Pesan Rahbar

Sekilas Doa Arafah Imam Husain as dan Doa Arafah Imam Husain as

Doa Arafah (Bahasa Arab: دعاء العرفة ) adalah diantara doa-doa Syiah yang menurut riwayat dibaca oleh Imam Husain as pada hari ke-9 Dzul...

Home » » Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 11DA

Mausuah Rijaliyah Syiah Bagian 11DA

Written By Unknown on Sabtu, 10 Maret 2018 | Maret 10, 2018


تهذيب المقال
السيد محمد على الأبطحى ج 5

***********************
 [ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم تهذيب المقال الجزء الخامس
________________________________________
[ 2 ]
الطبعة الاولى قم المقدسة 1417 ه‍ - ق جميع حقوق التأليف والطبع محفوظة للمؤلف الناشر: ابن المؤلف السيد محمد / قم المقدسة تلفن 733889 المطبعة: نگارش
________________________________________
[ 3 ]
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال للشيخ الجليل ابى العباس احمد بن علي النجاشي تأليف العلامة الفقيه آية الله العظمى السيد محمد على الموحد الابطحي (مد ظله) الجزء الخامس
________________________________________
[ 5 ]
[ 328 - جميل بن دراج (1): - ودراج يكنى بأبي الصبيح - بن عبد الله (2) أبو علي (3)، ] 1 - نسبه (1) تقدم في أيوب بن نوح بن دراج النخعي الكوفي نسب جميل بن دراج بترجمة له ولاله، ولولده محمد بن جميل بن دراج، فراجع (1). كما ذكرناه في النخعيين في (الأنساب). (2) تقدمت في أيوب بن نوح ترجمة منا لدراج بن عبد الله أبي الصبيح النخعي البقال الحائك الكوفي، مع وجه لتكنيته بأبي الصبيح، فراجع. وكلام الماتن يدفع قول من توهم أن جميلا كان يكنى بأبي الصبيح. والعجب ممن نسب إلى الماتن تكنيته بأبي الصبيح [ الصبح ]، فلا تغفل. 2 - كنيته (3) يظهر مما رواه الكليني في الموثق، أن جميلا كان معروفا في عصره بكنيته أبي علي. وقال: قال حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن جعفر بن سماعة: أن جميلا شهد بعض أصحابنا، وقد أراد أن يخلع ابنته من بعض أصحابنا. فقال جميل للرجل: ما تقول رضيت بهذا الذي أخذت وتركتها ؟ قال: نعم،
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 4 / ص 4 / ر 254. (*)
________________________________________
[ 6 ]
[ النخعي (1). وقال ابن فضال (2): (أبو محمد) (3). شيخنا (4) ] فقال لهم جميل: قوموا، فقالوا: يا ابا علي ليس تريد يتبعها الطلاق ؟ قال: لا، الحديث (1). 3 - نسبته (1) قد تقدم في أيوب قوله (النخعي). وهو ظاهر في أنه عربي صميم، ليس من الموالي. ولكنه لا يقاوم تصريح البرقي والشيخ بمولوية جميل وكوفيته، كما يأتي. (2) الظاهر أن النقل من كتاب الحسن بن فضال الثقة الخبير بالروايات والرواة. وكثرت حكاية النجاشي عنه، وذكرناه في (مصادر تراجم الرواة) بالطرق إليه. (3) ويؤكده ذكر ابنه محمد بن جميل في الروايات. فروى المفيد في الأختصاص في أن الأئمة (عليهم السلام) يعرفون منطق الحيوانات، عن الحسن بن محمد القاشاني، عن أبي الأحوص داود بن أسد المصري، عن محمد بن جميل، عن أحمد ابن هارون بن موفق مولى أبي الحسن (عليه السلام)، عنه (2) (عليه السلام). وقد ذكرناه في (أخبار الرواة). 4 - شيخوخة جميل لأعلام الدين (4) في إسناد شيخوخة جميل لأمثال النجاشي المتأخر عنه بوسائط، خفاء لا يخلو عن وجه دقيق، لعله باعتبار الطرق والأجازات والأحاطة والخبرة
________________________________________
(1) - الكافي: ج 6 / ص 141 / ح 9. (2) - الاختصاص: ص 298. (*)
________________________________________
[ 7 ]
[ ووجه الطائفة (1) ]، الكاملة له في الدراية والرجال، والمعرفة بالروايات واخبار الرواة، وسائر ما تبرز فيه (شيخنا)، بقرينة إضافتها إلى ضمير المتكلم مع الغير (شيخنا)، قبال اضافة وجاهته إلى الطائفة. هذا على ما هو الأظهر من كون (شيخنا) من كلام النجاشي، دون ابن فضال، وإلا فالأمر واضح. وقد كثرت روايات ابن فضال العابد الفاضل، الزاهد الورع، الثقة في الحديث، العظيم في الطائفة، الخصيص بأبي الحسن الرضا (عليه السلام)، عنه. 5 - وجاهته في الطائفة (1) تظهر وجاهته في الأمامية، عند الأئمة وشيعتهم، من رواياته ومن ذكر الرواة عنه، مما أحصيناه في (أخبار الرواة). ومرت الأشارة في أيوب بن نوح ابن دراج إلى كرامته عند الأئمة (عليهم السلام) وعند الشيعة. فمنها: ما رواه الصدوق في الخصال بإسناده عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث له معه: (يا جميل، أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك)، قال: فقلت له: جعلت فداك من غرر أصحابي ؟ قال: (هم البارون بالأخوان في العسر واليسر)، الحديث (1). ومنها: أن جميلا كان من أصحاب السر لأبي عبد الله (عليه السلام)، حدثه بما لا يتحمله غيره. فروى الكشي (ص 251 / ر 468) عن محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن
________________________________________
(1) - الخصال: ص 96 / ب 3 / ح 42. (*)
________________________________________
[ 8 ]
[ ثقة (1) ]. جميل بن دراج، عن ابي عبد الله (عليه السلام). قال، قال (عليه السلام) لي: (يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه، فيكذبوك). ومنها: أن جميلا كان من العباد الناسكين الخاشعين الساجدين لله جل شأنه، الذين يفتخر العباد بهم. فروى الكشي في معروف بن خربوذ (ص 211 / ر 374) عن أبي القاسم نصر بن الصباح، عن الفضل بن شاذان، قال دخلت على محمد بن أبي عمير وهو ساجد، فأطال السجود، فلما رفع رأسه وذكر طول سجوده، قال: كيف ولو رأيت جميل بن دراج. ثم إنه دخل على جميل بن دراج فوجده، ساجدا فأطال السجود جدا، فلما رفع رأسه، قال محمد بن أبي عمير: أطلت السجود، فقال لو رأيت معروف بن خربوذ. 6 - وثاقته (1) قال الشيخ في الفهرست (ص 44 / ر 143): جميل بن دراج، له أصل، وهو ثقة. وقال أبو عمرو الكشي (ص 375 / ر 705) في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، غير الستة من أصحابه وأصحاب أبيه (عليه السلام): أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء، وتصديقهم لما يقولون، وأقروا لهم بالفقه، من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم ستة نفر، جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان. قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه يعني ثعلبة بن ميمون أن أفقه هؤلاء جميل ابن دراج، وهو أحداث أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام). قلت: قد مر الكلام في أصحاب الأجماع، ووثاقتهم، ووثاقة من رووا عنه،
________________________________________
[ 9 ]
[... ] بحوث نافعة مهمة، فليراجع (1). كما حققنا هناك في التوثيقات العامة، وفي كتابنا (قواعد الرجال) دلالة رواية أعيان الثقات وأجلاء الطائفة، ومن عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة، ومن لا يطعن في حديثه، ومن عرف بأنه صحيح الحديث، أو الثقة في الحديث، وغيرهم عن جميل بن دراج، وأحصيناهم في (الطبقات الكبرى). كما حققنا في (الشرح على رجال الكشي)، وفي (أخبار الرواة) دلالة روايات على وثاقة جميل وجلالته وأمانته في الدين والدنيا، وحققنا حول رجال أسانيد تلك الروايات. 7 - فقاهته قد عرفت من كلام أبي عمرو الكشي الأجماع على فقاهة جميل، بل وعن كلام ثعلبة بن ميمون أبي إسحاق الفقيه الثقة: أن أفقه أصحاب الأجماع من أصحاب الصادق (عليه السلام) هو جميل. فكان على الماتن التنبيه عليه، وقد أوردنا ما دل على فقاهته في (أخبار الرواة). 8 - ولائه لال محمد (عليهم السلام) وتبريه من أعدائهم إن المستفاد من الروايات أن جميل بن دراج كان حسن المعرفة بآل محمد (عليهم السلام) وبمنزلتهم عند الله تبارك وتعالى، شاكرا لأنعم الهداية الربانية السماوية
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 126. (*)
________________________________________
[ 10 ]
[... ] والنبوة والخلافة والأمامة والوصاية، وممن وفى لهم في الولاية، والطاعة والاتباع، ولم يلبس إيمانه بما أنزل الله تعالى على رسوله في أوليائه واولي الأمر من عنده، بالشرك، واتباع الأهواء، والعدول عن المحجة البيضاء، وعن الصراط المستقيم. والأخبار الدالة على ذلك كثيرة، ذكرناها في (أخبار الرواة). ولنكتف في المقام بالأشارة إلى ما رواه أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص 251 / ر 467) من تطبيق الأمام الايات النازلة في ذلك عليه، عن حمدويه، وإبراهيم قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن حسان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يتلو هذه الاية فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين (1)، ثم أهوى (عليه السلام) بيده إلينا ونحن جماعة، فينا جميل بن دراج، فقلنا أجل، والله جعلت فداك، لا نكفر بها. قلت: ويظهر من رواية العياشي في تفسيره عن محمد بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حيث قال، وأومى بيده إلينا (2)، أنه أيضا منهم. والكلام في الروايات الواردة في ذلك، وفي أمارات وثاقة محمد بن حسان في (أخبار الرواة). وكفى للدلالة على فضله التدبر في الايات من أولها: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم م مهتدون (3).
________________________________________
(1) - الأنعام: آية 89. (2) - تفسير العياشي: ج 1 / ص 367 / ح 54. (3) - الانعام: آية 82. (*)
________________________________________
[ 11 ]
[ روى عن (1) ] (وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم) (1). ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون * اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * اولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده قل لا أسئلكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين (2). 9 - من أدركهم من الأئمة عليهم السلام وروى عنهم (1) قد خص الماتن من روى عنهم من الأئمة (عليهم السلام) بأبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، ولكنه لا ينافي إدراكه لغيرهما، كما نص فيما يأتي على موته في أيام الرضا (عليه السلام) الملازم لأدراكه، وإن لم تتفق أو لم تكثر روايته عنه لكبر سنه المانع من السفر إلى المدينة أو إلى خراسان وغير ذلك. وقد روى الكليني عنه، عن أبي جعفر (عليه السلام). قال: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: (حد الجوار أربعون دارا من كل جانب)، الحديث (3).
________________________________________
(1) - الأنعام: آية 83. (2) - الأنعام: آية 88 - 90. (3) - الكافي: ج 2 / ص 669 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 12 ]
[ أبي عبد الله (1) وأبي الحسن (عليهما السلام) (2) ]. وقال الشيخ في التهذيب: موسى بن القاسم، عن النخعي، عن صفوان وابن أبي عمير وجميل بن دراج وحماد بن عيسى وجماعة ممن روينا عنه من أصحابنا، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، أنهما قالا (عليهما السلام): (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر...)، الحديث (1). (1) ذكره البرقي والشيخ وغيرهما في أصحاب الصادق (عليه السلام). فقال البرقي (2): جميل بن دراج، مولى النخع، كوفي. وقال الشيخ (ص 163 / ر 39) في أصحابه 7: جميل بن دراج مولى النخع، كوفي. قلت: ذكرناه في (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام)) بمن روى عنه، عنه (عليه السلام). وهم جماعة كثيرة من أعيان الثقات، وأعلام الرواة، من أصحابه ومن أصحاب الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، مشيرا إلى مواضع رواياتهم عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام). (2) قال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 346 / ر 4): جميل بن دراج روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). قلت: ذكرناه برواياته عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) في (طبقات أصحابه (عليه السلام))، وبما صار إليه بعد وفاته في أمر الواقفة، ونشير إليه فيما يأتي. وتمام الكلام فيه في (أخبار الرواة).
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 223 / ح 752. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 41. (*)
________________________________________
[ 13 ]
[ أخذ عن زرارة (1) ]. 10 - إن زرارة بن أعين معلم جميل وباب علومه (1) لا يخفى أن مطلق الرواية بل إكثارها عن الرجل ليس أخذا عنه، بل إذا كان عن الأعتماد والأيمان، والتعويل والسكون بما حدثه أو بما رواه، وكون ما علمه منه أصلا لا يريبه، بل يأول به غيره وإن تفرد به، حتى إذا خالفه غيره. وكان زرارة بن أعين من عيون هذه الطائفة ذكيا، فهما، ثبتا، حقيقا بالمرجعية للشيعة وغيرهم في الاصول وغيرها، كما يظهر مما يأتي في ترجمته، ومما حققناه في كتبنا الرجالية، وخاصة (أخبار الرواة)، و (تاريخ آل زرارة)، و (شرح رسالة أبي غالب الزراري). ولنشر إلى بعض ما يدل على ذلك: 1 - ما رواه أبو عمرو الكشي (ص 152 / ر 252) في زرارة: عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج، قال: ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، إنا كنا نختلف إليه، فما كنا حوله إلا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضى أبو عبد الله (عليه السلام)، وجلس عبد الله مجلسه. بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليعرف الخبر ويأتيه بصحته. ومرض زرارة مرضا شديدا قبل أن يوافيه عبيد. فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف، فوضعه على صدره، ثم قبله. قال جميل: فحكى جماعة ممن حضره أنه قال: اللهم إني احل حلاله، واحرم حرامه، واؤمن بمحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وخاصه وعامه. على ذلك أحيى وعليه أموت إن شاء الله. ورواه مختصرا في (ص 156 / ر 256) مع تفاوت سندا ومتنا. 2 - وأيضا، (ص 134 / ر 213): عن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي،
________________________________________
[ 14 ]
[... ] عن أحمد بن إدريس القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن أبي الصهبان، أو غيره، عن سليمان بن داود المنقري، عن ابن أبي عمير، قال: قلت لجميل بن دراج: ما أحسن محضرك وأين مجلسك ! فقال: إي والله، ما كنا حول زرارة بن أعين إلا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم. 3 - وأيضا (ص 137 / ر 220): عن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن حديد المدائني، عن جميل بن دراج، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله (عليه السلام) من أهل الكوفة، من أصحابنا، فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، قال لي: (لقيت الرجل الخارج من عندي) ؟ فقلت: بلى، هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة. فقال: (لا قدس الله روحه، ولا قدس روح مثله، إنه ذكر أقواما كان أبي (عليه السلام) إئتمنهم على حلال الله وحرامه، وكانوا عيبة علمه. وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري، أصحاب أبي (عليه السلام) حقا، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، وهم نجوم شيعتي أحياءا وأمواتا، يحيون ذكر أبي (عليه السلام). بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين). ثم بكى (عليه السلام). فقلت: من هم ؟ فقال: (من عليهم صلوات الله ورحمته أحياءا وأمواتا، بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم. أما إنه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل إلى قريب). قال جميل: فوالله ما كان إلا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى آل أبي الخطاب، قلت الله يعلم حيث يجعل رسالته. قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم.
________________________________________
[ 15 ]
[... ] 4 - وأيضا في أبي بصير (ص 170 / ر 286): عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بشر المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء، أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست. قلت: وبذلك نكتفي في المقام، وتفصيل ذلك في محله. ولنشر إلى بعض روايات جميل عن زرارة: أ - فروى الشيخ في كتاب الغيبة في فضل الأنتظار لظهور الأمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه)، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن جعفر ابن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: (حقيق على الله أن يدخل الضلال الجنة). فقال زرارة كيف ذلك جعلت فداك ؟ قال: (يموت الناطق، ولا ينطق الصامت، فيموت المرء بينهما فيدخله الله الجنة) (1). ب - وروى الصدوق في الخصال عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: (أمران أيهما سبق إليها بانت به المطلقة المسترابة التي تستريب الحيض. إن مرت بها ثلاثة أشهر بيض ليس بها دم بانت بها، وإن مرت بها ثلاث حيض ليس بين الحيضتين ثلاثة أشهر بانت بالحيض) (2).
________________________________________
(1) - الغيبة: ص 460 / ح 475. (2) - الخصال: ص 47 / ب 2 / ح 51. (*)
________________________________________
[ 16 ]
[... ] ج - وأيضا فيه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضى الله عنه)، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قوام الدين بأربعة، بعالم ناطق مستعمل له، وبغني لا يبخل بفضله على أهل دين الله، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتكبر عن طلب العلم. فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى، فلا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة). قيل: يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان ؟ فقال: (خالطوهم بالبرانية - يعني في الظاهر - وخالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع من أحب. وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عزوجل) (1). 11 - مشايخ حديث جميل روى جميل عن جماعة كثيرة من ثقات أصحاب السجاد والباقر والصادق:، منهم أبان بن تغلب، وأبو حمزة الثمالي، وزرارة، وإسماعيل بن جابر، وإسماعيل الشعيري السكوني، وإسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي، وبكير بن أعين، وحكم بن حكيم الصيرفي، وحمران بن أعين، وحمزة بن حمران، ممن ذكرناهم في (طبقات أصحابهم (عليهم السلام))، ويطول ذكرهم ههنا، وهم أجلاء الرواة. ولولا روايته عن يونس بن ظبيان الذي ورد فيه بعض الطعون، وروايته
________________________________________
(1) - الخصال: ص 197 / ب 4 / ح 5. (*)
________________________________________
[ 17 ]
[ وأخوه نوح بن دراج القاضي. كان أيضا من أصحابنا، وكان يخفي أمره (1). وكان أكبر من نوح. وعمى في آخر عمره ]. عن بعض من لم يصل الينا توثيقه، لكان القول بوثاقة عامة مشايخة غير بعيد. وإن كان لنا تحقيق في حال يونس وما ورد فيه في (الشرح على رجال الكشي). كما أن توثيق بعض من روى عنه ممن لم يصرح بتوثيق في كلام الأقدمين ربما يظهر بما حققناه من القرائن العامة، في (أخبار الرواة). 12 - مدح جميل بأخيه نوح (1) إن من جلالة جميل، وكرامته عند أهل بيته وخاصة في الشيعة، أن أخاه مع ورعه ومعرفته وولايته لال محمد (عليهم السلام)، وتبريه من أعدائهم، واجتنابه عن دولتهم، قد خاض في ولايتهم وتصدى لقضاء الكوفة وبغداد في سلطانهم. وهو له كأخذ الجمرة بالكف، لحفظ أخيه جميل، والتوسيع له. وقد كان أبو محمد نوح بن دراج القاضي بالكوفة والبصرة ثم ببغداد، عالما فقيها، يخضع له كل من يعرف بالعلم، مثل أبي ليلى القاضي وابن شبرمة ونظرائهم. ولم يتجرأ الرشيد العباسي لخلافه في أمر قصد الرشيد قتل الأمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فاحتج الأمام (عليه السلام) بقول نوح بن دراج. فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله منهم سفيان الثوري، وإبراهيم المدني، والفضيل بن عياض، فشهدوا، فسكت الرشيد. وقد مضى في ترجمة أيوب بن نوح ذكر ذلك، بترجمة لنوح، فلاحظ (1).
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 4 / ص 19 / ر 254. (*)
________________________________________
[ 18 ]
[ ومات في أيام الرضا (عليه السلام) (1). له كتاب (2) ]. وقد روى الكشي (ص 251 / ر 468) عن محمد بن مسعود، عن ابي جعفر حمدان بن أحمد الكوفي، عن نوح بن دراج، فقال: كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة. فقيل له: لم دخلت في أعمالهم ؟ فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخي جميلا يوما. فقلت: لم لا تحضر المسجد، فقال: ليس لي ازار. وقال حمدان مات جميل عن مائة ألف. 13 - طول عمر جميل بن دراج (1) لم يحفظ التاريخ بالضبط مولد جميل بن دراج ووفاته، كساير الشيعة بل الأئمة (عليهم السلام)، للظروف القاسية، إلا أنه يظهر من الروايات طول عمره وعلو طبقته، وأنه أدرك أيام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، الذي قضى شهيدا بالسم سنة 114 أو 116. وتفصيلها في (أخبار الرواة). وأدرك أيام أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الأول الكاظم، وأبي الحسن الرضا: الذي استشهد سنة ثلاث ومائتين، أو ست ومائتين من الهجرة. وكان عمره في الكوفة معهد علوم آل محمد (عليهم السلام)، بمحضر علماء الشيعة وأصحاب الأئمة (عليهم السلام)، وكثير البركة، إعتمد عليه حملة العلم، وطلاب الحديث. 14 - كتابه المنفرد به (2) قلت: إن كتاب جميل من الاصول الأربعمائة، كما حققناه في كتابنا في ذلك.
________________________________________
[ 19 ]
[ رواه عنه جماعات من الناس (1). وطرقه كثيرة. وأنا على ما ذكرت في هذا الكتاب لا أذكر إلا طريقا أو طريقين حتى لا يكبر الكتاب. إذ الغرض غير ذلك. قرأته على الحسين بن عبيدالله، حدثكم أحمد بن محمد الزراري، عن جده، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن جميل (2) ]. وقال الشيخ في الفهرست (ص 44 / ر 143): جميل بن دراج، له اصل. وهو ثقة. أخبرنا به الحسين بن عبيدالله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير وصفوان، عن جميل بن دراج. قلت: وطريقاه صحيحان. وفي التهذيبين روايات عنهما، عنه. وروى الصدوق في المشيخة، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران وجميل بن دراج (1)، إلا أنه روى كثيرا عن جميل وحده، فلاحظ وتدبر. وطريقه صحيح. (1) منهم محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، وجلبة بن حيان بن الأبحر الكناني، كما يأتي في ترجمته (ر 331). قلت: ولعل الرواة عن جميل وهم كثيرون، قد رووا عنه من كتابه، وقد سمعوه قراءة عليه. (2) طريقه صحيح. وقد كثرت روايات محمد بن أبي عمير عن جميل.
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 17 / ر 32. (*)
________________________________________
[ 20 ]
[ وله كتاب، إشترك هو ومحمد بن حمران فيه (1). رواه الحسن ابن علي ابن بنت إلياس عنهما ]. 15 - كتابه المشترك فيه مع محمد بن حمران (1) يأتي في (ر 968): محمد بن حمران النهدي، أبو جعفر، ثقة، كوفي الأصل. نزل جرجرايا. وروى عن أبي عبد الله (عليه السلام). له كتاب، أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا علي بن أسباط بن سالم في دهليزه، يوم الأربعاء عشيا لأربع خلون من شعبان سنة ثلاثين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن حمران. ولهذا الكتاب رواة كثيرة. قلت: وقد روي عن جميل ومحمد بن حمران معا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، جماعة: منهم ابن أبي عمير، والحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس، كما في الكافي (1)، وأيضا في ما أحل للنبي من النساء (2)، والتهذيب (3)، والمحاسن (4)، وغير ذلك. وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن محمد بن حمران وجميل بن دراج، فقد رويته عن أبي (رضى الله عنه)، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران وجميل بن دراج.
________________________________________
(1) - الكافي: ج 5 / ص 30 / ح 9. (2) - الكافي: ج 5 / ص 55 / ح 3. (3) - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 139 / ح 233. (4) - المحاسن للبرقي: ج 2 / ص 96 / ح 1253. (*)
________________________________________
[ 21 ]
أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه وأصله، في رجب سنة تسع ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن بنت إلياس، عنهما، به (1). وله كتاب، إشترك هو ومرازم بن حكيم فيه (2). أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد، عنهما. (1) قلت: طريقه صحيح. 16 - كتابه المشترك فيه مع مرازم (2) يأتي ترجمته (ر 1141): مرازم بن حكيم الأزدي المدائني، مولى، ثقة، وأخواه محمد بن حكيم وحديد بن حكيم، يكنى أبا محمد. روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). ومات في أيام الرضا (عليه السلام). وهو أحد من بلى باستدعاء الرشيد له، وأخوه. أحضرهما الرشيد لعنه الله، مع عبد الحميد بن عواض، فقتله وسلما. ولهم حديث ليس هذا موضعه. له كتاب يرويه جماعة، قال أبو عبد الله بن عياش: حدثنا محمد بن أحمد بن مصقلة، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد، عن مرازم، بكتابه. وفي الفهرست (ص 170 / ر 744): مرازم بن حكيم، له كتاب رويناه بهذا الأسناد. أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد فضال، عنه.
________________________________________
[ 22 ]
[ 329 - جميل بن صالح الأسدي (1) ]: قلت: وفي الطريق كلام بابي المفضل وبابن بطة، تقدم. وقد روى علي بن حديد المدائني الأزدي الساباطي، من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، عن جميل كثيرا. ويأتي في جلبة بن حيان (ر 331)، أنه يروي كتاب جميل بن دراج عنه. وقد روى الكشي عن علي بن حديد المدائني، عن جميل بن دراج في تراجم الرجال، منها في زرارة (ص 137 / ر 220) بإسناد صحيح عنه. وأيضا عن غيره عنه يطول بذكره. وروى الشيخ في التهذيبين بإسناده عن علي بن حديد المدائني، عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، كما في التهذيب (1). وعنه، عنه، عنه (عليه السلام) في التهذيب (2) في الحج، وغير ذلك. وروى في الكافي (3) أيضا عنه، عنه، وغير ذلك، مما يطول ذكره. 1 - نسبه (1) ذكرناه في (الأنساب): الأسدي. وهل والده صالح بن هيثم الأسدي الكوفي، أو صالح بن سعيد القماط الأسدي الكوفي، أو صالح الأنماطي الأسدي الكوفي، أو صالح بن عقبة بن خالد الأسدي من أصحاب الصادق (عليه السلام)، أو غيرهم ؟ وتحقيق ذلك في بني صالح.
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 366 / ح 1518. (2) - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 158 / ح 526. (3) - الكافي: ج 3 / ص 395 / ح 6، وج 4 / ص 441 / ح 7. (*)
________________________________________
[ 23 ]
[ ثقة (1) ]، 1 - الحسن بن صالح الكوفي، ذكره النجاشي (ر 108). 2 - إبراهيم بن صالح الأسدي. 3 - سفيان بن صالح، من مصنفي الشيعة ومن مشايخ محمد بن أبي عمير، كما في النجاشي والفهرست. أولاده: 1 - جابر بن جميل بن صالح، روى النجاشي كتاب علية بنت علي بن الحسين (عليهما السلام) عنه، عن أبيه، عن زرارة، عنها (ر 832). 2 - رجاء بن جميل بن صالح. 3 - محمد بن جميل بن صالح الأسدي. 2 - وثاقته في نفسه وفي مذهبه وفي روايته (1) إن إطلاق النجاشي وثاقة جميل بن صالح الأسدي، بلا تقييد بالقيود المتعارفة في جماعة من الموثقين من الرواة، مثل في نفسه، أو مذهبه، أو روايته، وغير ذلك، دليل شمول التوثيق له في كل وجه. وتشير إلى وثاقته، وأحواله روايات، أوردناها في (أخبار الرواة). ولم أقف على طعن فيه حتى من العامة المكثرة في الطعن في رواة الشيعة وهو ممن روى فضائل آل محمد (عليهم السلام). وتؤكد وثاقته رواية أعيان الثقات من رواة الشيعة العلماء المعروفين، وفيهم الفقهاء وأصحاب الأجماع مثل الحسن بن محبوب، ومحمد بن أبي عمير،
________________________________________
[ 24 ]
[ وجه (1). روى عن أبي عبد الله عليه السلام (2) ]، ومن عرف بانه لا يروي الا عن الثقات، ويطول ذكرهم. وقد احصيناهم في (الطبقات) و (أخبار الرواة). (1) إن وجاهة جميل بن صالح عند الأئمة (عليهم السلام) وعند الشيعة، ورواة الحديث تظهر من رواياته. 3 - رواية جميل بن صالح عن الأمام الصادق عليه السلام (2) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): جميل بن صالح الأسدي، كوفي (1). وقال الشيخ في أصحابه (163 / 40): جميل بن صالح الكوفي. 1 - فروى الشيخ في النذور بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن جميل بن صالح، قال: كان عندي جارية بالمدينة فارتفع طمثها، فجعلت لله علي نذرا إن هي حاضت. فعلمت أنها بعد حاضت قبل أن أجعل النذر. فكتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا بالمدينة، فأجابني: (إن كانت حاضت قبل النذر فلا عليك، وإن كانت حاضت بعد النذر فعليك) (2). 2 - وايضا الشيخ عن علي بن حاتم، عن محمد بن جعفر المؤدب، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (إن استطعت أن تصلي في شهر رمضان وغيره في اليوم والليلة ألف ركعة فافعل، فإن عليا (عليه السلام) كان يصلي في اليوم والليلة
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 41. (2) - تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 303 / ح 1127. (*)
________________________________________
[ 25 ]
[... ] ألف ركعة) (1). 3 - والكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، قال: أرادوا بيع تمر عين أبي زياد فأردت أن أشتريه. ثم قلت: حتى أستأمر أبا عبد الله (عليه السلام) فأمرت معاذا، فسأله. فقال: (قل له: يشتريه فإنه إن لم يشتره إشتراه غيره) (2). ورواه في التهذيب، وفيه (فأمرت مصادفا) (3). 4 - وفي روضة الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لنا فتاة كانت ترى الكوكب مثل الجرة قال: (نعم وتراه مثل الحب)، قلت: إن بصرها ضعيف، فقال: (اكحلها بالصبر والمر والكافور أجزاء سواء)، فكحلناها به فنفعها (4). وقد روى جماعة كثيرة من أعيان الثقات ووجوه الرواة عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثل الحارث بن محمد النعمان الأحول صاحب الطاق، والحسن بن محبوب، وحماد بن عثمان، وعلي بن رئاب، ومحمد بن أبي عمير، وغيرهم، ذكرناهم في (طبقات أصحابه (عليه السلام)). وله مواقف جميلة مع أبي عبد الله (عليه السلام) في مكة والمدينة وغيرهما، ذكرناها في محله.
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 61 / ح 219. (2) - الكافي: ج 5 / ص 229 / ح 5. (3) - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 131 / ح 575. (4) - الكافي: ج 8 / ص 314 / ح 518. (*)
________________________________________
[ 26 ]
[ وأبي الحسن (عليه السلام) (1)، ذكره أبو العباس في كتاب الرجال (2) ]. 4 - رواية جميل عن الأمام الكاظم (عليه السلام) (1) إنفرد النجاشي بذكر رواية جميل بن صالح عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام)، ولا إشكال فيها، وإن قلت رواياته عنه (عليه السلام). فقد روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن ابن محبوب (1). والشيخ في التهذيب والأستبصار، بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، أنه قال: (كل من عجز عن نذر نذره، فكفارته كفارة يمين) (2). (2) قد أشرنا سابقا غير مرة وحققناه في الجزء الأول من هذا الشرح، أن المصنف النجاشي ربما يعول رواية الرجال عن أبي عبد الله (عليه السلام) علي أبي العباس، والظاهر أنه ابن عقدة الحافظ الجامع لأصحابه (عليه السلام)، والمحصي لهم إلى أربعة آلاف، مشعرا في ذلك بالتوقف فيها. والحمد لله الذي وفقني لأنهاء من وجدته من أصحابه إلى ما يقرب من خمسة آلاف، من بركات مجاورة مشهد مولانا أمير المؤمنين باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وليس توقف النجاشي في روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام) في محله، فقد روى جماعة كثيرة من الثقات من أصحاب الصادق (عليه السلام) وغيره، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وأحصيناهم في (الطبقات الكبرى)، و (أخبار الرواة).
________________________________________
(1) - الكافي: ج 7 / ص 457 / ح 17. (2) - تهذيب الأحكام: ج 8 / ص 306 / ح 137، والأستبصار: ج 4 / ص 55 / ح 192. (*)
________________________________________
[ 27 ]
[... ] 5 - رواية جميل بن صالح عن أعيان أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) قد روى جميل بن صالح الأسدي عن جماعة من أعيان الثقات ووجوه أصحاب السجاد وأبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق (عليهم السلام)، منهم: أبو خالد الكابلي، أبو عبيدة الحذاء، أبو عمرو الشيباني، أبو مريم، أبو بصير، أبان بن تغلب، بريد بن معاوية، بكير بن أعين، الحارث بن المغيرة النصري، حمزة بن حمران، ذريح بن محمد المحاربي، محمد بن مسلم، زرارة، الفضيل بن يسار، سليمان بن خالد، سدير بن حكيم الكوفي من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، يزيد الكناسي كما في الروضة (1)، سماعة بن مهران، عبد الله بن غالب الأسدي الشاعر الفقيه الثقة الثقة من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، الوليد بن صبيح الأسدي الكوفي، زياد بن سوقة البجلي الجريري الكوفي الثقة من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وغيرهم من أعيان الثقات وأعلام أصحابهم، ذكرناهم في (الطبقات) وبذلك نكتفي في المقام. 6 - رواية ثقات أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام عن جميل ومما يوضح علو طبقة جميل بن صالح الأسدي ومنزلته في أصحاب الأئمة: ووجوه رواة الشيعة، رواية جماعة من أعيان الثقات من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، عنه.
________________________________________
(1) - الكافي: ج 8 / ص 155 / ح 144. (*)
________________________________________
[ 28 ]
[... ] مثل حماد بن عثمان الكوفي، كما في التهذيب (1). وعلي بن رئاب الطحان الكوفي الثقة الجليل الفقيه من أصحاب الصادق (عليه السلام)، أحد أرباب الاصول، والذي عده ابن النديم في فهرسته (2) من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة (عليهم السلام)، كما في الكافي (3)، والتهذيب (4). والحارث بن محمد بن النعمان الأحول البجلي الكوفي صاحب الطاق، من الثقات وأصحاب الاصول من أصحاب الصادق (عليه السلام). فروى الصدوق في الصحيح عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديثا طويلا، في آخره: (الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل) (5). ورواه أيضا في معاني الأخبار بإسناده الصحيح عن علي بن مهزيار (6). وأيضا في أماليه (7) مثله، وأيضا في الخصال (8) مثله.
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 265 / ح 1143. (2) - الفهرست لابن النديم: ص 275. (3) - الكافي: ج 3 / ص 391 / ح 17. (4) - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 526 / ح 893. (5) - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 285 / ح 854. (6) - معاني الأخبار: ص 196 / ب معنى الغايات / ح 2. (7) - الأمالي للصدوق: ص 251 / المجلس 50 / ح 11. (8) - الخصال: ص 62 / ب 4 / ح 204 و 328. (*)
________________________________________
[ 29 ]
[ روى عنه سماعة (1) ]. وعمار بن موسى الساباطي، الثقة من اصحاب الصادق (عليه السلام). فقد روى الشيخ في التهذيب حد الرضاع المحرم للنكاح، في الصحيح عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار بن موسى الساباطي (1)، وأيضا في الأستبصار (2). ومحمد بن أبي عمير الثقة العظيم في الطائفة من أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، فروى عنه كثيرا. والحسن بن محبوب، فروى عنه كثيرا. وغيرهم. 7 - رواية سماعة بن مهران عن جميل بن صالح (1) إن كان ذكر النجاشي رواية سماعة عن جميل بن صالح الأسدي إيماءا بنوع ذم فيه بوقفه مذهبا، ففيه أنه ثقة ثقة، جليل، ورواية الواقفية فضلا عن رواية واقفي عنه لا توجب قدحا فيه. وإن كان إيماءا بما سبق منه من التأمل في كونه من أصحاب الصادق (عليه السلام) حيث عول ذلك على ذكر أبي العباس إياه فيهم فقد صحت روايات جميل عنه (عليه السلام) بما لا يقبل الأنكار. ورواية الواقفي المتأخر إلى زمان أبي الحسن الرضا (عليه السلام) عنه لا تدل على عدم صحة روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام). فقد كثر من أصحاب الصادق ممن بقي إلى أيام الرضا (عليه السلام)، بل فيهم جماعة من الواقفة، ورواية أصحاب الصادق (عليه السلام) بعضهم عن بعض، عنه غير عزيزة.
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 315 / ح 1304. (2) - الأستبصار: ج 4 / ص 193 / ح 696. (*)
________________________________________
[ 30 ]
[... ] على أن رواية سماعة عن جميل غير ظاهرة، بل لم تبلغ إلينا حكايتها أيضا، وإنما الموجود رواية جميل بن صالح عن سماعة. فروى الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سماعة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أخبرني عن الأسلام والأيمان، أهما مختلفان ؟ فقال: (إن الأيمان يشارك الأسلام، والأسلام لا يشارك الأيمان) (1)، الحديث. وروى الشيخ (2) بهذا الأسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المرأة تحيض أثناء الصلاة. وبذلك نكتفي، وتمام الكلام في كتابنا (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام)). وسيأتي في سماعة قول الماتن: روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). ومات بالمدينة. ثقة ثقة. وله بالكوفة مسجد بحضرموت، وهو مسجد زرعة بن محمد الحضرمي بعده. وذكر أحمد بن الحسين (رحمه الله) أنه وجد في بعض الكتب: أنه مات سنة خمس وأربعين ومائة في حياة أبي عبد الله (عليه السلام). وذلك أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال له: (إن رجعت لم ترجع إلينا)، فأقام عنده فمات في تلك السنة. وكان عمره نحوا من ستين سنة. ولست أعلم كيف هذه الحكاية، لأن سماعة روى عن أبي الحسن (عليه السلام). وهذه الحكاية تتضمن أنه مات في حياة أبي عبد الله، (عليه السلام) والله اعلم
________________________________________
(1) - الكافي: ج 2 / ص 25 / ح 1. (2) - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 394 / ح 1220. (*)
________________________________________
[ 31 ]
[ وأكثر ما يرى منه نسخة (1)، رواية الحسن بن محبوب (2) ]، قلت: حكاية احمد بن الحسين ضعيفة جدا، فقد تواترت وقف سماعة وروايته عن أبي الحسن (عليه السلام)، وتمام الكلام في محله. 8 - نوع تأليف وتصنيف جميل بن صالح (1) قد عرفت في الجزء الأول من هذا الشرح الأشارة إلى الفرق بين النسخة والأصل والكتاب والرسالة والنوادر، وغير ذلك مما صنف وجمع أصحاب الأئمة (عليهم السلام) فيها رواياتهم، وإلى فضل الأصل من بينها، وإلى أصحاب الاصول من هؤلاء، مما حققناه في محله. فهل قول النجاشي: (وأكثر ما يرى منه نسخة)، إنكار على ما ذكره شيخ الطائفة في الفهرست بقوله: (جميل بن صالح، له أصل. أخبرنا...) ؟ 9 - رواية ابن محبوب لنسخة جميل (2) لم يظهر وجه عدول النجاشي عن التعابير المتعارفة في ذكر الطرق المصنفات إلى ما يرى، فهل في وثاقة ابن محبوب أو مذهبه أو طريقته أو طبقته، كلام ؟ كما قد أهمل ذكره في باب الحسن، وإن ذكره في رواة مصنفات الأمامية، إلا أنك قد عرفت منا (1) للحسن بن محبوب ترجمة في فصول مهمة تظهر بها جلالته ومنزلته في المصنفين من العامة والخاصة، وفي أصحاب الأئمة وأعيان الشيعة ورواة الحديث ومشايخ الرواية.
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 2 / ص 339 في تذييل باب الحسن والحسين. (*)
________________________________________
[ 32 ]
[ أو محمد بن أبي عمير (1) ]. عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وروى عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام). وكان جليل القدر، يعد في الأركان الأربعة في عصره. له كتب كثيرة.... وقد عده في إختيار رجال الكشي وفي رجاله، من أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام) بتوثيق ومدح. وروى عن بعض عده في أصحاب الأجماع ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه والعلم. وقد سبق منا دفع الشبهات المتوهمة في رواياته وفيمن روى عنهم، وفي طبقته وعصره، فلاحظ. 10 - رواية ابن أبي عمير نسخة جميل (1) إن رواية محمد بن أبي عمير الثقة الجليل أحد أصحاب الأجماع، وممن عرف بأنه لا يروي إلا عن ثقة، عن جميل بن صالح الأسدي من أصحاب الصادق (عليه السلام)، تشير إلى جلالته. فهو وإن عدوه في أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام)، لكنه روى كثيرا عن أبي عبد الله (عليه السلام). وذكرناه بمن روى عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام). فيظهر أنه من أعيان طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام)، فلا يلائمه ما تقدم عن المتن من التأمل في روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام). فروى الشيخ عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنت أطوف بالبيت - إلى أن قال: - قال جميل ورأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يستلم الأركان كلها (1).
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 106 / ح 342. (*)
________________________________________
[ 33 ]
[ طريق القميين إليه: ما أخبرنا به الحسين بن عبيدالله، عن أحمد ابن جعفر، عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عنه، به (1). وأما رواية الكوفيين، فأخبرنا محمد بن عثمان، عن جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبيدالله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عنه، به (2). وقد رواه عنه علي بن حديد، أخبرنا ابن نوح، عن الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن محمد بن ] (1) طريق القميين كالصحيح بأحمد بن جعفر بن سفيان الذي لم يوثق صريحا، لكنه من مشايخ التلعكبري الثقة الذي لا يطعن عليه في شئ، وذكرنا في محله وثاقة عامة مشايخه، وبعبد الله بن محمد بن سنان الملقب ببنان، أخي أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، وهو أيضا لم يوثق صريحا، إلا أن رواية أخيه أحمد الثقة الخبير البصير النقاد عنه، وأضرابه من الأجلة ممن يسكن إلى حديثه، تقتضي وثاقته. ثم إن الشيخ قال في الفهرست (ص 44 / ر 144): جميل بن صالح، له أصل. أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن غير واحد، عن جميل بن صالح. قلت: والطريق صحيح من طرق القميين، كما في جملة من الموارد المتفرقة من أحاديثه، ولا تنحصر طرقهم إليه بما في المتن. (2) كالصحيح بجعفر بن محمد بن إبراهيم بن موسى الذي لم يوثق صريحا، إلا أن التلعكبري روى عنه. ولا تنحصر طرق الكوفيين إليه بذلك.
