[ 251 ]
[... ] الحديث مثله. ولنشر إلى إجمال ما وقفنا عليه من أحوالهم، وايكال
الاستيفاء والتفصيل إلى " أخبار الرواة ". 1 - الحسن بن أبي حمزة الثمالي: فقد
ذكرناه في " طبقات أصحاب الباقر وأصحاب الصادق (عليهما السلام) ". وروى الصدوق في
الفقيه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسن ابن أبي حمزة، قال: قلت لأبي جعفر، أو لأبي
عبد الله (عليهما السلام): صوم ثلاثة أيام في الشهر أو أخره في الصيف إلى الشتاء،
فإني أجده أهون علي ؟ فقال: " نعم، فاحفظها " (1). وروى في الكمال (2) باب أن الأرض
لا تخلو من حجة بإسنادين عن الحسن بن علي بن أبي حمزة الثمالي، عن أبيه، عن أبي
جعفر (عليه السلام). 2 - الحسين بن أبي حمزة الثمالي: قال البرقي في أصحاب الصادق
(عليه السلام): 26 حسين بن أبي حمزة الثمالي (3). قلت: تقدم عن الكشي، عن حمدويه،
عند ذكره مع إخوته: كلهم ثقات، فاضلون. وروى الكشي (ص / ر) عن جعفر بن معروف، عن
محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن حسين بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، مدح عمار بن ياسر.
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 51 / ح 11. 2 - كمال الدين: 3 - كتاب
الرجال للبرقي: ص 26. (*)
________________________________________
[ 252 ]
[... ] وروى الصدوق في التوحيد باب القدرة، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد (رحمه الله)، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب،
عن جعفر بن بشير، عن الحسين بن أبي حمزة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: " قال أبي (عليه السلام): إن محمد بن علي بن الحنفية... "، الحديث (1). وروى
الكليني في الكافي عنه الشيخ في التهذيب بإسناده عن إبراهيم بن مهزم، عن الحسين بن
أبي حمزة، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في تأخير صوم ثلاثة أيام إلى
الشتاء (2). 3 - علي بن أبي حمزة الثمالي: تقدم توثيقه ومدحه عن الكشي، عن حمدويه
بن نصير. وذكرناه في " الشرح على الكشي "، وفي " طبقات أصحاب الصادق وأصحاب الكاظم
(عليهما السلام) " بمن روى عنه، عنهما (عليهم السلام). 4 - محمد بن أبي حمزة
الثمالي: تأتي ترجمته (ر 964) بكتابه، وتفصيل أحواله. وقال البرقي في أصحاب الصادق
(عليه السلام): محمد بن أبي حمزة الثمالي (3).
________________________________________
1 - التوحيد: 2 - الكافي: ج 4 / ص 145 / ح 2، تهذيب الأحكام: ج 4 / ص
313 / ح 950. 3 - كتاب الرجال للبرقي: ص 20. (*)
________________________________________
[ 253 ]
[ نوح، ومنصور، وحمزة، قتلوا مع زيد (عليه السلام) (1). ] 9 - أولاده
الذين استشهدوا مع زيد (عليه السلام) (1) ربما يوهم كلام النجاشي هذا، حصر أولاد
أبي حمزة بهؤلاء الثلاثة المقتولين، مع أنه ذكر محمد بن أبي حمزة بترجمة، وذكر غيره
غيرهما. والتخصيص بذكر هؤلاء المقتولين مع فرض وجود غيرهم، أيضا ليس له وجه ظاهر،
إلا المدح لهم بذلك. ويظهر من الروايات شهود أبي حمزة الثمالي خروج زيد بالكوفة،
ففي التهذيب في فضل مسجد السهيلة، بإسناده، عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد
الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: " يا أبا حمزة هل شهدت عمي
ليلة خرج " ؟ قال: نعم. قال: " فهل صلى في مسجد سهيل " ؟ قال: وأين مسجد سهيل، لعلك
تعني مسجد السهلة ؟ قال: " نعم ". قال: " أما إنه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار
بالله، لأجاره سنة... "، الحديث (1). ويظهر من الروايات أن زيدا ومن قتل معه يدخلون
الجنة بغير حساب، رواه الصدوق في الأمالي بإسناده، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي
جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله) للحسين (عليه السلام): " يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يتخطأ
هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين، يدخلون الجنة بلا حساب " (2).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 37 / ح 76. 2 - الأمالي للصدوق: (*)
________________________________________
[ 254 ]
[... ] 10 - إدراك أبي حمزة الصحابة وروايته عنهم ذكر العامة إدراك أبي
حمزة الثمالي الصحابة وروايته عنهم، وعن التابعين، إهتماما منهم بالصحابة
والتابعين، على اصولهم العامية، فذكره ابن سعد (1) في الطبقة الخامسة من الصحابة
والتابعين النازلين بالكوفة، وقال المزي في تهذيب الكمال: روى عن الأصبغ بن نباتة،
وأنس بن مالك، وزاذان أبي عمر الكندي، وسالم بن أبي الجعد العطفاني، وسعيد بن جبير،
و.... وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: روى عن أنس، والشعبي، وأبي إسحاق و.... وقال
الذهبي في الكاشف: عن أنس، وعدة. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وخلق. وأيضا في ميزان
الإعتدال: عن أنس، والشعبي، وطائفة. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وجماعة. قلت: وروى
أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي، عن الصحابة والتابعين، كما روى الكليني، والصدوق،
والشيخ بأسانيدهم الصحاح، حديث من يختار من النساء، وفيه قول رسول الله (صلى الله
عليه وآله): " إن خير نسائكم الولود الودود... " (2)، عنه، عن جابر الأنصاري، عنه
(صلى الله عليه وآله). وروى ابن شهر آشوب في المناقب (3) في معجزات
________________________________________
1 - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 364. 2 - الكافي: ج 5 / ص 324 / ح 1، من لا
يحضره الفقيه: ج 3 / ص 246 / ح 6، تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 400 / ح 6. 3 - مناقب آل
أبي طالب: (*)
________________________________________
[ 255 ]
[ لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبي الحسن (عليهم
السلام)، وروى عنهم (1). ] الإمام السجاد (عليه السلام) ما جرى بينه وبين عبد الله
بن عمر، في قصة حوت يونس. كما رووا عنه، عن أكابر أصحاب أمير المؤمنين (عليه
السلام)، وعن الأصبغ بن نباتة، وأبي رزين الأسدي، وأبي إسحاق السبيعي، كما في
الخرائج (1)، بل إن ذكر البرقي إياه في أصحاب الحسن والحسين ومن بعده (عليهم
السلام)، وكذا ذكر أصحابنا أن أبا حمزة الثمالي قد لقي علي بن الحسين ومحمد بن علي
الباقر (عليهم السلام) وروايته عنهما (عليهما السلام)، يدل على علو طبقته، وإدراكه
من بقي من الصحابة والتابعين، كما ذكرناه فيمن روى عنهم في " الطبقات الكبرى ".
وقال ابن شهر آشوب في المناقب في أحوال الإمام السجاد (عليه السلام) وتاريخه: ومن
رجاله من الصحابة: جابر بن عبد الله الأنصاري، وعامر بن واثلة الكناني، وسعيد بن
المسيب بن حزن... ومن التابعين... ومن أصحابه أبو حمزة الثمالي، بقى إلى أيام موسى
(عليه السلام) (2). 11 - من أدركهم أبو حمزة من الأئمة (عليهم السلام) وروى عنهم
(1) فقال الصدوق في المشيخة إلى أبي حمزة الثمالي: قد لقي أربعة من الأئمة علي بن
الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر (عليهم السلام) (3).
________________________________________
1 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 178 / ح 11. 2 - مناقب آل أبي طالب: 3 -
من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 36 / ر 79. (*)
________________________________________
[ 256 ]
[... ] وقال أبو عمرو الكشي (ص / ر): وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن
أحمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت الفضل بن شاذان، قال: سمعت الثقة يقول، سمعت
الرضا (عليه السلام) يقول: " أبو حمزة في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه قدم
أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر
(عليهم السلام) ". وروى أيضا في يحيى بن ام الطويل (ص / ر)، عن أحمد بن علي، عن أبي
سعيد الآدمي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر
الأول (عليه السلام)، في أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام) - إلى أن قال: - وأما
أبو حمزة الثمالي وفرات بن أحنف، فبقوا إلى أيام أبي عبد الله (عليه السلام)، وبقي
أبو حمزة إلى أيام أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام). وروى أيضا في ترجمته (ص
/ ر)، عن محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن بن فضال: أن أبا حمزة، وزرارة، ومحمد بن
مسلم، ماتوا في سنة واحدة، بعد أبي عبد الله (عليه السلام) بسنة أو بنحو منه، وكان
أبو حمزة كوفيا. 12 - الإمام السجاد (عليه السلام) مع أبي حمزة الثمالي قد تشرف أبو
حمزة الثمالي بلقاء الإمام السجاد (عليه السلام) وبالسماع عنه، وكانت له عنده
منزلة. فقال الشيخ في أصحاب السجاد (عليه السلام) (ص 84 / ر 3): ثابت بن أبي صفية،
دينار، الثمالي الأزدي، يكنى أبا حمزة. مات سنة خمسين ومائة.
________________________________________
[ 257 ]
[... ] وقال البرقي في أصحاب السجاد (عليه السلام) بعد الطبقة الأولى من
أصحابه: قال علي بن الحكم: ثم كان بعد، أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار. وكنية
دينار أبو صفية (1). وروى الكليني في الروضة عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد،
عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، قال: إن أول ما عرفت علي بن الحسين
(عليهما السلام)، أني رأيت رجلا دخل من باب الفيل، فصلى أربع ركعات، فتبعته حتى أتى
بئر الركاة، وهي عند دار صالح بن علي، وإذا بناقتين معقولتين، ومعهما غلام أسود.
فقلت له: من هذا ؟ فقال: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام)، فدنوت إليه، فسلمت
عليه، وقلت له: ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك وجدك ؟ ! فقال: " زرت أبي (عليه
السلام)، وصليت في هذا المسجد ". ثم قال: " هو ذا وجهي، صلى الله عليه ". ورواه
الشيخ في التهذيب بإسناد آخر عنه، مختصرا (2). وروى البرقي في المحاسن باب التواضع
في المأكل عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عمن ذكره، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
الثمالي، قال: لما دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) دعا لي بنمرقة، فطرحت،
فقعدت عليها، ثم أتيت بمائدة لم أر مثلها قط، قال لي: " كل ". فقلت: مالك جعلت فداك
لا تأكل فقال: " إني صائم ". فلما كان من الليل أتي بخل وزيت، فأفطر عليه، ولم يؤت
بشئ من الطعام الذي قرب إلي (3).
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 8. 2 - الكافي: ج 8 / ص 255 / ح 363، تهذيب
الأحكام: ج 6 / ص 32 / ح 3. 3 - المحاسن: (*)
________________________________________
[ 258 ]
[... ] قلت: ولأبي حمزة الثمالي عن الإمام السجاد (عليه السلام) شئ كثير
في الاصول والمعارف، والسنن، والفقه، والتفسير، والحقوق، ومنها رسالة الحقوق التي
رواها الصدوق في الفقيه (1)، والأدعية، ومنها الدعاء المعروف بدعاء أبي حمزة
الثمالي في سحور شهر رمضان. وروى محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات، عن أحمد
بن محمد، عن علي بن الحكم، قال: حدثني مالك بن عطية الأحمسي، عن أبي حمزة الثمالي،
قال: دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام)، فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت عليه
البيت وهو يلتقط شيئا. وأدخل يده في وراء الستر، فناوله من كان في البيت، فقلت:
جعلت فداك، هذا الذي أراك تلتقط أي شئ ؟ فقال: " فضلة من زغب الملائكة، نجمعه إذا
جاؤنا، نجعله سخايا لأولادنا "، قال: قلت له: جعلت فداك، وإنهم ليأتونكم ؟ قال: "
يا أبا حمزة، إنهم ليزاحمونا على تكأتنا ". ورواه الكليني في اصول الكافي، عن محمد،
عن أحمد بن محمد، الحديث مثله (2). وروى الصدوق في علل الشرايع، عن محمد بن موسى بن
متوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب،
عن مالك بن عطية، عن الثمالي، قال: صليت مع علي بن الحسين (عليهما السلام) الفجر
بالمدينة، يوم الجمعة، فلما فرغ من صلاته وسجدته، نهض إلى منزله وأنا معه،
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 376 / ح 1626. 2 - بصائر الدرجات: ج،
الكافي: ج 1 / ص 393 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 259 ]
[... ] فدعا مولاة له، تسمى سكينة، فقال: " لا يعبر على بابي سائل، إلا
أطعمتموه، فإن اليوم يوم الجمعة "، الحديث (1). ومن عنايات الإمام السجاد (عليه
السلام) لأبي حمزة الثمالي أنه لما انكسرت يديه، دعا له وعوفي، وشفاه الله تعالى
بدعائه. رواها السيد ابن طاووس في الأدعية السجاديه من كتابه مهج الدعوات (2). قلت:
وأخبار عناياته لأبي حمزة الثمالي كثيرة، رواها أصحابنا. وذكرها يخرجنا عن وضع
الكتاب، وذكرنا جملة منها في كتابنا " أخبار الرواة ". 13 - الثمالي في أيام الإمام
الباقر (عليه السلام) قال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): ومن أصحاب الحسن
والحسين وأصحاب علي بن الحسين (عليهم السلام) أبو خالد الكابلي، أبو حمزة الثمالي
(3). قلت: صريح كلام النجاشي والكشي والشيخ، وغيرهم، بذكر الثمالي في أصحاب السجاد
إلى أصحاب الكاظم (عليهما السلام)، ينافي ظاهر كلام البرقي، إلا أنه يجمع بايدراكه
أيام السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) وإن لم يكن له لقاءا، وخدمة، ورواية،
والله العالم. فلاحظ ما رواه الكليني في الروضة، في أول ما عرف الإمام السجاد (عليه
السلام) وتشرف بخدمته بعد واقعة كربلاء، فتقدم.
________________________________________
1 - علل الشرايع: 2 - مهج الدعوات: 3 - كتاب الرجال للبرقي: ص 9. (*)
________________________________________
[ 260 ]
[... ] وقال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 110 / ر 2): ثابت
بن دينار أبو صفية الأزدي الثمالي الكوفي، يكنى أبا حمزة. قلت: وتقدم عن الكشي،
والصدوق، وغيرهما، لقاء أبي حمزة لأبي جعفر الباقر (عليه السلام) وروايته وخدمته
له، فيمن كان له من اللقاء والخدمة والرواية من الأئمة (عليهم السلام)، بل يظهر من
الرويات أن له عناية بالتشرف إلى خدمتهم، وكان له أدبا وشفقة وخضوعا لهم (عليهم
السلام) حتى إنه ربما يأتي باب علي بن الحسين (عليهما السلام)، ولا يقرع، ولا يصوت،
ويقعد عند بابه حتى يخرج ويسلم، ويدعو له، على ما رواه الأربلي عنه في كشف الغمة
(1). وقد روى أبو حمزة الثمالي في فضائل آل محمد (عليهم السلام) عن أبي جعفر الباقر
(عليه السلام) شيئا كثيرا، من أنهم الشجرة الطيبة، كما في بصائر الدرجات (2)، وأنهم
الصراط المستقيم، كما في البصائر (3)، وأن الله تعالى أخذ عهد ولايتهم في عالم
الذر، كما في البصائر (4)، وأن ولايتهم ولاية، كما في البصائر (5)، وأن الكافرين
بولايتهم تحبط أعمالهم، كما في البصائر (6)، وأن الجن تأتيهم تسألهم عن معالم
الدين، كما في
________________________________________
1 - كشف الغمة: 2 - بصائر الدرجات: 3 - بصائر الدرجات: 4 - بصائر
الدرجات: 5 - بصائر الدرجات: 6 - بصائر الدرجات: (*)
________________________________________
[ 261 ]
[... ] البصائر (1)، وأن النبأ العظيم هو أمير المؤمنين (عليه السلام)،
كما في البصائر (2)، وأنه الصراط والميزان، كما في البصائر (3)، وأن عليا (عليه
السلام) هو الذي عنده علم الكتاب، كما في البصائر (4)، وأنه الذي علمه رسول الله
(صلى الله عليه وآله) ألف باب يفتح من كل باب ألف باب، كما في البصائر (5)، وأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوحى إليه لما إستكملت أيامه: يا محمد، قد قضيت
نبوتك، واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان، والإسم الأكبر، وميراث
العلم، وآثار النبوة في أهل بيتك، عند علي بن أبي طالب، فإني لم أقطع علم النبوة من
العقب من ذريتك، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء كما في بصائر الدرجات (6)، وأن
الإمام من يسمع الكلام في بطن امه كما في البصائر (7)، وأن الإمام يعلم ما في سنته
وشهره ويومه، من الكائنات والضمائر، كما في مناقب ابن شهر آشوب (8)، وأن الأرض لا
تبقى إلا وفيها من آل محمد من يعرف الحق، كما في البصائر (9)، وأن الله لا يفرض
طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه، كما في
________________________________________
1 - بصائر الدرجات: 2 - بصائر الدرجات: 3 - بصائر الدرجات: 4 - بصائر
الدرجات: 5 - بصائر الدرجات: 6 - بصائر الدرجات: 7 - بصائر الدرجات: 8 - مناقب آل
أبي طالب: 9 - بصائر الدرجات: (*)
________________________________________
[ 262 ]
[... ] اصول الكافي (1)، وأن أباه الإمام السجاد (عليه السلام) كان
يتمنى حملة لعلومه، فروى الصفار في بصار الدرجات، في الصحيح، عن أبي حمزة الثمالي،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إن أبي (عليه السلام) نعم الأب، رحمة
الله عليه، يقول: لو وجدت ثلاثة رهط أستودعهم العلم، وهم أهل لذلك، لحدثت بما لا
يحتاج فيه بعدي إلى حلال ولا حرام، وما يكون إلى يوم القيامة " (2). قلت: قد روى
أبو حمزة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) شيئا كثيرا، في المعارف والاصول،
والإمامة، والفقه، والتفسير، والسنن، والفتن والملاحم، وأخبار الغيبة، وغيرها، بل
روى عنه (عليه السلام) في الأسرار، وما لا يتحمله ساير الناس، كما روى عنه، وعن
أبيه السجاد (عليهما السلام) حديث إتيان الملائكة في بيوت الأئمة من آل محمد (عليهم
السلام)، بل في رواية الصفار في بصائر الدرجات بإسناده، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) - إلى أن قال: - فقلت: جعلت فداك هذا الذي
أراك تلتقط أي شئ ؟ فقال: " فضلة من زغب الملائكة نجمعه، إذا جاؤونا، نجعله سخايا
لأولادنا ". قال: قلت له: جعلت فداك، وإنهم ليأتونكم ؟ قال: " يا أبا حمزة إنهم
ليزاحمونا على تكأتنا " (3). وأيضا فيما رواه بعده بأسانيد صحاح، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام): " إن الملائكة لتزاحمنا على تكأتنا، وإنا
لنأخذ من زغبهم، فنجعله
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 262 / ح 6. 2 - بصائر الدرجات: 3 - بصائر الدرجات:
(*)
________________________________________
[ 263 ]
[... ] سخايا لأولادنا " (1)، ونحوه غيره. قلت: وقد جمعنا شيئا كثيرا من
درر رواياته عن أبي جعفر (عليه السلام) في " أخبار الرواة "، كما أحصينا من روى عن
أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في طبقات أصحابه من " الطبقات الكبرى
"، وفيهم أعيان الرواة وأعلام الثقات من الإمامية، ورواة الشيعة. بل قد روى العامة
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، كما رووا عنه، عن أبيه السجاد،
وعن ولده الصادق (عليهما السلام). وروى أبو حمزة تعظيم العامة لأبي جعفر (عليه
السلام). ومن ذلك ما رواه في دخول عكرمة عليه. فقال ابن شهر آشوب في المناقب في
آيات أبي جعفر (عليه السلام): قال أبو حمزة الثمالي - في خبر طويل: - لما كانت
السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، ولقاه هشام بن عبد
الملك، أقبل الناس ينهالون عليه، فقال عكرمة: من هذا ؟ عليه سيماء زهرة العلم،
لأجزينه. فلما مثل بنى يديه، إرتعدت فرائصه، وأسقط في يد أبي جعفر (عليه السلام)،
وقال: يا بن رسول الله، لقد جلست مجالس كثيرة بين يدى ابن عباس، وغيره، فما أدركني
ما أدركني آنفا ؟ فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " ويلك، يا عبيد أهل الشام، إنك
بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه " (2). وفي الكافي باب من الأطعمة
فيما ينتفع به من الميتة، بإسناده عن أبي حمزة
________________________________________
1 - بصائر الدرجات: 2 - مناقب آل أبي طالب: (*)
________________________________________
[ 264 ]
[... ] الثمالي قال كنت جالسا في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) إذا
أقبل رجل، فسلم. فقال من أنت يا عبد الله ؟ قلت: رجل من أهل الكوفة. فقلت: ما حاجتك
؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) ؟ فقلت: نعم، فما حاجتك
إليه. قال: هيأت له أربعين مسألة أسئله عنها، فما كان من حق أخذته، وما كان من باطل
تركته. قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل ؟ ! قال: نعم. فقلت له:
فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل ؟ ! فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم
ما تطاقون، إذا رأيت أبا جعفر (عليه السلام) فأخبرني. فما انقطع كلامي معه حتى أقبل
أبو جعفر (عليه السلام)، وحوله أهل خراسان وغيرهم، يسألونه عن مناسك الحج، فمضى حتى
جلس مجلسه، وجلس الرجل قريبا منه. قال أبو حمزة: فجلست حيث اسمع الكلام، وحوله عالم
من الناس. فلما قضى حوائجهم وانصرفوا، التفت (عليه السلام) إلى الرجل، فقال: " من
أنت " ؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري. فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " أنت
فقيه أهل البصرة " ؟ قال: نعم. فقال أبو جعفر (عليه السلام): " ويحك يا قتادة، إن
الله جل وعز خلق خلقا من خلقه، فجعلهم حججا على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوام
بامره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه، أظلة عن يمين عرشه ". قال: فسكت قتادة
طويلا، ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء، وقدام ابن عباس، فما
إضطرب قلبي قدام واحد منهم ما إضطرب قدامك. قال له أبو جعفر (عليه السلام): " ويحك
أتدري أين أنت ؟ بين يدي * (بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه يسبح له فيها
بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم
________________________________________
[ 265 ]
[... ] تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) * فأنت
ثم، ونحن أولئك ". فقال له قتادة: صدقت والله، جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت
حجارة، ولا طين...، الحديث (1). 14 - الثمالى في أيام الإمام الصادق (عليه السلام)
ذكره النجاشي، والكشي، والشيخ، والصدوق، والمفيد، وغيرهم من المشايخ في أصحابه كما
تقدم، بل ذكره ابن شهر آشوب في المناقب (2) من خواص أصحابه (عليه السلام). وقال
الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 160 / ر 2): ثابت بن أبي صفية دينار،
الأزدي، الثمالي، الكوفي، يكنى أبا حمزة، مات سنة خمسين ومائة. قلت: وله عنده منزلة
عظيمة، ومكانة، ورفعة، تظهر من الروايات أحصيناه في " أخبار الرواة "، بل كان يشتاق
لزيارته ويأنس به، ويسره، ويستبطنه، ويعطف عليه. فروى الكشي في عمار بن ياسر (ص /
ر) عن جعفر بن معروف، عن محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن حسين بن أبي حمزة، عن
أبيه أبي حمزة، قال: والله إني لعلى ظهر بعيري، إذ جائني رسول، فقال: " أجب يا أبا
حمزة "، فجئت، وأبو عبد الله (عليه السلام) جالس، فقال: " إني لأستريح إذا رأيتك...
"، الحديث.
________________________________________
1 - الكافي: ج 6 / ص 256 / ح 1، والآية في سورة: 2 - مناقب آل أبي طالب:
(*)
________________________________________
[ 266 ]
[... ] وأيضا في ترجمته (ص / ر): عن حمدويه بن نصير، عن أيوب بن نوح، عن
هشام بن الحكم، عن أبي حمزة، قال: كانت صبية لي سقطت، فانكسرت يدها، فأتيت بها
التيمي، فأخذها، فنظر إلى يدها، فقال: منكسرة، فدخل يدخل الجبائر، وأنا على الباب،
فدخلتني رقة على الصبية، فبكيت، ودعوت، فخرج بالجبائر، فتناول بيد الصبية، فلم ير
بها شيئا ثم نظر إلى الأخرى، فقال: ما بها شئ، قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله (عليه
السلام)، فقال: " يا أبا حمزة، وافق الدعاء الرضاء، فأستجيب لك في أسرع من طرفة عين
". قلت: قد أشرنا في منزلة أبي حمزة عند الإمام السجاد (عليه السلام) إلى ما رواه
السيد ابن طاووس في كتابه مهج الدعوات في الأدعية السجادية، في شفاء يدي أبي حمزة
الثمالي المكسورتين في الوقت بقرائته دعاء الإمام السجاد (عليه السلام). وروى ابن
شهر آشوب في المناقب، عن داود بن كثير الرقي، قال: أتى أعرابي إلى أبي حمزة
الثمالي، فسأله خبرا، فقال: توفي جعفر الصادق (عليه السلام)، فشهق شهقة، وأغمي
عليه. فلما أفاق، قال: هل اوصى إلى أحد ؟ قال: نعم، أوصى إلى ابنه عبد الله وموسى،
وأبي جعفر المنصور. فضحك أبو حمزة، وقال: الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى، وبين لنا
عيوب الكبير، ودلنا على الصغير، وأخفي عن أمر عظيم. فسئل عن قوله، فقال: بين عيوب
الكبير، ودلنا على الصغير لإضافته إياه، وكتم الوصية للمنصور، لأنه لو سأل المنصور
عن الوصي لقيل: أنت. وروى الراوندي في الخرائج في معجزات الإمام موسى بن جعفر
(عليهما السلام)، عن داود بن كثير الرقي، قال: وفد من خراسان وافد، يكنى أبا جعفر،
وإجتمع إليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعا ومسائلهم في
________________________________________
[ 267 ]
[... ] الفتاوى والمشاورة. فورد الكوفة، فنزل. وزار أمير المؤمنين (عليه
السلام)، ورآى في ناحية رجلا، وحوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم، فوجدهم شيعة
فقهاء، ويسمعون من الشيخ، فسألهم عنه، فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي. قال فبينما نحن
جلوس إذ أقبل إعرابي، فقال: جئت من المدينة، وقد مات جعفر بن محمد (عليهما السلام).
فشهق أبو حمزة، وضرب بيده الأرض. ثم سأل الأعرابي: هل سمعت له بوصية ؟ قال: أوصى
إلى ابنه عبد الله، وإلى ابنه موسى، وإلى المنصور، فقال أبو حمزة: الحمد لله الذي
لم يضلنا، دل على الصغير، ومن على الكبير، وستر الأمر العظيم. ووثب إلى قبر أمير
المؤمنين (عليه السلام)، فصلى، وصلينا. ثم أقبلت عليه، وقلت له: فسر لي ما قلته ؟
فقال: بين أن الكبير ذو عاهة، ودل على الصغير بأن أدخل يده مع الكبير، وستر الأمر
بالمنصور، حتى إذا سأل المنصور من وصيه ؟ قيل: أنت، - إلى أن ذكر تشرف أبي جعفر
الخراساني إلى حضرة الإمام الكاظم (عليه السلام) بالمدينة، وأنه قدم أموال أهل
خراسان ومسائلهم، وفيها ما أهداه الشطيطة النيسابورية إليه، وأنه أمره بتبليغه
السلام إليها إلى أن قال (عليه السلام) له: - " ألم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر
الكوفة وأنتم زوار أمير المؤمنين (عليه السلام)، كذا وكذا " ؟ قلت: نعم. قال: "
كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه كان علمه بالوجه... "، الحديث (1). وقال ابن
شهر آشوب في مغيبات الإمام الكاظم (عليه السلام) من مناقبه: أبو علي بن راشد وغيره،
في خبر طويل: أنه إجتمعت العصابه الشيعة بنيسابور، واختاروا محمد بن علي
النيسابوري، فدفعوا إليه ثلاثين ألف دينار، وخمسين ألف درهم،
________________________________________
1 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 328 / ح 22. (*)
________________________________________
[ 268 ]
[... ] وألفي شقة من ثياب. وأتت شطيطة بدرهم صحيح، وشقة خام من غزل
يدها، تساوي أربعة دراهم، فقالت: إن الله لا يستحيي من الحق. قال: فثنيت درهمها.
وجاؤا بجزء فيه مسائل، ملاء سبعين ورقة، في كل ورقة مسألة، وباقي الورق بياض، ليكتب
الجواب تحتها، وقد حزمت كل ورقتين بثلاث حزام، وختم عليها بثلاث خواتيم، على كل
حزام خاتم. وقالوا: إدفع إلى الإمام ليلة، وخذ منه في غد، فإن وجدت الجزء صحيح
الخواتيم فاكسر منها خمسة وانظره هل أجاب عن المسائل، وإن لم تنكسر الخواتيم، فهو
الإمام المستحق للمال، فادفع إليه، وإلا فرد إلينا أموالنا. فدخل على الأفطح عبد
الله بن جعفر، وجربه، وخرج عنه قائلا: رب إهدني إلى سواء الطريق. قال: فبينما أنا
واقف إذا أنا بغلام يقول: أجب من تريد. فأتى بي دار موسى بن جعفر (عليهما السلام)،
فلما رآني قال لي: " لم تقنط يا أبا جعفر ولم تفزع إلى اليهود والنصارى ؟ فأنا حجه
الله ووليه. ألم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد جدي (عليه السلام)، وقد أجبتك عما في
الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس، فجئني به، وبدرهم شطيطة الذي وزنه
درهم ودانقان، الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازواري، والشقة التي في
رزمة الأخوين البلخيين...، الحديث وهو طويل (1). قلت: وروى الكليني في اصول الكافي
باب النص على الكاظم (عليه السلام) بإسناده عن أبي أيوب النحوي، قال: بعث إلي أبو
جعفر المنصور - لعنه الله - في جوف الليل،
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 310 / ح 13. (*)
________________________________________
[ 269 ]
[... ] فأتيته، فدخلت عليه وهو جالس على كرسي، وبين يديه شمعة وفي يده
كتاب. قال: فلما سلمت عليه، رمى بالكتاب إلي وهو يبكي. فقال لي: هذا كتاب محمد بن
سليمان، يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثلاثا، وأين
مثل جعفر ؟ ثم قال لي: اكتب. قال: فكتبت صدر الكتاب. ثم قال: اكتب إن كان أوصى إلى
رجل واحد بعينه، فقدمه واضرب عنقه. قال: فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة،
وأحدهم أبو جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان، و عبد الله، وموسى، وحميدة. ثم قال
الكليني: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النصر بن سويد، بنحو من هذا، إلا أنه ذكر أنه
أوصى إلى أبي جعفر المنصور، و عبد الله، وموسى، ومحمد بن جعفر، ومولى لأبي عبد الله
(عليه السلام). قال: فقال أبو جعفر - لعنه الله: - ليس إلى قتل هؤلاء سبيل. ورواه
الشيخ في الغيبة، عن أبي أيوب الخوزي مثله (1). قلت: ويدل الحديث على أمور كثيرة،
منها حب أبي حمزة الثمالي وشفقته للإمام ومعرفته، وعلوه في اللب والحجى والعواطف،
وهو في هذا السن الكبير، فمن يبكي ويجزع حتى يشهق ويغمى عليه من كبار الشيوخ ؟ !
ومن له هذه البصيرة والمعرفة ؟ ! وكان أبو حمزة الثمالي مكرما عند أبي عبد الله
(عليه السلام). وله مواقف عظيمة عنده، تظهر من مختلف الأخبار، ذكرناها في " أخبار
الرواة "، حتى إنه لما يغيب عنه يسأل عن خبره، ويبلغ إليه السلام، ففيما رواه الكشي
(ص / ر) بإسناده
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 310 / ح 14، الغيبة للطوسي: ص 197 / ح 162. (*)
________________________________________
[ 270 ]
[... ] عن أبي بصير، قال: لما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)،
فقال: " ما فعل أبو حمزة الثمالي " ؟ قلت: خلفته عليلا. قال: " إذا رجعت إليه
فاقرأه مني السلام... "، الحديث ويأتي في محله. وقد ورى جماعة كثيرة جدا، من أعيان
الرواة وثقات الشيعة وغيرهم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
شيئا كثيرا في الاصول، والمعارف، والسنن، والتفسير، والفقه، وغيرها، أحصيناهم في "
طبقات أصحابه ". وستأتي الإشارة إلى خلاف في وفاة أبي حمزة في أيام الصادق (عليه
السلام)، مع أن الواضح أنه أدرك أيام الكاظم (عليه السلام)، ونطقت به الروايات، كما
تقدمت. 15 - الثمالي في أيام الإمام الكاظم (عليه السلام) صرح النجاشي (رحمه الله)
بملاقات أبي حمزة الثمالي مع أبي الحسن (عليه السلام)، وروايته عنه. واقتصر الصدوق
(رحمه الله) على لقائه، كما أن ما رواه الكشي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)،
أنه (قدم) نص على قدومه، [ على نسخة قدم، أو على خدمته إياه أيضا، على نسخة (خدم)
]، وكذا فيما رواه أيضا عن أبي جعفر الأول (ص / ر): (وبقي أبو حمزة إلى أيام أبي
الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)). ولكن ظاهر الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه
السلام) (ص / ر) أنه على تقدير بقائه، فله قدوم ولقاء وخدمة ورواية، حيث قال: ثابت
بن دينار، يكنى أبا صفية، وكنية ثابت أبو حمزة الثمالي. إختلف في بقائه إلى وقت أبى
الحسن موسى (عليه السلام). روى عن علي بن الحسين، ومن بعده (عليهم السلام). له
كتاب.
________________________________________
[ 271 ]
[... ] فالكلام هاهنا وإن كان في امور حياته إلى أيام الكاظم (عليه
السلام) ولقائه، وقدومه، وخدمته وروايته، لإمكان التفكيك، إلا أن المبدء هو إدراكه
أيامه. فإذا صح هذا صح الباقي بإحتمال كون اللقاء، والقدوم، والخدمة والرواية، أيام
أبيه الإمام الصادق (صلوات الله عليهما). فنقول: أما إدراك الثمالي أيام إمامة
الإمام الكاظم (عليه السلام)، فربما يظهر من بعض الروايات عدمه، ووفاة الثمالي في
أيام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام). فقد روى الكشي عن محمد بن إسماعيل، عن
الفضل، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد
الله (عليه السلام)، فقال: " ما فعل أبو حمزة الثمالي " ؟ قلت: خلفته عليلا. قال: "
إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام، واعلمه أنه يموت في شهر كذا، في يوم كذا ". قال
أبو بصير: فقلت جعلت فداك، والله لقد كان [ لكم ] فيه أنس، وكان لكم شيعة. قال: "
صدقت، ما عندنا خير له ". قلت: لكم، من شيعتكم، معكم ؟ قال: " إن هو خاف الله،
وراتب نبيه، وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل، كان معنا في درجاتنا ". قال: فرجعنا تلك
السنة، فما لبث أبو حمزة إلا يسيرا، حتى توفي. قلت: ولعله لذلك قال الشيخ في أصحاب
الكاظم (عليه السلام): إختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى (عليه السلام). ولكن
الخبر غير صريح في وفاته في أيام الإمام الصادق (عليه السلام)، فإن الإخبار الغيبي
بوفاته في شهر كذا ويوم كذا، لا ينافي كون وفاته في ذلك بعد وفاته (عليه السلام)،
كما أن رجوع أبي بصير إلى الكوفة في سنة الإخبار، ووفاة الثمالي بعده بيسير، لا
ينافي كونه بعد وفاة أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ لا يلزم بقائه إلى أيام أبي
الحسن (عليه السلام) بكثير. نعم الحديث يشير إلى المفارقة بين الإمام (عليه السلام)
وبين
________________________________________
[ 272 ]
[ وكان من خيار أصحابنا (1)، ] الثمالي في الوفاة، وبين الشيعة التي هو
انس لهم، وإلى منزلته عندهم، وإلى كرامة الله تعالى عليه، وإلى أن الثمالي عند آل
محمد (عليهم السلام) في الجنة، وهو خير له من كونه انسا للشيعة. وعلى هذا، فما تقدم
من النصوص على وفاة أبي حمزة بعد الإمام الصادق (عليه السلام)، لا معارض لها. ولعل
بقائه في علته بدء أمر الإمام الكاظم (عليه السلام)، أوجب حرمانه عن التشرف إلى
زيارته بالمدينة وروايته عنه، ولا ينافي ذلك قدومه على الإمام الكاظم في أيام
الصادق (عليهما السلام) وزيارته إياه، وروايته عنه (عليه السلام) وإن لم يشر له بعد
وفاته وإنتقال الإمامة إلى أبي الحسن (عليه السلام). 16 - الثمالي من خير الإمامية
(1) هذا مدح عظيم لأبي حمزة الثمالي رحمه الله فقد سئل أمير المؤمنين (عليه السلام)
عن الخير ما هو ؟ فقال: " ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك،
وعملك، ويعظم حلمك ". وقد أشار أبو بصير إلى كون الثمالي من خيار أصحابنا الإمامية،
عند إخبار الإمام الصادق (عليه السلام) بوفاته (جعلت فداك، والله لقد كان فيه أنس
وكان لكم شيعة). ولعل الثمالي قد إنفرد بهذا المدح (من خيارنا أصحابنا)، أو قل من
وصفه النجاشي به في وجوه أصحابنا، وشيوخهم، وثقاتهم، وإجلائهم، وفقهائهم، وزهادهم،
وإستقصاء ما يدل على ذلك يخرجنا عن وضع الكتاب.
________________________________________
[ 273 ]
[ وثقاتهم، ومعتمديهم في الرواية والحديث (1). وروي عن أبي عبد الله
(عليه السلام) أنه قال: أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه (2). ] 17 - كون
الثمالي من ثقات الإمامية ومعتمديهم (1) وقد نص على وثاقة أبي حمزة الثمالي بوجه
مطلق، أي بين الشيعة وغيرهم، جماعة منهم أبو الحسن حمدويه بن نصير الكشي من أعلام
مشايخ الشيعه، كما تقدم عن الكشي (ص / روص / ر)، وابن النديم في الفهرست، والصدوق
والشيخ، وغيرهم بل عرفت تعديله من الصدوق بقوله فيه (وهو ثقة عدل)، وتوصيفه من
حمدويه بن نصير الكشي بالثقة الفاضل. وقد روى عن أبي حمزة الثمالي الوجوه والأعيان،
وثقات أصحاب الأئمة الأربع (عليهم السلام) وأصحاب الإجماع ومن لا يروي إلا عن
الثقة، مثل ابن أبي عمير، والحسن بن محبوب، وأبان بن تغلب، و عبد الله بن سنان،
وساير أكابر الرواة من شيعتهم، ذكرناهم في طبقات أصحابهم، بل رووا عنه، عن الصحابة،
عن التابعين من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام)، وفي الإختصاص
عن أبي حمزة قال سمعت فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام) تقول: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله): ثلاث من كن فيه إستكمل خصال الإيمان، الذي إذا رضى لم يدخله رضاه
في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (1). 18 -
منزلة الثمالي عند أهل البيت (عليهم السلام) (2) قال أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص /
ر): وجدت بخط أبي
________________________________________
1 - الاختصاص: (*)
________________________________________
[ 274 ]
[... ] عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت الفضل بن
شاذان، قال: سمعت الثقة، يقول: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " أبو حمزة الثمالي
في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه قدم أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي،
وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر صلوات الله عليهم، ويونس بن عبد الرحمان
كذلك هو سلمان في زمانه ". وفي يونس بن عبد الرحمان (ص / ر): وقال الفضل بن شاذان:
سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " أبو حمزة الثمالي في زمانه
كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم منا أربعة علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن
محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفر (عليهم السلام)، ويونس في زمانه كسلمان في زمانه ".
قلت: والحديث في الموضع الثاني معلق على الخبر الثامن هكذا: (وجدت بخط محمد بن
شاذان بن نعيم في كتابه: سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة يقول: سمعت
الفضل بن شاذان يقول). ويظهر بالتأمل: سقوط الواسطة بين ابن الشاذاني وبين ابن
شاذان. وقد أهمل من تأخر عن الموضع الأخر واختلاف الحديث في الموضعين، وعن التعليق
الذي ذكرناه، حتى إن السيد ابن طاووس في تحريره والعلامة القهبائي في مجمع الرجال
وغيره، لم يذكراه فتنبه. ثم إن التحقيق في الحديث يقتضي التدبر من وجوه: أحدها:
سنده، إذ هو كما عرفت، لا يخلو عن سقط واسطة وهو أبو محمد القماص، كما في الموضع
الأول، وتعليق كما في الثاني، وإجمال وإهمال من جهة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن
نعيم الشاذاني في صدر السند في الأول. ومن جهة محمد بن شاذان بن نعيم كما في
التعليق، وتمام الكلام في ذلك في شرحنا على كتاب
________________________________________
[ 275 ]
[... ] " إختيار معرفة الرجال للكشي "، وفي ترجمتهما في " أخبار الرواة
". ثانيها: إختلاف يسير في المتن، تارة بقوله (قدم) في الأول، و (خدم) في الثاني،
مع إحتمال التصحيف أو الجمع هكذا (قدم، وخدم أربعة)، وأخرى بقوله في صدر الأول
(كلقمان) وفي ذيله (سلمان في زمانه) وفي الثاني في الموضعين (كسلمان في زمانه).
ثالثها: إن الوارد في فضل سلمان التشبيه بلقمان، فيحتمل تشبيه أبي حمزة في الخبرين
تارة بسلمان وأخرى بلقمان، وأخرى التشبيه بسلمان الذي هو بمنزلة لقمان، وما ورد في
ذلك على وجوه: 1 - ما رواه الصدوق في الأمالي في المجلس التاسع بإسناد مصحح، عن أبي
بصير قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) يحدث عن أبيه، عن آبائه (عليهم
السلام)، قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما لأصحابه: " أيكم يصوم الدهر
" ؟ فقال سلمان (رحمه الله): أنا يا رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): " فأيكم يحيي الليل " ؟ قال سلمان: أنا يا رسول الله، قال: " فأيكم يختم
القرآن في كل يوم " ؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله). فغضب بعض
أصحابه، فقال: يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش،
قلت: أيكم يصوم الدهر ؟ فقال: أنا، وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت: أيكم يحي الليل ؟
فقال: أنا، وهو أكثر ليلته نائم وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال: أنا وهو
أكثر نهاره صامت. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " مه يا فلان، أنى لك بمثل
لقمان الحكيم، سله فإنه ينبئك ". فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله، أليس زعمت
أنك تصوم الدهر، فقال: نعم، فقال رأيتك في نهارك تأكل، فقال: ليس حيث تذهب، إني
أصوم الثلاثة في
________________________________________
[ 276 ]
[... ] الشهر، وقال عز وجل: * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) * وأصل
شعبان بشهر رمضان، فذلك صوم الدهر. فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟ فقال: نعم،
فقال: أنت أكثر ليلتك نائم، فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى
الله عليه وآله) يقول: من بات على طهر فكأنما أحيى الليل كله، فأنا أبيت على طهر.
فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم ؟ قال: نعم، قال فأنت أكثر أيامك صامت،
فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي
(عليه السلام): " يا أبا الحسن، مثلك في أمتي مثل * (قل هو الله أحد) * فمن قرأها
مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين، فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا،
فقد ختم القرآن ". فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه،
فقد كمل ثلثا الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه، ونصره بيده، فقد استكمل الإيمان،
والذي بعثني بالحق، يا علي، لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد
بالنار، وأنا أقرأ * (قل هو الله أحد) * في كل يوم ثلاث مرات. فقام، وكأنه قد ألقم
حجرا (1). ورواه أيضا بإسناد صحيح عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) في
معاني الأخبار، ورواه عنه في الوسائل أيضا.
________________________________________
1 - الأمالي للصدوق:، معاني الأخبار:، وسائل الشيعة: ج 1، ص 266، ح 3،
مناقب آل أبي طالب:، روضة الواعظين: (*)
________________________________________
[ 277 ]
[... ] ورواه ابن شهر آشوب في المناقب في محبة علي (عليه السلام) عن
(روضة الواعظين) مع إختلاف. قلت: والحديث يدل على أمور منها تنزيل سلمان بلقمان
الحكيم، وعلى بصيرة سلمان في إتباع السنة، وعلى التزامه به، وعلى كون باب ذلك غيره
ولايته لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإنها بها كمال الإيمان، وأن يسير الحسنات
بالولاية تعادل الكثير العسير. 2 - إن سلمان خير من لقمان، رواه محمد بن الحسن
الصفار في بصائر الدرجات، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد بن عيسى، عن زياد العبدي، عن
الفضل بن عيسى الهاشمي، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، أنا وأبي عيسى،
فقال له: أمن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (سلمان رجل منا أهل البيت) ؟
فقال: " نعم ". فقال: أي من ولد عبد المطلب ؟ فقال: " منا أهل البيت ". فقال له: أي
من ولد أبي طالب ؟ فقال: " منا أهل البيت ". فقال له: أنا لا أعرفه، فقال: " اعرفه
يا عيسى، فإنه منا أهل البيت، ثم أومى بيده إلى صدره "، ثم قال: " ليس حيث تذهب، إن
الله خلق طينتنا من عليين، وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك، فهم منا، وخلق طينة عدونا
من سجين، وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك، وهم منهم، وسلمان خير من لقمان " (1). قلت:
ودل الخبر على أن سلمان بتشيعه الخالص ومحبا لهم وتبريه من أعدائهم صار منهم.
________________________________________
1 - بصائر الدرجات: (*)
________________________________________
[ 278 ]
[ وروى عنه العامة (1). ] 3 - إن سلمان منا أهل البيت، رواه محمد بن
يعقوب في اصول الكافي باب أن حديثهم صعب مستصعب عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن
موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: "
ذكرت التقيه يوما عند علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال: والله لو علم أبو ذر ما
في سلمان لقتله، ولقد آخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينهما، فما ظنكم بساير
الخلق، إن علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو عبد
مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان "، فقال: " وإنما صار سلمان من العلماء، لأنه امرؤ
منا أهل البيت، فلذلك نسبته إلى العلماء ". قلت: ونحوه غيره، مما يطول بذكره،
والحديث يدل على أن سلمان كان من أصحاب السر في الولاية، وممن امتحن الله قلبه
للإيمان، وحينئذ تنزيل أبي حمزة الثمالي بمنزلة سلمان في أنه من أهل البيت، يدل على
أنه أيضا منهم، لما كان مع سلمان. وبهذا نكتفي، فإن التفصيل يخرجنا عن محل الكلام.
19 - رواية العامة عن أبي حمزة الثمالي (1) إن من عظم منزلة الثمالي في الحديث
والروايه أن العامة المخالفين، مع عدائهم لرواة الشيعة وخاصة الراويين لفضائل آل
محمد (عليهم السلام)، المتبرئين من أعدائهم والراويين لمطاعنهم، قد رووا عن أبي
حمزة الثمالي. فأخرج ابن ماجة في السنن باب ما جاء في الوضوء مرة مرة، عن عبد الله
بن عامر بن زرارة، عن شريك بن عبد الله النخعي، عن ثابت ابن أبي صفيه الثمالي
________________________________________
[ 279 ]
[... ] قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، قلت: جعلت فداك، حدثت عن جابر
بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله) توضأ مرة مرة...، الحديث (1). وأخرج
أيضا الترمذي في السنن، عن إسماعيل بن موسى الفزاري، عن شريك، عن ثابت بن أبي صفية،
قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): حدثك جابر أن النبي (صلى الله عليه وآله) توضأ
مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا ؟ قال: " نعم ". ثم رواه أيضا مثله عن وكيع،
عن ثابت بن أبي صفية، ثم قال: وثابت ابن أبي صفيه هو: أبو حمزة الثمالي (2). قلت:
ولولا أن العامة إنما يخرجون الأباطيل، وما أهوت عليهم آرائهم، خلافا لأهل البيت
(عليهم السلام)، بأسانيد فيها رجال الشيعة، عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)،
لأشرت إلى مواضع روايات أبي حمزة الثمالي في كتبهم. وأكتفي بما ذكره بعض أكابرهم
رجالا من مشايخه، وممن روى عنه في صحاحهم ومسانيدهم وغيرها، كما في كتب جماعة،
كالجرح والتعديل لابن أبي حاتم وتهذيب الكمال لأبي الحجاج يوسف المزي، وكتب من
تأخره كالذهبي في ميزانه، وكاشفه، وابن حجر في كتبه، وغيرهم. وإن شئت الظفر على
أحاديث الثمالي في كتبهم، فانظر إلى تراجم مشايخه وتراجم من روى عنه. فقال المزي:
روى عن الأصبغ بن نباتة، وأنس بن مالك، وزاذان أبي عمر الكندي، وسالم بن أبي الجعد
الغطفاني، وسعيد بن جبير، وعامر الشعبي،
________________________________________
1 - السنن لابن ماجة: 2 - السنن للترمذي: (*)
________________________________________
[ 280 ]
[ ومات في سنة خمسين ومائة (1). ] و عبد الرحمان بن جندب الفزاري، وأبي
اليقظان عثمان بن عمير، وأبي سعيد عقيصا التميمي، وإسمه دينار، وعكرمة مولى ابن
عباس، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وأبي إسحاق عمر بن عبد
الله السبيعي، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)،
ونجبة بن أبي عمار الخزاعي. روى عنه أبيض بن الأغر بن الصباح المنقري، والحسن بن
محبوب، وحفص بن غياث، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وحمزة بن حبيب الزيات، وحميد ابن
حماد بن خوار، وخالد بن يزيد بن أبي مالك، وخالد بن يزيد القسري، وزافر بن سليمان،
وسعاد بن سليمان، وسعيد بن يحيى اللخمي، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله النخعي،
وعاصم بن حميد الحناط، و عبد الله بن الأجلح، و عبد الملك بن أبي سليمان، عبيدالله
بن موسى، وعلي بن هاشم بن البريد، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز، وعيسى بن
موسى الطهوري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وقيس بن الربيع، ومحمد بن الحسن بن أبي
يزيد الهمداني، ومنصور وردان، وأبو المغيرة النضر بن إسماعيل البجلي، ووكيع بن
الجراح، وأبو بكر بن عياش. 20 - تاريخ وفاة أبي حمزة الثمالي (1) قال الصدوق في
المشيخة إليه: وتوفي في سنة خمسين ومائة، وهو ثقة، عدل، قد لقى أربعة من الأئمة علي
بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر (عليهم السلام)... (1).
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 36 / ر 79. (*)
________________________________________
[ 281 ]
[ له كتاب (1) ] وقال الشيخ في أصحاب السجاد والصادق (عليهما السلام):
مات سنة خمسين ومائة. وقال في أصحاب الكاظم (عليه السلام): إختلف في بقائه إلى وقت
أبي الحسن موسى (عليه السلام).... وقال ابن شهر آشوب في المناقب في أصحاب الإمام
السجاد (عليه السلام): ومن أصحابه أبو حمزة الثمالي بقي إلى أيام موسى (عليه
السلام) (1). قلت: الظاهر أنه لا ينبغي الإشكال في بقائه إلى أيام أبي الحسن (عليه
السلام)، فقد تقدم نص قول الصدوق، ورواية الكشي (ص / ر) بإسناده عن عمرو بن أبي
المقدام، عن أبي جعفر الأول (عليه السلام) قوله: وبقي أبو حمزة إلى أيام أبي الحسن
موسى بن جعفر (عليهما السلام). وأيضا (ص / ر) فيما رواه بإسناده عن ابن شاذان، عن
الثقة، عن الرضا (عليه السلام)... قوله: قدم أربعة منا...، وبرهة من عصر موسى بن
جعفر صلوات الله عليهم.... وأيضا فيما رواه عن محمد بن مسعود، عن علي بن فضال: أن
أبا حمزة وزرارة ومحمد بن سليم ماتوا في سنة واحدة، بعد أبي عبد الله (عليه السلام)
بسنة، أو بنحو منه. ولعل الخلاف والإشكال قد نشأ من مثل ما رواه الكشي (ص / ر)
بإسناده عن أبي بصير وتقدم التحقيق في دفع الخلاف والإشكال. 21 - مصنفات أبي حمزة
الثمالي والطرق إليها (1) الأنسب أن يقال: (له كتب، منها تفسير القرآن)، إلا أن لا
تعد
________________________________________
1 - مناقب آل أبي طالب: (*)
________________________________________
[ 282 ]
[ تفسير القرآن (1). ] الرسالة كتابا، بل يظهر من الشيخ في رجاله أن
كتابه أيضا من الاصول، فقال فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) (ص 512 / ر 2): يونس
بن علي العطار، روى عنه حميد بن زياد كتاب أبي حمزة الثمالي، وغير ذلك من الاصول.
قلت: تقدم الفرق بين الأصل والكتاب في الجزء الأول من هذا الشرح (1). ثم إن كتب أبي
حمزة الثمالي لحقيقة بالضبط في كتب الأسبقين في التصنيف، فهو التابعي الثقة العظيم
الذي أدرك جماعة من الصحابة وأكابر التابعين وروى عنهم. (1) ذكره العامة أيضا، كما
تقدم عن ابن النديم ذكر تفسيره في المصنفات في التفسير. بل قال شيخنا في الرواية في
الذريعة، عند ذكر تفسير أبي حمزة الثمالي: وذكر التفسير له ابن النديم، وكشف
الظنون، وغيرهما. ويروي عن هذا التفسير، الثعلبي المتوفي سنة 427، في تفسيره
الموسوم ب الكشف والبيان، كما يروي عنه، عنه أيضا ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 في
كتابيه: الأسباب والنزول، والمناقب. وقال سيد أهل العصر في أعيان الشيعة: وذكره
الثعلبي في تفسيره، وأخرج الكثير من روايته (2). قلت: وروى القرطبي في تفسيره عن
أبي حمزة الثمالي. وقال الطبرسي في مجمع البيان، في تفسير قوله تعالى * (ولو ترى إذ
فزعوا فلا فوت وأخذا من مكان قريب) *: وقال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 93. 2 - الذريعة: (*)
________________________________________
[ 283 ]
[ أخبرنا عدة من أصحابنا (1)، قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن
سالم بن البراء بن سيرة بن السيار التميمي المعروف بالجعابي (2)، قال: حدثنا أبو
سهل عمر بن حمدان في المحرم سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدثنا سليمان بن إسحاق بن داود
المهلبي، قدم علينا البصرة سنة سبع وستين ومائتين، قال: حدثنا عمي عبد ربه، قال: ]
الحسين (عليهما السلام) والحسن بن الحسن بن علي (عليهم السلام) يقولان: هو جيش
البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم. قال: وحدثني عمرو بن مرة وحمران بن أعين، أنهما
سمعا مهاجر المكي، يقول: سمعت ام سلمة تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "
يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث الله إليه جيشا، حتى إذا كانوا بالبيداء، بيداء المدينة
خسف بهم " (1). قلت: وهذه من روايات أبي حمزة في الإمام المنتظر (عجل الله فرجه)،
وقد أخرجناها مع غيرها في " الإمام المنتظر (عليه السلام) ". (1) تقدم توثيق العدة
الذين روى عنهم النجاشي في الجزء الأول من هذا الشرح (2). (2) هو محمد بن عمر
الجعابي المتقدم ذكره في ترجمة الثمالي، وتأتي ترجمته (ر 1058): محمد بن عمر بن
محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن السيار التميمي أبو بكر، المعروف بالجعابي،
الحافظ القاضي، كان من حفاظ الحديث، وأجلاء أهل العلم. له كتاب الشيعة من أصحاب
الحديث، وطبقاتهم. وهو كتاب كبير سمعناه من أبي الحسين محمد بن عثمان....
________________________________________
1 - مجمع البيان:، والآية في سورة سبأ: 52. 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص
(*)
________________________________________
[ 284 ]
[ حدثني أبو حمزة، بالتفسير (1). ] (1) لم أقف على ترجمة لابن حمدان ومن
بعده من رجال السند. وقد روى الكليني، والصدوق، والشيخ، وغيرهم، بطرقهم عن جماعة،
عن أبي حمزة الثمالي، عن الأئمة (عليهم السلام)، روايات كثيرة في التفسير، غير هذا
الطريق سنشير إليهم. وإهمال كتب الرجال بعض رواة هذا الطريق إلى نسخة تفسير
الثمالي، لا يضر بصحة الطريق إلى رواياته في التفسير عن المعصومين صلوات الله عليهم
اجمعين ففيهم مثل محمد بن الفضيل، وسيف بن عميرة، والحسن بن محبوب، ونظرائهم، ممن
قد جمعناهم مع رواياتهم عنه، عنهم (عليهم السلام) في " التفسير "، في كتاب مفرد.
فقال الشيخ في الفهرست: له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن
الحسين، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، وموسى بن المتوكل، عن سعد بن عبد الله، والحميري،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة. وأخبرنا أحمد بن عبدون عن أبي
طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن يونس بن علي العطار، عن أبي حمزة. قلت: الطريق
الأول صحيح. والطريق الثاني، فيه يونس بن علي العطار شيخ حميد، الثقة الخبير
بالرواة والروايات ولم يصرح بتوثيق، إلا أن تكون رواية حميد عنه، مشيرة بالاعتبار.
وقال الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله، كما تقدم (ص 517 / ر 2): يونس بن علي
العطار، روى عنه حميد بن زياد كتاب أبي حمزة الثمالي، وغير ذلك من الاصول. وقال
الصدوق رحمه الله في المشيخة: وما كان فيه عن أبي حمزة الثمالي، فقد رويته عن أبي
(رضي الله عنه)، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر البزنطي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة ثابت بن
________________________________________
[ 285 ]
[ وله كتاب النوادر (1)، رواية الحسن بن محبوب (2). أخبرنا الحسين بن
عبيدالله، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا أبي عن سعد، عن أحمد و عبد الله
ابني محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، به (3). ] دينار الثمالي...
وطرقي إليه كثيرة، ولكني إقتصرت على واحد منها (1). (1) وقال الشيخ في الفهرست: وله
كتاب النوادر، وكتاب الزهد، رواهما حميد بن زياد، عن محمد بن عياش بن عيسى أبي
جعفر، عن أبي حمزة. قلت: لم أجد توثيقا لمحمد بن عياش، إلا أن تكون رواية حميد
الثقة الخبير بالرواة والروايات مشيرة إلى منزلته. (2) قد ظهر من طريق الشيخ إلى
كتاب نوادره عدم حصر الطريق إلى نوادره، برواية ابن محبوب عنه. (3) الطريق إليه
صحيح. قلت: ولعل الروايات الكثيرة التي رواها الرجال عن أبي حمزة الثمالي، عن
المعصومين (عليهم السلام) في أبواب الفقه والسنن، والتوحيد والنبوة والإمامة،
وغيرها، هي من الكتابين: النوادر والزهد. قال الكليني في الروضة: صحيفة علي بن
الحسين (عليهما السلام) وكلامه في الزهد. محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة،
قال: ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين (عليهما السلام) إلا ما
بلغني من علي بن أبي
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 36 / ر 79. (*)
________________________________________
[ 286 ]
[ وله رسالة الحقوق، عن علي بن الحسين (عليه السلام) (1). أخبرنا أحمد
ابن علي، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا علي بن إبراهيم ] طالب (عليه
السلام)، قال أبو حمزة: كان الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا تكلم في
الزهد ووعظ أبكى من بحضرته. قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي
بن الحسين (عليهما السلام)، وكتبت ما فيها. ثم أتيت علي بن الحسين صلوات الله عليه،
فعرضت ما فيها عليه، فعرفه، وصححه. وكان ما فيها: " بسم الله الرحمان الرحيم كفانا
الله واياكم كيد الظالمين، وبغي الحاسدين " (إلى آخر الصحيفة) (1). وروى أيضا في
الروضة عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هلال بن
عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: كان يقول: " إن أحبكم
إلى الله عز وجل أحسنكم عملا... "، الحديث (2). وأيضا عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن
غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام)
يعظ الناس، ويزهدهم في الدنيا، ويرغبهم في أعمال الآخرة، بهذا الكلام، في كل جمعة،
في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحفظ عنه، وكتب، كان يقول: أيها الناس:
إتقوا الله...، الحديث بطوله (3). (1) رواها المشايخ بطرق عديدة.
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 / ص 14 / ح 2. 2 - الكافي: ج 8 / ص 68 / ح 24. 3 -
الكافي: ج 8 / ص 72 / ح 29. (*)
________________________________________
[ 287 ]
[ عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما
السلام) (1). ] (1) قلت: الطريق فيه محمد بن الفضيل، فربما تكفي في وثاقته رواية
أصحاب الإجماع وأجلاء الثقات عنه. وروى الصدوق في الفقيه (1) رسالة الحقوق، بإسناده
عن إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب (عليهم السلام). وفي الخصال أبواب الخمسين وما فوقه، عن علي بن أحمد بن
موسى، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن خيران
ابن داهر، عن أحمد بن علي بن سليمان الجبلي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن محمد بن
فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: هذه رسالة علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى بعض
أصحابه: " إعلم إن لله عز وجل عليك حقوقا محيطة بك... " (2). وفي الأمالي، عن علي
بن أحمد بن موسى، عن محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن
عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار الثمالي، عن سيد العابدين
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " حق... " (3). ورواها في
تحف العقول وفي وسائل الشيعة (4) بطرقها.
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 376 / ح 1. 2 - الخصال: ص 564 / ب 50 /
ح 1. 3 - الأمالي للصدوق: 4 - تحف العقول:، وسائل الشيعة: ج 11 / ص 131 (*)
________________________________________
[ 288 ]
[... ] قلت: ويظهر من الروايات أن أبا حمزة الثمالي قد حفظ عن الإمام
علي بن الحسين صلوات الله عليه أدعية كثيرة، ولعلها مجموعة في كتاب، ومن تدبر فيها
ظهر له أن ما وصل إلينا من ادعية رواها عنه (عليه السلام)، تبلغ مقدار كتاب كبير.
وقال الشيخ في المصباح في أعمال شهر رمضان: روى أبو حمزة الثمالي قال: كان علي بن
الحسين سيد العابدين صلوات الله عليهما، يصلي عامة الليل في شهر رمضان، فإذا كان في
السحر دعا بهذا الدعاء: " الهي لا تؤدبني بعقوبتك... "، الدعاء (1). وقال السيد ابن
طاووس في الإقبال عند ذكره: ما رويناه بإسناده إلى أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري، بإسناده إلى الحسن بن محبوب الزراد، عن أبي حمزة الثمالي، أنه قال: كان
علي بن الحسين سيد العابدين صلوات الله عليه يصلي عامة ليله...، الحديث (2). وروى
أصحابنا عن أبي حمزة، عن علي بن علي بن الحسين (عليهما السلام) أدعية كثيرة، منها
دعاؤه (عليه السلام) في قضاء الحوائج، رواه حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي،
عنه (عليه السلام)، في حديث إنكسار يد ابنه واتيانه به يحيى بن عبد الله المجبر،
ودعاء آخر لقضاء الحوائج، ودعائه في قنوت وتره، ودعائه في أول رجب، ودعائه في
إستدفاع المصائب، ودعائه عند الاسطوانة السابعة في مسجد الكوفة، وغير ذلك مما يطول
ذكره.
________________________________________
1 - مصباح المتهجدين: 2 - إقبال الأعمال: (*)
________________________________________
[ 289 ]
[... ] 22 - دفع شكوك عن أبي حمزة الثمالي إعلم إن أبا حمزة الثمالي
لمكانته السامية من العلم والتقى والوثاقة، قد سلم عن كثير من الطعون التي إبتلى
بها رواة الشيعة، إلا أنه مع هذا، قد وقع موقع الكلام من وجوه: أحدها: إدراكه أيام
أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وقد مر تطابق الروايات ونصوص أعلام
الطائفة على إدراكه، كما تقدمت، وكذا قصور دلالة رواية الكشي الموهمة لوفاته قبل
أيامه. ثانيها: رواية الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، وقد تقدم التحقيق في
صحة روايته عنه، بل كثرة روايته عنه، في ترجمة الحسن بن محبوب من هذا الشرح (1).
وكذا في رواية أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري عن الحسن بن محبوب، عن الثمالي، وقد
تقدم التحقيق في ذلك في ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، فلاحظ (2). ثالثها:
إبتلائه بشرب النبيذ، فقد رماه به علي بن فضال، في رواية الكشي وحكاه ابن أبي
الخطاب عنه. ولئلا يقع القاصر في ريب، ولا يطمع المارق المنحرف عن الشيعة، ومن
يتربص الدوائر لتضعيف أصحاب الأئمة (عليهم السلام) نصرا لأعدائهم، لما في قلبه من
المرض، ينبغي التعرض لتحقيق دفعه، فليس له أصلا إلا ما ورد في الكشي:
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 2 - تهذيب المقال: ج 3 / (*)
________________________________________
[ 290 ]
[... ] 1 - قال أبو عمرو الكشي (ص / ر): حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت
علي بن الحسن بن فضال عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين، وتسمية ابنه
(الضريس) ؟ قال: فقال: إنما رواه أبو حمزة، واصبع من عبد الملك خير من أبي حمزة،
وكان أبو حمزة يشرب النبيذ، ومتهم به، إلا أنه قال: ترك قبل موته. وزعم أن أبا
حمزة، وزرارة، ومحمد بن مسلم، ماتوا في سنة واحدة بعد أبي عبد الله (عليه السلام)
بسنة، أو بنحو منه. وكان أبو حمزة كوفيا. 2 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة أبو محمد
ومحمد بن موسى الهمداني، قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت أنا
وعامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي وحجر بن زائدة، جلوسا على باب الفيل، إذ دخل
علينا أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار. فقال لعامر بن عبد الله: يا عامر، أنت حرشت
علي أبا عبد الله (عليه السلام). فقلت: أبو حمزة يشرب النبيذ. فقال له عامر: ما
حرشت عليك أبا عبد الله (عليه السلام)، ولكن سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
المسكر، فقال: " كل مسكر حرام ". فقال: لكن أبا حمزة يشرب. قال: فقال أبو حمزة:
أستغفر الله منه الآن، وأتوب إليه. قلت: والتأمل في الخبرين يقتضي الوثوق بأن الأصل
في الأول هو الثاني، وأن ابن فضال إنما عول فيما زعم على ما رواه ابن أبي الخطاب.
ونتكلم فيها لظهور الحق، ودفع التهمة. ونقول: إن الخبرين قاصران سندا ودلالة، فلا
يوجبان الريب في أمر الثمالي، بعد تطابق الروايات والنصوص الرجالية في الدلالة على
الوثاقة والعدالة والكرامة. أما الخبر الأول، فهو ضعيف جدا من وجوه: الأول: إن علي
بن فضال لم يدرك أبا حمزة الثمالي حتى تصح شهادته بنفسه
________________________________________
[ 291 ]
[... ] بالحس على أمر في الثمالي، فضلا عن الشهادة على إستمرار فعل له،
بقوله: (وكان أبو حمزة يشرب النبيذ). الثاني: إن ابن فضال لم يسند شهادته إلى شهادة
أو رواية، فكيف يذكر الذنب على المؤمن الذي لم يدركه. الثالث: إن ابن فضال إضطربت
شهادته، فقال أولا بصورة الجزم: (وكان أبو حمزة يشرب النبيذ)، ثم بصورة التهمة
فقال: (ومتهم به). الرابع: إنه إستدرك شهادته بما لا يناسب، فقال: (إلا أنه قال:
ترك قبل موته). وهل الإستمرار الذي شهد به (وكان أبو حمزة...) يرتفع أثره بالترك
قبل الموت ؟ وهل هذا إلا من توبة فرعون حينما غرق، فقيل له: * (الآن وقد عصيت من
قبل) * (1) ؟ الخامس: إن إتباع الشهادة المذكورة بزعم (أن أبا حمزة وزرارة، ومحمد
بن مسلم ماتوا في سنة واحدة بعد أبي عبد الله (عليه السلام) بسنة أو بنحو منه)،
يشير إلى زعم إستمراره على الخلاف طول حياة الصادق (عليه السلام) ومن قبله، وإلى
الأصرار على الخلاف. السادس: إن العطف على الشهادة بقوله: (وكان أبو حمزة كوفيا)،
يشير إلى كونه على مذهب الكوفيين في إستحلالهم النبيذ. وذكر هذه الأمور يناسب
التعويل على الحدس، لا على الشهادة بالحس. السابع: إن سقوط رواية أبي حمزة في عبد
الملك وغيره، عن الحجية بشرب
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 292 ]
[... ] النبيذ، الذي إدعاه ابن فضال، لا يحتاج إلى ضم ضميمة اخرى، وهي
قوله: (اأصبع من عبد الملك خير من أبي حمزة). الثامن: إن ما استغربه ابن فضال، من
قول عبد الملك لإمام زمانه (عليه السلام) في تسمية إبنه الضريس ما رواه، ليس بأعظم
من إتهام أبي حمزة بشرب النبيذ. التاسع: إن الحديث الذي روى في تسمية الضريس ليس
منحصرا بأبي حمزة، فكيف قال: (إنما رواه أبو حمزة) ؟ ! كما سيأتي. العاشر: إن
الحديث إنما رواه في الصحيح، علي بن عطية، ففي الكشي في ترجمة عبد الملك بن أعين (ص
/ ر): حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام) لعبد الملك بن أعين: " كيف سميت ابنك ضريسا " ؟
فقال: كيف سماك أبوك جعفرا ؟ ! قال: " إن جعفرا نهر في الجنة، وضريس اسم شيطان ".
وأما الحديث الثاني، ففيه وجوه من الضعف: الأول: إن علي بن محمد بن قتيبة أبا الحسن
القتيبي النيسابوري لم يوثق، وإن أكثر الكشي الرواية عنه، فإنها أعم من الإعتماد
الدال على التوثيق، كما في ساير مشايخه. فقول النجاشي فيه: (إعتمد عليه أبو عمرو
الكشي في الرجال) في غير محله، فإن الرواية أعم من ذلك. كما هو ظاهر. وقول الشيخ
فيه: (نيسابوري فاضل) أيضا أعم من التوثيق. ثم إن في الموضع التكنية بأبي محمد. ولم
أجد من نبه على ذلك، وهو غير مذكور في الرجال. الثاني: إن محمد بن موسى الهمداني
أبا جعفر السمان، قد ضعفه النجاشي
________________________________________
[ 293 ]
[... ] وغيره، تبعا للقميين الذين رموه بالغلو، حتى قالوا: إن ابن
الوليد كان يقول: إنه كان يضع الحديث، وأستثوه من رجال نوادر الحكمة. الثالث: إن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب المتوفى سنة 262، كما في النجاشي، كيف أدرك أبا حمزة
المتوفى 150، أو قبله، أو في حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، كما تقدم ؟ ولم
يذكره أحد في أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، وإنما ذكروه في أصحاب
الجواد والعسكريين (عليهم السلام). ولعل ابن الخطاب روى ذلك عن بعض مشايخه الذين
شهدوا الواقعة. ألا ترى أن الشيخ روى في الفهرست (ص 63 / ر 241) كتاب حجر بن زائدة
الحضرمي المذكور في هذه الرواية بإسناده، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عنه،
بلا واسطة، ثم روى بإسناد آخر، عنه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن
حجر بن زائدة. كما أن النجاشي روى كتابه بإسناده، عن ابنه عباس بن محمد بن الحسين،
عن أبيه، عن صفوان، عن ابن مسكان، عنه. الرابع: إن عامر بن جذاعة لم يصرح بتوثيق،
وإن عد من حواري أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام)، فيما رواه الكشي (ص / ر)
في حديث حوار المعصومين (عليهم السلام)، بسند فيه، علي بن سليمان بن داود الرازي
وأسباط بن سالم الذين لم يذكرا بتوثيق ولا مدح. بل روى أيضا الذم في عامر بن جزاعة
وحجر بن زائدة (ص / ر) عن علي بن محمد، عن أحمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، يرفعه
عن عبد الله بن الوليد، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " ما تقول في
المفضل " ؟ قلت: وما عسيت أن أقول فيه، بعد ما سمعت فيك. فقال: " رحمه الله، لكن
عامر بن جزاعة وحجر بن
________________________________________
[ 294 ]
[... ] زائدة أتياني، فعاباه عندي، فسألتهما الكف عنه، فلم يفعلا. ثم
سألتهما أن يكفا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك، فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما ". وروى
أيضا في المفضل (ص / ر) عن محمد بن مسعود، عن إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)
لمحمد بن كثير الثقفي: " ما تقول في المفضل بن عمر " ؟ قال: ما عسيت أن أقول فيه،
لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كسحا [ كستيجا ]، لعلمت أنه على الحق بعدما سمعتك
تقول فيه ما تقول. قال: " رحمه الله، لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة أتياني،
فشتماه عندي، فقلت لهما: لا تفعلا، فإني أهواه، فلم يقبلا، فسألتهما وأخبرتهما أن
الكف عنه حاجتي، فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما. أما إني لو كرمت عليهما لكرم عليهما
من يكرم علي. ولقد كان كثير عزة في مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي، حيث يقول:
لقد علمت بالغيب إني أخونها * إذا هو لم يكرم على كريمها أما إني لو كرمت عليهما *
لكرم عليهما من يكرم علي " وروى أيضا (ص / ر) بإسناد آخر عن بشير الدهان، نحوه.
وأيضا حديث آخر (ص / ر) في تحرشهما على أبي عبد الله (عليه السلام) في المفضل.
الخامس: إن التدبر في الروايات الواردة في عامر بن جذاعة يقتضي أنه لم يكن من أصحاب
السر وبطانة أبي عبد الله (عليه السلام)، حتى يعرف حديثه وحديث ساير الأئمة (عليهم
السلام)، إذ قالوا: " إن حديثنا صعب مستصعب "، فلعله يأخذ بالظاهر، ولا يلتفت إلى
الأسرار، في إختلافهم في الأقوال والأفعال في الأحكام، وفي أصحابهم، مع أنه كان
حفظا للدين ولأصحابهم، وتقية لدماء الشيعة، بل قد صدر منهم
________________________________________
[ 295 ]
[... ] التكفير واللعن والبرائة، وغير ذلك منهم، في جماعة من أكابر
أصحابهم وأعيان ثقات الشيعة من رواتهم، حينما إشتهروا بالتشيع، فحصنوهم بالتقية،
وأدنى التقية رميهم بما يعانده الشيعة ونحوه، ولو يضرب من التأويل، وأن لا يقاربوه،
وقد عرفت الشيعة بين المسلمين وغيرهم وأشتهروا بتحريمهم، تبعا للأئمة (عليهم
السلام)، لكل مسكر، نبيذ أو غيره. فإسناد شرب النبيذ الأعم من المسكر، كما يأتي إلى
أبي حمزة، من أحسن وجوه حفظ دمه، وتبعيده عن أئمة الشيعة (عليهم السلام)، وإستعمال
التقية فيه. هذا كله مع أنه لو صح إسناد شرب النبيذ إلى أبي حمزة فلا يكون من إسناد
الحرام إليه، فليس كل نبيذ مسكرا، ولا حراما، كما ستعرفه الآن، فلا يصح الطعن فيه
أبدا. السادس: إنه ليس كل نبيذ مسكرا، ولا حراما، ولا يكون شاربه فاسقا. فإن النبيذ
لغة هو القليل من الشئ يطرح في ماء أو غيره، وشرعا هو التمر والزبيب ونحوهما ينبذ
في الماء لإصلاحه. ولا يكون كل نبيذ مسكرا، حتى يكون حراما، فإن المسكر منه حرام.
وإنما المسكر ما ينش بالهواء أو يغلي بالنار، أو يلقى فيه شئ يغليه ويعكره كالعكر،
على ما في روايات عديدة، فإذا نش أو غلى أو طرح فيه شئ كالعكر منها، حرم قليله
وكثيره، وإن القي عليه ماء كثير. بل يظهر من بعض الروايات أنه كان شرب النبيذ
متعارفا في صدر الإسلام، وإنما أفسد الأمراء وأتباعهم بشرب المسكر منه، وهو ما إذا
نش، فلا يحل إلا أن يصير خلا، أو ما غلى بالعكر ونحوه، فلا يحل أبدا، أو ما اغلي
بالنار ولم يذهب ثلثاه، فإذا ذهب الثلثان وبقي الثلث حل. والنبيذ الذي لم ينش ولم
يغل بالنار ولم يطرح فيه ما
________________________________________
[ 296 ]
[... ] يفسده، فقد دلت الروايات المعتبرة على حل شربه، ورخص المعصومين
(عليهم السلام) شربه، بل ربما وصفوه لإصحاب العلل. فمنها: ما رواه الكليني والشيخ
بإسنادهما، عن الكلبي النسابة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن النبيذ.
فقال: " حلال ". فقال: أنا انبذه، فنطرح فيه العكر، وما سوى ذلك. فقال: " شه، شه،
تلك الخمر المنتنة ". قلت: جعلت فداك، فأي نبيذ تعني ؟ فقال: " إن أهل المدينة شكوا
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تغير الماء، وفساد طبائعهم، فأمرهم أن ينبذوا،
فكان الرجل يأمر خادمه أن نيبذ له، فيعمد إلى كف من تمر، فيقذف به في الشن، فمنه
شربه ومنه طهوره، الحديث (1). ومنها: ما رواه الصدوق في الفقيه (2)، في نفي البأس
بالوضوء بالنبيذ، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد توضأ به، وكان ذلك ماء قد نبذت
فيه تمرات، وكان صافيا فوقها فتوضأ به. ومنها: صحيح صفوان الجمال، قال: كنت مبتلى
بالنبيذ، معجبا به، فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، أصف لك النبيذ ؟
قال: فقال: " بل أنا أصفه لك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل مسكر حرام،
وما أسكر كثيره فقليله حرام ". فقلت له: هذا نبيذ السقاية بفناء الكعبة. فقال: "
ليس هكذا كانت السقاية، إنما السقاية زمزم، أفتدري من أول من غيرها " ؟ قلت: لا.
قال: " العباس بن عبد المطلب كانت له حبلة، أفتدري ما الحبلة " ؟ قلت: لا. قال: "
الكرم، فكان ينقع الزبيب غدوة
________________________________________
1 - 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 11 / ح 20. (*)
________________________________________
[ 297 ]
[... ] ويشربونه بالعشي، وينقعه بالعشي ويشربونه غدوة، يريد به أن يكسر
غلظ الماء على الناس. وإن هؤلاء قد تعدوا، فلا تقربه ولا تشربه " (1). ومنها ما
رواهما في الموثق، عن علي بن أسباط، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه
السلام)، فقال له رجل: إن بي أرواح البواسير، وليس يوافقني إلا شرب النبيذ، قال:
فقال: " مالك ولما حرم الله ورسوله، يقوله ذلك ثلاثا، عليك بهذا المريس الذي تمرسه
بالليل وتشربه بالغداة، وتمرسه بالغداة، وتشربه بالعشي، الحديث (2). ومنها: ما رواه
أيضا الكليني في الكافي، في الموثق، عن حنان بن سدير، قال: سمعت رجلا يقول لأبي عبد
الله (عليه السلام): ما تقول في النبيذ، فإن أبا مريم يشربه، ويزعم أنك أمرته بشربه
؟ فقال: " صدق أبو مريم سألني عن النبيذ، فأخبرته أنه حلال، ولم يسألني عن المسكر
". ثم قال: " إن المسكر ما اتقيت فيه أحدا، سلطانا ولا غيره. قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله): كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام ". فقال له الرجل: هذا
النبيذ الذي أذنت لأبي مريم في شربه، أي شئ هو ؟ فقال: " أما أبي (عليه السلام)،
فكان يأمر الخادم فيجئ بقدح فيجعل فيه زبيبا، ويغسله غسلا نقيا، ويجعله في إناء، ثم
يصب عليه ثلاثة مثله، أو أربعة ماءا، ثم يجعله بالليل، 0
________________________________________
1 - الكافي: ج 6 / ص 408 / ح 7، تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 111 / ح 219،
وسائل الشيعة: ج 17 / ص 268 / ح 3. 2 - الكافي: تهذيب الأحكام وسائل الشيعة: ج 17 /
ص 275 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 298 ]
[... ] ويشربه بالنهار. ويجعله بالغداة، ويشربه بالعشي. وكان يأمر
الخادم بغسل الإناء في ثلاث أيام، لئلا يغتلم. فإن كنتم تريدون النبيذ فهذا النبيذ
" (1). ومنها ما رواه أيضا في في الصحيح، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، قال:
كنت عند أبي جعفر (عليه السلام)، فقلت: يا جارية إسقيني ماءا. فقال لها: " إسقيه من
نبيذي ". فجاءت بنبيذ مريس في قدح من صفر. قلت: لكن أهل الكوفة لا يرضون بهذا. قال:
" فما نبيذهم " ؟ قلت: يجعلون فيه القعوة. قال: " وما القعوة " ؟ قلت: الزازي. قال:
" وما الزازي " ؟ قلت: تفل التمر، يضرى به الإناء حتى يهدر النبيذ، فيغلي، ثم يسكن،
فيشرب. قال: " ذلك حرام " (2). قلت: وقد ذكرنا إشارة قول ابن فضال المتقدم في أبي
حمزة بعد نسبة شرب النبيذ إليه: (وكان كوفيا)، إلى فساد أهل الكوفة من أتباع أبي
حنيفه وساير العامة بجعل شئ فيه، يغليه، ثم يسكن، فيدخل في المغلي المسكر. ومنها:
ما رواه أيضا في المصحح، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: دخلت على أبي جعفر بن
الرضا (عليه السلام)، - إلى أن قال: - وعطشت، فاستقيت. فقال: " يا جارية اسقيه من
نبيذي ". فجائتني بنبيذ مريس في قدح من صفر، فشربت أحلى من العسل. فقلت: هذا الذي
أفسد معدتك. قال: فقال لي: " هذا تمر من صدقة النبي (صلى الله عليه وآله)، يؤخذ
غدوة فيصب عليه الماء، فتمرسه الجارية، فأشربه على أثر طعامي وساير نهاري، فإذا كان
الليل أخرجته الجارية، فأسقته أهل الدار ". قلت:
________________________________________
1 - الكافي:، وسائل الشيعة: ج 17 / ص 281 / ح 5. 2 -، وسائل الشيعة: ج
17 / ص 282 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 299 ]
[... ] لكن أهل الكوفة...، الحديث كسابقه (1). ومنها: ما رواه أيضا عنه
في الصحيح، عن عبد الرحمان بن الحجاج، قال: إستأذنت لبعض أصحابنا على أبي عبد الله
(عليه السلام)، فسأله عن النبيذ. فقال: " حلال ". فقال: إنما سألتك عن النبيذ الذي
يجعل فيه العكر، فيغلي، ثم يسكن. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): كل مسكر حرام " (2). قلت: والأخبار الكثيرة في ذلك، في أبواب
الأشربة المحرمة، تدل منطوقا ومفهوما على أن النبيذ أو العصير الذي لم ينش بنفسه
ولم يغلي بالنار، ولا بالعكر، ونحوه مما يوجب الغليان والفوران ثم يسكن، فليس
بحرام. وإنما المحرم، ما نش، فلا يحل إلا أن يصير خلا، أو يغلى بالنار، فلا يحل إلا
أن يذهب ثلثاه. وأما المغلي بالعكر ونحوه، فلا يحل أبدا. وعليك بالتأمل في أخبار ما
جرى بين آدم وإبليس عند زرع النخل والكرم، وأخبار ما جرى بين نوح وبين أبليس في
ذلك، وأخبار الحرمة عند النش أو جعل العكر، أو الغليان بالنار. وقد ظهر أن الرخص في
النبيذ كلها في غير المسكر، وغير الذي نش، أو غلي بالنار، أو جعل فيه الكر. وأن شرب
بعض الشيعة للنبيذ هو من ذلك. وربما التبس الأمر على بعضهم بشرب نبيذ جعل فيه
العكر، أو غلي، إعتمادا على صاحب اليد وغير ذلك، فلاحظ الكشي فيما رواه في شرب ابن
أبي يعفور للنبيذم
________________________________________
1 -، وسائل الشيعة: ج 17 / ص 282 / ح 3. 2 - وسائل الشيعة: ج 17 / ص 283
/ ح 5. (*)
________________________________________
[ 300 ]
[ - ثابت بن شريح: أبو إسماعيل الصايغ الأنباري. مولى الأزد. ثقة. روى
عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ] للأوجاع (ص / ر)، وما رواه المشايخ في شرب
جماعة من الشيعة النبيذ الغير المسكر، مثل عمار بن موسى، وإسحاق بن عمار، وإسماعيل
بن الفضل الهاشمي، وصفوان الجمال، وإبراهيم بن أبي البلاد، وغيرهم. السابع: إنه لو
تم دليل ابن فضال على شرب أبي حمزة الثمالي النبيذ المحرم، فهذا إنما يوجب القدح
إذا كان عالما بكون مشروبه مسكرا، وبنهي الأئمة (عليهم السلام) مطلقا، وبكون النش
والغليان مطلقا موجبا للسكر، بل الروايتان تدلان على ورعه وإتقائه من شرب المسكر،
والخطأ في الموضوع أو صغيرات الحكم، غير عزيز. والمعرفة إنما حصلت للعلماء والرواة
تدريجا، حسب الأسئلة المتفرقة، فلاحظ. الثامن: إنه لو تم لابن فضال حجة على مدعاه،
فلا تعارض تعظيم أكابر عصر الثمالي له، ممن صاحبه، ولقاه وعاشره من أعيان الطائفة
وثقاتهم، ولا رواية من لا يروي إلا عن الثقة، وأكابر الشيعة عنه، ولا تصريح أعلام
الطائفة بوثاقته، وعدالته، وكذا ما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من المدح فيه،
وغير ذلك من آيات وثاقته وعدالته. (1) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص
160 / ر 3): ثابت بن شريح الكوفي، الصائغ. وأيضا فيمن لم يرو عنهم (ص 457 / ر 1):
ثابت بن شريح، روى عنه عبيس بن هشام. وفي الفهرست (ص 42 / ر 129): ثابت بن شريح له
كتاب. أخبرنا ابن
________________________________________
[ 301 ]
[ وأكثر عن أبي بصير (1) وعن الحسين بن أبي العلاء (2). ] أبي جيد، عن
ابن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن ثابت
بن شريح. ورواه حميد عن ابن نهيك، عن ثابت بن شريح. وأخبرنا به أحمد بن محمد بن
موسى، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن حميد، عن أحمد بن الحسين القزاز البصري، عن أبي
شعيب خالد بن صالح، عن ثابت بن شريح الصائغ. قلت: أما الطريق الأول فهو حسن
كالصحيح. والثاني موثق، وطريقه إلى حميد وإن لم يذكر في المقام، إلا أنه معلق على
ما ذكره في محله. والثالث فيه أحمد بن الحسين القزاز، فلم أجد له توثيقا، إلا أن
تكون رواية حميد الثقة البصير الخبير بالرواة والروايات، مشيرة إلى محله في الحديث.
وقال ابن حجر في لسان الميزان: ثابت بن شريح الصائغ، ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة.
وقال الكشي: أخذ عن جعفر الصادق (عليه السلام). روى عنه عبيس بن هشام، و عبد الله
بن أحمد بن نهيك، وغيرهما. (1) ذكرناها في " الطبقات الكبرى ". (2) ذكرناها في "
الطبقات الكبرى ". ويأتي في عبد الله بن أبي يعفور (ر 556) قوله: له كتاب، يرويه
عنه عدة من أصحابنا، منهم ثابت بن شريح. أخبرنا... قال: حدثنا صالح بن خالد وعبيس
بن هشام، عن ثابت بن شريح، عنه، به. وروى الشيخ في الفهرست (ص 73 / ر 295) بإسناده،
عن صالح بن خالد المحاملي، عن ثابت بن شريح، عن زياد بن أبي غياث مولى آل دغش، عن
الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام). وأيضا في التهذيب: عن صالح بن خالد، وعبيس بن
هشام، عن ثابت بن شريح، عن زياد بن أبي غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وبهذام
________________________________________
[ 302 ]
[ وابنه محمد بن ثابت (1). له كتاب في أنواع الفقه. أخبرنا علي بن أحمد
بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن متيل، قال: حدثنا الحسن بن
علي بن عبد الله بن المغيرة، عن عبيس بن هشام، عن ثابت (2). وهذا الكتاب يرويه عنه
جماعات من الناس. وإنما اختصرنا الطرق إلى الرواة حتى لا يكثر، فليس أذكر إلا طريقا
واحدا، فحسب. - ثابت بن هرمز، أبو المقدام الحداد (3): ] الإسناد بعينه في باب
الشركة والمضاربة، عن ثابت بن شريح، عن داود الأبزاري، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) (1). (1) تأتي ترجمته (ر 1016). (2) حسن كالصحيح. (3) يأتي في ترجمة محمد
بن عذافر بن عيسى الصيرفي المدائني (ر 969) قوله: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن
محمد بن أحمد بن الحسن، عن عباد بن ثابت، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن
عذافر الصيرفي، قال: كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر (عليه السلام)، فجعل
يسأله، وكان أبو جعفر (عليه السلام) له مكرما، فاختلفا في شئ - إلى أن قال: - وأقبل
على الحكم، وقال: " يا محمد اذهب أنت، وسلمة وأبو المقدام، حيث شئتم، يمينا وشمالا،
فو الله لا تجدون العلم أوثق منه
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 114 / ح 495، وص 186 / ح 822 و 823. (*)
________________________________________
[ 303 ]
[ روى نسخة (1) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) (2). ] عند قوم كان
ينزل عليهم جبرئيل (عليه السلام) ". وقال الحسن بن موسى النوبختي في فرق الشيعة في
البترية من أصحاب الحديث: أصحاب الحسن بن صالح بن حي، وكثير النواء، وسالم ابن أبي
حفصة، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وأبي المقدام ثابت الحداد، ومن قال بقولهم،
فإنهم دعوا إلى ولاية علي (عليه السلام)، ثم خلطوها بولاية أبي بكر، وعمر. وأجمعوا
جميعا أن عليا خير القوم جميعا وأفضلهم. وهم مع ذلك يأخذون بأحكام أبي بكر وعمر،
ويرون المسح على الخفين، وشرب النبيذ المسكر، وأكل الجري...، إنتهى (1). وقال أيضا
في ضعفاء الزيدية: وفرقة يسمون البترية. وهم أصحاب كثير النواء، والحسن بن صالح بن
حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وأبي المقدام ثابت الحداد.
وهم الذين دعووا الناس إلى ولاية علي (عليه السلام). ثم خلطوها بولاية أبي بكر
وعمر... (2). (1) روى جماعه عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) نسخا، ذكرناهم في
كتاب مفرد. وقد مر في الجزء الأول من هذا الشرح (3) تحقيقنا في الفرق بين الكتاب
والمصنف، والنوادر، والأصل، والمسائل، والنسخة. وذكرنا جماعة كثيرة ممن روى عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أو ساير الأئمة (عليهم السلام)، نسخة. (2) قال البرقي في
أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام): الحداد [ الحذاء ] وهو ابن
________________________________________
1 - فرق الشيعة: 2 - فرق الشيعة: 3 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 91. (*)
________________________________________
[ 304 ]
[... ] أبي المقدام بن هرمز [ هرم ] الفارسي (1). وفي أصحاب الصادق
(عليه السلام): عمرو بن أبي المقدام، وإسم أبي المقدام ثابت (2). وقال الشيخ في
أصحاب السجاد (عليه السلام) (ص 84 / ر 2): ثابت بن هرمز الفارسي، أبو المقدام
اللعجلي، الحداد، مولى بني عجل. وفي أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 110 / ر 1):
ثابت بن هرمز العجلي، أبو المقدام الكوفي. وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 160 /
ر 1): ثابت بن هرمز العجلي، أبو المقدام الكوفي. قلت: ذكرناه في " طبقات أصحابهم
(عليهم السلام) "، بمن روى عنه، عنهم (عليهم السلام). وروى الكليني في الكافي (3)
في نوادر النكاح، في الصحيح، عن يحيى الحلبي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن
علي بن الحسين (عليهما السلام). وروى الطبري في تاريخه، في خلق آدم، عن أحمد بن
إسحاق الأهوازي، عن أبي أحمد، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه
السلام)، قال: " إن آدم خلق من أديم الأرض فيه الطيب والصالح والردئ، فكل ذلك أنت
راء في ولده الصالح والردي ". وقال أبو عمرو الكشي في سلمة بن كهيل، وأبي المقدام،
وسالم ابن أبي جفصة، وكثير النواء: سعد بن جناح الكشي، قال: حدثني علي بن محمد بن
يزيد القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضاله بن أيوب،
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 9. 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 16. 3 -
الكافي: (*)
________________________________________
[ 305 ]
[... ] عن الحسين بن عثمان الرواسي، عن سدير، قال: دخلت على أبي جعفر
(عليه السلام)، ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم ابن أبي حفصة
وكثير النواء وجماعة معهم، وعند أبي جعفر (عليه السلام) أخوه زيد بن علي (عليه
السلام)، فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام): نتولى عليا وحسنا حسينا، ونتبرأ من
أعدائهم. قال: " نعم ". قالوا: نتولى أبا بكر وعمر، ونتبرأ من أعدائهم ؟ قال: فلتفت
إليهم زيد بن علي (عليه السلام)، قال لهم: أتتبرؤون من فاطمة (عليها السلام) ؟
بترتم أمرنا، بتركم الله. فيومئذ، سموا البترية. وقال أيضا في رجال من العامة الذين
لهم محبة والبترية (ص / ر): وثابت، أبو المقدام بتري. وقال الكشي أيضا في ام خالد
وكثير النوا وأبي المقدام (ص / ر): علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر وجعفر
بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "
إن الحكم بن عتيبة، وسلمة، وكثير النواء، وأبا المقدام، والتمار، يعني سالما، أضلوا
كثيرا ممن ضل من هؤلاء، وإنهم ممن قال الله عز وجل: * (ومن الناس من يقول آمنا
بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين) * (1). حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن
الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر،
عن أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ جاءت ام خالد التي
كان قطعها يوسف (يوسف بن عمر، والد الحجاج)، تستأذن عليه. قال: فقال أبو عبد الله
(عليه السلام):
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 306 ]
[... ] " أيسرك أن تشهد كلامها " ؟ قال: فقلت: نعم، جعلت فداك. فقال: "
الآن، فأذن ". قال: فأجلسني على عقبه الطنفسة. ثم دخلت، فتكلمت، فإذا هي إذا إمرأة
بليغة. فسألته (عليه السلام) عن فلان وفلان، فقال: توليهما. فقلت: فأقول لربي إذا
لقيته: إنك أمرتني بولايتهما ؟ قال: نعم. قال: فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني
بالبرائة منهما، وكثير النوا يأمرني بولايتهما، فأيهما أحب إليك ؟ قال: هذا، والله
وأصحابه، أحب إلي من كثير النوا وأصحابه، إن هذا يخاصم، فيقول: * (من لم يحكم بما
أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله، فأولئك هم الظالمون، ومن
لم يحكم بما انزل الله، فأولئك هم الفاسقون) * (1)، فلما خرجت قال: إني خشيت أن
تذهب، فتخبر كثير النوا، فتشهرني بالكوفة، اللهم إني إليك من كثير النواء برئ في
الدنيا والآخرة. حدثني محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، قال: يوسف بن عمر هو الذي
قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد ام خاد، وهي أمرأة صالحة على التشيع، وكانت
ماثلة إلى زيد بن علي (عليهم السلام). قلت: ورواه الكليني في الروضة (2): عن الحسين
بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان بن عثمان،
الحديث مثله. وقال الكشي أيضا في البترية (ص / ر): حدثني سعد بن صباح الكشي، قال:
حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن
________________________________________
1 - المائدة: 44 - 74. 2 - الكافي: ج 8 / ص 237 / ح 319. (*)
________________________________________
[ 307 ]
[... ] محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن فضيل، عن أبي عمرو سعد
الجلاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق
إلى المغرب ما أعز الله بهم دينا. والبترية هم أصحاب كثير النوا، والحسن بن صالح بن
حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عتيبة، وسلمه بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد.
وهم الذين دعوا إلى ولاية علي (عليه السلام)، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر.
ويثبتون لهما إمامتهما، ويبغضون عثمان وطلحة، والزبير، وعايشة. ويرون الخرج مع بطون
ولده علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر. ويثبتون لكل من خرج من ولد علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند خروجه
للإمامة. وروى محمد بن يعقوب الكليني في روضة الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي
المقدام، عن أبيه، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن العامة يزعمون أن بيعة أبي
بكر، حيث إجتمع الناس، كانت رضى الله جل ذكره. وما كان الله ليفتن امة محمد (صلى
الله عليه وآله) من بعده ؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): " أما يقرؤن كتاب الله، أو
ليس الله يقول: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم
على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) * ".
قال: فقلت له: إنهم يفسرون على وجه آخر. فقال: " أو ليس قد أخبر عن الذين من قبلهم
من الامم، إنهم قد إختلفوا من بعد ما جائتهم البينات، حيث قال: * (وآتينا عيسى بن
مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما
جائتهم البينات ولكن إختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما إقتتلوا
ولكن الله يفعل ما
________________________________________
[ 308 ]
[... ] يريد) *، وفي هذا ما يستدل به على أصحاب محمد (صلى الله عليه
وآله) قد إختلفوا من بعده، فمنهم من آمن ومنهم من كفر " (1). قلت: قال بعض الأعلام
(رحمه الله) في تنقيح المقال، بعد ذكر هذا الخبر: إن هذا الخبر ينافي كونه بتريا.
ثم أيده بما روى عن كتاب عباد. وفيه نظر، فإن التدبر يعطي أن أبا المقدام إنما يذكر
هذه الوسوسة العامة للإمام، باقر علوم الأولين والآخرين (صلوات الله عليه)، تمايلا
منه إليهم، واغترارا منه بتويسلاتهم الشيطانية، تكريما لرأي الناس، قبال أمر الله
ووحيه، وردا له. وقال المزي في تهذيب الكمال: ثابت بن هرمز الكوفي، أبو المقدام
الحداد، والد عمرو بن أبي المقدام، مولى بكر بن وائل. ويقال: مولى بني عجل بن لجيم
بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. روى عن حبة بن جوين العرني، وزيد بن وهب الجهني،
وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وأبي وائل شقيق بن سلمة، وأبي يحيى عبيد بن كرب،
وعدي بن دينار، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وأبيه هرمز. روى
عنه إسرائيل بن يونس، والحكم بن عتيبة وهو أكبر أقرانه، وسفيان الثوري، وسليمان
الأعمش وهو من اقرانه، وشريك بن عبد الله النخعي، وشعبة بن الحجاج، وابنه عمرو بن
أبي المقدام ثابت بن هرمز، وقيس بن الربيع، وليث بن أبي سليم، ومحرز أبو حاتم
الأثرم، ومنصور بن المعتمر وهو من أقرانه. قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل، وعباس
الدوري عن يحيى بن معين، والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح، روى له أبو داود،
والنسائي، وابن
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 / ص 237 / ح 319، والآيتين في سورة آل عمران: 144 و (*)
________________________________________
[ 309 ]
[... ] ماجه، حديثا واحدا في السؤال عن دم الحيض يصيب الثوب، وزاد ابن
ماجة حديثا آخر في التفسير (1). وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب كما ذكره المزي
بزيادة توثيق من الآجرى، وابن حبان، ويعقوب بن سفيان، وابن المديني، وأحمد بن صالح،
وغيرهما. وزاد: وعن النسائي، زاد ابن صالح: كان شيخا عليا، صاحب سنة. وعن ابن
القطان توثيقه قائلا: وثابت ثقة ولا أعلم أحدا ضعفه، غير الدارقطني (2). بل يظهر من
ابن حجر في لسان الميزان أنه ثقة لا ريب فيه، وإنما ذكر ثابت بن أبي المقدام، عن
بعض التابعين، مجهول. وكذا أورده ابن الجوزي. وما أبعد أن يكون ثابتا أبا المقدام
وهو ثابت بن هرمز، يروى عن ابن المسيب، وهو ثقة، إحتج به النسائي. وذكر الذهبي نحوه
في ميزان الإعتدال (3). وقال ابن حجر في تقريب التقريب: ثابت بن هرمز الكوفي، أبو
المقدام الحداد، مشهور بكنيته. صدوق، يهم، من السادسة (4). وقال الذهبي في الكاشف:
ثابت بن هرمز أبو المقدام الكوفي، عن ابن المسيب وزيد بن وهب. وعنه ابنه عمرو،
وشعبة، ثقة (5). قلت: ولم يذكره في ميزان الإعتدال المعد لذكر المجروحين، كابن حجر
________________________________________
1 - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 380 / ر 833. 2 - تهذيب التهذيب: ج 2 / ص 16
/ ر 25. 3 - لسان الميزان: ج 2 / ص 79 / ر 312، ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 368 / ر
1377. 4 - تقريب التقريب: ج 1 / ص 117 / ر 23. 5 - الكاشف: ج 1 / ص 182 / ر 707.
(*)
________________________________________
[ 310 ]
[ رواها عنه ابنه عمرو بن ثابت (1). قال ابن نوح: حدثنا علي بن ]
وأضرابهما، إلا معتذرا بالخلط وتصحيف النسخة، فلاحظ. واتفقوا على توثيقه، بلا جرح،
مع أنه كان من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وقد وثقة من لم يسلم
منه شيعي، كابن معين ومن سمعت ذكرهم. كل ذلك لأنه كان عجليا، بتريا، معينا للعامة،
وقنطرة لهم في القول بإمامة ابني أبي قحافة والخطاب، وولايتهما، والتبري من
أعدائهما. وهل ظلم أعظم من هذا على الشريعة وأهلها وعلى محمد وآله الطاهرين
المظلومين المقهورين ؟ ! وهل نصر أعظم منه لأعداء آل محمد (عليهم السلام) ؟ ! وقد
طالت دولة الطغاة على آله محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى ولاة الله تعالى، بأمثال
هؤلاء الذين خدعوا الناس بالدعوة إلى الوحدة بين الفرق، والتعديل والتحكيم
والتسوية. وأبطلوا الإمامة والوصاية والخلافة السماوية، القائمة بأمر الله، كأمر
الرسالة. وحكموا آراء السفلة وعامة الناس على أمر الله ووصيه. وغرو البسطاء،
واستولوا على الناس. ولاحول ولاقوة إلا بالله الواحد القهار. (1) يأتي في ترجمة
ابنه (ر 777): عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز بن الحداد، مولى بني عجل. روى عن
علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام). له كتاب لطيف. أخبرنا
الحسين بن عبيدالله، عن أبي الحسين بن تمام، عن محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي،
عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، به. قلت: لم أقف لابنه توثيقا، وإن روى الكشي
في ترجمته (ص / ر) عن رجل من قريش، قال: كنا بفناء الكعبة، وأبو عبد الله (عليه
السلام) قاعد. فقيل له: ما أكثر الحاج ؟ فقال (عليه السلام): " ما أقل الحاج ". فمر
عمرو بن أبي المقدام، فقال: " هذا من الحاج ".
________________________________________
[ 311 ]
[ الحسين بن سفيان (1)، قال: حدثنا علي بن العباس بن الوليد (2)، قال: ]
وعن ابن الغضائري تضعيفه جدا تارة، وتوثيقه مرة اخرى. نعم تقدم عن روضة الكافي في
رواية الحسن بن محبوب من أصحاب الإجماع، عنه، عن أبيه، ما يشير إلى ذمه. (1) لم أقف
له ترجمة. ويحتمل كونه مصحف: (الحسين بن علي بن سفيان) الثقة بقرينة رواية ابن نوح
عنهما، وعدم وجود الأول في الرجال. هذا على ما في نسخة النجاشي ومجمع الرجال، ومن
حكى عن النجاشي. ولكن في نسخة (علي بن الحسين بن سقير)، فهو الهمداني الآتي في
صعصعة بن صوحان (ر 542)، بقرينة من روى عنه، وهو عنه. وهو من مشايخ الصدوق في
الأمالي في المجلس الأول، قال: حدثنا علي بن الحسين بن سقير بن يعقوب بن الحرث بن
إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف
الأزدي... (1)، ولكن الإتحاد بعيد فتدبر. (2) لم أقف لعلي بن العباس بن الوليد
ترجمة، نعم روى المفيد في أماليه في المجلس الأول، عن يحيى بن زيد بن العباس، عن
عمه علي بن العباس، عن إبراهيم بن بشر بن خالد العبدي. ويأتي في عبد الله بن
الزبيري الأسدي (ر 576)، عن أبي العباس، عن محمد بن محمد، عن علي بن العباس، عن
عباد بن يعقوب الأسدي، عنه، كتابه. وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبين في أمر الإمام
الحسن بن علي (عليهما السلام) مع معاوية، عن محمد بن الحسين الأشناني وعلي بن
العباس المقانعي، قال: حدثنا عباد بن يقعوب قال: أخبرنا عمرو بن ثابت (2).
________________________________________
1 - الأمالي للصدوق: 2 - مقاتل الطالبيين: (*)
________________________________________
[ 312 ]
[ حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي (1)، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه،
عن علي بن الحسين (عليهما السلام) (2). - ثابت بن جرير (3): أخبرنا ابن نوح عن
الحسين بن علي بن سفيان، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عبد
الله بن المغيرة، عن عبيس بن هشام الناشري، عن ثابت بن جرير، بكتابه (4). ] (1)
تأتي ترجمته (ر 793)، المشعرة بذمه، بل عد عاميا. ففي الطريق كلام من وجوه. (2) روى
عن ثابت بن هرمز أبي المقدام جماعة، منهم ابنه، و عبد الله بن غالب، ذكرناهم في "
الطبقات الكبرى ". وروى العامة عن جماعة، عنه، تقدم ذكرهم. (3) قال البرقي في أصحاب
الصادق (عليه السلام): ثابت مولى بني جرير (1). وقال الشيخ في أصحابه (عليه السلام)
(ص 161 / ر 17): ثابت مولى جرير. وقال ابن حجر في لسان الميزان: ثابت مولى جرير،
ذكره الكشي في رجال الشيعة. وقال علي بن الحكم: كان كوفيا، دخل علي جعفر (عليه
السلام)، فصحبه، وأسند عنه (2). (4) قلت: الطريق صحيح، لكن لم أجد لثابت مدحا، إلا
برواية عبيس الجليل كتابه.
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 41. 2 - لسان الميزان: ج 2 / ص 81 / ر 323.
(*)
________________________________________
[ 313 ]
[ - ثابت بن محمد، أبو محمد العسكري: صاحب أبي عيسى الوراق (1)، متكلم
حاذق، من أصحابنا العسكريين. وكان له اطلاع بالحديث، والرواية، والفقه. له كتب،
منها: كتاب توليدات بني امية في الحديث (2) وذكر الأحاديث الموضوعة (3)، والكتاب
الذي يعزى إلى أبي عيسى الوراق في نقض العثمانية، وكتاب الأسفار، ودلائل الأئمة
(عليهم السلام) (4). - ثبيت: ممن كان يروى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وله عنه
(عليه السلام) أحاديث، وما ] (1) ذكره ابن حجر في لسان الميزان (1) عن النجاشي. وفي
تعريف الماتن لثبيت العسكري، بمصاحبته لمحمد بن هارون أبي عيسى الوراق من أجلاء
أصحابنا الإمامية والمتكلمين منهم الذي يحكى الشريف المرتضى عنه في كتبه، إشارة إلى
منزلته. وتاتي ترجمة الوراق (ر 1019). (2) وقد أمر معاوية بوضع الأحاديث في فضائل
الخلفاء واتباعهم، وفي المطاعن لأمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم
السلام)، على ما فصلناه في مطاعن معاوية. (3) وقد وضعنا في ذلك كتابا مفردا، جمعنا
فيه شيئا كثيرا من هذه الأحاديث الموضوعة لرضى الخلفاء وبغضا لآل محمد (عليهم
السلام). (4) هذه الكتب المنسوبة إليه، تدل على حسن معرفته واعتقاده وولايته لآل
محمد (عليهم السلام)، وتبريه من أعدائهم. ولذا قيل: إن العامة قد طعنوا فيه.
________________________________________
1 - لسان الميزان: (*)
________________________________________
[ 314 ]
[ أعرفها مدونة، روى عنه أبو أيوب الخزاز (1). قال أبو العباس بن سعيد:
حدثنا جعفر بن عبد الله، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي
بصير، قال: حدثني ثبيت، قال: قال معاذ بن كثير: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام)
ذات ليلة، فقلت له: هل كان أحد عند أبيك مثلك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): "
لا "، وذكر الحديث. ] (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: ثبيت بن نشيط الكوفي، ذكره
الطوسي في رجال الشيعة (1). قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 160 / ر
9): ثبيت بن نشيط الكوفي. وروى الكليني في اصول الكافي باب النص على أبي الحسن موسى
بن جعفر (عليهما السلام)، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي أيوب الخزاز، عن ثبيت، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة، أن يرزقك من عقبك قبل الممات
مثلها. فقال: " قد فعل الله ذلك ". قال: قلت: من هو جعلت فداك ؟ فأشار إلى العبد
الصالح (عليه السلام)، وهو راقد، فقال: " هذا الراقد، وهو غلام ". ورواه المفيد في
الإرشاد (2).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 82 / ر 2 - الكافي: ج 1 / ص 308 / ح 2،
الإرشاد: (*)
________________________________________
[ 315 ]
[ - ثعلبة بن ميمون (1): ] 1 - نسب ثعلبة بن ميمون (1) لم يذكر النجاشي
والشيخ والصدوق والكشي، ومن تبعهم من الأصحاب والعامة، نسب ثعلبة بن ميمون.
والمحتمل في أبيه رجال، منهم: 1 - ميمون بن أبي شبيب الربعي، أبي نصر الكوفي، الذي
ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب، وقال صدوق: كثير الإرسال، من الثالثة. مات سنة ثلاث
وثمانين في وقعة الجماجم (1). وذكره الذهبي في ميزان الإعتدال، وإنه روى عن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعن أبي ذر، معاذ، وغيرهم. عنه الحكم بن
عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، قال أبو حاتم: صالح الحديث (2). 2 - ميمون أبو حمزة
القصاب الكوفي، الأعور التمار، ذكره في ميزان الإعتدال (3). 3 - ميمون الأزدي، أبو
عمرو بن ميمون، ذكره ابن حجر في لسان الميزان، وقال: يروي المراسيل. روى عنه مجاهد.
قاله ابن حبان في الثقات (4). 4 - ميمون بن جابر، أبو خلف الرفا البرقاني، الذي
ذكره ابن حجر في لسان الميزان بهذا العنوان، وأيضا بعنوان ميمون أبو خلف، وكذلك
الذهبي في
________________________________________
1 - تقريب التهذيب: ج 2 / ص 291 / ر 1550. 2 - ميزان الاعتدال: ج 4 / ص
233 / ر 8965. 3 - ميزان الاعتدال: ج 4 / ص 234 / ر 8969. 4 - لسان الميزان: ج 6 /
ص 142 / ر 489. (*)
________________________________________
[ 316 ]
[... ] ميزان الإعتدال (1)، ثم ضعفاه بروايته عن أنس حديث الطير. 5 -
ميمون بن السائب الكوفي، فيكون ثعلبة أخا حماد بن ميمون بن السائب الكوفي. 6 -
ميمون، مولى عبد الرحمان بن سمرة، ذكره الذهبي في ميزان الإعتدال، وقال: روى عن زيد
بن أرقم، قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام): " من كنت مولاه
فعلي مولاه "، وأيضا قوله: " أنت مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي "، وحديث أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوما: " سدوا هذه الأبواب غير باب علي ". فتكلم
في ذلك أناس، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: "
أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما
فتحت شيئا، ولا سددته، ولكن امرت بشئ فاتبعته " (2). 7 - ميمون، مولى رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، فقال في اسد الغابة: ميمون مولى رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، وقيل: مهران، وقيل: غير ذلك، وقد تقدم ذكره (3). وقال في مهران: مهران مولى
رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقيل: كيسان. وقيل: طهمان. وقيل: ذكران. وقيل:
ميمون. وقيل: هرمز. وتقدم ذكر الإختلاف فيه. وقيل: هو مولى آل أبي طالب. أخبرنا عبد
الوهاب بن هبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد،
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 6 / ص 140 / ر 484، وص / ر، ميزان الاعتدال: ج 4 /
ص 232 / ر 8961. 2 - ميزان الاعتدال: ج 4 / ص 235 / ر 8971. 3 - اسد الغابة: ج 4 /
ص 427 / ر (*)
________________________________________
[ 317 ]
[... ] حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب، قال:
أتيت ام كلثوم بنت علي (عليه السلام) بشئ من الصدقة، فردتها، وقالت: حدثني مولى
للنبي (صلى الله عليه وآله) يقال له: مهران أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
" إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم "، أخرجه الثلاثة (1). 8 -
ميمون بن مهران، فقال في اسد الغابة: مهران والد ميمون. روى عنه ابنه ميمون إمام
أهل الجزيرة. حدث عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه، عن جده مهران، قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " من لم يقرء بام الكتاب في صلاته فهي خداج ". أخرجه
أبو نعيم (2). وذكره أيضا في ذكوان مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3)، نحو
ما تقدم عنه في مهران، مع حديث ام كلثوم. وذكره ابن حجر في الإصابة في مهران والد
ميمون الجزري، وفي ميمون (4). وقال البرقي في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)،
في خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) من مضر، وعدهم ثلاثة وعشرين شخصا: ميمون
بن مهران (5). وقال العلامة في القسم الأول من الخلاصة، باب الكنى ذكر خواص أمير
________________________________________
1 - اسد الغابة: ج 4 / ص 424. 2 - اسد الغابة: ج 4 / ص 425 / ر 3 - اسد
الغابة: ج 2 / ص 137 / ر 4 - الإصابة: ج 3 / ص 446 / ر 5 - كتاب الرجال للبرقي: ص
4. (*)
________________________________________
[ 318 ]
[... ] ] المؤمنين (عليه السلام) من مضر: وميمون بن مهران (1). وروى
الصدوق في آخر الكتاب من الفقيه، عن ميمون بن مهران، قال: كنت جالسا عند الحسن بن
علي (عليهما السلام) فأتاه رجل...، الحديث (2). وروى أيضا في الخصال (3) حديث عشر
خصال جمعها الله عز وجل لرسول الله وأهل بيته (عليهم السلام)، عن ميمون بن مهران،
عن عبد الله بن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله). وروى الكشي في الحارث الأعور
الهمداني (ص / ر) عن ميمون بن مهران، عن علي (عليه السلام) حديثه. قلت: وفي سنده
محمد بن زياد الظاهر أنه ابن أبي عمير، كما أن الصدوق رواه بإسناده في المشيخة إليه
(4)، عن الحسين بن المختار بياع الأكفان عن ميمون بن مهران، وبقائه إلى عصر الإمام
الصادق (عليه السلام) ممكن، غير واضح. وتحقيق الكلام في ترجمته في " أخبار الرواة
". ثم إن القوم لم يصرحوا بإخوة لثعلبة بن ميمون، إلا أنه يحتمل الأخوة له مع جماعة
ذكرناهم في " الطبقات "، فليلاحظ التراجم والروايات. منهم: إبراهيم بن ميمون بياع
الهروي الكوفي من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وجعفر بن ميمون من أصحابه ممن تبع
أبا الخطاب، وكذا حفص بن ميمون، و عبد الله بن ميمون
________________________________________
1 - خلاصة الأقوال: ص 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 123 / ح 23. 3 -
الخصال: ص 432 / ب 10 / ح 14. 4 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص / ر 255. (*)
________________________________________
[ 319 ]
[ مولى بني أسد، ثم مولى بني سلامة، منهم (1). ] القداح من أصحاب الباقر
والصادق (عليهما السلام)، وعلي بن ميمون الصائغ أبو الحسن الصائغ الكوفي الملقب
بأبي الأكراد من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، وعمرو بن ميمون من أصحابهما
(عليهما السلام)، والوليد بن ميمون الكوفي من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ولا
تستبعد الأخوة بإختلاف يسير في النسبة في بعضهم، على ما حققناه في " الأنساب "،
وعليك التأمل والتحقيق، والله العالم. 2 - نسبة ثعلبة (2) ظاهر الشيخ في أصحاب
الصادق (عليه السلام) أن ثعلبة أسدي، فقال: ثعلبة بن ميمون الأسدي الكوفي، ولم
يتعرض لذلك في أصحاب الكاظم (عليه السلام). ولكن صريح الماتن أنه مولى بني أسد، كما
أن الكشي (ص / ر) قال: ذكر حمدويه، عن محمد بن عيسى، أن ثعلبة بن ميمون مولى محمد
بن قيس الأنصاري. وذكر الشيخ في أصحاب السجاد والباقر (عليهما السلام) محمد بن قيس
الأنصاري. وذكر البرقي في خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) من مضر: ميمون بن
مهران، وتبعه العلامة في الخلاصة. وقال ابن سعد في الطبقات، في طبقات الكوفيين:
محمد بن قيس الأسدي من بني والبة، من أنفسهم، ويكنى أبا نصر، وكان ثقة إن شاء الله
(1). وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: محمد بن قيس الأسدي الولبي -
________________________________________
1 - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 361. (*)
________________________________________
[ 320 ]
[ أبو إسحاق (1) ] بالموحدة - الكوفي، ثقة، من كبار السابعة (1). وقال
في القاموس: وبنو سلمة بطن من الأنصار (2). وقال الجزري في الأسدي: هذه النسبة إلى
أسد، وهو اسم عدة من القبائل (3). قلت: وذكرنا في " الأنساب " ما يتعلق ببني أسد
ومواليهم من المدائح، مما ينفع للمقام. وسيأتي عند ذكر ما رواه الكشي في مدح ثعلبة:
أن النسب والنسبة ربما يورث الكرامة والمدح، أو المهانة والذم أو اللعن. وليس ثعلبة
ممن جرى فيهم وفي أعقابهم اللعن، وأن موالي بني أسد من صلحاء الموالي. وروى مدح
جماعة بأنهم من موالي بني أسد، مثل ميثم التمار فيما رواه عن أبي الحسن موسى بن
جعفر (عليه السلام) في حواري النبي والأئمة (عليهم السلام). 3 - شهرة ثعلبة بكنيته
وبلقبه (1) ربما يظهر ممن ذكر ثعلبة بكنيته شهرة ولده إسحاق بين العامة والخاصة،
فقد كنى به في الروايات، وفي كلام أصحاب التراجم كالبرقي، والكشي، والصدوق،
والنجاشي، والشيخ، وغيرهم. قال ابن حجر في لسان الميزان، والذهبي في ميزان
الإعتدال: إسحاق بن ثعلبة، عن مكحول. وقالا: قال أبو حاتم: مجهول، منكر الحديث،
وقال ابن عدي: يروي عن مكحول، عن سمرة، أحاديث لا
________________________________________
1 - تقريب التهذيب: ج 2 / ص 202 / ر 645. 2 - القاموس المحيط: 3 - (*)
________________________________________
[ 321 ]
[ النحوي (1). كان وجها (2) في أصحابنا (3)، ] يرويها سواه. روى عنه
بقية، وعثمان الطرائفي (1). قلت: وعدوا من مناكير بقية، حديث (إنتظار الفرج عبادة).
(1) يظهر من المتن إشتهار ثعلبة بن ميمون أيضا بالنحوي، إشتهارا بالعلم الذي أسسه
ودونه ووضعه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعلمه أبا الأسود الدؤلي، فنشره،
ثم شاع من الكوفة إلى سائر البلاد، على ما حققناه في محله. ولكن الأسف أن عدى
الدولة الأموية المروانية والتيمية والعدوية والعباسية، قد منع ذكره بهذه الفضيلة
كمنع ذكر غيرها لآل محمد (عليهم السلام) ولشيعتهم، وإن أكثروا وأطالوا بذكر النحاة
والأدباء، حتى ندماء الأمراء والفجار، بتراجم مفصلة. 4 - وجاهة ثعلبة (2) يدل قول
الماتن على أنه كان لثعلبة بن ميمون وجاهة مطلقة، خلقية وخلقية، فردية واجتماعية،
مالية وعلمية، وفي ساير الصنوف العلمية، بل بساير موجبات الوجاهة في الناس، لعدم
تقييد الوجاهة له بجهة أو في شئ، أو عند طائفة من الشيعة. (3) التقييد للوجاهة
بحوزة الإمامية، يشعر بظهور تشيعه والتزامه بخصائص المذهب، والتظاهر بها وبساير ما
يوجب عدم إرتضاء العامة الجمهورية منه، فقد روى فضائل آل محمد (عليهم السلام)
ومنازلهم، والمطاعن المأثورة في أعدائهم. ولذا تراهم الأهمال في ذكره في الرواة
ورجال الحديث، والفقه، والقرائة،
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 358 / ر 1099، ميزان الاعتدال: ج 1 / ص 108 /
ر 742. (
________________________________________
[ 322 ]
[ قاريا (1)، ] والتفسير، وغير ذلك، واقتصر في لسان الميزان على تلخيص
ما ذكره النجاشي في كتابه. قال أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص / ر): ذكر حمدويه، عن
محمد بن عيسى، أن ثعلبة بن ميمون مولى محمد بن قيس الأنصاري. وهو ثقة، خير، فاضل،
مقدم، معلوم في العلماء، والفقهاء الأجلة من هذه العصابة في الاشاعة. محمد بن الحسن
بن عثمان بن حماد، قال: حدثنا محمد بن داود، عن الحسين (الحسن - ظ) بن موسى الخشاب،
عن بعض أصحابنا، أن رجلين من ولد الأشعث إستأذنا على أبي عبد الله (عليه السلام)،
فلم يأذن لهما. فقلت: إن لهما ميلا، ومودة لكم ؟ فقال: " رسول الله (صلى الله عليه
وآله) لعن أقواما، فجرى اللعن فيهم، وفي أعقابهم ". قلت: ذكر الكشي الحديث الثاني
في ترجمة ثعلبة، يدل على مدحه في نسبه ونسبته، ووجاهته عند آل محمد (عليهم السلام)،
ويؤكده ما ذكره بعد ذلك في شهاب بن عبد ربه واخوته (ص / ر) فقال: شهاب و عبد
الرحمان، و عبد الخالق، ووهب، ولد عبدربه، من موالي بني أسد من صلحاء الموالي. 5 -
علم ثعلبة بالقراءة (1) قد أكمل النجاشي مدائح ثعلبة بفضائل إختيارية عشرة من
القرائة، والفقاهة، والنحوية، واللغوية، والرواية، وحسن العلم، وكثرة العبادة،
والزهد، وبمصاحبة الأئمة المطهرين آل محمد (عليهم السلام)، والتصنيف، والمفخرة
للإسلام، حتى إن أشد أعداء آل محمد (عليهم السلام) وشيعتهم هارون العباسي إفتخر به
قائلا فيه في
________________________________________
[ 323 ]
[ فقيها (1)، ] جوف الليل وفي الخلوة من الناس: (إن خيارنا بالكوفة).
فأول الفضائل الاكتسابية العلمية هو علمه بالقرآن النازل من السماء، وقرائته
وإقرائه للناس، وقد دل على فضله آيات القرآن ومتواتر الأخبار. وقد صنفت العامة
المتبعة للدول الظالمة لآل محمد الأطهار (عليهم السلام) كتبا واحصوا فيها ذكر طبقات
القراء والمقرئين، وقد إعتدوا في ذلك كغيره على أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه
وآله) وشيعتهم، فتركوا ذكر القراء والمقرئين منهم، أو أهملوهم ولم يذكروا إنتحالهم
إلى أهل البيت (عليهم السلام). والحمد لله الذي وفقني لإفراد مؤلف مسقتل في أجزاء
في هذا الموضوع وإحصاء ما تيسر لي، ووفقني الله تعالى لجمع أسمائهم بترجمة مختصرة،
وإيكال تفصيله إلى كتابنا " أخبار الرواة "، وقد ذكرت ثعلبة بن ميمون في عدادهم. 6
- فقاهة ثعلبة (1) يظهر مما رواه الكليني والصدوق والشيخ وغيرهما، عن ثعلبة بن
ميمون، في أبواب الفقه، وخاصة من جعل الشيخ روايته في موارد التعارض شاهد جمع
بينها، فقاهته، بل يظهر من أبي عمرو الكشي في ذكر الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله
(عليه السلام): أنه الفقيه الذي يعول عليه العصابة في تعيين الفقيه، والأفقه. فقال
(ص / ر): أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء، وتصديقهم لما يقولون، وأقروا
لهم بالفقه، من دون اولئك الستة الذين عددناهم، وسميناهم، ستة نفر: جميل بن دراج، و
عبد الله بن مسكان، و عبد الله بن بكير، وحماد بن عثمان،
________________________________________
[ 324 ]
[ نحويا، لغويا، راوية (1). ] وحماد بن عيسى، وأبان بن عثمان، قالوا:
وزعم أبو إسحاق الفقيه، وهو ثعلبة بن ميمون: إن أفقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم أحداث
أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام). 7 - كون ثعلبة بن ميمون عالما نحويا لغويا راوية
الشعر (1) قد زاد ثعلبة بن ميمون على فضائله بكونه عالما نحويا لغويا، راوية الشعر
والأدب، متحليا بما تفتخر به العرب، فهو مولود مدينة النحو واللغة وفنون الأدب،
الكوفة التي هي الجامعة الكبرى لساير العلوم التي بني وأسس قواعدها سيد الأصياء
الإمام علي بن أبي طالب باب مدينة علم النبي (صلوات الله عليهما). وقد أخبر
بالنحوية واللغوية والشاعرية وأدب ثعلبة بن ميمون الكوفي الفقيه الثقة، المولود في
بيت الأدب، الخبير المطلع، ابن النجاشي الكوفي الذي هو أدرى بما في هذا البيت، كما
نبه على النحوية واللغوية والشاعرية، وعلوم الأدب لجماعة كثيرة من الكوفيين الذين
لم يذكروا به في المصنفات الموجودة في الأدب. وقد سبق منه (رحمه الله) ذكر جماعة
منهم: مثل أبان بن تغلب، وإبراهيم ابن أبي البلاد، وإبراهيم بن سليمان بن أبي داحة
المزني، وأحمد بن إسماعيل بن عبد الله البجلي، وأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، وإسحاق
بن غالب الأسدي الوالبي، وإسماعيل بن ميثم الكوفي الذي كان المازني من غلمانه في
الأدب، وبكر بن محمد المازني، والحسن بن أبي قتادة، والحسين بن يزيد النوفلي
الكوفي، والحسين بن خالويه، والحسين بن علي بن الحسين المغربي، والحسين بن محمد بن
علي الأزدي،
________________________________________
[ 325 ]
[... ] والحسين بن محمد بن جعفر الخالع، و عبد الله بن غالب الأسدي
الوالبي، من علماء الأدب، والنحو، واللغة والشعر. ويأتي منه فيما يأتي ذكر جماعة
كثيرة منهم. ولا تستغرب إهمال أكثر المصنفين في الأدب، والنحو، واللغة والشعر،
وغيرها، ذكر هؤلاء الأعلام في هذه العلوم. وذلك لتشيعهم، واعتزازهم بمحمد وآله
الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، وتبريهم من الخلفاء الجائرين من بني تيم،
وعدي، وامية، وحرب، ومروان، وبني العباس، وأذنابهم الذين عادوا عليا أمير المؤمنين
وأولاده المعصومين (عليهم السلام) وأصروا على إخماد نورهم، ومحو آثارهم، وإنساء
ذكرهم وسد أبواب علومهم وفضائلهم بقتل شيعتهم والتعذيب عليهم، وتخريب جوامعهم
ومدارسهم، وحرق كتبهم حتى إنهم وضعوا مدرسة البصرة للنحو وعلوم الأدب، وجعلوا
الرواتب والأجور والجوائز والعطايا للعثمانين وأتباع أصحاب الجمل، وأعداء أهل البيت
(عليهم السلام)، أحياءا لهم، وتخريبا للكوفة، وإبادة لأهله، وسدا لباب فتحه الله
تعالى بيد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واطفاءا لنور الله بأفواههم، وقد إشتد
ذلك في عصر الحجاج الثقفي أشد الناس عدواة لآل محمد (صلى الله عليه وآله) وشيعتهم.
ولكن الله تعالى أبى إلا أن يتم نوره * (يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم
نوره ولو كره الكافرون) * (1) فهاجر من علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
فنون النحو والأدب، وأسس قواعده، المخلص في ولائه أبو الأسود الدؤلي، قصدا أو هربا،
للظروف السياسية القاهرة إلى البصرة، ونصب لواء الأدب الذي ورث فيها، إذ لا يخص
بصقع أو ناحية، فتبعه غيره، حتى قالوا: ومن الكوفيين من
________________________________________
1 - سورة الصف: 8. (*)
________________________________________
[ 326 ]
[ وكان حسن العمل، كثير العبادة والزهد (1). روى عنه (2) ] كان يشد
الرحال إلى البصرة، يحضر حلقات الدروس فيها، كما فعل الكسائي، والفراء، ومن كان
يأوي إليها، هربا من السلطان في الكوفة. ولم يخلص من إعتداء الحجاج في الكوفة حتى
مثل سعيد بن جبير في علمه وورعه المقتول بيده، فأنفى من بقى من رجال الأدب والنحو،
وساير العلوم بالاختفاء، أو الحضور في مجالس رجال الدولة، أو غيره من وجوه الإتصال
والتعلق، فلم يذكر غيرهم في ديوان الأمراء ولا في مجالس الرجال، أو بليث وضاعت كتب
سموهم، أو ذكروهم بأدب، أو رأي في اللغة، أو إنشاد أو رواية شعر، وقد فصلنا ذلك في
" تاريخ الكوفة ". 8 - جهاد ثعلبة في العمل والعبادة لله والزهد في الدنيا (1) إن
حسن عمل ثعلبة، وكثرة عبادته لله تعالى، وزهده عما سواه، مما يرغب الناس فيه، بعد
معرفته، وتزينه بفنون العلم، هو آية خلوصه، ويعرف حسن عمله وكثرة عبادته، وزهده في
الدنيا، أهل الأعمال الحسنة والعبادة، والزهاد، وأهل البيت الذي نشأ فيه مثل
النجاشي. وتشير إلى ذلك روايات ثعلبة، وقد وصل إلينا شئ يسير منها، مما قد جمعناها
في ترجمته في " أخبار الرواة ". 9 - من أدرك من الأئمة (عليهم السلام) وروى عنهم
(2) قد روى ثعلبه عن أبي جعفر (عليه السلام)، كما في التهذيب: عن أحمد بن م
________________________________________
[ 327 ]
[ أبي عبد الله (1) وأبي الحسن (عليهما السلام) (2). ] محمد، عن عبد
الله بن محمد الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
الصلاة خلف المخالفين، فقال: " فما هم عندي إلا بمنزلة الجدر " (1). وأيضا في
التهذيب، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن ثعلبة بن ميمون وحسين بن زرارة، قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل، يعبث بذكره حتى ينزل...، الحديث. قلت: والطريق
إلى ثعلبة عن أبي جعفر (عليه السلام) صحيح. وعدم ذكر الأصحاب إياه في أصحاب الباقر
(عليه السلام) لا يضر، كما لا يخفى، إلا أن في الرواية الثانية شئ، وهو قوله: (قال
سألت) فإن روايتهما عنه (عليه السلام) تقتضي أن يقول (قالا سألنا)، وحينئذ يحتمل
روايتهما عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام)، وهي كثيرة، كما حققناه في باب زرارة
من " طبقات أصحابه ". ويؤكد ذلك أن الكشي ذكر - كما تقدم - أنه من أحداث أصحاب أبي
عبد الله (عليه السلام)، إلا أن يكون ذلك منه، إستنباطا لا رواية. (1) كما تقدم
التصريح بكونه من أصحاب الصادق (عليه السلام)، عن البرقي، والكشي، والشيخ، وقد روى
عنه كثيرا. وروى عنه، عنه، عنه (عليه السلام)، جماعة من الثقات، ذكرناهم في " طبقات
أصحابه "، منهم: الحسن بن علي بن فضال، والحكم بن سكين، و عبد الله بن محمد الحجال
المزخرف الأسدي، و عبد الله بن هلال، و عبد الرحمان بن الحجاج، وعلي بن إسباط،
ومحمد بن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل. (2) ظاهر ما تقدم عن الشيخ في أصحاب الكاظم
(عليه السلام): (ثعلبة بن
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 266 / ح 754. (*)
________________________________________
[ 328 ]
[ له كتاب (1)، يختلف الرواية عنه (2). ] ميمون، أبو إسحاق الكوفي،
كوفي، له كتاب، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، يكنى أبا إسحاق)، روايته أيضا
عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام)، ولكن لم أحضر له رواية عنه، وإن كان يظهر من
كلام ابن حجر، روايته عنه (عليه السلام). ثم إن الطبقة تقتضي إدراكه أيام أبي الحسن
الرضا (عليه السلام)، ويؤكده ما يأتي من حديث قول هارون الرشيد عند المرور به حين
مناجاته: (إن خيارنا بالكوفة) كما لا يخفى على من لاحظ تاريخه. 10 - تصنيف ثعلبة بن
ميمون وشهرته (1) قال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) كما تقدم: له كتاب. وقال
ابن شهر آشوب في المعالم المعد لذكر مصنفي الشيعة: ثعلبة بن ميمون، روى عن الصادق
(عليه السلام) (1). وقال ابن حجر في لسان الميزان: ثعلبة بن ميمون الكوفي، أبو
إسحاق، ذكره الكشي في رجال الشيعة. وقال النجاشي: كان كثير العبادة، وقال: روى عن
جعفر وموسى بن جعفر (عليهما السلام). وصنف مختلف الرواية عن جعفر (عليه السلام).
روى عنه محمد بن عبد الله المزخرف، وعلي بن اسباط، والحسن بن علي الخزاز، وظريف بن
ناصح، وغيره. (2) قلت: عدم ذكر الشيخ ثعلبة بن ميمون في الفهرست بكتاب، وكذا ابن
شهر آشوب، بل قول النجاشي: (تختلف الرواية عنه)، ربما يوهم التأمل في
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 329 ]
[ قد رواه جماعات من الناس (1). ] نسبة الكتاب إليه. ولكن يدفع، بإمكان
أن ترك الشيخ ذكره في الفهرست، لعدم الظفر إلى الطريق إليه في وقت تأليفه،
والاكتفاء في أصل النسبة بما ذكره في الرجال، وأما ابن شهر آشوب، فلأنه يعتمد كثيرا
على ما ذكره الشيخ. وأما قول النجاشي: تختلف الرواية عنه، فهو يؤكد نسبة الكتاب
والطريق إليه، إذ الأختلاف في الرواية عنه، كما تقدم نظيره في الحسين بن عثمان (ر
120)، يحتمل فيه وجوه: أحدها: الإختلاف من جهة الإمام، بمعنى أن يسند كتابه إلى ما
رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أو عن الكاظم (عليه السلام)، أو عنهما جميعا،
أو عن الرجال عنهما. ثانيها: الإختلاف من جهة الموضوع في الفقه أو أحد أبوابه،
كالطهارة، والوضوء، والغسل، والدماء، وأمثالها، أو في التوحيد، أو النبوة، أو
الإمامة، أو المواليد، والوفيات، والسير والتفسير ونحوها من ساير العلوم. ثالثها:
الإختلاف من جهة عنوان الكتاب، والمصنف، والأصل، والنوادر، والمسائل، والرسائل،
وساير صنوف التأليف، أو غير ذلك مما يمكن إختلاف ما جمع فيه، وقد سبق منا تحقيق في
ذلك في الجزء الأول من هذا الشرح في طرق النجاشي إلى المصنفات (1). (1) قد سبق في
الجزء الأول قولنا: (كما أن كثيرا من هذه الاصول والمصنفات يكون مما رواه جماعة
كثيرة، عن أربابها. والطرق إليها كثيرة، رواها جماعات من الناس، وقد صرح النجاشي في
جماعة كثيره يجاوز عددهم مائة
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 82. (*)
________________________________________
[ 330 ]
[ قرأت على الحسين بن عبيدالله، أخبركم أحمد بن محمد الزراري، عن حميد،
قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد المزخرف الحجال، عن
ثعلبة، بالكتاب (1). ] وستين رجلا، بأن كتبهم رواها جماعة كثيرة أو جماعات، وأن
الطرق إليها كثيرة) (1)، وقد أحصيناهم في محله. (1) موثق بحميد. قال أبو غالب
الزراري في رسالته في آل أعين عند ذكر طرقه إلى المصنفات: كتاب ثعلبة بن ميمون،
حدثني به حميد، عن خالي، عن الرجال، عن ثعلبة (2). قلت: ذكرنا هناك في " الشرح على
الرسالة " ما ينفع المقام. قال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن ثعلبة بن ميمون،
فقد رويته عن أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنهم)، عن عبد
الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد
الحجال الأسدي، عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون. ورويته أيضا عنهم، عن الحميري، عن عبد
الله بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون (3). قلت: الطريق الأول صحيح،
بلا كلام. والثاني فيه عبد الله بن محمد بن عيسى الملقب ببنان، أخو أحمد بن محمد بن
عيسى الأشعري، فلم يصرح بتوثيق،
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 83 2 - شرح رسالة أبي غالب الزراري للمؤلف: ص
3 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص / ر 306. (*)
________________________________________
[ 331 ]
[... ] إلا أنه ربما يستفاد من أمور، منها رواية الأجلاء الثقات عنه. ثم
إن ظاهر الشيخ في مشيخة التهذيبين حيث لم يذكر طريقا إلى ثعلبة بن ميمون، يؤكد عدم
ثبوت طريق له إلى كتابه الذي ذكره في أصحاب الكاظم (عليه السلام). ويقتضي كون ما
رواه كثيرا في الكتابين، مما رواه عن الرجال أو عن كتبهم، عنه، أو عن كتابه. 11 -
رواية ثعلبة كتب غيره من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) أقول: هذا ما يتعلق بكتاب
ثعلبة بن ميمون، وبالرواية عنه. وقد روى ثعلبة كتب جماعة من أصحاب الباقر والصادق
(عليهما السلام)، ذكرها النجاشي، وأيضا الشيخ في الفهرست، كما روى ثعلبة عن جماعة
كثيرة عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، نشير إليهم - والتفصيل في محله:
- فمنهم: معمر بن يحيى بن بسام العجلي الكوفي الثقة، المتقدم من أصحاب الباقر
والصادق (عليهما السلام)، رواه النجاشي في ترجمته (ر 1143) في الصحيح عن الحسن بن
علي بن فضال، عن ثعلبة، عن معمر. وقال: له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون. وروى في
الكافي والتهذيب (1)، عن محمد وأحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيهما، عن ثعلبة بن
ميمون، عن معمر بن يحيى بن حسام، عن أبي جعفر (عليه السلام). وفي التهذيب: عن
الحجال ثعلبة، عن معمر بن يحيى، عن أبي جعفر (عليه السلام) (2).
________________________________________
1 - الكافي: ج، تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 52 / ح 166 و 167. 2 - تهذيب
الأحكام: ج 1 / ص 389 / ح 1198. (*)
________________________________________
[ 332 ]
[... ] ومنهم: يوسف بن ثابت بن أبي سعدة الكوفي الثقة، من أصحاب الصادق
(عليه السلام)، فقال النجاشي في ترجمته (ر 1219): له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون. ثم
رواه بإسناده عن الحسن بن فضال، عنه، عنه. وقال الشيخ في الفهرست (ص 181 / ر 788):
يوسف بن ثابت، له كتاب البشارات. ثم رواه بإسناده عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون،
عن ابن أبي امية يوسف بن ثابت. 12 - رواية ثعلبة عن أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله
(عليهما السلام) روى ثعلبة عن جماعة من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام):
فمنهم: بدر بن الخليل الأسدي، فروى عن أبي جعفر (عليه السلام) قيام القائم، كما في
روضة الكافي (1). ومنهم: زرارة بن أعين الثقة العظيم، عن أبي عبد الله (عليه
السلام)، كما في توحيد الصدوق في تفسير * (وسع كرسيه السماوات) *، وفي الروضة (2)،
عنه، عنه، عن عبد الملك. وعن البزنطي، عن ثعلبة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه
السلام) في التهذيب والكافي (3). ومنهم: عبد الأعلى بن أعين الثقة، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) تفسير * (ولو كان
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 / ص 51 / ح 15، وص 212 / ح 258. 2 - التوحيد:، الكافي:
ج 8 / ص 84 / ح 45. 3 - تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 291 / ح 1075، الكافي: ج 5 / ص 469
/ ح 1643، وج 7 / ص 447 / ح 8. (*)
________________________________________
[ 333 ]
[... ] عرضا قريبا) *، كما في توحيد الصدوق، باب الإستطاعة، وأيضا باب
التعريف (1). ومنهم: حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في
التوحيد باب التعريف (2). ومنهم: الحسن الصيقل، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه
السلام)، كما في التوحيد باب النهي عن الجدال (3). ومنهم: ميسرة، عن أبي جعفر (عليه
السلام)، كما في الخصال (4). ومنهم: أبو الحسن، [ أبو الحسين ] كما في التهذيب
والاستبصار (5)، عنه، عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ومنهم: أبو
خالد القماط، عن ابن فضال، عنه، عن عبد الخالق الصيقل، عن أبي عبد الله (عليه
السلام)، كما في التهذيب، وكذا في الكافي (6). ومنهم: أبان، عنه، عن ابن أبي يعفور،
كما في رضاع التهذيب والاستبصار (7)، روى عنه أبو الحسن ظريف. ومنهم: بريد بن
معاوية عن أبي جعفر (عليه السلام) في التهذيب والروضة (8).
________________________________________
1 - التوحيد:، والآية في سورة التوبة: 42. 2 - التوحيد: 3 - التوحيد: 4
- الخصال: ص 50 / ب / ح 59. 5 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 100 / ح 431 و 433،
الاستبصار: ج 3 / ص 94 / ح 323. 6 - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 453 / ح 1579، الكافي:
7 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 316 / ح 1307، الاستبصار: ج 3 / ص 195 / ح 708. 8 -
تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 298 / ح 1199، ج 9 / ص 34 / ح 137، الكافي: ج 8 / ص 79 / ح
35. (*)
________________________________________
[ 334 ]
[... ] ومنهم: سعيد بن عمرو الخثعمي، فروى الحجال، عن ثعلبة، عنه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في لقطة التهذيب (1). ومنهم: عبد الرحمان بن مسلمة
الجريري، روى عن ابن فضال والحجال، عن ثعلبة، عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في روضة الكافي (2) في حديث صحيح. ومنهم: عبد الملك بن عتبة، في التهذيب (3)، عن
الحسن بن جهم، عن ثعلبة، عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ومنهم: علي بن عبد
العزيز، فروى في التهذيب (4)، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عنه، عن أبي عبد الله (عليه
السلام). ومنهم: أبو الحسن عمر بن شداد الأزدي. ومنهم: السري، ففي التهذيب (5)، عن
علي بن أسباط، عن ثعلبة، عنهما، عن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ومنهم:
محمد بن مضارب، كما في التهذيب (6)، عن الحجال، عنه، عنه، عن أبي عبد الله (عليه
السلام).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 391 / ح 1170. 2 - الكافي: ج 8 / ص 208 / ح
252. 3 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 188 / ح 832. 4 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص 151 / ح
419. 5 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 187 / ح 754. 6 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 372 / ح
1079. (*)
________________________________________
[ 335 ]
[... ] ومنهم: أبو جميلة المفضل بن صالح، كما في التهذيب (1). ومنهم:
يونس بن يعقوب، ففي التهذيب (2)، عن ظريف، عن ثعلبة، عنه، عن أبي عبد الله (عليه
السلام). ومنهم: أبو الحسن، كما في التهذيب (3)، عنه، عنه، عن عمار الساباطي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام). وروى عنه الحسن بن علي بن الوشاء. ومنهم: إسحاق بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في التهذيب (4). ومنهم: الحسن بن هارون
بياع الأنماط، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في التهذيب (5). ومنهم: حماد بن
عثمان، عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في التهذيب
(6). ومنهم: عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في التهذيب (7).
ومنهم: عبد الله بن يحيى، عن الحسين بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
كما في التهذيب (8).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 283 / ح 1039. 2 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص
467 / ح 1870. 3 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 100 / ح 431. 4 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص
78 / ح 223. 5 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 154 / ح 271. 6 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص
308 / ح 952. 7 - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 145 / ح 411. 8 - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص
91 / ح 240. (*)
________________________________________
[ 336 ]
[ ورأيت بخط ابن نوح، فيما وصي به إلي من كتبه (1): حدثنا محمد بن أحمد،
عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن علي بن أسباط، قال:
لما أن حج هارون ] ومنهم: عبد الله بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في
التهذيب (1). ومنهم: عمران بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) كما في
الكافي والتهذيب (2). ومنهم: عبيدالله بن علي الحلبي، عنه (عليه السلام) أيضا، كما
في التهذيب (3). ومنهم: عمار الساباطي، عنه (عليه السلام)، كما في الروضة (4).
ومنهم: عمر بن أبان، عنه (عليه السلام)، كما في الروضة (5). ومنهم: عمر بن أبي
بكار، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في التهذيب، عن
الكافي (6). 13 - كون ثعلبة مرضى الأعداء أيضا (1) تقدم منا في هذا الشرح (7) ذكر
وصية أعلام الطائفة بكتبهم للنجاشي، لمكانته بين الطائفة، ومنهم أبو العباس بن
السيراني الثقة الجليل العظيم في الطائفة.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 12 / ح 22، وج 3 / ص 27 / ح 93. 2 - الكافي:
ج 3 / ص 280 / ح 11، تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 34 / ح 103 و 105. 3 - تهذيب الأحكام:
ج 2 / ص 34 / ح 105. 4 - الكافي: ج 8 / ص 273 / ح 407. 5 - الكافي: ج 8 / ص 315 / ح
495. 6 - الكافي: ج 7 / ص 395 / ح 1582. 7 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 20. (*)
________________________________________
[ 337 ]
[ الرشيد مر بالكور، فصار إلى الموضع الذي يعرف بمسجد سماك، وكان ثعلبة
تنزل في غرفة على الطريق، فسمعه هارون، وهو في الوتر، وهو يدعو، وكان فصيحا، حسن
العبارة، فوقف يسمع دعائه، ووقف من قدامه، ومن خلف، وأقبل يستمع، ثم قال للفضل بن
الربيع: ما تسمع ما أسمع ؟ ثم قال: إن خيارنا بالكوفة (1). ] (1) يظهر مما ذكره
المسعودي في مروج الذهب أن مرور هارون العباسي اللعين الظالم العنود لآل محمد
(عليهم السلام)، بالكوفة كان في منصرفه من الحج سنة ثمانية وثمانين ومائة، وهي آخر
حجة حجها. وقد ذكر بعد ذلك: وقد قبض موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب (عليهم السلام)، ببغداد، مسموما، لخمس عشرة سنة من ملك الرشيد، سنة ست
وثمانين ومائة... (1). 14 - وثاقة ثعلبة بن ميمون قد إكتفى الماتن النجاشي بذكر
مدائح ثعلبة بن ميمون، نسبا ونسبة ووجاهة بين الإمامية، الكاشفة عن طيب المولد
والمنشأ، والخلق وكمالا بفنون العلم، وتسليما لأمر الله وطاعته بحسن العمل، وكثرة
العبادة والزهد، وبأخذ العلم من الأئمة (عليهم السلام) خزائن علم الله تعالى،
وبالتصنيف واحياء أمر آل محمد صلوات الله عليهم، وغير، مما ذكرناه في " أخبار
الرواة ". لكنه لم يصرح بوثاقته، نعم تقدم عن الكشي توثيقه صريحا، وتشير إلى وثاقته
روايات الثقات الإجلاء ومن لا يروي إلا عن الثقة، وأصحاب م
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 338 ]
[ - ثوير بن أبي فاختة (1): ] الإجماع، مثل الحسن بن فضال، والحسن بن
علي الوشاء، والبزنطي، والحجال، وغيرهم ممن أشرنا إليهم وذكرناهم في " الطبقات
الكبرى ". (1) تقدم من الماتن في باب الحسين، ترجمة الحسين بن ثوير بن أبي فاختة
سعيد بن حمران، مولى ام هاني بنت أبي طالب، كما تقدم منا في هذا الشرح (1) تحقيق في
ترجمته وذكر لأهله. ويأتي في خيبري بن علي الطحان الكوفي (ر 408) قوله: روى خيبري،
عن الحسين بن ثوير، عن الأصبغ. ولم يكن في زمن الحسين بن ثوير من يروي عن الأصبغ
غيره. وأيضا في جهيم بن أبي جهم (ر 338): ويقال: ابن أبي جهمة، كوفي. روى عنه سعدان
بن مسلم نوادر. وفي هارون بن الجهم (ر 1181): هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة،
سعيد بن جمهان، مولى ام هاني بنت أبي طالب. وابن الجهم روى عن أبي عبد الله (عليه
السلام)، كوفي. قلت: وفي بعض الأخبار: جهم بن أبي جهم، وجهم بن أبي جهمة. وقال ابن
حجر في لسان الميزان: جهم بن أبي الجهم، عن أبي جعفر بن أبي طالب. وعنه محمد بن
إسحاق... (2). وأيضا: جهيم بن أبي جهمة، أو جهم الكوفي، ذكرهما الطوسي في رجال
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 / ص / ر 126. 2 - لسان الميزان: ج 2 / ص 142 / ر
620. (*)
________________________________________
[ 339 ]
[ أبو جهم الكوفي (1). وإسم أبي فاختة: سعيد بن علاقة (2). ] الشيعة،
وقال في الثاني: روى عن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وعنه الحسن بن محبوب، وسعدان
بن مسلم (1). (1) صرح أصحابنا والعامة بتكنيته بأبي الجهم، وبكوفيته، كما ستقف على
جملة من كلماتهم. نعم زاد ابن شهر آشوب: (الكناني). (2) وفاقا لأكثر أصحابنا
والعامة. ولكن تأتي في هارون: (أبي فاختة سعيد بن جمهان)، وكذلك الشيخ في أصحاب
السجاد والباقر (عليهما السلام)، كما ستقف عليه، وتبعه ابن شهرآ شوب في المناقب. 1
- نسب ثوير بن أبي فاختة والده، أبو فاختة. فقال ابن حجر في الإصابة، في القسم
الرابع: أبو فاختة، تابعي، معروف في التابعين. أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة.
وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت. وأورد من طريق هشام ابن محمد بن عمارة،
عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) زار
عليا (عليه السلام)...، الحديث إنتهى. وذكره العجلي وابن حبان، وغيرهما في ثقات
التابعين، وهو متجه. وإسمه سعيد بن علاقة. وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود
الطيالسي، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، فقال: عن أبي فاختة، عن علي (عليه السلام)،
قال: " زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فبات عندنا... "، الحديث (2).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 143 / ر 632. 2 - الإصابة: ج 4 / ص 156 / ر
912. (*)
________________________________________
[ 340 ]
[... ] وقال ابن الأثير في اسد الغابة: أبو فاختة، ذكر في الصحابة، ولا
يثبت. روى عنه ثابت أبو المقدام. أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر بن محمد،
بإسناده، عن أبي داود الطيالسي، حدثنا أبو عمر بن ثابت بن المقدام، عن أبيه، عن أبي
فاختة، قال: قال علي (عليه السلام): " زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فبات
عندنا والحسن والحسين (عليهما السلام) نائمان، فاستسقى الحسن (عليه السلام) فقام
رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قربة لنا، فجعل يعصرها في القدح، ثم جاء يسقيه،
فتناوله الحسين (عليه السلام) ليشرب، فمنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبدء
بالحسن (عليه السلام). فقيل: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك ؟ فقال: لا، ولكنه
إستسقى أول مرة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة، إني وإياك،
وهذان، وهذا الراقد، يعني عليا (عليه السلام) في مكان واحد، يوم القيامة " (1).
وقال ابن سعد في طبقات الكوفيين: ثوير بن أبي فاختة، ويكنى أبا الجهم. وهو مولى ام
هاني بنت أبي طالب. وله عقب، وكان كبيرا، وقد بقي. قال: أخبرنا مالك ابن إسماعيل،
قال: حدثنا إسرائيل، عن ثوير، أنه شيع أباه إلى مكة، ومعه علقمة والأسود وعمرو بن
ميمون، فلم يتزود واحد منهم سوطا، ولم يزموا رواحلهم (2). وقال الذهبي في ميزان
الإعتدال، في ابنه ثوير بن أبي فاختة بعد تضعيفه: قلت: أما أبوه أبو فاختة، فاسمه
سعيد بن علاقة، من كبار التابعين فقد وثقه العجلي والدارقطني... (3).
________________________________________
1 - اسد الغابة: ج 5 2 - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 326. 3 - ميزان
الاعتدال: ج 1 / ص 376 / ر 1408. (*)
________________________________________
[ 341 ]
[... ] وقال المزي في تهذيب الكمال: سعيد بن علاقة الهاشمي، أبو فاختة
الكوفي، مولى ام هاني بنت أبي طالب، ويقال: مولى ابنها جعدة بن هبيرة المخزومي. وهو
والد ثوير بن أبي فاختة، قدم الشام وافدا على معاوية بن أبي سفيان. وروى عن الأسود
بن يزيد النخعي، وجعدة بن هبيرة، والطفيل بن أبي بن كعب، و عبد الله بن عباس، وعلي
بن أبي طالب (عليه السلام) و... وام هاني بنت أبي طالب. روى عنه... وأبو المقدام
ثابت بن هرمز الحداد، وابنه ثوير بن أبي فاختة و... وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
قال الواقدي: شهد مشاهد علي (عليه السلام)، وهلك في إمارة عبد الملك بن مروان أو
الوليد بن عبد الملك (1). وروى الصدوق في الفقيه باب الهدية، بإسناده عن ثوير بن
أبي فاختة، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)، قال: " أهدى كسرى للنبي (صلى الله عليه
وآله) فقبل منه، وأهدى قيصر للنبي (صلى الله عليه وآله)، فقبل منه، وأهدى له الملوك
فقبل منهم " (2). وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن ثوير بن أبي فاختة، فقد
رويته عن أبي ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق الهندي،
عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ثوير بن أبي فاختة. واسم أبي فاخته سعيد بن
علاقة (3). قلت: وطريقه حسن بالهيثم الممدوح بما يفيد الإعتبار بحديثه.
________________________________________
1 - تهذيب الكمال: ج 11 / ص 28 / ر 2338. 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 3 /
ص 191 / ح 866. 3 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص / ر 322. (*)
________________________________________
[ 342 ]
[... ] وروى في الخصال، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود
زياد بن المنذر، عن سعيد بن علاقة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " طلبة
هذا العلم على ثلاثة أصناف... "، الحديث (1). وأيضا فيه بإسناد آخر، عن ثابت بن أبي
صفية، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب (عليه السلام) يقول: " ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر، والبول في
الحمام يورث الفقر... "، الحديث بطوله (2). وأيضا فيه، عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن هارون بن
الجهم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي
جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، قال: " ثلاث درجات، وثلاث كفارات... "،
الحديث (3). وأيضا في التوحيد باب الأمر والنهي، بإسناد عامي إلى إسرائيل، قال:
أخبرنا ثوير، عن أبيه أن عليا (عليه السلام) قال: " ما في القرآن آية أحب إلي من
قوله عز وجل * (إن الله لا يغفر إن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * " (4).
________________________________________
1 - الخصال: ص 194 / ب / ح 269. 2 - الخصال: ص 504 / ب 16 / ح 1. 3 -
الخصال: ص 84 / ب 3 / ح 10. 4 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 343 ]
[... ] وقال الشيخ المفيد في الإختصاص في طبقات أصحاب الإمام أمير
المؤمنين (عليه السلام): ومن خواصه (عليه السلام) تميم بن خديم الناجي، وقد شهد مع
علي (عليه السلام)، قنبر مولى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، أبو فاختة، مولى
بني هاشم... (1). وقال البرقي في رجاله: ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه
السلام) من مضر... أبو فاختة مولى بني هاشم... (2). وقال الشيخ في الكنى من أصحابه
(ص 63 / ر 6): أبو فاختة مولى بني هاشم. وقال ابن شهر آشوب في المناقب في رجال
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) من الصحابة: وجابر بن عبد الله الأنصاري، وسعيد
بن جهمان الكناني، مولى ام هاني (3). 2 - إخوة ثوير وأبناء إخوته كان لثوير بن أبي
فاختة إخوة وأبناء الإخوة. منهم: ثور بن أبي فاختة، فروى الصدوق في الخصال، عن محمد
بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي الكوفي، عن أبي
زياد محمد بن زياد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان المدني، عن ثابت بن أبي صفية
الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، قال: سمعت أمير
________________________________________
1 - الاختصاص: 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 4. 3 - مناقب آل أبي طالب: (*)
________________________________________
[ 344 ]
[... ] المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: " ترك نسج
العنكبوت في البيت يورث الفقر... "، الحديث (1). وذكر فيه ستة عشر يوجب الفقر، ثم
ذكر ستة عشر يزيد في الرزق. ومنهم: يونس بن أبي فاختة، ذكرناه في " أخبار الرواة ".
ومنهم: الحسين بن يونس بن أبي فاختة، ذكرناه في " أخبار الرواة ". ومنهم: الحسين
(الحسن) بن أبي فاختة، فروى الشيخ الطوسي في أماليه، عن المفيد، عن ابن الوليد، عن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن أبي فاختة، قال:
كنت أنا وأبو سلمة السراج ويونس بن يعقوب والفضيل بن يسار، عند أبي عبد الله جعفر
بن محمد (عليه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، إني أحضر مجالس هؤلاء القوم، فأذكركم
في نفسي، فأي شئ أقول ؟ فقال: " يا حسين إذا حضرت مجالس هؤلاء فقل: (اللهم أرنا
الرخاء والسرور)، فإنك تؤتي على ما تريد " (2). 3 - أولاد ثوير بن أبي فاختة إن
لثوير بن أبي فاختة أبي الجهم الكوفي أولاد وأحفاد، ذكرناهم في " أخبار الرواة ".
منهم: الحسن بن ثوير بن أبي فاختة، كان من الرواة، روى عن أبيه، عن
________________________________________
1 - الخصال: ص 504 / ب 16 / ح 2. 2 - الأمالي للطوسي:، عنه بحار
الأنوار: ج 68 / ص 201 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 345 ]
[... ] ] الإمام السجاد (عليه السلام)، فروى الصدوق في الخصال، باب إذا
قام القائم (عليه السلام) جعل الله عز وجل قوة الرجل من الشيعة قوة أربعين رجلا، عن
محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد
الله بن المغيرة الكوفي، عن العباس بن عامر القصباني، عن ربيع بن محمد المسلي، عن
الحسن بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: " إذا
قام قائمنا (عليه السلام) أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر
الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلا ويكونون حكام الأرض وسنامها " (1).
ومنهم: الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، ذكره النجاشي في باب الحسين قائلا فيه: الحسين
بن ثوير بن أبي فاختة، سعيد بن حمران، مولى ام هاني بنت أبي طالب، روى عن أبي جعفر
وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ثقة. قلت: وقد سبقت له منا ترجمة مفصلة بذكر
توثيقه، وطبقته، وكتابه، ورواياته، والطرق إليه (2). وروى الشيخ في الغيبة في
الصحيح، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: " لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما
السلام)... "، الحديث (3). ومنهم: علي بن ثوير بن أبي فاختة، ذكرناه في " أخبار
الرواة "، وتقدم ذكره
________________________________________
1 - الخصال: ص 541 / ب 40 / ح 14. 2 - تهذيب المقال: ج 2 / ص / ر 126. 3
- الغيبة للطوسي: (*)
________________________________________
[ 346 ]
[... ] في الحسين. ومنهم: الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة، تقدم
ذكره في الجزء الثاني من هذا الشرح، وروى الشيخ في التهذيب، في فضل زيارة الحسين
(عليه السلام)، بإسناده عن أبي إسماعيل، عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة،
قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " يا حسين من خرج من منزله... "، الحديث
(1). ولنا فيه كلام ذكرناه هناك، وتمام الكلام فيه في " أخبار الرواة ". وذكرناه
بمن روى عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في " الطبقات الكبرى ". ومنهم: جهم بن
أبي جهم، الذي ذكره البرقي (2) والشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 345 / ر 3)
والنجاشي بكتابه وذكره غيرهم. ومنهم: الجهم بن ثوير بن أبي فاختة أبي جهم الكوفي.
وفي بعض الأخبار: جهم بن أبي جهم، جهم بن أبي جهمة، ذكرناه في " أخبار الرواة ".
ومنهم: جهيم بن أبي جهم، كما يأتي بترجمة (ر 338)، وذكرناه في " أخبار الرواة ".
ومنهم: هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة، الذي يأتي بترجمة (ر 1181)، ذكرناه في
" طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام) "، وفي " أخبار الرواة ". وروى هارون بن الجهم
عن جده ثوير بن أبي فاختة، كما في خصال الصدوق باب الثلاثة (3).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 43 / ح 89. 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 50. 3
- الخصال: ص 113 / ب 3 / ح 14. (*)
________________________________________
[ 347 ]
[... ] ومنهم: الحسن بن الجهم، ذكرناه في " أخبار الرواة ". ومنهم: أبو
الجهم، روى عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عنه محمد بن خالد البرقي، في المحاسن
(1). وإحتمال إتحاد بعضهم مع بعض غير بعيد، وقد أحصيناهم في آل أبي فاختة. 4 - نسبة
ثوير بن أبي فاختة إتفق من ذكره من أصحابنا ومن العامة على نسبة أبيه أبي فاختة،
بالمولوية لبني هاشم، بل قال الشيخ في ثوير (الهاشمي) في أصحاب الصادق (عليه
السلام) (ص 161 / ر 10): ثوير بن أبي فاختة سعيد بن جهمان الهاشمي، مولى ام هاني،
كوفي، بل هو الظاهر منه في أصحاب السجاد والباقر (عليهما السلام). وظاهر الأكثر
تعيين المولوية لام هاني، بل التصريح بالمولية لام هاني بنت أبي طالب، كما في المتن
في المقام، وغيره، وكذا عن غير واحد من العامة، كما تقدم. وفي أصحاب الصادق (عليه
السلام) في هارون بن الجهم: (القرشي الكوفي). قلت: وولاء هذا البيت لبني هاشم وقريش
وخاصة لآل محمد (صلوات الله عليهم)، مما أوجب حسن معرفتهم، وتمسكهم بالثقلين، وخروج
رجال الحديث منهم. وقال ابن شهر آشوب في أبيه، كما تقدم: سعيد بن جهمان الكناني،
مولى ام هاني.
________________________________________
1 - المحاسن: (*)
________________________________________
[ 348 ]
[ يروي عن أبيه (1). ] منعم تقدم عن المزي قوله: وقيل: مولى زوجها جعدة
بن هبيرة المخزومي، ولكنه ضعيف فإن زوجها لم يدخل في الإسلام، وهرب وترك ولده مع
زوجته. وربما يحتمل أنه ولدها، وربما يشهد له حديث الأسد. وتحقيق ذلك في " أخبار
الرواة " في جعدة بن هبيرة الذي ذكره الشيخ في الصحابة (ص 14 / ر 26)، وقال: ويقال:
إنه ولد على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، وليست له صحبة، نزل الكوفة. وقال في
أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) (ص 37 / ر 14): جعدة بن هبيرة المخزومي ابن أخت
أمير المؤمنين (عليه السلام)، امه ام هاني بنت أبي طالب. وذكره الكشي فيما رواه في
محمد بن أبي بكر، في الخمسة الذين كانوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) من قريش (ص
/ ر)، وفيه: وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام)
خاله، وهو الذي قال له عتبة بن أبي سفيان: أنا لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك.
فقال له جعدة: لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك. وقال ابن حجر في تقريب التهذيب:
جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، صحابي صغير. له رؤية، وهو ابن ام هاني بنت أبي
طالب، وقال العجلي: تابعي، ثقة (1). 5 - طبقة ثوير بن أبي فاختة (1) إن في قول
الماتن: (يروي عن أبيه) تصريح بأنه من الرواة، ودلالة على
________________________________________
1 - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 129 / ر 67. (*)
________________________________________
[ 349 ]
[... ] طبقته، فإن روايته عمن عد في الصحابة وهو والده، كما تقدم، على
قول، أوفى كبار التابعين، تقتضي كونه تابعيا، كما صرح به غير واحد، كما تقدم، لكن
فيه إيماء بالتفرد بالرواية عن أبيه. وهو خلاف ما نص عليه العامة، ووجدناه في
الروايات، والتفرد في الرواية عن أبيه يوهم قلة الرواية، وعدم الشهرة، وغير ذلك مما
ربما يشعر بالذم. على أنه مخالف لما صرح به البرقي، والكشي، والشيخ والعامة في
روايته عن الأئمة المطهرين السجاد، والباقر، والصادق (عليهم السلام) ووصلت إلينا
رواياته عنهم (عليهم السلام). والمهم في ذلك أن روايته عن الأئمة (عليهم السلام)،
أو عن الرجال عموما، أو عن أبيه، إذا لم تكن رواية كتاب أو أصل، أو رسالة، أو نسخة
أو كل مصنف عنهم، أو في كتاب له، لا يناسب ذكره في مصنفي الشيعة. نعم لا يبعد كون
ذكر الصدوق في المشيخة إليه طريقا، إشارة إلى جمعه ما رواه عن المعصومين (عليهم
السلام)، أو عن الرجال، وعن أبيه عنهم، في كتاب أو رسالة. إلا أن يكون عده في
المصنفين مثل عده ثبيت المتقدم في المصنفين مع قوله (رحمه الله): (وله عنه أحاديث،
وما أعرفها معروفة) (1)، فليتأمل. وقال البرقي في أصحاب السجاد (عليه السلام)
قائلا: ثوير بن أبي فاختة (2). وقال الشيخ في أصحابه (ص 85 / ر 5): ثوير بن أبي
فاختة سعيد بن جهمان، مولى ام هاني، تابعي.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 8. (*)
________________________________________
[ 350 ]
[... ] وروى الكليني في روضة الكافي، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن ثوير بن أبي
فاختة، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يحدث في مسجد رسول الله (صلى الله
عليه وآله)، قال: " حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب، يحدث الناس، قال: إذا
كان يوم القيامة، بعث الله تبارك وتعالى الناس، من حفرهم عزلا، بهما، جردا، مردا،
في صعيد واحدة... " (1)، الحديث وهو طويل. وذكرناه ممن روى عنه عن الإمام السجاد
(عليه السلام) في " طبقات أصحابه ". وقد روى عن جماعة من الصحابة والتابعين وممن
بقي إلى عصر الصادقين (عليهما السلام)، مثل زيد بن أرقم، وسعيد بن جبير، والطفيل بن
أبي كعب، ويحيى بن جعفر بن هبيرة، وأبيه أبي فاختة سعيد بن علاقة، وغيرهم. وذكره
الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 111 / ر 5) قائلا: ثوير بن أبي فاختة سعيد
بن جهمان، مولى ام هاني. وروى الكشي في ترجمته (ص / ر) بإسناده عن عباد بن بشير،
عنه، عن أبي جعفر (عليه السلام) ما يدل على حبه وولائه لآل محمد (عليهم السلام).
وذكره المزي في تهذيب الكمال ممن روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم
السلام). قلت: وذكرناه ممن روى عنه، عنه، (عليه السلام) في " طبقات أصحابه ". وقد
روى ثوير بن أبي فاخته عن جماعة من أصحاب السجاد، والباقر،
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 / ص 104 / ح 79. (*)
________________________________________
[ 351 ]
[... ] والصادق (عليهم السلام)، غير والده، ذكرناهم في " أخبار الرواة
". 6 - وثاقة ثوير بن أبي فاختة لم يصرح البرقي، والصدوق، والكشي، والنجاشي،
والشيخ، والمفيد، ومن تبعهم بوثاقة ثوير بن أبي فاختة، إلا أن الظاهر من أصحاب
الرجال منا ومن الجمهور، أنه غير مطعون إلا من جهة تشيعه ورافضيته وروايته فضائل
أهل البيت (عليهم السلام)، وشدة حبه لهم، وروايته مطاعن أعدائهم، فأوجب طعن العامة
فيه، كما ستقف عليه. وروى عنه عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وعن أصحابهم
جماعة أنه فيهم ثقات أصحابهم المعاصرين له، ومن تأخر، منهم: أبو عبيدة الحذاء زيادة
بن عيسى الكوفي، الثقة من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، ومالك بن عطية
الأحمسي البجلي الكوفي البجلي، الثقة من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم
السلام)، وأبو حمزة الثمالي الكوفي، الثقة من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم
السلام)، وهارون بن الجهم بن ثوير بن أبي جهم الكوفي، الثقة من أصحاب الصادق (عليه
السلام)، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الكوفي، من أصحاب الصادق (عليه السلام)
الذي وثقه الجمهور، وأبو مريم الأنصاري، وعباد بن بشير، وغيرهم ممن ذكرناهم في "
الطبقات الكبرى " وفي " أخبار الرواة ". وقد عد ابن نعيم الأصبهاني في حلية
الأولياء أبو الجهم والد هارون من
________________________________________
[ 352 ]
[... ] أعلام الرواة الكوفيين، رووا عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن
علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن
ابنتي فاطمة يشترك في حبها الفاجر والبر، وإني كتب إلى، أو عهد إلي: أنه لا يحبك
إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " (1). 7 - تضعيف العامة لثوير بن أبي فاختة بمذهبه
قال المزي في تهذيب الكمال: ثوير بن أبي فاختة، وإسمه سعيد بن علاقة القرشي
الهاشمي، أبو الجهم الكوفي، مولى ام هاني بنت أبي طالب، وقيل: مولى زوجها جعدة بن
هبيرة المخزومي. روى عن زيد بن أرقم، وسعيد بن جبير، وأبيه أبي فاختة سعيد بن
علاقة، والطفيل بن أبي كعب...، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)،
ويحيى بن جعفر بن هبيرة.... روى عنه إسرائيل بن يونس، وحجاج بن أرطاط و.... وقال:
محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، عن أبيه: قال سفيان الثوري: من أركان الكذب.
وقال محمود بن غيلان، عن شبابة بن سوار: قلت ليونس بن أبي إسحاق: مالك لا تروي عن
ثوير، فإن إسرائيل كتب عنه. قال: إسرائيل أعلم ما صنع به، كان رافضيا (2). أقول: ثم
ذكر المزي عن جماعة منهم، تضعيفه برواياته ورفضه. بل في تعليقته: وقال الحاكم في
المستدرك: لم ينقم عليه إلا التشيع. وذكره ابن حجر في تقريب التهذيب، وقال: ضعيف،
رمي بالرفض، من
________________________________________
1 - حلية الأولياء: ج 4 / ص 184. 2 - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 429 / ر
863. (*)
________________________________________
[ 353 ]
[... ] الرابعة. وقال في تهذيب التهذيب نحو ما ذكره المزي، وزاد ما ذكره
الحاكم في المستدرك. وقال في لسان الميزان: ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة، أبو
الجهم الكوفي (1). وذكره الذهبي في ميزان الإعتدال بنحو ما تقدم، إلى أن قال: قلت:
أما أبوه أبو فاختة فإسمه سعيد بن علاقة، من كبار التابعين. وقد وثقه العجلي
والدارقطني.... أحمد بن مفضل، حدثنا أبو مريم الأنصاري، حدثنا ثوير بن أبي فاختة،
عن أبيه، سمع عليا (عليه السلام) يقول: " لا يحبني كافر، ولا ولد زنى ". وذكره أيضا
في الكاشف، ثم ضعفه (2). 8 - بدء تضعيف العامة لثوير قد بدء تضعيف العامة المعاندة
لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، رضى للخلفاء والامراء الظالمة، من تصلب ثوير بن
أبي فاختة في التشيع وإتباع أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك الوقت، ولرفضه
المخالفين للخلافة الإلهية المستمرة إلى يوم القيامة، ولسنة رسوله (صلى الله عليه
وآله) في التمسك بالثقلين كتاب الله وأهل بيت نبيه، واستقامته في أمر ولاية آل محمد
(عليهم السلام)، والتبري من أعدائهم الظالمين الغاصبين لخلافتهم. وقد صرحوا بذلك،
فاعتذر يونس بن أبي إسحاق عن روايته، عن ثوير، مع أن إسرائيل روى
________________________________________
1 - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 121 / ر 54، تهذيب التهذيب: ج 2 / ص 26 / ر
58، لسان الميزان: ج 7 / ص 188 / ر 2494. 2 - ميزان الاعتدال: ج 1 / ص 376 / ر
1408، الكاشف: (*)
________________________________________
[ 354 ]
[... ] ] وكتب عنه، بقوله فيه: كان رافضيا، وقد رأيت من المزي، وابن
حجر، والذهبي، وغيرهم تصريحات القوم بتضعيفه بالرمي بالرفض. وقد أكدت تشيعه لآل
محمد (صلى الله عليه وآله) وتبريه من أعدائهم، رواياته. وقال الحاكم النيسابوري في
المستدرك: لم ينقم عليه إلا التشيع (1). فمنها: ما رواه الذهبي وغيره، كما تقدم، عن
أحمد بن مفضل، عن أبي مريم الأنصاري، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، سمع عليا
(عليه السلام) يقول: " لا يحبني كافر، ولا ولد زنى ". ومنها: ما رواه الصدوق في
الخصال، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي،
عن العباس بن عامر القصباني، عن ربيع بن محمد المسلي، عن الحسن بن ثوير بن أبي
فاختة، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: " إذا قام قائمنا أذهب
الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة
أربعين رجلا، ويكونون حكام الأرض وسنامها " (2). ومنها: ما رواه البرقي في كتاب
السفر من المحاسن، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، قال:
كان جعدة بن هبيرة يبعثني إلى سوراء، فذكرت ذلك لأبي الحسن علي (عليه السلام)،
فقال: " سأعلمك ما إذا قلته لم يضرك الأسد، (أعوذ برب دانيال، والجب من شر هذا
الأسد)، ثلاث مرات ". قال:
________________________________________
1 - المستدرك: 2 - الخصال: ص 541 / ب 40 / ح 14. (*)
________________________________________
[ 355 ]
[ وكان مولى ام هاني بنت أبي طالب (1). قال ابن نوح: حدثني جدي (2)، ]
فخرجت فإذا هو باسط ذراعيه عند الجسر، فقلتها، فلم يعرض لي، ومرت بقرات، فعرض لهن،
وضرب بقرة، وقد سمعت أنا من يقول: (اللهم رب دانيال والجب وأصرفه عني) (1). 9 -
تأثير الولاء العرفي لآل أبي طالب في الود والولاية لهم (1) إن التعرض لمولوية ثوير
لبني هاشم، أو لام هاني بنت أبي طالب، اخت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيه
إيماء إلى وهن فيه، بأمرين: الأول: أنه غير عربي صميم، وهو مناف لكون والده
مخزوميا، كما تقدم التصريح به من القوم، ولما تقدم عن ابن شهر آشوب: (الكناني، مولى
ام هاني). والثاني: أن تشيعه وإتباعه وشدته تعصبي لا عن معرفة، وقد سبق فيما رواه
الكشي تعبير عبتة بن أبي سفيان له بذلك، حيث قال: (إنما لك هذه الشدة في الحرب من
قبل خالك)، وهو جفاء من آل امية، فإنما عرف التشيع من رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، والحديث طويل. وعلى كل حال ففي التعريف له بالمولوية، إيهام نوع من التبعية
للعامة. وأما إحتمال قصد دفع القول بمولويته لزوجها، كما سبق عن المزي، فهو ضعيف،
فليتدبر. (2) تقدم في ترجمته من هذا الشرح تحقيقنا في نسب ابن نوح، وفي
________________________________________
1 - المحاسن: (*)
________________________________________
[ 356 ]
[ قال: حدثنا بكر بن أحمد (1)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله البزاز
(2)، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: قلت ليونس بن
إسحاق (3): مالك لا تروي عن ثوير فإن إسرائيل يروي عنه ؟ ! قال: ما أصنع به، كان
رافضيا (4). ] المراد من قوله: (جدي)، كما تقدم منا (1) أنه لا يوجد له ترجمة حتى
يستفاد منها حسن حاله. (1) لم يعرف حاله، أو هو الذي ضعفوه. (2) لم يعرف. أو كان من
العامة، وقد تقدم عن المزي هذا التضعيف عن محمود بن غيلان العامي، عن شبابة العامي.
وقد ظهر مما ذكرنا أن كلام النجاشي في فصوله محل نظر، إن لم يكن فيه إتباع للعامة،
فتدبر. (3) لم يوثق، وكان عاميا، كما هو الظاهر، أو كان من أصحاب الصادق (عليه
السلام)، بناءا على أنه يونس بن أبي إسحاق السبيعي، فليس ذكره في أصحابه (عليه
السلام) دليلا على وثاقته أو تشيعه، بل الظاهر من ذكر العامة له في التراجم أنه
عامي. (4) إن الرمي من أعداء أهل البيت الأمراء والعلماء وغيرهم، بالرفض، لا يوجب
الطعن، إن لم يكن دليلا على الإيمان، والمعرفة، والوثاقة، والمنزلة.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 (*)
________________________________________
[ 357 ]
[ - - * (باب الجيم) * - جعفر بن بشير أبو محمد البجلي (1): ] 1 - نسب
جعفر بن بشير ونسبته (1) لم أقف على ترجمة لبشير والد جعفر، ولا لجده ذكرا. ولم أجد
شاهدا على كون والده هو بشير بن عاصم البجلي الكوفي، الذي ذكره الشيخ في أصحاب
الصادق (عليه السلام)، وروى ابن أبي عمير، عنه، عن ابن أبي يعفور، ولا على كونه
بشير ابن محمد الكوفي من أصحاب الصادق (عليه السلام)، الذي روى عنه الصفار، في
بصائر الدرجات، والمفيد في الإختصاص، ومحمد بن جرير الطبري، في دلائل الإمامة (1)
بأسانيدهم، عن بشير وإبراهيم ابني محمد، عن أبيهما، عن حمران بن أعين، عن الإمام
السجاد (عليه السلام)، ولا على كون جعفر بن بشير أخا أحمد بن بشير العمري الكوفي،
الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام). وذكر الماتن، والشيخ، والكشي،
وغيرهم نسبة جعفر إلى بجيلة (البجلي) وبالكوفة. وكناه الماتن بأبي محمد، ولقبه
بالوشاء. وصرح الكشي بولائه لبجيلة.
________________________________________
1 - بصائر الدرجات: ج / ص / ح، الاختصاص:، دلائل الإمامة: (*)
________________________________________
[ 358 ]
[... ] 2 - طبقته لم يذكر النجاشي طبقة جعفر بن بشير ممن روى عنه من
الأئمة (عليهم السلام) وغيرهم، إلا إنه أشار إلى عصره بذكر تاريخ وفاته، كما يأتي.
وقال أبو عمرو الكشي (ص 605 / ر 1125): ما روى في جعفر بن بشير البجلي (من أصحاب
الرضا (عليه السلام))، قال نصر: اخذ جعفر بن بشير (رحمه الله)، فضرب، ولقى شدة،
خلصه الله. ومات في طريق مكة، وصاحبه المأمون بعد موت الرضا (عليه السلام). جعفر بن
بشير، مولى بجيلة، كوفي، مات بالأبواء، سنة ثمان ومائتين. وقال الشيخ في أصحاب
الرضا (عليه السلام) (ص 370 / ر 3): جعفر بن بشير البجلي. قلت: ما ذكره الماتن في
وفاته سنة 208، والكشي بقوله: (وصاحبه المأمون) بعد موت الرضا (عليه السلام) يدل
على إدراكه أيام أبي جعفر الجواد (عليه السلام). وهو في طبقة محمد بن أبي عمير،
والحسن بن محبوب، وصفوان، والبزنطي، ونضرائهم الذين عدوا في أصحاب الصادق، والكاظم،
والرضا، والجواد (عليهم السلام)، من مشايخ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ونظرائه
من مشايخ جعفر بن بشير. ثم إنه لم يذكر أصحابنا ولا غيرهم جعفر بن بشير البجلي في
أصحاب الصادق (عليه السلام)، نعم روى الشيخ في التهذيب، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبي عبد الله، قال: سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن البدن التي تكون جزاء الإيمان... (1)، الحديث، بناءا على
التكرار، أو زيادة: (عن أبي عبد الله).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 225 / ح 760. (*)
________________________________________
[ 359 ]
[... ] وأيضا فيه عنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير والمفضل بن
عمر، قال: دخل النباحي على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: ما تقول في محرم مس
لحيته فسقط منها شعرتان...، الحديث (1). قلت: وقد ذكرناه في " طبقات أصحاب الصادق
(عليه السلام) "، وهناك شواهد تؤكد صحة روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقد
روى عن جماعة من أصحاب السجاد والباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، مثل إبراهيم
بن نصر بن القعقاع الجعفي الكوفي الثقة، كما في الفهرست (ص 9 / ر 18) عنه كتابه، بل
روى عن سعد بن طريف الحنظلي الأسكاف الخفاف التميمي الكوفي ممن روى عن الأصبغ بن
نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في رجال الشيخ في أصحاب السجاد (عليه
السلام) (ص 92 / ر 17). وروى الكليني في اصول الكافي كتاب فضل القرآن، عن علي بن
إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن سعد الأسكاف... (2). وروى النجاشي
في رجاله الأصول ومصنفات جماعة من أصحابنا الإمامية من أصحاب الباقر والصادق
(عليهما السلام) عن جعفر بن بشير البجلي، عنهم. منها: كتاب إبراهيم بن نصر بن
القعقاع الجعفي الكوفي من أصحاب الصادق (عليه السلام) كما تقدم (3)، فروى عن أبي
القاسم بن إسماعيل، عنه، عنه.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 339 / ح 1173. 2 - الكافي: 3 - (*)
________________________________________
[ 360 ]
[... ] وكتاب ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي من أصحاب الصادق والكاظم
(عليهما السلام) (ر 431). وكتاب ناصح البقال الكوفي، الثقة من أصحاب الصادق (عليه
السلام) (ر 1157). كما روى الشيخ أيضا في الفهرست كتب جماعة، عنه، عنهم، مثل كتاب
أبان، فروى فيه (ص 19 / ر 52) عن ابن أبي الخطاب، عنه، عن أبان بن عثمان الأحمر
البجلي الكوفي الثقة من أصحاب الصدوق (عليه السلام) كتابه، وأيضا عن محمد بن جمهور
العمي، عنه، عنه، كتابه. وكتاب إبراهيم بن نصر بن القعقاع الجعفي الكوفي الثقة، من
أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، عنه، كما في الفهرست (ص 9 / ر 18).
وكتاب ناصح البقال الكوفي، الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 172 / ر 754) عن
القاسم بن إسماعيل، عنه، عنه. 3 - حسن معرفة جعفر بن بشير بآل محمد (عليهم السلام)
وولايته لهم قد ترك الماتن مدح جعفر بن بشير بحسن معرفته وولايته لآل محمد صلوات
الله عليهم أجمعين وتبريه من أعدائهم، مع أن روايته تشهد بذلك. فمنها: ما رواه
الكليني في اصول الكافي باب فرض طاعتهم في الصحيح، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن
السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته
يقول: " نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا، ولا يعذر الناس
بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنا، ومن أنكرنا
________________________________________
[ 361 ]
[... ] كان كافرا، ومن لم يعرفنا، ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى
الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة، فإن يمت على ضلالته يعفل الله به ما
يشاء " (1). ومنها: ما رواه أيضا فيه، باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت
إلى الملائكة والأنبياء والرسل (عليهم السلام)، بالإسناد، عنه، عن ضريس، قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن لله عز وجل علمين، علم مبذول، وعلم مكفوف، فأما
المبذول فإنه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل إلا نحن نعلمه، وأما المكفوف فهو
الذي عند الله عز وجل في ام الكتاب، إذا خرج نفذ " (2). ومنها: ما رواه أيضا فيه،
باب النص على الأئمة واحدا فواحدا بالإسناد، عنه، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كنت عنده جالسا، فقال له رجل: حدثني عن ولاية علي
(عليه السلام)، أمن الله، أو من رسوله ؟ فغضب، ثم قال: " ويحك، كان رسول الله (صلى
الله عليه وآله) أخوف لله من أن يقول ما لم يأمره به الله، بل إفترضه، كما أفترض
الله الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج " (3). أقول: والحديث يشير إلى ما في روايات
كثيرة ربما تبلغ حد التواتر، أو تزيد من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " بني
الإسلام على خمس، الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية. ومنها: ما رواه أيضا في
باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين (عليه السلام)، في
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 187 / ح 11. 2 - الكافي: ج 1 / ص 255 / ح 3. 3 -
الكافي: ج 1 / ص 289 / ح 5. (*)
________________________________________
[ 362 ]
[ الوشاء، من زهاد أصحابنا (1)، ] الصحيح بطريقين، عنه، عن يحيى بن معمر
العطار، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله) في مرضه الذي توفي فيه: إدعوا إلي خليلي، فأرسلتا إلى أبويهما،
فلما نظر إليهما رسول (صلى الله عليه وآله) أعرض عنهما. ثم قال: ادعوا إلي خليلي،
فأرسل إلى علي (عليه السلام) فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه، فلما خرج لقياه، فقالا
له: أحدثك خليلك ؟ فقال: حدثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب " (1). قلت: وقد أخرج
أصحابنا، وغيرهم روايات تزيد على حد التواتر، في تعليم رسول الله (صلى الله عليه
وآله) عليا (عليه السلام)، عند وفاته ألف باب علم ينفتح من كل باب ألف، مع ألفاظ
وطرق، جمعناها في محله. وأخبار جعفر بن بشير في أمر الولاية ومعرفة آل محمد (عليهم
السلام)، والتبري من أعدائهم كثيرة، نكتفي بذلك إشارة. 4 - زهد جعفر بن بشير (1) قد
اكتفى الماتن في مدح جعفر بن بشير بخصاله الحميدة، وفعاله الجميلة بثلاثة أولها
زهده، وأعراضه عن الدنيا، فلم يبع آخرته بدنياه، ولزم آل محمد (عليهم السلام) حينما
باع غيره آخرته بدنياه، واتبع ولاة الجور وأهله، وترك آل محمد (صلوات الله عليهم).
وتشهد بزهده سيرته، ورواياته. فروى عن عيسى الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد
الله (عليه السلام)، قال: " أربعة لا تجوز في أربعة، الخيانة، والغلول، والسرقة،
والربا، لا تجوز في حج، ولا عمره، ولا في جهاد، ولا صدقة ".
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 296 / ح 4. (*)
________________________________________
[ 363 ]
[ وعبادهم (1)، ونساكهم (2)، ] رواه الشيخ التهذيب، والكليني في الكافي
(1) في الصحيح، عن جعفر بن بشير. وقد روى مشايخنا هذا الحديث بطرق وألفاظ متقاربة.
5 - كثرة عبادة جعفر بن بشير (1) قد عقب الماتن مدح جعفر بن بشير، الذي مدحه بأنه
من زهاد أصحابنا، بقوله: وعبادهم، فإن الشغل والاهتمام بالدنيا يمنع عن ذكر الله
تعالى وعبادته كما قال الله تعالى: * (يا أيها الذين لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم
عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون) * (2)، وفيما رواه الكليني في اصول
الكافي، باب العبادة، في الصحيح، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: " في التوراة مكتوب: يا ابن آدم تفرق لعبادتي أملأ قلبك غنى، ولا أكلك إلى
طلبك، وعلي أن أسد فاقتك، وأملأ قلبك خوفا مني، وإن لا تفرغ لعبادتي، أملأ قلبك
شغلا بالدنيا، ثم لا أسد فاقتك، وأكلك إلى طلبك " (3). 6 - نسوك جعفر في عبادته (2)
إن النسوك لجعفر وهو التزهد، والتعبد، والتقشف في الطاعة،
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 368 / ح 1063، الكافي: ج 5 / ص 124 / ح 2. 2
- 3 - الكافي: ج 2 / ص 83 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 364 ]
[ وكان ثقة (1)، ] والتقرب إلى الله تعالى، والتحبب له، والخلوص في
النية، والصفاء من كل دنس من الشرك، وطاعة لغير الله تعالى حتى في كيفية العبادة،
من عظيم المدائح، كما أن كثرته وشدته، على ما دلت عليها صيغة المبالغة (ونساكهم)،
مدح آخر له. وفيما رواه الكليني في اصول الكافي في باب العبادة، عن عيسى بن عبد
الله، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما العبادة ؟ قال: " حسن النية
بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها... "، الحديث. وفيما رواه أيضا عن هارون بن
خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث أنحاء العبادة والعباد: " وقوم
عبدوا الله عزوجل حبا له، فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة " (1). قلت: ومن
شواهد كثرة زهد جعفر بن بشير، وعبادته، ونسكه، الوثوق العام به، كما يأتي، ومسجده،
وتحري الإمامية بالصلاة فيها مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها. 7 - وثاقة جعفر
بن بشير وجلالته (1) ويأتي ذكر شاهد وثاقته، وهو روايته عن الثقات، ورواية الثقات
عنه. وقال الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر 131): جعفر بن بشير البجلي ثقة، جليل القدر،
له كتاب....
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 84 / ح 5. (*)
________________________________________
[ 365 ]
[ وله مسجد بالكوفة، باق في بجيلة إلى اليوم، وأنا وكثير من أصحابنا إذا
وردنا بالكوفة نصلي فيه، مع المساجد التي يرغب في الصلوة فيها (1). ومات جعفر رحمه
الله بالأبواء (2)، ] 8 - ترغيب الصلاة في مسجد جعفر بن بشير (1) فروى الكليني،
والشيخ، والصدوق وغيرهما في الصحيح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
قال: " إن بالكوفة مساجد ملعونة، ومساجد مباركة، فأما المساجد المباركة... "،
الحديث (1). قلت: قد ذكرنا مسجد جعفر بن بشير في باب المساجد المباركة التي يرغب في
الصلاة فيها. 9 - وفاة جعفر ومدفنه (2) قال الحموي في معجم البلدان: والأبواء قرية
من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة، مما يلي ثلاثة وعشرون ميلا،
وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب ام النبي (صلى الله عليه وآله) (2). وفي التاريخ الصغير
للبخاري: إن أول غزوة غزاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالأبواء (3).
________________________________________
1 - الكافي: ج 3 / ص 489 / ح 1. 2 - معجم البلدان: 3 - التاريخ الصغير:
(*)
________________________________________
[ 366 ]
[ سنة ثماني ومائتين (1). ] وروى الكليني (1) إن الحسين بن علي (عليهما
السلام) نزل بالأبواء، ومعه عبد الرحمان بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه
السلام)، و عبد الله وعبيد الله ابني العباس، و عبد الله بن جعفر. وبه توفي عبد
الرحمان، وغسل، وكفن، وهو محرم. قلت: وبالأبواء نزل الإمام الصادق أبو عبد الله
جعفر بن محمد (عليهما السلام). وبالأبواء إجتمع جماعة من بني هاشم مع عبد الله بن
الحسن بن الحسن، وابناه محمد وإبراهيم مع المنصور الدوانيقي (لعنه الله). ذكره أبو
الفرج في مقاتل الطالبين (2). وبالأبواء ولد الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه
السلام)، يوم الأحد لسبع خلون من صفر ثمان وعشرين ومائة، كما في مناقب ابن شهر آشوب
(3). وقد أحصينا الوقايع التاريخية التي وقعت بالأبواء في " الأماكن المتبركة بآل
محمد صلوات الله عليهم ". وتقدم عن الكشي: (ومات في طريق مكة). وأيضا: (مات
بالأبواء). 10 - تاريخ وفاة جعفر بن بشير (1) وذلك بخمس سنين بعد وفاة الإمام أبي
الحسن الرضا (عليه السلام) سنة ثلاثة ومائتين. وكانت وفاته عام وفاة السيدة
الكريمة، صاحبة المناقب الجسيمة
________________________________________
1 - الكافي: ج 4 / ص 368 / ح 3. 2 - مقاتل الطالبيين: 3 - مناقب آل أبي
طالب: (*)
________________________________________
[ 367 ]
[ كان أبو العباس بن نوح يقول: كان يلقب قفحة العلم (1). ] نفيسة بنت
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، صاحبة المشهد الكبير
المفخم الشهير بمصر، دخلت إليها مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق (عليه السلام).
وقيل: بل مع أبيها الحسن، وكانت نفيسة من النساء الصالحات. هكذا ذكره اليافعي في
مرآة الجنان (1) في وقايع سنة ثمان ومائتين. 11 - زهور جامعية جعفر بن بشير في
العلوم (1) إن تلقب جعفر بقفحة العلم، يدل على ظهور له، وزهور جامعيته في العلوم
كالزهور للنباتات، وقد إختلفت كلمة (قفحة) ضبطا - بالقاف، ثم الفاء، ثم الحاء، ثم
التاء - كما في النسخة المصححة عندنا، وأيضا بالفاء، ثم القاف، كما في نسخة، وفي
مجمع الرجال للقهپائي عن النجاشي، وفي الخلاصة عن النجاشي: (وكان يعرف بفقه العلم،
لأنه كان كثير العلم) (2). وفي رجال ابن داود أيضا عنه (كان ملقبا بقفة العلم) (3).
وفي القاموس: القفيحة: الزبدة تحلب عليها الشاة. وأيضا، الفقحة: من كل نبت زهرة،
كالفقحة، ومن النساء، الحسنة الخلق. وأيضا: القفية، كفتية: المزية تكون لك على
الغير، والأسم القفوة، والقفى، وفلانا يأمر، آثرته به (4). قلت: إن روايات جعفر بن
بشير في الأصول، والفروع، والسنن والآداب،
________________________________________
1 - مرآة الجنان: ج 2 / ص 43. 2 - خلاصة الأقوال: 3 - كتاب الرجال لابن
داود: 4 - القاموس المحيط: (*)
________________________________________
[ 368 ]
[ روى عن الثقات (1)، ] والتفسير، وغيرها، تشهد له بالزهور العلمي،
والجامعية، والمزية، والخلوص عن الشواذ. 12 - وثاقة عامة مشايخ حديث جعفر بن بشير
(1) إن تخصيص رواية جعفر بن بشير البجلي عن الرجال، بالثقات منهم، بقرينة:
(الثقات)، مدح عظيم له، فإن ساير الرواة، قد رووا عن الرجال الثقات، وعن غيرهم.
وهذا توثيق عام لهم من شيخنا النجاشي الثقة الأمين الخبير بالروايات والرواة،
والاصول والمصنفات، فمن لم تصل إلينا ترجمته، وثبتت بطريق معتبر رواية جعفر بن بشير
عنه، لحكمنا بوثاقته بهذا التوثيق، وقد حققنا في كتابنا (قواعد الرجال) إعتبار
التوثيقات العامة، منه ومن الشيخ، ومن الكشي، والصدوق وغيرهم، من الأعلام الثقات
كتوثيقاتهم، خصوصا للآحاد. وقد جمعنا هناك أسماء من شهد الأعلام بروايته عن الثقات،
كما أحصينا من روى جعفر بن بشير عنه، من الثقات المصرحين بالوثاقة، ومن روى عنه،
ممن لم يصرح بشئ، ومن روى عنه من المطعونين. ودفعنا هناك بتفصيل الشكوك في روايته
عن الثقات، لأجل الوقوف على رواية له عن المطعون، وقد مر في الجزء الأول من هذا
الشرح، في التوثيقات العامة، ومن روى عن الثقات، فصول حسنة، فليراجع، كما التزم
النجاشي الماتن ترك الرواية، على اصول الرواية والحديث، عن كل من ورد فيه وجه من
الطعن، وإن حكى عنهم شيئا لا بصورة (أخبرنا، حدثنا). كما تقدم في الجزء الأول في
ذكر مشايخه (1).
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 109 - 123. (*)
________________________________________
[ 369 ]
[ ورووا عنه (1). له كتاب المشيخة (2) مثل كتاب الحسن بن ] 13 - رواية
الثقات عن جعفر بن بشير (1) إن رواية الثقات خاصة، دون غيرهم عن جعفر بن بشير مدح
أعظم من المدح بروايته عن الثقات، فقد ثبت الثاني لغيره، كما تقدم، ويثبت بإخباره
عن تركه الرواية عن غير الثقات، وتخصيصه الرواية بمشايخه الثقات، وبالاستقراء،
وغيره، وأما رواية الثقات عنه، فبإخباره بتخصيص التحديث بمن عرفه بالوثاقة، فحسب،
حتى إذا نسب المطعون رواية إليه يكذب بقول جعفر فيمن حدثه بصورة عامة، وإلا فيمكن
إسناد الكذاب أو المطعون رواية إلى جعفر بن بشير. ولذا ترى بعض أصحابنا يوثق بعض
المهملين من رواة الحديث بالوقوف على رواية له عن جعفر بن بشير، بالعموم المذكور في
المتن: (ورووا عنه). وفي توثيق من أخذ، وروى عن جعفر بن بشير، بهذا التوثيق العام
في كلام النجاشي، إشكال من وجوه، ذكرناها في " قواعد الرجال " وفي غيره، وخاصة مع
الوقوف على روايات جماعة من المطعونين، عن جعفر بن بشير. وقد مرت الإشارة إلى ذلك
في الجزء الأول (1) في التوثيقات العامة. 14 - مصنفات جعفر بن بشير والطرق إلى
رواياته (2) لتفسير المشيخة وجوه، ذكرناها في كتاب وضعناه في المشيخة، وقد ذكرنا
فيه فصولا مهمة ومنها ذكر من صنف كتابا بعنوان المشيخة.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 109. (*)
________________________________________
[ 370 ]
[ محبوب (1)، إلا أنه أصغر منه، وكتاب الصلاة، وكتاب المكاسب، وكتاب
الصيد، وكتاب الذبائح. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، عن أحمد بن محمد بن سعيد،
قال: حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن بشير. وله نوادر، رواها
ابن أبي الخطاب الزيات. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن الزراري، عن الحميري، عن ابن
أبي الخطاب، بسائر كتبه (2). ] (1) قد مرت ترجمة الحسن بن محبوب في الجزء الثاني
(1) من هذا الشرح بتفصيل، وذكر المشيخة، والتحقيق في ذلك في بحوث، فليراجع. (2)
طريق النجاشي إلى المشيخة صحيح، وكذا إلى النوادر، وسائر كتب جعفر بن بشير. وقال
الشيخ في الفهرست: له كتاب. أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار والحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير.
وله كتاب ينسب إلى جعفر بن محمد (عليهما السلام)، رواية علي بن موسى الرضا (عليهما
السلام). قلت: طريقه إليه صحيح. وللشيخ في التهذيبين وغيرهما طرق أخر إلى جعفر بن
بشير. وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن جعفر بن بشير، فقد رويته، عن أبي
(رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 (*)
________________________________________
[ 371 ]
[ - جعفر بن محمد بن سماعة: بن موسى بن رويد بن نشيط الحضرمي (1)، ]
جعفر بن بشير البجلي (1). قلت: طريقه صحيح. وللصدوق في كتبه إلى جعفر بن بشير طرق،
ذكرناها في محله. وقد روى الحميري في قرب الإسناد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عنه. كما روى المفيد في كتبه بطرق، عن جماعة، عن جعفر بن بشير، منهم: محمد بن جمهور
(العمي)، كما في الأمالي (2)، والربيع، كما في الإختصاص (3). 1 - نسب جعفر بن محمد
بن سماعة (1) تقدمت في الجزء الأول ترجمة لأخيه الحسن بن محمد بن سماعة أبي محمد
الكندي الكوفي، الفقيه الثقة الصيرفي، النازل في كندة، الحضرمي، وفيها ما ينفع
المقام، كثيرا. وتأتي لأبيه ترجمة بعنوان: محمد بن سماعة بن موسى بن رويد بن نشيط
الحضرمي، مولى عبد الجبار بن وايل بن حجر أبو عبد الله، والد الحسن، وإبراهيم،
وجعفر، وجد معلى بن الحسن. وكان ثقة في أصحابنا، وجها. له كتاب....
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 2 - الأمالي للمفيد: 3 - الاختصاص:
(*)
________________________________________
[ 372 ]
[ مولى عبد الجبار بن وائل الحضرمي (1)، حليف بني كندة ] وأيضا لجده (ر
1119) بعنوان: معلى بن موسى الكندي، كوفي. ثقة. عين. هو جد الحسن بن محمد بن سماعة،
وإبراهيم أخوه. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). وأيضا ترجمة مفصلة لسماعة (ر
517) هكذا: سماعة بن مهران بن عبد الرحمان الحضرمي مولى عبد بن وايل بن حجر
الحضرمي.... قلت: ويظهر من ذكر نسب بني سماعة في هذه المواضع سقط (المعلى بن موسى)
من النسخ، أو من باب النسبة إلى الجد، كالنسبة إلى الجد في الحسن بن سماعة، وجعفر
بن سماعة في كتب الشيخ وغيره، وهي غير عزيزة، فتوهم تعدد جعفر بن سماعة، وجعفر بن
محمد بن سماعة واه، قد حققنا ذلك في " الطبقات الكبرى " و " أخبار الرواة ". وقال
ابن حجر في لسان الميزان: جعفر بن سماعة، روى عن جعفر الصادق (عليه السلام)، ذكره
الطوسي في رجال الشيعة (1). 2 - نسبة جعفر وولائه (1) هذا مدح لبني سماعة بنسبتهم
ولاءا، إلى وائل بن حجر الحضرمي، بقية أبناء الملوك الذي وفد على رسول الله (صلى
الله عليه وآله) طائعا راغبا في الله ورسوله، ثم وقع موقع كرامته، وكان مع أمير
المؤمنين (عليه السلام) بصفين. قال الذهبي في الكاشف: عبد الجبار بن وائل بن حجر
الحضرمي الكوفي، عن أبيه، وأخيه علقمة. وعنه (محمد) ابن حجادة، ومسعر. قال ابن
معين: ثقة،
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 115 / ر 472. (*)
________________________________________
[ 373 ]
[... ] لم يسمع من أبيه. وقال غيره: سمع. توفي سنة 112 (1). وقال ابن
حجر في تقريب التهذيب: عبد الجبار بن وائل بن حجر، بضم المهملة، وسكون الجيم، ثقة،
لكنه أرسل عن أبيه، من الثالثة. مات سنة إثنتى عشرة (2). وقال أيضا فيه: وائل بن
حجر، بضم المهملة، وسكون الجيم، ابن سعد بن مسروق الحضرمي، صحابي جليل. وكان من
ملوك اليمن، ثم سكن الكوفة. مات في ولاية معاوية (3). وأيضا فيه: وائل بن علقمة، عن
وائل بن حجر، وعنه عبد الجبار بن وائل، صوابه: عن عبد الجبار، عن علقمة بن وائل، عن
أبيه (4). وقال ابن عبد البر في الاستيعاب في وائل الحضرمي: روى عنه كليب بن شهاب،
وابناه علقمة، و عبد الجبار، ابنا وائل بن حجر، ولم يسمع عبد الجبار عن أبيه، فيما
يقولون، بينهما وائل بن علقمة. وقال ابن الأثير في اسد الغابة أيضا في أبيه وائل:
وروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) أحاديث. روى عنه ابناه: علقمة، و عبد الجبار.
وقيل: إن عبد الجبار: لم يسمع من أبيه. وروى عنه كليب بن شهاب الجرمي، وام يحيى
زوجته، وغيرهما (5).
________________________________________
1 - الكاشف: ج 2 / ص 148 / ر 3125. 2 - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 466 / ر
795. 3 - تقريب التهذيب: ج 2 / ص 329 / ر 18. 4 - تقريب التهذيب: ج 2 / ص 329 / ر
20. 5 - اسد الغابة:، تاريخ بغداد: (*)
________________________________________
[ 374 ]
[... ] قلت: وذكر نحو ذلك الخطيب في تاريخ بغداد، وغيره يطول ذكر
كلماتهم. ثم إن وائل الحضرمي كان من الصحابة والوافدين على رسول الله (صلى الله
عليه وآله)، أحسن وفود، فوقع موقع كرامته، ذكروه فيهم، وذكرناه في " طبقات الصحابة
"، وفي " أخبار الرواة " بتفصيل أحواله. فقال الشيخ في أصحابه (ص 31 / ر 4): وائل
بن حجر. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر
الحضرمي، يكنى أبا هنيدة. كان قيلا من أقيال حضرموت. وكان أبوه من ملوكهم، وفد على
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأسلم. ويقال: إنه بشر به رسول الله (صلى الله
عليه وآله) قبل قدومه، وقال: " يأتيكم وائل بن حجر، من أرض بعيد من حضرموت، طائعا
راغبا في الله ورسوله، وهو من بقيه أبناء الملوك ". فلما دخل عليه رحب به، وأدناه
من نفسه، وقرب مجلسه، وبسط له ردائه، فأجلسه عليه مع نفسه على مقعدة، وقال: " اللهم
بارك وائل، وولده، وولد ولده " (1). واستعمله النبي (صلى الله عليه وآله) على أقيال
من حضرموت، وكتب معه بثلاثة كتب، منها إلى المهاجر بن أبي امية، وكتاب الأقيال،
والمباهلة، وأقطعه أرضا. وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان، فخرج معاوية راجلا معه،
ووائل بن حجر على ناقته راكبا، فشكى إليه معاوية حر الرمضاء، فقال له: إنتعل ظل
الناقة، فقال له معاوية: وما يغني ذلك عني، لو جعلتني ردفك ! فقال وائل: اسكت، فلست
من أرداف الملوك.
________________________________________
1 - الاستيعاب: ج 3 / ص 605 / ر (*)
________________________________________
[ 375 ]
[... ] وعاش وائل بن حجر حتى ولى معاوية الخلافة، فدخل عليه وائل بن حجر
فعرفه معاوية، وذاكره بذلك. ورحب به، وأجازه لوفوده عليه، فأبى من قبول جائزته
وحبائه. وأراد أن يرزقه، فأبي من ذلك، وقال: يأخذه من هو أولى مني فإني في غنى
عنه.... وقال في اسد الغابة: وائل بن حجر (إلى آخر نسبه الذي تقدم عن الاستيعاب،
وقال): قاله أبو عمرو. ثم ذكر قولين آخرين في نسبه، يطول بذكره، وذكرناه في "
الطبقات الكبرى " و " أخبار الرواة ". ثم قال: كان قيلا من أقيال حضرموت، وكان
أبوهم من ملوكهم (1). ثم ذكر ما تقدم عن الاستيعاب، بزيادة وتفصيل. وذكره الخطيب
نحوه في تاريخ بغداد - إلى أن قال: - ونزل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الكوفة، وأعقب بها. وورد المدائن في صحبة علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين خرج
إلى صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ. ذكر ذلك أبو البختري القاضي عن رجاله الذين
ساق عنهم خبر صفين، وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، بالإسناد الذي قدمناه
عنه. وقد روى وائل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدة أحاديث. وحدث عنه علقمة و
عبد الجبار وابناه، وكليب بن شهاب الجرمي. وقال الراوندي في الخرائج والجرائح في
معجزات رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومنها أن وائل بن حجر قال: جائنا ظهور محمد
(صلى الله عليه وآله) وأنا في ملك عظيم. فرفضت ذلك، وآثرت الله ورسوله، وقدمت عليه.
فأخبرني أصحابه أنه بشرهم بي، قبل قدومي بثلاث، فقال: " هذا وائل بن حجر قد أتاكم
من أرض بعيدة ". فلما قدمت عليه أدناني،
________________________________________
1 - اسد الغابة: ج 5 (*)
________________________________________
[ 376 ]
[... ] وبسط لي ردائه، فجلست عليه. فصعد المنبر فقال: " هذا وائل بن حجر
أتانا راغبا في الإسلام، طائعا، بقية أبناء الملوك، اللهم بارك في وائل وولده، وولد
ولده " (1). وقال ابن أبي الحديد في الشرح على نهج البلاغة: أتى وائل بن حجر النبي
(صلى الله عليه وآله)، فأقطعه أرضا، فأمر معاوية أن يمضي معه فيريه الأرض، ويعرضها
عليه، ويكتبها له. فخرج مع وائل في هاجرة شارية، ومشى خلف ناقته، فأحرقته الرمضاء،
فقال: أردفني ؟ قال: لست من أرداف الملوك. قال: فادفع إلي نعليك. قال: ما بخل
يمنعني يا ابن أبي سفيان ؟ ولكن أكره أقيال اليمن، إنك لبست نعلي، ولكن أمش في ظل
ناقتي، فحسبك بذاك شرفا. ويقال: إنه عاش حتى أدرك زمن معاوية، فأجلسه معه على سريره
(2). قلت: إن لوائل الحضرمي في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبار، ذكرناها
في محله، ولكنه له من بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانقلاب الناس،
أخبار غير محمودة غير ما كان من أخباره مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في مروره
على المدائن إلى صفين، وأيام حرب صفين، مما تقدم ذكرها: فمنها: ما قد ذكر له في
أخبار حرب القادسية وعمر بن الخطاب مع الأعاجم، وقد عد من أشراف الكوفة الذين كانوا
مع النعمان قائد جيشه. ذكره الطبري في تاريخه (3) في وقائع سنة 21.
________________________________________
1 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 60 / ح 102. 2 - شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد: ج 19 / ص 352. 3 - تاريخ الطبري: ج 4 / ص 129 / وقايع سنة 21. (*)
________________________________________
[ 377 ]
[... ] ومنها: اخباره في قصة بسر بن أرطاة، الذي بعثه معاوية في جيش
كثيف لقتل أهل الحرمين واليمن وكل من كان من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)،
ذكره ابن أبي الحديد في الشرح. ومنها: أخباره مع زياد بن أبيه في أيام ولايته، ذكره
الطبري في تاريخه (1). ومنها: إستشهاد زياد لعنه الله على حجر بن عدي من خواص أمير
المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه، ينفذ أمر قتلهم، من جماعة هو أحدهم. وعد وائل بن
حجر في هؤلاء الشهود، كما ذكره الطبري في تاريخه (2) في وقايع سنة 51. فكلها تدل
على إنحرافه عن الإمام وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله). ولقد عده ابن أبي
الحديد في المنحرفين عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال في ذكر المنحرفين
عنه (عليه السلام) في الشرح: وممن فارقه وائل بن حجر الحضرمي، وخبره مذكور في قصة
بسر بن أرطاة (3). وقد ذكر عقب وائل بن حجر الحضرمي في " أخبار الرواة " منهم: عبد
الله، وعلقمة ابنا وائل. قلت: ولعل في ذكر النجاشي ولاء بني سماعة إلى وائل بن حجر
الحضرمي هذا، وسوء عاقبته بإنحرافه عن وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إيماء إلى إنحراف بني سماعة بالوقف،
وخروجهم عن طاعة الأئمة من بعد الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام)، وسوء عاقبتهم
في أمر الإمامة، قدوة م
________________________________________
1 - تاريخ الطبري: ج 5 / ص 271 / وقايع سنة 51. 2 - تاريخ الطبري: ج 5 /
ص 271 / وقايع سنة 51. 3 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 / ص 94. (*)
________________________________________
[ 378 ]
[ أبو عبد الله (1) أخو أبي محمد الحسن (2) ] بالسلف ممن دانوا بولائهم،
والله العالم. وقد سبق في الحسن بن محمد بن سماعة عناده في الوقف، مع وثاقته في
النقل. 3 - كنيته (1) قد كناه النجاشي بأبي عبد الله، إما تكنية عامة للمسمين
بجعفر، تبعا للإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)، أو مع وجود
ولد له قد سمي بعبدالله، فكني به خصوصا، وربما يؤمى إليه قوله بعد ذلك: (وكان جعفر
أكثر من إخوته). وحينئذ التكنية بمثله، إما لكونه أكبر ولده سنا، أو شأنا ووجاهة. 4
- إخوته (2) إن تعريف الرجل بأخويه، يشعر بأوجهيتهما وأعرفيتهما منه بوجه. وقوله
فيه: (وكان جعفر أكثر من أخوته ثقة في حديثه) دل على أن الأعرفية لهم ليست لإجل
الوثاقة العامة عند أهل الحديث، ولا لكبر السن، فقد روى الحسن عن جعفر كثيرا كما
ستعرف، فلا يبعد حينئذ كون أعرفيتهم بالوقف، أو عند الواقفة خاصة. وقد تقدم من
النجاشي في أخيه الحسن: (من شيوخ الواقفة، كثير الحديث، فقيه، ثقة، وكان يعاند في
الوقف، ويتعصب، أخبرنا) وذكر القصة في أخبار الإمام الهادي (عليه السلام) يموت أحد
قواد السلطان ووقوعه، في حديث طويل، وفي آخره (فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده)،
فلاحظ (1).
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 (*)
________________________________________
[ 379 ]
[ وإبراهيم أبي محمد (1). ] (1) يظهر من كلام الماتن أن أبا محمد
إبراهيم بن محمد بن سماعة أيضا كان من المعروفين والثقات والرواة. كما يظهر من قول
جعفر بن سماعة للحسن: (يا بني)، علوه، فروى الشيخ في التهذيب في المطلقة ثلاثا على
غير السنة، عن الحسن بن محمد بن سماعة، قال: وسمعت جعفر بن سماعة، وسئل عن امرأة
طلقت على غير السنه ألي أن أتزوجها ؟ فقال: نعم. فقلت له: أليس تعلم إن علي بن
حنظلة روى إياكم والمطلقات ثلاثا على غير السنة، فإنهن ذوات أزواج ؟ فقال: يا بني،
رواية علي بن أبي حمزة أوسع على الناس. قلت: وأي شئ روى علي بن أبي حمزة ؟ قال: روى
عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال: " ألزموهم من ذلك ما ألزموه أنفسهم، وتزوجوهن
فإنه لا بأس بذلك " (1). 5 - الأئمة الذين أدركهم جعفر بن سماعة وروى عنهم قد أدرك
جعفر بن سماعة أبا عبد الله، وأبا الحسن الكاظم، وأبا الحسن الرضا (عليهم السلام).
وقد روى عن أبي عبد الله وعن أبي الحسن الأول (عليهما السلام)، ولم نقف على روايته
عن الرضا (عليه السلام)، ولعله لوقفه. وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام):
جعفر بن سماعة (2). وقال الشيخ أيضا في أصحابه (ص 165 / ر 70): جعفر بن سماعة.
وأيضا في
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 58 / ح 190. 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 33.
(*)
________________________________________
[ 380 ]
[... ] أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 346 / ر 8): جعفر بن سماعة واقفي.
وقال ابن حجر في لسان الميزان: جعفر بن سماعة، روى عن جعفر الصادق (عليه السلام).
ذكره الطوسي في رجال الشيعة (1). وروى الصدوق في كمال الدين باب أن الأرض لا تخلو
من حجة، عن شيخه محمد بن الحسن بن الوليد (رضي الله عنه)، عن محمد بن الحسن الصفار
وسعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري، جميعا قالوا: حدثنا محمد بن عيسى بن
عبيد، قال: حدثنا أبو القاسم الهاشمي، قال: حدثني عبيد بن نفيس الأنصاري، قال:
أخبرنا الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: "
نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) بصحيفة من السماء، لم
ينزل الله تبارك وتعالى من السماء كتابا مثلها قط قبلها ولا بعدها، مختوما فيه
خواتيم من ذهب ". فقال له: يا محمد، هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك ؟ قال: " يا
جبرئيل، ومن النجيب من أهلي " ؟ قال: علي بن أبي طالب، مره إذا توفيت أن يفك خاتما
منها، ويعمل بما فيه. فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فك علي (عليه
السلام) خاتما وعمل بما فيه، ما تعداه. ثم دفع الصحيفة إلى الحسن بن علي (عليهما
السلام)، ففك خاتما، وعمل بما فيه، ما تعداه. ثم دفعها إلى الحسين بن علي (عليهما
السلام) ففك خاتما، فوجد فيه: أن اخرج بقوم إلى الشهادة، لا شهادة لهم إلا معك.
وأشر نفسك لله عزوجل، فعمل بما فيه، ما تعداه. ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما
فوجد فيه: أطرق، وأصمت، وألزم منزلك واعبد ربك
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 115 / ر 472. (*)
________________________________________
[ 381 ]
[... ] حتى يأتيك اليقين. ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه:
أن حدث الناس وأفتهم، وانشر على آبائك، ولا تخافن أحدا إلا الله، فإنك في حرز الله،
وضمانه، وأمر بدفعها. فدفعها إلى من بعده، ويدفعها من بعده إلى من بعده إلى يوم
القيامة (1). قلت: قد وردت روايات كثيرة عن الأئمة المعصومين، عن أمير المؤمنين ومن
بعده (عليهم السلام)، في حديث اللوح والكتاب المختوم من السماء إلى رسول الله (صلى
الله عليه وآله)، بتفصيل رواها جماعة من أعيان الثقات من أصحابهم (عليهم السلام)
وقد جمعناها في كتاب مفرد، وقد حققنا هناك سنده ومتنه وساير البحوث فيه، وذكر من
رواه: منهم: زرارة بن أعين، رواه عن أبي جعفر (عليه السلام)، وسليم بن قيس الهلالي،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام). ومنهم أبو بصير، رواه عن أبي عبد الله (عليه
السلام). ومنهم معاذ بن كثير، عنه (عليه السلام). ومنهم يونس بن يعقوب رواه عنه.
ومنهم عبد الرحمان بن أبي عبد الله، عنه. وتفصيل ذكر الأئمة (عليهم السلام)، ومن
روى عنهم حديث نزول اللوح، والكتاب المختوم من السماء إلى رسول الله (صلى الله عليه
وآله) يخرجنا عن وضع الكتاب. 6 - مشايخ حديث جعفر بن سماعة ومن روى عنه قد روى جعفر
بن سماعة، عن جماعة من ثقات أصحاب الأئمة (عليهم السلام) منهم: العلاء بن رزين
القلاء الكوفي الثقة الجليل من أصحاب الصادق (عليه السلام) كما في باب القبلة من
التهذيب، عن الطاطري الثقة، عن جعفر بن سماعة، عن العلاء بن رزين.
________________________________________
1 - كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 382 ]
[... ] وفيه أيضا في ارث الحر والعبد (1). وروى الكليني في اصول الكافي
باب النهي عن القول بغير علم بإسناده، عن علي بن اسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير
واحد...، الحديث (2). وروى الصدوق في التوحيد (3) باب النهي عن الكلام، عن علي بن
اسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام).
ومنهم: العيص بن القاسم البجلي الكوفي، الثقة العين من أصحاب الصادق والكاظم
(عليهما السلام)، فروى الشيخ في التهذيب (4) الدعاء بين الركعات في شهر رمضان، عن
علي بن حاتم، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن صفوان بن يحيى، عن
جعفر بن سماعة، عن العيص بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ومنهم: داود بن
سرحان الكوفي، الثقة من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، فروى الشيخ في
التهذيب عن الكليني في الكافي، عن حميد، عن الحسن، عن جعفر بن سماعة، عن داود بن
سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المختلعة، قال: " عدتها عدة المطلقة... "،
الحديث، وأيضا في باب الوصي يدرك ايتامه من كتاب الوصايا (5). ومنهم: جميل بن دراج،
الثقة من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، المتوفى
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 45 / ح 143، وج 9 / ص 335 / ح 1209. 2 -
الكافي: ج 1 / ص 43 / ح 7. 3 - التوحيد: 4 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص 85 / ح 242. 5
- تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 136 / ح 473، الكافي: ج 6 / ص 144 / ح 6، وج 7 / ص 68 /
ذيل حديث 3. (*)
________________________________________
[ 383 ]
[... ] في أيام الرضا (عليه السلام)، فروى الكليني في الكافي كتاب
الطلاق باب الوقت الذي تبين منه المطلقة (1)، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن
جعفر بن سماعة، عن ابن بكير، وجميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
وغير ذلك. ومنهم: عبد الله بن بكير بن أعين، الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام)،
كما تقدم عن الكافي، وغير ذلك. ومنهم: آدم بياع اللؤلؤ، من أصحاب الصادق (عليه
السلام)، فروى في كتاب الوصايا من الكافي باب الوصي يدرك أيتامه، عن حميد، عن
الحسن، عن جعفر بن سماعة، عن آدم بياع اللؤلؤ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد
الله (عليه السلام). ورواه أيضا في التهذيب باب من الوصايا (2). ومنهم: أبان، الثقة
من أصحاب الصادق (عليه السلام)، كما في الكافي والتهذيب في الحوالات، وأيضا في
التهذيب في أحكام الطلاق (3)، غير ذلك مما يطول المقام، وذكرناه في " الطبقات
الكبرى ". ومنهم: إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي الكوفي، الثقة من أصحاب الصادق
والكاظم والرضا (عليهم السلام) روى الشيخ في التهذيب، عن الحسن بن محمد بن سماعة،
عن جعفر بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد في وقت المغرب. وأيضا في التهذيب في
بيع الواحد بالإثنين وأكثر (4).
________________________________________
1 - الكافي: ج 6 / ص 87 / ح 6. 2 - الكافي: ج 7 / ص 68 / ح 6، تهذيب
الأحكام: ج 9 / ص 184 / ح 741. 3 - الكافي: ج 5 / ص 104 / ح 4، تهذيب الأحكام: ج 6
/ ص 212 / ح 498، وج 8 / ص 58 / ح 188. 4 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 258 / ح 1027، ج
7 / ص 107 / ح 460. (*)
________________________________________
[ 384 ]
[... ] ومنهم: الحسن بن حذيفة بن منصور الهمداني الكوفي، من أصحاب
الصادق (عليه السلام)، فروى في الكافي والتهذيب (1)، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن
جعفر بن سماعة، عن الحسن بن حذيفة. ومنهم: محمد بن الحسن بن هارون، فروى الشيخ في
الغيبة فيما رواه الواقفة، قال: وروى جعفر بن سماعة، عن محمد بن الحسن، عن أبيه
الحسن بن هارون (2). ومنهم: عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعمي، الثقة الثقة،
العين، من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، الواقف، الملقب كرام الكوفي،
الخبيث في الوقف، كما ذكره الشيخ من رجاله. وروى في التهذيب عن الكليني في الكافي
(3)، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن جعفر بن سماعة وعلي بن خالد،
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن عمرو بن البراء عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في الطلاق ثلاثا. ومنهم: علي بن عمران السقاء، فروى الشيخ في التهذيب عن الكافي
(4)، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن علي بن
عمران السقاء، عن ربعي بن عبد الله، عن عبد االرحمان بن أبي عبد الله البصري، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، في طلاق الحبلى.
________________________________________
1 - الكافي: ج 7 / ص 150 / ح 4، تهذيب الأحكام: ج 9 / ص / ح 1209. 2 -
الغيبة للطوسي: ص 47 / ح 33. 3 - تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 53 / ح 170، الكافي: 4 -
تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 73 / ح 243، ج 6 / ص 82 / ح 10. (*)
________________________________________
[ 385 ]
[ وكان جعفر أكثر أخوته، ثقة في حديثه (1). ] قلت: هكذا في الكافي
والتهذيب الموجودين عندي، ولكن يأتي قول الماتن (ر 711): علي بن عمران الخزاز
الكوفي، المعروف بشفا، ثقة قليل الحديث، له كتاب. ومنهم: مثنى، كما في الكافي (1)
باب من المواريث في عدم ارث الزوجة من العقار، كما تقدم. وفي النسخة الجديدة (عن
الحسن بن حمد بن سماعة، عن عمه جعفر، عن مثنى، عن عبد الملك بن أعين، عن أحدهما)،
وفي النسخة القديمة كلمة (عمه) غير مذكورة، ولكن فيها: (مثنى بن عبد الملك). وليس
مثنى بن عبد الملك بن أعين مذكورا، ولا يبعد كون المثنى هو مثنى بن راشد الحناط أبو
الوليد الكوفي، الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام). وروى في الفهرست
كتابه، عن حميد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن مثنى بن راشد. ونحوه في رجال
النجاشي (ر). وقد عد المثنى من الرواة عن عبد الملك بن أعين. 7 - وثاقة جعفر بن
سماعة في الحديث (1) ظاهر قول الماتن: (جعفر أكثر من إخوته، ثقة في حديثه) أمران:
الأول: تعدد إخوته، لكن الذي يأتي منه في أبيه محمد بن سماعة قوله: (أبو عبد الله،
والد الحسن، وإبراهيم، وجعفر)، ولعله كان له ابن آخر كنى به، وهو عبد الله، لكن لم
أحضر له ولا لغيره ذكرا في الرجال، نعم ذكرنا علي بن سماعة، والحسن بن علي بن
سماعة، وغيرهم في " أخبار الرواة ". م
________________________________________
1 - الكافي: ج 7 / ص 129 / ح 9. (*)
________________________________________
[ 386 ]
[ واقف (1). له كتاب النوادر، كبير. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال:
حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن زياد، ] مثانيهما: وثاقة كل
إخوته. وهذا توثيق عام لهم، فمن ثبت أخوته لجعفر حكم بوثاقته، كما أن قول الشيخ في
بني سماعة توثيق عام لهم. قال: في القرائن الدالة على صحة الأخبار في جواز العمل
برواية كل ثقة في خبره: إذا كان متخرجا في روايته، موثوقا في أمانته، وإن كان مخطئا
في أصل الإعتقاد. فلأجل ما قلناه، عملت الطائفة بأخبار الفطحية، مثل عبد الله بن
بكير، وغيره، وأخبار الواقفة، مثل سماعة بن مهران، وعلي بن أبي حمزة وعثمان بن
عيسى، ومن بعد هؤلاء بما رواه بنو فضال، وبنو سماعة، والطاطريون... (1). قلت: وتشهد
لوثاقة جعفر بن سماعة، روايته عن الثقات الأعلام، كما أشرنا إليهم، ورواية الثقات
عنه. وقد مر في الحسن بن سماعة أنه: (فقيه، ثقة، وكان يعاند في الوقف، ويتعصب). 8 -
وقف جعفر بن سماعة في المذهب (1) قال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام): جعفر بن
سماعة واقفي. وتقدم عنه في عدة الاصول أن بني سماعة كلهم واقفة. قلت: ويؤيد وقفه في
المذهب روايته عن الواقفية، وروايتهم عنه، وإن كانوا ثقاتا في الحديث.
________________________________________
1 - عدة الاصول: (*)
________________________________________
[ 387 ]
[ قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن أخيه (1). - جعفر بن عبد الله رأس
المذري: ابن جعفر الثاني ابن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي ابن أبي طالب (عليه
السلام) (2) ] 9 - الطرق إلى كتاب جعفر بن سماعة، ورواياته (1) إن طريق النجاشي إلى
كتابه النوادر، موثق برجاله الثقات الواقفية. وله طرق إليه فيما رواه من مصنفات
الأصحاب، عنه، عنهم. وكذا الشيخ في الفهرست وفي ساير كتبه. وكذا الصدوق في المشيخة
وساير كتبه، ولم يفردوا لذلك طرقا إليه. (2) هو أبو عبد الله جعفر الثالث رأس
المذري، المحمدي الحنفي، العلوي أبا، والحسيني اما، المحدث بفارس، الكوفي. 1 - نسبه
أبا اتفق من ذكره من علماء النسب والرجال على ما ذكره في المتن في نسبه، وإن كان
ربما يظهر من بعضهم خلاف في ذلك. فقال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية، بعد
ذكر انقراض من لم يعقب من ولد محمد بن الحنفية: مضى من لم يعقب، من ولد ابن
الحنفية، العقب من جعفر بن محمد الأصغر. ويقال لولده: بنو رأس المذري. وكل المحمدية
من ولد
________________________________________
[ 388 ]
[... ] جعفر بن محمد. كثير من العلماء يتوقفون في عقب محمد بن محمد بن
علي (عليه السلام)، ولا يقولون عقب جعفر بن محمد الأصغر، ولكن نسب جعفر ابن رأس
المذري، لا نغمز فيه - إلى أن قال: - ونسب المحمدية لا يحتمل الأدعياء، لقلة عددهم
في البلاد، ولظهور أمرهم، ورجوعهم في النسب إلى رجل واحد. والمحمدية بقزوين:
الرؤساء. وبقم: العلماء. وبالري: السادة (إلى آخر كلامه). وقال أيضا بعده: وجعفر بن
عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي (عليه السلام)، روى عنه ابن
عقدة تفسير الباقر (عليه السلام). والمحمدية بالكوفة من ولد أبي يعلى حمزة بن علي
بن الحسين بن زيد بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي
(عليه السلام) (1). وذكر رجال نسبه وأولادهم بتفصيل. وقال ابن فندق البيهقي في لباب
الأنساب: ومحمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويقال لأولاده المحمديون،
والحنفيون (2). وقال في أنساب الفخري في أعقاب ابن الحنفية: وجعفر الثالث المحدث
بفارس، وإسحاق بفارس، بنو عبد الله الثاني ابن جعفر الأكبر الثاني، ابن أبي جعفر
عبد الله رأس المذري. وامه آمنة الكبرى.... وأبا جعفر الثالث المحدث، فله أولاد
معقبون.... أعقابهم بالكوفة، والأهواز، والموصل، واليمن... (3). وقال المجدي: وأما
عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية، وكان لام ولد،
________________________________________
1 - سر السلسلة العلوية: ص 85 و 86. 2 - لباب الأنساب: 3 - الأنساب
للفخري: ص 265. (*)
________________________________________
[ 389 ]
[ أبو عبد الله (1)، ] وروى الحديث. وقال الحسني، عن ابن خداع: يقال له:
رأس المذري. وهذا سهو، وسنذكر رأس المذري.... وجعفر الأعرج الثاني. وامه اميمة بنت
عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم
السلام). ولم يبق لأبيه اليوم عقب من غيره. وقال ابن خداع: امه امينة، وولد إثني
عشر ولدا، منهم ست بنات، هن: آمنة الكبرى، وآمنة، وزينب... (1). وذكر نسبه في
منتقلة الطالبية (2)، وغير هؤلاء من أصحاب كتب الأنساب من أراد أكثر من هذا
فليراجع. 2 - كنيته (1) قد كناه الماتن بأبي عبد الله. وقد سبقه جماعة ممن روى عنه،
كما فيما رواه المفيد في أماليه المجلس العاشر، عن شيخه أبي نصر محمد بن الحسين
المقري، عن أبي عبد الله الحسين بن عبيدالله الزراري، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر
بن عبد الله العلوي المحمدي، قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني (3). وأيضا في المجلس
السادس عشر، عن شيخه علي بن خالد أبي الحسن المراغي، عن الحسين بن محمد البزاز،
قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي، قال: حدثنا يحيى بن هاشم
الغساني (4).
________________________________________
1 - المجدي: ص 225. 2 - منتقلة الطالبية: ص 277. 3 - الأمالي للمفيد: 4
- الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 390 ]
[ امه آمنة بنت عبد الله [ عبيدالله ] بن الحسن بن علي بن الحسين (عليه
السلام) (1). ] وأيضا في السابع عشر، عن شيخه المقري المتقدم، عن أبي عبد الله
الحسين بن محمد البزاز، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي،
قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني. وأيضا في التاسع عشر (1). 3 - نسبه أما (1) قلت:
إتفقت نسخ النجاشي ونسخ من حكى عنه على ضبط (الحسن بن علي)، مع أن الصحيح بلا كلام
هو الحسين (الأصغر) بن علي بن الحسين (عليه السلام). وقال الفخري: وامه آمنة الكبرى
بنت الحسين الأصغر بن علي بن زين العابدين (عليه السلام)، وابن جعفر الأصغر، ابن
محمد بن الحنفية. وقال المجدي في أولاد الحسين الأصغر: وآمنة خرجت إلى بعض بني جعفر
الطيار، وآمنة الكبرى، وزينب... (2). قلت: ولم أحضر عاجلا ترجمة لآحاد رجال هذا
النسب، بل وعلى هذه النسبة دليلا واضحا، والله العالم. وقد ذكرنا ترجمة الحسين
الأصغر ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في " الطبقات الكبرى "، وفي " أخبار
الرواة "، وفي " الرواة العلويين ". وأيضا عبيدالله بن الحسين الأصغر، وجعفر بن
عبيدالله، و عبد الله بن الحسين الأصغر، وعلي بن عبيدالله بن الحسين، وعبيد الله بن
علي بن الحسين، وجعفر بن عبيدالله بن الحسين، وجعفر بن عبد الله بن الحسين، وغيرهم.
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - المجدي: ص 194. (*)
________________________________________
[ 391 ]
[... ] 4 - نسبته المحمدي قد عرفت التصريح بنسبته بالمحمدي من ألقابه في
كلمات علماء النسب، وغيرهم، كما وقع في الروايات، والطرق إلى مصنفات الأصحاب. وسنقف
على بعضها، لكونه من ولد محمد ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه
السلام)، المعروف بمحمد بن الحنفية. 5 - نسبته العلوي وقد لقب ونسب جعفر الثالث هذا
بالعلوي بإنتهاء نسبه أبا إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، دون الام إلى
سيدة النساء (عليها السلام)، فروى الشيخ في التهذيب في فضل الجهاد، عن أحمد بن محمد
بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله المحمدي العلوي وأحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن
العباس، عن إسماعيل بن إسحاق، ورواه الكليني في الكافي (1) أيضا. وروى المفيد في
الأمالي المجلس السادس، عن شيخه الجعابي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقدة الحافظ، قال: قال: حدثنا جعفر بن عبد الله، قال: حدثني أخي محمد بن عبد الله،
قال: حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن... (2). وأيضا في المجلس
العاشر، عن شيخه أبي نصر محمد بن الحسين البصير
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 123 / ح 216، الكافي: ج 5 / ص 4 / ح 6. 2 -
الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 392 ]
[... ] المقري، قال: حدثنا أبو عبد الله الأسدي، قال: حدثنا جعفر بن عبد
الله بن جعفر العلوي المحمدي، قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني... (1). وأيضا فيه
(2)، عن شيخه المتقدم، عن أبي عبد الله الحسين بن عبيدالله الزراري، قال: حدثنا أبو
عبد الله جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني. 6 -
نسبته الحنفي فروى المفيد في الأمالي، عن شيخه أبي نصر محمد بن الحسين المقري، عن
أبي عبد الله الحسين بن علي الرازي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحنفي، قال: حدثنا
يحيى بن هاشم السمسار (3). وروى الصدوق أيضا في الخصال (4) بإسناده عن أبي الحسن بن
أبي شجاع، عن جعفر بن عبد الله الحنفي، عن يحيى بن هاشم. قلت: النسب إلى محمد بن
الحنفية هو السبب للنسبة إلى الحنفي. 7 - نسبته رأس المذري ظاهر أكثر الكتب، ومواضع
ذكر (رأس المذري)، الضبط بالذال المعجمة
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - الأمالي للمفيد: 3 - الأمالي للمفيد: 4 -
الخصال: ص 43 / ب / ح 35. (*)
________________________________________
[ 393 ]
[... ] وفتح الميم نسبة إلى مكان، أو جبل. وجهة النسبة، والتلقيب غير
ظاهرة. وفي معجم البلدان: المذري جبل بأجا أحد الجبلين (1). وعن بعض النسخ: رأس
المذاري. وفي اللباب: المذاري، بفتح الميم والذال، وسكون الألف، وفي آخرها راء، هذه
النسبة إلى المذار، وهي قرية بأسفل أرض البصرة، ينسب إليها جماعة... (2). وقال في
معجم البلدان: والمذار في ميسان بين واسط والبصرة، وهي قصبة ميسان، بينها وبين
البصرة مقدار أربعة أيام، وبها مشهد عامر، كبير، جليل، عظيم، قد إنفق على عمارته
الأموال الجليلة وعليه الوقوف، وتساق إليه النذور، وهو قبر عبد الله بن علي بن أبي
طالب (عليه السلام)، ويقال: أن الحريري أبا محمد القاسم بن علي، صاحب المقامات قد
مات بها، وأهلها كلهم شيعة غلاة... (إلى أن ذكر جماعة ينسب إليها). وقد يتوهم إن
المذري من مذر، يمذر، مذرا، يقال: مذرت البيضة: إذا فسدت ومذرت نفسه: إذا فسدت
معدته وأكره الإختلاف إلى بيت الماء، لكن هذا مذموم من النبز في الألقاب والهمز
واللمز، ولا يذكر به من دونه، فكيف بمثل هذا العلوي الجليل. وفي مجمع البحرين
حكاية، أن المذرة: النورة. وهذا لا يناسب رأس المذري. وقد كان بدء النسبة إلى رأس
المذري هو عبد الله الثاني، والده، لما تقدم، وأيضا قول الشيخ في رجاله في أصحاب
الرضا (عليه السلام) في أبيه: (ص 384 / ر 64): م
________________________________________
1 - معجم البلدان: ج 5 / ص 89. 2 - لباب الأنساب: (*)
________________________________________
[ 394 ]
[ كان وجها في أصحابنا (1)، ] عبد الله الملقب برأس المذري، من ولد سلام
بن المستنير. 8 - لقبه المحدث ويأتي من الماتن (رحمه الله) التلقيب به في ترجمة
محمد بن الحسين الصائغ (ر 903): وصلى عليه المحدث المحمدي. وتقدم التلقيب له
بالمحدث من علماء الأنساب. 9 - وجاهة جعفر المذري في الإمامية (1) قلت: ربما تشهد
بوجاهة أبي عبد الله، جعفر الثالث، المحدث المحمدي العلوي، في الإمامية، امور:
منها: ما يأتي من الماتن (رحمه الله)، إذ قال في ترجمة محمد بن الحسين بن سعيد
الصايغ الكوفي المتوفي لإثنتا عشرة بقين من رجب سنة تسع وستين ومائتين: وصلى عليه
المحدث المحمدي، ودفن في جعفي. ومنها: أنه كان شيخا في الرواية، لآية الله تعالى في
الحفظ والرواية والحديث وساير العلوم، بإعتراف الفريقين: ابن عقدة الحافظ الهمداني
الكوفي الجليل، الذي خضع له أعلام الامة من الفريقين. وسيأتي من الماتن رواية كتب
جماعة عن ابن عقدة الحافظ، عن جعفر المحمدي هذا، عنهم: مثل سماعة بن مهران (ر 517)،
وجابر بن يزيد الجعفي (ر 332)، وزياد بن المنذر أبي الجارود (ر 448)، وتقدم عن أبي
نصر البخاري أيضا. وقال الشيخ في رجاله (ص / ر): جعفر بن عبد الله، روى عن
________________________________________
[ 395 ]
[ وفقيها (1)، وأوثق الناس في حديثه (2). ] الحسن بن محبوب. روى عنه ابن
عقدة. ومنها: رواية هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385 عنه، الذي قال الشيخ
فيه، في رجاله: جليل القدر، عظيم المنزلة، واسع الرواية، عديم النظير. روى جميع
الاصول والمصنفات. وقال النجاشي أيضا فيه: كان وجها في أصحابنا، ثقة معتمدا لا يطعن
عليه.... ومنها: سماعه وقراءاته وأخذه العلوم والمعارف والشريعة من أجلة أصحابنا
الإمامية، الذين أشار إليهم في المتن. 10 - فقاهة ابن رأس المذري الإمامية (1) إن
مدح شيخنا النجاشي العظيم الجليل في الطائفة، لمثل جعفر هذا، بأنه الفقيه في
أصحابنا، غير مخصص بالفقيه في عصرهم، مدح عظيم له. وتشير إليه رواياته، ومن روى
عنه، ومن روى عنهم. 11 - تفوق جعفر هذا في الوثاقة في الحديث عند الفريقين على ساير
الثقات (2) فإن مدح النجاشي له بقوله هذا فيه، مدح بليغ في الغاية، وتشهد لذلك
رواياته، ومن روى عنهم وروايتهم عنه. ثم إن تقييد النجاشي الأوثقية بالحديث، ربما
يوهم الوهن في المذهب، أو أمر آخر، إلا أن رواياته في فضائل آل محمد (عليهم السلام)
تنفي الوهم، مثل الخصائص
________________________________________
[ 396 ]
[ وروى عن أخيه محمد (1)، ] السبع التي أعطاها الله رسوله (صلى الله
عليه وآله) كما في أمالي المفيد، وفضائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) فيه أيضا
(1)، وغير ذلك مما يطول بذكره في المقام، وذكرناه في " أخبار الرواة ". 12 - أدبه
وتواضعه (1) وقد عظمت منزلة جعفر بن عبد الله بمكارم أخلاقه، وبروايته عن أخيه، عن
أبيه، وعن غيره، فروى المفيد في الأمالي عن شيخه العظيم محمد بن عمر الجعابي، عن
أبي أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله، قال: حدثني أخي محمد بن
عبد الله، قال: حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن محمد بن هلال
المذحجي، قال: قال لي أبوك جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): " إذا كانت لك حاجة
فاغد فيها، فإن الأرزاق تقسم عند طلوع الشمس... " (2). وقد ذكروا له اخوة، فقال في
الفخري في اعقاب ابن الحنفية: فإنتهى عقبه الذي لا خلاف فيه إلى ستة رجال، وهم:
علي، بالمدينة، يلقب (برغوث)، وقيل هو: العوية، وإبراهيم، بحران، وعيسى، بفسا،
والقاسم، بالمدينة، وامه محمدية، وجعفر الثالث المحدث، بفارس، وإسحاق بفارس، بنو
عبد الله الثاني، ابن جعفر الأكبر الثاني، ابن أبي جعفر عبد الله رأس المذري (3).
ثم إن قول الماتن: روى جعفر عن جلة أصحابنا، يدل على منزلة أخيه محمد بن عبد الله.
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - الأمالي للمفيد: 3 - الفخري: ص 165. (*)
________________________________________
[ 397 ]
[ عن أبيه عبد الله بن جعفر (1). وله عقب بالكوفة، والبصرة. وابن ابنه
أبو الحسن العباس بن أبي طالب علي بن جعفر (2). روى عنه هارون بن موسى (3). وروى
جعفر عن (4) ] (1) ذكر في عمدة الطالب (1) أن عبد الله روى الحديث، وامه مخزومية.
13 - عقبه (2) قد تقدم عن أبي نصر البخاري قوله: والمحمدية بالكوفة، من ولد أبي
يعلى حمزة بن علي بن الحسين بن زيد بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن
جعفر بن محمد بن علي (عليه السلام). وذكر المحمدية في ساير البلاد، كما تقدم. (3)
قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) (ص 480 / ر 24): العباس بن علي بن جعفر
بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، من ولد محمد بن
الحنفية، يكنى أبا الحسن. روى عنه التلعكبري، وقال: هو ولد ولد أبي عبد الله جعفر
بن عبد الله المحمد الذي يروي عن (عنه - ظ) ابن عقدة، وسمع منه سنة إثنتين وثلاثين
وثلاثمائة. وله منه إجازة. قلت: ورواية التلعكبري الثقة الجليل الذي لا يطعن عليه
في شئ، عنه تشعر بجلالته. 14 - مشايخ حديثه (4) قد روى جعفر بن عبد الله ابن رأس
المذري، عن جماعة كثيرة.
________________________________________
1 - عمدة الطالب: ص 354. (*)
________________________________________
[ 398 ]
[ جلة أصحابنا (1)، مثل (2) الحسن بن محبوب (3) ومحمد بن أبي عمير (4)،
والحسن بن علي بن فضال (5)، وعباس بن هشام (6)، وصفوان (7)، وابن جبلة (8). ] (1)
تخصيص مشايخ حديثه بجلة الإمامية وأجلة هذه الطائفة، شهادة بعدم روايته عن غير
الثقات والإجلة، وإلا فروايته عنهم وعن غيرهم، ليست ذات مزية وأهمية، فالحري عده
فيمن لا يروي إلا عن الثقات كما أشرنا إليهم في الجزء الأول من هذا الشرح (1)،
وفصلناه في كتاب مفرد. (2) التمثيل وذكر جماعة من أجلة الإمامية، يدل على أمرين:
أحدهما: منزلته في الحديث وروايته عن الثقات والأجلة. ثانيهما: طبقة جعفر هذا. (3)
المتوفى سنة 220 تقريبا، وهو من أصحاب الإجماع ومن أصحاب الصادق (عليه السلام). (4)
وهو أحد أعاظم الثقات وأصحاب الإجماع، ومن عرف بأنه لا يروي ولا يرسل إلا عن الثقة،
من أصحاب الصادق، والكاظم، والرضا، والجواد (عليهم السلام). (5) وهو من أجلة أصحاب
الرضا (عليه السلام) وثقاتهم، المتوفى سنة 224. (6) وهو الثقة الجليل الذي يأتي
ذكره (ر 741). (7) وهو الثقة الثقة العين من أصحاب الكاظم، والرضا، والجواد (عليهم
السلام)، ومن الوكلاء لهم، المتوفى سنة 210. ويأتي ذكره (ر 525). (8) وهو عبد الله
بن جبلة الثقة الفقيه المشهور المتوفى سنة 219، كما
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 110. (*)
________________________________________
[ 399 ]
[ قال أحمد بن الحسين رحمه الله: رأيت له كتاب المتعة (1)، ] في ترجمته
(ر 561). وقد روى جعفر هذا عن جماعة غير من ذكرهم النجاشي في المقام، وعن غيرهم،
وممن روى غيره، عنه، عنهم، مثل: يحيى بن هاشم السمسار الغساني، كما في أمالي المفيد
(1) كثيرا. وأخيه محمد بن عبد الله رأس المذري، كما في أمالي المفيد (2). وعلي بن
العباس. كما في الكافي، والتهذيب في فضل الجهاد (3). وسعدان بن سعيد، كما في أمالي
المفيد (4)، عن ابن عقدة الحافظ، عنه، عنه. وكثير بن عياش القطان، عن أبي الجارود
زياد بن المنذر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، كما في توحيد الصدوق تفسير حروف
الجمل، فروى عن شيخه محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني مولى بني
هاشم، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، قال: حدثنا كثير بن عياش القطان، عن أبي الجارود زياد بن
المنذر...، الحديث (5). 15 - تصنيفه والطريق إليه (1) قد صنف جماعة من أعلام
الطائفة من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) والرواة
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - الأمالي للمفيد: 3 - الكافي: ج 5 / ص 4 / ح 6،
تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 123 / ح 216. 4 - 5 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 400 ]
[ يرويه عنه أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمان الهمداني. وقد أخبرنا
جماعة، عنه (1). ] المتقدمين، كتبا مفردة في المتعة أو المتعتين، إهتماما بما أحله
الله تعالى وفرضه، من متعة النساء ومتعة الحج، وانكارا على من تجرأ على الله وعلى
رسوله بتحريمهما جهارا، قائلا: (متعتان في زمن رسول الله محللتان وأنا أحرمهما
واعاقب عليهما...). وذلك جهاد وجهود مشكورة من هؤلاء الأعلام، مع الشدة في وقتهم،
وما هم فيه من الظروف القاهرة، شكر الله تعالى سعيهم، فمنهم: إبراهيم بن محمد بن
سعيد الثقفي الكوفي الهمداني المقيم با صفهان والمتوفى سنة 283، الذي تقدمت ترجمته
في المجلد الأول (1). ومنهم: جعفر بن عبد الله بن رأس المذري، صاحب الترجمة. ومنهم:
الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، المتقدم ذكره (ر 73). ومنهم: الحسن بن علي بن
فضال الثقة، الجليل المتقدم ذكره (ر 72). ومنهم: الحسين بن عبيدالله السعدي المتقدم
ذكر (ر 86)، وغير هؤلاء ممن أحصيناهم في محله، ويطول ذكرهم. (1) طريق النجاشي إلى
كتاب جعفر بن عبد الله بن رأس المذري موثق كالصحيح. قلت: وقد روى النجاشي عن جعفر
بن عبد الله المحمدي هذا بإسانيده عن ابن عقدة، عنه، كتب جماعة من أصحابنا، عنهم،
منها: كتاب سماعة بن مهران الآتي (ر 517)، فرواه عن عدة، عن ابن عقدة، عن جعفر بن
عبد الله المحمدي، عن
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 283 / ر 19. (*)
________________________________________
[ 401 ]
[... ] عثمان بن عيسى، عنه. ومنها: كتاب تفسير جابر بن يزيد الجعفي
المتوفى سنة 128، الآتي ذكره (ر 332)، فرواه بإسناده عن ابن عقدة، عن جعفر بن عبد
الله المحمدي، عن يحيى بن حبيب الذراع، عن عمرو بن شمر، عن جابر. ومنها: كتاب تفسير
أبي الجارود زياد بن المنذر الآتي (ر 448). ومنها: كتاب حكم بن سعد الأسدي الناشري
الآتي (ر 353)، فرواه عن أحمد بن محمد بن هارون، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر
بن عبد الله المحمدي، عن عباس بن هشام أبي الفضل الناشري الأسدي الثقة الجليل، وكذا
كتاب أخيه مشمعل بن سعد. ومنها: كتب العباس [ عبيس ] بن هشام الناشري الأسدي، الثقة
الجليل، المتوفى سنة 220، فروى عن أبي عبد الله النحوي الأديب، عن أحمد بن محمد بن
سعيد، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عنه، في ترجمته (ر 741). ومنها: كتب محمد بن
علي بن إبراهيم بن موسى أبي سمية القرشي، فرواها عنه، عنه، عن جعفر بن عبد الله
المحمدي، عنه، بكتبه، في ترجمته (ر 897). كما قد روى الشيخ أيضا في الفهرست، كتب
جماعة من أصحابه، بطرقه عن ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي عنهم، مثل
الحسن بن محبوب الثقة الجليل من أصحاب الأجماع وأصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 47 /
ر 151) فروى جميع كتبه ورواياته بإسناده عنه، عن جعفر بن عبد الله، عن الحسن بن
محبوب. وتفسير زياد بن المنذر أبي الجارود (ص 72 / ر 293) بإسناده عن ابن عقدة، عن
أبي عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
________________________________________
[ 402 ]
[ - جعفر بن محمد بن يونس الأحول الصيرفي (1): مولى بجيلة. ] المحمدي،
عن كثير بن عياش القطان، عن زياد.... وكتاب عبد الله بن سنان الثقة في ترجمته (ص
101 / ر 423) في الصحيح، عن ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن الحسن بن
الحسين السكوني، عنه. 1 - نسبه ونسبته (1) ليس في ترجمة جعفر هذا ما يدل على نسبه،
ونسبته مع يونس بن يعقوب بن قيس الجلاب الدهني البجلي الكوفي الثقة من أصحاب الصادق
والكاظم (عليهما السلام) كما يأتي ترجمته، أو مع يونس بن عمار بن الفيض الصيرفي
التغلبي الكوفي أخي إسحاق من أصحاب الصادق (عليه السلام)، أو مع يونس بن رباط
البجلي الكوفي الثقة من أصحابه (عليه السلام)، أو يونس بن عمران بن ميثم التمار
الكوفي، أو يونس بن سعيد الأحول أخي يحيى وعم جعفر بن يحيى سعيد الأحول من أصحاب
أبي جعفر الجواد (عليه السلام). كما لم تظهر ترجمة محمد بن يونس والده، وأنه هل هو
محمد بن يونس الكوفي الثقة الذي عد من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، أو
محمد بن يونس بن عبد الرحمان الذي عد في أصحاب الرضا والجواد (عليهما السلام). وقد
ذكر الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام) جعفر بن يحيى بن سعد الأحول ابن أخت
الحسين بن سعيد الأهوازي، فلاحظ.
________________________________________
[ 403 ]
[ روى عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) (1). ] 2 - طبقته ومن أدرك من
الأئمة (عليهم السلام) (1) قال الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام) (ص 399 / ر 1):
جعفر بن محمد بن يونس الأحول، ثقة. وفي أصحاب الهادي (عليه السلام) (ص 412 / ر 6):
جعفر بن محمد بن يونس الأحول. وقال البرقي في أصحاب الجواد (عليه السلام) بعد ذكر
أصحابه الذين أدركوا أبا الحسن الأول والثاني (عليهما السلام): أصحاب أبي جعفر
الثاني (عليه السلام)، جعفر بن محمد بن يونس الأحول (1). وقال أبو عمرو الكشي في
الواقفة (ص / ر)، بعد روايات في ذمهم عن أبي الحسن الأول والثاني وأبي جعفر وأبي
الحسن الهادي (عليهم السلام): محمد بن الحسن البراني، قال: حدثني أبو علي الفارسي،
عن أحمد بن محمد البرقي، عن جعفر بن محمد بن يونس، قال: جائني جماعة من أصحابنا
معهم رقاع فيها جوابات المسائل إلا رقعة الواقفة، قد رجعت على حالها لم يوقع فيها
شئ. وقد ذكره ابن شهر آشوب، كما يأتي في ثقات الإمام أبي جعفر الجواد (عليه
السلام). وقال العلامة في الخلاصة: جعفر بن محمد بن يونس الأحول، من أصحاب أبي
الحسن الرضا (عليه السلام)، ثقة (2). وقال الأربلي في كشف الغمة فيما أخبر الرضا
(عليه السلام) به قبل وقوعه: وقال صاحب كتاب الدلائل عن جعفر بن محمد بن يونس، قال:
كتب رجل إلى
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 56. 2 - خلاصة الأقوال: (*)
________________________________________
[ 404 ]
[... ] الرضا (عليه السلام) يسأله مسائل، وأراد أن يسأله عن الثوب
الملحم يلبسه المحرم، وعن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنسي ذلك، وتلهف
عليه. فجاء جواب المسائل وفيه: " لا بأس بالإحرام في الثوب الملحم، واعلم إن سلاح
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فينا، بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور مع كل
عالم حيث دار " (1). ورواه في الوسائل في باب جواز الإحرام في الثوب الملحم، وأيضا
الراوندي في الخرائج في معجزاته (عليه السلام) عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن
يحيى، قال: كتبت كتابا إلى أبي الحسن (عليه السلام) ونسيت أن أكتب إليه، أسأله عن
المحرم، هل يلبس الثوب الملحم... (2) وروى حديث التابوت في اصول الكافي في كتاب
الحجة بطريقين صحيحين عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وأيضا الصفار في بصائر
الدرجات روايات (3). قلت: ورواية أحمد بن محمد بن عيسى، والبرقي من أصحاب الرضا
(عليه السلام)، عنه، تؤكد صحة روايته عنه (عليه السلام). 3 - مذهبه ووثاقته إن عد
الكشي والنجاشي والبرقي والشيخ وغيرهم، جعفر بن محمد بن يونس الأحول من مصنفي
الشيعة ورواتهم، بل وتوثيق الشيخ له في أصحاب
________________________________________
1 - كشف الغمة: ج 3، ص 92 2 - وسائل الشيعه: ج 9 / ص 121 / ح، الخرائج
والجرائح: ج 1 / ص 357 / ح 11. 3 - الكافي: ج 1 / ص 238 / ح 3 و 4، بصائر الدرجات:
ج 4 / ص 174 / ح (*)
________________________________________
[ 405 ]
[ روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى [ خالد ] (1). له كتاب نوادر. أخبرنا
ابن نوح، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن خالد،
قال: حدثنا جعفر، بنوادره (2). ] الجواد (عليه السلام) بلا تقيد بالحديث قائلا:
(ثقة)، دليل عدم إتهامه بوجه، لا في مذهبه، ولا في طريقته، ولا في حديثه، بل تظهر
من رواية الكشي المتقدمة منزلته. وقال ابن شهر آشوب في المناقب في ثقات الإمام
الجواد (عليه السلام): وكان بابه عثمان بن سعيد السمان. ومن ثقاته: أيوب بن نوح بن
دراج الكوفي، وجعفر بن محمد بن يونس الأحول (1). (1) رواية أحمد بن محمد بن عيسى،
والبرقي من أصحاب الرضا والجواد (عليهما السلام) تؤكد صحة روايته عن أبي الحسن
الرضا (عليه السلام). 4 - الطريق إلى كتابه ورواياته (2) طريق النجاشي إلى نوادره
لا يخلو عن كلام بابن بطة، تقدم. وقال الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر 138): جعفر بن
محمد بن يونس، له كتاب. أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن
أحمد بن محمد أبي عبد الله، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن يونس. قلت: الطريق فيه
كلام بابن بطة، كما تقدم، ويشهد بأن السقط في المتن هو: (عن أبيه محمد بن خالد).
وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن جعفر بن محمد بن يونس،
________________________________________
1 - مناقب آل أبي طالب: (*)
________________________________________
[ 406 ]
[ - جعفر بن إسماعيل المنقري (1): ] فقد رويته عن أبي (رضي الله عنه)،
عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن محمد بن يونس (1). قلت: وطريقه
صحيح. (1) النسبة إلى رجل منقر، له عيب، أونقب، أو اضطراب اللسان، أو صوت تزعج به
الفرس. ومن ذلك قول الفدكي المنقري: (أنا ابن مادية إذ حد النقر)، فأراد النقر
بالخيل. والمنقر بضم القاف كمنخل، الخشبة التي تنقر للشراب. وبفتحها كمنبر، المعول،
والخشبة المنقورة للشراب. وبكسرها، اللبن الحامض جدا، وأبو بطن من تميم، كما أن
العنبري بطن من تميم. وقد حققنا ذلك في " الأنساب ". وفي رواة الإمامية جماعة من
المنقريين التميميين الكوفيين أحصيناهم هناك. والظاهر حسب ما حققناه في " الأنساب "
والله العالم أن صاحب الترجمة هو جعفر بن إسماعيل بن محمد الورد التميمي المنقري
الكوفي، الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وذكرناه في طبقات أصحابه
من " الطبقات الكبرى ". وأن والده: إسماعيل بن محمد المنقري، الذي ذكره البرقي
والشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام)، وذكرناه في " طبقات أصحابه (عليه السلام) ".
وتحقيق أخبار رجال نسبه في " أخبار الرواة ". وقال ابن حجر في لسان الميزان: جعفر
بن إسماعيل المنقري، من رجال الشيعة. ذكره النجاشي، وله تصنيف، سماه النوادر، رواه
عنه حميد بن زياد (2).
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص / ر 95. 2 - لسان الميزان: ج 2
/ ص 110 / ر 448. (*)
________________________________________
[ 407 ]
[... ] وقال ابن الغضائري في محكي كلامه: جعفر بن إسماعيل المنقري،
كوفي، روى عنه حميد بن زياد، وابن رباح، وكان غاليا، كذابا (1). قلت: إن رواية حميد
بن زياد النينوائي الثقة، الخبير بالرواة والروايات، الوجه في أصحاب الحديث الذي
روى الاصول أكثرها، وكذا رواية ابن رباح الثقة، عن جعفر بن إسماعيل المنقري،
وسماعهما، وقرائتهما وأخذهما الحديث، عنه، تبعد كونه غاليا كذابا، وأهل عصره أعرف
به من ابن الغضائري المتأخر بكثير، وكيف يروي المعاريف الأجلة الثقات، ويسمعون،
ويقرؤن، ويحضرون، لأخذ الحديث من الغالي الكذاب، أو يخفي مذهبه، وكونه كذابا على
تلاميذه ؟ ! وفي تضعيفات ابن الغضائري لرواة الشيعة وخاصة لرواة فضائل آل محمد
المظلومين (صلوات الله عليهم أجمعين) أو لمطاعن الطغاة الخلفاء، الامراء الظالمين
مجاهرة، أخبار، وشجون، وهنبثه، فتدبر وتهنبس. أترى أن ابن الغضائري المكثر لتضعيف
رواة الشيعة وجد روايات كثيرة لجعفر هذا، وشاهد فيها الغلو، وكثرة الكذب، ولم تصل
شئ منها إلى مشايخ حديث الشيعة وأعلام الإمامية، فلم لم يذكرها أو رواية منها ؟ !
نعم روى الكليني، أعظم الإمامية قدرا في الحديث والرواية حديثا عنه، في فضل أبي
طالب سيد البطحاء وعم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمرا عظيما، يشهد لما رواه
الإمامية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن أبا طالب كان من الأوصياء. فروى في
الكافي باب أن أبا طالب (عليه السلام) عق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن
علي
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 408 ]
[... ] ابن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن أحمد بن
الحسن، عن أبي العباس، عن جعفر بن إسماعيل، عن إدريس، عن أبي السائب، عن أبي عبد
الله، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: " عق أبو طالب (عليه السلام)، عن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) يوم السابع، ودعا آل أبي طالب، فقالوا: ما هذه ؟ فقال: هذه
عقيقة أحمد، قالوا: لأي شئ سميته أحمد ؟ قال: سميته أحمد، لمحمدة أهل السماء والأرض
" (1). قلت: أولا يسر آل أبي سفيان، وآل مروان، وأعداء وآل محمد، بتضعيف مثل ابن
الغضائري لرواة الفضائل في آل محمد (عليهم السلام)، وخاصة لراوي فضل أبي طالب (عليه
السلام)، الذين أكثروا العدى بوضع أحاديث في كفره، وفي أنه في تابوت من النار، كل
ذلك بغضا لوالده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) زوج فاطمة بنت رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، سيدة النساء، وأبي الحسن والحسين (عليهما السلام)، وباب
مدينة علم رسول رب العالمين (صلى الله عليه وآله) ؟ وكيف تجرء أحمد بن الحسين بن
عبيدالله الغضائري على القول فيمن روى أبوه شيخ العصابة أستاد مشايخ الشيعة كتابه
النوادر، عن أحمد بن جعفر شيخ هارون بن موسى التلعكبري الثقة العظيم الذي قال
النجاشي فيه: (لا يطعن عليه نجاشي)، عن حميد الثقة الخبير عنه كتابه، وهؤلاء أسبق
وأعرف لجعفر بن إسماعيل. أفترى من نفسك أخبرية ابن الغضائري عن أبيه، وعن مشايخ
الشيعة قبله، أو تجوز لنفسك لهؤلاء الأعلام النشر والرواية لكتاب الغالي الكذاب ؟ ؟
والله ولي العصمة والسداد.
________________________________________
1 - الكافي: ج 6 / ص 34 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 409 ]
[ له نوادر. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، عن
حميد، عنه، بها (1). - جعفر بن المثنى بن عبد السلام: ابن عبد الرحمان بن نعيم (2)،
العطار، ثقة، من وجوه أصحابنا الكوفيين، ومن بيت آل نعيم (3). ] (1) موثق بحميد
الثقة الواقفي. (2) تقدم في بكر بن محمد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي (1)
ذكر رجال هذا البيت ونسبهم (الأزدي، والغامدي)، وترجمة نعيم بن عبد الرحمان الصحابي
الأزدي الغامدي، وترجمة عبد الرحمان، ومحمد بن عبد الرحمان بن نعيم، و عبد السلام
بن عبد الرحمان، وساير بني عبد الرحمان. وتأتي ترجمة والده مثنى بن عبد السلام (ر
1110). وذكرنا ترجمة عمه الحسن بن عبد السلام بن عبد الرحمان من مشايخ هارون ابن
موسى التلعكبري الذي روى عنه الكتب. وأيضا ترجمة ابن عمه محمد بن عبد السلام بن عبد
الرحمان في " أخبار الرواة ". (3) تقدم من الماتن (رحمه الله) مدحه بوجه عام في بكر
بن محمد الأزدي بقوله: (من بيت جليل بالكوفة من آل نعيم الغامديين...). وتؤكد
وثقاته رواية الأجلاء والثقات عنه، خاصة رواية ابن أبي عمير
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 4 / ص 89 / ر 273. (*)
________________________________________
[ 410 ]
[ له كتاب نوادر. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد ابن جعفر،
قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، عن جعفر بن المثنى،
به (1). ] الذي عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة. ثم إن النجاشي لم يتعرض لطبقة جعفر
بن المثنى، كما لم يتعرض لطبقة والده فيما يأتي، إلا أن تستظهر من رواية الحسن بن
محمد بن سماعة، عن جعفر بن المثنى العطار، عن حسين بن عثمان الرواسي أخى حماد
الناب، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، كما في التهذيب والاستبصار (1). وكذا من
رواية ابن أبي عمير، من أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، عنه، بناءا
على أنه المراد من جعفر الأزدي الذي ذكره الشيخ في الفهرست، كما يأتي. (1) موثق
بحميد الواقفي الثقة، بناءا على وثاقة القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، من مشايخ
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الثقة الجليل الخبير بالروايات،
والرواة، فروى عنه، عنه، النجاشي، والشيخ الطوسي، والنعماني في الغيبة، وساير أعاظم
مشايخ الشيعة، وقد روى النجاشي والشيخ كتب جماعة من أصحابنا الثقات عن ابن عقدة،
عنه. وتفصيل ترجمته في " أخبار الرواة ". وقد مضى في المجلد الأول (2) رواية ابن
عقدة، عنه كتاب إسماعيل بن الحكم الرافعي، وفي المجلد الثاني (3) روايته كتاب
الحسين بن حماد، عنه، عنه. وأيضا أنه لم
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 245 / ح 976، الاستبصار: ج 1 / ص 249 / ح
895. 2 - تهذيب المقال: ج 1 3 - تهذيب المقال: ج 2 (*)
________________________________________
[ 411 ]
[... ] يذكر ترجمته في رجال النجاشي والشيخ والكشي، ولكنه يأتي إن شاء
الله في باب الكنى في أبي عصام (ر 1261) تفصيل ترجمته عند قول الماتن: (ذكر حميد بن
زياد، قال: سمعت أبي جعفر محمد بن الحسين بن حازم نوادر أبي عصام. قال: ومات محمد
بن الحسين بن حازم سلخ رجب سنة إحدى وستين ومائتين، وصلى عليه قاسم بن حازم. ويظهر
من النعماني في غيبته أن القاسم بن محمد له كتاب). وقال الشيخ في الفهرست (ص 44 / ر
141): جعفر الأزدي، له كتاب. أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن جعفر الأزدي. وقال ابن حجر في لسان
الميزان: جعفر بن المثنى بن عبد السلام بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي العطار، ذكره
الطوسي، وقال: روى عن حسين بن عثمان الرواسي، روى عنه الحسن بن المثنى، ومحمد بن
الحسن بن عبد الله (1). قلت: يظهر من حكاية ابن حجر هذه الترجمة من الشيخ الطوسي
(رحمه الله) مع عدم وجودها في النسخ الموجودة من الفهرست، سقط من النسخ التي وصلت
إلينا، وقد جمعنا شواهد كثيرة على ذلك في " شرح الفهرست للشيخ "، وقد حققنا القول
في ذلك هناك. وقال ابن شهر آشوب في المعالم: جعفر الأزدي، أبو محمد، له كتاب (2).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 121 / ر 508. 2 - معالم العلماء: (*)
________________________________________
[ 412 ]
[ - جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي: أبو سعيد (1)، يقال له: ابن العاجز
(2). ] 1 - نسبه ونسبته وكنيته ولقبه (1) لم أجد لرجال نسبه ترجمة في الرجال فيما
يحضرني من الكتب، فبتشيعه ترك العامة ذكره، وبكونه سمرقنديا، بعيدا من الجوامع
الشيعية في وقته لم يشتهر. وقد كناه بأبي سعيد من روى عنه مثل أبي محمد طاهر بن
عيسى الوراق، الكشي، كما في مواضع كثيرة من الكشي. وقال ابن شهر آشوب في المعالم:
جعفر بن محمد بن أيوب ابن محمد التاجر السمرقندي، متكلم. له كتب (1). ويأتي نحوه عن
الشيخ في رجاله. (2) هكذا في النسخ الخطية والمطبوعة عندنا: (ابن العاجز)، وفي
الخلاصة: يقال له: ابن العاجز، بالجيم والزاي (2). قلت: والصحيح هو: (ابن التاجر).
قال ابن دواد: يقال له ابن التاجر، كذا رأيته بخط الشيخ (رحمه الله)، جخ، جش. وفي
مجمع الرجال للقهپائي الأصفهاني، عن النجاشي: يقال له ابن التاجر. وقد صح في مواضع
كثيرة من رجال الكشي ذكره بذلك، عمن روى
________________________________________
1 - معالم العلماء: 2 - خلاصة الأقوال: (*)
________________________________________
[ 413 ]
[ كان صحيح الحديث (1) ] عنه، مثل أبي محمد طاهر بن عيسى الوراق الكشي،
أحد مشايخ الكشي، الذي يروي عنه كثيرا. فمنها: في ترجمة عبد الله بن شريك العامري
(ص / ر): طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب المسرقندي، المعروف بابن
التاجر، قال: حدثني أبو سعيد الأدمي.... ومنها: في سلمان (ص / ر) طاهر بن عيسى
الوراق الكشي، قال: حدثني أبو سعيد جعفر بن أيوب التاجر السمرقندي، قال: حدثني علي
بن محمد بن شجاع.... ومنها: في ترجمة جون بن قتادة (ص / ر) قال: طاهر بن عيسى
الوراق وغيره، قالوا: حدثنا أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ونسخت
من خط جعفر، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن يحيى بن الحسن، قال جعفر: ورأيته خيرا،
فاضلا.... ومنها: في ترجمة الأصبغ (ص / ر): عنه، قال: حدثنا جعفر بن أحمد التاجر،
قال: حدثني أبو الخير صالح بن أبي حماد.... 2 - صحة حديث جعفر بن أحمد السمرقندي
(1) إن صحة الحديث تقتضي خلوه عن الغلو، والتخليط، والمناكير، والشواذ، وأيضا
تطابقه مع الاصول، والروايات المعتبرة المشهورة، وثبوت سائر الشرائط، من الضبط،
والسماع، والقرائة، وغير ذلك، مما ذكره أهل الدراية
________________________________________
[ 414 ]
[ والمذهب (1). ] والحديث. وقد حققناها في " قواعد الحديث " بتفصيل،
وأحصينا هنلك أسماء من وصف بأنه صحيح الحديث، وقد جعله شيخنا الشهيد الثاني (رحمه
الله)، من ألفاظ التعديل، حيث يقتضي كون الرواي ثقة، ضابطا، عدلا. وقد أشرنا إلى
ذلك فيما سبق في الجزء الأول في التوثيقات العامة وإماراتها. وهذا مدح عظيم بليغ من
النجاشي لجعفر بن أحمد السمرقندي، وكيف لا يكون كذلك. وستعرف روايته عن إجلاء
الطائفة وأعيانهم، وثقات أصحاب الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي
والعسكري (عليهم السلام). 3 - صحة مذهب جعفر السمرقندي (1) إن صحة مذهب جعفر هذا،
تقتضي كونه، إماميا إثنا عشريا، غير غال، ولا مقصر ولا مرتاب في أمر آل محمد (صلى
الله عليه وآله) وولايتهم، والتبري من أعدائهم. ويشهد له تصنيفاته، ورواياته، وكونه
متكلما، ذابا عن المذهب. 4 - طبقته ومن أدرك من الأئمة (عليهم السلام) فقال الشيخ
في أصحاب الهادي (عليه السلام) (ص 411 / ر 4): جعفر بن أحمد. وروى في التهذيب، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عمرو بن سعيد، قال: كتب إليه (عليه
السلام) جعفر بن أحمد، يسأله عن السفر، وفي كم التقصير... (1)، الحديث.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص 224 / ح 660. (*)
________________________________________
[ 415 ]
[... ] وقال فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) من رجاله (ص 458 / ر 7):
جعفر بن محمد بن أيوب، يعرف بابن التاجر. من أهل سمرقند. متكلم. له كتب. وأيضا (ص
459 / ر 13): جعفر بن أبي جعفر السمرقندي، وابنه، يروي بعضهم عن بعض، من أصحاب
العياشي. 5 - مشايخ حديث جعفر بن أحمد السمرقندي قد روى أبو عمرو الكشي في الرجال
عن جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي، عن جماعة من الثقات وأعيان الطائفة من أصحاب
الأئمة (عليهم السلام)، ممن أدرك الباقر والصادق (عليهما السلام)، مثل أبي الصباح،
وعن أصحاب الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام)، مما تدل
على علو طبقته، وطول عمره وجلالة شأنه. فمنهم: 1 - أحمد بن الحسن التيملي، الثقة،
من أصحاب الهادي (عليه السلام)، فروى الكشي عنه، عنه في فيض بن المختار (ص / ر). 2
- أبو الصباح، الثقة، الميزان الذي لا عين فيه، إبراهيم بن نعيم العبدي الكناني، من
أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، فروى الكشي عنه، عنه عن زكريا بن سابق، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، في ترجمته (ص / ر). 3 - جعفر بن بشير البجلي، الثقة
الجليل، من أصحاب الرضا (عليه السلام)، الذي روى عنه الثقات، وروى عنهم، فروى في
خالد البجلي (ص / ر) عنه، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة الجمال، قال: دخل خالد
البجلي على أبي عبد الله (عليه السلام)
________________________________________
[ 416 ]
[... ] وأنا عنده...، الحديث. 4 - الحسين بن عميرة، أبي الخير، كما روى
في ترجمة يوسف (ص / ر) عنه، عن الحسين، عن داود، عن يوسف، قال: قلت لأبي عبد الله
(عليه السلام):...، الحديث. 5 - حمدان بن سليمان النيسابوري، المعروف بالتاجر،
الثقة من أصحاب الهادي العسكري (عليهما السلام)، كما في الكشي في عمار بن ياسر (ص /
ر)، وفي عبد الله بن عباس (ص / ر). 6 - خلف بن حماد الكشي الجليل، أو خلف بن حماد
الكوفي، من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، فروى عنه في موسى بن بكر الواسطي (ص / ر).
7 - سهل بن زياد أبي سعيد الآدمي، من أصحاب الجواد والعسكري (عليهما السلام)، كما
روى عنه في ترجمة عبد الله بن شريك (ص / ر). 8 - وصالح بن أبي حماد سلمة أبو الخير
(أبو الحسين - أبو الحسن) الرازي، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري (عليهم
السلام)، كما روى عنه في زرارة (ص / ر)، وفي كميت بن زيد (ص / ر)، وفي بشير النبال
(ص / ر). 9 - صفوان بن يحيى، الثقة، الجليل من أصحاب الإجماع، من أصحاب الكاظم
والرضا والجواد (عليهم السلام)، فقال في عمرو بن حريث (ص / ر): جعفر بن أحمد بن
أيوب، روى عن صفوان، عن عمرو بن حريث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)...، الحديث.
وفي منصور بن حازم (ص / ر): جعفر بن محمد بن أيوب، عن صفوان، عن منصور بن حازم،
قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام):...، الحديث، وفي أبي اليسع عيسى بن السدى
(ص / ر): جعفر بن أحمد، عن صفوان، عن أبي
________________________________________
[ 417 ]
[... ] اليسع، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)...، الحديث. 10 -
علي بن إسماعيل الميثمي، الجليل من أهل عصر الإمام الكاظم (عليه السلام)، فروى في
فيض بن المختار ويونس (ص / ر)، عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن علي بن إسماعيل، عن أبي
نجيح، عن الفيض بن المختار، قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام)...، الحديث. 11
- علي بن محمد بن شجاع، الشجاعي، من أصحاب الهادي (عليه السلام)، فروى في سلمان
الفارسي (ص / ر)، عن طاهر بن عيسى الوراق الكشي، قال: حدثني أبو سعيد جعفر بن أحمد
بن أيوب التاجر السمرقندي، قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع، عن أبي العباس أحمد بن
حماد المروزي، عن الصادق (عليه السلام)...، الحديث. وأيضا بعده، عنه، عنه، عن
الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد.... وأيضا في معروف بن خربوذ (ص / ر)، عنه، عنه، عن
الشجاعي، عن محمد بن الحسين...، وفي ذلك من التراجم. وروى الصدوق أيضا في الخصال
باب العشرة بإسناده، عن أبي نضر محمد بن مسعود بن عياش العياشي، قال: حدثنا جعفر بن
أحمد، قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع... (1). 12 - العمركي بن علي البوفكي
النيشابوري، الثقة من أصحاب الهادي (عليه السلام)، فروى الكشي في عمار بن ياسر (ص /
ر) عن محمد بن
________________________________________
1 - الخصال: ص 450 / ب 10 / ح 54. (*)
________________________________________
[ 418 ]
[... ] مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا حمدان بن سليمان
النيشابوري والعمركي بن علي البوفكي النيشابوري، عن محمد بن عيسى...، وأيضا في
حبابة الوالبية (ص / ر)، عنه، عنه، قال: حدثني العمركي، عن الحسن بن علي بن
فضال...، وفي هشام بن الحكم (ص / ر)، عنه، عنه، عن العمركي، عن الحسين بن أبي
لبابة...، وفي زكريا بن شابور (ص / ر)، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد بن أيوب،
قال: حدثني العمركي، عن ابن فضال...، وفي مفضل بن يزيد (ص / ر) وفي يونس بن عبد
الرحمان (ص / ر). وروى المفيد أيضا في الإختصاص (1) في حريز، عن محمد بن مسعود
العياشي، عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن العمركي. 13 - فضالة بن أيوب، الثقة، من
أصحاب الكاظم (عليه السلام)، فروى الكشي في سعيد الأعرج (ص / ر) عن جعفر، عن فضالة،
وغير واحد، عن معاوية بن عمار. 14 - محمد بن أبي عمير، الثقة، من أصحاب الإجماع، من
أصحاب الصادق والكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، كما روى في المغيرة بن ثوبة
المخزومي، (ص / ر) عن جعفر بن أحمد، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن المغيرة بن ثوبة المخزومي، قال: قلت: لأبي الحسن (عليه السلام)...،
الحديث. 15 - محمد بن يحيى بن الحسن، الخير، الفاضل، أبو جعفر، فروى الكشي في ترجمة
جون بن قتادة وحارثة (ص / ر)، عن طاهر بن عيسى
________________________________________
1 - الاختصاص: (*)
________________________________________
[ 419 ]
[ روى عنه محمد بن مسعود العياشي (1). ] الوراق وغيره، قالوا: حدثنا أبو
سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي، ونسخت من خط جعفر، قال: حدثني أبو
جعفر محمد بن يحيى بن الحسن، قال جعفر: ورأيته خيرا فاضلا، قال:...، الحديث. 16 -
يونس بن عبد الرحمان، الثقة، من أصحاب الإجماع، من أصحاب الكاظم والرضا والجواد
(عليهم السلام)، كما روى عنه في الحسين بن عمر (ص / ر)، وفي جعفر بن خلف (ص / ر)
وفي يونس بن عبد الرحمان (ص / ر). 6 - من روى عن جعفر بن أيوب (1) قد روى جماعة عن
جعفر بن أيوب السمرقندي روايات ومصنفات للإمامية، كما في الكشي، والنجاشي، وفهرست
الشيخ، وإختصاص المفيد، وغيرها. وقد خصهم الماتن بذكر العياشي، فحسب، فيمن روى عنه،
لموضعه في الشيعة وأحاديثهم، ورواتهيم حيث قال في ترجمته (ر 947): ثقة صدوق، عين من
عيون هذه الطائفة. ولا يضر بذلك قوله فيه أيضا: (وكان يروي عن الضعفاء، كثيرا. وكان
في أول أمره عامي المذهب. وسمع حديث العامة، فأكثر منه، ثم تبصر، وعاد إلينا. وكان
حديث السن). فإن عاميته بدؤ أمره، وسماعه حديث العامة وروايته عنهم، وهم الضعفاء،
إنما يوجب الوهن إذا إستمر عليها، ولكن الله أيده ونصره حتى تبصر، وعاد إلى
الإمامية، وهو حديث السن، غير متلون بآراء العامة الفاسدة، وغير معتمد
________________________________________
[ 420 ]
[ ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله، أن له كتاب الرد على من زعم إن النبي
(صلى الله عليه وآله) كان على دين قومه، قبل النبوة (1). ] على رواياتهم الضعيفة
المنحرفة. ولذلك أكد أيضا في آخر كلامه ما أشرنا إليه بقوله فيه: سمع أصحاب علي بن
الحسن بن فضال، و عبد الله بن محمد خالد الطيالسي وجماعة من شيوخ الكوفيين،
والبغداديين، والقميين...، إلى آخر مدائح النجاشي للعياشي (رحمها الله)، وقد جمعنا
مشايخ العياشي ومن روى عنه من الثقات الأعلام برواياتهم في ترجمته، وفيهم جعفر بن
أيوب السمرقندي هذا. وقد روى عن جعفر غير العياشي، مثل أبي عمرو الكشي، فروى عنه
كثيرا في الرجال، وذكرناه في مشايخه في " شرح رجال الكشي ". وإن شئت فانظر روايته
عنه في الفيض بن المختار (ص / ر)، وعمرو بن حريث (ص / ر). وطاهر بن عيسى الوراق أبو
محمد الكشي، من مشايخ أبي عمرو الكشي، فروى عنه، عنه كثيرا، منها في ترجمة سلمان (ص
/ ر): طاهر بن عيسى الوراق الكشي، قال: حدثني أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر
السمرقندي، قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع.... وأيضا في الزهاد الثمانية (ص / ر)
وفي الأصبغ بن نباتة (ص / ر). وروى أيضا عن جعفر بن أحمد بن أيوب، أبو الحسين، كما
في الكشي في ترجمة مفضل بن قيس (ص / ر). وعن أحمد بن سليمان كما في ابن السراج (ص /
ر). (1) تقدمت في المجلد الثاني في الحسين بن اشكيب المروزي الخراساني المقيم
بسمرقند وكش، من رجال أبي الحسن وأبي محمد العسكريين (عليهما السلام)، الثقة
________________________________________
[ 421 ]
[ طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن
قولويه، عن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، عنه (1). - جعفر بن محمد بن إسحاق بن
رباط (2): أبو القاسم البجلي، شيخ، ثقة، كوفي، من أصحابنا. له كتاب الرد ] الثقة،
الثبت، الفاضل، الفقيه، المتكلم، من مشايخ العياشي، ترجمته، وفيها قوله: قال شيخنا:
قال لنا أبو القاسم جعفر بن محمد: كتبا الرد على من زعم أن النبي (صلى الله عليه
وآله) كان على دين قومه... (1). (1) الطريق إليه صحيح. 1 - نسب جعفر بن محمد البجلي
(2) تقدمت في المجلد الثاني (2) ترجمة الحسن بن رباط البجلي الكوفي من أصحاب الباقر
والصادق (عليهما السلام)، وذكر رباط، وبني رباط، وأولادهم، ورجال الحديث من هذا
البيت. وتأتي ترجمة محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن رباط الكوفي البجلي الفقيه
الثقة (ر 1054). وذكرنا ترجمة إسحاق بن رباط، ومحمذ بن إسحاق بن رباط، وأحمد بن
إسحاق بن رباط، وتراجم ساير رجال بتهم منهم في " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 2 - تهذيب المقال: ج 2 (*)
________________________________________
[ 422 ]
[ على الواقفة، كتاب الرد على الفطحية، كتاب نوادر. أخبرنا ابن نوح، عن
أبي عبد الله الصفواني، عن جعفر بن محمد بن إسحاق، بكتبه (1). - جعفر بن سليمان
القمي (2): أبو محمد، ثقة، من أصحابنا القميين له كتاب ثواب الأعمال. أخبرنا علي بن
أحمد بن أبي جيد، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، عنه (3). - جعفر بن محمد بن
مالك بن عيسى بن سابور (4): ] (1) طريق الماتن إليه صحيح. (2) وذكره ابن حجر في
لسان الميزان (1) نحو ما ذكره النجاشي. ولم يظهر لنا والده، أنه سليمان بن خالد
الطلحي الشاعر القمي الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 124 / ر
11)، أو غيره. (3) الطريق إلى كتابه صحيح، ورواية ابن الوليد عنه وكونه شيخ روايته
وهو شيخ القميين الثقة العين الخبير بالرواة والروايات، تشعر بمنزلته وجلالته. 1 -
نسب جعفر بن محمد الفزاري (4) قال الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر 136): جعفر بن محمد
بن مالك، له كتاب....
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 115 / ر 471. (*)
________________________________________
[ 423 ]
[ مولى أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري (1)، ] وفي رجاله (ص 458 / ر 4):
جعفر بن محمد بن مالك كوفي.... وقال ابن الغضائري: جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن
سابور... (1). قلت: يشبه أن النجاشي قد إعتمد على ابن الغضائري فيما ذكره في نسبه،
وولائه، وفي حديثه، ومذهبه، وغير ذلك، والإنهاء في نسبه إلى سابور، وهم غير
معروفين. وذلك يوهم التضعيف نسبا، كما يأتي ايهام التضعيف له في ولائه. وقد تقدمت
(2) في ترجمة بسطام بن سابور أبي الحسين الواسطي الزيات وذكر أخوته من أصحاب الصادق
والكاظم (عليهما السلام)، وهم حفص، زكريا، وزياد وساير بني سابور. وكون عيسى منهم
غير بعيد. وتفصيل القول في ذلك في " أخبار الرواة ". 2 - ولائه ونسبته (1) إن ذكر
ولائه ونسبته إلى أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، يوهم التضعيف أيضا بالولاء
والنسبة. أما خارجه بن حصن، فقد ذكره ابن سعد في الطبقات (3) في وفد فزارة، وكذا
الطبري في تاريخه في وقايع سنة التاسع، فقال: وفيها قدم وفد بني فزارة، وهم بضعة
عشر رجلا، فيهم خارجة بن حصين. وقال في وقائع سنة الحادي عشر: وفيها كان لقاء أبي
بكر خارجة بن حصين الفزاري... (4).
________________________________________
1 - 2 - تهذيب المقال: ج 4 / ص / ر 283. 3 - الطبقات الكبرى: ج 1 / ص
297. 4 - تاريخ الطبري: ج 3 / ص 122 و 341. (*)
________________________________________
[ 424 ]
[... ] وقد ذكره ابن حجر في الإصابة بأخبار ردية، وقال: وهو والد أسماء
بن خارجة (1). وأما أسماء بن خارجة، فله مواقف سيئة، فذكره الطبري في تاريخه في
وقايع سنة 35، ودخول الحجاج الكوفة (2)، وذكره في وقايع سنة 51، فيمن استشهدهم زياد
بن أبيه - لعنه الله - على قتل حجر بن عدي وأصحابه، وعدهم من الشهود على هؤلاء
الأبرار قائلا: وأسماء بن خارجة الفزاري، كان يعتذر من أمره، وشمر بن ذي الجوشن
و... (3). وذكره أيضا فيه (4) فيمن كان مع ابن مرجانة، في أمر قتل مسلم بن عقيل
وهاني بن عروة، وإن ذكره أيضا باعتراضه على بن مرجانة، فيما فعل بهاني بن عروة،
فأمر بضربه وحبسه (5)، وفي شعر الفرزدق الشاعر ذمه، ذكره الطبري ببعضه وتمامه في
الموضعين: أيركب أسماء الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج بذحول (6) بل ذكره فيه فيمن
يشاوره ابن مطيع الوالي من آل زياد على الكوفة في
________________________________________
1 - الإصابة: ج 1 / ص 399 / ر 2133. 2 - تاريخ الطبري: ج 4 / ص 404. 3 -
تاريخ الطبري: ج 5 / ص 270. 4 - تاريخ الطبري: ج 5 / ص 364. 5 - تاريخ الطبري: ج 5
/ ص 367. 6 - تاريخ الطبري: ج 5 / ص 351 و 380. (*)
________________________________________
[ 425 ]
[ كوفي (1) أبو عبد الله (2). كان ضعيفا في الحديث (3). ] أمر المختار،
وأيضا في وقايع سنة 68 (1). وذكر في اللباب في الفزاري: مروان بن معاوية بن الحارث
بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصين الفزاري الكوفي (2). (1) قد صرح
بكوفيته النجاشي، والشيخ في الفهرست والرجال، وغيرهما. وقد ذكر ذلك في الروايات،
كما في بعضها (الفزاري). (2) قد ذكر بكنيته في كلام جماعة، وفي بعض الروايات. 3 -
ضعفه أو وثاقته (3) ظاهر المتن تضعيفه جزما، مع أن الظاهر منه التعويل في ذلك على
ابن الغضائري، وما عن بعض القميين وعن ابن نوح، وإنما تردد في فساد مذهبه، وروايته،
كما يأتي. ويأتي في محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري (ر 942) الثقة في الحديث، المرمي
بالرواية عن الضعفاء، وبالاعتماد على المراسيل، قول الماتن (رحمه الله): وكان محمد
بن الحسن بن الوليد، يستثنى من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن... وما يرويه
عن جعفر بن محمد بن مالك... قال أبو العباس بن نوح: وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمد
بن الحسن بن الوليد، في ذلك كله، وتبعه أبو جعفر بن بابويه (رحمه الله)، على ذلك،
إلا في محمد بن عيسى بن عبيد....
________________________________________
1 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 31 و 124. 2 - اللباب: ج 2 / ص 430. (*)
________________________________________
[ 426 ]
[... ] وقال الشيخ كما يأتي كلامه (ويضعفه قوم...). قلت: والعجب من
النجاشي الماتن، حيث إنه مع جزمه بالتضعيف، تبعا لمن ضعفه، أنه قد أسند إلى جماعة
كتبا في تراجمهم بقوله: (له كتاب)، ثم رواه بإسناده عن جعفر بن محمد الفزاري هذا،
عنهم، أحصيناهم في محله. ومن ذلك إسناده كتاب دلائل النبي (صلى الله عليه وآله) إلى
أحمد بن يحيى حكيم الأزدي الكوفي الثقة ثم روايته عنه، عن جعفر بن محمد بن مالك
الفزاري، فتقدمت ترجمته في المجلد الثالث (1)، كما تأتي روايته كتب جماعة، عن جعفر
الفزاري، عنهم. ثم إن تخصيص التضعيف بالحديث، يقتضي عدم ضعفه في المذهب والرواية،
إلا أن ما إستدل به يقتضي ضعفه فيهما أيضا. ولكن التضعيف موهون، أولا، لضعف مستنده،
كما يأتي تفصيلا. وثانيا، لأن ما ذكره من التضعيف هاهنا، ينافي روايته كتب جماعة
عنه، وروايته عن جماعة من أعيان الثقات من الرواية عنه، فهم أقرب وأدرى بمن حضروا
مجلسه، وأخذوا عنه، ورووا عنه. ثالثا، لمعارضة تضعيف من ضعفه، بتوثيق الشيخ له،
صريحا مع ذكره تضعيف قوم له، والشهادة بالضعف والوضع مبني على الإجتهاد والرأي، في
حد الغلو وما يوجبه. فقال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) من رجال (ص 458 /
ر 4): جعفر بن محمد بن مالك، كوفي ثقة. ويضعفه قوم، روى في مولد القائم (عليه
السلام) أعاجيب.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 (*)
________________________________________
[ 427 ]
[ قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث، وضعا (1)، ] قلت: سيظهر الحق في
وجه إسناد الضعف والفساد في المذهب والرواية، إليه، وأن الأعجاب بفضائل آل محمد
(عليهم السلام)، قد جرأ الرمي بالغلو، وفساد المذهب والرواية، وإلا فكيف تكون رواية
ما هو عجيب لآحاد الناس، في أولياء الله وخلفائه، وكلماته، ومظاهر أسماء جماله
وكماله وجلاله، مجوزا لإسناد الوضع إليه ؟ ! 4 - تهمة وضع الحديث إليه (1) قال ابن
الغضائري فيما حكاه العلامة الحلي عنه في القسم الثاني من الخلاصة بعد ذكره ما ذكره
في المتن، وحكاه القهپائي عنه أيضا في مجمع الرجال: جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى
بن سابور، مولى مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري، أبو عبد الله، كذاب، متروك الحديث،
جملة. وكان في مذهبه ارتفاع. ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، وكل عيوب الضعفاء مجتمعة
فيه (1). وقال أيضا في الحسين بن مسكان: لا أعرفه، إلا أن جعفر بن محمد بن مالك روى
عنه أحاديث، وما عند أصحابنا من هذا الرجل علم (2). قلت: ليست تهمة وضع الحديث،
مبنية على إقرار المتهم، كي يؤخذ ويلزم عليه بأشق الأحوال. كما أنه ليس أمرا محسوسا
تصح الشهادة عليه ويحكم به بأدلة حجية البينات.
________________________________________
1 - خلاصة الأقوال:، مجمع الرجال: 2 - خلاصة الأقوال:، مجمع الرجال: (*)
________________________________________
[ 428 ]
[... ] كما أن رواية أمر باطل لا تصحح نسبة الوضع إلى الراوي. وليست
رواية الكذب، وإن كانت ذنبا، كذبا، ولا وضعا. وإنما يحكم ببطلان الحديث، إذا كان
مخالفا لصريح الكتاب والسنة المقطوعتين. بل ورد الأمر بضرب مثله على الجدار، والحكم
بأنه باطل زخرف، وقد وردت في الروايات عن المعصومين (عليهم السلام): " ما خالف قول
ربنا لم نقله ". وإن قدر أولياء الله محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) ومنزلتهم،
لا تعرف إلا من الله ورسوله ومنهم (عليهم السلام). والعجب أن ابن الغضائري لم تطب
نفسه بنسبة الوضع إليه فحسب، حتى قال مؤكدا: (يضع الحديث وضعا). 5 - دفع تهمة الغلو
ووضع الحديث يظهر من كلام الشيخ والنجاشي وابن الغضائري أن تهمة كون جعفر بن محمد
الكوفي الفزاري كذابا، مرتفعا، غاليا، وضاع الحديث وضعا ضعيفا في الحديث، قد نشأت
من رواياته في مولد الإمام القائم (عليه السلام)، عن رواة مجاهيل. وقد أكثر ابن
الغضائري في تضعيفه بهذه الروايات والرواة. وحيث إن الإهمال ربما يوجب الغرور،
والاستعجال والتبعية بلا دليل فيستتبع الشرور والندامة يوم النشور، فالحري بالتحقيق
النظر والتفتيش في رواياته، ثم في مشايخ حديثه ومن رواها عنهم. فهل تصح نسبة رواية
الأعاجيب، في مولده (عليه السلام) ؟ ! وهل ما رواه فيه أعاجيب ؟ أو إن من رواها
عنهم مجاهيل ؟ وهل يسد له بذلك كل باب إلا باب الرمي بوضع الحديث وضعا، ولا يحتمل
فيه معرفته بوثاقتهم حينما أخذ
________________________________________
[ 429 ]
[... ] عنهم ؟ ! وهل ليس للعمل الغير الصحيح وجها إلا فساد المذهب
والعقيدة ؟ ! وهلا يمكن خطأ من ضعفه، وإستثني رواياته فيمن إستثنى من روايات جماعة
من مشايخ محمد بن أحمد بن يحيى ؟ ! وكيف يصح للصدوق وغيره ترك تبعية شيخه في تضعيف
محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني من هؤلاء وغيره ؟ ! ولا يصح لنا ترك التحقيق
والإسراع في التبعية والتضعيف، كما أن أعيان مشايخ الشيعة من أهل عصره قد اخذوا عنه
ورووا عنه هذه الروايات وغيرها، فنقول وبالله الإستعانة فإنه ولي التوفيق والسداد:
إن ما رواه جعفر بن محمد الفزاري، الكوفي، البزاز، وزعم ابن الغضائري وغيره أنها
أعاجيب وموضوعات، وارتفاعات وغلوات، وأفيكات ومكذوبات، رواها عن المجاهيل، ليست في
خصوص ولادة الإمام الغائب (عليه السلام) أصلها أو كيفيتها أو زمانها أو مكانها، فلم
أظفر برواية له فيها، وإنما الواصل منها إلينا روايات عن غيره، ينتهي سندها إلى
حكيمة بنت الإمام وأخته وعمته (سلام الله عليهم أجمعين). وقد خلت هذه الروايات
الواصلة إلينا عن ذكر آيات الله وكراماته على أوليائه وعلى الائمة الطاهرين من آل
محمد (عليهم السلام) من الأعاجيب التي هي أعاجيب للقاصرين، وكيف تكون أعاجيب ولقد
قال تعالى: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) * (1)، وقد
وصلت إلينا في مواليد المعصومين (عليهم السلام) روايات كثيرة، فيها آيات عظيمة لهم
أعظم من هذه. والظاهر من ألاعاجيب في ولادة الإمام (عليه السلام) مطلق ما رواه
وجمعه
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 430 ]
[... ] الأصحاب، كالكليني والصدوق والشيخ والنعماني وغيرهم، في أبواب
مولد الإمام. ونشير إلى بعض مارووه عنه في أمر الإمام الغائب (عليه السلام)،
وتفصيله في " أخبار الرواة ". 1 - فروى الكليني في اصول الكافي باب الإشارة والنص
إلى صاحب الدار، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن جعفر بن محمد المكفوف،
عن عمرو الأهوازي، قال: أراني أبو محمد ابنه، وقال: " هذا صاحبكم من بعدي ". ورواه
في تسمية من رآه أيضا (1). 2 - وأيضا بعده عن عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن
ابن فضال، عن الربان بن الصلت، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: وسئل
عن القائم (عليه السلام)، فقال: " لا يرى جسمه، ولا يسمى أسمه " (2). 3 - وأيضا
بعده عن محمد بن يحيى، والحسن بن محمد، جميعا، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن الحسن بن
محمد الصيرفي، عن صالح بن خالد، عن يمان التمار، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه
السلام) جلوسا، فقال لنا: " إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط
للقتاد "، ثم قال، هكذا بيده: " فأيكم يمسك شوك القتاد بيده " ؟ ثم أطرق مليا، ثم
قال: " إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد [ عبده ]، وليتمسك بدينه " (3). 4
- وأيضا محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 328 / ح 3، وص 322 / ح 12. 2 - الكافي: ج 1 / ص 333
/ ح 3. 3 - الكافي: ج 1 / ص 335 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 431 ]
[... ] يحيى بن المثنى، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم، فيراهم،
ولا يرونه ". ورواه الصدوق في الكمال، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن جعفر بن
محمد بن مالك الكوفي، الحديث (1). 5 - وأيضا في الكافي عن الحسين بن محمد، عن جعفر
بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الأنباري، عن يحيى بن المثنى، عن عبد الله بن بكير،
عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " للقائم (عليه السلام)
غيبتان، يشهد في احديهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه " (2). 6 - وأيضا في الكافي
عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن وهب بن شاذان، عن
الحسن بن أبي الربيع، عن محمد بن إسحاق، عن ام هاني، قالت: سألت أبا جعفر محمد بن
علي (عليهما السلام) عن قول الله تعالى: (فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس) *، قالت:
فقال: " إمام يخنس سنة ستين ومائتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، فإن
أدركت زمانه، قرت عينك ". ورواه أيضا مع تفاوت في متنه وبإسناد آخر بعد ذلك ليس فيه
جعفر بن محمد (3). 7 - وأيضا في الكافي عن الحسين بن محمد وغيره، عن جعفر بن محمد،
عن
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 337 / ح 6، كما الدين: 2 - الكافي: ج 1 / ص 339 / ح
12. 3 - الكافي: ج 1 / ص 341 / ح 22 و 23، والآية في سورة التكوير: 16 و 17. (*)
________________________________________
[ 432 ]
[... ] علي بن العباس بن عامر، عن موسى بن هلال الكندي، عن عبد الله بن
عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت: له: إن شيعتك بالعراق كثيرة، والله ما
في أهل بيتك مثلك، فكيف لا تخرج ؟ قال: فقال: " يا عبد الله بن عطاء قد أخذت تفرش
إذنيك للنوكي ؟ أي والله ما أنا بصاحبكم ". قال: قلت له: فمن صاحبنا ؟ قال: "
انظروا من عمى على الناس ولادته، فذلك صاحبكم، إنه ليس منا أحد يشار إليه بالإصبع
ويمخض بالألسن، إلا مات غيظا، أو رغم أنفه " (1). 8 - وأيضا في الكافي عن محمد بن
يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن الفرج،
قال: كتب إلي أبو جعفر (عليه السلام): " إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه، نحانا
عن جوارهم " (2). 9 - وأيضا في الكافي عن محمد بن يحيى والحسن بن محمد، عن جعفر بن
محمد، عن حسن بن محمد الصيرفي، عن جعفر بن محمد الصيقل، عن أبيه، عن منصور، قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " يا منصور، إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد
اياس،، ولا والله حتى تميزوا، ولا والله حتى تمحصوا، ولا والله حتى يشقى من يشقى،
ويسعد من يسعد " (3). 10 - روى الصدوق في كمال الدين، عن محمد بن ماجيلويه، عن محمد
بن يحيى العطار، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني معاوية بن حكيم
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 342 / ح 26. 2 - الكافي: ج 1 / ص 343 / ح 31. 3 -
الكافي: ج 1 / ص 370 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 433 ]
[... ] ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري (رضي الله عنهم)،
قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) ونحن في منزله، وكنا
أربعين رجلا، فقال: " هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه، ولا تتفرقوا من
بعدي في أديانكم، فتهلكوا، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا ". قالوا: فخرجنا من
عنده، فما مضت إلا أيام قلائل، حتى مضى أبو محمد (عليه السلام) (1). 11 - وأيضا ما
رواه الصدوق في كمال الدين عن محمد بن علي بن بشار القزويني، عن أبي الفرج المظفر
بن أحمد، عن محمد بن جعفر الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسن بن محمد بن
صالح البزاز، قال: سمعت الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)، يقول: " إن ابني هو
القائم من بعدي، وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) بالتعمير، والغيبة
حتى تقسو القلوب لطول الأمد، فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عزوجل في قلبه
الإيمان وأيده بروح منه " (2). 12 - وأيضا فيه، عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي
السمرقندي، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن جعفر بن محمد، عن العمركي بن علي البوفكي،
عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن موسى النميري، عن العلاء بن سيابة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " من مات منكم علي هذا الأمر، منتظرا له، كان
كمن كان في فسطاط القائم " (3).
________________________________________
1 - كمال الدين: 2 - كمال الدين: 3 - كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 434 ]
[... ] 13 - وأيضا فيه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن
جعفر بن محمد بن مالك، عن علي بن الحسن بن فضال، عن الريان بن الصلت، قال: سئل
الرضا (عليه السلام) عن القائم (عليه السلام). فقال: " لا يرى جسمه، ولا يسمى باسمه
" (1). 14 - وما رواه النعماني في الغيبة، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن
مالك و عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عيسى و
عبد الله بن عامر القضباني، جميعا عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن الخشاب، عن
معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله): إن مثل أهل بيتي في هذه الامة كمثل نجوم السماء، كلما غاب نجم طلع
نجم، حتى إذا مددتم إليه حواجبكم، وأشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به، ثم
بقيتم شئيا من دهركم، لا تدرون أيا من أي، فاستوى في ذلك بنو عبد المطلب، فبينما
أنتم كذلك إذا طلع الله عليكم نجمكم، فاحمدوه وأقبلوه " (2). ورواه أيضا بطريق آخر
عن معروف بن خربوذ، عنه. 15 - وأيضا بهذا الإسناد إلى عبد الرحمان بن أبي نجران، عن
محمد بن مساور، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سمعت الشيخ، يعني أبا عبد الله (عليه
السلام)، يقول: " إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهركم، ولنخملن، حتى
يقال: مات، هلك، بأي واد سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفئن مكفأ السفينة في
أمواج البحر... " (3)، الحديث، وهو طويل. ورواه بطريق آخر أيضا. وبهذا
________________________________________
1 - كمال الدين: 2 - الغيبة للنعماني: 3 - الغيبة للنعماني: (*)
________________________________________
[ 435 ]
[ ويروي عن المجاهيل (1). ] نكتفي، لئلا يطول، ونشير إلى مواضع رواياته
في الإمام الحجة (عليه السلام) عند ذكر مشايخه في الرواية. وقد ظهر من ذلك أن ما
رواه في الإمام الحجة (أرواحنا له الفداء)، قليل جدا ويسير حقا مما ورد من طريق
غيره فيه، وأن ما رواه مما تواترت عليه الأخبار، أو تعاضدت وتظافرت به، وتشهد
بصحتها آيات الكتاب، بل إن معرفة الخلافة والولاية والإمامة الألهية التي جعلها
الله تعالى في آل إبراهيم (عليه السلام) إلى يوم القيامة، وكون الأئمة كلمات الله
العليا، تسهل الخضوع لأكثر من ذلك. 6 - مشايخ حديث جعفر الفزاري (1) قد ضعف النجاشي
وابن الغضائري لجعفر الفزاري بوجه آخر، وهو الرابع من وجوه تضعيفه من التضعيف بمن
أخذ وروى عنه، وهو طعن عظيم لرواة الحديث، وقد أخرج أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري
القمي، جماعة من وجوه أهل الحديث، مثل البرقي وإضرابه من (قم)، بتساهلهم في الحديث،
بالرواية عن الضعفاء والمجاهيل، وبالإضمار والإرسال وإبهام الواسطة. وهذا من أدلة
ابن الغضائري وأضرابه على كون الفزاري الكوفي، كذابا، وضاعا، إجتمع فيه خلال
الوضاعين، فلو صح ما في المتن من قوله: (يروي عن المجاهيل)، يظهر وجه ما قاله ابن
الغضائري أيضا، فإن ظاهر الجمع المحلى بالألف واللام هو العموم، فإذا روى عن عامة
المجاهيل، أو كان كل من روى عنهم مجاهيل، فدل على سوء قصده في الرواية، ونسبة
المفتعلات والموضوعات التي وضعها إلى رجال غرباء غير
________________________________________
[ 436 ]
[... ] معروفين، هذا ما يقتضيه ظاهر اللفظ، إن لم يكن صريحه. قلت: ولكن
لو سلم ذلك فلا يكشف عن الوضع والكذب، بعدما لم يكن ما رواه من متفرداته، بل إنه قد
روى ما رواه غيره من الرواة، ومما أشرنا إليه من رواياته في الفضائل التي رواها
الأصحاب عن غيره من رواة الشيعة بطرق وأسانيد. ولو أنصفنا وتدبرنا وما إستعجلنا في
الطعن والرمي بهذه الأمور وأمثالها، لما ندمنا بما ندم أحمد بن محمد بن عيسى، وتاب
فأرجع البرقي واعتذر منه، ولما مشى خلف جنازته حافيا، حاسرا ؟ ! وأنت تعلم إن
الرواية عن عامة المجاهيل غير معقولة، بل ولا مقصودة للقائل، كما أن الرواية عن
بعضهم وعن الثقات شايعة، غير قادحة حتى إنه وجد في مشايخ أصحاب الإجماع، والبزنطي،
وصفوان وابن أبي عمير، وجعفر بن بشير البجلي وساير أعيان الثقات، الذين عرفوا بأنهم
لا يروون إلا عن الثقة، جماعة كثيرة من المجاهيل، أو المطعونين، على ما أحصيناهم
بتفصيل في تراجمهم، وفي كتبنا " قواعد الرجال "، و " أخبار الرواة " وغيرهما.
ودفعنا كل ما اورد على ذلك، وأشرنا إليها في الجزء الأول من هذا الشرح. كما أن
الرواية عن الثقات عند أهل الحديث أو عمن حققه الراوي بالوثاقة، لا تستلزم الوثاقة
عند الجميع، وخاصة عند من تأخر، فليتدبر. وقد روى مشايخ الشيعة عن جعفر بن محمد بن
عيسى بن مالك الكوفي الفزاري البزاز، عن جماعة من اعلام الإمامية وأركان الشيعة،
وثقات الرواة المعروفين بالوثاقة عند مشايخ الحديث حتى عند ابن الغضائري وأضرابه،
نعم
________________________________________
[ 437 ]
[... ] روى أيضا عن غير واحد ممن فات من النجاشي والشيخ وغيرهما ذكرهم
أو ذكر أحوالهم في مصنفاتهم المختصرات، التي اعترفا باختصارها في ديباجتي فهرستهما.
فإن كانت رواية اعلام الطائفة ومن عرف بالوثاقة أو الصحة في الحديث عنه، وعنهم دالة
على شأنهم ومنزلتهم، وإلا فالفزاري الكوفي كساير الرواة ومشايخ الحديث الذين رووا
عن الثقات عندهم وعندنا، وروو أيضا عن الثقات عندهم فحسب، ممن حالت بيننا وبينهم من
المعرفة بأحوالهم الظروف القاسية القاهرة على الشيعة الإمامية، فليس كل من لا نعرفه
كذابا، ولا وضاعا، والحرمان عن معرفتهم ليس طعنا وذما، وقدحا فيهم، بل وليس لنا
القول فيهم بأنه (مجهول)، وإنما لنا أن نقول في أمثالهم: (لا نعرفه، لم يتضح لنا،
لا سبل لنا إلى معرفته) وامثال ذلك. ولنشر إلى أسماء بعض مشايخه، ونعول التفصيل على
ما ذكرناه في " أخبار الرواة ": 1 - أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري، أحد
أركان الشيعة في وقته والوكيل الثقة الأمين العدل للائمة، الهادي والعسكري، وصاحب
الدار (عليهم السلام)، والنائب والسفير الثالث للناحية المقدسة. فقد روى الصدوق في
كمال الدين عن شيخه العظيم الجليل ابن ما جيلويه، عن محمد بن يحيى العطار القمي
الثقة الجليل، قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني معاوية بن حكيم
ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه)، قالوا: عرض علينا أبو
محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)...، الحديث كما تقدم.
________________________________________
[ 438 ]
[... ] 2 - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أبو جعفر الزيات الهمداني
الثقة، من أصحاب الجواد (عليه السلام)، الذي قال فيه النجاشي: (جليل، من أصحابنا،
عظيم القدر، كثير الرواية. ثقة، عين. حسن التصانيف. مسكون إلى رواته). وقد روى
النجاشي كتاب عنبسة بن بجاد العابد الأسدي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام) في
ترجمته (ر 822)، عن ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب. وقد روى الشيخ أيضا في الغيبة (1) عن جعفر بن محمد بن مالك،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن البزنطي، عن الرضا (عليه
السلام). كما روى النعماني في الغيبة عن محمد بن همام عنه، عنه كثيرا (2). 3 - محمد
بن أيوب بن نوح بن دراج الكوفي، الجليل من أصحاب العسكري (عليه السلام)، ومن
الأربعين من خواص أصحابه وشيعته، الذين أوصى ونص على ولده الإمام الحجة (عليه
السلام)، وأمرهم بالطاعة له، وجعله إماما من بعده، وعرضه (عليه السلام) لهم
وشاهدوه. وذلك قبيل وفاته بأيام، رواه الأصحاب، ومنهم الصدوق في كمال الدين كما
تقدم. 4 - محمد بن جعفر بن عبد الله، فروى الشيخ في الغيبة باب ميلاده (عليه
السلام)، وأيضا بعده (3)، بإسناده عن التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر
بن
________________________________________
1 - الغيبة للطوسي: ص 71 / ح 76. 2 - الغيبة للنعماني: 3 - الغيبة
للطوسي: ص 246 / ح 216، وص 259 / ح 227. (*)
________________________________________
[ 439 ]
[... ] محمد بن مالك الفزاري، حديث تشرف كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي
محمد (عليه السلام)، وزيارته لوالده الإمام الحجة (أرواحنا له الفداء)، وحديث أبي
نعيم محمد بن أحمد الأنصاري في تشرفه مع جماعة ثلاثين رجلا، منهم محمد بن القاسم
العلوي بزيارة الإمام الحجة (عليه السلام)، عند المستجار في اليوم السادس من ذي
الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسماعهم عنه بعض أدعية آبائه أمير المؤمنين وساير
الأئمة (عليهم السلام)، عنه. 5 - معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني الكوفي،
الثقة الجليل العالم العدل، من أصحاب الرضا والجواد والعسكريين (عليهم السلام)،
والمتشرف بزيارة الإمام الحجة في حياته، في يوم عرضه على جماعة الشيعة قبل وفاته.
فروى الصدوق في كمال الدين حديث الوصية والعرض وشهود هؤلاء الأبعين رجلا من وجوه
الشيعة كما تقدم، بإسناده الصحيح عن الثقة الجليل محمد بن يحيى العطار، عن جعفر بن
محمد بن مالك الفزاري، عن معاوية بن حكيم. وروى النعماني في الغيبة (1) عن محمد بن
همام، عنه، عنه. 6 - أحمد بن الحسن بن فضال الكوفي، الثقة من أصحاب الهادي (عليه
السلام)، فروى النجاشي كتاب عبد الله بن هليل (ر 611)، عن ابن همام، عن جعفر بن
محمد الفزاري، عن أحمد بن الحسن بن فضال. 7 - حمدان بن منصور، فروى الصدوق الأول في
الإمامة والتبصرة، عن محمد بن يحيى العطار، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن حمدان بن
منصور، عن
________________________________________
1 - الغيبة للنعماني: (*)
________________________________________
[ 440 ]
[... ] سعد بن محمد، عن عيسى الخشاب، قال: قلت للحسين بن علي (عليه
السلام): أنت صحاب هذا الأمر ؟ قال: " لا، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد، الموتور
بأبيه، المكنى بعمه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر " (1). ورواه الصدوق في كمال
الدين، عن أبيه، عنه، الحديث. 8 - محمد بن عمران القرشي، فورى النجاشي بإسناده عن
أبي علي بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن محمد، بن عمران القرشي، كتاب
صالح بن عقبة الأسدي (ر 534). 9 - القاسم بن الربيع بن بنت زيد الشحام، فروى
النجاشي عن ابن نوح السيرافي، عن الحسين بن علي بن سفيان، عن جعفر بن محمد بن مالك
الفزاري الكوفي، عن القاسم، بكتبه (ر 867). كما روى الشيخ في الفهرست (ص / ر)،
تفسير جابر بن يزيد الجعفي، بإسناده عن ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، ومحمد
بن جعفر الرزاز، عن القاسم بن الربيع. 10 - محمد بن أبي يونس تسنيم بن الحسن بن
يونس أبو طاهر الوراق الحضرمي الكوفي، الذي قال النجاشي فيه (ر 895): ثقة، عين صحيح
الحديث، روى عنه العامة والخاصة، وقد كان أبا الحسن العسكري (عليه السلام)، ثم روى
كتبه (ر 895) عن شيخه ابن الجندي، عن ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري،
عنه.
________________________________________
1 - الإمامة والتبصرة: ص 115 / ح 103، كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 441 ]
[... ] 11 - مالك السلولي، وقد جعل الشيخ مالك بن الحصين السلولي من
أصحاب الصادق (عليه السلام)، فروى الصدوق في كمال الدين (1)، بإسناده عن عبد الله
بن جعفر الحميري الثقة، عنه، عن مالك السلولي، عن درست بن عبد الحميد، حديث اللوح
الذي رآه جابر الأنصاري عند سيدة النساء (عليها السلام). ورواه أبو جعفر الباقر
(عليه السلام). قلت: وقد روى الصدوق في هذا الباب طرق حديث اللوح النازل من السماء،
كما أحصيناه طرقه، وطرق ساير المشايخ إليه في كتاب مفرد، وتقدم في هذا الجزء ذكر
طرق حديث اللوح. 12 - جعفر بن إسماعيل الهاشمي، فروى في كمال الدين (2)، عن جماعة،
عن ابن همام، عنه، عنه حديث تأويل الشجرة المباركة في القرآن بمحمد وأوصيائه (عليهم
السلام). 13 - أحمد بن الحسين، روى عنه محمد بن يحيى، عنه عن محمد بن عبد الله، كما
في اصول الكافي (3). 14 - بشار بن أحمد البصري، فروى الكليني في اصول الكافي (4)
باب النص على أبي محمد (عليه السلام)، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن
بشار بن أحمد البصري.
________________________________________
1 - كمال الدين: 2 - كما الدين: 3 - الكافي: ج 1 / ص 343 / ح 31. 4 -
الكافي: ج 1 / ص 325 / ح 2 و 3. (*)
________________________________________
[ 442 ]
[... ] 15 - موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، فروى الكليني في اصول
الكافي، عنه، عنه، عن موسى بن جعفر بن وهب، عن علي بن جعفر (عليه السلام)، عن أبي
الحسن (عليه السلام). والنعماني في الغيبة (1)، عن محمد بن همام، عنه، عنه. 16 -
علي بن العباس بن عامر، فروى الكليني في اصول الكافي (2)، عن الحسين بن محمد وغيره،
عن جعفر بن محمد، عن علي بن العباس بن عامر، عن موسى بن هلال الكندي، عن عبد الله
بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام). ورواه النعماني في الغيبة (3)، عن محمد بن
همام، عنه، عنه. 17 - إسحاق بن إبراهيم الدينوري، فروى الكليني في الاصول (4)، عن
محمد بن يحيى، عنه، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري. 18 - يحيى بن سالم
الفراء، كان من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وروى الصفار في بصائر الدرجات (5)، عن
محمد بن أحمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن يحيى بن سالم الفراء، عن أبي عبد
الله (عليه السلام). 19 - إسحاق بن سنان، كما في الغيبة للنعماني (6)، عن محمد بن
همام، عنه، عن إسحاق بن سنان، عن عبيد بن خارجة.
________________________________________
1 - الغيبة للنعماني: 2 - الكافي: ج 1 / ص 342 / ح 260. 3 - الغيبة
للنعماني: 4 - الكافي: ج 1 / ص 411 / ح 2. 5 - بصائر الدرجات: 6 - الغيبة للنعماني:
(*)
________________________________________
[ 443 ]
[... ] 20 - محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، الثقة العدل من أصحاب
الصادق (عليه السلام)، كما في غيبة النعماني (1)، عن محمد بن همام، عنه، عنه. 21 -
عبد الله بن عامر القصباني، كما في غيبة النعماني (2)، عن محمد بن همام، عنه، عنه.
22 - عباد بن يعقوب، كما في غيبة النعماني (3)، عن محمد بن همام، عنه، عنه، وكثيرا.
23 - الحسن بن محمد بن سماعة، الفقيه الثقة، كما في غيبه النعماني (4)، عن محمد بن
همام، عنه، عنه. 24 - أحمد بن ميثم، كما في غيبة النعماني (5)، عن محمد بن همام،
عنه، عنه. 25 - محمد بن أحمد المديني، كما في غيبة النعماني (6)، عن محمد بن همام،
عنه، عنه، عن علي بن أسباط. 26 - عمر بن طرخان، كما في غيبة النعماني (7)، عن محمد
بن همام، عنه، عنه، عنه.
________________________________________
1 - الغيبة للنعماني: 2 - الغيبة للنعماني: 3 - الغيبة للنعماني: 4 -
الغيبة للنعماني: 5 - الغيبة للنعماني: 6 - الغيبة للنعماني: 7 - الغيبة للنعماني:
(*)
________________________________________
[ 444 ]
[... ] 27 - أحمد بن علي الجعفي، كما في غيبة النعماني (1)، عن محمد بن
همام، عنه، عنه. 28 - علي بن عاصم، شيخ الشيعة في وقته، كما في غيبة النعماني (2)،
عن محمد بن همام، عنه، عنه. 29 - محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، الثقة، كما في غيبة
النعماني (3)، عن محمد بن همام، عنه، عنه. 30 - الحسن بن علي بن يسار الثوري، كما
في غيبة النعماني (4)، عن محمد بن همام، عنه، عنه. 31 - الحسن بن وهب، كما في غيبة
النعماني (5)، عن محمد بن همام، عنه، عنه. 32 - محمد بن نعمة السلولي، كما في غيبة
الطوسي (6)، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عنه، عنه. 33 - سيار بن محمد البصري، كما
في غيبة الطوسي (7).
________________________________________
1 - الغيبة للنعماني: 2 - الغيبة للنعماني: 3 - الغيبة للنعماني: 4 -
الغيبة للنعماني: 5 - الغيبة للنعماني: 6 - الغيبة للطوسي: ص 139 / ح 103. 7 -
الغيبة للطوسي: ص 198 / ح 163. (*)
________________________________________
[ 445 ]
[... ] 34 - أحمد بن هلال، كما في غيبة الطوسي (1). 35 - علي بن بلال
البصري، الثقة، شيخ فقهاء الشيعة، كما في غيبة الطوسي (2). 36 - محمد بن معاوية بن
حكيم، كما في غيبة الطوسي (3). 37 - الحسن بن أيوب بن نوح، كما في غيبة الطوسي (4).
38 - أحمد بن أبي نعيم، كما في غيبة الطوسي (5)، عن جماعة، عن التلعكبري، عن علي بن
حبشي، عنه، عنه. 39 - أحمد بن الحسين، كما في اصول الكافي (6). 40 - علي بن الحسن
بن فضال، الثقة الجليل، كما في اصول الكافي وكمال الدين (7). 41 - محمد بن إسماعيل
البرمكي، كما في كمال الدين (8)، فروى عن أبي الفرج المظفر بن أحمد، عنه، عنه.
________________________________________
1 - الغيبة للطوسي: ص 357 / ح 319. 2 - الغيبة للطوسي: ص 357 / ح 319. 3
- الغيبة للطوسي: ص 357 / ح 319. 4 - الغيبة للطوسي: ص 357 / ح 319. 5 - الغيبة
للطوسي: ص 467 / ح 486. 6 - الكافي: ج 1 / ص 343 / ح 31. 7 - الكافي: ج 1 / ص 333 /
ح 3، كمال الدين: 8 - كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 446 ]
[... ] 42 - محمد بن الحسين بن زيد الزيات، فروى الصدوق في الكمال، عن
حمزة بن القاسم بن العلوي العباسي، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري، وفيه:
فأتمهن إلى القائم اثنى عشر إماما (1). ورواه بطريق آخر فيه (2)، عنه حديث وجوب
الإقرار بالغيب. وفي الخصال (3) باب الخمسة حديث أن الكلمات التي تلقاها آدم من
ربه، وابتلى بها إبراهيم هي أسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
43 - الحسن بن محمد بن سماعة الواقفي، الثقة، كما في الكمال (4)، عن محمد بن همام،
عنه، عنه، حديث نزول الإمامة والخلافة من السماء لأوصياء رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، وحديث سلام النبي (صلى الله عليه وآله) لولده الباقر (عليه السلام). 44 -
جعفر بن محمد المكفوف، فورى الكليني في اصول الكافي (5) باب الإشارة والنص على صاحب
الدار (عليه السلام)، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد بن محمد الكوفي، عن جعفر بن
محمد المكفوف، وأيضا في باب تسمية من رآه (عليه السلام) (6) عنه، عنه، عنه. وأيضا
في باب النهي عن الاسم (7)، عن عدة من أصحابنا، عن
________________________________________
1 - كمال الدين: 2 - كمال الدين: 3 - الخصال: ص 304 / ب 5 / ح 84. 4 -
كمال الدين: 5 - الكافي: ج 1 / ص 328 / ح 4. 6 - الكافي: ج 1 / ص 332 / ح 12. 7 -
الكافي: ج 1 / ص 333 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 447 ]
[... ] جعفر بن محمد، عن ابن فضال. 45 - الحسن بن محمد الصيرفي، كما في
اصول الكافي (1) في الغيبة، روى عنه، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن صالح بن خالد،
روى عنه: محمد بن يحيى والحسن بن محمد. ورواه النعماني في الغيبة (2)، عن محمد بن
يحيى والحسن بن محمد، جميعا عنه، عنه. وأيضا، عن محمد بن همام، عنه، عنه، في الغيبة
(3) 46 - القاسم بن إسماعيل الأنباري، كما في اصول الكافي (4) عن الحسين بن محمد،
عنه، عنه. وروى في باب التمحيص منه (5)، عنه، عنه محمد بن يحيى والحسن بن محمد. وفي
غيبة النعماني (6) عن محمد بن يحيى والحسن بن محمد، عنه، عنه. 47 - الحسن بن
معاوية، كما في اصول الكافي باب في الغيبة، عن محمد بن يحيى، عنه، عنه. وفي غيبة
النعماني نحوه كثيرا (7). 48 - موسى بن جعفر البغدادي، كما في اصول الكافي باب في
الغيبة، عن علي بن محمد، عنه، عنه.
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 335 / ح 1. 2 - الغيبة للنعماني: 3 - الغيبة
للنعماني: 4 - الكافي: ج 1 / ص 339 / ح 12. 5 - الكافي: ج 1 / ص 370 / ح 2. 6 -
الغيبة للنعماني: 7 - الكافي: ج 1 / ص 341 / ح 22، الغيبة للنعماني:. (*)
________________________________________
[ 448 ]
[... ] 49 - إسحاق بن محمد البصري، فروى الصدوق في الكمال، عن أبيه، كما
في الإمامة والتبصرة، عن سعد بن عبد الله، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن
إسحاق بن محمد الصيرفي، عن يحيى بن المثنى العطار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن
زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " يفقد الناس إمامهم، فيشهد
الموسم، فيراهم، ولا يرونه ". ورواه أيضا عن أبيه وعن ابن الوليد ومحمد بن موسى بن
المتوكل وابن ماجيلويه وأحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن جعفر بن محمد. الحديث نحوه
(1). ورواه الكليني في اصول الكافي باب في الغيبة، عن محمد بن يحيى، عن جعفر بن
محمد، الحديث، مثله. ورواه النعماني في الغيبة، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى،
عن جعفر بن محمد، عن يحيى بن المثنى، الحديث نحوه (2). وروى الشيخ في الغيبة، عن
جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن إسحاق بن محمد، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف، قال
قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، وذكر القائم (عليه السلام)، فقال: " ليغيين عنهم،
حتى يقول الجاهل، ما لله في آل محمد حاجة " (3). 50 - الحسن بن راشد أبو علي
البغدادي، الثقة من أصحاب الجواد
________________________________________
1 - كمال الدين:، الامامة والتبصرة: ص 162 / ح 126، كمال الدين: 2 -
الكافي: ج 1 / ص 337 / ح 6. 3 - الغيبة للطوسي: ص 34 / ح 290. (*)
________________________________________
[ 449 ]
[... ] والهادي (عليهما السلام)، فروى الصدوق في الخصال بإسنادين، عن
علي بن جعفر البغدادي، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن الحسن بن راشد، حديث قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صنفان من امتي لا نصيب لهما في الإسلام، الغلاة،
والقدرية " (1). 51 - محمد بن حميد، من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، فروى
في الخصال (2) باب السبعة، عن شيخه علي بن أحمد بن موسى، عن حمزة بن القاسم العلوي
العباسي، عن جعفر بن مالك الكوفي، عن محمد بن حميد، حديث محاجة علي (عليه السلام)
يوم القيام بسبع خصال. 52 - خيران بن داهر، (الخادم الثقة - ظ)، فروى في الخصال (3)
أبواب الخمسين فما فوقه، عن شيخه علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه)، عن محمد بن
أبي عبد الله الكوفي، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن خيران بن داهر، حديث
رسالة علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى بعض أصحابه في الحقوق. 53 - أحمد بن سلامة
الغنوي، فروى المفيد في الأمالي (4)، عن شيخه عمر بن محمد بن علي الصيرفي أبي حفص
المعروف بابن الزيات، عن أبي علي محمد بن همام الأسكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك،
عن أحمد بن سلامة الغنوي، عن محمد بن الحسين العامري، حديث وصية أمير المؤمنين
(عليه السلام) عند شهادته.
________________________________________
1 - الخصال: ص 72 / ب / ح 109. 2 - الخصال: ص 363 / ب 7 / ح 53. 3 -
الخصال: ص 564 / ب 50 / ح 4 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 450 ]
[... ] 54 - أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي الصوفي الكوفي، الثقة، من
مشايخ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني، الثقة العظيم، كما تقدمت
ترجمته في باب أحمد، فروى المفيد في الأمالي، عن أبي عمرو عثمان بن أحمد الدقاق
اجازة، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن يحيى الأودي، حديث قول الإمام الحسين
(عليه السلام): " ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة الأبوأه
الله بها في الجنة حقبا "، وحديث رؤية أحمد بن يحيى الأودي الحسين (عليه السلام) في
المنام وسؤاله عن الحديث وقوله (عليه السلام): " نعم ". ثم قال: قلت: سقط الإسناد
بيني وبينك (1) ؟ وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام)
(2) بإسناده، عن عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن يحيى الصوفي، فضائل الحسين
(عليه السلام). وقد سبق في ترجمته (3) أن أحمد بن مالك الفزاري، روى عنه كتابه:
(دلائل النبي (صلى الله عليه وآله)). 55 - أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، فروى ابن
قولويه في كامل الزيارات (4)، عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك
الفزاري، عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي.
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - تاريخ دمشق: ترجمة الإمام الحسين / ص 3 - تهذيب
المقال: 4 - كامل الزيارات: ص 73 / ب 71 / ح 12. (*)
________________________________________
[ 451 ]
[... ] 56 - محمد بن حمدان المدائني، فروى ابن قولويه في الكامل (1)، عن
ابن همام، عنه، عنه عن زياد القندي. 57 - أحمد بن مدين، من ولد مالك بن الحارث
الأشتر، فروى الصدوق في علل الشرايع (2)، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن جعفر
بن محمد بن مالك، عن أحمد بن مدين من ولد مالك بن الحارث ابن الأشتر. 58 - سعد بن
عمرو، فروى الطوسي في الأمالي (3)، عن ابن همام عنه، عنه، عن الحسن بن ضوء، عن أبي
عبد الله (عليه السلام). 59 - يوسف الأبزاري، فروى الكليني في اصول الكافي (4) باب
أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون ليلة الجمعة بالعلم، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
أبي زاهر، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن يوسف الأبزاري، عن المفضل، عن أبي عبد الله
(عليه السلام). 60 - الحسن بن محمد بن أبي نصر البزنطي، فروى الشيخ في المصباح
إستحباب زيارة الحسين (عليه السلام) يوم النصف من رجب، عن جماعة، عن ابن قولويه، عن
ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن محمد بن أبي نصر، - قال: وقال
غيره: عن أحمد بن محمد بن أبي نصر -، قال: سئلت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)...،
الحديث (5).
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 250 / ب 82 / ح 6. 2 - علل الشرايع: 3 - الأمالي
للطوسي: 4 - الكافي: ج 1 / ص 254 / ح 2. 5 - مصباح المتهجدين: ص 743. (*)
________________________________________
[ 452 ]
[ وسمعت من قال: كان أيضا فاسد المذهب (1)، والرواية (2). ] 7 - فساد
مذهبه وغلوه (1) الظاهر أن القائل هو ابن الغضائري المتقدم قوله (وكان في مذهبه
إرتفاع)، بل الظاهر أن التصريح بالتضعيفات لجعفر الفزاري، من ابن الغضائري، وإلا
فأصل التضعيفات إستثناء ابن الوليد ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، عن جماعة
هو أحدهم، وقد عرفت حاله. وسيأتي تحقيقه إن شاء الله في ترجمته. ولا أدري كيف يتجرأ
بالرمي بالغلو، والارتفاع وفساد المذهب، بروايات تقصر الأفهام الساذجة عن درك
معانيها العالية، وتكون رواياته في الإمام الحجة بقية الله تعالى في العالمين
أرواحنا له الفداء بأنظار بعض أعاجيب ؟ ! وكيف يحدس وستظهر من أمثال هذه الروايات
البعيدة عن أفهام جماعة، كونه غاليا فاسد المذهب، مرتفعا، واضعا لنصر المذهب الفاسد
وضعا، لا يبالي به، إجتماع خلال الوضاعين وعيوبهم فيه، كما تقدم عن ابن الغضائري،
في قبال النص على عدم كونه غاليا، إذ قد روى عن الأئمة (عليهم السلام)، عن رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " إن الغلاة لا نصيب لهم في الإسلام ". كما تقدم. 8 -
فساد رواياته (2) إن ظاهر توصيفه بفساد الرواية، عموم الفساد لرواياته، وهو غير
مقصود إن شاء الله، قطعا، كيف وهو غير معقول، لا يسمع من مدعيه مع الحجة، فضلا عن
الإسناد والدعوى، بلا إشارة إلى البينة التي إعتمد عليها.
________________________________________
[ 453 ]
[ ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة، أبو علي بن همام (1)، ]
وكفى المدعي وهنا، في دعواه، رواية أعلام الطائفة من معاصريه وأجلاء الرواة الثقات
الخبراء، عنه، وكيف لا وهو مطعون في نفسه، لا يوجب تضعيفه، وهنا في رواياتهم عنه.
على إن ما وجد في رواياته من بعض الأعاجيب بنظر بعض، ليس بأعجب من روايات المشايخ
ومنهم الصدوق نظائر حديث رد الشمس لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن رواة الشيعة،
ولم يطعنوا فيهم بمثل ما طعن به جعفر بن محمد هذا. وليس رواية جعفر بن محمد الفزاري
حديث اللوح بإنفراده عجيبا، فضلا عن رواية المشايخ بطرقهم حديث اللوح كما في الكمال
للصدوق (1). 9 - من روى عنه الحديث (1) إن كلام الماتن يعطي التعجب من رواية
الشيخين العظيمين عن جعفر ابن محمد الكوفي الفزاري، مع شدة ضعفه في حديثه، ووضعه
الحديث، وروايته عن المجاهيل، وكونه فاسد المذهب والرواية، وأن كل عيوب الضعفاء
مجتمعة فيه، فلا يمكن خفاء أمره عليهما، وهما من أعاظم عصره والخبيرين بالرواة
والروايات، فكيف يروي مثلهما في الورع والأتقان في الحديث عن مثله، وهو في غاية
الضعف ؟ وليس كلامه ناظرا إلى التأمل في التضعيفات، والا قال: (ولا أدري كيف، وقد
روى عنه شيخنا...)، مشعرا بالوهن في التضعيفات. وحينئذ نقول: إن رواية العلمين مع
مالهما من الورع والإتقان،
________________________________________
1 - كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 454 ]
[ وشيخنا الجليل، الثقة، أبو غالب الزراري، رحمهما الله، وليس هذا موضع
ذكره (1). ] وخبرويتهما، تدل على وهن التضعيفات ممن تأخر عنه، فإن أهل عصره أولى
بالمعرفة بحال، على أن التضعيفات لم تكن معتضدة بحجة، كما عرفت، بل الإمارات على
خلافها كثيرة. بل نقول: قد روى عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري، جماعة
كثيرة من الثقات الأثبات. ويعرف بذلك عدم صحة شئ من التضعيفات، كما يدل عليها نفس
ما رواه عند التأمل التام. وسنشير إلى أسماء ممن رووا عنه. وقد روى المشايخ،
الكليني، والصدوق، والشيخ، والنعماني، وغيرهم، كثيرا عن محمد بن همام أبي علي
الأسكافي، عن جعفر هذا. وإن رواية الصدوق في كتبه عنه تشهد بعدم موافقته لشيخه ابن
الوليد في تضعيفه، كما في محمد بن عيسى. (1) قال أبو غالب الزراري في رسالته في آل
أعين، في ذكر مشايخه الذين سمع وروى عنهم: وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز،
وكان كالذي رباني، لأن جدي محمد بن سليمان حين أخرجني من الكتاب جعلني في البزازين
عند ابن عمه، الحسين بن علي بن مالك، وكان أحد فقهاء الشيعة وزهادهم. وظهر بعد موته
من زهده مع كثرة ما كان يجري على يده، أمر عجيب ليس هذا موضع ذكره (1). قلت: وربما
يظن سقط من كلام الماتن قبل قوله: (وليس هذا موضع ذكره)، فإن هاهنا محل ذكر موجب
الإجتناب عن روايته، فتدبر.
________________________________________
1 - شرح رسالة أبي غالب الزراري للمؤلف: ص 39. (*)
________________________________________
[ 455 ]
[... ] ونشير الآن إلى بعض من روى عنه: 1 - أبو غالب الزراري، أحمد بن
محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الكوفي، الثقة، الذي قال
النجاشي فيه في ترجمته المتقدمة: (وكان أبو غالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم) (1)،
وفي المقام: (شيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري). وقال الشيخ في الفهرست (ص 31 /
ر 84): وكان شيخ أصحابنا في عصره، وأستاذهم، وثقتهم، وفقيههم. وفي رجاله (ص 443 / ر
34): جليل القدر، كثير الرواية، ثقة، روى عنه التلعكبري.... وقد تقدمت ترجمته (2)،
وفصلناها في " تاريخ آل زرارة "، وأيضا في " الشرح على رسالته في آل أعين " (3).
وقال الحسين بن عبيدالله الغضائري فيه: الشيخ الصالح، كما في الرسالة. وقال أبو
غالب في رسالته: ومات جدي محمد بن سليمان في غرة المحرم سنة ثلاثمائة، فرويت عنه
بعض حديثه، وسمعي [ سمعني ] من عبد الله بن جعفر الحميري... وسمعت أنا بعد ذلك من
عم أبي علي بن سليمان، ومن خال أبي محمد بن جعفر الرزاز، وعن أحمد بن إدريس القمي
وأحمد بن محمد العاصمي وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز، وكان كالذي رباني،
لأن جدي محمد بن سليمان حين أخرجني من الكتاب جعلني في البزازين عند ابن عمه الحسين
بن علي بن
________________________________________
1 - تهذيب المقال: 2 - تهذيب المقال: ج 3 3 - تاريخ آل زرارة للمؤلف: ص،
شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 102. (*)
________________________________________
[ 456 ]
[... ] مالك، وكان أحد فقهاء الشيعة وزهادهم، وظهر بعد موته من زهده مع
كثرة ما يجري على يده، أمر عجيب، ليس هذا موضع ذكره.... قلت: إن مدح أبي غالب لشيخه
الفزاري بقوله: (وكان كالذي رباني...) عند ذكره مع ساير مشايخه الأجلاء الأعاظم،
يشير إلى منزلته. 2 - محمد بن همام، أبو علي الأسكافي البغدادي، الكاتب، الجليل،
الثقة، الذي وثقه الشيخ. وقال النجاشي فيه (ر 1035): شيخ أصحابنا، ومتقدمهم، له
منزلة عظيمة، كثير الحديث.... فقد أكثر الرواية عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري
الكوفي البزاز، عن الرجال. وهو الذي روي عنه حديث تأويل الشجرة المباركة في القرآن
بآل محمد (عليهم السلام)، كما في الكمال (1)، وروى الشيخ المفيد في الأمالي (2)
عنه، عنه، عن أحمد بن سلامة الغنوي، حديث وصية أمير المؤمنين (عليه السلام). 3 -
محمد بن يحيى العطار الأشعري القمي، الثقة، الجليل من أعاظم مشايخ الكليني ونظرائه،
الذي قال النجاشي فيه (ر 949): شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الحديث. وقد
أكثر الرواية عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز الكوفي، في ساير الأبواب.
وروى الصدوق عنه، عنه، عن عباد بن يعقوب في العلل، في خلق آدم (3).
________________________________________
1 - كمال الدين: 2 - الأمالي للمفيد: 3 - علل الشرايع: (*)
________________________________________
[ 457 ]
[... ] وروى الكليني عن محمد بن يحيى، عنه، في الكافي كثيرا (1). 4 -
جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، الفاضل، من مشايخ الحديث الثقات، فقد روى عنه كما
في الكمال (2)، عن العمركي بن علي البوفكي، الثقة، حديث فضل إنتظار الإمام القائم
(عليه السلام). 5 - حمزة بن القاسم العلوي العباسي، من مشايخ سعد بن عبد الله وشيخ
إجازة التلعكبري، فروى الصدوق في الكمال (3)، عنه، عنه، عن محمد بن الحسين بن زيد
الزيات، حديث تأويل كلمات تلقاها آدم من ربه، وابتلا إبراهيم بها فأتمهن بمحمد وآله
الطاهرين (عليهم السلام). وروى أيضا في علل الشرايع (4)، عن علي بن أحمد بن محمد
(رضي الله عنه)، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري
الكوفي، عن محمد بن الحسين بن زيد الزيات حديث علل تكبيرات الصلاة. 6 - سعد بن عبد
الله الأشعري القمي، من أصحاب العسكري (عليه السلام) والمتشرف بزيارة الإمام الغائب
(عليه السلام) في حياة أبيه، الذي وثقه الأصحاب، وقال النجاشي فيه (ر 467): (شيخ
هذه الطائفة، وفقيهها، ووجهها). فروى في الكمال عنه، عنه، وأيضا فيه، عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 335 / ح 1، وص 337 / ح 6، وص 338 / ح 9 و 11، وص
343 / ح 31، وص 370 / ح 2 و 3، وص 411 / ح 2. 2 - كمال الدين: 3 - 4 - (*)
________________________________________
[ 458 ]
[... ] جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن علي بن الحسن بن فضال، عن
الريان بن الصلت، قال: سمعته يقول سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام)، عن القائم
(عليه السلام)، فقال: " لا يرى جسمه، ولا يسمى بإسمه ". ورواه الصدوق الأول في
الإمامة والتبصرة، عن سعد، عنه، عنه (1). 7 - أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القمي،
من أصحاب العسكري (عليه السلام) الذي قال النجاشي فيه (ر 228): (كان ثقة، فقيها في
أصحابنا، كثير الحديث، صحيح الرواية...). فروى الصدوق في الكمال في المقدمة (2)، عن
شيخه الثقة الجليل الحسن بن إدريس، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن
الحسين بن زيد حديث لزوم الإقرار بالغيب. وأيضا فيه (3) حديث طول الغيبة، عنه، عنه،
عن إسحاق بن محمد الصيرفي. وأيضا بعده (4)، عنه، عنه، عنه، عن عباد بن يعقوب. 8 -
عبد الله بن جعفر الحميري القمي، الثقة من أصحاب الهادي والعسكري (عليهما السلام)،
الذي قال النجاشي فيه (ر 573): (شيخ القميين، ووجههم)، فقد روى عن جعفر بن محمد
الفزاري الكوفي كثيرا، بل هو الذي روى عن جعفر بن
________________________________________
1 - كمال الدين:، الإمامة والتبصرة: ص 117 / ح 110. 2 - كمال الدين: 3 -
كمال الدين: 4 - كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 459 ]
[... ] محمد الفزاري الكوفي حديث اللوح النازل من السماء. فروى الصدوق
حديث اللوح في العيون في الصحيح، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن جعفر بن محمد بن
مالك الفزاري الكوفي. وأيضا في الكمال. ورواه أيضا بطرق غير هذا الطريق. ورواه
الطوسي في الغيبة، عنه، عنه (1). وقد أحصينا طرق مشايخ الحديث كالكليني، والشيخ،
والصدوق، والمفيد، والنعماني، إلى حديث اللوح في كتاب مفرد. 9 - محمد بن معقل
القرميسني، فروى في الكمال نص الإمام الهادي (عليه السلام)، على صاحب الأمر (عليه
السلام)، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عنه، عنه، عن إسحاق بن محمد بن أيوب، عن أبي
الحسن علي بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: " صاحب هذا الأمر من يقول الناس إنه
لم يولد بعد " (2). 10 - محمد بن الحسين بن درست، أبو جعفر السروى، فروى في الكمال
(3)، عنه، عنه، عن محمد بن عمران الكوفي، حديث الصحيفة بإملاء رسول الله (صلى الله
عليه وآله) وخط أمير المؤمنين (عليه السلام) في أسماء الأوصياء (عليهم السلام). 11
- علي بن جعفر البغدادي، فروى الصدوق في الخصال بإسنادين، عنه، عن جعفر بن محمد بن
مالك الكوفي، عن الحسن بن راشد، عن علي بن سالم،
________________________________________
1 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام):، كمال الدين:، الغيبة: ص 139 / ح
103. 2 - كمال الدين: 3 - كمال الدين: (*)
________________________________________
[ 460 ]
[... ] عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما
السلام): " أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه،
ويصدقه على قوله، إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام): أن رسول الله (صلى
الله عليه وآله) قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام، الغلاة، والقدرية "
(1). قلت: والعجب من ابن الغضائري ونحوه حيث ضعفوا جعفر بن محمد الكوفي هذا بالغلو،
وهو راوي هذا الحديث. 12 - محمد بن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن عون الكوفي، أبو
الحسين الأسدي، الثقة، الذي قال النجاشي فيه (ر 1023): (كان ثقة صحيح الحديث). فروى
الصدوق في الخصال (2) حديث الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام)، وهو رسالته
إلى بعض أصحابه في الحقوق، عن شيخه علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري. 13 - الحسين بن علي بن سفيان البزوفري،
الثقة الجليل العظيم، فروى النجاشي كتب القاسم بن الربيع (ر 867) عنه، عن جعفر بن
محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عنه، كتبه. 14 - علي بن سليمان، فروى الشيخ الطوسي في
الأمالي (3)، عن المفيد، عن علي بن بلال المهلبي، عن علي بن سليمان، عن جعفر بن
محمد بن مالك، عن محمد
________________________________________
1 - الخصال: ص 72 / ب / ح 109. 2 - الخصال: ص 564 / ب / ح 50. 3 -
الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 461 ]
[... ] ابن المثنى، عن أبيه. 15 - أحمد بن أبي زاهر موسى، أبو جعفر
الأشعري القمي، الذي كان وجها بقم، وكان محمد بن يحيى العطار، المتقدم الذي كان شيخ
أصحابنا في زمانه، ثقة، عينا، كثيرا، من أخص أصحابه، وقد تقدمت ترجمته في المجلد
الثالث (1). وقد روى الكليني في اصول الكافي (2)، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي
زاهر، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن يوسف الأبزاري. 16 - الحسين بن محمد بن عامر
الأشعري، الثقة الجليل، فروى الكليني في اصول الكافي أن الأئمة (عليهم السلام) لم
يفعلوا ولا يفعلوا إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه، لا يتجاوزونه، عن محمد بن
يحيى والحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين بن علي... وأيضا روى
عنهما، عن جعفر بن محمد، عن الحسن بن معاوية، في الكافي (3). وعن الحسين بن محمد،
عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن اسماعيل الأنباري، فيه (4). وعنه أو غيره، عن جعفر
بن محمد، عن علي بن العباس بن عامر، فيه (5). 17 - علي بن محمد من مشايخ الكليني،
الجليل فروى في اصول الكافي النص على أبي محمد العسكري (عليه السلام) من أبيه، عن
علي بن محمد، عن جعفر
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 2 - الكافي: ج 1 / ص 279 / ح 1. 3 - الكافي: ج 1
/ ص 338 / ح 11. 4 - الكافي: ج 1 / ص 339 / ح 12. 5 - الكافي: ج 1 / ص 342 / ح 26.
(*)
________________________________________
[ 462 ]
[ له كتاب غرر الأخبار، وكتاب أخبار الأئمة (عليهم السلام) ومواليدهم
(1)، ] ابن محمد الكوفي، عن بشار ابن أحمد البصري (1). وأيضا فيه (2) النص على صاحب
الدار (عليه السلام) عنه، عنه، عن جعفر بن محمد المكفوف. وأيضا فيه (3) عنه، عنه،
عن موسى بن جعفر البغدادي. 18 - عدة من أصحابنا، كما في باب النهي عن الإسم من
الكافي (4). 19 - الحسن بن محمد، فروى الكليني في اصول الكافي (5)، باب في الغيبة،
عن محمد بن يحيى والحسن بن محمد، جميعا عنه، عن الحسن بن محمد الصيرفي. 20 - علي بن
الحسين بن أبي طاهر الطبري، أبو الحسن السمرقندي، الثقة، الوكيل، ذكره الشيخ في
الفهرست (ص 184 / ر 807)، وقال: روى عن أبي جعفر الأسدي، وعن جعفر بن محمد بن مالك،
وهو من غلمان العياشي.... وقال أيضا فيمن لم يرو عنهم من رجاله (ص 487 / ر 5): علي
بن الحسين بن علي، يكنى أبا الحسن بن أبي طاهر الطبري، من أهل سمرقند. ثقة. وكيل.
يروي عن جعفر بن محمد بن مالك وعن أبي الحسين الأسدي. 10 - كتبه والطرق إليها وإلى
رواياته قال الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر 136): له كتاب النوادر. أخبرنا به
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 325 / ح 2. 2 - الكافي: ج 1 / ص 328 / ح 3، وص 332
/ ح 12. 3 - الكافي: ج 1 / ص 341 / ح 22. 4 - الكافي: ج 1 / ص 333 / ح 3. 5 -
الكافي: ج 1 / ص 335 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 463 ]
[ وكتاب الفتن والملاحم. أخبرنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن إبراهيم بن
أبي رافع، عن محمد بن همام، عنه بكتبه. وأخبرنا أبو الحسن بن الجندي، عن محمد بن
همام، عنه. ] جماعة من أصحابنا، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي
بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك. قلت: طرق النجاشي، والشيخ، والصدوق إليه صحيحة.
ثم إنه قد روى النجاشي عدة من الاصول والمصنفات وكتب أصحابنا بإسناده إلى جعفر بن
محمد بن مالك الكوفي الفزاري، عنهم، لا بأس بالإشارة إليها، ومنها: 1 - كتاب أحمد
بن يحيى الأودي (ر 195). 2 - وكتاب جابر بن يزيد الجعفي (ر 332)، عن محمد بن همام
عنه. ورواه الشيخ في الفهرست أيضا عنه (ص 45 / ر 147). 3 - وكتاب صالح بن عقبة بن
خالد الأسدي (ر 534). 4 - وكتاب عبد الله بن هليل (ر 611) رواه عن ابن الجندي، عن
ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن الحسن بن فضال.... 5 - كتاب عنبسة
بن بجاد العابد الأسدي (ر 822)، الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام). رواه عن ابن
همام، عنه، عن محمد بن الحسين. 6 - كتاب القاسم بن الربيع بن بنت زيد الشحام (ر
867)، رواه الحسين بن علي بن سفيان، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عنه.
وروى الكليني في روضة الكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن
________________________________________
[ 464 ]
[... ] القاسم بن الربيع الصحاف (1). ثم إن الشيخ روى في الأمالي (2)
بإسناده، عن أحمد بن عبد المنعم، عن عبد الله بن محمد الفزاري، عن عمرو بن شمر، عن
جابر. ويحتمل كون عبد الله بن محمد الفزاري أخا جعفر بن محمد الفزاري. تنبيه:
الموجود في أكثر الطرق إلى المصنفات والروايات: جعفر بن محمد، أو جعفر بن محمد
الكوفي، أو جعفر بن محمد بن مالك، أو جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي. وفي
بعضها مع زيادة (البزاز)، وفي بعضها من دون ذكر (الفزاري)، أو بدون الكوفي، بل في
الفهرست وفي رجال الشيخ لم يذكر (الفزاري)، بل قد عرفت ذكره في موضع من رجاله هكذا:
(جعفر بن محمد الكوفي)، وإن وجدنا في بعض ما رواه ذكر الفزاري، أو الكوفي. وقال ابن
حجر في لسان الميزان: جعفر بن مالك، روى عن حمدان بن منصور. روى عنه محمد بن يحيى
العطار. ذكره علي بن الحكم في رجال الشيعة، وأثنى عليه خيرا (3). وقال أيضا فيه:
جعفر بن محمد السنجاري، وجعفر بن محمد بن مالك بن محمد بن جعفر الفزاري (ثم ذكر
أسماء، ثم قال): ذكر العشرة أبو جعفر الطوسي
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 2 - الأمالي للطوسي: 3 - لسان الميزان: ج 2 / ص 121 / ر
506. (*)
________________________________________
[ 465 ]
[ - جعفر بن محمد بن جعفر: ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي
بن أبي طالب (عليه السلام) (1)، ] في رجال الشيعة (1). قلت: وما ذكره أخيرا ينافي
ظاهر ما في النجاشي من ذكره بعنوان: (ابن مالك بن عيسى بن سابور)، ولكن الظاهر مع
هذا: إتحاد الجميع والاقتصار، أو النسبة إلى الجد، غير عزيزة، لإتحاد من روى عنه،
ومن روى هو عنه. ثم إن الظاهر، كما أشرنا إليه غير مرة، سقط أسماء أو ترجمة أو بعض
الترجمة من المذكورين في فهرست الشيخ ورجاله، فيما وصل إلينا من النسخ، فقد كثرت
حكاية ابن حجر في لسانه عنهما ما لا يوجد في النسخ الواصلة إلينا، مع ظهور صحتها،
فتدبر. 1 - إجمال نسبه الشريف (1) هو الحسني أبا، واما لجده الحسن بن علي بن أبي
طالب صلوات الله عليهما. والحسيني اما، بامه فاطمة بنت أبي عبد الله (عليه السلام)،
زوجة الحسن المثنى بن الحسن (عليه السلام). والعلوي، والمحمدي، بإنتسابه إلى ام
محمد السيلق، وأخوته المحمدية العلوية: فاطمة بنت محمد بن القاسم بن محمد بن
الحنفيه، كما في أنساب المجدي (2) ثم بالإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب (عليهم السلام).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 123 / ر 515. 2 - الأنساب للمجدي: ص 82. (*)
________________________________________
[ 466 ]
[... ] وقد نسبه بتفصل جماعة منهم الماتن، وتبعه العلامة في الخلاصة،
وابن دواد في رجاله. وقال ابن حجر في لسان الميزان: جعفر بن محمد بن جعفر بن جعفر
بن الحسن بن الحسن بن علي (عليهما السلام). قال ابن النجاشي في شيوخ الشيعة. كان
وجها في الطالبيين، مقدما. ثقة. وكان مولده سنة 224، ومات سنة ثمان وخمسين
وثلاثمائة. وكان سمع من عيسى بن مهران، وعلي بن عديل، وغيرهما. روى عنه ابنه الحسن،
وابن الآخر أبو قيراط، ويحيى، والجعابي، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، ومحمد بن
العباس بن علي بن مروان، وآخرون (1). وروى الشيخ في الأمالي، عن جماعة، عن أبي
المفضل، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن جعفر بن حسن بن جعفر بن
حسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في رجب سنة سبع وثلاثمائة،
قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
(عليهم السلام) منذ خمس وسبعين سنة، قال: قال: حدثنا الرضا علي بن موسى (عليهما
السلام)...، الحديث (2). وأيضا فيه عنهم، عنه، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن
محمد بن جعفر بن حسن الحسيني في رجب سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدثني محمد ابن علي بن
الحسين...، الحديث (3).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 127 / ر 550. 2 - الأمالي للطوسي: 3 -
الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 467 ]
[... ] قلت: والاختلاف في تفصيل النسب في الكتب والروايات كثير. ولعل
الوضوح والاختصار وغيرهما، أوجبه. 2 - تفصيل أسماء رجال نسبه الشريف 1 - الحسن
المثنى، الجريح بكربلا: ابن الإمام السبط الأكبر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما
السلام)، كان من الرواة عن أبيه، وعن عمه، وعن ابن عمه الإمام السجاد وعن الإمام
أبي جعفر الباقر (عليهما السلام). ذكرنا رواياته عنهم، وعن امه فاطمة بنت الحسين
(عليهما السلام) وجماعة في " طبقات أصحابهم (عليهم السلام) ". وله روايات مليحة،
كثيرة ذكرناها في " أخبار الرواة ". قال الشيخ المفيد في الإرشاد في أولاد الحسن
(عليه السلام): الحسن بن الحسن بن علي أبي طالب (عليهما السلام)، ابنه، امه خولة
بنت منظور الفزارية. وأيضا بعده: وأما الحسن بن الحسن (عليه السلام)، فكان جليلا،
رئيسا، فاضلا، ورعا. وكان يلي صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقته. وكان
الحسن بن الحسن (عليه السلام) حضر مع عمه الحسين (عليه السلام) يوم الطف، فلما قتل
الحسين (عليه السلام) واسر الباقون من أهله (عليهم السلام)، جائه أسماء بن خارجة،
فإنتزعه من بين الاسارى. وقال: والله لا يصل إلى ابن خولة أبدا، فقال عمر بن سعد
(لعنه الله): دعوا لأبي حسان ابن اخته، ويقال: إنه اسر، وكان به جراح، قد اشفى منه
(1). قلت: قد مر ذكر سوء حال أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، في ترجمة
________________________________________
1 - الإرشاد: ص (*)
________________________________________
[ 468 ]
[... ] جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عند قول النجاشي فيه: مولى أسماء
بن خارجة ابن حصن الفزاري (1). وقال أبو نصر البخاري في سر السلسلة: وكان الحسن بن
الحسن بن علي (عليه السلام)، مع عمه في كربلاء، في جميع الروايات، سنة إحدى وستين.
حمل من المعركة جريحا، وأرادوا قتله، فمنع من ذلك أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة
ابن بدر الفزاري. وقال ابن زياد (لعنه الله): دعوا لأبي حسان ابن اخته. وقد ذكر
أصحاب المقاتل والسير وكتب الأنساب وغيرهم، شهود الحسن المثنى بالطف مع عمه،
واثخانه بالجراح، وإرادة الأعداء أخذ رأسه، ومنع أسماء بن خارجة عنه، ومداواته
لجرحه وبرئه ولحوقه بالمدينة، بل ذكروا ساير أحواله. وإن شئت فلاحظ عمدة الطالب
(2)، والإرشاد لشيخنا المفيد، وسر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري. كما إنهم
ذكروا حديث خطبته، وتزويجه بنت عمه فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام)، وحديث ولايته
صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، وما جرى عليه وما أصابه من الظلم من الأمويين
والمروانيين، والأمر بضربه مائة ضربة وقفة للناس، ثم قتله وحديث شهادته بالسم،
وإقامة فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) عند قبره إلى سنة تحت قبة تبكي، وهي تقوم
الليل وتصوم النهار، وغير ذلك من أخباره، وقد أحصيناها في " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 4 / 2 - عمدة الطالب: ص 100. (*)
________________________________________
[ 469 ]
[... ] وقد ذكره ابن سعد في الطبقات في الطبقة الثالثة من أهل المدينة،
والمزي في تهذيب الكمال بذكر من روى هو عنهم، وذكر من روى عنه، والبخاري في كتاب
الجنائز باب ما يكره من إتخاذ المساجد على القبور، وابن زهرة الحلبي في غاية
الإختصار (1)، وغيرهم. ورووا أنه لما كان من رأس السنة، قالت لمواليها: إذا أظلم
الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول صائحا: هل وجدوا ما
فقدوا ؟ فأجابه آخر: بل يئسوا، ثم إرتحلوا (فانقلبوا). 2 - أبو الحسن جعفر بن الحسن
المثنى: قال ابن عنبة في عمدة الطالب: ويكنى أبا الحسن، وكان أكبر اخوته سنا، وكان
سيدا فصيحا، يعد في خطباء بني هاشم. وله كلام مأثور. وحبسه المنصور مع إخوته، ثم
تخلص. وتوفي بالمدينة، وله سبعون سنة. وعقبه من ابنه: الحسن بن جعفر... (2). وقال
أبو نصر البخاري في سر السلسلة في أولاد الحسن المثنى: وولد له، من ام ولد تدعى
حبيبة، رومية، داود، وجعفر ابنا الحسن بن الحسن، أعقبا.
________________________________________
1 - الطبقات الكبرى: ج / ص، تهذيب الكمال: ج 6 / ص 89 / ر 1215، غاية
الإختصار: ص 41. 2 - عمدة الطالب: ص 184. (*)
________________________________________
[ 470 ]
[... ] وقال أيضا بعده: أبو الحسن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب (عليه السلام)، امه ام خالد، تدعى حبيبة، ام أخى داود بن الحسن. مات بالمدينة،
وهو ابن سبعين سنة. وكان لبيبا فصيحا. يعد في خطباء بني هاشم. وله كلام مأثور وهو
جد السيلقية الحسنية، حبسه المنصور، مع أخويه، لقصة له (1). وقال المجدي: وولد جعفر
بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وكان جعفر فصيحا، مات
بالمدينة، وله سبعون سنة، ست بنات... وأربعة رجال... والحسن (2). وذكره البيهقي في
لباب الأنساب (3) في نقيب مراغة. 3 - الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن (عليه
السلام): فقال أبو النصر البخاري في سر السلسلة: وله جعفر بن الحسن، الحسن بن جعفر
الحسن. امه عائشة بنت عرف بن الحارث بن الطفيل الأزدية... وولد الحسن بن جعفر محمد
السليق، امه مليكة بنت داود بن الحسن المثنى... (4). وقال المجدي: فولد الحسن بن
جعفر، وكان تخلف عن فخ مستعفيا، عدة بنات...، وخمسة أولاد ذكور، وهم: جعفر، و عبد
الله، ومحمد، وسليمان، وإبراهيم. فأما سليمان وإبراهيم فدرجا. وأما محمد فكان يدعى
السليق، امه
________________________________________
1 - سر السلسلة: ص 7 و 19. 2 - المجدي: ص 82. 3 - لباب الأنساب: ص 590.
4 - سر السلسلة: ص 109. (*)
________________________________________
[ 471 ]
[... ] بنت داود بن المثنى (1). وذكره البيهقي في لباب الأنساب في نقيب
مراغة، وقال: والعقب من جعفر بن الحسن بن الحسن (عليه السلام) رجل واحد، هو الحسن،
امه عائشة بنت عوف بن الحارث الأزدي. والعقب من الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب (عليه السلام): محمد، و عبد الله، وجعفر (2). وقال ابن عنبة: فأعقب
الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) من ثلاثة رجال:
عبد الله، وجعفر العذار، ومحمد السليق. 4 - جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن (عليه السلام): الملقب بالعذار جعفر الثاني، فقال في العمدة: وأما جعفر
العذار بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي أبي طالب (عليه السلام)، فولد
أبا الفضل محمدا، وأبا الحسن محمدا، وأبا أحمد محمدا، وأبا علي محمدا، وأبا العباس
محمدا، وجعفرا، وأبا الحسين محمدا... (3). وقال المجدي: فولد جعفر بن الحسن بن
الحسن (عليه السلام)، والحسن بن جعفر، فولد الحسن جعفر عدة بنات... وخمسة أولاد
ذكور، وهم: جعفر، و عبد الله، ومحمد... (4).
________________________________________
1 - المجدي: ص 82. 2 - لباب الأنساب: 3 - عمدة الطالب: ص 186. 4 -
المجدي: ص 82. (*)
________________________________________
[ 472 ]
[... ] وقال في الشجرة المباركة في أعقاب جعفر بن الحسن المثنى: وأما
جعفر بن الحسن المثى فعقبه من ابن واحد، إسمه الحسن الإخشيش، وللحسن هذا من
المعقبين ثلاثة، محمد السيلق، امه مليكة بنت دواد بن الحسن المثنى، وامها بنت زين
العابدين (عليه السلام)، و عبد الله، وجعفر الثاني. وقال بعده: وأما جعفر الثاني
ابن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، فله من الأولاد المعقبين ثلاثة، أبو الفضل
محمد، ظهر بالكوفة، وأخذ. وحبس، ومات في الحبس، وأبو الحسن محمد... (1). 5 - محمد
بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن (عليه السلام): أبو الحسين، أبو قيراط،
فقال في العمدة: ظهر أبو الفضل محمد بن جعفر بالكوفة، واخذ، فمات في الحبس بسر من
رأى. وله عقب. وأما أبو الحسن محمد بن جعفر، فيدعى أبا قيراط. وله عقب كثير، منهم
نقيب الطالبيين ببغداد أبو الحسن محمد الملقب بأبي قيراط أيضا، ابن جعفر المحدث بن
أبي الحسن محمد بن جعفر العذار، وابنه عبيدالله، يقال له: الشيخ، وابنه محمد الأزرق
بن عبيدالله بن أبي قيراط... ووقع أبو علي محمد، وأبو الحسن محمد ابنا جعفر العذار
إلى المغرب... (2). قلت: لم يذكر البخاري من ولد جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن،
محمدا، بل قال في ما تقدم: وولد الحسن بن جعفر محمد السيلق، امه مليكة بنت داود بن
الحسن المثنى....
________________________________________
1 - الشجرة المباركة: ص 36 و 40. 2 - عمدة الطالب: ص 186. (*)
________________________________________
[ 473 ]
[... ] كما أنه لم يذكر جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن
بن الحسن بن علي (عليه السلام). وقال المجدي: وولد جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن
بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أبا الفضل محمد، ظهر بالكوفة، واخذ،
فمات في الحبس، بسامراء، وأبا الحسن محمد، يدعى أبا قيراط، أعقبا، وأكثرا، ومحمد
أبا أحمد، غلب على الكوفة، له عقب يسير، وجعفر، درج، وأبا علي محمدا، وأبا الحسين،
وقعا إلى الغرب، فروى لهما شبل بن تكين النسابة، ولدا كثيرا كتبتهم عن شيخنا أبي
الحسن، ويجب أن يسأل عنهم... فمن ولد (ابن) أبي قيراط، محمد الأزرق، ابن عبد الله،
يقال له: الشيخ ابن الأنبارية، بن محمد نقيب الطالبيين أبي قيراط بن جعفر بن محمد
بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
ببغداد، أولد بها، وأكثر. ومنهم أيضا الشريف صديقنا الصوفي المنجم صاحب الوزراء،
ببغداد، اسمه محمد بن حمزة بن محمد السمين، ابن يحيى بن جعفر بن محمد بن جعفر بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1). وقال البيهقي في لباب
الأنساب: محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
(عليهما السلام)، كان خليفة الحسين، المعروف بالحرون، أخذه أبو الساج وحمله إلى سر
من رأى، من الكوفة. وحبسه أبو الساج مدة، ثم قتله في الحبس. وصلى عليه أبو الساج
(2).
________________________________________
1 - المجدي: ص 87. 2 - لباب الأنساب: ج 1 / ص 416. (*)
________________________________________
[ 474 ]
[... ] وقال في مقاتل الطالبيين: ومحمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كان خليفة الحسين الحرون، فخرج
بعده بالكوفة، فكتب إليه ابن طاهر، بتولية الكوفة، وخدعه بذلك. فلما تمكن بها أخذه
خليفة أبي الساج، فحمله إلى سر من رأى، فحبس بها حتى مات (1). 6 - جعفر بن محمد بن
جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): المحدث
كما في العمدة (2)، هذا هو الشريف المترجم في المقام، وروى النجاشي عنه كتب جماعة
من مصنفي الشيعة. منها: كتاب الأصبغ بن نباتة المجاشعي من خاصة أمير المؤمنين (عليه
السلام) كتاب عهده (عليه السلام) إلى الأشتر، ووصيته إلى ولده محمد، تقدم في الجزء
الأول، بإسناده عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج، عن جعفر بن محمد الحسني، عن علي بن
عبدك (3). ورواه الشيخ في الفهرست (ص 38 / ر 109)، عنه، عن جعفر بن محمد الحسيني عن
علي بن عبدك الصوفي، وأيضا بطريق آخر. ولم أجد له ترجمة بل ولا ذكرا في أنساب
البخاري، والعمدة، ولباب الأنساب، وغاية الإختصار، والشجرة المباركة، ولا في مقاتل
الطالبيين. قال الخطيب في تاريخ بغداد: جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر
________________________________________
1 - مقاتل الطالبيين: ص 432. 2 - عمدة الطالب: ص 186. 3 - تهذيب المقال:
ج 1 (*)
________________________________________
[ 475 ]
[... ] ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، أبو عبد
الله، حدث عن عمرو ابن علي الفلاس، ومحمد بن علي بن خلف العطار، وأحمد بن عبد
المنعم، ومحمد بن مهدي الميموني، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي، وأيوب بن محمد
الرقي. وإدريس ابن زياد الكرتوثي. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو طالب محمد بن أحمد
بن إسحاق البهلول، وأبو بكر بن الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وأبو المفضل
الشيباني، وغيرهم. أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه. قال: قرأنا على أبي حفص بن
بشران، حدثكم أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، حدثنا محمد بن مهدي الميموني، حدثنا عبد
العزيز بن الخطاب، حدثني شعبة بن الحجاج أبو بسطام، قال: سمعت سيد الهاشميين زيد بن
علي بن الحسين (عليهما السلام) بالمدينة، في الروضة، قال: حدثني أخي محمد بن علي
(عليهما السلام)، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه
وآله) يقول: " سدو الأبواب كلها إلا باب علي ". وأومأ بيده إلى باب علي (عليه
السلام). تفرد به أبو عبد الله العلوي الحسيني، بهذا الإسناد. أخبرني أبو الحسن
محمد بن عبد الواحد، أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري، قال: وجدت في كتاب أخي: مات
أبو عبد الله العلوي الحسني في سنة ثمان وثلاثمائة يوم الأربعاء أول يوم من ذي
القعدة، ودفنوه يوم الخميس (1). قلت: لم تطب نفس الخطيب المعاند لأمير المؤمنين
والأئمة من ولده (عليهم السلام)
________________________________________
1 - تاريخ بغداد: ج 7 / ص 204 / ر 3669. (*)
________________________________________
[ 476 ]
[... ] ولشيعتهم، إلا وأن يضعف أبا عبد الله العلوي الحسني الذي لم يجد
فيه طعنا، ولو يسيرا، مع حرصه في النقد والطعن على رواة الشيعة، بأن يقول: (تفرد به
أبو عبد الله العلوي الحسيني، بهذا الإسناد). فنقول: أولا: ليس التفرد بنقل الثقة
حديثا صحيحا، عن ثقة، مشعرا بطعن أبدا، وإلا لبطلت حجية أخبار الثقات، بل التفرد
به، ربما يكشف عن حسن إيمانه، فقد أهمل كثير من الصحابة وغيرهم رواية فضائل آل محمد
(عليهم السلام)، طعما في الدنيا، ورعاية لرجال الدول الظالمة وأصحاب الأهواء
الطاغية، وقد ذم الله تعالى أقواما كتموا الحق ولم يظهروه، حفظا للمنافع، وتساهلا
بالحق وبأهله. فقال تعالى: * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد
ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) * (1)، وهي بعد
الآيات المشيرة إلى خلافة الله في أرضه وأوصياء الرسول من بعدهم، والآيات في ذم
كتمان الحق وترك الشهادة عليه كثيرة، فانظر إليها وتدبر فيها. وثانيا: إنه قد ظلم
الخطيب بمحمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) بالطعن في حديث يدل على فضل علي بن أبي
طالب آل محمد (عليهم السلام)، وهو فضل شهد به الأعداء ورواه حماة العلم والآثار.
وثالثا: إنه قد كذب الخطيب في تهمته إنفراد العلوي الحسني بهذا الحديث عن رجال أهل
البيت (عليهم السلام)، فقد رواه جماعات كثيرة ليس فيهم هذا العلوي عن جماعة كثيرة
من الصحابة.
________________________________________
1 - البقرة: 159. (*)
________________________________________
[ 477 ]
[... ] قال ابن عساكر في تاريخ دمشق، من ترجمة الإمام أمير المؤمنين
(عليه السلام): في أن النبي (صلى الله عليه وآله) سد أبواب المهاجرين والأنصار
الشارعة في المسجد إلا باب علي (عليه السلام) (1). وقد ورد في ذلك أخبار صحيحة، عن
جم غفير من عظماء الصحابة، منهم ابن عباس (ثم ذكر الرواية عنه مسندا هنا وبعده أيضا
إلى أن قال): ما ورد عن زيد بن أرقم في قصة سد الأبواب (ثم ذكر روايات إلى أن قال):
ما ورد عن براء بن عازب الأنصاري في حديث سد الأبواب إلا باب علي (عليه السلام) (ثم
ذكر الروايات إلى أن قال): طرق عبد الله بن عمر في حديث سد الأبواب (وأيضا بعده):
ما ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري. (وأيضا بعده): ما ورد عن أبي سعيد الخدري.
(وأيضا بعده): ما ورد عن طريق ام المؤمنين ام سلمة سلام الله عليها...، (وأيضا
بعده): ما ورد عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). أقول: وقد روى
حديث سد الأبواب إلا باب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) جماعة غير هؤلاء، مثل
عمر بن الخطاب، وجابر بن سمرة السوائي، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اسيد الغفاري، وأبو
ذر الغفاري، وأبو الحمراء، وحبة العرني، وبريدة الأسلمي، و عبد الله بن الأسود،
وسعد بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن واثلة، وناصح بن عبد الله، وأبو سعيد،
وعدي بن ثابت، و عبد الله بن مسعود، و عبد الله بن عمر، وغيرهم ممن أخرجت رواياتهم
في سد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي (عليه السلام)، أخرجها أحمد بن حنبل
في مسنده، وفي
________________________________________
1 - تاريخ دمشق: ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ج 1 / ص 253 / ح 2 -
تاريخ دمشق: ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ج 1 / ص 255 و 265 و 268 و 269 و 271 /
ح (*)
________________________________________
[ 478 ]
[... ] الفضائل، وأصحاب الصحاح والسنن، وغيرهم. وقد جمعها جماعات في
كتبهم، بل أفردنا تأليفا في ذلك إستوفينا فيه ذكر ما ورد فيه، بطرق الفريقين. وقد
أخرج الفقيه ابن المغازلي روايات كثيرة في مناقبه غير ما أخرجه أحمد بن حنبل في
مسنده، وليس في شئ منها هذا العلوي ولا آبائه، وأوردها ابن بطريق في العمدة في
الفصل العشرين من فصول كتابه، في باب أفرده لذلك، يطول بذكرها المقام. ورابعا: إن
الخطيب لشدة نصبه لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) ووصي رسول رب
العالمين ونفسه، وأخيه، لم تملك نفسها التي فيها مرض بغض علي (عليه السلام) من أن
يسكت دون رواية هذا العلوي من ولده هذه الفضيلة، مع أن عبد الله بن عمر، الذي هو في
العدى لعلي (عليه السلام) معروف، ما كتمها. فقد روى البخاري المتوفى سنة 253 أو
بعده في جامعه المعروف بالصحيح (الذي هو سقيم، عليل غير صحيح، فيه المفتعلات
والفاضحات الغير المعقولة) باب مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) قائلا: حدثنا
محمد بن رافع، حدثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، قال: جاء رجل
إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله - إلى أن قال: - ثم سأله عن علي
(عليه السلام)، فذكر محاسن عمله. قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي (صلى الله عليه
وآله). ثم قال: لعلك يسؤوك ؟ قال: أجل. قال: فأرغم الله بأنفك، إنطلق، فاجهد على
جهدك (1). وروى النسائي المتوفى سنة 303، في الخصائص المطبوعة بمصر، عن أحمد
________________________________________
1 - مسند البخاري (المعروف بالصحيح): ج 5 / ص 23. (*)
________________________________________
[ 479 ]
[... ] ابن شعيب، عن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل، عن أبي موسى ومحمد بن
موسى بن أعين، عن أبيه، عن عطاء، عن سعيد بن عبيد، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله
عن علي (رضي الله عنه)، قال: لا احدثك عنه، ولكن أنظر إلى بيته من بيوت رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، فإني ابغضه. قال: به أبغضك الله. وعن أحمد بن شعيب، عن هلال
بن العلاء، عن عزار، أنه قال: سألت عبد الله بن عمر، قلت: ألا تحدثني عن علي
وعثمان، قال: أما علي (عليه السلام) فهذا بيته من بيت رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، ولا احدثك عنه بغيره. وعنه، عن أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا عبد
الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، قال: سألت عن ذلك عن
ابن عمر، وهو في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: ما في المسجد بيت غير
بيته (1). وأخرج ابن حجر في لسان الميزان في عروة بإسناده عن أبي إسحاق... سألت ابن
عمر عن عثمان وعلي، فقال: تسأل عن علي ؟ ! فقد رأيت مكانه من رسول الله (صلى الله
عليه وآله) أنه سد أبواب المسجد إلا باب علي (عليه السلام) (2). قال السيوطي في
الحاوي للفتاوى، في شد الأثواب، في سد الأبواب، بعد ذكر روايات سد الأبواب: وأخرج
النسائي بسند صحيح عن ابن عمر أنه سئل عن علي (عليه السلام)، فقال: أنظر إلى منزله
من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنه سد أبوابنا في المسجد، وأقر بابه.
________________________________________
1 - الخصائص: 2 - لسان الميزان: ج 4 / ص 165 / ر 398. (*)
________________________________________
[ 480 ]
[... ] وأخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عمر، قال: أعطي علي (عليه السلام)
ثلاث خصال: زوجه النبي (صلى الله عليه وآله) بابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه
في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر. فهذه أكثر من عشرين حديثا في الأمر بسد
الأبواب، وبقيت أحاديث أخر تركتها، كراهة الإطالة. ثم قال السيوطي - بعد الإشارة
إلى روايات خوخة أبي بكر، وإلى ما قيل في الجمع بينها وبين روايات سد الأبواب: -
قلت: ويدل على تقدم قصة علي (عليه السلام) ذكر حمزة في قصته، فإن حمزة قتل يوم أحد.
فصل: قد ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة، بل المتواتر أنه (صلى الله عليه وآله) منع من
فتح باب شارع إلى المسجد، ولم يأذن في ذلك لأحد، ولا لعمه، ولا لأبي بكر إلا لعلي
(عليه السلام)، لمكان ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه (1). قلت: وروى
الأربلي في كشف الغمة في ذكر سد الأبواب عن مناقب الفقيه، ابن المغازلي، عن حذيفة
بن أسيد الغفاري، حديث سد الأبواب بتفصيل، وفيه: بعث رسول الله (صلى الله عليه
وآله) إلى رجال نفسوا ذلك على علي (عليه السلام)، وفيه قول حمزة: سمعا وطاعة لله
ولرسوله، ثم قوله ثانيا له (صلى الله عليه وآله): تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد
المطلب ؟ فقال (صلى الله عليه وآله): " لو كان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد،
والله ما أعطاه اياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله ورسوله، أبشر "، فبشره النبي
(صلى الله عليه وآله)، فقتل يوم أحد
________________________________________
1 - الحاوي: ج 2 / ص 58. (*)
________________________________________
[ 481 ]
[ أبو عبد الله (1)، ] شهيدا...، الحديث (1). وقال ابن شهر آشوب في
المناقب في فضائل علي (عليه السلام): فضل في الجوار، حديث سد الأبواب، رواه نحو
ثلاثين رجلا من الصحابة، منهم زيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد الخدري،
وام سلمة، وأبو رافع، وأبو الطفيل، وحذيفة بن اسيد الغفاري و... (2). وقد جمع
العلامة الشهيد القاضي في إحقاق الحق (3) طرقا كثيرة من العامة إلى حديث سد
الأبواب، ليس فيها العلوي المذكور. وقد روى أبو نعيم في حلية الأولياء (4) في عمرو
بن ميمون الأودي، بطريقين عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس حديث، سد الأبواب، ليس
فيهما العلوي المذكور. 2 - عقبه (1) وقد كناه بأبي عبد الله، محمد بن عبد الله أبو
المفضل الشيباني الكوفي الذي روى عنه كثيرا، وساير من روى عنه، ومن ذكره في كتب
الأنساب والتراجم. نعم كناه غير واحد بأبي الحسن، كما قال في عمدة الطالب: أبو
الحسن المحدث. وأيضا الشيخ في الرجال والفهرست، كما يأتي كناه بأبي الحسن.
________________________________________
1 - كشف الغمة: ج 1 2 - مناقب آل أبي طالب: 3 - إحقاق الحق: ج 5 / ص 540
- 586. 4 - حلية الأولياء: ج 4 / ص 15 / ر 265. (*)
________________________________________
[ 482 ]
[ هو والد أبي قيراط (1)، وابنه: يحيى بن جعفر. ] (1) قال ابن فندق
البيهقي في لباب الأنساب: قيراط حسني. لقب بذلك كما لقب جعفر بالدوانقي، هو أبو
الحسن محمد النقيب ببغداد، ابن جعفر المحدث ابن محمد بن جعفر، كانت له نقابة بغداد،
يقال لعقبه: بنو قيراط (1). وقال المروزي في الفخري: ولجعفر المحدث هذا ثلاثة
معقبون، أبو الحسن محمد، المعروف ب (أبي قيراط) النقيب ببغداد، وكان محدثا، والحسن
أبو محمد الدقاق بالبصرة، له بها وببغداد والمغرب عقب، وأبو الحسين يحيى الضرير
العقري ببغداد. وعقبه من أبي الحسن محمد السمين المعروف ب (الجمل) وحده، له
أولاد... (2). وقال الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله (ص 500 / ر 57): محمد بن جعفر
ابن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما
السلام)، المعروف بأبي قيراط، روى عنه التلعكبري. يكنى أبا الحسن. وسمع منه سنة
ثمان وعشرين وثلاثمائة، وله منه إجازة. وروى في الفهرست (ص 107 / ر 456) عن أحمد بن
عبدون، عن أبي بكر الدوري، عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين بن جعفر بن
الحسن ابن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، عن أبيه كتاب قضايا جده (عليه السلام)
لعبيد الله بن أبي رافع. وقال ابن عنبة في عمدة الطالب: وأما أبو الحسن محمد بن
جعفر فيدعى أبا قيراط، وله عقب كثير، منهم، نقيب الطالبيين ببغداد، أبو الحسن محمد،
الملقب بأبي
________________________________________
1 - لباب الأنساب: ج 1 / ص 288. 2 - الفخري: ص 125. (*)
________________________________________
[ 483 ]
[... ] قيراط، أيضا ابن جعفر المحدث بن أبي الحسن محمد بن جعفر العذار،
وابنه عبيدالله، يقال له: الشيخ، وإبنه محمد الأزرق بن عبيدالله بن أبي قيراط.
ويأتي في ترجمة محمد بن يعقوب الكليني (ر 1029) قول الماتن: وصلى عليه محمد بن جعفر
الحسني، أبو قيراط. قلت: تظهر وجاهة أبي قيراط محمد بن جعفر من الإستجازة، ورواية
هارون بن موسى التلعكبري عنه، وهو الثقة الوجيه الذي قال النجاشي فيه: (لا يطعن
عليه في شئ)، ومن صلاته على شيخ الطائفة ثقة الإسلام الكليني. وروى المفيد في
الإختصاص، عن علي بن الحسن بن يوسف، عن محمد بن جعفر العلوي، عن الحسين بن محمد بن
جمهور العمي، حديث إنشاد الفرزدق القصيدة المعروفة في مدح الإمام السجاد (عليه
السلام) لعبد الملك بن مروان حينما طاف بالبيت وإستجهله: (هذا ابن خير عباد الله
كلهم) (1). وذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وقال: أبو الحسن العلوي يعرف بأبي قيراط،
كان نقيب الطالبيين ببغداد، وحدث عن أبيه، وعن سليمان بن علي الكاتب. روي عنه محمد
بن إسماعيل الوراق. أخبرنا أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضراب، قال: نبأنا محمد بن
إسماعيل الوراق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر العلوي، قال:
أنبأنا سليمان بن علي الكاتب، قال: حدثني القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن
عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده محمد بن
عمر، عن أبيه، عمر بن علي، عن م
________________________________________
1 - الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 484 ]
[ روى الحديث (1). ] أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: " قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): شفاعتي لامتي، من أحب أهل بيتي، وهم شيعتي ".
حدثني محمد بن علي الصوري، عن عبد الغني بن سعيد الحافظ، أن محمد بن جعفر المعروف
بأبي قيراط، وكان نقيب الطالبين توفي ببغداد في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين
وثلاثمائة. قلت: وتفصيل أخباره في " أخبار الرواة " و " الرواة العلويين ". 3 - أنه
محدث راوي الحديث (1) يظهر من كلام ابن عنبة في العمدة: أن جعفر بن محمد العلوي
الحسني هو أول حسني لقب ب (المحدث)، ثم ولده محمد بن جعفر، بل الظاهر من النجاشي
في قوله: (روى الحديث...)، مدحه بروايته الحديث، بل أنه من الرواة المعروفين بذلك،
لا بمجرد روايته الحديث، وإلا فقل، أولم يوجد من الطالبيين من لم يرو حديثا، أو
أحاديث ولو عن آبائهم، بل لعله إشارة أيضا إلى عدم كونه من الدعاة والمدعين
للإمامة. قال الشيخ المفيد في الإرشاد في زيد بن الحسن (عليه السلام): وخرج زيد بن
الحسن (عليه السلام) من الدنيا ولم يدع الإمامة، ولا إدعاها له مدع من الشيعة ولا
غيرهم، وذلك أن الشيعة رجلان: إمامي، وزيدي، فالإمامي يعتمد في الإمامة على النصوص
وهي معدومة في ولد الحسن (عليه السلام)، بإتفاق منهم، ولم يدع ذلك أحد منهم لنفسه
فيقع فيه إرتياب، والزيدي يراعي في الإمامة بعد علي والحسن والحسين (عليهم السلام)
الدعوة والجهاد. وزيد بن الحسن رحمة الله عليه كان مسلما لبني 0
________________________________________
[ 485 ]
[... ] امية، ومتقلدا من قبلهم الأعمال، وكان رأيه التقية لأعدائه
والتآلف لهم، والمداراة، وهذا يضاد عند الزيدية علامات الإمامة، كما حكيناه... (1).
وقال أيضا في الحسن المثنى: ومضى الحسن بن الحسن، ولم يدع الإمامة، ولا إدعاها له
مدع، كما وصفناه من حال أخيه زيد (رحمه الله). وتقدم في جعفر بن الحسن بن الحسن
(عليه السلام)، سيادته، وفصاحته، وأنه من خطباء بني هاشم، وأن له كلام مأثور، وأنه
ممن حبسه المنصور من بني الحسن، كما تقدم في الحسن بن جعفر: أنه كان قد تخلف عن فخ
مستعفيا. وأيضا في محمد بن جعفر: أنه ظهر بالكوفة واخذ، فمات في الحبس بسر من رأى،
وأنه كان خليفة الحسين، المعروف بالحرون. بل التأمل في رواياته في الحكم، والآداب
ومحاسن الأخلاق كما في توحيد الصدوق، وأمالي الطوسي (2)، وغير ذلك، بل وفي رواياته
في ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومحبته، بل ولاية آل محمد المطهرين
(عليهم السلام) وتظاهر ذلك، يؤتي بعده عن الظهور ودعوى الإمامة، على ما أشار إليه
شيخنا المفيد (رحمه الله). فإنظر إلى ما رواه شيخ الطائفة الطوسي عنه في أماليه
(3)، في أن محب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة معه ومع النبيين
والصديقين (عليهم السلام). وإلى ما رواه الشيخ الصدوق في أماليه، عنه في تكريم رسول
الله (صلى الله عليه وآله)
________________________________________
1 - الإرشاد: 2 - التوحيد:، الأمالي للطوسي: 3 - الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 486 ]
[ كان وجها في الطالبيين، متقدما (1). ] لفاطمة الزهراء سيدة نساء
العالمين (عليها السلام) عملا، بالبدء إلى زيارتها إذا قدم من سفره، وقولا فيها
ثلاثا: (فداها أبوها) (1). وإلى ما رواه الشيخ الطوسي في أماليه (2) حديث حذيفة في
حث الناس لإتباع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وطاعته، ونصرته. وإلى غير ذلك
مما يطول المقام بالإشارة إليها، ونشير إلى بعضها عند الإشارة إلى رواياته ومشايخ
حديثه، ومن روى عنه، وإلى مصنفاته، وما رواه من كتب الأصحاب، مما نشير إلى بعضها في
" أخبار الرواة ". 4 - وجاهته وتقدمه على الطالبيين (1) هذا مدح عظيم للشريف أبي
عبد الله الحسني العلوي المحمدي، حسب ظروفه الإجتماعية نسبا، فهو الحسني أبا واما،
ولبني الحسن (عليه السلام) رأيهم، وهو الحسيني اما، ولبني الحسين (عليه السلام)
إتباع خاص للأئمة (عليهم السلام). وهو المحمدي العلوي من جهة بعض الامهات أيضا،
ولولد محمد بن علي (عليه السلام) المعروف بابن الحنفية شأن، هذا من جانب، والظروف
القاهرة على آل أبي طالب (عليه السلام) من بني حرب، وامية، وتيم، وعدي، ومن بني
العباس خاصة، من جانب، ثم الضرورات الملجئة إلى الظهور، والدعوة، وطلب الثار في
بطون آل أبي طالب، ومما توجب تشتت الأفكار فيهم.
________________________________________
1 - الأمالي للصدوق: 2 - الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 487 ]
[ وكان ثقة في أصحابنا (1). ] كل ذلك يقتضي عادة، عدم حصول الوجاهة
العامة، والتقدم المطلق لمثل أبي عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر المحدث، الذي إشتغل
بسماع الحديث، بل بالإكثار فيه، ثم بالتحديث، ثم بالتصنيف فإن ذلك يشغله طبعا عن
الظهور، والدعوة، والطلب. فإذن حصول الوجاهة له في الطالبيين والتقديم عليهم
بأجمعهم، مع هذه الآراء والظروف، لا يكون إلا لتجمع الخصال الحميدة، وتوفر الشروط
التي تخضع عندها النفوس له، وحسن العقل، والتدبير، والإيمان والتعبد، ونحوها. 5 -
وثاقته عند الإمامية (1) إن الوجاهة العامة وخاصة في الطالبيين، والتقدم عليهم، حيث
لا تكون آية عامة صريحة لحسن المذهب، والطريقة، والخلوص في الطاعة، وحسن النية،
ولعلها نشأت من حسن التدبير، والعزيمة، فلذلك أكدها الماتن بقوله: (كان ثقة) بوجه
مطلق، فإن الوثوق المطلق الغير المقيد، بالمذهب، والحديث، والرواية، والسماع،
والتحديث، والتصنيف، وغير ذلك، مما أشار إليها النجاشي وغيره في خلال تراجم الرجال،
وأحصيناها في " قواعد الرجال "، كل ذلك مع التعميم لغير الطالبيين بقوله: (في
أصحابنا)، والتخصيص بوجه آخر، بالإمامة، يدل على مدح عظيم ومنزلة كبيرة له، وقد سلم
من الطعن بوجه حتى من ابن الغضائري من الخاصة، ومن ابن معين، والذهبي، من العامة
المعاندة للشيعة، ويؤكد وثاقته رواية أعلام الطائفة عنه.
________________________________________
[ 488 ]
[ سمع، وأكثر (1). وعمر، وعلا إسناده (2). ] 6 - سماعه الحديث وإكثاره
فيه (1) هذا مدح لأبي عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الثقة، في طريق تحمله
من الوجوه السبعة أو الأكثر مما ذكر في تحمل الحديث، فإن هذا أعلى طرق التحمل
وأرفعها عند المحدثين، لوجوه مذكورة في كتب الدراية. وسماعه الحديث، وإكثار
الإستماع من الشيخ والمحدث، يكشف عن عنايته به ويوجب وثاقته في الحديث بما لا
توجبها القرائة على الشيخ أو الوجادة، وساير طرق التحمل. والشهادة له بالسمع
والإكثار فيه مسموعة، فإنها أمر يدركه أهل عصره بالشهود معه في السماع، غير أخباره
به. 7 و 8 - طول عمره، وعلو الإسناد به (2) إن طول العمر في الطاعة، وخاصة في طلب
علوم آل محمد (عليهم السلام) وسماع أحاديثهم، شرف دلت عليه الأخبار، ويوجب به علو
الإسناد. كما إن إكثار السماع بالسبق الزماني، والحضور له في كل مكان، وحال ولغير
ذلك، يوجب علو الإسناد، وتقليل الواسطة، فربما يكون التأخر الزماني، والاختلاف
المكاني أو النسبي، أو الحسبي أو الفكري، أو ساير العوامل المفرقة، موجبا للحرمان
عن السماع، ويحوج إلى السماع من الوسائط، فلا يعلو الإسناد بحديثه، مع كونه معمرا،
وقد مدح النجاشي لهذا الشريف الحسني: تارة بما هو مقتضى طبيعي لعلو الإسناد، وهو
طول العمر، وأخرى بما هو مقتضى بالفعل والاختبار، فلاحظ وتدبر.
________________________________________
[ 489 ]
[... ] 9 - مشايخ جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسيني روى جعفر بن محمد
العلوي الحسيني عن جماعة، نشير إلى بعضهم: 1 - أحمد بن عبد المنعم بن نصر أبو نصر
الصيداوي، كما في أمالي الطوسي كثيرا (1). وروى الشيخ في الفهرست (ص 108 / ر 456)
كتاب عبيدالله بن أبي رافع في قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن أحمد بن
عبدون، عن أبي بكر الدوري، عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر بن
الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه، عن أحمد بن عبد المنعم العيني. 2
- أيوب بن محمد بن فروخ، الوازن بالرقة كما في الأمالي للشيخ الطوسي (2). 3 - محمد
بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، كما
في أمالي الشيخ كثيرا (3). 4 - علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب (عليه السلام)، كما في أمالي الشيخ (4). 5 - موسى بن عبد الله بن موسى
بن عبد الله بن حسن، كما في أمالي
________________________________________
1 - الأمالي للطوسي: 2 - الأمالي للطوسي: 3 - الأمالي للطوسي: 4 -
الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 490 ]
[... ] الشيخ (1)، عن جماعة، عن أبي المفضل. 6 - محمد بن علي بن خلف
العطار، كما في أمالي الشيخ وتوحيد الصدوق (2). 7 - إدريس بن زياد الكفرتوثي،
الثقة، فروى النجاشي كتابه (ر 257)، عن المفيد، وغيره، عن الجعابي، عن جعفر الحسني،
عن إدريس بن زياد. وروى المفيد في الأمالي (3)، عن شيخه أبي الحسين محمد بن المظفر
البزاز، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحسني، عن إدريس بن زياد الكفرتوثي، فضل
الشيعة وذم المبغض لأهل البيت (عليهم السلام). 8 - علي بن عبدك، فروى النجاشي كتاب
أصبغ بن نباتة المجاشعي (ر 5)، بإسناده عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج، عن جعفر بن
محمد الحسني، عن علي بن عبدك، عن الحسن بن ظريف.... وروى الشيخ في الفهرست (ص 111 /
ر 481) كتاب عمرو بن ميمون أبي المقدام في المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين
(عليه السلام) اليهودي. رواه عن أبي بكر الدوري عنه، عنه. 9 - الفضل بن القاسم، روى
المفيد في الأمالي، عن محمد بن عمر بن سالم الجعابي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
الحسني، عنه.
________________________________________
1 - الأمالي للطوسي: 2 - الأمالي للطوسي:، التوحيد: 3 - الأمالي للمفيد:
(*)
________________________________________
[ 491 ]
[... ] 10 - عيسى بن مهران، أبو موسى المستعطف، فروى المفيد في الأمالي
(1) عنه، عنه، عنه، كثيرا. 10 - من روى عن جعفر بن محمد الحسني روى جماعة عن جعفر
بن محمد بن جعفر الحسيني العلوي، نشير إلى بعضهم: 1 - أبو المفضل الشيباني محمد بن
عبد الله بن محمد الكوفي، أحد مشايخ المفيد ونظرائه. روى عنه الشيخ في كتبه كثيرا،
وفي الأمالي عن جماعة، عنه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني. 2 - محمد
بن عمر بن سالم الجعابي، الحافظ، الثقة، فروى المفيد في الأمالي (2) عنه، عنه، عن
الفضل بن القاسم. وروى النجاشي عن المفيد وغيره عنه، عنه، عن إدريس بن زياد
الكفرتوثي الثقة كتابه (ر 1058). 3 - عبد العزيز بن إسحاق، كما في توحيد الصدوق
(3). 4 - ابنه محمد بن جعفر المعروف بأبي قيراط، كما في ترجمته من تاريخ
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - الأمالي للمفيد: 3 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 492 ]
[ له كتاب التاريخ العلوي (1)، ] بغداد (1)، وفي فهرست الشيخ (ص 107 / ر
456) روى عن أبيه، عن أحمد بن عبد المنعم كتاب عبيدالله بن أبي رافع. 5 - محمد بن
أحمد بن أبي الثلج أبي بكر، فروى المفيد في الأمالي (2) عنه، عنه، عنه. وروى
النجاشي كتاب الأصبغ بن نباتة في عهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى مالك
الأشتر. وفي وصيته إلى ولده محمد عنه. رواه عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج، عن جعفر
بن محمد الحسيني، عن علي بن عبدك. 6 - عمر بن محمد بن علي، أبو حفص الصيرفي، فروى
المفيد في الأمالي (3) عن الجعابي، عنه، عنه كثيرا. 11 - مصنفاته (1) إن تصنيف كتاب
التاريخ العلوي، يشير إلى إحاطة مصنفه بالتاريخ، والأنساب، وأحوال أمير المؤمنين
(صلوات الله عليه)، والأئمة من ولده (عليهم السلام)، وساير ولده، والبطون، مع
تشتتهم وتفرقهم في البلاد، وصعوبة الإطلاع في تلك العصور على أحوال قوم احاطت بهم
الأعداء، والجواسيس، وعيون الطغاة، وتسترهم
________________________________________
1 - تاريخ بغداد: ج 2 / ص 146 / ر 563. 2 - الأمالي للمفيد: 3 - الأمالي
للمفيد: (*)
________________________________________
[ 493 ]
[ وكتاب الصخرة والبئر (1). أخبرنا شيخنا محمد بن محمد (رحمه الله)،
قال: حدثنا محمد بن عمر ابن محمد الجعابي، قال: حدثنا جعفر، بكتبه (2). ومات في ذي
القعدة، سنة ثمان وثلاثمائة (3)، وله نيف وتسعون سنة. وذكر عنه قال: ولدت بسر من
رأى سنة أربع وعشرين ومائتين. ] بكل وجه تقية، حتى خمدت لهم الأصوات وإنقطعت عنهم
الأخبار. (1) يحتمل كون كتاب الصخرة، والبئر ما جمع فيه أخبار القليب الذي أنبعه
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الفلاء، وقلعة الصخرة التي
قد عجز عنها الرجال الأشداء، ففي زيارته المطلقة: (السلام على من تبع القليب في
الفلاء، السلام على قالع الصخرة وقد عجز عنها الرجال الأشداء) (1). (2) الطريق إلى
كتبه صحيح. وقد روى النجاشي والشيخ في فهرستهما كتب جماعة عن جعفر بن محمد الحسني،
وتقدم بعضها. 12 - مولده ووفاته (3) تقدم عن الخطيب: مات أبو عبد الله العلوي
الحسني في سنة ثمان وثلاثمائة، يوم الأربعاء، أول يوم من ذي القعدة، ودفنوه يوم
الخميس.
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 494 ]
[ - جعفر بن أحمد بن يوسف الأودي (1): أبو عبد الله، شيخ من أصحابنا
الكوفيين، ثقة، روى عنه أحمد ابن محمد بن عقدة (2). ] (1) قد يحتمل بعيدا جدا: كونه
جعفر بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الملك بن يوسف الأودي، إنتسابا إلى الجد،
فيكون ابن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الملك الأودي، الذي ذكره الشيخ فيمن لم
يرو عنهم من رجاله (ص 453 / ر 89)، وقال: روى عنه ابن الزبير، روى عن الحسن بن
محبوب، ويأتي قول النجاشي فيه (ر 321): جعفر الأودي كوفي. له كتاب أخبرنا... عن
محمد بن أبي عمير، عن جعفر، بكتابه. (2) وروى عنه أيضا علي بن الحسين بن سفينان بن
يعقوب بن الحرث بن إبراهيم الهمداني، من مشايخ الصدوق، ففي أماليه قال: حدثنا علي
بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال:
حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي (الأودي)، قال: حدثنا علي بن بزرج
الحناط (الخياط). وأيضا في الأمالي بالإسناد عن علي بن بزرج. ورواه أيضا في الخصال
(1) في باب لا يحتمل حديث أهل البيت (عليهم السلام) إلا أربعة. وروى المفيد في
المزار (2) عن محمد بن أحمد بن داود القمي، عن محمد بن علي بن الفضل، عن علي بن
الحسين بن يعقوب في بني خزيمة، عن جعفر بن
________________________________________
1 - الأمالي للصدوق:، الخصال: ص 207 / ب 4 / ح 27. 2 - المزار للمفيد:
(*)
________________________________________
[ 495 ]
[ له كتاب المناقب. أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، قال: حدثنا محمد بن
جعفر الذهلي، عنه، بكتابه (1). - جعفر بن أحمد بن وندك الرازي (2): أبو عبد الله،
من أصحابنا المتكلمين والمحدثين. له كتاب في الإمامة، كبير. ] أحمد بن يوسف الأودي،
عن علي بن بزرج الخياط. (1) لم أقف على ترجمة لمحمد بن جعفر الذهلي، غير ما يأتي من
ذكر النجاشي جعفر بن هذيل (ر 322)، وكذلك الشيخ في الفهرست (ص / ر)، وغير ما في
تهذيب التهذيب لابن حجر: جعفر بن محمد بن الهذلي الكوفي، أبي عبد الله القناد سبط
أبي اسامة، الذي وثقه، وقال: صاحب حديث، كيس، من الحادية، عشر، مات سنة ستين
ومائتين. وأيضا نحوه في تقريب التهذيب (1) مع تفاوت يسير في الألفاظ. وذكر الشيخ
جعفر بن الهذيل، والحسن بن هذيل من مشايخ حميد بن زياد النينوائي الثقة، وأيضا جعفر
الهذلي في رجاله. ولعبد الله بن حكيم الهذلي رواية في كفاية الأثر (2). والظاهر
تعدد الذهلي، والهذلي، والقول بالإتحاد يحتاج إلى قرائن الوحدة. (2) قال ابن حجر في
لسان الميزان بعد ذكر أسماء آخرهم: جعفر بن
________________________________________
1 - تهذيب التهذيب: ج 2 / ص 105 / ر 159، تقريب التهذيب: ج 1 / ص 133 /
ر 95. 2 - كفاية الأثر: (*)
________________________________________
[ 496 ]
[ - جعفر بن الحسين [ الحسن ] بن علي: ابن شهريار، أبو محمد المؤمن
القمي، شيخ من أصحابنا القميين. ثقة. إنتقل إلى الكوفة، وأقام بها. وصنف كتابا في
المزار (1) وفضل الكوفة، ومساجدها. وله كتاب النوادر. أخبرنا عدة من أصحابنا رحمهم
الله، عن ] أحمد الرازي، ذكرهم الطوسي، وابن النجاشي في رجال الشيعة (1). قلت: لم
أقف على ترجمة لرجال نسبه، ولا على رواية له أو لهم. (1) ذكرناه في " تاريخ قم "،
وأيضا في " تاريخ الكوفة "، و " أخبار الرواة ". ولم أحضر له ترجمة ولا رواية
لآبائه. وياتي في محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن سكين بن بنداذ بن داذمهر بن فرخ
زاد بن مياذر ماه بن شهريار الأصغر (ر 1049)، ما ينفع المقام. وقال الشيخ في رجاله
(ص / ر) في محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي الثقة: جليل. بصير بالفقه. ثقة.
يروي، عن الصفار وسعد. روى عنه التلعكبري، وذكر أنه لم يلقه، لكن وردت عليه إجازته
على يد صاحبه جعفر بن الحسن المؤمن، بجميع رواياته. وقد روى عن جعفر بن الحسن
المؤمن جماعة، من الأجلاء الثقات مثل أبي الحسين الكوفي محمد بن علي بن الفضل بن
تمام الدهقان، الذي قال النجاشي فيه (ر 1049): (كان ثقة عينا، صحيح الإعتقاد، جيد
التصنيف...)، وأيضا روى عنه الشيخ المفيد.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 108 / ر 441. (*)
________________________________________
[ 497 ]
[ أبي الحسين بن تمام، عنه، بكتبه (1). وتوفي جعفر بالكوفة سنة أربعين
وثلاثمائة (2). ] (1) صحيح. (2) وفي هذه السنة ذلت القرامطة، وحج الركب، وأمن
الوقت، وجمع سيف الدولة جيشا عظيما، ودخل بلاد الروم، فغنم، وسبى سبيا كثيرا، وعاد
سالما. ذكره اليافعي في مرآة الجنان (1). ثم إن رواية الشيخ المفيد المولود في 11
ذي القعدة سنة 336، على قول النجاشي، أو سنة 338، على قول ابن النديم، عن جعفر بن
الحسين المؤمن هذا المتوفى سنة 340، تقتضي كونها في صغره، أو بالإجازة. وعلى هذا
قال شيخنا في الإجازة: (صاحب الذريعة)، في طبقات أعلام الشيعة في القرن الرابع، في
ترجمة جعفر بن الحسين المؤمن: إشتبه شيخنا، فعد جعفر بن الحسين هذا في خاتمة
المستدرك من جملة مشايخ المفيد، وقال: روى عنه مترحما عليه، في الإختصاص، - إلى أن
قال: - بل الوجه فيه ما ذكرناه من أن أحمد بن الحسين روى عن جعفر بن الحسين هذا في
الإختصاص، مترحما عليه، ثم جاء المفيد، وإستخرج منه في كتابه فوائد بعين ألفاظه،
فتخيل شيخنا النوري أن المفيد هو يروي عنه مترحما عليه، إنتهى (2). أقول: وله قبل
ذلك كلام في الكتابين فلاحظ. وقد استخرجنا ما رواه المفيد في الإختصاص عن جعفر بن
الحسين المؤمن، وحققنا في روايته عنه، في " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - مرآة الجنان: ج 2 / ص 331. 2 - طبقات أعلام الشيعة:، مستدرك
الوسائل: (*)
________________________________________
[ 498 ]
[ - جعفر بن محمد بن جعفر: ابن موسى بن قولويه، أبو القاسم (1). وكان
أبوه يلقب: مسلمة (2)، ] 1 - نسبه ونسبته (1) قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله
(ص 458 / ر 5): جعفر بن محمد ابن قولويه، يكنى أبا القاسم القمي. صاحب مصنفات، قد
ذكرنا بعض كتبه في الفهرست. روى عنه التلعكبري. وأخبرنا عنه محمد بن محمد بن
النعمان والحسين ابن عبيدالله وأحمد بن عبدون وابن غرور. مات سنة ثمان وستين
وثلاثمائة. وقال في الفهرست (ص 42 / ر 130): جعفر بن محمد بن قولويه القمي، يكني
أبا القاسم. ثقة. له تصانيف كثيرة، على عدد أبواب الفقه، منها كتاب مداواة الجسد
لحياة الأبد، كتاب الجمعة والجماعة، كتاب الفطرة، كتاب الأضاحي. وله كتاب جامع
الزيارات، وما روى في ذلك من الفضل عن الأئمة (عليهم السلام)، وغير ذلك، وهي كثيرة.
وله فهرست ما رواه من الكتب، والاصول. أخبرنا برواياته، وفهرست كتبه جماعة من
أصحابنا، منهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد، والحسين بن عبيدالله،
وأحمد بن عبدون، وغيرهم، عن جعفر بن محمد بن قولويه القمي. وقال فيمن لم يرو عنهم،
في أحمد بن اصفهبد القمي أبي العباس الضرير المفسر (ص 455 / ر 102): روى عنه ابن
قولويه. (2) قال العلامة في الخلاصة: وكان أبوه يلقب مسلمة، بفتح الميم وسكون
السين، وفتح اللأم والميم أيضا، والتاء (1). م
________________________________________
1 - خلاصة الأقوال: (*)
________________________________________
[ 499 ]
[ من خيار أصحاب سعد (1). ] وعن التعليقة: يأتي في أخيه علي: أن والد
موسى هذا مسرور، وأن أباه يلقب مملة. وعن رجال أبي علي: لعل (مملة) محرف (مسلمة).
ثم إن في تراجم العامة كالإستيعاب، والإصابة، واسد الغابة، وغيرها، جماعة من
المسمين بمسلمة، ولم أقف على من سمي بذلك أو لقب به في رواة الشيعة، غير ما يوجد في
نسب بعضهم، ولم يظهر وجه التسمية أو التلقيب به. كما لم يظهر الأمر في اسم جده
(قولويه)، ولم أقف على ترجمة ولا رواية لقولويه، ولا لموسى، ولا لجعفر بن موسى. (1)
إن مدح أبيه بأنه من خيار أصحاب سعد بن عبد الله الأشعري القمي، الثقة الجليل، شيخ
هذه الطائفة وفقيهها ووجهها، والذي سافر في طلب الحديث، وسمع من العامة شيئا كثيرا،
وكان واسع الأخبار، كثير التصانيف، وممن أدرك أبا محمد الحسن بن علي العسكري
(عليهما السلام)، وغير ذلك، مما ذكره النجاشي والشيخ وغيرهما فيه، كل ذلك يقتضي
إشتراكه معه فيما مدحوه به، فليتدبر. قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) من
رجاله (ص 494 / ر 22): محمد بن قولويه الجمال، والد أبي القاسم جعفر بن محمد، يروي
عن سعد بن عبد الله وغيره. قلت: احتمل الوحيد في التعليقة إتحاد جعفر بن محمد بن
قولويه مع جعفر ابن محمد بن مسرور، الذي روى عنه الصدوق مترضيا عنه، بقرينة طريقه
إلى إسماعيل بن الفضل الهاشمي (ص / ر) بقوله: فقد رويته عن جعفر بن محمد ابن مسرور
(رضي الله عنه)، عن الحسين بن محمد بن عامر... لأن اسم قولويه مسرور. وتبعه في ذلك
المحدث النوري في خاتمة المستدرك، وغيره. بل قال تلميذه وشيخنا في الرواية صاحب
الذريعة، في نوابغ الرواة في رابع
________________________________________
[ 500 ]
[... ] المئات من طبقات أعلام الشيعة: أقول: مسرور جد ابن قولويه
المشهور، لأن النجاشي ترجم لابن قولويه بعنوان جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن
قولويه، قال: وكان أبوه يلقب مسلمة، وترجم لاخيه في حرف العين بعنوان (ر 685) علي
بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور، (أبو الحسين)، قال: ويلقب أبو مملة. ثم ذكر
كتابه إلى قوله: أخبرنا محمد والحسن بن هدية، قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن قولويه،
قال: حدثنا أخي به، يعني بالكتاب. فظهر إتحاد النسب. وصريح قول جعفر بن قولويه أن
علي بن مسرور هذا أخوه، ومات شابا قبله، روى عنه أخوه جعفر بن قولويه، وأن والدهما
محمد، يلقب مسلمة، أو مملة، فالظاهر أن أحدهما مصحف عن الآخر، ووقع التصحيف في نسخ
النجاشي. وصريح النجاشي في ترجمة جعفر بن قولويه، بأنه روى عن أبيه، وأخيه،
وبالجملة فلا ريب في أن مسرورا جدهما معا، وأن قولويه لقب إما له، وإما لأحد أجداده
الآخرين (1). وقال في تنقيح المقال في جعفر بن محمد بن مسرور، بعد حكاية كلام
الوحيد: وأقول: يبعد ما احتمله، إن الشيخ عنون في باب من لم يرو عنهم (عليهم
السلام): ابن قولويه. وعنون هذا أيضا، فلا يمكن الإتحاد. وما إستشهد به من كون لقب
(قولويه) مسرور مبني على ما أفاده (2). قلت: وإذ قد ظهر من كلمات من تقدم أن الأمر
بين إحتمال الإتحاد، وبين
________________________________________
1 - نوابع الرواة: ص 78. 2 - تنقيح المقال: (*)
________________________________________
[ 501 ]
[... ] الجزم به، وبين الجزم بعدمه، فنقول: بعدما عرفت من نسب أبي
القاسم من الماتن: جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه، وقوله: (وكان أبوه يلقب
مسلمة) فاحتمال إتحاد: مسلمة، ومملة، ومسرور بمجرد إحتمال التصحيف، في غير محله.
كما أن دعوى صاحب التنقيح بأن الشيخ عنون ابن قولويه مرة وابن مسرور أيضا أخرى، غير
ظاهرة فليس للثاني ذكر في رجاله، ولا حكى عنه في مجمع الرجال أو غيره عنه. وأما قول
الشيخ: (محمد بن قولويه الجمال والد أبي القاسم)، فالمراد به محمد ابن جعفر بن موسى
بن قولويه، بقرينة ما في المتن. والنسبة إلى الجد غير عزيزة، وقد روى أبو عمرو
الكشي في تراجم الرجال، كثيرا عن أبي جعفر محمد بن قولويه القمي، عن سعد بن عبد
الله الأشعري القمي كثيرا، وعن محمد بن أبي القاسم أبي عبد الله المعروف بماجيلويه،
في زرارة (ص / ر)، وعن محمد بن بندار القمي، كما في ثوير بن أبي فاختة (ص / ر)، وعن
غيرهم من مشايخ محمد بن قولويه. كما أن ما في النجاشي في ترجمة علي بن محمد بن جعفر
بن موسى بن مسرور، الذي روى كتابه عن جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثنا أخي به،
لا ينافي تصريحات أبي القاسم جعفر في رواياته في كامل الزيارات بإسم أخيه هكذا:
(حدثني أخي علي بن محمد بن قولويه، عن أحمد بن إدريس بن أحمد) في مواضع منه (1) مما
ستقف عليه. وإحتمال كون قولويه بن مسرور كالعكس، وكون النسبة
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 29 / ب 8 / ح 1، وص 98 / ب 30 / ح 2، وغيرهما. (*)
________________________________________
[ 502 ]
[ وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا (1)، ] في أحدهما إلى الجد، لا يقل
عن إحتمال التصحيف فليتدبر. وسيأتي في مشايخ أخيه ههنا، وفي ترجمته ما ينفع المقام.
2 - وثاقته (1) الظاهر الإتفاق على وثاقة ابن قولويه وأمانته في الحديث. ولقد أجاد
السيد ابن طاووس في الإقبال، حيث قال في توصيفه: (الشيخ الصدوق المتفق على أمانته)
(1)، فقد وصفه جماعة بالفقيه، أو الثقة الفقيه. فيأتي من الماتن في مدح كتاب يونس
بن عبد الرحمان (ر 1211): وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في
كتابه مصابيح النور: أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن قولويه رحمه الله،
قال: حدثنا علي بن الحسين بن بابويه. وقال الشيخ في الفهرست (ص 42 / ر 130): ثقة له
تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه.... وقال المفيد في لمح البرهان، على ما حكاه ابن
طاووس عنه في الإقبال، في أن شهر رمضان أول السنة: إن فقهاء عصرنا وهو سنة ثلاث
وستين وثلاثمائة، ورواته، وفضلائه، وإن كانوا أقل عددا منهم في كل عصر، مجمعون
عليه، ويتدينون به، ويفتون بصحته، وداعون إلى صوابه، كسيدنا وشيخنا الشريف الزكي
أبي محمد الحسني أدام الله عزه، وشيخنا الثقة الفقيه أبي القاسم جعفر بن
________________________________________
1 - إقبال الأعمال: (*)
________________________________________
[ 503 ]
[... ] محمد بن قولويه أيده الله... (1). وقال ابن حجر في لسان الميزان:
جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه، أبو القاسم القمي، من كبار الشيعة
وعلمائهم المشهورين منهم. وذكره الطوسي، وابن النجاشي، وعلي بن الحكم، في شيوخ
الشيعة. وتلمذ له المفيد، وبالغ في إطرائه. وحدث عنه أيضا الحسين بن عبيدالله
الغضائري، ومحمد بن سليم الصابوني، سمع منه بمصر. مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
قلت: يأتي في جعفر بن يحيى العلاء الرازي (ر 327) الثقة رواية النجاشي عن المفيد،
عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن أحمد بن سليم الصابوني، بمصر، عن موسى بن
الحسين بن موسى، عنه، كتابه. ويظهر من الماتن ومن ابن حجر أن لأبي القاسم ابن
قولويه رحلة إلى مصر وسماع له عن أهلها. وأخرج الراوندي في الخرائج باب معجزات
إمامنا الغائب (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن
قولويه، قال: لما وصلت بغداد في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة للحج، وهي السنة التي رد
القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت، كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنه
يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه، وأنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان
الحجاج (لعنه الله) وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه، فاستقر. فاعتللت علة
صعبة خفت فيها علي نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدت له، فإستنبت المعروف بابن هشام،
________________________________________
1 - لمح البرهان:، عنه إقبال الأعمال: (*)
________________________________________
[ 504 ]
[... ] وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري، وهل تكون المنية في
هذه العلة أم لا ؟ وقلت: همي إصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه،
وإنما أندبك لهذا. قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على إعادة
الحجر، بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون، بحيث أرى واضع الحجر في مكانه،
وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس. فكلما عمد إنسان لوضعه إضطرب، ولم يستقم،
فأقبل غلام، أسمر اللون، حسن الوجه، فتناوله، ووضعه في مكانه، فإستقام كأنه لم يزل
عنه. وعلت لذلك الأصوات، وانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه، وأدفع الناس
عني يمينا وشمالا، حتى ظن بي الإختلاط في العقل، والناس يفرجون لي، وعيني لا تفارقه
حتى إنقطع عن الناس، فكنت أسرع السير خلفه، وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه، فلما حصل
بحيث لا أحد يراه غيري، وقف، والتفت إلي. فقال: " هات ما معك ". فناولته الرقعة.
فقال من غير أن ينظر فيها: قل له: " لا خوف عليك في هذه العلة، ويكون ما لابد منه
بعد ثلاثين سنة ". قال: فوقع علي الدمع حتى لم اطق حراكا، وتركني وإنصرف. قال أبو
القاسم: فأعلمني بهذه الجملة. فلما كان سنة تسع وستين اعتل أبو القاسم، فاخذ ينظر
في أمره، وتحصيل جهازه إلى قبره، وكتب وصيته، واستعمل الجد في ذلك. فقيل له: ما هذا
الخوف ؟ ونرجو أن يتفضل الله تعالى بالسلامة، فما عليك مخوفة.
________________________________________
[ 505 ]
[ وأجلاهم في الحديث (1)، والفقه (2)، ] فقال: هذه السنة التي خوفت
فيها، فمات في علته (1). ورواه الأربلي في كشف الغمة، في معجزات صاحب الزمان (عليه
السلام)، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه. 3 - جلالته في الحديث (1) إنما
تكون الجلالة في الحديث بكثرة السماع، والرحلة، والقرائة، ووعي الحديث، والتحرز عن
الرواية والسماع عن الضعاف والمجاهيل ومن لا يبالي بالحديث، وعن الإكتفاء بالوجادة،
وغير ذلك مما يوجب الوهن. وكذا تكون الجلالة بعلو الإسناد بروايته، وغير ذلك مما
ذكر في الدراية. وقد إجتمعت هذه الخصال في شيخنا أبي القاسم ابن قولويه، على ما
يظهر من رواياته ومشايخه في الحديث، وكان من المعمرين الذين بذل عمره في طلب الفقه
والحديث، كما يأتي ذكر من روى عنه من شايخ مشايخه، من اعلام الطائفة، وتحرزه عن
الرواية عن غير الثقات، وإقتصاره على ما وقع إليه من جهة الثقات. 4 - منزلته في
الفقه (2) قد امتاز شيخنا أبو القاسم بن قولويه من بين مشايخ الحديث بفقاهته،
ومنزلته في الفقه، تذكر آرائه في الفقه. ويشهد لذلك قول الشيخ في الفهرست: (له
________________________________________
1 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 475 / ح 18، كشف الغمة: ج 3 (*)
________________________________________
[ 506 ]
[... ] تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه)، فهو الجامع للاصول والمصنفات
الأولية على نهج أبواب الفقه، وله فتاوى مذكورة، يطول بذكرها. 5 - وثاقة مشايخه قال
أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي في ديباجة كتابه، كامل الزيارات: وجمعته
عن الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) من أحاديثهم، ولم أخرج فيه حديثا روى عن
غيرهم، إذا كان فيما رويناه عنهم من حديثهم (صلوات الله عليهم) كفاية عن حديث
غيرهم. وقد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روى عنهم في هذا المعنى ولا في غيره قد
علمنا إنا لا نحيط ما روى عنهم في هذا المعنى ولا في غيره. لكن ما وقع لنا من جهة
الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته. ولا أخرجت فيه حديثا روى عن الشذاذ من
الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين، غير المعروفين بالرواية، المشهورين بالحديث
والعلم (1). قلت: وقوع أحاديث المعصومين (عليهم السلام) إلى ابن قولويه ونظائره من
مشايخ الحديث من جهة الثقات، أما بكون جميع رواتها ثقات، وهو بعيد وخلاف لظاهر
الكلمات ولسيرة ابن قولويه والمشايخ، وإن توهمه بعض المفرطين، وأما بالسماع
والرواية من المشايخ الثقات خاصة تعويلا عليهم، كما هو طريقة كثير من مشايخ الحديث
من الإحتراز عن الرواية عمن لا يعرف أو يطعن فيه، إلا مع الواسطة
________________________________________
1 - كامل الزيارات: (*)
________________________________________
[ 507 ]
[... ] الثقة، ومنهم شيخ المشايخ أبو العباس النجاشي، فقد صرح بالإلتزام
بالرواية بلا واسطة عن الثقات، وعدم الرواية عن غيرهم إلا مع واسطة ثقة. وقد تقدم
لنا تحقيق في ذلك في الجزء الأول (1) في مشايخ النجاشي بعد تقسيمهم إلى أصناف
ثلاثة، وفي التوثيقات العامة وذكر من روى عن الثقات، ومنهم ابن قولويه هذا، فلاحظ.
وتمام الكلام في ذلك في " قواعد الرجال ". ولا ريب في دلالة كلام ابن قولويه على
وثاقة كل من روى عنه بلا واسطة، فإنها المتيقن من مدلوله، بل كلامه نص في ذلك، فكل
من وقفنا على رواية ابن قولويه عنه نحكم بوثاقته بهذا التوثيق العام لمشايخه وإن لم
يصرح بتوثيق أو مدح في كتب الرجال، بل حكم التوثيق العام حكم التوثيق الخاص فيلاحظ
الترجيح لو وجد من غيره الطعن. وقد حققنا الجواب عن الشبهات والواردة في التوثيقات
العامة في " قواعد الحديث "، وأشرنا فيما تقدم في التوثيقات العامة (2). 6 - ذكر
مشايخه قد روى الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي عن جماعة كثيرة من
مشايخ الحديث، وأجلاء الطائفة ورواة الشيعة، كما في كتاب النجاشي، وفهرست الشيخ
ورجاله، وكتب مصادر الشيعة من الكتب الأربعة وغيرها، مثل امالي المفيد ومزاره، وكتب
الصدوق، وأمالي الطوسي والغيبة، وغيرها. وقد
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 27 و 110. 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 109.
(*)
________________________________________
[ 508 ]
[... ] أحصاهم خاتمة المحدثين في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة، وأحصاهم
إلى ثلاثين أو إلى إثنين وثلاثين، على ما حكاه عنه سيد العصر في أعيان الشيعة، أو
إلى ثلاثة وثلاثين، على ما أشار إليه غيره، غير مصرحين بمواضع روايته عنهم، غير من
أشار إليه شيخنا في الرواية صاحب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) في كتابه القيم (نابغ
الرواة). وقد إستخرجنا من روى عنهم من كتب الحديث وغيره، وذكرناهم مع ذكر مواضع
روايته عنهم في " أخبار الرواة "، ونشير إليهم مختصرا في المقام لئلا يطول. وهم: 1
- أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القمي، الثقة الجليل، من مشايخ الكليني وابن
قولويه. ذكره في المستدرك أيضا. 2 - أحمد بن إسماعيل بن عبد الله، أبو علي البجلي
القمي، الملقب (سملة)، المتقدم ذكره في باب أحمد (1) بمدائحه، وكتبه التي لم يصنف
مثلها، ومنها كتابه العظيم نحو عشرة آلاف ورقة، رواها الماتن عن المفيد، عن جعفر بن
محمد بن قولويه، عنه. وقال فيه: وكان إسماعيل بن عبد الله من غلمان أحمد بن أبي عبد
الله البرقي، وممن تأدب عليه. وذكره الشيخ أيضا في رجاله (ص 455 / ر 103) وقال:
أديب، استاد ابن العميد. 3 - احمد بن أصبهبذ، أبو العباس القمي، الضرير المفسر،
الذي ذكره الشيخ في رجاله (ص 455 / ر 102)، وقال: روى عنه ابن قولويه. وأيضا في
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 / ص / ر 242. (*)
________________________________________
[ 509 ]
[... ] الفهرست (ص 31 / ر 82)، وقال فيه بعد ذكر كتابه: وله أحاديث،
أخبرنا به جماعة من أصحابنا، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي، عن أحمد
بن أصبهبذ. وتقدم ذكره (1). وروى كتابه، عن المفيد، عنه، عنه. 4 - أحمد بن عبد الله
بن علي، أبو الحسين الناقد، روى عنه في كامل الزيارات، وقال: حدثني الناقد أبو
الحسين أحمد بن عبد الله بن علي، قال: حدثني جعفر بن سليمان، عن أبيه...، الحديث
(2). وقال فيه أيضا: وحدثني أبو الحسين أحمد (محمد) بن عبد الله بن علي الناقد،
قال: حدثني أبو هارون العبسي...، الحديث (3). وأيضا فيه: حدثني أبو الحسين محمد بن
عبد الله بن علي الناقد، قال: حدثني عبد الرحمان الأسلمي...، الحديث (4). 5 - أحمد
بن علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب بن محمد بن علي، أبو علي البرقي الأنصاري،
الذي ذكره الشيخ في رجاله (ص 443 / ر 33)، وقال: يكنى أبا علي. سمع منه التلعكبري
بمصر سنة أربعين وثلاثمائة، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام)، وله منه إجازة. وقال
ابن قولويه في الكامل: حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدي، قال: حدثني أبي علي بن
صدقة الرقي (البرقي - ظ)، قال: حدثني علي بن موسى (عليهما السلام)... (5).
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 / ص / ر 241. 2 - كامل الزيارات: ص 61 / ب 17 / ح
8. 3 - كامل الزيارات: ص 67 / ب 21 / ح 2. 4 - كامل الزيارات: ص 73 / ب 23 / ح 11.
5 - كامل الزيارات: ص 39 / ب 11 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 510 ]
[... ] 6 - أحمد بن شاذان بن نعيم، الذي روى المفيد في الإختصاص (1)
عنه، عن الفضل بن شاذان. 7 - أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل الأشعري، فقال في كامل
الزيارات: حدثني بهذه الزيارة أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل، عن أبيه... (2). وروى
النجاشي كتب الحسين بن أبي غندر الكوفي (ر 127)، عن المفيد، عن ابن قولويه، عنه،
وكتب أحمد بن أبي نصر البزنطي (ر 180)، عن الحسين بن عبيدالله، عن أبي القاسم جعفر
بن محمد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل، وكتاب امية بن علي القيسي (ر 264)، عنه،
عنه، عنه. 8 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي، أبو الحسن، ذكره في المستدرك. 9 -
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الكوفي، الثقة الجليل العظيم، ذكره
ابن شهر آشوب في معالمه (3). 10 - جعفر بن أحمد بن متيل القمي، المؤهل لسفارة
الناحية، فروى الشيخ الطوسي في الغيبة في أحوال الحسين بن روح، عن الحسين بن
إبراهيم القمي، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح، قال: وسمعت أبا الحسن علي بن
بلال بن معاوية المهلبي، يقول في حياة جعفر بن محمد بن قولويه: سمعت أبا القاسم
جعفر بن محمد بن قولويه القمي، يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن متيل القمي،
________________________________________
1 - الإختصاص: 2 - كامل الزيارات: ص 219 / ب 79 / ح 13. 3 - معالم
العلماء: (*)
________________________________________
[ 511 ]
[... ] يقول: كان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري، (رضي الله عنه) عنه
يقول:...، الحديث (1). 11 - جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو القاسم
العلوي الموسوي، فروى في كامل الزيارات عنه، عن عبيدالله بن أحمد بن نهيك كثيرا
(2). وروى الشيخ في الفهرست (ص 63 / ر 239) الكتب وروايات حريز بن عبد الله الكوفي
السجستاني، عنه، عنه، كما روى فيه (ص 142 / ر 607) كتب محمد ابن أبي عمير، عن ابن
قولويه، عنه، عنه. 12 - جعفر بن محمد بن عبد الله بن موسى، فقال في كامل الزيارات:
حدثني جعفر بن محمد بن عبد الله بن موسى، عن عبيدالله بن نهيك، عن ابن أبي عمير
(3). قلت: واحتمال اتحاده مع سابقه بقرينة روايتهما عن ابن نهيك غير بعيد. 13 -
جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، الفاضل، ذكره الشيخ في رجاله (ص 459 / ر 10)، وقال:
روى عن أبيه، جميع كتب أبيه. روى عنه أبو المفضل الشيباني. وروى النجاشي كتاب عبد
الله بن أبي عبد الله محمد بن خالد الطيالسي (ر 572)، الثقة، عن الحسين بن
عبيدالله، عن ابن قولويه، عنه، عن أبيه، عنه. وروى المفيد في الأمالي (4) عن أبي
القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله)، عن جعفر بن
________________________________________
1 - الغيبة للطوسي: ص 368 / ح 336. 2 - كامل الزيارات: ص 167 / ب 69 / ح
1، وص 174 / ب 71 / ح 6، وغيرهما. 3 - كامل الزيارات: ص 182 / ب 73 / ح 11. 4 -
الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 512 ]
[... ] محمد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العياشي. وأيضا في الإختصاص عن
جعفر بن محمد بن قولويه، عن جعفر بن محمد ابن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود
العياشي، وأيضا بهذا الإسناد في مدح عمران بن عبد الله القمي، وأيضا في حريز وابن
مسكان، عنه، عنه (1). 14 - الحسن بن زبرقان الطبري، روى عنه، في كامل الزيارات (2).
15 - الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي،
فروى عنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، كثيرا، كما في كامل الزيارات كثيرا (3).
وروى المفيد في المزار، عنه، عنه (4). 16 - الحسن بن علي، أبو محمد الحجال القمي،
الثقة شريك ابن الوليد، شيخ القميين، ووجههم في التجارة، فروى النجاشي في ترجمته (ر
103) عن المفيد، عنه، عنه كتابه. 17 - الحسن بن علي بن أبي عقيل، أبو محمد العماني
الحذاء، الفقيه، المتكلم، الثقة، فتقدم في ترجمته (ر 99) رواية كتبه عن الحسين بن
أحمد بن محمد، ومحمد بن محمد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عنه كتبه، وأنه أجازه.
18 - الحسين بن شاذويه، أبو عبد الله الصحاف الصفار الثقة، فتقدم
________________________________________
1 - الإختصاص: 2 - كامل الزيارات: 3 - كامل الزيارات: 4 - المزار: (*)
________________________________________
[ 513 ]
[... ] في ترجمته (ر 151) رواية كتبه، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن
قولويه، عنه. 19 - الحسين بن علي، أبو عبد الله الزعفراني، بالري، روى في كامل
الزيارات، عنه عن يحيى بن سليمان. وأيضا عنه، عن محمد بن عمر النصيبي، في وغيره
(1). 20 - الحسين بن أحمد بن المغيرة، فروى عنه في كامل الزيارات (2)، ويحتمل كونه
الحسين بن أحمد بن المغيرة أبو عبد الله البوشنجي الذي ذكره النجاشي (ر 163) وقال:
وكان ثقة فيما يرويه. وروى المفيد في الأمالي (3)، عن الحسين بن أحمد بن المغيرة،
عن أبي محمد حيدر بن محمد السمرقندي، عن الكشي. 21 - الحسين بن محمد بن عامر بن
عمران الأشعري القمي، الثقة من مشايخ الكليني فروى في كامل الزيارات عنه، عن أحمد
بن إسحاق بن سعيد (4). وروى النجاشي كتاب معلى بن محمد البصري (18 / 11)، عن
المفيد، عنه، عنه، عنه. وكذا كتب محمد بن أبي عمير، عنه، عنه، عن عبد الله بن عامر
عنه. وروى الشيخ المفيد في الأمالي والإختصاص (5)، عنه، عنه، عنه. 22 - حكيم بن
داود، فروى عنه في كامل الزيارات، عن سلمة بن
________________________________________
1 - كامل الزيارات: 2 - كامل الزيارات: 3 - الأمالي للمفيد: 4 - كامل
الزيارات: 5 - الأمالي للمفيد:، الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 514 ]
[... ] الخطاب (1). وروى المفيد في المزار عن أبي القاسم جعفر بن محمد
عنه، عنه، نعم قال في زيارة السبط الأكبر (عليه السلام): أخبرني أبو القاسم، عن
أبيه، قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال: حدثني سلمة بن الخطاب (2)، وغير ذلك
كثيرا. قلت: صحة روايته عنه بلا وأسطة، لا تنافي روايته عنه مع الواسطة أيضا. 23 -
عبد الله بن جعفر الحميري أبو العباس القمي، الذي يأتي في ترجمته (ر 573)، شيخ
القميين ووجههم، فروى الشيخ الطوسي في الأمالي (3)، عن المفيد، عن أبي القاسم بن
قولويه، عنه. قلت: ولا تنافي ذلك رواية ابن قولويه كثيرا عن محمد بن عبد الله، بن
جعفر الحميري، عن أبيه، مع إدراكه أيامه، وصحة روايته عنه، والرواية عن المشايخ لا
تنافي الرواية عن مشايخهم بلا واسطتهم. 24 - عبيدالله بن الفضل بن محمد بن هلال
النبهاني، أبو عيسى الكوفي الطائي البصري المصري، المترجم في الكتاب (ر 616)، وذكره
الشيخ في رجاله (ص 481 / ر 28) قائلا: عبيدالله بن محمد بن الفضل بن هلال الطائي
يكنى أبا عيسى المصري، خاصي. روى عنه التلعكبري، وقال: سمعت منه بمصر، سنة إحدى
وأربعين وثلاثمائة، وله منه إجازة. وقال: كان يروي كتاب الحلبي النسخة الكبيرة.
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 13 / ب 2 / ح 11 و 12 و 13 و 14. 2 - المزار
للمفيد: 3 - الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 515 ]
[... ] وروى النجاشي كتاب محمد بن اورمة القمي (ر 894) عن الحسين بن
محمد ابن هدية، عن جعفر بن محمد، عنه. وروى أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش على
ما في كامل الزيارات، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني أبو عيسى
عبيدالله بن الفضل ابن محمد بن هلال الطائي البصري (رحمه الله)، قال: حدثني أبو
عثمان سعيد بن محمد... (1). 25 - عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى، أبو أحمد
الجلودي الأزدي البصري، المتوفى ثامن عشر ذي الحجة سنة 332، كما عن ابن طاووس في
محاسبة النفس، أو بعد الثلاثين والثلاثمائة، كما عن ابن النديم، ذكره النجاشي
بترجمته وذكر كتبه الكثيرة (ر 640) وقال: أخبرنا أبو عبد الله بن هدية، قال: أخبرنا
جعفر بن محمد، قال: أجازنا عبد العزيز كتبه كلها. 26 - علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي، المتوفى سنة نتاثر النجوم 329، الذي يأتي في ترجمته (ر 684): شيخ
القميين في عصره، ومتقدمهم، وفقيههم، وثقتهم. كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم
الحسين بن روح (رحمه الله).... فقد روى المفيد في المزار (2)، عن أبي القاسم جعفر
بن محمد، عنه، عن علي ابن إبراهيم كثيرا، وكذا في أماليه، كثيرا. وروى أيضا عنه،
عنه عن محمد بن يحيى العطار في المزار وفي الإختصاص (3)، عن جعفر بن محمد بن
قولويه، وجماعة، عنه،
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 260 / ب 88 / ح 1. 2 - المزار للمفيد: 3 - المزار
للمفيد:، الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 516 ]
[... ] عن عبد الله بن جعفر الحميري. وروى الشيخ الطوسي أيضا في أماليه
(1) عنه، عنه. 27 - علي بن حاتم بن أبي حاتم أبو الحسن القزويني الثقة، المترجم في
النجاشي (ر 688) والمذكور في رجال الشيخ (ص 482 / ر 33)، والفهرست (ص 98 / ر 415)،
وأن التلعكبري روى، وسمع منه سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وفيما بعدها، وله منه إجازة.
فروى المفيد في المزار (2) عن أبي القاسم، عن علي بن حاتم القزويني، عن ابن أبي عبد
الله الأسدي. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات (3)، عنه، عن محمد ابن أبي عبد الله
الأسدي. وروى الشيخ الطوسي في الأمالي (4)، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه،
عن أبي الحسن علي بن حاتم، عن الحسن بن عبد الله. 28 - علي بن الحسين السعد آبادي،
أبو الحسن القمي، مؤدبه، أحد مشايخ الكليني، والزراري، وعلي بن بابويه، ومحمد بن
موسى بن المتوكل. فقد روى النجاشي كتاب مروك بن عبيد بن سالم (ر 1145) عن المفيد،
عن ابن ولويه، عنه، عن البرقي، عن مروك. وأيضا روى كتاب محمد بن الوليد الكوفي
البجلي الخزاز (ر 934) الثقة العين عنه، عنه، عنه، عن البرقي.
________________________________________
1 - الأمالي للطوسي: 2 - المزار للمفيد: 3 - كامل الزيارات: ص 250 / ب
82 / ح 7. 4 - الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 517 ]
[... ] وأيضا كتاب محمد بن مراز بن حكيم الساباطي الأزدي (ر 989) الثقة،
أيضا عنه، عنه، عنه، عن البرقي. وكتاب محمد بن سليمان بن عبد الله الديلمي (ر 990)
عنه، عنه، عنه، عنه. وذكره في نابغ الرواة. 29 - علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان،
أبو الحسن الرازي الكليني، المعروف بعلان، المقتول في طريق مكة، أحد مشايخ محمد بن
يعقوب الكليني، ذكره النجاشي (ر 682)، وقال: ثقة، عين. له كتاب أخبار القائم (عليه
السلام). أخبرنا محمد، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا علي بن محمد.... 30 -
علي بن محمد بن قولويه، أخوه على ما يأتي بتفصيل، عند ذكر الماتن روايته عن أخيه.
31 - علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق الصيرفي، الكسائي الكوفي العجلي، المتوفى سنة
326، الذي روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة، وسمع منه سنة 325، مات سنة إثنتين
وثلاثين وثلاثمائة. وذكره الشيخ في رجاله (ص 471 / ر 25). فروى في كامل الزيارات
(1) عن علي بن محمد بن يعقوب الكسائي، عن علي بن الحسن بن فضال التقصير في الحائر.
32 - القاسم بن محمد، فروى الشيخ الطوسي في الأمالي (2) عن المفيد، عن ابن قولويه،
عن القاسم بن محمد، عن علي بن إبراهيم....
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 247 / ب 81 / ح 3. 2 - الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 518 ]
[... ] 33 - القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، الوكيل للناحية
المقدسة، فروى النجاشي كتب إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي الاصفهاني في ترجمته (ر
19) عن المفيد، عن ابن قولويه، عنه. كما روى كتب ظريف بن ناصح الكوفي (ر 553) الثقة
الصدوق عن عدة، عنه، عنه. وكذا كتاب أبيه محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمداني
(ر 931)، عنه، عنه، عنه. 34 - محمد بن أحمد بن إبراهيم، فقال ابن قولويه في الكامل:
حدثني محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن الحسين بن علي الزيدي، عن أبيه (1). قلت: يحتمل
إتحاده مع محمد بن أحمد، الذي ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ص 506 / ر 82)، قائلا:
محمد بن أحمد يكنى أبا الحسن الزاهد، من أهل طوس، روى عنه التلعكبري إجازة. 35 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليم أبو الفضل الجعفي، الكوفي، المصري المعروف
بالصابوني، فتأتي في ترجمته (ر 1025) رواية بعض كتبه عن أحمد بن علي بن نوح، عن
جعفر بن محمد (ابن قولويه)، عنه. وفي حاتم بن إسماعيل المدني، رواية كتابه عن
العدة، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، عن أبي عبد الله
الحسين بن علي بن الحسن العلوي الحسني، عن أبيه، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن
محمد (عليهما السلام)، بكتابه.
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 50 / ب 14 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 519 ]
[... ] وروى ابن قولويه في كامل الزيارات (1) عنه، عن موسى بن محمد بن
موسى. 36 - محمد بن أحمد بن الحسين، أبو عبد الرحمان، المصري، البغدادي، العسكري،
الزعفراني، فقال الشيخ في رجاله (ص 502 / ر 65): محمد بن أحمد بن الحسين الزعفراني
العسكري، يكنى أبا عبد الرحمان المصري، نزيل بغداد. روى عنه التلعكبري، سمع منه سنة
خمس وعشرين وثلاثمائة، وله منه إجازة. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات عنه كثيرا،
فقال في موضع: حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن
علي بن مهزيار، عن أبيه (2). وأيضا فيما رواه بعده مثله (3)، نعم في أبو عبد
الرحمان محمد بن أحمد بن الحسن العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار (4). قلت:
والظاهر إن (الحسن) مكبرا، مصحف، بقرينة ما تقدم، وأيضا ساير المواضع مثل، وغيره
(5). ثم إنه قد زاد بعد العنوان المتقدم (6): (بعسكر مكرم)، وأيضا (7) بعد
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 14 / ب 2 / ح 17. 2 - كامل الزيارات: ص 36 / ب 8 /
ح 14. 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - (*)
________________________________________
[ 520 ]
[... ] (العسكري): (بالعسكر)، وأيضا نحوه (1). 37 - محمد بن أحمد بن
سليمان، أبو الفضل، فقال أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل (2): حدثني
أبو الفضل محمد بن أحمد بن سليمان، عن موسى بن محمد بن موسى، عن محمد بن محمد
الأشعث. 38 - محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب، أبو عبد الله، فقال أبو القاسم جعفر بن
قولويه في الكامل (3): حدثني محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب، عن علي ابن الحسن بن
فضال، عن أبيه. 39 - محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار أبو عبد الله الكوفي،
الصيرفي، تقدمت ترجمته في آل إسحاق بن عمار (4)، قال في كامل الزيارات (5):
حدثني.... 40 - محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، فروى ابن قولويه عنه كثيرا في
الكامل، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات. وروى المفيد في المزار كثيرا عن
أبي القاسم جعفر بن محمد، عنه، عنه. مثل ما في فضل كربلاء (6) ومابعده. 41 - محمد
بن الحسن بن علي بن مهزيار الأهوازي، فروى ابن قولويه
________________________________________
1 - 2 - 3 - 4 - 5 - كامل الزيارات: 6 - المزار للمفيد: (*)
________________________________________
[ 521 ]
[... ] في الكامل عنه، عن أبيه، عن أبيه علي بن مهزيار، كثيرا (1)، وروى
المفيد في المزار، عنه، عنه، عنه. وأيضا في أماليه (2). 42 - محمد بن الحسن بن
الوليد، شيخ القميين. فروى ابن قولويه في الكامل عنه، كثيرا جدا. كما روى المفيد في
المزار (3) كثيرا عن ابن قولويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار. 43 - محمد بن الحسين بن مت الجوهري، فروى ابن قولويه في كامل الزيارات (4)
عنه، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران. وروى المفيد في المزار (5) عن ابن قولويه،
عنه، عنه. 44 - محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري القمي، فروى ابن قولويه عنه في
الكامل كثيرا (6)، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى. وروى المفيد في المزار عن أبي
القاسم ابن قولويه، عنه، عنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأيضا في الأمالي
(7).
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 11 / ب 1 / ح 5. 2 - المزار للمفيد:، الأمالي
للمفيد: 3 - المزار للمفيد: 4 - كامل الزيارات: ص 27 / ب 8 / ح 1. 5 - المزار
للمفيد: 6 - كامل الزيارات: ص 12 / ب 2 / ح 5. 7 - المزار للمفيد:، الأمالي للمفيد:
(*)
________________________________________
[ 522 ]
[... ] 45 - محمد بن عبد الله بن علي، أبو الحسن، ذكره في نابغ الرواة
من مشايخ ابن قولويه الذين روى عنهم في كامل الزيارات. 46 - محمد بن عبد المؤمن
المؤدب القمي، الثقة، فقال المفيد في المزار: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، قال:
حدثني محمد بن عبد المؤمن، عن محمد بن يحيى...، الحديث (1). وتأتي له ترجمة (ر
1031) وتوثيقه، وقوله: له كتاب جمعه سماه النوادر، فيه سبعمائة حديث. أخبرنا الحسين
بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عنه، به. 47 - محمد بن عمر بن عبد
العزيز أبو عمرو الكشي، صاحب الرجال، فروى النجاشي كتب نصر بن الصباح البلخي (ر
1152) عن الحسين بن أحمد بن هدية، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن عمر بن عبد العزيز
الكشي، عنه. 48 - محمد بن قولويه، فروى أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في
الكامل عن أبيه كثيرا جدا، عن سعد وجماعة، وفي مواضع (2)، عن أبيه، عن محمد ابن
يحيى العطار، وعن أبيه، عن سعد ومحمد بن يحيى والحميري وأحمد بن إدريس، عن الحسن بن
عبيدالله في مواضع منه (3). وروى المفيد في الأمالي عنه.
________________________________________
1 - المزار للمفيد: 2 - كامل الزيارات: ص 37 / ب / ح 1، و 3 - كامل
الزيارات: (*)
________________________________________
[ 523 ]
[... ] كما روى الكشي كثيرا في تراجم الرجال، عن أبي جعفر محمد بن
قولويه القمي، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، فهو ممن يروى عنه كثيرا. كما
روى أيضا عن أبي جعفر محمد بن قولويه، عن محمد بن أبي القاسم أبي عبد الله المعروف
بماجيلويه، في زرارة (ص / ر). وأيضا عن محمد بن قولويه القمي، عن محمد بن بندار
القمي، كما في ثوير بن أبي فاختة (ص / ر). وأيضا روى الكشي عن محمد بن قولويه، عن
جماعة آخرين، يطول المقام بذكرهم، ذكرناهم في " أخبار الرواة ". 49 - محمد بن
الوارث السمرقندي، فروى النجاشي كتب الحسن بن خرزاذ القمي (ر 87) عن شيخه المفيد،
عن شيخه ابن قولويه، عنه كما روى كتب الحسين بن اشكيب الخراساني (ر 88)، صاحب
القبر، الشيخ الثقة المقدم، من أصحاب العسكري (عليه السلام) عنه، عنه، عنه. 50 -
محمد بن همام بن سهيل، أبو علي الإسكافي الكاتب البغدادي، الثقة الجليل المولود
بدعاء الإمام العسكري (عليه السلام) سنة 258، والمتوفى سنة 332. وقد أكثر التلعكبري
الرواية عنه وسمع منه أولا سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وله منه إجازة. فروى المفيد
في المزار (1) عن ابن قولويه، عنه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي
المتقدم.
________________________________________
1 - المزار للمفيد: (*)
________________________________________
[ 524 ]
[... ] وأيضا في الأمالي (1) عن ابن قولويه، عن أبي علي محمد بن همام
الإسكافي، عن عبد الله بن العلاء، كثيرا. وروى الشيخ الطوسي في أماليه عن المفيد،
عن ابن قولويه، قال: حدثني أبو علي محمد بن همام الإسكافي (رحمه الله) (2). 51 -
محمد بن يحيى العطار القمي، الثقة الجليل، فروى النجاشي كتاب سالم بن أبي سلمة
الكندي السجستاني (ر 509) عن عدة، عنه، عن أبيه وأخيه قالا: حدثنا محمد بن يحيى....
وروى المفيد في المزار عنه، عن أبيه عنه كثيرا، وعنه، عن أبيه وجماعة، عنه، وعنه،
عن محمد بن يعقوب، عنه، وعنه، عنه وجماعة مشايخه، عنه. 52 - محمد بن يعقوب، أبو
جعفر الكليني، فروى ابن قولويه عنه في الكامل، كثيرا، وروى المفيد في المزار عنه،
عنه كثيرا. 53 - هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد، أبو محمد التلعكبري، الذي
يأتي في ترجمته (ر 1187): من بني شيبان، كان وجها في أصحابنا، ثقة، معتمدا لا يطعن
عليه، له كتب.... وقال الشيخ في رجاله (ص 516 / ر 1): جليل القدر، عظيم المنزلة،
واسع الرواية، عديم النظير. روى جميع الاصول والمصنفات. مات سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة. أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا. والمفيد عن ابن قولويه، عنه، عن أحد
الجماعة.
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - الأمالي للطوسي: (*)
________________________________________
[ 525 ]
[ روى عن أبيه وأخيه، عن سعد. وقال: ما سمعت من سعد إلا أربعة أحاديث
(1). ] وقال ابن قولويه في الكامل: حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي
علي محمد بن همام بن سهيل (1). 7 - الرواية عن الأب والأخ (1) وإذا عرفت مشايخ
شيخنا أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه بصورة عامة، وقد أهمل الماتن ذكرهم،
واكتفى بالإشارة تخصيصا إلى روايته عن أبيه، وأخيه عن سعد، وإلى الحصر لما سمعه منه
بلا واسطة بالإربعة، وعدم الإشارة إلى من روى عنهم عن سعد غير أبيه، وأخيه مع أن
سياق كلامه مدحه بذلك، وليس أمرا يمدح به مثل أبي القاسم الذي يأتي قوله فيه:
(وكلما يوصف به الناس من جميل وفقه، فهو فقه). وذلك لأن رواية محدث عن أبيه أو عن
أخيه، إنما تفيد لمعرفة الطبقة والمشيخة، وإلا فنشر الأبناء آثار الآباء طبيعي
وكثير شايع، إن لم يكن متفردا به، وإلا فربما يوهم الطعن، كالطعن في روايات عبد
الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وكذا روايات ابن أبي حاتم عن أبيه في الطعن على
الشيعة. وإذا صحت كثرة رواية شيخنا المترجم عن مشايخ الشيعة غير والده وأخيه عن
سعد، أو عن غيره، ممن في طبقتهما أو في طبقة شيخهما سعد بن عبد الله، أو من ربما
يكون أعلى منه منزلة حينئذ، فلا تكون روايته عنهما، عنه، ذات منزلة
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 185 / ب 75 / ح 5. (*)
________________________________________
[ 526 ]
[... ] عظيمة، وإن دلت، على التنزه من الاستكبار، ونحوه من رذائل
الأخلاق، وخاصة الرواية عن الأخ. ثم إن ظاهر كلام الشيخ في الرجال في روايته عن
أبيه، عن سعد، بقوله: (روى ابن قولويه عن أبيه، عنه)، لا يعارض صريح المتن في
روايته عنه، وعن أخيه عنه، وكذا ما وجدنا من رواياته عن أخيه عن سعد. 8 - صحة رواية
ابن قولويه عن سعد بلا واسطة الظاهر الإتفاق على صحة رواية ابن قولويه عن سعد بن
عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي، المتوفى سنة إحدى وثلاثمائة على مختار النجاشي،
أو سنة تسع وتسعين ومائتين على ما حكاه في ترجمته بقوله: (وقيل) كما يأتي في ترجمته
(ر 467)، أو سنة ثلاثمائة كما في الخلاصة، فقال: توفي سعد (رحمه الله) سنة إحدى
وثلاثمائة، وقيل سنة تسع وتسعين ومائتين، وقيل: مات (رحمه الله) يوم الأربعاء لسبع
وعشرين من شوال سنة ثلاثمائة في ولاية رستم [ رستمدار ] (1). وقال الشيخ في الرجال
في وفاة شيخنا ابن قولويه المترجم (ص 458 / ر 5): (مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة).
ولم أقف على ذكر مولده صريحا، غير أن طبقة مشايخه ومن روى عنهم، وعدم نكير من
الأصحاب في رايته عن سعد أو عنهم، يؤكد كونه قديم الولادة، صالحا للرواية عن مثله،
وإن كان حدث السن، قليل الرواية عنه.
________________________________________
1 - خلاصة الأقوال: (*)
________________________________________
[ 527 ]
[... ] ثم إن عدم الرواية عمن تصح الرواية عنه، أو قلتها، كما يمكن كونه
لإختلاف الطبقة، أو لحداثة السن، أو لعدم الحضور، مكانا، أو لساير الموانع، كذلك
يمكن كونه للإحتياط والورع في الرواية، والتشكيك فيما سمعه بلا واسطة والتعويل على
خيار الوسائط، كما إتفق ذلك لبعض أصحاب الأئمة (عليهم السلام) ممن أدركوهم وسمعوا
منهم، فتورعوا في الرواية عنهم إلا بالواسطة، فيأتي في ترجمة حماد بن عيسى الجهني
الكوفي (ر 370) الصدوق الثقة، من أصحاب الصادق (عليه السلام) قول الماتن: وقيل: إنه
روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) عشرين حديثا... وكان ثقة في حديثه، صدوقا. قال:
سمعت سبعين حديثا، فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين، وبلغ من
صدقه أنه روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، وروى عن عبد الله بن المغيرة و عبد
الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام). له كتاب الزكاة أكثره عن جرير وبشير،
عن الرجال. قال الشيخ المفيد في الأمالي: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد القمي
(رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال:
حدثني هارون بن مسلم، عن علي بن اسباط، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): إذا حدثتني بحديث فأسنده
لي، فقال: حدثني أبي، عن جدي (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
عن جبرئيل (عليه السلام)، عن الله عز وجل، وكل ما احدثك بهذا الإسناد. وقال: يا
جابر لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها (1).
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 528 ]
[... ] 9 - رواية ابن قولويه عن غير أبيه وأخيه عن سعد روى أبو القاسم
جعفر بن محمد بن قولويه عن جماعة من أصحاب سعد، عنه، غير أبيه وأخيه، منهم: 1 - علي
بن الحسين بن موسى بن بابويه، الثقة الجليل، فروى عنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، كما في كامل الزيارات كثيرا (1). 2 - محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي،
الثقة الجليل، فروى عنه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، كما في الكامل كثيرا
(2). بل روى عن جماعة مشايخه وأبيه، عن سعد، كما في كامل الزيارات كثيرا (3). 10 -
من روى عن محمد بن قولويه روى جماعة عن محمد بن قولويه القمي، منهم: 1 - أبو القاسم
جعفر بن محمد قولويه، فقد روى عنه كثيرا. 2 - ولده الأخر علي بن محمد بن قولويه،
فلم أجد رواية غير أبي القاسم، عن أخيه علي، عن أبيهما.
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 21 / ب 4 / ح 2، وص 49 / ب 130 / ح 13، وص 84 / ب
27 / ح 7، وغيرها. 2 - كامل الزيارات: ص 57 / ب 16 / ح 6، وص 84 / ب 27 / ح 7،
وغيرها. 3 - كامل الزيارات: ص 84 / ب 27 / ح 3، وص 77 / ب 25 / ح 1، وص 14 / ب 2 /
ح 16، وص 26 / ب 7 / ح 2، وص 33 / ب 9 / ح 1، وص 52 / ب 14 / ح 11، وص 75 / ب 24 /
ح 15، وغيرها. (*)
________________________________________
[ 529 ]
[... ] 3 - محمد بن معقل، أبو الحسن القرميسني، فروى المفيد في الإختصاص
في النص على الأئمة الأثنى، عشر عن أبي الحسن محمد بن معقل، قال: حدثنا محمد بن
قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله...، الحديث (1). 4 - أبو عمرو محمد بن عمر بن
عبد العزيز الكشي، فقد روى كثيرا في رجاله في تراجم الرجال، عن محمد بن قولويه أبي
جعفر القمي، عن سعد. وأيضا روى عن الحسين بن الحسن بن بندار القمي، عن سعد بن عبد
الله بن أبي خلف، كما في سلمان الفارسي (ص / ر)، وفي محمد بن أبي بكر (ص / ر). وفي
عبد الله بن سبأ (ص / ر)، وفي سعيد بن جبير (ص / ر)، وفي زرارة (ص / ر)، وفي محمد
بن مسلم (ص / ر)، وفي أبي بصير (ص / ر)، عنه، عنه. وفي ثوير بن أبي فاختة (ص / ر)
عنه، عن محمد بن بندار القمي. وفي المغيرة بن سعيد (ص / ر)، عنه، عن سعد. وفي هشام
بن الحكم (ص / ر)، عنه، عن بعض المشايخ. وفي مقلاص بن أبي الخطاب (ص / ر)، وفي مفضل
بن عمر (ص / ر) عنه، عن سعد. وفي أبان بن تغلب (ص / ر)، وفي عمران بن عبد الله
القمي وأخيه (ص / ر)، وفي يونس بن ظبيان (ص / ر)، وفي عبد الله بن سنان وأبيه (ص /
ر)، وفي محمد بن بشير (ص / ر)، وفي صفوان بن يحيى وإسماعيل بن الخطاب
________________________________________
1 - الاختصاص: (*)
________________________________________
[ 530 ]
[... ] (ص / ر)، وفي عبد الله بن الصلت القمي (ص / ر)، وفي الحسن بن علي
بن فضال الكوفي (ص / ر)، وغيرهم. وقد وصفه (بالجمال)، فقال في عروة بن يحيى الدهقان
(ص / ر): حدثني محمد بن قولويه الجمال، عن محمد بن موسى الهمداني. 11 - رواياته عن
أخيه عن غير أبيه سعد إن رواية شيخنا أبي القاسم عن أخيه، الذي مات شابا، في خدمة
العلم والفقه وخدمة أهل البيت صلة (واحياءا له ولتراث الشيعة وخدام الشريعة. وقد
روى جعفر بن محمد بن قولويه عن أخيه، عن أحمد بن إدريس، فقال في كامل الزيارات:
حدثني أخي علي بن محمد بن قولويه، عن أحمد بن إدريس بن أحمد... (1)، وغير ذلك. وقد
روى عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن، جميعا عن سعد، عن أحمد بن محمد
كما في كامل الزيارات (2)، وغير ذلك مما يطول ذكره. وقال أيضا فيه: حدثني علي بن
محمد بن قولويه، عن أحمد بن إدريس... (3). وعنه عن أحمد بن إدريس وعلي بن إبراهيم
كما في كامل الزيارات (4).
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 29 / ب 8 / ح 10، وص 98 / ب 30 / ح 2. 2 - كامل
الزيارات: ص 33 / ب 9 / ح 1، وص 270 / ب 88 / ح 14. 3 - كامل الزيارات: ص 48 / ب 13
/ ح 9، وص 92 / ب 28 / ح 18. 4 - كامل الزيارات: ص 270 / ب 88 / ح 14. (*)
________________________________________
[ 531 ]
[... ] وعن أخيه، عن محمد بن يحيى العطار، كما في كامل الزيارات كثيرا
(1). وعن علي بن محمد بن قولويه، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي، كما
في كامل الزيارات (2). وعن أبيه، وأخيه، عن الحسن بن متويه بن السندي (3). بل صرح
شيخنا أبو القاسم جعفر بن محمد، بكون أخيه من المشايخ في فضل كربلاء قائلا: وروى
هذا الحديث جماعة مشايخنا (رحمهم الله)، أبي وأخي وغيرهم، عن أحمد بن إدريس... (4).
12 - حصر رواياته عن سعد بلا واسطة بأربعة يأتي في ترجمة سعد بن عبد الله (ر 467)
بعد روايته كتبه كلها، حتى كتابه (المنتخبات) عن المفيد والحسين بن عبيدالله
والحسين بن موسى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه وأخيه، عن سعد، قوله: قال الحسين بن
عبيدالله رحمه الله: جئت بالمنتخبات إلى أبي القاسم بن قولويه (رحمه الله) أقرأها
عليه، فقلت: حدثك سعد، فقال: بل حدثني أبي وأخي، عنه، وأنا لم أسمع من سعد إلا
حديثين.
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 92 / ب 28 / ح 18، وص 112 / ب 38 / ح 4، وص 837 /
ب 53 / ح 1، وص 174 / ب 71 / ح 1، وغيرها. 2 - كامل الزيارات: ص 165 / ب 68 / ح 3.
3 - كامل الزيارات: ص 187 / ب 76 / ح 1. 4 - كامل الزيارات: ص 270 / ب 88 / ح 14.
(*)
________________________________________
[ 532 ]
[ وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله (1)، ومنه حمل. ] قلت: إن كلامه في سعد
نص في مورد كتاب (المنتخبات)، وكلامه في المقام قابل للإختصاص بأخباره، فالحجة على
حصر الروايات التي سمعها من سعد بالأربعة، أو الأثنين بصورة عامة غير واضحة. ولعل
الإشكال في الكتاب لا من جهة رواية ابن قولويه عن سعد، فقال: الشيخ في الفهرست (ص
76 / ر 36) في طرقه إلى كتب سعد: أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من أصحابنا، عن
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن
رجاله، قال ابن بابويه: إلا كتاب المنتخبات، فإني لم أروها عن محمد بن الحسن إلا
أجزاء قرأتها عليه، واعلمت على الأحاديث التي رواها محمد بن موسى الهمداني، وقد
رويت عنه كلها في كتاب (المنتخبات) مما أعرف وطريقه من الرجال الثقات. 13 - قراءة
الشيخ المفيد عليه (1) هذا مدح آخر لابن قولويه بكونه المبدء للحركة العلمية في شتى
الفنون، وأن الشيخ المفيد من بركاته. وسيأتي في ترجمته (ر 1070) قوله: شيخنا
واستاذنا (رضي الله عنه)، فضله أشهر من أن يوصف، في الفقه، والكلام، والرواية،
والثقة، والعلم. كما يأتي من الشيخ في الفهرست (ص / ر): من جملة متكلمي الإمامية،
إنتهت إليه رياسة الإماميه في وقته، وكان مقدما في العلم، وصناعة الكلام، وكان
فقيها، متقدما فيه....
________________________________________
[ 533 ]
[... ] 14 - من روى عن ابن قولويه وقرأ عليه روى جماعة من أعيان الطائفة
وأجلاء ثقات الإمامية عن جعفر بن محمد ابن قولويه، منهم: 1 - محمد بن محمد بن
النعمان الشيخ المفيد (رحمه الله)، روى عنه كثيرا جدا في ساير كتبه ورواياته. 2 -
الحسين بن عبيدالله الغضائري، فقد روى عنه كثيرا. 3 - الحسين بن محمد بن هدية، كما
روى النجاشي كتب علي بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور (ر 685)، عن المفيد والحسين
بن هدية، قالا: حدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثنا أخي به، وكتب محمد بن
أورمة القمي (ر 894)، عن الحسين بن محمد بن هدية، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن
الفضل بن هلال، وكتب نصر بن الصباح (ر 1152)، عن الحسين بن أحمد بن هدية، عن جعفر
بن محمد، عن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عنه. 4 - حيدر بن محمد بن نعيم
السمرقندي، الفاضل الجليل، المشارك في روايات كثيرة مع محمد بن مسعود العياشي. ذكره
الشيخ في الفهرست (ص 64 / ر 249) وقال: وروى عن أبي القاسم العلوي وأبي القاسم جعفر
بن محمد بن قولويه، و.... وقال فيمن لم يرو عنهم (ص 463 / ر 8) في ترجمته: عالم
جليل، يكنى أبا أحمد. يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم، عن محمد بن الحسن بن أحمد
بن الوليد القمي، وعن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن إدريس القمي، وعن أبي
________________________________________
[ 534 ]
[... ] القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي، وعن أبيه.... 5 - زيد بن
محمد الحلفي، الذي روى عنه حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، فروى عنه ابن قولويه
أيضا كما في نابغ الرواة (1). 15 - رواية النجاشي الاصول ومصنفات الأصحاب عن ابن
قولويه قد روى النجاشي كثيرا من الاصول ومصنفات الإمامية من طريق شيخنا المترجم أبي
القاسم ابن قولويه، عنهم، وهي تدل على كثرة إحاطته وإطلاعه، ومنها: 1 - كتاب الزكاة
لربيعة بن سميع من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) (ر 3). 2 - كتب إبراهيم بن
محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي الكوفي، بكثرتها (ر 19). 3 -
كتاب إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني، الثقة من أصحاب الباقر والصادق (عليهما
السلام)، فرواه عن شيخه محمد بن عثمان، عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن عبيدالله بن
أحمد بن نهيك... (ر 26). 4 - كتب إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي، الثقة، فروى عن
المفيد، عن ابن قولويه، عن عبد الله بن نهيك. 5 - كتب الحسن بن خرزاذ القمي، فروى
عنه، عنه، عن محمد بن الوارث السمرقندي (ر 87). 6 - كتب الحسين بن أشكيب الخراساني
المقدم، عنه، عنه، عنه (ر 88).
________________________________________
1 - نابغ الرواة: (*)
________________________________________
[ 535 ]
[... ] 7 - كتب الحسن بن أبي عقيل أبي محمد العماني، الحذاء، الفقيه،
المتكلم، الثقة، فروى عن الحسين بن أحمد أو المفيد، عن ابن قولويه، عنه (ر 100). 8
- كتاب الحسن بن علي أبي محمد الحجال القمي، الثقة، شريك ابن الوليد، فرواه عنه،
عنه، عنه (ر 104). 9 - كتاب الحسين بن أبي غندر الكوفي، فرواه عن المفيد، عن ابن
قولويه، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل... (ر 127). 10 - كتاب الحسين بن شاذويه،
أبي عبد الله، الصفار، الصحاف، الثقة، فرواه، عنه، عنه، عنه (ر 153). 11 - كتاب
حمزة بن يعلى الأشعري القمي، الثقة، فرواه عن المفيد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد
بن الوليد (ر 366). 12 - كتاب زيد الزراد الكوفي، فرواه عنه، عنه، عن أبيه وعن
الصدوق (ر 460). 13 - كتب سعد بن عبد الله الأشعري (ر 467)، فرواه عن جماعة من
مشايخه، عنه، عن أبيه وعن أخيه، كتبه. 14 - كتاب سهل بن زياد الآدمي (ر 490)، فرواه
عنه، عنه، عن الكليني. 15 - كتاب سالم بن أبي سلمة الكندي السجستاني (ر 509)، فرواه
عن العدة، عنه، عن أبيه وأخيه، عن محمد بن يحيى.... 16 - رواية الشيخ عن ابن قولويه
اصول الشيعة ومصنفاتها 1 - كتاب أبي العباس أحمد بن أصبهبذ الضرير المفسر القمي،
فروى
________________________________________
[ 536 ]
[ وكل ما يوصف به الناس، من جميل، وفقه، فهو فوقه (1). له كتب حسان (2)،
] الشيخ في الفهرست (ص 31 / ر 82)، رواه عن جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن
قولويه القمي، عن أحمد بن أصبهبذ. 2 - كتب حريز بن عبد الله السجستاني، الثقة،
الكوفي، فروى في الفهرست (ص 63 / ر 239) جميع كتبه ورواياته عن المفيد، عن جعفر بن
محمد بن قولويه، عن أبي القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي، عن عبيدالله بن أحمد
بن نهيك. 3 - كتب الكليني محمد بن يعقوب، كما في الفهرست (ص 135 / ر 591). 4 - كتب
محمد بن أبي عمير الأزدي، رواها في الفهرست (ص 143 / ر 607)، عن جماعة، عن أبي
القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبي القاسم جعفر بن محمد الموسوي، عن ابن نهيك،
عنه. 17 - تفوق ابن قولويه على العلماء (1) هذا مدح بليغ لشيخنا المترجم له، فاق به
على غيره ممن رزق المدح والثناء في الوثاقة في المذهب والحديث، وفي الكمالات
العقلية والنفسية، والخصال والأعمال الصالحات، وفي العلوم وغيرها. 18 - مصنفات ابن
قولويه (2) تقدم عن الشيخ في الفهرست قوله: (له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه).
وفي رجاله: صاحب مصنفات قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست.
________________________________________
[ 537 ]
[ كتاب مداواة الجسد (1)، وكتاب الصلاة، وكتاب الجمعة والجماعة، كتاب
قيام الليل، كتاب الرضاع، كتاب الصداق، كتاب الأضاحي، كتاب الصرف، كتاب الوطي بملك
اليمين (2)، كتاب بيان حل الحيوان من محرمه، كتاب قسمة الزكاة، كتاب العدد، كتاب
العدد في شهر رمضان، كتاب الرد على ابن داود في عدد شهر رمضان، كتاب الزيارات (3)،
كتاب الحج، كتاب يوم وليلة، كتاب القضاء وأدب الحكام، كتاب الشهادات، كتاب العقيقة،
كتاب تاريخ الشهور والحوادث فيها، كتاب النوادر، كتاب النساء ولم يتمه. قرأت هذه
الكتب على شيخنا أبي عبد الله رحمه الله (4)، وعلى الحسين بن عبيدالله. ] (1) وفي
الفهرست: (مداواة الجسد لحياة الأبد). وزاد: كتاب الفطرة. (2) وكذا في الفهرست،
وليس فيه كتاب بيان حل الحيوان من محرمه، وكذا كتاب العدد في شهر رمضان، وكتاب الرد
على ابن داود في عدد شهر رمضان. والكتابين فيهما فوائد كثيرة، رجالية، وغيرها، تنقل
في خلال الكتب. (3) وفي الفهرست: (كتاب جامع الزيارات وما روى في ذلك من الفضل عن
الأئمة (عليهم السلام)). وفي الفهرست بعد ذكر هذه الكتب: وغير ذلك، وهي كثيرة. وله
فهرست ما رواه من الكتب والاصول. (4) وفي الفهرست: أخبرنا برواياته، وفهرست كتبه،
جماعة من أصحابنا، منهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد، والحسين بن
عبيدالله، وأحمد بن عبدون، وغيرهم، عن جعفر بن محمد بن قولويه القمي.
________________________________________
[ 538 ]
[ - جعفر بن ورقا بن محمد بن ورقا: ابن صلة بن المبارك بن صلة بن عمير
بن جبير بن شريك بن علقمة بن حوط بن سلمة بن سنان بن عامر بن تيم بن شيبان بن ثعلبة
(1) بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو محمد، أمير بني شيبان بالعراق،
ووجههم. وكان عظيما عند السلطان. وكان صحيح المذهب. له كتاب في إمامة أمير المؤمنين
(عليه السلام) وتفضيله على أهل البيت (عليهم السلام)، سماه كتاب (حقايق التفضيل في
تأويل التنزيل) (2). ] وقال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) من رجاله (ص 458
/ ر 5): روى عنه التلعكبري. وأخبرنا عنه محمد بن محمد بن النعمان، والحسين بن
عبيدالله، وأحمد ابن عبدون، وابن عزور. مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة. قلت: وللشيخ
والنجاشي طرق اخر إلى أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، مثل الحسين بن محمد بن
هدية، وحيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، ممن أشرنا إليهم فيمن روى عنه، وفي الكتب
التي رواها النجاشي والشيخ عن ابن قولويه. (1) وفي لباب ابن الأثير الجزري في
الشيباني: شيبان بن ذهل بن ثعلبة، (وفي آخر نسبه): وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. قبيل كبير من بكر بن وائل،
ينسب إليه خلق كثير من الصحابة، والتابعين، والأمراء، والفرسان، والعلماء في كل فن
(1). (2) لم أجد ذكره في (الذريعة) نعم ذكر: (حقايق التأويل في متشابه
________________________________________
1 - اللباب: (*)
________________________________________
[ 539 ]
[ أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى
العبسي، قال: قرأت على الأمير أبي محمد (1). - جعفر بن عثمان بن شريك بن عدي
الكلابي: الوحيدي (2)، ] التنزيل) للشريف الرضي (1). (1) يظهر من شيخوخة إسماعيل بن
عيسى العبسي لمثل شيخ الطائفة، الحسين بن عبيدالله الغضائري الثقة العظيم الخبير
بالروايات وبالرواة، وكذا من كونه واسطة إجازة الحسن بن عبد السلام لشيخ الطائفة
الصدوق الثقة، الذي لا يطعن عليه في شئ هارون بن موسى التلعكبري، على ما ذكره الشيخ
في رجاله (ص 468 / ر 37)، وكذلك كونه واسطة إجازة محمد بن عبدربه الأنصاري له أيضا،
على ما ذكره الشيخ أيضا في محمد بن عبدربه (ص / ر)، أن له منزلة عظيمة عند أصحابنا،
وتفصيل ترجمته في " أخبار الرواة ". (2) الوحيد: موضع أشار إليه ذو الرمة قائلا:
ألا يا دار مية بالوحيد * كأن رسومها قطع البرود أو فاق السكرى: الوحيد نقا
بالدهناء لبني ضبة، والحيدان: ماءان في بلاد قيس معروفان، وأول جبل بالدهناء، يقال
له: الوحيد، وهو ماء من مياه بني عقيل، يقارب بلاد بني الحارث بن كعب كما يظهر من
ياقوت الحموي. وقال في القاموس: والوحيد " ع " والحيدان: ماءان ببلاد قيس.
والوحيدة،
________________________________________
1 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج 7 / ص 32 / ر 26. (*)
________________________________________
[ 540 ]
[ ابن أخي عبد الله بن شريك (1)، وأخوه الحسين (2) ] من أعراض المدينة
بينها وبين مكة، وبنو الوحيد قوم من بني كلاب (1). قلت: الكلام في كتابنا في "
الأنساب "، فأحصينا الوحيديين هناك. ويأتي في عبيد بن محمد بن كثير العامري الكلابي
الوحيدي (ر 620) قول الماتن: واسم الوحيد: عامر بن كعب بن كلاب. (1) التعريف بابن
أخيه عبد الله بن شريك يقتضي معروفيته، ولم يذكره الماتن في الكتاب، غير ما يأتي في
عبيد قوله: عبد الله بن شريك هو جد جد عبيد، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر
(عليهما السلام) وكان عندهما وجيها، مقدما. نعم ذكر الشيخ في أصحاب الباقر (عليه
السلام) (ص 127 / ر 4): عبد الله بن شريك العامري. وفي أصحاب الصادق (عليه السلام)
(ص 265 / ر 714) عبد الله بن شريك العامري، وقال: روى عنهما (عليهما السلام). قلت:
وذكرناه في " طبقات أصحاب الحسين (عليه السلام) "، عبد الله بن شريك العامري النهدي
ممن أدركه، ولم ينصره، وفي " أصحاب السجاد (عليه السلام) "، فيمن روى عنه، وله
أخبار كثيرة أشار إليها الطبري وغيره، أخرجناها في " الطبقات الكبرى "، و " أخبار
الرواة ". (2) تقدم بترجمة (ر 120) بعنوان: الحسين بن عثمان بن شريك العامري
الوحيدي مع توثيقه فيمن روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، وذكرنا له
في هذا الشرح (2) ترجمة مفصلة.
________________________________________
1 - قاموس المحيط: ج 2 - تهذيب المقال: ج 2 / ص / ر 120. (*)
________________________________________
[ 541 ]
[ رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ذكر ذلك أصحاب الرجال (2). ]
وتأتي ترجمة عبيد بن كثير بن محمد (ر 620)، وقيل: عبيد بن محمد بن كثير بن عبد
الواحد بن عبد الله بن شريك بن عدي، أبي سعيد العامري الكلابي الوحيدي. وفي إتحاد
الحسين بن عثمان العامري الوحيدي هذا مع الحسين بن عثمان الرواسي، على ما قيل أو
منعه، تحقيق، ذكرناه في محله من " تهذيب المقال " و " الطبقات الكبرى "، و " أخبار
الرواة ". (1) أما رواية الحسين عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، فلا
إشكال فيها، وتقدمت الإشارة إليها، وحققناه في ترجمته من هذا الشرح، وفي " الطبقات
" في أصحاب الإمام الصادق وأصحاب الإمام الكاظم (عليهما السلام)، ولا كلام في
توثيقه كما مر. وأما رواية جعفر بن عثمان عنه (عليه السلام)، فلتصريح الماتن بها،
ولما ورد في الكافي والتهذيب، والفقيه وغيرها، ذكرناها في " الطبقات "، وفي " أخبار
الرواة ". (2) تعليق الماتن رواتهما، كما هو الظاهر، على ذكر أصحاب الرجال، المراد
بهم أصحاب رجال أبي عبد الله (عليه السلام)، يشعر بتوقفه في روايتهما عنه (عليه
السلام)، إلا أنه قد حققنا في محله أنه نشأ من وجود روايتهما عن أصحاب أبي عبد الله
عنه (عليه السلام)، حتى أن الشيخ عرفه في الفهرست بأنه صاحب أبي بصير، وروى الصدوق
في الخصال عن الحسين، عن أبي بصير، عنه (عليه السلام)، لكن الرواية عن أصحاب الإمام
لا توجب الشك في الرواية عنه (عليه السلام)، فلا نطيل. ثم إن جعفرا وإن لم يصرح
بتوثيقه، إلا أن رواية ابن أبي عمير عنه الذي عرف بأنه لا يروي ولا يرسل إلا عن
الثقة، وغيرها من إمارات الوثاقة كافية، والله العالم.
________________________________________
[ 542 ]
[ له كتاب (1)، رواه عنه جماعة. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا يعقوب،
قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، به (2). ] (1) وقال الشيخ في الفهرست
(ص 44 / ر 140): جعفر بن عثمان، صحاب أبي بصير، له كتاب. رويناه بالإسناد الأول
(عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة)، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن جعفر بن عثمان. قلت: وفي اتحاده مع العامري الوحيدي المترجم خفاء. وطريق الشيخ
أيضا لا يخلو عن كلام تارة بأبي المفضل الشيباني، واخرى بابن بطة، كما تقدم. وقال
الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن جعفر بن عثمان، فقد رويته عن أبي (رضي الله
عنه)، عن علي بن موسى الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن
محمد بن أبي عمير، عن أبي جعفر الشامي، عن جعفر بن عثمان (1). قلت: وفي طريقه كلام،
تارة بالكميداني فلم يصرح بتوثيقه، إلا أن الكليني والصدوق رويا عنه، وكان من مشايخ
الإجازة، واخرى بأبي جعفر الشامي الذي لم يصرح بوثاقته، إلا أن أبي عمير الذي عرف
بأنه لا يروي إلا عن الثقة، قد روى عنه. (1) طريقه صحيح على الأظهر برجاله الثقات،
غير أحمد بن يوسف من مشايخ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الثقة الجليل
العظيم الخبير برواة الشيعة وبرواياتهم، فإنه وإن لم يصرح بتوثيق، إلا أنه روى عنه
محمد بن
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 110 / ر 316. (*)
________________________________________
[ 543 ]
[ - جعفر الأودي (1): كوفي. له كتاب. أخبرنا ابن نوح عن الحسن بن حمزة،
عن ابن بطة، قال: حدثنا الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي
عمير، عن جعفر، بكتابه (2). ] إسماعيل بن ميمون الزعفراني الثقة الذي يأتي قول
النجاشي في ترجمته فيه (ر 953): ثقة، عين، روى عن الثقات، وروى عنه. وقد حققنا في "
قواعد الرجال "، وسبق في الجزء الأول (1) في التوثيقات العامة، أن رواية من عرف
بأنه لا يروي إلا عن الثقات عنه، توثيق عملي له. (1) قد يتبادر إلى الذهن إتحاده مع
جعفر أبي محمد الأزدي، الذي ذكره في المعالم بكتاب، وذكره الشيخ في الفهرست (ص 44 /
ر 141) أيضا بكتاب له، رواه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عنه، بقرينة
إتحاد من روى، وهو ابن عمير، لكنه خلاف ظاهر تعدد العنوان، ومجرد وحدة الراوي لا
يجوز الإلتزام بالتصحيف. كما أن إحتمال اتحاده مع جعفر بن أحمد بن يوسف الأودي
المتقدم (ر 315) ضعيف مع إختلاف الطبقة. (2) والطريق صحيح على كلام فيه بابن بطة.
وروى الصدوق في الخصال، عن شيخه علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن
إبراهيم الهمداني، في منزله بالكوفة، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف
الأزدي، قال: حدثنا علي بن بزرج الحناط، حديث:
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 109. (*)
________________________________________
[ 544 ]
[ - جعفر بن الهذيل (1): له نوادر. أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا الحسين
بن علي بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن زياد بن هوارا، قال: سمعت منه نوادر (2)، ] "
إن حديثنا صعب مستصعب " (1). قلت: وله في المجالس وغيره من كتبه رواية عنه. وأشرنا
إليها في مشايخه. (1) قال الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر 134): جعفر الهذلي، له
نوادر.... وقال فيمن لم يرو عنهم من رجاله (ص 458 / ر 2): جعفر بن هذيل، روى عنه
حميد. وأيضا (ص 461 / ر 29): جعفر الهذلي. وتقدم في المجلد الثالث (2)، في جعفر بن
أحمد بن يوسف الأودي ورواية محمد بن جعفر الذهلي عنه كتابه، ما ينفع المقام. وقال
ابن حجر في لسان الميزان في ذكر جماعة: جعفر بن الهذيل بن هشام، ذكرهم أبو جعفر
الطوسي في رجال الشيعة (3). (2) الطريق موثق بحميد الثقة الجليل والواقفي. ورواه في
الفهرست عن شيخه أحمد بن عبدون، عن أبي طالب، عن حميد، عنه. قلت: وهو أيضا موثق
بحميد. وقد أخطأ من ضعفه بأبي طالب الأنباري الذي ضعفه جهلا به، وكذا ضعف كل سند هو
فيه، وقد نسبه إلى الضعف
________________________________________
1 - الخصال: ص 207 / ب 4 / ح 27. 2 - تهذيب المقال: ج 3 / ص / ر 315. 3
- لسان الميزان: ج 2 / ص 132 / ر 564. (*)
________________________________________
[ 545 ]
[ وسمعت منه كتاب عبد الله بن بكير (1). - جعفر بن مازن الكاهلي (2):
الطحان، أبو عبد الله. أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا الحسين بن علي بن سفيان، قال:
حدثنا حميد بن زياد، قال: سمعت من أبي ] على خطأه كثيرا فهو الثقة الذي جفاه أهل
عصره ومن بعده جهلا، وثقه النجاشي وغيره وذكروه بمحامد. (1) يأتي في عبد الله بن
بكير (ر 581) رواية كتاب عبد الله بن بكير، عن أحمد بن عبد الواحد، عن علي بن حبشي،
عن حميد، عن أحمد بن الحسن البصري، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن بكير، به.
(2) قال ابن حجر في لسان الميزان: جعفر بن مازن الكاهلي الطحان الكوفي، ذكره ابن
النجاشي في رجال الشيعة، وقال: أعدمه المأمون بغداد، وأجازه، قال: وكان راوية
للحديث، والشعر. يروي عنه حميد بن زياد، وغيره. مات سنة أربع وستين ومائتين (1).
قلت: ما ذكره حكاية عن النجاشي، مع أن كتاب الرجال خال عنه، يدل على سقط في النسخ
الواصلة إلينا. ولم أحضر لمازن ذكرا في كتب الرجال، إلا مازن القلانسي الكوفي الذي
ذكره كالشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام)، ومازن العابدي الذي ذكره الذهبي في
ميزان الإعتدال، وقال: يأتي. ثم قال: مأمون العابدي، عن علي. قال الأزدي:
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 121 / ر 505. (*)
________________________________________
[ 546 ]
[ عبد الله جعفر بن مازن الكاهلي الطحان، في بني كاهل (1). ومات أبو عبد
الله يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الآخر، سنة أربع وستين ومائتين (2). وصلى
عليه محمد بن إبراهيم ابن محمد العلوي (3). - جعفر بن محمد السنجاري (4): ] زائغ لا
يحتج به. وقيل: إسمه مازن (1). (1) الطريق موثق بحميد الواقفي، الثقة الجليل،
الخبير بالروايات والرواة. وروايته عنه كتابه، ربما تشير إلى منزلته. (2) ذكرناه في
" أخبار الزمان "، وكان ذلك بعد وفاة أبي العباس الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقدة الهمداني الكوفي، وبعد شهادة الإمام الحادي عشر أبي محمد الحسن بن علي العسكري
(عليهما السلام)، بأربع سنين، وحينئذ فلازم ما ذكر ابن حجر من أن المأمون العباسي
أقدمه بغداد، أنه أدرك أيام الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)،
ومن بعده من الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين). (3) ذكرناه في " الرواة العلويين "،
وتقدم (2) في الحسن بن سماعة ذكر أبيه، وأنه صلى عليه إبراهيم بن محمد العلوي. (4)
قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله (ص 459 / ر 16): جعفر بن محمد السنجاري، روى
عنه حميد. وذكره ابن حجر في لسان الميزان (3) عن أبي
________________________________________
1 - ميزان الإعتدال: ج 3 / ص 424 / ر 7004، وص 430 / ر 7037. 2 - تهذيب
المقال: ج 2 / ص / ر 84. 3 - لسان الميزان: ج 2 / ص 133 / ر 515. (*)
________________________________________
[ 547 ]
[ لم يسمع منه حميد إلا حديثا واحدا (1). أخبرنا بذلك ابن نوح، عن
الحسين بن علي، عن حميد (2). - جعفر بن علي بن حسان (3): ] جعفر الطوسي في رجال
الشيعة. (1) لو صح أنه لم يسمع منه إلا حديثا واحدا، فكيف عده في مصنفي الشيعة ؟
إلا أن يكون المسموع من الكتاب واحدا، وقد ترك ذكر جماعة من المسمين بجعفر من
المصنفين، ذكرناهم في محله منهم: جعفر بن أحمد بن علي (علي ابن أحمد) أبي محمد
الأيلاقي القمي المعروف بابن الرازي، الذي قيل: إنه صنف مائتين وعشرين كتابا بقم،
والري. وقال الشيخ في من لم يرو عنهم من رجاله (ص 457 / ر 1): جعفر بن علي بن أحمد
القمي المعروف بابن الرازي، يكنى أبا محمد صاحب المصنفات. وذكره ابن داود في قسم
الممدوحين من رجاله، وقال: ثقة مصنف (1). (2) موثق بحميد الواقفي الثقة. (3) قال
الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر 132): جعفر بن علي بن حسان البجلي، له نوادر وروايات.
روى عنه حميد بن زياد. ثم بعد أسماء رواه عن أحمد بن عبدون، عن أبي طالب الأنباري،
عن حميد، عنه. وقال في رجاله (ص 461 / ر 27): جعفر بن علي بن حسان (ثم ذكر أسماءا،
________________________________________
1 - كتاب الرجال لابن داود: (*)
________________________________________
[ 548 ]
[ أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا الحسين بن علي، قال: حدثنا حميد، قال:
سمعت في بجيلة من جعفر بن علي بن حسان نوادر (1). - جعفر بن عبد الرحمان الكاهلي
(2): ] ثم قال): روى عنهم حميد. (1) موثق بحميد الواقفي الثقة. وقد أخطأ وجهل من
ذكر أن الشيخ لم يذكر طريقه إلى حميد هنا، وأن طرقه إلى حميد كلها ضعاف. فقد مضى
كثيرا أنه إنما ضعف طرق الشيخ إلى حميد بأبي طالب الأنباري، بتوهمه أنه ضعيف، ولم
يعرف إسمه الذي ذكره النجاشي وأنه مدحه ووثقه. (2) قال الشيخ في الفهرست (ص 43 / ر
133): جعفر بن عبد الرحمان الكاهلي، له نوادر (وذكر اسمين آخرين بنوادر، ثم قال):
أخبرنا بها أحمد بن عبدون، عن أبي طالب الأنباري، عن حميد، عنهم. وقال أيضا فيمن لم
يرو عنهم من رجاله (ص 461 / ر 28): جعفر بن عبد الرحمان، الكاهلي، جعفر الهذلي،
جعفر الوراق. روى عنهم حميد. وقال ابن حجر في لسان الميزان: جعفر بن عبد الرحمان
الكاهلي، ذكره الطوسي أيضا، وقال: روى عنه حميد بن زياد (1). وروى ابن المشهدي في
المزار (2)، باب ما جاء في مسجد بني كاهل الذي
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 117 / ر 487. 2 - المزار لابن المشهدي: (*)
________________________________________
[ 549 ]
[ أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا الحسين بن علي، قال: حدثنا حميد، قال:
سمعت من جعفر بن عبد الرحمان الكاهلي نوادر له، عن الرجال (1). - جعفر بن يحيى بن
العلاء أبو محمد الرازي (2): ] يعرف بمسجد أمير المؤمنين (عليه السلام)، بإسناده
إلى عبد الرحمان بن الأسود الكاهلي، في الصلاة فيه، وأيضا عن عبد الله بن يحيى
الكاهلي. قلت: ذكرناه في " المآل والبيوتات " في بني كاهل، وذكر أخبار مسجدهم في "
تاريخ الكوفة " وفي المساجد الممدوحة والمرغبة بالصلاة فيها. ثم إن الطبقة تقتضي
إدراكه أيام أبي جعفر الجواد، وأبي الحسن الهادي، وأبي محمد العسكري (عليهم
السلام)، كما حققناه في محله، وإن كان قول الماتن: (نوادر له عن الرجال) ربما يوهم
الخلاف. (1) طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة وتضعيفه بأبي طالب الأنباري خطأ تقدم
ذكره. (2) يأتي ترجمة أبيه (ر 1201): يحيى العلاء البجلي الرازي، أبو جعفر ثقة.
أصله كوفي. له كتاب يرويه جماعة. ثم رواه بإسناده عن زكريا بن يحيى عن يحيى، بن
العلاء. فهو كوفي، بجلي. ثم صار قاضيا بالري، سكنا، فنسب إليها، وقيل: الرازي. وقال
الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 333 / ر 7): يحيى بن العلاء بن خالد
البجلي، كوفي. يقال له: الرازي. وقال أيضا في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 140 /
ر 5): يحيى بن أبي العلاء الرازي. وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): يحيى
بن العلاء، كوفي. يحيى أخو
________________________________________
[ 550 ]
[ ثقة (1)، وأبوه أيضا. ] آدم. يحيى بن أبي العلاء أيضا كوفي (1). وقال
الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 119 / ر 1): خالد بن بكار أبو العلاء
الخفاف الكوفي. وأيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 186 / ر 23): خالد بن بكار،
أبو العلاء الكوفي، أسند عنه. وقال ابن حجر في لسان الميزان: جعفر بن يحيى بن
العلاء الرازي، روى عن أبيه، وكان قاضي الري، وعن غيره. روى عنه موسى بن الحسن بن
موسى. وذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة (2). (1) ووثقه العلامة في الخلاصة (3)
والمتأخرون. والكل عول على توثيق النجاشي. ولم أجد له شاهدا ولم أقف له على رواية،
إلا ما رواه الكليني في نوادر الشهادات من الكافي عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن جعفر بن يحيى، عن عبد الله بن عبد الرحمان...،
الحديث (4). وما رواه أيضا في الكافي بإسناده عن إبراهيم بن الفضل، عن جعفر بن
يحيى، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الباذنجان. ورواه البرقي في
المحاسن، بإسناده، عن جعفر بن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (5).
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 31. 2 - لسان الميزان: ج 2 / ص 132 / ر 566.
3 - خلاصة الأقوال: 4 - الكافي: ج 7 / ص 401 / ح 2. 5 - الكافي: ج 6 / ص 373 / ح 1،
المحاسن: (*)
________________________________________
[ 551 ]
[ روى أبوه عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ] (1) إن تخصيص أبي جعفر
يحيى بن العلاء بالرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) في غير محله، من وجهين:
الأول: أن أباه قد روى عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، وقد عده الشيخ في أصحابه
(عليه السلام)، ثم في أصحاب الصادق (عليه السلام)، نعم عرفت عدم ذكر البرقي إياه في
أصحاب الباقر (عليه السلام)، وذكرناه في " طبقات أصحابه "، بل عرفت عد والده أبي
العلاء في أصحابهما (عليه السلام). نعم لا كلام في كونه من أصحاب الصادق (عليه
السلام)، وذكرناه في " طبقات أصحابه " ممن روى عنه، عنه (عليه السلام)، مثل أبان
الأحمر، عن يحيى بن العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في محاسن البرقي
(1) في تزويق البيوت. الثاني: أن التخصيص في الرواية عنه (عليه السلام)، بعد ذكر
وثاقتهما معا، يوهم عدم رواية جعفر بن يحيى عنه (عليه السلام)، وقد روى البرقي في
المحاسن عن عبد الله بن علي بن عامر، عن إبراهيم بن الفضل، عن جعفر بن يحيى، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: " كلوا الباذنجان، فإنه يذهب الداء ولا داء له ". نعم
تأتي رواية جعفر بن يحيى في الكافي في نوادر الشهادات، وكذا التهذيب (2) عن عبد
الله بن عبد الرحمان، عن الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، إلا أن
الرواية عنه (عليه السلام) مع الواسطتين أو الوسائط، لا تنافي روايته عنه بلا
واسطة، كما أثبتناها لغير واحد منهم.
________________________________________
1 - المحاسن: 2 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 280 / ح 772. (*)
________________________________________
[ 552 ]
[ وهو أخلط بنا من أبيه، وأدخل فينا (1). وكان أبوه يحيى بن العلاء
قاضيا بالري (2). ] (1) ويؤكده عدم تصدي القضاء من قبل ولاة العامة الظالمين وتجنبه
منهم، وقلة إستعماله التقية والمجاملة والمداراة معهم، رعاية للرئاسة وإتباع
السلطان، بالقياس إلى أبيه، وإلا فتضعيفاتهم لأبيه ولروياته تشهد بأنه عرف بأنه ليس
منهم في الباطن. (2) قال ابن حجر في تقريب التهذيب: يحيى بن العلاء البجلي، أبو
عمرو، أو أبو سلمة، الرازي، رمي بالوضع، من الثامنة. مات قريب الستين (1). وقال
أيضا في تهذيب التهذيب: يحيى بن العلاء البجلي، أبو سلمة، ويقال أبو عمرو الرازي.
روى عن عمه شعيب بن خالد، والزهري، و... وأيوب السختياني، وجعفر الصادق (عليه
السلام)، وابن عجلان، وابن أبي ذئب، ومعروف بن خربوذ، وغيرهم. روى عنه عبد الرزاق،
ومعاذ بن هشام و... قال: أحمد بن حنبل: كذاب يضع الحديث. (ثم ذكر تضعيفه عن جماعة
إلى أن قال): عن ابن عدي: والضعف على رواياته وحديثه بين، وأحاديثه موضعات... وقال
الساجي: منكر الحديث...، وذكره البخاري في فصل من مات ما بين الخمسين إلى الستين
(2). وضعفه الذهبي في الكاشف (3) بإختصار. وقال الذهبي في ميزان الإعتدال: يحيى بن
العلاء البجلي الرازي، أبو عمرو،
________________________________________
1 - تقريب التهذيب: ج 2 / ص 355 / ر 144. 2 - تهذيب التهذيب: ج 11 / ص
261 / ر 526. 3 - الكاشف: ج 3 / ص 265 / ر 6330. (*)
________________________________________
[ 553 ]
[... ] عن الزهري و... وكان فصيحا، مفوها، من النبلاء. قال أبو حاتم:
ليس بالقوي. وضعفه ابن معين، وجماعة. وقال الدارقطني: متروك. وقال أحمد بن حنبل:
كذاب يضع الحديث... (1). قلت: وقد أكثرت العامة في تضعيف يحيى بن العلاء البجلي
الرازي القاضي بأنه كذاب، وضاع للحديث، واه، وغير ذلك. والأصل في تضعيفاتهم بذلك
قولهم فيه: منكر الحديث، يروي الأباطيل، مع إعترافهم بفضله، وقد ذكر الذهبي ها هنا
في ميزانه جملة من مناكيره، نذكره بإشارة: 1 - روايته عشرين حديثا في فضل خلع النعل
على الطعام، فقال عن وكيع: يكفي أنه روى عشرين حديثا في خلع النعل على الطعام. 2 -
روايته بالإسناد عن الحسن بن علي (عليهما السلام)، قال: أمان من الغرق إذا ركبوا
قالوا: * (بسم الله مجريها ومرساها) * (2). 3 - روايته أيضا: " من ولد له مولود
فأذن في اذنه، وأقام في اليسرى، لم تضره ام الصبيان ". 4 - روايته بالإسناد عن
صفوان بن امية، عدم إذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمرو ابن قرة في الغناء من
غير فاحشة، لما إستأذنه، فقال: " لا آذن لك ولا كرامة، ولقد كذبت يا عدو الله، لقد
رزقك الله رزقا طيبا، فإخترت ما حرم الله... "، الحديث وهو طويل.
________________________________________
1 - ميزان الإعتدا: ج 4 / ص 397 / ر 9591. 2 - هود: 41. (*)
________________________________________
[ 554 ]
[ وكتابه يختلط بكتاب أبيه، لأنه يروي كتاب أبيه، عنه، فربما نسب إلى
أبيه، وربما نسب إليه (1). أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان، قال: حدثنا جعفر بن
محمد ابن قولويه، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليم الصابوني بمصر (2)، ] 5 - روايته
عن جابر عنه (صلى الله عليه وآله)، قال: " جعل الله ذرية كل نبي من صلبه، وجعل
ذريتي من صلب علي ". 6 - روايته أنه قال (صلى الله عليه وآله): " اوحي إلي في علي
ثلاثا: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ". قلت: هذه المناكير
التي حللت أصحاب الحديث والتراجم، من العامة المتبعة لآل حرب وامية ومروان
وأذنابهم، تكفير الشيعة ورميهم بالزندقة، والكذب والوضع، وغير ذلك، مع أنها فضائل
قد دلت عليه الروايات المتواترة، ومن طرق الفريقين، مؤكدة بالآيات القرآنية، إلا أن
بغض علي وأولاده وشيعته منعتهم الخضوع لها. (1) إختلاط كتابه بكتاب أبيه يشبه
الإختلاط التصنيفي ونحوه، إلا أن كلامه الأخير يعينه في الإختلاط والاشتباه
الطريقي، وليس بمهم. وقد روى الكليني في الكافي عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، عن عبد الله بن علي بن عامر، عن إبراهيم بن الفضل، عن جعفر بن يحيى، عن أبيه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " كلوا الباذنجان فإنه يذهب الداء... "،
الحديث (1). (2) سبق وثاقة عامة مشايخ ابن قولويه ومنهم الصابوني الممدوح. 5 -
روايته عن جابر عنه (صلى الله عليه وآله)، قال: " جعل الله ذرية كل نبي من صلبه،
وجعل ذريتي من صلب علي ". 6 - روايته أنه قال (صلى الله عليه وآله): " اوحي إلي في
علي ثلاثا: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ". قلت: هذه
المناكير التي حللت أصحاب الحديث والتراجم، من العامة المتبعة لآل حرب وامية ومروان
وأذنابهم، تكفير الشيعة ورميهم بالزندقة، والكذب والوضع، وغير ذلك، مع أنها فضائل
قد دلت عليه الروايات المتواترة، ومن طرق الفريقين، مؤكدة بالآيات القرآنية، إلا أن
بغض علي وأولاده وشيعته منعتهم الخضوع لها. (1) إختلاط كتابه بكتاب أبيه يشبه
الإختلاط التصنيفي ونحوه، إلا أن كلامه الأخير يعينه في الإختلاط والاشتباه
الطريقي، وليس بمهم. وقد روى الكليني في الكافي عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، عن عبد الله بن علي بن عامر، عن إبراهيم بن الفضل، عن جعفر بن يحيى، عن أبيه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " كلوا الباذنجان فإنه يذهب الداء... "،
الحديث (1). (2) سبق وثاقة عامة مشايخ ابن قولويه ومنهم الصابوني الممدوح.
________________________________________
1 - الكافي: ج 6 / ص 373 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 555 ]
[ قال: حدثنا موسى بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا جعفر بن يحيى بن
العلاء. ] قد أشرنا إلى أنه قد فات النجاشي ذكر غير واحد من مصنفي الشيعة، من
المسمين بجعفر، كما فاته في ساير الأبواب، وقد أحصيناهم في محله، فلا نطيل. هذا آخر
ما ذكره النجاشي في جعفر، ويتبعه: جميل بن دراج.
مكتبة يعسوب الدين عليه السلام الإلكترونية
(Dokumen-ABNS)
Posting Komentar