Pesan Rahbar

Sekilas Doa Arafah Imam Husain as dan Doa Arafah Imam Husain as

Doa Arafah (Bahasa Arab: دعاء العرفة ) adalah diantara doa-doa Syiah yang menurut riwayat dibaca oleh Imam Husain as pada hari ke-9 Dzul...

Home » » Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 11CA

Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 11CA

Written By Unknown on Sabtu, 10 Maret 2018 | Maret 10, 2018


تهذيب المقال
السيد محمد على الأبطحى ج 4
***********************


مكتبة الامام امير المؤمنين عليه السلام بالنجف الاشرف الذى أسسها العلامة الاميني صاحب الغدير دام مجده). فقال: على بن احمد بن على بن احمد بن العباس أبو القاسم الاسدي النجاشي، تقدم ذكر والده، سمع أبا على الحسن بن احمد بن شاذان، والحسين بن دربا، والقاضى ابا العلا محمد بن على بن يعقوب الواسطي، وابا محمد الحسن بن (*)
________________________________________
[ 541 ]
________________________________________
عيسى بن المقتدر بالله، وابا القاسم عبدالله بن احمد بن عثمان الازهرى، وعلى بن الحسن التنوخى، وابا الحسن على بن عمر القزويني الزاهد، وابا عبدالله محمد بن على بن عبدالله الصوري، والحسين بن محمد بن طباطبا العلوى، وغيرهم. وكان راوية للحكايات والاداب والاشعار، روى عنه أبو على احمد بن محمد البرداى، وابو نصر هبة الله بن على بن المحلى، وابو محمد بن السمرقندى. انبأنا أبو القاسم الازجى، عن ابى محمد بن السمرقندى قال قرأت على ابى القاسم على بن احمد بن على الاسدي، المعروف بابن الكوفى، ببغداد، قلت له: (إلى آخر ما ذكره عنه من احاديثه وشعره، ثم قال:) قرأت بخط أبى على البردائى قال: توفى أبو القاسم على بن احمد بن الاسدي المعروف بابن الكوفى، في ليلة السبت ثانى عشر رجب سنة تسع وسبعين واربعمأة، ودفن يوم السبت بمقبرة الشونيزى في التركة عند القوم، وسألته عن مولده، فقال في ليلة النصف من شهر رمضان سنة ست عشرة وأربعمأة، سمعت منه عن ابى على بن شاذان، كان يسمع معنا الحديث إلى وفاته. هذا آخر باب أحمد من هذا الشرح والحمد لله رب العالمين. ويتلوه انشاء الله في جزء الرابع باب ايوب. وتركنا ذكر تدييل باب احمد، ايكالا على ما فصلناه في كتابنا (اخبار الرواة) لكثرة المسمين باحمد. (*)
________________________________________
[ 1 ]
تهذيب المقال الجزء الرابع
________________________________________
[ 2 ]
الطبعة الاولى قم المقدسة 1412 ه‍ ق الطبعة الثانية - المصححة قم المقدسة 1418 ه‍ ق جميع الحقوق محفوظة للمؤلف الناشر: ابن المؤلف السيد محمد / قم المقدسة) 733889
________________________________________
[ 5 ]
- 7 - [ باب أيوب (1) - أيوب بن نوح بن دراج النخعي (2): ] (1) قد أفرد الماتن للمسمين بأيوب بابا، مع عدم كثرة من سماهم، ولعله لشرف أول من سمي بهذا الإسم، وهو أيوب النبي، ابن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل - على نبينا وآله وعليهم السلام - وقد ذكرنا بأحواله في " تاريخ الأنبياء (عليهم السلام) "، وفي " أخبار الرواة ". ولعله لذلك أو لغيره لم يكن وضع أبواب الكتاب على الحروف دقيقا. 1 - نسبته (2) إكتفى الماتن في نسبته إلى النخع (النخعي)، وهو قبيلة باليمن، كما حققناه في " الأنساب "، ولم ينسبه إلى الكوفة، حتى قال في أبيه: (وأبوه نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة)، بل ظاهره أيضا أنه عربي صميم ليس من الموالي، إلا أن الشيخ قال - كما يأتي -: كوفي، مولى النخع. وقال ابن حجر: مولاهم، الكوفي. وقال الرواندي في الخرائج: وقال أيوب بن نوح: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام)، وقد تعرض لي جعفر بن عبد الواحد القاضي، وكان يؤذيني بالكوفة. أشكو إلى الله ما ينالني منه من الأذى. فكتب (عليه السلام) إلي: " تكفى أمره إلى شهرين "، فعزل عن الكوفة في الشهرين واسترحت (1).
________________________________________
1 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 399 / ح 4. (*)
________________________________________
[ 6 ]
[ أبو الحسين (1)، كان وكيلا (2) ] 2 - كنيته (1) روى ابن قولويه في كامل الزيارات، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الديواني، (الدسواي)، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، فقلت: ما لمن زار أباك بطوس ؟ فقال: " من زار قبر أبي (عليه السلام) بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ". قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج، فقلت له: يا أبا الحسين إني سمعت مولاي أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أيوب: وأزيدك فيه ؟ قلت: نعم. قال: سمعته يقول ذلك - يعني أبا جعفر (عليه السلام) -: " وأنه إذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الناس من الحساب " (1). 3 - وكالة أيوب بن نوح عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) (2) إن الوكالة للأئمة المعصومين (عليهم السلام) في امور الدين والدنيا، ليست كساير الوكالات في أمر القضاء وغيره لساير الناس، بل تدل على منزلة عظيمة رفيعة فوق الوثاقة العامة، قد حققناها في التوثيقات العامة من هذا الشرح (2)، وفي " قواعد الرجال ". ولم يذكر الماتن روايته عنهم (عليهم السلام) مع أنه من أصحابهم وممن
________________________________________
1 - كامل الزيارات: 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص (*)
________________________________________
[ 7 ]
[... ] روى عنهم (عليهم السلام) فإن الوكالة، فوق الرواية عنهم (عليهم السلام)، كما لم يذكر وكالته أيضا عن أبي الحسن الرضا وأبي جعفر الجواد (عليهم السلام). فقد أهمل النجاشي عن ذكر وكالة أيوب عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وكذا روايته عنه وصحبته له، وقد ذكره غيره في أصحابه. فقال البرقي في أصحابه (عليه السلام): أيوب بن نوح بن دراج (1). وقال الشيخ (ص 368 / ر 20): أيوب بن نوح بن دراج كوفي، مولى النخع، ثقة. وقال ابن حجر في لسان الميزان في ترجمته: وكان يتوكل عن الرضا وولده (عليهما السلام) (2). وروى الكليني في اصول الكافي باب في الغيبة عن عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر، وأن يسوقه الله إليك بغير سيف، فقد بويع لك، وضربت الدراهم بإسمك. فقال: " ما منا أحد إلا اغتيل، أو مات على فراشه، حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا، خفي الولادة والمنشأ، غير خفي في نسبه " (3). ورواه الصدوق في الكمال عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن زيد، عن أيوب بن نوح...، الحديث نحوه (4). وقد أخرجناه وغيره مما رواه عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، في " طبقات
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 54. 2 - لسان الميزان: ج 1 / ص 490 / ر. 3 - الكافي: ج 1 / ص 341 / ح 25. 4 - كمال الدين وتمام النعمة: (*)
________________________________________
[ 8 ]
[... ] أصحابه (عليه السلام) "، بمن روى عنه، عنه، وأيضا في " أخبار الرواة ". 4 - وكالة أيوب بن نوح لأبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام) (ص 398 / ر 11): أيوب بن نوح بن دراج، كوفي مولى النخع، ثقة. وقال البرقي في أصحابه: أيوب بن نوح بن دراج، كوفي (1). وقال أبو عمرو الكشي في أصحابه في أيوب بن نوح ابن دراج (ص 572 / ر 1083): محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي، كوفي، وهو حمدان القلانسي، وذكر أيوب بن نوح، وقال: كان في الصالحين، مات ولم يخلف إلا مقدار مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس أن عنده مالا، لأنه كان وكيلا لهم (عليهم السلام)، وكان يقع في يونس (رحمه الله)، في ما يذكر عنه. وقال أيضا في إبراهيم بن محمد الهمداني من أصحابه (ص 611 / ر 1136): علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: وكتب (عليه السلام) إلي: " وقد وصل الحساب، تقبل الله منك، ورضي عنهم، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة. وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا، ومن الكسوة بكذا، فبارك الله لك فيه، وفي جميع نعمة الله عليك. وقد كتبت إلى النضر، أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرض لك وبخلافك، وأعلمته موضعك عندي وقد كتبت إلى أيوب، أمرته بذلك أيضا... "، الحديث.
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 57. (*)
________________________________________
[ 9 ]
[ لأبي الحسن (عليه السلام) (1) ] وقال ابن شهر آشوب في المناقب في أحوال الإمام أبي جعفر (عليه السلام): ومن ثقاته، أيوب بن نوح بن دراج الكوفي (1). وروى الكليني في الكافي في فضل زيارة أبي الحسن الرضا (عليه السلام) عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق في حديث، قال: فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر الثاني (عليه السلام): " من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبنى الله له منبرا حذاء منبر محمد وعلي (عليهم السلام) حتى يفرغ الله من حساب الخلايق ". فرأيته وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر (2). وقال الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام) (ص 404 / ر 1): القاسم بن الحسين البزنطي صاحب أيوب بن نوح. قلت: وقد أخرجنا ما ورد في أيوب بن نوح مع أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، ومن روى عنه، عنه (عليه السلام) في " أخبار الرواة " و " طبقات أصحابه (عليه السلام) ". 5 - وكالة أيوب عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام) (1) ذكره الماتن بوكالته عن أبي الحسن (عليه السلام)، كما يظهر من ابن حجر، على ما تقدم كلامه عن لسان الميزان. وقال الشيخ في أصحاب الهادي (عليه السلام) (ص 410 / ر 13): أيوب بن نوح بن
________________________________________
1 - مناقب آل أبي طالب (عليه السلام): ج 2 - الكافي: ج 4 / ص 585 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 10 ]
[... ] دراج، ثقة. وقال أيضا في كتابه، في الوكلاء المحمودين الذين ما غير، وما بدل، ولا خان: ومنهم أيوب بن نوح بن دراج. ذكر عمرو بن سعيد المدائني، وكان فطحيا. قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) ب‍ (صريا) إذ دخل أيوب بن نوح، ووقف قدامه، فأمره بشئ. ثم إنصرف، وإلتفت إلي أبو الحسن (عليه السلام)، وقال: " يا عمرو إن أحببت أن تنظر إلى رجل من أهل الجنة، فانظر إلى هذا " (1). وقال أيضا في الفهرست (ص 16 / ر 49): أيوب بن نوح بن دراج، ثقة. له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام). أخبرنا.... قلت: وقد أوردنا روايات تدل على منزلة أيوب بن نوح عند أبي الحسن الهادي (عليه السلام) في " أخبار الرواة " فلا نطيل بذكرها في المقام. كما ذكرنا وكلاته في بحث الوكالة عن الأئمة (عليهم السلام) في التوثيقات العامة من هذا الشرح (2). قلت: وقد روى جماعة كثيرة فيهم الثقات الأعلام وأجلاء الطائفة عن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام)، ذكرناهم في " طبقات أصحابه "، إلى غير ذلك مما يرتبط به معه (عليه السلام). وروى ابن إدريس في مستطرفات السرائر (3) من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى الإمام الهادي (عليه السلام)، مسائل أيوب بن نوح.
________________________________________
1 - الغيبة للطوسي: ص 349. 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص. 3 - مستطرفات السرائر: (*)
________________________________________
[ 11 ]
[ وأبي محمد (عليه السلام) (1)، ] 6 - وكالة أيوب بن نوح لأبي محمد العسكري (عليه السلام) (1) قد صرح بوكالة أيوب بن نوح لأبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) غير واحد، منهم الماتن وابن حجر. 7 - وكالة أيوب بن نوح عن الناحية المقدسة والتوقيعات إليه وقال أبو عمرو الكشي (ص 8 / ر 1053): ما روى في أحمد بن إسحاق القمي، وكان صالحا، وأيوب بن نوح، - إلى أن قال -: محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال: كنت أنا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر، فورد علينا رسول من الرجل (عليه السلام)، فقال لنا: الغائب العليل ثقة. وأيوب بن نوح وإبراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن حمزة وأحمد بن إسحاق ثقات جميعا. وقال الشيخ في الغيبة: وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات، ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة، من الأصل...، ومنهم أحمد بن إسحاق، وجماعة خرج التوقيع في مدحهم. وروى أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال كنت (أنا) وأحمد بن أبي عبد الله بالعسكر، فورد علينا رسول من قبل الرجل (عليه السلام)، فقال: أحمد بن إسحاق الأشعري (وأيوب بن نوح - ظ)، وإبراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة بن اليسع، ثقات (1).
________________________________________
1 - الغيبة للطوسي: ص 417. (*)
________________________________________
[ 12 ]
[ عظيم المنزلة عندهما (عليهما السلام) (1) مأمونا (2). ] قلت: وتحقيق الكلام في إستبعاد بقاء أيوب إلى أيام الغيبة في " أخبار الرواة ". 8 - عظم منزلته عند الأئمة والطائفة (1) تدل على عظم منزلة أيوب بن نوح عند الإمامين العسكريين (عليهما السلام) توكليهما إياه امورهما وامور الشيعة في الدنيا والدين، على ما تقدمت. تشير إلى ذلك الروايات: منها: دعاء الإمام الهادي (عليه السلام) له في دفع شر جعفر القاضي عنه، وعزله عن الكوفة، كما رواه الرواندي. (2) وقال ابن حجر: وكان مأمونا، شديد الورع، كثير العبادة. قلت: كان أيوب بن نوح مأمونا في الدنيا، كما دلت الأخبار على زهده وورعه ورغبته عن الدنيا، حتى فارق الدنيا، وربما يشهد عليه ما رواه الصدوق في كتاب التوحيد باب السعادة والشقاوة (1). وكان مأمونا في الدين، والمعارف، والولاية، وساير شرايع الدين، وإن شئت فانظر إلى رواياته في علم الله تعالى بالأشياء قبل خلقها، كما في التوحيد باب الصفات والذات (2)، وفي البداء، كما في التوحيد (3)، وفي إحاطة الله تعالى على قلب الإنسان، كما في التوحيد (4)، وفي روايته في مدح أبي طالب، كما في الكمال
________________________________________
1 - التوحيد: 2 - التوحيد: 3 - التوحيد 4 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 13 ]
[ وكان شديد الورع، كثير العبادة. ثقة (1) في رواياته (2). ] وخرائج الرواندي والبحار (1)، وفي كتاب الحسين سيد الشهداء (عليه السلام) لما قصد متوجها إلى العراق، كما في نوادر المعجزات لمحمد بن جرير الطبري، وأيضا في دلائل الإمامة للطبري (2)، ورواياته في فضل ولاية محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام)، مما أخرجناه في " أخبار الرواة ". وغير ذلك مما تدل على ورعه، وكثرة عبادته. 9 - وثاقته (1) روى توثيقه عن صاحب العسكر (عليه السلام) أبو عمرو الكشي في رجاله في أحمد بن إسحاق، والشيخ في الغيبة، كما تقدم. ووثقه وعدله الكشي في محمد بن سنان (ص 8 / ر) صريحا، فقال: ذكر حمدويه بن نصير أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان، فقال: إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فإني كتبت عن محمد بن سنان، ولكن لا أروي لكم أنا عنه شيئا. فإنه قال له محمد قبل موته: كلما احدثكم به لم يكن لي سماعا، ولا رواية، إنما وجدته - إلى أن قال -: قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل و...، وأيوب بن نوح، وغيرهم من العدول والثقات، من أهل العلم. ووثقه الشيخ في أصحاب الرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) من رجاله، وفي الفهرست. (2) قلت: كيف لا يكون ثقة في رواياته، وقد سمعت من النجاشي والكشي
________________________________________
1 - كمال الدين وتمام النعمة: 2 - نوادر المعجزات: (*)
________________________________________
[ 14 ]
[... ] والشيخ وغيرهم، توثيقة ووكالته، والتصريح بورعه وأمانته، وعظيم منزلته عند الأئمة (عليهم السلام). وقد روى ثقات أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، وروى الثقات عنه، ممن عرف بأنه لا يروى إلا عن الثقة، بل عدم روايته عن مثل أبيه وعمه، لدخولهم في أعمال الظالمين والقضاء بحكمهم، وإن إضطروا إليه، وأيضا إجتنابه عن الرواية عن محمد ابن سنان لأمر صار فيه تشير إلى وثاقته، فالحري عده فيمن روى عن الثقات، بل لم أحضر روايته عن المطعون بمثل ما روى أصحاب الإجماع، ومن عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة، عن المطعونين. وإن تكلمنا في ذلك كله بتفصيل في " أصحاب الإجماع " وفي ابن أبي عمير مشايخهم. فروى أيوب بن نوح عن الثقات والأجلاء من أصحاب الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي (عليهم السلام)، مثل: حريز بن عبد الله، والحسن بن علي بن زياد الوشاء، والحسن بن علي بن فضال، والحسين بن عثمان، وسعيد العطار، وصفوان ابن يحيى، وعبد الله بن المغيرة، وعبد الله بن جعفر الحميري، وعبد الله بن مسكان، والعباس بن عامر القصباني، ومحمد بن أبي حمزة الثمالي، ومحمد بن أبي عمير، ومحمد بن الفضيل بن كثير الأزدي، ومهران بن محمد بن مهران السكوني، ومحمد ابن علي بن محبوب، ومحمد بن سنان، وأبو طالب وغيرهم. كما أن الثقات رووا عن أيوب بن نوح، مثل سعد بن عبد الله الأشعري الثقة، فروى عنه كثيرا، وعلي بن مهزيار الأهوازي الثقة الجليل كثيرا، وأحمد بن الحسن الخشاب كما في مائة منقبة لابن شاذان القمي (1)، ومحمد بن جعفر، كما في
________________________________________
1 - مائة منقبة لابن شاذان القمي: ص 44 / ح 11. (*)
________________________________________
[ 15 ]
[ وأبوه نوح بن دراج، كان قاضيا بالكوفة، وكان صحيح الإعتقاد (1). ] مائة منقبة أيضا (1)، ومحمد بن الحسن الصفار الثقة في رواياته وعلي بن إبراهيم الثقة، وعلي بن الحسن بن فضال، ومحمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، ومحمد بن علي بن علي بن محبوب، ومحمد بن جعفر أبو العباس الرزاز الثقات، ومحمد بن يحيى العطار الثقة الجليل، وموسى بن القاسم البجلي الثقة، ومحمد بن عيسى بن عبيد الثقة، وأحمد بن محمد، وسهل بن زياد، وحمدان الديواني، وغيرهم. 10 - بيته ولنشر إلى بيت أيوب بن نوح: 1 - نوح بن دراج القاضي: (1) ويأتي من الماتن في جميل بن دراج (ر 328): وأخوه نوح بن دراج القاضي، كان أيضا من أصحابنا، وكان يخفي أمره، وكان أكبر من نوح.... وقال أبو عمرو الكشي (ص 251 / ر 468): قال محمد بن مسعود: سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي عن نوح بن دراج. فقال: كان من الشيعة، وكان قاضي الكوفة. فقيل له: لم دخلت في أعمالهم ؟ فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخي جميلا يوما، فقلت: لم لا تحضر المسجد ؟ فقال: ليس لي أزار. وقال حمدان: مات جميل عن مائة ألف قال حمدان: كان دراج بقالا. وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس، وكان يكتب الحديث.
________________________________________
1 - مائة منقبة لابن شاذان القمي: ص 79 / ح 47. (*)
________________________________________
[ 16 ]
[ وأخوه جميل بن دراج (1). ] وكان أبوه يقول: لو ترك القضاء لنوح ؟ أي رجل كان ثقة. وقال ابن حجر: وكان أبو قاضيا بالكوفة. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 323 / ر 3): نوح بن دراج النخعي مولاهم، الكوفي، القاضي. وروى في التهذيب في زيادات القضاء عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عبد الله، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن نوح بن دراج، قال: قلت: لابن أبي ليلى: أكنت تاركا، قولا قلته، أو قضاءا قضيته لقول أحد ؟ قال: لا، إلا رجل واحد. قلت: من هو ؟ قال: جعفر بن محمد (عليه السلام) (1). قلت: ذكرنا ترجمة نوح بن دراج في " الطبقات "، وفي " أخبار الرواة ". 2 - جميل بن دراج النخعي، أبو محمد الكوفي: (1) قد عرفه الماتن بعمه أيضا، لجلالته، كما يأتي مدحه في بابه (ر 328): قال ابن فضال: أبو محمد شيخنا، ووجه الطائفة، ثقة. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)... ثم روى كتابه عن الحسين بن عبيدالله، عن أحمد بن محمد الزراري، عن جده، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن جميل. وروى الكشي (ص 252 / ر 469) عن محمد بن أبي عمير حديث عبادة جميل بن دراج، وطول سجوده، وقد أوردناه في ترجمته وفي " أخبار الرواة "، وفي " طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام) ".
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 292 / ح. (*)
________________________________________
[ 17 ]
[... ] وروى الكليني في اصول الكافي رواية الكتب والحديث، بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام) لجميل: " ما سمعت مني فاروه عن أبي (عليه السلام) " (1). 3 - دراج بن عبد الله أبو الصبيح النخعي الكوفي: يأتي من الماتن في جميل بن دراج: ودراج يكنى بأبي الصبيح بن عبد الله. وروى الكشي في ولديه جميل بن دراج، عن محمد بن مسعود، عن أبي جعفر حمدان بن أحمد الكوفي، فقال (ص 252 / ر 468): كان دراج بقالا، وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس، قال: أو كان يكتب الحديث. وكان أبوه يقول: لو ترك القضاء لنوح ؟ ! أي رجل كان ثقة. وروى الصدوق في الخصال بإسناده عن سالم بن غيلان، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) (2). وروى الخطيب في تاريخ بغداد، في ترجمة نوح بن دراج، بإسناده عن أحمد ابن عبد الله العجلي، قال: نوح بن دراج ضعيف الحديث، وكان له فقه، وكان أبوه بقالا بالكوفة... وكان شريك بن عبد الله إذا قبل له في ولده أن يؤدبهم، قال: من أدب نوحا ؟ دراج، أدب نوحا !... قال كان لشريك بنون كثير، فيهم رهق، فقال له وكيع بن الجراح: لو أدبتهم ؟ فقال: أدراج أدب نوحا، وكان دراج حائكا، من
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 51 / ح 4. 2 - الخصال: ص 44 / ح 39. (*)
________________________________________
[ 18 ]
[ أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون (1)، قال: حدثنا أحمد بن محمد (2)، ] النبط، له بنون أربعة، كلهم ولى القضاء (1). قلت: ولعل تكنية دراج بأبي الصبيح كالتكنية بأبي بصير للأعمى، فتدبر في قول شريك فيه. وتمام الكلام في ترجمته في " أخبار الرواة ". (1) هذا هو أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت، أبو الحسن الأهوازي الصدوق الصالح، من مشايخ النجاشي الذين روى عنهم بصورة (أخبرنا) و (حدثنا)، إشعارا بعدم الطعن فيه بوجه، كما حققناه في محله في " أخبار الرواة "، وفي " مشايخ النجاشي "، وفي " تهذيب المقال " (2) في هؤلاء المشايخ، وهو ممن روى عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، كما ذكرناه في مشايخه، وفي ترجمة ابن عقدة. (2) هكذا في النسخ التي إعتمدنا عليها كما ذكرنا في مقدمة هذا الشرح هكذا (قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب). وهكذا في مجمع الرجال للعلامة القهپائي، والتنقيح (3)، عنه. ولكن في الرجال المطبوع: (حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب). والظاهر أن المراد ب‍ (أحمد بن محمد) هو أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الثقة العظيم من مشايخ ابن هارون، لما حققناه في ترجمتهما وعند ذكر مشايخهما ومن روى عنهما.
________________________________________
1 - تاريخ بغداد: ج 13 / ص 316 / ر 7287. 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 31. 3 - مجمع الرجال:، تنقيح المقال: (*)
________________________________________
[ 19 ]
[ قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب (1)، قال: حدثنا الطاطري، قال: قال: محمد بن سكين (2): ] (1) قد ذكرناه في مشايخ ابن عقدة الحافظ محمد بن غالب الأنصاري، كما ذكرنا في ترجمته، وفيمن روى عن علي بن الحسن الطاطري، فروى السيد ابن طاووس في كتابه الإقبال (1) دعاء أول يوم رجب بإسناده عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، عن محمد بن غالب الأنصاري، عن علي بن الحسن الطاطري. وتحقيق ذلك سبق منا في محله. ويأتي في محمد بن عبد الله بن غالب أبي عبد الله الأنصاري البزاز (ر 916) قول النجاشي: ثقة في الرواية على مذهب الواقفة. ثم روى كتابه بإسناده حميد بن زياد عنه. وروى النجاشي كتب جماعة بأسانيده عن أحمد بن محمد سعيد بن عقدة الحافظ الثقة، عن محمد بن غالب، عن علي بن الحسن الطاطري تارة كما في ترجمة الطاطري، واخرى عنه، عن محمد بن عبد الله بن غالب الأنصاري، عن علي بن الحسن الطاطري، كما في ترجمة محمد بن مسلمة الكوفي الثقة (ر 1007)، والتحقيق في ذلك يأتي في محمد بن غالب، وابن عقدة. (2) يأتي في ترجمته (ر 972) قول الماتن: محمد بن سكين بن عمار النخعي الجمال، ثقة. روى أبوه عن أبي عبد الله (عليه السلام). له كتاب.... وذكر الشيخ في الفهرست (ص 151 / ر) كتابه. وروى الكليني في الكافي، والشيخ في التهذيب بإسناده الصحيح، عن محمد بن أبي عمير، عن
________________________________________
1 - إقبال الأعمال: (*)
________________________________________
[ 20 ]
[ نوح بن دراج دعاني إلى هذا الأمر (1). ] محمد بن سكين وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تيمم المجدور (1). وذكرناه في " طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام) "، وفي " أخبار الرواة " أيضا. تشيع نوح بن دراج الكوفي الكوفي النخعي (1) إستدل الماتن بالخبر على صحة إعتقاد نوح بن دراج، مع تصديه القضاء لخلفاء الجور للضرورة، خلافا لمن عده في العامة. وذكره الشيخ في العدة (2) عند ذكر جواز العمل بروايات ثقات العامة مع القرائن الدالة على صحتها حيث عده منهم. ولكن الصحيح أنه كان من الشيعة الإمامية، لما ذكره الماتن، ولغيره مما قد أوردناه مع الأخبار الواردة في مدحه، وما ذكره القوم فيه من المدائح في " أخبار الرواة ". ومنها: ما رواه الكليني في اصول الكافي بإسناد صحيح، حديث التابوت في شأن آل محمد (عليهم السلام)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد ابن السكين، عن نوح بن دراج، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إنما مثل السلاح فينا، مثل التابوت في بني إسرائيل، حيث ما دار التابوت دار الملك، فأينما دار السلاح فينا دار العلم " (3).
________________________________________
1 - الكافي: ج 3 / ص 68 / ح 5، تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 184 / ح 529. 2 - العدة: 3 - الكافي: ج 1 / ص 238 / ح 4. (*)
________________________________________
[ 21 ]
[... ] قلت: هذه الرواية وغيرها مما سنشير إلى بعضها، تدل على حسن معرفة نوح بن دراج، وولايته لآل محمد (عليهم السلام)، كما تدل دعوته إليها على حسن إعتقاده حيث تدعوا إلى طاعة الله ورسوله والأوصياء الطاهرين (عليهم السلام). كل ذلك مع طاعته لهم (عليهم السلام) في الأمر بالتقية، ولذلك إشتبه الأمر على الناس، فأدخله الخلفاء الظلمة في دائرة الدولة الجائرة، وأثبته المحدثون والفقهاء، وساير العلماء العامة المستأجرة في كتبهم، إلى أن ظهر لهم أمره، وإنه كان يوالي محمدا وآل محمد (عليهم السلام) ويعادي أعدائهم سرا، ويجاملهم جهارا، فعزلوه عن ولاية القضاء في الكوفة وبغداد وغيرها، ثم كذبوه، وشنعوا عليه وتركوه. ومنها: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات بأسانيد صحاح عن جميل بن دراج، عن أخيه نوح، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن عبد العزيز، عن علي (عليه السلام)، قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي، قد أذهلني هذان الغلامان، يعني الحسن والحسين (عليهما السلام)، أن أحب بعدهما أحدا أبدا، إن ربي أمرني أن احبهما، واحب من يحبهما " (1). ومنها: ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) باب جمل من أخبار موسى بن جعفر (عليهما السلام) مع الرشيد، في حديث قصده قتله ثم سؤاله عنه (عليه السلام) عن امور إن لم يجبه قتله، منها سبب تفضيلكم آل محمد (صلى الله عليه وآله) على بني العباس، وتسميتكم أنفسكم أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مع أنكم أبناء علي (عليه السلام)، وأنكم تزعمون أنكم ورثتم النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن أبا طالب مات في حياته، والعباس عمه، وهو حي
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 50 / ب 14 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 22 ]
[... ] بعد وفاته، في حديث طويل - إلى أن قال -: فقال (عليه السلام): " فقلت له: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة، ويسألني عن كل باب سواه يريده ". فقال: لا، أو تجيب ". فقلت: " فآمني "، فقال قد آمنتك قبل الكلام. فقلت: " إن في قول علي ابن أبي طالب (عليه السلام): أنه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو انثى لأحد سهم، إلا للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب، إلا أن تيما وعديا وبني امية، قالوا: العم والد، رأيا منهم، بلا حقيقة، ولا أثر عن الرسول (صلى الله عليه وآله). ومن قال بقول علي (عليه السلام) من العلماء، فقضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح بن دراج، يقول في هذه المسألة بقول علي (عليه السلام)، وقد حكم به، وقد ولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) المصرين، الكوفة والبصرة، وقد قضى به، فأنهى إلى أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره، وإحضار من يقول بخلاف قوله، منهم سفيان الثوري، وإبراهيم المدني، والفضيل بن عياض، فشهدوا أنه قول علي (عليه السلام) في هذه المسألة. فقال لهم: فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز، فلم لا تفتون به، وقد قضى به نوح بن دراج ؟ ! فقالوا جسر نوح، وجبنا... "، الحديث (1). نوح بن دراج الكوفي النخعي عند العامة قال الذهبي في ميزان الإعتدال: نوح بن دراج الكوفي، أبو محمد، مولاهم، الفقيه، قاضي الكوفة، ثم قاضي بغداد بالجانب الشرقي تفقه بأبي حنيفة، وابن شبرمة، وابن أبي ليلى. وروى عنهم، وعن الأعمش. وعنه سعيد بن منصور،
________________________________________
1 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 / ص 81 / ب 69 / ح 9. (*)
________________________________________
[ 23 ]
[... ] وعلي بن حجر، وجماعة. وحكم بين الناس ثلاثة أعوام، وهو ضرير، ثم ظهر أمره، فصرف. قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: ضعيف. وقال أبو داود: كذاب يضع الحديث. قيل: مات سنة إثنتين وثمانين ومائة. إسماعيل بن موسى السدي، حدثنا نوح بن دراج عن ابن أبي ليلي، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاعن بالحمل. قال ابن عدي: نوح ليس بالمكثر، يكتب حديث (1). وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: نوح بن دراج النخعي مولاهم، أبو محمد، الكوفي، القاضي، متروك وقد كذبه بن معين من الثامنة. مات سنة إثنتين وثمانين. لم ينسبه ابن ماجة في روايته (2). وقال الخطيب في تاريخ بغداد: نوح بن دراج أبو محمد الكوفي، مولى النخع. حدث عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلي، وسعد بن طريف، وسليمان الأعمش، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وعبد الله بن شبرمة، ومسلم الملائي. وأخذ الفقه عن أبي حنيفة، وزفر بن الهذيل...، ولى نوح بن دراج قضاء الكوفة، وولي أيضا ببغداد قضاء الشرقية، ثم عزل بحفص بن غياث. ثم روى الخطيب بإسناده عن هاني بن هاني، أن عمار بن ياسر، إستأذن على علي (عليه السلام)، فقال ائذن له: فلقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول مرحبا بالطيب المطيب. أخبرنا التنوخي... أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: حكم بن أبي ليلى
________________________________________
1 - ميزان الإعتدال: ج 4 / ص 276 / ر 9133. 2 - (*)
________________________________________
[ 24 ]
[... ] بحكم، ونوح بن دراج حاضر، فنبهه نوح فانتبه، ورجع عن حكمه ذلك، فقال بن شبرمة: كادت تزل بها من حالق، قدم * لولا تداركه نوح بن دراج لما راى هفوة القاضي أخرجها * من معدن الحكم نوح أي أخراج يقال: إن الحاكم كان ابن شبرمة، لا ابن أبي ليلي، وأن رجلا إدعى قراحا فيه نخل، فأتاه بشهود، شهدوا له بذلك، فسألهم ابن شبرمة: كم في القراح نخلة ؟ فقالوا: لا نعلم، فرد شهادتهم. فقال له نوح: أنت تقضي في هذا المسجد ثلاثين سنة، ولا تعلم كم فيه إسطوانة ؟ فقال للمدعي: اردد علي شهودك، وقضى له بالقراح، وقال هذا الشعر. أخبرنا حمزة بن محمد...، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي، قال: نوح بن دراج، ضعيف الحديث، وكان له فقه، وكان أبوه بقالا بالكوفة، وكان نوح ولى قضاء الكوفة، حكم ابن شبرمة بحكم فرد نوح، وكان من أصحابه فرجع إلى قوله. فقال ابن شبرمة: (كادت تزل به...). وكان شريك بن عبد الله إذا قيل له في ولده أن يؤدبهم قال: من أدب نوحا ؟ دراج، أدب نوحا. أخبرنا الجوهري...، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد، قال: كان لشريك بنون كثير، فيهم رهق، فقال له وكيع بن الجراح: لو أدبتهم ؟ فقال: أدراج أدب نوحا ؟ وكان دراج حائكا من النبط، له بنون، كلهم ولى القضاء، وكان نوح بن دراج قاضي الكوفة، فقال شاعر: إن القيامة فيما أحسب أقتربت * إذ صار قاضينا نوح بن دراج أخبرنا أبو علي...، أخبرنا الحسن بن علي بن راشد، قال: قيل لشريك بن
________________________________________
[ 25 ]
[... ] عبد الله، قد تقلد نوح بن دراج القضاء، فقال: ذهبت العرب الذين كانوا إذا غضبوا كفروا. أخبرنا ابن الفضل (وذكر فيه حديث خطاء ابن شبرمة وتنبيه نوح له، إلى أن ذكر كادت تزل بها...، ثم قال:) أخبرنا البرقاني، قال: قرئ علي أبي علي الصواف، وأنا أسمع. حدثكم جعفر بن محمد الفريابي، قال: وسألته يعني محمد بن عبد الله بن نمير، عن نوح بن دراج: فقال: ثقة. أقول: ثم ذكر الخطيب تضعيفات القوم لنوح بن دراج: وعن ابن معين: كذاب، خبيث، قضى سنين وهو أعمى، ونحوه عن غيره، إلى أن قال عن أبي حسان الزيادي، قال: مات نوح بن دراج النخعي يكنى أبا محمد في سنة إثنتين وثمانين ومائة، وهو قاضي الجانب الشرقي ببغداد (1). أقول: وتمام الكلام في هذا وفي سائر أحوال نوح في " أخبار الرواة ". 4 - الحسين بن أيوب بن نوح الذي به كنى أبوه: قال الشيخ في الفهرست (ص 57 / ر 212): الحسين بن أيوب له كتاب. أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن الحسين بن أيوب. وروى الشيخ المفيد في الأمالي في المجلس الثاني، عن شيخه أبي الحسن محمد بن مظفر الوراق، عن أبي بكر محمد بن أبي الثلج، قال: أخبرني الحسين بن أيوب، من كتابه، عن محمد بن غالب، عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن جبلة،
________________________________________
1 - تاريخ بغداد: ج 13 / ص 315 / ر 7288. (*)
________________________________________
[ 26 ]
[... ] عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام)، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: " إن الله جل جلاله بعث جبرئيل (عليه السلام) إلى محمد (صلى الله عليه وآله) أن يشهد لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بالولاية في حياته ويسميه بإمرة المؤمنين قبل وفاته، فدعا نبي الله (صلى الله عليه وآله) تسعة رهط، فقال (صلى الله عليه وآله): إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله في الأرض، أقمتم، أم كتمتم ؟ ثم قال: يا أبا بكر قم، فسلم على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، فقال: أعن أمر الله ورسوله ؟ قال: نعم، فقام، فسلم عليه بإمرة المؤمنين. ثم قال: قم يا عمر، فسلم على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، فقال: أعن أمر الله ورسوله نسميه أمير المؤمنين ؟ قال: نعم. فقام فسلم عليه. ثم قال للمقداد بن الأسود الكندي: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام فسلم، ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله. ثم قال لأبي ذر الغفاري: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام فسلم عليه. ثم قال لحذيفة اليماني: قم فسلم على أمير المؤمنين. فقام فسلم عليه. ثم قال لعمار بن ياسر: قم فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم عليه. ثم قال لعبدالله بن مسعود: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام فسلم عليه. ثم قال لبريدة: قم فسلم على أمير المؤمنين. وكان بريدة أصغر القوم سنا فقام فسلم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء الله، أقمتم أم تركتم " (1).
________________________________________
1 - الأمالي للشيخ المفيد: ص 18 / ح 7. (*)
________________________________________
[ 27 ]
[... ] قلت: ترك ذكر التاسع. وعن بعض: أنه سلمان الفارسي. ولم يعلم من التارك له، وما الموجب فهل ترك سهوا، أو تناسيا، أو تعصبا لفارسيته، أو لغير ذلك. 5 - محمد بن جميل بن دراج النخعي الكوفي: وهو الذي به كناه النجاشي أباه، كما تقدم ويأتي في ترجمته. وقد روى المفيد في الإختصاص في باب علم الأئمة باللغات ومنطق الحيوانات، عن الحسن بن محمد القاشاني، عن أبي الأحوص داود بن أسد المصري، عن محمد بن جميل، قال: حدثني أحمد بن هارون بن موفق مولى أبي الحسن (عليه السلام)، قال: أتيت أبا الحسن (عليه السلام) لاسلم عليه. فقال لي - إلى أن قال -: فنظر إلي أبو الحسن (عليه السلام)، فقال: " لم يعط داود وآل داود شئ إلا وقد اعطي محمد وآل محمد أكثر " (1). 6 - عيسى بن أيوب: قيل: روى عنه أجازة أحمد بن إدريس، كتاب علي بن مهزيار. 7 - الحسن بن أيوب بن نوح بن دراج الكوفي: كان من أصحاب العسكري (عليه السلام)، وممن شهد الإمام الحجة (عليه السلام) في عصره، بل يظهر من بعض الروايات أنه كان من وجوه الشيعة ورؤسائهم في الدين والمذهب، ممن يرجع إليهم ويؤخذ بقولهم في أمر الإمامة، وخاصة في عصر
________________________________________
1 - الإختصاص: ص 298. (*)
________________________________________
[ 28 ]
[ روى أيوب عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، ] حدوث الغيبة التي أوجبت لهم الحيرة. فروى الشيخ في الغيبة: عن أحمد بن علي أبي العباس السيرافي، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز، عن جماعة من الشيعة منهم: علي بن بلال وأحمد بن هلال، ومحمد بن معاوية بن حكيم، والحسن بن أيوب بن نوح، (في خبر طويل مشهور) قالوا جميعا: إجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) نسأله عن الحجة من بعده، وفي مجلسه أربعون رجلا - إلى أن قال -: " جئتموني تسألوني عن الحجة من بعدي " ؟ قالوا: نعم، فإذا غلام كأنه قطع قمر، أشبه الناس بأبي محمد (عليه السلام). فقال: " هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي، فتهلكوا في أديانكم... "، الحديث (1). 8 - الحسين بن أيوب: ذكره الشيخ في الفهرست بكتابه (ص 57 / ر 212). 9 و 10 - ابنان آخران لدراج: ذكرهما الخطيب، بلا تسمية. 11 - روايته عن أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) (1) هذا مدح آخر لأيوب، إذ في روايته عن أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)
________________________________________
1 - الغيبة للشيخ الطوسي: ص 357 / ح 319. (*)
________________________________________
[ 29 ]
[... ] إشارة إلى علو طبقته، وجلالته، وورعه في الحديث، فقد قيل بوثاقة عامة أصحابه (عليه السلام)، ولهم مدائح عامة، ذكرناها في " طبقات أصحابه (عليه السلام) "، ونشير إلى بعضهم، مع الإشارة إلى بعض مواضع رواياته عنهم، فمنهم: 1 - حريز بن عبد الله السجستاني الثقة، روى عنه، عنه (عليه السلام) كما في التهذيب (1). 2 - الحسن بن علي بن زياد الوشاء الثقة، روى عنه في التهذيب (2). 3 - الحسين بن عثمان الثقة، روى عنه، عنه، في التهذيب (3). 4 - عبد الله بن مسكان الثقة، كما في التهذيب (4). 5 - علي بن النعمان الرازي، كما في التهذيب (5)، في حديث إمامته على أصحابه. 6 - محمد بن أبي حمزة الثمالي الثقة، كما في التهذيب والاستبصار (6). 7 - محمد بن أبي عمير الأزدي الثقة، من أصحاب الإجماع وممن لا يروي إلا عن الثقة، وممن روى بطرق صحاح عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقد حققنا في " طبقات أصحابه "، بأدلة قاطعة أنه من أصحابه (عليه السلام)، وإن لم يعده الشيخ وغيره
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 324 / ح 1334. 2 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 209 / ح 820. 3 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 137 / ح 532. 4 - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 307 / ح 892. 5 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 181 / ح 726. 6 - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 48 / ح 138، وص 221 / ح 632، وج 3 / ص 8 / ح 26، وج 4، ص 228 / ح 669، الاستبصار: ج 1 / ص 53 / ح 155. (*)
________________________________________
[ 30 ]
[ ولم يرو عن أبيه (1)، ] فيهم، فروى أيوب عنه كثيرا، منها ما في التهذيب (1). 8 - ومحمد بن الفضيل بن كثير الأزدي الكوفي الثقة، كما في التهذيب (2). 9 - محمد بن سكين بن عمار الكوفي النخعي الثقة، كما في الكافي والتهذيب (3)، بإسناد صحيح في تيمم المجدور. 10 - مهران بن محمد بن مهران السكوني من الثقات من مشايخ ابن أبي عمير ومن أصحاب الصادق (عليه السلام)، روى عنه في التهذيب (4). وبذكر هؤلاء العشرة من ثقات أصحاب الصادق (عليه السلام)، الذين روى عنهم أيوب بن نوح نكتفي فبها الكمال. وتفصيل من روى عنه، عنه (عليه السلام) في " طبقات أصحاب النبي والأئمة الأطهار (عليهم السلام) ". 12 - عدم روايته عن أبيه وعمه (1) قلت: إن صحت عدم رواية أيوب بن نوح عن أبيه، مع أنه الفقيه القاضي الشهير بين الفريقين، والثقة عند العامة والخاصة وإئتمان الإمام أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) عليه، وعلى عدم كتمانه الحق، لو أحضره الرشيد في حال غضبه، كما تقدم، فهو يشير إلى أحد أمرين: الأول: شدة ورع أيوب في الرواية عن مثل والده الثقة العظيم، من
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 212 / ح 517، وج 5 / ص 213 / ح 717. 2 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 280 / ح 148، وج 8 / ص 122 / ح 420، وغير ذلك. 3 - الكافي: ج 3 / ص 68 / ح 5، تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 184 / ح 529. 4 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 253 / ح 1093. (*)
________________________________________
[ 31 ]
[ ولا عن عمه شيئا (1). ] له كتاب نوادر (2). أخبرنا محمد بن محمد عن الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثنا محمد بن علي بن ] أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، لدخوله في القضاء. وتوليه امور الظالمين، وإن كان عن إضطرار كما تقدم، ولعل بهذا نظر الماتن. الثاني: إستعمال التقية لئلا يظهر أمر والده من التقية الشديدة في دولتهم. وإنما الكلام في عدم روايته عنه، فلم يسنده الماتن إلى رواية أو قائل، والحدس لعدم الوجدان، لا يدل على عدم الوجود. (1) ولكن قد روى أيوب بن نوح عن عمه جميل بن دراج بواسطة محمد ابن أبي عمير كتابه، كما في ترجمته. وروى عنه، كما في أمالي المفيد في المجلس السادس، وفي التهذيب في ذبيحة منى، وغير ذلك (1) مما يطول به المقام. ولعل الإفتراق المكاني هو الموجب لعدم الرواية بلا واسطة، أو الإحتراز عن الرواية عنه بلا واسطة، على ما هو طريقة بعض أئمة الحديث، كما تقدم في مشايخ النجاشي من هذا الشرح. وتشهد لذلك روايته عن صفوان، عن معلى بن زيد، عن معلى بن خنيس كتابه، كما يأتي. 13 - كتب أيوب بن نوح (2) وفي فهرست الشيخ (ص 16 / ر 49): له كتاب وروايات ومسائل عن
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 213 / ح 717، (*)
________________________________________
[ 32 ]
[ محبوب، وأحمد بن محمد بن خالد، عن أيوب (1). ] أبي الحسن الثالث (عليه السلام). أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد، عن عبد الله والحميري، عنه. وقال ابن شهر آشوب في المعالم: أيوب بن نوح بن دراج، له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) (1). ويأتي من الماتن في مصنفات عبد الله بن جعفر الحميري (ر 573): مسائل الرجال، ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث (عليه السلام).... (1) طريق النجاشي فيه نظر بابن بطة، ولكن طريقي الشيخ في الفهرست وكذا في التهذيبين، وأيضا طرق الكليني وكذا طريقي الصدوق في المشيخة (2) صحاح كلها. وتقدم أنه روى كتاب عمه جميل بن دراج عن محمد بن أبي عمير، عنه. ويأتي في البراء بن محمد الكوفي الثقة (ر 293)، رواية أيوب بن نوح كتابه، وفي عبد الله بن المغيرة البجلي الثقة الثقة (ر 561)، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله بن عتبة، عن أيوب بن نوح، عنه كتبه، وفي معلى بن خنيس الكوفي (ر 1117)، مولى الصادق (عليه السلام) بإسناده الصحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب، عن صفوان بن يحيى، عن معلى بن زيد الأحول، عن معلى بن خنيس كتابه. وفي أبي حبيب النباحي (ر 1254) بإسناده عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن مسكان، عن أبي حبيب كتابه.