________________________________________
[ 34 ]
[ عيسى، عن علي بن حديد، عن جميل، به (1). 330 - جلبة بن عياض: أبو الحسن الليثي، أخو أبي ضمرة (2)، ثقة، ] (1) في طريقه كلام بابن بطة الذي طعن فيه، وقد تكلمنا فيه في ترجمته، وبعلي بن حديد بن حكيم المدائني الأزدي الساباطي الكوفي من أصحاب الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، الذي طعن فيه تارة بأنه فطحي وأخرى بأنه ضعيف جدا لا يعول على ما ينفرد به. لكنه قد حققنا في محله ضعف الطعن فيه وذكرنا ما يشير إلى وثاقته. وقد مرت الأشارة إلى من روى عن جميل بن صالح من الثقات، فلا يضر رواية علي بن حديد عنه، لو صح الطعن فيه. وقد روى جميل بن صالح عن جماعة من أعلام الثقات الأقدمين وغيرهم، مثل: أبي خالد الكابلي، كما في أمالي المفيد (1)، وأبي عبيدة، كما في إرشاد المفيد في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم أحد (2)، وبريد بن معاوية العجلي من أصحاب الباقر (عليه السلام)، كما في أمالي المفيد (3)، وأبي هاشم السيد الحميري الشاعر، كما في أمالي المفيد (4). (2) تقدم في أخيه أنس بن عياض قول الماتن: عربي من بني ليث بن بكر
________________________________________
(1) - أمالي المفيد: ج 1 / ص 3 / ح 3. (2) - الأرشاد للمفيد: ج 1 / ص 88. (3) - أمالي المفيد: ج 1 / ص 259 / ح 1. (4) - أمالي المفيد: ج 1 / ص 7 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 35 ]
[... ] ابن عبد مناة بن كنانة، مدني ثقة صحيح الحديث، له كتاب (1). ثم روى بكتابه عنه عن جعفر (عليه السلام). كما تقدم منا ذكر نسبهما وذكر جماعة من آل ضميرة بتراجمهم، وذكرنا في (أخبار الرواة) أيضا: جعفر بن عياض. ذكره ابن حجر، وقال: مدني مقبول من الثالثة (2). ثم إن الظاهر كون (جلبة) مصحفا عن (جبلة)، كما يأتي في جلبة بن حيان. وقد يساعده اللغة وكثرة المسمين بجبلة في رجال الشيعة والعامة، وذكر الفريقين لجماعة منهم بعنوان (جبلة). ولا يوجد غير الموضعين من رجال النجاشي في كتب الذهبي وابن حجر وغيرهما ذكر لجلبة، بل الموجود في لسان الميزان كما يأتي، عن النجاشي جبلة بن عياض. ولعل الموجب لعدم التوجه إلى التصحيف ما في خلاصة العلامة: جلبة بن عياض، بالعين غير المعجمة والياء المنقطة تحتها نقطتين والضاد المعجمة، أبو الحسن الليثي، أخو أبي ضمرة، ثقة، قليل الحديث (3). وأيضا ما في رجال ابن داود: جلبة - بالجيم المضمومة والباء المفردة - بن حيان بن الأبجر - بالباء المفردة والجيم - الكناني، لم، جش، يروى عن جميل ابن دراج، جلبة بن العياض أبو الحسن الليثي، أخو أبي ضمرة، لم، جش، ثقة
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 4 / ص 68 / ر 267. (2) - تقريب التهذيب: ج 1 / ص 132 / ر 91. (3) - خلاصة الأقوال: ص 36 / ر 4، في الباب الرابع في الاحاد من القسم الاول. (*)
________________________________________
[ 36 ]
[ قليل الحديث (1). له كتاب، أخبرنا ابن نوح وغيره، عن أبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا ماجيلويه والصفار ] قليل الحديث. (1) وقد اختلف ضبط العلامة القهپائي في مجمع الرجال، فقال: جبلة بن احنان ابن أبجر الكناني الكوفي عن رجال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام). ولكن عن النجاشي جلبة بن احنان بن الأبجر الكناني، وعنه جبلة بن عياض أبو الحسن الليثي أخو أبي ضمرة (2). قلت: وكأنه لم يتجرء على الجزم بالتصحيف في النسخ، ولكن نبه في تعليقة على المتن بقوله: ولا يخفى أن الأسم في هذه الحروف ما يكون الباء فيه مقدما على اللام، كما يشهد عليه اللغة، ويأتي الرجال المسمين بهذا الأسم. وسيجئ مثلا مكررا في نسب جعفر بن ورقاء فانظر، إنتهى. قلت: وليس هناك إلا ذكر جبلة، بلا شهادة للتصحيف، إلا أن فيما ذكرناه كفاية لمن له اللب والفطانة. (1) قال ابن حجر: جبلة بن عياض الليثي المدني، أخو أبي ضمرة، ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، وقال: كان جليل القدر، قليل الحديث، وله كتاب رواه عنه هارون بن مسلم (3).
________________________________________
(1) - الرجال لابن داود: ص 66 / ر 344 و 345. (2) - مجمع الرجال: ج 2 / ص 16 و 17. (3) - لسان الميزان: ج 2 / ص 96 / ر 388. (*)
________________________________________
[ 37 ]
[ ومحمد بن علي بن محبوب، عن هارون بن مسلم، عنه، به (1) ]. وقال الشيخ في كنى الفهرست (ص 186 / ر 818): أبو الحسن الليثي، له كتاب، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عنه، عن رجاله. قلت: طريق الشيخ إليه صحيح. (1) طريق الماتن فيه كلام بابن بطة، وقد تقدم. قلت: ولأبي الحسن الليثي روايات، منها: 1 - ما أخرجه المفيد في الأختصاص بقوله: حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن أبائه (عليهم السلام) (أنه قال: لما نزلت هذه الاية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1)، قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: (يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه) (2)، الحديث. 2 - ما رواه الصدوق في علل الشرايع: عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم، عن سعدان، قال: حدثنا أبو الحسن الليثي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام): (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما الوجع إلا وجع العين، وما الجهد إلا جهد الدين) (3). 3 - ما رواه أيضا بهذا الأسناد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الدين راية الله
________________________________________
(1) - الشورى: آية 23. (2) - الأختصاص: ص 63. (3) - علل الشرايع: ص 529 / ب 312 / ح 9. (*)
________________________________________
[ 38 ]
[ 331 - جلبة بن حيان بن الأبحر الكناني (1): ] في الارض، فإذا اراد ان يذل عبدا وضعه في عنقه) (1). 4 - ما رواه أيضا: عن أبيه، عن الحميري، عن هارون بن مسلم، قال: حدثنا أبو الحسن الليثي، قال حدثني جعفر بن محمد (عليهما السلام): (قال: سئل أبي (عليه السلام) عن لحوم الحمر الأهلية، قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أكلها) (2)، الحديث. 5 - ما رواه في إكمال الدين: عن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي قال: حدثني جعفر بن محمد عن آبائه: (أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن في كل خلف من امتي عدلا من أهل بيتي، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وإن أئمتكم، قادتكم إلى الله عزوجل، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم) (3). (1) قد عرفت في ابن عياض الليثي أن جلبة مصحف عن جبلة بلا إشكال. ويؤكده ما يأتي في ولده (ر 563) قول الماتن: عبد الله بن جبلة بن حيان ابن الحر [ أبحر ] الكناني ثقة. روى عن أبيه، عن جده حيان [ حنان ] بن الحر [ ابجر ]، كان الحر ادرك الجاهلية. وبيت جبلة بيت مشهور بالكوفة، وكان عبد الله واقفا، وكان فقيها ثقة مشهورا. له كتب منها كتاب الرجال.... وقال أيضا (ر 565): عبد الله بن سعيد بن حيان بن الحر الكناني، أبو عمر الطبيب.... وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 164 / ر 51): جبلة بن حنان
________________________________________
(1) - علل الشرايع: ص 529 / ب 312 / ح 10. (2) - علل الشرايع: ص 563 / ب 359 / ح 3. (3) - كمال الدين: ج 1 / ص 221 / ب 24 / ح 7. (*)
________________________________________
[ 39 ]
[ له نوادر (1). وهو أيضا يروي عن جميل بن دراج كتابه (2). أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا الحسين بن علي بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن عبد الله بن جبلة، عنه، به (3) ]. ابن ابحر الكناني الكوفي، اسند عنه. قلت: قد تقدم معنى قوله أسند عنه، وذكر المذكورين بهذا المدح في رجال الشيخ، فلاحظ (1). ثم إن رواية عبد الله الثقة الفقيه الخبير بالرجال والرواة والروايات عنه تشير إلى منزلته. كما أن ما يأتي في ابن أخيه عبد الله بن سعيد بن حسين: (شيخ من أصحابنا ثقة، وبنو الحر بيت بالكوفة أطباء، وأخوه عبد الملك بن سعيد ثقة...)، يدل على مدحه أيضا. (1) قد مر (2) الفرق بين النوادر والأصل والكتاب والنسخة. (2) هذا مدح آخر له بروايته كتاب مثل جميل بن دراج الثقة، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، من معاصريه. (3) طريقه موثق بحميد، وبابن سماعة، وبابن جبلة، من الثقات الواقفية. وقد روى الكليني والشيخ بإسنادهما عن عبد الله بن جبلة، عن جميل بن دراج، فليتدبر.
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 247. (2) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 91. (*)
________________________________________
[ 40 ]
[ 332 - جابر بن يزيد (1): ] (1) قلت: إنفرد شيخنا النجاشي (رحمه الله) عن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي بتضعيف جابر الجعفي، بلا ذكر أي مدح له، حتى أن ابن حجر العامي المعاند لم يذكره في لسان الميزان في عداد الضعفاء في بابه، وقال في آخر الكتاب: جابر بن يزيد الحارث الجعفي، أبو عبد الله الكوفي (1). مع أن أكثر العامة على طوائف ثلاثة: فمنهم وثقه ومجده وبجله وأعظم قدره، كما تعرفها. ومنهم من توقف أو سكت. ومنهم من تركه أو ضعفه، على اختلاف بين هذه أيضا في توثيقه في رواياته وتضعيفه لمذهبه أو تضعيفه بوجه مطلق. ولكن شيخنا النجاشي أبلغ في تضعيفه. وأما الكشي فجمع بين الروايات المادحة، وغيرها. وأما شيخنا الطوسي، فقد أغمض عن الطعن فيه بوجه، بل مدحه في أصحاب الصادق (عليه السلام) بقوله: (تابعي، أسند عنه. روى عنه (عليه السلام)). وفي فهرسته بجعل كتابه من الاصول، بقوله: (له أصل، أخبرنا به). قلت: نحن وإن فصلنا ترجمته في (الشرح على الكشي)، وفي (الشرح على الفهرست)، وفي (الطبقات الكبرى) وأصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، وألفنا فيه كتابا مفردا قد استقصينا فيه البحوث في ترجمته ومصنفاته، إلا أنه لما رأينا أن من تأخر عن النجاشي تبعه في التضعيفات، بلا تحقيق رأينا منهم في ذلك، علمنا إن
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 7 / ص 188 / ر 2500. (*)
________________________________________
[ 41 ]
[ أبو عبد الله (1)، ] الواجب علينا التنبيه على ما خفي والايقاظ لمن لم يستيقظ، احياءا لامر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) اللازم علينا جميعا، وشكرا وتقديرا لمن تحمل الصعاب الشداد والمصائب العظام في تحمل أحاديثهم وحفظها، ونشرها، وجمعها، وتأليفها، قبال من سمع أحاديث الأعداء وجمعها، وقرأها وأقرئها، وحفظها، وكتب وصنف فيها مشتريا لمرضات الأمويين والعباسيين باجور كثيرة في رفاح وعيش قرير، ورئاسة وعز في الدنيا. فلذلك ولغيرها نشير إلى فصول في كلام شيخنا النجاشي بتحقيق ونوكل التفصيل إلى كتبنا المفصلة. 1 - كنية جابر (1) كني جابر بأبي عبد الله، كما هو الأكثر الأظهر، وبأبي محمد، وبأبي يزيد. ولعل ذلك بالتكنية العامة، أو بولده، والجمع غير بعيد. وقال المزي: أبو عبد الله، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو محمد، الكوفي (1). ولم يكنه البخاري في تاريخه، ثم قال: قال علي: أراه أبا يزيد... حدثني حسين، قال: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا منذر، عن شبعة، عن جابر بن يزيد أبي محمد (2). وكناه السمعاني بأبي يزيد، وقال: وقيل: كنيته أبو محمد.
________________________________________
(1) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 466 / ر 879. (2) - التاريخ الكبير: ج 1 / ص 210 / ر 2223. (*)
________________________________________
[ 42 ]
[ وقيل (1) أبو محمد، الجعفي (2)، ] (1) وكناه به البرقي في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام)، وفي أصحاب الصادق (1) (عليه السلام)، والشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام)، وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 111 / ر 6 وص 163 / ر 30). وسيأتي إن شاء الله في أخبار الكشي تكنيته بأبي محمد من بعض من كان مع جابر وعاصره من الجعفيين. وقد ذكرنا ترجمة محمد بن جابر الجعفي في (أخبار الرواة). 2 - نسبة جابر (2) إشتهر جابر نسبة إلى الجعفي، ككرسي، أبو حي باليمن، كما في القاموس. وهو جعفي بن سعد العشيرة من مذحج، كما في أنساب السمعاني، وقال الشيخ بعد نسبته إلى الجعفي: وقال القتيبي: هو حي من الأزد. وفيهم الوافدين على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذكرنا أخبارهم في محلها. وذكر ابن سعد وفد الجعفي أبي سبرة يزيد بن مالك بابنيه: سبرة وعزيز، وذكر إسلامهم عنده (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودعائه لهم، وشفاء ما ظهر بكفه من السلعة، وأيضا إقطاعه إياه وادي حردان قرية باليمن، وأيضا تبديل اسم ابنه عزيز إلى عبد الرحمان، وهو أبو خيثمة بن عبد الرحمان (2). وقال السمعاني في الأنساب: هذه النسبة إلى القبيلة، وهي جعفر بن
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ر 9 و 16. (2) - الطبقات الكبرى: ج 1 / ص 324. (*)
________________________________________
[ 43 ]
[ عربي قديم (1) ]. سعد العشيرة، وهو من مذحج، وكان وفد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وفد جعفة في الأيام التي توفي فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). قلت: وفيهم من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) مثل الحارث بن قيس الجعفي، وسائر أصحاب الأئمة المعصومين:، ذكرناهم في محله. 3 - إن جابرا جعفي بالنسب، لا بالولاء والتزويج (1) وإذ كثرت نسبة جماعة إلى حي من العرب أو عشيرة، بالتزويج أو الولاء، من غير أن يكونوا عربيا أو حليبا أو صميما أو عريضا، فنبه شيخنا النجاشي على أن جعفية جابر ليست بالتزويج، أو الولاء بقوله: (عربي). ولكنه إقتصر على ذلك، كما في جماعة ممن ذكرهم في الرجال، مثل حماد بن عيسى، وذريح ابن محمد المحاربي، وسيف بن عميرة، وغيرهم. مع أنه وصف فيه جماعة بقوله: (عربي صليب) أي خالص النسب، مثل عبد الله بن جبلة بن حيان بن الحر الكناني (ر 563)، وعيسى بن صبيح العرزمي (ر 804)، والفضيل بن يسار النهدي (ر 846)، وفضالة بن أيوب الأزدي (ر 850)، وغيره. كما أنه وصف جماعة أيضا بقوله: (عربي صميم)، مثل محمد بن جميل بن صالح الأسدي (ر 974)، ومنهم منذر بن جفير العبدي (ر 1122)، ومعمر بن يحيى العجلي الكوفي (ر 1144)، بقوله: (عربي صميم، ثقة متقدم). هذا ولكن السمعاني جعل جابر الجعفي عربيا صليبا صميما، عريقا بين القدماء حيث قال في نسبة الجعفيين بالتزويج والولاء ايضا.
________________________________________
[ 44 ]
[ نسبه: ابن الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مزار بن جعفي (1). ] وقد نسب جماعة الى ولائهم: فاما العربي منهم فهو... وذكر جماعة، ثم ذكر جماعة نسبوا إليهم بالتزوج أو الولاء، - إلى أن قال: - ومن القدماء أبو يزيد جابر بن يزيد الجعفي، من أهل الكوفة.... قلت: والظاهر من قول الماتن (عربي قديم)، ما ذكره السمعاني، لا ما في كلامه من توصيفه جماعة بأنه (قديم الموت)، أو (متأخر الموت) كما في الحسن بن قدامة الكناني (ر 98)، وداود بن محمد النهدي (ر 427). نعم يحتمل في توصيفه لمعمر بن يحيى بقوله: (متقدم). 4 - نسب جابر الجعفي (1) قال المزي: جابر بن يزيد بن الحارث بن يغوث بن كعب بن الحارث ابن معاوية بن وائل بن مرثي بن جعفي، الجعفي، أبو عبد الله، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو محمد الكوفي (1). وقال الذهبي: جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي. ونحوه في التقريب لابن حجر. وقال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 111 / ر 6): جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي. وقال القتيبي: هو من الأزد.
________________________________________
(1) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 465 / ر 879. (*)
________________________________________
[ 45 ]
[... ] قلت: ذكر المزي في تهذيبه (1) وابن سعد في طبقاته (2) في نسب خيثمة بن عبد الرحمان بن أبي سبرة الجعفي: ذهل بن مران بن جعفي. وأيضا حديث وفد أبي سبرة مع ابنيه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتغييره اسم ابنه (عزيز) بقوله: (لا عزيز إلا الله، أنت عبد الرحمان). ثم إن ما ذكره النجاشي في نسب جابر يفيد أنه غير نسب خثيمة بن عبد الرحمان بن أبي سبرة الجعفي، الذي تشرف بوفود جده على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلا يعمه شرف الوفود عليه فتدبر، مع أن السمعاني جعله من العريق في النسبة منهم، كما عرفت. وتحقيق ذلك في (الأنساب). 5 - مولد جابر الجعفي لم أقف على ذكر لتاريخ مولد جابر الجعفي في كلام أصحابنا، وغيرهم، إلا أنه يمكن تعرف عصر مولده مما اتفق عليه الأكثرون، من أنه مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وأيضا من كونه شيخا كبير السن حين مات، وهو في العادة ابن ثمانين أو قبله أو بعده بقليل. ومن أنه روى عن غير واحد من الصحابة وأكابر التابعين، كما سيأتي ذكرهم. ومن كونه تابعيا، كما صرح به الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) بقوله: (تابعي أسند عنه)، وقد عد جماعة من نظرائه من أصحاب الصادق (عليه السلام) من التابعين مثل أبي حمزة الثمالي وإسماعيل بن عبد الرحمان
________________________________________
(1) - تهذيب الكمال: ج 8 / ص 370 / ر 1747. (2) - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 286. (*)
________________________________________
[ 46 ]
[... ] الكوفي وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي (عليهما السلام)، وغيرهم كما في مناقب ابن شهرآشوب في أصحابه (عليه السلام) من التابعين. وغير ذلك من الشواهد التي ستعرفها إن شاء الله. وعلى هذا فهو على الظاهر من مواليد سنة خمسين أو قبيل ذلك أو بعيدها. 6 - طبقة جابر الجعفي قد صرح جماعة من أصحابنا، ومن العامة بأن جابر الجعفي: تابعي وأنه روى عن بعض الصحابة، وأكابر التابعين، كما ظهر مما ذكرنا في مولده: إن الظاهر أنه من مواليد سنة خمسين أو قبيلها أو بعيدها. وستعرف أنه مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وأنه من الشيبة الذين أبيض شعرهم بكبر السن. فالظاهر أنه من أبناء الثمانين أو قبيلها أو بعيدها حين مات. فإذا فرض بلوغ سنه زمانا صحت القراءة والسماع له مثل ابن خمسة عشر سنة، فصحة روايته عن الصحابة والتابعين الذين نزلوا بالكوفة، أو أدركهم في المدينة وغيرها، مما لا ينبغي أي إشكال فيه ممن كان، وعاش بعد الستين إلى ثمان وعشرين ومائة سنة. ولا ينافي ذلك ذكر العامة والخاصة جابر الجعفي فيمن روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) كما ستعرفه، كما ذكروا غير واحد من أصحابهما (عليهما السلام) فيمن روى عن الصحابة والتابعين، مثل ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي، وثابت بن هرمز أبي المقدام الكوفي، وحمران بن أعين الشيباني وخيثمة بن عبد الرحمان أبي سبرة الجعفي، وغيرهم.
________________________________________
[ 47 ]
[... ] 7 - رواية جابر الجعفي عن جابر الأنصاري روى جابر الجعفي عن الصحابي الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) جابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى على الأصح سنة 79، كما في مستدرك الحاكم وغيره، أو سنة 78، أو سنة 77، كما روى عنه نظراء جابر الجعفي من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، مثل أبي حمزة الثمالي، وأبي الزبير، ومحمد بن المنكدر، ذكرناهم في محله. وكان جابر يقول: حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري، بل كان جابر الجعفي رسول أبي جعفر الباقر (عليه السلام) إلى جابر الأنصاري. فقد روى القطب الراوندي في أعلام الأمام الباقر (عليه السلام) عن دعبل الخزاعي، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن جده أبي عبد الله (عليهم السلام)، قال: (كنت عند أبي الباقر (عليه السلام)، إذ دخل عليه جماعة من الشيعة وفيهم جابر بن يزيد، فقالوا: هل رضي أبوك علي بن أبي طالب (عليه السلام) بإمامة الأول والثاني ؟ فقال اللهم لا. قالوا: فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية، إذ لم يرض بإمامتهم ؟ فقال الباقر (عليه السلام): إمض يا جابر بن يزيد إلى منزل جابر بن عبد الله الأنصاري، فقل له: إن محمد بن علي يدعوك. قال جابر بن يزيد: فأتيت منزله، وطرقت عليه الباب، فناداني جابر بن عبد الله الأنصاري من داخل الدار: اصبر يا جابر بن يزيد. قال: جابر بن يزيد. فقلت في نفسي: من أين علم جابر الأنصاري إني جابر بن يزيد ولم يعرف الدلائل إلا الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) ؟ والله، لأسئلنه إذا خرج إلي، فلما خرج قلت له: من أين علمت إني جابر، وأنا على الباب وأنت داخل الدار ؟ قال: قد خبرني مولاي الباقر (عليه السلام)
________________________________________
[ 48 ]
[... ] البارحة، أنك تسأله عن الحنفية في هذا اليوم، وأنا أبعثه إليك يا جابر، بكرة غد، أدعوك. فقلت: صدقت. قال: سر بنا، فسرنا جميعا حتى أتينا المسجد، فلما بصر مولاي الباقر (عليه السلام) بنا، ونظر إلينا، قال للجماعة: قوموا إلى الشيخ فاسألوه) (1)، الحديث وهو طويل. قلت: وتمام أخبار جابر الجعفي مع جابر الأنصاري في كتابنا الكبير (أخبار الرواة) مما أوردها العامة في كتب حديثهم وتاريخهم وتراجم الرجال، ورواها أصحابنا الأمامية. وقد روى مشايخنا الأمامية بأسانيدهم عنه، عنه. منهم: شيخنا الصدوق، فأخرج بإسناده عنه عنه في كتبه. وذكر إسناده إليه في مشيخة كتابه بقوله: وما كان فيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري فقد رويته عن علي بن أحمد بن موسى عن... عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (2). وروى بهذا الأسناد، حديث النهي عن تطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من السفر (3)، وأيضا حديث عدم أرث الزوجة المتمتع بها (4)، وأيضا حديث كراهة كثرة النوم بالليل (5)، وأيضا حديث تزويج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة من علي (6) (عليهما السلام).
________________________________________
(1) - الخرائج والجرائح: ج 2 / ص 589 / ر 1. (2) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 37 / ر 84. (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 2 / ص 197 / ب 106 / ح 893. (4) - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 297 / ب 143 / ح 1415. (5) - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 363 / ب 15 / ح 1726. (6) - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 253 / ب 118 / ح 1202. (*)
________________________________________
[ 49 ]
[... ] وأيضا حديث (على خير البشر). فقال: وكان جابر بن عبد الله الأنصاري يدور في سكك الأنصاري بالمدينة، وهو يقول: (علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر)، يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي، فمن أبى، فانظروا في شأن امه (1). قلت: وقد روى حديث (علي خير البشر) جماعة، عن جابر الأنصاري. كما رواه جماعة عن غيره من الصحابة، مثل ابن عباس، وحذيفة اليماني، وعائشة، أخرجه العامة بطرقهم، وأوردناها في محلها من كتاب فضائله (عليه السلام). كما أنه قد أخرج باقي ذيل الحديث في عدم طهارة مولد مبغضي أمير المؤمنين (عليه السلام) جماعة من العامة بطرقهم عن غير واحد من الصحابة، منهم أنس بن مالك، ذكره ابن عساكر (2)، وغيره، ذكرناها في محلها. وقد أخرج الصدوق أيضا في كتابه الخصال (3) روايته عنه في حديث: (أربعة كتموا الشهادة لأمير المؤمنين (عليه السلام) بالولاية، فاستجاب الله عزوجل دعائه عليهم)، ومنهم أنس بن مالك. كما أنه قد أخرج في كتابه الأمالي (4) بإسناده عنه عنه، حديث استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الرحبة بحديث غدير خم، وشهادة اثني عشر من البدريين، وكتمان أربعة، منهم أنس، هذا الحديث ودعاءه (عليه السلام) عليهم وإجابته.
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 318 / ب 152 / ح 1548. (2) - تاريخ دمشق: ترجمة الأمام علي 7 / ج 2 / ص 224 / ر 736 و 737. (3) - الخصال: ص 219 / ح 44. (4) - الأمالي للصدوق: ص 106 / مجلس 26 / ح 1. (*)
________________________________________
[ 50 ]
[... ] وقد روى إبتلاء أنس بن مالك بالبرص جماعة من العامة، بل قال المزي في ترجمته: لم يبتل أحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا رجلين: معيقب كان به هذا الداء الجذام، وأنس بن مالك كان به وضح. كما أنه قد أخرج في كتابه علل الشرايع (1)، حديث تسليم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولده أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وتسميته (الباقر)، لأنه يبقر العلم. وأخرج ابن طاووس (رحمه الله) في الأقبال بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنت بالمدينة وقد وليها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معاوية - لعنه الله - وكان شهر رمضان. فلما كان في آخر ليلة منه، أمر مناديه أن ينادي بالناس في الخروج إلى البقيع لصلاة العيد. فغدوت من منزلي اريد إلى سيدي علي بن الحسين (عليهما السلام) غلسا، فما مررت بسكة من سكك المدينة إلا لقيت أهلها خارجين إلى البقيع، فيقولون: إلى أين تريد يا جابر، فأقول إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أتيت المسجد، فدخلته فما وجدت فيه إلا سيدي علي بن الحسين (عليهما السلام) قائم يصلي صلاة الفجر وحده، فوقفت وصليت بصلاته، الحديث (2). وأخرج الطبرسي والأستر آبادي، بالأسناد المتصل عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما نزلت
________________________________________
(1) - علل الشرايع: ص 233 / ب 168. (2) - الأقبال: ص 284، في صلاة عيد الفطر. (*)
________________________________________
[ 51 ]
[... ] يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم قلت: يا رسول الله...، الحديث (1). ذكرناه وسائر ما رواه الجعفي عن جابر الأنصاري في (أخبار الرواة). قلت: ولا تستغرب رواية جابر الجعفي عن جابر الأنصاري الصحابي (رحمهما الله) لأجل ذكره في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، فقد كثرت رواية من ذكر في أصحابهما عن الصحابة، وكذا روايته عن جماعة من معاصريه عن جابر الأنصاري، مما ذكرهم العامة في مسانيدهم الستة وغيرها، كمستدرك الحاكم النيسابوري، وتواريخهم كما في مواضع من الطبري، وفي كتبهم في الطبقات والرجال منهم البخاري والمزي، والذهبي في ميزانه، وكاشفه، وابن حجر في تقريبه، وغيرها. فقد عد المزي في تهذيب الكمال جماعة كثيرة ممن روى عن جابر الأنصاري، من أهل عصر الجعفي كالشعبي عامر بن شراحيل المتوفى سنة 104، والقاسم بن محمد بن أبي بكر المتوفى سنة 105، وخيثمة بن أبي خثيمة المتوفى سنة 92، والقاسم بن عبد الرحمان بن عبد الله بن مسعود النهدي المتوفى سنة 116، وعطاء بن أبي رباح القرشي المتوفي سنة 115، وابن سابط كما روى عنه عنهم في الطبري، ورفيع بن فرقد البجلي، ووهب بن كيسان المؤدب المتوفى سنة 127، وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى سنة 129، وأبو الزبير المكي، وغيرهم، وهم كثيرون جدا.
________________________________________
(1) - أعلام الورى: ر 375، وتأويل الايات: ج 1 / ص 135 / ح 13، والاية في سورة النساء: 59. (*)
________________________________________
[ 52 ]
[... ] وأيضا كثرة رواية أبو حمزة ثابت بن دينار الثمالي الكوفي من أصحاب السجاد، والباقر والصادق (عليهم السلام)، عن الصحابة كما في الكافي (1) والتهذيب (2) والفقيه (3)، وغيره من أصحابهم (عليهم السلام). 8 - رواية الجعفي عن أبي الطفيل الصحابي المحب لأمير المؤمنين عليه السلام قد روى جابر الجعفي عن عامر بن واثلة أبي الطفيل الكناني المتوفى سنة 110 الصحابي، المولود عام احد، المدرك لحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمانية سنين، كما ذكره الشيخ في ترجمته، وقال الكشي: وكان أبو الطفيل رآى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو آخر من رآه موتا. وهو الذي روى وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حج عشرا ما سمعتم بحجة الوداع ؟ فهل يكون إلا وقد حج قبله. رواه الشيخ في التهذيب بطريقين (4). وروى ابن كثير في السيرة (5) في حجة الوداع عن عامر بن واثلة أبي الطفيل البكري، المعدود من صغار الصحابة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سعى بين الصفا والمروة راكبا.
________________________________________
(1) - الكافي: ج 5 / ص 324 / ح 1. (2) - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 400 / ح 1597. (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 246 / ح 1167. (4) - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 443 و 458. (5) - السيرة النبوية: ج 4 / ص 326. (*)
________________________________________
[ 53 ]
[... ] وكان أبو الطفيل من خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما ذكره البرقي فيهم، ثم من أصحاب الحسن (عليه السلام) إلى أن كان من أصحاب السجاد (عليه السلام). ذكره الشيخ في طبقات أصحابهم، وذكرناه في (طبقات أصحابهم) مع ذكر ما روى عنه عنهم (عليهم السلام). قال الذهبي في ترجمته: له رؤية ورواية، وعن أبي بكر وعمر، ومعاذ، وعنه الزهري وقتادة، ومعروف بن خربوذ، وكان من محبي على (رضى الله عنه) وبه ختم الصحابة في الدنيا مات سنة عشرة ومائة على الصحيح. ونحوه في تقريب ابن حجر، وذكر حبه لعلي (عليه السلام). قلت: قد اعتدى الذهبي بأنه مع عده من محبي علي (عليه السلام) لم يذكر له رواية عنه، مع كثرة رواياته عنه بطرقهم وطرقنا. كما أنه لم يذكر رواية جابر عنه مع ذكر رواية قتادة، ومعروف بن خربوذ عنه الذي هو من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام). وقد عد جماعة جابر الجعفي من الرواة عن أبي الطفيل بن عامر بن واثلة الليثي، منهم المزي في تهذيب الكمال، والذهبي في كتبه كالكاشف، وتاريخ الأسلام. وأخرج الطبري في تاريخه بأسانيد عن جابر، عن أبي الطفيل، عن أمير المؤمنين (عليه السلام). منها ما رواه في تفسير قوله تعالى: وفديناه بذبح عظيم: (إن الذبيح هو إسماعيل) (1). وأخرج الحسكاني في شواهد التنزيل في توحد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالعلم
________________________________________
(1) - تاريخ الطبري: ج 1 / ص 277. (*)
________________________________________
[ 54 ]
[... ] بالقرآن ونزوله وتأويله بأسانيده عن جابر، عن أبي الطفيل، عن أنس، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن بما لا يعلمون). ورواه بأسانيد عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعن عمر ما يدل على ذلك مع اختلاف في اللفظ، وقد ذكرنا أخباره في (أخبار الرواة). 9 - رواية جابر الجعفي عن الحارث بن مسلم الصحابي قال المزي في جابر الجعفي فيمن روى عنهم من الصحابة والتابعين: روى عنه الحارث بن مسلم. وقال الشيخ في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (ص 17 / ر 33): الحارث بن مسلم، أبو المغيرة المخزومي القرشي الحجازي. وقال ابن الأثير: الحارث بن المسلم بن المغيرة القرشي الحجازي، له صحبة. قال ابن أبي حاتم يقول ذلك، وذكره البخاري أيضا في الصحابة، فقال: الحارث بن مسلم أبو المغيرة المخزومي القرشي الحجازي له صحبة. ذكره ابن صباغ الأندلسي (1). 10 - رواية جابر عن ابن سابط المكي المتوفى سنة 118 وروى جابر الجعفي عن عبد الرحمان بن سابط المكي القرشي الجمحي،
________________________________________
(1) - اسد الغابة: ج 1 / ص 348. (*)
________________________________________
[ 55 ]
[... ] الفقيه الثقة عند العامة، الذي وثقه ابن حجر في تقريبه وقال: من الثالثة، مات سنة ثمان عشرة، أي بعد المائة (1). وقال الذهبي في الكاشف: عن أبي بكر، وعمر وله عن سعد، وعن عائشة، وعنه عمرو بن مرة، وعلقمة بن مرثد، والليث بن سعد، فقيه، ثقة مات بمكة سنة 117 (2). وروى أبو عيسى الترمذي في سننه (3)، بإسناده عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمان بن سابط، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال ابن الأثير في اسد الغابة: أخرجه أبو عيسى الترمذي في جامعه، وروى عن سعيد بن نصر، عن ابن المبارك، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمان بن سابط في صفة خيل الجنة...، أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي...، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أخبرني عبد الرحمان بن سابط، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها. أخرجه أبو موسى (4). وأخرج شيخنا الصدوق في الخصال بإسناده عن أبي حمزة السكوني، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد الرحمان بن سابط، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعقيل: (لاحبك يا عقيل حبين، حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك) (5).
________________________________________
(1) - تقريب التقريب: ج 1 / ص 480 / ر 943. (2) - الكاشف: ج 2 / ص 146 / ر 3239. (3) - سنن الترمذي: ج 4 / ص 682 / ذيل ح 2543. (4) - اسد الغابة: ج 3 / ص 295. (5) - الخصال: ص 76 / ب 2 / ح 120. (*)
________________________________________
[ 56 ]
[... ] قلت: ورواية ابن سابط فضل أبي طالب (عليه السلام)، وأمثال ذلك، أوجبت تشكيك ابن مندة في كونه صحابيا، وقوله: (أرسل عنه)، فتبعه من تبعه من أعداء علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأبيه. وتحقيق ذلك في ترجمته في (الطبقات)، و (أخبار الرواة). وأخرج أيضا بإسنادين عن عبد الرحمان بن سابط القرشي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، تفسير أحد عشر الكوكب التي رآها يوسف أي الأحد عشر أبواب (1). 11 - رواية جابر الجعفي عن عقيلة بني هاشم زينب عليها السلام بنت الأمام أمير المؤمنين عليه السلام قد روى شيخنا الصدوق بإسناده إلى إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد عن جابر، عن زينب بنت علي (عليه السلام)، قالت: قالت فاطمة (عليها السلام) في خطبتها في معنى فدك: (لله فيكم عهد قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم، كتاب الله، بينة بصائره وآي منكشفة سرائره، وبرهان متجلية ظواهره...) (2)، إلى آخر الخطبة، وهي طويلة، وقد ذكرنا أسانيدها في (الشرح على الخطبة). وقال الصدوق في المشيخة إلى إسماعيل بن مهران: وما كان فيه عن إسماعيل
________________________________________
(1) - الخصال: ص 454 / ب 11 / ح 1 و 2. (2) - من لا يحضره الفقيه: ج 3 / ص 372 / ب 179 / ح 1754. (*)
________________________________________
[ 57 ]
[... ] ابن مهران من كلام فاطمة (عليها السلام)، فقد رويته عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد الخزاعي، عن محمد بن جابر، عن عباد العامري، عن زينب (عليها السلام) بنت أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن فاطمة (عليها السلام) (1). قلت: بين الموضعين من الفقيه إختلاف ظاهر. وزعم المجلسي في شرح الفقيه ضعفه برجال من العامة في آخر السند، كما زعم بعض صحته، وقد تعرض لتوثيق ابن المتوكل والسعد آبادي، ولم يذكر غيرهما. وقد روى الصدوق في غير الفقيه من كتبه، وكذا غيره من أعلام الأمامية، كالمفيد هذه الخطبة الفاطمية عن بنتها زينب الكبرى (عليها السلام) برجال غير جابر، أوردناها في محلها. وقد حققنا ما اختلفت فيه الأسانيد والكتب. وأيضا أنها (عليها السلام) تعد من الصحابة، بل لا يبعد كونها من أصحاب الكساء وآية التطهير والمباهلة. قال ابن حجر في الأصابة: زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية سبطة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم، امها فاطمة الزهراء (عليها السلام) (2). وقال ابن الأثير: أنها ولدت في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانت عاقلة لبيبة جزلة، زوجها أبوها علي بن عبد الله ابن أخيه جعفر، فولدت له أولادا... (3).
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 114 / ر 323. (2) - الأصابة في تمييز الصحابة: ج 4 / ص 321 / ح 510. (3) - اسد الغابة: ج 5 / ص 469. (*)
________________________________________
[ 58 ]
[ لقى أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) (1) ]. 12 - رواية جابر عن الأمام علي بن الحسين بن أبي طالب أبي الحسن السجاد عليهم السلام قد روى جابر الجعفي عن الأمام علي بن الحسين السجاد (عليهما السلام)، كما ذكرناه في طبقات الرواة عنه. فروى الكليني بإسناده عن جابر، قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): (ما ندري كيف نصنع بالناس، إن حدثناهم بما سمعنا من رسول الله ضحكوا، وإن سكتنا لم يسعنا) (1)، الحديث. وروى جابر الجعفي شكاية الشيعة إلى الأمام زين العابدين (عليه السلام)، مما يلقونه من بني امية، فدعى ولده الباقر (عليه السلام)، وأمره أن يأخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويحركه تحريكا. فحرك الخيط تحريكا لينا. فصارت زلزلة شديدة، وارتفعت الصياح والصراخ والولولة، في حديث طويل، أخرجه ابن شهرآشوب (2) في آياته (عليه السلام). كما روى ما جرى بينه (عليه السلام) وبين عمه محمد بن الحنفية في أمر الأمامة، وشهادة الحجر الأسود لأمامة علي بن الحسين (عليهما السلام)، وغير ذلك مما ذكرناها في (طبقات أصحابه). (1) قد توقف شيخنا النجاشي في ذكر جابر الجعفي من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وممن روى عنهم، ولم يصرح بذلك، بل عدل بقوله (لقى). وهو
________________________________________
(1) - الكافي: ج 3 / ص 234 / ح 4. (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 183، في معجزات وآيات الأمام الباقر (عليه السلام). (*)
________________________________________
[ 59 ]
[... ] أعم من السماع والرواية. ولعله نشأ مما رواه الكشي (ص 191 / ر 335) عن حمدويه، وإبراهيم ابني نصير، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أحاديث جابر، فقال: (ما رأيته عند أبي (عليه السلام) قط إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط). والحديث وان كان موثقا بابن بكير، إلا بمخالفته لضرورة كونه من أصحابهما (عليهما السلام)، وروايته عنهما مأول أو أنه من الأغلاط التي أشار إليها النجاشي في ترجمة الكشي عند ذكر كتابه بقوله: (وفيه أغلاط كثيرة) ولو صدر عنه (عليه السلام) مثله لشنع به الأعداء. وتمام الكلام فيه في شرحنا على رجال الكشي، وستعرف إتفاق الروايات والعلماء والرجال على أنه من أصحابهما، وأنه روى عنهما (عليهما السلام)، حتى أنه وصف بكونه بابا له، كما ستعرفه. 13 - رواية جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): جابر بن يزيد الجعفي (1). وأيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام)، ممن أدرك أبا جعفر (عليه السلام)، وروى عنه: جابر بن يزيد الجعفي (2). وقال المفيد في الأختصاص: أصحاب محمد بن علي (عليهما السلام): جابر بن يزيد الجعفي، حمران بن أعين... (1).
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 9. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 16. (*) (3) - الأختصاص: ص 8. (*)
________________________________________
[ 60 ]
[... ] وقال في الأرشاد في إمامة أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فيما رواه مسندا عن عبد الله ابن عطاء المكي: وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (عليهما السلام) شيئا، قال: (حدثني وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين:) (1). وقال الشيخ الطوسي في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 111 / ر 6): جابر بن يزيد ابن الحارث بن عبد يغوث الجعفي، توفى سنة ثمان وعشرين ومائة، على ما ذكره ابن حنبل. وقال يحيى بن معين، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقال القتيبي: من الأزد. وقال ابن شهرآشوب في أحوال الأمام الباقر (عليه السلام) وبابه: جابر بن يزيد الجعفي (2). وذكره جمهور العامة في أصحابه ومن روى عنه (عليه السلام)، يطول ذكر نصوص كلامهم. وقد روى جماعات كثيرة عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أحصيناهم مع الأشارة بالرواة عنهم عنه، عنه (عليه السلام)، في (طبقات أصحابه (عليه السلام))، وفيهم الثقات عند أصحابنا، وعند العامة. وكان جابر الجعفي هو الذي روى حديث شكاية الشيعة إلى الأمام السجاد (عليه السلام) عند شدة ظلم بني امية، وأنه أمر ولده الأمام الباقر (عليه السلام) لتحريك
________________________________________
(1) - الأرشاد: ج 2 / ص 160. (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 211 في أحوال الأمام الخامس 7. (*)
________________________________________
[ 61 ]
[... ] الخيط، كما تقدم. وكان جابر هو الذي اشتهر بأن عنده سبعون ألف حديث عن أبي جعفر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمره بالكتمان. وقد شنع عليه بعض الأعداء مستعجبا من ذلك. فأخرج مسلم بإسناده عن الجراح بن مليح، يقول: سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلها (1). قلت: وفي ذلك أخبار كثيرة، أوردناها في (أخبار الرواة) وفي كتابه. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: عن ورقاء، عن جابر، دخلت على أبي جعفر الباقر (صلى الله عليه وآله وسلم) فسقاني في قعب حسائي حفظت به أربعين ألف حديث. قلت: ولجابر الجعفي مع الأمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) مواقف عظيمة، تدل على علو منزلته عنده، ذكرناها في (أخبار الرواة) و (تاريخ جابر). وكان جابر ممن إختاره الأمام الباقر (عليه السلام) لسره، ومستودع أحاديث آل محمد: التي وصفوه بالصعب المستصعب. وكان ممن أعطاه كتبه وكتب الأمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ذكرناه في محله. فروى الكشي في ترجمته (ص 192 / ر 339) بإسناده عن جابر، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا شاب، فقال: من أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: ممن ؟ قلت: من جعفى. قال: ما أقدمك إلى هيهنا ؟ قلت: طلب العلم. قال: ممن ؟ قلت: منك. قال: فإذا سألك أحد من أين أنت، فقل: من أهل المدينة. قال: قلت: أسألك قبل كل شئ عن هذا ؟ أيحل لي أن أكذب ؟ قال: ليس هذا بكذب، من كان في
________________________________________
(1) - مسند مسلم: ج 1 / ص 20 / في ديباجته. (*)
________________________________________
[ 62 ]
[... ] مدينة فهو من أهلها حتى يخرج. قال: ودفع إلي كتابا، وقال لي: إن أنت حدثت به حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي (عليهم السلام)...، ثم دفع إلي كتابا آخر، ثم قال: وهاك هذا، فإن حدثت بشئ منه أبدا، فعيلك لعنتي ولعنة آبائي (عليهم السلام). ورواه ابن شهرآشوب في مناقبه (عليه السلام) عن كهمس، عن جابر، مع تفاوت (1). وقد روى الكليني والكشي وغيرهما أخبارا في قول أبي جعفر (عليه السلام) لجابر: (حديثنا صعب مستصعب، لا يتحمله والله إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو مؤمن ممتحن. فإذا ورد عليك يا جابر شئ من أمرنا، فلان قلبك، فأحمد الله، وإن أنكرته فرده إلينا أهل البيت، ولا تقل كيف جاء هذا، أو كيف كان، وكيف هو، فإن هذا، والله الشرك بالله العظيم). وقد أخرجنا هذه الروايات بأسانيدها في (أخبار الرواة). وكان جابر الجعفي هو الذي أرمضه اختلاف الشيعة في مذاهبها ودخل على أبي جعفر (عليه السلام) وذكر ذلك، فبين له الأمور من بدء رجوع الناس بعد وفات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم وما جرى على أهل البيت بطوله. وقال (عليه السلام) له: (يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) كالجاحد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أيامه، يا جابر، اسمع، وع، قلت إذا شئت، قال: اسمع، وع، وبلغ حيث انتهت بك راحلتك)، الحديث. وهو طويل رواه الكليني (2) وغيره.
________________________________________
(1) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 200. (2) - الكافي: ج 8 / ص 18 / ح 4. (*)
________________________________________
[ 63 ]
[... ] وكان جابر الجعفي هو الذي أمره أبو جعفر الباقر (عليه السلام) بالذهاب إلى الرجل المغربي لاشتراء حميدة المصفاة. أخرجه المسعودي في أحوال الأمام الكاظم (عليه السلام) (1). وكان جابر الجعفي هو الذي مر بمجلس عبد الله بن الحسن، وهو يتكلم متعرضا على الأمام أبي جعفر (عليه السلام) بقوله: (بماذا فضلني)، فأخبر الأمام بما قال. فأعلمه أنه يدخل عليك في هذا الباب عبد الله بن الحسن، فدخل، فقال له: يا عبد الله أنت الذي تقول: (بما فضلني محمد بن علي ؟ إن محمدا وعليا ولداه وقد ولداني). ثم قال: (يا جابر احفر حفيرة واملأها حطبا جزلا وأضرمها نارا)، قال جابر: ففعلت، فلما أن رآى النار قد صار جمرا أقبل عليه بوجهه، فقال: إن كنت حيث ترى، فادخلها لن تضرك، فقطع بالرجل، فتبسم (عليه السلام) في وجهي. ثم قال: يا جابر، (فبهت الذي كفر). وكان جابر هو الذي أراه الأمام (عليه السلام) آية باهرة عند دخول كميت الأسدي الشاعر بأبياته عليه. وكان جابر هو الذي دله الأمام (عليه السلام) على زوال ملك بني امية، وجعل آيته خراب جدار مسجد الجعفي بالكوفة، بتفصيل ذكرناه في محله، مع الايات الظاهرة من الأمام (عليه السلام) له، ولغيره، ذكرناها بأسانيدها في (أخبار الرواة). ولما أراد الخروج من عند أبي جعفر الباقر (عليه السلام) بعد طول مكثه وأراد أن يودعه، طلب الأفادة منه (عليه السلام)، على ما رواه في بشارة المصطفى بإسناد ذكرناه في محله، عن عثمان بن زيد عن جابر بن يزيد الجعفي. قال: خدمت سيدنا الأمام أبا،
________________________________________
(1) - إثبات الوصية: ص 160 و 161. (*)
________________________________________
[ 64 ]
[... ] جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) ثمانية عشر سنة، فلما أردت الخروج ودعته، وقلت له: إفدني. فقال: بعد ثمانية عشر سنة يا جابر ؟ قلت: نعم، إنكم بحر لا ينزف، ولا يبلغ قعره. قال يا جابر: (بلغ شيعتي مني السلام، وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عزوجل، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا، - إلى أن قال: - وحبنا أهل البيت نظام الدين، جعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون) (1). وفي رواية: قال جابر: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إنك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا احدث به أحدا. فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون. قال يا جابر: (فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها. ثم قل: حدثني محمد بن علي، بكذا وكذا) (2). ونحوها غيرها، مما أوردناها في (أخبار الرواة). 14 - رواية جابر الجعفي عن الأمام الصادق عليه السلام إتفق أصحابنا والعامة على ذكر جابر بن يزيد الجعفي فيمن روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وأخرجوا رواياته عنه (عليه السلام) في كتب الحديث وغيرها، ولا نطيل بذكر نصوص كلامهم أو رواياتهم عنه (عليه السلام).
________________________________________
(1) - الأمالي للطوسي: ص 296 / ح 582 / 29. (2) - الأختصاص: ص 66. (*)
________________________________________
[ 65 ]
[... ] فذكره البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) ممن روى عن أبي جعفر (عليه السلام)، كما تقدم. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 163 / ر 3): جابر بن يزيد أبو عبد الله الجعفي، تابعي. أسند عنه. روى عنهما (عليهما السلام). وذكره ابن شهرآشوب في المناقب (1) في رواة النص على إمامة أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام)، وأيضا من خواص أصحابه (عليه السلام) كأبي حمزة الثمالي. وذكره المسعودي (2) فيمن روى عن أبي جعفر (عليه السلام) النص على إمامته. 15 - مواقف جابر الجعفي مع الأمام الصادق عليه السلام إن لجابر الجعفي مع الأمام الصادق (عليه السلام) مواقف اشير إليها في الروايات، منها في أمر أحاديث سمعها من أبيه وأمره بكتمانها. فأخرج الكليني عن عدة من أصحابنا، عن صالح بن أبي حماد، عن إسماعيل بن مهران، عمن حدثه، عن جابر بن يزيد، قال: حدثني محمد بن علي (عليهما السلام) سبعين حديثا لم احدث بها أحدا قط، ولا احدث بها أحدا أبدا. فلما مضى محمد ابن علي (عليهما السلام) ثقلت على عنقي، وضاق بها صدري. فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك إن أباك حدثني سبعين حديثا لم يخرج مني شيئا منها، ولا يخرج شئ منها إلى أحد، وأمرني بسترها، وقد ثقلت على عنقي، وضاق
________________________________________
(1) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 278، في رواة النص عن أبيه، وص 281. (2) - إثبات الوصية: في أحوال الأمام الصادق (عليه السلام) / ص 155. (*)
________________________________________
[ 66 ]
[... ] بها صدري، فما تأمرني ؟ فقال يا جابر: (إذا ضاق بك من ذلك شئ فاخرج إلى الجبانة واحتفر حفيرة، ثم دل رأسك فيها، وقل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا، ثم طمه، فإن الأرض تستر عليك). قال جابر: ففعلت ذلك فخف عني ما كنت أجده (1). وغير ذلك مما أحصيناه في (أخبار الرواة). ومنها: إخبار الأمام الصادق (عليه السلام) جابر الجعفي، بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برئ من الخلفاء من بعده من غير أهل بيته. فروى محمد بن الحسن الصفار في البصائر بإسناده الصحيح، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (لما نزلت هذه الاية: يوم ندعو كل اناس بإمامهم قال: فقال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين ؟ فقال: أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله، من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، ألا ومن والاهم واتبعهم، وصدقهم فهو مني، ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم، وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني، ولا معي، وأنا منه برئ) (2). ومنها: بشارته بانقراض دولة بني امية، فروى جابر عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
________________________________________
(1) - الكافي: ج 8 / ص 157 / ح 149. (2) - بصائر الدرجات: ج 1 / ص 33 / ب 16 / ح 1، والاية في سورة الأسراء / 71. (*)
________________________________________
[ 67 ]
[... ] قوله تعالى: هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا، قال: (هم بنو امية، ويوشك أن لا تحس منهم أحد يرجى ويخشى)، فقلت: رحمك الله، وإن ذلك لكائن ؟ فقال: (ما أسرعه، سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إنه قد رآى أسبابه). أخرجه ابن شهرآشوب (1) في معجزات الأمام السجاد (عليه السلام). 16 - الرواة عن جابر عن الأمام أبي عبد الله عليه السلام قد روى جماعة عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ممن كان من أصحابه وأصحاب أبيه (عليهما السلام) أيضا، مثل: إبراهيم بن عمر اليماني الثقة من أصحابهما، وعبد المؤمن بن القاسم الأنصاري الثقة، وشيبان بن عبد الرحمان النحوي القاري، الثقة الثبت الصدوق، صاحب الكتاب الصحيح عند العامة، وأبي الصباح مولى آل سام من مصنفي أصحاب الصادق (عليه السلام) من مشايخ محمد بن أبي عمير الثقة الذي لا يروي إلا عن ثقة، وصفوان الثقة الجليل العظيم من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وقبيصة الثقة عند العامة، وعنبسة بن مصعب الكوفي العجلي من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) الذي روى الثقات عنه، وعمار بن مروان الكوفي اليشكري الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وعبد الله بن غالب الأسدي الفقيه الشاعر الثقة الثقة من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، وسماعة بن مهران الثقة الثقة من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) ويحيى بن أبي القاسم أبو بصير من أصحابهما، وغيره ممن أحصيناهم في (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام)) من ترجمته.
________________________________________
(1) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 133، والاية في سورة مريم / 98. (*)
________________________________________
[ 68 ]
[ ومات في أيامه سنة ثمان وعشرين ومائة (1) ] 17 - تاريخ وفاة جابر (1) تقدم قول الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام): توفي سنة ثمان وعشرين ومائة، على ما ذكره ابن حنبل. وقال يحيى بن معين: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقال القتيبي هو من الأزد. قلت: وذكر الأكثر أن تاريخ وفات جابر سنة 128، منهم البخاري عن أبي نعيم في التاريخ الكبير (1)، وأيضا في التاريخ الصغير (2)، ومنهم ابن سعد في الطبقات (3)، عن الفضل بن دكين، وأيضا عن قيس بن الربيع، ومنهم ابن الأثير في الكامل (4) في وقايع سنة 128، ومنهم المزي في تهذيب الكمال (5) عن أبي موسى محمد بن المثنى، ونحوه في أنساب السمعاني في الجعفي، ومنهم الذهبي في ميزان الأعتدال (6)، والكاشف (7)، وفي تاريخ الأسلام (8)، وابن حجر في تهذيب التهذيب (9). ثم قال عن مفضل بن صالح: مات سنة 127، وقال ابن أبي خيثمة، عن
________________________________________
(1) - التاريخ الكبير للبخاري: ج 2 / ص 210 / ر 2233. (2) - التاريخ الصغير: ج 2 / ص 10. (3) - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 345. (4) - الكامل في التاريخ: ج 5 / ص 352. (5) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 470. (6) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 384 / ر 1425. (7) - الكاشف: ج 1 / ص 122 / ر 748. (8) - تاريخ الأسلام: ج 8 / ص 22. (9) - تهذيب التهذيب: ج 2 / ص 48 / ر 75. (*)
________________________________________
[ 69 ]
[... ] يحيى بن معين: مات سنة 132. قلت: وعلى المشهور من وفات جابر سنة 128، أو 127، أو 132 فموته في أيام إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، كما صرح به النجاشي. فقد ولد (عليه السلام) سنة 81، أو 83، وانتقلت الأمامة إليه عند وفات أبيه (عليه السلام) سنة 114، أو بعدها واستشهد مسموما سنة 148. فموت جابر قبل وفاته بعشرين سنة. فلم يدرك أيام أبي الحسن موسى (عليه السلام) فإنه (عليه السلام) ولد سنة 128، ولا تصح رواية جابر عنه. ولذلك ولغيرها قلت رواياته والرواة عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حين كثرت رواياته والرواة عنه عن أبي جعفر (عليه السلام). وهنا قول رابع، وهو أنه مات سنة سبع وستين ومائة. قال الذهبي في ميزان الأعتدال في ترجمته: مات جابر سنة سبع وستين ومائة. لكن لم يذكره أصحابنا في أصحاب الكاظم (عليه السلام). ولم أذكر له رواية عنه (عليه السلام)، غير ما رواه الأستر آبادي في تأويل الايات، والبحراني في تفسير البرهان، والبحار عنه، عن الشيخ الطوسي، عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان، بإسناده عن رجاله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الأمام العالم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما، قال: (إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله)، الحديث (1). قلت: والاشكال فيه ظاهر
________________________________________
(1) - تأويل الايات: ج 1 / ص 397 / ح 27، تفسير البرهان: ج 3 / ص 193 / ح 7، بحار الأنوار: ج 35 / ص 28 / ح 24. (*)
________________________________________
[ 70 ]
[... ] 18 - إن منزلة جابر عند آل محمد عليهم السلام كمنزلة سلمان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد روى الشيخ المفيد في كتابه الأختصاص بإسناد صحيح، عن الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) إذ دخل المفضل بن عمر، فلما بصر به ضحك إليه، ثم قال: إلي يا مفضل - إلى أن قال: - فقال: يابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم ؟ فقال (عليه السلام): (منزلة سلمان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم))، الحديث (1). كما تظهر منزلته عندهم (عليهم السلام) من قول الصادق (عليه السلام): (رحم الله جابر الجعفي، كان يصدق علينا). 19 - إن جابر الجعفي باب الأمام الباقر عليه السلام وموضع سره قد وصفه الأمام أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام) ببواب أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، فروى أبو جعفر الطبري في دلائل الأمامة في أحوال الأمام الباقر (عليه السلام) عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام)، قال: (ولد أبو جعفر محمد الباقر... وبوابه جابر بن يزيد الجعفي). ومر عن ابن شهرآشوب في أحواله (عليه السلام): أن بابه جابر بن يزيد الجعفي.
________________________________________
(1) - الأختصاص: ص 216. (*)
________________________________________
[ 71 ]
[... ] ودلت روايات على أن جابر موضع سر أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ومستودع أحاديث آل محمد، تقدمت الأشارة إليها في مواضعه. 20 - إن جابر الجعفي يصدق على آل محمد ولا يكذب نطقت روايات بأن جابر الجعفي صدوق في الحديث على آل محمد (عليهم السلام).. منها: ما رواه الكليني في الصحيح عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سئل عن القائم (عليه السلام) فضرب بيده على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: (هذا والله قائم آل محمد (عليهم السلام)). قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأخبرته بذلك. فقال: صدق جابر. ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الأمام الذي كان قبله (1). ورواه الطبرسي في أعلام الورى (2)، وأيضا صدره المفيد في الأرشاد (3) عن هشام بن سالم. قلت: الحديث الأول سنده إلى جابر صحيح. والثاني الذي رواه بذاك الأسناد عن هشام، عن عنبسة بن بجاد العابد الثقة، أيضا هو صحيح. لا يتوهم
________________________________________
(1) - الكافي: ج 1 / ص 307 / ح 7. (2) - أعلام الوري: ص 267 و 268. (3) - الأرشاد: ج 2 / ص 180 و 181. (*)
________________________________________
[ 72 ]
[... ] انتهاء سند المدح إلى جابر نفسه. ومنها: ما أخرجه أبو عمرو الكشي في ترجمته (ص 191 / ر 336) في الصحيح، عن حمدويه وإبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم عن زياد ابن أبي الحلال، قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي، فقلت لهم: أسأل أبا عبد الله (عليه السلام)، فلما دخلت ابتدأني، فقال: (رحم الله جابر الجعفي، كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعد كان يكذب علينا). ورواه ابن شهرآشوب في المناقب، عن زياد بن أبي الحلال نحوه (1). وأيضا الراوندي في الخرائج عن زياد بن أبي الحلال نحوه. ومنها: ما أخرجه محمد بن محمد بن النعمان المفيد في كتابه الأختصاص (2) بإسناد آخر صحيح، عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، الحديث نحوه. ومنها: ما أخرجه محمد بن الحسن الصفار الثقة الجليل، في بصائر الدرجات، بإسناد صحيح، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، قال: حدثني زياد بن أبي الحلال، قال: اختلف الناس في جابر بن يزيد، وأحاديثه، وأعاجيبه، قال: فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا اريد أن أسأل عنه، فابتدأني من غير أن أسأله: (رحم الله جابر بن يزيد الجعفي، كان يصدق علينا، ولعن الله المغيرة بن
________________________________________
(1) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 219. (2) - إختصاص المفيد: ص 204. (*)
________________________________________
[ 73 ]
[... ] شعبة كان يكذب علينا) (1). ومنها: ما أخرجه أيضا في الصحيح عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن زياد بن أبي الحلال، قال: كنت سمعت من جابر أحاديث، فاضطرب فيها فؤادي، وضقت فيها ضيقا شديدا. فقلت: والله إن المستراح لقريب، وإني عليه لقوي، فابتعت بعيرا، وخرجت عليه من [ إلى ] المدينة، وطلبت الأذن على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأذن لي، فلما نظر إلي، قال: (رحم الله جابرا كان يصدق علينا، ولعن الله المغيرة، فإنه يكذب علينا)، قال: ثم قال: (فينا روح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)) (2). ومنها: ما أخرجه محمد بن جرير الطبري في دلائل الأمامة بإسناد صحيح، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن زياد بن أبي الحلال، عن جابر، قال سمعته يقول: وسمعت منه أحاديث اضطربت منها، وضعفت نفسي ضعفا شديدا. فقلت: والله إن السراج لقريب، وإني عليه لقادر، فابتعت قلوصا، وخرجت عليه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فلما وصلت طلبت الأذن، فأذن لي، فلما نظر إلي، قال: (رحم الله جابرا كان يصدق علينا)، الحديث (3). ورواه أيضا، بإسناده عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن
________________________________________
(1) - بصائر الدرجات: ج 5 / ص 238 / ب 10 / ح 12. (2) - بصائر الدرجات: ج 9 / ص 459 / ب 17 / ح 4. (3) - دلائل الأمامة للطبري: ص 289 / ح 240، في معجزاته (عليه السلام). (*)
________________________________________
[ 74 ]
[... ] أبي الحلال، الحديث، مع تفاوت يسير (1). قلت: ومن هذه الروايات وغيرها يظهر ضعف توهم عدم رواية جابر عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) تعويلا على ما تقدم عن الكشي، كما تقدم. 21 - توثيقات الأمامية لجابر الجعفي 1 - قال شيخنا العظيم عند علماء الاسلام محمد بن محمد بن النعمان المفيد في رسالته العددية: وأما رواة الحديث بأن شهر رمضان شهر من شهور السنة، يكون تسعة وعشرين يوما، ويكون ثلاثين يوما. فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمد بن علي، وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي، وأبي الحسن علي بن محمد، وأبي محمد الحسن بن علي بن محمد، صلوات الله عليهم، والأعلام الرؤساء، المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفتيا، والأحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذم واحد منهم، وهم أصحاب الاصول المدونة والمصنفات المشهورة، وكلا قد أجمعوا نقلا وعملا (إلى أن ذكرهم وسماهم، ثم عد منهم) جابر بن يزيد (2). قلت: إن كلام شيخ الأمامية العارف برواياتهم ورواتهم، نص على فضائل عشرة لجابر الجعفي في كلامه هذا، منها: أنه لا يطعن عليه، ولا طريق إلى ذمه. 2 - وقال الشيخ الجليل أحمد بن عبيدالله الغضائري فيما حكاه عنه العلامة في الخلاصة: إن جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه، ولكن جل من روى،
________________________________________
(1) - دلائل الأمامة: ص 281 / ح 221. (2) - الرسالة العددية المطبوعة في مصنفات المفيد: ج 9 / ص 25 - 35. (*)
________________________________________
[ 75 ]
[... ] عنه ضعيف. فممن أكثر عنه من الضعفاء: عمرو بن شمر الجعفي، ومفضل بن صالح، والسكوني، ومنخل بن جميل الأسدي (1). قلت: قد حققنا أن قول الأصحاب لرجل (ثقة) يدل بإطلاقه على الوثاقة في المذهب، والأعتقاد، والعمل بالوظائف، وفي القول، والحديث، وطريقة الحديث، ومشايخه، والرواة عنه، وغير ذلك مما يصح التقييد به، إلا إذا استثنى بوجه، وحيث إن المستثنى في كلام ابن الغضائري لجابر هو من روى عنه، فبالاطلاق المؤكد بحصر الاستثناء بما ذكره يدفع توهم الغلو في المذهب، والقول بالاعتقاد الفاسد، وعدم المبالات بالمعاصي، أو الكذب، أو الوضع بل الأخلال بشرائط الحديث، نصرا لمذهبه واعتقاده، وما يعجبه ويحبه، ويؤكد الأطلاق أنه من مثل ابن الغضائري الذي قل من سلم من طعنه من الثقات، وأما الاستثناء الذي ذكره ففيه كلام كبروي وصغروي سيأتي إن شاء الله. 3 - أبو عمرو الكشي، صاحب الرجال، فإنه مع روايته بإسناد صحيح عن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله (عليه السلام) (رحم الله جابر كان يصدق علينا)، كما تقدمت، قال بعد ذكر رواياته: وروى عن سفيان الثوري أنه قال: جابر الجعفي، صدوق في الحديث، إلا أنه كان يتشيع. وحكى عنه أنه قال: ما رأيت أورع بالحديث من جابر. قلت: توثيق جابر الجعفي نقلا عن سفيان العامي للتنبيه على أن وثاقة جابر الجعفي مع روايته العجائب، وما لا يتحمله الناس ويخالفه العامة مثله، فضل
________________________________________
(1) - خلاصة الأقوال: ص 25 / ر 2. (*)
________________________________________
[ 76 ]
[... ] شهدت به الأعداء. وسيأتي كلام الثوري في توثيقات العامة له. 22 - توثيقات العامة لجابر إن جماعة من أعلام العامة من معاصري جابر بن يزيد الجعفي قد وثقوه، صريحا مع نصهم على مذهبه ورواياته التي تخالف مذهبهم. فمنهم: 1 - سفيان بن سعيد الثوري الكوفي، الحافظ الفقيه الثقة العابد الحجة الأمام عند العامة، المعاصر المعاشر لجابر الجعفي، فقال تارة في جابر: إذا قال جابر: حدثنا وأخبرنا، فذاك. واخرى: كان جابر ورعا في الحديث، ما رأيت أورع في الحديث منه، وثالثه: بقوله لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك. ذكر ذلك كله: المزي في تهذيب الكمال، والذهبي في تاريخ الاسلام، وميزانه، والكاشف، وغيرهم في ترجمته. 2 - وشعبة بن الحجاج البصري، الذي وصفه العامة بالثقة العابد الحافظ المتقن وأول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة، وأيد المؤمنين في الحديث، على ما وصفه الثوري. فقال تارة: جابر صدوق في الحديث، واخرى: كان جابر إذا قال حدثنا، وسمعت، فهو من أوثق الناس. وثالثة لما قيل لشعبة: لم طرحت فلانا وفلانا، ورويت عن جابر ؟ قال: لأنه جاء بأحاديث لم يصبر عنها. ذكر ذلك أكابر العامة في ترجمة جابر كالمزي في تهذيب الكمال، والذهبي في كتبه، وغيرهما. 3 - وزهير بن معاوية الكوفي الجعفي، الحافظ الثقة الحجة الثبت عند
________________________________________
[ 77 ]
[... ] العامة، فقال في جابر الجعفي: كان إذا قال سمعت، أو سألت فهو من أصدق الناس. 4 - ووكيع بن الجراح، أبو سفيان الكوفي الرواسي من كبارهم الذي وصفوه، بالعابد الثقة الحافظ، أحد الأعلام. فقال في جابر الجعفي: مهما شككتم في شئ، فلا تشكوا في أن جابرا ثقة، كما في كتبهم في ترجمته. 5 - وأحمد بن حنبل، فقال الذهبي بعد توثيقه عن جماعة: وقال أبو أحمد ابن عدي: له حديث صالح، وقد احتمله الناس، ورووا عنه. وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة، يعني رجعة علي (عليه السلام) إلى الدنيا. وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل عن جابر الجعفي، وليث بن أبي سليم، فقال: جابر أقواهما حديثا، وليث أحسنهما رأيا، إنما ترك الناس حديث جابر لسوء رأيه، إلى آخر كلامه (1). قلت: وبهذا نكتفي في تسميته من وثق من أعلام العامة جابر الجعفي. وقد ظهر من كلام إمامهم ابن حنبل: إنه لا طعن في وثاقته، وإنما القذف والكلام في رأي جابر. وسيأتي الكلام فيه. 23 - رواية ثقات العامة عن جابر الجعفي إن من أقوى الحجج على الوثاقة، رواية الثقات في الحديث وأعيان الرجال والاثبات ومن لا يطعن في حديثه بالرواية عن الضعاف، عن جابر بن
________________________________________
(1) - تاريخ الأسلام: ج 8 / ص 60 / حوادث سنوات 121 - 130. (*)
________________________________________
[ 78 ]
[... ] يزيد الجعفي، فقد روى جماعة كثيرة من أعلام أهل عصره عنه، وهم أعرف بحاله ممن تأخر عنه. وهؤلاء معروفون عند العامة بالوثاقة، مصرحون بالأتقان في الحديث والتثبت، بل فيهم أئمة الحديث، والحفاظ، ومن عرف بأنه الحجة، الثقة الثبت، الفقيه، الصدوق، وأنه أصدق الناس في الحديث، وأنه من سادات أهل زمانه حفظا وإتقانا، وورعا وفضلا، وأنه إمام المتقين، وأنه أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين، وصار علما يقتدى به، بل فيهم من قالوا فيه: ثبت في كل المشايخ، أو عامة رواياته مستقيمة، أو إنه أعرف أهل الكوفة بالحديث، وإنه من معادن الصدق، وإنه أتقن وأجود حديثا وأعلى إسنادا من أهل زمانه، أو إنه مستجاب الدعوة، وغير ذلك من وجوه المدح للرواة عن جابر الجعفي، ويطول هيهنا ذكر نصوصهم ومصادرها وموارد روايتهم عنه. ومن هؤلاء: إسرائيل بن يونس المتوفي سنة 162، وحسان بن إبراهيم الكرماني العنزي القاضي المتوفي سنة 182 عن مائة سنة، والحسن بن صالح بن صالح بن حي الهمداني المتوفي سنة 169، وزهير بن معاوية بن خديج أبو خيثمة الحافظ الكوفي الجعفي المتوفي سنة 173، وسفيان بن سعيد الثوري الأمام المتوفي سنة 161، وسفيان بن عيينة الهلالي الكوفي أحد الأئمة الأعلام الحافظ المتوفي سنة 198، وسلام بن أبي مطيع البصري، وشريك بن عبد الله النخعي القاضي الكوفي المتوفي سنة 177، وشعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي المتوفي سنة 160، ومحمد بن ميمون أبو حمزة السكرى المروزي المتوفي سنة 168، ومسعر بن كدام ابن ظهير الهلالي العامري الكوفي، الذي يسميه شعبة مصحفا، المتوفي سنة 153، ومعمر بن راشد الأزدي الصالح الثقة الثبت المأمون الحافظ الورع الفقيه المتقن
________________________________________
[ 79 ]
[... ] الذي مدحوه أيضا بأنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه، المتوفي سنة 150، ووكيع بن الجراح أبو سفيان الرواسي الكوفي الحافظ، وشيبان بن عبد الرحمان التميمي النحوي البصري، صاحب الحروف والقراءات المشهورة، المتوفي سنة 164، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي المتوفي سنة 160، وقيس بن الربيع الأسدي الكوفي المتوفي سنة 166، والمفضل بن عبد الله الكوفي المتوفي سنة 176، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري. ونكتفي بذلك في تسمية من روى من أعلام العامة وحفاظهم وأثباتهم العدول الثقات وأئمة حديثهم عن جابر الجعفي. ونختم الكلام بما قال الذهبي في تاريخ الأسلام بعد قوله فيه: أحد أوعية العلم، على ضعفه ورفضه. روى عن أبي الطفيل، والشعبي، ومجاهد وأبي الضحى، وعكرمة، وطائفة، وعنه شعبة، ومعمر، والسفيانان، وإسرائيل، وشريك، وأبو عوانة، وشيبان، وخلق. وبما قال إمامهم أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال في ترجمته: روى عن الحارث بن مسلم، وخيثمة - وذكر واحد وعشرين رجلا من مشايخ حديث جابر من الصحابة والتابعين، آخرهم - المغيرة بن شبيل، روى عنه إسرائيل بن يونس و... وأبو عوانة. ثم عد ثمانية عشر رجلا من أعلام محدثيهم ورواتهم. 24 - رواية ثقات الشيعة عن جابر الجعفي قد روى جماعات كثيرة من رواة الشيعة وفيهم الثقات الأعلام الأثبات
________________________________________
[ 80 ]
[... ] عن جابر بن يزيد الجعفي، وعن جماعة من الصحابة، وعن الأمام السجاد، وعن أبي جعفر الباقر، وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام) وعن الرواة عنهم، تدل روايتهم عنه على علو منزلته في الحديث وورعه وأمانته وصدقه وتحرزه من الكذب، أحصيناهم في طبقات الرواة عنهم، واستوفينا تراجمهم في (أخبار الرواة)، إلا أنه نشير إلى بعضهم ممن عرف بالرواية عن الثقات، أو أنه غير مطعون في شئ حتى فيمن روى عنه. مثل: أبي حمزة الثمالي الثقة من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وعبد الله بن سنان الذي لا يطعن فيه من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) وسماعة بن مهران الثقة الثقة من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) ويحيى بن أبي العلاء البجلي الكوفي الرازي الثقة من أصحاب الصادقين (عليهما السلام) ويحيى بن سالم الفراء الكوفي الثقة، وهارون بن خارجة الكوفي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وعبد المؤمن بن القاسم الثقة من أصحاب الصادقين (عليهما السلام) وعنبسة بن بجاد العابد الثقة من أصحاب الصادقين (عليهما السلام)، وعيسى بن أبي منصور صبيح العرزمي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام) وعمار بن مروان اليشكري الكوفي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام) وعبد الله بن غالب الأسدي الشاعر الفقيه، الثقة الثقة، من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) وصفوان الثقة، وغير هؤلاء من غير الضعاف. تنبيه: ذكر شيخنا الأجل النجاشي نسب جابر ونسبته وكنيته، ولقائه أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) وموته في أيامه وسنته، بلا إشارة إلى شئ من فضائله ومدائحه، بل فيما تقدم ذكره إيهام كما أشرنا إليه، وقد عده أعدائنا عظيما كبيرا، وإن ضعفوه لمذهبه، وللروايات التي رواها على اصول مذهبه، حتى إن المتجاهرين
________________________________________
[ 81 ]
[ روى عنه جماعة غمز فيهم وضعفوا (1)، ] بالخلاف على رواة الشيعة قد مدحوه. فقال الذهبي في كاشفه (1): من اكبر علماء الشيعة. وفي ميزانه (2): أحد علماء الشيعة. وفي تاريخه للأسلام (3): أحد أوعية العلم.... وقد استوفينا مدائحه، وإمارات وثاقته في (أخبار الرواة). 25 - رواية من غمز فيه وضعف، عن جابر الجعفي (1) قد أشار شيخنا النجاشي إلى ضعف جابر الجعفي لوجوه: أحدها: أنه روى عنه جماعة غمز فيهم وضعفوا. وفيه: أولا: أنه ليس كل غمز موجبا لسلب وثاقة الرجل، أو لنفي حجية رواياته، كما حققناه في محله، بل قد كثر الغمز في ثقات الرواة، حتى إنه ورد فيهم طعون، كما لا يخفى على من نظر في أحوال الرواة، بل إن مثل العلامة وابن داود الذين قسموا الرواة إلى قسمين، قد كثر ذكر الثقات منهما في القسم الثاني المعد لذكر المذمومين، وكثر ذم المذكورين في القسم الأول المعد لذكر الممدوحين. وإن شئت فانظر إلى تراجم أركان الحديث، مثل بريد، وزرارة، وحمران، وأبي بصير، ومحمد بن مسلم، الذين هم الامناء الثقات الأثبات الذين ورد فيهم عن الأئمة (عليهم السلام) المدائح العظام، فترى ورود ذموم، ورواية الضعاف عنهم.
________________________________________
(1) - الكاشف: ج 1 / ص 177. (2) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 379 / ر 1425. (3) - تاريخ الأسلام: ج 8 / ص 59. (*)
________________________________________
[ 82 ]
[ منهم: عمرو بن شمر (1)، ] وثانيا: ان رواية الضعاف عن الثقات غير عزيزة كما هو ظاهر للخبير بأحوال الرواة. وثالثا: إن رواية الضعيف وإن كثرت، ونسبة سماعه وروايته عن الثقة، لا تضر بوثاقته في نفسه، ومذهبه، وطريقه في الحديث ومشيخته. ورابعا: إن ضعف الرواة وكثرة روايتهم عن جابر أو عن غيره، إنما توجب القدح فيما يقدح إذا ثبت ضعفهم بغير رواياتهم عنه، وستعرف أن أكثر من روى عن جابر من المطعونين إنما طعنوا برواياتهم عن جابر، فإثبات قدحه وضعفه بضعفهم الناشئ من رواياتهم عنه كالدوري. وخامسا: إن رواية المطعونين عن جابر كيف تدل على ضعفه، ولا تدل روايات الثقات وهم الأكثرون عن جابر على وثاقته ؟ !. 26 - رواية عمرو بن شمر عن جابر الجعفي (1) قد ذكر النجاشي ممن روى عن جابر الجعفي ممن غمز فيه وضعف، أربعة رجال أولهم: عمرو بن شمر أبو عبد الله الجعفي الذي قال في ترجمته (ص 763): روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ضعيف جدا، زيد أحاديث في كتب جابر الجعفي، ينسب بعضها إليه والأمر ملبس. قلت: أولا إنه لم يذكر النجاشي طريقا له إلى هذا التضعيف مع أنه لم يدركهما، وكيف ينسب الزيادة إليه بلا حجة ؟ ! وثانيا: إنه كيف عرف الأزدياد، ومن أين عرف كمية روايات جابر أو كيفية احتمال ما ليس في أصل كتبه حتى يعرف زيادته ؟
________________________________________
[ 83 ]
[ ومفضل بن صالح (1) ] وثالثا: لو سلم الازدياد، فاي طريق لكونه من عمرو بن شمر، وستعرف عدم انحصار الطريق إلى كتب جابر بابن شمر. ورابعا: إن الزيادة إنما تضر إذا كان باسم جابر، لا جمع رواياته مع روايات جابر في كتاب واحد، ودون إثباته خرط القتاد. وخامسا: إن النجاشي قد انفرد بهذا التضعيف لعمرو بن شمر، حتى إن ابن الغضائري الذي كثر تضعيفه للرواة أغمض عن تضعيفه وإنما ضعف جابر. والأصل في تضعيفه هو العامة المخالفين الناصبين الذين رموه في روايته فضائل آل محمد (عليهم السلام) بالوضع، والغلو ونحوه، وأكثروا في الوقيعة فيه لشتمه الصحابة المنحرفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بروايته مطاعن أوليائهم من الخلفاء الجائرة الظالمة، وتمام الكلام في ترجمته. وقد روى عن عمرو بن شمر جماعة من الثقات، ذكرناهم في (الطبقات)، وفي ترجمته من هذا الكتاب. 27 - رواية المفضل بن صالح عن جابر الجعفي (1) الثاني مما جعله النجاشي آية لضعف جابر الجعفي رواية المفضل بن صالح عنه، وهو أبو علي المعروف بأبي جميلة النخاس أو الحداد الكوفي، الذي روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) وذكره البرقي والشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وذكر الشيخ أنه مات في أيام الرضا (عليه السلام) وروى عن جماعة كثيرة من ثقات أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) مثل سماك بن حرب أبي المغيرة الذهلي من أصحاب السجاد (عليه السلام) وزرارة بن أعين، وأبو بصير ليث المرادي، وأبان بن تغلب، وجابر بن يزيد، وسعد بن طريف الأسكاف، وإسماعيل بن أبي
________________________________________
[ 84 ]
[... ] اويس، وأبي اسامة زيد الشحام، وأبو بكر الحضرمي، ورفاعة، ومحمد بن علي الحلبي، ونظائرهم من ثقات أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) ذكرناه في مشايخه في (أخبار الرواة)، وذكرنا ما هو التحقيق في طبقته في (الطبقات). وقد ترك النجاشي عداده في مصنفي الشيعة مع أنه منهم وله كتاب ذكره الشيخ وقد ذكرنا ما هو التحقيق في كتابه في (الشرح على الفهرست). مع أن النجاشي لم يترك ذكر جماعة من مصنفي الشيعة مع تصريحه بأنهم من الكذابين أو الوضاعين أو من ضعفه الأصحاب، منهم جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي المتقدم، فقال في ترجمته: (ر 313) كان ضعيفا في الحديث، قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا، ويروي عن المجاهيل. وسمعت من قال: كان أيضا فاسد المذهب والرواية.... وقد اعتمد شيخنا النجاشي في تضعيفه على ابن الغضائري، ولم يحك تضعيف مفضل بن صالح في أصحابنا في فهارسهم التي هي الأصل في معرفة رجال الشيعة كما حققناه في محله. فقال ابن الغضائري فيما حكى عنه العلامة وغيره: المفضل بن صالح أبو جميلة الأسدي النخاس، مولاهم، ضعيف، كذاب يضع الحديث، حدثنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن محمد بن الزبير، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: سمعت معاوية بن حكيم يقول: سمعت أبا جميلة يقول: أنا وضعت رسالة معاوية إلى محمد بن أبي بكر. وقد روى مفضل عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). قلت: فيه أولا أنه لا يعلم لقاء معاوية بن حكيم الذي من أصحاب الهادي
________________________________________
[ 85 ]
[... ] والجواد، والمعدود من أصحاب الرضا (عليهم السلام) أيضا، ولا إدراكه المفضل المتوفى في حياته (عليه السلام). ولعله حكاه عمن سمعه، والله العالم، لما ستعرف مخالفته مع رواية الثقات الأجلاء عنه. وثانيا: أنه لو صح إقراره بوضع الرسالة لمثل معاوية بن حكيم الذي لم يحك روايته عنه، لما كان ممتنعا عن الأقرار لسائر خواص الشيعة من أهل عصره ومن كثرت روايته عنه، فأى موجب لتفرده في هذه الحكاية ؟ وثالثا: أن الوضع على وجه يكون كذبا غير مراد له، بل له معنى آخر، فلا يجوز إسناد الكذب، ووضع الحديث إليه. ورابعا: أن ظاهر كلامه أن التضعيف معول على كذابيته، وهي على وضعه الحديث. ولو صح وضع رسالة معاوية بن أبي سفيان المحارب لأمير المؤمنين (عليه السلام)، الذي حربه حرب الله ورسوله، وكفر، وخروج عن الدين، يجوز إسناد وضعه الأحاديث إلى محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام). وخامسا: أن في سند رواية ابن الغضائري أحمد بن عبد الواحد فلم يصرح بتوثيق، إلا أنه من مشايخ المفيد والطوسي والنجاشي، وأيضا علي بن محمد بن الزبير القرشي، ولم يرد فيه توثيق، ولم يعهد من غير هما رواية معاوية بن حكيم عن المفضل. وسادسا: أن ذلك يرجع إلى شهادة المفضل على نفسه بالوضع والكذب، وهو بعيد جدا فإن الوضاع إنما يتمكن من غرضه الفاسد إذا دلس ولم يظهر الوضع، فكيف بالتصريح بالوضع ؟ ! فإن فيه مهانته وسقوط مكانته بين الناس، وإنما يعرف كون الحديث مخلوقا إفكا بأمارات اخر ذكرت في محلها. وسابعا: أنه لو صح قوله صريحا بأني وضعت كتاب محمد بن أبي بكر
________________________________________
[ 86 ]
[... ] ورده، لأخذت العامة المكثرين في تضعيف رواة الشيعة بهذه المقالة للتشنيع عليه خاصة، وعلى رواة الشيعة. وثامنا: أن أهل السير والتواريخ والأحاديث من العامة ومن أصحابنا قد ذكروا في كتبهم رسالة محمد بن أبي بكر ورد معاوية لها، منهم: نصر بن مزاحم المنقري (1) وأحمد بن يحيى البلاذري (2) عن أبي مخنف وغيره، وشيخنا المفيد (3) والطبرسي (4)، وغيرهم، نعم أشار إلى مكاتباتهما غير واحد وأبوا من ذكرها بنصها حفظا لكرامة معاوية فيما كتب به على أبي بكر، ولكرامة معاوية وعثمان في كتب محمد بن أبي بكر، منهم الطبري عن هشام، عن أبي مخنف، عن يزيد بن ظبيان الهمداني: أن محمد بن أبي بكر كتب إلى معاوية بن أبي سفيان لما ولي فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يتحمل سماعها العامة (5). قلت: هل ذلك أعجب من حضوره قتل عثمان، ولم يترك الطبري وغيره ذكره ؟ ! الأصل في تضعيفات مفضل: العامة وإذا عرفت وهن تضعيف الخاصة لمفضل بن صالح، فإن شئت أن تعرف
________________________________________
(1) - وقعة صفين: ج 2 / ص 118. (2) - أنساب الأشراف: ج 2 / ص 393 - 405. (3) - الاختصاص: ص 124 - 126. (4) - الأحتجاج: ج 2 / ص 434 - 437. (5) - تاريخ الطبري: ج 4 / ص 557، وقايع سنة 36. (*)
________________________________________
[ 87 ]
[... ] الأصل في تضعيفه، فنقول: إن الأصل فيه أعداء آل محمد صلوات الله عليهم من العامة، فقد ضعفوه بروايته فضائلهم ومطاعن أعدائهم، وهم لو تسامحوا في تضعيف رواة الشيعة برفضهم وتشيعهم أو بالغلو في فضائل آل محمد (عليهم السلام) ل‍ كنهم لا يتسامحون في روايتهم المطاعن، بل يجاوزون الحد في تضعيفهم إذا وقفوا على روايتهم مطاعن أعداء آل محمد (عليهم السلام) أو شتمهم أو النيل منهم، كما هو أظهر من الشمس لمن له وقوف على كتب تراجمهم. منهم: ابن حجر، والذهبي، والخطيب والمزي، وابن معين والشعبي. فقد ضعفوا مفضل بن صالح بأنه منكر الحديث كما في الكاشف (1)، وميزان الأعتدال (2)، وتلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3)، والبخاري في تاريخه الصغير (4) وابن حجر في تقريب التهذيب (5). وقد ذكروا لأظهر مناكيره: حديثه عن أبي ذر (رحمه الله)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق)، رواه الحاكم في المستدرك (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال الذهبي في ميزانه: قلت وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر.
________________________________________
(1) - الكاشف: ج 3 / ص 150 / ر 5705. (2) - ميزان الأعتدال: ج 4 / ص 167 / ر 8728. (3) - الجرح والتعديل: ج 8 / ص 316 / ر 1459. (4) - التاريخ الصغير: ج 2 / ص 241. (5) - تقريب التهذيب: ج 2 / ص 271 / ر 1333. (6) - مستدرك الحاكم: ج 3 / ص 150 / ح 3 / ر 17. (*)
________________________________________
[ 88 ]
[... ] قلت: من أراد الوقوف على أكثر من ذلك من تضعيفاتهم لمفضل فليراجع كتبهم، وقد ذكرنا جملة وافية منها في (أخبار الرواة). معرفة وثاقة المفضل من رواية الثقات عنه ثم إن لنا معرفة وثاقة المفضل بن صالح أبي جميلة من روايته عن المشايخ الثقات الأجلاء من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) مثل: إسماعيل بن أبي أويس، وأبي بكر الحضرمي، وزرارة بن أعين، وزيد الشحام، وسعد بن طريف، وسماك بن حرب، وأبان بن تغلب، ويونس بن عبد الرحمان ورفاعة بن موسى، ومحمد الحلبي، وحمران بن أعين، وعبد الرحمان بن الحجاج، وليث بن البختري، ومعاوية بن عمار، ومحمد بن مسلم، وغيرهم. وأيضا رواية الثقات الأجلاء عنه، مثل الذين عرفوا بأنهم لا يروون إلا عن الثقة، أو لا يطعن عليهم بشئ، أو وثقهم النجاشي مرتين بقوله: (ثقة، ثقة) أو (واضح الحديث) أو (حسن الطريقة) أو أمثال ذلك، مثل: أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، ومحمد بن أبي عمير، والعباس بن معروف، وعمرو بن عثمان الثقفي الكوفي، والحسن بن علي بن فضال، وثوير بن أبي فاختة، وعلي بن الحكم، وأحمد بن بديل، وهارون بن الجهم، وصفوان بن يحيى، والعباس بن عامر، وعبد الرحمان بن أبي نجران، ومحمد بن عيسى بن عبيد، والحسن بن علي الوشاء، وموسى بن القاسم البجلي، والحسن بن محبوب، وعبد الله بن جبلة، ومحمد بن الحسين، وثعلية بن ميمون، وغير هؤلاء ممن أحصيناهم من الرواة عنه في (الطبقات).
________________________________________
[ 89 ]
[... ] كما ستعرف صحة ما رواه بتطابقها الايات والاخبار الكثيرة والصحيحة، وعدم استثناء القميون ونظائرهم ممن لا يتساهلون في نقل الأخبار أو الذكر في كتبهم، مثل علي بن إبراهيم في تفسيره ونظائره، وتفصيل ذلك في ترجمته. 28 - ذم جابر برواية منخل بن جميل عنه إن الثالث من موجبات وهن جابر وضعفه عند النجاشي رواية منخل بن جميل الأسدي الكوفي بياع الجواري، عنه. ويأتي في ترجمته (ر 1130): ضعيف، فاسد الرواية، روى عن أبي عبد الله، له كتاب التفسير، أخبرنا.... وقال ابن الغضائري: يروي عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) كوفي ضعيف، في مذهبه غلو. قلت: يظهر من كلام النجاشي أن ضعفه لأجل فساد روايته، وذلك للغلو، كما صرح به ابن الغضائري. وفي الكشي في ترجمته (ص 368 / ر 686): قال: محمد بن مسعود سألت علي ابن الحسن، عن المنخل بن جميل، فقال: هو لا شئ، متهم بالغلو. قلت: والأتهام غير ثابت بقائله، ولا بوجهه. ويظهر من الشيخ عدم ثبوت الضعف والغلو عنده. فقال في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 320 / ر 648): منخل بن جميل الكوفي، وفي الفهرست (ص 169 / ر 737): المنخل بن جميل، له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، والحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان،
________________________________________
[ 90 ]
عن المنخل بن جميل، ورواه حميد عن أحمد بن ميثم، عنه. قلت: إن رواية محمد بن الوليد شيخ القميين ووجههم النقاد للرواة والروايات، وكذا محمد بن الحسن الصفار الثقة في الحديث، والحسن بن متيل وجه القميين من مشايخ ابن الوليد، وأيضا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الثقة في الحديث، كتاب المنخل، لا يناسب كونه ضعيفا فاسد الرواية غاليا. وكذا رواية حميد بن زياد الثقة، وأحمد بن ميثم الكوفي الثقة الفقيه العظيم، عنه كتابه تشير إلى منزلته، وعدم صحة ما ذكروه فيه. وقد روى الكليني في الكافي عن محمد بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لا يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله، ظاهره وباطنه، غير الأوصياء) (1). قلت: ورجال السند ثقات، ومتنه مطابق للأخبار الكثيرة الصحيحة، رواها الكليني، عن بريد بن معاوية، عن سلمة بن محرز، وعن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر (عليه السلام) وعن عبد الأعلى مولى آل سام وغيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) ورواه غيره أيضا. والأخبار متعاضدة لذلك. فأين فساد الرواية الذي ذكروها ؟ ! وقد روى أيضا في باب فيه نكت ونتف من التنزيل (2) بالأسانيد عن عمار بن مروان الثقة عنه تأويل آيات في أمير المؤمنين (عليه السلام).
________________________________________
(1) - الكافي: ج 1 / ص 228 / ح 2. (2) - الكافي: ج 1 / ص 417 و 418 / ح 26 و 31 و.. (*)
________________________________________
[ 91 ]
[... ] وقد روى النعماني في الغيبة (1) بإسناده عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، فيما روي في الصبر وانتظار الفرج، كما روى الشيخ المفيد في الأختصاص بإسناد صحيح عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل الله نور السموت والأرض مثل نوره..: (فهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها مصباح...)، الحديث (2). وأيضا بالأسناد الصحيح، عنه، عنه، عنه في أن الأئمة (عليهم السلام) لهم طي الأرض (3). وأيضا بهذا الأسناد في تفويض الأمر إلى رسول الله (4) (صلى الله عليه وآله وسلم). قلت: والأخبار الكثيرة توافق ذلك، فأين يطعن بفساد رواياته ! ؟ وتحقيق الكلام في روايات المنخل وفي الرواة عنه في (أخبار الرواة). 29 - ذم جابر برواية يوسف بن يعقوب عنه إن الرابع من موجبات ضعف جابر الجعفي عند النجاشي رواية يوسف بن يعقوب الجعفي الكوفي، الذي يأتي في ترجمته (ص 1222): ضعيف روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وجابر، له كتاب، أخبرنا محمد بن محمد.... قلت: ولم يصرح بوجه ضعفه، إلا أنه يظهر من كلام العلامة في
________________________________________
(1) - الغيبة للنعماني: ص 200 / ب 11 / ح 17. (2) - الأختصاص: ص 278، والاية في سورة النور / 35.. (3) - الأختصاص: ص 317. (4) - الأختصاص: ص 332. (*)
________________________________________
[ 92 ]
[ وكان في نفسه مختلطا (1). وكان شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه يدل على الأختلاط، ليس هذا موضعا لذكرها. ] الخلاصة الذي يحكي عن ابن الغضائري كثيرا، انه متهم بالغلو، فقال في القسم الثاني، بعد كلام النجاشي: وهو ضعيف مرتفع القول (1). وما ذكره ابن الغضائري لا شاهد عليه. هذا مع عدم وجود رواية يوسف الجعفي عن جابر أو قلته، فكيف يوجب وهن جابر ؟ وحكى العلامة في الخلاصة في جابر بدل (يوسف) (السكوني)، فقال في القسم الأول: ولكن جل من روى عنه ضعيف. فممن أكثر عنه من الضعفاء: عمرو ابن شمر الجعفي، ومفضل بن صالح، والسكوني، ومنخل بن جميل الأسدي (2). قلت: والمشهور بالسكوني هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني، وقد يطلق على إسماعيل بن مهران، وجماعة ذكرناهم في محله، لم يذكر منهم يوسف الجعفي، ولم أحص لهم رواية عن جابر، فضلا عن كثرة روايته عنه، وقد عرفت كثرة روايات الثقات عن جابر، فكيف يدعى ضعف جل من روى عنه ؟ ! 30 - إختلاط جابر الجعفي (1) الأختلاط قد يكون قهريا بالقصور ذاتا كما يقال للأحمق، أو بالعرض
________________________________________
(1) - خلاصة الأقوال: ص 265 / ر 3 في يوسف. (2) - خلاصة الأقوال: ص 35 / ر 2. (*)
________________________________________
[ 93 ]
[... ] وظاهر إطلاق قول الماتن (وكان في نفسه مختلطا) بقرينة زنة الماضي، أنه أمر سابق مستمر. وهذا ما لا ينطق به أعداء جابر من العامة أيضا، فهم وصفوه تارة ب‍ (أكبر علماء الشيعة)، وأخرى (من أكبر علماء الشيعة)، وثالثة (أحد أوعية العلم)، وغير ذلك مما سبق بعض مدائحه. ولا يوافق منزلته عند الأمام السجاد، والباقر، والصادق (عليهم السلام) على ما سبق بعض رواياتهم، كما لا يجتمع مع كثرة رواية الثقات الأعيان الأثبات ووجوه الشيعة عنه، على ما مرت الأشارة إليهم. والعجب من استناد النجاشي بأشعار ينشدها شيخه مع ذلك، وإهماله الروايات التي رواها وسائر المشايخ كالكليني، والصدوق، والشيخ، ومن سبق ذكر رواياتهم في مدحه، بل ما ذكره الكشي وغيره في حديث جنون جابر وتجننه بأمر إمام زمانه صلوات الله عليه، حفظا له، ولكرامة الشيعة كما ستأتي الأشارة إليها. ونحن نشير إلى ضعف ما أوهم جنون جابر وذهاب عقله، وإلى ما أوهم اختلاطه في العقيدة بتوهم الغلو والأرتفاع مذهبا. 31 - جنون جابر الجعفي أو تجننه لا ريب في صدور أعمال المجانين من جابر الجعفي في برهة من الزمن، منها زعم القاصرون جنونه، وزوال عقله. واشتهر ذلك بين العامة وضرب به الأمثال، وانشد فيه الأشعار، إلا أن الأخبار قد دلت على أنها كانت لتجننه، إمثتالا لأمر سيده ومولاه أبي جعفر باقر علوم النبيين صلوات الله عليه، حفظا له. ونشير إلى بعضها: 1 - محمد بن يعقوب الكليني في الكافي: عن علي بن محمد، عن صالح بن
________________________________________
[ 94 ]
[... ] أبي حماد، عن محمد بن اورمة، عن أحمد بن النضر، عن النعمان بن بشير، قال: كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر (عليه السلام)، فودعه. وخرج من عنده وهو مسرور، حتى وردنا الاخيرجة (1) أول منزل نعدل من فيد (2) إلى المدينة يوم جمعة، فصلينا الزوال، فلما نهض بنا البعير، وإذا برجل طوال آدم، معه كتاب، فناوله جابرا فتناوله، فقبله، ووضعه على عينيه، وإذا هو من محمد بن علي (عليهما السلام) إلى جابر بن يزيد، وعليه طين أسود رطب، فقال له: متى عهدك بسيدي ؟ فقال: الساعة. فقال له: قبل الصلاة، أو بعد الصلاة ؟ فقال: بعد الصلاة. ففك الخاتم، وأقبل يقرؤه، ويقبض وجهه حتى أتى على آخره. ثم أمسك الكتاب، فما رأيته ضاحكا، ولا مسرورا حتى وافى الكوفة، فلما وافينا الكوفة ليلا، بت ليلتي، فلما أصبحت أتيته إعظاما له، فوجدته قد خرج علي، وفي عنقه كعاب قد علقها، وقد ركب قصبة وهو يقول: (أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور)، وأبياتا من نحو هذا. فنظر في وجهي، ونظرت في وجهه، فلم يقل لي شيئا، ولم أقل له. وأقبلت أبكي لما رأيته. واجتمع على وعليه الصبيان والناس، وجاء حتى دخل الرحبة. وأقبل يدور مع الصبيان، والناس يقولون: (جن جابر بن يزيد، جن). فوالله، ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبدالمك إلى واليه: أن أنظر رجلا يقال له: جابر بن يزيد الجعفي، فاضرب عنقه، وابعث إلي
________________________________________
(1) - جبل ذات لونين. (2) - قال الحموي في معجم البلدان ج 4 / ص 282: فيد نصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة. (*)
________________________________________
[ 95 ]
[... ] برأسه، فالتفت إلى جلسائه، فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفي ؟ قالوا: أصلحك الله، كان رجلا، له علم وفضل وحديث، وحج، فجن، وهوذا في الرحبة مع الصبيان على القصب، يلعب معهم، قال: فأشرف عليه، فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب. فقال: الحمد لله الذي عافاني من قتله. قال: ولم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة، وصنع ما كان يقول جابر (1). قلت: إن ما أخبر به جابر الجعفي كان مما أخبره وصي الأوصياء أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين باقر علوم النبيين (عليهم السلام). وإنه قد دخل منصور بن جمهور واليا على العراق في رجب سنة 126، وقد ذكر المؤرخون حديث منصور بن جمهور، منهم الطبري في تاريخه (2). وذكر موته في رمال السند عطشا فرارا من جيش بعثه أبو العباس مع موسى بن كعب في اثنى عشر ألفا فهزمه ومضى. وقد ذكر أحواله وتحركاته في مواضع كثيرة، وأنه إنما اختاره يزيد بن الوليد ممن شرك في قتل أبيه، وارتضاه لولاية الكوفة والعراق لحميته بقتل خالد، مع أنه كان أعرابيا جافيا غيلانيا، ولم يكن من أهل الدين والفضل، فليراجع الطبري وغيره ليعلم بأحواله في حوادث تلك السنين. ثم إن الحديث الذي رواه الكليني كما مر قد رواه محمد بن محمد بن النعمان
________________________________________
(1) - الكافي: ج 1 / ص 396 / ح 97. (2) - تاريخ الطبري: ج 7 متفرقا في حوادث سنة 125 وما بعدها إلى أن ذكر في حوادث سنة 134 / ص 200 - 464. (*)
________________________________________
[ 96 ]
[... ] المفيد في الأختصاص بإسناد صحيح عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن النعمان بن بشير، قال: زاملت جابر بن يزيد الجعفي إلى الحج (1). وذكر الحديث نحو ما في الكافي، مع اختلاف في بعض ألفاظه. منها قوله: (وأقبل يدور في أزقة الكوفة وهو يقول...). ومنها قوله: (فلما كان بعد ثلاثة أيام ورد كتاب هشام بن عبد الملك على يوسف بن عثمان أن انظر رجلا من جعفى يقال له...). ومنها قوله: (فلما قرأ يوسف بن عثمان الكتاب إلتفت إلى جلسائه فقال: من جابر بن يزيد ؟ فقد أتاني من أمير المؤمنين يأمرني بضرب عنقه، وأن أبعث إليه برأسه، فقالوا: أصلح الله الأمير، هذا رجل علامة، صاحب حديث وورع وزهد، وإنه جن وقد خولط في عقله، وهو ذا في الرحبة...). ومنها قوله: (فما مضت الأيام حتى جاء منصور بن جمهور فقتل يوسف بن عثمان، فصنع ما صنع). وقد روى الحديث ابن شهرآشوب في المناقب (2) في آيات الأمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام). 2 - أبو عمرو الكشي في رجاله (ص 194 / ر 344): نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكبا قصبة، حتى مر على سكك الكوفة،
________________________________________
(1) - الأختصاص: ص 67. (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 / ص 191. (*)
________________________________________
[ 97 ]
[... ] فجعل الناس يقولون: جن جابر، جن جابر، فلبثنا بعد ذلك أياما، فإذا كتاب هشام قد جاء، بحمله إليه، قال: فسأل عنه الأمير، فشهدوا عنده أنه قد اختلط، وكتب بذلك إلى هشام، فلم يعرض له، ثم رجع إلى ما كان من حاله الأول. 3 - وأيضا (ص 192 / ر 337): عن حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون، قال: فأتيتهم، فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء، وإذا هو يقول: حدثني وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: فقال الناس: جن جابر، جن جابر. 4 - وأيضا (ص 195 / ر 346): عن نصر، قال: حدثنا أبو إسحاق، قال: حدثنا علي بن عبيد ومحمد بن منصور الكوفي، عن محمد بن إسماعيل، عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال: جاء العلاء بن يزيد رجل من جعفى، قال: خرجت مع جابر لما طلبه هشام حتى انتهى إلى السواد، قال: فبينا نحن قعود، وراعي قريب منا، إذ لفتت نعجة من شاته إلى حمل، فضحك جابر. فقلت له: ما يضحكك يا أبا محمد ؟ قال: إن هذه النعجة دعت حملها فلم يجئ. فقالت له: تنح عن ذلك الموضع، فإن الذئب عام أول أخذ أخاك منه. فقلت: لأعلمن حقية هذا أو كذبه، فجئت إلى الراعي، فقلت له: يا راعي، تبيعني هذا الحمل. قال: فقال: لا. فقلت: ولم ؟ قال: لأن امه أقوة [ أفرة ] شاة في الغنم، وأغرز هادرة، وكان الذئب أخذ حملا لها عند عام الأول من ذلك الموضع، فما رجع لبنها حتى وضعت هذا، فدرت. فقلت: صدق. ثم أقبلنا، فلما صرت على جسر الكوفة نظر إلى رجل معه خاتم ياقوت. فقال له: يا فلان خاتمك هذا البراق أرنيه. قال: فخلعه، فأعطاه، فلما صار
________________________________________
[ 98 ]
[... ] في يده رمى به في الفرات. قال الاخر: ما صنعت ؟ ! قال: تحب أن تأخذه ؟ قال: نعم. فقال بيده إلى الماء، فأقبل الماء يعلوه بعضه على بعض حتى إذا قرب تناوله، وأخذه. قلت: وقد ظهر مما عرفت من الروايات التي يعاضدها غيرها، وهن تضعيف جابر بالجنون، فإنه قصور أو تقصير في حقه كما رمى بعض العامة جابر ابن يزيد الجعفي بالجنون. قال ابن حجر في ترجمته: وقال أبو بدر: كان جابر يهيج به مرة في السنة، فيهذي ويخلط في الكلام. فلعل ما حكى عنه كان في ذلك الوقت. وخرج أبو عبيد في فضائل القرآن حديث الأشجعي، عن مسعر، حدثنا: جابر قبل أن يقع فيما وقع فيه. قال الأشجعي: ما كان من تغير عقله (1). وقال مسلم في ديباجة جامعه: حدثنا الحسن الحلواني، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مسعر، قال: حدثنا جابر بن يزيد قبل أن يحدث ما أحدث. وقال الذهبي في ميزان الأعتدال في ترجمته: قال شهاب بن عباد: سمعت أبا الأحوص يقول: كنت إذا مررت بجابر الجعفي، سألت ربي العافية (2). 32 - فساد توهم غلو جابر وارتفاعه مذهبا وإذا تبين عدم اختلاط جابر الجعفي بذهاب عقله بالجنون، فلنشر إلى دفع
________________________________________
(1) - تهذيب التهذيب: ج 2 / ص 50 / ر 75. (2) - مسند مسلم: ج 1 / ص 20. (*)
________________________________________
[ 99 ]
[... ] ما يوهم كلام النجاشي وغيره من العامة من الاختلاط أو الغلو والارتفاع. فإن اريد الغلو بالقول بالربوبية لغير الله تعالى أو النبوة لغير سيد الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الأمامة لغير الذين نصبهم الله تعالى بلسان رسوله أئمة وقادة وخلفاء للناس، فهذا مما يقطع بفساده، وأن جابرا هو العدو لأمثال هؤلاء الغلاة والكفرة، بل يتبرأ منهم، كما يتبرأ كل شيعي اثنى عشري عن القول بالربوبية لأحد من المخلوقين، كما تبرأ وتبرؤا عن كل من قال بربوية نبي أو إمام أو غيرهما، لأن من غلا وارتفع بانكار الربوبية لله تعالى أو بإثباتها لغيره أو الرسالة لسيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كفر، كما حققوه في الفقه، بل صرح الفقهاء بأن من أنكر ضروريا من الدين فقد كفر، كما في النصوص الصحيحة الكثيرة، بل عليه دعوى إطباق الفقهاء الأمامية (قدس سره)، وإن روايات جابر الجعفي تنادي بأنه ليس غاليا في الدين بإنكار ربوبية الله وربوبية غيره تعالى أو بإنكار رسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بالأقرار برسالة غيره، فكيف يفترى عليه وينسب إلى السبأية، وأنه من أتباع عبد الله بن سبأ القائل بربوبية غير الله تعالى وبنبوة نفسه الذي عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ؟ ! فالغلو الموجب للكفر والخروج عن الدين لا يحتمل في جابر أبدا، وإن صرح غير واحد منهم بأن جابر من غلاة الشيعة، مثل أبي الحسن الكوفي، وابن الأثير في الكامل في وقايع سنة 138: وفيها توفي جابر بن يزيد الجعفي، وكان من غلاة الشيعة، يقول بالرجعة (1). وأما الغلو والأرتفاع باعتقاد منزلة لأحد المخلوقين في العلم والقدرة وسائر
________________________________________
(1) - الكامل في التاريخ: ج 5 / ص 352. (*)
________________________________________
[ 100 ]
[... ] محاسن الأخلاق، فإنما يكون قبيحا إذا لم يكن له حجة أو كان على خلافه الحجة، وليس من ذلك ما رواه جابر الجعفي في فضائل محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام)، من العلم بما كان، وبما هو كائن، وبما يكون، وبكل ما نزل به الوحي إلى آدم ومن بعده من النبيين والأوصياء، ومن نزول الملائكة على الأمام من الله تعالى في ليلة القدر، وأنهم ورثوا علوم الأنبياء والمرسلين وما أودعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنهم صاحب الولاية والخلافة والأمامة من الله تعالى، وأنهم مظاهر أسمائه وأن الله تعالى إذا شاء أظهر الايات بأيديهم، كما أظهر آياته للأنبياء وأوصياء الأنبياء حتى لعاصف وصي سليمان وذي القرنين وأضرابهم من الأولياء. فهذا وأمثاله من حقيقة الأيمان بالله وبرسله وبكتبه وبما أنزل الله تعالى عليهم، وإنه من ضروري الوحي والرسالة، وقد دلت عليها آيات القرآن الكريم والأخبار المتواترة، وليس شيئا منها مما تفرد به جابر الجعفي، بل رواه أعيان الثقات من أصحاب الأئمة (عليهم السلام)، وحفظها كل أصحاب الحديث وجمعوها أصحاب الاصول والجوامع، كالكافي وكتب الصدوق والشيخين المفيد والطوسي وسائر مشايخ الحديث، فمن أنكرها فهو القاصر أو المعاند، بل معروف عند أصحاب المذاهب اعتقاد الشيعة في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأوصياء (عليهم السلام) من بعده من عترته، وسيأتي الأشارة إلى ما رواه جابر الجعفي مما أنكره العامة الجاحدين المقصرين، وأتباع الامراء الجائرين. 33 - وجوه طعن العامة في جابر ولقد تعدى الأعداء من العامة بالافتراء على جابر الجعفي بامور هو برئ
________________________________________
[ 101 ]
[... ] ويتبرء منها، وكذا كل شيعي إمامي اثنى عشري. وهي: 1 - أنه كان سبأيا من أصحاب عبد الله بن سبأ. فقال السمعاني في الأنساب في الجعفي عند ذكر جابر: كان سبأيا من أصحاب عبد الله بن سبأ. وكان يقول: إن عليا يرجع إلى الدنيا (1). وقال الذهبي في ترجمته في ميزان الأعتدال: الحميدي عن سفيان: سمعت رجلا سأل جابرا الجعفي عن قوله: فلن أبرح الاءرض حتى يأذن لى أو يحكم الله...، قال: لم يجئ تأويلها. قال سفيان: كذب. قلت: وما أراد بها ؟ قال: الرافضة تقول: إن عليا في السماء لا يخرج مع من يخرج من ولده حتى يأذن مناد من السماء: اخرجوا مع فلان. يقول جابر: هذا تأويل هذا. لا تروى عنه، كان يؤمن بالرجعة، كذب، بل كانوا إخوة يوسف. وقال ابن حبان: كان سبأيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، كان يقول: إن عليا يرجع إلى الدنيا. وقال ابن عدي: عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة (2). 2 - أنه كذاب، وقد أكثر المعتدين على جابر الجعفي بالقول فيه بأنه كذاب. فروى البخاري وغيره عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال الشعبي: يا جابر لا تموت حتى تكذب على رسول الله (3) (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال الذهبي في الميزان عن جرير بن عبد الحميد، عن ثعلبة، قال: أردت
________________________________________
(1) - الأنساب للسمعاني: ج 2 / ص 68. (2) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 381 - 383. والاية في سورة يوسف / 80. (3) - البخاري: ج 1 / ص 210 / ح 2223، وتهذيب الكمال: ج 4 / ص 468. (*)
________________________________________
[ 102 ]
[... ] جابر الجعفي، فقال لي ليث بن أبي سليم: لا تأته فإنه كذاب. وقال أبو يحيى الحماني: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت فيمن رأيت أفضل من عطاء، ولا أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته بشئ إلا جاءني فيه بحديث، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث لم يظهرها (1). وذكر نحوه المزي. وقال يحيى بن يعلي المحاربي: طرح زائدة حديث جابر الجعفي وقال: هو كذاب، يؤمن بالرجعة (2). قلت: وبذلك نكتفي في الأشارة إلى تعديهم على جابر، وقولهم فيه زورا: إنه كذاب. والعجب من هؤلاء المتبعين لهؤلاء المعتدين، ولا يتعقلون كيف للشعبي أن يخبر بالغيب عن صيرورة جابر بعده كذابا ؟ ! وكيف لا يسألون عن ليث في الرمي بالكذابية والأثم الكبير بلا حجة ولا دليل، ولا يتعجبون من أبي حنيفة الذي أمحق الدين بالقياس وعاند من أتاه بالخبر الصحيح عن ورثة محمد سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ ! وكيف لا يجاوبون المحاربي بأن الأعتقاد بالرجعة التي محض الدين لا يجوز رميه بأنه كذاب ؟ ! بل نقول: إن جابر لم يتهم بوضع الحديث وافتعال الكذب في القول بالسماع، بل صرح أعيان العامة وأعلام معاصريه من مخالفيه في الأعتقاد، بأنه ثقة صدوق، أصدق الناس، أو نحو ذلك، كما سبق عن سفيان الثوري بالقول فيه: (كان
________________________________________
(1) - طبقات الحفاظ: ص 46 / ر 88، في عطاء عن أبي حنيفة نحوه. (2) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 385، في ترجمة جابر. (*)
________________________________________
[ 103 ]
[... ] جابر الجعفي ورعا في الحديث، ما رأيت أورع منه في الحديث)، وقال شعبة: (صدوق)، وأيضا (كان جابر إذا قال: أخبرنا، وحدثنا، وسمعت، فهو من أوثق الناس)، وقال وكيع: (ما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة)، حتى إن ابن عبد الحكم قال: (سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك) (1). والأعجب من ذلك أن من ينهي عن حضور جابر لسماع حديثه يتحرى بنفسه للسماع عنه في الخلوة، لوفور علمه وكثرة حديثه وإتقانه وعلو مضامينه، ولساير ما يرجح حديثه على حديث غيره. كما أن من اغتر بنهي هؤلاء، تأسف على فوات السماع منه لأحاديث جابر فقال عبد الرحمان بن مهدي بن حسان - أبو سعيد العلم الأمام الحافظ اللؤلؤي البصري، الذي عدوه أعلم الناس بالحديث والأفقه من يحيى القطان المتوفي سنة 198 -: ألا تعجبون من سفيان بن عيينة، لقد تركت جابر الجعفي لقوله، لما حكى عنه أكثر من ألف حديث، ثم هو يحدث عنه. وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: أليس أشعث بن سوار سألني عن حديث ؟ فقلت: لا، ولا نصف حديث. ألست أنت الذي تحدثت عن جابر الجعفي (2) ؟ 3 - ومنها: أنه جاء بمناكير وما يريد أن ينقض به السقف. قال الذهبي في الميزان عن الشافعي، سمعت سفيان: سمعت من جابر الجعفي
________________________________________
(1) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 379 / ر 1424، وأيضا في تاريخ الاسلام: ج 6 / ص 59 و 60. (2) - الكاشف للذهبي: ج 2 / ص 165 / ر 3368 ترجمته، وأيضا المزي في تهذيب الكمال: ج 4 / ص 469. (*)
________________________________________
[ 104 ]
[... ] كلاما بادرت، خفت أن يقع علينا السقف ؟ ! (1) قلت: وستعرف فيما نشير إليه من أقوالهم، زيادة على ما ظهر لك، أن الأصل في التكذيب والقول فيه بأنه كذاب، وأنه من غلاة الشيعة، وأنه قال كلاما يريد أن ينقض السقف ونظائرها من الأباطيل، روايات جابر الجعفي في الرجعة عن أئمة أهل البيت مما لم ينفرد به اعتقادا ولا رواية، بل يعتقد به كل مؤمن بآيات الله ورسله، وبما أنزل، ومن ترك الأوثان والجبت والطاغوت والأهواء، وترك القياس في الدين بفكره القاصر. ثم إن السقوف لو كان تقع على الناس بمقالة منكرة، لوقعت حين أنكر الكفار والمنافقين على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) مقالاته ودعواته إلى الأسلام. 34 - عمد الطاعنين في جابر وإذا عرفت وجوه الطعن في جابر فلنشر إلى عمد الطاعنين وهم عدة، والباقون أتباع قصاصون. فمنهم: أيوب بن أبي تميمة، كيسان السختياني البصري. كان أيوب الحريشي البصري المتوفي سنة 131 ممن يقول: (لئن ألقى الله صحيفة الحجاج أحب إلى X من ألقى الله بصحيفة عمرو بن عبيد). ذكره المزي في تهذيب الكمال في ترجمته، كان ممن يكذب جابرا. فقال الذهبي في ميزانه (2): وقال
________________________________________
(1) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 381، في جابر. (2) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 380، في جابر. (*)
________________________________________
[ 105 ]
[... ] سلام بن أبي مطيع، قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف باب من العلم، ما حدثت به أبدا. فأتيت أيوب، فذكرت هذا له، فقال: أما الان فهو كذاب. قلت: يظهر من كلامه أنه قبل حكاية حديث جابر لا يتوهم به الكذب، وإنما دله هذا الحديث على كذابيته. ثم إن كان تعجبه من علو حديثه فسيأتي الكلام فيه، وإن كان لكثرة حديثه عددا فهذا كيف يوجب يقينه بأنه كذاب، فقد أكثروا في رواتهم من حفظ هذا القدر أو أزيد، ولا يزعمون به كذبا. بل ذكروا في أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الثقة الاية عند جميع المحدثين أنه حفظ أكثر من ثلاثمائة أو خمسمائة ألف حديث، ولا يتجرء أحد عليه بالتكذيب، بل قال اليافعي في مرآت الجنان: كان آية من آيات الله تعالى في الحفظ، حتى قال الدارقطني: أجمع أهل بغداد أنه لم يرد بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه. قال: وقد سمعته يقول: أنا اجيب في ثلاثمائة ألف حديث من أهل البيت وبني هاشم (1). وتقدمت ترجمته بتفصيل فلاحظ (2). ومنهم: ليث بن أبي سليم القرشي الكوفي المتوفي سنة 148. فقال الذهبي في جابر: جرير بن عبد الحميد، عن ثعلبة، قال: أردت جابر الجعفي، فقال لي: ليث بن أبي سليم: لا تأته فإنه كذاب. وقال جرير بن عبد الحميد: لا أستحل أن احدث عن جابر الجعفي، كان
________________________________________
(1) - مرآت الجنان: ج 2 / ص 311 وقايع سنة 332. (2) - تهذيب المقال: ج 3 / ص 473 - 494 / ر 233. (*)
________________________________________
[ 106 ]
[... ] يؤمن بالرجعة. قلت: إنما لم يستحل تحديثه عن جابر لأيمانه بالرجعة، لأجل نهي ليث ثعلبة عن إتيانه جابر، وهو وإن لم يصرح هناك بالأصل في كذابيته، إلا أن قوله الثاني يدل على أن السبب في رميه بالكذابية هو إعتقاد جابر بالرجعة، نعم صرح غيره بذلك فروى مسلم عن أبي غسان محمد بن عمرو الرازي، قال: سمعت جريرا يقول: لقيت جابر بن يزيد الجعفي، فلم أكتب عنه، كان يؤمن بالرجعة (1). وسيأتي أن جريرا قد أخطأ في تكذيبه لجابر فيما لا يعلم من أمر الرجعة. ومنهم: سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي المتوفي سنة 198. فقال الذهبي في ميزانه والمزي في تهذيبه: قال عبد الرحمان بن مهدي: ألا تعجبون من سفيان بن عيينة، لقد تركت جابر الجعفي لقوله لما حكى عنه، أكثر من ألف حديث، ثم هو يحدث عنه (2). وذكر شهاب أنه سمع ابن عيينة يقول: تركت جابرا الجعفي، وما سمعت منه. قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا، فعلمه مما تعلم، ثم دعا علي الحسن، فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسن الحسين، فعلمه مما تعلم، ثم دعا ولده، حتى بلغ جعفر بن محمد. قال سفيان: فتركته لذلك.
________________________________________
(1) - مسند مسلم (المشهور بالصحيح): ج 1 / ص 15. (2) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 469. (*)
________________________________________
[ 107 ]
[... ] ثم روى بإسناده عن الحميدي: سمعت سفيان: سمعت جابرا الجعفي يقول: انتقل العلم الذي كان في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي، ثم انتقل من علي إلى الحسن، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا. ثم قال الشافعي: سمعت سفيان: سمعت من جابر الجعفي كلاما بادرت خفت أن يقع علينا السقف. قال سفيان: كان يؤمن بالرجعة. الحميدي عن سفيان: سمعت رجلا سأل جابرا الجعفي عن قوله: فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي، قال: لم يجئ تأويلها. قال سفيان: كذب. قلت: وما أراد بها ؟ قال: الرافضة يقول: إن عليا في السماء لا يخرج مع من يخرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء: اخرجوا مع فلان. يقول جابر: هذا تأويل هذا. لا تروي عنه، كان يؤمن بالرجعة، كذب، بل كانوا إخوة يوسف (1). قلت: وفي كلام سفيان حكاية عن جابر امور باطلة وامور حقة لم يعرفها سفيان وسائر من تخلف عن أهل البيت واتبعوا الأهواء وتركوا القرآن والعترة. أما حديث ألف حديث فليس عجيبا، وقد أكثروا مدح رجالهم بكثرة الرواية، وقد مر. وأما حديث تعليم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا ثم إلى الأئمة من بعده، فقد تواترت الأخبار في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم عليا عند وفاته ألف باب علم كل يفتح منه ألف باب، والأحاديث بكثرتها وكثرة طرقها مذكورة في كتب الشيعة
________________________________________
(1) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 380 - 382. والاية في سورة يوسف / 80. (*)
________________________________________
[ 108 ]
[... ] وغيرها أحصيناها في محلها. والأخبار الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) في مواريث الرسالة، والأيصاء، وإيداع العلوم النازلة من السماء على الأنبياء والمرسلين إلى النبي أو الوصي، كثيرة جدا تبلغ حد التواتر. وإنما خاف سفيان وأضرابه من سقوط السقف لعدم اطلاعهم على العلوم المودعة ومواريث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، واتباعهم من اشتغل بامور اخر، ومنع رسول الله أن يكتب لما طلب الدواة والقلم، وقال ما قال، كما في البخاري وغيره. وأما قوله: إن جابرا قال: لم يجئ تأويلها، فليس بباطل، والتنزيل غير التفسير، والتأويل غيرهما، كما لا يخفى على من له أدنى معرفة بذلك. وأما قوله: إن الرافضة تقول إن عليا في السماء، فهذا أفحش المفتريات على الشيعة فإنهم يعتقدون شهادة علي (عليه السلام) ودفنه بالنجف الأشرف، ويتشرف أهل العالم بزيارة قبره الشريف ونكتفي بالأشارة إلى فساد هذا الافتراء، فإنه أوضح من أن يخفى. ومنهم: جرير بن عبد الحميد الضبي القاضي المتوفي سنة 188، استاذ أحمد، وإسحاق وابن معين. فقال: لا استحل أن احدث عن جابر الجعفي، كان يؤمن بالرجعة، كما في ميزان الذهبي. وأيضا عن جرير، عن ثعلبة، قال: أردت جابر الجعفي، فقال لي ليث بن أبي سليم: لا تأته فإنه كذاب. وفي ديباجة مسند مسلم: حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو الرازي، قال: سمعت جريرا يقول: لقيت جابر بن يزيد الجعفي، فلم أكتب عنه، كان يؤمن بالرجعة.
________________________________________
[ 109 ]
[... ] وقال الذهبي في ميزانه: قال جرير بن عبد الحميد: لا أستحل أن احدث عن جابر الجعفي، كان يؤمن بالرجعة. قلت: عدم استحلال جرير تحديثه عن جابر لامور عند نفسه ولا نعلمها، لا قيمة له. واستدلاله لأيمان جابر بالرجعة يوهنه، فقد ترك الحديث ظالما لنفسه ولغيره، عن ثقة خبير صدوق، من أصدق الناس وأوثقهم باعتراف معاصريه، لجهله وضلاله بعدم الأعتقاد بالرجعة التي هي بأمر الله وقدرته وإرادته، ووقعت في العصور السابقة على اختلاف صورها لإبراهيم ولموسى ولعزير (عليهم السلام) وغيره. ومن شك في إمكانها فقد شك في المعاد، كما أنه من لم يصدق الأخبار بوقوعها مع كثرتها فهو من ضلاله وعدم الأيمان بما أخبر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ومنهم: الشعبي عامر بن شراحيل الكوفي المتوفي سنة 104. فروى الذهبي في ميزان الأعتدال مرسلا عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، أنه قال: يا جابر، لا تموت حتى تكذب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال إسماعيل: فما مضت الأيام والليالي حتى اتهم بالكذب (1). ورواه المزي في تهذيب الكمال (2) عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد نحوه. قلت: وليس في كلامه حجة على كذب جابر، إلا توهم كذب ما يرويه عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، من الأمور العجيبة. ولعله
________________________________________
(1) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 380. (2) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 468. (*)
________________________________________
[ 110 ]
[... ] أراد إنذاره عن رواية ما ينكره الناس فيكذبونه، ويكذبوه فيما اسند عنه، لا عنادا منه على جابر. ويؤيده أنه من الرواة عن أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام)، وسائر أصحابه، كما روى عنه جماعات كثيرة، منهم أبو حمزة الثمالي وجابر الجعفي. وما ذكره إسماعيل من الاتهام بالكذب يشير إلى ذلك. ومنهم: زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي المتوفي سنة 161. فروى المزي في تهذيب الكمال عن يحيى بن يعلي المحاربي، قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم لم لا تروي عنهم - ابن أبي ليلى، وجابر الجعفي، والكلبي - ؟ قال: أما جابر الجعفي، فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة. وروى الذهبي في الميزان عن يحيى بن يعلي المحاربي: طرح زائدة حديث جابر الجعفي، وقال: هو كذاب. وروى المزي عن عباس الدوري، عن يحيى بن معين: لم يدع جابرا ممن رآه إلا زائدة، وكان جابر كذابا. قلت: يدل كلام ابن معين على أن الأصل في تكذيب جابر هو زائدة، وأنه الذي أصر على تكذيبه بتركه، واتفقت الحكايات على أنه إنما كذب جابر الجعفي وزعم أنه كذاب لأيمانه بالرجعة التي هي حق دلت عليها الايات والروايات. وقد مرت الأشارة إليه فيما سبق، وسيأتي ما ينفع للمقام. والمضحك تأكيد زعمه الباطل بالقسم باسم الجلالة، مع أن العقائد والامور العلمية مما تثبت بالحجج لا بالقسم. والعجب من مدح العامة في زائدة بعرض حديثه على سفيان الثوري، وغمضهم عن عدم عرض أحاديثه عن جابر عليه، فلولا أمر وراء ذلك لعرض ما سمعه من جابر على سفيان، الذي هو استاذه الذي وثق جابر الجعفي فيمن
________________________________________
[ 111 ]
[... ] وصفه من معاصريه بأنه صدوق، ومن أوثق الناس وأصدقهم، ولم يرتكب هذه الافتراءات ولم يحرم من أحاديث جابر ! ! ومنهم: أبو حنيفة نعمان بن ثابت المتوفي سنة 151. فقال المزي في تهذيب الكمال: وقال أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة: ما لقيت فيمن لقيت، أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته بشئ من رأيي إلا جاءني فيه بأثر، وزعم أن عنده ثلاثين ألف حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يظهرها. ونحوه مع تفاوت في ميزان الذهبي (1). قلت: سخافة رأي أبي حنيفة في القياس في الدين، وترك الأثر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقلة مبالاته، لا تنافي كثرة روايات جابر عن أبي جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فكيف يكذب جابرا ؟ ! نعم الذي لا يبالي بمحق الدين وترك الثقلين الذين أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتمسك بهما بعده بالرأي والقياس، لا يبالي بتكذيب الثقات الرواة عن أئمة الدين. 35 - سماع المكذبين لحديث جابر بل روايتهم عنه وإن من العجب أن المكذبين لجابر الجعفي والناهين للناس عن الحضور عنده والسماع عنه، وكتابة حديثه، كانوا يحضرون مجلسه، ويستمعون لحديثه، لعلو مضامين رواياته وإتقانه في الحديث، ثم يتأسف المنتهون بنهي هؤلاء عن فوات هذه الأحاديث عنهم، حتى سبق أنه لم يترك حديثه إلا زائدة.
________________________________________
(1) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 468، والميزان: ج 1 / ص 380. (*)
________________________________________
[ 112 ]
[... ] قال المزي في تهذيب الكمال في ترجمته: وقال الترمذي عن محمد بن بشار: سمعت عبد الرحمان بن مهدي يقول: ألا تعجبون من سفيان بن عيينة ؟ لقد تركت جابرا الجعفي لقوله، لما حكى عنه أكثر من ألف حديث، ثم هو يحدث عنه (1). وذكر نحوه الذهبي في ميزان الأعتدال (2). ثم قال: وقال معلى بن منصور الرازي: قال لي أبو معاوية: كان سفيان وشعبة ينهياني عن جابر الجعفي، وكنت أدخل عليه، فأقول: من كان عندك ؟ فيقول: شعبة وسفيان. وقال الذهبي في الميزان: وقال أبو معاوية سمعت الأعمش يقول: أليس أشعث بن سوار سألني عن حديث ؟ فقلت: لا، ولا نصف حديث. ألست أنت الذي تحدثت عن جابر الجعفي ؟ 36 - الطعن في جابر لم يكن لشخصه بل كان لمذهبه ومعتقده قد اتفق من عرف جابر على أنه شيعي تابع لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) واتفق العلماء على أن ما طعن به جابر هو من معتقدات الشيعة الأمامية الاثنى عشرية الحقة، ولما قصرت العامة عن معرفة منازل الأئمة عند الله تعالى وعن صحة معتقدات الأمامية، فقد طعنوا في جابر الجعفي بأنه كذاب بالقول بالرجعة في آخر الزمان، وبكثرة رواياته عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) إلى سبعين ألف حديث، وبالأمر
________________________________________
(1) - تهذيب الكمال: ج 4 / ص 469. (2) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 380. (*)
________________________________________
[ 113 ]
[... ] بكتمانها، وبأنه لا يسئل عن شئ إلا وجاء فيه بحديث، وأنه يقول إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليا فعلمه مما تعلم، وأن عليا علم ما تعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنه الحسن، وإنه دعا أخاه الحسين، وهكذا حتى بلغ جعفر بن محمد (عليهم السلام) وبذلك يطعن سفيان بن عيينة في جابر، رووه عنه بطرق عديدة ذكره الذهبي وغيره. كما طعنوا فيه برواياته في دولة الأمام القائم من آل محمد (عليهم السلام) وغير ذلك مما أكثروا بذكره في كتبهم. مثل الذهبي في الميزان: إسحاق بن موسى، سمعت أبا جميلة يقول: قلت لجابر الجعفي: كيف تسلم على المهدي ؟ قال: إن قلت لك كفرت. لكنها كلها عقائد حقة ثابتة بالأدلة حتى إن الرجعة التي أنكروها بشدة، هي من معتقدات الأمامية التي دلت عليها الايات والأخبار واتفقت عليها الأقوال ليس هنا محل تحقيقها. ولقد قال شيخ الأمامية محمد بن محمد بن النعمان المفيد، في أوائل المقالات في المقالة الثانية في الرجعة، ما لفظه: (واتفقت الأمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف) (1). 37 - الطعن في جابر الجعفي لم يكن صناعة وليعلم إن الطعن من علماء العامة والقضاة وغيرهم في جابر بن يزيد الجعفي لم يكن صناعة، وباقتضاء فقدانه شروط حجية الأخبار والأحاديث، من السماع من الثقات، والفطانة والوعي، والحفظ، والأمانة من التحريف والتصحيف،
________________________________________
(1) - أوائل المقالات: ص 52. (*)
________________________________________
[ 114 ]
[... ] والوضع والأفتعال والكذب، وغير ذلك مما هو مسطور في كتب الاصول، والدراية والحديث، والرجال. فلم يرو جابر الجعفي إلا عن المطهرين المعصومين أئمة أهل البيت علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وأبي عبد الله جعفر الصادق صلوات الله عليهم، الذين أذهب الله تعالى عنهم كل رجز ورجس. وربما روى جابر عن جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي المخلص في الولاء لأهل البيت، وأتباع السنة ونظرائه من أعيان ثقات الصحابة والتابعين، على ما مر تسميتهم، مع أن أكثر الطعون في الرواة إنما هي بروايتهم عن الضعاف والمتهمين والمجاهيل والغرباء، ولم يطعن أحد في جابر الجعفي بذلك. كما أنه لم يطعن في جابر بقلة الفهم والذكاء والفطانة، مما يطعن به في غيره من الضعفاء، بل اعترف الكل بنبوغه ونبله وكمال علمه ووفور فنون علمه، حتى وصف بأنه: علامة، أو أحد أوعية العلم، كما سبق. 38 - إن الطعون في جابر سياسية وإذا لم تصاعد صناعة الحديث وقواعده للطعن في جابر الجعفي وأحاديثه فهل ترى عاملا لها غير التلاعب السياسي في اخريات دولة الأمويين والمروانيين، عصر فجر الحق وبقر علوم الأولين والاخرين من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين، بالأمام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، الذي لقبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بباقر علوم النبي، وأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جابر الأنصاري بتبليغ سلامه إليه مبشرا له بإدراكه لأيام ولده سلاما، فيه إشارات ودلائل،
________________________________________
[ 115 ]
[... ] ذكرناها في محلها، وأمره جابر الجعفي بكتمان ما سمعه من كثير حديثه وأخباره بالملاحم والفتن وسائر ما وصل إليه من آبائه (عليهم السلام) حتى حين. فلما آن وقته وأظهر غيوب علمه، وفشا أمره حين ما فشلت دولة المروانيين، وقد سئمت الناس من حكومتهم وعدوانهم، وأيقظوا لما فات عنهم بالاعراض عن بيت الوحي والرسالة، فخافت زعماء دولتهم وحفظة أركانهم من العلماء على إنهاء أمرهم، فصدرت الطعون منهم، كما صدر الأمر من هشام بقتل جابر الجعفي وبعث رأسه إليه، حفظا للخلافة والأمارة على المسلمين، وسد باب ظهور الدولة الهاشمية والعلوية، فهذه كلها صحائف قتله، ومبررات للعامة في سفك دمه. 39 - علو روايات جابر معنى إنما التدبر والنظر في روايات في الاصول والفروع والتفسير وغيرها دلنا على علو معاني رواياته وشموخها، وأن رواياته مطابقة للقرآن والأحاديث الكثيرة المروية في الكتب المعتبرة بطرق مختلفة، وأن قصور العامة والناظرين البسطاء إليها يوجب إعجابهم أو إنكارهم. وقد حققناها في رسالتنا المؤلفة في تاريخ جابر الجعفي ومعرفته. فليست بأحاديث مخالفة للقرآن والحديث الصحيح، والأصل في معرفة الصحيح هو عرض الخبر على الكتاب والأثر الصحيح عن رسول الله والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، بل أكثر ما رواه جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) مما لم ينفرد به، بل رواه أيضا غيره من ثقات الرواة وأشرنا إليها في مواضعها، بل له روايات كثيرة في تأويل الايات، كما لا يخفى على أهل الخبرة والاطلاع.
________________________________________
[ 116 ]
[ وقل ما يورد عنه شئ في الحلال والحرام (1)، له كتب (2). ] 40 - دفع توهم قلة روايات جابر في الفقه (1) ومما عاب الماتن (رحمه الله) على جابر قلة ما يورد عنه في شئ من الفقه. وفيه نظر من وجوه: أحدها: إن قلة إيراد الرواة عن جابر روايات الفقه لا يوجب قدحا فيه، فلعله سمع وحفظ في الفقه والحلال والحرام شيئا كثيرا، ولكن عدم التحديث بها لقلة السائل وطالبها، أو أنه حدث بها أيضا، وإنما لم يروها من سمع منه لكثرة الرواة في الفقه، أو لعلل اخر. وثانيها: إنه لو سلم قلة روايته في الفقه فليست قدحا، ولم يقم على ذمه دليلا، بل لم يسبق له نظيرا. ثالثها: إن قلتها نسبية، بالأضافة إلى ما رووا عنه في الاصول والمعارف، والأخلاق والاداب والسنن، والتفسير وغيرها، لا حقيقة، فقد أحصيت بنفسي روايته في الكتب الأربعة وغيرها ما كان حاضرا عندي من المصادر حتى أرقمت أعدادها، فوجدتها كثيرة جدا، حتى إنه قل كتاب من الطهارة والصلاة إلى أحكام المواريث من كتب الفقه وأبوابه ما يخلو من رواياته، وأشرنا إلى تفاصيلها في كتابنا المفرد في جابر الجعفي. 41 - كتب جابر الجعفي (2) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) كما تقدم: جابر بن يزيد الجعفي،
________________________________________
[ 117 ]
[... ] تابعي، أسند عنه، روى عنهما (عليهما السلام). وقال في الفهرست (ص 45 / ر 147): جابر بن يزيد الجعفي، له أصل. أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عنه. ورواه حميد بن زياد، عن إبراهيم بن سليمان، عن جابر. قلت: في ذكر الشيخ لجابر بأنه تابعي أسند عنه، مدح له بمنزلته بين المسلمين عامة وفي أصحاب الحديث بالخصوص، فأسند عنه، وقد حققنا فوائد في (أسند عنه) في مقدمة هذا الشرح (1)، فلاحظ. كما أن قوله: (له أصل) يدل على منزلة كتابه وأنه من الاصول. وقد حققنا في المقدمة الفرق بين الرسالة والمسائل، والنوادر والكتاب والأصل، وغيرها. وأما طريقاه إليه، فالأول رجاله الثقات الأعلام وشيوخ الطائفة وثقاتهم، مثل القميين، وابن الوليد الذي دقق النظر في الأحاديث متنها وسندها، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري الثقة الجليل النقاد البصير بالرواة والروايات، ومن ضيق الأمر على من تساهل في الحديث وإن كان بالرواية عن المجاهيل فضلا عن الضعاف، كما أنه غير خفي على أهل الأطلاع. وأما المفضل فسيأتي في ترجمته تحقيق وثاقته. وأما طريقه الثاني فهو موثق بحميد، ويعلق على طريقه الصحيح إليه. وللشيخ إلى جابر طرق متفرقة قد أشرنا إليها في (المشيخات).
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 247. (*)
________________________________________
[ 118 ]
[ منها: التفسير (1). أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن خاقان النهدي، قال: حدثنا محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي، قال: حدثنا ربيع بن زكريا الوراق عن عبد الله بن محمد، عن جابر، به. وهذا عبد الله بن محمد، يقال له: الجعفي، ضعيف (2). ] (1) ويشتمل على الروايات التي سمعها من أبي جعفر (عليه السلام) وقل ما سمعه عن أبي عبد الله (عليه السلام). وروى الكشي (ص 192 / ر 338) بإسناده، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تفسير جابر ؟ فقال: لا تحدث به السفلة فيذيعوه، الحديث. (2) قال الشيخ في أصحاب السجاد (ص 98 / ر 30): عبد الله بن محمد الجعفي. وفي أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 127 / ر 8) مثله. وذكره البرقي (1) أيضا في أصحاب الباقر (عليه السلام). وذكره الشيخ أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 225 / ر 44). قلت: ذكرناه في طبقات أصحاب السجاد، والباقر، والصادق (عليهم السلام) بمن روى عن عبد الله بن محمد الجعفي عنهم (عليهم السلام) وفيهم الثقات الأعلام، بل فيهم مثل جعفر بن بشير البجلي الثقة الذي ذكر النجاشي في ترجمته: أنه ثقة روى عن الثقات ورووا عنه. فإذا يكون عبد الله بن محمد الجعفي ثقة، ورواياته عنهم تشير إلى جلالته، وقد أوردناها في (أخبار الرواة). وقال الشيخ في الفهرست: وله كتاب التفسير. أخبرنا به جماعة من أصحابنا، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي بن همام،
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 10. (*)
________________________________________
[ 119 ]
[ وروى هذه النسخة (1) أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن يحيى بن جندب الزارع (2)، عن عمرو بن شمر، عن جابر. وله كتاب النوادر. أخبرنا أحمد بن محمد بن الجندي، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، ] عن جعفر بن محمد بن مالك ومحمد بن جعفر الرزاز، عن القاسم بن الربيع، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد. قلت: ويأتي في ترجمة عمرو بن ميمون أبي المقدام (ر 77) كتاب حديث الشورى بإسناد آخر، عن عمرو بن ميمون، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام). (1) يظهر من جملة من الروايات أن تفسير جابر الجعفي كان مشهورا بين أصحابنا، وقد سئل الأمام الصادق (عليه السلام) عنه، فمدحه. وروى الكليني والصدوق، والمفيد، وغيرهم من المشايخ العظام روايات تفسيره في أبواب متفرقة، بطرق عديدة، ذكرناها في محلها. (2) قلت: إن رواية أعاظم الرواة وثقاتهم الأجلاء مثل أحمد بن محمد بن هارون، وأحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الثقة المعتمد في الحديث، وجعفر بن عبد الله المحمدي الفقيه الوجه، الذي خصه النجاشي بقوله: (كان وجها في أصحابنا، وفقيها، وأوثق الناس في حديثه)، وأبي علي محمد بن همام الأسكافي الذي روى عن الثقات هذا التفسير، كلها تشير إلى منزلة هذا التفسير، ووقوع الكلام فيمن روى عن جابر تفسيره أو سائر كتبه ورواياته لأجل جابر، كالكلام في جابر لأجلهم، وقد تقدم الكلام فيه، وإليه طرق اخر أشرنا إليها في محلها.
________________________________________
[ 120 ]
[ قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر، به (1). وله كتاب الفضائل. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن عباد بن ثابت، عن عمرو بن شمر، عن جابر (2). وكتاب الجمل، وكتاب صفين (3) وكتاب النهروان، وكتاب مقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وكتاب مقتل الحسين (عليه السلام). ] (1) تقدم الكلام في المنخل، وعمار بن مروان اليشكري ثقة. ورواية محمد ابن همام بن سهيل الأسكافي كتاب النوادر تشير إلى نوع اعتباره، وتقدم ذكره فيمن يروي عن الثقات في المقدمة. وقال أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين: كتاب جابر الجعفي، حدثني به خال أبي أبو العباس الرزاز عن القاسم بن الربيع، عن ابن سنان، عن عمار، عن منخل، عن جابر، وعن يحيى بن زكريا اللؤلؤي، عن ابن سنان، عن عمار، عن منخل، عن جابر (1). (2) إن رواية ابن هارون، وابن عقدة، كتاب جابر في الفضائل، تشير إلى نوع اعتبار له، وقد روى الكليني وسائر المشايخ رواياته في الفضائل في كتبهم بأسانيد مختلفة. (3) روى نصر بن مزاحم في أجزاء كتاب صفين أخبار حرب صفين وما بعده في ستة وعشرين موضعا عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي عن الأمام
________________________________________
(1) - شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 58 / 33. (*)
________________________________________
[ 121 ]
[ روى هذه الكتب، الحسين بن الحصين العمي (1)، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن معلى (2)، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي (3). ] ابي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، وعن تميم بن حذيم الناجي، وعن عامر بن شراحيل الشعبي، وأبي الطفيل، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق، وأبي الزبير، وزيد بن الحسن. (1) كان الحسين بن الحصين العمي من القسم الثاني من مشايخ شيخنا النجاشي، حسب ما ذكرنا أقسامهم في مقدمة هذا الشرح (1)، وهم الذين حكى عنهم التراجم وأحوال الرواة، والطرق إلى كتبهم بصورة (روى)، (قال لنا)، (ذكر لنا)، وأمثال ذلك، دون الرواية عنهم بصورة (حدثنا، أخبرنا) فإنه قد خص ذلك بمن لم يذكر بطعن أبدا، ولم يناقش في وثاقته، وذكرنا ترجمته بنسبه والعميين في ترجمة أحمد بن إبراهيم بن المعلى بن أسد العمي. (2) تقدم توثيقه في ترجمته بقوله: (وكان ثقة في حديثه، حسن التصنيف) (2). (3) تأتي ترجمة الغلابي (ر 939) وفيها مدحه بقوله: (وكان هذا الرجل وجهامن وجوه أصحابنا بالبصرة، وكان أخباريا واسع العلم، وصنف كتبا كثيرة، وقال لي أبو العباس بن نوح: إنني أروي عن عشرة رجال، عنه)، ثم روى كتبه مثل هذه الكتب وزيادة، عن أبي العباس بن نوح، عن ثلاثة من مشايخهم، عن الغلابي هذا المتوفي سنة 298.
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 54. (2) - تهذيب المقال: ج 3 / ص 504 / ر 239. (*)
________________________________________
[ 122 ]
[ وأخبرنا ابن نوح عن عبد الجبار بن شيران، الساكن نهر خطى (1) عن محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بهذه الكتب (2). ويضاف إليه رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى أهل البصرة، وغيرها من الأحاديث، والكتب وذلك موضوع، والله أعلم (3). ] (1) هو أحد المشايخ الثلاثة لابن نوح الذين روى عنهم، عن الغلابي في ترجمته، الذي يظهر منه أنه غير مطعون فيه. (2) الظاهر أنه جعفر بن محمد بن عمارة الكندي الذي روى كثيرا عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) روى عنه أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي البصري. روى المشايخ عنه كالصدوق وغيره في كتبهم بإسناده عنه، عنه، روايات في فضائل أهل البيت (عليهم السلام). وذكرنا ترجمته وترجمة أبيه، وأخيه الحسن بن محمد بن عمارة في (أخبار الرواة). وللصدوق غير الطرق المتفرقة في كتبه طريق في المشيخة بقوله: ما كان فيه عن جابر بن يزيد الجعفي، فقد رويته عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي (1). قلت: وقد أحصيت الطرق إلى جابر الجعفي في (المشيخات). (3) لم أقف فيما تفحصت وفتشت، على هذه الرسالة والأحاديث
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 6 / ر 5. (*)
________________________________________
[ 123 ]
[ 333 - جهم بن حكيم (1): كوفي، ثقة، قليل الحديث. له كتاب. ذكره ابن بطة، وخلط إسناده، تارة قال: حدثنا أحمد بن محمد البرقي، عنه، وتارة قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، عنه (2). ] موضوعة، والله العالم. ثم إن حول جابر الجعفي ورواياته بحوث يطول ذكرها، وقد فصلناها في الرسالة المفردة في جابر. (1) يحتمل كونه أخا حكم بن حكيم أبا خلاد الصيرفي الكوفي الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام) الذي تأتي ترجمته (ر 353)، وأيضا ابن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي من أصحاب السجاد، والباقر والصادق (عليهم السلام) ذكرناه في (الطبقات) و (أخبار الرواة). ولا يحتمل كون جهم بن حكيم الكوفي هو المذكور في فهرست الشيخ فإنه بصري عمي، ولا جهم بن الحكم المدائني فلا تشتبه. (2) ليست الرواية عن الرجل تارة وعن أبيه أخرى مع وحدة الطبقة تخليطا، كما هي غير عزيزة. ورمي ابن بطة بالتخليط في ترجمته فهو بغير ذلك المعنى، على كلام يأتي إن شاء الله. ولم يذكر في المقام طريقه إلى ابن بطة، مع بنائه على ذكر طريق واحد أو أكثر إلى صاحب الكتاب، إلا أنه عول على طريقه إليه في ترجمته وفيه كلام بأبي المفضل، وبابن بطة كما يأتي.
________________________________________
[ 124 ]
[ 334 - جارود بن المنذر: أبو المنذر الكندي النخاس، كوفي. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). ثقة، ثقة (1)، ذكره أبو العباس في رجاله (2). له كتاب (3)، ] (1) قال الشيخ في أصحاب الحسن (عليه السلام) (ص 67 / ر 3): الجارود بن المنذر. وفي أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 112 / ر 3): جارود يكنى أبا المنذر. وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 165 / ر 76): جارود بن المنذر الكندي. وقال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): جارود، أبو المنذر. وأيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام): جارود بن المنذر الكندي، كوفي (1). ويأتي عن ابن حجر عن غير الشيخ أنه من رواة أبي جعفر الباقر (عليه السلام). قلت: ذكرناه في (الأنساب)، وفي أبيه، وفي (طبقات أصحابهم (عليهم السلام)، وفي (أخبار الرواة). ولم يظهر لي وجه عدم ذكره في أصحاب الحسين، وعلي بن الحسين (عليهما السلام)، مع ذكره في أصحاب الحسن وأصحاب الباقر، والصادق (عليهم السلام). (2) التعليق على ذكر أبي العباس يوهم نوع توقف للنجاشي في ذلك، مع أن روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام) مما لا ينبغي التأمل فيه، فقد روى الكشي والكليني والشيخ وغيرهما، عن جماعة من الثقات، مثل صفوان وحماد، وهشام بن الحكم، وسيف بن عميرة، وعلي بن أسباط، عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ذكرناهم في (الطبقات). وله أخبار حسان عنه (عليه السلام) ذكرناها في (أخبار الرواة). (3) وقال ابن حجر في لسان الميزان: الجارود بن المنذر الكندي، ذكره
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 15 و 42. (*)
________________________________________
[ 125 ]
[ يختلف الرواة عنه (1). أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد ابن جعفر، عن حميد، عن الحسن بن سماعة، قال: حدثنا علي بن الحسن بن رباط، عن الجارود، به (2). 335 - جراج المدائني (3): ] الباقر (رحمه الله) (1). وقال الشيخ في الفهرست (ص 45 / ر 148): جارود بن المنذر، له كتاب. أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن جارود. قلت: إسناد الشيخ إليه صحيح برجاله الثقات وأعلام الرواة. (1) اختلاف الرواة غير تعددهم فقط، بل إذا كان مع زيادة ونقيصة أو اختلاف في الأحاديث لفظا. (2) إسناد النجاشي إليه موثق بحميد الثقة الواقفي، وابن سماعة الثقة الواقفي. (3) ذكرناه في (الأنساب)، وفي أبيه عبد الله، وفي (طبقات أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام). قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): جراح المدائني (2). وقال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 112 / ر 11) وأصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 165 / ر 8)
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 90 / ر 370. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 47. (*)
________________________________________
[ 126 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، ذكره أبو العباس (2). له كتاب يرويه عنه جماعة (3)، منهم النضر بن سويد (4). ] جراح المدائني. وقال ابن حجر العسقلاني: جراح بن عبد الله المدائني، ذكره الطوسي، وابن النجاشي في رجال الشيعة. وله تصنيف، يروي فيه عن جعفر الصادق (رحمه الله)، رواه عنه النضر بن سويد (1). (1) أقول: روى عن أبي جعفر (عليه السلام) أيضا، كما في الكافي، ذكرناه في (طبقات أصحابه (عليه السلام)، كما روى كثيرا عن أبي عبد الله (عليه السلام) روى عنه الكليني والشيخ والصدوق في كتبهم، والبرقي في المحاسن، وغيرهم في كتبهم، أوردناها في (طبقات أصحابه (عليه السلام). (2) التعليق على أبي العباس، يشعر بعدم الجزم برواية جراح عن أبي عبد الله (عليه السلام) مع أنه في غير محله لما عرفت. (3) لم أقف على رواية جماعة عنه، بل الموجود فيما أحضره رواية القاسم بن سليمان عنه، عن أبي جعفر، وعن أبي عبد الله (عليهما السلام). وهو القاسم بن سليمان الكوفي البغدادي الذي ذكرناه بترجمته في (أخبار الرواة)، ولم يرد فيه مدح ولا توثيق. (4) لا يوجد رواية النضر بن سويد عن جراح المدائني، وإنما يروي النضر عن القاسم عنه، والقاسم قد روى عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة ذكرناهم في ترجمته من (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام)، كما ذكرنا رواية جماعة عن النضر بن سويد، عن القاسم عن جراح.
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 99 / ر 403. (*)
________________________________________
[ 127 ]
[ أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا حمزة بن القاسم، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله، عن النضر بن سويد، عن جراح، به (1). 336 - جحدر بن المغيرة الطائي: كوفي. روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) (2)، ] (1) الطريق صحيح إن تمت وثاقة علي بن محمد القلانسي، برواية الحسين ابن عبيدالله الغضائري الشيخ الجليل الخبير بالرواة والروايات عنه، وأيضا وثاقة علي بن عبد الله بن يحيى برواية حمزة بن القاسم العلوي الثقة الجليل، الذي له كتاب من روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). وطريق الصدوق في مشيخة الفقيه: أبوه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني (1). وهو إلى القاسم صحيح، وتقدم الكلام في القاسم. (2) قال ابن الغضائري كما في مجمع الرجال: جحدرة بن المغيرة الطائي، كوفي. يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام). وله عنه كتاب. كان خطابيا في مذهبه، ضعيفا في حديثه. وكتابه لم يرو إلا من طريق واحد (2). وقال ابن حجر: جحدر بن المغيرة الطائي الكوفي. روى عن جعفر الصادق،
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 26 / ر 56. (2) - مجمع الرجال: ج 2 / ص 18. (*)
________________________________________
[ 128 ]
[ ذكر ذلك الجماعة (1). له كتاب (2). قال ابن سعيد: حدثنا أبو الأزهر سعيد ابن مالك بن عبد الله بن العلاء بن حنظلة بن المهراني، قال: حدثنا محمد ابن إدريس، صاحب الكرابيس، قال: حدثنا محمد بن المغيرة، بكتابه. 337 - جفير بن الحكم العبدي: أبو المنذر، عربي ثقة. روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) (3). ] وعنه محمد بن ادريس، صاحب الكرابيس ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، وقال أيضا: أحمد بن عبد الرحمان الكفرتوثي، ولقبه حجر. ثم ضعفه (1). قال الذهبي: جحدر، هو أحمد بن عبد الرحمان (2). وقال في أحمد (3): أحمد بن عبد الرحمان الكفرتوثي، ولقبه جحدر. قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث... (4). قلت: والظاهر تعدد هما. والصحيح في الضبط هو جحدر كجعفر بمعنى القصير. (1) لم يظهر المراد بالجماعة هل هم من أصحاب رجال الأمام الصادق أو غيرهم، أو العامة ؟ (2) الظاهر تعويله على ابن الغضائري، ولم يعهد حكاية الماتن عن ابن سعيد بن عقدة الحافظ بلا واسطة. (3) قال ابن حجر في لسان الميزان: جفير بن الحكم العبدي أبو المنذر،
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 98 / ر 401. (2) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 389 / ر 1449. (3) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 115 / ر 447. (4) - لسان الميزان: ج 1 / ص 210 / ر 652. (*)
________________________________________
[ 129 ]
[ له كتاب. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، قال: حدثنا منذر بن جفير، عن أبيه، به (1). ] روى عن جعفر الصادق (عليه السلام)، وروى عنه ولده منذر. ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة، وقال: كان ثقة. وقال أبو عمرو الكشي: جمع كتابا عن جعفر (عليه السلام)، كله صحيح، معتمد عليه (1). وقال أيضا: جيفر بن الحكم العبدي، وجيفر بن صالح الغنوي، كوفيان، ذكرهما الطوسي في رجال الشيعة (2). قلت: وذكر الماتن في ابنه (ر 1122): منذر بن جفير بن الحكم العبدي، عربي صميم. روى أبوه عن أبي عبد الله (عليه السلام). له كتاب. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عنه، بكتابه. واحتمال اتحاد الكتابين غير بعيد. وما حكاه ابن حجر عن الكشي غير موجود فيما بأيدينا من اختيار الشيخ الطوسي لكتابه، ولعله مما كان في الأصل ولم يذكره في الأختيار. وقد نبهنا على ذلك في شرحنا على رجال الكشي، فلاحظ. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 164 / ر 60): جيفربن الحكم العبدي الكوفي. وأيضا في الكنى منه (ص 340 / ر 31): أبو المنذر. (1) صحيح، بناءا على وثاقة عامة مشايخ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الثقة في الحديث الخبير البصير بالرواة والروايات، ومنهم القطواني.
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 132 / ر 569. (2) - لسان الميزان: ج 2 / ص 144 / ر 638. (*)
________________________________________
[ 130 ]
[ 338 - جهيم بن أبي جهم: ويقال: ابن أبي جهمة، كوفي (1). روى عنه سعدان بن مسلم نوادر. ] ذكرناه في (اخبار الرواة)، وفي مشايخه، وايضا بناء على وثاقة عامة مشايخ النجاشي، وتقدم الكلام فيهم (1). (1) ذكرناه في جهم بن حميد من أصحاب الصادق (عليه السلام) وفي (أخبار الرواة)، وفي أبي جهمة، وفي علي بن أبي جهمة، وفي جهم بن صالح الكوفي. قال ابن حجر: جهيم بن أبي جهمة، أو جهم الكوفي، ذكرهما الطوسي في رجال الشيعة. وقال في الثاني: روى عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) وعنه الحسن بن محبوب، وسعدان بن مسلم (2). قال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 345 / ر 3): جهم بن أبي جهم. وقال البرقي في أصحاب الكاظم (عليه السلام): جهم بن أبي جهم (3). وروى الشيخ في التهذيب والأستبصار (4) في الصحيح، عن سعدان بن مسلم، عن جهم بن أبي جهم، قال: رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) وقد سجد، الحديث. وروى عن أبي عبد الله (عليه السلام) بواسطة أصحابه، منهم معتب، كما في التهذيب
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 71. (2) - لسان الميزان: ج 2 / ص 143 / ر 632. (3) - كتاب الرجال للبرقي: ص 50. (4) - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 114 / ح 427، الاستبصار: ج 1 / ص 347 / ح 1309. (*)
________________________________________
[ 131 ]
[ أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عنه (2). ] والكافي (1)، وذكرناه في (طبقات اصحاب الكاظم (عليه السلام)) وفيمن روى عن أصحاب أبيه. (2) الطريق صحيح. وطريق الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن جهيم ابن أبي جهم، فقد رويته عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الصفار، عن العباس ابن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن جهيم بن أبي جهم ويقال له: ابن أبي جهيمة (2). قلت: وهو أيضا صحيح.
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 161 / ح 710، الكافي: ج 5 / ص 166 / ح 2. (2) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 54 / ر 128. (*)
________________________________________
[ 132 ]
[ - 19 - باب الحاء 339 - حميد بن زياد بن حماد بن حماد: ابن زياد هوارا (1) الدهقان، أبو القاسم، كوفي. سكن سورا، وانتقل إلى نينوى، قرية على العلقمي إلى جانب الحائر، على صاحبه السلام. كان ثقة واقفا، وجها فيهم. سمع الكتب (2). ] (1) وتقدم في أحمد بن أبي بشر السراج الكوفي رواية كتابه عن أحمد بن جعفر، قال: حدثنا حميد بن زياد بن هوارا، قال: حدثنا ابن سماعة عنه (1). وأيضا في جعفر بن الهذيل رواية كتابه عن الحسين بن علي بن سفيان، عن حميد بن زياد بن هوارا، عنه (2). (2) قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم من رجاله (ص 463 / ر 16): حميد بن زياد من أهل نينوى، قرية بجانب الحائر على ساكنه السلام، عالم جليل، واسع العلم، كثير التصانيف، قد ذكرنا طرفا من كتبه في الفهرست. وقال في الفهرست: حميد بن زياد، من أهل نينوى، قرية إلى جانب الحائر على ساكنه السلام، ثقة، كثير التصانيف، روى الاصول أكثرها. له كتب كثيرة على عدد كتب الاصول.
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 3 / ص 229 / ر 81. (2) - تهذيب المقال: ج 4 / ص 468 / ر 322. (*)
________________________________________
[ 133 ]
[ وصنف كتاب الجامع في أنواع الشرائع، وكتاب الخمس، كتاب الدعاء، كتاب الرجال (1)، كتاب من روى عن الصادق (عليه السلام) (2)، وكتاب الفرائض، كتاب الدلائل، كتاب ذم من خالف الحق وأهله، كتاب فضل العلم والعلماء، كتاب الثلاث والأربع، كتاب النوادر، وهو كتاب كبير. ] أصحابها، أحصيناها في (المشيخات)، وجمعنا أمارات جلالته ومنزلته عند رواة الحديث ومشايخه في (أخبار الرواة). (1) قد اعتمد شيخ الطائفة في فهرست المصنفين وشيخنا النجاشي في أسماء المصنفين على كتابي حميد، في الرجال وفيمن روى عن الصادق (عليه السلام) كما في تراجم جماعة، منهم حميد بن مسعود (ر 343)، ومحمد بن أحمد بن محمد بن رجاء البجلي الكوفي (ر 923)، ومحمد بن بكر بن جناح الكوفي (ر 937)، وغيرهم ممن أحصيناهم في محله. وكان لحميد بن زياد هذا كتاب فهرست، أخذ عنه الماتن تراجم جماعة منهم: عبيدالله بن أحمد بن نهيك النخعي (ر 615)، فقال: وقال حميد بن زياد في فهرسته: سمعت من عبيدالله كتاب المناسك، وكتاب الحج، وكتاب الثلاث والأربع، وكتاب المثالب، ولا أدري قرأها حميد عليه، وهي مصنفاته، أو لغيره ؟ وقال في علي بن أبي صالح الكوفي بزرج (675): وقال حميد في فهرسته: سمعت منه كتبا عدة منها.... وغير ذلك مما يطول ذكره، وأحصيناه في محله. (2) قد صنف جماعة من الأقدمين كتبا كثيرة فيمن روى عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وأحصى ابن عقدة رواته (عليه السلام) في أربعة آلاف رجل. وزود عليهم
________________________________________
[ 134 ]
[ أخبرنا أحمد بن علي بن نوح، قال: حدثنا الحسين بن علي بن سفيان، قال: قرأت على حميد بن زياد كتابه، كتاب الدعاء (1). وأخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان عن حميد، بكتبه (2). ] أبو العباس بن نوح. واراد شيخ الطائفة جمعهم بمن استدرك، ولم يوفق لاكماله. والحمد لله الذي وفقنا لجمع الرواة وأصحاب الصادق (عليه السلام) وأحصيناهم حوالي خمسة آلاف رجل، وفقنا الله تعالى لنشره خالصا لوجهه. (1) صحيح. (2) صحيح على الأظهر، بناءا على وثاقة أحمد بن جعفر، فإنه وإن لم يصرح بتوثيق إلا أنه من مشايخ حديث هارون بن موسى التلعكبري الثقة الجليل الذي حققنا وثاقة عامة مشايخه. وللنجاشي طرق اخر إلى حميد إلى مصنفات الرجال، جمعناها في محلها. وقال الشيخ في الفهرست: أخبرنا برواياته كلها وكتبه، أحمد بن عبدون، عن أبي طالب الأنباري، عن حميد. وأخبرنا أيضا عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عنه. وأخبرنا بها أيضا أحمد بن عبدون، عن أبي القاسم علي بن حبشي بن قوني بن محمد الكاتب، عن حميد. قلت: أما الطريق الأول للشيخ فهو صحيح بناءا على وثاقة عامة مشايخ النجاشي، على ما حققناه في مقدمة هذا الكتاب (1)، وأما الثاني ففيه كلام تارة
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 71. (*)
________________________________________
[ 135 ]
[ قال أبو المفضل الشيباني (1): أجازنا سنة عشرة وثلاثمائة. ] بابي المفضل، واخرى بابن بطة: واما الثالث فهو ايضا صحيح على الاظهر، بعلي بن حبشي فإنه وإن لم يوثق إلا أنه من مشايخ التلعكبري. وللشيخ طرق إلى حميد في الفهرست ومشيخة التهذيبين، ذكرناها بتحقيق أسانيدها في (شرح الفهرست). (1) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب أبو المفضل الشيباني، الذي تأتي ترجمته (ر 1062) وفيها: كان سافر في طلب الحديث عمره. أصله كوفي. وكان في أول أمره ثبتا، ثم خلط. ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه. له كتب كثيرة... رأيت هذا الشيخ، وسمعت منه كثيرا، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه. قلت: ولذلك ترك النجاشي الرواية عنه بصورة قوله: (أخبرنا)، (حدثنا). وإنما حكي عنه بصورة (قال)، (ذكر)، ونحو ذلك. وقد فصلنا في ذلك في مقدمة هذا الشرح (1) بتقسيم مبتكر. وقد حققنا في ترجمته وهن تضعيفاته وخلو رواياته عن التخليط. وإنما قصور المعرفة بمنازل محمد وآله - صلوات الله عليهم أجمعين - ألزمهم بتضعيف آحاد رواتها، مع الغفلة عن تواتر مؤديات تلك الروايات، وورودها في روايات صحيحة بطرق غير من وقفوا عليه، وحققنا ذلك في محله. ثم إن المذكور في طرق الشيخ في الفهرست وغيره، والنجاشي في رجاله، رواية الشيباني هذا عن ابن بطة، عن حميد، مع أن الأجازة هذه،
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 56. (*)
________________________________________
[ 136 ]
[ وقال أبو الحسن علي بن حاتم (1): لقيته سنة ست وثلاثمائة، وسمعت منه كتابه الرجال (2) وأجاز لنا كتبه، ومات حميد سنة عشر وثلاثمائة. 340 - حميد بن المثنى، أبو المعزا العجلي (3): ] تكون بلا واسطة. وقد روى جماعة كثيرة فيهم الثقات الأثبات عن حميد بن زياد، ذكرناهم في (أخبار الرواة)، منهم: أبو علي محمد بن همام الأسكافي البغدادي الثقة الجليل، المتوفي سنة 332. وقد روى النعماني في أول كتاب الغيبة عنه، عن حميد بن زياد الكوفي، كما روى أبو غالب أحمد بن محمد الزراري عن أبي القاسم حميد بن زياد، ذكرناه برواياته عنه في (شرح رسالة أبي غالب)، فلاحظ (1). (1) هو علي بن أبي سهل حاتم بن أبي حاتم القزويني الجليل، الاتي ترجمته (ر 688) من مشايخ التلعكبري الجليل الذي سمع منه إلى ما بعد سنة 326. (2) هذا أحد الطرق إلى كتاب رجال حميد بن زياد من مصادر رجال الشيعة الذي حققناها بطرقه وأسانيده، فاغتنم. (3) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حميد بن مثنى العجلي، أبو المعزا، حميد الصيرفي (2). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 179 / ر 248): حميد بن المثنى
________________________________________
(1) - شرح رسالة أبي غالب الزراري للمؤلف: ص 40 و 82. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 21. (*)
________________________________________
[ 137 ]
[ روى عن أبي عبد الله (1) وأبي الحسن (عليه السلام) (2). كوفي. ثقة ثقة (3). ] أبو المعزا الكوفي. وايضا في الفهرست (ص 60 / 226): حميد بن المثنى العجلي الكوفي، يكنى أبا المعزا الصيرفي، ثقة، له أصل. وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن أبي المعزا حميد بن المثنى العجلي، فقد رويته عن أبي (رضى الله عنه)، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى، عن أبي المعزا حميد بن مثنى العجلي، وهو عربي كوفي، وله كتاب (1). (1) ذكرناه في طبقات أصحابه (عليه السلام) بمن روى عنه، عنه (عليه السلام). وفيهم محمد ابن أبي عمير الثقة الذي لا يروي إلا عن الثقات، وفضالة بن أيوب الثقة، وقد روى أيضا بواسطة جماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام). (2) ذكرناه في أصحاب الكاظم (عليه السلام) بمن روى عنه، عنه (عليه السلام). منهم علي بن الحكم الثقة الجليل. ثم إنه قد صحت روايته عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وإن لم يذكر في الرواة عنه. ولذا أوهم الرفع فيما يرويه عنه (عليه السلام) وحققنا ذلك في محله. ولحميد هذا روايات عالية المضامين، في التوحيد وفي منازل محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) أوردناها في (أخبار الرواة). (3) وقد روى الثقات الأجلاء وأصحاب الأجماع عن حميد. وله أمارات الوثاقة والجلالة، ذكرناها في محلها.
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 65 / ر 160. (*)
________________________________________
[ 138 ]
[ كتابه (1)، أخبرناه أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا العطار، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم والحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبي المعزا، بكتابه (2) 341 - حميد بن شعيب السبيعي الهمداني (3): ] (1) قد مر ذكر الصدوق كتابه، بل وصف الشيخ بأنه أصل، وقد مر في مقدمة هذا الكتاب (1) الفرق بين الأصل والكتاب. (2) صحيح على الأظهر بابن شاذان شيخ النجاشي، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار. وقال الشيخ في الفهرست: أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن علي ابن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير وصفوان ابن يحيى، عن حميد بن المثنى. قلت: طريقه صحيح، ورواته من الأعلام الثقات وأعيان الطائفة. وتقدم طريق الصدوق إليه في المشيخة، وهو موثق بعثمان بن عيسى الواقفي، على كلام في وثاقته لأنه من عمد الواقفة. وللكليني والصدوق والشيخ والمفيد وغيرهم من المشايخ، طرق إلى حميد، أشرنا إليها في (المشيخات). (3) ذكرناه في (الأنساب)، السبيعي والهمداني، وفي أبيه شعيب بن عبيد الكوفي الهمداني من أصحاب الصادق (عليه السلام) وأخيه جميل بن شعيب الهمداني.
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 91. (*)
________________________________________
[ 139 ]
[ كوفي. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، وروى عن جابر (2). له كتاب، رواه عنه، عنه. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر ابن سفيان، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن محمد ابن سماعة، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن حميد بن شعيب، بكتابه (3). ] (1) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 180 / ر 251) حميد بن شعيب السبيعي الكوفي. (2) في ذكر روايته عن جابر الجعفي، الذي ذكر فيه أنه روى عنه جماعة قد غمزوا وطعنوا، إشارة إلى نوع ذم له، لكن تقدم منا في جابر وهن هذا الطعن، وأنه قد روى عن جابر جماعة كثيرة من الثقات الذين وثقهم النجاشي أيضا. وقد أخذ هذا الطعن عن ابن الغضائري، حيث قال في المحكي عنه: حميد بن شعيب السبيعي الهمداني كوفي. يعرف حديثه، وينكر. وأكثر تخليطه مما يرويه عن جابر، وأمره مظلم. قلت: إن إنكار حديثه مع المعرفة به، نشأ من تخليطه الذي نشأ مما يرويه عن جابر. وقد عرفت تضعيف جابر برواية الضعاف عنه. وهذا تضعيف دوري، وإظلام أمره نشأ من روايته. ولكن رواية الثقات عنه منهم: عبد الله بن جبلة الفقيه الثقة المشهور، كما ذكره النجاشي في ترجمته، تشير إلى وهن الطعن فيه ممن تأخر عنه، وحدس من روايات يزعم القاصر فيها الغلو، وقد ذكرنا من روى عنه في (الطبقات). (3) موثق بابني سماعة، وزياد الواقفيين الثقتين، على الأظهر من وثاقة شيخ النجاشي، وأيضا أحمد بن جعفر شيخ التلعكبري. وقال الشيخ في الفهرست (ص 60 / ر 229): حميد بن شعيب، له كتاب. رواه حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عنه. قلت: وتقدمت أسانيد الشيخ إلى حميد بن زياد في ترجمته، وهو
________________________________________
[ 140 ]
وله كتاب يرويه جعفر بن محمد بن شريح، عنه، عن جابر (1). 342 - حميد بن راشد، أبو غسان الذهلي (2): له كتاب، قال ابن نوح. أخبرنا ابن نوح، عن الحسين بن علي ابن سفيان، عن حميد بن زياد، قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن أبي غسان الذهلي (3) - واسمه حميد بن راشد -، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر الكتاب. ] وابن سماعة واقفيان، ثقتان. (1) إسناده إلى جعفر بن محمد بن شريح غير مذكور، ولم يذكره النجاشي. نعم، ذكره الشيخ في الفهرست بكتابه، ورواه في الصحيح عن حميد، عن أحمد ابن زيد، عن جعفر الأزدي، عن محمد بن أميدبن قاسم الحضرمي، عنه، عن رجاله. وروى علي بن إبراهيم القمي (1) عن أبيه، عن حميد بن شعيب، عن الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ورواه الكليني بإسناد آخر عن الحسن بن راشد، نحوه (2). (2) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 180 / ر 253): حميد، أبو غسان الذهلي الكوفي. قلت: كثر المكنون بأبي غسان، من الكنديين، والنهديين، والذهليين، والمدنيين والتمييز بالأسماء، أو النسبة، أو الرواة عنهم. (3) موثق إلى أبي غسان حميد، بحميد بن زياد الواقفي الثقة. وقال الشيخ في الفهرست (ص 191 / ر 861): أبو غسان، له كتاب...، روينا
________________________________________
(1) - تفسير القمي: ج 1 / ص 215 / تفسير آية 116 من سورة الأنعام (وتمت كلمة ربك). (2) - الكافي: ج 1 / ص 387 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 141 ]
[ 343 - حميد بن مسعود (1): قال حميد بن زياد: سمعت من أبي محمد القاسم بن إسماعيل القرشي، ينزل وراء أشجع بالكوفة، كتاب حميد بن مسعود. ] هذه الكتب كلها بالاسناد، عن حميد، عن القاسم بن اسماعيل القرشي، عنهم. قلت: ومراده بالأسناد، جماعة عن أبي المفضل، عن حميد. وهو موثق على كلام بأبي المفضل، تقدم. (1) لم يذكر الماتن نسبه ونسبته، ولا كنيته، ولا طبقته، ولا وصفه. لكن قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 182 / ر 294): حميد بن مسعدة [ مسعود ]، يكنى أبا غسان، روى عنه جعفر بن بشير. وروى في التهذيب بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن أبي جعفر، عن ابن أبي غسان، عن حميد بن مسعود، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رمي الجمار على غير طهور، قال: (الجمار عندنا مثل الصفا والمروة)، الحديث (1). ورواه في الأستبصار، عنه، عن البرقي، عن جعفر، عن أبي غسان حميد بن مسعود، الحديث (2). ورواه في الوسائل عن البرقي، عن أبي جعفر، عن أبي غسان حميد بن مسعود (3). قلت: التصحيف ظاهر من غلط النسخ، وهكذا زيادة (أبي) و (ابن) وكلمة (عن). والصحيح - والله العالم -: عن البرقي، عن جعفر، عن أبي غسان حميد بن
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 5 / ص 198 / ح 660. (2) - الأستبصار: ج 2 / ص 258 / ب 174 / ح 912. (3) - وسائل الشيعة: ج 10 / ص 70 / ب 2 / ح 5. (*)
________________________________________
[ 142 ]
[ وقال: سمعت منه أيضا كتاب الراهب والراهبة (1). - X حفص بن البختري (2): مولى (3) بغدادي. أصله كوفي (4). ] مسعود. فينطبق مع ما في رجال الشيخ. ثم إن رواية جعفر بن بشير البجلي الثقة الجليل عنه، الذي ذكر النجاشي أنه روى عن الثقات ورووا عنه. تقتضي وثاقته. وأما أبو محمد المنذر القاسم بن إسماعيل القرشي، فالظاهر أنه من الواقفة، وإن كانت رواية الثقات عنه تشير إلى وثاقته، على ما حققناها في ترجمته من (أخبار الرواة). (1) قد ألف جماعة من الأصحاب كتبا في الراهب والراهبة، كما يأتي في ربعي بن عبد الله الهذلي البصري الثقة من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) (ر 441). (2) البختري كما في أنساب السمعاني: اسم يشبه النسبة. ثم ذكر جماعة من المسمين به. وقال الخليل في كتاب العين: رجل بختري، صاحب بخترة، حسن المشية والجسم. ونحوه في القاموس، وزاد: والبختري ابن أبي البختري، وابن عبيد محدثان، ولم يذكر نسب حفص بن البختري بغير ذلك فيما أحضره. (3) تفرد النجاشي قولا بأنه مولى. (4) اتفق النجاشي والشيخ والبرقي، بأنه كوفي الأصل، بغدادي المسكن، فقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حفص بن البختري الكوفي (1).
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 37. (*)
________________________________________
[ 143 ]
[ ثقة (1). روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2)، ] وقال الشيخ في اصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 177 / ر 197) حفص بن البختري البغدادي، أصله كوفي. وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن حفص بن البختري فقد رويته عن أبي ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما -، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، جميعا عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص ابن البختري الكوفي (1). (1) وتشير إلى وثاقته امور، منها رواية الثقات الأجلاء ومن عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة، ذكرناها في (أخبار الرواة). (2) كما عرفت عن البرقي، والشيخ، والرواة عنه، عنه (عليه السلام) كثيرة، ذكرناهم في (طبقات أصحابه (عليه السلام)). وكان كثير الحج يتشرف بزيارته (عليه السلام). فروى في الكافي في كتاب المعيشة في الصحيح عن ابن أبي عمير، عنه، قال: أبطأت عن الحج، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (ما أبطأ بك عن الحج) ؟ فقلت: جعلت فداك تكفلت برجل، فخفر بي، فقال لي: (مالك والكفالات)، الحديث (2). وأيضا في الصحيح عن هشام بن الحكم، عن حفص بن البختري: أن أبا عبد الله (عليه السلام) كان يطلي إبطه بالنورة في الحمام (3). ولا يضر بكونه ممن روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وجود روايات عنه، عن
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 26 / ر 57. (2) - الكافي: ج 5 / ص 103 / ح 1. (3) - الكافي: ج 6 / ص 507 / ح 3. (*)
________________________________________
[ 144 ]
[ وأبي الحسن (عليه السلام) (1)، ذكره أبو العباس (2). وإنما كان بينه وبين آل أعين، بنوة (3)، فغمزوا عليه بلعب الشطرنج (4). ] رجال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، مثل روايته عن ابي هلال والعلاء بن صبيح، وعبد الرحمان بن الحجاج، و عبد الله بن صالح، وعلي بن رئاب، عنه (عليه السلام) فقد كثرت روايات أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) عن الرواة عنه. (1) قال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 347 / ر 14): حفص بن البختري. (2) التعليق على أبي العباس لعله لروايته عن أبي الحسن (عليه السلام) وإلا فروايته عن أبي عبد الله (عليه السلام) مما لا ينبغي الكلام فيه، أو لجميع ما ذكره حتى وثاقته، بقرينة قوله استدراكا: (وإنما كان...). (3) هذا فيه نوع طعن فيه وفي آل أعين، وقد ذكرناه في (الشرح على رسالة أبي غالب الزراري في آل أعين)، ويطعن اللاعب به في الشيعة. ففيما رواه الصدوق بإسناد صحيح عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في لعب يزيد بالشطرنج عند إحضار رأس الحسين (عليه السلام) وأهله في مجلسه في حديث طويل، قال: (فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج)، الحديث. (4) وإنه من المحرمات في الشرايع وقبائح الملاعب التي جاءت من الهنود، كما ذكره المسعودي. وقد اشتغل به ولاة الجور من آل امية ويزيد بن معاوية وبني العباس، وجماعة من المرتزقين من دولتهم. قال الدميري في حياة الحيوان، عند ذكر خلع المستعين العباسي ومقتله: وجئ برأسه إلى المعتز وهو يلعب بالشطرنج. فقيل له: هذا رأس المخلوع. فقال: دعوه هناك حتى أفرغ من اللعب، فلما فرغ أحضره ونظره....
________________________________________
[ 145 ]
[ له كتاب (1)، يرويه عنه جماعة، منهم محمد بن أبي عمير (2). أخبرنا أبو عبد الله القزويني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب ابن يزيد بن حماد الأنباري، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عنه، به (3). 345 - حفص بن العلاء (4): ] (1) قال الشيخ في الفهرست: له أصل. أخبرنا به عدة، وقد ذكرناه في مصنفي الاصول الأربعمائة. (2) قد روى جماعة عن حفص بن البختري غير ابن أبي عمير، مثل: هشام بن الحكم، والحلبي، وصفوان، وعبد الله بن سنان، ومحمد بن عيسى، وعلي بن الحكم، ممن ذكرناهم في (الطبقات). (3) صحيح على الأظهر، بالقزويني شيخ النجاشي، بناءا على وثاقة مشايخه، وبأحمد بن محمد بن يحيى، شيخ هارون بن موسى التلعكبري، بناءا على وثاقة مشايخه أيضا. وطريق الشيخ في الفهرست (ص 61 / ر 233): أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن ابن أبي عمير. قلت: وفي إسناده كلام تارة بأبي المفضل، وأخرى بابن بطة، قد تقدم. وطريق الصدوق في المشيخة صحيح، بلا كلام في رجاله. (4) يحتمل كون حفص أخا الوليد بن العلاء، الرصافي الكوفي العجلي الاتي من مشايخ محمد بن أبي عمير.
________________________________________
[ 146 ]
[ كوفي ثقة. له كتاب، يرويه عنه محمد بن أبي عمير. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عنه، به (1). 346 - حفص بن غياث: ابن طلق بن معاوية بن مالك بن الحرث بن ثعلبة بن ربيعة بن عامر بن خثيم بن دهبيل بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد (2)، أبو عمر، ] (1) صحيح على الأظهر، بالحسين من مشايخ النجاشي، بناءا على وثاقة مشايخه، وبأحمد بن محمد من مشايخ التلعكبري الذي وثقنا مشايخه. (2) لا وجه للأطالة بذكر النسب وآبائه في الجاهلية، وإنما أكثر العامة في ذكر الاباء الجاهلي والناشين في الكفر، فخرا للأبناء، فتبعهم الماتن هنا. وهكذا ذكر نسبه الجاهلي ابن سعد، إلا أنه قال: الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ربيعة بن جشم ابن دهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، أخبرنا طلق بن غنام، قال: ولد حفص بن غياث سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وكان يكنى أبا عمر (1). ولقد أجاد شيخ الطائفة في رجاله وفي الفهرست حيث أوجز، وقال: حفص بن غياث القاضي. وزاد في الفهرست: (عامي المذهب)، بل قال في العدة: (حفص
________________________________________
(1) - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 389. (*)
________________________________________
[ 147 ]
[ القاضي (1)، كوفي. ] ابن العامة. وقال الذهبي: حفص بن غياث أبو عمر النخعي القاضي، أحد الأئمة الثقات...، وثقه ابن معين، والعجلي، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت، يتقى بعض حفظه، وإذا حدث من كتابه، فثبت. وقال أبو زرعة: ساء حفظه بعد ما استقضى، فمن كتب عنه من كتابه به فهو صالح،... وقال داود بن رشيد: حفص بن غياث، كثير الغلط (1). 1 - قضاوة حفص (1) وصفه من ذكره من أصحابنا، وغيرهم بالقاضي، بل ذكر (القاضي) في جملة من روايات، وكان بشر الحافي يعتزل عن حفص بن غياث القاضي وأبي معاوية المرجئ، ويقول: ليس بيني وبينهم عمل (2). ويظهر مما ورد في ترجمته أنه كان يكره القضاء، وقبله كرها، فروى المزي في ترجمته عن إسحاق بن سيار النصيبي، عن إبراهيم بن مهدي، سمعت حفص بن غياث، وهو قاض بالشرقية، يقول لرجل يسأل عن مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيا لأن يدخل الرجل إصبعه في عينه، فيقلعها، فيرمي بها، خير له من أن يكون قاضيا. وأيضا عن أبي بكربن أبي شيبة: سمعت حفص بن غياث يقول: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. وعنه قال: ولي الكوفة ثلاث عشرة سنة، وبغداد سنتين. وأيضا عن الحسن بن حماد سجادة: قال حفص: والله ما وليت القضاء حتى
________________________________________
(1) - ميزان الأعتدال: ج 1 / ص 567 / ر 2160. (2) - تهذيب الكمال: ج 7 / ص 63 / ر 1415. (*)
________________________________________
[ 148 ]
[... ] حلت لي الميتة، ومات يوم مات ولم يخلف درهما وخلف تسعمائة درهم دينا. قال سجادة: وكان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث. 2 - حب حفص لال محمد: لا ريب في أن حفص بن غياث القاضي كان من محبي آل محمد (عليهم السلام) كما يظهر للمتدبر في أحواله، بل قد ذكره أبو عمرو الكشي (ص 390 / ر 733) في رجال العامة الذين لهم ميل ومحبة شديدة، وقد روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) كثيرا، ويكرمه. فروى الصدوق في علل الشرائع عن شيخه محمد بن أحمد السناني، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن أبي بشير، عن الحسين بن الهيثم، عن سليمان بن داود المنقري، قال: كان حفص بن غياث إذا حدثنا عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: حدثني خير الجعافر، جعفر بن محمد (1) (عليهما السلام). وأيضا في التوحيد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثني محمد بن أبي بشير، قال: حدثني الحسين ابن أبي الهيثم، قال: حدثنا سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، قال: حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد، قال: حدثني باقر علوم الأولين والاخرين محمد بن علي، قال: حدثني سيد العابدين علي بن الحسين، قال: حدثني سيد الشهداء الحسين بن علي، قال: حدثني سيد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليهم السلام): (قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم جالسا في مسجده إذ دخل عليه
________________________________________
(1) - علل الشرائع: ص 234 / ب 169 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 149 ]
[... ] رجل من اليهود، فقال: يا محمد إلى ما تدعو ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. قال: يا محمد أخبرني عن هذا الرب الذي تدعو إلى وحدانيته، وتزعم أنك رسوله كيف هو ؟ قال: إن ربي لا يوصف بالأين، لأن الأين مخلوق، وهو أينه). والحديث طويل في صفاته الكمالية، وفي عدله، وفي إهلاكه الأمم الماضية كقوم نوح، وإخلاد العصاة في جهنم - إلى أن قال: - (قال اليهودي يا محمد، إني أجد في التوراة أنه لم يكن لله عز وجل نبي إلا كان له وصي من امته، فمن وصيك ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا يهودي وصيي علي بن أبي طالب، واسمه في التوراة: (إليا)، وفي الأنجيل: (حيدار)، وهو أفضل أمتي، وأعلمهم بربي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وإنه لسيد الأوصياء، كما إني سيد الأنبياء. فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأن علي بن أبي طالب وصيك حقا، والله إني لأجد في التوراة كل ما ذكرت في جواب مسائلي، وإني لأجد فيها صفتك، وصفة صفيك، وإنه لمظلوم، ومحتوم له بالشهادة، وأنه أبو سبطيك وولديك شبرا وشبيرا سيدي شباب أهل الجنة) (1). 3 - وهل أدرك حفص القاضي أبا جعفر الباقر عليه السلام قال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 118 / ر 50): حفص بن غياث، عامي. قلت: ذكر من تأخر عنه كلامه هذا، بلا تنبيه على إشكال فيه، وهو أن العامة ذكروا مولده سنة 117، بل في تهذيب الكمال وتاريخ بغداد تارة عن
________________________________________
(1) - التوحيد: ص 397 / ب 61 / ح 14. (*)
________________________________________
[ 150 ]
[ روى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) (1). ] عبيد، واخرى عن هارون بن حاتم انه سئل حفص بن غياث، وانا اسمع، عن مولده، فقال: ولدت سنة سبع عشرة ومائة. وهذا لا يلائم ما ذكره الشيعة والعامة من وفات الأمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) شهيدا مسموما، سنة أربع عشر ومائة على المشهور بينهم أو خمس عشرة على قول، أو ستة عشر ومائة، على ما ذكره الذهبي في الكاشف: ولد سنة 56 ومات سنة 118، على الأصح (1). نعم، لو اريد من الذكر في أصحابه أنه ممن تولد أو نشأ في عصره أو روى عنه، لهان الأمر، إلا أنه خلاف الظاهر. 4 - رواية حفص عن الأمام الصادق عليه السلام (1) اتفق أصحابنا والعامة على أن حفص بن غياث أدرك أبا عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) وروى عنه. فقال الشيخ أبو عمرو الكشي في عداد الجماعة من العامة من أصحاب الصادق (عليه السلام) الذين لهم ميل ومحبة شديدة: وحفص بن غياث عامى. وقال الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 175 / ر 176): حفص ابن غياث بن طلق بن معاوية، أبو عمر النخعي، القاضي، الكوفي، أسند عنه. وذكره الخطيب في تاريخه (2) في ترجمته من الرواة عنه (عليه السلام) كما ذكره المزي في التهذيب في ترجمة الأمام جعفر الصادق (عليه السلام) وفي ترجمة حفص، من الرواة عنه.
________________________________________
(1) - الكاشف: ج 3 / ص 80 / ر 5138. (2) - تاريخ بغداد: ج (عليهما السلام) / ص 188 / ر 4313. (*)
________________________________________
[ 151 ]
[ وولي القضاء ببغداد الشرقية، لهارون (1)، ] وروى المزي في ترجمة الامام الصادق (عليه السلام) عن يحيى بن معين، قال: وخرج حفص بن غياث إلى عبادان، وهو موضع رباط، فاجتمع إليه البصريون، فقالوا: لا تحدثنا عن ثلاثة: أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد، وجعفر بن محمد، - إلى أن قال: - وأما جعفر بن محمد (عليه السلام) فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة (1). وكان سليمان بن داود المنقري يقول: كان حفص بن غياث إذا حدثنا عن جعفر بن محمد، قال: حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد (عليهما السلام) (2). قلت: قد روى جماعة عن حفص بن غياث القاضي، عن أبي عبد الله (عليه السلام). منهم أبو أيوب، وبهلول أبو تميم بن بهلول، وسليمان بن داود المنقري، وعلي بن شجرة، ويونس بن هشام، والبرقي، وغيرهم، ذكرناهم في (طبقات أصحابه (عليه السلام)). 5 - تولي حفص بن غياث للقضاء في بغداد (1) اتفق أصحابنا والجمهور على تولي حفص بن غياث للقضاء من هارون العباسي، وقد ورد توصيفه بالقاضي، في جملة من الروايات، فروى الشيخ في التهذيب، بإسناده عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) قلت: من يقيم الحدود السلطان أو القاضي ؟ فقال: (إقامة الحدود إلى من إليه الحكم) (3).
________________________________________
(1) - تهذيب الكمال: ج 5 / ص 77 و 78 / ر 950. (2) - علل الشرايع: ص 234 / ب 169 / ح 2. (3) - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 314 / ح 871، في زيادات القضاء. (*)
________________________________________
[ 152 ]
[... ] وقد ذكر العامة في تولي حفص للقضاء امورا: أحدها: أن بعد أبي يوسف القاضي ولى هارون العباسي أبا البختري وهب ابن وهب قضاء القضاة ببغداد. فكان على قضاء الشرقية عمر بن حبيب، فعزله. وولى حفص بن غياث، ثم عزله، واستقضاه على الكوفة. ذكره الخطيب في تاريخه (1)، والمزي في تهذيبه (2)، وغيرهما. وأنه ولي قضاء بغداد سنتين، وذكرا حين توليه القضاء في بغداد ورعاية أدب القضاء، وحقوق الناس، وتصلبه وعدم انعطافه للسلطان في أمر القضاء، وذكروا فيه شكايات. ثانيها: أنه استقبل تولي القضاء لامور. ذكر الخطيب في ترجمته: عن أبي معمر يقول: لما جئ بحفص وابن ادريس ووكيع، إلى بغداد إلى القضاء، طرى حفص خضابه حين قرب من بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع، فقال: أما هذا فقد قبل. وعن حميد بن الربيع، لما جئ بعبدالله بن إدريس وحفص بن غياث ووكيع الجراح إلى هارون الرشيد ليوليهم القضاء، دخلوا عليه، وأما ابن إدريس، فقال: السلام عليكم، وطرح نفسه كأنه مفلوج. فقال هارون: خذوا بيد الشيخ، لا فضل في هذا. وأما وكيع، فقال: والله يا أمير المؤمنين، ما أبصرت بها منذ سنة، ووضع إصبعه على عينه، وعنى إصبعه، فأعفاه. وأما حفص بن غياث فقال: لولا غلبة الدين والعيال، ما وليت.
________________________________________
(1) - تاريخ بغداد: ج 8 / ص 189. (2) - تهذيب الكمال: ج 7 / ص 59. (*)
________________________________________
[ 153 ]
[ ثم ولاه قضاء الكوفة (1). ] وعن حسن بن حماد سجادة، يقول: قال حفص بن غياث: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. ومات يوم مات ولم يخلف درهما، وخلف عليه تسعمائة درهم دينا. وعن ابن أبي شيبة قال: سمعت حفص بن غياث يقول: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. قال ابن أبي شيبة: وولي الكوفة ثلاث عشرة سنة وبغداد سنتين. ثالثها: أنه يمنع تزويج الروافض وشارب المسكر، إذا استشير. رواه الخطيب عن طلق بن غنام، عنه في حديث قال: إن كان الذي يخطبها كفوءا، فإن كان يشرب النبيذ حتى يسكر فلا تزوجه، وإن كان رافضيا فلا تزوجه، قلت: أصلح القاضي لم قلت هذا ؟ قال: إنه إن كان رافضيا، فإن الثلاث عنده واحدة.... وذكره نحوه عن سليمان ابن أبي شيخ في أيام قضائه بالكوفة. 6 - سبب عزل حفص عن قضاء بغداد (1) قد ذكروا في منزلة حفص بن غياث في بغداد قضاءا وتحديثا امورا ممدوحة، تقتضي استمرار قضائه ببغداد، لكن العباسي عزله وأخرجه من بغداد إلى الكوفة، لسعاية أم جعفر عنده لقضاء حفص بحبس مرزبان المجوسي، وكيلها الذي اشترى من أهل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم فمطله بثمنها وحبسه، فدبر حفص في أخذ ماله من وكيل السيدة إلى أن قضى عليه - في حديث طويل - فحبسه السندي بن شاهك بحكمه، ثم أمرت السندي بإخراجه، وسعت إلى هارون، وقالت له: قاضيك هذا أحمق، حبس وكيلي واستخف به. والحديث
________________________________________
[ 154 ]
[ ومات بها سنة أربع وتسعين ومائة (1). ] طويل ذكره الخطيب في ترجمته. وقد صار عزل هارون لحفص وإخراجه من بغداد إلى الكوفة موجبا لوجاهته، حتى ذكر الخطيب عن ابن حماد سجادة، قال: وكان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث. وعن أبي جعفر الحمال: آخر القضاة بالكوفة حفص بن غياث. وعن العجلي: وكان وكيع ربما سئل عن الشئ، فيقول: إذهبوا إلى قاضينا فاسألوه، وكان شيخا عفيفا مسلما. وعن يحيى: لم أر بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة: حزام، وحفص، وابن أبي زائدة، كان هؤلاء أصحاب حديث. (1) وفي تاريخ بغداد: قال عبيد بن الصباح: ولد حفص بن غياث سنة سبع عشرة ومائة، ومات سنة أربع وتسعين ومائة. وولي القضاء سنة سبع وسبعين، وله ستون سنة. وقال هارون بن حاتم: سئل حفص بن غياث وأنا أسمع عن مولده، فقال: ولدت سنة سبع عشرة ومائة. قال هارون: وفلج حفص بن غياث حين مات ابن إدريس، فمكث في البيت إلى سنة أربع وتسعين ومائة. ثم مات سنة أربع وتسعين ومائة في العشر، وصلى عليه الفضل بن العباس، وكان أمير الكوفة يومئذ. وقال ابن سعد: وولاه هارون القضاء ببغداد الشرقية، ثم ولاه قضاء الكوفة، فلم يزل بها قاضيا إلى أن مرض مرضا شديدا. ومات في عشر ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون (1).
________________________________________
(1) - الطبقات الكبرى: ج 6 / ص 389. (*)
________________________________________
[ 155 ]
[ له كتاب (1). أخبرنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: سمعت عبد الله بن اسامة الكلبي يقول: سمعت عمر بن حفص بن غياث يقول: وذكر كتاب أبيه، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) (2)، وهو سبعون ومائة حديث أو نحوها. ] 6 - كتاب حفص بن غياث (1) يظهر من كلمات الأصحاب وغيرهم أن كتاب حفص معتمد عند أهل الحديث. فقال الشيخ في الفهرست (ص 61 / ر 232): عامي المذهب، له كتاب معتمد. أخبرنا به عدة.... وقال الخطيب في التاريخ والمزي في التهذيب عن يحيى: حفص ثبت.... كتابه صحيح. وعن يعقوب بن شيبة: حفص بن غياث ثقة ثبت، إذا حدث عن كتابه. وعن ابن خراش: حفص بن غياث كوفي ثقة. (2) يظهر من ذلك أن لحفص غير كتبه الذي يحدث للعامة، كتابا جمع فيه ما سمعه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) كما أن له كتابا أفرد فيه ما سمعه عن أبي الحسن موسى (عليه السلام). وكان راويه عمر بن حفص ابنه من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ذكره الشيخ، ولم نجد له توثيقا من أصحابنا، نعم وثقه العامة وعدوه في الرواة عن أبيه، مثل الذهبي في الكاشف، وابن حجر في التقريب، والمزي في التهذيب، وقالوا: مات سنة اثنتين وثمانين. كما ذكروا في الرواة عن حفص: غنام بن حفص بن غياث، والد عبيد بن غنام. ولم يذكروا محمد بن حفص بن غياث، ولعله لظهور تشيعه بما رواه من الروايات، ذكرناها في محلها.
________________________________________
[ 156 ]
[ وروى حفص عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) (1). ] نعم ذكر الشيخ في رجاله ابنه محمد بن حفص من الرواة عن ابيه. وروى الصدوق عن محمد بن حفص بن غياث. وذكرنا ترجمته والرواة عنه في محلها (أخبار الرواة). 7 - رواية حفص عن الأمام الكاظم عليه السلام (1) قال الشيخ في أصحاب الكاظم (عليه السلام) (ص 347 / ر 16): حفص بن غياث النخعي الكوفي، صاحب أبي عبد الله (عليه السلام). وروى في التهذيب بإسناده عن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو الحسن الأول موسى بن جعفر (عليهما السلام): (اشتدت مؤنة الدنيا ومؤنة الاخرة. أما مؤنة الدنيا، فإنك لا تمر يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه، وأما مؤنة الاخرة، فإنك لا تجد أعوانا، يعينونك عليها) (1). وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) بإسناده إلى نسخة وصيه أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) إلى ابنه علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) حديث شهادة إسحاق وعلي ابني أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) والحسين بن أحمد المنقري، وإسماعيل بن عمر، وحسان بن معاوية، والحسين بن محمد صاحب الختم على أن أبا الحسن علي بن موسى (عليهما السلام) وصي أبيه وخليفته، وفي آخره: فقبلت شهادتهم عند حفص بن غياث القاضي (2).
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 6 / ص 377 / ح 1103. (2) - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 / ص 3 / ب 5 تسمية نسخة موسى بن جعفر (عليه السلام) / ح 3. (*)
________________________________________
[ 157 ]
[ أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن عمر بن حفص، عن أبيه (1). ] قلت ذكرنا حفص بن غياث القاضي في اصحاب ابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) بمن روى عنه، عنه (عليه السلام). (1) طريقه إلى الكتاب بالرواة الثقات الأعلام، وفيهم مثل ابن الوليد الثقة الجليل، شيخ القميين ووجههم، النقاد البصير بالروايات، والصفار الثقة في الحديث، ومحمد بن الوليد البجلي الخزاز الكوفي الثقة، الذي قال النجاشي فيه: (ثقة، عين، نقي الحديث، ذكره الجماعة بهذا). وفي ذلك دلالة على وثاقة عمر بن حفص، بل على وثاقة حفص أيضا، فإنه معروف بالعامية وبالقضاوة لهارون. ولو لم يكن ثقة مأمونا في الباطن لما كان راوي كتابه ثقة، عينا، نقي الحديث. 8 - إدراك حفص أيام أبي الحسن الرضا عليه السلام ثم إن شهادة الأمام أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في سجن هارون العباسي في بغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، وموت حفص القاضي سنة 194، يقتضى أنه أدرك من أيام الأمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) إحدى عشرة سنة. ولكن لم يذكروه في أصحابه ومن روى عنه. ويؤكد ذلك حديث نسخة الوصية التي شهد بها جماعة عند حفص القاضي، وقبوله شهادتهم، بعد شهادة أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) وأن عدم روايته عنه (عليه السلام) لعله لعدم سماعه عنه فإنه كان في أيامه كبير السن، ولعله لم يخرج إلى
________________________________________
[ 158 ]
[... ] المدينة وإلى طوس، ولم يتيسر له التشرف بخدمته لما قدم الكوفة قبل سيره إلى طوس، أو لغير ذلك. وأما قول الشيخ في باب من لم يرو عنهم من رجاله (ص 471 / ر 57): حفص بن غياث القاضي روى ابن الوليد، عن محمد بن حفص، عن أبيه، فإشارة إلى روايات حفص عن غير المعصومين (عليهم السلام) مثل الحجاج، وليث، والزهري وغيره ممن ذكره أصحابنا وغيرهم فيمن روى عنهم. 9 - مذهب حفص القاضي ووثاقته قد أعرض شيخنا النجاشي عن التصريح بمذهب حفص بن غياث القاضي المشهور بين العامة والمتولي لهم القضاء، حتى إن أصحابنا أيضا قد صرحوا بأنه عامي كابن عمرو الكشي، والشيخ في العدة والرجال والفهرست، وفي التهذيبين، وسائر اصول الشيعة، مما لم يخف على مثل النجاشي. ولعل ذلك كان لتوقفه أو لجزمه بأنه من أصحابنا، وإنما روى عن الأعداء وتولى لهم القضاء تقية، بل لعل ذلك كان بأمر إمام زمانه (عليه السلام) وقد ظهر منه بتوليه القضاء محامد كثيرة ذكروها، بل قبول الشهادة على نسخة الوصية المتقدمة يؤكد أنه كان في الباطن من أصحابنا. ولو سلم كون باطنه كظاهره، فوثاقته موضع اتفاق العامة. وظاهر رواية أعلام الطائفة ما رواه، وقول الشيخ في الفهرست أن (كتابه معتمد)، وعده في كتابه عدة الاصول فيمن كان ثقة في دينه، متحرزا عن الكذب، غير متهم فيما يرويه
________________________________________
[ 159 ]
[ 347 - حفص بن سالم (1): ] عن الائمة (عليهم السلام)، وان الطائفة عملت بما رواه حفص بن غياث (1)، وما تقدم في طريق النجاشي إلى كتابه، وغير ذلك يشير إلى وثاقته في النقل، ذكرناه في (قواعد الرجال). 1 - تعدد حفص بن سالم (1) ذكر الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق (عليه السلام) حفص بن سالم الجعفي الكوفي، وحفص بن سالم صاحب السابري الكوفي، وحفص بن سالم الثمالي الكوفي. واقتصر في الفهرست على الجعفي، كالبرقي في رجاله. ولكن الصدوق جعل إلى حفص بن سالم الأول الكوفي طريقا عن حماد بن عثمان، عنه، وإلى حفص بن سالم أبي ولاد المخزومي أيضا طريقا بإسناده إلى الحسن بن محبوب، عنه. وربما يظهر من النجاشي اتحاد الجميع، بل مع حفص بن يونس المخزومي. وجعل الطريق إليه الحسن بن محبوب، وليس في محله، كما يظهر بالتأمل. فقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حفص بن سالم، أبو ولاد، مولى، جعفي، كوفي (2). وقال الشيخ في أصحابه (عليه السلام) (ص 184 / ر 235): حفص بن سالم، أبو ولاد الحناط مولى، جعفي، كوفي. وقال في الفهرست (ص 62 / ر 235): حفص بن سالم، يكنى أبا ولاد الحناط، ثقة، كوفي، مولى، جعفي. له أصل.
________________________________________
(1) - عدة الاصول: ص 61 في القرائن الدالة على صحة الأخبار - الطبع القديم -. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 37. (*)
________________________________________
[ 160 ]
[... ] وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن حفص بن سالم، فقد رويته عن أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن حماد بن عثمان، عن حفص أبي ولاد بن سالم الكوفي، وهو مولى (1). وأيضا: وما كان فيه عن أبي ولاد الحناط، فقد رويته عن أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، واسمه حفص بن سالم، مولى بني مخزوم (2). وحيث إن التمييز يكون بالنسبة والنسب، والكنية واللقب، ومن روى عنه، فلا بأس بالأشارة إلى ما تيسر من ذكر التمييز. 2 - التمييز بالنسب فقد اقتصر النجاشي والشيخ، والبرقي، والصدوق على ذكر أبيه وهو سالم، وهم: سالم الجعفي، ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 234 / ر 8): سالم الجعفي. وسالم الحناط. وسالم الحناط أبو الفضل الكوفي، الثقة، من أصحاب الصادق (عليه السلام) ويأتي في المتن (ر 508)، وله روايات عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) ذكرناها في (أخبار الرواة). وسالم أبو الفضل، روى صفوان بن يحيى عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 93 / ر 154. (2) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 68 / ر 169. (*)
________________________________________
[ 161 ]
[ أبو ولاد (1) ] وسالم الثمالي أبو علي الكوفي، الذي ذكره الشيخ في اصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 177 / ر 198). وسالم صاحب السابري الكوفي، الذي قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 176 / ر 184): حفص بن سالم صاحب السابري الكوفي، وقال الماتن في أخيه (ر 758): عمر بن سالم صاحب السابري، كوفي، وأخوه حفص ثقتان، رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام). قلت: وقد كثر المسمين بسالم في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) فلا يمكن تمييز حفص بأبيه. وأما التمييز بالجد، فلم أجد جده مذكورا في هذه التراجم ولا الروايات، غير سالم بن إبراهيم الذي روى عن داود الرقي، وسالم بن كرم أبي خديجة الأسدي الجمال، وسالم بن أبي خيثمة الجعفي من أصحاب الصادق (عليه السلام) وسالم بن أبي سلمة الكندي والد محمد السجستاني وجد علي بن محمد وسالم بن محمد، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ولا سبيل لنا إلى التمييز حينئذ. 3 - تمييز حفص بكنيته (1) قد اتفق النجاشي في تمييز حفص بن سالم بكنيته (أبي ولاد) مع البرقي، في الجعفي من أصحاب الصادق (عليه السلام) والشيخ في أصحابه وفي الفهرست في الحناط. لكن الصدوق كنى حفص بن سالم المولي الذي روى عن حماد، وحفص بن سالم الحناط المخزومي الذي روى عنه الحسن بن محبوب، مع تعدد الطريق إليهما، بأبي ولاد. فحينئذ يشكل التمييز بكنيته أبي ولاد. بل قد كنى الشيخ حفص بن
________________________________________
[ 162 ]
[ الحناط (1). وقال ابن فضال (2): حفص بن يونس مخزومي (3)، ] يونس به، فقال في اصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 175 / ر 174): حفص بن يونس أبو ولاد الحناط الاجري. قلت: وفي التمييز بالكنية خفاء، إذ كني بأبي ولاد جماعة، منهم حفص بن يونس أبو ولاد الحناط الاجري، من أصحاب الصادق (عليه السلام). 4 - تمييز حفص بحرفته أو لقبه المكتسب من حرفته (1) وهذا أيضا غير مفيد، لكون حفص بن يونس الاجري حناطامكنى بأبي ولاد، وأيضا الجعفي، وكذلك غيرهم ممن أحصيناهم في (أبي ولاد)، وفي (الحناط). (2) ليس ما ذكره الماتن عن ابن فضال مرسلا، كما زعمه القاصرون. فقد أخذه الماتن من كتاب علي بن الحسن بن فضال الكوفي في رجال الشيعة كما يأتي في ترجمته (ر 676)، وهو الفقيه الثقة الخبير بالرواة والروايات، وقد حققناه في كتاب مفرد. 5 - تمييز حفص بنسبته (3) ومن مميزات الرواة المشتركين التعريف بالنسبة إلى البلد، أو القبيلة أو بعض الرجال. والنسبة كما في أنساب السمعاني إلى بني مخزوم بن عمرو، أو مخزوم ابن يقضة، والجمع بين النسبتين (الجعفي) و (المخزومي) كما ترى. لكن ظاهر شيخنا الصدوق في المشيخة تعدد المخزومي والجعفي، وأن له إلى كل طريق، كما تقدم، وأنهما كوفيان، من أصحاب الصادق (عليه السلام) وأن والد المخزومي هو سالم، لا يونس، ولم أحضر بعنوان المخزومي رواية، وسيأتي الكلام في جعفيته عند ذكر الماتن.
________________________________________
[ 163 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ثقة (2)، ] 6 - تمييز حفص بالرواة عنه كما هو المتعارف في تراجم الرجال، وقد روى الجميع عن الحسن بن محبوب الثقة، عن أبي ولاد. وليس في كلامهم إشارة إلى تعريفه بمن روى عنه، وقد مر تعدد الرواة عن حفص بن سالم. 7 - طبقة حفص ومن روى عنه عن الأئمة (عليهم السلام) (1) ظاهر الماتن أن حفصا كان جعفيا، أو حناطا، أو مخزوميا، قد روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) فحسب، وأن الكنية هو أبو ولاد، على تعليق له في روايته عنه على أبي العباس، حيث ذكره في أصحابه (عليه السلام) مشعرا بالتوقف فيه. كما أعرض الشيخ عن ذكر من روى عنه في الفهرست. لكن ذكره البرقي، والشيخ، والصدوق في الفقيه والخصال، وغيرهم في أصحابه. وروى جماعة عنه، عنه (عليه السلام) ذكرناهم في طبقات أصحابه، منهم الحسن ابن محبوب، ومحمد بن أبي حمزة الثمالي، وحماد بن عثمان، وأحمد بن دويل بن هارون. وقد روى عن جماعة من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) منهم أبو بكر الحضرمي من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) بعنوان أبي ولاد. 8 - وثاقة حفص (2) صرح النجاشي بوثاقة حفص، إلا أن ذكر توثيقه بعد كلام ابن
________________________________________
[ 164 ]
[ لا بأس به (1). وقيل: إنه كان مولى من موالي جعفي (2)، ذكره أبو العباس (3). ] فضال، يوهم كون التوثيق لابي ولاد الذي هو حفص بن يونس المخزومي، لكن صريح الشيخ في الفهرست كما تقدم، توثيق حفص الجعفي بقوله: (حفص بن سالم يكنى أبا ولاد الحناط، ثقة، مولى، جعفي. له أصل). ومع اتحاد الجميع كما هو ظاهر النجاشي وغيره، وأن الاختلاف في الكتب وغيرها في الأب والنسبة وغيرهما، لا يضر بوحدة المذكورين، فالأمر سهل، وبناءا على ما يأتي من الماتن توثيق حفص بن سالم صاحب السابري الكوفي أيضا، فيدور الأمر عند عدم التمييز بين الثقات، إلا حفص بن يونس المخزومي، وتشير إلى وثاقته وثاقة من روى عنه، على ما مر ذكرهم. (1) إن التوثيق وإن كان إطلاقه يشمل الوثاقة في الدين والمذهب، والعمل بالواجبات وترك المحرمات، وخصوص التحرز من الكذب، والوضع، والرواية عن المطعونين، وغير ذلك كما سبق تحقيقه في مقدمة الشرح، لكنه لا ينافي طعنا في أمره بوجه، فأكد الماتن عموم وثاقته بقوله: (لا بأس به). 9 - ولاء حفص للجعفي (2) ظاهر العبارة أن القائل غير ابن فضال، وغير أبي العباس ممن سبقه، وقد مر عن البرقي والشيخ التصريح بمولويته وجعفيته، دون مولوية للجعفي، فتدبر. (3) ثم إن التعليق على ذكر أبي العباس لذلك، يشعر بعدم الجزم به. فهل المعلق عليه كونه من موالي جعفي، أو وثاقته، أو روايته عن أبي عبد الله (عليه السلام) كما،
________________________________________
[ 165 ]
[... ] هو الأظهر الأكثر في موارد تعليقه عليه، على ما مر في مقدمة الكتاب (1)، أو الجميع ؟ ولا إشكال بعد وثاقته، فيؤخذ بما ذكره فيما لم يقم على خلافه حجة أقوى. قلت: والمذكورين بعنوان حفص بن سالم أبي ولاد جماعة: 1 - حفص بن سالم أبو ولاد الجعفي الكوفي، الثقة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، صاحب الأصل. 2 - حفص بن يونس المخزومي، من أصحاب الصادق (عليه السلام) كما ذكر ابن فضال صريحا. 3 - حفص بن سالم المخزومي أبو ولاد الحناط، ذكره الصدوق في المشيخة. 4 - حفص بن يونس أبو ولاد الحناط الاجري، الذي ذكره الشيخ. 5 - حفص بن سالم الثمالي أبو علي الكوفي، الذي ذكره الشيخ. 6 - حفص بن سالم صاحب السابري الكوفي، ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وذكر النجاشي توثيقه في أخيه عمر بن سالم (ر 758) بقوله: كوفي، وأخوه حفص ثقتان، رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام). 7 - حفص بن سالم أبو الوليد، من أصحاب الصادق (عليه السلام) الذي روى عنه، عنه (عليه السلام) الشيخ في التهذيب بإسناد صحيح عن علي بن الحكم، عنه (1). وغير هؤلاء من المسمين بحفص من أصحاب الصادق (عليه السلام) ممن ذكرناهم في (أخبار الرواة).
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 313. (2) - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 285 / ح 1143. (*)
________________________________________
[ 166 ]
[ له كتاب (1)، يرويه الحسن بن محبوب (2). أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا محمد ابن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن حفص، بكتابه (3). ] 10 - كتاب حفص ورواياته (1) قد وصف الشيخ في الفهرست كتابه بأنه أصل. وهو مدح، كما سبق في مقدمة الكتاب بيانه. (2) ظاهره حصر روايته بابن محبوب. (3) في السند كلام بابن بطة الذي طعن فيه ابن الوليد بالتخليط، وقد مر عدم ثبوت الغلو فيه، وأن له إمارات الوثاقة في النقل. وقال الشيخ في الفهرست: له أصل، رويناه بالأسناد الأول عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن محبوب، عن حفص. قلت: ومراده بالأسناد الأول، هو العدة عن أبي المفضل الشيباني، عن ابن بطة. وفيه إشكال بأبي المفضل، وبابن بطة أيضا، كما تقدم. وتقدم طريقي الصدوق في المشيخة وهما صحيحان. وللمشايخ إلى أبي ولاد حفص طرق فيها الصحاح، ذكرناها في (المشيخات). وروى عنه غير ابن محبوب، حماد بن عثمان الثقة من أصحاب الأجماع (1)، ومحمد أبي حمزة الثمالي، كما في التهذيب (2)، وأحمد بن دويل بن هارون، أيضا
________________________________________
(1) - علل الشرائع: ص 453 / باب نوادر علل الحج / ح 4. والصحيح من السند:... عن حماد بن عثمان، عن معاوية وحفص، لا ما عن بعض النسخ المطبوعة: معاوية بن حفص، وهو غلط. (2) - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 127 / ح 487. (*)
________________________________________
[ 167 ]
[ 348 - حفص بن سوقة العمري (1): مولى عمرو بن حريث المخزومي (2). ] في التهذيب. (1) 1 - نسب حفص ونسبته (1) لم أجد ذكرا لنسبه غير ما في الكتب من ذكر أبيه، وأنه كان بزازا يشتري الثياب ويبيعها لما دخل الكوفة في زمن الحجاج. فروى البخاري في تاريخيه الكبير والصغير، في ترجمة محمد بن سوقة، عن سفيان الثوري. قال: قلت لابن سوقة: يا أبا بكر، أين رأيت نافع بن جبير ؟ قال: رأيته جاء إلى أبي. قال سفيان: وكان قدم الكوفة زمن الحجاج، وكان سوقة بزازا معروفا يشتري لهم حوائجهم (2). قلت: لم أحضر لسوقة ترجمة ولا رواية. وأما نسبة حفص بن سوقة إلى العمري، فقد ذكر السمعاني أنه منسوب إلى ثلاث رجال، فقال: أولهم منسوب إلى بني عمرو بن عامر بن ربيعة، والمشهور بها: موالة بن كثيف العمري، يروي عن ابن هوذة العمري، روى أنهما وفدا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعطاهما مساكنهما... والثاني منسوب إلى جده عمرو بن حريث... (3). فالنسبة إلى عمرو بن حريث، وسيأتي أنها بالولاء. (2) إن نسبة حفص إلى عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 3 / ص 10 / ح 31. (2) - التاريخ الكبير: ج 1 / ص 102 / ر 287، والتاريخ الصغير: ج 1 / ص 229، فيمن مات بين الثمانين والتسعين. (3) - الأنساب: ج 4 / ص 238. (*)
________________________________________
[ 168 ]
[ روى (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2)، وأبي الحسن (عليه السلام)، عمربن مخزوم القرشي المخزومي، تشير الى نوع ذم، فان عمرو هو الذي ذكره الشيخ في الصحابة (ص 25 / ر 65)، وأيضا في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) (ص 52 / ر 86) قائلا: عمرو بن حريث عدو الله، ملعون. قلت: وجناياته وظلمه على آل محمد: معروفة. ثم إن نسبة حفص إلى العمرى بالولاء، كما صرح به في المتن. فلا تنافي نسبة أخيه زياد بن سوقة بالجريري، لكن ربما يظهر مما يأتي من كلام الشيخ في زياد أن الأخوة كلهم جريريون. وأما محمد بن سوقة فقد نسبه الشيخ إلى البجلي بقوله (البجلي، المرضي، الخزاز، تابعي). فيؤكد كونهم كذلك جميعا، إلا أن لقب (المرضي، الخزاز) هو لمحمد ابن سوقة الغنوي الكوفي الذي ذكره العامة بترجمة مفصلة بمدح وتوثيق، ولكنه لا ينافي ذلك، كما لا يخفى. 2 - طبقة حفص بن سوقة (1) يظهرمن الشيخ أن حفص بن سوقة من طبقة أصحاب السجاد (عليه السلام)، فقال فيهم (ص 89 / ر 3): زياد بن سوقة الجريري، مولاهم، كوفي، وأخواه محمد وحفص. بل ربما يشعر به قول الماتن: أخواه زياد ومحمد ابنا سوقة، أكثر منه رواية عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام). (2) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حفص بن سوقة، كوفي (1).
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 37. (*)
________________________________________
[ 169 ]
[ ذكره أبو العباس بن نوح في رجالهما (1). أخواه: زياد، ومحمد ابنا سوقة، أكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (2)، ثقات (3). روى محمد بن سوقة (4) ] وقال الشيخ في اصحابه (ص 194 / ر 335): حفص بن سوقة. قلت: روى الكليني والشيخ في الصحيح عن حفص بن سوقة، عن الحسين ابن المنذر، وعن زرارة، وعن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وفي موضع عن عبد الله، أو عن زرارة. (1) لعل التعليق المشعر بعدم جزم الماتن فيما حكاه عن ابن نوح، في خصوص روايته عن أبي الحسن (عليه السلام). فإن تعريف أخويه به يقتضي كونه أكبر منهما، أو في طبقتهما. وقد عرفت عدهما في أصحاب السجاد (عليه السلام) وبقائلى أيام الكاظم (عليه السلام) محل نظر. ولم أقف فيما أحضره على رواية له عن أبي الحسن (عليه السلام) كما أن روايته عن الحسين بن المنذر من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) وكذا زرارة وابن بكير، يؤكد نظر الماتن في عده من أصحاب الكاظم (عليه السلام). (2) وهل الأكثرية مطلقة، أو في الرواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) ؟ لا يبعد الثاني. ولعله لذلك تأمل الماتن في روايته عن أبي الحسن (عليه السلام) ما مر. وليس في الروايات التي بأيدينا ما رواه عن أبي جعفر، ولا عن الأمام السجاد، ولا الأمام الكاظم (عليهم السلام). (3) وتشهد بوثاقة حفص روايات الثقات الأجلاء ومن لا يروي إلا عن الثقات عنه، مثل محمد بن أبي عمير. (4) تقدم عن الشيخ ذكره في أصحاب السجاد (عليه السلام) وفي المتن عده من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) وأنه وأخاه زياد أكثر من حفص بن سوقة
________________________________________
[ 170 ]
[ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن علي (عليه السلام) حديث تفرقة هذه الأمة (1). ] رواية عن ابي جعفر وابي عبد الله (عليهما السلام)، وانهم ثقات. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 291 / ر 161): محمد بن سوقة البجلي المرضي الخزاز تابعي. أسند عنه. وروى الكليني والشيخ في التهذيب في الصحيح، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن سوقة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى فمن بدله بعد ما سمعه... (1). وأيضا في الكافي عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان ومحمد بن سوقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (السويق يهضم الرؤوس) (2). وأيضا فيه عن علي، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن سوقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء) (3). ورواه البرقي في المحاسن عن البزنطي نحوه (4). (1) وقد روى حديث تفرقة هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار، إلا واحدة: في الجنة وهم علي (عليه السلام) وشيعته. وأخرجه أصحابنا والعامة
________________________________________
(1) - الكافي: ج 7 / ص 21 / ح 2، تهذيب الأحكام: ج 9 / ص 186 / ح 747، والاية في سورة البقرة / 182. (2) - الكافي: ج 2 / ص 306 / ح 10. (3) - الكافي: ج 6 / ص 311 / ح 5. (4) - المحاسن للبرقي: ج 2 / ص 255 / ح 1082. (*)
________________________________________
[ 171 ]
[... ] بأسانيد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وألفاظ مختلفة، كما روى جماعة من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وغيرهم، عنه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وغيره من الصحابة، ذكرناهم في (الطبقات)، والأشارة بروايته عنه من الماتن (رحمه الله) تؤمي إلى أنه تابعي روى عن الصحابة وأكابر التابعين، وإلى صلابته في الدين وخلوصه في المعرفة، فيروي ما ورد في فضل آل محمد (عليهم السلام) وهداية شيعتهم. ولعله المراد بالجريري، عن أبي الطفيل في حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، رواه الحلبي في السيرة في حجة الوداع، عن مسلم بإسناده، عن الجريري، عن أبي الطفيل (1). قال البخاري في تاريخيه الكبير والصغير، في ترجمة محمد بن سوقة الغنوي الكوفي: وقال محمد بن كثير، عن الثوري: كان محمد بن سوقة مرضيا. وهو الغنوي الكوفي. وقد وصفوه بالعابد، الثقة المرضي الرضي، صاحب سنة وعبادة، وخير كثير، من أهل السخاء والفضل والدين، ومن القراء والمصنفين. وقال الثوري في كتابه: إنه كتاب خير رجل بالكوفة (2). وغير ذلك من المحامد، مما ذكره الذهبي أيضا في الكاشف (3)، وابن حجر في التقريب (4)، والمزي في التهذيب (5)، وابن حبان في الثقات 6، وغيرهم ممن يطول ذكر كلامهم، ذكرناها
________________________________________
(1) - مسند مسلم: ج 2 / ص 921 / ح 1264. (2) - التاريخ الكبير: ج 1 / ص 102 / ر 287، والتاريخ الصغير: ج 1 / ص 229. (3) - الكاشف للذهبي: ج 3 / ص 45 / ر 4971. (4) - التقريب لابن حجر: ج 2 / ص 168 / ر 290. (5) - تهذيب الكمال: ج 25 / ص 333 / ر 5275. 6 - ثقات ابن حبان: ج 7 / 404. (*)
________________________________________
[ 172 ]
[ وروى زياد (1) عن أبي جعفر (عليه السلام): ] في ترجمته في (اخبار الرواة). (1) تقدم عن الشيخ ذكره في أصحاب السجاد (عليه السلام) قائلا: زياد بن سوقة الجريري، مولاهم، كوفي، وأخواه محمد وحفص. وقال في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 122 / ر 3): زياد بن سوقة البجلي الكوفي، مولى تابعي. يكنى أبا الحسن. مولى جرير بن عبد الله. وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 197 / ر 35): زياد بن سوقة البجلي، مولى جرير بن عبد الله، أبو الحسن، كوفي. وقال البرقي في أصحاب الباقر (عليه السلام): زياد بن سوقة البجلي الكوفي، مولى أبي جعفر (1) (عليه السلام). وقال المفيد في الأختصاص في ذكر موالي علي بن الحسين وأبي جعفر (عليهما السلام): وزياد بن سوقة، وزياد مولى أبي جعفر (2) (عليه السلام). وقال الصدوق في المشيخة: وما كان فيه عن زياد بن سوقة، فقد رويته عن أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن زياد بن سوقة (3). قلت: وطريقه إليه صحيح، وروى جماعة من الثقات عنه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، مثل علي بن رئاب، ذكرناهم في (الطبقات). وقد عرفت تصريح
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 23. (2) - الأختصاص: ص 83. (3) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 48 / ر 108. (*)
________________________________________
[ 173 ]
[ (لا تصلوا خلف الناصب) (1). له كتاب (2)، رواه أحمد بن محمد بن سعيد. قال: حدثنا محمد ابن مفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن حفص ابن سوقة، بكتابه. ] النجاشي بوثاقته. (1) رواه القاضي النعمان بن محمد المغربي التميمي في دعائم الأسلام، قال: وقد روينا عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: (لا تصلوا خلف ناصب، ولا كرامة، إلا أن تخافوا على أنفسكم أن تشهروا، ويشار إليكم، فصلوا في بيوتكم، ثم صلوا معهم، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا). الحديث (1). قلت: إن الأشارة بروايته هذه نوع مدح له بالخلوص في الولاية فلا يخاف لومة اللائمين. (2) وقال الشيخ: (له أصل)، وقد مر فرق الأصل والكتاب في مقدمة الكتاب. قلت: وطريقه صحيح، بلا إرسال لما رواه ذلك عن شيخه أبي العباس بن نوح، عن ابن عقدة، كما مرت صحة طريق الصدوق إليه. وأما طريق الشيخ في الفهرست فهو العدة، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن سوقة، وفيه كلام تارة بأبي المفضل، وأخرى بابن بطة، وتقدم دفعه.
________________________________________
(1) - دعائم الأسلام: ج 1 / ص 151. (*)
________________________________________
[ 174 ]
[ 349 - حفص بن عاصم: أبو عاصم، السلمي المدني (1). روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام). ثقة. له كتاب، رواه عنه محمد بن علي الصيرفي، أبو سمينة. أخبرناه علي بن أحمد أبو الحسن القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، قال: حدثنا محمد بن علي أبو سمينة، عن حفص بن عاصم، بكتابه (2). ] (1) ذكرناه في السلمي، والمدني من (الأنساب). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 176 / ر 177): حفص بن عاصم، أبو عاصم المدني. وروى الصدوق في الخصال بإسناده عن أبي عبد الرحمان، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل...)، الحديث (1). وروى الكليني في الكافي عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن حفص بن عاصم، عن سيف التمار، عن أبي المرهف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (الغبرة على من أثارها، هلك المحاضير)، الحديث (2). (2) كالضعيف بأبي سمينة الذي ضعفه النجاشي بالغلو، وأخرجه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري من قم. لكن قد ناقشنا في غلوه. وقد روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى، وذكرنا في ترجمته إمارات وثاقته.
________________________________________
(1) - الخصال: ص 343 / ب 7 / ح 7. (2) - الكافي: ج 8 / ص 273 / ح 411. (*)
________________________________________
[ 175 ]
[ 350 - حكم بن مسكين (1): أبو محمد، كوفي، مولى ثقيف، المكفوف. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2)، ] 1 - نسبه (1) يأتي في المتن (ر 1148) مسكين [ بن الحكم ]، أبو الحكم بن مسكين، كوفي، ثقة، ذكره سعد. له كتاب. وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 316 / ر 585): مسكين، أبو الحسن الأزدي، الزيدلي، كأنه منسوب إلى (زيد الله)، مثل (عبدلي)، الكوفي، روى عنه علي بن النعمان. وقال أيضا في أصحابه (ص 316 / ر 584): مسكين بن عبد الله الكوفي. وأيضا: (ص 316 / ر 383): مسكين بن عبد الله السمان الكوفي. وقال أيضا في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 138 / ر 55): مسكين بن عبد الله. وروى الشيخ في التهذيب (1) بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن علي بن مسكين، عن عبد الله بن وضاح، ذكرناه في (أخبار الرواة). 2 - طبقته (2) قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 185 / ر 342): حكم بن مسكين المكفوف، مولى ثقيف. وقال أيضا في خالد بن مازن القلانسي الكوفي (ص 185 / ر 1): روى عنه حكم بن مسكين الأعمى.
________________________________________
(1) - تهذيب الأحكام: ج 2 / ص 372 / 1080. (*)
________________________________________
[ 176 ]
[... ] وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حكم بن مسكين المكفوف، مولى ثقيف (1). وروى الصدوق في الخصال عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد ابن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (أكل الأشنان يوهن الركبتين، ويفيد ماء الظهر) (2). وروى الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من أدخل على مؤمن سرورا، خلق الله عز وجل من ذلك السرور خلقا، فليقاه عند موته، فيقول له: أبشر يا ولي الله...)، الحديث (3). وروى الصدوق في الفقيه عن كتاب الحكم بن مسكين، قال: قال أبو عبد الله 7 في الرجل يقدم من سفره في وقت صلاة، فقال: (إن كان لا يخاف خروج الوقت فليتم...)، الحديث (4). قلت: وقد استوفينا روايات الحكم بن مسكين عن أبي عبد الله (عليه السلام) في (الطبقات)، و (أخبار الرواة).
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 38. (2) - الخصال: ص 31 / ب 2 / ح 93. (3) - الكافي: ج 2 / ص 191 / ح 12. (4) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 284 / ح 1290. (*)
________________________________________
[ 177 ]
[ ذكره أبو العباس (1). له كتاب الوصايا (2)، كتاب الطلاق، كتاب الظهار. ] (1) التعليق على أبي العباس يشعر بعدم الجزم بروايته عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقد ظهر أنه في غير محله. ومجرد روايته عن أصحاب الصادق (عليه السلام) مثل إسحاق ابن عمار، وإسماعيل بن يسار، وابن كهمس، وابن بكير، وجميل، وخالد بن مازن، وغيرهم، لا يضر بكونه من أصحاب الصادق (عليه السلام) وهو كثير في أصحابه، حيث يروون عنه (عليه السلام) بواسطة رجاله أيضا. وقد استوفينا الرواة عنه، ومن روى عنهم في محله. 3 - وثاقته لم يصرح بوثاقة الحكم بن مسكين، إلا أن الأمارات تدل عليها. فقد روى عنه الثقات الأجلاء ومن لا يروي إلا عن الثقات، ومن حكم بأنه ثقة في الحديث، مثل محمد بن أبي عمير، والبزنطي، والحسن بن محبوب، ومعاوية بن حكيم، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، كما رووا عنه، عنه (عليه السلام). وفي كامل الزيارات روى في الصحيح عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن داود بن عيسى الأنصاري، حديث قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسين (عليه السلام): (وأيم الله ليقتلنك بعدي، ثم يبكيك السماء والأرض، وقال له: يا بني، إن الله عبر أقواما بالقرآن...) (1). وستعرف أن كتابه أصل. (2) قال الشيخ في الفهرست (ص 62 / ر 237): الحكم الأعمى، له أصل.
________________________________________
(1) - كامل الزيارات: ص 89 / ب 28 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 178 ]
[ أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، عن الحكم، بكتاب الطلاق والظهار (1). 351 - حكم بن هشام بن الحكم (2): ] رويناه بالاسناد الاول، عن ابن عمير، عن الحسن بن محبوب، عن الحكم الأعمى. قلت: وطريق الشيخ إلى أصل حكم بن مسكين لا يخلو عن إشكال، تارة بأبي المفضل، وأخرى بابن بطة، وتقدم الكلام في دفعه. وروى الصدوق كما تقدم عن كتاب الحكم بن مسكين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الصلاة. فهو غير الكتب التي ذكرها النجاشي، وهو، وإن عهد ذكر طريقه إلى أصل كتاب من روى عنه في كتابه من لا يحضره الفقيه، لم يذكر طريقه إليه، كما نبهنا عليه في كتابنا في شرح من لا يحضره الفقيه. ولأبي غالب الزراري طريق إلى كتابه صحيح، رواه عن خالد، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، ذكرناه في الشرح على رسالته (1). (1) طريق الماتن إلى كتبه موثق بحميد الثقة الواقفي، وقد حققنا في محله وثاقة مشايخه الذين روى عنه، وكذا وثاقة أحمد بن جعفر من مشايخ التلعكبري. (2) يأتي في ترجمة أبيه (ر 1167) قوله: أبو محمد، مولى كندة، وكان
________________________________________
(1) - شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 89 / ر 109. (*)
________________________________________
[ 179 ]
[ أبو محمد، مولى كندة. سكن البصرة. وكان مشهورا بالكلام، كلم الناس، وحكي عنه مجالس كثيرة. ذكر بعض أصحابنا رحمهم الله أنه رآى له كتابا في الأمامة. 352 - حكم بن سعد الأسدي الناشري: عربي، قليل الحديث. وهو أخو مشمعل (1). ومشمعل أكثر رواية منه. وشارك الحكم أخاه مشمعلا في كتاب الديات. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثنا عباس بن هشام أبو الفضل الناشري، قال: حدثنا مشمعل والحكم، به. ] ينزل بني شيبان بالكوفة. انتقل الى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة. ويقال: ان في هذه السنة مات. قلت: لعله قد سكن البصرة لما قدم أبوه البصرة. فقال الشريف المرتضى في أماليه: وروي أن هشام بن الحكم قدم البصرة، فأتى حلقة عمرو بن عبيد، فجلس فيها - إلى أن قال: - ثم دار هشام في حلق البصرة، فما أمسى حتى اختلفوا... (1). (1) ويأتي في أخيه (ر 1128): له كتاب الديات، يشترك فيه هو وأخوه الحكم. أخبرنا محمد بن جعفر المؤدب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا عباس بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثنا عبيس، عن الحكم ومشمعل.
________________________________________
(1) - أمالي السيد المرتضى: ج 1 / ص 176 و 177. (*)
________________________________________
[ 180 ]
[ 353 - حكم بن حكيم (1): ] قلت: والطريقان صحيحان بناءا على وثاقة عامة مشايخ النجاشي. قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حكم بن سعد الأسدي. وأيضا: المشمعل الكوفي (1). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 184 / ر 318): حكم بن سعد الأسدي. وأيضا في أصحابه (ص 319 / ر 637): المشمعل بن سعد الأسدي، الكوفي. وروى الصدوق في أماليه: بإسناده عن زكريا بن محمد المؤمن، عن المشمعل الأسدي، أنه قال لأبي عبد الله (عليه السلام): كنت حاجا... (2). 1 - نسبه (1) هو حكم بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي، جد حنان بن سدير. كان أبوه حكيم بن صهيب، أبو صهيب الصيرفي الكوفي من أصحاب السجاد والباقر (عليهما السلام). فقال الشيخ في أصحاب السجاد (عليه السلام) (ص 88 / ر 20): حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي، أبو سدير. وفي أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 119 / ر 6): حكيم بن صهيب أبو صهيب الصيرفي، أبو شبيب مولى بني ضبة. وروى محمد بن يعقوب في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 39 و 46. (2) - أمال الصدوق: ص 442 / المجلس 74. (*)
________________________________________
[ 181 ]
[... ] يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، جميعا عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة، فإذا رجل في بيت المسلخ، فقال لنا: ممن القوم ؟ فقلنا: من أهل العراق. فقال: وأي العراق ؟ قلنا: كوفيون. فقال: مرحبا بكم أهل الكوفة، أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: ما يمنعكم من الازر، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (عورة المؤمن على المؤمن حرام). قال: فبعث إلى أبي كرباسة فشقها بأربعة. ثم أخذ كل واحد منا واحدا. ثم دخلنا فيها. فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي، فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب ؟ فقال له جدي: أدركت من هو خير مني ومنك، لا يختضب، قال: فغضب لذلك، حتى عرفنا غضبه في الحمام. قال: ومن ذلك الذي هو خير مني ؟ قال: أدركت علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وهو لا يختضب. قال: فنكس رأسه، وتصاب عرقا. فقال: صدقت وبررت. ثم قال: يا كهل، إن تختضب فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خضب، وهو خير من علي (عليه السلام) وإن تترك، فلك بعلي سنة. قال: فلما خرجنا من الحمام، سألنا عن الرجل، فإذا هو علي بن الحسين (عليهما السلام) ومعه ابنه محمد بن علي (1) (عليهما السلام). ورواه الصدوق أيضا في الفقيه (2). وذكرناه في (أخبار الرواة)، مع سائر رجال هذا البيت، بذكر أحوالهم وطبقاتهم ومن روى عنهم.
________________________________________
(1) - الكافي: ج 6 / ص 497 / ح 8. (2) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 66 / ح 252. (*)
________________________________________
[ 182 ]
[ أبو خلاد (1) الصيرفي، كوفي، مولى (2)، ثقة (3). ] (1) يأتي ذكره في خلاد، وبذلك كناه الشيخ أيضا، وبابن أخي خلاد أيضا كما يأتي. قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 171 / ر 103): الحكم بن الحكيم الصيرفي الأسدي، مولاهم، كوفي. وأيضا في (ص 185 / ر 343): حكيم [ حكم ] بن حكيم أبو خلاد الصيرفي. وقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حكم بن [ حكيم بن ] أبي خلاد الصيرفي (1). (حكم بن حكيم أبو خلاد الصيرفي ظ). وروى الصدوق في الفقيه بإسناده الذي ذكره في المشيخة عن محمد بن أبي عمير، قال: سأل الحكم بن حكيم بن أبي خلاد أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له:... (2). (2) وصف الشيخ والبرقي، وغيرهما، وفي الروايات بالصيرفي، وبالكوفي، وبالمولوية. 2 - وثاقة حكم وفقاهته (3) تؤكد توثيق النجاشي لحكم الصيرفي روايات الثقات الأعلام وأصحاب الأجماع ومن لا يروي إلا عن الثقات، عنه، مثل ابن أبي عمير، وجميل ابن دراج، وصفوان بن يحيى، وحماد بن عثمان.
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 38. (2) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 40 / ب 16 / ح 158، والأسناد فيه / المشيخة ج 4 / ص 13 / ر 23. (*)
________________________________________
[ 183 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ذكر ذلك أبو العباس في كتاب الرجال (2). له كتاب (3)، يرويه عن صفوان بن يحيى (4). ] 3 - طبقته (1) لا ينبغي الشك في أن حكم بن حكيم أدرك أبا عبد الله (عليه السلام) وروى عنه. وعده البرقي والشيخ وغيرهما في أصحابه. قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حكم بن [ حكيم بن ] أبي خلاد الصيرفي. وقال الشيخ في أصحابه: الحكم بن حكيم الصيرفي الأسدي، مولاهم، كوفي. وقد روى جماعة من ثقات الرواة وأعلامهم عنه، عنه (عليه السلام) ذكرناهم في (الطبقات). منهم: أبان، وجميل بن دراج، ومحمد بن أبي حمزة الثمالي، ومحمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، والفضيل بن غزوان، وهشام بن سالم. (2) التعليق على أبي العباس يشعر بعدم الجزم بروايته عنه (عليه السلام) أو بجميع ما ذكره في ترجمته، وهو في غير محله، بعد صحة الروايات عنه عنه (عليه السلام) وتصريح البرقي والشيخ. 4 - كتابه (3) كما ذكره الشيخ في الفهرست. (4) وأيضا محمد بن أبي عمير، والحسن بن محمد بن سماعة.
________________________________________
[ 184 ]
[ أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، عن حميد، عن الحسن بن سماعة، عن صفوان، عن حكم بن حكيم، به (1). وقال ابن نوح: هو ابن عم خلاد بن عيسى (2)، أخبرنا بكتابه ] (1) موثق بابن سماعة وحميد الثقتين الواقفيين، على ما حققنا من وثاقة الحسين وأحمد. وقال الشيخ في الفهرست (ص 62 / ر 238): الحكم بن حكيم، له كتاب. أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل (عن ابن بطة - ظ)، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عنه. وأخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن سعد والحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عنه. قلت: والطريق الأول موثق بحميد، وابن سماعة، على إشكال في أبي المفضل وابن بطة. والثاني صحيح على الأظهر بوثاقة ابن أبي جيد من مشايخ النجاشي. وطريق الصدوق إلى كتابه في المشيخة صحيح، قال: وما كان فيه عن حكم ابن حكيم بن أخي خلاد، فقد رويته عن أبي ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حكم بن حكيم (1). (2) تعريف الحكم بن حكيم بابن عمه خلاد بن عيسى، يقتضي أعرفيته. ويأتي في (ر 405): خلاد السدي البزاز، كوفي. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقيل: إنه خلاد بن خلف المقري خال محمد بن علي الصيرفي أبي سمينة، له كتاب. يرويه عدة، منهم ابن أبي عمير....
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 13 / ر 23. (*)
________________________________________
[ 185 ]
[ محمد بن علي بن الحسين، عن ابن الوليد، عن سعد والحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن ابن أبي عمير، عن حكم بن حكيم (1). ] وايضا (ر 897): محمد بن علي بن ابراهيم بن موسى أبو جعفر القرشي، مولاهم، صيرفي، ابن أخت خلاد المقرئ، وهو خلاد بن عيسى. وقال الشيخ في الفهرست (ص 66 / ر 260): خلاد بن خالد المقرئ، له كتاب. أخبرنا... عن ابن أبي عمير وصفوان، جميعا عنه. وأيضا (ر 261): خلاد السندي، له كتاب. أخبرنا... عن ابن أبي عمير، عن خلاد السندي. وقال الذهبي في معرفة القراء: خلاد بن خالد، وقيل: ابن عيسى أبو عيسى. وقيل: أبو عبد الله الشيباني، مولاهم، الصيرفي الكوفي، الأحول، المقرئ، صاحب سليم، أقرأ الناس مدة، وحدث... وقرء عليه محمد بن شاذان الجوهري، ومحمد ابن الهيثم: قاضي عكبثراء، وحدث عنه أبو زرعة، وأبو حاتم. وكان صدوقا، توفي سنة عشرين ومائتين. وقال أيضا في سليم بن عيسى الكوفي: قرأ عليه خلف بن هشام، وخالد بن خالد الصيرفي. وأيضا في محمد بن شاذان الجوهري المقري المتوفي سنة 286: قرأ على خلاد بن خالد صاحب (1). وغير ذلك من كلمات القوم مما ذكرناه في محله. وقد ظهر من ذلك أنه إنما عرف حكم بن حكيم بابن عمه خلاد، لكونه من الرواة والمحدثين، والقراء والمقرئين الذين اشتهروا في الخاصة والعامة. (1) الظاهر سقوط (عن أبيه) بعد البرقي، والطريق صحيح، كما تقدم.
________________________________________
(1) - معرفة القراء: ج 1 / ص 139 / ر 51، وص 210 / ر 104، وص 255 / ر 163. (*)
________________________________________
[ 186 ]
[ 354 - حكم بن أيمن الحناط: مولى قريش، أبو علي، جد قفاعة (1) الخمري (2)، وهو أحمد بن علي بن الحكم. وكان أبو الحسن علي بن عبد الواحد الخمري (3) من ولده رحمه الله، يذكر أنه من نهد بن زيد. ] 1 - نسبه ونسبته (1) تقدم ذكر رجال هذا النسب في ترجمة الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الكوفي المعروف بابن الخمري، من مشايخ النجاشي (1)، وأيضا في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة البوشنجي (2)، وفي أحمد بن إسحاق الأشعري (3). وذكرنا ترجمة أيمن أبي الحكم الخمري، وأبي علي بن العباس المقانعي الخمري، وأحمد بن علي بن الحكم بن أيمن، وعلي بن عبد الواحد الخمري، وغيرهم في (أخبار الرواة). (2) الخمري بفتح الخاء المعجمة والميم وبعدهما الراء نسبة إلى خمر، وهو بطن من همدان، وهو خمربن دومان... بن نوف بن همدان، ذكره السمعاني في الأنساب. (3) يروي عنه النجاشي في تراجم الرجال مترحما عليه. وروى عنه كتاب أحمد بن إسحاق الأشعري (ر 225). وله كتاب في المأثور من أعمال الشهور، يروي عنه السيد ابن طاووس في كتابه (الأقبال)، منها في فضل شهر رمضان. ولذا ينسب علي بن عبد الواحد بن علي بن جعفر الخمري بالنهدي.
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 35 / ر 12 من مشايخ النجاشي الذين روى عنهم. (2) - تهذيب المقال: ج 2 / ص 276 / ر 165. (3) - تهذيب المقال: ج 3 / ص 450 / ر 225. (*)
________________________________________
[ 187 ]
[ روى حكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن (عليه السلام) (1). ] 2 - طبقة حكم بن أيمن (1) لا إشكال في أنه في طبقة أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) إلا أنه لاحجة على روايته عنهم (عليهم السلام). فقال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حكم بن أيمن الحناط (1). وقال الشيخ أيضا في أصحابه (عليه السلام) (ص 171 / ر 107): الحكم بن أيمن، مولى قريش الحناط، كوفي. قلت: لم أقف على رواية حكم بن أيمن عن أبي عبد الله، أو عن أبي الحسن (عليهما السلام). وقد روى عن داود الأبزاري، وعن ميمون البان، عن أبي جعفر (عليه السلام) عنه محمد بن أبي عمير، كما روى عن أبان بن تغلب، وأبي بصير، وزيد الشحام، وصدقة الأحدب، ويوسف الطاطري، عن أبي عبد الله (عليه السلام). وروى عنه علي بن الحكم، وعلي بن عقبة، وابن بقاح، ومحمد بن زياد، ومحمد بن أبي عمير، والحسين بن سعيد، وصفوان بن يحيى. كما روى الحكم الحناط عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام). روى عنه صباح الأزرق. وعن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عنه صباح. نعم روى الكليني بإسناد صحيح عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحكم الحناط، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (صلة الرحم، وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار) (2). وروى أيضا بإسناد آخر صحيح، عن النهيكي، عن إبراهيم بن
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 38. (2) - الكافي: ج 2 / ص 152 / ح 14. (*)
________________________________________
[ 188 ]
[... ] عبد الحميد، عن الحكم الخياط، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (حسن الجوار يعمر الديار، ويزيد في الأعمار) (1). قلت: والظاهر اتحاد الخبرين، واختلاف الضبط تارة بالحناط، وأخرى بالخياط، لا يدل على التعدد، كما هو ظاهر للمتدبر. وقد روى الكليني في الصحيح، وأيضا الشيخ في التهذيب بإسناده الصحيح عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن الحكم الخياط، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتقبل الثوب بدرهم، واسلمه بأقل من ذلك، لا أزيد على أن أشقه ؟ قال: (لا بأس بذلك...،) (2) الحديث. ولا إشكال في أن السؤال يقتضي صحة ضبط (الخياط)، وحينئذ فلا وجه لاحتمال الأتحاد، وكون (الخياط) مصحفا عن (الحناط)، وعلى هذا فالذي روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) هو الخياط، وأما الحناط فهو الذي روى عنه كثيرا بل وعن أبي جعفر (عليه السلام) بواسطة الرجال. وقد جمع المحقق الأردبيلي في جامع الرواة الروايات في الحكم بن أيمن، وهو محل نظر. كما أن جزم النجاشي بروايته عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) لابد وأن يكون عولاعلى كتب الرجال، كما عرفت، أو على روايات له عنهما (عليهما السلام) لم تصل إلينا. وعلى كل حال، لو سلم روايته عنهما، فلا دليل على اتحاده مع الحكم الخياط الذي روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) بلا واسطة، فافهم واغتنم.
________________________________________
(1) - الكافي: ج 2 / ص 666 / ح 8. (2) - الكافي: ج 5 / ص 274 / ح 2، تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 210 / ح 925. (*)
________________________________________
[ 189 ]
[ له كتاب (1)، يرويه ابن أبي عمير (2). أخبرني عدة من أصحابنا، عن الحسن بن حمزة الطبري، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن حكم، به (3). 355 - حكم بن القتات (4): ] 3 - كتاب حكم بن أيمن (1) وقد وصفه الشيخ في الفهرست كما يأتي بأنه أصل. (2) الظاهر تعدد رواة كتابه، أو كون رواية من روى عنه غير ابن أبي عمير، ممن تقدم، عن سماع منه من غير كتابة. (3) صحيح على كلام بابن بطة تقدم. وقال الشيخ في الفهرست (ص 62 / ر 236): الحكم بن أيمن، له أصل. أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحكم بن أيمن. قلت: وطريق الشيخ إلى أصله فيه إشكال آخر بأبي المفضل، لكن قد سبق دفعهما، وللكليني والشيخ، وغيرهما، طرق صحاح إليه، ذكرناها في (المشيخات). ثم إن رواية محمد بن أبي عمير وصفوان، ممن ذكرهما الشيخ في العدة، فيمن عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقة، وكذا رواية غيرهما من الثقات عنه تؤكد وثاقته، وصحة رواياته. (4) قال العلامة في الخلاصة في القسم الأول: الحكم القتات، كوفي، ثقة، قليل الحديث (1).
________________________________________
(1) - خلاصة الأقوال: ص 60 / ر 3. (*)
________________________________________
[ 190 ]
[ كوفي، ثقة، قليل الحديث. له كتاب، يرويه عنه أبو القاسم عبد الرحمان بن أبي هاشم البجلي. أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن حكم، بكتابه (1). 356 - حمدان بن المعافا (2): ] وقال الحسن بن داود الحلي في القسم الاول: حكم القتات، بالقاف والتائين المثناتين فوق، (قر، ق) كوفي، قليل الحديث (1). (أي من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)). قلت: ولعل الأصل فيما ذكراه العلامة ثم ابن داود عنه، رجال أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني من أصحاب الصادق (عليه السلام). كما يأخذ العلامة عن ابن عقدة كثيرا في كتابه، مصرحا باسمه. ولا يضر عدم ذكره أنه من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) أو ذكر وسقط عن نسخ الخلاصة. (1) موثق بحميد الثقة الواقفي، بناءا على وثاقة القاسم بن محمد بن الحسين ابن حازم بن حبيب من مشايخ أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الثقة الجليل. وظاهر المتن تفرد رواة كتاب الحكم بعبد الرحمان بن محمد بن أبي هاشم البجلي الكوفي الثقة الثقة الجليل، الذي تأتي ترجمته (ر 623). 1 - اسمه (2) الموجود في نسخ رجال النجاشي ضبط اسمه: حمدان. وكذا في مجمع
________________________________________
(1) - كتاب الرجال لابن داود: ص 83 / ر 513. (*)
________________________________________
[ 191 ]
[... ] الرجال وكتب من أخذ عن رجال النجاشي كالعلامة ومن بعده. قال في الخلاصة في القسم الأول: حمدان بن المعافي، أبو جعفر الصبيحي، من قصر صبيح، مولى جعفر ابن محمد (عليهما السلام)، روى عن الكاظم والرضا (عليهما السلام)، دعوا له. ونحوه في رجال ابن داود (1). قلت: يحتمل كونه ابن معافى بن عمران الذي ذكره في الفهرست بكتابه (ص 169 / ر 739). وقال ابن قولويه في كامل الزيارات: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، عن حمران بن المعافا، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان، غفر الله له ما تقدم من ذنوبه، وما تأخر)، الحديث (2). وقال ابن داود في الرجال: أحمد بن معافى، د، فج، ثقة (3). قلت: نسخة رجال الشيخ خالية منه. وروى الشيخ الطوسي في أماليه، عن شيخه هلال الحفار، عن عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر الكوفي، بواسط، قال: حدثنا أحمد بن المعافى بقصر صبيح، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن
________________________________________
(1) - خلاصة الأقوال: ص 62 / ر 1، كتاب الرجال لابن داود: ص 85 / ر 536. (2) - كامل الزيارات: ص 174 / ب 71 / ح 7. (3) - كتاب الرجال لابن داود: ص 45 / ر 138. (*)
________________________________________
[ 192 ]
[ أبو جعفر (1)، الصبيحي (2)، ] جبرئيل، عن ميكائيل، عن اسرافيل (عليهم السلام) عن القلم، عن اللوح، عن الله تعالى: (علي حصني، من دخله أمن ناري) (1). وروى ابن طاووس في كتابه اليقين، عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه: الرسالة الموضحة، بخطه في النظامية العتيقة، بإسناده عن أبي الحسين محمد ابن معمر الكوفي، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن المعافى، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده جعفر (عليهم السلام) قال: (يوم غدير خم يوم شريف عظيم، أخذ الله الميثاق لأمير المؤمنين (عليه السلام) أمر محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينصبه للناس علما...)، الحديث بطوله (2). قلت: وعن بعض النسخ أيضا: (محمد بن المعافى). وروى العلامة المجلسي في البحار عن ابن طاووس في اليقين، عن المظفر، عن محمد بن معمر، عن حمدان المعافى، عن علي بن موسى، الحديث (3). 2 - كنيته (1) إن التكني بأبي جعفر كما في المتن يناسب كون الضبط لاسمه: أحمد، على ما في بعض الروايات. 3 - لقبه ونسبته (2) يظهر مما ذكره شيخ الطائفة في الرجال فيمن لم يرو عنهم، في ابن
________________________________________
(1) - الأمالي للطوسي: ص 353 / المجلس 12 / ح 729. (2) - اليقين: ص 372 / ب 132. (3) - بحار الأنوار: ج 37 / ص 324 / ح 58. (*)
________________________________________
[ 193 ]
[ من قصر صبيح (1)، مولى جعفر بن محمد (عليهما السلام) (2). روى عن موسى والرضا (عليهما السلام) (3). معمر الكوفي (ص 500 / ر 60)، انه كان رجلا مشهورا ومعروفا بلقبه ونسبته يعرف به الرجال (الصبيحي)، فقال: محمد بن علي بن معمر الكوفي، يكنى أبا الحسين، صاحب الصبيحي، سمع منه التلعكبري، سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وله منه إجازة. (1) خلافا للسمعاني، الذي زعم في أنسابه أن الصبيحي منسوب إلى رجل، وذكر أنه من تلامذة أبي يوسف القاضي. فقال أبو الحسين محمد بن علي بن معمر الكوفي، من مشايخ إجازة شيخ الطائفة في وقته هارون بن موسى التلعكبري البغدادي: حدثنا أحمد بن المعافي بقصر صبيح. وسيأتي حديثه. 4 - طبقته (2) إن شيخنا النجاشي جعل حمدان الصبيحي في طبقة أصحاب الصادق (عليه السلام) بمولويته له، وفي أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام) بالرواية عنهما، ولم أحضر عاجلا رواياته عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام) لكن ما ذكره النجاشي (رحمه الله) كاف حجة على ذلك، إلا أن يكون ما رواه في كتاب الأهليلجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) على ما يأتي ذكره. (3) روى الشيخ الطوسي في أماليه، كما تقدم بإسناده عن أبي الحسين محمد ابن علي بن معمر الكوفي الواسطي، عن أحمد بن المعافى بقصر صبيح، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن الله تعالى: (علي حصني، من دخله أمن ناري).
________________________________________
[ 194 ]
[ وروى عنه مسعدة بن صدقة (1) وغيره (2). له كتاب شرايع الدين (3)، ] قلت: ولعله من ذلك ما رواه في شرايع الدين عن ابي الحسن موسى الرضا (عليه السلام)، كما يأتي في كتابه. (1) إن رواية مسعدة بن صدقة الثقة الذي عد من العامية البترية البصرية من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) عن حمدان بن المعافا، تشير إلى علو طبقته وحاله، على خفاء في رواية مثله عن حمدان الذي عده فيمن روى عن أبي الحسن موسى والرضا (عليهما السلام) وأنهما دعوا له. (2) مثل محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، العين، الثقة في الحديث، المسكون إلى روايته، من أصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام) كما في كامل الزيارات (1). (3) لعله الذي للأمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) وهو أربعمائة حديث في الشرائع، أملاها على المأمون العباسي حين سأله أن يجمع له اصول الدين والحلال. أخرجه الصدوق في كتاب العيون بأسانيده، عن الفضل بن شاذان، قال: سأل المأمون علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أن يكتب له محض الاسلام على سبيل الأيجاز والأختصار، فكتب (عليه السلام) له: (إن محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...)، الحديث بطوله (2). وفيه ذكر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وساير شرايع الدين، ومحارم الله، آخرها: والأصرار على الذنوب. قلت: ذكر شيخنا صاحب الذريعة: إنه كانت نسخة منه في مكتبة المولى
________________________________________
(1) - كامل الزيارات: ص 174 / ب 71 / ح (عليه السلام). (2) - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 / ص 121 - 127 / ب 35 / ح 1 - 3. (*)
________________________________________
[ 195 ]
[ وكتاب الأهليلجة (1). أخبرنا محمد بن علي بن الكاتب، قال: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر، عن حمدان بن معافا (2). قال ابن نوح: مات حمدان سنة خمس وستين ومائتين، ] محمد علي الخوانساري في النجف الاشرف (1)، فلا حظ. كما يحتمل أنه الذي للأمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام). رواه الصدوق في الخصال بإسناده، عن الأعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: (هذه شرايع الدين لمن أرد أن يتمسك بها، وأراد الله هداه، اسباغ الوضوء،... والأصرار على صغائر الذنوب). ثم قال (عليه السلام): (إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) (2). (1) قد صنف من أصحابنا الأقدمين كتبا باسم كتاب الأهليلجة: منها: ما كتبه الأمام الصادق (عليه السلام) إلى مفضل بن عمر الجعفي في التوحيد، ويأتي في ترجمته (ر 1115). ومنها: كتاب الأهليلجة لأبي سليمان بن داود بن كثير الرقي من أصحاب الصادق (عليه السلام) يأتي في ترجمته (ر 410). ومنها: كتاب الأهليلجة لاسماعيل بن مهران السكوني الثقة المعتمد من أصحاب الصادق والرضا (عليهما السلام) تقدم ترجمته (3). (2) صحيح على الأظهر بوثاقة شيخ النجاشي الكاتب، شيخ هارون بن معمر.
________________________________________
(1) - الذريعة: ج 13 / ص 51 / ر 164. (2) - الخصال: ص 603 - 610 / ح 9. (3) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 394 / ر 49. (*)
________________________________________
[ 196 ]
[ لما دخل أصحاب العلوي البصري (1) قسين (2)، ] (1) الظاهر أن العلوي البصري هو صاحب الزنج الفتاك الذي خرج من البصرة، وأكثر القتل والتخريب والأحراق على الناس والسبي، بما لم يسمع مثله. قال المسعودي في مروج الذهب: وفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين كان بدو الفتنة بين البلالية والسعدية بالبصرة، وما نتج من ذلك من ظهور صاحب الزنج - إلى أن قال: - وكان خروج صاحب الزنج بالبصرة في سنة خمس وخمسين ومائتين...، وغلب على البصرة في سنة سبع وخمسين ومائتين...، وقتل ليلة السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين ومائتين، وذلك في خلافة المعتمد... (1). وقال الطبري في تاريخه: وللنصف من شوال من هذه السنة ظهر في فرات البصرة رجل زعم أنه من ولد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وجمع إليه الزنج... (2). (2) أهمل الحموي ونظرائه ذكر قسين، ولم أحضر من ذكر دخول أصحاب صاحب الزنج قسين. نعم ذكره الطبري في تاريخه، في حوادث سنة 250، وفي خروج يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد الشهيد بالكوفة. قال: فصار إلى موضع يقال لها بستان، أو قريبا منه على ثلاثة فراسخ من جنبلاء... حتى قصد يحيى نحو البحرية، قرية بينها وبين قسين خمس فراسخ (3). وذكره المسعودي في مروج الذهب (4).
________________________________________
(1) - مروج الذهب: ج 4 / ص 181 و 194. (2) - تاريخ الطبري: ج 9 / ص 410 / وقايع سنة 255. (3) - تاريخ الطبري: ج 9 / ص 267 - 268. (4) - مروج الذهب: ج 4 / ص 63. (*)
________________________________________
[ 197 ]
[ وأحرقوها (1). وقال ابن معمر: إن أبا الحسن موسى والرضا (عليهما السلام) دعوا له (2). 357 - حمدان بن سليمان: أبو سعيد النيشابوري (3)، ثقة، من وجوه أصحابنا. ذكر ذلك أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد. أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا علي بن محمد بن سعيد القزويني، قال: حدثنا حمدان. ] (1) ثم إن ظاهر عبارة النجاشي ارتباط موت حمدان بدخول أصحاب العلوي البصري قسين، وإحراقها، وإنه استند إلى ذلك، فتدبر. (2) ذكر دعائهما له، مدح له. 1 - نسبه ونسبته وطبقته ووثاقته (3) قد كناه جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي بأبي الخير، كما في الكشي في ترجمة عبد الله بن العباس. وقد ذكرنا سليمان بن المعتمر، وسعيد بن سليمان النيسابوري في (أخبار الرواة)، وفيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) معه. وقد أهمل النجاشي ذكر من روى عنهم من الأئمة (عليهم السلام) مع أن الشيخ (رحمه الله) ذكره فيمن روى عنهم (عليهم السلام). فقال الشيخ في أصحاب الرضا (عليه السلام) (ص 374 / ر 30): حمدان بن سليمان
________________________________________
[ 198 ]
[... ] النيشابوري. وأيضا في أصحاب الهادي (عليه السلام) (ص 414 / ر 24): حمدان بن سليمان بن عميرة، نيشابوري، المعروف بالتاجر. وأيضا في أصحاب العسكري (عليه السلام) (ص 430 / ر 4): حمدان بن سليمان، نيشابوري. وأيضا فيمن لم يرو عنهم (ص 472 / ر 58): حمدان بن سليمان النيشابوري، روى عنه محمد بن يحيى العطار. قلت: لا يناقض عده فيمن لم يرو عنهم مع عدة من أصحاب الرضا، والهادي، والعسكري (عليهم السلام) كما وقع ذلك في كثير من الرواة، أعدهم الشيخ في الموضعين، فيتوهم التناقض، وليس كذلك. فقد حققنا في محله مفصلا، وأشرنا في أجزاء هذا الكتاب كرارا، أن ظاهر ذكرهم في طبقات أصحابهم أنهم رووا عن الأئمة (عليهم السلام)، وظاهر ذكرهم فيمن لم يرو عنهم لأفادة أنهم رووا عن غيرهم، سواء رووا عنهم أيضا، أو لا. فإن التمييز على الأول بروايتهم عنهم، وعلى الثاني بمن روى عن هؤلاء من تلاميذهم، كما عرفه في المقام برواية محمد بن يحيى العطار، عنه. ثم إن قول الشيخ: (المعروف بالتاجر) لا يدل على حصر من عرف بالتاجر به، فقد وصف به جعفر بن أحمد بن أيوب والحسين بن إسحاق أيضا، كما حققناه في محله. وقد يعبر عنهم بابن التاجر أيضا. وقد تقدم في جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف بابن التاجر ما ينفع المقام كثيرا (1).
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 4 / ص 356 / ر 310. (*)
________________________________________
[ 199 ]
[... ] 2 - رواية حمدان عن أبي الحسن الرضا عليه السلام روى حمدان بن سليمان أبو سعيد النيشابوري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، تفسير قوله تعالى يشرح صدره للأسلام، كما ذكره الشيخ في أصحابه، وذكرناه في (الطبقات)، ورواه الصدوق في معاني الأخبار عن شيخه عبد الواحد ابن محمد بن عبدوس العطار، بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) عن قول الله عز وجل فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للأسلام ؟ قال: (من يريد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا...)، الحديث (1). ورواه في كتابه التوحيد (2) مثله، وقال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بنيسابور. وكان له أيضا مكاتبة مع أبي الحسن الرضا (عليه السلام). فروى الصدوق في التوحيد، بهذا الأسناد، عن حمدان بن سليمان، قال: كتبت إلى الرضا (عليه السلام) أسأله عن أفعال العباد، أمخلوقة هي أم غير مخلوقة ؟ فكتب (عليه السلام): (أفعال العباد مقدرة في علم الله عز وجل قبل خلق العباد بألفي عام (3). وبذلك نكتفي، وتمام ذلك في كتابنا (طبقات أصحاب الرضا (عليه السلام). وقد أشرنا إلى ذلك، لئلا يتوهم تمامية ما ذكره النجاشي، ولا خلو بعض نسخ رجال الشيخ عن ذكره في أصحابه (عليه السلام).
________________________________________
(1) - معاني الأخبار: ص 145 / باب معنى الجرح / ح 2، والاية في سورة الأنعام / 125. (2) - التوحيد: ص 243 / ب 25 / ح 4. (3) - التوحيد: ص 416 / ب 64 / ح 16. (*)
________________________________________
[ 200 ]
[... ] 3 - حمدان من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام قال الشيخ في أصحاب الهادي (عليه السلام) (ص 414 / ر 24): حمدان بن سليمان بن عميرة، نيسابوري، المعروف بالتاجر. وأيضا في أصحاب العسكري (عليه السلام) (ص 430 / ر 4): حمدان بن سليمان، نيشابوري. وأيضا فيمن لم يرو عنهم: (ص 472 / ر 58): حمدان بن سليمان النيشابوري، روى عنه محمد بن يحيى العطار. قلت: لا إشكال في إدراك حمدان النيشابوري أبا جعفر الجواد (عليه السلام) إلا أنه لم يذكر في أصحابه، ولم أحضر عاجلا له رواية عنه (عليه السلام) ولا عن أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكريين (عليهما السلام). نعم رواية من روى عنهم، ورواية أصحابنا عنه، تشير إلى طبقته، وإلى صحة روايته عنهم (عليهم السلام). 4 - مشايخ حمدان بن سليمان قد روى عن جماعة من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) منهم: 1 - علي بن محمد بن جهم من أصحاب الرضا (عليه السلام) كما في التوحيد (1). روى عنه، عنه مجالس الرضا (عليه السلام) مع المأمون العباسي. 2 - عبد الله بن محمد اليماني، فروى ابن قولويه عن أبيه ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن أبي وهب البصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث فضل زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن الله تعالى يزوره مع
________________________________________
(1) - التوحيد: ص 74 / ب 2 / ح 28، وص 121 / ب 8 / ح 24، وص 1 32 / ب 9 / ح 14. (*)
________________________________________
[ 201 ]
[... ] الملائكة والأنبياء والمؤمنين (عليهم السلام) في كل ليلة جمعة (1). وروى المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني حديث: أن مواريث الأنبياء عند الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) (2)، وحديث: إرسال سورة البرائة مع أمير المؤمنين (3) (عليه السلام) وحديث: فتح خيبر بيد علي (عليه السلام)، عن علي بن محمد بن علي بن سعد، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني (4). وقد روى ابن قولويه أيضا عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن حمدان بن سليمان النيسابوري أبي سعيد، عن عبد الله بن محمد اليماني، فضل زيارة الحسين (5) (عليه السلام). وروى الكشي في ترجمة عبد الله بن عباس (ص 55 / ر 105)، عنه، عنه. 3 - محمد بن إسماعيل بن بزيع الثقة من أصحاب الرضا (عليه السلام) فروى الصدوق في كمال الدين عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عنه حديث أخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالغيبة لمهدي آل محمد (عليهم السلام) (6). 4 - أحمد بن عبد الله بن جعفر الهمداني، فروى الصدوق (7) فيمن أنكر القائم (عليه السلام)
________________________________________
(1) - كامل الزيارات: ص 38 / ب 10 / ح 1. (2) - الأختصاص: ص 269. (3) - الأختصاص: ص 200. (4) - الأختصاص: ص 327. (5) - كامل الزيارات: ص 158 / ب 65 / ح 5. (6) - كمال الدين: ج 1 / ص 287 / ب 25 / ح 5 و 6. (7) - كمال الدين: ج 2 / ص 411 / ب 39 / ح 6. (*)
________________________________________
[ 202 ]
[... ] عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عنه، عن أحمد بن عبد الله بن جعفر الهمداني. 5 - الصقر بن أبي دلف، من أصحاب الجواد (عليه السلام). فروى الصدوق (1) عنه النص على الأمام القائم (عليه السلام). 6 - محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني من أصحاب الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، كما في رجال الكشي في عمار بن ياسر (ص 31 / ر 59). 5 - من روى عن حمدان النيسابوري روى جماعة عن حمدان بن سليمان النيسابوري، منهم: 1 - محمد بن يحيى العطار القمي، الثقة، من مشايخ الكليني، الذي روى عنه كتابه. 2 - جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي، الثقة، الصحيح مذهبا وحديثا، المعروف بابن التاجر، من مشايخ العياشي المتقدم ترجمته (2)، كما في الكشي في ترجمة عبد الله بن عباس وعمار بن ياسر. 3 - علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، المتقدم في ذكر مشايخ حمدان. 4 - أحمد بن إدريس القمي الثقة، من مشايخ الكليني، كما تقدم ذكره. 5 - علي بن محمد بن علي بن سعد، كما تقدم أيضا. 6 - محمد بن سعيد القزويني، الذي روى النجاشي كتابه عنه
________________________________________
(1) - كمال الدين: ج 2 / ص 378 / ب 36 / ح 3. (2) - تهذيب المقال: ج 4 / ص 353 / ر 308. (*)
________________________________________
[ 203 ]
[ وأخبرنا ابن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن حمدان، بكتابه (1). 358 - حمدان بن إسحاق الخراساني (2): له كتاب علل الوضوء، وكتاب النوادر. ] (1) السند الأول، فيه كلام بمحمد بن سعيد القزويني فلم أجد له توثيقا، إلا أن رواية محمد بن الحسن بن الوليد، شيخ القميين ووجههم العارف بالحديث وأهله، النقاد البصير، تشير إلى وثاقته. والسند الثاني صحيح، بناءا على وثاقة عامة مشايخ النجاشي وهارون بن موسى التلعكبري، الذي روى عن أحمد ابن محمد بن يحيى. وقال الشيخ في الفهرست (ص 63 / ر 240): حمدان بن سليمان النيسابوي، له كتاب. أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان. قلت: وطريقه صحيح بلا إشكال. وللمشايخ إليه طرق غير هذه الطرق، أشرنا إلى بعضها عند ذكر رواياته. (2) ذكرناها في (الأنساب). ولا يبعد كون أبيه إسحاق بن بشير أبي حذيفة الكاهلي الخراساني الثقة، من أصحاب الصادق (عليه السلام) والمصنفين الذي ذكرنا ترجمته في (تهذيب المقال) (1)، وفي (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام).
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 3 / ص 82 / ر 171. (*)
________________________________________
[ 204 ]
[... ] وكان حمدان بن إسحاق من أصحاب أبي جعفر الجواد وأبي الحسن الهادي (عليهما السلام)، فروى محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)...، الحديث (1)، كما يأتي مع تفاوت وزيادة. وروى ابن المشهدي أيضا في المزار بالأسناد عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق النيشابوري، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك، ما لمن زار قبر أبيك بطوس ؟ فقال: (من زار أبي (عليه السلام) بطوس، غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر)، الحديث (2). وقد روى الكليني في الكافي، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق، قال: كان له ابن - إلى أن قال: - فكتبت إلى أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فوقع لي بخطه: (يا أحمد ليس عليك فيما فعلت شئ)، الحديث (3). قلت: وليس هو حمدان بن إسحاق الزنجاني القزويني الذي ذكره البرقي في أصحاب الهادي (عليه السلام) وذكرناه في (أخبار الرواة).
________________________________________
(1) - الكافي: ج 4 / ص 585 / ح 3. (2) - المزار لابن المشهدي: ص 787. مخطوط عليه إجازة شيخنا المجلسي، وانتقل إلى الشيخ النوري صاحب المستدرك، وعليه خطه، ثم خط الشيخ عباس القمي صاحب سفينة البحار وسائر الكتب القيمة، وكان ممن انتقل إلى الشيخ الحجة الهمداني، المعروف بالشيخ شير محمد الهمداني، ورأيته وكان عندي برهة من الزمن فأخذت الحديث منه. وهو مصدر ما حكيت عنه في مؤلفاتي، (من المؤلف). (3) - الكافي: ج 2 / ص 96 / ح 6. (*)
________________________________________
[ 205 ]
[ 359 - حمدان بن المهلب القمي (1): له كتاب، يرويه محمد بن أبي عمير (2). ] (1) الموجود في النسخ والكتب التي حكى فيها كلام النجاشي ومجمع الرجال للقهپائي الضبط ب‍ (القمي)، ولا يبعد التصحيف عن (العمي) بالعين المهملة، قبيلة معروفة نازلين بالأهواز، من الأزد، ذكرناهم في (الأنساب) بتفصيل أخبارهم ورواتهم. وقد تقدم ما ينفع المقام في أحمد بن إبراهيم بن المعلى بن أسد العمي (1). وذكرنا أباه المهلب بن ظالم بن سراق أبا صفرة الأزدي البصري في (الطبقات) و (أخبار الرواة). وكان جده ظالم بن سراق من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي قدم عليه بعد الجمل، وقال له: (أما والله لو شهدتك ما قاتلك أزدي). وقال الشيخ في أصحابه: وكان شيعيا، فمات بالبصرة، وصلى عليه علي (عليه السلام). قلت: ويشهد لما ذكرناه رواية محمد بن أبي عمير الأزدي الثقة، الذي لا يروي إلا عن الثقة، عنه. وذكرناه في مشايخه في كتابنا المؤلف فيه. وليس هو المهلب بن قيس الذي ذكرناه أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام). (2) إن رواية ابن أبي عمير الثقة من أصحاب الأجماع، وممن لا يروي إلا عن الثقة - وهو من أكابر أصحاب الكاظم والرضا (عليهما السلام) ومن صغار أصحاب الصادق (عليه السلام) - عن حمدان، تقتضي كونه من ثقات أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام). كما حققناه في ترجمته وفي (طبقات أصحابه (عليه السلام)).
________________________________________
(1) - تهذيب المقال: ج 3 / ص 504 / ر 239. (*)
________________________________________
[ 206 ]
[ 360 - حارث بن عبد الله التغلبي: كوفي، ضعيف. له كتاب. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي، قال: حدثنا الحارث، به (1). 361 - حارث بن المغيرة النصري (2): ] (1) ذكره العلامة، وابن داود في القسم الثاني، وذكرا ضعفه بلا إشارة إلى وجهه. وتبعهم من تأخر، حتى ذكره ابن حجر في لسان الميزان (1) بكلام النجاشي، مع أن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الثقة في الحديث، العارف الخبير بالرواة والروايات، قد روى عنه بواسطة شيخه الذي أكثر الرواية عنه، وهو محمد بن سالم الأزدي، بل قد أكثر شيخنا النجاشي الرواية عنه، عنه كتب جماعة ممن ذكرهم في الرجال، في إبراهيم بن مهزم الأسدي (2)، وذكرنا تفصيل أحواله في (أخبار الرواة). ولم أقف على موجب لتضعيف حارث التغلبي برواياته، أو بمن روى عنهم، أو بمن روى عنه، حيث إنه لم أعرف في التغلبيين المذكورين في الرواة ورواياتنا مذموما، وقد أحصيناهم في (الأنساب). 1 - نسب حارث بن المغيرة ونسبته وكنيته (2) يحتمل كون الضبط بفتح النون، والضاد المعجمة في آخرها الراء،
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 154 / ر 678. (2) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 340 / ر 31. (*)
________________________________________
[ 207 ]
[ من بني نصر بن معاوية (1)، بصري (2). ] وينسب إليها جماعة ذكرهم السمعاني في الانساب، وقال: هذه النسبة الى بني النضير، جماعة من اليهود. كما ذكر أيضا النضري بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وفي آخرها الراء، وهذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها أبو عبد الله الحسين ابن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم النضري المروزي، وذكر جماعة ممن نسب إليه. ولعله على ذلك الضبط في كثير من نسخ كتب الرجال والحديث، لكن النجاشي والشيخ قد دفعا هذا الاحتمال بقولهما من بني نصر بن معاوية. (1) كما قال السمعاني في الأنساب، هذه النسبة إلى بني نصربن معاوية بن بكر ابن هوازن بن مالك بن عوف، أخي جشم بن معاوية، والمشهور بالانتساب إليها مالك ابن أوس بن الحدثان النصري المدني، من تابعي المدينة... توفي سنة اثنتين وتسعين. (2) يأتي عن البرقي أنه كوفي، كما يأتي عن الشيخ تكنيته بأبي علي، وتلقيبه ببياع الزطي. قلت: قد كني بولده علي، أكبر ولديه الذين أنعم الله تعالى عليه بهما في كبره، بمنه وبشفاعة إمام زمانه. فروى الكليني في الكافي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن الحارث النصري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني من أهل بيت قد انقرضوا، وليس لي ولد، فقال: (ادع وأنت ساجد. رب هب لي من لدنك وليا يرثني، وهب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين)، قال: ففعلت، فولد لي علي، والحسين (1).
________________________________________
(1) - الكافي: ج 6 / ص 8 / ح 2. (*)
________________________________________
[ 208 ]
[... ] وقال ابن حجر في لسان الميزان: الحارث بن المغيرة النصري، بالنون الموحدة، روى عن الباقر وأخيه زيد بن علي وجعفر بن محمد، رضى الله عنهم. ذكره الطوسي، وابن النجاشي في رجال الشيعة، ووثقاه. وقال علي بن الحكم: كان من أورع الناس. روى عنه ثعلبة بن ميمون، وهشام بن سالم، وجعفر بن بشير وآخرون (1). 2 - طبقته وروايته عن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام روى الحارث بن المغيرة عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي الكوفي، من خواص أصحاب أمير المؤمنين، صلوات الله عليه، ومن شرطة الخميس من أصحابه. فروى الكليني في الكافي عن علي بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني منذر بن محمد بن قابوس، عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته متفكرا ينكث في الأرض. فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكث في الأرض، أرغبة منك فيها ؟ فقال: (لا والله، ما رغبت فيها، ولا في الدنيا، يوما قط، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما، تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون)، الحديث. ورواه النعماني في الغيبة عن الكليني في اصول الكافي (2).
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 160 / ر 698. (2) - الكافي: ج 1 / ص 338 / ح 7 والغيبة للنعماني: ص 60 / ح 4. (*)
________________________________________
[ 209 ]
[ روى عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) ] ورواه الصدوق بأسانيد عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الأصبغ بن نباتة في كمال الدين (1) نحوه. ورواه المفيد في الاختصاص (2) عن ابن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن المنذر بن محمد، عن النضر بن السندي، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، الحديث نحوه. ورواه الشيخ في الغيبة (3) عن عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي نحوه. وأيضا عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون الحديث نحوه. ورواه المسعودي في إثبات الوصية، والطبري في دلائل الأمامة وغيرهم بطرقهم. 3 - رواية الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر عليه السلام (1) قال الشيخ في أصحاب الباقر (عليه السلام) (ص 117 / ر 42): الحارث بن المغيرة النصري، يكنى أبا علي، من بني نصر بن معاوية. وقال ابن حجر في ترجمته: روى عن الباقر، وأخيه زيد بن علي.... قلت: روى الحارث بن المغيرة النصري عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام). وروى عنه جماعة، منهم الحسين بن المختار، وأبان بن عثمان، وأبي اسحاق، وغيرهم،
________________________________________
(1) - كمال الدين: ج 1 / ص 289 / ب 26 / ح 1. (2) - الاختصاص: ص 209 في الأئمة الاثني عشر. (3) - الغيبة: ص 164 / ح 127. (*)
________________________________________
[ 210 ]
[ وجعفر (1) وموسى بن جعفر (عليهما السلام) (2)، ] ذكرناهم في (طبقات اصحابه (عليه السلام))، وان رواياته عنه في فضائل امير المؤمنين وسائر الأئمة (عليه السلام) وفيها: أن عليا (عليه السلام) كان محدثا، وكان كصاحب موسى، وكصاحب سليمان، ومثل ذي القرنين. 4 - روايته عن أبي عبد الله عليه السلام (1) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): الحارث بن المغيرة النصري، كوفي (1). وقال الشيخ في أصحابه (ص 179 / ر 233): الحارث بن المغيرة النصري، أبو علي، أسند عنه، بياع الزطي. وقال ابن حجر في لسانه: روى.... عن جعفر بن محمد (عليهما السلام).... قلت: روى الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) كثيرا. وروى عنه، عنه (عليه السلام) جماعة من أعيان الثقات، مثل صفوان بن يحيى، وأبان بن عثمان، ومحمد بن أبي عمير، والحسن بن محبوب، وثعلبة بن ميمون الفقيه، والفضل ين يسار، وعبد الله بن مسكان، ويونس بن عبد الرحمان، وحماد، وأبي أيوب، وأبي بصير، وأبي بكر الحضرمي، وجعفر بن بشير البجلي، والحلبي، ونظرائهم، قد أحصيناهم برواياتهم في ترجمته في (طبقات أصحاب الصادق (عليه السلام). 5 - روايته عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام (2) قد انفرد شيخنا النجاشي بذكر الحارث بن المغيرة ممن روى عن موسى
________________________________________
(1) - كتاب الرجال للبرقي: ص 39. (*)
________________________________________
[ 211 ]
[ وزيد بن علي (عليه السلام) (1). ثقة ثقة (2). ] ابن جعفر (عليهما السلام) أو ممن صحبه، ولم أقف فيما أحضره عاجلا على روايته عنه (عليه السلام). (1) ربما يوهم ذكر رواية الحارث النصري عن زيد بن علي، الأيماء إلى ميله إلى زيد، وإلا فالاشارة إلى روايته عن الأصبغ بن نباتة ونظرائه من الأقدمين كان أولى، إلا أن يكون نظرا إلى عدم روايته عن غير الأئمة (عليهم السلام) غير زيد من أهل البيت (عليهم السلام). وروايته عن حمدان ونحوه في بعض الروايات لا تخلو عن تصحيف، وتحقيقه في محله. 6 - وثاقته ومنزلته (2) إن توثيق النجاشي له مرتين، يدل على نهاية الوثوق بالحارث مذهبا وعملا ورواية. وربما يشر إليه قول الشيخ في حقه كما تقدم: (أسند عنه)، وأيضا ما رواه في الصحيح أبو عمرو الكشي (ص 337 / ر 620): حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن يونس بن يعقوب، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: (أما لكم من مفزع، أما لكم من مستراح تستريحون إليه، ما يمنعكم من الحرث بن المغيرة النصري). وأيضا ما رواه الكليني في الكافي بإسناده عن أبي مخلد السراح، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لاسماعيل حقيبة والحرث النصري: (اطلبا لي جارية من هذا الذي يسمونه كدبانوجه، تكون مع أم فروة) (1)، الحديث.
________________________________________
(1) - الكافي: ج 6 / ص 197 / ح 15. (*)
________________________________________
[ 212 ]
[... ] 7 - ولائه وحسن معرفته واعتقاده إن روايات الحارث بن المغيرة النصري، تدل على علو شأنه ورفعة منزلته وإيمانه، وحسن معرفته بالأئمة (عليهم السلام) وكماله في الخصال الحميدة، وفيها روايات في تفسير الايات وتأويلها. فمنها: ما رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) العلائم الأربع التي يعرف بها الأمام من الله تعالى، رواه الصدوق في الخصال (1) بإسناد صحيح، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري. ومنها: ما روى أيضا في الخصال بإسناد صحيح، عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: (ستة لا تكون في المؤمن: العسر، والنكد، واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي) (2). ومنها: ما روى أيضا بأسانيد صحاح عن علي بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين دفن فاطمة (عليها السلام)، في حديث طويل قال لهما فيه: (أما ما ذكرتما أني لم أشهد كما أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنه قال: لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره، فلم أكن لاذنكما لذلك، وأما إكبابي عليه، فإنه علمني ألف حرف، الحرف يفتح ألف حرف، فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
________________________________________
(1) - الخصال: ص 200 / ح 12. (2) - الخصال: ص 325 / ح 15. (3) - الخصال: ص 648 / ح 40. (*)
________________________________________
[ 213 ]
[ له كتاب، يرويه عدة من أصحابنا. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان، قال: حدثنا علي بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت، قال: حدثنا محمد بن بكر بن جناح والحسن بن محمد بن سماعة، جميعا عن صفوان، عن الحارث (1). ] ومنها: ما روى عن ابي عبد الله (عليه السلام) حديث هلاك الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا ثلاثة ثم لحقهم أربع، فصاروا سبعة، رواه المفيد في الأختصاص في الصحيح، عن الحسن ابن محبوب، عن الحارث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث فيه: (أي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر: سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد، ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري، وحذيفة، وأبو عمرة، فصاروا سبعة (1). ورواه الكليني في الروضة (2) بإسناده، عن أبان بن عثمان، عنه، والكشي في سلمان (ص 11 / ر 24) أيضا نحوه. 8 - كتابه (1) موثق بابني جناح، وسماعة الواقفيين الثقتين، على كلام بمحمد بن أحمد بن ثابت أبي عبد الله الكلابي الذي روى النجاشي عنه كتب جماعة، منهم: الحسن بن علي بن يقطين المتقدم (3)، وهو ممن روي الثقات عنه، وأبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني الخبير البصير بالرواة والروايات. وقال الشيخ في الفهرست (ص 65 / ر 255): الحارث بن المغيرة النصري،
________________________________________
(1) - الاختصاص: ص 5. (2) - الكافي: ج 8 / ص 253 / ح 356. (3) - تهذيب المقال: ج 2 / ص 66 / ر 91. (*)
________________________________________
[ 214 ]
[ 362 - حارث بن عمران الجعفري كلابي (1)، كوفي. ] الحسين، عن صفوان بن يحيى، عنه. قلت: وطريقه صحيح، بناءا على وثاقة ابن أبي جيد من مشايخه ومشايخ النجاشي. وطريق الصدوق إليه في المشيخة: وما كان فيه عن الحارث بن المغيرة النصري، فقد رويته، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان ومحمد بن أبي عمير، جميعا عن الحارث بن المغيرة النصري (1). قلت: وطريقه أيضا صحيح، بناءا على وثاقة شيخه ماجيلويه. (1) المعروف في النسبة إلى جعفري هو المنسوب إلى جعفر بن أبي طالب الشهيد الطيار، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). وهم كثيرون. وقال السمعاني: هذه النسبة إلى رجلين أولهما جعفر بن أبي طالب الطيار...، والرجل الاخر: قاسم بن كعب الجعفري منسوب إلى بني جعفر بن كلاب.... قلت: ويؤكد ذلك رواية زكريا بن يحيى الكلابي الجعفري الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) بكتابه، وقد ذكرناه في (الأنساب). قال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 179 / ر 237): الحارث بن
________________________________________
(1) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 51 / ر 121. (*)
________________________________________
[ 215 ]
[ ثقة (1). ] عمران الجعفري الكلابي، اسند عنه. وقال العلامة في الخلاصة: الحارث بن عمران الجعفري، الكلبي (الكلابي - ظ)، كوفي، ثقة. روى عن جعفر بن محمد (1) (عليهما السلام). وروى الشيخ في التهذيب بإسناده عن ابن سماعة، عن أبي جعفر، عن الحارث، عن عمران الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا احب للرجل أن يقلب جارية إلا جارية يريد شراءها) (2). قلت: ولا يبعد كون (عن) مصحفا عن (بن)، فيتحد مع ما ذكره الشيخ والنجاشي. وتقدم ما ينفع المقام في جعفر بن عثمان الكلابي الوحيدي (ر 320)، وأخيه الحسين بن عثمان العامري الوحيدي (ر 120). ويأتي أيضا في عبيد بن كثير الكلابي الوحيدي العامري (ر 620)، وفي عثمان بن عيسى العامري الكلابي الرواسي (ر 817). وليس حارث بن عمران الجعفري الكلابي الكوفي هذا هو الحارث بن عمران الجعفري المدني، الذي ذكره العامة وضعفوه، كما في تهذيب الكمال، وميزان الاعتدال وغلط من زعم الاتحاد، وتفصيله في كتابنا (الطبقات). (1) ويؤيده ما تقدم عن الشيخ في مدحه (أسند عنه). وتقدم تفسيره في مقدمة الكتاب (3)، وأيضا رواية كتابه علي بن محمد بن رباح الذي يأتي في
________________________________________
(1) - خلاصة الأقوال: ص 55 / ر 11. (2) - تهذيب الأحكام: ج 7 / ص 236 / ح 50. (3) - تهذيب المقال: ج 1 / ص 247. (*)
________________________________________
[ 216 ]
[ روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) (1). له كتاب، يرويه جماعة (2). أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا ابن الجنيد، قال: حدثنا عبد الواحد ابن عبد الله، قال: حدثنا علي بن محمد بن رباح، عن إبراهيم بن سليمان الخزاز، قال: حدثنا زكريا بن يحيى (3)، عن الحارث، بكتابه (4). 363 - حارث بن أبي جعفر: محمد بن النعمان الأحول، مولى بجيلة (5). ] ترجمته (ر 679): (كان ثقة في الحديث، واقفا في المذهب، صحيح الرواية، ثبتا، معتمدا على ما يرويه). (1) وقد ذكره الشيخ في أصحابه (عليه السلام)، كما تقدم، وتبعه غيره. ويدل عليه أيضا ما تقدم عن التهذيب بإسناده عن أبي جعفر، عن الحارث، عن عمران، عن الصادق (عليه السلام). (2) ويبعد خلو هؤلاء الجماعة الراوين لكتابه عن ثقة عند أصحاب الحديث. (3) الظاهر أنه زكريا بن يحيى الكلابي الجعفري الكوفي، الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 200 / ر 73). (4) سنده قوي برواية الثقات في الحديث، وهو صحيح الرواية، ثبت، معتمد على ما يرويه مثل ابن رباح، والثقة في الحديث مثل إبراهيم بن سليمان أبي إسحاق الكوفي الهمداني الخزاز، من مشايخ حميد بن زياد، الثقة في الحديث، ومثل عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي الثقة، من مشايخ هارون بن موسى التلعكبري، الذي ذكر النجاشي أنه لا يطعن عليه في شئ. (5) يأتي نسبه ونسبته في أبيه (ر 889): محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي، مولى، الأحول، أبو جعفر، كوفي صيرفي. يلقب مؤمن الطاق،
________________________________________
[ 217 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ] صاحب الطاق. ويلقبه المخالفون (شيطان الطاق). وعم ابيه.... قال ابن حجر: الحارث بن محمد بن النعمان، أبو محمد بن أبي جعفر البجلي الكوفي، وأبوه يعرف: ب‍ (شيطان الطاق). روى عن جعفر الصادق (عليه السلام) وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، وغيرهم، روى عنه الحسن بن محبوب وغيره. قال علي بن الحكم: كان أحد أئمة الحديث في معرفة حديث أهل البيت (عليهم السلام). قال: وقال الحسن بن محبوب: لقد رأيته حضر حلقة محمد بن الحسن صاحب الرأي، فما تكلم حتى استأذنه، فلما قام الحارث، قال: أي رجل لولا، يعني الرفض، قال: وكان أفرض الناس، عالما بالشعر، كثير الرواية. وذكره الطوسي في مصنفي الشيعة، وقال: له كتاب يعتمد عليه (1). (1) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): الحارث بن محمد الأحول (2). وقال الشيخ في أصحابه (ص 171 / ر 236): الحارث بن محمد بن النعمان البجلي، أبو علي، كوفي. وروى الصدوق في الفقيه (3) عن الحسن بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام). وروى الصدوق أيضا في الخصال (4) بإسناده عن الحسن بن سعيد، عن
________________________________________
(1) - لسان الميزان: ج 2 / ص 159 / ر 695. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 39 و 40. (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 4 / ص 285 / ب 854 / ح 34. (4) - الخصال: ص 153 / ب 3 / ح 189. (*)
________________________________________
[ 218 ]
[ كتابه (1) يرويه عدة من أصحابنا، منهم الحسن بن محبوب. أخبرنا عدة من أصحابنا، رحمهم الله، عن الشريف أبي محمد الحسن بن حمزة الطبري، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الحارث بن محمد، بكتابه (2). 364 - حمزة بن القاسم (3): ] الحارث بن الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام). (1) وقد وصف الشيخ كتابه بأنه أصل. فقال في الفهرست (ص 64 / ر 245): حارث بن الأحول، له أصل. رويناه بالأسناد الأول، (عن عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى)، عن الحسن بن محبوب، عنه. (2) قلت: طريقي النجاشي والشيخ فيهما كلام بابن بطة. وكلام آخر في طريق الشيخ بأبي المفضل الشيباني، وقد مر دفعه. ولم تصل إلينا رواياته عن أبي عبد الله (عليه السلام) ولا طرقه التي روى عدة من أصحابنا، عنه، كتابه. (3) ذكرناه في أحفاد أبي الفضل العباس قمر بني هاشم، وفي (أخبار الرواة). ويعبر عنه تارة بحمزة بن القاسم العلوي، كما ذكره علي بن أحمد بن موسى الدقاق، وغيره من مشايخ الصدوق الذي روى عنه، عنه في الخصال (1)، وأخرى بحمزة بن القاسم العلوي العباسي، أيضا في الخصال (2).
________________________________________
(1) - الخصال: ص 169 / ب 3 / ح 223، وص 432 / ب 10 / ح 14. (2) - الخصال: ص 304 / ب 5 / ح 84، وص 362 / ب 7 / ح 53. (*)
________________________________________
[ 219 ]
[... ] وقد روى المفيد في أماليه (1) بإسناده عن عبد الكريم بن محمد، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي. ويأتي في سعد بن عبد الله الأشعري (ر 467) في ذكر مصنفاته: كتاب المنتخبات، رواه عنه حمزة بن القاسم خاصة. وقال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ص 468 / ر 38): حمزة بن القاسم بن محمد ابن عبد الله بن عبيدالله بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يروي عن سعد بن عبد الله. روى عنه التلعكبري إجازة. وأيضا (ص 468 / ر 39): حمزة بن القاسم العلوي العباسي، يروي عن سعد ابن علي بن عبد الله، أنه روى عنه التلعكبري إجازة. وأيضا (ص 466 / ر 25): حمزة بن القاسم، يكنى أبا عمرو، هاشمي عباسي روى عنه التلعكبري. قلت: والظاهر الأتحاد، بقرينة من روى عنه، وروايته عن سعد. والاقتصار في النسب غير عزيز، وكذا تعدد الكنية واللقب. وإنما الأشكال في الاختلاف الموجود بين النجاشي وبين رجال الشيخ في نسبه، فترك في المتن (محمد بن عبد الله ابن عبيدالله) الموجود في رجال الشيخ، وترك في رجال الشيخ: (علي بن حمزة)، ولم أقف في أحفاد العباس (عليه السلام) على علي بن حمزة. وإنما الموجود: (أبو الحسن علي بن الحسين بن حمزة بن عبيدالله بن العباس). وروى الشيخ بإسناده عن جماعة، عن أبي المفضل، عنه، عن عمه
________________________________________
(1) - أمالي المفيد: ص 319 / مجلس 36 / ح 6. (*)
________________________________________
[ 220 ]
[ ابن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) أبو يعلي، ثقة، جليل القدر، من أصحابنا، كثير الحديث (1). له كتاب من روى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) من الرجال، وهو كتاب حسن (2)، ] على بن حمزة (1). وأيضا علي بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيدالله بن العباس (عليه السلام)، ذكره ابن عنبة في العمدة، مع إخوته في بني القاسم بن حمزة، وقال: لهم عقب (2). وأيضا القاسم بن حمزة بن الحسن...، ذكره أبو نصر البخاري في سر السلسلة (3)، وابن عنبة في العمدة (4)، وابن طبا في المنتقلة (5). (1) يدل على إحاطته بأحاديث الشيعة ورواتها كتابه فيمن روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). فلا يمكن تصنيفه إلا لمن له اطلاع وإحاطة كثيرة بها. وقد سبقه في التأليف في ذلك، ولحقه جماعة أحصيناهم في محله. (2) إن تحسين كتابه فيمن روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) فيمن صنف في ذلك يدل على وجود نسخته عند النجاشي، وعلى كثرة فوائده.
________________________________________
(1) - الأمالي للطوسي: ص 570 / مجلس 22 / ح 1180. (2) - عمدة الطالب: ص 358 و 359. (3) - سر السلسلة العلوية: ص 95. (4) - عمدة الطالب: ص 358. (5) - منتقلة الطالبية: ص 88، فيمن انتقل ببردعة. (*)
________________________________________
[ 221 ]
[ وكتاب التوحيد، وكتاب الزيارات والمناسك، وكتاب الرد على محمد ابن جعفر الأسدي (1). أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: حدثنا علي ابن محمد القلانسي، عن حمزة بن القاسم، بجميع كتبه (2). 365 - حمزة بن حمران بن أعين الشيباني (3): ] (1) يأتي في ترجمة الأسدي (ر 1023): كان ثقة، صحيح الحديث، إلا أنه روى عن الضعفاء، وكان يقول بالجبر والتشبيه... له كتاب الجبر والأستطاعة. لكن الشيخ قال في ترجمته من الفهرست (ص 151 / ر 646): له كتاب الرد على أهل الأستطاعة...، وقال في رجاله (ص 496 / ر 28): كان أحد الأبواب. قلت: ولعل نسبة الجبر والتشبيه إليه، كالرد عليه، لأجل روايته ما يوهم الجبر والتشبيه والاستطاعة. (2) لم يذكر علي بن محمد القلانسي بترجمة، ويستبعد كونه المعدود في أصحاب الجواد (عليه السلام) في رجال الشيخ. نعم قد أكثر النجاشي عن الحسين بن عبيدالله، عن علي بن محمد القلانسي رواية كتب جماعة، كما تقدم في الحسين بن علي الخزاز القمي (ر 164)، وكتاب إسماعيل بن مهران السكوني (ر 49)، وكتاب بكر بن عبد الله المزني (ر 277)، وكتاب جراح المدائني (ر 335)، وكتاب ربعي بن عبد الله (ر 441). وتأتي أيضا رواية كتب جماعة بهذا الأسناد. 1 - نسبه ونسبته (3) هو حمزة بن حمران بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفي، ذكرناه
________________________________________
[ 222 ]
[... ] برجال نسبه ونسبته بالولاء إلى بني شيبان في (شرح رسالة أبي غالب الزراري) (1)، و (تاريخ آل زرارة) (2). ويأتي في هذا الشرح ترجمة عمه زرارة (ر 463) كما ذكرنا إخوته، وبني إخوته، وعمه، وأولاده في (تاريخ آل زرارة). 2 - روايته عن أبي جعفر عليه السلام كان حمزة بن حمران من أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام). فقال الشيخ في أصحابه (ص 118 / ر 46) (عليهم السلام) حمزة بن حمران بن أعين الكوفي. وروى ابن إدريس في مستطرفات السرائر من كتاب الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن حمزة بن حمران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) قلت: متى يجب على الغلام أن يؤخذ بالحدود التامة، ويقام عليه، ويؤخذ به ؟..، الحديث. قلت: ورواه الكليني والشيخ بالاسناد عن حمزة بن حمران، عن أبيه (3). وروى الكليني في الصحيح، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (الجنة محفوفة بالمكاره والصبر...)، الحديث (4). وأيضا بإسناده عن محمد بن سنان، عن حمزة بن حمران، قال: شكا
________________________________________
(1) - رسالة أبي غالب الزراري في آل أعين: ص 4 و 22. (2) - تاريخ آل زرارة: ص 168 - 171. (3) - مستطرفات السرائر: ص 86 / ح 34، الكافي: ج 7 / ص 197 / ح 1، تهذيب الأحكام: ج 10 / ص 37 / ح 132. (4) - الكافي: ج 2 / ص 89 / ح 7. (*)
________________________________________
[ 223 ]
[ روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1). ] رجل الى ابي جعفر (عليه السلام)، وقال: اخرجتنا الجن عن منازلنا. فقال (عليه السلام): (اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع، واجعلوا الحمام في أكناف الدار)، قال الرجل: ففعلنا ذلك، فما رأينا شيئا نكرهه بعد ذلك (1). قلت: ذكرنا حمزة بن حمران بمن روى عنه، عن أبي جعفر (عليه السلام) في (طبقات أصحابه). 3 - رواية حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام (1) قال البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام): حمزة بن حمران بن أعين، مولى بني شيبان، كوفي (2). وقال الشيخ في أصحاب الصادق (عليه السلام) (ص 177 / ر 207): حمزة بن حمران ابن أعين الشيباني، الكوفي. وقال الصدوق في المشيخة إليه: حمزة بن حمران بن أعين، مولى بني شيبان الكوفي (3). وقال أبو غالب الزراري في رسالته: ولقى بعض اخوتهم، وجماعة من أولادهم مثل حمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة، ومحمد بن حمران، وغيرهم، أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) ورووا عنه... (4).
________________________________________
(1) - الكافي: ج 6 / ص 529 / ح 5. (2) - كتاب الرجال للبرقي: ص 39. (3) - من لا يحضره الفقيه: مشيخته ج 4 / ص 124 / ر 356. (4) - شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 4 و 5. (*)
________________________________________
[ 224 ]
[... ] وقال الشيخ في الفهرست (ص 74 / ر 302) في زرارة وأخوته: منهم حمران، وكان نحويا، وله ابنان حمزة بن حمران، ومحمد بن حمران - إلى أن قال: - ولهم روايات كثيرة واصول وتصانيف سنذكرها في أبوابها إن شاء الله. ولهم أيضا روايات عن علي بن الحسين والباقر والصادق (عليهم السلام) نذكرهم في كتاب الرجال إن شاء الله. 4 - مكانة حمزة عند الأمام الصادق عليه السلام ويظهر من الروايات أن لحمزة بن حمران عند أبي عبد الله (عليه السلام) منزلة ومكانة. فمنها: ما رواه أبو عمرو الكشي في ترجمة زرارة (ص 146 / ر 232) بإسناد صحيح عن عبد الرحمان بن الحجاج، عن حمزة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغني أنك برئت من عمي، يعني زرارة. قال: فقال: (أنا لم أبرأ من زرارة، لكنهم يجيئون، ويذكرون، ويروون عنه، فلو سكت عنه ألزمونيه. فأقول: من قال هذا فأنا إلى الله منه برئ). ومنها: ما رواه أيضا (ص 146 / ر 233) بإسناد آخر عن الهيثم بن حفص العطار، قال: سمعت حمزة بن حمران يقول، حين قدم من اليمن: لقيت أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت له: بلغني أنك لعنت عمي زرارة. قال: فرفع يده حتى صك بها صدره. ثم قال: (لا والله، ما قلت). الحديث نحوه. ومنها: ما رواه الصدوق في معاني الأخبار بإسناد صحيح، عن محمد بن سنان، عن حمزة ومحمد ابني حمران، قالا: اجتمعنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) في جماعة
________________________________________
[ 225 ]
[... ] من أجلة مواليه، وفينا حمران بن أعين، فخضنا في المناظرة...، الحديث (1). قلت: ولحمزة بن حمران أخبار حسان، ذكرناها في (أخبار الرواة). وقد روى عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة كثيرة من أعيان ثقات أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) ومن لا يروي إلا عن الثقات، ذكرناهم في (الطبقات) 5 - وثاقة حمزة بن حمران بن أعين في الحديث إن وثاقة حمزة بن حمران تعرف من روايات الثقات الأعلام ومن عاصره وعاشره، ممن يعرف بالوثاقة في الحديث، بل بأنه لا يروي إلا عن الثقة، ومن وصف بأنه لا يطعن في شئ، أو أنه ثقة عين، أو ثقة، ثقة عين، لا لبس فيه، ولا شك. منهم محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، وجميل بن دراج، وعبد الرحمان ابن أبي نجران، وعبد الله بن بكير، وعبد الله بن سنان، وعبيد بن زرارة. وقد وصف أبو جعفر في أيام الحسين بن روح السفير الثالث (رحمه الله) آل زرارة بقوله: (أهل بيت جليل، عظيم القدر في هذا الأمر). رواه الشيخ في الغيبة (2). كما وصفهم ابن عقدة الحافظ بقوله: (كل واحد منهم كان فقيها يصلح أن يكون مفتي بلد). رواه عنه ابن الغضائري في تكملة رسالة أبي غالب (3).
________________________________________
(1) - معاني الأخبار: ص 212 / ح 1. (2) - الغيبة للطوسي: ص 303 / ح 256. (3) - شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 100. (*)
________________________________________
[ 226 ]
[ وأخوه أيضا، عقبة بن حمران، روى عنه (عليه السلام) (1). له كتاب (2)، يرويه عدة من أصحابنا. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي ابن قوني، قال: حدثنا حميد بن زياد، قرائة، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن حمزة، بكتابه. ] 6 - إخوة حمزة بن حمران (1) لم يصرح في كتب الرجال بذكر عقبة بن حمران، غير ما في المتن، وما في رسالة أبي غالب الزراري (1): وولد حمران: حمزة، وعقبة، وبغير هذا الأسناد: ومحمدا. وأيضا في موضع آخر عند ذكر من روى منهم عن أبي عبد الله (عليه السلام): مثل حمزة بن حمران وعبيد بن زرارة، ومحمد بن حمران، وغيرهم (2). 7 - كتابه (2) يظهر من كلام الشيخ في الفهرست في مدح زرارة وإخوته وبني إخوانه أن كتابه من الاصول، فقال: (ولهم روايات كثيرة، وأصول وتصانيف...). وفي ترجمته (ص 64 / ر 248) (عليهم السلام) حمزة بن حمران، له كتاب. أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عنه. وقال الصدوق في ديباجة الفقيه: وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المعول وإليها المرجع (3). وذكر في المشيخة: وما كان فيه عن حمزة
________________________________________
(1) - شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 22 في أولاد حمران. (2) - شرح رسالة أبي غالب الزراري: ص 4. (3) - من لا يحضره الفقيه: ج 1 / ص 3. (*)
________________________________________
[ 227 ]
[ 366 - حمزة بن يعلي الأشعري: أبو يعلي القمي (1). روى عن الرضا، وأبي جعفر الثاني (عليهما السلام) (2). ثقة وجه (3). ] ابن حمران بن اعين، فقد رويته عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران بن أعين، مولى بني شيبان الكوفي. قلت: طريق الصدوق إليه صحيح ورجاله الثقات الأعلام بلا كلام فيهم. وطريق الشيخ موثق بابني زياد وسماعة، الثقتين الواقفيين، على كلام بأبي المفضل وبابن بطة - الظاهر سقوطه من النسخ -. وطريق النجاشي موثق بحميد الثقة الواقفي، على كلام في القاسم، فلم يوثق صريحا، إلا أن يستفاد من الأمارات العامة. (1) قد مر نسب الأشعري في إبراهيم بن محمد الأشعري (ر 42)، وفي إسماعيل ابن آدم الأشعري (ر 52)، وفي إسحاق بن آدم الأشعري (ر 176)، وفي آدم بن إسحاق بن آدم الأشعري (ر 262)، وأحمد بن إسحاق الأشعري (ر 225)، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري (ر 198)، ويأتي في تراجم جماعة منهم ذكرناهم بالتفصيل في (الأنساب)، ولم أقف على ذكر لأبيه يعلي. (2) لم أقف في كتب الكليني والشيخ والصدوق والمفيد على رواية له عن الأئمة (عليهم السلام)، وإنما رواياته عن الرجال. (3) فقد روى عنه الثقات، مثل أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري الثقة الخبير بالروايات والرواة، كما في صوم الكافي (1)، وسعد بن عبد الله الأشعري الثقة
________________________________________
(1) - الكافي: ج 4 / ص 81 / ح 1، وتهذيب الأحكام: ج 4 / ص 181 / ب 41 / ح 505، والاستبصار: ج 2 / ص 77 / 232. (*)
________________________________________
[ 228 ]
[ له كتاب، يرويه عدة من أصحابنا. أخبرنا استادنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن حمزة، بالكتاب (1). 367 - حبيب بن أوس أبو تمام الطائي (2): ] الخبير المعتمد، كما في التهذيب (1)، ومحمد بن احمد بن يحيى، كما في الخصال (2). (1) صحيح. 1 - نسبه ونسبته (2) قال اليافعي في مرآت الجنان: أبو تمام الطائي حبيب بن أوس الحوراني، متقدم شعراء عصره... (3). وقال السمعاني: وأما أبو تمام فهو حبيب بن أوس بن الحارث بن... بن عدي بن عمرو بن الحارث بن طئ الطائي، المنيحي الشاعر، شامي الأصل. كان بمصر في حداثته يسقي الماء في المسجد الجامع. ثم جالس الأدباء، فأخذ عنهم، وتعلم منهم. وكان فطنا، فهما. وكان يحب الشعر، فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر وأجاد، وشاع ذكره، وسار شعره. وبلغ المعتصم خبره، فحمل إليه وهو بسر من رآى. فعمل فيه أبو تمام قصائد عديدة، وأجاز المعتصم، وقدمه على شعراء
________________________________________
ج 2 / ص 77 / 232. (1) - تهذيب الأحكام: ج 1 / ص 366 / ح 1114. (2) - الخصال: ص 15 / ح 54. (3) - مرآت الجنان لليافعي: ج 2 / ص 102 / وقايع سنة 231. (*)
________________________________________
[ 229 ]
[ كان إماميا (1). ] وقته. وقدم بغداد، وجالس الادباء، وعاشر العلماء، وكان موصوفا بالظرف، وحسن الأخلاق، وكرم النفس... (1). وقال ابن خلكان: وذكر أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الامدي في كتاب الموازنة بين الطائيين ما صورته: والذي عند أكثر الناس في نسب أبي تمام أن أباه كان نصرانيا، من أهل جاسم، قرية من قرى دمشق، يقال له: تدوس العطار، فجعلوه أوسا، وقد لفقت له نسبة إلى طي.... وقد ساق الخطيب في تاريخ بغداد نسبه، وفيه تفاوت يسير. وقال الصولي: قال قوم إن أبا تمام هو حبيب بن تدوس النصراني، فغير، فصار أوسا... (2). قلت: وبذلك نكتفي إشارة إلى وجه ترك النجاشي ذكر نسبه، للاختلاف وقلة الفائدة في تحقيقه، وقد ذكرنا أزيد من ذلك في (الأنساب). 2 - مذهبه (1) قد أهمل العامة المعاندة لأهل البيت (عليهم السلام) ولشيعتهم، ذكر مذهبه ممن هو من أعيان الرجال ومفاخر الناس. وقد تشاغلوا بالأكثار في نسبه، وذكر الاختلاف فيه، والاستشهاد بالشعر وغيره لتحقيق آحاد رجال نسبه إلى يعرب بن قحطان أو قبله، وتركوا ذكر
________________________________________
(1) - الأنساب للسمعاني: ج 4 / ص 36 و 37. (2) - وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 1 / ص 334 / ر 143، وتاريخ بغداد: ج 8 / ص 248 / ر 4352، والصفدي في الوافي بالوفيات: ج 11 / ص 292 / ر 437. (*)
________________________________________

(Dokumen-ABNS)
Share this post :

Posting Komentar

ABNS Video You Tube

Terkait Berita: