبلا، ويلونا، وتمر بالسر، وهى
مدينة عظيمة فتحها خالد بن الوليد في اول الاسلام، ويقربونا، ينسب إليها الرستاق،
وهى في شرقي الفرات، وصقلبنا في غربه، فملك ضياعا واسعة، وحفر فيها نهرا يسمى نهر
عيسى، وبقى في يدى من تلك الضياع بالميراث شئ إلى اشياء كنت استزدتها إلى ان اخرج
الجميع عن يدى في المحن.. وقال ص 41 عند ذكر ابن ابنه وكان مولدك في قصر عيسى
ببغداد يوم الاحد لثلث خلون من شوال سنة اثنتين و خمسين وثلثمائة. محمد بن عيسى بن
على بن محمد بن زياد التسترى قال أبو غالب في الرسالة ص 33: وكان محمد بن عيسى احد
مشايخ الشيعة وممن يكاتب، وكان خرج إليه جواب كتاب كتبه على يدى ايوب بن نوح رضى
الله عنه في ام عبدالله بن جعفر، حدثنى بذلك خال ابى أبو العباس الرزاز، جوابا
مستقصا، لم اقم على حفظه، وغابت عنى نسخته، والجواب موجود في كتب الحديث، وكتب بعد
ذلك إلى الصاحب عليه السلام يسئل مثل ذلك، فكتب عليه السلام: قد خرج منا إلى
التسترى في هذا المعنى ما فيه كفاية، أو كلام هذا معناه، وكان محمد بن عيسى احد
رواة الحديث، حدثنى عنه خال ابى محمد بن جعفر الرزاز، وهو جده، أبو امه عن الحسن بن
على بن فضال بحديث منه، كتاب البشارات لابن فضال، وحدثني بكتار عيسى بن عبدالله
العلوى
________________________________________
[ 228
]
وهو كتاب
معروف.. قلت: روى محمد بن عيسى عن اجلاء اصحاب الرضا عليه السلام مثل معمر بن خلاد
فروى عنه كتاب الزهد تصنيفه، روى عنه محمد بن جعفر الرزاز قال حدثنا جدى لابي محمد
بن عيسى بن زياد قال حدثنا معمر ذكره النجاشي ص 330، والشيخ في الفهرست ص 170 في
ترجمة معمر. وروى الكليني والشيخ والنجاشى عنه عن اصحاب الرضا عليه السلام كما
ذكرناه في محله. على بن محمد بن عيسى بن على بن محمد بن زياد التسترى قال أبو غالب
في الرسالة ص 34 بعد ذكر ابيه: وابنه على بن محمد بن عيسى جد امى، وخال (خالي - خ)
ابى العباس الرزاز، وقد روى ايضا صدرا (قدرا - خ) من الحديث، وكانت دورهم في موضع
يعرف بلجام البكريين، وهو في ظهر حطة بنى اسعد بن همام، وقد خرب، واتصل بخرابات بنى
عجل إلى حدود حمير اذيلم، ولم ادرك انا الناحية الا خرابا قد زرع في بعض منها
اشنان، فكانت في دورنا منه شئ، فكنا نأخذ منه في كل سنة شنانا قفرانا، ودراهم، اجرة
الاقرحة، ومضيت إليها مرة وانا صبى مع من كان يمضى، فجئنا بالدراهم والاشنان،
فرأيتها ورأيت فيما بينهما قبر محمد بن عيسى، وقبور بعض ولده. الحسين بن محمد بن
محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أخو ابى غالب الزرارى يظهر من
غير موضع من رسالة ابى غالب وجود اخ له يسمى بالحسين و وجود ابن أخ له ايضا فقال
عند ذكر امه ص 31: وامى ام الحسين بنت عيسى بن على بن محمد بن زياد القيسي التسترى.
وقال ص 83 - 99 عند ذكر كتبه لولد
________________________________________
[ 229
]
ولده: جزء
فيه خطبة النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير، رواية الخليل، كان ابوك وابن عمك
حضرا بعض سماعه. اولاد ابن غالب الزرارى قال أبو غالب في حديث دعاء الامام الحجة
عليه السلام في اصلاح امره وامر زوجته على ما رواه الشيخ في الغيبة ص 186، وتقدمت:
وأقامت معى سنين كثيرة ورزقت منى اولادا الحديث. وقال في هذه الحكاية على ما في
الغيبة ص 184: كنت تزوجت بام ولدى وهى اول امراة تزوجتها، وأنا حينئذ حدث السن وسنى
إذ ذاك دون العشرين سنة، فدخلت بها في منزل ابيها، فأقامت في منزل ابيها سنين وانا
اجتهد بهم في ان يحولوها إلى منزلي وهم لا يجيبوني إلى ذلك، فحملت منى في هذه المدة
وولدت بنتا فعاشت مدة ثم ماتت ولم احضر في ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ ولدت
إلى ان توفيت.. وقال رحمه الله في الرسالة ص 41 مخاطبا لابن ابنه: ورزقت اباك وسنى
ثمان وعشرون سنة وفي سنة ولادته امتحنت محنة اخرجت اكثر ملكى عن يدى.. قلت: وتقدم
حديثها ص 219 وانها كانت سنة اربع عشر إلى خمس عشر و ثلثمأة. عبيدالله بن أحمد بن
محمد بن محمد بن سليمان بن الجهم بن بكير بن اعين أبو العباس الزرارى الكوفى وقد
كناه والده أبو غالب بأبى العباس على ما تقدم في رواية الغيبة ص 197
________________________________________
[ 230
]
- 32 وقال
في الرسالة مخاطبا لولده ص 41: ورزقت اباك وسنى ثمان وعشرون سنة وفي سنة ولادته
امتحنت محنة اخرجت اكثر ملكى عن يدى واخرجتني إلى السفر والاغتراب وأشغلتني عن حفظ
ما كنت جمعت قبل ذلك، ولما صلح ابوك لسماع الحديث وسلوك طريق اجدادي رحمهم الله،
جذبته إلى ذلك فلم ينجذب وشغلنا طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء وعلت سنى،
فآيست من الولد، وبلغ ابوك سبعا وثلثين ولم يرزق ولدا، ورزقني الله عزوجل الحج و
مجاورة الحرمين سنة، فجعلت كدى واكثر دعائي في المواضع التى يرجى فيها قبول الدعاء
ان يرزق الله اباك ولدا ذكرا يجعله خلفا لال اعين، ثم قدمت العراق، فزوجت اباك من
امك، فبفضل الله عزوجل ان رزقناك في اسرع وقت.. قلت: ولعل مراده من عدم الانجذاب
لسلوك طريق اجداده الفراغ لسماع الحديث وروايته محضا والاجتناب عن رجال الدولة وطلب
المعاش لا مطلق الاشغال بالعلم لما يأتي عن والده سماعه خطبة الغدير وعن الخطيب
سماعه وروايته.... فقال أبو غالب عند ذكر كتبه لابن ابنه ص 83 - 99: جزء فيه خطبة
النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير، رواية الخليل كان ابوك وابن عمك حضرا بعض
سماعه. وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج 10 - 378 - 5542: عبيدالله بن احمد بن محمد بن
محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين، أبو العباس الكاتب، يعرف
بالزرارى، روى عن ابى بكر بن الانباري، حدثنى عنه القاضى أبو القاسم التنوخى. قال:
وكان اديبا، شاعرا، وزعم ان بكير بن اعين هو اخو زرارة بن اعين وحمران بن اعين،
قال: وانما نسبنا إلى زرارة دون بكير، لان زرارة جدنا من امنا، فاشتهرنا به. اخبرنا
التنوخى قال انشدني أبو العباس عبيدالله بن احمد الزرارى قال انشدنا أبو بكر بن
الانباري في سنة سبع وعشرين:
________________________________________
[ 231
]
وكم من قائل
قد قال دعه * فلم يك وده لك بالسليم فقلت إذا جزيت الغدر غدرا * فما فضل الكريم على
اللئيم واين الالف يعطفنى عليه * واين رعاية الحق القديم ؟ وقال التنزخى: انشدني
أبو العباس الزرارى لنفسه: لى صديق قد ضيع من سوء عهد * ورماني الزمان فيه بصد كان
وجدى به فصار عليه * وظريف زوال وجد بوجد محمد بن عبيدالله بن احمد بن محمد بن محمد
بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبو طاهر الشيباني الكوفى الزرارى هو
ابن ابن شيخ الطائفة في عصره ابى غالب الزرارى رحمه الله، الذى الف له الرسالة في
آل اعين، وكتب فيها وصاياه وذكر آثار اهل بيته فيها، واجاز له الرواية عنه وعن
مشايخه فيما صحت له روايته، وذكر فيها طرقه إلى كتب الاصحاب واصولهم ومصنفاتهم
قائلا مبتدءا فيها: سلام الله عليك فانى احمد الله اليك.. وقال في الرسالة ص 41 بعد
ذكر ما تقدم في ابيه عبيدالله: فبفضل الله عزوجل ان رزقناك في اسرع وقت، ومن بان
جعلك سوى الخليقة، مقبول الصورة، صحيح العقل، إلى ان كتب اليك هذا الكتاب. وكان
مولدك في قصر عيسى ببغداد يوم الاحد لثلث خلون من شوال سنة اثنتين وخمسين وثلثمأة.
وقد خفت ان يسبق أجلى ادراكك وتمكنك من سماع الحديث وتمكني
________________________________________
[ 232
]
من حديثك
بما سمعت من الحديث، وان افرط في شئ من ذلك، كما فرط جدى وخال ابى رحمهما الله، إذ
لم يحدثاني إلى سماع جميع حديثهما مع ما شاهداه من رغبتي في ذلك. ولم يبق في وقتى
من آل أعين أحد يروى الحديث ولا يطلب العلم، وشححت على اهل هذا البيت الذى لم يخل
من محدث ان يضمحل ذكرهم، ويدرس رسمهم ويبطل حديثهم من اولادهم. وقد بينت لك آخر
كتابي هذا اسماء الكتب التى بقيت عندي من كتبي، وما حفظت اسناده وتيقنت روايته،
فانكان قد غاب عنى شرحت لك ممن سمعت ذلك. وأجزت لك خاصة روايتها عنى على حسب ما
اشرحه لك من ذلك، عند ذكر اسمها. واجزت لك ما عندي من الكتب القديمة وذكرت لك ما
منها بخط جدى محمد بن سليمان رحمهما الله، وما فيها بخط من عرفت خطه، وما جددت لك
من الكتب التى خلفت. وجعلت جميع ذلك عند والدتك وديعة لك، ووصيتها ان تسلمها اليك
إذا بلغت، وتحفظها عليك إلى حين علمك بمحلها وموضعها، ان حدث الموت قبل بلوغك هذه
الحال، فان حدث بها حدث قبل ذلك ان توصى بها من تثق به لك و علمك. فاتق الله عزوجل
واحفظ هذه الكتب، فان منها ما قرء على عبد الرحمان بن أبى نجران في سنة سبع وعشرين
ومأتين، وهو كتاب داود بن سرحان، ومنها ما قرأه جدى محمد بن سليمان على محمد بن
الحسين بن أبى الخطاب في سنة سبع و خمسين ومأتين، وتاريخ ذلك في اواخر الكتب مما
رويتها عنى حسبما رسمته لك. وتوخ سلوك طريقة اجداد أبيك رحمهم الله وتقبل اخلاقهم
وتشبه بهم في افعالهم، واجتهد في حفظ الحديث والثقة فيه، وواظب على ما يقربك من
الله عزوجل
________________________________________
[ 233
]
واعلم انه
ما اسن احد قط الاندم على ما فاته من التقرب إلى الله عزوجل بطاعته في شيبته، وعلى
ما دخل فيه من المحظورات في حداثته حين اسمعه الندامة ولا يمكنه استدراك ما فاته من
عمره. واصحب مشايخ اصحابك ومن تزين بصحبته بين الناس، وان صحبت احدا من أترا بك فلا
تدع مع ذلك صحبة المشايخ، وأجاب الله فيك دعوتي وأحسن عليك خلافتي. وان رزق الله جل
وعز الحياة، ومد في الاجل إلى ان نكتب عنى ما امليه عليك وتحفظ ما اسنده لك فذلك
مناى وإلى الله جل وعزارغب فيه، وان تكن الاخرى وتقدمت ايامي قبل ذلك فالله جل
وعزخليفتى عليك واياه اسئل ان يحفظني فيك ويحفظ صالح اجدادك من بكير، والى، كما حفظ
للغلامين بصلاح ابيهما، فقد مر في بعض الحديث: انه كان بين أبيهما الذى حفظ له،
وبينهما سبعمأة سنة، والله جل وعزحسبى فيك ونعم الوكيل. وعملت هذه الرسالة في ذى
القعدة سنة ست وخمسين وثلثمأة، وجددت هذه النسخة سنة سبع وستين و ثلثمأة. وقال
النجاشي مترجما له: محمد بن عبيدالله بن احمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم
بن بكير بن أعين، أبو طاهر الزرارى، وكان اديبا، وسمع، وهو ابن ابن ابى غالب،
شيخنا، له كتاب فضل الكوفة على البصرة وكتاب الموشح وكتاب جمل البلاغة. قلت: وظاهر
قوله: (شيخنا) ان محمد بن عبيدالله الزرارى من مشايخ النجاشي وربما يؤمى إليه عدم
ذكر طريق إلى كتبه، وهو آخر من سمى من آل زرارة بن أعين وقد انقرضوا مع كثرتهم
وانتشارهم في البلدان كما تقدم. ولعل ذلك لكثرة عليك وتحفظ ما اسنده لك فذلك مناى
وإلى الله جل وعزارغب فيه، وان تكن الاخرى وتقدمت ايامي قبل ذلك فالله جل وعزخليفتى
عليك واياه اسئل ان يحفظني فيك ويحفظ صالح اجدادك من بكير، والى، كما حفظ للغلامين
بصلاح ابيهما، فقد مر في بعض الحديث: انه كان بين أبيهما الذى حفظ له، وبينهما
سبعمأة سنة، والله جل وعزحسبى فيك ونعم الوكيل. وعملت هذه الرسالة في ذى القعدة سنة
ست وخمسين وثلثمأة، وجددت هذه النسخة سنة سبع وستين و ثلثمأة. وقال النجاشي مترجما
له: محمد بن عبيدالله بن احمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن
أعين، أبو طاهر الزرارى، وكان اديبا، وسمع، وهو ابن ابن ابى غالب، شيخنا، له كتاب
فضل الكوفة على البصرة وكتاب الموشح وكتاب جمل البلاغة. قلت: وظاهر قوله: (شيخنا)
ان محمد بن عبيدالله الزرارى من مشايخ النجاشي وربما يؤمى إليه عدم ذكر طريق إلى
كتبه، وهو آخر من سمى من آل زرارة بن أعين وقد انقرضوا مع كثرتهم وانتشارهم في
البلدان كما تقدم. ولعل ذلك لكثرة
________________________________________
[ 234
]
المحن
الواردة عليهم لكونهم من الفرس الايرانيين، ولتشيعهم. هذا آخر ما اردنا ذكره في
تاريخ آل زرارة بن اعين حسب ما وقفنا عليه عاجلا. والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا
وباطنا، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين كتب بينماه الداثرة مؤلفه الفقير إلى عفو
ربه الغنى السيد محمد على بن المرتضى الموسوي الموحد الابطحي الاصفهانى عفى عنه وعن
والديه آمين رب العالمين
مكتبة يعسوب
الدين عليه السلام الإلكترونية
(Dokumen-ABNS)
Posting Komentar