________________________________________
1 - معالم العلماء: ص 26 / ح 131. 2 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص (*)
________________________________________
[ 33 ]
[ رأيت بخط أبي العباس بن نوح فيما كان وصى إلي من كتبه (1)، عن جعفر بن محمد (2)، عن الكشي، عن محمد بن مسعود، عن حمدان النقاش (3)، قال: كان أيوب من عباد الله الصالحين. قال أبو عمرو الكشي: كان من الصالحين. ومات وما خلف إلا مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس: أن عنده مالا (4). ] كما روى الشيخ في الفهرست كتاب جماعة عن أيوب بن نوح، منهم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي الثقة الجليل (ص 12 / ر 35)، ومنهم ربيع بن محمد المسلمي (ص / ر)، فروى فيه عن الصفار، عنه، عنه. وكذا في بصائر الدرجات، عنه (1)، ومنهم العباس بن عامر القصباني، روى عنه كتابه في الفهرست (ص 118 / ر 517). (1) تقدم منا في الجزء الأول من هذا الشرح ترجمة للشيخ النجاشي في فصول عديدة حسب ما دققنا النظر في نفس الكتاب واستخرجناها، وفيها فصل ما وصى ابن نوح به للنجاشي (2). كلها إعتمادا على ما ذكره في خلال التراجم. (2) لعله جعفر بن محمد بن مسعود العياشي الممدوح في كلام الشيخ. (3) ربما يستظهر من ابن طاووس في التحرير وغيره (3)، إتحاد حمدان النقاش وحمدان القلانسي الكوفي النهدي الثقة. (4) في الكشي (ص 572 / ر 1083) هكذا: محمد، قال: حدثني محمد بن
________________________________________
1 - بصائر الدرجات: 2 - تهذيب المقال: ج 1 3 - (*)
________________________________________
[ 34 ]
[ - أيوب بن عطية أبو عبد الرحمان الحذاء (1): ] أحمد النهدي كوفي، وهو حمدان القلانسي، وذكر أيوب بن نوح وقال: كان من الصحالحين مات ولم يخلف إلا مقدار مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس أن عنده مالا كثيرا، لأنه كان وكيلا لهم (عليهم السلام)، وكان يقع في يونس، فيما يذكر عنه. 1 - تعدد ضبط أيوب بن عطية (1) لم تتفق الروايات والنصوص الرجالية على ضبط نسبة أيوب بن عطية مع كنيته، وطبقته، وشغله، ولذلك أوهم التعدد. فالنشر إليهم بتفصيل حتى يذهب الشك والوهم. 1 - أيوب بن عطية: فروى الشيخ في التهذيب بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن عطية، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " قسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفئ، فأصاب عليا (عليه السلام) أرض، فاحتفر فيها عينا، فخرج منها ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير، فسماها: عين ينبع، فجاء البشير ليبشره، فقال (عليه السلام): بشر الوارث، هي صدقة، بتا بتا في حجيج بيت الله، وعابر سبيله، لا تباع ولا توهب، ولا تورث، فمن باعها، أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " (1). قلت: ورواه الكليني في الكافي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 148 / ح 609. (*)
________________________________________
[ 35 ]
[... ] الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطية الحذاء، نحوه (1). وقد ذكرنا حديث ينبع بما ورد فيه، وتاريخ هذه العين المباركة وأساميها بمصادرها من العامة والخاصة في " معجم البقاع والأماكن المتبركة ". 2 - أبو عبد الرحمان: فروى المفيد في الأمالي في المجلس الثالث، عن ابن قولويه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن علوية، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن تويه بن الخليل، عن عثمان بن عيسى، قال: حدثنا أبو عبد الرحمان عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر إذ نزل، فسجد خمس سجدات، فلما ركب قال له بعض أصحابه: رأيناك يا رسول الله صنعت ما لم تكن تصنعه ؟ قال: " نعم، أتاني جبرئيل (عليه السلام) فبشرني أن عليا في الجنة، فسجدت شكر الله تعالى، فلما رفعت رأسي، قال: وفاطمة في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي، قال: والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي، قال: ومن يحبهم في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي، قال: ومن يحب من يحبهم في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى " (2). وروى الصدوق في علل الشرايع عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن
________________________________________
1 - الكافي: ج 7 / ص 54 / ح 9. 2 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 36 ]
[... ] محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي، عن ابن عباس، عن أسباط، عن أبي عبد الرحمان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني ربما حزنت، فلا أعرف في أهل، ولا مال، ولا ولد، وربما فرحت، فلا أعرف في أهل ولا مال، ولا ولد ؟ فقال: إنه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان، فإذا كان فرحه، كان من دنوا الملك منه، فإذا كان حزنه، كان من دنوا الشيطان منه، وذلك قول الله تبارك وتعالى: * (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) * (1). وروى جماعة عن أبي عبد الرحمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ذكرناهم في ترجمته في الكنى من " الطبقات الكبرى " في أصحابه، منهم أسباط بن سالم، وعبد الله بن سعيد، وعثمان بن عيسى، ومحمد بن سنان. 3 - أيوب بن عطية الحذاء: هذا كما في المتن. وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): أيوب بن عطية الحذاء (2). وقال الشيخ في أصحابه من رجاله (ص 154 / ر 248): أيوب بن عطية الحذاء. وروى البرقي في المحاسن عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي،
________________________________________
1 - علل الشرايع: 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 29. (*)
________________________________________
[ 37 ]
[... ] عن أيوب بن عطية الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن عليا (عليه السلام) وجد كتابا في قراب سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله)... "، الحديث (1). وروى الصدوق في الفقيه عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب ابن عطية الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه... "، الحديث (2). وروى الكليني في الكافي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطية الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " قسم نبي الله (صلى الله عليه وآله) الفئ فأصاب عليا (عليه السلام) أرضا فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء... " (3)، الحديث كما تقدم عن التهذيب. 4 - أبو عبد الرحمان الحذاء: فقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا: أبو عبد الرحمان الحذاء (4). وروى الشيخ في التهذيب في باب كمية الفطرة، بإسناده عن أبي المعزاء، عن أبي عبد الرحمان الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه ذكر صدقة الفطرة أنها على كل
________________________________________
1 - المحاسن: ج 1 / ص 17 / ح 49. 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 254 / ح 3 - الكافي: ج 7 / ص 54 / ح 9. 4 - كتاب الرجال للبرقي: ص 42. (*)
________________________________________
[ 38 ]
[... ] صغير وكبير من حر، أو عبد، ذكر أو انثى صاع من تمر أو صاع من زبيب أو صاع من شعير أو صاع من ذرة. قال: فلما كان في زمن معاوية لعنه الله، وخصب الناس، عدل الناس عن ذلك إلى نصف صاع من حنطة. ورواه في الاستبصار أيضا (1). وروى أيضا في التهذيب في تلقين المحتضرين بإسناده عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن حميد بن المثنى، عن أبي عبد الرحمان الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " فأول نعش احدث في الإسلام نعش فاطمة (عليها السلام) إنها إشتكت شكوتها التي قبضت فيها، وقالت لأسماء: إني نحلت وذهب لحمى، ألا تجعلي شيئا يسترني ؟ قالت أسماء: إني كنت بأرض الحبشة، رأيتهم يصنعون شيئا، أفلا أصنع لك ؟ فإن أعجبك صنعت لك، قالت: نعم، فدعت بسرير، فأكبه لوجهه، ثم دعت بجرائد، نشرته على قوائمه، ثم جللته ثوبا، فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون ؟ فقالت: إصنعي لي مثله، إستريني، سترك الله من النار " (2). وروى أيضا في التهذيب في فضل المساجد بإسناده عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي عبد الرحمان الحذاء، عن أبي اسامة، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف نبيا وسبعون نبيا. وميمنته رحمة، وميسرته مكر. وفيه عصا موسى (عليه السلام)، وشجرة يقطين، وخاتم سليمان (عليه السلام). ومنه فار التنور وجرت السفينة. وهي صرة بابل، ومجمع الأنبياء (عليهم السلام) " (3).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص 82 / ح 238، الاستبصار: ج 2 / ص 48 / ح 11. 2 - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 469 / ح 1540. 3 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 252 / ح 691. (*)
________________________________________
[ 39 ]
[... ] قلت: ويظهر من رواية جعفر بن البجلي الكوفي الثقة، الذي قال النجاشي فيه: (روى عن الثقات ورووا عنه) عن أبي عبد الرحمان الأعرج، أنه من الثقات. كما يظهر من رواياته شدة ولائه لآل محمد (عليهم السلام) وحرقته لهم، ودوبه في محبتهم. وستظهر باتحاده مع أيوب بن عطية الأعرج الحذاء الكوفي، منزلته، فلا تغفل. 5 - أيوب بن عطية الأعرج الكوفي: فقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 150 / ر 164) أيضا: أيوب بن عطية الأعرج الكوفي. 6 - أبو عبد الرحمان الأعرج: قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا: أبو عبد الرحمان الأعرج (1). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 339 / ر 7) في الكنى: أبو عبد الرحمان الأعرج، الكوفي. وقال أيضا في الكنى من الفهرست (ص 191 / ر 862): أبو عبد الرحمان الأعرج له كتاب. - ثم ذكر أسماءا بكتبهم، ثم قال: - روينا هذه، الكتب كلها بالإسناد (أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل)، عن حميد، عن القاسم بن إسماعيل القرشي، عنهم. وروى في اصول الكافي في باب من يعيب الناس عن علي بن إبراهيم،
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 42. (*)
________________________________________
[ 40 ]
[... ] عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي عبد الرحمان الأعرج وعمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر وعلي بن الحسين صلوات الله عليهم، قال: " إن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره ما يعمى عليه من عيب نفسه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه، أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه " (1). 2 - اتحاد العناوين في مترجم واحد وقد ظهر مما ذكرنا إتحاد الجميع، فقد جمع النجاشي بين الاسم والكنية واللقب العملي، وترك ذكر الأعرج، لكن الشيخ كما عرفت، ذكر الجميع على نحو يظهر منه الإتحاد. وقال ابن حجر في لسان الميزان: أيوب بن عطية الحذاء الأعرج يكنى أبا عبد الرحمان الكوفي. ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق (رضي الله عنه)، وقال: له كتاب يرويه عنه صفوان بن يحيى. وذكره الطوسي في رجال الشيعة (2). قلت: إن التدبر في كلام النجاشي أيضا يشهد بالإتحاد فقد بدء بذكر الأسم أولا ثم في طريقه إليه ذكر الكنية.
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 460 / ح 4. 2 - لسان الميزان: ج 1 / ص 486 / ر 1501. (*)
________________________________________
[ 41 ]
[ ثقة (1)، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2). له كتاب (3)، ] 3 - وثاقته ومنزلته (1) ويؤكد وثاقته رواية من عرف بأنه روى عن الثقات مثل جعفر بن بشير وصفوان، عنه، ذكرناهم في " الطبقات الكبرى ". كما تدل على منزلته في الإيمان بما أنزل الله، وعدم كتمانه الحق وولايته لأهل البيت (عليهم السلام) رواياته، ذكرناها في " أخبار الرواة ". 4 - طبقته وروايته عن الإمام الصادق (عليه السلام) (2) إتفقت الروايات وكلام النجاشي والشيخ، وغيرهما على روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام). وروى عنه، عنه (عليه السلام)، جماعة أشرنا إلى بعضهم، وأحصينا ذكرهم في " الطبقات الكبرى ". تتميم: إن لآل أيوب بن عطية ذكرا في الرجال، مثل عطية الكوفي، وإبراهيم بن عطية، والحسن بن عطية، والحسين بن عطيه، وسفيان بن عطية، وعلي بن عطية وعيس بن عطية، ومحمد بن عطية، وموسى بن عطية. وتفصيل تراجمهم وذكر المميزات لهم في " أخبار الرواة ". 5 - كتابه والطرق إليه (3) قلت: بل له كتاب وروايات، كما أشرنا إلى بعضها من غير الطريق إلى كتابه.
________________________________________
[ 42 ]
[ يرويه عنه جماعة (1)، منهم: صفوان بن يحيى. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن حبشي، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثنا صفوان ابن يحيى، قال: حدثنا أبو عبد الرحمان بن عطية، بكتابه (2). ] (1) يظهر من العبارة أن ساير الروايات أيضا من كتابه، وإن كان برواة اخر للكتاب، غير صفوان الثقة من أصحاب الإجماع. (2) الصحيح ما في المتن من رواية القاسم بن إسماعيل أبي محمد القرشي الأنباري استاد حميد بن زياد، كما ذكره النجاشي في ترجمة حميد بن مسعود (ر 341). وأما ما في الفهرست من رواية القاسم كتابه بلا واسطة صفوان فلا يخلو عن سقط في النسخة ظاهرا، والله العالم، كما يظهر من طبقته ورواياته كتب أصحاب الصادق (عليه السلام) بالواسطة، كما في النجاشي والفهرست. وقال الشيخ في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام) من رجاله (ص 490 / ر 2): القاسم ابن إسماعيل القرشي، يكنى أبا محمد المنذر، روى عنه حميد بن زياد اصولا كثيرة. وقال النجاشي في طريقه إلى كتاب صبيح أبي الصباح الصيرفي (ر 540): له كتاب يرويه عنه جماعة، منهم صفوان بن يحيى، أخبرنا...، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل أبو المنذر الأنباري، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن صبيح.... قلت: في رجال الطريق حميد الثقة الواقفي، والقاسم الذي ورد في كتاب الغيبة للشيخ في رد الواقفة عن أبي علي محمد بن همام، عن علي بن رباح، قال: سمعت القاسم بن إسماعيل القرشي وكان ممطورا، أي شئ...، الحديث (1).
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 43 ]
[ - أيوب بن الحر الجعفي (1): ] والمراد بالممطور - والله العالم - الواقفي، لما روى في الواقفة التسمية لهم بالكلاب الممطورة. ومع هذا تشهد لوثاقته، ووثاقة علي بن حبشي امور ذكرناها في محلها. والظاهر أن ابن الحبشي ليس واقفيا، لما ذكره الشيخ في رجاله أنه خاصي. 1 - نسبه ونسبته (1) يأتي في ترجمة أخيه (ر 459): زكريا بن الحر، أخو أديم وأيوب.... قال ابن حجر في لسان الميزان: أيوب بن الحر الجعفي، ويقال: النخعي، كوفي. ذكره الطوسي وغيره في رجال الشيعة، والرواة عن جعفر الصادق، وابنه موسى بن جعفر (عليهما السلام). قال ابن النجاشي: يعرف بأخي أديم، روى عنه يحيى بن عمران الحلبي، وأبو عبد الله البرقي (1). وقال الصدوق في المشيخة إليه: أيوب بن الحر الجعفي الكوفي أخي أديم بن الحر، وهو مولى. فقد روى عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر الجعفي الكوفي (2). قلت: والطريق صحيح. وقال البرقي في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 29 / ر 110): أيوب
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 477 / ر 1463. 2 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 130 / ر 376. (*)
________________________________________
[ 44 ]
[ مولى (1). ] ابن الحر جعفي، كوفي (1). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 150 / ر 161): أيوب بن الحر الكوفي، أسند عنه. قلت: تقدم في المجلد الأول (2) التحقيق في معني قول الشيخ في جماعة من أصحاب الصادق (عليه السلام) وغيره: (أسند عنه)، وتسميتهم. وقال أيضا (ص 153 / ر 231): أيوب بن الحر. وفي أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 343 / ر 14): أيوب بن الحر، مولى ظريف. وقال في الفهرست (ص 16 / ر 50): أيوب بن الحر، ثقة.... قلت: والظاهر إتحاد الجميع، وتكرار الشيخ لذكره حسب عناوين الروايات والأصحاب. 2 - مولويته (1) إتفق من ذكره على أنه كوفي، مثل البرقي والصدوق والشيخ وابن حجر وغيرهم، كما عرفت ذكر جماعة أنه جعفي. وإنفرد ابن حجر بقوله بعد الجعفي: (ويقال: النخعي). وقال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام): مولى ظريف. وقال الصدوق: وهو مولى. وقال النجاشي في أخيه أديم بن الحر الجعفي: مولاهم، كوفي...، وأيضا في زكريا بن الحر الجعفي (ر 459): أخو أديم وأيوب.
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 29. 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص (*)
________________________________________
[ 45 ]
[ ثقة (1). روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2)، ذكره أصحابنا في الرجال (3). ] 3 - وثاقته (1) وثقه الشيخ أيضا في الفهرست، كما عرفت. وقد روى عنه الثقات، أشرنا إليهم في " الطبقات الكبرى ". ورواياته تشير إلى حسن معرفته واستقامته، ذكرناها في " أخبار الرواة ". 4 - طبقته وروايته عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) (2) كما صرح به البرقي والشيخ فيما تقدم من كلامهما. وله أحاديث لطيفة في حضوره عند أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكرناها في " الطبقات الكبرى " و " أخبار الرواة ". وروى جماعة من ثقات أصحاب الصادق (عليه السلام) عنه، عنه (عليه السلام)، مثل يحيى بن عمران الحلبي، وعبد الله بن مسكان، وإبراهيم بن عبد الحميد، وهارون بن مسلم، وعبد الكريم بن عمرو، وسويد القلاء، وغيرهم، ممن ذكرناهم في " طبقات أصحابه (عليه السلام) "، فهو من أكابر أصحابه الذين رووا عنه (عليه السلام). (3) في عبارة النجاشي إيهام بالتأمل في روايته عنه (عليه السلام)، حيث قال: (ذكره أصحابنا في الرجال)، ولكنه في غير محله، حسب ما عرفت. وذكره الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) أيضا، ذكرناه في " طبقات أصحابه " أيضا بمن روى عنه، عنه (عليه السلام). وروى الكليني في الكافي باب الطواف وإستلام الأركان عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، قال: حدثني أيوب أخو أديم، عن الشيخ (عليه السلام)، قال: " قال لي أبي (عليه السلام): كان أبي
________________________________________
[ 46 ]
[ يعرف بأخي أديم (1). ] إذا إستقبل الميزاب، قال: اللهم إعتق رقبتي من النار، وأوسع علي من رزقك... "، الدعاء (1). 5 - أخوه أديم وشهرة إخوته به (1) يظهر من معروفيته بأخي أديم، شهرة أخيه. ويأتي في أخيه أديم (ر 267): أديم الحر الجعفي مولاهم، كوفي ثقة، له أصل. وأيضا في أخيه: زكريا ابن الحر الجعفي (ر 459): أخو أديم، وأيوب. ويحتمل كونه أخي الصلت بن الحر الآتي في محله (ر 545). وقد تقدم عن الصدوق: أخي أديم بن الحر. وروى الكليني في الكافي كتاب المعيشة باب الحث على الطلب، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أيوب أخي أديم بياع الهروي، قال: كنا جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ أقبل العلاء بن كامل...، الحديث. ورواه الشيخ في التهذيب مثله (2). وأيضا في اصول الكافي من كتاب الدعاء فضل قول: (يا الله عشر مرات) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أيوب بن الحر أخي أديم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3). وأيضا في الفروع بإسناد صحيح عن عبد الله بن بكير، عن أديم بياع
________________________________________
1 - الكافي: ج 4 / ص 407 / ح 2. 2 - الكافي: ج 5 / ص 78 / ح 3، تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 323 / ح 888. 3 - الكافي: ج 2 / ص 519 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 47 ]
[ له أصل (1). أخبرنا الحسين، قال: حدثنا ابن حمزة، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، عن أيوب (2). ] الهروي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). وقال ابن حجر في لسان الميزان: أديم بن الحر الخثعمي، بياع الهروي، روى عن جعفر الصادق (عليه السلام)... (2). قلت: وتمام الكلام فيه، وفي أخوته في كتابنا " أخبار الرواة ". 6 - كتابه والطرق إليه (1) ذكرناه مع أخيه أديم في (أصحاب الاصول الأربعمائة). (2) الطريق فيه كلام بابن بطة. ورواه الشيخ في الفهرست عن عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة مثله. وفيه كلام تارة بأبي المفضل، واخرى بابن بطة. وله إليه في التهذيبين طرق صحيحة، كما أن في الكافي إليه طرق صحيحة وتقدم طريق الصحيح وهو أيضا صحيح. قلت: وقد استقصينا المسمين بأيوب من المصنفين في " شرح الفهرست " وأيضا أصحاب الصادق (عليه السلام) منهم في " طبقات أصحابه (عليه السلام) "، ومن ساير أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في " الطبقات الكبرى "، ومن ساير الرواة في " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - الكافي: ج 5 / ص 429 / ح 1. 2 - لسان الميزان: ج 1 / ص 337. (*)
________________________________________
[ 48 ]
[ - 8 - [ باب إدريس ] - إدريس بن زياد الكفرتوثي: أبو الفضل (1) ] 1 - كنيته ونسبته (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: إدريس بن زياد الكفرتوثي، أبو الفضل، وأبو محمد، ذكره الطوسي، وقال: ثقة، من رجال الشيعة، أدرك أصحاب جعفر الصادق (عليه السلام)، وروى عن حنان بن سدير، وعنه أحمد بن ميثم بن أبي نعيم، وجعفر بن محمد الحسيني، ومحمد بن الحسن الأشعري وله كتاب النوادر، وغيره (1). وقال ابن الغضائري في المحكي عنه: إدريس بن زياد، يكنى أبا الفضل الكفرتوثائي، خوزي الأم، يروي عن الضعفاء (2). قلت: الكفرتوثا بضم التاء المثناة من فوقها، وسكون الواو، وثاء مثلثة، قرية كبيرة من أعمال الجزيرة بينها وبين (دارا) خمسة فراسخ. وذكرنا الكفرتوثيين من الرواة في " الأنساب "، ومنهم إدريس. وقد روى شيخنا المفيد في الأمالي من المجلس الخامس عشر عن شيخه
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 333 / ر 1013. 2 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 49 ]
[ ثقة (1). أدرك أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، وروى عنهم (2). ] أبي الحسين محمد بن المظفر البزار، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحسيني، عن إدريس بن زياد الكفرتوثي، عن حنان بن سدير، عن سديف المكي، قال: حدثني محمد بن علي (عليهم السلام)، وما رأيت محمديا، قط يعدله، قال: حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: نادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المهاجرين والأنصار، فحضروا بالسلاح وصعد النبي (صلى الله عليه وآله) المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال (صلى الله عليه وآله): " يا معاشر المسلمين، من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا... "، - إلى أن قال: - قال حنان بن سدير: فعرضت هذا الحديث على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) الحديث... (1)، وتمامه في " أخبار الرواة ". 2 - وثاقته (1) وروى عنه الثقات، مثل أحمد بن ميثم الذي تقدم في ترجمته قول الماتن فيه: كان من ثقات أصحابنا الكوفيين، ومن فقهائهم... ومثل أبي عبد الله جعفر بن محمد الحسيني، المتقدم في أصحابنا، الذي سمع وأكثر، وعمر، وعلا إسناده (2). 3 - روايته عن أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (2) بل أدرك من أدرك الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام)، وروى عنهم
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: 2 - تهذيب المقال: ج 3 / ص / ر 216. (*)
________________________________________
[ 50 ]
[ وله كتاب نوادر (1). أخبرنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، قال: حدثنا عمران بن طاووس بن محسن بن طاووس مولى جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: حدثنا إدريس، ] مثل حنان بن سدير الثقة، كما تقدم، وبمثل روايته عنهم، علو الإسناد. بل يحتمل كونه ممن ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام)، حيث ذكر جماعة ممن سمي بإدريس بنسبتهم، ثم قال (ص 150 / ر 159): إدريس، لم ينسب. 4 - كتابه والطرق إليه (1) وقال الشيخ في الفهرست (ص 39 / ر 115): إدريس بن زياد، له روايات أخبرنا بها ابن عبدون عن أبي طالب الأنباري، عن حميد، عن أحمد بن ميثم، عنه. قلت: وهل الروايات غير كتاب نوادره ؟ وجهان. ثم إن طريق الشيخ موثق بحميد الثقة الواقفي. وما أصاب من ضعفه بأبي طالب الأنباري أو ساير الطرق التي هو فيه، فلم يعرفه بإسمه، وإلا فلا ريب للعارفين بالطرق والاسانيد أن أبا طالب الأنباري هذا، هو عبيدالله بن أبي زيد، أبي طالب الأنباري المترجم في النجاشي وغيره. وقال النجاشي - كما يأتي في ترجمته (ر 617): - شيخ من أصحابنا، يكنى أبا طالب ثقة، في الحديث، عالم به...، قال:... وجفاه أصحابنا، وكان حسن العبادة والخشوع، وكان أبو القاسم بن سهل الواسطي العدل، يقول: ما رأيت رجلا كان أحسن عبادة، ولاأبين زهاده، ولا أنظف ثوبا، ولا أكثر تحليا من أبي طالب...،
________________________________________
[ 51 ]
[ وأخبرنا محمد وغيره عن أبي بكر الجعابي، قال: حدثنا جعفر الحسيني، قال: حدثنا إدريس (1). ] فإذا عثروا به وجد على أجمل حال من الصلاة والدعاء.... قلت: وقد أستوفينا الكلام في ذكر منزلته في ترجمته من هذا الشرح، وفي " أخبار الرواة " في باب الأسماء، وفي الكنى، فهو كثير الرواية والسماع روى الاصول والمصنفات، وكان من أجلاء الثقات من مشايخ أحمد بن عبدون شيخ مشايخ المفيد والنجاشي، والشيخ. (1) لم أحضر ترجمة ومدحا لعمران بن طاووس الذي في الطريق الأول. وأما الطريق الثاني إلى كتابه فهو صحيح، رجاله الثقات، وأما جعفر بن محمد أبو عبد الله الحسيني الثقة فهو الواقع في طريق المفيد في الأمالي كما تقدم. ثم إن الشهيد الأول في كتاب (الذكرى) في نجاسة عرق الجنب من الحرام قال: والشيخ نقل في الخلاف، الإجماع على نجاسة عرق الجنب الحرام، وفي المبسوط نسبه إلى رواية الأصحاب، وقوى الكراهية. ولعله ما رواه محمد بن همام بإسناده إلى إدريس بن زياد الكفرتوثي إنه كان يقول بالوقف، فدخل سر من رأى في عهد أبي الحسن (عليه السلام)، وأراد أن يسأله عن الثوب الذي يعرق فيه الجنب، أيصلي فيه ؟ فبينما هو قائم في طاق باب، لانتظاره (عليه السلام) حركه أبو الحسن (عليه السلام) بمقرعه، وقال مبتدئا: " إن كان من حلال فصل فيه، وإن كان من حرام فلا تصل فيه " (1). وقال ابن شهر آشوب في المناقب في معجزات الإمام أبي محمد
________________________________________
1 - الذكرى: (*)
________________________________________
[ 52 ]
[ - إدريس بن الفضل بن سليمان الخولاني: أبو الفضل (1) كوفي، واقف، ثقة، له كتاب الأدب، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة. - إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري (2): ] العسكري (عليه السلام): إدريس بن زياد الكفرتومائي، قال كنت أقول فيهم قولا عظيما، فخرجت إلى العسكر للقاء أبي محمد (عليه السلام)، فقدمت، وعلي أثر السفر، ووعثائه، فألقيت نفسي على دكان حمام، فذهب بي النوم، فما إنتبهت إلا بمقرعة أبي محمد (عليه السلام) قد قرعني بها، حتى إستيقظت فعرفته، فقمت قائما، أقبل قدميه وفخذيه، وهو راكب الغلمان من حول، فكان أول ما تلقاني به، أن قال: " يا إدريس، * (بل عباد يكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) * "، فقلت: حسبي، يا مولاي، وإنما جئت لأسألك عن هذا، قال: فتركني، ومضى (عليه السلام) (1). (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: إدريس بن الفضل بن سليمان الخولاني، أبو الفضل، ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة، وقال: كان ثقة، واقفا وله كتاب الأدب وغيره (2). 1 - نسب إدريس الأشعري (2) تقدم ذكر آبائه إلى عامر الأشعري في أحمد بن محمد بن عيسى بن
________________________________________
1 - المناقب لابن شهر آشوب: ج 3 / ص 529 / ح، والآية في سورة 2 - لسان الميزان: ج 1 / ص 334 / ر 1019. (*)
________________________________________
[ 53 ]
[... ] عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري، ووفود جده السائب بن مالك على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإسلامه وهجرته وإقماته بالكوفة وذكر أحاديث أبي عامر الأشعري وصحبته وعقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللواء له يوم حنين، وشهادته، ودعاء النبي (صلى الله عليه وآله) له (1). وأيضا تراجم رجال هذا البيت الكريم بتفصيل، هناك، وفي إسماعيل بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري (2)، مع جماعة الأشعريين. وأيضا في مشايخ النجاشي في علي بن أحمد بن محمد بن طاهر، أبي الحسين الأشعري القمي (3). وأيضا في ترجمة الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي (4)، فذكرنا جماعة منهم بترجمة. ويأتي تراجم جماعة منهم، مثل سعد بن عبد الله الأشعري (ر 467)، وسعد ابن سعد الأشعري (ر 470)، وعبد الله بن سعد، وساير رجالهم، ممن أحصيناهم مع ذكر أحوالهم في " أخبار الرواة "، وذكر كتبهم والطرق وإليهم وإلى كتبهم ورواياتهم في " المشيخات ". ولإدريس هذا أخوة، ذكرناهم في " أخبار الرواة "، منهم عبد الملك بن
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 / ص / ر 198. 2 - تهذيب المقال: ج 1 3 - تهذيب المقال: 4 - تهذيب المقال: (*)
________________________________________
[ 54 ]
[... ] عبد الله بن عسد القمي الأشعري الذي روى عن أخيه إدريس، كثيرا، ذكرناها بمن روى عنه، عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في " الطبقات الكبرى "، وفي " أخبار الرواة " ومنهم الزبير، وزكريا، وسعد، وعمران، وعيسى. ولإدريس أولاد، ذكرناهم في " أخبار الرواة " منهم أحمد بن إدريس وزكريا يأتي ترجمته (ر 458) وترجمة زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري الثقة (ر 459). 2 - كنيته قد أهمل الماتن تكنية إدريس بن عبد الله، وذكر أن (أبا جرير) كنية زكريا ابن إدريس، ولكن كناه البرقي والشيخ بأبي زكريا كما يأتي، وبأبي القاسم، ولكن الماتن كنى ولده زكريا بن إدريس بأبي جرير في ترجمته. 3 - طبقته ومن أدرك من الأئمة (عليهم السلام) لم يذكر الماتن طبقة إدريس بن عبد الله الأشعري وصحبته وروايته عن أبي عبد الله الصادق، وأبي الحسن الكاظم (عليهما السلام) وقد صحت روايته عنهما، ذكرناها بمن روى عنه، عنهما (عليهما السلام) في الطبقات من أصحابهما. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 150 / ر 156): إدريس بن عبد الله القمي. وفي الكنى منه أيضا (ص 340 / ر 33) بعنوان: أبو زكريا. وقد روى بطرقه في التهذيبين عن جماعة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، عنه، عنه (عليه السلام)، منهم: أخوه عبد الملك القمي، ومعاوية بن عمار، فلاحظ التهذيب في
________________________________________
[ 55 ]
[... ] الدعاء وباب الإحرام (1). كما روى الكليني في مواضع من الكافي عن أخيه، وعن حماد بن عثمان، ويونس، وغيرهم، عنه، عنه (عليه السلام) مثل ما في باب وغير ذلك (2). وروى الصدوق في مواضع من الفقيه عنه، عنه (عليه السلام) مثل باب العقيقة (3). وذكر إليه طريقا صحيحا في المشيخة (4) عن حماد بن عثمان، عن إدريس بن عبد الله ابن سعد الأشعري القمي. وقال البرقي في أصحاب الكاظم (عليه السلام): أبو زكريا إدريس بن عبد الله الأشعري، قمي (5). وقال ابن حجر في لسان الميزان: إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي، أخو الزبير وزكريا، قال الليثي: كان من رجال الشيعة أخذ عن جعفر الصادق (عليه السلام)، وروى عن علي الرضا (عليه السلام)، وصنف كتبا يعتمد عليها روى عنه محمد ابن الحسن بن أبي خالد، وأثنى عليه ابن النجاشي. وقال أيضا بعد ذلك: إدريس بن عبد الله، ذكره الطوسي في رجال الشيعة، وقال: له مسائل جيدة، رواها عنه محمد بن الحسن (6).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 99 / ح 259، وج 5 / ص 247 / ح 838. 2 - الكافي: 3 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 109 / ر 305. 5 - كتاب الرجال للبرقي: ص 52. 6 - لسان الميزان: ج 1 / ص 334 / ر 1017 و 1018. (*)
________________________________________
[ 56 ]
[... ] وقال الشيخ في أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 367 / ر 9): إدريس بن عيسى الأشعري القمي، دخل عليه، وروى عنه حديثا واحدا ثقة. وقال العلامة القهپائي الاصفهاني (قدس سره) في مجمع الرجال تعليقا على كلام الشيخ هذا ما لفظه: (عبد الله، ل، ظ) الظاهر أنه إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي، وكلمة (عيسى) على الإشتباه من القلم، نشأت من العجلة الدينية اللازمة له (قدس سره)، ومثله عن مثله (قدس سره)، غير عزيز، يشهد على ما ذكر (حبش) و (ست)، وغيرهما، فتأمل واتبع الحق ولا تتبع الهوى، فيضلك عن الحق، والحمد لله على الإهتداء (1). وقال الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام) (ص 398 / ر 10): إدريس القمي، يكنى أبا القاسم. وقال ابن شهر آشوب في المناقب في أحواله (عليه السلام) في رواة النص عليه، وثقاته، وأصحابه:... وأبو القاسم إدريس القمي... (2). قلت: ويشهد للإتحاد ما تقدم عن ابن حجر، ومن روى عنه، إلا أن الجزم بذلك والحكم بإشتباه قلم الشيخ، مع إحتمال كونه أخا لأحمد بن عيسى الأشعري، كما ترى، وتحقيق ذلك في " أخبار الرواة " فليلاحظ الرواة عنهما، والروايات المأثورة عنهما.
________________________________________
1 - مجمع الرجال: ج 1 / ص 178. 2 - المناقب لابن شهر آشوب: ج 3 / ص 488 / ح. (*)
________________________________________
[ 57 ]
[ ثقة (1). ] 4 - وثاقته ومنزلته (1) وكان إدريس بن عبد الله من أجلاء ثقات أصحاب الصادق (عليه السلام) ذكرناه في " طبقات أصحابه "، وروى عنه جماعة من ثقات أصحابه (عليه السلام)، منهم معاوية بن عمار الثقة، وحماد بن عثمان الثقة، وعبد الملك بن عبد الله أخوه، ويونس بن عبد الرحمان، و.... وقال الصدوق في المشيخة إليه: إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي، عن حماد بن عثمان، عنه. وروى عنه في من لا يحضره الفقيه في باب العقيقة: قال: وسئل إدريس بن عبد الله القمي أبا عبد الله (عليه السلام) عن مولود يولد، ويموت يوم السابع هل يعق عنه... (1). وقد وثقه الشيخ، وابن شهر آشوب فيما تقدم من كلامهما، على القول بالإتحاد. ويدل على منزلته ومنزلة ساير أسرته من عبد الله، وعمران، وعيسى بن عبد الله القمي وغيرهم، قول الإمام الصادق (عليه السلام) لما دخل عليه عمران بن عبد الله القمي، وأكرمه وبره وبشه، وقام: " هذا من أهل بيت النجباء "، ونحو ذلك في روايات أوردها الكشي في ترجمته عمران وعيسى ابني عبد الله القمي (ص 332 - 335 / ر 607 - 610)، والمفيد في الإختصاص (2)، وغيرهما، أوردناها في " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 2 - الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 58 ]
[ له كتاب (1)، وأبو جرير القمي (2) ] (1) وفي الفهرست (ص 38 / ر 110): إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري، له مسائل أخبرنا بها.... وذكر ابن شهر آشوب نحوه في المعالم (1). وتقدم عن ابن حجر فيه: وصنف كتبا، يعتمد عليها، روى عنه محمد بن الحسن بن أبي خالد. 5 - تمييز أبي جرير القمي (2) روى أبو جرير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) كثيرا وروى المشايخ بطرق صحاح عنه، عنه جماعة ثقات، مثل محمد بن أبي عمير من أصحاب الإجماع، وممن لا يروي إلا عن الثقة، كما في الكافي عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي جرير القمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: الحج فرض على أهل الجدة في كل عام. ورواه الصدوق في العلل (2). ومثل ابن المغيرة كما في الكافي (3)، وغيرهم. ذكرناهم برواياتهم عنه، عنه في الكشي من " الطبقات الكبرى " و " أخبار الرواة ". وقال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 365 / ر 13): أبو جرير القمي. وروي في التهذيب عن جماعة من الثقات، عنه، عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام)
________________________________________
1 - معالم العلماء: ص 26 / ر 130. 2 - الكافي: ج 4 / ص 266 / ح 8، علل الشرايع: ج 2 / ص 415 / ح. 3 - الكافي: (*)
________________________________________
[ 59 ]
[... ] منهم: إسماعيل بن مهران، ومحمد بن سنان، ويونس بن عبد الرحمان (1)، ذكرناهم في " الطبقات ". كما روى الكليني والصدوق والحميري أيضا في قرب الإسناد عنه، عنه (عليه السلام) (2). وقال الشيخ أيضا في الكنى من أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 396 / ر 16): أبو جرير القمي. وروى الكليني أيضا بأسانيد عن جماعة، عنه (عليه السلام) منهم: صفوان، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، وذكرناهم في طبقات أصحابه (عليه السلام). وروى في اصول الكافي باب أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى عن أبي جرير القمي قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، قد عرفت إنقطاعي إلى أبيك، ثم إليك، ثم حلفت له وحق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحق فلان وفلان حتى إنتهيت إليه. الحديث (3). ذكرناه في " أخبار الرواة ". وروى الكشي (ص / ر) عن محمد بن قولويه، عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) من أول الليل في حدثان موت أبي جرير، فسألني عنه، وترحم عليه الحديث.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 - 3 - الكافي: ج 1 / ص 380 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 60 ]
[ هو زكريا بن إدريس هذا، وكان وجها، يروى عن الرضا (عليه السلام). له كتاب (1). ] (1) جزم الماتن هنا بأن أبا جرير القمي المذكور في الروايات، والكتب هو ابن إدريس للأب، وعرفه بوجاهته، وروايته عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وبكتاب له. كما يأتي منه في ترجمته (ر 458) قوله: زكريا بن إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري، أبو جرير، قيل: إنه روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن، والرضا (عليهم السلام)، قال: ذلك سعد. وقال ابن عقدة: أبو جرير القمي روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقال ابن نوح: روى عن البرقي، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن سنان، عن أبي جرير القمي، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن المفضل.... قلت: وما جزم به الماتن في المقام هو ظاهر الصدوق في المشيخة، فقال: وما كان فيه عن أبي جرير بن إدريس، فقد رويته عن محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي جرير بن إدريس، صاحب موسى بن جعفر (عليهما السلام) (1). وقال أيضا: وما كان فيه عن إدريس بن عبد الله القمي، فقد رويته عن أبي (رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن حماد بن عثمان، عن إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي (2). وقال الشيخ في أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 377 / ر 2): زكريا بن إدريس بن عبد الله الأشعري، قمي، يكنى أبا جرير.
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 70 / ر 175. 2 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 109 / ر 305. (*)
________________________________________
[ 61 ]
[... ] وروى في التهذيب في باب الجهر بالبسملة عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن أبي جرير زكريا بن إدريس القمي، قال سألت أبا الحسن الأول (عليه السلام) عن الرجل يصلي بقوم يكرهون أن يجهر ببسم الله الرحمان الرحيم، فقال: " لا يجهر " (1). قلت: المستفاد من الأخبار وكلمات الأصحاب امور: الأول: أن إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري كان من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وممن روى عنه، عنه، عنه (عليه السلام) جماعة، ذكرناهم في " طبقات أصحابه ". الثاني: أنه كان من أصحاب الكاظم (عليه السلام). الثالث: أنه أدرك أيام الرضا (عليه السلام)، وتوفي في أيامه، على تقدير أنه المراد بأبي جرير في رواية الكشي. الرابع: أن إدريس بن عبد الله، ليس هو إدريس القمي أبو القاسم الذي ذكره الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام)، وعده ابن شهر آشوب من رواة النص عليه، ومن ثقاته، وأصحابه، على ما تقدم. الخامس: أن أبا جرير كنية زكريا بن إدريس، بلا إشكال. وهل كنى الأب به أيضا ؟ وجهان. ولا مانع من تكنية الأب والابن بأبي جرير، كما هي غير عزيزة. ولم يذكر الماتن وجها ظاهرا لمختاره من أن أبا جرير كنية الابن زكريا. السادس: أن الأب والابن لكل منهما كتاب، كما أنهما من أصحاب الرضا (عليه السلام)، وترك ذكر الطريق إلى كتاب زكريا إلى ترجمته الآتية، والتسرع في تخطئة النجاشي والشيخ، بلا تعمق وتدبر، مما لا ينبغي.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 68 / ح 248. (*)
________________________________________
[ 62 ]
[ أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن طاهر الأشعري، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس، بن معروف، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي خالد، المعروف بشنبولة، قال: حدثنا إدريس بكتابه (1). ] 6 - كتبه والطرق إليه (1) قد مر من ابن حجر قوله: وصنف كتبا، يعتمد عليها، روى عنه محمد ابن الحسن بن أبي خالد، وأثنى عليه ابن النجاشي. وأيضا ذكره وقال: ذكره الطوسي، في رجال الشيعة، وقال: له مسائل جيدة، رواها عنه محمد بن الحسن. قلت: ولا يغرك عدم ذكر ساير كتبه ومسائله في فهرستي النجاشي والشيخ، بعدما حققنا في شرح الفهرست للشيخ أن المستفاد بالتدبر نقصان النسخة من الفهرست الواصلة إلينا. وطريقي النجاشي والشيخ إلى كتابه ومسائله كالصحيح بشنبولة، فهو وإن لم يوثق صريحا، إلا أنه يكفى في وثاقته روايات الثقات ومنهم رواية أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري الثقة عنه، بطريق صحيح، وهو النقاد الخبير البصير بالروايات والرواة، والمتحفظ على ترك الرواية عن المتساهل في الحديث، فضلا عن الضعيف حتى لم يسلم من طعنه ونفي البلد، أعلام الثقات من محدثي قم، وقد أشرنا إلى إمارات وثاقة شنبولة في ترجمته ومنها وصايته للثقة الجليل العظيم في الطائفة سعد بن عبد الله الأشعري. فلا نستعجل بتضعيفه وتضعيف رواياته، وإلى إدريس بن عبد الله طرق صحاح، ذكرناها في شرح الفهرست، كما أن طريق الصدوق إليه في أعلى درجة الصحة.
________________________________________
[ 63 ]
[ - 9 - [ باب آدم ] - آدم بن المتوكل (1): ] 1 - وحدته (1) في ترجمة الرجل بحوث: نسبه، ونسبته، كنيته، شغله، وثاقته، طبقته، روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كتابه، من روى أصله، والطريق إليه، والاختلاف في ذلك حسب النصوص الروائية والرجالية، أوهم التعدد، إلا أن الإتحاد هو الأظهر فتدبر. قال ابن حجر في لسان الميزان: آدم بن المتوكل، روى عن جعفر الصادق (عليه السلام)، وعنه أحمد بن يزيد الخزاعي وعبيس، وكان أعرف الناس برجال جعفر (عليه السلام)، السليم منهم، والمطعون فيه، وكانت له منزله جليلة، وكان أحفظ الناس لحديث أبي عبد الله (عليه السلام)، وذكره الطوسي في مصنفي الإمامية (1). وقال الشيخ في الفهرست (ص 16 / ر 47): آدم بن المتوكل، له كتاب رويناه بالإسناد الأول (أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري)، عن حميد بن زياد، عن أحمد بن زيد الخزاعي، عنه. وأيضا قبله (ص 16 / ر 46): آدم، بياع اللؤلؤ، له كتاب، أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن القاسم بن محمد، عن أبي محمد، عنه.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 (*)
________________________________________
[ 64 ]
[ أبو الحسين (1)، بياع اللؤلؤ (2)، ] 2 - نسبه لم أحضر عاجلا شيئا في نسب آدم بن المتوكل، وإحتمال أخوته مع عمير ابن المتوكل بن هارون الثقفي، أو بنوته للمتوكل بن عمير بن المتوكل، على ما يأتي ترجمته في الكتاب (ر 1147) بروايته الصحيفة السجادية، وكذا في فهرست الشيخ (ص 170 / 747)، مع أنه كوفي، محل نظر، أو منع، وسيأتي إن شاء الله تعالى تحقيقه هناك، وفي ترجمته في " أخبار الرواة " ماله نفع في المقام. 3 - كنيته (1) كناه الماتن بأبي الحسين، ويأتي عن الكافي، عن منذر بن جفير لكنية آدم بأبي الحسين اللؤلؤي، وعن الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام): آدم أبو الحسين النخاس الكوفي. 4 - شغله (2) قد عرفت توصيف الماتن لآدم بن المتوكل بقوله: بياع اللؤلؤ ويأتي في رواية الكافي تارة: آدم أبي الحسين اللؤلؤي، وأخرى: آدم بياع اللؤلؤ. وعن فهرست الشيخ: آدم بياع اللؤلؤ. وأيضا عن التهذيب: آدم بياع اللؤلؤ (1).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 184 / ح 741. (*)
________________________________________
[ 65 ]
[ كوفي (1). ثقة (2). روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3). ذكره أصحاب الرجال. ] 4 - نسبته (1) قد عرفت من الماتن توصيفه بأنه (كوفي). وإحتمال البلخية والكوفية نزولا ومسكنا، ممكن. ويأتي عن الشيخ: آدم بياع اللؤلؤ الكوفي. 5 - وثاقته ومنزلته في أصحاب الصادق (عليه السلام) ورواة الشيعة (2) قد صرح الماتن بتوثيقه بقوله (ثقة) ومدحه ابن حجر بقوله: (وكان أعرف الناس برجال جعفر (عليه السلام)، السليم منهم، والمطعون فيه، وكانت له منزلة جليلة، وكان أحفظ الناس لحديث أبي عبد الله (عليه السلام)). وروى الثقات عنه، مثل عبيس بن هشام الناشري الثقة الجليل، كما في النجاشي، وجعفر بن محمد بن سماعة الثقة. 6 - طبقته (3) كان من ثقات أصحاب أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) بلا إشكال، لكن قال النجاشي: روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكره أصحاب الرجال. إذ تعليقه على ذكرهم، يشعر بتوقفه، في روايته عنه (عليه السلام)، وليس في محله، فقد ذكره الشيخ في أصحابه (ص 143 / ر 15)، قائلا: آدم بياع اللؤلؤ الكوفي. وروى الكليني في اصول الكافي باب المؤمن وعلاماته، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن منذر بن جيفر، عن آدم أبي الحسين اللؤلؤي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك له
________________________________________
[ 66 ]
[ أصل (1)، رواه عنه جماعة. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن حبشي، قال: حدثنا حميد، عن أحمد بن زيد، قال: حدثنا عبيس، عنه (2). ] الفضل من كلامه، وكفي الناس شره، وأنصف الناس من نفسه " (1). ولا تضر بذلك روايته عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في الكافي والتهذيب في وصية الصبي والمحجور (2)، فإن رواية أصحاب الأئمة (عليهم السلام) بعضهم عن بعض، عنهم (عليهما السلام) كثيرة، ولاسيما روايته عن أكابر أصحاب الصادق (عليه السلام). 7 - إن كتابه أصل للشيعة (1) كان كتاب آدم بن المتوكل، لمنزلته الجليلة، وأعرفيته برجال الإمام الصادق (عليه السلام) واحفظيته لحديثه أصلا من اصول الشيعة، المعول عليها، كما صرح بذلك الماتن، ذكرناه في كتابنا (اصول الشيعة) والعجب من الشيخ الطوسي (قدس سره) حيث أهمل ذكر كون كتابه أصلا، من عنايته في ذلك، لا يخفي على الخبير. 8 - الطرق إلى كتابه (2) إن موضعه في الوثاقة، ومعرفة الحديث وحفظه، أوجب عناية أعلام رواة الشيعة برواة كتابه، فرواه أعلام الطائفة، كما قال الماتن (رواه عنه جماعة)
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 235 / ح 18. 2 - الكافي: ج 7 / ص 68 / ح 6، تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 184 / ح 741. (*)
________________________________________
[ 67 ]
[ - آدم بن الحسين النخاس: كوفي (1)، ] منهم أحمد بن زيد الخزاعي الذي روى الشيخ وغيره عن حميد بن زياد الثقة الراوي لأكثر اصول الشيعة، عنه اصولهم مثل كتاب إسحاق بن عبد الله الأشعري، وكتاب علي بن سويد السائي، وعبد الله الوليد، وغيرهم، ومنهم عبيس بن هشام الناشري الثقة، وغيرهم، ولا تتوهم ضعف طرق النجاشي إليه بالخزاعي، والقاسم بن إسماعيل القرشي، وأبي طالب، فقد ذكرنا في تراجمهم آيات الوثاقة في الحديث، وللإختلاف بين طرق الشيخ والنجاشي في المقام لنا تحقيق في شرح الفهرست. 1 - نسبته وكنيته وطبقته (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: آدم بن الحسين النخاس الكوفي، أبو الحسين، ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة ممن روى عن جعفر (عليه السلام)، روى عنه إسماعيل بن مهران (1). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 143 / ر 16): آدم، أبو الحسين النخاس الكوفي. قلت: أهمل الماتن ذكر من روى آدم النخاس عنه، ترديدا في روايته عن الصادق (عليه السلام) بل ميزه بمن روى عنه، وهو إسماعيل بن مهران السكوني الكوفي الثقة المعتمد، من أصحاب الرضا (عليه السلام) الذي يأتي في ترجمته قوله: ثقة، معتمد عليه، م
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 35 / ر 1029. (*)
________________________________________
[ 68 ]
[ ثقة (1)، له أصل يرويه عنه إسماعيل بن مهران، أخبرنا محمد بن علي القناتي، قال حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا إسماعيل بن مهران، قال حدثنا آدم بن الحسين النخاس، بكتابه (2). ] روى عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكره أبو عمرو الكشي في أصحاب الرضا (عليه السلام)، صنف كتبا.... قلت: وفي إختصاص المفيد في جهات علوم الأئمة (عليهم السلام) عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن آدم بن الحسن (الحسين)، عن حمران بن أعين، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغني إن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا (عليه السلام)، الحديث (1). وروي الصدوق في آخر أبواب الفقيه في النوادر، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن آدم، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي لا تشاورن جبانا " (2). 2 - وثاقته وكتابه (1) يؤكد وثاقته رواية مثل إسماعيل بن مهران الثقة المعتمد، كتابه. (2) ذكرناه في " أصحاب الاصول الأربعمائة "، والعجب من الشيخ حيث لم يذكره في الفهرست، مع أنه ذكره في أصحاب الصادق (عليه السلام)، كما تقدم، مع ذكره إسماعيل بن مهران بكتبه وأصله.
________________________________________
1 - الإختصاص: 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 293 / ح 886. (*)
________________________________________
[ 69 ]
[ - آدم بن إسحاق بن آدم بن عبد الله الأشعري (1): قمي، ثقة، له كتاب يرويه عنه محمد بن عبد الجبار، وأحمد بن محمد بن خالد، أخبرنا محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا آدم بن إسحاق (2). ] (1) قال الشيخ في الفهرست (ص 16 / ر 48): آدم بن إسحاق بن آدم، له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني، عن أبي جعفر محمد ابن بطة القمي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن آدم بن إسحاق بن آدم. قلت: طريق الشيخ في الفهرست فيه نظر بالشيباني، وبابن بطة. وقال ابن حجر في لسان الميزان: آدم بن إسحاق بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي، ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الإمامية. روى عن يونس بن يعقوب، وعبيد الله بن محمد الجعفي، وغيرهما. وروى عنه محمد بن عبد الجبار، وإبراهيم بن هاشم القمي، وأبو عبد الله البرقي، قال: وكان زاهدا، خاشعا (1). وروى الصدوق في علل الشرايع، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي زهير النهدي، عن آدم بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " عليكم بصلاة الليل... "، الحديث (2). وروى الكليني والصدوق والشيخ بطرقهم عنه، عن عبد الرزاق بن مهران، وعبد الله بن محمد الجعفي، وغيرهما. (2) طريقه صحيح.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 335 / ر 1027. 2 - علل الشرايع: (*)
________________________________________
[ 70 ]
[ - 10 - [ باب امية ] - امية بن عمرو الشعيري: كوفي (1). ] 1 - نسبه ونسبته (1) نبه على أنه كوفي، باعتبار شهرته بالشعيري المنسوب إلى درب الشعير أو باب الشعير أو لكونه بايع الشعير الذي يزرع، كما في إبراهيم صاحب الشعير الذي ذكرناه في " أخبار الرواة "، أو لمصاحبته وروايته كثيرا عن إسماعيل ابن أبي زياد، مسلم السكوني الشعيري. أو لكونه الشعيري مذهبا، أي عاميا، بإعتبار مصاحبته مع الشعير العامي. قال الحموي في الشعير من معجم البلدان: الشعير، الذي يزرع، درب الشعير، وباب الشعير في غربي بغداد، وقد نسب إليه من أهل العلم (1). 2 - طبقته ومذهبه لم يذكر الماتن طبقته، ولكن البرقي قال في أصحاب الكاظم (عليه السلام): امية بن عمرو (2).
________________________________________
1 - معجم البلدان: 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 49. (*)
________________________________________
[ 71 ]
[ أكثر كتابه، عن إسماعيل السكوني (1). ] وقال الشيخ في أصحابه (ص 343 / ر 11): امية بن عمرو واقفي. وروي الشيخ في التهذيب بإسناده عن الحسن بن مياح، عن امية بن عمرو، عن الشعيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:...، الحديث، ورواه الكليني أيضا في الكافي، والصدوق في الفقيه (1). وروى في الكافي باب الثريد، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن امية بن عمرو، عن الشعيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أطفئوا نائرة الضغائن باللحم والثريد " (2). 3 - كتابه والطرق إليه (1) قال الشيخ في الفهرست (ص 38 / ر 111): امية بن عمرو، له كتاب. أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن امية بن عمرو. وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن امية بن عمرو، عن الشعيري، فقد رويته عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال، عن امية بن عمرو، عن إسماعيل بن مسلم الشعيري (3).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 227 / ح 994، الكافي: ج 5 / ص 305 / ح 8، من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 172 / ح 1. 2 - الكافي: ج 6 / ص 318 / ح 10. 3 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 110 / ر 311. (*)
________________________________________
[ 72 ]
[ أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا امية بن عمرو (1). - امية بن علي القيسي الشامي: ضعفه أصحابنا، وقالوا (2): روى عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) (3). ] وروى النعماني في الغيبة باب (1) بطريقين عن أحمد بن هلال، عن امية بن ميمون الشعيري، عن زياد القندي، عن أبي إبراهيم موسي بن جعفر (عليهما السلام) في تأويل * (أن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا) *. (1) لم يظهر وثاقة امية، حتى من الرواة عنه، بل في رواة كتابه: المطعون بالتساهل في الحديث. (2) وفي نسخة (م): (قال). قلت: ولعل ذلك عول على ابن الغضائري، فقال: امية بن علي القيس، يكنى أبا محمد، في عداد القميين، ضعيف الرواية، في مذهبه إرتفاع. قلت: ولعل سبب تضعيف ابن الغضائري له بالغلو، ما رواه من الكرامة من أبي جعفر الجواد (عليه السلام) كما سيأتي. (3) روى في كشف الغمة، والراوندي في الخرايج والجرايح، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي القيسي، قال: دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر (عليه السلام) بالمدينة، لنودعه، فقال لنا: لا تخرجا، أقيما إلى غد، قال: فلما خرجنا
________________________________________
1 - الغيبة للنعماني: (*)
________________________________________
[ 73 ]
[ له كتاب أخبرناه محمد بن محمد، قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل، قال: حدثنا أبي عن أبيه الحسن بن سهل، عن موسى بن الحسين (الحسن) بن عامر، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، به. - 11 - [ باب الواحد ] (1) ] من عنده، قال حماد: أنا أخرج، فقد خرج ثقلي، قلت: أما أنا فاقيم، قال: فخرج حماد، فجرى الوادي، تلك الليلة، فغرق فيه، وقبره بسيالة (1). ورواه أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص 316 / ر 572) في حديث طويل، ورواه ابن شهر آشوب في المناقب (2) عنه، وأشار إلى قصته النجاشي في ترجمة حماد وقد أخرجنا طرقه وساير ما يدل على أحواله، مما قد روى المشايخ في كتبهم عنه في روايات، وكذا تفصيل ترجمته في " أخبار الرواة ". (1) إن النجاشي (قدس سره) قال في ديباجة الكتاب: (وقد جعلت للأسماء أبوابا على الحروف ليهون على الملتمس لإسم مخصوص)، ولكنه لم يأت بما وعد، دقيقا، ولم يتحفظ على تقديم الأسماء شرفا، فقدم أبان في الباب الثاني، وأخر آدم إلى الحادي عشر، حتى إنه عقد بابا لامية، دون الياس، وزكريا، وهكذا، كما أنه عقد بابا خاصا بعنوان باب الواحد لحرف الألف، وهو الثالث عشر، وذكر فيه من
________________________________________
1 - كشف الغمة: ج 3 / ص، الخرائج والجرائح: ج 2 / ص 667 / ح 8. 2 - المناقب: ج 3 (*)
________________________________________
[ 74 ]
[ - الأسود بن رزين، أبو عبد الله المزني (1): روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، ذكره أصحاب الرجال. له كتاب العتق. - أسد بن معلى بن أسد، العمي البصري (2): ] كل ما ذكره فيه أسما واحدا، وكذا لحرف الباء أيضابابا واحدا وهو السابع عشر. وليته أفرد لإسم الأنبياء والأئمة والأولياء (عليهم السلام) بابا واحدا، تشريفا، مثل آدم، ونوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإلياس، وجعفر، وحمزة، وخضر، وزكريا. وهكذا إذا كان في المسمين بأسمائهم واحدا أو أكثر، ولم يجمع في باب واحد جعفرا وجحددا وجراحا وجارودا وجفيرا وجهيما، فلاحظ. نسبه ونسبته (1) منسوب إلى مزن بالضم، قرية على ثلاثة فراسخ أو أربعة من سمرقند، أو إلى مزن، أو مزنة، بلدة بالديلم، كما في القاموس، والمعجم الحموي وفصلنا القول في ذلك مع ذكر أسماء المزنيين من رواة الشيعة بطبقاتهم في " الأنساب " وفي اللباب لابن الجزري زاد: المزني، بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخره نون - هذه النسبة لولد عثمان وأوس ابني عمرو بن أدد بن طانجة بن الياس بن نصر، نسبو إلى مزينة بنت كلب بن وبرة ام عثمان وأوس، وهم قبيلة كبيرة.... نسب أسد البصري ونسبته وبيته (2) تقدم في الجزء الثالث من هذا الشرح ترجمة ابن أخيه، أحمد بن
________________________________________
[ 75 ]
[ رجل من أصحابنا، أخباري، بصري، له كتاب أخبار صاحب الزنج (1). ] إبراهيم بن المعلى بن أسد العمي (1) ذكر نسب العميين وتميمتهم، ثم بصراويتهم، ثم أهوازيتهم، ونسبتهم إلى العم، وهو مرة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد، مناة بن تميم. ومنهم: 1 - أسد العمي بن مرة. 2 - المعلى بن أسد العمي، أبو الهيثم، المعلم، المتوفي في شهر رمضان عام 218، بالبصرة. 3 - بهز بن أسد، أخو المعلي. 4 - أحمد بن المعلي بن أسد. 5 - إبراهيم بن المعلي بن أسد العمي. 6 - أسد بن معلى بن أسد العمي البصري، صاحب الترجمة. 7 - إبراهيم بن أحمد بن معلى بن أسد. 8 - أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن معلى بن أسد، أبو بشر البصري. 9 - إسماعيل بن علي، أبو علي البصري، العمي، الثقة، أحد الشيوخ البصريين. 10 - علي العمي. 11 - زيد العمي البصري، من أصحاب السجاد (عليه السلام). 12 - أحمد بن إبراهيم بن المعلي. 13 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلى بن أسد العمي. 14 - معلى بن محمد البصري. 15 - محمد بن جمهور العمي. 16 - محمد بن الحسن بن جمهور العمي. 17 - الحسن بن محمد بن جمهور العمي، أبو محمد، البصري، الثقة. 18 - معلى بن راشد البصري العمي. وذكرناهم بتفصيل في " الأنساب ". (1) تقدم في ابن أخيه ما ينفع المقام تأييدا لتشيعه، وأخباريته، وبصراويته، وتصنيف كتاب أخبار صاحب الزنج.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 / ص (*)
________________________________________
[ 76 ]
[ - أديم بن الحر الجعفي (1): ] 1 - نسبته وطبقته (1) اتفق أصحابنا تبعا للروايات في نسبة أديم وأخويه أيوب وزكريا بالجعفي، كما تقدم في أيوب، ويأتي في زكريا، لكن تقدم عن ابن حجر بعد ذكره الجعفي: ويقال: النخعي، وأيضا: أديم بن الحر الخثعمي، بياع الهروي، روى عن جعفر الصادق (عليه السلام). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 143 / ر 20): أديم بن الحر الكوفي الخثعمي. وروى في التهذيب في باب الكفارة عن خطأ المحرم (1)، في الصحيح عن عبد الله ابن بكير، عن أديم بن الحر الخزاعي، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ثم إنه قد عرف أديم، أيضا هكذا: بياع الهروي، كما تقدم عن ابن حجر. وأيضا عن الكافي باب الحث على الطلب من كتاب المعيشة في الصحيح عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أيوب أخي أديم بياع الهروي قال: كنا جلوسا عند أبي عبد الله...، الحديث. وأيضا في باب النكاح في الصحيح عن عبد الله بن بكير، عن أديم بياع الهروي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: " الملاعنة إذا لاعنها زوجها لم تحل له أبدا... "، الحديث (2). وروى الشيخ في التهذيب (3) في الصحيح عن ابن بكير، عن أديم بياع
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 329 / ح 1132. 2 - الكافي: ج 5 / ص 78 / ح 3، وج 5 / ص 429 / ح 1. 3 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 305 / ح 1272. (*)
________________________________________
[ 77 ]
[ مولاهم (1)، كوفي (2). ] الهروي، عنه (عليه السلام). 2 - مولويته (1) تقدم في أخيه قوله: مولى، وكذا عن الصدوق، مرتين: وهو مولى. وعن الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) قوله: مولى ظريف. كما تقدم في المجلد الأول في الأسبقين في مصنفي الشيعة ذكر عبيدالله بن الحر الجعفي الشاعر التارك لنصر الحسين (عليه السلام)، الراوي لنسخة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (1). ويأتي أيضا في أخيه زكريا بن الحر الجعفي ترك ذكر (مولى). 3 - تكنيته (2) اتفقت الروايات والنصوص الرجالية على ذكر الكوفية، فيه وفي إخوته. ثم إني لم أقف على رواية أو كلام للأصحاب في تكنية أديم إلا ما في الكشي (ر 645)، قال: نصر بن الصباح، أبو الحر، إسمه أديم بن الحر، وهو حذاء، صاحب أبي عبد الله (عليه السلام) روى نيفا وأربعين حديثا عن أبي عبد الله (عليه السلام). قلت: بل يظهر منه معروفيته أديم بكنيته، كما ربما يظهر منه أن له ابنا سمي بالحر بإسم جده، وبه كني، ولم أحضر له ذكرا في الأخبار وكتب الأصحاب.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 (*)
________________________________________
[ 78 ]
[ ثقة (1)، له أصل (2). - أسباط بن سالم (3): ] 4 - وثاقته (1) قلت: تؤكد وثاقته رواية من ذكره النجاشي بأنه روى عن الثقات، عنه، مثل جعفر بن بشير البجلي، كما في التهذيب، باب المواقيت من كتاب الصلاة، والاستبصار باب أن لكل صلاة وقتين، وباب وقت المغرب (1). وكذا رواية الأجلاء الثقات من أصحاب الصادق (عليه السلام) عنه مثل حماد بن عثمان، وعبد الله بن بكير، ممن ذكرناهم في " الطبقات ". 5 - كتابه (2) قد وصف الماتن كتابه بالأصل، ولم يذكر إليه طريقا، مع أنه قال في الديباجة: وذكرت لكل طريقا واحدا حتى لا يكثر الطرق فيخرج عن الغرض. ولم يذكره الشيخ في الفهرست، وذكرناه في أصحاب الاصول الأربعمائة. 1 - نسب أسباط ونسبته وشغله (3) يأتي في يعقوب: قول الماتن (ر 1220): يعقوب السراج، كوفي، ثقة،
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 260 / ح 1035، الاستبصار: ج 1 / ص 245 / ح 872، وص 269 / ح 974. (*)
________________________________________
[ 79 ]
[ بياع الزطي، أبو علي، مولى بني عدي، من كندة (1). ] له كتاب. ثم رواه بإسناده عن الحسن بن محبوب، عنه. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 337 / ر 65): يعقوب بن سالم، أخو أسباط العليم السراج. وأيضا (ص 236 / 54): يعقوب بن سالم الأحمر الكوفي. وروى في التهذيب (1) عن يعقوب بن سالم البزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وذكر في الفهرست ليعقوب السراج كتابا، وروى المشايخ عنه، عن أبا عبد الله (عليه السلام) كما يأتي ذكره إن شاء الله. ويأتي في ابنه علي بن أسباط (ر 663): علي بن أسباط بن سالم بياع الزطي، أبو الحسن المقري، كوفي، ثقة.... وروى الشيخ في التهذيب، والكليني في الكافي، عن العدة، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن أسباط بن سالم، عن أبيه، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام): قلت: أخي أمرني أن أسألك عن مال يتيم في حجره، يتجر به...، الحديث (2). (1) وروى الكليني في الكافي (3) باب النوادر من كتاب الجنائز، في الصحيح، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أسباط بن سالم، مولى أبان. واحتمال التصحيف عن (أسباط، عن سالم مولى أبان)، لا وجه له، وسالم الكوفي أبو رافع مولى أبان، قد عد من أصحاب الصادق (عليه السلام). قلت: ولعل، والله العالم: إن المراد بأبان هو أبان بن تغلب الثقة الجليل م
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 134 / ح 521. 2 - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 341 / ح 954، الكافي: ج 5 / ص 131 / ح 4. 3 - الكافي: ج 3 / ص 255 / ح 21. (*)
________________________________________
[ 80 ]
[ روى عن أبي عبد الله (1) وأبي الحسن (عليهما السلام) (2)، ] الكوفي الكندي، من أصحاب الباقر والصادق (عليهم السلام) الذي صرح البرقي، والصدوق، والمفيد، وغيرهم بأنه كندي، وتقدمت ترجمته بتفصيل، إلا أنه قال الماتن: مولى بني جرير بن عبادة... (1). 2 - طبقته وروايته عن الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) (1) روى أسباط بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) كثيرا، روى عن أسباط، عنه (عليه السلام) جماعة من الثقات، بطرق معتبرة، لا يبقى معها ريب في روايته عنه (عليه السلام)، ذكرناهم في " الطبقات "، منهم محمد بن أبي عمير، وعلي بن أسباط، ابنه، وعلي بن الحكم، والحسن بن علي، وعلي بن عقبة، وعبيس بن هشام، وغيرهم.... ولا ينافي روايته عنه (عليه السلام) روايته عن أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا، كما هو ظاهر. (2) روى الكشي (ص 9 / ر 20) حديث حوارى المعصومين (عليهم السلام)، بإسناده إلى علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): " إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)... "، الحديث. ورواه المفيد أيضا في الإختصاص (2) بطريقين عن سعد بن عبد الله، عنه...، الحديث.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: 2 - الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 81 ]
[ ذكره أبو العباس، وغيره، في الرجال (1). له كتاب (2)، أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي، قال: حدثنا ذبيان بن حكيم أبو عمرو الأزدي، قال: حدثنا أسباط بن سالم بياع الزطي، بكتابه (3). ] (1) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): أسباط بن سالم (1). وقال الشيخ أيضا فيه (ص 153 / ر 220): أسباط بن سالم الكوفي بياع الزطي. قلت: تعليق الماتن رواية أسباط عنهما (عليهما السلام) على ذكر أبي العباس وغيره، ربما يشعر بعدم جزمه بذلك، ولكنه في غير محله لما عرفت. 3 - كتابه والطرق إليه (2) قلت: كتابه أصل في الاصول، لما قال الشيخ في الفهرست (ص 38 / ر 113): أسباط بن سالم، بياع الزطي، له أصل.... (3) الطريق صحيح إلى محمد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي العامري الكوفي، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وهو من مشايخ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الثقة الخبر بالرواة والروايات، كما تقدم في الحسين بن أبي العلاء (2) عنه، عنه. ورواية مثله، عنه تشير إلى جلالته. كما أن ذبيان، روى عنه من عرف بأنه الثقه في الحديث مثل محمد بن
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 44. 2 - تهذيب المقال: (*)
________________________________________
[ 82 ]
[ - أنس بن عياض: أبو ضمرة الليثي، عربي من بني ليث بن بكر بن عبدمناة بن كنانة، مدني (1)، ] الحسين بن أبي الخطاب الثقة الجليل وابن فضال. وطريق الشيخ إلى أصله في الفهرست: أخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عنه. وأخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن القاسم بن إسماعيل القرشي، عن أسباط. قلت: الطريق الأول صحيح، والثاني موثق بحميد الثقة الواقفي، والقرشي روى عنه جعفر بن بشير البجلي الذي قال النجاشي فيه: روى عن الثقات ورووا عنه. 1 - نسبته ونسبه وبيته (1) ذكرنا الليثيين الشيعة بنسبهم إلى ليث بن بكر بن عبدمناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مصر في " الأنساب ". وقال ابن الجزري في اللباب: هذه النسبة إلى ليث بن كنانة، وإلى ليث بن بكر بن عبدمناة. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: ضميرة بن أبي ضميرة، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، له، ولأبيه أبي ضميرة صحبة، وهو جد حسين بن عبد الله يعد في أهل المدينة. ذكر ابن وهب قال: أخبرني أبي أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده ضميرة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر بأم ضميرة، وهي تبكي، فقال (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك، أجائعة أنت، أم عارية ؟ قالت: يا رسول الله فرق
________________________________________
[ 83 ]
[... ] بيني وبين ابني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يفرق بين والدة وولدها "، ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة، فابتاعه منه (1). وقال ابن حجر في الإصابة: ضميرة بن أبي ضميرة الليثي - قال ابن حبان له صحبة. وأيضا بعده ضميرة، غير منسوب، يحتمل أنه الذي قبله، روى إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق عبد الله بن حسن بن حر قال: جاء ضميرة إلى رسول (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله جئت احالفك ؟ قال: " حالف عليا "، قال: فإنني أحالفه ما دام الصالف مكانه ؟ قال: " بل حالفه ما دام أحد مكانه فهو خير "، قال عبد الله بن حسن: الصالف، جبل كانوا يتحالفون عنده في الجاهلية. وأيضا بعده ضميرة آخر، وهو جد حسين بن عبد الله. وقيل: إنه ابن سعيد الحميري، وقال ابن حبان: ضميرة بن أبي ضميرة الليثي، وروى البخاري في تاريخه، والحسين بن سفيان، من طريق ابن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده ضميرة، أن النبي (صلى الله عليه وآله) مر بأم ضميرة وهي تبكي، فقال: " ما يبكيك " ؟ قالت: يا رسول الله فرق بيني وبين ابني، فأرسل إلى الذي عنده ضميرة، فابتاعه منه ببكر، ورويناه بعلو في الأول من حديث المخلص. قال ابن صاعد: غريب تفرد به ابن وهب، عن ابن أبي ذئب (2). قلت: ذكر ابن مندة أن زيد بن الحباب تابع أبي أبي ذئب، فرواه عن حسين
________________________________________
1 - الاستيعاب: 2 - الإصابة: (*)
________________________________________
[ 84 ]
[... ] أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق وزاد: قال ابن أبي ذئب اقرأني حسين: كتابا فيه: " من محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ضميرة وأهل بيته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعتقهم ". قلت: وللحديث شاهد عند ابن إسحاق، بسند منقطع، وقد تابع ابن أبي ذئب أيضا إسماعيل بن أبي اويس، أخرجه محمد بن سعد، وأورده البغوي عنه، عن إسماعيل بن أبي اويس أخبرني حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة أن الكتاب الذي كتبه رسول لله (صلى الله عليه وآله) إلى ضمرة، فذكره كما تقدم، وفيه: " أنهم كانوا أهل بيت من العرب، وكان مما أفاء الله على رسوله فاعتذر، ثم خير أبا ضميرة إن أحب أن يلحق بقومه، فقد آمنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن أحب أن يمكث مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيكون من أهل بيته فاختار أبو ضميرة الله ورسوله، ودخل في الإسلام، فلا يعرض لهم أحد إلا بخير، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا "، وكتب إلى ابي بن كعب. انتهى. وسيأتي لهم ذكر في أبي ضميرة. ومن حديث ضميرة ما أخرجه البغوي من رواية القعنبي عن حسين بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، أن رجلا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا نبي الله أنكحني فلانة، قال: " ما معك تصدقها إياه " ؟ قال: ما معي شئ، قال: " لمن هذا الخاتم " ؟ قال: لي، قال (صلى الله عليه وآله): " فأعطها إياه، فأنكحه... ". وقال ابن حجر في الكنى من الإصابة: أبو ضميره الحميري والد ضميرة - ذكر ابن مندة في الكنى، وسبقه البغوي، ومن قبله محمد بن سعد، ووصفوه بأنه مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد قيل: إن إسمه: سعد، وقيل: روح، وقد تقدم خبره في الكتاب الذي كتبه النبي (صلى الله عليه وآله) لآل ضميرة في ترجمة ضميرة. وقال مصعب الزبيري: كانت لأبي ضميرة دار بالفتيق. وقال الكلبي: هو غير أبي ضميرة مولى علي (عليه السلام).
________________________________________
[ 85 ]
[... ] وقال ابن سعد، والبلاذري: وفد حسين بن عبد الله بن ضميرة على المهدي بالكتاب، فوضعه على عينيه، وأعطاه ثلاثمائة دينار، وكان في سفر، ومعه قومه، ومعهم هذا الكتاب، فعرض لهم اللصوص، فأخذوا ما معهم، فاخرجوا الكتاب، وأعلموهم بما فيه، فردوا عليهم ما أخذوا منهم، ولم يعترضوا لهم، ذكره البغوي عن محمد بن سعد، عن إسماعيل بن أبي اويس (1). قال ابن كثير في السيرة النبوية في مواليه: ومنهم ضميرة بن أبي ضميرة الحميري، أصابه سبي في الجاهلية، فاشتراه النبي (صلى الله عليه وآله)، فاعتقه، ذكره مصعب الزبيري، قال: وكانت له دار بالبقيع، وولد. قال: عبد الله بن وهب عن أبي ذئب، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده ضميرة، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر بأم ضميرة وهي تبكي، فقال لها: " ما يبكيك أجائعة أنت، أعارية أنت " ؟ قالت: يا رسول الله، فرق بيني وبين ابني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " لا يفرق بين الوالدة وولدها "، ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فدعاه، فابتاعه منه ببكر. قال: ابن أبي ذئب، ثم أقرأني كتابا عنده: " بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من محمد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته، إن رسول الله أعتقهم، وإنهم أهل بيت من العرب، إن أحبوا أقاموا عند رسول الله، وإن أحبوا رجعوا إلى قومهم، فلا يعرض لهم إلا بحق، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا "، وكتب أبي بن كعب (2). وأخرج البيهقي في السنن باب التفريق بين المرأة وولدها من كتاب السير
________________________________________
1 - الإصابة: 2 - السيرة النبوية: ج 4 (*)
________________________________________
[ 86 ]
[... ] الحديث بإسناده عن عبد الله بن وهب، عن ابن أبي ذئب إلى قوله: (فابتاعه منه ببكرة) (1). وقال ابن الأثير في باب الكنى من اسد الغابة: أبو ضميرة، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان من العرب من حمير، قيل: إسمه سعد قاله البخاري من آل ذي يزن، وكذلك قال: أبو حاتم، إلا أنه قال: سعيد الحميري وقيل: إسمه روح بن سندر، وقيل: روح بن شيرزاد، والأول أصح، قاله أبو عمر، كتب النبي (صلى الله عليه وآله) له ولأهل بيته كتابا أوصى المسلمين بهم خيرا، وهو جد حسين بن عبد الله بن ضميرة أبي ضميرة، حديثه عند أولاده، وهو إسناد لا يقوم به حجة، وقدم حسين بن عبد الله بن ضمرة على المهدي أمير المؤمنين بهذا الكتاب، فأخذه المهدي، ووضعه على عينه، وقبله، وأعطى حسينا ثلاثمائة دينارا، أخرجه الثلاثة (2). وقال الطبري في تاريخه في ذكر موالي النبي (صلى الله عليه وآله): وأبو ضميرة، كان بعض نسابة الفرس زعم أنه من عجم الفرس، من ولد كشتاب الملك، وأن اسمه واح بن شيرز بن بيرويس بن تاريشيمه بن ماهوش بن باكمهين. وذكر بعضهم أنه كان ممن صار في قسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض وقائعه، فأعتقه، وكتب له كتابا بالوصية، وهو جد حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة، وإن ذلك الكتاب في أيدي ولد ولده، وأهل بيته، وأن حسين بن عبد الله هذا قدم على المهدي، ومعه ذلك الكتاب، فأخذه المهدي، فوضعه على عينيه، ووصله بثلاثمائة دينار (3).
________________________________________
1 - سنن البيهقي: 2 - اسد الغابة: ج 5 3 - تاريخ الطبري: ج 3 (*)
________________________________________
[ 87 ]
[... ] قلت: هذا بعض ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسير من العرب، أو من ولد عجم الفرس حينما رأى المرأة الأسيرة التي تبكي على الفراق بينها وبين ولدها ؟ وهل ترى ما يصنع، لو شاهد ما صنعت الأمة بابنته المظلومة من بعده، بين الباب والجدار، وأنها تصيح، وتصرخ: وا محمداه ؟ ؟ قد كنت لي جبلا ألوذ بظله * فاليوم تسلمني لا جرد ضاح قد كنت جار حميتي ما عشت لي * واليوم بعدك من يريش جناحي إلى آخر أبياتها (عليها السلام). وقال ابن شهر آشوب في المناقب في مواليه (صلى الله عليه وآله): وأبو ضمرة كان مما أفاء الله عليه من العرب، وهو أبو ضميرة، ويقال: أشترته ام سلمة (رضي الله عنه) للنبي (صلى الله عليه وآله)، فأعتقه، وقال: هو روح بن شيرزاد، من ولد كشتاسب الملك، وبنيه من مولدي السراة (1). وقال ابن حجر في لسان الميزان: الحسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة، سعيد الحميري المدني، روى عن أبيه، وعنه زيد بن الحباب، وغيره، كذبه مالك، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، كذاب، وقال أحمد: لا يساوي شيئا. وقال ابن معين: ليس بثقة، ولا مأمون. وقال البخاري: منكر الحديث، ضعيف وقال أبو زرعة ليس بشئ يضرب على حديثه. إسماعيل ابن أبي اويس حدثني حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه، عن جده، عن تميم الداري، مرفوعا قال: (كل مسكر حرام) وليس في الذين إشكال. (وبه) عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) مرفوعا،
________________________________________
1 - المناقب: (*)
________________________________________
[ 88 ]
[ ثقة، صحيح الحديث (1) ] قال: " كل مسكر خمر... "، الحديث. امية بن خالد، ثنا، حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده. قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إشتدى أزمة تنفرجي "، إنتهى. وقال أحمد حنبل متروك الحديث. وقال البخاري في التاريخ الأوسط: تركه، وأحمد. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن أبي اويس: كان يتهم بالزندقة. وقال العقيلي: نسبه مالك إلى الكذب. قال ابن مهدي: وقال أبو داود: ليس ثقة، ولا يكتب حديثه. وقال ابن الجارود: كذاب ليس بشئ. وقال الإدريسي لما خرج إسماعيل بن أبي اويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة، فبلغ مالكا، فهجره أربعين يوما. وقال العقيلي: الغلب على حديثه، والوهم والنكارة، وساق له، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) دفعه " المجالس بالأمانة في الحديث " وقال: هذا جاء عن جابر بن عتيك بلفظ (إذا حدث الرجل، ثم التفت فهي أمانة) (1). وقال الذهبي في إعتدال الميزان مثل ما ذكره ابن حجر بعينه إلى حديث امية بن خالد عنه (اشتدي أزمة تنفرجي) (2). 2 - وثاقته (1) قال الشيخ في الفهرست (ص 39 / ر 113): أنس بن عياض، يكنى أبا ضمرة الليثي، عربي، من بني ليث بن بكر، مدني، ثقة، صحيح الحديث. وقال في أصحاب الصادق (عليه السلام) من الرجال (ص 152 / ر 193): أنس بن
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 289 / ر 1214. 2 - ميزان الإعتدال: (*)
________________________________________
[ 89 ]
[ له كتاب، يرويه عنه جماعة (1). ] عياض الليثي، أبو ضمرة المدني. وروى في التهذيب (1) في الزيادات من الصوم عن أحمد بن محمد، عن أبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، عن سعد بن عبد الملك بن عمير. قلت: في رواية أحمد بن محمد (الظاهر أنه ابن عيسى الأشعري) عن أبي ضمرة، بلا واسطة، خفاء، إلا من جهة علو الإسناد به، كما ستقف على سنة وفاته. وقال ابن سعد في الطبقات في الطبقة السابعة من أهل المدينة من الموالي: أبو ضمرة، وإسمه أنس بن عياض الليثي، من أنفسهم، وكان ثقة كثير الحديث (2). وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: أنس بن عياض بن ضمرة، أبو عبد الرحمان، أبو حمزة المدني، ثقة، من الثامنة، مات سنة مائتين وله ست وتسعون سنة (3). وقال أيضا في في باب الكنى: أبو ضمرة المدني، هو أنس بن عياض، تقدم. قلت: ويأتي الكلام في نسبه ومدائح آلهم في أخيه جلبة بن عياض أبي الحسن الليثي (ر 330)، وتفصيله في " أخبار الرواة ". 3 - كتابه والطرق إليه (1) منهم يونس بن عبد الأعلى، كما في المتن، وإبراهيم بن هاشم، كما
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص 315 / ح 958. 2 - الطبقات الكبرى: ج 5 / ص 436. 3 - تهذيب التهذيب: ج 1 / ص (*)
________________________________________
[ 90 ]
[ أخبرناه القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمر المدني وأبو الحسين محمد بن علي ابن أبي الحديد بمصر، قالا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أبو ضمرة بكتابه، عن جعفر (عليه السلام) وغيره (1). قرأت هذا الكتاب على أبي العباس أحمد بن علي بن نوح. ] في الفهرست (ص 4 / ر 6)، وأحمد بن محمد، كما في التهذيب (1)، والحسين بن ضمرة بن أبي ضمرة، كما في الكافي والخصال (2)، وإبراهيم بن سعيد، كما روى الصدوق في التوحيد باب القضاء والقدر بإسناده عن إبراهيم بن سعيد، عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن أبي حازم...، الحديث (3). (1) لم أحضر لأحمد بن محمد بن عمر المدني، ومحمد بن علي بن أبي الحديد، ويونس توثيقا، وذكرناهم في " أخبار الرواة ". نعم وثق العامة ليونس، فقال ابن حجر في تقريب التهذيب: يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري ثقة، من صغار العاشرة مات سنة أربع وستين وله ست وتسعون سنة (4). وقال الشيخ في الفهرست: له كتاب، أخبرنا به الحسين بن عبيدالله عن الحسن بن حمزة، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أنس بن عياض.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 4 / ص 315 / ح 958. 2 - الكافي: ج 7 / ص 432 / ح 20، الخصال: 3 - كتاب التوحيد للصدوق: 4 - تقريب التهذيب: ج 3 (*)
________________________________________
[ 91 ]
[... ] قلت: طريقة إليه صحيح في الفهرست، وفي التهذيب. وأما طريق الكليني في الكافي إلى أبي ضمرة كما في آخر نوادر القضاء عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن أبي جميلة، عن إسماعيل بن أبي إدريس، عن الحسين بن ضمرة بن أبي ضمرة، عن أبيه، عن جده، قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أحكام المسلمين على ثلاثة: شهادة عادلة، أو يمين قاطعة، أو سنة ماضية من أئمة الهدى (عليهم السلام) " (1). ورواه الصدوق في الخصال (2) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطني، عن أبي جميلة، عن إسماعيل بن أبي اويس، عن ضمرة بن أبي ضمرة، عن أبيه، عن جده...، الحديث. قلت: والظاهر والله العالم سقوط (الحسين بن) في نسخة الخصال بقرينة الكافي وغيره، فقد روى العامة عن إسماعيل بن أبي اويس، عن الحسين بن ضمرة ابن أبي ضمرة، عن أبيه، عن جده، ذكرناه في " أخبار الرواة ". وروى ابن الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة في أخبار الخوارج عن أنس بن عياض المدني، قال: حدثني جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، " أن عليا (عليه السلام) كان يوما يؤم الناس، وهو يجهر بالقرائة، فجهر ابن الكوا من خلفه... " (3).
________________________________________
1 - الكافي: ج 7 / ص 432 / ح 20. 2 - الخصال: 3 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 (*)
________________________________________
[ 92 ]
[... ] قلت: ذكر العامة أنس بن عياض أبا ضمرة الليثي في مشايخ أحمد بن حنبل والشافعي، والقعنبي، ودحيم، وعلي بن المديني، ويحيى النيسابوري، وقتيبة، والزبير بن بكار، وخلق آخر، وذكروه في الثقات، وعن ابن معين توثيقه، وعن أبي زرعة، والنسائي أنه لا بأس به، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: ما رأينا أسمح بعلمه منه، بل عن ابن شاهين في الثقات من طريق يوسف بن عدي: حدثنا إسماعيل بن رشيد، قال: كنا عند مالك في المسجد، فأقبل أبو ضمرة فأقبل مالك يثني عليه، ويقول فيه الخير، وإنه وإنه، وقد سمع، وكتب. وبطريق آخر: ذكر أبو ضمرة عند مالك، فقال: لم أر عند المحدثين مثله، ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين. وقال أبو داود: حدثنا محمود، ثنا مروان، وذكر أبا ضمرة، فقال: كانت فيه غفلة الشاميين، ووثقه، قال: ولكنه كان يعرض كتبه على الناس، وقال ابن حبان: من زعم أنه أخو زيد بن عياض بن جعدية، فقد وهم، نعم هما جميعا من بني ليث من أهل المدينة، وعن دحيم قال: سمعته يقول: ولدت سنة 104، وعن عبد الرحمان بن شيبة مات سنة 200، وقيل: سنة 185، والصحيح الأول. فإن تولد بعض من روى عنه، بعد الثمانين. قلت: وتمام الكلام في نسبه، ومن انتسب إليه، فقد اختلفوا في ذلك حتى قيل: أنس بن عياض بن عبد الرحمان أبو ضمرة الليثي، بل وفي أخيه جلبة بن عياض وساير رجال بيته، وأن سبب تضعيف العامة لهم، ولائهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنه جعلهم من أهل بيته، ووصى لهم، وأنه تمسكوا بعلي (عليه السلام) وبأولاده في " أخبار الرواة ".

________________________________________
[ 93 ]
[ - أرطاة بن حبيب الأسدي (1): ] 1 - نسبه ونسبته (1) ربما يظهر من الإكتفاء في نسب أرطاة بذكر والده معروفيته، والظاهر إنه ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين، والسجاد، الباقر، والصادق (عليهم السلام)، وذكرناه في " طبقات أصحابهم (عليهم السلام) "، وفي " القراءات والقراء "، فإنه الفقيه القاري فقال الشيخ في أصحاب علي (عليه السلام) (ص 39 / ر 24): حبيب بن أبي ثابت. وأيضا (ص 38 / ر 13): حبيب بن عبد الله. وروى الكليني في اصول الكافي باب ما يجب من حق الإمام على الرعية عن محمد بن علي وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) عسل، وتين من همدان، وحلوان، فأمر العرفاء، أن يأتوا باليتامي فأمكنهم من رؤوس الأزقاق يلعقونها، وهو يقسمها للناس، قدحا قدحا، فقيل له: يا أمير المؤمنين: ما لهم، يلعقونهم، فقال: " إن الإمام أبو اليتامى، وإنما العقتهم هذا، برعاية الآباء " (1). وقال البرقي في أصحاب الحسين (عليه السلام): حبيب بن عبد الله الأسدي. وقال أيضا في أصحاب السجاد (عليه السلام): حبيب بن أبي ثابت (2). وقال الشيخ أيضا في أصحاب السجاد (عليه السلام) (ص 87 / ر 7): حبيب بن أبي ثابت، أبو يحيى الأسدي الكوفي، تابعي، وكان فقيه الكوفة، أعور، مات سنة تسع عشرة ومائة.
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 406 / ح 5. 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 7 وص 9. (*)
________________________________________
[ 94 ]
[... ] وروى الكليني في اصول الكافي (1) في الصحيح عن عامر بن السمط، عن حبيب أبي ثابت، عنه (عليه السلام). وقال أيضا في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 116 / ر 30): حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي، تابعي. وقال أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 172 / ر 114): حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي، تابعي. قلت: وليس والد أرطاة حبيب بن حسان بن أبي الأسرش الكوفي، مولى بني أسد الذي ذكره الشيخ أيضا في أصحاب الأئمة السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) أيضا، وذكره الذهبي في ميزان الإعتدال وغيره (2)، وذكرنا ترجمته في " الطبقات "، و " أخبار الرواة ". قال ابن حجر في تقريب التهذيب: حبيب بن أبي ثابت، قيس، ويقال: هند ابن دينار الأسدي، مولاهم، أبو يحيى الكوفي، ثقة، فقيه، جليل، وكان كثير الإرسال، والتدليس، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومائة (3). وقال الذهبي في الكاشف: حبيب بن أبي ثابت الأسدي، عن ابن عباس، وزيدبن أرقم، وعنه شعبة وسفيان، وأمم، كان ثقة، مجتهدا، فقيها، مات سنة 119 (4).
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 308 / ح 5. 2 - ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 450 / ر 1689. 3 - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 148 / ر 106. 4 - الكاشف: ج 1 / ص 201 / ر 912. (*)
________________________________________
[ 95 ]
[... ] وأيضا في ميزان الإعتدال: حبيب بن أبي ثابت، من ثقات التابعين، قال البخاري: سمع ابن عمر وابن عباس، تكلم فيه ابن عون، قلت: وثقه يحيى بن معين وجماعة، واحتج به كل من أفراد الصحاح، بلا تردد، وغاية ما قال فيه ابن عون: كان أعور، وهذا وصف، لا جرح، ولولا أن الدولابي وغيره، ذكروه لما ذكرته (1). وقال أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال: حبيب بن أبي ثابت، واسمه قيس بن دينار، وقيل: قيس بن هند، ويقال: هند الأسد، أبو يحيى الكوفي، مولى بني أسد بن عبد العزي، روى عن... وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين عليهم و... (وذكر جماعة من الصحابة) روى عنه: الأحلج بن عبد الله الكندي و... وحمزة بن حبيح الزيات القاري... قال البخاري عن علي بن المديني: له نحو مائتي حديث. وقال أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي بكر بن عياش: كان بالكوفة، ثلاثة، ليس لهم رابع: حبيح بن أبي ثابت، والحكم، وحماد، وكان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفتيا ولم يكن بالكوفة أحد إلا يذل لحبيب. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كوفي، تابعي، ثقة، وكان مفتي الكوفة قبل حماد بن أبي سلمة. وقال ابن المبارك عن سفيان: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، وكان دعامة، أو كلمة تشبهها. وقال أبو بكر بن عياش عن أبي يحيى القتات: قدمت الطائف مع حبيب ابن أبي ثابت، وكأنما قدم عليهم نبي. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، والنسائي: ثقة. وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين: ثقة ثقة.... وقال ابن أبي حاتم: سأل أبو ذرعة عنه: سمع من ام سلمة رضي الله عنها ؟
________________________________________
1 - ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 451 / ر 1690. (*)
________________________________________
[ 96 ]
[... ] فقال: لا، وقال: سمعت أبي يقول: حبيب بن أبي ثابت صدوق، ثقة، قال أبو بكر ابن عياش ومحمد بن عبد الله بن نمير والبخاري: مات سنة تسع عشرة ومائة. وقال محمد بن سعد عن الهيثم بن عدي، عن يحيى بن سلمة بن كهيل: مات في ولاية يوسف بن عمر سنة إثنتين وعشرين ومائة، روى له الجماعة (1). وقال محمد بن سعد في الطبقات: حبيب بن أبي ثابت الأسدي، مولى لبني كاهل، ويكنى أبا يحيى، واسم أبي ثابت قيس بن دينار - ثم ذكر مدائحه وسنة وفاته إلى أن قال: - عن حفص بن غياث، قال: رأيت حبيب بن أبي ثابت رجلا طويلا، أعور. قلت: ولحبيب بن أبي ثابت الأسدي روايات في مدائح أهل البيت (عليهم السلام) أخرجها أصحاب المسانيد والصحاح. منها: حديث نزول آية التطهير في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) (2) بإسناده عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن شهر بن حوشب، عن ام سلمة. ومنها: رواه عن عاصم، عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أول من يدخل الجنة أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ". أخرجه ابن عساكر أيضا في ترجمته (عليه السلام) (3). ومنها: حديث غدير خم ونزول آية الولاية، وحديث الثقلين، بإسناد العامة عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، وغير ذلك مما
________________________________________
1 - تهذيب الكمال: ج 5 / ص 358 / ر 1079. 2 - تاريخ دمشق: ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) 3 - تاريخ دمشق: ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) (*)
________________________________________
[ 97 ]
[ كوفي (1). ثقة (2). ] قد أخرجناه بطرقهم عنه، في فضائل آل محمد (عليهم السلام)، في محله من كتبنا. وعنه في فضل حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله) كما في اصول الكافي باب العصبية (1)، وغير ذلك مما أوردناها في " أخبار الرواة ". (1) تؤكد كوفيته رواية الكوفيين عنه مثل الحسن بن علي بن النعمان الكوفي، مضافا إلى كوفية آل حبيب، كما سنشير إليهم. 2 - وثاقته (2) تشير إلى وثاقته رواية أجلاء الطائفة منهم أصحاب الإجماع ومن عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة، عنه فروى عنه الحسن بن علي بن النعمان الأعلم الكوفي مولى بني هاشم الذي قال النجاشي فيه: (ثقة، له كتاب نوادر، صحيح الحديث، كثير الفوائد). كما في باب نوادر نكاح الكافي عنه، عن أرطاة بن حبيب، عن أبي مريم الأنصاري، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام)... (2). وروى عنه صفوان بن يحيى، كما الكافي باب من قتل دون مظلمة، في الصحيح، عن الوشاء البغدادي الكوفي، عن صفوان بن يحيى، عن أرطاة بن حبيب الأسدي، عن رجل، عن علي بن الحسين (عليهم السلام). ورواه في التهذيب باب الشهداء (3). وروى كتابه الزيات الثقة في الحديث العين في الطائفة المسكون إلى روايته.
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 308 / ح 5. 2 - الكافي: ج 2 / ص 569 / ح 57. 3 - الكافي: ج 5 / ص 52 / ح 4، تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 166 / ح 315. (*)
________________________________________
[ 98 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، ذكره أبو العباس (2). له كتاب. أخبرناه محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب الزيات، قال: حدثنا أرطاة بكتابه (3). - أصرم بن حوشب البجلي (4): ] 3 - طبقته وروايته عن الإمام الصادق (عليه السلام) (1) ويؤكده ما ذكره القوم في أبيه، وروايته عن أكابر أصحاب الصادق (عليه السلام) مثل أبي مريم الأنصاري. (2) تعليق روايته عنه (عليه السلام) على أبي العباس، مشعر بعدم الجزم به، ورواية محمد بن الحسين الزيات من أصحاب الجواد (عليه السلام) عنه كتابه، تشير إلى بقائه إلى عصره. (3) طريقه إلى كتابه صحيح. ثم إني لم أحضر لمن ذكر في رجال نسبه رواية، حتى أذكر لهم ترجمته هاهنا، وإن أشرنا إليهم في محله من " الأنساب " و " الطبقات "، و " أخبار الرواة ". مثل ثابت، ويحيى، وقيس بن دينار، وهند بن دينار، وكذا لسائر بني حبيب مثل بكر وبكير، وجعفر، والحسين، وحفص، وحماد، وحمزة، وداود، و عبد الله ومحمد، وموسى. وذكرنا حبيب بن أرطاة في " أخبار الرواة ". 1 - تمييز أصرم (4) ذكره الشيخ في الفهرست بكتابه بلا نسبته (البجلي).
________________________________________
[ 99 ]
[... ] وروى الكليني في الكافي في نوادر الحج، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أصرم بن حوشب، عن عيسى بن عبد الله، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: " أودية الحرم تسيل في الحل، وأودية الحل لا تسيل في الحرم ". ورواه الشيخ أيضا في زيادات فقه الحج من التهذيب، وأيضا: عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عنه الحديث. ورواه الصدوق أيضا في الفقيه باب نوادر الحج، مرسلا (1). قلت: ليس أصرم بن حوشب البجلي أخا لطلاب بن حوشب بن يزيد، الآتي بترجمة (ر 549)، ولا للعوام بن حوشب بن يزيد الشيباني الكوفي الآتي ذكره (ر 826). 2 - نسبه وبيته وحينئذ فلا بأس بالإشارة إلى رجال نسب أصرم بن حوشب البجلي، على ما ذكر في الكتب: 1 - حوشب بن طخية الحميري البجلي، الرئيس في قومه الصحابي القادم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقالوا فيه هو: الذي كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى حوشب ذي طليم الحميري كتابا وبعث به إليه جرير البجلي، ليتعاون هو وذو الكلاع، وفيروز الديلمي، ومن أطاعهم على قتل الأسود العنسي الكذاب، ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (2). وإنه كان مع جرير مع معاوية في صفين. وذكره ابن حجر
________________________________________
1 - الكافي: ج 4 / ص 540 / ح 1، تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 443 / ح 1544، وص 454 / ح 1587، من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 307 / ح 2. 2 - الاستيعاب: (*)
________________________________________
[ 100 ]
[... ] في الإصابة (1). 2 - عبد الله بن حوشب. 3 - شهر بن عبد الله بن حوشب، ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) (ص 45 / ر 10). 4 - شهر بن حوشب، ذكرناه في أصحاب أمير المؤمنين وأصحاب الحسن (عليهما السلام). فروى في اصول الكافي باب النص على الحسن بن علي (عليهما السلام) في الصحيح، عن أبي بكر الحضرمي، قال: حدثني الأجلح وسلمة بن كهيل وداود بن أبي يزيد وزيد اليماني، قالوا: حدثنا شهر بن حوشب، أن عليا (عليه السلام) حين سار إلى الكوفة إستودع ام سلمة رضى الله عنها كتبه والوصية، فلما رجع الحسن (عليه السلام) دفعتها إليه (2). وروى الصدوق في الأمالي المجلس الأول بإسناده عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة حديث غدير خم، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) من الناس البيعة بالإمامة والإمارة والولاية (3). وروى المفيد في الأمالي أيضا المجلس العاشر (4) بإسناده عن معاد بن رفاعة، عنه، عن أبي إمامة الباهلي، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، فضائل علي (عليه السلام).
________________________________________
1 - الإصابة: ج 1 2 - الكافي: ج 1 / ص 298 / ح 3. 3 - الأمالي للصدوق: 4 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 101 ]
[... ] وقد روى شهر بن حوشب عن ام سلمة رضي الله عنها فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، فروى الأربلي في كشف الغمة عنه، عنها حديث قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي مع القرآن والقرآن معه، لن يفترقا ". وأيضا نزول آية التطهير على أهل الكساء، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، روى جماعة كثيرة عنه، عنها، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أوردها المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الإمام الحسن السبط الأكبر (عليه السلام) (1). وفي تعليقته، رواه عن جماعة من أصحاب المسانيد، بطرقهم وأسانيدهم عنه، عنها. كما أنه قد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) في باب مفرد مع روايات كثيرة في ذلك، كلها بطريق شهر بن حوشب (2). وروى البخاري في تاريخه الصغير في عصر من كان بين الستين إلى السبعين، عن شهر بن حوشب، قال: كنت بالمدينة وأنا شاب يومئذ، مقتل حسين ابن علي (عليهما السلام) فدخلنا على ام المؤمنين، يعني ام سلمة... (3). قلت: وليس شهر بن حوشب هذا هو شهر بن حوشب الأشعري الشامي، الذي ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب، وقال: مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة إثنتي عشر (4).
________________________________________
1 - تهذيب الكمال: ج 6 2 - تاريخ دمشق: ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) 3 - التاريخ الصغير للبخاري: 4 - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 355 / ر 112. (*)
________________________________________
[ 102 ]
[ عامي (1). ثقة (2). ] (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: أصرم بن حوشب، أبو هشام، قاضي همدان، هالك، يروي عن زياد بن سعد، وقرة بن خالد. قال يحيى: كذاب، خبيث، وقال البخاري، ومسلم، والنسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: منكر الحدث. وقال السعدي: كتبت عنه بهمدان سنة اثنتين ومائتين، وهو ضعيف. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات... (ثم ذكر تضعيفه عن جماعة من العامة). وذكر نحوه الذهبي في ميزان الإعتدال (1). وقال ابن سعد في الطبقات: وكان بهمدان من الفقهاء أصرم بن حوشب الهمداني، وكان قدم بغداد، فكتب عنه أهل بغداد، ثم رجع إلى همدان، فمات بها (2). وقال الخطيب في تاريخ بغداد: أصرم بن حوشب، أبو هشام الكندي، من أهل همدان، حدث عن زياد بن سعد، و... وقدم بغداد، وحدث بها، فكتب عنه أهلها، ثم بان لهم كذبه، فتركوا الرواية عنه، إلا نفرا، منهم محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي... (3). (وذكر تضعيفا كثيرا من العامة له). 4 - وثاقته (2) لا يضر بتوثيقه تضعيف العامة المعاندة للشيعة المخالفة للأئمة (عليهم السلام). بل يحتمل كون الكندي في كلامهم غير البجلي في كلام الشيعة.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 461 / ر 1424، ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 272 / ر 1017. 2 - الطبقات الكبرى: ج 7 / ص 372 / ر 3 - تاريخ بغداد: ج 7 / ص 30 / ر 3495. (*)
________________________________________
[ 103 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) نسخة (1)، رواها عنه محمد بن خالد البرقي. أخبرنا محمد والحسين عن الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثنا أبي، عن أصرم، بكتابه (2). - إلياس بن عمرو البجلي (3): ] 5 - كتابه والطرق إليه (1) ذكرناه فيمن روى عنه (عليه السلام) نسخة، أو رسالة، أو كتابا. (2) في سنده كلام، بمحمد بن جعفر بن بطة. وقال الشيخ في الفهرست (ص 38 / ر 110): أصرم بن حوشب له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أصرم. قلت: وفي طريقه أيضا كلام، تارة بأبي المفضل، وأخرى بابن بطة. وقد ظهر من طريقي النجاشي والشيخ إليه: أن المراد بأحمد بن محمد في طريقي الكافي والتهذيب هو أحمد بن محمد بن خالد أبي عبد الله البرقي، لا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، على ما في الموضع الثاني من التهذيب. 1 - نسب إلياس ونسبته وبيته (3) تقدم في الجزء الثالث من هذا الشرح ترجمة إسحاق بن جرير بن يزيد ابن جرير بن عبد الله البجلي، وذكر ترجمة للرواة من هذا البيت، فلاحظ (1).
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 (*)
________________________________________
[ 104 ]
[... ] وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 249 / ر 421): عمرو بن جرير البجلي الكوفي، نزل بغداد. وأيضا (ص 153 / ر 226): إلياس بن عمرو الكوفي. وتقدم في الجزء الثاني من هذا الشرح قول الماتن: الحسن بن علي بن زياد الوشاء، بجلي، كوفي...، وهو ابن بنت إلياس الصيرفي... روى عن جده الياس... (1). قلت: وتقدم منا هناك ما ينفع المقام. ويأتي في ترجمة رقيم بن إلياس بن عمرو البجلي (ر 445) قوله: كوفي، ثقة، روى هو وأبوه وأخواه يعقوب وعمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهو خال الحسن بن علي بن بنت الياس.... وفي عمرو بن إلياس البجلي (ر 772): كوفي، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وهذا أبو إلياس بن عمرو، روى عنه ابن جبلة.... وفي عمرو بن إلياس بن عمرو بن إلياس البجلي (ر 773) قوله: أيضا ابن ابن ذاك، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، روى عنه الطاطري، وهو ثقة، وأخواه: يعقوب، ورقيم.... وروى في الكافي بإسناده عن وهيب بن حفص، قال: كنا مع أبي بصير فأتاه عمرو بن إلياس، فقال له أبا محمد: إن أخي بحلب، بعث إلي بمال من الزكاة، أقسمه بالكوفة...، الحديث (2).
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 2 - الكافي: ج 3 / ص 554 / ح 9. (*)
________________________________________
[ 105 ]
[ شيخ من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، متحقق بهذا الأمر (2). وهو جد الحسن بن علي بن بنت إلياس (3). وأولاده عمرو (4) ويعقوب (5) ورقيم (6). روى (7) ] موروى الكليني في الكافي، والشيخ في التهذيب بإسنادهما عن عمرو بن إلياس، قال: حج بي وأنا صرورة، وماتت امي وهي صرورة فقلت لأبي: إني أجعل حجتي عن امي، قال: كيف يكون هذا، وأنت صرورة وامك صرورة ؟ قال: فدخل أبي على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا معه، فقال...، الحديث (1). (1) لم يظهر وجه شيخوخته في أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام). (2) هذا دفع لما ظهر من جرير بن عبد الله البجلي من العدى مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بعدما كان معه، كما تقدم مفصلا في ترجمته، فذكر تحققه وتحقق أولاده بهذا الأمر، بروايتهم المتقدمة " لا تمس النار من مات وهو يقول بهذا الأمر ". (3) كما تقدم التصريح به في الجزء الثاني. (4) تأتي ترجمة بعنوان عمرو بن إلياس البجلي الكوفي الراوي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام)، وأيضا بعنوان: عمرو بن إلياس بن عمرو بن إلياس البجلي. (5) لم يذكر الماتن له ترجمة مستقلة وإنما ذكره هنا، وفي إخوته. (6) تأتي له ترجمة (ر 445). 2 - طبقتهم وروايتهم عن أبي عبد الله (عليه السلام) (7) بعض النسخ عندنا هكذا (روى)، مع أن الأظهر أن يكون هكذا (رووا).
________________________________________
1 - الكافي:، تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 8 / ح 21. (*)
________________________________________
[ 106 ]
[ عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا (1). له كتاب، يرويه جماعة. أخبرنا عدة، عن أحمد بن محمد، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن كازر الصيرفي، قال: حدثنا الحسن بن علي الأشعري، عن الياس، بكتابه (2). ] (1) تأتي روايتهم عنه (عليه السلام) في تراجمهم. وقال ابن حجر في لسان الميزان: إلياس بن عمرو البجلي الكوفي. ذكره الطوسي من رجال الشيعة، وقال: روى عن جعفر الصادق (عليه السلام) (1). قلت: وتفصيل تراجمهم في " أخبار الرواة ". 3 - الطريق إلى كتابه (2) ليته أسمى جميع من روى كتابه، فلم أجد للحسن بن علي الأشعري وكذا جعفر الصيرفي ذكرا، نعم لو كان المراد بأحمد بن محمد، هو ابن عيسى الأشعري الثقة النقاد البصير بالروايات والاصول والرواة، المتعهد في ترك التساهل فيها، لكان للإشارة إلى حالهما وجها.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 466 / ر 1433. (*)
________________________________________
[ 107 ]
[ - 14 - * (باب الباء) * منه بكر - بكر بن محمد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي (1): أبو محمد، وجه في هذه الطائفة، من بيت جليل بالكوفة، من آل نعيم الغامديين. ] 1 - نسب بكر بن محمد ونسبته (1) قد نسبه النجاشي، وغيره في الكتب وفي الروايات، بالأزدي، هو أبو حي باليمن، أزد بن الغوث، ويقال: أزد شنوءة، وهم بطون، زادوا على شرفهم بشرف وفد منهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ذكره ابن سعد في الطبقات، وصاحب أصحاب السير والطبقات، وذكرناهم بما وصل إلينا من شرفهم في " الأنساب ". كما قد نسبه إلى الغامدي، حي من الأزد، ينسبون إلى عمرو بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث، سماه ملك من ملوك الحمير، أو قومه، أو ساير الناس بغامد، بإصلاح بين قومه، صار به غمدا وسترا، أشرنا إليه في " الأنساب " في الغامديين، ولهم شرف الوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذكرناه، مع ذكر الرواة الشيعة الغامديين هناك. قلت: وسيأتي عن الطبري نسبة عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي إلى
________________________________________
[ 108 ]
[... ] القشيري، لكنه وهم. وقد سمى الماتن جده نعيم، دون من قبله، لكن في اسد الغابة في معرفة الصحابة: نعيم بن عبد الرحمان الأزدي، وقال: بصري (1)، كما أنه سمي عبد الرحمان ابن نعيم، بلا توصيف. ولكن ذكره الطبري في تاريخه في حوادث سنة 106، واختلاف امور هشام بن عبد الملك بن مروان، وخبر غزو مسلم بن سعيد الترك، فقال: وعطش الناس، وقد كان عبد الرحمان بن نعيم العامري حمل عشرين قربة على إبله، فلما رأى جهد الناس أخرجها فشربوا جرعا - إلى أن قال: - فانتشر الناس، فإذا فارسان يسألان عن عبد الرحمان بن نعيم، فأتياه بعهده على خراسان من أسد بن عبد الله، فأقرأه عبد الرحمان مسلما، فقال: سمعا وطاعة، قال: وكان عبد الرحمان أول من اتخذ الخيام في مفازة آمل - إلى أن قال: - وكان لعبد الرحمان بن نعيم من الولد: نعيم، وشديد، و عبد السلام، وإبراهيم، والمقدام وكان أشدهم نعيم وشديد (2). وقال الطبري أيضا في حوادث سنة 132، ودعوة بني العباس، وظهور أبي العباس في الكوفة: ووجه حميد بن قحطبة إلى المدائن في تواد، منهم عبد الرحمان ابن نعيم، ومسعود بن علاج، كل قائد في أصحابه (3). وقال أيضا في حوادث سنة 100: وفي هذه السنة، عزل عمر بن عبد العزيز،
________________________________________
1 - اسد الغابة: ج 5 / ص 33 / ر 2 - تاريخ الطبري: ج 7 / ص 34. 3 - تاريخ الطبري: ج 7 / ص 419. (*)
________________________________________
[ 109 ]
[... ] الجراح بن عبد الله عن خراسان، وولاها عبد الرحمان بن نعيم القشيري. (وفي الهامش: هو عبد الرحمان بن نعيم الغامدي الأزدي) - إلى أن قال: - بعد ذكر كتابه في ذلك، وخلف على حرب خراسان عبد الرحمان بن نعيم الغامدي... (1). ثم ذكر كتاب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الرحمان بن نعيم، وأيضا عند ذكر عمال خراسان في هذه السنة: فإن عاملها كان في آخرها، عبد الرحمان بن نعيم، على الصلاة والحرب (2). وأيضا كتابا آخر له إليه، وكتابا ثالثا إليه، وأيضا في كتابه إلى عقبة ذكر القشيري - إلى أن قال في حوادث سنة 101: - وكانت ولاية عبد الرحمان بن نعيم خراسان ستة عشر شهرا (3). ثم ذكر بعده بعث يزيد بن عبد الملك عبد الرحمان بن نعيم الأزدي، قال: فكان على الصلاة، و عبد الرحمان القشيري على الخراج. وقال في آخر حوادث هذه السنة في عمال يزيد بن عبد الملك: وكان على خراسان عبد الرحمان بن نعيم. وذكر ولاية مسلمة على خراسان وقدومه السغد وقال: وقد كان أهلها كفروا في ولاية عبد الرحمان بن نعيم الغامدي، ووليها ثمانية عشر شهرا، ثم عادوا إلى الصلح، وذكر هناك أخذه عمال عبد الرحمان بن عبد الله القشيري (4).
________________________________________
1 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 558 - 560. 2 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 561 و 563. 3 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 567 و 568 و 570. 4 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص (*)
________________________________________
[ 110 ]
[... ] وذكر الطبري أيضا في حوادث سنة 106 وولاية أسد بن عبد الله القسري على خراسان كتاب عهد عبد الرحمان بن نعيم على الجند، وأيضا في حوادث سنة 109 وعزله، قال: أخرج كتابا من تحت فراشه، فقرأه على الناس، فيه ذكر نصر ابن سيار، و عبد الرحمان بن نعيم العامري و... (1). وأيضا في حوادث سنه 112، وأمر سمرقند ومن وجهه إليها: ومن أهل الكوفة عشرة آلاف عليهم: عبد الرحمان بن نعيم. وذكر قدوم عبد الرحمان بن نعيم الغامدي في أهل الكوفة، وهو بالضغانيان. وذكر في حوادث سنة 117 توجيه عبد الرحمان بن نعيم الغامدي في أهل الكوفة، إلى ناحية مروالروذ (2). وفي حوادثها أيضا وأمر أسد بن عبد الله بقتل دعاة بني العباس أو التمثيل أو حمسهم، قال: ثم دعا عبد الرحمان بن نعيم، فقال له: ما ترى ؟ قال: أرى أن تمن بهم على عشائرهم... (3). ويأتي من النجاشي في زيد بن يونس الشحام (ر 462) ذكر عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي. كما أن النجاشي سمي محمد بن عبد الرحمان بن نعيم أبا بكر بن محمد بلا توصيف. ولكن ذكر البرقي (4) في أصحاب الباقر (عليه السلام). وكذا الشيخ في أصحابه
________________________________________
1 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 2 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 3 - تاريخ الطبري: ج 6 / ص 4 - كتاب الرجال للبرقي: ص 15. (*)
________________________________________
[ 111 ]
[... ] (ص 129 / ر 35): عبد الرحمان، وكنياه بأبي خيثمة. كما يأتي عن ابن حجر بكر بن محمد بن عبد الرحمان الأزدي العامري الكوفي أبو محمد. 2 - وجاهة بكر بن محمد الأزدي تظهر من الروايات لبكر بن محمد الأزدي، زيادة على وجاهته ببيته، حيث كانت الطائفة الشيعية الإمامية تعتمد عليهم، وتقبل منهم في الأمور القبائلية والسياسية، والدينية على ما يظهر من التواريخ والسير والأحاديث، وابتلائهم بالسجن، وجاهة خاصة، تعبدا، وتنسكا، وكعرفة بأهل البيت (عليهم السلام)، ويقينا بما وعد الله تعالى وإحياءا منه لأمرهم (عليهم السلام). كما يظهر من رواياته في الدعاء كما في قرب الإسناد (1)، وساير مصادر الحديث مما أشرنا إليها في " الطبقات "، و " أخبار الرواة ". فمما رواه الحميري في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق القمي، عن بكر ابن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إذا كان يوم القيامة جئنا آخذين بحجزة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وجئتم آخذين بحجزتنا فأين يذهب بنا وبكم إلى الجنة، والله " (2). ومنها ما رواه عنه، عنه (عليه السلام) في علوم آل محمد (عليهم السلام) بالضمائر، وشرف
________________________________________
1 - قرب الإسناد: ص 2 - قرب الإسناد: (*)
________________________________________
[ 112 ]
[... ] بيوتهم قال: وخرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله (عليه السلام)، فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق من أزقة المدينة، وهو جنب، ونحن لا نعلم، حتى دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام)، فسلمنا عليه، فرفع رأسه إلى أبي بصير، فقال له: " يا أبا بصير، أما تعلم إنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء (عليهم السلام) "، فرجع أبو بصير، ودخلنا (1). ومنها ما رواه في الإمام القائم الغائب المنتظر أرواحنا له الفداء، منه، عنه، عنه، قال: ودخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله (عليه السلام)، وعلي بن عبد العزيز معنا، فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أنت صاحبنا ؟ فقال: " إني لصاحبكم " ؟ ! ثم أخذ جلدة عضده، فمدها، فقال: " أنا شيخ كبير وصاحبكم شاب، حدث " (2). ومنها ما رواه أيضا عنه، عنه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أبلغ موالينا عنا السلام، وأخبرهم إنا لن نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بعمل وورع، وإن أشد الناس حسرة يوم القيامة، من وصف عدلا، ثم خالفه إلى غيره " (3). ومنها ما رواه الشيخ في الغيبة في باب العلامات الحتمية للظهور عن الفضل ابن شاذان، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد،
________________________________________
1 - قرب الإسناد: 2 - قرب الإسناد: 3 - قرب الإسناد: (*)
________________________________________
[ 113 ]
[... ] ] في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني، يهدي إلى الحق " (1). 3 - طبقة بكر بن محمد وعلو الإسناد به قال الراوندي في الخرائج في معجزات الإمام السجاد (عليه السلام) روى بكر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: " خرج أبي في نفر من أهل بيته وأصحابه إلى بعض حيطانه " (2). وقال ابن حجر فيما يأتي من كلامه: وقال الطوسي: روى عن الباقر، وولده الصادق وولده الكاظم (عليهم السلام). وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): بكر بن محمد، الأزدي عربي كوفي. وأيضا في أصحاب الكاظم (عليه السلام) ممن أدرك الصادق (عليه السلام): بكر بن محمد الأزدي (3). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 157 / ر 38): بكر بن محمد، أبو محمد الأزدي الكوفي، عربي. وأيضا في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 344 / ر 1): بكر ابن محمد الأزدي، له كتاب. وأيضا في أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 370 / ر 1): بكر بن محمد الأزدي، له كتاب، من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام). وأيضا في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام) (ص 457 / ر 4): بكر بن محمد الأزدي، روى عنه العباس بن معروف. قلت: وقد أخرجنا ما رواه عن أبي جعفر، وأبي عبد الله، وأبي الحسن
________________________________________
1 - الغيبة للشيخ الطوسي: 2 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 260 / ح 5. 3 - كتاب الرجال للبرقي: ص 40 و 48. (*)
________________________________________
[ 114 ]
[... ] موسى، وعن أبي الحسن الرضا (عليهم السلام)، بمن روى عنه، عنهم (عليهم السلام)، وأيضا ما رواه عن أصحابهم (عليهم السلام) في " الطبقات " و " أخبار الرواة ". قال ابن حجر في لسان الميزان: بكر بن محمد بن عبد الرحمان الأزدي العامري الكوفي، أبو محمد، ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، وقال: من بيت جليل كان ثقة، عمر طويلا. وقال الطوسي: روى عن الباقر، وولده الصادق، وولده الكاظم (عليهم السلام)، روى عنه عبد الله بن مسكان، وأحمد بن إسحاق، وغيرهما (1). قلت: إن إدراك بكر بن محمد الأزدي الأئمة أبا جعفر، وأبا عبد الله، وأبا الحسن الكاظم، والرضا (عليهم السلام)، وطول عمره حتى قال النجاشي وتبعه غيره: (وعمر عمرا طويلا)، وإدراكه مثل أحمد بن إسحاق الأشعري الذي أدرك أيام الإمام الحجة (أرواحنا له الفداء) أوجب علو الإسناد به. 4 - وثاقة بكر بن محمد الأزدي قال أبو عمرو الكشي (ص 592 / ر 1107) في ترجمته: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي أن بكر بن محمد الأزدي خير، فاضل. وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي. وقد مدح النجاشي بكر بن محمد في نفسه، وببيته، ووثقه صريحا، وتشير إلى منزلته رواياته، وإلى وثاقته رواية الثقات الأعاظم الأجلاء، عنه، ورواية من عرف بالرواية عن الثقات، مثل أحمد بن إسحاق الأشعري القمي كما في الكتب
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 57 / ر 216. (*)
________________________________________
[ 115 ]
[ وعمومته (1): ] الأربعة وغيرها، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، وأحمد بن محمد البرقي، وإبراهيم بن هاشم، و عبد الله بن الصلت، وعلي بن الصلت، والعباس بن معروف، و عبد الله بن مسكان، وسيف بن عميرة، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، ومحمد بن أبي عمير، والحسن بن علي بن يقطين، وغيرهم. 5 - كتاب بكر بن محمد الأزدي ذكره النجاشي بكتاب يرويه عدة من أصحابنا، والشيخ في أصحابي الكاظم والرضا (عليهما السلام) بكتاب له، ولكن وصفه في الفهرست بالأصل، وقد ذكرناه في " اصول الشيعة الأربعمائة ". 6 - أعمام بكر بن محمد الأزدي (1) تقدم عن الطبري في تاريخه: وكان لعبد الرحمان بن نعيم، من الولد، نعيم وشديد و عبد السلام وإبراهيم والمقدام، وكان أشدهم نعيم وشديد. ويأتي عنه ذكر قدامة بن عبد الرحمان بن نعيم الغامدي. ويأتي عن الشيخ: رقيم بن عبد الرحمان الأزدي، أبو محمد الكوفي. 1 - المقدام بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي: فقد ذكره الطبري في تاريخه في حوادث سنة 119 وغزوة الوليد بن القعقاع أرض الروم، وغزوة أسد بن عبد الله الختل وفتوحه وقوله لبشر بن رزين: قل للمقدام بن عبد الرحمان يطاول رمحي. وأيضا في ذكر مرور أسد بالجوزجان قال: وأتاه المقدام
________________________________________
[ 116 ]
[... ] ابن عبد الرحمان بن نعيم الغامدي في مقاتلته وأهل الجوزجان وكان عاملها... (1). وأيضا مع أخيه، قدامة في حوادث سنة 126 وظهور الخلاف بين اليمانية والنزارية في خراسان وإظهار الكرماني فيها الخلاف لنصر بن سيار الوالي لها والإشارة إلى قتل الكرماني من أصحاب نصر ما لفظه: فقال المقدام، وقدامة، ابنا عبد الرحمان بن نعيم الغامدي: لجلساء فرعون خير منكم، إذ قالوا: * (أرجه وأخاه) *، والله لا يقتلن الكرماني بقولك يابن أحوز، وعلت الأصوات، فأمر نصر سلما بحبس الكرماني (2). وأيضا في حوادث سنة 128 في أمر نصر، والكرماني: ويقال: لما غلط أمر الكرماني والحارث أرسل نصر إلى الكرماني فأتاه على عهد، وحضرهم محمد بن ثابت القاضي، ومقدام بن نعيم أخو عبد الرحمان بن نعيم الغامدي، وسلم بن أحوز، فدعا نصر إلى الجماعة... (3). 2 - إبراهيم بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي: ذكره الطبري في أولاد عبد الرحمان، كما تقدم. 3 - نعيم بن عبد الرحمان بن نعيم: ذكره الطبري في أولاد عبد الرحمان، وظاهره أنه أكبرهم، ثم قال: وكان أشدهم نعيم و.... 4 - رقيم بن عبد الرحمان الأزدي: قال الشيخ في أصحاب
________________________________________
1 - تاريخ الطبري: ج 7 / ص 121 و 122. 2 - تاريخ الطبري: ج 7 / ص 288، والآية في سورة الأعراف / 111. 3 - تاريخ الطبري: ج 7 / ص 334. (*)
________________________________________
[ 117 ]
[ شديد (1)، ] الصادق (عليه السلام) (ص 195 / ر 59): رقيم بن عبد الرحمان الأزدي، أبو محمد، الكوفي. 5 - قدامة بن عبد الرحمان بن نعيم الغامدي: ذكره الطبري في أولاد عبد الرحمان. 6 - شديد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي: (1) ذكره النجاشي هنا، ويأتي منه في تعريف زيد بن يونس أبي اسامة الشحام (ر 462): مولى شديد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 218 / ر 210): شديد بن عبد الرحمان الأزدي الكوفي. وتقدم عن الطبري ذكره في ولد عبد الرحمان بن نعيم الأزدي، وقوله: وكان أشدهم: نعيم وشديد. وزعم بعض المتأخرين (رحمه الله) في التنقيح أن الكشي ذكره مع حنان بن سدير في أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام) (ص 555 / ر 1049)، حيث قال: منهم حنان بن سدير، سمعت حمدويه، ذكر عن أشياخه أن حنان بن سدير واقفي، أدرك أبا عبد الله (عليه السلام) ولم يدرك أبا جعفر (عليه السلام)، وكان يرتضي به شديدا. فقال بعد حكايته كلام الشيخ المتقدم: وظاهره كونه إماميا. وإذا انضم إلى ذلك ما مر في ترجمة حنان بن سدير، عن حمدويه، عن أشياخه، من أرتضاء شديد، إلى ذلك، أمكن عد حديثه في الحسان، بعد ما بنى عليه بعض أهل الخبرة من كون شديد هو هذا. ثم أجاب عمن أراد منع كون سدير أبنا لعبد الرحمان، فلاحظ (1).
________________________________________
1 - تنقيح المقال: ج (*)
________________________________________
[ 118 ]
[ و عبد السلام (1). ] قلت: هذا كلام عجيب، فإن كلام الكشي عن مشايخ حمدويه، فهو في حنان ابن سدير الصيرفي، وكلمة (شديدا) وصف لارتضاء حنان لا اسم. والأعجب البحث في اتحاد سديد الصيرفي والد حنان وشديد بن عبد الرحمان الأزدي. 7 - عبد السلام بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي: (1) ذكره النجاشي هنا فقط، فيما أعلم. وقال أبو عمرو الكشي في أبي الفضل سدير بن حكم و عبد السلام بن عبد الرحمان (ص 210 / ر 372): حدثنا علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، قال: وزعم لي زيد الشحام، قال: إني لأطوف حول الكعبة، وكفي في كف أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ودموعه تجري على خديه. فقال: " يا شحام، ما رأيت ما صنع ربي إلي ". ثم بكى، ودعا. ثم قال لي: " يا شحام إني طلبت إلى إلهي في سدير و عبد السلام بن عبد الرحمان، وكانا في السجن، فوهبهما لي، وخلي سبيلهما ". وأيضا في فيض بن المختار وسليمان بن خالد و عبد السلام بن عبد الرحمان (ص 353 / ر 662): حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير. ومحمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن المنصور الخزاعي عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن عبد الحميد ابن أبي الديلم، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمان بن نعيم وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد، يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها، وأنه إن أمرهم يأخذوها. فلما قرأ كتابهم رمى به، ثم قال: " ما أنا لهؤلاء بإمام، أما علموا أن صاحبهم السفياني ".
________________________________________
[ 119 ]
[ وابن عمه موسى بن عبد السلام (1) وهم كثيرون (2). ] وروى الكليني في الكافي كتاب الحج باب الطواف وإستلام الأركان عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبد السلام بن عبد الرحمان بن نعيم، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): دخلت طواف الفريضة، فلم يفتح لي شئ من الدعاء إلا الصلاة على محمد وآل محمد، وسعيت، فكان كذلك. فقال: " ما اعطي أحد ممن سئل أفضل مما اعطيت " (1). (1) لم أحضر لموسى بن عبد السلام ترجمة، ولا رواية. (2) هكذا في النسخ التي عندنا، ولكن في مجمع الرجال هكذا: (وهم كثير) ولم أجد في أعمامه وبني عمه من يسمى بكثير. ثم إنه قد ذكر الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) جماعة من الأزديين الغامديين، مثل: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمان أبي عبد الله الأزدي الكوفي (ص 150 / ر 153)، وبكر بن محمد أبي محمد الأزدي الكوفي العربي (ص 157 / ر 38)، وحفص بن عبد الرحمان الأزدي الكوفي (ص 176 / ر 178)، ورقيم بن عبد الرحمان الأزدي أبو محمد الكوفي (ص 195 / ر 59)، وزيد بن عبيد الأزدي مولاهم الكوفي الغامدي (ص 195 / ر 4). و عبد السلام بن نعيم الكوفي (ص 233 / ر 159)، وقد تقدم ذكره، وروى الكليني عنه كما في الروضة (2) وغيره. وتقدم كتابه وكتاب جماعة إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في أمر الخلافة بدء ظهور بني العباس.
________________________________________
1 - الكافي: ج 4 / ص 407 / ح 3. 2 - الكافي: ج 8 / ص 331 / ح 509. (*)
________________________________________
[ 120 ]
[... ] وعمارة بن السرى الأزدي الغامدي الكوفي، أبي عائذ (ص 255 / ر 523)، وقيس بن عمار الأزدي الغامدي الكوفي (ص 275 / ر 23)، ومحمد بن السائب بن عطية الغامدي الأزدي الكوفي (ص 289 / ر 143)، وموسى بن عطية الأزدي الغامدي الكوفي (ص 308 / ر 452)، ومعاوية بن كليب بن معاوية بن جنادة الأزدي الكوفي (ص 310 / ر 490). قلت: وقد أحصينا آل بكر بن محمد الأزدي الغامدي، وأعمامه وعماته، وأولادهم وأولاده في " أخبار الرواة ". وذكر الشيخ محمد بن عبد السلام الكوفي (ص 294 / ر 230) في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضا. وروى الحميري في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، قال: جاء محمد بن عبد السلام إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: إن رجلا ضرب بقرة بفاس فوقدها، ثم ذبحها. فلم يرسل إليه بالجواب، ودعا سعيدة، فقال لها: " إن هذا جائني، فقال: إنك أرسلت إلي في صاحب البقرة التي ضربها بفاس، فإن كان الدم خرج معتدلا، فكلوا واطعموا، وإن كان خرج خروجا منتنا، فلا تقربوه "، قال فأخذت الغلام، فأرادت ضربه، فبعث إليها: " اسقيه السويق والسكر، فإنه ينبت اللحم ويشد العظم " (1). قلت: ويأتي الحديث عن التهذيب، والكافي مع تفاوت سندا ومتنا في ذكر غنيمة.
________________________________________
1 - قرب الإسناد: (*)
________________________________________
[ 121 ]
[... ] وروى الحميري أيضا عن محمد بن عيسى، عن بكر بن محمد، قال: دخلت غنيمة عمتي على أبي عبد الله (عليه السلام)، ومعها ابنها، وأظن اسمه محمدا، قال: فقال لها أبو عبد الله (عليه السلام): " مالي أرى جسم ابنك نحف " ؟ قال: فقالت: هو عليل ". قال: فقال لها: " اسقيه السويق فإنه ينبت اللحم، ويشد العظم " (1). ورواه البرقي في المحاسن باب السويق، عن محمد بن عيسى وعن أبيه، جميعا عن بكربن محمد الأزدي قال: دخلت عثيمة على أبي عبد الله (عليه السلام)...، وذكر الحديث (2). وأيضا عن بكر بن محمد، عن عثيمة ام ولد عبد السلام، قالت: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " اسقوا صبيانكم السويق في صغرهم، فإن ذلك ينبت اللحم، ويشد العظم... " (3). وأيضا عن أبيه، عن بكر بن محمد، قال: أرسل أبو عبد الله (عليه السلام) إلى عثيمة جدتي أن أسقي محمد بن عبد السلام السويق، فإنه ينبت اللحم، ويشد العظم. قال البرقي: ورواه عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، إلا أنه قال: أرسل إلى سعيدة (4). وأيضا عن أبيه، عن بكر بن محمد الأزدي، عن عثيمة، قالت: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " من شرب السويق أربعين صباحا امتلأ كتفاه قوة " (5).
________________________________________
1 - قرب الإسناد: 2 - قرب الإسناد: 3 - المحاسن: 4 - المحاسن: 5 - المحاسن: (*)
________________________________________
[ 122 ]
[ وعمته غنيمة، روت عن أبي عبد الله (1) وأبي الحسن (عليهما السلام) ذكر ذلك أصحاب الرجال (2). ] 8 - عمته (1) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 341 / ر 7): غنيمة بنت الأزدي الكوفي. وروى الشيخ في التهذيب عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سليم الفراء، عن الحسين بن مسلم، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ جائه محمد بن عبد السلام، فقال له: جعلت فداك يقول لك جدي: إن رجلا ضرب بقرة بفأس. فسقطت، ثم ذبحها. فلم يرسل معه بالجواب، ودعا سعيدة مولاة ام فروة، فقال لها: " إن محمدا جائني برسالة منك، فكرهت أن ارسل إليك بالجواب معه، فإن كان الرجل الذي ذبح البقرة حين ذبح، خرج الدم معتدلا، فكلوا وأطعموا، وإن كان خرج خروجا متثاقلا فلا تقربوه ". ورواه الكليني في الكافي باب إدراك الزكاة عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سليم الفراء، عن الحسن بن مسلم، الحديث مثله (1). قلت: قد سبقت في محمد بن عبد السلام وعمومة بكر بن محمد، روايات فيها ذكر غنيمة أو عثيمة، أو خثيمة، أو سعيدة، على إختلاف في الاسم والضبط. وتمام الكلام في ضبط الاسم والتعدد وجمع أخبارها، وغير ذلك في " الطبقات "، و " أخبار الرواة ". (2) لم أحضر لها رواية عن أبي الحسن (عليه السلام)، ولعله لذلك علق الماتن
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 56 / ح 236، الكافي: ج 6 / ص 232 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 123 ]
[ وكان ثقة (1)، وعمر عمرا طويلا (2). له كتاب، يرويه عدة من أصحابنا. أخبرناه محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، ] بقوله: (ذكر ذلك أصحاب الرجال)، فلا يكون تعليقا لجميع ما ذكره في غنيمة، أو لبني عم بكر بن محمد، أو أعمامه وعماته، أو ما ذكره في ترجمة نفسه. وبما أن إستيفاء ما ورد فيهم في المقام يخرجنا عن وضع الشرح، نقتصر على ذلك تعويلا على ما في " الطبقات " و " أخبار الرواة ". 9 - وثاقته وطبقته (1) قد مر توثيقه من غير الماتن، وإستظهار وثاقته من الروايات، وممن روى عنه من الرواة الثقات الأعلام. (2) ولذلك عد في أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، وإن لم أحضر له رواية عن الرضا (عليه السلام)، إلا أن رواية أصحابه عنه، بل رواية مثل أحمد بن إسحاق الأشعري القمي عنه، وهو من أصحاب الهادي والرضا والإمام الحجة (عليهم السلام)، تقتضي صحة روايته عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، وإن لم يتيسر له التشرف بخدمته. وقد أشرنا إلى علو الإسناد برواية أحمد عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
________________________________________
[ 124 ]
[ بكتابه (1). وأخبرنا محمد بن علي بن حشيش التميمي المقري، قال: حدثنا محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن أحمد، عن بكر بن محمد (2). ] 10 - كتابه والطرق إليه (1) الطريق الأول صحيح، وكثير من روايات بكر بن محمد من طريق أحمد بن إسحاق الأشعري الثقة الجليل. (4) لم أحضر لرجال هذا الطريق ترجمة، نعم ذكرنا شيخ النجاشي في المجلد الأول من هذا الشرح (1) فيمن روى عنهم. وقال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 344 / ر 10): بكر بن محمد الأزدي له كتاب. وأيضا في أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 370 / ر 1) بكر بن محمد الأزدي، له كتاب، من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام). وروى الحميري في قرب الإسناد (2) عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام). وقال الشيخ أيضا في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) (ص 457 / ر 4): بكر بن محمد الأزدي، روى عنه العباس بن معروف. وقال أيضا في الفهرست (ص 39 / ر 115): بكر بن محمد الأزدي، له أصل.
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 / ص 45. 2 - قرب الإسناد: (*)
________________________________________
[ 125 ]
[... ] أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن العباس ابن معروف وأبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، عنه. قلت: وطريقه إلى أصله صحيح. وروى الصدوق في المشيخة (1) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، وأحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن هاشم، جميعا، عنه. قلت: وطريقه صحيح، رجاله أعلام الطائفة واعيان ثقات الرواة. وقد روى المشايخ بطرق عديدة، فيهم غير هؤلاء، عن بكر بن محمد، في موارد متفرقة، أشرنا إليها في " الطبقات "، و " أخبار الرواة ". وقد روى بكر بن محمد الأزدي، عن جماعة من أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، منهم عمه سدير، كما في الكشي (ص 592 / ر 1107)، قال: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي أن بكر بن محمد الأزدي خير فاضل، وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي. وأيضا فيه (ص 592 / ر 1108): علي بن محمد القتيبي، قال: أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، قال: حدثني عمي سدير. قلت: وفي إتحاد سدير الأزدي مع سدير الصيرفي كلام طويل يأتي إن شاء الله في حنان بن سدير (ر 378).
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 33 / ر (*)
________________________________________
[ 126 ]
[ - بكر بن جناح: أبو محمد، كوفي. ثقة. مولى (1). له كتاب، يرويه عدة. أخبرناه الحسين، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن بكر بن جناح، به (2). ] 1 - نسبه ونسبته ومذهبه (1) يأتي ذكره في ترجمة ابنه محمد (ر 937) بعنوان: محمد بن بكر بن جناح أبو عبد الله، كوفي، مولى، ثقة، وفي شعيب بن أعين الحداد الكوفي الثقة (ر 521) رواية كتابه عن محمد بن بكر بن جناح، عن أبيه وأبي خالد المكفوف، عنه. وقال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 345 / ر 4): بكر بن محمد بن جناح، واقفي. وقال أيضا في إختياره لرجال أبي عمرو الكشي (ص 467 / ر 889)، في بكر ابن محمد بن جناح: قال حمدويه عن بعض أشياخه: إن بكر بن جناح واقفي. وقال ابن حجر في لسان الميزان: بكر بن جناح الكوفي، أبو محمد. ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، وقال: يرويها عن ابن أبي عمير، وغيره. وأيضا بعده: بكر بن محمد بن جناح، ذكره الطوسي في رجال الشيعة، وكان واضعا (واقفا - ص). روى عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) (1). 2 - الطريق إلى كتابه (2) طريقه موثق بحميد وابن سماعة، الثقتين الواقفيين.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 49 / ر 179، وص 58 / ر 217. (*)
________________________________________
[ 127 ]
[ - بكر بن الأشعث: أبو إسماعيل، كوفي. ثقة. روى عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، كتابا (1). - بكر بن صالح الرازي: مولى بني ضبة (2). ] (1) ذكره ابن حجر في لسان الميزان عن النجاشي (1). 1 - نسبة بكر الرازي ومولويته (2) قال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 108 / ر 15): بكر بن صالح. وقال أيضا في أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 370 / ر 2): بكر بن صالح الضبي الرازي، مولى. وفي باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام) (ص 457 / ر 3): بكر بن صالح الرازي، روى عنه إبراهيم بن هاشم. وقال ابن حجر في لسان الميزان: بكر بن صالح، مجهول، قاله الأزدي، إنتهى. ولفظه: لا يصح حديثه، إسناده مجهول. وذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، فقال: بكر بن صالح الضبي الرازي روى عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) كتابا. روى عنه محمد بن خالد البرقي، قال: وكان بكر ضعيفا. وذكره الطوسي في رجال علي الرضا (عليه السلام)، وذكر أنه روى أيضا عن عبد الرحمان بن سالم، وأنه روى عنه
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 (*)
________________________________________
[ 128 ]
[ روى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) (1). ] إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، والعباس بن معروف (1). قال ابن الغضائري: بكر بن صالح الرازي، ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب (2). 2 - روايته عن الإمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام) (1) روى الكليني في الروضة من الكافي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، قال: سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) يقول... (3). قلت: إتحاد بكر بن صالح الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام)، وبكر ابن صالح الذي ذكره الكشي في الواقفة، محتمل. فقال الكشي (ص 456 / ر 863): أبو صالح خلف بن حامد الكشي، عن الحسن بن طلحة، عن بكر بن صالح، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " ما يقول الناس في هذه الآية " ؟ قلت: جعلت فداك، فأي آية ؟ قال: " قول الله عزوجل: * (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) * ". قلت: إختلفوا فيها. قال أبو الحسن (عليه السلام): " ولكن أقول: نزلت في الواقفة، إنهم قالوا: لا إمام بعد موسى بن جعفر (عليهما السلام) فرد الله عليهم، بل يداه مبسوطتان، واليد هو الإمام في باطن الكتاب، وإنما عني بقولهم: لا إمام بعد موسى بن حعفر (عليهما السلام) ". م
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 54 / ر 198. 2 - 3 - الكافي: ج 8 / ص 191 / ح 221. (*)
________________________________________
[ 129 ]
[ ضعيف (1). له كتاب نوادر، يرويه عدة من أصحابنا. أخبرناه محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن خالد البرقي، به (2). وهذا الكتاب يختلف الرواة عنه. ] وروى الكليني في اصول الكافي باب المكارم، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد، قال بكر: وأظنني قد سمعته من إسماعيل، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إنا لنحب من كان عاقلا، فهما، فقيها، حليما... ". وأيضا في باب أن الإيمان مثبوت لجوارح البدن كلها، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد... (1). 3 - تضعيفه (1) قلت: لعل الأصل في تضعيف النجاشي، تضعيف ابن الغضائري، وأصله رواية الكشي. وتوهم الغلو والتفرد بالغرائب ناش عن عدم التدبر في معنى الحديث. 4 - كتابه والطرق إليه (2) قلت: والطريق إلى كتابه صحيح. وقال الشيخ في الفهرست (ص 39 / ر 116): بكر بن صالح الرازي له كتاب
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 56 / ح 3، وص 33 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 130 ]
[... ] في درجات الإيمان ووجوه الكفر والاستغفار والجهاد. أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح. قلت: وطريق الشيخ إلى كتابه صحيح أيضا، ورجاله أعلام مشايخ الحديث وأعيان الثقات، وخبراء الحديث. وروى الصدوق في المشيخة (1) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح الأزدي. قلت: وطريقه أيضا صحيح. وللكليني والشيخ والصدوق وغيرهم إليه طرق صحاح. ويأتي من الماتن في عبد الله إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبي محمد الثقة الصدوق، من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (ر 562): له كتب...، أخبرني عدة من أصحابنا عن الحسن بن حمزة، قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن عبد الله بن إبراهيم. وهذه الكتب تترجم لبكر بن صالح. قلت: ورواياته في أبواب الفقه تشير إلى عدم إختصاص كتابه بما ذكره الشيخ، أو إلى تعدد كتبه، أو إلى روايات أخر له، غير ما في كتابه. 5 - دفع تضعيف بكر بن صالح وعلو مضامين رواياته تنبيه: وبما أن الأصحاب قد تبعوا في تضعيفهم بكر بن صالح، لشيخنا
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 98 / ر (*)
________________________________________
[ 131 ]
[... ] الجليل النجاشي (رحمه الله)، وهو العظيم في الطائفة، وعند علماء الإسلام، والإمام في هذا الفن، ويظهر منه التعويل في تضعيفه هذا، على ما ذكره ابن الغضائري، المكثر في تضعيفه كما عرفت، معللا بتفرده في رواية الغرائب، فعلينا الإشارة إلى نموذج من رواياته في الاصول والفقه، ليتبين الحق. والله الهادي الموفق للصواب. أ - رواياته في التوحيد: فمنها: ما أخرجه الكليني في اصول الكافي من باب النهي عن الصفة، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، وأيضا أخرجه الصدوق (رحمه الله) في التوحيد باب ما جاء في الرؤية عن شيخه علي بن محمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، جميعا عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن الحسين، قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فحكينا له ما روى: أن محمدا (صلى الله عليه وآله) رآى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة، رجلاه في خضرة - إلى أن قال: - فخر (عليه السلام) ساجدا، ثم قال: " سبحانك، ما عرفوك، ولا وحدوك، فمن أجل ذلك وصفوك سبحانك، لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك، كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبهوك بغيرك، إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك، ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين "، ثم التفت (عليه السلام) إلينا، فقال: " ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره "، ثم قال: " نحن آل محمد (صلى الله عليه وآله) النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي، ولا يسبقنا التالي. يا محمد، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين نظر إلى عظمة ربه، كان في هيئة الشاب الموفق، وسن أبناء ثلاثين سنة ؟ ! ! يا محمد، عظم ربي،
________________________________________
[ 132 ]
[... ] وجل أن يكون في صفة المخلوقين " ؟ قال: قلت: جعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة ؟ قال: " ذلك محمد (صلى الله عليه وآله)، كان إذا نظر إلى ربه بقلبه، جعله في نور، مثل نور الحجب، حتى يستبين له ما في الحجب. إن نور الله، منه أخضر، ومنه أحمر، ومنه أبيض، ومنه غير ذلك. يا محمد، ما شهد به الكتاب والسنة، فنحن القائلون به " (1). ومنها: ما رواه في اصول الكافي باب إطلاق القول بأنه شئ عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن [ الحسين ] بن سعيد، قال: سئل أبو جعفر الثاني (عليه السلام)، يجوز أن يقال لله: إنه شئ ؟ قال: " نعم، يخرجه من الحدين، حد التعطيل وحد التشبه " (2). ورواه الصدوق في التوحيد باب أنه شئ، عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين، الحديث، مثله (3). قلت: ورواة طريقي الكليني والصدوق الثقات الأعلام. ومنها: ما رواه أيضا في اصول الكافي باب النهي عن الجسم والصورة، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت يونس بن ظبيان يقول: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقلت له: إن هشام بن
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 100 / ح 3، التوحيد: 2 - الكافي: ج 1 / ص 82 / ح 2. 3 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 133 ]
[... ] الحكم، يقول قولا عظيما، إلا أني أختصر لك منه أحرفا، فزعم أن الله جسم، لأن الأشياء شيئان: جسم وفعل الجسم، فلا يجوز أن يكون الصانع بمعني الفعل، ويجوز أن يكون بمعنى الفاعل. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " ويحه، أما علم أن الجسم محدود متناه، والصورة محدودة متناهية، فإذا إحتمل الحد، إحتمل الزيادة والنقصان، وإذا إحتمل الزيادة والنقصان كان مخلوقا " (1). قال: قلت: فما أقول ؟ قال: " لا جسم ولا صورة، وهو مجسم الأجسام ومصور الصور. لم يتجزء ولم يتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص. لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق والمخلوق فرق، ولا بين المنشئ والمنشأ، لكن هو المنشئ. فرق بين من جسمه، وصوره وأنشأه، إذا كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا " (2). ورواه الصدوق في التوحيد باب نفي الجسم والصورة، عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن والحسين بن علي، عن صالح بن أبي حماد، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، الحديث نحوه (3). ومنها: ما رواه الصدوق أيضا في التوحيد باب صفات الذات وصفات الأفعال بالإسناد المتقدم، عن بكر بن صالح، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن بكير بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): علم الله ومشيته، هما
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 106 / ح 6. 2 - التوحيد: 3 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 134 ]
[... ] مختلفان أم متفقان ؟ فقال: " العلم ليس هو المشية... "، الحديث. ورواه الكليني في اصول الكافي باب الإرادة، الحديث نحوه (1). ومنها: ما رواه أيضا باب معنى قوله * (ونفخت فيه من روحي) * بالإسناد المتقدم، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمد ابن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل * (ونفخت فيه من روحي) * كيف هذا النفخ ؟ فقال:...، الحديث - إلى أن قال: - " وإنما أضافه إلى نفسه، لإنه إصطفاه على سائر الأرواح... "، الحديث. ورواه في معاني الأخبار (2). ومنها: ما رواه أيضا باب أسماء الله، بهذا الإسناد عن بكر بن صالح، عن علي بن صالح، عن الحسن بن محمد بن خالد بن يزيد، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " اسم الله غير الله، وكل شئ وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله - إلى أن قال: - من زعم أنه يعرف الله بحجاب أو صورة أو تمثال فهو مشرك، لأن الحجاب والتمثال والصورة غيره، وإنما هو واحد موحد، فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره، وإنما عرف الله من عرفه بالله، ومن لم يعرفه به فليس يعرفه، إنما يعرف غيره... "، الحديث. ورواه الكليني في اصول الكافي باب حدوث الأسماء (3). ومنها: ما رواه الصدوق في معاني الأخبار باب معاني الفاظ وردت في
________________________________________
1 - التوحيد:، الكافي: ج 1، ص 133 / ح 3. 2 - التوحيد:، معاني الأخبار: 3 - التوحيد:، الكافي: ج 1 / ص 113 / ح 4. (*)
________________________________________
[ 135 ]
[... ] الكتاب والسنة، بالإسناد المتقدم، عن بكر، عن أبي عبد الله البرقي، عن عبد الله بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، فقلت: قوله عز وجل: * (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) *، فقال: " اليد في كلام العرب، القوة والنعمة، قال: * (واذكر عبدنا داود ذا الايد) *، وقال: * (والسماء بنيناها بأيد) * أي بقوة، وقال: * (وأيدهم بروح منه) * أي قواهم، ويقال: (لفلان عندي يد بيضاء) أي نعمة " (1). ومنها: ما رواه المفيد في الأمالي، المجلس الثالث عشر في الصحيح عن بكر ابن صالح الرازي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول لأبي: " مالي رأيتك عند عبد الرحمان بن يعقوب " ؟ قال: إنه خالي، فقال له أبو الحسن (عليه السلام): " إنه يقول في الله قولا عظيما، يصف الله تعالى ويجده، والله لا يوصف، فإما جلست معه وتركتنا، وإما جلست معنا وتركته "، الحديث (2). قلت: هذه بعض روايات بكر بن صالح الرازي في التوحيد. والمتدبر اللبيب يرى أنه روى حقايق التوحيد، ومعالمه العالية، وهل يصح معها ما سمعته من ابن الغضائري فيه ؟ ! ب - روايات بكر بن صالح في الإمامة والأئمة (عليهم السلام): وبما أن أكثر ما يضعف به رواة الشيعة، ما رووه في أمر الإمامة وفضائل الأئمة (عليهم السلام)، فبدء إستنكارها من العامة، من أعداء آل محمد (عليهم السلام)، في تكذيبها
________________________________________
1 - معاني الأخبار: 2 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 136 ]
[... ] والطعن والتنكير والتكفير، والرمي بالزندقة والكفر والبدعة والغلو ونظائرها. ثم شاعت في الأفواه، وسطرت في الكتب، حتى تجرؤوا في رميهم ورمي مذهبهم بالخبث، وكتموا فضائل آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وذكر مدائح رواتها، حتى أصبحوا مجاهيل. ولم يجد الناظر إلى كتب تراجم العامة وحديثهم إلا القول القبيح فيهم بأنه خبيث، خبيث المذهب، كذاب، يضع الحديث، واه، أحاديثه مناكير وأباطيل، صاحب البدعة، وصاحب غرائب و.... فلذلك كله، ولغيرها ينبغي ذكر بعض ما رواه بكر بن صالح الرازي في أمر الإمامة والأئمة (عليهم السلام). فمنها: ما تقدم عن الكشي في الواقفة (ص 456 / ر 863) عن خلف بن حامد الكشي، عن الحسن بن طلحة، عن بكر بن صالح، عن الرضا (عليه السلام)، في قوله تعالى: * (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) *، إنه في الواقفة الذين قالوا لا إمام بعد موسى بن جعفر (عليهما السلام). وقد يتوهم أن هذه الرواية من غرائب بكر بن صالح ومنكرات حديثه، وليست كذلك، حيث إن التطبيق والتأويل غير التنزيل الخاص. والخلق والتدبير والتربية، والأمر والملك، وجعل الخلافة والإمامة، فيوضات رحمانية جارية مستمرة إلى يوم القيامة، وانقطاعها من غل اليد، على ما حققناه في مباحث الإمامة وما صنفناه فيها. فتدبر في قوله * (إني جاعل في الأرض خليفة) * وقوله تعالى * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) *. ومنها: ما رواه الكليني أيضا في اصول الكافي باب حديث اللوح في النص
________________________________________
[ 137 ]
[... ] على الأئمة الإثني عشر، عن محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن ظريف، وعلي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أبي (عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: إن لي إليك حاجة، فمتى يخف عليك أن أخلو بك، فأسألك عنها "، فقال له جابر: أي الأوقات أحببته. فخلا به في بعض الأيام، فقال له: " يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد امي فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما أخبرتك به امي إنه في ذلك اللوح مكتوب... "، إلى آخر الحديث بطوله. ورواه المفيد في الاختصاص عن شيخه محمد بن معقل، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، الحديث (1)، كما رواه الصدوق وغيره، بطرق عديدة أحصيناها في محالها. قلت: والحديث - كما عرفت - مروي في هذا الموضع وغيره، عن جماعة من أعيان الثقات في الحديث، مثل الكليني، والصدوق، وابن الوليد، والصفار، والأشعري، ومحمد بن يحيى العطار، ومحمد بن عبد الله بن حعفر الحميري، وأبيه، والحسن بن ظريف، وغيرهم. والغرابة إن كانت موجبة للوهن في الراوي، لاشتركوا فيه، على أن الحديث مروي بطرق أحصيناها في محالها. ورواية نقاد الحديث له، تمنع عن الاستغراب الموهن له. وتمام الكلام في ذلك في محله. ومنها: ما رواه أيضا في باب أن الإمامة عهد من الله عزوجل، عن الحسين
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 527 / ح 3، الاختصاص: (*)
________________________________________
[ 138 ]
[... ] ابن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن محمد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سليمان، عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود لرجال مسمين، ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (عليه السلام) أن اتخذ وصيا من أهلك، فإنه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيا إلا وله وصي من أهله، وكان لداود (عليه السلام) أولاد عدة... "، الحديث - وهو طويل إلى أن قال في آخره: - " وكذلك الأوصياء (عليهم السلام)، ليس لهم أن يتعدوا بهذا الأمر، فيجاوزون صاحبه إلى غيره " (1). قلت: والأخبار في هذا كثيرة، بطرق عديدة أوردها الكليني وغيره، مما يطول المقام بذكرها. ومنها: ما رواه الكليني أيضا في لزوم معرفة الإمام والرد إليه، بالإسناد المتقدم، عن بكر بن صالح، عن الريان بن شبيب، عن يونس، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " يا أبا حمزة، يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا، وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فاطلب لنفسك دليلا " (2). ومنها: ما رواه أيضا في باب النوادر بعد باب جوامع التوحيد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن الهيثم بن عبد الله، عن مروان بن صباح، قال: قال أبو
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 277 / ح 3. 2 - الكافي: ج 1 / ص 184 / ح 10. (*)
________________________________________
[ 139 ]
[... ] عبد الله (عليه السلام): " إن الله خلقنا، فأحسن خلقنا وصورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء، وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله (1). قلت: وقد ورد هذا المضمون مع ألفاظ متقاربة، في روايات كثيرة عن المعصومين (عليهم السلام)، بطرق عديدة، أحصيناها في " الإمامة والأئمة ". ومنها: ما رواه الراوندي في الخرائج في معجزات الإمام الجواد (عليه السلام)، عن بكر بن صالح، عن محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) كتابا، وفي آخره: هل عندك سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب، فكتب (عليه السلام) إلي بحوائج له: وفي آخر كتابه: " عندي سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا، وهو مع كل إمام ". وكنت بمكة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله فلما صرت إلى المدينة، ودخلت عليه، نظر إلي، فقال: " إستغفر الله مما أضمرت ولا تعد... "، الحديث، وفيه أخباره بما سيصيبه من الوجع، وغير ذلك. وقد روى الكليني حديث التابوت بطرق عديدة صحيحة في اصول الكافي في ذلك (2)، كما أخرجه غيره أيضا بطرقهم، ذكرناها في محالها.
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 144 / ح 5. 2 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 387 / ح 16، الكافي: ج 1 / ص 238 / ح (*)
________________________________________
[ 140 ]
[... ] ومنها: ما رواه المفيد في الإختصاص في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن محمد بن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا الهادي والمهتدي، وأبو اليتامى وزوج الأرامل والمساكين، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي تقول نفس: * (يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله) *، وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة. من عرفني وعرف حقي، فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه في أرضه، وحجته على خلقه، لا ينكر هذا إلا رادا على الله ورسوله ". ورواه الصدوق في التوحيد باب معنى جنب الله عز وجل، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه. وأيضا بإسناد آخر عن عبد الرحمان بن كثير، عنه (عليه السلام) نحوه مختصرا (1). وأيضا بطرق اخر في هذا الباب وفيما بعده نحوه، فلاحظ. ومنها: ما رواه الكافي في الروضة حديث الزوراء، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، قال: تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت سويد بن أبي عقب: وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * ثمانون ألفا مثل ما تنحر البدن
________________________________________
1 - الإختصاص:، التوحيد: (*)
________________________________________
[ 141 ]
[... ] وروى غيره: البزل. ثم قال لي: " تعرف الزوراء " ؟ قال: قلت: جعلت فداك يقولون إنها بغداد، قال: " لا "، ثم قال: " دخلت الري " ؟ قلت: نعم، قال: " أتيت سوق الدواب " ؟ قلت: نعم، قال: " رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق ؟ تلك الزوراء، يقتل فيها ثمانون ألف منهم ثمانون رجلا من ولد فلان... "، الحديث (1). وقد ورد في أخبار الزوراء في آخر الزمان روايات جمعناها في " الإمام المهدي (عليه السلام) ". ومنها: ما رواه الرواندي في الخرائج عن بكر بن صالح، قال: قلت للرضا (عليه السلام): إمرأتي اخت محمد بن سنان بها حمل، فادع الله أن يجعله ذكرا، قال: " هما إثنان ". قلت في نفسي: (هما) محمد وعلي، بعد إنصرافي. فدعاني بعد، فقال: " سم واحدا عليا، والأخرى ام عمر ". فقدمت الكوفة، وقد ولد لي غلام وجارية في بطن، فسميت كما أمرني، فقلت لامي: ما معنى ام عمر ؟ فقالت: إن امي كانت تدعى ام عمر (2). قلت: والأخبار الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) في الأخبار بالمغيبات والضمائر، وبما في الأرحام وغيرها، مما خصه الله تعالى بنفسه، ثم أظهر عليه من إرتضاه من أوليائه، كثيرة فوق حد التواتر، أخرجها علماء الشيعة في كتبهم، بل عرفهم أعدائهم بذلك. ومنها: ما رواه المفيد في الأمالي المجلس الثاني والعشرين في الصحيح، عن
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 / ص 177 / ح 198. 2 - الخرائج والجرائح: ج 1 / ص 362 / ح 17. (*)
________________________________________
[ 142 ]
[... ] أحمد بن محمد بن عيسي، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما اسري بي إلى السماء، وإنتهيت إلى سدرة، نوديت: يا محمد، إستوص بعلي خيرا، فإنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، يوم القيامة " (1). ومنها: ما رواه الكشي في علي بن يقطين (ص 436 / ر 821)، عن محمد بن مسعود، عن أبي عبد الله الحسين بن أشكيب، عن بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري، قصر ابن هبيرة، عن إسماعيل بن سلام وفلان بن حميد، قال: بعث إلينا علي بن يقطين، فقال: إشتريا راحلتين، وتجنبا الطريق، ودفع إلينا مالا وكتبا، حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ولا يعلم بكما أحد. قالا: فأتينا الكوفة، فإشترينا راحلتين وتزودنا، وخرجنا نتجنب الطريق، حتى إذا صرنا ببطن الرمة، شددنا راحلتنا، ووضعنا لهما العلف، وقعدنا نأكل. فبينا نحن كذلك، إذا راكب قد أقبل، ومعه شاكري، فلما قرب منا، فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقمنا إليه، وسلمنا عليه، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا. فأخرج من كمه كتبا، فناولنا إياه. فقال: " هذه جوابات كتبكم ". قال: قلنا: إن زادنا قد فني، فلو أذنت لنا، فدخلنا المدينة، فزرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتزودنا زادا ؟ فقال: " هاتا ما معكما من الزاد "، فأخرجنا الزاد إليه، فقلبه بيده. فقال: " هذا يبلغكما إلى الكوفة. وأما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد رأيتماه، إني صليت معهم الفجر، وأنا
________________________________________
1 - الأمالي للمفيد: (*)
________________________________________
[ 143 ]
[... ] أريد أن أصلي معهم الظهر، إنصرفا في حفظ الله ". ومنها: ما رواه في إثبات الهداة عنه في الصحيح، عن إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، قال: قلت لإبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): ما قولك في أبيك ؟ قال: " حي ". قلت: فما قولك في أخيك أبي الحسن (عليه السلام) ؟ قال: " هو عالم، ثقة، صدوق ". قلت: فإنه يقول: إن أباك قد مضى ؟ قال: " هو أعلم بما يقول "، فأعدت عليه فأعاد عليه. قلت: فأوصى أبوك ؟ قال: " نعم ". قلت: إلى من أوصى ؟ قال: " إلى خمسة منا، وجعل عليا (عليه السلام) المقدم علينا " (1). ومنها: ما رواه أيضا في إثبات الهداة عن كتاب بصائر الدرجات للصفار، عن أحمد بن محمد، عنه، حديث إخبار الإمام الصادق (عليه السلام) بما أخبره عمر بن يزيد في نفسه، أن يسأله عنه من الإمام بعده. فقال: " يا عمر لا اخبرك عن الإمام بعدي " (2). قلت: وبهذا نكتفي فيما رواه بكر بن صالح في الإمامة والأئمة (عليهم السلام). ولنشر إلى بعض ما رواه في الآداب، والأخلاق، والسنن، والفقه، والتفسير. ج - أخبار بن بكر صالح في المتفرقات: فمنها: ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في التوحيد، بإسناد صحيح، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، في قوله عز وجل: * (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) *، قال: " حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج
________________________________________
1 - إثبات الهداة: ج 3 2 - إثبات الهداة: ج 3 (*)
________________________________________
[ 144 ]
[... ] أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود " (1). ومنها: ما رواه الصدوق في الخصال عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " ألا إن شرار امتي الذين يكرمون مخافة شرهم، ألا ومن أكرمه الناس إتقاء شره فليس مني " (2). ومنها: ما رواه أيضا في الخصال، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص، عن يعقوب بن بشير، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل بالبصرة، فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الأخوان ؟ قال: الأخوان صنفان، اخوان الثقة واخوان المكاشرة "، الحديث (3). ومنها: ما رواه أيضا في الخصال بهذا الإسناد، عن بكر بن صالح، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من صدق لسانه زكي عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه، ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره " (4). ومنها: ما رواه أيضا في باب الثلاثة، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار،
________________________________________
1 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام):، والآية في سورة القلم: 42. 2 - الخصال: ص 14 / ح 49. 3 - الخصال: ص 49 / ح 56. 4 - الخصال: ص 88 / ح 21. (*)
________________________________________
[ 145 ]
[... ] عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أسرع الخير ثوابا البر، وإن أسرع الشر عقابا البغي... "، الحديث (1). ومنها: ما رواه أيضا في الخصال في آداب المسافر، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن (عليه السلام). ورواه في المحاسن من كتاب السفر (2). ومنها: ما رواه في الخصال باب السبعة في آداب أيام الأسبوع، بإسناد صحيح، عنه، عن الجعفري، عن أبي الحسن (عليه السلام) (3). ومنها: روايات بكر بن صالح الضبي الرازي في آداب السفر. ومنها: ما رواه البرقي في المحاسن من كتاب السفر بالإسناد المتقدم في الدعاء للسفر، وباب كراهة الوحدة في السفر، وأيضا باب التحرز منه، عن أبيه، عن بكر ابن صالح الضبي، عن الجعفري، عن أبي الحسن (عليه السلام) في الحرز للسفر، وأيضا عن بكر بن صالح الرازي، عن الجعفري، عنه (عليه السلام)، حرزا آخر (4). ومنها: رواياته في الأطعمة والأشربة وفي باب النهي عن كثرة الطعام
________________________________________
1 - الخصال: ص 111 / ح 82. 2 - الخصال: ص 272 / ح 14. 3 - الخصال: ص 393 / ح 89. 4 - المحاسن للبرقي: (*)
________________________________________
[ 146 ]
[... ] المحاسن، قال: حدثني بكر بن صالح، عن جعفر بن محمد الهاشمي، عن أبي جعفر العطار، قال: سمعت جعفر بن محمد، يحدث عن أبيه، عن جده، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأيضا في اللحوم المحرمة ولحم الفيل والمسوخ عن بكر بن صالح ومحمد بن علي، عن محمد بن أسلم الطبري (1). وأيضا في باب فضل التمر، عن أبيه وبكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): " أتدري مما حملت مريم (عليها السلام) " ؟ فقلت: لا، إلا أن تخبرني. فقال: " من تمر الصرفان، نزل بها جبرئيل (عليه السلام)، فأطعمها، فحملت ". وأيضا عنه، عنه (عليه السلام)، في فضل التمر. وأيضا في باب فضل الأترج، وفي فضل الملح (2). ومنها: ما رواه في فضل الخيل وما أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الخيل (3). ولنختم الكلام بذكر بعض رواياته في مراتب الإيمان، والتفصيل في " أخبار الرواة ". فمنها: ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) في ذلك، في الصحيح، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح الرازي، عن أبي الصلت الهروي، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الإيمان ؟ فقال: " عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارج، لا يكون الإيمان إلا هكذا " (4).
________________________________________
1 - المحاسن للبرقي: 2 - المحاسن للبرقي: 3 - المحاسن للبرقي: 4 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): (*)
________________________________________
[ 147 ]
[... ] قلت: ورواه أيضا بطرق عديدة ليس فيها بكر. ومما يوهن تضعيف النجاشي وابن الغضائري لبكر بن صالح الرازي، عدم إسنادهما تضعيفهما - وهما متأخران عن عصره - إلى رواية، أو شهادة من معاصريهما، فيظهر اجتهادهما في تضعيفه، نظرا إلى غرابة رواياته. ولكنها كما عرفت، غير غريبة على مذهب الحق واصول الشيعة، وما تطابقت عليه القرآن ومتواتر الأخبار في أمر الولاية والإمامة والخلافة الإلهية الربانية المستمرة إلى يوم القيامة. نعم هي غرائب بنظر العامة ومخالفي آل محمد (عليهم السلام)، ممن رأى الإمامة والخلافة بأمر من الناس ورأيهم، وأعرض عن الحق الذي نزل به القرآن والوحي من آدم إلى خاتم النبيين صلوات الله عليهم، وانقلب على عقبه الجاهلي، كما أنذر الله رب العالمين عصاة هذه الأمة بقوله عز من قال: * (أفان مات أو قتل إتقلبتم على أعقابكم) * (1). ثم الأعجب التضعيف واستغراب روايات رواها أعلام الإماميه وثقات رواتهم وأعيان معاصريه، أمثال أحمد بن إسحاق الأشعري، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري رئيس الإمامية في عصره، النقاد البصير بالروايات والرواة، الذي أخرج من بلدة قم من تساهل في الحديث ورواه عمن لا يعرف، فضلا عن الضعاف. وتفصيل ذكر من روى عنه في " الطبقات الكبرى " و " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 148 ]
[ - بكر بن عبد الله بن حبيب المزني (1): ] (1) تقدم في الأسود (1) ذكر المزن، والمزنيين، ممن ذكرناهم في " الأنساب ". وليس هو بكر بن عبد الله المزني الذي ذكره العامة ووثقوه ومجدوه، منهم المزي في تهذيب الكمال، فذكره بترجمة طويلة، والذهبي في الكاشف (2) وغيرهما، فإنه بكر ابن عبد الله بن عمرو بن هلال، أخو علقمة، روى عن ابن عباس، وأنس، وتوفي سنة 108. وروى شيخنا الصدوق بأسانيد عن بكر بن عبد الله بن حبيب في كتبه، منها الفقيه باب نكت حج الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) (3)، عن أحمد بن يحيى بن زكريا أبي العباس القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول. وكذا في ساير كتبه من التوحيد، ومعاني الأخبار، وفضائل الشيعة، وصفات الشيعة، وغيرها في فضائل آل محمد (عليهم السلام)، كما روى عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق وغيره، عنه. وروى عنه، عن تميم بن بهلول، عن أبيه كثيرا، وعن محمد بن عبيدالله، وغيره، أحصينا من روى عن بكر بن عبد الله بن حبيب، ومن روى هو عنه في " أخبار الرواة "، ومنهم حمزة كما في المتن. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات باب حب الحسنين (عليهما السلام)، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عمران بن الحصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي: " يا عمران
________________________________________
1 - تهذيب المقال: 2 - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 216 / ر 747، الكاشف: ج 1 / ص 162 / ر 635. 3 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 154 / ح 668. (*)
________________________________________
[ 149 ]
[ يعرف، وينكر. يسكن الري (1). له كتاب نوادر. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا علي بن محمد القلانسي، قال: حدثنا حمزة، عن بكر بكتابه. - بكر بن أحمد بن إبراهيم: ابن زياد بن موسى بن مالك بن يزيد الأشجع، أبو محمد، الذي يقال له: أشج، بني أعصر الوارد على النبي (صلى الله عليه وآله) في وفد عبد القيس. روى عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، وهو ضعيف (2). ] إن لكل شئ موقعا من القلب وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شئ قط ". فقلت: كل هذا يا رسول الله. قال: " يا عمران وما خفي عليك أكثره، إن الله أمرني بحبهما " (1). قلت: قد ظهر مما ذكرنا خفاء اتحاده ما. وذكرنا ترجمة أبيه عبد الله وجده، في " أخبار الرواة ". (1) إن روايته فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، أوجب إنكار المخالفين له، وإن كان الشيعة وأهل المعرفة يعرفوه. (2) قال ابن الغضائري فيما حكى عنه: بكر بن أحمد بن موسى العصري، يزعم أنه من ولد الأشج من أعصر، الوارد على النبي (صلى الله عليه وآله). يكنى أبا محمد. يروي الغرائب، ويعتمد المجاهيل. وأمره مظلم (2).
________________________________________
1 - كامل الزيارات: ص 50 / ح 2. 2 - (*)
________________________________________
[ 150 ]
[ له كتب، منها: كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، وكتاب الزكاة، وكتاب المناقب. قال أبو عبد الله بن عياش (1): حدثنا أبو الحسن ] وقال ابن حجر في لسان الميزان: بكر بن أحمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك بن يزيد الأشج، أبو محمد العبدي. ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، وقال: كان يروي عن أبي جعفر (الثاني) الباقر (رضي الله عنه)، روى عنه علي بن محمد جعفر العسكري الحداد. قال: ابن النجاشي: وبكر كان ضعيفا (1). قلت: وتبعهما العلامة في الخلاصة، وابن داود، وغيرهما فيما ذكر. ولقد أجاد الشيخ في الفهرست في الإقتصار على ذكر اسمه، واسم أبيه، وجده زياد، وكتبه، إقتصارا على التسمية فيما لم يصل إليه تفصيله. وسيأتي لفظه. ولم يظهر لنا نسبه، وطبقته، ومن روى عنه، ومنزلته عند الأئمة (عليهم السلام)، ولا من روى عنه من رجال الشيعة، ولا رواياته، ولا كتبه، زيادة على ما عرفت. بل الظاهر أخذ ابن حجر فيما ذكره عن النجاشي، وهو عن ابن الغضائري، ولم يظهر أنه ممن أخذ ذلك، فتبصر. ولم أجد في كتب الصحابة والتواريخ مثل الاستيعاب، والإصابة، واسد الغابة، والطبري ولسان الميزان، والكاشف، وميزان الإعتدال، وغيرها، ذكر غير ما في اسد الغابة من ذكر مالك الأشجعي، وأيضا مالك بن عوف الأشجعي (2) أبي عوف الذي دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أسر ابنه عوف. (1) تقدمت (3) منا ترجمته في عند ذكره في مشايخ النجاشي الذين حكى
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 46 / ر 170. 2 - اسد الغابة: ج 4 / ص 272 / ر، وص 288 / ر 3 - تهذيب المقال: ج 1 / ص (*)
________________________________________
[ 151 ]
[ علي بن محمد بن جعفر بن رويدة العسكري الحداد، قال: حدثنا بكر، بها (1). - بكر بن محمد بن حبيب بن بقية: أبو عثمان، المازني. مازن بني شيبان (2). ] عنهم، ولم يرو عنهم بصورة (أخبرنا، حدثنا) مع جلالتهم، لأجل حكاية شئ من الطعن منهم. كما تقدمت بتفصيل من الماتن ومنا في الجزء الثالث (1)، فلاحظ ما حققناه في مشايخه، ومن روى عنهم، أو حكى بلا رواية عنه بتفصيل. (1) تأتي ترجمته (ر 688) ورميه باضطراب الحديث. وقال الشيخ في الفهرست (ص 39 / ر 117): بكر بن أحمد بن زياد، له كتاب الطهارة والصلاة. وأيضا بعده (ص 39 / ر 118): بكار بن أحمد، له كتاب الجنائز، أخبرنا به أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي، من ولد أسد بن عبدالعزي ابن قصي، رهط خديجة بنت خويلد (عليها السلام)، عن علي بن العباس، عنه. وله كتاب الزكاة، وكتاب الطهور، رواهما علي بن العباس المقانعي، عنه. وله كتاب الحج، وكتاب الجامع، رواهما الحسين بن عبد الكريم الزعفراني، عنه. قلت: وطرقه فيها غير الثقات، بل من لم يذكر بشئ، وليس في تحقيق ذلك كثير فائدة بعد عدم وصول رواياته إلينا، وإلا فتضعيف النجاشي وابن الغضائري له ولمشايخه ولمن روى عنه، محل نظر. (2) الكلام في ترجمة بكر المازني في فصول:
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 3 (*)
________________________________________
[ 152 ]
[ كان سيد أهل العلم بالنحو، والغريب، واللغة، ومقدمته - مشهورة، بذلك ] 1 - نسبته هو المازني، نسبة إلى موضع، فيها ماء وعشب بها يتبيض وإليها يذهب، ومنها يتحرك ويخرج الأمتعة والناس، وتمدح وتفضل، هذا في الشرف الطبيعي، وإلى إنسان ظهر بها، فيه الإنسانية والكمالات. وقد زاد المازنيون على ذلك، شرف الوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقال ابن الجزري في اللباب: ولمازن صحبة وفد إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، وحديثه مشهور (1). قلت: وتفصيل الكلام في ذلك ذكرناه في " الأنساب ". وذكر ابن سعد في الطبقات في عمارة بن أحمد المازني الصحابي النازل بالبصرة، عن بعض المازنيين، يقول: الماء الذي كانوا عليه: عجلز فوق القريتين (2). وهو الشيباني من المازني، فقد عدوا للمازني بطونا ثمانية، ذكرناهم في " الأنساب ". ومنهم مازن بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة. قال ابن الجزري: منهم أبو عثمان بكر بن محمد المازني النحوي...، وقيل: إنه من مازن تميم، والله أعلم. وذكر ابن سعد في الطبقات (3) في الوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفد شيبان. ويأتي في كلامه إنه من مازن ربيعة. وذكره السيوطي في بغية الوعاة، وقال: أبو عثمان المازني، مازن بني شيبان
________________________________________
1 - 2 - الطبقات الكبرى: ج 7 / ص 73. 3 - الطبقات الكبرى: ج 1 / ص 317. (*)
________________________________________
[ 153 ]
[... ] ابن ذهل، وقيل: مولى بني سدوس، نزل في بني مازن، فنسب إليهم وهو بصري (1). وقال ابن النديم في الفهرست: المازني، من بني مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل (2). وذكره الخطيب البغدادي في تاريخه نحوه، مع زيادة: من أهل البصرة (3). وذكره ابن حجر في لسان الميزان، وقال: ويقال: إنه نزل في بني مازن، فنسب إليهم (4). 2 - نسبه قد إختلفوا في نسبه، فمنهم ذكره كما في المتن، وتبعه أصحابنا. وقال ابن خلكان في الوفيات: أبو عثمان بكر بن محمد بن عثمان، وقيل: بقية، وقيل: عدي بن حبيب، المازني، البصري، النحوي (5). وقال السيوطي في بغية الوعاة: بكر بن محمد بن بقية. وقيل: ابن عدي بن حبيب الإمام أبو عثمان المازني (6).
________________________________________
1 - بغية الوعاة: 2 - الفهرست لابن النديم: 3 - تاريخ بغداد: ج 7 / ص 93 / ر 3529. 4 - لسان الميزان: ج 2 / ص 57 / ر 214. 5 - وفيات الأعيان: ج 1 / ص 254 / ر 115. 6 - بغية الوعاة: (*)
________________________________________
[ 154 ]
[... ] وقال ابن النديم في الفهرست في أسماء فصحاء العرب المشهورين: أخبار المازني، وإسمه بكر بن محمد، من بني مازن (1). وقال الخطيب في ترجمته في تاريخ بغداد: بكر بن محمد بن بقية. وقيل: بكر ابن محمد بن عدي بن حبيب، أبو عثمان المازني النحوي. وقال ابن حجر في لسان الميزان: بكر بن محمد بن عدي بن حبيب. وقيل: إسم جده: بقية، مولى بني سدوس بن شيبان أبو عثمان المازني. ويقال: إنه نزل في بني مازن، فنسب إليهم. أ - والده محمد بن حبيب: قال ابن النديم في الفهرست: وكان أبوه محمد بن حبيب نحويا، قارئا. وله مع أبي سوار الغنوي خبر، قد ذكرناه. وقال في أبي سوار الغنوي: أبو سوار الغنوي، وكان فصيحا. أخذ عنه أبو عبيدة، فمن دونه. وله مجلس مع محمد بن حبيب بن أبي عثمان المازني، قال: أبو عثمان: قرأت على أبي وأنا غلام * (ترى الودق يخرج من خلاله) *. فقال أبو سوار: وكان فصيحا: (يخرج من خلله). فقال أبي: (من خلله) قراءة ؟ فقال أبو سوار: أما سمعت قول الشاعر...، إلى آخر كلامه (2). ب - جده: قد إختلف المترجمين للمازني في جده، وأنه بقية، أو عدي، أو عثمان.
________________________________________
1 - الفهرست لابن النديم: 2 - الفهرست لابن النديم: (*)
________________________________________
[ 155 ]
[... ] والظاهر من النجاشي والخطيب وغيرهما، أن الأرجح الأول، ومن ابن خلكان إنه عثمان، ومن ابن حجر أنه عدي، ثم بقية، من غير ذكر لعثمان. ج - جده الأعلى: لم يذكر النجاشي جده الأعلى، ولكن ذكر الخطيب في التاريخ، وابن خلكان في الوفيات، وابن حجر في لسان الميزان، والسيوطي في بغية الوعاة، وغيرهم، أنه حبيب، بل يظهر من ابن النديم أيضا حيث قال: (أبوه محمد بن حبيب)، من النسبة إلى الجد. 3 - مكانته العلمية ومنزلته قد حاز المازني مكانة سامية عظيمة، ومنزلة رفيعة في الأوساط العلمية، وتقدم على أقرانه. فقال النجاشي: كان سيد أهل العلم بالنحو، والغريب، واللغة بالبصرة، ومقدمته، مشهورة بذلك. وقال ابن خلكان: كان إمام عصره في النحو والأدب. أخذ عن أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وغيرهم. وأخذ عنه أبو العباس المبرد، وبه إنتفع. وله عنه روايات كثيرة...، قال أبو جعفر الطحاوي الحنفي المصري: سمعت القاضي بكار بن قتيبة، قاضي مصر، يقول: ما رأيت نحويا قط، يشبه الفقهاء إلا حيان بن هرمة، والمازني، يعني أبا عثمان المذكور، وكان في غاية الورع. وقال الخطيب أيضا نحوه، ولكن قال: إلا حبان بن الهلال، والمازني.... وقال السيوطي: روى عن أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد. وعنه المبرد
________________________________________
[ 156 ]
[... ] والفضل بن محمد اليزيدي، وجماعة. وكان إماما في العربية، متسعا في الرواية، يقول بالإرجاء. وكان لايناظره أحد إلا قطعه، لقدرته على الكلام. وقد ناظر الأخفش في أشياء كثيرة، فقطعه، وقال المبرد: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان.... وقال في معجم الادباء: كان المازني إماميا، يرى رأي ابن ميثم، ويقول بالإرجاء. وكان لايناظره أحد إلا قطعه، لقدرته على الكلام. وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان بالنحو، وقد ناظر الأخفش، في أشياء كثيرة فقطعه، وهو أخذ عن الأخفش. وقال حمزة: لم يقرأ على الأخفش، إنما قرأ على الجرمي، ثم إختلف إلى الأخفش، وقد برأ، وكان يناظره ويقدم الأخفش وهو حي. وكان أبو عبيدة يسميه بالتدرج والنقاد. وقال ابن الأثير في الكامل: أبو عثمان بكر بن محمد المازني النحوي الإمام في العربية. قلت: مدائح القوم للمازني كثيرة، وبهذا نكتفي في المقام، لئلا يطول. ويأتي بعضها فيما يأتي. 4 - ورعه تقدم عن القاضي بكار بن قتيبة، قوله فيه: وكان في غاية الورع. ويظهر مما ذكروا في أخباره مع الخلفاء الظلمة العباسية في بغداد أيام المعتصم والواثق، حاله، حتى حكوا عنه أنه إذا كان صائما لا يبلع ريقه. قال ابن خلكان ومما رواه المبرد: أن بعض أهل الذمة قصده، ليقرأ عليه م
________________________________________
[ 157 ]
[ أخبرنا بذلك بن عمر العباس الكلوذاني المعروف بابن مروان رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد، قال: وكان من علماء الإمامية أبو عثمان بكر ابن محمد، وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم (1). ] كتاب سيبويه، وبذل له مائة دينار في تدريسه إياه، فإمتنع أبو عثمان من ذلك. قال: فقلت له: جعلت فداك ! أترد هذه المنفعة، مع فاقتك، وشدة إضاقتك ؟ فقال: إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب الله عزوجل، ولست أرى إن أمكن منها ذميا، غيرة على كتاب الله، وحمية له. قال: فأنفق إن غنت جارية بجضرة الواثق بقول العربي من الكامل: أظلوم أن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم فإختلف من كان بالحضرة في أعراب (رجلا)، فمنهم من نصبه وجعله إسم (إن)، ومنهم من رفعه على أنه خبرها. والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب، فأمر الواثق باشخاصه. قال أبو عثمان: فلما مثلت بين يديه، قال: ممن الرجل ؟ قلت: من بني مازن. قال: أي الموازن ؟ أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة ؟ قلت: من بني مازن ربيعة. فكلمني بكلام قومي - إلى أن قال: - ثم أمر لي بألف دينار، وردني مكرما. قال المبرد: فلما عاد إلى البصرة قال لي: كيف رأيت يا أبا العباس ؟ رددنا لله مائة فعوضنا ألفا. 5 - تشيع المازني (1) قد كتم أكثر علماء العامة المترجمين للمازني مذهبه، إعتزازا به، بكتمان
________________________________________
[ 158 ]
[ له في الأدب كتاب التصريف، كتاب ما يلحن فيه العامة، تعليق (1). ] مذهبه. وليس ذلك بعزيز، حتى إنهم ذكروا أبا علي الشيخ الرئيس ابن سينا الفيلسوف العظيم في عداد علمائهم، وترك أكثر أصحاب تراجم الرواة ذكره، أو تفصيل أحواله وتاريخه حتى أهمل ذكره اليافعي. ولا أدري من أين أخذ ابن حجر والسيوطي في كلامه فيه: (يقول بالإرجاء)، وقد صرح ابن حجر بتشيعه، حيث قال: وكان شيعيا إماميا، على رأي ابن ميثم، ويقول بالأرجاء، وقرأ على الجرمي.... ويقال: إنه قيل له: لم قلت روايتك عن الأصمعي ؟ فقال: لم قلت روايتك عن الأصمعي ؟ فقال: رميت عنده بالقدر، ومذهب الإعتزال. وعن المحاسن والمساوي للبيهقي: قال: حدثنا أبو ناظرة البصري، عن المازني، قال: بينما أنا قاعد في المسجد إذا صاحب بريد قد دخل، وهو يسأل عني. ويقول: أيكم المازني ؟ فأشار الناس إلي، فقال أجب. قلت: ومن أجيب ؟ قال: الخليفة، فذعرت منه، وكنت رجلا فاطميا، فظننت أن إسمي رفع فيهم...، الحديث. 6 - كتبه ومصنفاته (1) قال الخطيب في تاريخ بغداد: وللمازني من التصانيف: كتاب ما تلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللام، وكتاب التصريف، وكتاب العروض، وكتاب القوافي، وكتاب الديباج (1).
________________________________________
1 - تاريخ بغداد: ج 7 / ص 94. (*)
________________________________________
[ 159 ]
[ قال أبو عبد الله بن عبدون رحمه الله: وجدت بخط أبي سعيد السكري: مات أبو عثمان بكر بن محمد رحمه الله، سنة ثمان وأربعين ومائتين (1). ] وقال السيوطي: وله من التصانيف: كتاب في القرآن، علل النحو، تفاسير كتاب سيبويه، ما يلحن فيه العامة، الألف وللام، التصريف، العروض، القوافي، الديباج في جامع كتاب سيبويه، وكلها لطائف، فإنه كان يقول: من أراد أن يصنف كتابا كبيرا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحبي. قلت: وللمازني آراء قيمة قبال آراء الكوفيين والبصريين في الأدب والنحو، ذكروها في كتبهم، مثل رأيه في إعراب الأسماء، وهي أبوك وأخوك وأخواتها، فقال الأنباري في الانصاف بعد نقل الآراء: وذهب أبو عثمان المازني إلى أن الباء حرف الإعراب، وإنما الواو والألف والياء نشأت عن إشباع الحركات، ثم ذكر أدلته وشواهده الأدبية (1). ومثل رأيه في إعراب المثنى والجمع، وأن الألف والياء في التثنية والجمع ليست إعرابا، كما عليه الكوفيون، ولا أنها حروف الأعراب، كما عليه البصريون، بل هي دوال الإعراب، ذكره الأنباري في الأنصاف، وغير ذلك. 7 - وفاته (1) ونحوه في تاريخ بغداد عن أبي سعيد السكري، وقال: قال غيره: سنة تسع وأربعين، بالبصرة.
________________________________________
1 - الانصاف: (*)
________________________________________
[ 160 ]
[... ] وقال ابن خلكان: وتوفي أبو عثمان المازني سنة تسع وأربعين ومائتين. وقيل: ثمان وأربعين. وقيل: ستة وثلاثين ومائتين بالبصرة (رحمه الله). وقال ابن الأثير في الكامل في وقايع سنة 247: وفيها توفي أبو عثمان بكر ابن محمد المازني النحوي، الإمام في العربية (1). وقال ياقوت: ولما مات المازني إجتازت جنازته على أبي الفضل الرياشي، فقال متمثلا: لا يبعد الله أقواما رزئتهم * أفناهم حدثان الدهر والأبد نمدهم كل يوم من بقيتنا * ولايؤدب إلينا منهم أحد وفي لسان الميزان: رثاه أبو الفرج الرقاشي. قلت: وقد إعتمد أحمد بن عبد الواحد بن عبدون شيخ مشايخ الشيعة على ما وجد بخط أبي سعيد السكري، ولم أحضر شاهدا صريحا على تشيعه، نعم ذكره ابن النديم في الفهرست في أسماء الشعراء الذين عمل أبو سعيد السكري إشعارهم، وقال: وإسمه الحسن بن الحسين وقد إستقصيت ذكره في موضعه... (2). وذكر ترجمته فقال: أبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمان بن العلاء السكري... (3).
________________________________________
1 - الكامل: ج 7 / ص 110. 2 - الفهرست لابن النديم: 3 - الفهرست لابن النديم: (*)
________________________________________
[ 161 ]
[... ] تنبيه: قال شيخنا العلامة الأنصاري في كتاب الطهارة في ماء الحمام ذيل رواية منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " ماء الحمام لا بأس به إذا كانت له مادة ". وليس في سنده سوى ابن حبيب المرمي في المدارك بالجهالة، لكن الظاهر أنه بكر بن محمد بن حبيب الذي ظاهر المحكي عن النجاشي وصريح الخلاصة أنه من علماء الإمامية، وحكى ابن داود عن الكشي أنه ثقة، إلى آخر كلامه. قلت: أما الرمي من صاحب المدارك بجهالة بكر بن حبيب هذا، ففي غير محله، فإنه بكر بن حبيب الأحمسي البجلي، أبو مريم الكوفي الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 108 / ر 12)، وقال: روى عنه (عليه السلام)، وعن أبي عبد الله (عليه السلام). كنيته أبو مريم، ذكره علي بن الحسن بن فضال. وقال أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 156 / ر 28): بكر بن حبيب الكوفي الأحمسي. وهو وإن لم يصرح في كلام الكشي والنجاشي والشيخ بالوثاقة، إلا أنه إستظهرت منزلته في الحديث من رواياته وممن روى عنه بتفصيل ذكرناه في " الطبقات " و " أخبار الرواة ". وأما إستظهار شيخنا الأعظم (قدس سره) جلالته من اتحاده مع بكر بن محمد بن حبيب المازني النحوي الأديب المتوفي سنة 248، ففي غير محله أيضا، فكيف يكون مثله من أصحاب الباقر (عليه السلام) ؟
________________________________________
[ 162 ]
[ [ باب بسطام ] - بسطام بن سابور: أبو الحسين الواسطي (1)، ] 1 - نسبه ونسبته وكنيته (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: بسطام بن سابور الزيات، أبو الحسين الواسطي. ذكره الطوسي في رجال الشيعة. روى عن جعفر الصادق (عليه السلام). روى عنه: محمد بن سنان، ومحمد بن حرب، وصفوان بن يحيى، وغيرهم (1). وقال الشيخ في الفهرست (ص 40 / ر 121): بسطام بن الزيات، يكنى أبا الحسين الواسطي. له كتاب. أخبرناه عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عنه. قلت: طريق الشيخ إليه صحيح. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام): (ص 159 / ر 75): بسطام بن سابور، أبو الحسين الواسطي الزيات. وأيضا بعده (ص 160 / ر 39): بسطام الزيات أبو الحسين الواسطي. وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): بسطام الزيات، وهو أبو الحسن م
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 1 / ص 14 / ر 49. (*)
________________________________________
[ 163 ]
[ مولى (1). ثقة (2). ] الواسطي الهمي الصيمري (1). قلت: تقدم في الجزء الثاني من هذا الشرح في الحسين بن بسطام قول الماتن: وقال أبو عبد الله بن عياش: هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيات. له ولأخيه أبي عتاب كتاب جمعاه في الطب، كثير الفوائد والمنافع علي طريق الطب (2). قلت: والكتاب قد طبع لأول مرة في النجف الأشرف بعنوان: (طب الأئمة (عليهم السلام)) برواية أبي عتاب عبد الله بن سابور الزيات والحسين بن بسطام النيسابوريين، سنة 1385 ه‍ ق. ويأتي ذكر أخيه عبد الله بن بسطام أبو عتاب، أخو الحسين بن بسطام بن سابور الزيات (ر 567). كما يأتي أيضا في آخر الباب (ر 283): بسطام بن سابور، بكتابه، بإسناد إلى محمد بن أبي حمزة، عنه. كما يأتي أيضا عن الشيخ في الفهرست والرجال. والتحقيق الإتحاد، وإن تكرر الذكر بإختلاف يسير، فإنه مع التأمل يظهر وجه الإتحاد. 2 - مولويته ووثاقته (1) ويؤكد مولويته ما يأتي عن الشيخ في زكريا: (مولاهم الواسطي). (2) ويؤكد وثاقته رواية صفوان ممن عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة، عنه.
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 45. 2 - تهذيب المقال: ج 2 (*)
________________________________________
[ 164 ]
[ وإخوته: زكريا (1) ] 3 - إخوته (1) قال الشخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 199 / ر 68): زكريا بن سابور الأزدي، مولاهم الواسطي. وروى الكليني في الكافي باب ما يعاين المؤمن والكافر من كتاب الجنائز، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار، أنه حضر أحد ابني سابور، وكان لهما فضل وورع وأخبات، فمرض أحدهما، وما أحسبه إلا زكريا بن سابور، قال: فحضرته عند موته، فبسط يده. ثم قال: إبيضت يدي يا علي، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده محمد بن مسلم. قال: فلما قمت من عنده، ظننت أن محمدا يخبره بخبر الرجل، فأتبعني برسول، فرجعت إليه، فقال: أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند الموت، أي شئ سمعته يقول ؟ قال: قلت: بسط يده، ثم قال: إبيضت يدي، يا علي. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والله رآه، والله رآه، والله رآه. ورواه أبو عمرو الكشي في الرجال (ص / ر) عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن العمركي، عن ابن فضال، الحديث مثله. قلت: والخبر يشير إلى رؤية زكريا بن سابور مولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) عند موته، على ماروى الصدوق في الفقيه باب غسل الميت عن الصادق (عليه السلام)، قال: " إن ولي علي (عليه السلام) يراه في ثلاثة مواطن حيث يسره، عند الموت، وعند الصراط، وعند الحوض (1).
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 82 / ح 372. (*)
________________________________________
[ 165 ]
[ وزياد، وحفص ثقات (1). كلهم رووا عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2)، ] (1) قلت: ولبسطام أخ أخر وهو يحيى، ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 334 / ر 28)، فقال: يحيى بن سابور القائد. وروى الكليني في الروضة عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد، جميعا عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن بدر بن الوليد الخثعمي، قال: دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله (عليه السلام) ليودعه، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): " أما والله، إنكم لعلى الحق، وإن من خالفكم لعلى غير الحق. والله ما أشك لكم في الجنة وإني لأرجو أن يقر الله أعينكم عن قريب ". ورواه أيضا البرقي في المحاسن عن أبيه، عن النضر بن سويد، الحديث (1). وأيضا الكليني في الكافي باب ما يعاين المؤمن، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في الميت تدمع عينه عند الموت، فقال: " ذلك عند معاينة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيرى ما يسره. ثم قال: أما ترى الرجل يرى ما يسره، وما يحب، فتدمع عينه لذلك، ويضحك " (2). 4 - طبقة بسطام بن سابور وإخوته (2) ذكرناهم في " طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام) "، بمن روى عنهم، عنه (عليه السلام).
________________________________________
1 - الكافي: ج 8 / ص 145 / ح 119، المحاسن: 2 - الكافي: ج 3 / ص 133 / ح 6. (*)
________________________________________
[ 166 ]
[ وأبي الحسن (عليهما السلام) (1)، ذكرهم أبو العباس، وغيره، في الرجال. له كتاب، يرويه عنه جماعة. أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان، عن بسطام، بكتابه (2). ] (1) وذكرناهم أيضا في " طبقات أصحاب الكاظم (عليه السلام) ". وروى الشيخ في التهذيب والاستبصار عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن عبد الملك بن بكار بن الجراح، عن بسطام، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: " لا يحرم من الرضاع إلا البطن الذي إرتضع منه " (1). وأيضا في التهذيب عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن زياد الواسطي، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوم أغلقوا الباب على حمام من حمام الحرم ؟ قال: " عليهم قيمة كل طائر درهم، يشتري به علفا لحمام الحرم " (2). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 227 / ر 84): عبد الله بن ساير الواسطي الزيات. قلت: ويحتمل كون (ساير) مصحف (سابور). 5 - الطرق إلى كتابه (2) الطريق صحيح، على الأظهر، كما تقدم طريق الشيخ إلى كتابه في الفهرست، وهو أيضا صحيح.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 322 / ح 1326، الاستبصار: ج 3 / ص 201 / ح 11. 2 - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 350 / ح 1217. (*)
________________________________________
[ 167 ]
[ - بسطام بن الحصين بن عبد الرحمان الجعفي: ابن أخي خيثمة وإسماعيل (1)، ] (1) تعريف الماتن لبسطام بعميه، خيثمة وإسماعيل، دون أبيه، أو نفسه، يفيد معروفيتهما، بل وأعرفية خيثمة ووجاهته، أكثر من عمه إسماعيل، ومع لحاظ قوله: (وأبوه، وعمومته، وكان أوجههم إسماعيل) كون خيثمة أعرف من إسماعيل، وإن كان إسماعيل أوجه. وتحقيق الكلام في المقام بذكر فصول: 1 - نسبتهم إلى الجعفي قد صرح الماتن والبرقي والشيخ وغيرهم، بنسبته وساير بيته إلى الجعفي باليمن، ينسب إلى قبيلة من مذحج. وهو جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن ادد ابن زيد، كما ذكره في القاموس والمعجم، واللباب، وغيرها. ولهم شرف الوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال ابن سعد في الطبقات: فوفد رجلان منهم، قيس بن سلمة بن شراحيل من بني مران بن جعفي وسلمة بن يزيد ابن مشجعة بن المجمع. وهما أخوان لام - إلى أن قال: - وكتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقيس ابن سلمة بن شراحيل: (إني استعملتك على مران وحواليها، وحريم وحواليها، والكلاب وحواليها، من أقام الصلاة، وأتى الزكاة، وصدق ماله وصفاه). أخبرنا هشام بن محمد، قال: حدثني الوليد بن عبد الله الجعفي عن أبيه، عن أشياخهم، قالوا: وفد أبو سبرة وهو يزيد بن مالك بن عبد الله بن الذؤيب بن
________________________________________
[ 168 ]
[ كان وجها في أصحابنا، وأبوه، وعمومته. وكان أوجههم إسماعيل. وهم بيت بالكوفة، من جعفي. ويقال لهم: بني أبي سبرة (1). ] سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، على النبي (صلى الله عليه وآله)، ومعه ابناه سبرة وعزيز. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما إسمك " ؟ قال: عزيز. قال: " لا عزيز إلا الله، أنت عبد الرحمان ". فأسلموا. وقال له أبو سبرة: يا رسول الله إن بظهر كفي سلعة قد منعتني من خطام راحلتي، فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقدح، فجعل يضرب به على السلعة ويمسحها، فذهبت فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولابنيه. وقال له: يا رسول الله أقطعني وادي قومي باليمين، وكان يقال له: جردان، ففعل، و عبد الرحمان هو أبو خيثمة بن عبد الرحمان (1). (1) وقال ابن عبد البر في الاستيعاب في سبرة بن أبي سبرة: وسبرة هذا هو عم خيثمة بن عبد الرحمان، صاحب عبد الله بن مسعود (2). 2 - نسبه 1 - أبو سبرة الجعفي: إن أول من تشرف إلى الإسلام من أجداده، وإلى الوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هو أبو سبرة. ذكر ابن سعد في الطبقات تشرفه بالإسلام، وبالوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبالمسح منه على جسده، والدعاء له ولابنيه، وأقطاعه وادى حردان باليمن، كما تقدم.
________________________________________
1 - الطبقات الكبرى: ج 1 ص 324. 2 - الاستيعاب: ج 2 / ص 74. (*)
________________________________________
[ 169 ]
[... ] وأيضا فيمن نزل من الصحابة الكوفة: أبو سبرة وإسمه يزيد بن مالك... بن جعفي بن سعد العشيرة، من مذحج، وهو جد خيثمة بن عبد الرحمان بن أبي سبرة (1). وأيضا في خيثمة بن عبد الرحمان ذكر نسبه ومدحه، والوفود والاسم وغير ذلك (2). وذكره ابن الأثير في اسد الغابة في عبد الرحمان أبي خيثمة بن عبد الرحمان، وقال: هو ابن أبي سبرة. وقال أيضا بعده: عبد الرحمان بن أبي سبرة، وإسم أبي سبرة، وإسم أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، الجعفي، معدود في الكوفيين (3). وقال أيضا في الكنى: أبو سبرة الجعفي، إسمه يزيد بن مالك بن... بن جعفي ابن سعد العشيرة. والد سبرة بن أبي سبرة، و عبد الرحمان بن أبي سبرة. له صحبة، سكن الكوفة. أخبرنا الحسن بن محمد... عن عمير بن سعيد، عن سبرة بن أبي سبرة الجعفي، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لي: " ما ولدك " ؟ فقلت: فلان وفلان، و عبد العزى. فقال: " بل هو عبد الرحمان، إن من خيار أسمائكم إن سميتم: عبد الله، و عبد الرحمان، والحارث ". ودعا له النبي (صلى الله عليه وآله). روى عنه ابناه في القرائة في الوتر (4).
________________________________________
1 - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 49. 2 - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 286. 3 - اسد الغابة: ج 3 / ص 291 / ر، وص 4 - اسد الغابة: ج 5 / ص 206 / (*)
________________________________________
[ 170 ]
[... ] وقال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى: أبو سبرة الجعفي، إسمه يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، والد سبرة. وله صحبة، وفد إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه إبناه عزيز وسبرة، فسمى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عزيزا، عبد الرحمان. روى عنه إبناه في القراءة في الوتر، وفي الأسماء حديثا مرفوعا. وهو جد خيثمة بن عبد الرحمان (1). وقال في عبد الرحمان: عبد الرحمان بن سبرة الأسدي، روى عنه الشعبي. له ولأبيه صحبة. وفيه وفي عبد الرحمان بن سبرة الجعفي نظر (2). وأيضا في سبرة: سبرة بن أبي أبي سبرة الجعفي وإسم أبي سبرة يزيد بن مالك. وقد نسبنا أباه في بابه. ولأبيه أبي سبرة صحبة. ولأخيه عبد الرحمان ابن أبي سبرة صحبة أيضا. وسبرة هذا هو عم خيثمة بن عبد الرحمان، صاحب عبد الله بن مسعود (3). وقال ابن حجر في الإصابة: سبرة بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب ابن سلمة بن عمرو بن ذهل الجعفي، هو سبرة بن أبي سبرة... (4). وأيضا بعده في عبد الرحمان أبي سبرة، وإسم أبي سبرة يزيد بن مالك ابن عبد الله بن سلمة بن عمرو الجعفي، والد خيثمة، عداده في أهل الكوفة. وقال ابن
________________________________________
1 - الاستيعاب: ج 4 / ص 82 / ر 2 - الاستيعاب: ج 2 / ص 412 / ر 3 - الاستيعاب: ج 2 / ص 74 / ر 4 - الإصابة: ج 2 / ص 14 / ر 3088. (*)
________________________________________
[ 171 ]
[... ] حبان: يقال: له صحبة... (1). قلت: وذكر هناك بطرق وألفاظ مختلفة عن عبد الرحمان بن أبي سبرة حديث دخوله مع أخيه وأبيه على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسؤاله عن أولاد أبي سبرة وأمره بتغيير إسم عزيز، أو عبدالعزي إلى عبد الرحمان. ثم ذكر عبد الرحمان بن سبرة الأسدي بعده، وسؤال أبيه عما يقرأه في الوتر، فاختار إتحاد الجعفي والأسدي، كما هو في كلام ابن عبد البر، فتدبر. تنبيهات: أحدها: أني لم أحضر كلام من أحصى ذكر أسماء ولد أبي سبرة الجعفي الوافد على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل الأكثر إنما ذكروا سبرة، وعزيز، الذي غير اسمه، إلا أن ظاهر رواية سبرة بن أبي سبرة، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لي: " ما ولدك " ؟ فقلت: فلان، وفلان، و عبد العزى. فقال: بل هو عبد الرحمان... "، الحديث، أنهم ثلاثة. أخرجها ابن مندة عنه، وابن حجر في الإصابة، وغيره. ثانيها: أن ابن عبد البر في الاستيعاب، وكذا ابن حجر في الإصابة ذكر النظر في إتحاد أبي سبرة الجعفي وأبي سبرة الأسدي، بقرينة رواية دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) في الوتر، فليكن على ذكر منك، عند النظر إلى تراجم رجال هؤلاء البيت، وتحقيقه في غير المقام. ثالثها: أن الطبري ذكر في تاريخه في حوادث سنة 14 ه‍ ق، وبعث عمر الجيش لحرب القادسية مع سعد، وكان فيهم ألف وثلاثمائة من مذحج على ثلاثة
________________________________________
1 - الإصابة: ج / ص 392 / ر 5127. (*)
________________________________________
[ 172 ]
[... ] رؤساء، عمرو بن سعد يكرب على بني منية، وأبو سبرة بن ذؤيب علي جعفي، ومن في خلف جعفي.... وذكر نحوه ابن الأثير في الكامل في ذكر إبتداء أمر القادسية (1). 2 - عبد الرحمان أبي سبرة الجعفي: هذا هو الذي تشرف مع أبيه وأخيه، بالوفود على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأكرمه بتغير اسمه وسماه عبد الرحمان، كما في الروايات والتراجم. وقال في اسد الغابة في ترجمته: معدود في الكوفيين. ولم أحضر له ذكر كنيته، إلا ما يظهر من بعض الروايات أنه يكني بأبي الحصين، كما يأتي في ولده الحصين. وروى الصدوق في التوحيد، كما يأتي، بإسناده عن أبي معاوية، عن الحصين بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام)، ذكر خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما إستنهض الناس في حرب معاوية - لعنه الله - في المرة الثانية. وأيضا بطريق آخر، عن أبي زيد سعيد بن محمد البصري، عن عمرة بنت أوس، قالت: حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمان عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام). 3 - الحصين بن عبد الرحمان بن أبي سبرة الجعفي: قال النجاشي (ر 281): بسطام بن الحصين بن عبد الرحمان، ابن أبي خيثمة، وإسماعيل، كان وجها في أصحابنا، وأبوه.... قلت: ومدح أبيه بالوجاهة في أصحابنا بوجه مطلق، هو فوق التوثيق، فليتدبر. وقال ابن حجر في لسان الميزان: حصين الجعفي. قال ابن معين: ما أعرفه.
________________________________________
1 - تاريخ الطبري: ج 3 / ص 484، الكامل: ج 2 / ص 451. (*)
________________________________________
[ 173 ]
[... ] وبيض له ابن أبي حاتم. وأورد ابن عدي عن عثمان الدارمي. قلت لابن معين حصين الجعفي، عن علي: تعرفه ؟ قال: لا (1). وقال الذهبي في ميزان الإعتدال: حصين بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي، كتب عنه طعمة بن غيلان، مجهول (2). وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: ومما يقال له حصين بن عبد الرحمان أيضا سبعة... الثاني: الجعفي، أخو إسماعيل، كوفي أيضا، من السابعة، مجهول (3). وقال المزي في تهذيب الكمال: وممن يسمى حصين بن عبد الرحمان أيضا، من رواة العلم، حصين بن عبد الرحمان الجعفي، أخو إسماعيل بن عبد الرحمان، كوفي. يروي عن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). ويروي عنه طعمة بن غيلان (4). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 187 / ر 221): حصين بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي، أسند عنه. قلت: ذكرناه في الجزء الأول (5) عند إحصائنا لأسمائهن وصفهم الشيخ في رجاله بقوله: أسند عنه، وتفسيره. وله روايات عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 320 / ر 1310. 2 - ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 552 / ر 2081. 3 - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 182 / ر 411. 4 - تهذيب الكمال: ج 6 / ص 523 / ر 1359. 5 - تهذيب المقال: (*)
________________________________________
[ 174 ]
[... ] فمنها: ما رواه الشيخ في التهذيب عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن الحصين بن أبي الحصين، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك اختلف مواليك في صلاة الفجر...، الحديث (1). ومنها: ما رواه الصدوق في التوحيد، عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي وأحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي معاوية، عن الحصين بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام) إستنهض الناس في حرب معاوية في المرة الثانية، فلما حشد الناس، قام خطيبا. فقال: " الحمد لله الواحد الأحد... "، الخطبة (2). ومنها: ما رواها أيضا بإسناد آخر، عن أبي زيد سعيد بن محمد البصري، قال: حدثتني عمرة بنت أوس، قالت: حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمان عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)...، الحديث (3). ومنها: ما رواه ابن شهر آشوب في المناقب في إمامة أبي عبد الله (عليه السلام)، عن كتاب الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، قال: قال الصادق (عليه السلام) للحصين بن عبد الرحمان: " يا حصين، لا تستصغروا مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات ". قال: يا ابن رسول الله ما استصغرتها، ولكن أحمد الله عليها (4).
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 36 / ح 115. 2 - التوحيد: 3 - التوحيد: 4 - مناقب آل أبي طالب: (*)
________________________________________
[ 175 ]
[... ] ومنها: ما رواه الشيخ المفيد في الإختصاص في إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري، عن محمد بن سعيد الكوفي، عن محمد بن فضل بن إبراهيم، عن أبيه، عن النعمان بن عمرو الجعفي، قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي، قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمان علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فأدناه، وقال: " ابن من هذا معك " ؟ قال: ابن أخي إسماعيل. فقال: " رحم الله إسماعيل، وتجاوز عنه سيئ عمله، كيف خلفتموه " ؟ قال: بخير ما آتاه الله لنا من مودتكم. فقال: " يا حصين لا تستصغروا مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات ". قال: يا بن رسول الله ما استصغرتها، ولكن أحمد الله عليها. قلت: وتمام الكلام في ترجمته ورواياته في " الطبقات "، و " أخبار الرواة " وغيرهما، مما تشير إلى وجاهة والد بسطام بن الحصين. 3 - إخوته محمد بن الحصين بن عبد الرحمان أخو بسطام الجعفي. قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 286 / ر 85): محمد بن الحصين بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي. 4 - ولده محمد بن بسطام بن الحصين بن عبد الرحمان الكوفي الجعفي.
________________________________________
[ 176 ]
[... ] قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 283 / ر 43): محمد بن بسطام الجعفي، مولى لهم. 5 - عمومته وبني أعمامه 1 - سبرة بن أبي سبرة الجعفي عم أبي بسطام: هو الذي كني به أبو سبرة الجعفي الوافد مع ابنيه على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولعله أكبر بنيه سنا، أو كرامة أيضا، حيث يقدم على غيره ذكرا. وروى عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث القرائة في الوتر، بل يظهر من بعضهم أنه السابق مع أخيه في الهجرة، فلحق بهما أبوهما. فقال ابن حجر في الإصابة في أخيه عبد الرحمان بعنوان (عزيز): قال المرزباني: هاجر سبرة وعزيز ابنا يزيد بن مالك بن عبيدالله بن ذؤيب الجعفي، فلحق بهما أبوهما - إلى أن قال بعد ذكر شعره، وغيره: - فوفدوا على النبي (صلى الله عليه وآله)، فأسلموا وحسن إسلامهم (1). وقال أيضا في ترجمته بعنوان (سبرة) في الإصابة: وروى أبو نعيم من طريق زياد بن عبد العزيز، عن أبي سبرة، حدثني أبي، قال: كنا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وآله)، فذكر قصة فيها، فأقبل علينا، وهو يقول: " والذي نفسي بيده، ليخرجن من هذا المسجد فتن كصياصي البقر " (2).
________________________________________
1 - الإصابة: ج 2 / ص 472 2 - الإصابة: ج 2 / ص 14 (*)
________________________________________
[ 177 ]
[... ] وقال ابن حجر في لسان الميزان: سبرة رجل حدث عنه إسماعيل السدي، مجهول. وقال ابن حبان في الثقات: روى عن أنس لا أدري من هو (1). 2 - إسماعيل بن عبد الرحمان بن أبي سبرة الجعفي الكوفي: قال النجاشي: وإسماعيل كان وجها في أصحابنا، وأبوه وعمومته. وكان أوجههم إسماعيل.... وقال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 104 / ر 15): إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي تابعي، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة. روى عنه، وعن أبي عبد الله (عليهما السلام). وأيضا من أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 147 / ر 84): إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي تابعي، سمع من أبي الطفيل. مات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام). وكان فقيها. وروى عن أبي جعفر (عليه السلام) أيضا. وقال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي (2). وروى جماعة من ثقات أصحاب الصادق (عليه السلام) عن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، مثل: أبان بن عثمان، وحماد بن عثمان، وجميل بن دراج، وإسحاق بن عمار، وصفوان بن يحيى، وقد أحصيناهم في " طبقات أصحابه (عليه السلام) ". كما روى جماعة من ثقات أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) عنه، عن أبي
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 3 / ص 7 ر 28، الثقات: 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 12. (*)
________________________________________
[ 178 ]
[... ] عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، ذكرناهم في " طبقات أصحابه (عليه السلام) ". منهم هشام بن سالم. ويأتي في محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان، عن المفيد في الإختصاص، حديث دخوله مع عمه الحصين بن عبد الرحمان على أبي عبد الله (عليه السلام)، قوله: فأدناه، وقال (عليه السلام): " ابن من هذا معك " ؟ قال: ابن أخي إسماعيل. فقال (عليه السلام): " رحم الله إسماعيل، وتجاوز عن سيئ عمله، كيف خلفتموه " ؟...، الحديث. وروى الصدوق في الخصال عن محمد بن الحسن (رضي الله عنه)، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " اولوا العزم من الرسل خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، صلوات الله عليهم أجمعين " (1). وروى محمد بن جرير الطبري في نوادر المعجزات، في دلائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سيار، عن أبي مالك الأزدي، عن إسماعيل الجعفي، قال: كنت في المسجد الحرام قاعدا، وأبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في ناحية، فرفع رأسه إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة. ثم قال: " * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) * ". فكرر ذلك ثلاث مرات، ثم إلتفت إلي وقال: " أي شئ يقول أهل العراق في هذه الآية، يا
________________________________________
1 - الخصال: ص 300 / ب / ح 73. (*)
________________________________________
[ 179 ]
[... ] عراقي " ؟ قلت: يقولون: أسرى به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس. قال: " ليس كما يقولون، لكنه أسرى به من هذه، يعني الأرض إلى هذه، وأومى بيده إلى السماء وما بينهما ". ثم قال: " إن الله تبارك وتعالى لما أراد زيارة نبيه (صلى الله عليه وآله) بعث إليه ثلاثة من عظماء الملائكة، جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، رفعت معهم حمولة من حمولته تعالى، يقال له: البراق... "، الحديث وهو طويل (1). قلت: وتفصيل أحوال إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي، ورواياته، والرواة عنه في " الطبقات الكبرى "، و " أخبار الرواة ". 3 - محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان الكوفي الجعفي: قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 281 / ر 20): محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي، أسند عنه. وروى المفيد في الإختصاص عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري، قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن محمد بن فضل بن إبراهيم، عن أبيه، عن النعمان بن عمرو الجعفي، قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي، قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمان على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأدناه، وقال: " ابن من هذا معك " ؟ قال: ابن أخي إسماعيل. فقال: " رحم الله إسماعيل، وتجاوز عنه سيئ عمله، كيف خلفتموه " ؟ قال: بخير ما آتاه الله لنا من مودتكم. فقال: " يا حصين، لا تستصغروا مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات ". قال: يابن رسول الله ما استصغرتها، ولكن أحمد الله عليها (2).
________________________________________
1 - نوادر المعجزات: 2 - الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 180 ]
[... ] 4 - مصقلة بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي: قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 252 / ر 463): مصقلة بن إسماعيل الجعفي كوفي. 5 - عمر بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي: قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 252 / ر 463): عمر بن إسماعيل الجعفي الكوفي. وفي الفهرست (ص 114 / ر 493): عمر بن إسماعيل له كتاب. أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عنه. 6 - عمرة بنت أوس بن الحصين بن عبد الرحمان الجعفي: روى الصدوق في التوحيد، عن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ، عن محمد ابن العباس بن بسام، عن أبي زيد سعيد بن محمد البصري، عن عمرة بنت أوس [ اويس ]، قالت: حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب بهذه الخطبة...، ثم ذكرها (1). 7 - خيثمة بن عبد الرحمان بن أبي سبرة الجعفي، أبو عبد الرحمان: قال النجاشي: منهم خيثمة بن عبد الرحمان، صاحب عبد الله بن مسعود. وقال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): خيثمة بن عبد الرحمان، الجعفي (2).
________________________________________
1 - التوحيد: 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 15. (*)
________________________________________
[ 181 ]
[... ] وقال الشيخ في أصحابه (عليه السلام) (ص 120 / ر 3): خيثمة بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي، أبو عبد الرحمان. وقال أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 187 / ر 41): خيثمة بن عبد الرحمان الجعفي الكوفي. وتقدم عن ابن سعد في الطبقات: خيثمة بن عبد الرحمان بن أبي سبرة، وإسمه يزيد بن مالك... - إلى أن قال عن خيثمة: - أنه أدرك ثلاثة عشر رجلا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله). 8 - زياد بن خيثمة الجعفي: قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 198 / ر 36): زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي، أسند عنه. 9 - جميل بن عبد الرحمان الجعفي: قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 163 / ر 36): جميل بن عبد الرحمان الجعفي، أبو الأسود، مولاهم. كوفي. 10 - يونس بن عبد الرحمان الجعفي: 11 - علي بن يونس بن عبد الرحمان بن أبي سبرة الجعفي: فقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 243 / ر 320): علي بن يونس بن عبد الرحمان الجعفي. 12 - عبد الرحمان أبو خيثمة: قال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 126 / ر 35): عبد الرحمان، أبو خيثمة.
________________________________________
[ 182 ]
[ له كتاب. أخبرنا محمد بن جعفر الأديب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن النعمان الجعفي، قال: حدثنا بسطام بن الحصين، بكتابه (1). ] وقال البرقي في أصحابه: عبد الرحمان، وهو أبو خيثمة (1). 6 - وجاهة بسطام الجعفي وبيته قد وصفه النجاشي بقوله: كان وجها في أصحابنا، وأبوه وعمومته. وكان أوجههم إسماعيل. وظاهره وجاهته في أصحابنا بوجه مطلق، في الدين والدنيا، والحديث والرواية. وأشار النجاشي أيضا إلى وجاهة آل بسطام الجعفي بقوله: وهم بيت بالكوفة، من جعفي، يقال لهم: بنو أبي سبرة، كما تقدم. 7 - كتاب بسطام الجعفي وروايته والطرق إليه (1) قد انفرد النجاشي بذكر الكتاب لبسطام. ورجال طريقه غير محمد بن عمرو بن النعماني، من الأجلاء الثقات.
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 15. (*)
________________________________________
[ 183 ]
[ - بسطام بن مرة: له كتاب. أخبرنا محمد بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن بسطام ابن مرة، بكتابه (1). ] (1) قال ابن حجر في لسان الميزان: بسطام بن مرة، ذكره الطوسي في رجال الشيعة. روى عن عمر وثابت. يروي عنه إبراهيم بن هاشم، والمعلى بن محمد البصري، وغيرهما (1). قلت: وطريق الماتن إلى كتابه فيه المعلى بن محمد البصري، الآتي (ر 1120) قول الماتن فيه أيضا: أبو الحسن مضطرب الحديث والمذهب. وكتبه قريبة. كما يأتي أيضا قول ابن الغضائري فيه: أبو محمد، يعرف حديثه وينكر. يروي عن الضعفاء، ويجوز أن يخرج شاهدا. قلت: ولعل ذلك أوجب التوقف في أمر بسطام بن مرة، إلا أن الشأن في تضعيف العلمين المعلى، فإن الأصل في الجميع إيهام الغلو برأي بعض. والنظر في رواياتهما الموافقة لاصول مذهب الإمامية ينافي ذلك، والتسرع في تضعيف رواة فضائل آل محمد (عليهم السلام) غير عزيز. فمنها: ما رواه الكليني في اصول الكافي باب أن النعمة التي ذكرها الله عزوجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام)، عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد الأسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 15 / ر 53. (*)
________________________________________
[ 184 ]
[... ] " ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيه، لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ". ثم تلا (عليه السلام) هذه الآية: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار) * "، ثم قال (عليه السلام): " نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة " (1). ومنها: ما رواه الكليني أيضا في اصول الكافي من كتاب الحجة باب فيه نتف من التنزيل، بهذا الإسناد، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، تأويل قوله تعالى: * (أن اشكر لي ولوالديك) * برسول الله وبأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، وتأويل قوله: * (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) * على الرجلين، وأن رضى محمد وعلي صلوات الله عليهما رضى الله تعالى وسخطهما سخطه (2). ومنها: ما رواه أيضا في الكافي كتاب الأطعمة باب جامع في الدواب التي لا يؤكل لحمها، بهذا الإسناد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم ابن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري...، يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " الكوفة جمجمة العرب، ورمح الله تبارك وتعالى، وكنز الإيمان ". ثم قال أبو سعيد في جواب من سأله عن قول إخواننا من أهل الكوفة في حرمة الجري ما لفظه: " فخذ عنهم، اخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)... " (3).
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 217 / ح 1، والآية في سورة إبراهيم: 29. 2 - الكافي: ج 1 / ص 428 / ح 79، والآية في سورة لقمان: 14. 3 - الكافي: ج 6 / ص 243 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 185 ]
[... ] ومنها: رواية بسطام في هذا الحديث حرمة الجري، والضب، وكل سمك ليس له قشر وفلوس، والمسوخ. ومنها: روايته في هذا الحديث قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علة تحريم المسوخ أنهم كانوا عصاة الأوصياء بعد الرسل، فقال: " فإن الله تبارك وتعال مسخ سبعمائة أمة عصوا الأوصياء بعد الرسل، فأخذ أربعمائة منهم برا، وثلاثمائة بحرا "، ثم تلا (صلى الله عليه وآله) هذه الآية: * (فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق) * (1). ومنها: ما رواه الصدوق في الخصال باب ما بعد الألف عن جعفر بن محمد ابن مسرور (رضي الله عنه)، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد البصري، عن بسطام بن مر، عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أمرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الأحد، وتخلف عمرو بن حريث - لعنه الله - في سبعة نفر، فخرجا إلى مكان بالحيرة، يسمى (الخورنق)، فقالوا: نتنزه، فإذا كان يوم الأبعاء خرجنا، فلحقنا (عليه السلام) قبل أن يجمع، فبينما هم ينفذون، إذ خرج عليهم ضب، فصادوه فأخذه عمرو بن حريث - لعنه الله - فنصب كفه، وقال: بايعوا، هذا أمير المؤمنين، فبايعه السبعة، وعمرو ثامنهم - لعنهم الله -. وارتحلوا ليلة الأربعاء، فقدموا المدائن يوم الجمعة، وأمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب، ولم يفارق بعضهم بعضا، وكانوا جميعا، حتى نزلوا على باب المسجد. فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: " يا أيها الناس إن رسول
________________________________________
1 - سبأ: 19. (*)
________________________________________
[ 186 ]
[... ] الله (صلى الله عليه وآله) أسر إلي ألف حديث، في كل حديث ألف باب، لكل باب ألف مفتاح. وإني سمعت الله جل جلاله يقول: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * وأني أقسم لكم بالله ليبعثن الله تعالى يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم، وهو ضب، ولو شئت أن اسميهم لفعلت ". قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث - لعنه الله - قد سقط، كما تسقط السعفة، حياءا ولؤما (1). ومنها: رواية في نزول المائدة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فروى الكليني في الكافي في كتاب الأطعمة باب الهريسة، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة الفارسي، قال: حدثنا عبد الرحمان بن عمر بن يزيد الفارسي، عن محمد بن معروف، عن صالح بن رزين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما، وهي من المائدة التي نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) " (2). قلت: الأمور التي إشتملت عليها روايات بسطام بن مرة، ليست من المتفردات، بل عليها الأخبار من غير طريقه، مما يطول المقام بالإشارة إليها. وتفصيل الكلام في رواياته، وفيمن روى عنهم، ومن روى عنه في " أخبار الرواة ". والطعن فيهم بروايتهم هذه الغرائب، فيه نظر، وتفصيله في تراجمهم، فلا نطيل بالتعرض لذلك.
________________________________________
1 - الخصال: ص 644 / باب ما بعد الألف / ح 26، والآية في سورة: 2 - الكافي: ج 6 / ص 319 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 187 ]
[ - بسطام بن سابور (1): له كتاب. أخبرنا محمد بن جعفر النجدي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن عمر، قال: حدثنا علي بن ] 1 - اتحاد بسطام بن سابور (1) تقدم من الماتن: بسطام بن سابور الزيات، أبو الحسين الواسطي مولى، ثقة... (1). وأيضا من الشيخ في الفهرست. بسطام بن الزيات أبي الحسين الواسطي نحوه، بكتاب. وقد اختلف من تأخر في التعدد، بالتكرر في الذكر قريبا، مع إختلاف في أمور لا تخفى، أو الإتحاد، لإمكان الجمع بينها إلا أن التأمل فيمن روى عنه، ربما يؤكد الإتحاد، مضافا إلى الإتحاد في النسبة والنسب. وقد روى الشيخ في التهذيب باب صلاة التسبيح، عن الحسين بن سعيد، عن بسطام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال له رجل: جعلت فدلك أيلتزم الرجل أخاه ؟ فقال: " نعم، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم إفتتح خيبر، أتاه الخبر: أن جعفر قد قدم، فقال (صلى الله عليه وآله): والله ما أدري بأيهما أنا أشد سرورا، أبقدوم جعفر أو بفتح خيبر ؟ قال: فلم يلبث أن جاء جعفر (عليه السلام). قال: فوثب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالتزمه، وقبل عينيه... "، الحديث (2). وروى أيضا في الرضاع، عن علي بن عبد الملك بن بكار بن الجراح، عن بسطام، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: " لا يحرم من الرضاع إلا البطن الذي ارتضع
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 / ص 2 - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 183 / ح 420. (*)
________________________________________
[ 188 ]
[ الحسن، عن محمد بن أبي حمزة، عنه (1). ] منه " (1). وتمام البحث فيه في " أخبار الرواة ". 2 - الطريق إلى كتابه (1) رجال الطريق إلى كتابه الثقات والأعلام. وأما أحمد بن عمر بن كيسبة أبي الملك النهدي، - فهو وإن لم يصرح بتوثيق في فهرستي النجاشي والشيخ، مع أنهما قد رويا عنه كثيرا كتب جماعة، أحصيناهم في ترجمته، ولذلك ربما يتوهم القاصر المبتدي، ضعفه، ولكنه توهم فاسد - فإن الطرق إليه صحاح، والراوي عنه كثيرا هو أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الثقة العظيم الذي لا يعد له أحد في الحفظ ومعرفة الحديث ورواته، روى عنه، عنه المشايخ في كتبهم، وأنه يروي عن علي بن الحسن الطاطري الثقة. وتمام الكلام في أمارات وثاقته في " أخبار الرواة ". قال الشيخ في الفهرست (ص 40 / ر 122): بسطام بن سابور، له كتاب. أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن عمر بن كيسبة، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمد بن أبي حمزة، عنه. وأخبرنا أحمد بن عبدون، عن ابن الأنباري، عن حميد، عن النهيكي، عنه. قلت: طريقي النجاشي والشيخ موثق بالطاطري، وأيضا بحميد في ثاني طريقي الشيخ. وتوهم ضعفه بابن الأنباري، ناش عن عدم المعرفة به، فهو الذي وثقه النجاشي صريحا في ترجمته، كما مرت الإشارة بتوثيقه، فلاحظ.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 322 / ح 1326. (*)
________________________________________
[ 189 ]
[ [ باب بشر ] - بشر بن سليمان البجلي: كوفي (1). له كتاب. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن الربيع الأقرع، بكتابه (2). - بشر بن مسلمة: كوفي، ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3). ] (1) يحتمل كونه ابن سليمان بن خالد بن دهقان الكوفي البجلي، الفقيه القاري، الوجيه من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، الذي تفجع أبو عبد الله (عليه السلام) لفقده، ودعا لولده، وأوصى بهم أصحابه، وتأتي ترجمته (ر 284). (2) الطريق صحيح إلى محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قس بن رمانة الأشعري الكوفي الثقة. وأما محمد بن الربيع، فلم يوثق صريحا كما لم يوثق بشر، إلا أن يستظهر من بعض الأمارات العامة، نحو رواية الثقات الأجلاء عنه، منهم الحسن بن علي بن فضال. (3) في بعض النسخ: بشر بن مسلم. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 155 / ر 1): بشر بن مسلم، أبو الحسن البجلي الكوفي. وأيضا بعده (ص 155 / ر 4) بشر بن مسلمة الكوفي.
________________________________________
[ 190 ]
[ له كتاب، رواه ابن أبي عمير. أخبرنا الحسين ومحمد، قالا: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد (بن عيسى - ظ)، عن ابن أبي عمير، عن بشر، به (1). ] وأيضا في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 345 / ر 3): بشر بن مسلمة، ثقة، يكنى أبا صدقة. وقال البرقي في أصحاب الكاظم (عليه السلام): بشر بن مسلمة (1). وروى الشيخ في التهذيب عن الكليني، عن حميد، عن عبيدالله بن أحمد النهيكي، عن ابن أبي عمير، عن بشر بن مسلمة، عن أبي الحسن (عليه السلام) في جدي رضع من خنزيرة، ثم ضرب... (2). (1) وفي الفهرست (ص 40 / ر 119 و 120): بشر بن مسلمة، له أصل. وبشار ابن يسار، له أصل. أخبرنا بهما الحسين بن عبيدالله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عنهما. قلت: طريق المتن صحيح، ورجاله الثقات، غير ابن بطة، ففيه كلام معروف. وطريق الشيخ فيه أحمد بن محمد بن يحيى من المشايخ والأجلاء، ولم يصرح بتوثيق، وعد كتابه أصلا، ذكرناه في أصحاب الاصول.
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 50. 2 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 44 / ح، الكافي: ج 6 / ص 250 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 191 ]
[ - بشر بن سلام (1): رأيت بخط أبي العباس أحمد بن علي بن نوح، فيما وصي إلي، من كتبه (2). أخبرنا أحمد بن الزراري، قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز عن يحيى ابن زكريا أبي محمد اللؤلؤي، عن بشر، عن صالح النيلي. ] (1) يأتي في صالح بن الحكم النيلي الأحول (ر 533) قول النجاشي: ضعيف. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). روى عنه ابن بكير وجميل بن دراج. له كتاب يرويه عنه جماعة، منهم بشر بن سلام. أخبرنا أحمد بن علي بن نوح، قال: حدثنا محمد ابن علي بن تمام، قال: حدثنا علي بن محمد الجرجاني، قال: حدثنا أبي ويحيى بن زكريا اللؤلؤي، عن بشر بن سلام، عن صالح النيلي. وقال أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين:... وكتاب بشر بن سلام وغيره، حدثني به خال أبي العباس الرزاز، عن يحيى بن زكريا، عن بشر بن سلام، من الرجال، هو بخطي (1). قلت ذكرناه في " شرح رسالة أبي غالب الزراري ". وسكوت النجاشي عن تعريفه، بغير روايته كتاب صالح النيلي الذي ضعفه، يؤمي إلى النظر فيه. وسيأتي الكلام فيه. (1) تقدم منا تحقيق فيما وصى به أعلام الطائفة لأبي العباس النجاشي في مقدمة هذا الشرح (2).
________________________________________
1 - شرح رسالة أبي غالب الزراري للمؤلف: 2 - تهذيب المقال: ج 1 / ص (*)
________________________________________
[ 192 ]
[ [ باب الواحد ] - بريد بن معاوية، أبو القاسم العجلي (1): ] 1 - نسبة بريد بن معاوية ونسبه (1) إتفقت الروايات وكتب التراجم من العامة والخاصة، وتصريحات أعلام الطائفة، كالبرقي والنجاشي والشيخ والكشي، على نسبة بريد بن معاوية بالعجلي. وهي نسبة إلى حي من ربيعة، منسوبين إلى عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذي يحمق، كما قيل في الأنساب في بني عجل، أو إلى عجلة بكسر العين، موضع قرب الأنبار، أو إلى بئر حفرها قصي بن كلاب قبل خم، أو إلى الطائفة العجلية، أو لغير ذلك مما حققناه في " الأنساب " و " الفرق والمذاهب ". فما في بعض نسخ رجال النجاشي من ضبط (البجلي) بدل (العجلي)، وإحتمال إنتسابه إلى معاوية بن عمار الدهني البجلي، أو معاوية بن وهب البجلي، أو غيرهما من البجليين الكوفيين، فغير ظاهر، إلا بالجمع بينهما بالنسب والولاء، كما هو غير عزيز، إلا أنه ربما ينافيه قوله: (عربي). قال ابن حجر في لسان الميزان: بريد بن معاوية بن أبي حكيم، وإسمه حاتم العجلي. يكنى أبا القاسم. قاله ابن النجاشي... (1). وقال الدار قطني المتوفي سنة 385، في المؤتلف والمختلف: بريد بن معاوية
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 10 / ر 31. (*)
________________________________________
[ 193 ]
[... ] العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث (خاصف النعل). حدثنا ابن سعيد، حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدثنا أحمد بن حماد الهمداني، حدثنا فطر وبريد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء. وفي تعليق الدارقطني عن الأكمال ج 1 / 228، والتبصير ج 4 / 1492، وعن اللسان وروى حديث (خاصف النعل) عن النسائي في خصائص علي (عليه السلام) ص 29، والحاكم في الأربعين، وقال: صحيح على شرط الشيخين، والله أعلم، كما في ابن عراق 1 / 387، كما في هامش (العلل المتناهية ج 1 / 239) وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة حديث رقم 1071 وأيضا حديث رقم 1083، وإسناده صحيح، وفي المسند ج 3 / 82، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 133: رجاله رجال الصحيح، غير فطر، وهو ثقة، والحاكم في المستدرك ج 3 / 122، من طريق فطر، وصححه، ووافقه الذهبي، وأنظر كنز العمال ج 11 / 613. إنتهى. قلت: سيأتي ذكر روايته حديث (خاصف النعل) إن شاء الله. كما يأتي في المتن ترجمة ابنه القاسم بن بريد بن معاوية العجلي (ص / ر) الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام). وله روايات عن أبيه، ذكرناها في محله. 2 - رواية بريد حديث خاصف النعل أخرجت العامة في المسانيد، وغيرها بأسانيدهم، وفيها بريد بن معاوية العجلي وفطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: كنا
________________________________________
[ 194 ]
[... ] مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانقطعت نعله، فتخلف علي (عليه السلام)، يخصفها، فمشى قليلا، ثم قال: " إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله "، فاستشرف لها القوم، وفيهم أبو بكر وعمر. قال أبو بكر: أنا هو ؟ قال: " لا ". قال عمر: أنا هو ؟ قال: " لا. ولكن خاصف النعل "، يعني عليا. فأتيناه وبشرناه، فلم يرفع به رأسه، كأنه قد كان سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله). أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) باب قوله (صلى الله عليه وآله): " تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله "، وأحمد بن حنبل في مسنده، في مسند أبي سعيد، والمتقي في كنز العمال، وابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بطرق عديدة، ومنها طريقه عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسين عاصم بن الحسن، عن أبي عمر الفارسي، عن أبي العباس بن عقدة، عن يعقوب بن يوسف بن زياد، عن أحمد بن حماد الهمداني، عن فطر بن خليفة وبريد ابن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري (1). وبهذا نكتفي. والحديث قد أخرجه أصحابنا الإمامية من طرق العامة بأسانيدهم، يطول بذكره المقام. وإن شئت فلاحظ إحقاق الحق، وغاية المرام وغيرهما (2). قلت: ولعل رواية بريد بن معاوية العجلي حديث (خاصف النعل)،
________________________________________
1 - 2 - (*)
________________________________________
[ 195 ]
[ عربي. روى عن (1) أبي عبد الله (عليه السلام)، ] أوجبت ترك جماعة من العامة لذكره، منهم: أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال، وابن حجر في تقريب التهذيب، والذهبي في الكاشف، وميزان الإعتدال، بل إنما ذكره في لسان الميزان للطعن فيه، بالاستطاعة. 3 - من أدرك بريد من الأئمة (عليهم السلام) وروى عنهم (1) لم يذكر ادراكه الإمام السجاد (عليه السلام)، نعم أدرك جماعة ممن أدركه وروى عنه (عليه السلام)، مثل الإمام أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وجماعة من أصحابهما (عليهما السلام). وروى عن محمد بن مسلم الطائفي الكوفي الثقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) كما في اصول الكافي باب التسليم على أهل الملل (1). وأكثر روايات بريد إنما هي عن الإمامين (عليهما السلام)، لا عن الرجال. نعم روى العامة بأسانيدهم عنه، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي أبى إسحاق الكوفي حديث (خاصف النعل)، ووثقه العامة كما في الكاشف، وميزان الإعتدال للذهبي، وقال: وثقه ابن معين وغيره، وحدث عنه شعبة وفطر، وقال أبو الفتح الأزدي: وحده منكر الحديث، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: ثقة، تكلم فيه الأزدي، بلا حجة (2).
________________________________________
1 - الكافي: ج 2 / ص 649 / ح 4. 2 - الكاشف: ج 1 / ص 122 / ر 376، ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 227 / ر، تقريب التهذيب: ج 1 / ص 69 / ر 508. (*)
________________________________________
[ 196 ]
[ وأبي جعفر (عليه السلام) (1). ] قلت: والأصل الموجب للتكلم فيه، هو نكارة حديثه بزعمهم، وتقدمت رواية بريد بن معاوية العجلي وفطر بن خليفة عن إسماعيل بن رجاء، عن أبي سعيد حديث (خاصف النعل). وقد عرفوه طبقة بروايته عن إسماعيل بن رجاء، وعن الإمامين الباقرين (عليهما السلام). (1) قد أدرك بريد الإمام أبا جعفر الباقر وأبا عبد الله الصادق (عليهما السلام). وروى عنه، عنهما (عليهما السلام) جماعة، ذكرناهم في " طبقات أصحابهما "، كما في المتن وغيره. وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يمدحه في أصحابه (عليه السلام). وقال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): بريد بن معاوية العجلي. وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) نحوه (1). وقال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 109 / ر 22): بريد بن معاوية، يكنى أبا القاسم. وأيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 158 / ر 59): بريد بن معاوية، أبو القاسم العجلي الكوفي. وقال ابن حجر في لسانه: قال ابن النجاشي: وجه من وجوه الشيعة، وفقيه. له محل عند الأئمة (عليهم السلام). روى عنه علي بن عقبة بن خالد الأسدي، وجميل بن صالح، وعلي بن رئاب، وغيرهم. وروى هو عن إسماعيل بن رجاء وأبي جعفر الباقر وجعفر الصادق (عليهما السلام). وذكر ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال: أنه مات سنة خمسين ومائة. وذكر سعد بن عبد الله القمي بسند له إلى جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: " أوتاد الأرض أربعة "، فذكره منهم، وزرارة. ويقال: إنه
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 4 و 17. (*)
________________________________________
[ 197 ]
[ ومات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام) (1). وجه من وجوه أصحابنا (2). ] كان يقول ب‍ (الاستطاعة)، كما يقول زرارة. قلت: ويأتي الكلام في تاريخ وفاته، وفيما نسب إليه من القول ب‍ (الاستطاعة). 4 - تاريخ وفات بريد العجلي (1) ظاهر الماتن الجزم بوفات بريد في حياة أبي عبد الله (عليه السلام)، وهو مناف لما يأتي منه في الصحيح عن ابن فضال، أنه مات خمسين بعد وفاته بسنتين، إلا أن يكون الإسناد هنا على سبيل الحكاية عن غير ابن فضال. 5 - وجاهة بريد العجلي بين الإمامية (2) إن على وجاهة بريد بن معاوية العجلي بين الشيعة الإمامية شواهد، منها: رواية إعلام أصحاب أبي جعفر الباقر والصادق (عليهما السلام) ومعاصريه عنه، عنهما (عليهما السلام) كثيرا. فقد روى عنه، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، جماعة كثيرة، ذكرناهم برواياتهم في " طبقات أصحابه (عليه السلام) ". منهم: أبو أيوب الخزاز، وأبو الحسن السابق، وإسماعيل بن حبيب، وثعلبة بن ميمون الفقيه، والحارث بن محمد أبي جعفر الأحول صاحب الطاق، وحريز بن عبد الله، و عبد الله بن بكير، وعلي بن رئاب، وعمر بن اذينة، وعلي بن عقبة، وعبيد الله بن زرارة، وغالب بن عثمان، ومروان بن مسلم، ومنصور بن يونس، وهارون بن مسلم، والنعمان، وهشام بن سالم، وخضر الصيرفي، وأبو سليمان الحمار، وداود بن أبي يزيد العطار، ويونس، وغيرهم.
________________________________________
[ 198 ]
[... ] وقد روى عن بريد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، جماعة. منهم من رووا عنه، عن أبيه (عليه السلام)، ومنهم غيرهم، مثل أبان بن عثمان، وأيوب بن الحر، والحرث بن أبي رسن، ودرست بن أبي منصور، والحسين بن موسى، وربعي بن عبد الله، وابنه القاسم بن يزيد، ويحيى الحلبي، وغيرهم. ومن شواهد وجاهة بريد العجلي بين الشيعة، وغيرهم، أنه كان أمينا لهم، يودعون عنده أموالهم. كما يشير إلى ذلك ما رواه الكليني في الكافي باب فضل التجارة، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله الحجال، عن علي بن عقبة، عن محمد ابن مسلم وكان ختن بريد العجلي، قال بريد لمحمد: سل لي أبا عبد الله (عليه السلام) عن شئ اريد أن أصنعه، إن للناس في يدي ودايع وأموالا، وأنا أنقلب فيها وقد أردت أن أتخلى من الدنيا، وأدفع إلى كل ذي حق حقه. قال: فسأل محمد أبا عبد الله (عليه السلام) وخبره بالقصة، وقال: ما ترى له ؟ فقال: " يا محمد أيبدء نفسه بالحرب ؟ ! لا، ولكن يأخذ ويعطي على الله جل إسمه " (1). وروى الصدوق في الفقيه باب الحج من الوديعة، عن سويد القلا، عن أيوب بن حر، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن رجل إستودعني مالا، فهلك وليس لولده شئ، ولم يحج حجة الإسلام. قال: " حج عنه، وما فضل فاعطهم " (2).
________________________________________
1 - الكافي: ج 5 / ص 149 / ح 12. 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 272 / ح 1328. (*)
________________________________________
[ 199 ]
[ وفقيه أيضا (1). له محل عنه الأئمة (عليهم السلام) (2). ] 6 - فقاهة بريد العجلي وتصديق العصابة الإمامية وانقيادهم لفقهه (1) قال أبو عمرو الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (ص / ر): اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه. فقالوا أفقه الأولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي...، الحديث. وأيضا في ترجمة زرارة (ص / ر) بإسناد صحيح يأتي، عن سليمان ابن خالد الأقطع، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ما أجد أحدا أحيا ذكرنا، وأحاديث أبي (عليه السلام) إلا زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي. ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا... "، الحديث. وقال بن شهر آشوب في المناقب في فقهاء أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام): واجتمعت العصابة أن أفقه الأولين ستة. وهم أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام). وهم: زرارة بن أعين... وبريد بن معاوية العجلي (1). 7 - محل بريد العجلي عند الأئمة (عليهم السلام) (2) قد وردت روايات كثيرة في مدح بريد بن معاوية العجلي، ومحله عند
________________________________________
1 - مناقب آل أبي طالب: ج (*)
________________________________________
[ 200 ]
[... ] الأئمة (عليهم السلام) في الدنيا والآخرة. وهذه على طوائف، وتدل على امور: 1 - أن بريدا من حواري أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ينادى فيمن ينادى يوم القيامة مع ساير حواريهما، وحواري النبي والأئمة (عليهم السلام). فروى الكشي في ترجمة سلمان (ص / ر) عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن علي بن سليمان بن داود الرازي، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين لم ينقضوا العهد، ومضوا عليه، فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر. ثم ينادي مناد: أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد، واويس القرني. ثم ينادي المنادي: أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني، وحذيفة بن أسيد الغفاري. ثم ينادي المنادي: أين حواري الحسين بن علي (عليهما السلام) ؟ فيقوم كل من إستشهد معه، ولم يتخلف عنه. قال ثم ينادي المنادي: أين حواري علي بن الحسين (عليهما السلام) ؟ فيقوم جبير بن مطعم، ويحيى بن ام الطويل، وأبو خالد الكابلي، وسعيد بن المسيب. ثم ينادي المنادي: أين حواري محمد بن علي (عليهما السلام) وحواري جعفر بن محمد (عليهما السلام) ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية
________________________________________
[ 201 ]
[... ] العجلي، ومحمد بن مسلم، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، و عبد الله ابن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين. ثم ينادي أين سائر الشيعة مع سائر الأئمة (عليهم السلام)، يوم القيامة. فهؤلاء المتحورة، أول السابقين، وأول المقربين، وأول المتحورين من التابعين ". ورواه الشيخ المفيد في الإختصاص، قال: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن سليمان بن داود الرازي. وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن علي بن سليمان، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، الحديث (1). 2 - أن بريدا من السابقين المقربين إلى آل محمد (عليهم السلام). أ - فتقدم فيما رواه الكشي بإسناده عن أبي الحسن موسى بن حعفر (عليهما السلام) في ذكر حواري المعصومين (عليهم السلام)، قوله: " فهؤلاء المتحورة أول السابقين، وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين ". ب - وروى المفيد في الإختصاص فصل ذكر السابقين المقربين، عن جعفر ابن الحسين، عن محمد بن جعفر المؤدب - إلى أن قال: - أصحاب محمد بن علي (عليهما السلام): جابر بن يزيد الجعفي، حمران بن أعين - وذكر جماعة - بريد بن معاوية العجلي، الحكم بن أبي نعيم، الحديث (2).
________________________________________
1 - الإختصاص: 2 - الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 202 ]
[... ] ج - الكشي في زرارة (ص / ر) عن الحسين بن بندار، عن سعد بن عبد الله ابن أبي خلف، عن علي بن سليمان بن داود الداري [ الزراري ]، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " زرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم، وبريد، من الذين قال الله * (والسابقون السابقون اولئك المقربون) * " (1). د - وأيضا في الصحيح (ص / ر): عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الأقطع، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: - وذكر في هؤلاء بمدائح بريد بن معاوية العجلي إلى أن قال: - وهم السابقون إلينا في الدنيا، والسابقون إلينا في الآخرة. ه‍ - الكشي في ليث المرادي (ص / ر) بإسناده القوي، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث في مدحهم، قال: هؤلاء: * (السابقون السابقون، اولئك المقربون) *. 3 - أن بريدا من الأركان الذين أحيوا ذكر آل محمد (عليهم السلام)، وآثارهم، وحفظوا أحاديثهم. أ - أبو عمرو الكشي في زرارة (ص / ر) في الصحيح، عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الأقطع، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ما أجد أحدا أحيا ذكرنا، وأحاديث أبي (عليه السلام)، إلا زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية
________________________________________
1 - الواقعة: 10. (*)
________________________________________
[ 203 ]
[... ] العجلي. ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا (هذى - الإختصاص). هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء أبي (عليه السلام) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة ". ورواه المفيد في الإختصاص، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب، مثله (1). ب - وأيضا فيه (ص / ر) في الصحيح، عن حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد وغيره، قالوا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظرائه لاندرست أحاديث أبي (عليه السلام) ". ج - وروى الكشي في أبي بصير ليث المرادي (ص / ر)، في الصحيح، عن حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " * (بشر المخبتين) * بالجنة، بريد بن معاوية العجلي، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هذه لانقطعت آثار النبوة، وإندرست ". 4 - أن بريدا من النجباء ومن ائتمن على الحلال والحرام، ومن حفاظ الدين. أ - فروى الكشي في زرارة بالإسناد الصحيح المتقدم عن سليمان بن خالد
________________________________________
1 - الإختصاص: (*)
________________________________________
[ 204 ]
[... ] الأقطع، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في مدئح زرارة وليث ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، قال: " هؤلاء حفاظ الدين، وامناء أبي (عليه السلام) على حلال الله وحرامه... "، الحديث. ب - وأيضا بإسناد آخر يأتي عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث في مدح هؤلاء: " كان أبي (عليه السلام) ائتمنهم على حلال الله وحرامه... "، الحديث. ج - وروى الكشي في أبي بصير ليث المرادي بإسناده الصحيح المتقدم، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في مدحهم بريد بن معاوية العجلي، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء امناء الله على حلاله وحرامه. لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة، وإندرست. 5 - أن بريدا من أوتاد الأرض وأعلام الدين. فروى الكشي في ترجمة بريد (ص / ر) في الصحيح على الأظهر، عن الحسين بن بندار القمي، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن حديد وعلي بن أسباط، عن جميل دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة، محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين ". 6 - أن بريدا من عيبة علم أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ومستودع سرهما. أ - فروى الكشي في زرارة (ص / ر)، عن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن حديد
________________________________________
[ 205 ]
[... ] المدائني، عن جميل بن دراج، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله (عليه السلام) من أهل الكوفة من أصحابنا، فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي: " لقيت الرجل الخارج من عندي " ؟ فقلت: بلى، هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة. فقال: " لا قدس الله روحه، ولا قدس روح مثله، إنه ذكر أقواما كان أبي (عليه السلام) ائتمنهم على حلال الله وحرامه، وكانوا عيبة علمه. وكذلك اليوم هم عندي هم مستودع سري، أصحاب أبي حقا، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء. هم نجوم شيعتي أحياءا وأمواتا، يحيون ذكر أبي (عليه السلام). بهم يكشف الله كل بدعة. ينفون عن هذا الدين إنتحال المبطلين، وتأويل الغالين ". ثم بكى (عليه السلام). فقلت: من هم ؟ فقال: " من عليهم صلوات الله ورحمته أحياءا وأمواتا، ريد العجلي وزرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم... "، الحديث. قلت: وفي المسمعي والمدائني كلام في الرجال، إلا أنه قد حققنا في محله دفعه، واستظهرنا وثاقتهما في النقل. 7 - أن بريدا من نجوم الشيعة، وممن يدفع به السوء من أهل الأرض. فروى الكشي في زرارة بالإسناد المتقدم، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في مدح هؤلاء الذين منهم بريد العجلي، قوله (عليه السلام): " إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء. هم نجوم شيعتي أحياءا وأمواتا... "، الحديث. 8 - أن بريدا ممن يكشف به كل بدعة وباطل، وغلو في الدين. فروى الكشي في زرارة بالإسناد المتقدم، عن جميل، في مدح زرارة وبريد
________________________________________
[ 206 ]
[... ] العجلي والنظراء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين إنتحال المبطلين، وتأول الغالين... "، ثم بكى (عليه السلام)، الحديث. 9 - أن بريدا العجلي ونظرائه ممن عليهم صلوات الله. ففيما رواه الكشي بالإسناد المتقدم، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال بعد مدحه ومدح نظرائه: ثم بكى (عليه السلام)، فقلت من هم ؟ فقال: " من عليهم صلوات الله ورحمته أحياءا وأمواتا، بريد العجلي، وزرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم... "، الحديث. 10 - أن بريدا من المخبتين الذين بشرهم الله بالجنة. قال الله تعالى: * (وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) * (1). وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) فيما رواه الكشي في ترجمة أبي بصير (ص / ر) في الصحيح، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " * (بشر المخبتين) * بالجنة، بريد بن معاوية العجلي، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء... "، الحديث. 11 - أن بريدا من القوامين بالقسط الشهداء لله تعالى، وغير المتبعين للهوى. قال الله تعال: * (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين أن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى
________________________________________
1 - الحج: 34 و 35. (*)
________________________________________
[ 207 ]
[... ] بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) * (1). * (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله، شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على إلا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى) * (2). وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) فيما رواه الكشي في ليث المرادي (ص / ر) عن سعد بن عبد الله القمي، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان: " أن أصحاب أبي (عليه السلام) كانوا زينا أحياءا وأمواتا، وأعني زرارة، ومحمد بن مسلم. ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي. هؤلاء القوامين بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون إولئك المقربون ". ورواه أيضا في ترجمة بريد (ص / ر) بهذا الإسناد عن داود بن سرحان مثله. 12 - أن بريدا من أحب الناس إلى الإمام الصادق (عليه السلام) حيا وميتا. أ - الكشي في مؤمن الطاق الأحول (ص / ر)، في الصحيح، عن حمدويه بن نصير، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن أبان ابن عثمان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والأحول أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، ولكنهم يجيؤني فيقولون لي، فلا أجد بدا من أن أقول ".
________________________________________
1 - النساء: 135. 2 - المائدة: 8. (*)
________________________________________
[ 208 ]
[ قال أحمد بن الحسين (1): إنه رأى له كتابا، ] ب - وأيضا (ص / ر) عنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: " أربعة أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، بريد بن معاوية العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وأبو جعفر الأحول، أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا ". ج - وأيضا في ترجمة بريد (ص / ر) عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد القاسم بن عروة، عن أبي العباس البقباق قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي والأحول، أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم، فلا أجد بدا من متابعتهم... "، الحديث. 8 - كتاب بريد بن معاوية العجلي (1) ظاهر الماتن عدم الجزم بكتابه، فلم يسنده إليه بقوله (له كتاب)، بل حكى كتابه عن أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائري، الذي لا يروى عنه بصورة: (أخبرنا، حدثنا)، للوقوف على طعن فيه، على ما تقدم من تحقيقه في طبقات مشايخه في الجزء الأول من هذا الشرح (1). ولم يذكر طريقا إلى عقبة بن خالد عنه أيضا. وتقدم في الحسين بن موسى بن سالم الخياط قول الماتن: روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن أبي حمزة، وعن معمر ابن يحيى،
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 1 (*)
________________________________________
[ 209 ]
[... ] وبريد، وأبي أيوب، ومحمد بن مسلم، وطبقتهم. له كتاب، أخبرنا... (1). كما أن الشيخ أيضا لم يذكر بريدا في الفرست ومشيختي التهذيب والاستبصار. ولم يذكر الصدوق أيضا إليه طريقا في المشيخة. وإنما روى في الفقيه عن الرجال، عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، كما في الفقيه باب حد الزنا، وباب (2). وعنه، عن علي بن رئاب، عن بريد في باب. وله إليه طريق في المشيخة (3). وروى عن الفضيل بن يسار وزرارة بن أعين وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، في وقت الظهرين من الفقيه (4). ولم يذكر لبريد وحده، أو مع الجماعة طريقا. وليس في طريقه إلى غيره من هؤلاء، علي بن عقبة بن خالد الأسدي، نعم روى في الفقيه باب الرجوع عن الوصية، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ولم يذكر طريقا إلى علي عقبة، وإنما ذكر طريقه إلى ابن فضال في المشيخة (5). وروياه في التهذيب والكافي أيضا (6). وطريقهما إلى ابن فضال صحيح. وروى أيضا عن الحسن بن محبوب، عن الحارث بن الأحول، عن بريدم
________________________________________
1 - تهذيب المقال: ج 2 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 30 / ح 80، وج 4، ص 98 / ح 325. 3 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 93 / ح 303، مشيخته ج 4 4 - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 140 / ح 649. 5 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 147 / ح 508، مشيخته: ج 4 6 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 190 / ح 761، الكافي: ج 7 / ص 12 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 210 ]
[ يرويه عنه علي بن عقبة بن خالد الأسدي (1). ورأيت بخط أبي العباس أحمد بن علي بن نوح: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الأنصاري - يعني ابن أبي رافع -، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: قال لنا علي بن الحسن بن فضال: مات بريد بن معاوية سنة مائة وخمسين (2). ] العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في باب زنا المماليك من الفقيه (1). وعنه، عنه، عنه، عنه (عليه السلام)، في باب قضاء صوم شهر رمضان (2)، وأيضا عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في باب كفارات الإفطار (3). وأيضا عن سويد القلا، عن أيوب بن حر، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) باب الحج من الوديعة (4). وأيضا عن ثعلبة، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الشرب في الفضة (5). (1) إن كان ما رواه الكليني والشيخ والصدوق عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن بريد العجلي، عن كتابه، فالطريق إليه صحيح. (2) الطريق صحيح برجال تقدمت تراجمهم في الجزء الثالث مع توثيقهم. وأما علي بن الحسن بن فضال الثقة، فهو وإن لم يدرك بريدا ولا أيامه، إلا أنه الثقة المأمون المسموع قوله في الرجال، وكان الماتن يعتمد على كتابه في تراجم الرجال.
________________________________________
1 - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 32 / ح 91. 2 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 96 / ح 430. 3 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 73 / ح 314. 4 - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 272 / ح 1328. 5 - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 222 / ح 1032. (*)
________________________________________
[ 211 ]
[... ] وفي سنة مائة وخمسين كانت وفاة ختن بريد العجلي محمد بن مسلم، ووفاة زرارة بن أعين وأبي بصير، وأبي حمزة الثمالي. 9 - معرفة بريد بن معاوية من رواياته إن من أحسن وجوه معرفة الرجل عقلا، وإيمانا، وكمالا، وأحوالا، وأفعالا، وأقوالا، تعرفه بكلامه. وإن من أفضل كلامه حديثه وروايته. وحينئذ نتم الكلام في المعرفة ببريد بن معاوية العجلي، بالنظر إلى شئ من رواياته. وإيكال تفصيل ذلك إلى " أخبار الرواة ". 1 - إن هلاك الناس بعدم معرفتهم وتركهم السؤال عن العالم. قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لحمران بن أعين في شئ سأله: " إنما يهلك الناس لأنهم لا يسألون "، رواه الكليني في اصول الكافي (1) بإسناد صحيح، عنه. 2 - إن على الناس قبول ما عرفه الله للعلم والهداية. قال: قال: أبو عبد الله (عليه السلام): " ليس لله على خلقه أن يعرفوا، وللخلق على الله أن يعرفهم، ولله على الخلق إذا عرفهم أن يقبلوا ". رواه في اصول الكافي باب حجج الله على خلقه، بإسناد صحيح، عن بريد. 3 - إن الإمام نور الله الذي يمشي به الناس، وحياتهم، وإن من لم يعرف الإمام فهو ميت يمشي بلا نور، وليس بخارج من الظلمات. ففي اصول الكافي، في الصحيح، عن بريد، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 40 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 212 ]
[... ] في قول الله تبارك وتعالى: * (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) *. فقال: " ميت لا يعرف شيئا. و * (نورا يمشي به في الناس) * إمام يؤتم به. * (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) *، قال: الذي لا يعرف الإمام " (1). 4 - إن الائمة هم الوسطى والشهداء على خلقه والحجج في أرضه. ففي اصول الكافي بإسناده، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) *، قال: " نحن الامة الوسطى. ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه... "، الحديث. وأيضا في الصحيح بعده عن بريد العجلي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله تبارك وتعالى: * (وجعلناكم أمة وسطا) *، قال: " نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه وحججه في أرضه... "، الحديث (2). 5 - أن النبي والأئمة الشهداء على الناس عندهم الكتاب كله. رواه في اصول الكافي، في الصحيح عنه، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * قال: " إيانا عنى. وعلي (عليه السلام) أولنا وأفضلنا، وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) (3). 6 - إن النبي (صلى الله عليه وآله) هو المنذر، والأئمة من آله هم الهداة في كل زمان. رواه في اصول الكافي، في الصحيح عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 185 / ح 13، والآية في سورة الأنعام: 123. 2 - الكافي: ج 1 / ص 190 / ح 2 و 4، والآية في سورة البقرة: 138. 3 - الكافي: ج 1 / ص 229 / ح 6، والآية في سورة الرعد: 43. (*)
________________________________________
[ 213 ]
[... ] قول الله عز وجل: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) *. فقال: " رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم الهداة من بعده علي (عليه السلام)، ثم الأوصياء واحد بعد واحد " (1). 7 - نزول آية التبليغ، وآية اكمال الدين، وآية اتمام النعمة، وآية * (إنما وليكم الله) * في ولاية علي (عليه السلام) والأئمة من أولاده الطاهرين. رواه في اصول الكافي بإسناد صحيح، عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير ابن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود، جميعا عن أبي جعفر (عليه السلام)، في حديث طويل (2). 8 - نزول آية * (آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * في آل محمد (عليهم السلام). رواه في اصول الكافي في الصحيح عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون في آل إبراهيم، وينكرونه في آل محمد (عليهم السلام) " ؟ ! الحديث (3). 9 - نزول آيتي أداء الأمانات إلى أهلها، وإطاعة الله والرسول واولي الأمر فيهم (عليهم السلام). رواه في اصول الكافي بإسناده، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 191 / ح 2، والآية في سورة 2 - الكافي: ج 1 / ص 289 / ح 4، والآيات في سور 3 - الكافي: ج 1 / ص 206 / ج 5، والآية في سورة النساء: 57. (*)
________________________________________
[ 214 ]
[... ] عن قول الله عز وجل: * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) *. ثم قال: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم) *، إيانا عنى خاصة، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا الحديث (1). 10 - إن عند الأئمة كتاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومصحف فاطمة (عليها السلام). فروى الكليني في اصول الكافي في الصحيح، عن فضيل بن يسار وبريد بن معاوية وزرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه من قال (في حديث): " والله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي، وكل ملك يملك الأرض...، الحديث (2). قلت: وبهذا نكتفي في المقام. ونختم بذكر رواية بريد البشارة إلى دولة الإمام المهدي أرواحنا له الفداء. فروى الكليني في فروع الكافي باب أدب المصدق من الزكاة، بإسناد صحيح، عن بريد بن معاوية، (في حديث بكاء الإمام الصادق (عليه السلام) على إنتهاك حرمات الله وترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله بعد أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال): " أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء، ويرد الله الحق إلى أهله، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيه (صلى الله عليه وآله). فأبشروا، ثم أبشروا فوالله ما الحق إلا في أيديكم " (3).
________________________________________
1 - الكافي: ج 1 / ص 276 / ح 1، والآيتين في سورة النساء: 58 و 59. 2 - الكافي: ج 1 / ص 242 / ح 3 - (*)
________________________________________
[ 215 ]
[... ] قلت: وللحديث طرق، كما أن ساير رواياته مأثورة بطرق كثيرة، مذكورة في " أخبار الرواة " وغيره. 10 - النظر في الذموم الواردة في بريد بن معاوية العجلي قد وردت فيما رواه الكشي، أحاديث تشعر بذم بريد بن معاوية العجلي، والأصل فيها زرارة، كما حققنا الجواب عنها في " الشرح على الكشي " وفي " تاريخ آل زرارة ". وهي: 1 - ما في ترجمته (ص / ر): عن محمد بن مسعود، عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " يا أبا الصباح هلك المترئسون، [ المريبون، المترائيون ] في أديانهم. منهم زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، وإسماعيل الجعفي ". وذكر آخر لم أحفظه. ورواه في إسماعيل بن جابر الجعفي (ص / ر) مثله. 2 - وفي ترجمته أيضا (ص / ر) بهذا الإسناد، عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لعن الله بريدا، ولعن الله زرارة ". 3 - وفي ترجمته أيضا (ص / ر): عن محمد بن مسعود، عن جبرئيل، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عمر بن أبان، عن عبد الرحيم القصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ائت زرارة وبريدا. وقل لهما: ما هذه البدعة، أما علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: كل بدعة ضلالة ". فقلت له: إني
________________________________________
[ 216 ]
[... ] أخاف منهما، فأرسل معي ليث المرادي، فأتينا زرارة. فقلنا له ما قال أبو عبد الله (عليه السلام). فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة، وما شعروا ما يريد ؟ فقال: والله لا أرجع عنها أبدا. وقد أجاب أصحابنا (قدس سرهم) عن هذه الروايات بضعف السند لجبرئيل، وضعف جهة الصدور، فإنها صدرت تقية لحفظهما من الأعداء، فلما عرف بريد وزرارة وأشار إليهما الناس خاف الإمام عليهما، فصدرت الروايات في زرارة وبريد، والأصل هو زرارة. وقد فصلنا الجواب عن أمثال هذه الروايات في كتاب " تاريخ آل زرارة "، فليراجع وهناك تفسير البدعة المنسوبة إليهما. قلت: أما جبرئيل بن أحمد أبو محمد الفاريابي الكشي...، شيخ محمد بن مسعود العياشي، الذي قال النجاشي فيه: ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، فهو وإن لم يصرح بتوثيق، إلا أن إقامته بكش كما في رجال الشيخ، أوجبت عدم المعرفة بحاله، لكن تكفى رواية الكشي والعياشي، العارفين به، عنه، كثيرا. وخلو اختيار الشيخ لرجال الكشي عنه، لا يدل على عدم وجود ترجمة له فيه كما هو الواضح لمن له معرفة بالكتابين. وقال ابن حجر في لسان الميزان في ترجمته: قال أبو عمرو الكشي: حدثنا عنه محمد بن مسعود وغيره، وكان مقيما بكش له حلقة، كثير الرواية، وكان فاضلا متحريا، كثير الأفضال على الطلبة. وقال ابن النجاشي: ما ذاكرته بشئ، إلا مر فيه كأنما يقرأه من كتاب، ما رأيت أحفظ منه. وقال لي: ما سمعت شيئا فنسيته. ذكراه في رجال الشيعة.
________________________________________
[ 217 ]
[ - بسام بن عبد الله الصيرفي (1): ] 1 - نسبه ونسبته (1) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: بسام بن عبد الله الصيرفي، أبو الحسن الكوفي، روى عن أبي الطفيل، وزيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام)، وأخيه أبي جعفر الباقر، وجعفر الصادق (عليهما السلام)، ويزيد الفقير، وعطاء، وعكرمة، وغيرهم. وعنه حاتم بن إسماعيل، وكناه، وخلاد بن يحيى، وابن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، وغيرهم. قال عباس، عن يحيى: ثقة. وقال إسحاق بن منصور، عنه: صالح. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، لا بأس به. قلت: قال الآجري، عن أبي داود، عنه: إن زيد بن علي (عليه السلام) قال له: علم ابني الفرائض. وقال أحمد: لا بأس به. وقال ابن حبان في الثقات: يخطئ. وقال الحاكم في المستدرك: هو من ثقات الكوفيين، ممن يجمع حديثه، ولم يخرجاه. وقال ابن سعد: أحسبه كان عبدا لا أعرف له أبا. وذكره ابن عقدة في رجال الشيعة، وكذلك الطوسي، وابن النجاشي (1). وقال المزي في تهذيب الكمال: بسام بن عبد الله الصيرفي، أبو الحسن الكوفي، روى عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، والحسن بن عمرو الفقيمي، وزيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي، و عبد الله بن يامين، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وعون بن أبي جحيفة، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ويحيى بن بسام، ويزيد الفقير. روى عنه
________________________________________
1 - تهذيب التهذيب: ج 1 / ص 434 / ر 800. (*)
________________________________________
[ 218 ]
[... ] إسماعيل بن بهرام، وحاتم بن إسماعيل، وكناه، والحسن بن عطية بن نجيح القرشي، والحكم بن مروان الضرير الكوفي، وخالد بن عمرو القرشي، و... - وذكر جماعة كثيرة فيمن روى عنه -. قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: صالح. وقال عباس، عن يحيى: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، لا بأس به. روى له النسائي حديثين (1). قلت: وفي تعليقات تهذيب الكمال ههنا. ذكر توثيقه عن ابن شاهين، وابن حبان، وعن ابن نمير، وعن أبي عبد الله الحاكم، وغيرهم. وقال الذهبي في الكاشف: بسام بن عبد الله الصيرفي، عن عكرمة، وعطاء، وعدة. وعنه الفريابي، وخلاد بن يحيى، وجماعة. ثقة (2). وقال في ميزان الإعتدال في بسام بن يزيد: فأما بسام بن عبد الله الصيرفي الكوفي فثقة، بقي إلى بعد الخمسين ومائة (3). قلت: ما ذكره الذهبي من بقاء بسام بن عبد الله الصيرفي إلى ما بعد الخمسين ومائة، فهو غلط. وفيه كتمان ظلم خليفته المنصور الدوانيقي المعتدي بقتله، والإمام الصادق صلوات الله عليه وآله قد أوقف على بابه، كما يأتي، بل قد شرك في الظلم عليه ساير من ذكره من العامة، بلا إشارة إلى شهادته بأمر السفاك الظالم على آل محمد (عليهم السلام) وشيعتهم.
________________________________________
1 - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 57 / ر 664. 2 - الكاشف: ج 1 / ص 152 / ر 564. 3 - ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 308 / ر 1166. (*)
________________________________________
[ 219 ]
[ مولى بني أسد (1)، أبو عبد الله (2). روى عن أبي جعفر (عليه السلام) (3)، ] 2 - مولويته (1) قلت: عرفت التصريح بأنه كوفي من أبي الحجاج المزي في تهذيب الكمال، وابن حجر في تهذيب التهذيب، والذهبي في ميزانه، وعن الحاكم، وغيره. كما عرفت تصريح العامة بأنه صيرفي أيضا، وفاقا للنجاشي والشيخ. ويأتي عن الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) فيه: (الأسدي، مولاهم)، وفي أصحاب الباقر (عليه السلام) (مولى بني هاشم). 3 - كنيته (2) كما يأتي عن الشيخ في أصحاب الباقرين (عليهما السلام) تكنيته بأبي عبد الله، ولكن عرفت عن العامة، تكنيته بأبي الحسن. 4 - طبقته ومن روى عنه من الأئمة (عليهم السلام) (1) قال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 111 / ر 24): بسام بن عبد الله الصيرفي، يكنى أبا عبد الله، مولى بني هاشم. وقال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): بسام الصيرفي (1). وروى الكليني في باب لحوم الجلالات من كتاب الأطعمة من الكافي، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي،
________________________________________
1 - كتاب الرجال للبرقي: ص 15. (*)
________________________________________
[ 220 ]
[ وأبي عبد الله (عليه السلام) (1)، ] عن أبان بن عثمان، عن بسام الصيرفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في الإبل الجلالة، قال: " لا يؤكل لحمها، ولا تركب أربعين يوما ". ورواه الشيخ في التهذيب في الصيد والزكاة بإسناده عن الكافي، وكذا الإستبصار (1). وتقدم عن المزي في تهذيب الكمال، وابن حجر في تهذيب التهذيب، رواية بسام الصيرفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). (1) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 159 / ر 84): بسام بن عبد الله الصيرفي أبو عبد الله الأسدي، مولاهم، أسند عنه. وقال ابن شهر آشوب في المناقب في أحوال الإمام الصادق (عليه السلام): ومن خواص أصحابه:... وبسام الصيرفي... (2). وذكره أبو عمرو الكشي في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص / ر)، وقال: حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن حديد، قال: حدثني عنبسة العابد، قال: كنت مع جعفر بن محمد صلوات الله عليهما بباب الخليفة أبي جعفر - لعنه الله -، قال: فأخرج بسام مقتولا، وأخرج إسماعيل بن جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال: فرفع جعفر (عليه السلام) رأسه إليه، قال: " أفعلتها يا فاسق، أبشر بالنار ".
________________________________________
1 - الكافي: ج 6 / ص 253 / ح 11، تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 46 / ح 190، الإستبصار: ج 4 / ص 77 / ح 283. 2 - مناقب آل أبي طالب: ج (*)
________________________________________
[ 221 ]
[ ذكره أبو العباس في كتاب الرجال (1). له كتاب. أخبرنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا عثمان بن أحمد السماك، قال: حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني، قال: حدثنا محمد بن فضيل الضبي، عن بسام، بكتابه (2). ] (1) أي ذكره في كتاب الرجال من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ابن عقدة الحافظ الثقة. ويأتي في ترجمة صابر (ر 543) قول الماتن: صابر مولى بسام بن عبد الله الصيرفي مولى بني أسد، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، له كتاب.... وأيضا في صبيح أبي الصباح (ر 540): مولى بسام بن عبد الله الصيرفي. وروى كتابه عن صفوان بن يحيى، عنه. كما روى كتاب صابر عن صفوان، عن أبي الصباح، عن صابر مولى بسام. وروى في المقام كتابه، عن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، عنه. (2) قد عرفت توثيق العامة لبسام الصيرفي الشهيد، ورواية أبان الثقة عنه، ورواية محمد بن فضيل بن غزوان الضبي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام) كتابه. وروى الصدوق في التوحيد (1) عن شيخه أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ، عن محمد بن العباس بن بسام، عن أبي زيد سعيد بن محمد بن البصري، خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام). وتفصيل ترجمته في " أخبار الرواة ".
________________________________________
1 - التوحيد: (*)
________________________________________
[ 222 ]
[ - بيان الجزري: كوفي، أبو أحمد مولى (1). قال محمد بن عبد الحميد: كان خيرا، فاضلا (2). له كتاب، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن حبشي، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدثنا يحيى بن محمد العليمي، قال: حدثنا بيان، بكتابه (3). ] (1) وعن نسخة: بنان الجزري. وقال ابن حجر في لسان الميزان: بيان الجوزي. كوفي. يكنى أبا أحمد. ذكره ابن النجاشي في مصنفي الشيعة، وقال: روى عنه يحيى بن محمد العليمي (1). (2) يأتي في ترجمة محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار أبي جعفر البجيلي الكوفي (ر 909) قوله: روى عبد الحميد عن أبي الحسن موسى (عليه السلام). وكان ثقة من أصحابنا الكوفيين، له كتاب. أخبرناه.... قلت: الطريق إلى محمد بن عبد الحميد كالصحيح. وإلى كتاب بيان موثق على الأظهر.... (3) يأتي في ترجمة يحيى بن عليم الكلبي العليمي (ر 1191): ثقة، عين. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). له كتاب الزهد. ثم رواه بإسناده عن ابن نهيك هذا، عن ابن أبي عمير، عنه. وذكره الشيخ في الفهرست (ص 177 / ر 770) بعنوان: يحيى بن محمد بن
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 69 / ر 264. (*)
________________________________________
[ 223 ]
[ - بشار بن يسار الضبيعي: أخو سعيد (1)، مولى بني ضبيعة بن عجل (2). ] عليم، له كتاب. ثم رواه بإسناده عن ابن نهيك، عنه. والتحقيق في الأتحاد وتفصيل أحواله في ترجمته. قلت: ومن رواية يحيى العليمي الثقة العين من أصحاب الصادق (عليه السلام)، كتاب بيان الجزري، يظهر موضعه في الحديث وطبقته. 1 - شهرته بأخيه (1) يظهر من تعريف بشار بأخيه سعيد أعرفيته، ويأتي في ترجمته (ر 478): سعيد بن يسار بن الضبيعي، مولى بني ضبيعة بن عجل بن لخم الحناط، كوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). ثقة. له كتاب. 2 - نسبته ونسبه (2) قال في القاموس في (ضبع): وضبيعة كسفينة قرية باليمامة، وكجهينة: محلة بالبصرة، وابن ربيعة بن نزار، وابن أسد بن ربيعة، وابن قيس بن ثعلبة، وابن عجل بن لخيم (1). وفي اللباب (الضبعي)، بضم الضاد، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها عين مهملة، هذه النسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاثة بن صعب بن علي بن
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 224 ]
[... ] بكر بن وائل، نزلوا البصرة... (1). قلت: فاته النسبة إلى ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن سعد بن عدنان. وتحقيق الكلام في هذه النسبة في " الأنساب ". ويأتي تكنيته بأبي جعفر. وقال الشيخ في إختيار رجال الكشي في بشار بن يسار (ص / ر): قال أبو عمرو: قال: حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن بشار بن يسار الذي يروي عن أبان بن عثمان ؟ قال: هو خير من أبان، وليس به بأس. قلت: ذكرنا في " الشرح على الكشي " الفرق بين بشار الضبيعي الثقة، وبشار الشعيري أبي إسماعيل الكوفي المذموم الذي ذكره الكشي (ص / ر). وقد استقصينا من يسمى بشارا في " أخبار الرواة ". وقال الشيخ أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) من رجاله (ص 155 / ر 1): بشار بن يسار العجلي الكوفي. وأيضا (ص 156 / ر 22): بشار بن يسار العجلي الكوفي. وأيضا (ص 204 / ر 23): سعيد بن يسار الضبيعي، مولاهم، كوفي. وقال الصدوق في المشيخة إلى أخيه: سعيد بن يسار العجلي الأعرج الكوفي. ثم قال بعده: وما كان فيه عن بشار بن يسار، فقد رويته عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أبي الصهبان، عن محمد بن سنان، عن بشار بن يسار (2).
________________________________________
1 - 2 - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص (*)
________________________________________
[ 225 ]
[ ثقة (1). روى هو وأخوه عن أبي عبد الله (2)، وأبي الحسن (عليهما السلام) (3)، ] قلت: اتحاد بشر بن يسار العجلي الكوفي وبشار، وبشار بن بشار الضبيعي غير بعيد، وإن كان التحفظ على العنوان يقتضي كون بشر وبشار وسعيد اخوة ثلاثة، وأما إتحاد العجلي والضبيعي، فلا إشكال فيه. قال ابن حجر في لسان الميزان: بشار بن يسار الضبعي، كوفي. يكنى أبا جعفر، ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق (عليه السلام). وقال ابن النجاشي: له تصنيف، رواه عنه محمد بن أبي عمير (1). 3 - وثاقته (1) ويؤكد وثاقته نفي البأس المطلق له من ابن فضال الثقة العارف بالرواة، كما تقدم عن الكشي، ورواية ابن أبي عمير الذي روى عن الثقات، وغيره من الأجلاء، عنه. 4 - طبقته (2) وذكره البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) (2)، كما تقدم عن الشيخ ذكره في أصحابه، وقد أحصينا من روى عنه، عن الصادق (عليه السلام)، في " طبقات أصحابه "، منهم: شعيب الحداد، ومحمد بن أبي عمير، ومحمد بن سنان، وأبو جعفر الأحول. (3) روى الشيخ في التهذيب عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 16 / ر 56. 2 - كتاب الرجال للبرقي: ص 45. (*)
________________________________________
[ 226 ]
[ ذكرهما أصحاب الرجال (1). وله كتاب، رواه عنه محمد بن أبي عمير. أخبرنا محمد والحسين، قالا: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن أبي عمير عن بشار، به (2). ] محمد، عن داود الصرمي، قال: حدثني بشير بن بشار، قال: سألته عن الصلاة في الفنك، والفراء، والسنجاب...، الحديث (1). ورواه في الإستبصار مثله. وقد عد داود الصرمي من أصحاب الرضا (عليه السلام) ممن بقي إلى أيام العسكري (عليه السلام). (1) التعليق على أصحاب الرجال المشعر بعدم الجزم. ولعله لروايتهما عن أبي الحسن (عليه السلام)، وإلا فروايتهما عن أبي عبد الله (عليه السلام) لا إشكال فيها. 5 - كتاب بشار والطرق إليه (2) طريقه كالصحيح بابن بطة. وقال الشيخ في الفهرست (ص 40 / ر 120): بشر بن مسلمة له أصل، وبشار ابن يسار له أصل. اخبرنا بهما الحسين بن عبيدالله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عنهما. قلت: وطريقه أيضا كالصحيح بأحمد بن محمد بن يحيى. وطريق الصدوق إليه في المشيخة، كما تقدم، صحيح.
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 210 / ح 823، الإستبصار: ج 1 / ص 384 / ح 1458. (*)
________________________________________
[ 227 ]
[ - برد الأسكاف: مولى مكاتب. له كتاب، يرويه ابن أبي عمير. أخبرناه القاضي أبو الحسين، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن برد (1). ] (1) قلت: طريقه إليه صحيح. وقال الشيخ في الفهرست (ص 41 / ر 126): برد الإسكاف، له كتاب. أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن أبي طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن ابن نهيك، والحسن بن محمد بن سماعة، جميعا، عن برد. قلت: طريقه موثق بحميد وابن سماعة، الثقتين الواقفيين. وأما أبو طالب الأنباري فهو عبيدالله بن أبي زيد العابد الثقة العدل، وقد جهله من ضعفه. قال الشيخ في أصحاب السجاد (عليه السلام) (ص 84 / ر 4): برد الإسكاف. وفي أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 109 / ر 21): برد الإسكاف الأزدي الكوفي. وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 158 / ر 58): برد الإسكافي الأزدي. وروى في التهذيب عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن برد الإسكاف، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل خزاز لا يستقيم عملنا إلا بشعر الخنزير، نخرز به...، الحديث (1). وقد روى جماعة عن برد الإسكاف، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، منهم صفوان بن يحيى، و عبد الله بن المغيرة. وأحصيناهم فيمن روى عنه، عنه (عليه السلام)، في " طبقات أصحابه ".
________________________________________
1 - تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 84 / ح 90. (*)
________________________________________
[ 228 ]
[ - بريه العبادي: أخبرنا ابن الصلت الأهوازي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي عن محمد بن سلمة بن ارتبيل، عن عمار بن مروان، عن بريه العبادي، بكتابه (1). ] وقال ابن حجر في لسان الميزان: برد الإسكاف الأزدي الكوفي روى عن علي زين العابدين بن الحسين (عليهما السلام)، وعن ولده أبي جعفر (عليه السلام). روى عنه محمد بن أبي عمير، ومحمد بن سماعة. ذكره الطوسي في رجال الشيعة (1). (1) الطريق إليه صحيح، بنائا على أن عمار بن مروان هو اليشكري الثقة. وقال الشيخ في الفهرست (ص 40 / ر 123): بريه النصراني، له كتاب. أخبرنا به ابن أبي جيد القمي، عن ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس وسعد بن عبد الله والحميري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام الناشري، عنه. وأيضا بعده (ص 40 / ر 124): بريه العبادي، له كتاب. أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن أبي طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن القاسم بن إسماعيل القرشي، وعبيد الله بن أحمد بن نهيك، جميعا عنه. قلت: طريقي الشيخ إلى بريه النصراني والعبادي صحيحان. وأبو طالب الأنباري ثقة، وثقه النجاشي، وعظم منزلته في الحديث والزهد والعبادة، وقد جهل به من ضعفه. والظاهر إتحادهما. وتعدد الذكر متعاقبا بطريقين إلى الكتاب، تبعا للعناوين، حسب ما وجده الشيخ في الكتب والطرق والمشيخات، لا يدل على التعدد.
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 7 / ر 23. (*)
________________________________________
[ 229 ]
[... ] قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 159 / ر 85): بريه العبادي الحيري، أسلم على يد أبي عبد الله (عليه السلام). يقال: روى عنه ابن أبي عمير. وعن بعض النسخ: ابن أبي عمرة. وقال ابن حجر في لسان الميزان: بريه العبادي، من شيوخ الشيعة، قاله الدار قطني (1). وروى محمد بن يعقوب في اصول الكافي باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم، في حديث بريه: أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فلقى أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام). فحكى هشام له الحكاية، فلما فرغ قال أبو الحسن (عليه السلام) لبريه: " يا بريه ! كيف علمك بكتابك " ؟ قال: أنا به عالم. ثم قال: " كيف ثقتك بتأويله " ؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه. قال: فابتدء أبو الحسن (عليه السلام) يقرء الأنجيل ؟ فقال بريه: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، أو مثلك. قال: فآمن بريه، وحسن إيمانه. وآمنت المرأة التي كانت معه. فدخل هشام، وبريه، والمرأة على أبي عبد الله (عليه السلام)، فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى (عليه السلام) وبين بريه. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * ". فقال بريه: أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ قال: " هي عندنا وراثة من عندهم، نقرأها كما قرؤوها، ونقول كما قالوا. إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسئل عن شئ، فيقول: لا أدري (2).
________________________________________
1 - لسان الميزان: ج 2 / ص 10 / ر 34. 2 - الكافي: ج 1 / ص 227 / ح 1، والآية في سورة آل عمران: 34. (*)
________________________________________
[ 230 ]
[... ] وروى المفيد في الإختصاص عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم في حديث بريهة النصراني، أنه جاء مع هشام حتى لقى أبا الحسن موسى (عليه السلام)، فقال: " يا بريهة كيف علمك بكتابك " ؟ قال: أنا به عالم. قال: " كيف ثقتك بتأويله " ؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه، فابتدأ موسى (عليه السلام) بقرائة الانجيل، فقال بريهة: والمسيح لقد كان يقرؤها هكذا، وما قرأ هذه القرائة إلا المسيح (عليه السلام). ثم قال بريهة: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، فأسلم على يديه (1). وروى محمد بن علي بن الحسين في التوحيد باب الرد على الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن عبد الرحمان، عن هشام بن الحكم، عن جاثليق من جثالقة النصارى، يقال له: بريهة، قد مكث جاثليق النصرانية سبعين سنة وكان يطلب الإسلام، ويطلب من يحتج عليه ممن يقرء كتبه، ويعرف المسيح بصفاته ودلائله وآياته. قال: وعرف بذلك حتى إشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس، حتى افتخرت به النصارى. وقالت: لو لم يكن في دين النصرانية إلا بريهة لأجزأنا. وكان طالبا للحق والإسلام مع ذلك. وكانت معه امرأة تخدمه، طال مكثها معه. وكان يسير إليها ضعف النصرانية، وضعف حجتها. قال: فعرفت ذلك منه، فضرب بريهة الأمر ظهر البطن، وأقبل يسأل فرق المسلمين والمختلفين في الإسلام، من أعلمكم ؟ وأقبل يسأل عن أئمة المسلمين، وعن صلحائهم، وعلمائهم وأهل الحجى
________________________________________
1 - الاختصاص: (*)
________________________________________
[ 231 ]
[... ] منهم. وكان يستقري فرقة فرقة، لا يجد عند القوم شيئا، وقال: لو كانت أئمتكم أئمة على الحق لكان عندكم بعض الحق. فوصفت له الشيعة، ووصف له هشام بن الحكم. فقال يونس بن عبد الرحمان: فقال لي هشام: بينما أنا على دكاني على باب الكرخ جالس وعندي قوم يقرؤون علي القرآن، فإذا أنا بفوج النصارى معه ما بين القسيسين إلى غيرهم نحو مائة رجل، عليهم السواد والبرانس، والجاثليق الأكبر فيهم بريهة، حتى نزلوا حول دكاني، وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه، فقامت الأساقفة، والرهبانية على عصيهم، وعلى رؤوسهم برانسهم. فقال بريهة: ما بقى من المسلمين أحد ممن يذكر بالعلم بالكلام، إلا وقد ناظرته في النصرانية فما عندهم شئ. وقد جئت اناظرك في الإسلام ؟ قال فضحك هشام. فقال: يا بريهة إن كنت تريد مني آيات كآيات المسيح فليس أنا بالمسيح ولا مثله، ولا ادانيه. ذلك روح طيبة خميصة، مرتفعة، آياته ظاهرة، وعلاماته قائمة. قال بريهة: فأعجبني الكلام والوصف. قال هشام: إن أردت الحجاج فههنا. قال بريهة: نعم، فإني أسألك: ما نسبة نبيكم هذا من المسيح، نسبة الأبدان ؟ قال هشام: ابن عم جده (لامه)، لأنه من ولدا إسحاق. ومحمد من ولد إسماعيل ؟ قال بريهة: وكيف تنسبه إلى أبيه ؟ قال هشام: إن أردت نسبه عندكم أخبرتك، وإن أردت نسبه عندنا أخبرتك. قال بريهة: اريد نسبه عندنا، وظننت أنه إذا نسبه نسبتنا أغلبه. قلت:
________________________________________
[ 232 ]
[... ] فأنسبه بالنسبة التي ننسبه بها. قال هشام: نعم. تقولون: إنه قديم من قديم، فأيهما الأب وأيهما الابن ؟ قال بريهة:... - الحديث طويل في المحاجات بينهما إلى أن عجز، وقال هشام له: - بت عليها يا بريهة، وافترق النصارى، وهم يتمنون أن لا يكونوا رأوا هشاما ولا أصحابه. قال: فرجع بريهة مغتما مهتما حتى صار إلى منزله. فقالت إمرأته التي تخدمه: ما لي أراك مهتما مغتما ؟ فحكى لها الكلام الذي كان بينه وبين هشام. فقالت لبريهة: ويحك أتريد أن تكون على حق أو على باطل ؟ ! فقال بريهة: بل على الحق. فقالت له: أينما وجدت الحق فمل إليه، وإياك واللجاجة فإن اللجاجة شك، والشك شؤم، وأهله في النار. قال: فصوب قولها وعزم على الغدو على هشام. قال: فغدا عليه وليس معه أحد من أصحابه، فقال: يا هشام ألك من تصدر عن رأيه وترجع إلى قوله، وتدين بطاعته ؟ قال هشام: نعم يا بريهة. قال: وما صفته ؟ قال هشام: في نسبه أو في دينه ؟ قال: فيهما جميعا نسبه وصفته في دينه. قال هشام: أما النسب خير الأنساب، رأس العرب، وصفوة قريش، وفاضل بني هاشم، كل من نازعه في نسبه، وجده أفضل منه، لأن قريشا أفضل العرب، وبني هاشم أفضل قريش، وأفضل بني هاشم خاصهم ودينهم وسيدهم، وكذلك ولد السيد أفضل من ولد غيره، وهذا من ولد السيد. قال: فصف دينه. قال هشام: شرايعه أو صفة بدنه وطهارته ؟ قال: صفة بدنه وطهارته. قال هشام: معصوم فلا يعصي، وسخي فلا يبخل، شجاع فلا يجبن، وما أستودع من العلم فلا يجهل، حافظ للدين، قائم بما فرض عليه، من عترة
________________________________________
[ 233 ]
[... ] الأنبياء، وجامع علم الأنبياء، يحلم عند الغضب، وينصف عند الظلم، ويعين عند الرضا، وينصف من الولي والعدو، ولا يسأل شططا في عدوه، ولا يمنع إفادة وليه، يعمل بالكتاب، ويحدث بالإعجوبات، من أهل الطهارة، يحكي قول الأئمة الأصفياء، لم تنقض له حجة، ولم يجهل مسألة، يفتي في كل سنة، ويجلو كل مدلهمة. قال بريهة: وصفت المسيح في صفاته، وأثبته بحججه وآياته، إلا أن الشخص بائن عن شخصه، والوصف قائم بوصفه، فإن يصدق الوصف نؤمن بالشخص. قال هشام: إن تؤمن ترشد، وإن تتبع الحق لا تؤنب. ثم قال هشام: يا بريهة: ما من حجة أقامها الله على أول خلقه إلا أقامها على وسط خلقه وآخر خلقه، فلا تبطل الحجج، ولا تذهب الملل، ولا تذهب السنن. قال بريهة: ما أشبه هذا بالحق وأقربه من الصدق، وهذه صفة الحكماء، يقيمون من الحجة ما ينفون به الشبهة. قال هشام: نعم. فارتحلا حتى أتيا المدينة والمرأة معهما، وهما يريدان أبا عبد الله (عليه السلام) فلقيا موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ، قال موسى بن جعفر (عليهما السلام): " يا بريهة كيف علمك بكتابك " ؟ قال: أنا به عالم. قال: " كيف ثقتك بتأويله " ؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه. قال: فابتدأ موسى بن جعفر (عليهما السلام) بقرائة الإنجيل. قال بريهة: والمسيح لقد كان يقرأ هكذا، وما قرء هذه القرائة إلا المسيح (عليه السلام)، ثم قال بريهة: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، أو مثلك. قال: فآمن وحسن إيمانه وآمنت المرآة وحسن إيمانها. قال فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبد الله (عليه السلام). وحكى هشام الحكاية، والكلام الذي جرى بين موسى (عليه السلام) وبريهة. فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
________________________________________
[ 234 ]
[ - البراء بن محمد: كوفي. ثقة (1). له كتاب، يرويه أيوب بن نوح. أخبرناه محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا الحميري، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن البراء، به (2). ] " * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) *. فقال بريهة: جعلت فداك أنى لكم التوراة، والإنجيل، وكتب الأنبياء ؟ قال: " هي عندنا وراثة من عندهم، نقرؤها كما قرؤوها، ونقولها كما قالوها، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسئل عن شئ، فيقول: لا أدري ". فلزم بريهة أبا عبد الله (عليه السلام)، حتى مات أبو عبد الله (عليه السلام). ثم لزم موسى بن جعفر (عليهما السلام) حتى مات في زمانه، فغسله (عليه السلام) بيده، وكفنه بيده، ولحده بيده. وقال: " هذا حواري من حواري المسيح، يعرف حق الله عليه ". قال: فتمنى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله (1). (1) ذكرنا في " أخبار الرواة ": عمر بن البراء الكوفي المولى من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وعمر أو عمرو بن البراء البارقي الكوفي، أيضا من أصحاب الصادق (عليه السلام). (2) ثم إن رواية أيوب بن نوح الثقة كتابه عنه، تشعر إلى منزلته، وطبقته، فقد روى كما تقدم في ترجمته عن جماعة من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام). والطريق إلى كتابه صحيح.
________________________________________
1 - التوحيد: ص 270 / ب 37 / ح (*)
________________________________________
[ 235 ]
[ - بندار بن محمد بن عبد الله: إمامي متقدم (1). له كتب، منها: كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الزكاة. ذكر ذلك محمد بن إسحاق أبي يعقوب النديم في كتاب الفهرست (2). وذكر أيضا له كتابا في الإمامة، وكتابا في المتعة، وكتابا في العمرة. ] (1) قال الشيخ في الفهرست (ص 40 / ر 125): بندار بن محمد بن عبد الله، إمامي متقدم. له كتب، منها: كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الزكاة، وغيرها، على نسق الاصول. وله كتاب الإمامة من جهة الخير، كتاب العمرة، ذكر ذلك أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم في كتابه الفهرست. وقال أيضا فيمن لم يرو عنهم من رجاله (ص 457 / ر 5): بندار بن محمد، إمامي. له كتب ذكرناها في الفهرست. قلت: ذكرنا في " الاصول الأربعمائة " نسق الاصول، وترتيبها، وسائر ما يتعلق بها. (2) قال في الفن الخامس في فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم: بندار بن محمد بن عبد الله الفقيه، إمامي متقدم. وله من الكتب: كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الصيام، كتاب الحج، كتاب الزكاة. وله غير ذلك من الكتب، على نسق الاصول. وله من الكتب غير ذلك: كتاب الإمامة، من جهة الخير، كتاب المتعة، كتاب العمرة (1).
________________________________________
1 - الفهرست لابن النديم: (*)
________________________________________
[ 236 ]
[ - 15 - * (باب التاء) * - تليد بن سليمان: أبو إدريس المحاربي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكره أبو العباس (1). له كتاب، يرويه عنه جماعة. أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا المنذر، بن محمد بن المنذر قال: حدثنا الحسين بن محمد بن علي الأزدي، عنه، به. ] (1) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 160 / ر 1): تليد بن سليمان، أبو إدريس المحاربي الكوفي. قلت: يأتي تكنيته بأبي سليمان أيضا، ولقبه بالأعرج، فانتظر. وطريق الماتن إليه صحيح. وروى الصدوق في الخصال باب السبعين فما فوقه، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن أبي حامد الطالقاني، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن تليد بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، قال: نزلت في علي (عليه السلام) سبعون آية، ما شركه في فضلها أحد (1). قال العلامة في الخلاصة، في القسم الثاني المعد لذكر المذمومين: تليد بن
________________________________________
1 - الخصال: ص 582 / ب 70 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 237 ]
[... ] سليمان أبو إدريس المحاربي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). لم يقف أحد من علمائنا على جرحه، ولا على تعديله، لكن قال: ابن عقدة: قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، قال: سمعت ابن نمير، يقول: أبو الحجاف ثقة، ولست أعتمد بما يرويه عنه تليد (1). وقال ابن داود في القسم الأول من رجاله المعد لذكر الممدوحين: تليد بن سليمان أبو إدريس المحاربي، ق، جش. لم أقف على جرحه ولا تعديله، لكن روى ابن عقدة عن ابن نمير، أنه قال: لا أعتمد بما روى تليد عن أبي الحجاف، مع أن أبا الحجاف ثقة. وهذا ليس جرحا، لجواز أن يكون المانع من اعتماده، تاريخا ينافي الرواية عنه، أو غير ذلك (2). قلت: ليت العلمين قد تركا ذكره رأسا، إذ لم يجدا جرحا ولا مدحا من الشيعة. وستعرف إعتداء العامة عليه، وأنهم لم يتركوا الظلم عليه. والأعجب ذكر العلامة الحلي إياه في المجروحين، ثم ذكر ابن داود له في الممدوحين، وإشارته بالطعن إلى ما ذكره العلامة ولم يتركا ذكره، كما تركا ذكر رواة الشيعة الغير المذكورين في رجال الكشي والنجاشي والشيخ، مع أن لهم روايات، أو مدائح، أو غير ذلك، فليكن هو منهم. مدائح العامة لتليد بن سليمان قال الخطيب في تاريخ بغداد: تليد بن سليمان، أبو إدريس المحاربي الكوفي،
________________________________________
1 - خلاصة الأقوال: 2 - كتاب الرجال لابن داود: (*)
________________________________________
[ 238 ]
[... ] حدث عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف، و عبد الملك ابن عمير. روى عنه هيثم بن أبي ساسان، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى الأنصاري. وهو ممن قدم بغداد، وحدث بها. حدثنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا أحمد بن علي الخزاز، حدثنا أحمد بن حاتم الطويل، حدثنا تليد بن سليمان عن أبي الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام) فقال: " أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم ". أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق، حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله - وهو أحمد بن حنبل - ذكر تليد بن سليمان، فقال: كتبت عنه حديثا كثيرا، عن أبي الحجاف. قال أبو عبد الله: أتحفظ عن أبي الحجاف، عن أبيه ؟ ثم قال: حدثنا تليد عن أبي الحجاف، قال: سمعت أبي يقول: ما مررت بدار القصارين قط، إلا ذكرت يوم الجماجم. قلت لأبي عبد الله: كأنه، يعني من أجل الصوت ؟ فقال: نعم. أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق الأسفراييني، حدثنا أبو بكر المروزي، قال: قال عبد الله أحمد بن حنبل في تليد بن سليمان: كان مذهبه التشيع، ولم ير به بأسا.... أخبرنا حمزه بن محمد بن طاهر الدقاق، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
________________________________________
[ 239 ]
[... ] العجلي، حدثني أبي، قال: تليد بن سليمان، كوفي، روى عنه ابن حنبل، لا بأس به. وكان يتشيع، ويدلس. أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خمرويه الهروي، حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا ابن عمار، قال: تليد بن سليمان زعموا أنه لا بأس به... (1). وقال أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال: تليد بن سليمان المحاربي، أبو سليمان. ويقال: أبو إدريس الكوفي الأعرج. روى عن حمزة بن حبيب الزيات، وأبي الحجاف داود بن أبي عوف، و عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد الأنصاري. روى عنه إبراهيم بن عيسى التنوخي الكوفي، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن محمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وحسن بن حسين العرني الكوفي، وسعيد بن نصير، وسهل بن عثمان العسكري، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، و عبد الرحمان بن صالح الأزدي، و عبد العزيز بن بحر البغدادي، ومحمد بن إسماعيل الفلوسي، ومحمد بن الجنيد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن علي العطار، ومختار بن غسان، ونعيم بن حماد الخزاعي، وهيثم بن أبي ساسان الكوفي، ويحيى بن يحيى النيسابوري. قال أبو بكر المروزي: قال أحمد: كان مذهبه التشيع. ولم ير به بأسا. وقال أبو بكر الأثرم، عن أحمد: كتبت عنه حديثا كثيرا، عن أبي الحجاف (2). قلت: وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب بنحو ما تقدم عن المزي من
________________________________________
1 - تاريخ بغداد: ج 7 / ص 136 / ر 3582. 2 - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 320 / ر 798. (*)
________________________________________
[ 240 ]
[... ] المدائح، إلا أنه زاد في تضعيفه بما يأتي ذكره. وكأنه إستحيى ابن حجر من ذكره في لسان الميزان الذي أعده لذكر كل من سمى أو حكى فيه طعن. وذكره في تقريب التهذيب: تليد، بفتح، ثم كسر، ثم تحتانية ساكنة، ابن سليمان المحاربي، أبو سليمان، أو أبو إدريس الكوفي الأعرج، رافضي، ضعيف من الثامنة... مات سنة تسعين ومائة. ولكن الذهبي المولع في الطعن على رواة الشيعة ذكره في ميزان الإعتدال بلا إشارة إلى مدحه، ثم ضعفه بما يأتي، فقال: تليد بن سليمان الكوفي الأعرج، عن عطاء السائب، و عبد الملك بن عمير، وعنه أحمد، وابن نمير. قلت: وفي تعليق المزي عن العجلي توثيقه بذكره في الثقات. والمستفاد من كلمات العامة أن تليد بن سليمان كان من الثقات في الحديث، لا بأس به، لا في روايته، ولا فيمن روي عنهم. فهم الثقات الأجلاء عندهم، مع اعترافهم جميعا بأنه شيعي رافضي. بل نفي البأس به من أعلامهم، مع أنه شيعي رافضي عندهم، آية غاية الوثاقة به في الحديث. ولو أردنا أن نشير إلى مشايخه في الحديث من الثقات عندهم، وإلى رواياته لخرجنا عن وضع الكتاب. والتفصيل " أخبار الرواة ". بدء الطعون في تليد بن سليمان وإذ قد عرفت ظهور كلمات العامة في وثاقة تليد في حديثه وروايته، وفيمن روى عنهم من الثقات، حتى عده في الثقات بعضهم، ونفى البأس به أعلامهم، فلا بأس بالإشارة إلى سبب تضعيف جماعة له. وهو أمران: الأول: رواية فضائل آل
________________________________________
[ 241 ]
[... ] محمد (عليهم السلام)، استعظموها، ثم أنكروها، ورموه برواية المناكير. والثاني: حكاية بعضهم شتمه لعثمان أو للأولين أيضا، فثارت بغضهم لآل محمد (عليهم السلام)، وحبهم لأعدائهم. فتجرؤا فيه بالمقالات الردية. أما الأول: روايته فضائل آل محمد (عليهم السلام): 1 - ما رواه عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فقال: " أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم ". أخرجه الخطيب في تاريخه في ترجمته (1)، وأحمد بن حنبل في أواخر مسند أبي هريرة، وأيضا عنه في فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) (2)، وأيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) (3)، والحاكم في المستدرك (4). قلت: والحديث مروي بطرق كثيرة وألفاظ متقاربة ربما تجاوز حد التواتر، من طرق أصحابنا الإمامية، وطرق العامة. 2 - ما رواه عن ليث، عن مجاهد، قال: نزلت في علي سبعون آية، ما شركه في فضلها أحد. قلت: وقد روى العامة أيضا بطرقهم عن أبن عباس، قال: نزلت في
________________________________________
1 - 2 - 3 - 4 - (*)
________________________________________
[ 242 ]
[... ] علي (عليه السلام) ثلاثمائة آية. فراجع سيرة الحلبي، وتاريخ بغداد في إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمان المدائني، وغير ذلك (1)، مما أحصيناه في " ما نزل في علي من القرآن ". 3 - ما صرح الذهبي في ميزانه بكونه من مناكيره، وهو ما رواه عن أبي الجحاف، عن محمد بن عمرو بن الهاشمي، عن زينب بنت علي (عليهما السلام) قالت: نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال: " هذا في الجنة ". قلت: وهل يشك الذهبي وأمثاله أن نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما في آية المباهلة، ومن طهره الله من كل رجس في آية التطهير، ومن فرض مودته في آية القربى، ومن نزل فيه وفي أهله سورة * (هل أتى) * وغير ذلك من الآيات - هو علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، أو ينكرون كونه ممن في الجنة، وفيه ما لا تحصى من بشارات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو هو ليس كأحد من العشرة المعروفة عندهم بالمبشرة بالجنة. وليت هؤلاء عرضوا أنفسهم على روايات كثيرة متواترة عنهم، عن النبي (صلى الله عليه وآله) بألفاظ متقاربة في علي (عليه السلام): " لا يبغضك إلا منافق أو كافر "، بل في رواية الحاكم في المستدرك: " والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار " (2). وهل التسرع في رمي رواة فضائلهم بالكفر والزندقة، ورواية المناكير، مع إهمالهم في الوضاعين في فضائل آل تيم، وعدي، وامية، وأذنابهم، ليس من هذا ؟
________________________________________
1 - 2 - (*)
________________________________________
[ 243 ]
[... ] وأما الثاني: حكاية شتم تليد للظالمين من الصحابة: فقد جاوز الحد جماعة في تضعيف تليد، منهم يعقوب بن سفيان، فقال: تليد رافضي خبيث. ومنهم: يحيى بن معين، فقال في موضع: تليد كان ببغداد وقد سمعت منه، ولكن ليس هو بشئ. وفي موضع آخر: تليد، كذاب، كان يشتم عثمان. وكل من شتم عثمان أو طلحة، أو أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، دجال، لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وفي موضع آخر يقول: تليد بن سليمان ليس بشئ، قعد فوق سطح مولى لعثمان بن عثمان، فذكروا عثمان، فتناوله تليد، فقام إليه مولى عثمان، فأخذه، فرمى به من قوق السطح، فكسر رجليه، فكان يمشي على عصا. ومنهم: أبو داود سليمان بن الأشعث، فقال في تليد بن سليمان: رافضي، خبيث، وأيضا: تليد رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر. ذكر ذلك الخطيب في تاريخه، وأشار إليه الذهبي في الكاشف بقوله: تليد بن سليمان الكوفي الشيعي، عن عبد الملك بن عمير، ونحوه، وعنه أحمد، وابن نمير، ضعيف، وقال أبو داود: رافضي يشتم (1). وقال أيضا في ميزان الإعتدال: تليد بن سليمان الكوفي الأعرج عن عطاء بن السائب، و عبد الملك بن عمير. وعنه أحمد، وابن نمير. فمن مناكيره، عن أبي الحجاف، عن محمد بن عمرو بن الهاشمي، عن زينب بنت علي (عليهما السلام)، قالت: نظر
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 244 ]
[... ] رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام)، فقال: " هذا في الجنة، وإن من شيعته قوما يلفظون الإسلام، لهم نبز، يسمون: الرافضة. من لقيهم، فليقتلهم، فإنهم مشركون ". قال أحمد: شيعي، لم نر به بأسا. وقال ابن معين: كذاب، يشتم عثمان، قعد فوق سطح، فتناول عثمان، فقام إليه بعض أولاد موالي عثمان، فرماه، فكسر رجليه. وقال أبو داود: رافضي، يشتم أبا بكر وعمر، وفي لفظ: خبيث. وقال النسائي: ضعيف (1). قلت: التدبر في حكايات العامة لشتم تليد بن سليمان للخلفاء، يقتضي رجوع الجميع إلى واقعة شنيعة من بعض موالي عثمان، زعما منهم أنه شتمه، وقد أشاعوها، بغضا منهم لشيعة آل محمد (عليهم السلام)، وأكبرها ممن هو معلوم الحال مع الشيعة، مثل ابن معين المعروف بالنصب لهم، ثم تبعه غيره، وكيف يتجرئ لهذه الحكاية على رمي من روى عنه معاريف أهل الحديث، بأنه كذاب، بل بنسبة الدوام إليه بقوله (كان يشتم...)، وبوضع قاعدة عامة: (إن كل من شتم أحدا من الصحابة فهو دجال، وإنه لا يكتب عنه، وإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) ؟ أو ليس هذه إفتراءا على الله وعلى الملائكة، ومن أخبره بذلك ؟ آية نزلت عليه، أو وحي اوحي إليه ؟ وهلا تركوا النظر في آيات فيمن لعنة الله أو في روايات مأثورة فيمن لعنه الله ورسوله ؟ ! أو كيف نسوا قول عايشة في عثمان: (أقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا)، كما في الكامل لابن الأثير، والطبري، وغير ذلك (2) مما ورد في سب الصحابة بعضهم
________________________________________
1 - ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 358 / ر 1339. 2 - الكامل: ج 3 / ص 105، تاريخ الطبري: ج 5 / ص 174. (*)
________________________________________
[ 245 ]
[ - ثابت بن أبي صفية: أبو حمزة (1) ] لبعض، تجريا واجتهادا، كسب عثمان بن عفان نعيمان بن عمرو الأنصاري بقوله: (دعوا نعيمان لعن الله نعيمان، فقد شهد بدرا)، أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب، وغيره (1). وكيف سكتوا عن سب علي (عليه السلام) على منابر المسلمين ثمانين سنة، رضا لآل أبي سفيان بن حرب وآل مروان ؟ ! وكيف يرمون أبرار شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكفر والزندقة والخباثة وأمثالها، وقد أخرج البخاري في كتابه، كتاب البر والصلة في النهي عن السباب واللعن، عن ثابت بن الضحاك، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " ومن لعن مؤمنا فهو كمن قتله، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله ". وأيضا عن أبي ذر إنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك ". وأخرجه في في كنز العمال (2). ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (1) إن عظمة منزلة ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي عند الأئمة، وعند الشيعة وعند أهل الحديث وساير العلماء، والأخبار وكثرة رواياته، تقتضي التحقيق في ترجمته من وجوه: 1 - كنيته قد إشتهر في الروايات، وعند الخاصة والعامة بكنيته، وهي أبي حمزة،
________________________________________
1 - الاستيعاب: ج 3 / ص 547 و 548 / 2 - مسند البخاري (المشهور بالصحيح عندهم): ج، كنز العمال: ج 3 / ص 225 / ح (*)
________________________________________
[ 246 ]
[ الثمالي (1)، ] بولده الشهيد مع زيد: حمزة بن ثابت. وصرح بتكنيته بأبي حمزة الشيخ في الفهرست، وفي أصحاب السجاد، والباقر، والصادق، والكاظم (عليهم السلام)، وكذا الصدوق في المشيخة، وغيرهم من أصحابنا، ومن العامة. كما تأتي تصريحات بعضهم بذلك في خلال كلماتهم، كما وقعت في روايات وردت فيه، والروايات التي رواها، وقد أشرنا إليها في الكنى من " الطبقات الكبرى "، و " أخبار الرواة ". كما ذكرنا حمزة بن أبي حمزة الشهيد مع إخوته في " شهداء الولاية "، و " أخبار رواة الشيعة ". 2 - نسبته (1) المعروف نسبته إلى الثمالي، ثمالة بطن من ازد، إلى عوف بن أسلم، الأزدي، الذي أطعم قومه، وسقاهم لبنا، بثمالته ذكره في القاموس، والأنساب. ولبطن الثمالي وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد فتح مكة وكتب لهم بكتاب، ذكرناه في " الأنساب ". 3 - اسم والده وكان ثابت بن دينار معروفا بكنيته ولقبه (أبو حمزة الثمالي) في طبقات الناس، وفي الأحاديث، والمصنفات، وساير صنوف أصحاب العلوم، كما ستقف على ذكر بعضها. وقال الصدوق في المشيخة: وهو من طي، من بني ثعل، ونسب إلى (ثمالة)، لإن داره كانت فيهم.
________________________________________
[ 247 ]
[ واسم أبي صفية دينار (1). مولى (2). ] (1) كما صرح به الشيخ الجليل الجعابي البغدادي فيما يأتي من كلامه، وابن النديم، والصدوق، والشيخ في كتبه، وغيرهم. فقال ابن النديم في الفهرست: واسمه ثابت بن دينار. وكنية دينار، أبو صفية.... وقال الصدوق في المشيخة: ويكنى أبا صفية.... والأشهر عند الأصحاب وعند العامة ذكر أبيه بكنيته، ثم ذكر اسمه دينار، ولكن قال المزي: وإسمه دينار، ويقال: سعيد. وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: وإسم أبيه: دينار. وقيل: سعيد. 4 - مولويته (2) ظاهر الماتن الإتفاق على مولويته، والاختلاف فيمن يدعي ولائه. وكان آل المهلب يدعون ولائه، وليس من قبيلتهم، لأنهم من العتيك... فيأتي قول محمد بن عمر الجعابي فيه: مولى المهلب بن أبي صفرة. وقول الصدوق في المشيخة: (وهو من طي، من بني ثعل...). وقال الذهبي في ميزان الإعتدال: ثابت بن أبي صفية، أبو حمزة الثمالي، مولى المهلب بن أبي صفرة... (1). ولكن قال أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص / ر): عربي، أزدي.
________________________________________
1 - ميزان الإعتدال: ج 1 / ص 363 / ر 1358. (*)
________________________________________
[ 248 ]
[ كوفي (1). ثقة (2). ] 5 - كوفيته (1) وقد صرح بكوفية أبي حمزة: الماتن، والشيخ في أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وغيرهما، مثل المزي في تهذيب الكمال، والذهبي في الكاشف، وابن حجر في تقريب التهذيب. 6 - وثاقته (2) اتفق أصحابنا، على وثاقة أبي حمزة الثمالي في الرواية، بل صرح غير واحد بعدالته، فقال الصدوق في المشيخة: وهو ثقة، عدل. وقال الشيخ في الفهرست (ص 41 / ر 127): ثابت بن دينار، يكنى أبا حمزة الثمالي، وكنية دينار أبو صفية، ثقة. وقال ابن النديم عند ذكره في المصنفين في تفسير القرآن: كتاب تفسير أبي حمزة الثمالي، وإسمه ثابت بن دينار. وكنية دينار أبو صفية. وكان أبو حمزة من أصحاب علي (بن الحسين - ظ) (عليه السلام) من النجباء الثقات، وصحب أبا جعفر (عليه السلام) (1). وقال الكشي: سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمد، أخويه وأبيه ؟ فقال: كلهم ثقات، فاضلون. ورواه نحوه بعينه في علي بن أبي حمزة الثمالي. قلت: وشواهد وثاقته من مدائح الأئمة (عليهم السلام)، وروايات الثقات الأجلاء
________________________________________
1 - (*)
________________________________________
[ 249 ]
[ وكان آل المهلب (1) يدعون ولائه، وليس من قبيلتهم، لأنهم ] وغيرها، كثيرة، كما سنقف على بعضها. لكن العامة قد ضعفوه معللين برافضيته، ونيله من عثمان، كما عن ابن المبارك، وغلوه في التشيع، كما عن ابن حبان، وغيره، وعن يزيد بن هارون، إيمانه بالرجعة. قلت: ولكن عداوتهم لآل محمد (عليهم السلام) وشيعتهم، وإنكارهم فضائلهم، ومنها الرجعة التي تطابقت الآيات والأخبار المتواترة عليها، مما سبقت لأيوب وغيره من الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، وكذا حبهم لآل سفيان وحرب ومروان وأذنابهم، قد أوجب هذه الطعون منهم في أمثال هؤلاء العدول الأخيار. 7 - من يدعى ولائه (1) قال ابن الجزري في اللباب: المهلبي، بضم الميم، وفتح الهاء، وتشديد اللام المفتوحة، وفي آخرها باء موحدة. هذه النسبة إلى أبي سعيد المهلب بن أبي صفرة الأزدي أمير خراسان. وينسب إليه كثير من العلماء نسبة وولاء منهم أبو نصر منصور بن جعفر بن علي بن الحسن بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي (1). قلت: ذكرنا في " الأنساب " جماعة من آل المهلب، مثل أحمد بن معقل الأزدي المهلبي الحمصي النحوي، وعلي بن بلال بن أبي معاوية أبي الحسن المهلبي الأزدي البصري الثقة.
________________________________________
1 - لباب الأنساب: (*)
________________________________________
[ 250 ]
[ من العتيك (1)، قال محمد بن عمر الجعابي (2): ثابت بن أبي صفية مولى المهلب بن أبي صفرة. أولاده (3): ] (1) قال في القاموس في العتيك: فخذ من الأزد. والنسبة: عتكي، محركة (1). وقال ابن الجزري في اللباب: والعتكي: هذه النسبة إلى العتيك، وهو بطن من الأزد، وهو عتيك بن النضر بن الأزد، ينسب إليه خلق كثير.... والمعروف أن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن مزيقياء بن عامر...، منهم المهلب بن أبي صفرة... (2). (2) يأتي في ترجمته (ر 1058): الحافظ القاضي كان من حفاظ الحديث، وأجلاء أهل العلم. له كتاب الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم. وهو كتاب كبير، سمعناه.... 8 - أولاده الذين لم يستشهدوا مع زيد (عليه السلام) (3) قلت: إما أولاده الذين لم يقتلوا مع زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، فهم الحسن، والحسين، وعلي، ومحمد بن أبي حمزة الثمالي. وقال أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص / ر): سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير، عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمد، أخويه وأبيه. فقال: كلهم ثقات فاضلون. وأيضا في علي بن أبي حمزة الثمالي (ص / ر): سألت أبا الحسن...،
________________________________________
1 - القاموس المحيط: 2 - لباب الأنساب: (*)
________________________________________

(Dokumen-ABNS)
Share this post :

Posting Komentar

ABNS Video You Tube

Terkait Berita: