[ 165 ]
135 - الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران مولى علي بن الحسين (ع) أبو محمد
الاهوازي (1)
________________________________________
بقي شئ وهو انه ذكر في أصحاب الهادي (ع) 412 / 4: الحسن ابن علي بن
الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الناصر للحق رضى الله
عنه. لكن عن بعض النسخ خلوه عن ذكره في أصحابه ولم أجد للاصحاب حكاية ذلك عن الشيخ
رحمه الله. (1) ذكره البرقي مع اخيه الحسن في اصحاب الرضا (ع) ومن نشأ في عصره (ع)
(54) قائلا: الحسن، والحسين ابنا سعيد بن حماد الكوفيان، وهما موالي علي بن الحسين
عليه السلام. ونحوه ملخصا في أصحاب الجواد (ع) (56). وذكره الكشي في أصحاب الرضا
(ع) كما يأتي. وعده مع أخيه الحسن في ترجمة محمد بن سنان (315) فيمن روى عنه من
العدول والثقات من أهل العلم. وذكره ابن النديم في الفهرست (324) مع أخيه قائلا:
الحسن والحسين إبنا سعيد الاهوازيان من اهل الكوفة، من موالي على بن الحسين (ع)، من
اصحاب الرضا (ع) اوسع اهل زمانهما علما بالفقه، والاثار، والمناقب، وغير ذلك من
علوم الشيعة وهما: الحسن والحسين إبنا سعيد بن حماد بن سعيد، وصحبا ايضا ابا جعفر
بن الرضا (ع) وللحسين من الكتب. وذكره الشيخ في الفهرست (58) كما في المتن وقال: من
موالي علي بن الحسين عليهما السلام الاهوازي، ثقة، روى عن الرضا، وأبي جعفر الثاني
وابي الحسن الثالث عليهم السلام. واصله كوفي، (*)
________________________________________
[ 166 ]
شارك أخاه الحسن (1) في الكتب الثلاثين المصنفة، وانما كثر اشتهار
الحسين أخيه بها.
________________________________________
وانتقل مع اخيه الحسن إلى الاهواز، ثم تحول إلى قم فنزل على الحسن ابن
أبان، وتوفي بقم. ولكن قال عند ذكر طريقه إليه: الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن
مهران. وقال أيضا في (53): الحسن بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الاهوازي، من
موالي علي بن الحسين (ع) أخو الحسين بن سعيد ثقة، روى جميع ما صنفه أخوه عن جميع
شيوخه وزاد عليه بروايته عن زرعة عن سماعة، فانه يختص به الحسن، والحسين انما يرويه
عن أخيه عن زرعة والباقي هما متساويان فيه وسنذكر كتب أخيه إذا ذكرناه والطريق إلى
روايتهما واحد. وذكره في رجاله في اصحاب الرضا (ع) 372 / 17 قائلا: الحسين ابن سعيد
بن حماد مولى علي بن الحسين عليهما السلام صاحب المصنفات الاهوازي، ثقة. وقال قبل
ذلك رقم (13): الحسن بن سعيد الكوفي. وايضا في اصحاب الجواد (ع) 399 / 1 قائلا:
الحسن والحسين إبنا سعيد الاهوازيان من اصحاب الرضا (ع). وأيضا في اصحاب الهادي (ع)
412 قائلا: الحسين بن سعيد كوفي، أهوازي، مولى على بن الحسين عليهما السلام. قلت:
قد ذكرناه في طبقات اصحاب الرضا والجواد والهادي (ع). مع ذكر من روى عنه عنهم عليهم
السلام. (1) الظاهر: ان الحسن بن سعيد كان اكبر سنا من اخيه واكثر مشيخة، فقد روى
عن ابي الحسن موسى (ع) مكاتبة قال كتبت إلى العبد الصالح (ع): رجل أحرم بغير غسل
الحديث. رواه الشيخ في التهذيب ج 5 / 78 / 26 عن الحسين بن سعيد عن اخيه الحسن.
ورواه الكليني في الكافي ج 1 / 255 عن العدة عن سهل عن علي بن مهزيار قال: كتب
الحسن بن سعيد إلى أبي الحسن (ع) الحديث. هذا بناءا على انصراف (العبد الصالح) (ع)
في الاخبار إلى أبي الحسن موسى (ع). وذكر البرقي، والكشي والشيخ، وابن النديم أنه
من أصحاب (*)
________________________________________
[ 167 ]
وكان الحسين بن يزيد السوراني (1)،
________________________________________
الرضا والجواد عليهما السلام ولم يذكره أحد في أصحاب الهادي (ع). قال
أبو عمرو والكشي (341): الحسن والحسين إبنا سعيد ابن حماد مولى علي بن الحسين صلوات
الله عليهما وكان الحسن بن سعيد هو الذي أدخل اسحاق بن ابراهيم الحضيني، وعلي بن
الريان بعد اسحاق إلى الرضا (ع)، وكان سبب معرفتهم لهذا الامر، ومنه سمعوا الحديث،
وبه عرفوا، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني، وغيرهم حتى جرت الخدمة على
أيديهم، وصنفا الكتب الكثيرة، ويقال: ان الحسن صنف خمسين. وسعيد كان يعرف بدندان.
قلت: ويأتي في إبنه احمد ايضا (181) قوله: الملقب دندان. وقال: الشيخ في اصحاب
الرضا (ع) (371 / 4): الحسن ابن سعيد بن حماد مولى علي بن الحسين (ع) كوفى، أهوازي،
هو الذي اوصل علي بن مهزيار، واسحاق بن ابراهيم الحضيني إلى الرضا عليه السلام حتى
جرت الخدمة على ايديهما. وفي الخلاصة (39): وكان الحسن ثقة، وكذلك الحسين أخوه. (1)
الحسين بن يزيد السوراني غير مذكور في الرجال. وعن الوحيد رحمه الله مدحه باعتماد
النجاشي عليه في المقام. قلت: الحكاية عنه لا تدل على إعتماده عليه بل من تأمل في
رجال النجاشي وفيما يحكيه من الرجال وجد: انه رحمه الله إنما يذكر ما يعتمد عليه في
احوال الرواة وكتبهم ونحو ذلك بلا تعليق على قائل به، لكن يعلق عليه فيما لا يجزم
به وفيما له فيه نوع من النظر وقد حققناه سابقا فلاحظ وتأمل وسيأتي ان شاء الله
حكاية هذا الكلام عنه مع التأمل الصريح فيما ذكره. (*)
________________________________________
[ 168 ]
يقول: الحسن شريك اخيه الحسين في جميع رجاله إلا في زرعة بن محمد
الحضرمي، وفضالة بن أيوب، فان الحسين كان يروي عن اخيه عنهما. خاله جعفر بن يحيى بن
سعد الاحول من رجال أبي جعفر
________________________________________
قال رحمه الله في ترجمة فضالة (849) قال لي أبو الحسن البغدادي
(السوراني. خ) البزاز قال لنا الحسين بن يزيد السوراني: كل شئ تراه: الحسين بن سعيد
عن فضالة فهو غلط، انما هو الحسين عن اخيه الحسن عن فضالة. وكان يقول: ان الحسين بن
سعيد لم يلق فضالة، وإن اخاه الحسن تفرد بفضالة دون الحسين. ولا زالت رأيت الجماعة
تروي بأسانيد مختلفة الطرق و (عن. ظ) الحسين بن سعيد عن فضالة والله أعلم، وكذلك
زرعة بن محمد الحضرمي. قلت: وهذا الكلام من الماتن تضعيف بوجه للحسين بن يزيد
السوراني فان قوله: (لم يلق فضالة). شهادة حسية تؤخذ بها إذا كانت من ثقة وأما كون
الاسانيد هكذا: الحسين بن فضالة. فهو أمر ظاهر في إتصال الاسناد ولكن لا يؤخذ
بالظاهر في قبال النص. اللهم إلا ان يكون تأمل الماتن رحمه الله في صحة ما ذكره
مستدلا بظاهر رواية الجماعة عنه عنهما بلا واسطة اخيه الحسن، من جهة إعتقاده بكون
قول السوراني مبنيا على الحدس لا اعتمادا منه على قول الحسين بن سعيد بانه لم
يدركهما، أو قول ثقة آخر، فحينئذ لا يصح الاعتماد على شهادة السوراني لرفع اليد عما
تقتضيه رواية الجماعة بأسانيد مختلفة عنه عنهما بلا واسطة فليتأمل. قلت: يأتي في
ترجمة احمد بن الحسين قوله: روى عن جميع شيوخ أبيه إلا حماد بن عيسى فيما زعم
القمييون... (*)
________________________________________
[ 169 ]
الثاني عليه السلام (1) ذكره سعد بن عبدالله. وكتب بني سعيد كتب حسنة
معمول عليها، وهي ثلاثون كتابا (2): كتاب الوضوء، كتاب الصلاة
________________________________________
(1) ذكره الشيخ في أصحابه (ع) 399 / 2 قائلا: جعفر بن يحيى بن سعد
الاحوال، خال الحسين بن سعيد، وذكره البرقي أيضا في أصحابه (57). (2) وفى الفهرست:
وله ثلاثون كتابا. قلت: الظاهر من اصحابنا أن كتب الحسين بن سعيد معتمدة، اخبارها
صحاح تكون ميزانا للمعتمد عليه من الاثار وغيره فيأتي في ترجمة محمد بن أورمة (893)
قول الماتن: وحكى جماعة من شيوخ القميين عن ابن الوليد انه قال: محمد اورمة طعن
عليه بالغلو فكل ما كان في كتبه مما وجد في كتب الحسين بن سعيد وغيره فقل به وما
تفرد به فلا تعتمده. وفى ترجمته في الفهرست (143): وقال أبو جعفر بن بابويه: محمد
بن أورمة طعن عليه بالغلو، فكلما كان في كتبه مما يوجد في كتب الحسين بن سعيد
وغيره، فانه معتمد عليه ويفتى به، وكلما تفرد به لم يجز العمل عليه ولا يعتمد. وقال
في ترجمة صفوان بن يحيى (83) قوله: وله كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد. وقال
أيضا بن علي الصيرفي (146): له كتب وقيل انها مثل كتب الحسين بن سعيد. وفي ترجمة
موسى بن القاسم البجلي (162): له ثلاثون كتابا مثل كتب الحسين بن سعيد مستوفاة حسنة
الخ. وقال الصدوق رحمه الله في ديباجة الفقيه: وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة
عليها المعول، وإليها المرجع مثل كتاب حريز إلى (*)
________________________________________
[ 170 ]
كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب
العتق، والتدبير، والمكاتبة، كتاب الايمان والنذور كتاب التجارات والاجارات، كتاب
الخمس، كتاب الشهادات، كتاب الصيد والذبايح، كتاب المكاسب، كتاب الاشربة، كتاب
الزيارات، كتاب التقية، كتاب الرد على الغلات، كتاب المناقب، كتاب المثالب، كتاب
الزهد، كتاب المروة، كتاب حقوق المؤمنين وفضلهم، كتاب تفسير القرآن، كتاب الوصايا،
كتاب الفرائض، كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الملاحم، كتاب الدعاء (1). أخبرنا
بهذه الكتب غير واحد من اصحابنا من طرق مختلفة كثيرة فمنها ما كتب إلي به أبو
العباس احمد بن علي بن نوح السيرافي رحمه الله في جواب كتابي إليه:
________________________________________
أن قال: وكتب الحسين بن سعيد. (1) وفي الفهرست ذكر هذه الكتب إلا انه
زاد بعد (الايمان والنذور) و " الكفارات "، وبعد (الديات) " كتاب البشارات " وبعد
(المروة) " والتجمل " وبدل (كتاب حقوق المؤمنين وفضهلم) " كتاب المؤمن " ولم يذكر
بعد (التدبير) (والمكاتبة) كتابا. وقال ابن النديم في فهرسته في ترجمته: وللحسين من
الكتب: كتاب التفسير، كتاب التقية، كتاب الايمان والنذور، كتاب الوضوء كتاب الصلاة،
كتاب الصيام، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الاشربة، كتاب الرد على الغالية، كتاب
الدعاء، كتاب العتق والتدبير. ويأتي في القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين (864):
قوله رحمه الله: وما أظن له كتابا ينسب إليه إلا زيادة في كتاب التجمل (*)
________________________________________
[ 171 ]
والذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الاهوازي رضى اله
عنه، فقد روى عنه أبو جعفر احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي، وأبو جعفر احمد بن
محمد بن خالد البرقي، والحسين بن الحسن بن أبان، واحمد بن محمد بن الحسن بن السكن
القرشي البردعي، وابو العباس احمد بن محمد بن الدينوري. فأما ما عليه أصحابنا
والمعمول (المعول - خ) عليه: ما رواه عنهما احمد بن محمد بن عيسى. أخبرنا الشيخ
الفاضل أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري فيما كتب إلي في شعبان سنة
اثنتين وخمسين وثلثمائة قال: حدثنا أبو علي الاشعري احمد بن ادريس بن احمد القمي
قل: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بكتبه الثلاثين كتابا (1).
وأخبرنا أبو علي احمد بن محمد بن يحيى العطار القمي قال: حدثنا أبي، وعبد الله بن
جعفر الحميري، وسعد بن عبدالله جميعا عن احمد بن محمد بن عيسى (2). وأما ما رواه
احمد بن محمد بن خالد البرقي:
________________________________________
والمروة للحسين بن سعيد، كان ضعيفا على ما ذكره ابن الوليد، وقد روى ابن
الوليد عن رجاله عن القاسم بن الحسن: الزيادة. (1) صحيح. (2) صحيح على كلام واشكال
بأحمد بن محمد بن يحيى العطار وسيأتي عن فهرست الشيخ ايضا روايته كتب الحسين بن
سعيد عن طريق احمد بن محمد بن عيسى. (*)
________________________________________
[ 172 ]
فقد حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني سنة إثنتين وخمسين
وثلثمائة بالبصرة قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن بطة المؤدب قال: حدثنا احمد
بن محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن سعيد بكتبه جميعا (1). وأخبرنا أبو جعفر محمد
بن علي بن احمد بن هشام القمي المجاور قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي القاسم
ماجيلويه عن جده احمد ابن محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن سعيد بكتبه (2). وأما
الحسين بن الحسن بن أبان القمي: فقد حدثنا محمد بن احمد الصفواني قال: حدثنا ابن
بطة عن الحسين بن الحسن بن أبان. وانه أخرج إليهم بخط الحسين بن سعيد وانه كان ضيف
أبيه، ومات بقم، فسمعته منه قبل موته. وأخبرنا علي بن عيسى بن الحسين القمي، وحدثني
محمد بن علي
________________________________________
(1) فيه ضعف بوجه بابن بطة. (2) ضعيف بمحمد بن علي بن أحمد بن هشام
القمي فقد ذكره الشيخ في باب من لم يرو عنهم (ع) من رجاله (507 / 89) وقال: يكنى
أبا جعفر، روى عن محمد بن علي ماجيلويه. روى عنه ابن نوح. قلت: ولم أجد لم توثيقا
ولا ذما إلا ما عن أصحابنا من استظهار حسن حاله من نفس هذا الطريق. وفيه: انه ان
كان وجهه قول السيرافي: فاما ما عليه المعول الخ. فهذا بالنسبة إلى طريق أحمد بن
محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد وهذا القمي المجاور في طريق البرقي عنه. وان كان
وجهه: انه من مشايخ النجاشي الذين قيل: بوثاقتهم كما هو صريح بعض الاعاظم (قده) في
تنقيح المقال في ترجمته ففيه (*)
________________________________________
[ 173 ]
ابن المفضل بن تمام، ومحمد بن احمد بن داود، وابو جعفر بن هشام قالوا:
حدثنا، وأخبرنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد عن الحسين ابن الحسن بن أبان، عن
الحسين بن سعيد (1).
________________________________________
انه ليس من مشايخ النجاشي وانما هو من مشايخ السيرافي فيما كتب به إلى
النجاشي في ذكره طرقه إلى الحسين بن سعيد وقد أشرنا في مقدمة هذا الشرح إلى التأمل
فيما ذكره غير واحد من الاعلام في مقام ذكر مشايخه وانما نشأ الاشتباه من الخلط بين
مشايخ السيرافي ومشايخ النجاشي في هذا المقام. والعجب انه رحمه الله ذكر القمي
المجاور هذا من مشايخ الصدوق (ره) ومع هذا زعم انه من مشايخ النجاشي فلاحظ ما ذكره
في المقام وفي محمد بن علي بن هشام. (1) قلت: اما طريقه الاول، ففيه ضعف بوجه بابن
بطة. واما طريقه الثاني فحسن كالصحيح بمحمد بن احمد بن داود، شيخ القميين، وفقيههم.
بقي الكلام في الحسين بن الحسن بن ابان القمي) فقد ذكره الشيخ في اصحاب العسكري (ع)
430 / 8 وقال: أدركه (ع)، ولم نعلم أنه روى عنه، وذكر ابن قولويه: انه قرابة
الصفار، وسعد بن عبدالله، وهو أقدم منهما لانه روى عن الحسين بن سعيد وهما لم يرويا
عنه. وذكره في باب من لم يرو عنهم (ع) 469 / 44 وقال: روى عن الحسين بن سعيد كتبه
كلها، روى عنه ابن الوليد. وقال ابن داود في رجاله في ترجمة محمد بن أورمة (499):
ضعيف، روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان وهو ثقة الخ. (*)
________________________________________
[ 174 ]
واما احمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشي البردعي: فقد حدثني أبو
الحسن علي بن بلال بن معاوية بن احمد المهلبي بالبصرة قال: حدثنا عبيد الله بن
الفضل بن هلال الطائي بمصر قال: حدثنا احمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشي
البردعي عن الحسين بن سعيد الاهوازي بكتبه الثلاثين كتابا في الحلال والحرام (1).
وأما أبو العباس الدينوري (2): فقد اخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي
الحسيني الطبري فيما كتب إلينا: أن أبا العباس احمد بن محمد الدينوري حدثهم عن
الحسين بن سعيد بكتبه
________________________________________
وربما يشير إلى وثاقته رواية الاجلة الثقاة، وشيوخ القميين وفيهم ابن
الوليد عنه، ووصية الحسين بن سعيد بكته إليه مع وجود أولاده، وتصحيح العلامة
والشهيد (قدهما) طرقا هو فيها، وعدم طعن المحقق في المعتبر ونكت النهاية في طريق هو
فيه، وانه من رجال أسانيد كامل الزيارات لابن قولويه، وغير ذلك من وجوه لا تخلو
الجميع عن النظر. وسيأتي عن الفهرست عنه بطريق ابن أبان. (1) ضعيف: تارة بعبيد الله
بن الفضل المجهول حاله إلا ان يتحد مع عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال النبهاني
ابي عيسى الكوفي أصلا والمصري مسكنا والاتي ترجمته (614) فهو وان لم يوثق إلا ان
هارون بن موسى التلعكبري روى عنه كتابه. وأخرى بأحمد بن محمد بن الحسن بن السكن
القرشي البردعي المجهول حاله. (2) ذكره الشيخ في رجاله باب من لم يرو عنهم (ع) 438
/ 3 قائلا: احمد بن محمد الدينوري يكنى أبا العباس يلقب بأستونة قلت: لم أجد له
تصريحا بشئ. (*)
________________________________________
[ 175 ]
وجميع مصنفاته عند منصرفه من زيارة الرضا (ع) أيام جعفر بن الحسن الناصر
بآمل طبرستان سنة ثلثمائة (1)، وقال: حدثني الحسين ابن سعيد الاهوازي بجميع مصنفاته
(2). قال ابن نوح: وهذا طريق غريب لم أجد له ثبتا إلا قوله رضى الله عنه، فيجب أن
يروي كل نسخة من هذا بما رواه صاحبها فقط، ولا يحمل رواية ولا نسخة على نسخته لئلا
يقع فيه اختلاف (3)
________________________________________
(1) تقدم في ترجمة أبي محمد الحسن الاطروش الناصر الكبير: انه توفي بآمل
سنة اربع وثلثمائة بعد ما دخلها سنة إحدى وثلثمائة. فلما توفى اراد الناس ان
يبايعوا ابنه أبا الحسين احمد بن الحسن الناصر فامتنع من ذلك وكانت إبنة الناصر تحت
أبي محمد الحسن ابن القاسم الداعي الصغير، فكتب إليه أبو الحسين احمد بن الحسن
الناصر، واستقدمه وبايعه، فغضب أبو القاسم جعفر ناصرك بن الناصر وجمع عسكرا وقصد
طبرستان فانهزم الداعي من ابن الناصر يوم النيروز سنة ست وثلاثمائة، وسمي نفسه
الناصر وأخذ الداعي بدماوند، وملك الداعي الصغير طبرستان إلى سنة ست عشرة وثلاثمائة
ثم قتله مرداويج بآمل. ذكره ابن عنبة في عمدة الطالب (309). (2) ضعيف بالدينوري فلم
يوثق. (3) ظاهر الماتن ان إستغراب ابن نوح رحمهما الله لهذا الطريق في محله. ولم
يظهر وجهه ولعله لعدم التوافق بين ما ذكره من تاريخ أيام جعفر الناصر مع ما ذكره
الاصحاب وغيرهم في تاريخ ملكه بعد وفات الناصر الكبير كما تقدم، أو لعلو الاسناد
برواية ابن حمزة عن الدينوري عن الحسين بن سعيد مع انه يروى غالبا بوسائط عن احمد
بن محمد ابن عيسى الذي يروي عن الحسين بن سعيد. كما ان سماع ابن حمزة (*)
________________________________________
[ 176 ]
________________________________________
الطبري عن الدينوري على هذا يكون قبل ست وخمسين سنة لما يأتي في ترجمة
ابن حمزة: انه قدم بغداد، ولقيه شيوخنا في سنة ست وخمسين وثلثمائة، ومات في سنة
ثمان وخمسين وثلثمائة. وتمام الكلام لعله يأتي في ترجمة ابن حمزة. ثم ان ظاهر
الماتن اختلاف نسخ كتب الحسين بن سعيد بقوله: فيجب الخ. إذ مع عدم إختلافها فغرابة
بعض الطرق ربما لا تضر بروايتها فليتأمل، طرق الشيخ إلى الحسين بن سعيد 1 - في
الفهرست: أخبرنا بكتبه ورواياته ابن أبي جيد القمي عن محمد بن الحسن عن الحسين بن
الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران. قال ابن الوليد:
وأخرجها إلينا الحسين بن الحسن بن أبان بخط الحسين بعد سعيد وذكر انه كان ضيف أبيه.
2 - واخبرنا بها عدة من اصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، ومحمد بن الحسن،
ومحمد بن موسى بن المتوكل عن سعيد بن عبدالله والحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن
الحسين بن سعيد. قلت: هذا الطريق صحيح بلا اشكال وأما سابقه فصحيح بناءا على القول
بوثاقة ابن أبي جيد وساير مشايخ النجاشي. 3 - في مشيختي التهذيب ج 10 / 63،
والاستبصار ج 4 / 312: وما ذكرته في هذا الكتاب عن الحسين بن سعيد، فقد أخبرني به
(*)
________________________________________
[ 177 ]
________________________________________
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله،
واحمد بن عبدون كلهم عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه محمد بن الحسن بن
الوليد. قلت: الطريق صحيح على كلام بأحمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد. 4 - وأخبرني
به أيضا أبو الحسين بن أبي جيد القمي عن محمد ابن الحسن بن الوليد عن الحسين بن
الحسن بن أبان عن الحسين ابن سعيد. قلت: هذا الطريق أعلى إسنادا من ساير طرقه،
ولعله لذلك روى في التهذيبين بهذا الاسناد كثيرا وهو صحيح بناءا على وثاقة ابن ابي
جيد من مشايخه ومشايخ النجاشي. 5 - ورواه ايضا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن
الحسن الصفار عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد. قلت: الطريق صحيح بناءا على وثاقة
ابن ابي جيد القمي. 6 - قال ص 73، وص 316: ومن جملة ما رويته عن الحسين بن سعيد،
والحسن بن محبوب: ما رويته بهذا الاسناد (الحسين بن عبيد الله عن احمد بن محمد بن
يحيى العطار عن ابيه) عن محمد بن علي بن محبوب عن احمد بن محمد عنهما جميعا. قلت:
الطريق صحيح على كلام بأحمد بن محمد بن يحيى. وروى بهذا الطريق عن الحسين بن سعيد
وحده في مواضع من التهذيبين منها: ما في يب ج 3 / 235 / 218 و / 226 / 572 وفي
الاستبصار ج 1 ص 220 في امرأة صلت المغرب ركعتين في السفر. (*)
________________________________________
[ 178 ]
________________________________________
7 و 8 - (قال بعد طريقه إلى الصفار): ومن جملة ما ذكرته عن الحسن بن
محبوب، والحسين بن سعيد ما رويته بهذا الاسناد (أخبرني به الشيخ أبو عبد الله محمد
بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون كلهم عن احمد بن محمد بن
الحسن بن الوليد عن أبيه، وأخبرني به ايضا أبو الحسن بن ابي جيد عن محمد بن الحسن
ابن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار) عن احمد بن محمد عنهما جميعا. قلت: الاول صحيح
على كلام بأحمد بن الوليد والثاني أيضا على كلام بابن ابي جيد. 9 و 10 - ما ذكره
بعد طريقه إلى سعد بن عبدالله (يب 74) صا (317): ومن جملة ما ذكرته عن الحسين بن
سعيد، والحسن بن محبوب معا: ما رويته بهذا الاسناد (أخبرني به الشيخ أبو عبد الله
عن ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن ابيه عن سعد بن عبدالله وأخبرني به ايضا
الشيخ رحمه الله عن ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن ابيه عن سعد بن عبدالله) عن
احمد بن محمد عنهما جميعا. قلت: الطريقان صحيحان بلا كلام. روى الصدوق في المشيخة
رقم (239) عن محمد بن الحسن رضى الله عنه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن
سعيد. قال: ورويته ايضا عن ابي رحمه الله عن سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن
عيسى عن الحسين بن سعيد. قلت: طريقه الثاني صحيح بلا كلام والاول صحيح بناءا على
وثاقة ابن أبان كما تقدم. وروى الصدوق رحمه الله في المشيخة بطرق عن الحسين بن
الحسن (*)
________________________________________
[ 179 ]
136 - الحسن بن العباس بن الحريش الرازي أبو علي (1) روى عن أبي جعفر
الثاني (ع) (2) ضعيف جدا، له كتاب
________________________________________
ابن أبان عن الحسين بن سعيد في طريقه إلى جماعة: منهم ابراهيم بن ميمون
(156)، والحسين بن مختار (76)، وفضالة بن أيوب (336)، ويحيى بن أبي العلاء (231)،
وابو بكر بن أبي سماك (158). وأيضا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد في
طريقه إلى جماعة منهم: حريز بن عبدالله (78)، وربعي بن عبدالله (163)، والحسن بن
سعيد عن زرعة (19)، وسليمان بن جعفر الجعفري (95)، وعائذ الاحمسي (65)، وعمر بن
أذينة (144) وفضالة بن أيوب ايضا (336)، ومعمر بن يحيى (64) وأبو مريم الانصاري
(48). (1) كناه ابن الغضائري بأبي محمد كما يأتي. (2) ذكره الشيخ في أصحابه (ع) 400
/ 7 كما في المتن بلا كنية وايضا في (من لم يرو عنهم) 462 / 2 قائلا: الحسن بن
العباس الحريشي. وذكره في الفهرست 53 / 187 كما في المتن بلا كنية. وقال: له كتاب
ثواب " إنا أنزلناه "... وأيضا 53 / 188: الحسن بن العباس الحريشي له كتاب... قلت:
ظاهره في الكتابين التعدد، إلا ان الاتحاد هو الاظهر، بل الظاهر اتحادهما مع
المذكور في أصحاب الجواد (ع) من رجاله (400) بعنوان: الحسن بن عباس بن خراش. (*)
________________________________________
[ 180 ]
" إنا أنزلناه في ليلة القدر " (1)، وهو كتاب ردي الحديث، مضطرب الالفاظ
(2).
________________________________________
وذكره البرقي في أصحابه (ع) (57) قائلا: الحسين بن عباس بن حريش الرازي.
قلت: روى عنه عنه (ع) جماعة: منهم احمد بن محمد بن عيسى الاشعري، فروى عنه كثيرا
جدا بأسانيد صحاح، ومحمد بن يحيى العطار، وسهل بن زياد، ذكرناهم في طبقات أصحابه.
(1) صنف جماعة كتبا في فضل " انا أنزلناه " فضعفوا، ويأتي تراجمهم: منهم عمر بن
بقية أبو يحيى الصنعاني (752)، ومحمد بن حسان الرازي (905)، وعبد الرحمان بن كثير
الهاشمي (619) وعلي بن أبي صالح (674). (2) وعن إبن الغضائري: الحسن بن العباس بن
الحريش الرازي أبو محمد، ضعيف، روى عن ابي جعفر الثاني عليه السلام فضل " إنا
أنزلناه في ليلة القدر " كتابا مصنفا فاسد الالفاظ، تشهد مخايله على أنه موضوع.
وهذا الرجل لا يلتفت إليه، ولا يكتب حديثه. قلت: لا يبعد استناد الماتن في تضعيفه
إلى ما ذكره ابن الغضائري وظاهرهما ان التضعيف ناشء عن كتابه المشتمل على حديث ردي
مضطرب الالفاظ في فضل ليلة القدر. والاخبار الواردة في فضلها تشتمل على نزول
الملائكة فيها على إمام العصر (ع) بآجال اناس وأرزاقهم وغير ذلك. رواها الكليني
أيضا في اصول الكافي ج 1 / 242 في باب مستقل واحاديثه باسناد واحد صحيح عن أحمد بن
محمد بن عيسى عنه. وأيضا في باب " ما جاء في الاثنى عشر والنص عليهم " 532 في
روايات. (*)
________________________________________
[ 181 ]
أخبرنا إجازة محمد بن علي القزويني قال: حدثنا (حدثني. خ.) احمد بن محمد
بن يحيى عن الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عنه (1).
________________________________________
ومن تأمل فيها وجد انها ليست ردية المعنى ولا مضطربة الالفاظ بوجه يوجب
انكارها بما عرفت. نعم ما اشتملت عليه أمر صعب ربما تستصعبه العقول ولكنا أمرنا برد
مثل ذلك إلى أهله ونهينا عن انكاره. وانت إذا نظرت إلى آراء القميين في الغلاة وفي
حد الغلو هان لك الامر كيف ! ؟ وقد روى هذه الاحاديث أعلام الطائفة وأجلائم، ومشايخ
القميين في كتبهم، وسمعوها من المشايخ واستجازوا روايتها منهم، وأجازوها وفيهم احمد
بن محمد بن عيسى، وابن الوليد، والصفار وأضرابهم. وأترى ان احمد بن محمد بن عيسى
الجليل رئيس الطائفة في عصره يروي كتاب موضوع، مشتمل على الاحاديث الردية معناها
والمضطربة ألفاظها عن رجل وضاع غال ضعيف لا يلتفت إليه مشاهرة ولا يبالي ! ! مع انه
الذي أتعب نفسه في اصلاح أمر الحديث وتهذيبه ومنع المحدثين عن الارسال والرواية عن
المجاهيل، والضعاف حتى انه أخرج جماعة من أكابر الحديث ممن اتهم بالغلو من مدينة
(قم) المشرفة بل أخرج منها من كان يكثر الارسال والرواية عن الضعاف والمجاهيل حاشاه
ثم حاشاه. ولولا ان الحسن بن العباس الحريشي لم يرد فيه توثيق يخرجه عن الجهالة
لاوضحنا الامر وحققنا القول في ذلك فليبق إلى محل آخر يناسبه. (1) صحيح على كلام
بشيخه، وبأحمد بن محمد بن يحيى. (*)
________________________________________
[ 182 ]
137 - الحسن بن خالد بن محمد بن علي البرقي أبو علي أخو محمد بن خالد
(1)
________________________________________
وفي الفهرست 53 / 187: اخبرنا به ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن الصفار عن احمد بن اسحاق بن سعد بن الحسن بن العباس بن حريش الرازي. و
(188): الحسن بن العباس الحريشي، له كتاب، رويناه بالاسناد الاول عن احمد بن أبي
عبدالله عنه ونحوه 49 / 159 مكررا. قلت: ظاهره (ره) تعددهما باختلاف العنوان في
الجملة، وإختلاف من روى عنه، مع أنه لا يضر مثله بالاتحاد. ثم إن الطريق الاول صحيح
بناءا على وثاقة ابن ابي جيد من مشايخ النجاشي والثاني لا يخلو عن خفاء إذ ليس
معلقا على سابقه، لعدم الاشتراك المعتبر في التعليق إلا ان يكون (ابن أبي عبدالله)
من سبق القلم فيتحد مع سابقه، أو يكون معلقا على ما تقدم منه قبل ذلك بأسماء في
الحسن ابن خالد البرقي (49 / 158) فيكون المراد بالاسناد الاول: عدة من أصحابنا عن
ابي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن ابي عبدالله والطريق حينئذ ضعيف بأبي المفضل،
وبابن بطة. (1) يأتي تمام نسبه في احمد بن محمد بن خالد (180) ولقبه ايضا في ترجمة
أخيه محمد بن خالد (900)، وكنيته بأبي علي عند ذكره في إخوته. بل كناه الشيخ بذلك
في الفهرست، وفي رجاله. (*)
________________________________________
[ 183 ]
كان ثقة، له كتاب نوادر (1). 138 - الحسن بن ظريف بن ناصح (2)
________________________________________
وذكره الشيخ في الفهرست (49)، وفى رجاله فيمن لم يرو عنهم (ع) (462) نحو
ما في المتن إلا انه لم يذكر جده ولا توثيقه. ثم ان اخوته لمحمد البرقي وعمومته
لاحمد تقتضي كونه من أصحاب الرضا بل الكاظم عليهما السلام فلاحظ. (1) وفي الفهرست:
له كتب أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن أبي عبدالله
عن عمه الحسن ابن خالد. قلت: والطريق ضعيف بأبي المفضل، وبابن بطة. وقال ابن شهر
اشوب في المعالم (34): الحسن بن خالد البرقي: أخو محمد بن خالد من كتبه: تفسير
العسكري من إملاء الامام (ع) مائة وعشرون مجلدة. (2) وهكذا ذكره في الفهرست (48)
وذكره في رجاله في أصحاب الهادي (ع) 413 / 11. وكان من أصحاب أبي محمد العسكري (ع)
وكان له إليه (ع) مكاتبة يسئل فيها عن امور فأجابه عما سئله وعما لم يسئله. رواها
المفيد في الارشاد (343) عن الكافي (اصوله ج 1 / 509 / 13). وروى عن جماعة من أصحاب
أبي عبدالله (ع) منهم: عبد الصمد (*)
________________________________________
[ 184 ]
كوفي، يكنى أبا محمد، ثقة (1) سكن ببغداد، وأبوه قبل (2). له نوادر
والرواة عنه كثيرون، اخبرنا إجازة محمد بن محمد عن الحسن ابن حمزة قال: حدثنا ابن
بطة عن محمد بن علي (3). 139 - الحسن بن أبي عثمان المقلب سجادة أبو محمد: كوفي
ضعفه أصحابنا (4)،
________________________________________
ابن بشير كما في الروضة 263 / 501، والحسين بن علوان كما في الكافي ج 2
/ 7، و 61 وغير ذلك. وروى عن أصحاب الكاظم عليه السلام منهم: أبوه ظريف فروى عنه
كثيرا، ومحمد بن أبي عمير ذكرناهم في الطبقات. (1) ويشير إلى عناية أبي محمد الحسن
العسكري (ع) إليه ما أجاب به عن مكاتبته التي أشرنا إليها. (2) فيأتي في ترجمته
(551) قوله: أصله كوفي نشأ ببغداد.. وفي نسخة المتن هكذا (قيل له نوادر) والظاهر
أنه مصحف (قبل). (3) ضعيف بوجه بابن بطة هذا بناءا على كون المراد بمحمد ابن علي:
ابن محبوب الثقة. وأما إن كان هو الصيرفي أبو سمينة بقرينة رواية ابن بطة عنه، فهو
ضعيف به أيضا. (4) قال في الكشي (352)، في الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة لعنه
الله قال نصر بن الصباح: قال لي السجادة الحسن بن علي ابن أبي عثمان يوما: ما تقول
في محمد بن أبي زينب، ومحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله أيهما أفضل
؟ قلت له: (*)
________________________________________
[ 185 ]
وذكر ان أباه: علي بن أبي عثمان (1) روى عن أبي الحسن موسى (ع). له كتاب
نوادر، أخبرناه إجازة الحسين بن عبيد الله عن أحمد إبن جعفر بن سفيان، عن أحمد بن
ادريس قال حدثنا الحسين بن عبيد الله بن سهل في حال إستقامته (2) عن الحسن بن علي
بن أبي
________________________________________
أنت قل. قال: محمد بن أبي زينب. ألا ترى ان الله عزوجل عاتب في القرآن
محمد بن عبدالله في مواضع، ولم يعاتب محمد بن أبي زينب فقال لمحمد بن عبدالله
(ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، ولئن أشركت ليحبطن عملك)، وفي
غيرهما. ولم يعاتب محمد بن أبي زينب بشئ من ذلك. قال أبو عمرو: السجادة لعنه الله
ولعنه اللاعنون، والملائكة والناس أجمعون فلقد كان من عليائية الذين يقفون في رسول
الله صلى الله عليه وآله، وليس لهم في الاسلام نصيب. وعن إبن الغضائري: الحسن بن
علي بن أبي عثمان أبي محمد الملقب سجادة في عداد القميين ضعيف، وفي مذهبه إرتفاع.
وذكره الشيخ في أصحاب الجواد عليه السلام / 400 / 11 وقال: غالي. وأيضا في أصحاب
الهادي عليه السلام / 413 وذكر نحوه. قلت: روى ابن قولويه في كامل الزيارات ص 80
باسناده عن محمد بن الحسين إبن أبي الخطاب، وعن الحسين بن عبيد الله عنه. والعجب
ممن يلتزم بوثاقة جميع رواة هذا الكتاب مع وجود مثل هذا الضعيف فيهم. (1) ويظهر من
ذلك: ان عدم ذكر (علي) في العنوان للاشتهار بذلك أو الاقتصار، وليس هناك تصحيف أو
سهو كما توهم. (2) تقدم ترجمته (85) وقوله فيه: ممن طعن عليه، ورمي (*)
________________________________________
[ 186 ]
عثمان سجادة (1).
________________________________________
بالغلو. (1) ضعيف بالحسين بن عبيد الله بن سهل فلم يوثق بل طعن إلا أن
يقال انه لا يكون مطعونا إلا باتهام الغلو فإذا كانت الرواية عنه في حال الاستقامة
فلا بأس بها، وتقدم في ترجمته: إن له كتبا صحيحة الحديث. بقي هنا شئ وهو ان التضعيف
المتقدم من أصحابنا للحسن بن علي سجادة لا يلائم رواية جماعة من الاجلة كتبه
ورواياته فان ذلك يقتضي ترك الرواية عنه لكن روى عنه المشايخ في كتبهم. ولعلهم
اعتمدوا في ذلك على الكشي مع إنه قد إستند في تضعيفه على نصر ابن الصباح. وقد روى
عنه ابن قولويه في كامل الزيارات عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب المسكون إلى
روايته كما يأتي في ترجمته. وروى الصدوق في الخصال ج 2 / 5 / 21 عن ماجيلويه عن
محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي عن سجادة
واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان، واسم أبي عثمان حبيب عن محمد بن ابي حمزة الحديث.
وفي التهذيب ج 2 / 121 / 229: محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن عبدالله بن احمد عن
الحسن بن علي بن أبي عثمان، وأبو عثمان اسمه: عبد الواحد بن حبيب قال زعم لنا محمد
بن أبي حمزة الثمالي. (*)
________________________________________
[ 187 ]
140 - الحسن بن عنبسة الصوفي (1) كوفي، ثقة، له كتاب نوادر، أخبرنا احمد
بن عبد الواحد قال: حدثنا علي بن حبشي قال: حدثنا حميد بن زياد عن الحسن ابن عنبسة
به (2). 141 - الحسن بن علي الزيتوني الاشعري أبو محمد له كتاب نوادر، أخبرنا محمد
بن علي عن احمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن الحسن بن علي بكتابه (3).
________________________________________
(1) هكذا ذكره الشيخ في الفهرست (50)، وفيمن لم يرو عنهم من رجاله (464)
وزاد. روى عنه حميد بن زياد. قلت: يأتي رقم (156) ترجمة الحسين بن عنبسة الصوفي،
فهو أخوه ويحتمل الاتحاد وإن كان خلاف الظاهر. (2) موثق بحميد على إشكال بعلي بن
حبشي تقدم وكذا احمد بن عبد الواحد. وفي الفهرست: له نوادر رويناها بالاسناد الاول
(أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عنه. قلت: طريقه موثق بحميد على كلام بأحمد بن
عبدون شيخه وشيخ النجاشي. (3) صحيح على كلام بمحمد بن علي من مشايخه وبأحمد كما
تقدم. قلت: روى عن أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام مثل هارون بن مسلم الثقة
كما في كامل الزيارات 160 / 65 / 14، وأحمد (*)
________________________________________
[ 188 ]
142 - الحسن بن محمد بن جمهور العمي أبو محمد بصري (1)،
________________________________________
ابن هلال العبر تائي الضعيف، وسهل بن الهرمزان القمي كما يأتي في ترجمته
(489)، والزهري الكوفي الغيبة (102). روى عنه شيخ القميين ابن الوليد كما في ترجمة
عيسى بن عبدالله الهاشمي من فهرست الشيخ (117)، وشيخ الطائفة وفقيهها ووجهها سعد بن
عبدالله كما في كامل الزيارات (160) والغيبة ص 102، والعيون 272 / 28 / 4 وأما ما
في التهذيب ج 6 / 48 في فضل زيارة الحسين (ع) عن سعد عن الحسين بن علي الزيتوني عن
احمد بن هلال... فالظاهر انه مصحف (الحسن) فلاحظ، وابن بطة كما في ترجمة ابن
الهرمزان. (1) قال ابن النديم في فهرسته (326) في فقهاء الشيعة ومحدثيهم: إبن جمهور
العمي، واسمه محمد بن الحسين بن جمهور العمي بصري، ويعد في خاصة اصحاب الرضا (ع)،
وله من الكتب.. قلت: الظاهر ان المراد بالترجمة هو الحسن بن محمد لا أبوه كما يظهر
بالتأمل الا ان في ذلك مواضع من التصحيف كما لا تخفى. وفى لسان الميزان ج 2 / 198:
الحسن بن جمهور القمي. قال علي بن محمد الساليسي: كان من رواة أهل البيت عليهم
السلام وحامل الاثر عنهم، وكان في وسط المائة الثالثة. قلت: كون (القمي) مصحف
(العمي) غير بعيد إلا انه موافق لما في فرج المهموم كما يأتي. وقال ابن طاووس في
فرج المهموم عند روايته عن كتابه (الواحدة) (*)
________________________________________
[ 189 ]
ثقة في نفسه (1) ينسب إلى بني العم من تميم. يروى عن الضعفاء (2)
________________________________________
(96): وكان عالما فاضلا. (1) تقييد الوثاقة بقوله (في نفسه) وان كان
يشعر بانه مطعون في مذهبه وفى حديثه إلا ان قوله (يروى عن الضعفاء) يدل على انه
مطعون في حديثه فقط لا في مذهبه. وحققنا في مقدمة هذا الشرح ان التوثيق بوجه مطلق
في كلام الاقدمين ظاهر في انه غير مطعون لا في نفسه ولا في مذهبه ولا في حديثه.
ومما يشير إلى وثاقته في نفسه رواية الثقات عنه: منهم أبو طالب الانباري، ومحمد بن
همام كما في التهذيب ج 6 / 93 وقد أنكر النجاشي على الشيخ النبيل الثقة أبي علي بن
همام روايته عن جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري كما يأتي في ترجمة جعفر (311) ولم
ينكر عليه روايته عن الحسن بن جمهور. (2) هذا احد الوجهين لعدم وثاقته في الحديث
وقد طعن غير واحد من رجال الحديث بعدم الوثاقة في الحديث بهذين الامرين منهم: احمد
بن محمد بن خالد البرقي كما يأتي في ترجمته. ثم ان الرواية عن الضعيف انما تمنع عن
الاعتماد على مراسيله فلا تكون حينئذ بحكم المسانيد لاحتمال كون ارساله (ح) عن
الضعيف كما حققناه في محله، كما انها تمنع عن الاعتماد على ما يسنده إلى رجال غير
معروفين بمدح ولا قدح، لكنها لا تمنع عن الاخذ بما أسنده عن الثقات. ولا توجب
الرواية عن الضعيف طعنا في وثاقة الرجل إلا مع الاكثار وخاصة في الرواية عمن اشتهر
بالكذب والوضع وغيره من وجوه الطعن فلاحظ. (*)
________________________________________
[ 190 ]
ويعتمد على المراسيل (1) ذكره أصحابنا بذلك وقالوا: كان أوثق من أبيه
وأصلح (2). له كتاب (الواحدة)، أخبرنا احمد بن عبد الواحد، وغيره عن أبي طالب
الانباري عن الحسن بالواحدة (3).
________________________________________
روى الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه كثيرا وروى عنه كتابه كما يأتي في
ترجمته (903). وروى عن جماعة من الثقات منهم: الحسين بن روح السفير كما في التهذيب
ج 6 / 93، وعلي بن بلال من أصحابي الكاظم والرضا عليهما السلام، الظاهر انه
البغدادي الثقة كما في عيون اخبار الرضا (ع) ج 2 باب 38 / 136. (1) هذا ثاني
الوجهين لعدم وثاقته في حديثه. ثم إن رواية المراسيل بلا اعتماد بصورة الارسال لا
توجب الطعن إلا مع الاكثار فيها فيكشف عن التساهل في الحديث. وروايتها بصورة
المسانيد تدليس. واما الاعتماد عليها فيما إذا كان المرسل ممن يعرف بأنه لا يرسل
إلا عن ثقة فلا بأس به وفي غيره ربما يشير إلى نوع تساهل. (2) التعليق على الاصحاب
يشعر بنوع تأمل منه رحمه الله في تضعيفه بما ذكروه ولعله نشأ من روايته المناقب
والمثالب كما تأتي في كتبه فلاحظ. (3) صحيح بناءا على وثاقة احمد من مشايخه. قال
ابن النديم في الفهرست: وله من الكتب: كتاب الواحدة في الاخبار والمناقب والمثالب.
وجزأه ثمانية أجزاء. قلت: روى ابن طاووس عن ابن جمهور القمي عن كتابه (الواحدة) في
فرج المهموم عن الرضا (ع) (2) و (96) وقال: (*)
________________________________________
[ 191 ]
143 - الحسن بن احمد بن ريذويه القمي ثقة من أصحابنا القميين، له كتاب
المزار. 144 - الحسن بن عبد الصمد بن محمد بن عبيد الله الاشعري شيخ ثقة من أصحابنا
القميين. روى أبوه (1) عن حنان عن أبى عبدالله (ع) (2) له كتاب نوادر.
________________________________________
رويناه بعدة أسانيد عن ابن جمهور القمي وكان عالما فاضلا في كتاب
(الواحدة) في أخبار مولانا الرضا صلوات الله عليه الخ. قلت: تقدم احتمال كون
(القمي) مصحف (العمي). وروى في تفسير نور الثقلين ج 4 / 363 في تفسير قوله عزوجل: "
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " عن ابن طاووس عن كتاب (الواحدة) عن أبي
محمد العسكري (ع). (1) ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع) 419 / 29 قائلا: عبد الصمد
بن محمد قمي. (2) روى عبد الصمد بن محمد (بلا تمييز) عن حنان بن سدير عن أبي
عبدالله (ع)، عنه عنه (ع) محمد بن علي بن محبوب كما في التهذيب ج 2 / 289، ومحمد بن
احمد بن يحيى (الخصال ج 1 / 55 باب 3 / 94)، ومحمد بن الحسن الصفار (كامل الزيارات
91 / 13). وروى عبد الصمد بن محمد عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر (ع) (التهذيب ج 9 /
241، وج 3 / 219. (*)
________________________________________
[ 192 ]
145 - الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي مولى جندب بن عبدالله
(1)
________________________________________
وروى الصدوق في المشيخة (25) عن الصفار عنه عن حنان. ثم ان تمييزه
الماتن (ره) بروايته عن حنان الواقفي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام
المتوفي في أيام الرضا عليه السلام مشير إلى طبقته وانه ادرك أيام الرضا (ع) وبقي
إلى أيام الهادي (ع) كما تقدم عن الشيخ. ويشير إلى جلالته رواية أصحابنا عنه منهم:
الصفار، وإبن محبوب، ومحمد بن احمد بن يحيى مع عدم إستثناء القميين روايته عنه بل
رواية ابن قولويه في كامل الزيارات عنه كما تقدم. (1) يعرف جده عبدالله بأنه مولى
جندب، فيأتي في ترجمته (599) قول الماتن: أبو محمد البجلي، مولى جندب بن عبدالله بن
سفيان العلقي، كوفي، ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته، ودينه وورعه، روى عن أبي الحسن
موسى (ع) الخ. وأما أبوه علي بن عبدالله فلم أقف على ترجمة له ولم يكن معروفا أو لم
يكن من رواة الحديث. أو مات في صغر ابنه الحسن، ولذلك عرف أبو محمد الحسن بجده
عبدالله. نعم روى علي بن عبدالله عن أبي الحسن موسى (ع) روى عنه عنه (ع) عمرو بن
سعيد، وعمرو بن عثمان إلا انه مضافا إلى عدم التمييز في موارد روايته عنه. فالظاهر
اتحاده مع علي بن عبدالله الذي روى عمرو بن عثمان عنه عن (*)
________________________________________
[ 193 ]
أبو محمد من أصحابنا الكوفيين (1)، ثقة ثقة، له كتاب نوادر. أخبرنا محمد
بن محمد، وغيره عن الحسن بن حمزة عن إبن بطة عن البرقي عنه به (2).
________________________________________
أبي عبدالله (ع) وحينئذ ليس هو علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي. وما
في جامع الرواة من عنوانه علي بن عبدالله البجلي. ثم ذكره هذه الروايات ففي غير
محله لخلوها جميعا عن لقبه (البجلي). وتحقيق ذلك في طبقات أصحابهما. (1) بل الظاهر
ان الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي الكوفي يعرف بالحسن بن علي الكوفي
كما يظهر من طرق الصدوق رحمه الله في المشيخة إلى جماعة منهم: جده عبدالله بن
المغيرة رقم (134)، وعبد الرحيم القصير الكوفي (40)، وعباس بن عامر (300) وكذا في
ساير كتبه منها الخصال في مواضع كثيرة. وكان لابي محمد الحسن إبن، وهو علي بن الحسن
من رواة الحديث روى عن أبيه الحسن. روى عنه الصدوق في المشيخة في طريقه إلى أبيه
(89) قائلا: وما كان فيه عن الحسن بن علي الكوفي، فقد رويته عن أبي رحمه الله عن
علي بن الحسن بن علي الكوفي عن أبيه. وبهذا الاسناد أيضا في طريقه إلى العباس بن
عامر. ولم أقف له على ترجمة. وكان جعفر بن علي بن الحسن الكوفي، حفيده من رواة
الحديث، ومن مشايخ الصدوق (ره) فقد روى عنه كثيرا في كتبه، وترضى عنه عند ذكره ولم
أقف على مدح له غير ذلك. (2) ضعيف على كلام بابن بطة. وفي الفهرست (50): الحسن بن
علي بن عبدالله بن المغيرة، له كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن احمد بن محمد
بن يحيى عن أبيه (*)
________________________________________
[ 194 ]
146 - الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي (1)
________________________________________
عن محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي بن عبدالله. قلت: طريقه صحيح
على اشكال بأحمد بن محمد بن يحيى، وبالحسين كما تقدم. وتقدم طريق الصدوق إليه. وفيه
إبنه علي ولم أجد له مدحا كما تقدم. روى عنه جماعة من أجلة أصحابنا منهم: محمد بن
يحيى، واحمد ابن ادريس، وابو علي الاشعري، والصفار، وسعد بن عبدالله. (1) هو الحسن
بن موسى بن الحسن بن محمد بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت ويأتي تمام
نسبه في ترجمة أبيه (1082). ثم ان الحسن، وساير أهل بيته وهم أجلاء الطائفة يعرفون
بجدهم نوبخت الفارسي. نوبخت كان نوبخت مشهورا في بلاده في الدولة الكيانية
الفارسية، كيف وهو من بيت فيهم الامراء الابطال. وقد اشتهر بسبب علمه بالنجوم، وكان
في علم النجوم نهاية كما في تاريخ بغداد ج 10 / 54، وكان ينجم ويترجم لخالد بن يزيد
بن معاوية كما قيل في أواخر الدولة الاموية، وفي أوائل الدولة العباسية. (*)
________________________________________
[ 195 ]
________________________________________
وصحب المنصور الدوانيقي في محبس الاهواز عندما كان المنصور محبوسا كما
في تاريخ بغداد ج 10 / 54، ونبأه بثبوت الملك له، فلازمه وأكرمه، وأقطعه ألفي جريب
من اراضي الحويزة. وتولى مع المنصور بناء بغداد وتأسيسها كعاصمة، ووضع أساسها في
وقت إختاره له نوبخت المنجم كما في تاريخ بغداد ج 1 / 67، فهو بطبيعة الحال اول من
سكنها معه. وذكر ابن طاووس في فرج المهموم (208) مصاحبته للمنصور واسلامه حينئذ وفي
ص 210 تفصيل اخباره. وكان مجوسيا ثم حسن اسلامه. واسلام زوجته، وولده أبي سهل وحسن
معرفتهم لهذا الامر وولايتهم لعلي أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام.
وقيل: أنه عمر أكثر من مائة سنة. آل نوبخت كان آل نوبخت معروفين بالعلم والفضل،
والفلسفة، والكلام، والنجوم، والادب وغير ذلك من صنوف العلم، وكانوا نقلة الكتب من
الفارسي إلى العربي. ذكره ابن النديم في الفهرست (355)، وفيهم أصحاب الكتب
والمصنفات الكثيرة. قال ابن طاووس في فرج المهموم (121): ان جماعة من بني نوبخت،
وهم أعيان الشيعة كانوا علماء في هذا الباب، ووقفت على عدة مصنفات لهم في النجوم،
وانها دلالات على الحادثات... وذكر نحوه (*)
________________________________________
[ 196 ]
________________________________________
في ص 132 ثم مدحهم بعلم النجوم بما مدحهم به ابن الرومي الشيعي في شعره:
اعلم الناس بالنجوم بنو نوبخت الخ. وقال أيضا في (40) عند الاستدلال على مدعاه:
وإليه ذهب بنو نوبخت رحمهم الله من الامامية، فلم ينكر عليهم، بل ترحم. عليهم. وبنو
نوبخت من أعيان هذه الطائفة المحقة المرضية، ومنهم وكيل مولانا المهدي صلوات الله
عليه أبو القاسم الحسين بن روح رضوان الله جل جلاله عليه. قلت: ومما يشير إلى
جلالتهم ان فيهم جماعة ممن وفق له زيارة مولانا الحجة صلوات الله عليه، وفيهم من له
كتاب إليه من ناحيته المقدسة، وفيهم الحسين بن روح النوبختي أحد سفرائه ونوابه
الاربعة وسنشير إليهم، وقد حصل لهم وجاهة في الدنيا تتمناها غيرهم كما يظهر مما
رواه الشيخ عن جماعة عن أبي غالب الزراري في الغيبة (186). وكان لهم في بغداد محلة
تعرف بالنوبختية وفيها قبر أبي القاسم السفير الحسين بن روح النوبختي. قال الشيخ في
الغيبة (238): وأخبرني الحسين بن ابراهيم عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي
نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضى الله عنه:
ان قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن
احمد النوبختي النافذ إلى التل، وإلى درب الاخر، وإلى قنطرة الشوك رضى الله عنه. ثم
ان آل نوبخت مع اشتهارهم بالفلسفة والكلام والنجوم خاصة والفلكيات والهندسة والحساب
ونقل الكتب، ومع مكانتهم وجلالة (*)
________________________________________
[ 197 ]
________________________________________
قدرهم في بغداد، وهم أعيان الطائفة وأعلام علماء بغداد، فقد أهملهم
الخطيب البغدادي في تاريخه الموضوع لذكر ساير طبقات أهل العلم من جميع المذاهب حتى
الرماة والشعراء والمغنين والفرسان وحذاق الصناع ممن نشأ ببغداد أو ورد عليها من
غير أهلها فلم يذكر هؤلاء الاعلام النوبختيين بترجمة خاصة وان أشار إلى بعضهم، ولعل
ذلك لانهم معروفون بولاية علي بن أبي طالب والائمة من ولده عليهم السلام كما تقدم
عن إبن النديم. أبو سهل بن نوبخت كان اسمه طيمارث فيأتي في ترجمة موسى بن الحسن
النوبختي (1082) قوله: (يقال: ان اسم أبي سهل بن نوبخت طيمارث). وجعل المنصور
الدواينقي كنيته مقام إسمه، فبطل إسمه وثبتت كنيته وكان رجلا عالما بالنجوم والكلام
وغير ذلك. ذكره ابن النديم في أخبار الفلاسفة الطبيعيين والمنطقيين (345)، وكان من
العلماء المصنفين، ومن كتبه: كتاب النهمطان. وقد حكى عنه ابن النديم مقالات اصحاب
النجوم وغيرهم كما في (345). ولما ضعف أبوه نوبخت عن الخدمة قام مقام أبيه بأمر
المنصور، وعمر زهاء ثمانين سنة، وتوفي سنة (202) في عصر المأمون، وخلف محمدا،
وهارون، وسهلا، واسماعيل، واسحاق، وعبد الله، وعبيد الله، وفضلا، وغيرهم كما قيل.
(*)
________________________________________
[ 198 ]
________________________________________
محمد، وهارون إبني ابي سهل بن نوبخت كتب نبو نوبخت المنجم محمد، وهارون
إبني أبي سهل إلى ابي عبدالله عليه السلام: ان ابانا، وجدنا كانا ينظران في علوم
النجوم فهل يحل النظر فيه، فكتب عليه السلام: نعم. رواه ابن طاووس في فرج المهموم
(2) و (100) عن كتاب (التجمل) تاريخ كتابته سنة ثمان وثلاثين ومأتين. وروى ايضا عنه
عنهما قالا: كتبنا إليه عليه السلام: نحن ولد نوبخت المنجم، وقد كنا كتبنا إليك: هل
يحل النظر في علم النجوم، فكتبت: نعم. والمنجمون يختلفون في صفة الفلك الحديث.
وأشار إلى ذلك أيضا في (132). اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت ذكر اسماعيل بن ابي سهل
في نسب موسى بن الحسن كما يأتي (1082)، وفي الحسن بن الحسين النوبختي كما يأتي الا
انه لم احضر له ترجمة. الفضل بن ابي سهل بن نوبخت قال ابن طاووس في فرج المهموم
(125): ومن العلماء بالنجوم (*)
________________________________________
[ 199 ]
________________________________________
من الشيعة الفضل بن أبي سهل بن نوبخت. وصل إلينا من تصانيفه كتاب في
المسائلة، وإبتداء الاعمال، الاعمال المعروف بالسجل، وهو كتابه الثاني، يدل على قوة
معرفته بعلم النجوم، وأنه قدوة في هذه العلوم. سليمان بن ابي سهل بن نوبخت ذكره ابن
النديم في الشعراء الكتاب (243) وقال: سليمان ابن أبي سهل بن نوبخت خمسون ورقة.
عبدالله بن أبي سهل بن نوبخت المنجم ذكره في فرج المهموم (131) في مشاهير المنجمين
ثم ذكر ما أنشده من الشعر لما قدم المأمون بغداد ووصل للناس وغفل عن صلته. الحسن بن
سهل بن نوبخت كان الحسن بن سهل بن نوبخت من الحساب، والمهندسين، والمنجمين، وله من
الكتب: كتاب الانواء. ذكره ابن النديم في الفهرست (399). وكان من جملة نقلة الكتب
من اللغات إلى العربي كما في فهرست ابن النديم (355). ونقل زيج الشهريار ذكره إبن
النديم (356)، وعمل للحسن بن سهل صاحب خزانة الحكمة للمأمون الشاعر الحكيم سهل بن
هارون رسالة يمدح فيها البخل ويرغبه فيه فأجابه الحسن ذكره ابن النديم (180). (*)
________________________________________
[ 200 ]
________________________________________
الفضل بن نوبخت أبو سهل ذكره إبن النديم في علماء النجوم، والهندسة من
الفهرست (396) وقال: أبو سهل الفضل بن نوبخت، فارسي الاصل، وقد ذكرت نسب آل نوبخت
في كتاب المتكلمين واستقصيته، وكان في خزانة الحكمة لهارون الرشيد، ولهذا الرجل نقل
من الفارسي إلى العربي، ومعوله في علمه على كتب الفرس، وله من الكتب: كتاب النهمطان
في المواليد، كتاب الفأل النجومي، كتاب المواليد. مفرد، كتاب تحويل سند المواليد،
كتاب المدخل، كتاب التشبيه والتمثيل، كتاب المنتحل من أقاويل المنجمين في الاخبار
والمسائل والمواليد وغيرها. علي بن نوبخت ذكر علي بن نوبخت في نسب غير واحد من
النوبختيين منهم: محمد بن علي بن نوبخت وأبو سهل كما سيأتي، إلا انه لم أحضر له
ترجمة. ابو سهل بن علي بن نوبخت روى الخطيب في تاريخه ج 10 / 54، في ترجمة المنصور:
أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي حدثنا محمد بن عبدالرحيم المازني حدثنا (*)
________________________________________
[ 201 ]
________________________________________
الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو سهل بن علي بن نوبخت قال: كان جدنا
نوبخت النجم على دين المجوسية، وكان في علم النجوم نهاية وكان محبوسا بسجن الاهواز
فقال: رأيت أبا جعفر المنصور وقد أدخل السجن الحديث بطوله. أبو جعفر محمد بن علي بن
نوبخت المنجم كان أبو جعفر محمد بن علي بن نوبخت من خيار أصحابنا، وممن له كتاب من
الناحية المقدسة، يدل على عنايته صلوات الله عليه به. فروى الشيخ في الغيبة (257)
باسناده عن أبي جعفر محمد بن ابن علي بن نوبخت قال: عزمت على الحج وتأهبت، فورد
علي: نحن لذلك كارهون، فضاق صدري واغتممت، وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أني
مغتم بتخلفي عن الحج، فوقع (ع): لا يضيق صدرك فانك تحج من قابل. فلما كان من قابل
إستأذنت، فورد الجواب، فكتبت: اني عادلت محمد بن العباس، وأنا واثق بديانته
وصيانته، فورد الجواب: الاسدي نعم العديل فان قدم فلا تختر عليه. قال: فقدم الاسدي
فعادلته. اسماعيل بن علي بن نوبخت أبو سهل النوبختي كان من اصحاب ابي محمد العسكري
عليه السلام ذكرناه في طبقات اصحابه (ع) وكان ممن تشرف بزيارة مولانا الحجة عجل
الله فرجه (*)
________________________________________
[ 202 ]
________________________________________
الشريف في مرض ابيه (ع)، رواه الشيخ في الغيبة (164)، وقد عد من وجوه
الشيعة واكابرهم وممن اجتمعوا عند العمري في مرضه وتكلموا معه في السفير بعده. رواه
الشيخ في الغيبة (226)، وكان له وجاهة وقدر في انفس الناس ومحل من العلم والادب
ايضا عندهم كما في رواية الغيبة (247) في قصة الحلاج واحتجاجه عليه ومدحه التنوخي
لذلك بقوله: كان أبو سهل من بينهم مشفقا، فهما، فطنا... قال ابن النديم في ترجمته
في فهرسته (265): أبو سهل النوبختي اسماعيل بن علي بن نوبخت، من كبار الشيعة، وكان
أبو الحسن الناشئ يقول: انه استاذه وكان فاضلا، عالما، متكلما، وله مجلس بحضرة
جماعة من المتكلمين إلى آخر ترجمته فقد ذكر رأيه، واحتجاجه على الشلمغاني، وكتبه
الكثيرة فلاحظ. وقد قرأ عليه مظفر بن محمد بن احمد أبو الجيش البلخي المتكلم
المشهور المتوفي سنة (367) كما يأتي في ترجمته (1132). وقال الشيخ في الفهرست (169)
في ترجمة مظفر بن محمد الخراساني: وكان عارفا بالاخبار، وكان من غلمان أبي سهل
النوبختي. وكان محمد بن بشر أبو الحسن الحمدوني الشوشنجردي المتكلم المشهور من
اعيان أصحابنا من غلمان أبي سهل النوبختي. صرح بذلك ابن النديم في الفهرست (266)
ويأتي في ترجمته (1038) فضله وحسن عبادته وجلالته. وكان أبو سهل هو الذي كشف أمر
الحسين بن منصور الحلاج الحيال الصوفي المتصنع وأظهر فضيحته وخزيه حتى شهر أمره عند
الصغير والكبير وتنفر الجماعة عنه ذكره الشيخ بتفصيله في الغيبة (246)، (*)
________________________________________
[ 203 ]
________________________________________
وابن النديم في فهرسته (284)، والقاضي أبو علي الحسن بن علي التنوخي
المتوفي 384 في كتابه في أخبار المذاكرة ج 1 / 161 وغيرهم. وكان ذلك بعد ظهور أمر
الحلاج سنة (299) كما في الفهرست. وكان لابي سهل احتجاج لطيف في جواب من سأله: كيف
صار هذا الامر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك ؟ رواه الشيخ في الغيبة
(240). ويظهر منه انه كان أهلا للنيابة والسفارة للناحية المقدسة وان قدم وفضل
الحسين بن روح لخصال ذكر بعضها أبو سهل النوبختي في هذا الحديث. وذكر المرزباني في
معجم الشعراء (424) ان احمد بن أبي عوف إحتال على أبي سهل النوبختي وحبسه في أيام
القاسم بن عبيد الله. وتقدم في ج 1 / 391 ترجمة اسماعيل بن علي النوبختي. أبو جعفر
بن علي بن نوبخت ذكره ابن النديم في ترجمة اخيه اسماعيل بن علي (265) قائلا: وكان
لابي سهل أخ يكنى أبا جعفر من المتكلمين على مذهبه وله من الكتب... العباس بن
اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت هو جد موسى بن محمد بن العباس الاتي ترجمته (1082)،
وجد الحسين بن علي بن العباس الاتي ذكره قريبا، ولم أحضر له ترجمة. (*)
________________________________________
[ 204 ]
________________________________________
محمد بن العباس بن اسماعيل كبرياء النوبختي هو جد الحسن بن موسى شيخنا
المترجم، وأخو علي بن العباس الاتي، والظاهر ان لقبه (الكبريا) ويعرف ابنه موسى
بابن كبريا وفى الروايات: أبو الحسن بن كبرياء كما في الغيبة (227) و (237) و
(178). علي بن العباس بن اسماعيل أبو الحسن النوبختي هو جد الحسن بن الحسين بن علي
الاتي، وأخو محمد بن العباس المتقدم، كان أحد مشايخ الكتاب، وأهل الادب والمروءة،
وروى أخبار البختري، وإبن الرومي بالمشاهدة قطعة حسنة. وتوفي سنة سبع وعشرين
وثلثمائة بعد سن عالية، وهو القائل لابن عمه أبي سهل اسماعيل بن علي النوبختي، وقد
شرب دواءا: يا محيى العارفات والكرم * وقاتل الحادثات والعدم إلى آخر شعره. ذكره
المرزباني في معجم الشعراء (156). وذكره ابن النديم في الشعراء الكتاب (244) قال:
أبو الحسين علي بن عباس النوبختي مائتي ورقة. وروى التنوخي عن أبي الحسين عنه عن
محمد بن داود بن الجراح كما في فرج المهموم (190). (*)
________________________________________
[ 205 ]
________________________________________
أبو الحسن موسى بن محمد المعروف بابن كبرياء هو والد شيخنا المترجم
الحسن بن موسى وتأتي ترجمته (1082). الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن اسماعيل
ابن ابي سهل بن نوبخت أبو محمد النوبختي الكاتب ذكره الخطيب في تاريخه ج 7 / 299
وذكر انه من رجال الحديث وكان سماعه صحيحا. وقال: قال لي الازهري: كان النوبختي
رافضيا ردئ المذهب. سألت البرقاني عن النوبختي فقال: كان معتزليا، وكان يتشيع إلا
انه تبين أنه صدوق، ثم روى انه ولد في أول سنة عشرين وثلثمائة. وقال: حدثني احمد بن
محمد العقيقي قال: سنة اثنتين وأربعمائة فيها توفي أبو محمد الحسن بن الحسين
النوبختي، وكان ثقة في الحديث، ويذهب إلى الاعتزال، ذكر غيره ان وفاته كانت يوم
الجمعة لليلتين بقيتا من ذي القعدة. قلت: وذكر نحوه ابن حجر في لسان الميزان ج 2 /
201 مع تفاوت يسير. وروى عنه الخطيب، وذكره في مواضع من تاريخه منها: ج 7 / 443، وج
12 / 119. (*)
________________________________________
[ 206 ]
________________________________________
اسحاق الكاتب النوبختي كان ممن وفق له التشريف بزيارة مولانا الحجة
صلوات الله عليه ووقف على معجزاته ورآه (ع). رواه الصدوق عن محمد بن محمد الخزاعي
عن أبي علي الاسدي عن أبيه محمد بن أبي عبدالله الكوفي في هذا الباب من الاكمال
(417). جعفر بن احمد أبو ابراهيم النوبختي هو خال أبي نصر هبة الله بن محمد ابن بنت
أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري (رض) الاتي ترجمته (1187)، ومن مشايخه، روى عن ابيه
احمد بن ابراهيم، وعمه عبدالله. روى الشيخ باسناده عنه في الغيبة (226). احمد بن
ابراهيم النوبختي روى عن ابي جعفر العمري السفير (رضوان الله عليه) وعن الحسين بن
روح السفير بعده وروى عنه ابنه جعفر كما في الغيبة (226) وكان احمد يكتب ما أملاه
عليه أبو القاسم الحسين بن روح السفير، وقد وجد محمد بن احمد بن داود القمي الجليل
جواب مسائل أنفذت من (قم) بخطه واملاء الحسين بن روح رضي الله عنه كما في الغيبة
(228). (*)
________________________________________
[ 207 ]
________________________________________
عبدالله بن ابراهيم أبو جعفر النوبختي روى عن السفير العمري رضى الله
عنه، روى عنه ابن أخيه جعفر بن احمد بن ابراهيم كما في الغيبة (226). احمد بن
عبدالله أبو عبد الله النوبختي ذكره ابن النديم في الشعراء الكتاب (244) وذكر له من
الشعر مائة ورقة. علي بن احمد النوبختي كان من مشاهير آل نوبخت في وقته فبداره عرف
هبة الله بن محمد الكاتب محل قبر الحسين بن روح رضي الله عنه كما في الغيبة (238).
ابن زهومة ابي علي بن جعفر النوبختي كان شيخا مستورا كما في الغيبة (251). (*)
________________________________________
[ 208 ]
شيخنا المتكلم (1)،
________________________________________
الحسين بن روح بن ابي بحر أبو القاسم النوبختي هو من أجلة أصحاب أبي
محمد العسكري (ع) ذكرناه في الطبقات، والسفير الثالث للناحية المقدسة يأتي ذكره في
ترجمة علي بن موسى بن بابويه (683) قد استوفينا ما ورد في عظم قدره وجلالته ومدحه
في كتابنا في أخبار الرواة. أبو محمد الحسن بن يحيى النوبختي ذكره الخطيب في تاريخه
ج 6 / 380 في اسحاق بن محمد النخعي في ذيل كلام الغلاة وقال: وقع إلي كتاب لابي
محمد الحسن بن يحيى النوبختي من تصنيفه في الرد على الغلاة، وكان النوبختي هذا من
متكلمي الشيعة الامامية... قلت: يحتمل كون (يحيى) مصحف (موسى) في كلام الخطيب أو
أنه توهم ذلك كما تأتي الاشارة إلى ذلك في كتبه، (1) كان الحسن بن موسى النوبختي
الفيلسوف من مشاهير المتكلمين عند علماء الاسلام عارفا بمذاهبهم. ذكره الشيخ فيمن
لم يرو عنهم (ع) من رجاله (462) وقال: ابن أخت أبي سهل، أبو محمد، متكلم، ثقة. وفي
الفهرست (46) وقال: إبن اخت أبي سهل بن نوبخت يكنى أبا محمد، متكلم، فيلسوف، وكان
يجتمع إليه جماعة من نقلة الفلسفة مثل ابي عثمان الدمشقي، واسحاق، وثابت وغيرهم،
وكان (*)
________________________________________
[ 209 ]
________________________________________
اماميا، حسن الاعتقاد، نسخ بخطه شيئا كثيرا... وفي باب الكنى منه (190)
في ترجمة أبي الاحوص المصري قال: من جلة متكلمي الامامية، لقيه الحسن بن موسى
النوبختي، وأخذ عنه، واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام، وكان ورد للزيارة.
وذكره ابن النديم في فهرسته (265) في متكلمي الشيعة الامامية رضوان الله عليهم،
وذكر نحو ما تقدم عن الشيخ في الفهرست إلى قوله: وغيرهم. ثم قال: وكان المعتزلة
تدعيه، والشيعة تدعيه، ولكنه إلى حيز الشيعة ما هو، لان آل نوبخت معروفون بولاية
علي وولده (ع) في الظاهر، ولذلك ذكرناه في هذا الموضع، وكان جماعة للكتب، قد نسخ
بخطه شيئا كثيرا، وله مصنفات، وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها، وتوفي وله من
الكتب... وذكر أيضا في نقلة الكتب إلى العربي (355) و (356)، وذكر انه الذي نقل زيج
الشهريار إلى العربي. وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 258 وقال: من متكلمي
الامامية... وقال ابن الحديد في الشرح ج 3 / 228 عند نقل أقوال المجسمه وحكاية رأيه
عن كتابه (الاراء والديانات): هو من فضلاء الشيعة.. وقال ابن طاووس في فرج المهموم
(121) عند ذكر بني نوبخت من أعيان الشيعة وعلماء النجوم: وكان الحسين بن موسى أبو
محمد النوبختي عارفا بعلم النجوم، وقدوة في تلك العلوم، وصنف كتابا إستدرك فيه على
أبي علي الجبائي لما رد على المنجمين، وقد وقفت على كتاب أبي محمد وما فيه من موضع
يحتاج إلى زيادة تبيين الخ. (*)
________________________________________
[ 210 ]
المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلثمائة وبعدها (1).
________________________________________
(1) تبرز شيخنا المترجم على نظرائه من المتكلمين والفلاسفة ونبوغه في
قرني الثالث والرابع من أزهى عصور الاسلام أكبر مدح وثناء عليه. وكان نظرائه في
زمانه: أبو علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب بن سلام المتكلم المعتزلي البصري الذي
انتهت إليه رئاسة البصريين في زمانه وتوفي (303) ذكره ابن النديم (256)، وابو الحسن
ثابت ابن قرة بن مروان بن ثابت المتوفي (288)، والعلاف أبو محمد بن الهذيل بن
عبدالله بن مكحول العبدي المتكلم شيخ البصريين وأكبر علمائهم في الاعتزال، وابو
جعفر محمد بن عبد الرحمان بن قبة الرازي من أعاظم أصحابنا المتكلمين وحذاقهم
المتوفي قبيل سنة 317 ويأتي ترجمته (1025)، والفيلسوف المتكلم الطبيب المشهور من
نوابغ دهره محمد بن زكريا الرازي، وابو القاسم البلخي والمتكلم الشهير أبو الحسن
محمد بن بشر الحمدوني السوسنجردي من عبون أصحابنا وصالحي متكلميهم وغيرهم ممن يأتي
ذكره في المتن وذكره الشيخ وابن النديم في فهرستيهما. ولا عجب في تبرزه على أعلام
عصره قد نشأ في بيت أمجاد لم ينطو حديثهم من سجلات الكتب وحازوا الشهرة الواسعة في
علم النجوم وترجمة أصوله وفصوله ونقل كتب الفلاسفة في مختلف العلوم ونبغوا في الشعر
والادب العربي وتفوقوا بتقدمهم في أكثر العلوم النافعة وصاروا خزان بيوت الحكمة
وتراجمتها ومصابيح العلوم وكنوزها وبأيديهم مفاتيح أبواب الافلاك وأرصاد النجوم
وحسنت تصانيفهم فنالوا الزعامة العلمية كما حازوا الرئاسة الروحية بحسن أسلامهم
ومعرفتهم وولايتهم لائمة أهل البيت (ع) وشدة تمسكهم بالعروة الوثقى التي لا انفصام
لها، (*)
________________________________________
[ 211 ]
له على الاوائل كتب كثيرة (1): منها كتاب الآراء والديانات كتاب كبير
حسن يحتوي على علوم كثيرة، قرأت هذا الكتاب على شيخنا ابي عبدالله رحمه الله (2)،
________________________________________
وقد خدموا الامة بالتأليف والترجمة والانشاء والتدريس والمناظرات ونقد
الآراء الباطلة، معظمين لشعائر الاسلام غير متخلفين عن الدين وعن شرايعه متمسكين
بحبل ولاية اهل البيت (ع) فلم يتخلفوا عن هديهم ولم بختلفوا في مذهبهم مع ان عصرهم
هي عصر التفرق ونشوء المذاهب الباطلة، وكان لهم وجاهة في الدنيا وفيهم من تشرف
بزيارة مولانا الحجة صلوات الله عليه وبمكاتبته وفيهم السفير الحسين بن روح رحمه
الله، ففي حضانة أمثالهم تربى الحسن بن موسى، وفي مجالسهم نشأ ودرس وتخرج، وأعانه
على هذا التفوق وطنه دار السلام، وعصره ومشايخه، واقرانه حتى برع في علوم الدين
وتبرز على نظرائه وامتاز بكثرة التصنيف وإجادته، واحاطته بالآراء والمذاهب، ونقد
الفلسفة وآراء المتكلمين كما ستقف على بعضها. (1) وفي فهرست الشيخ: وله مصنفات
كثيرة في الكلام، وفي نقض الفلسفة وغيرهما... وقال ابن النديم: وله مصنفات وتأليفات
في الكلام، والفلسفة وغيرها... وقال ابن حجر: وله تصنيفات كثيرة جدا... (2) ذكره
الشيخ وابن النديم في فهرستيهما وقالا: لم يتم. وقال المسودي في مروج المذهب ج 1 /
79 في أخبار الهند وآرائها ما لفظه قال المسعودي: وقد رأيت أبا القاسم البلخي ذكر
في كتاب عيون المسائل والجوابات، وكذلك الحسن بن موسى النوبختي في كتابه المترجم
بكتاب " الآراء والديانات " مذاهب الهند وآرائهم... (*)
________________________________________
[ 212 ]
وله كتاب فرق الشيعة (1)، وكتاب الرد على فرق الشيعة ما خلا الامامية،
وكتاب الجامع في الامامة، وكتاب الموضح في حروب أمير المؤمنين (ع) (2)، وكتاب
التوحيد الكبير (3)، وكتاب التوحيد الصغير، وكتاب الخصوص والعموم، وكتاب الارزاق
والآجال والاسعار، كتاب كبير في الجزء، مختصر الكلام في الجزء (4)، كتاب الرد على
المنجمين كتاب الرد على أبي علي الجبائى (5)،
________________________________________
وقال ابن طاووس في فرج المهموم (121) بعد ذكر ما في المتن: اقول أنا:
هذا الكتاب المسمى " الاراء والديانات " عندنا الآن ووقفت على معرفته فيه بعلم
النجوم وما اختاره وما رده على أهل الاديان. قلت: وقد روى العامة عن هذا الكتاب
كثيرا منهم ابن أبي الحديد في شرح النهج. (1) وهو كتاب مقدم على جميع ما صنف في ذلك
ذكره أصحابنا والعامة منهم ابن تيمية وهو موجود ومطبوع بالنجف الاشرف، وباستنبول
وغيرهما كما قيل ويأتي ذكره في سعد بن عبدالله الاشعري. (2) قال في المعالم: الواضح
في الخارجين على أمير المؤمنين عليه السلام في الحروب الثلاثة. (3) وفي فهرست ابن
النديم: كتاب التوحيد وحدوث العلل. وفى فهرست الشيخ: كتاب التوحيد وحدوث العالم.
قلت: وقد حكى ابن ابي الحديد في الشرح عنه بعض الاقوال في التوحيد. (4) أي الجزء
الذي لا يتجزئ. والبحث في ذلك كان معركة الآراء عند الفلاسفة والمتكلمين. وفي نسخة
(ن) (الجبر) بدل (الجزء) في الموضعين. (5) الجبائي هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام
المتكلم المعتزلي البصري المنتهى إليه رئاسة البصريين في زمانه المتوفي (303) ذكره
(*)
________________________________________
[ 213 ]
في رده على المنجمين فان أبا علي تجاهل في رده على المنجمين (1)، وكتاب
النكت على ابن الراوندي (2)،
________________________________________
ابن النديم في فهرسته (256) واليافعي في مرآة الجنان ج 2 / 241. قال ابن
طاووس في فرج المهموم (121) عند ذكر الحسن بن موسى: وصنف كتابا استدرك فيه على أبي
علي الجبائي لما رد على المنجمين. وقد وقفت على كتاب أبي محمد، وما فيه من موضع
يحتاج إلى زيادة تبيين الخ. قلت: وكان أبو علي الجبائي من المنجمين ذكره وجملة من
أخباره في النجوم ابن طاووس في فرج المهموم (154). (1) ظاهر المتن انه (ره) وقف على
كتاب أبي علي وعلى خطائه في رده على المنجمين. وأشار ابن طاووس في (156) ومواضع أخر
من كتابه (فرج المهموم) إلى رأيه فلاحظ. (2) ابن الراوندي هو أبو الحسين احمد بن
يحيى بن محمد بن اسحاق من أهل مرو الروذ كان في اول امره حسن السيرة جميل المذهب
كثير الحياء ثم إنسلخ من ذلك كله بأسباب عرضت له، ولان علمه كان أكثر من عقله. حكاه
ابن النديم في الفهرست (254) عن ابي القاسم البلخي في كتابه (محاسن خراسان) وقال:
وأكثر كتبه: الكفريات ألفها لابي عيسى بن لاوي اليهودي الاهوازي... وقد نقض جماعة
عليه في جملة من كتبه منهم: أبو محمد النوبختي كما في المتن وفي فهرستي الشيخ وابن
النديم، وابو الحسين الخياط، وابو علي الجبائي ذكره ابن النديم في ترجمة الراوندي
(255). وقال: ابن النديم في ترجمة ابي محمد النوبختي عند ذكر كتبه كتاب نقض كتاب
عبث الحكمة على الراوندي، كتاب نقض التاج على (*)
________________________________________
[ 214 ]
كتاب الرد على من أكثر المنازلة، كتاب الرد على أبي الهذيل العلاف (1)
في أن نعيم أهل الجنة منقطع، كتاب الانسان غير هذه الجملة (2)، كتاب الرد على
الواقفة، كتاب الرد على أهل المنطق، كتاب الرد على ثابت بن قرة (3)، الرد على يخيى
بن اصفح في الامامة، جواباته لابي جعفر بن قبة رحمه الله (4)، جوابات أخر لابي جعفر
أيضا،
________________________________________
الراوندي ويعرف بكتاب السبك، كتاب نقض اجتهاد الرأي على ابن الراوندي.
(1) العلاف: أبو محمد بن الهذيل بن عبدالله بن مكحول العبدي المتكلم في عصر المأمون
شيخ معتزلة البصريين وأكبر علمائهم صاحب مقالات في مذهبهم المتوفي (227) أو (235)
أو غيره ذكره ابن النديم في ترجمته (251) وفي ترجمة تلميذه ثمامة بن أشرس (253)،
وإبن خلكان ج 3 / 396، والخطيب في تاريخه والمسعودي وغيرهم. (2) قوله: (غير هذه
الجملة) لا يوجد في فهرستي الشيخ، وابن النديم. (3) هو: أبو الحسن ثابت قرة بن
مروان بن ثابت أصل رياسة الصابة في الروم، المولود (221) والمتوفي (288) استصحبه
محمد بن موسى عند منصرفه من الروم فوصله بالمعتضد العباسي وأدخله في جملة المنجمين،
له كتب في النجوم والهندسة والاعداد، والطب وغير ذلك ذكره ابن النديم (394)، وابن
طاووس في فرج المهموم (203) (4) هو محمد بن عبد الرحمان بن قبة الرازي من حذاق
الامامية ومتكلميهم وأجلائهم. تأتي ترجمته (1025). (*)
________________________________________
[ 215 ]
شرح مجالسه مع أبي عبدالله بن مملك رحمه الله (1)، حجج طبيعية مستخرجة
من كتب أرسطاطاليس في الرد على من زعم ان الفلك حي ناطق (2) كتاب في المرايا وجهة
الرؤية فيها، كتاب في خبر الواحد والعمل به كتاب في الاستطاعة على مذهب هشام وكان
يقول به (3)، كتاب في الرد على من قال بالرؤية للباري عزوجل، كتاب الاعتبار
والتمييز والانتصار كتاب النقض على أبي الهذيل في المعرفة، كتاب الرد على أهل
التعجيز وهو نقض كتاب أبي عيسى الوراق (4)، كتاب الحجج في الامامة مختصر، كتاب
النقض على جعفر بن حرب في الامامة (5)،
________________________________________
(1) الظاهر أنه أبو عبد الله محمد بن عبدالله بن مملك الاصبهاني الذي
كان معتزليا ورجع إلى القول بالامامة على يد عبد الرحمان بن أحمد بن خيرويه العسكري
المتكلم رحمه الله وتأتي في ترجمته (1035) عظمته وجلالته في أصحابنا وأيضا رجوعه عن
الاعتزال وفي ترجمة ابن خيرويه (623). (2) وفي فهرستي الشيخ وابن النديم: كتاب
إختصار الكون والفساد لارسطاطاليس. (3) تأتي الاشارة إلى مذهب هشام في الاستطاعة في
ترجمته وقول أبي محمد النوبختي بمقالته ان صح فلا ينافي وثاقته فلاحظ. (4) وفى
فهرستي الشيخ وابن النديم: كتاب أبي عيسى في الغريب المشرقي. ثم ان الظاهر انه محمد
بن هارون أبو عيسى الوراق الذي يأتي ذكر كتابه في ترجمته (1018). (5) هو جعفر بن
حرب الهمداني البغدادي المتكلم المعتزلي الذي درس الكلام على أبي الهذيل العلاف
بالبصرة ومات سنة (236) (*)
________________________________________
[ 216 ]
مجالسه مع - أبي القاسم البلخي جمعه (1)،
________________________________________
وهو ابن تسع وخمسين سنة. ذكره الخطيب في تاريخه ج 7 / 162 وابن حجر في
لسان الميزان ج 2 / 113 وغيرهما. (1) هو أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود
الكعبي، البلخي العالم المشهور، كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم " الكعبية "
وهو صاحب مقالات ومن مقالاته: ان الله سبحانه وتعالى ليست له إرادة وان جميع أفعاله
واقعة منه بغير إرادة ولا مشية منه لها، وكان من كبار المتكلمين، وله اختيارات في
علم الكلام، وتوفي مستهل شعبان سنة سبع عشرة وثلثمائة. ذكره ابن خلكان في وفياته ج
2 / 248. وفي مرآت الجنان لليافي ج 2 / 278: انه مات سنة (219). وقرأ الفيلسوف
المتكلم الطبيب المشهور محمد بن زكريا الرازي المتوفى (311) الفلسفة على البلخي
هذا. ذكره ابن النديم عن محمد بن زكريا الرازي في ترجمته (430) ثم قال: خبر فلسفة
البلخي هذا. كان من أهل بلخ يطوف البلاد ويجول الارض، حسن المعرفة بالفلسفة والعلوم
القديمة إلى ان قال: وقيل: ان بخراسان كتبه موجودة، وكان في زمان الرازي. وروى عن
أبي القاسم البلخي في كتاب محاسن خراسان ترجمة ابن الراوندي (254). ويأتي في ترجمة
محمد بن عبدالرحمن بن قبة (1025) ان محمد بن بشر أبا الحسن الحمدوني السوسنجردي من
عيون أصحابنا وصالحي متكلميهم وعبادهم الذي حسنت عبادته وحج على قدميه خمسين حجة -
قد مضى بعد زيارته لمشهد امامنا الرضا عليه السلام بطوس إلى بلخ والى أبي القاسم
البلخي، فعرض عليه كتاب " الانصاف " لابن قبة في الامامة فوقف عليه ونقضه بكتاب
(المسترشد) في الامامة، ثم (*)
________________________________________
[ 217 ]
كتاب التنزيه وذكر متشابه القرآن، الرد على أصحاب المنزلة بين المنزلتين
في الوعيد، الرد على أصحاب التناسخ، الرد على المجسمة، الرد على الغلاة (1) مسائله
للجبائي في مسائل شتى (2).
________________________________________
عاد إلى الري، فدفعه إلى ابن قبة فنقضه ب " المستثبت " في الامامة،
فحمله إلى أبي القاسم ببلخ، فنقضه ب " نقض المستثبت "، فعاد به إلى الري، فوجد ابن
قبة قد مات رحمه الله. (1) تقدم ذكر كتاب الرد على الغلاة في الحسن بن يحيى
النوبختي عن تاريخ بغداد، ولعله مصحف (الحسن بن موسى). وذكر الشيخ وابن النديم هذا
الكتاب لابي محمد الحسن بن موسى. (2) تقدم ذكره وذكر كتاب الرد عليه. وذكر الشيخ
وابن النديم من جملة كتب الحسن بن موسى النوبختي: كتاب الاحتجاج لعمر بن عباد ونصرة
مذهبه وزاد ابن طاووس على كتبه " كتاب الرصد " قال في فرج المهموم (123): وأقول:
وصل الينا من كتبه أيضا " كتاب الرصد " على بطلميوس في هيئة الفلك والارض. وزاد
المسعودي في مروج الذهب ج 3 ص 253: النقض على كتاب العثمانية، امامة المروانية،
وكتاب مسائل العثمانية للجاحظ. (*)
________________________________________
[ 218 ]
147 - الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) أبو محمد (1) المعروف بابن أخي طاهر.
________________________________________
(1) كان أبو محمد الحسن المعروف بابن أخي طاهر أحد العلماء بالنسب،
والاخبار، والحديث، ويوصف بالدنداني النسابة، كما ذكره جماعة وأيضا بالشريف كما في
الفهرست (97) في العقيقي. ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (ع) 465 / 20 بنسبه
ثم قال: صاحب النسب إبن أخي طاهر، روى عنه التلعكبري، وسمع منه سنة سبع وعشرين
وثلثمائة إلى سنة خمس وخمسين: يكنى أبا محمد وله منه إجازة، أخبرنا عنه أبو الحسين
ابن ابي جعفر النسابة، وابو علي ابن شاذان من العامة. وذكر أيضا في علي بن احمد
العقيقي 486 / 60 انه روى عنه ابن أخي طاهر. وكذا في الفهرست. هنا وايضا في يحيى بن
الحسن العلوي جده كما يأتي ترجمته في المتن (1191)، ورواية الحسن عن جده كتابه. وفي
الفهرست (171) في المتوكل: اخبرنا بذلك جماعة عن التلعكبري عن ابي محمد الحسن يعرف
بان أخي طاهر عن محمد بن مطهر عن أبيه... وذكره أبو نصر البخاري في سر السلسلة
العلوية (72) قال: والدنداني هو الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد
الله ابن الحسين. خرج على الخارج في ليسر، فقتهلم، وسلبهم في أيام المكتفي. (*)
________________________________________
[ 219 ]
________________________________________
وذكره ابن عنبة في عمدة الطالب (331) وقال: وهو الدنداني النسابة
المعروف بابن أخي طاهر، راوي كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة،
ولا عقب له. وذكره الخطيب بترجمة في تاريخه ج 7 / 421 وقال: مدني الاصل سكن بغداد
في مربعة الخرسي وحدث بها... وقد عرف أبو محمد الحسن بعمه أبي القاسم طاهر بن يحيى
لان في ولده البيت، والامارة بالمدينة وقال في العمدة: وكان من جلالة القدر بحيث ان
بني اخوته يعرف كل منهم بابن أخي طاهر.. قال: أبو الفرج في مقاتل الطالبيين (450):
وكتب إلينا ان صاحب الصلاة بالمدينة دس سما إلى طاهر بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله
بن الحسين بن علي، فقتله. وكان سيدا فاضلا، وقد روى عن أبيه وغيره، وكتب عنه
أصحابنا. وفي اكمال الصدوق باب 53 / 507 في حديث المغربي المعمر: فأمر عمي أبو
القاسم طاهر بن يحيى رضى الله عنه فتيانه وغلمانه الحديث وفيه (570) قال أبو محمد
العلوي (رض): ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ علي بن عثمان وهو في دار عمي طاهر بن
يحيى رضى الله عنه الخ. ويتميز أبو محمد الحسن بروايته كتاب جده يحيى بن الحسن ابي
الحسين النسابة لشهرته وجلالته قال: في العمدة عند ذكره: يقال: انه اول من جمع
كتابا في نسب آل أبي طالب (ع).. قلت: وتأتي ترجمته (1191). ولم أقف على روايته عن
أبيه أبي محمد الاكبر العالم النسابة، (*)
________________________________________
[ 220 ]
روى عن جده يحيى بن الحسن (1)، وغيره (2)،
________________________________________
ولا على ترجمة له إلا ما ذكره ابن عنبة في العمدة فقال: وابو الحسن محمد
الاكبر العالم النسابة. (1) روى أصحابنا بطرقهم عنه عن جده كثيرا جدا ومنهم الصدوق
(ره) وكان من مشايخه الذين روى عنهم كثيرا في كتبه. وتأتي في ترجمته روايته عنه
كتابه. كما روى الجمهور ايضا بطرقهم عنه عن جده. وروى الخطيب في تاريخه عن الحسن بن
ابي بكر عنه عن جده في تراجم جماعة من العلويين كما في ج 6 / 56، وج 7 / 421، وج 10
/ 314، وج 11 / 297 وج 12 / 126. (2) وسمع جماعة من الاشراف من اهل المدينة، ومن
الحاج من أهل مدينة السلام، وغيرهم من جميع الآفاق حديث معمر المغربي علي بن عثمان
بن الخطاب بن مرة بن مزيد الذي سمع منه أيضا. ذكره الصدوق في الاكمال (508) باب
(50). وروى عن جماعة غير جده من المجاهيل والمطعونين منهم علي ابن احمد العقيقي -
الذي يأتي ذكر تمام نسبه في ترجمة أبيه احمد ابن علي رقم (194) وقد ضعفه الشيخ في
رجاله (486) بقوله: روى عنه ابن أخي طاهر، مخلط. وفي الفهرست (97) بعد رواية كتبه
عنه عنه قال: قال احمد ابن عبدون: وفي أحاديث العقيقي مناكير... ومنهم: الحسن بن
قادم الدمشقي. روى الشيخ في الفهرست رقم (151) باسناده عنه عنه كتاب محمد بن عمر
الزيدي. وهو مهمل في الرجال. (*)
________________________________________
[ 221 ]
وروى عن المجاهيل (1) أحاديث منكرة (2)،
________________________________________
ومحمد بن مطهر روى في الفهرست (171) باسناده عنه عنه دعاء الصحيفة عن
المتوكل بن عمر. وهو مهمل. والحسن بن محمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين (ع).
روى في الفهرست (173) كتاب وهب بن وهب باسناده عنه عنه عن حجر وهو مهمل. واسحاق بن
ابراهيم الدبري اليماني العامي. ذكره الخطيب في تاريخه فيمن روى عنه وهو ضعيف وعاش
إلى سبع وثمانين ومأتين. ذكره الذهبي في ترجمته في ميزان الاعتدال ج 1 / 182.
وابراهيم بن عبدالله بن همام الصنعاني. ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 252
قائلا: وروى عن ابراهيم بن عبدالله الصنعاني عن عبد الرزاق بسند الصحيحين حديث شيخه
العوسجي - وهو في مجلس نفي الجهة لابن عساكر. قلت: وهو عامي كذاب وضاع ذكره الذهبي
في ميزان الاعتدال ج 1 / 42. (1) ان تم الامران فيدلان على ضعفه في حديثه فقط كما
هو ظاهر وقد عرفت ان أكثر من روى عنه من المجاهيل أو المطعونين. ويأتي عن ابن
الغضائري فيه قوله: يدعي رجالا غربا لا يعرفون، ويعتمد مجاهيلا لا يذكرون. (2)
رواية المناكير وان كانت عن رجال ثقات نوجب ضعفه في الحديث إلا ان الشأن في
اثباتها. وقد طعن عليه جماعة من العامة وشنعوه واكثروا الوقيعة فيه بذلك. قال:
الخطيب في تاريخ بغداد ج 7 / 421 في ترجمته: اخبرنا (*)
________________________________________
[ 222 ]
________________________________________
الحسن أبي طالب حدثنا محمد بن اسحاق بن محمد القطيعي حدثني أبو محمد
العلوي الحسن بن محمد بن يحيى (صاحب كتاب النسب) حدثنا إسحاق بن ابراهيم الصنعاني
حدثنا عبد الرزاق بن همام أخبرنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: " علي خير البشر فمن امترى فقد كفر ". هذا حديث منكر
لا أعلم رواه سوى العلوي بهذا الاسناد وليس بثابت. وقال: ابن حجر في لسانه ج 2 /
252 بعد ذكره بنسبه: ابن أخي طاهر النسابة. عن اسحاق الدبري. روى بقلة حياء عن
الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر (رض) مرفوعا
قال (ع): " علي، وذريته يختمون الاوصياء إلى يوم الدين ". فهذان دالان على كذبه،
وعلى رفضه عفى الله عنه، روى عنه ابن زرقويه: وابو علي بن شاذان. وليس العجب من
افتراء هذا العلوي، بل العجب من الخطيب، فانه قال في ترجمته: اخبرنا إلى آخر ما
تقدم عنه. ثم قال: قلت: فانما يقول الخطيب: (ليس بثابت) في مثل " خبر القلتين "
وخبر " الخال وارث " لا في مثل هذا الباطل الجلي نعوذ بالله من الخذلان... وذكره
نحوه بتمامه الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 / 521. قلت: اما قول الخطيب: لا أعلم
رواه سوى العلوي بهذا الاسناد فعجب، كيف وقد نسي انه بنفسه رواه مكررا بغير هذا
الاسناد. وروى باسناد غير مطعون في ج 4 / 391 عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: خير رجالكم علي بن أبي طالب (ع) الحديث، وايضا باسناد أخر ج 3 /
192 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يقل (*)
________________________________________
[ 223 ]
________________________________________
على خير الناس فقد كفر. وروى حديث جابر بطرق وفي جملة منها زاد: ومن رضى
فقد شكر رواها جماعة من العامة ذكرهم ابن شهر اشوب في المناقب ج 3 / 67 بل ذكر من
نظمه بالشعر وهم جماعة منهم: الحسن بن حمزة العلوي وتأتي ترجمته. كما انه روى
الجمهور بطرقهم: (انه من خير البشر). رواه احمد بن حنبل في المناقب. ورواه عنه
الحافظ محب الدين الطبري في " ذخائر العقبى " (96) وفى " الرياض النضرة " ج 2 /
292، وابن حجر في الاصابة وتهذيب التهذيب وغيرهم ممن يطول بذكرهم. واما قوله: هذا
حديث منكر. وقوله: وليس بثابت. فأعجب كيف مع ان المراد منه ليس ان عليا خير البشر،
أو خير الناس حتى النبي صلى الله عليه وآله بل المراد: انه خيرهم بعده وفي امته.
ومثل ذلك كيف يتفوه بكونه منكرا وانه غير ثابت ! وهل بعد آية التطهير وآية المباهلة
(وفيها فرض علي (ع) نفس النبي صلى الله عليه وآله وآية القربى وسورة هل أتى وغيرها
مما نزلت فيه (ع) مرية وارتياب. وقد روى الجمهور بطرقهم عن إبن عباس قال: نزلت في
علي (ع) ثلاثمائة آية. ذكره الحلبي في السيرة ج 2 / 207، والخطيب في تاريخه ج 6 /
221 في اسماعيل بن محمد بن عبد الرحمان المدائني، وغيرهما. وقد ورد عن النبي صلى
الله عليه وآله في فضله وشأنه (ع) أحاديث متواترة بطرق الفريقين ما يدل على صحته
وفضله على جميع أمته صلى الله عليه وآله مثل أحاديث الغدير، والمنزلة، والثقلين،
والطير، وارسال سورة البراءة معه وغيرها مما ملئت بها كتب الفريقين. وهل للمؤمن
بالكتاب العزيز والمصدق بنبيه الامين صلى الله عليه وآله إذا لم يتعصب (*)
________________________________________
[ 224 ]
، رأيت أصحابنا يضعفونه (1)
________________________________________
شك وارتياب. وأما ما دل عليه الحديث الثاني من ختم الوصاية بعلي،
وبالائمة من ولده عليهم السلام فهو موافق للاخبار الكثيرة الواردة من طرق أئمة أهل
البيت عليهم، ومن طرق الجمهور عن غيرهم جمعهما علماء الفريقين في كتبهم. ثم أن
الاعجب من ذلك ان ابن حجر والذهبي لم تطب نفسهما ولم تقنع بما ذكره الخطيب من انكار
الحديث وانه غير ثابت الا بالتشنيع عليه بقلة الحياء، والرفض، وبالافتراء،
والاستعاذة من خذلانه وغيرها ولا حول ولا قوة الا بالله فما أكثر تضعيفهما وطعن
اضرابهما وتحاملهم على رواة الشيعة وأجلاء علمائهم بأمثال ذلك بل ورميهم بالبدعة
والزندقة والوضع والكذب وخباثة المذهب، ورواية المناكير عندما رأوا منهم أمثال هذه
الروايات الواردة في فضل أهل البيت (ع) مشيرين إليها بقولهم: روى المناكير. بينما
هم قد تركوا تضعيف الكذابين والخوارج عند ما رؤا روايتهم الفضائل في غيرهم مما لا
يخفى على من نظر في كتب الذهبي وابن حجر وأضرابهما وقد حققنا ذلك في محله. ثم ان
التشنيع على الشريف العلوي والتضعيف لم ينشأ من روايته الفضائل فيه (ع) فحسب، بل
لروايته أيضا المثالب في غيره وتصنيفه فيها كتابا كما يأتي في كتبه. (1) التضعيف
اما بالمذهب، أو بالفسق وعدم العدالة في نفسه، أو بالحديث أو بالمشايخ ومن روى عنه.
أما الاول فلم أقف على من ضعفه في مذهبه الا ما عرفت من تشنيع ابن حجر عليه بالرفض
والتشيع بل ربما يظهر من بعض الاخبار جلالته. وأما الثاني - فلم أقف على من ضعفه
بذلك واتهمه بالكذب والوضع (*)
________________________________________
[ 225 ]
________________________________________
إلا ما تقدم عن مخالفينا ما حكي عن إبى الغضائري من أصحابنا فوافقهم في
تضعيفه قائلا: كذاب، يضع الحديث مجاهرة، ويدعي رجالا غربا لا يعرفون، ويعتمد
مجاهيلا لا يذكرون، وما تطيب الانفس من روايته إلا فيما يرويه من كتب جده الذي
رواها عنه غيره، وعن علي بن أحمد العقيقي من كتبه المصنفة المشهورة. قلت لا عجب من
مقالة الذهبي وأمثاله، وإنما العجب من ابن الغضائري من أصحابنا فهذه مقالته، وهو مع
أنه الخبير بأحوال الرواة ومصنفاتهم، فلم يثبت كتابه في المجروحين وضوحا عند
أصحابنا كما أنهم توقفوا في جرحه وتضعيفه للرواة. بل يشهد لذلك ذكر الماتن وغيره
روايته عن المجاهيل جزما مع قوله: (رأيت أصحابنا يضعفونه) تنبيها على توقفه في
تضعيفه بوجه مطلق. والعجب أنه طعن في أبي محمد العلوي ولم يطعن في العقيقي الذي روى
عنه مع انه مطعون بالتخليط ورواية المناكير. ولو كان الشريف العلوي (كذابا يضع
الحديث مجاهرة) كما زعمه إبن الغضائري فلماذا لا يترك حديثه رأسا وإن كان عن كتاب
جده أو عن العقيقي ولم يحرم الرواية والكتابة عنه كما حرمها في جملة من الضعفاء
وليته أشار إلى بعض ما وضعه من الاحاديث مجاهرة، وإلى مناكيره وأكاذيبه. وكيف روى
عن هذا الكذاب الوضاع المجاهر عدة من أجلاء أصحابنا كثيرة كما في المتن وفيهم
المفيد وابن نوح وأضرابهما، وشيخ هذه العصابة (*)
________________________________________
[ 226 ]
________________________________________
ووجه أصحابنا هارون بن موسى أبو محمد التلعكبري الذي قال فيه الشيخ:
جليل القدر، عظيم المنزلة، واسع الرواية، عدم النظير.، وقال الماتن في ترجمته كما
تأتي: كان وجها في أصحابنا، ثقة معتمدا، لا يطعن عليه... أو ترى أبا محمد التلعكبري
بهذه المنزلة عند أصحابنا مع أنه الذي اختص بالشريف العلوي (الكذاب الوضاع
بالمجاهرة) على ما ذكره إبن الغضائري وسمع عنه مدة ثماني وعشرين سنة واستجاز منه
وروى عنه كما تقدم عن الشيخ مع انهم قد طعنوا في اعاظم الحديث بروايتهم عمن لا
يبالي أو يروي المراسيل أو يروي عن المجاهيل حاشاه عن ذلك. وقد روى عن الشريف أيضا
كثير جدا الصدوق شيخ هذه الطائفة في كتبه وكان له منه إجازة. ومن ذلك يظهر ما في
ظاهر المتن فلابد من حمله على تضعيفهم له في حديثه وفيمن روى عنه لا مطلقا فلا
ينافي وثاقته في نفسه وفي مذهبه فلا تغفل. واما الثالث وهو تضعيفه بأحاديثه
لاشتمالها على ما يدل على الارتفاع أو المناكير فهو في محله إذا صح اشتمالها على
ذلك وهذا لا ينافي وثاقته في نفسه وفي مذهبه كما طعن غير واحد من الثقات بذلك. واما
الرابع فقد تقدمت روايته عن المجاهيل وشهد بها في المتن كما تقدم، ولعله لذلك
ولسابقه توقف من توقف في روايته أو ضعفه أو صحح روايته برواية غيره وتوقف إذا إنفرد
فيها. قال الصدوق في الاكمال باب 53 / 507 وأخبرني أبو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى
بن الحسن بن جعفر بن عبدالله بن الحسن بن علي (*)
________________________________________
[ 227 ]
________________________________________
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فيما أجازه لي مما صح عندي من حديثه
وصح عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبدالله محمد بن الحسن بن اسحاق بن الحسن بن
الحسين بن اسحاق بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)
قال: حججت في سنة ثلاثة عشر وثلثمائة وفيها حج نصر القشوري حاجب المقتدر بالله ومعه
عبدالله بن حمدان المكنى بأبي الهيجاء، فدخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وآله في
ذي القعدة، فأصبت قافلة المصريين وفيها أبو بكر محمد بن علي المازراني ومعه رجل من
أهل المغرب وذكر أنه رآى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فاجتمع عليه
الناس وازدحموا وجعلوا يتمسحون به وكادوا يأتون على نفسه فأمر عمي أبو القاسم طاهر
بن يحيى رضى الله عنه فتيانه وغلمانه فقال: افرجوا عنه الناس ففعلوا وأخذوه فأدخلوه
دار ابن أبي سهيل اللطفي وكان عمي نازلها فأدخل وأذن الناس فدخلوا (ثم وصفه ذكر
اسمه واولاده إلى ان قال): وقال أبو محمد العلوي (رض): لو لا انه حدث جماعة من أهل
المدينة من الاشراف والحاج من اهل مدينة السلام وغيرهم من جميع الآفاق ما حدثني عنه
بما سمعه وسماعي منه بالمدينة وبمكة في دار السهمين المعروفة بالمكترية وهي دار علي
بن الحسين بن الجراح وسمعت منه في مضرب القشوري، ومضرب المادراني عند باب الصفا
وأراد القشوري أن يحمله وولده إلى مدينة السلام إلى المقتدر فجاءه فقهاء اهل مكة
فقالوا: أيد الله الاستاذ انا رويناه في الاخبار المأثورة عن السلف ان المعمر
للمغربي إذا دخل مدينة السلام فنيت وخربت وزالت الملك فلا تحمله ورده إلى المغرب،
فسألنا مشايخ أهل المغرب ومصر فقالوا: (*)
________________________________________
[ 228 ]
له كتاب المثالب، وكتاب الغيبة، وذكر القائم (ع) أخبرنا عنه عدة من
أصحابنا كثيرة بكتبه (1).
________________________________________
لم نزل نسمع به من آبائنا ومشايخنا يذكرون هذا الرجل واسم البلدة التي
هو مقيم فيها (طنجة) وذكروا انهم كان يحدثهم بأحاديث فذكرنا بعضها في كتبنا هذه.
قال: أبو محمد العلوي (رض): فحدثنا هذا الشيخ أعني علي بن عثمان المعمر ببدأ خروجه
من بلدة حضرموت وذكر ان أباه خرج هو وعمه محمد وخرجا به معهما يريدون الحج وزيارة
النبي صلى الله عليه وآله (الحديث بطوله). قلت: قد توقف الصدوق في صحة رواية الشريف
في هذا الحديث ثم صححها برواية أبي عبدالله ولم يتوقف في غيره مع انه روى عنه كثيرا
في كتبه ولعله كان لاشتماله على الغرائب فلاحظ وتأمل فانه لا منكر فيه إلا طول عمره
بما لا يزيد عن عمر من ذكره الشيخ في الغيبة والصدوق في الاكمال وغيرهما من
المعمرين، وما أدركوا طول حياتهم. (1) صحيح لاشتمال العدة على الثقة من مشايخه قطعا
وان لم نقل بوثاقة عامة مشايخه. وقال الشيخ في ترجمته فيمن لم يرو عنهم عليهم
السلام (465) أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي جعفر النسابة. أبو علي بن شاذان من
العامة وفي الفهرست ترجمة يحيى (179) وأخبرنا ايضا أبو علي ابن شاذان عن ابن أخي
طاهر عنه. وقد روى عنه جماعة من أجلاء الطائفة واعيانهم منهم: هارون ابن موسى
التلعكبري المتوفي (385) وسمع منه سنة (327) إلى سنة (355) وله منه اجازة كما ذكره
الشيخ في رجاله، والصدوق المتوفي (381) وله منه إجازة، وأحمد بن عبد الواحد البزاز
المتوفي (*)
________________________________________
[ 229 ]
ومات في شهر ربيع الاول سنة ثماني وخمسين وثلثمائة (1)، ودفن في منزله
بسوق العطش (2).
________________________________________
(423) كما في الفهرست (97) في علي بن احمد العقيقي وغيره. والحسين بن
عبيد الله المتوفي (411)، والمفيد المتوفي (413) فقد روى عنه عن جده كثيرا في
الارشاد، وابو الحسين بن أبي جعفر النسابة كما تقدم عن الشيخ في رجاله، وابو بكر
الدوري كما في مواضع من الفهرست، وعدة كثيرة من مشايخ النجاشي وفيهم ابن نوح
وأضرابه. وروى عنه أبو علي بن شاذان من العامة كما تقدم عن الشيخ وأيضا عن ابن حجر،
وابن زرقويه من العامة كما تقدم عن ابن حجر، ومحمد ابن اسحاق بن محمد القطيعي كما
تقدم عن تاريخ بغداد وغيرهم من رجال العامة. (1) كما في ميزان الاعتدال وغيره. وقال
الخطيب: مات في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الاول سنة ثمان
وخمسين وثلاثمائة. (2) وفي الغيبة (193) عن جماعة عن الصدوق قال: اخبرنا أبو محمد
الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن اخي طاهر ببغداد طرف سوق القطن في داره الحديث -
ورواه الصدوق في الاكمال باب 49 / 469. وقال: ببغداد طرف سوق في داره قال: قدم أبو
الحسن علي ابن احمد العقيقي ببغداد في سنة ثمان وتسعين ومأتين الحديث. (*)
________________________________________
[ 230 ]
148 - الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) أبو محمد الطبري (1)
________________________________________
(1) (نسبه الشريف) ربما يظهر اختلاف كلمات أصحابنا وغيرهم في نسبه
الشريف من وجوه: الاول: أن أباه محمد بن حمزة والنسبة إلى الجد غير عزيزة كما يظهر
من الشيخ وبعض من تأخره قال: فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (465): الحسن بن محمد
بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد ابن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن
ابي طالب (ع) المرعشي الطبري يكنى أبا محمد... وقال: ابن داود (117): الحسن بن محمد
بن حمزة الحسيني الطبري أبو محمد لم [ ست، جخ ] المرعشي.. قلت: ظاهر ابن داود
موافقة فهرسته مع الرجال مع ان الموجود في الفهرست (52): الحسن بن حمزة العلوي
الطبري يكنى أبا محمد وهو الموافق لكلام جميع من حكى كلامه في الفهرست. ثم ان
الظاهر ان ذكر (محمد) هذا في نسبه من سبق القلم، فان ما في المتن هو الموافق لما
ذكره عامة من روى عن أبي محمد الطبري رحمه الله منهم: المفيد في كتبه ومنها أماليه
كما في (12)، ومنهم: الصدوق (رض) في كتبه فروى عنه كثيرا مع خلو كلامه عنه. بل قال
في ابواب الاربعين من الخصال ج 2 / 109: حدثنا أبو محمد الحسن (*)
________________________________________
[ 231 ]
يعرف بالمرعشي (1)،
________________________________________
ابن حمزة بن علي إلى آخر نسبه كما في المتن. وهكذا غيرهما من اجلاء روى
عنه. بل ما في المتن موافق لما ذكره اصحابنا وغيرهم في كتب الانساب. الثاني - انه
ربما اسقط (بن محمد) بين (عبدالله)، و (الحسن) كما عن أنساب السمعاني. لكن قد صرح
به في مواضع من عمدة الطالب في نسب الحسين الاصغر وكذا في غيره من كتب التراجم
والحديث كما تقدم في المتن وكتب الصدوق وغيره. ولا يبعد كونه المذكور في أصحاب
الصادق عليه السلام من رجال الشيخ (ره) (280 / 8 قال: محمد بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، أبو عبد الله، اسند عنه. مدني، نزل الكوفة مات سنة
احدى وثمانين ومائة، وله سبع وستون سنة. إذ الظاهر ان المراد به: محمد بن الحسن بن
الحسين الاصغر حيث لم يذكر محمدا في اولاد الحسين الاصغر فيما وقفت عليه والنسبة
إلى الجد غير عزيزة. الثالث: أن المذكور في المتن وغيره وكتب الحديث (عبدالله ابن
محمد) مكبرا ولكن المذكور في الانساب (عبيد الله) مصغرا. (1) يعرف به أبو محمد
وساير المرعشية ببغداد، وفارس باعتبار جدهم علي المرعش بن عبدالله. ذكره علماء
النسب منهم: أبو نصر البخاري في سر السلسلة (75)، وابن عنبة في عمدة الطالب (314)
وفي نسخة المتن (المرعش). وقد اختلفت كلمات أصحاب اللغة، والانساب، والتراجم في ضبط
(المرعش) بميم مضمومة وراء مفتوحة وعين مهملة مشددة مفتوحة (*)
________________________________________
[ 232 ]
كان من أجلاء هذه الطائفة، وفقهائها (1).
________________________________________
وشين معجمة، أو بفتح الميم وسكون الراء وتخفيف العين مفتوحة أو مكسورة،
وايضا في ان لقب جدهم علي هو (المرعش) كما عليه الاكثر أو (المرعشي) كما انها
اختلفت في ان المرعش بلدة في الثغور بين الشام وبلاد الروم ممدوحة بطيب هوائها
وكثرة الفواكه احدثها الرشيد كما في أنساب السمعاني أو جنس من الحمام وهي المحلقة
المتعالية في الطيران، أو لقب انسان أو كل ما به إرتعاش. كما ان كلمات أصحابنا
اختلفت في وجه تلقيب جد المرعشيين (علي) بهذا اللقب وانه علو شأنه ورفعة محله
تشبيها بالحمامة المتعالية في الطيران وكونه أميرا بها عند ما نقل إليها كما ذكره
الشهيد الثالث في مجالس المؤمنين عن السيد الشريف النسابة أو غير ذلك مما يطول
بذكره والتعرض لاثباته مع قلة الفائدة. وقد لقب أصحابنا الحسن بن حمزة ايضا بالشريف
الصالح، أو الشريف الزاهد، والزكي، وبالطبري العلوي الحسيني. (1) قال الشيخ في
الفهرست: كان فاضلا، أديبا، عارفا، فقيها زاهدا ورعا، كثير المحاسن... وفى رجاله:
زاهد، عالم، أديب، فاضل.. ومدحه في عمدة الطالب بقوله: النسابة المحدث... وكان
شيخنا المفيد رحمه الله يعظمه ويبجله ويكثر الثناء عليه، فإذا روى عنه قال: حدثنا
الشريف الصالح، أو حدثنا الشريف الزاهد، أو الشريف الزكي ونحو ذلك. قال: ابن طاووس
في الاقبال عند التحقيق في نقصان شهر رمضان عن الثلثين: فمن ذلك ما حكاه شيخنا
المفيد محمد بن محمد بن النعمان (*)
________________________________________
[ 233 ]
قدم بغداد (1)،
________________________________________
في كتاب (لمح البرهان) قال: ان فقهاء عصرنا هذا وهو سنة ثلاث وستين
وثلثمائة ورواته وفضلائه وان كانوا أقل عددا منهم في كل عصر مجمعون عليه، ويتدينون
به ويفتون بصحته وداعون إلى صوابه كسيدنا وشيخنا الشريف الزكي أبي محمد الحسيني
أدام الله عزه قلت وكان من الشعراء ونظم حديث (علي خير البشر) بالشعر كما تقدم ص
223... (1) لم أقف على تاريخ قدومه بغداد الا انه كان ببغداد سنة (328) فسمع منه
التلعكبري فيها. قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (465) عند ذكره: روى عنه
التلعكبري، وكان سماعه منه أولا سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، وله منه إجازة بجميع
كتبه ورواياته، أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله، واحمد بن عبدون، ومحمد بن
محمد بن النعمان وكان سماعهم منه سنة أربع وخمسين وثلثمائة. قلت: ويدل على كونه
(ره) في هذه السنة أو ما يقاربها في بغداد روايته عن محمد بن يعقوب الكليني المتوفى
سنة تناثر النجوم (329). وروى المفيد (ره) في الاختصاص (22) عن أبي محمد الحسن بن
حمزة الحسيني عنه. هذا ولكن ظاهر المتن اتحاد سنة قدومه بغداد وسنة لقاء شيوخه
وحييئذ يقع بينهما تهافت ويمكن دفعه بأحد وجهين: الاول ان يقال: ان التهافت فرع
قدومه بغداد مرة واحدة ولعله قدمها مرتين ففي الاولى سمع من الكليني وغيره من
المشايخ وسمع واستجاز منه التلعكبري وغيره وفى الثانية لقاه شيوخ النجاشي والشيخ
وسمعوا واستجازوا منه، ويشير إلى ذلك قول الشيخ: " كان سماعه منه اولا ". الثاني:
ان يكون التاريخ في المتن للقاء الشيوخ له فقط لا لقدومه (*)
________________________________________
[ 234 ]
ولقيه شيوخنا (1) في سنة ست وخمسين وثلثمائة (2)،
________________________________________
لكنه خلاف ظاهر السياق مع بعد وجوده في بغداد وعدم وقوع اللقاء إلا في
سنة (356) كما في المتن فلاحظ. (1) أي شيوخ الماتن (ره) فلا ينافيه لقاء غيرهم من
أصحابنا منهم التلعكبري قبل ذلك كما تقدم وهؤلاء الشيوخ منهم شيوخ الشيخ ايضا مثل
المفيد، واحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله وغيرهم، ومنهم من لم يكن من مشايخ
الشيخ مثل أبي العباس أحمد بن نوح السيرافي وقد روى الماتن عنه عنه كثيرا. (2)
ونحوه في فهرست الشيخ قال بعد ذكر طريقه إلى كتبه ورواياته: سماعا منه واجازة في
سنة ست وخمسين وثلثمائة. ثم ان المتن غير صريح في اتحاد زمان لقائهم مع زمان سماعهم
واجازته لهم إلا انه ظاهر في ذلك فيتحد مع الفهرست فليتأمل. وينافي ذلك ما تقدم عن
رجال الشيخ: " وكان سماعهم منه سنة أربع وخمسين وثلثمائة " وهكذا حكاه اصحابنا عن
رجاله، بل عن الشهيد الثاني (ره) ان نسخة معتبرة من رجال الشيخ كذلك. لكن قال
العلامة في الخلاصة (40) حكاية عنه في رجاله، وكذا ابن داود الحلي في رجاله (117):
وكان سماعهم منه سنة أربع وستين وثلثمائة. ثم أشاروا إلى تهافته مع ما ذكره النجاشي
في تاريخ وفات الشريف المرعشي. وعن الشهيد الثاني ان ما ذكره العلامة عن رجال الشيخ
موافق لنسخة كتاب رجاله بخط ابن طاووس. وقد نبه المتأخرون على التهافت بين رجال
الشيخ وفهرسته في تاريخ سماع الشيوخ، وايضا بين ما في كتابيه وما في المتن في تاريخ
وفات (*)
________________________________________
[ 235 ]
ومات في سنة ثماني وخمسين وثلاثمائة (1)،
________________________________________
الشريف. كما تقدم عن العلامة وابن داود. والعجب ممن طعن في رجال ابن
داود بما ذكره في المقام بما يطول بذكره والتعرض لدفعه. قلت: اما التهافت بين ما في
المتن والفهرست من تاريخ لقائه الشيوخ مع ما في رجال الشيخ فظاهر بناءا على ما هو
ظاهر قوله: " وكان سماعهم منه " من سماع الشيوخ من الشريف المرعشي مؤيدا بفهم
الاصحاب. إلا انه من الممكن: كون المراد بالضمير (منه) هو التلعكبري فان السياق
لذكر سماعه واجازة الشريف بجميع كتبه ورواياته وقول الشيخ: اخبرنا جماعة الخ. طريقه
إلى التلعكبري عنه بكتبه ورواياته وليس طريقا إلى كتب الشريف ورواياته وسماع الشيوخ
من التلعكبري كتبه في هذه السنة لا محذور فيه وان قيل بأن (خمسين) مصحف (ستين) هذا
ما خلج ببالي عاجلا فليتأمل. هذا مع ان الاجازة وسماع الشيوخ كتب الشريف ورواياته
عنه سنة (356) لا ينافي سماعهم منه غير كتبه بلا اجازة (354) أو سماعهم منه سنة
(364) ويكون هذا آخر سماعهم منه فلاحظ وتأمل. واما التهافت بين ما قيل في تاريخ
السماع والاجازة سنة (364) مع ما في المتن في تاريخ وفاته فهو ظاهر إلا انه يأتي
الكلام في تاريخ وفاته. (1) ان صح ذلك فالتهافت المذكور واضح لكنه محل نظر، فقد
تقدم عن ابن طاووس في الاقبال عن المفيد: ان فقهاء عصرنا هذا وهو سنة ثلاث وستين
وثلثمائة إلى ان قال: كسيدنا وشيخنا الشريف الزكي ابي محمد الحسيني ادام الله عزه..
وهذا يوافقه ما تقدم عن العلامة (*)
________________________________________
[ 236 ]
له كتب: منها كتاب المبسوط في عمل يوم وليلة، كتاب الاشفية في معاني
الغيبة، كتاب المفتخر، كتاب في الغيبة، كتاب جامع، كتاب المرشد، كتاب لدر، كتاب
تباشير الشريعة (1). أخبرنا بها شيخنا أبو عبد الله، وجميع شيوخنا رحمهم الله (2).
________________________________________
وابن داود عن رجال الشيخ، وايضا عن نسخته بخط ابن طاووس (ره) (1) وفى
الفهرست: له كتب وتصانيف كثيرة منها: كتاب المبسوط، كتاب المفتخر، وغير ذلك...
وذكره في المعالم. وقال: له تصانيف كالمبسوط، والمفتخر، والغيبة. (2) وفى الفهرست:
أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا منهم: الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد
بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيدالله، واحمد بن عبدون عن أبي محمد الحسن بن
حمزة العلوي سماعا منه واجازة في سنة ست وخمسين وثلثمائة. وفي (من لم يرو عنهم) من
رجاله: اخبرنا جماعة منهم: الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون، ومحمد بن محمد بن
النعمان وكان سماعهم منه سنة أربع وخمسين وثلثمائة. قلت: طريقهما إلى كتبه ورواياته
صحيح بلا كلام. وتقدم الكلام في التاريخين. روى عن الشريف المرعشي اجلاء الطائفة
ومشايخ الحديث منهم: الصدوق المتوفى (381)، وهارون بن موسى التلعكبري المتوفى (385)
والحسين بن عبيد الله الغضائري المتوفى (411)، والشيخ المفيد المتوفى (413)، واحمد
بن عبدون المتوفى (423)، وابو العباس بن نوح السيرافى كما في روايات ومنها: ما تقدم
في الطرق إلى الحسين بن سعيد (*)
________________________________________
[ 237 ]
________________________________________
(174) والحسن بن الزبرقان (97) وجميع مشايخ النجاشي وقد روى النجاشي
والشيخ في الفهرست عن عدة مشايخهم عنه في طرقهم إلى جماعة. روى الشريف عن جماعة
منهم: علي بن ابراهيم بن هاشم من مشايخ الكليني فروى الشيخ في الفهرست باسناده عنه
عنه كتبه (89) وروايات أبيه ابراهيم كما في ترجمته (4) وروايات السكوني (13) وكتب
حريز بن عبدالله (63)، وأصل ربعي بن عبدالله الجارود (70)، كتب محمد بن اسماعيل بن
بزيع (155)، وكتب معاوية ابن وهب (166) وروى النجاشي باسناده عنه عنه في ترجمة صالح
ابن عقبة، وابراهيم بن رجاء، ويحيى بن عمران الحلبي، وعلي بن ابراهيم. ومنهم محمد
بن يعقوب الكليني المتوفى (9 ؟ 3) روى عنه عنه الشيخ المفيد في الاختصاص (22).
ومنهم محمد بن الحسن بن الوليد المتوفي (343) (أمالي المفيد) (12) واحمد بن سعيد بن
عقدة الحافظ المتوفى (333) (الخصال ج 1 / 160) وعبد الله بن يزداد (الخصال ج 2 /
109)، وابو جعفر محمد بن الحسين بن درست السريري (العيون باب 6 / 45)، وعلي بن حاتم
القزويني، ومحمد بن عبدالله بن جعفر الحميري (أمالي الطوسي (21) وغيره) وأحمد بن
عبدالله بن أحمد بن محمد بن خالد البرقي (الفهرست ترجمة جده احمد (22) والنجاشي
ترجمة عبدالله بن محمد النهيكي وامالي الطوسي 86 و / 207 وامالي المفيد 28 و / 195)
وابو الحسن علي بن الفضل (امالي المفيد 12 و 156 و 194 و 202) وعلي بن محمد ابن
قتيبة النيشابوري (مشيخة التهذيب إلى الفضل بن شاذان)، وابو (*)
________________________________________
[ 238 ]
149 - الحسن بن احمد بن محمد بن الهيثم العجلي أبو محمد ثقة من وجوه
أصحابنا، وأبوه (1)،
________________________________________
العباس احمد بن محمد الدينوري (تقدم في الطرق إلى الحسين بن سعيد)،
ومحمد بن الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجار الطبري الفقيه (امالي الطوسي ج 1 /
153)، وابو القاسم نصر بن الحسن الوراميني (امالي الطوسي ج 1 / 208)، وعلي بن فضل
كما في ترجمة عبد العظيم الحسني من النجاشي، ومحمد بن جعفر الاسدي في ترجمته وفى
ترجمة محمد بن اسماعيل صاحب الصومعة في النجاشي، ومحمد بن جعفر بن رستم الطبري
الآملي يروي النجاشي عنه عنه جميع كتبه في ترجمته، ومحمد بن جعفر المؤدب كما روى
الماتن عنه عنه في ترجمة جماعة منهم: صالح بن رزين، وعبد العزيز بن المهتدي
وغيرهما، ومحمد بن جعفر بن بطة والظاهر انه محمد بن جعفر بن بطة المؤدب القمي فيتحد
مع سابقه فقد روى عنه عنه الماتن في ترجمته وفى تراجم كثيرة فروى كتبهم ورواياتهم
عنه عنه بل لم أحضر في رجال النجاشي رواية عن ابن بطة إلا بواسطة الحسن بن حمزة
الطبري المرعشي. واما ما في ترجمة داود بن سليمان الحمار رقم (421): أخبرنا محمد بن
محمد بن النعمان قال: حدثنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة قال: حدثنا الصفار الخ،
فالظاهر سقوط (عن ابن بطة) لروايته عن ابن حمزة عن إبن بطة عن الصفار في هذا الكتاب
كثيرا. (1) روى عن أبي العباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان (معاني الاخبار (55) و
(249) والخصال ج 1 / 89 باب 3 (*)
________________________________________
[ 239 ]
وجده ثقتان (1)، وهم من أهل الري. جاور في آخر عمره بالكوفة ورأيته بها
(2). وله كتب منها: كتاب المثاني، وكتاب الجامع. 150 - الحسن بن أحمد بن القاسم بن
محمد ابن علي بن أبي طالب (ع) (3)
________________________________________
و / 114 باب 4) وحمزة بن القاسم العلوي (الخصال ج 2 باب 40 / 114). روى
عنه الصدوق في كتبه مترضيا عنه، وإبنه الحسن كما يأتي في ترجمة عبدالله بن داهر.
(1) لم أقف له رواية ولا ذكرا بغير ما في المتن. (2) وروى عنه كتاب عبدالله بن داهر
الآتية ترجمته (600) قال: له كتاب يرويه عن أبي عبدالله (ع). قال الحسن بن احمد
محمد بن الهيثم العجلي حدثنا أبي عن احمد بن يحيى بن زكريا عن محمد بن اسماعيل
البرمكي عنه به. قلت: ولعله كان حكاية الماتن رحمه الله هذا الكتاب عن كتاب الحسن
بلا سماع منه بقرينة قوله: قال: الحسن. بدل اخبرنا الحسن وتقدم تحقيق ذلك في مقدمات
هذا الشرح فلاحظ. (3) وتمام نسبه هكذا: أبو محمد الحسن بن ابي الحسن الشريف النقيب
الاخباري احمد بن القاسم بن محمد العويد بن علي بن عبدالله رأس المذري (من رواة
الحديث) بن جعفر الثاني بن عبدالله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية. هذا كما هو الظاهر
من كتب الانساب وغيرها فلاحظ عمدة (*)
________________________________________
[ 240 ]
الشريف (1)،
________________________________________
الطالب (353) وسر السلسلة العلوية لابي نصر البخاري (85) وقال: البخاري
بعد ذكر من لم يعقب من ولد محمد بن الحنفية: العقب من جعفر بن محمد الاصغر ويقال
لولده: بنو رأس المذري، وكل المحمدية من ولد جعفر بن محمد إلى ان قال: وجعفر بن
عبدالله ابن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي (ع) روى عنه أبن عقدة تفسير
الباقر (ع). وقال: الشيخ في الفهرست في طرقه إلى تفسير زياد بن المنذر أبي الجارود
عن أبي جعفر (ع) (73): وأخبرنا بالتفسير أحمد بن عبدون عن أبي بكر الدوري عن ابن
عقدة عن أبي عبدالله جعفر بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن
أبي طالب المحمدي عن كثير.. وقال فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (480 / 24) عند ذكر
العباس بن علي بن جعفر الثالث بنسبه قال: روى عنه التلعكبري وقال: هو من ولد ولد
أبي عبدالله جعفر بن عبدالله المحمدي الذي يروي عن ابن عقدة وسمع منه سنة الخ. قلت:
الظاهر ان (عن ابن عقدة) مصحف (عن ابن عقدة) بقرينة الفهرست وغيره كما تقدم. (1)
كان رحمه الله يلقب بالشريف، ذكره الماتن بهذا اللقب في المقام، وفي ترجمة علي بن
أحمد أبي القاسم (690) قال: وذكر الشريف أبو محمد المحمدي رحمه الله أنه رآه. وذكر
الشيخ في الفهرست أيضا في اسماعيل بن رزين (13) وفي محمد بن علي الدهقان (159) وفي
مشيخة التهذيب إلى الفضل (*)
________________________________________
[ 241 ]
النقيب (1) أبو محمد سيد في هذه الطائفة (2) غير اني رأيت بعض أصحابنا
يغمز عليه في بعض رواياته (3)،
________________________________________
ابن شاذان. ويلقب بالمحمدي ذكره الماتن في علي بن أحمد (690) والشيخ في
كتبه عند ما ذكره رحمه الله وزاد في مشيخة التهذيب إلى ابن شاذان فقال: أخبرنا
الشريف أبو محمد الحسن بن احمد بن القاسم العلوي المحمدي الخ. (1) كان نقيب
العلويين ببغداد. قال: في عمدة الطالب (354) عند ذكره: وهو السيد الجليل النقيب
المحمدي. كان يخلف السيد المرتضى على النقابة ببغداد، له عقب يعرفون ببني النقيب
المحمدي كانوا أهل جلالة وعلم ورواية ونسب ثم انقرضوا. (2) لجلالته وعظم محله
ووثاقته في نفسه وفي مذهبه فلا يطعن عليه في ذلك كما يظهر من مشايخ أصحابنا عند
ذكره. (3) ظاهر كلامه رحمه الله انه غير مطعون في نفسه أصلا مؤكدا ذلك بعد مدحه
البليغ بقوله (سيد في هذه الطائفة) بأن الغمز المحكى إنما هو في بعض رواياته لا في
جميع رواياته أو في نفسه وإنما اعتذر عن ترك الرواية عنه مع انه قرء عليه كثيرا
بحكاية الطعن المذكور حيث كان رحمه الله يتجنب الرواية عن المطعون ومن ذلك وأمثاله
استفيد وثاقة عامة مشايخه رحمهم الله وإن كان لا يخلو عن نظر فانه يدل على عدم
الطعن وهو أعم من الوثاقة فتأمل. وقد روى عنه شيخ الطائفة في الفهرست كثيرا منها:
في اسماعيل ابن رزين، وفي محمد بن علي الدهقان، وكذا في كتب الاخبار في طريقه إلى
الفضل بن شاذان كما صرح به في المشيخة. (*)
________________________________________
[ 242 ]
له كتب منها: خصائص امير المؤمنين (ع) من القرآن (1)، وكتاب في فضل
العتق، وكتاب في طرق الحديث المروي في الصحابي.
________________________________________
وأما الماتن (ره) فلم يرو عنه بصورة قوله: " أخبرنا أو حدثني " نعم حكى
عنه كما تقدم وتقدم الكلام في ذلك في مقدمة هذا الشرح ج 1 فلاحظ. ثم ان غمض بعض
أصحابنا في بعض رواياته مع عدم معروفية الغامض، وعدم ظهور سببه فلعله كان لامر لا
يراه غير قدحا، لا يوجب التوقف في روايته. ولعل الاصل فيه هو بعض العامة قال: ابن
حجر في لسان الميزان ج 2 / 194: الحسن بن احمد العلوي النقيب. عن الحافظ أبي محمد
الرامهرمزي كذاب. قال: ابن خيرون: قيل: وضع أحاديث انتهى مات هذا سنة ثلاثين وأربع
مائة عن احدى وثمانين سنة. روى عنه الحسين الحسن القفصي. قلت: الظاهر ان سبب تضعيف
العامة له روايته في الصحابة وجمعه لخصائص أمير المؤمنين (ع) من القرآن في كتاب
فلاحظ كتبه. (1) وقد صنف في ذلك جماعة من أصحابنا، وقد أفردنا لذلك كتابا جمعنا فيه
الاخبار الواردة من طرق الجمهور في ذلك وفيما نزل فيه من الآيات. قال ابن عباس: ما
نزل في أحد من الصحابة من كتاب الله ما نزل في علي (ع). نزل في علي (ع) ثلثمائة
آية. ذكره الجمهور في كتبهم منهم: الحلبي في السيرة ج 2 / 207 والخطيب في تاريخ
بغداد ج 6 ص 221. (*)
________________________________________
[ 243 ]
قرأت عليه فوائد كثيرة، وقرأ عليه وأنا اسمع، ومات (1). 151 - الحسين بن
شاذويه أبو عبد الله الصفار وكان صحافا، فيقال: الصحاف كان ثقة قليل الحديث (2)، له
كتاب الصلوة والاعمال، كتاب أسماء أمير المؤمنين عليه السلام.
________________________________________
(1) الظاهر ان المراد استمرار القرائة والسماع إلى نزول الموت عليه وهذا
يؤكد شدة تجنب الماتن عن الرواية عمن غمز فيه بوجه مع ان ما ذكره يقتضي الرواية
عنه. وهذا نظير ما ذكره في احمد بن محمد ابن عياش الجوهري: رأيت هذا الشيخ وكان
صديقا لي، ولوالدي، وسمعت منه شيئا كثيرا، ورأيت شيوخنا يضعفونه، فلم أرو عنه شيئا
وتجنبته، وكان من أهل العلم والادب القوي وطيب الشعر وحسن الخط انتهى، وغير ذلك مما
ذكره في مشايخه الذين لم يرو عنهم وتقدم في ج 1 (67). ويحتمل انه أراد ذكر وفاته
وتاريخه فلم يتيسر له أو ذكره فسقط من النسخة. ويأتي في علي بن احمد (690) ان
الشريف أبا محمد المحمدي رحمه الله ذكر انه رآه وتوفي علي بن احمد (352) وتقدم عن
ابن حجر انه توفي سنة 430 عن احدى وثمانين سنة وعلى هذا فهو من مواليد سنة 349 ولا
يلائم مع ما حكاه انه رأى علي بن احمد المتوفي 352 فلاحظ. (2) وذكره ابن الغضائري
في المحكى عنه وزاد: القمي، زعم القميون أنه كان غاليا، ورأيت له كتابا في الصلاة
سديدا والله اعلم. قلت: ظاهر كلامه عدم ظهور الغلو منه فلعله كان إجتهادا منهم. (*)
________________________________________
[ 244 ]
أخبرنا محمد بن محمد عن جعفر بن محمد عنه بها (1). 152 - الحسين بن محمد
بن علي الازدي أبو عبد الله ثقة من أصحابنا كوفي (2) كان الغالب عليه علم السير
والآداب والشعر وله كتب: كتاب الوفود على النبي صلى الله عليه وآله، كتاب أخبار أبي
محمد سفيان بن مصعب العبدي وشعره، كتاب أخبار إبن أبي عقب وشعره. ذكر ذلك احمد بن
الحسين.
________________________________________
ويبعد غلوه كون كتاب صلوته سديدا، ثم انه لا يؤخذ بحكاية ضعيفة مع تصريح
النجاشي بوثاقته. نعم كون كتاب صلوته سديدا لا ينافي كون كتابه في الاسماء مشتملا
على ما يوهم الغلو فلاحظ. (1) صحيح. وفي الفهرست (56): الحسين بن شاذويه الصفار له
كتاب. قال في جامع الرواة في ترجمته: زياد القندي عن حسين الصحاف في (يب) في كتاب
المكاسب. قلت: روى في مكاسب التهذيب ج 6 / 323 باسناده عن زياد القندي عن حسين
الصحاف عن سدير قال قلت لابي عبدالله عليه السلام الحديث والمراد به: الحسين بن
نعيم بقرينة رواية القندي عنه وروايته عن سدير، على أنه لا تصح رواية جعفر بن محمد
بن قولويه كما في المتن عمن يروى عنه زياد القندي من أصحاب الصادق والكاظم (ع). (2)
روى عن أبيه عن اسماعيل بن أبي خالد محمد بن مهاجر ابن عبيد الازدي الكوفي الثقة من
أصحاب أبي عبدالله عليه السلام، روى عنه محمد بن سالم بن عبد الرحمان كما في
الفهرست (10) في اسماعيل بن أبي خالد. وروى عن الحسن بن الحسين بن الحسن الجحدري من
(*)
________________________________________
[ 245 ]
أخبرنا أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني، ومحمد بن
عثمان قالا حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب قال حدثنا المنذر بن
محمد بن المنذر قال حدثنا الحسين بن محمد ابن علي الازدي بكتبه (1). 153 - الحسين
بن علي أبو عبد الله المصري (2) متكلم، ثقة، سكن مصر، وسمع من علي بن قادم (3)،
وأبي داود الطيالسي، وأبي سلمة (4)، ونظرائهم.
________________________________________
اصحاب الصادق عليه السلام نسخته عنه، رواها عنه احمد بن يوسف ابن يعقوب،
والمنذر بن محمد وتقدم ص 74. (1) ضعيف بمحمد بن الحسين بن صالح السبيعي المهمل في
الرجال (2) ولا يتحد مع الحسين بن علي المصري الفراء الذي ذكره الذهبي في ميزان
الاعتدال ج 1 / 543، وابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 302 وألحقاه بالثقات، وحكيا عن
إبن عدي قوله: لم أر له شيئا منكرا. وقال في لسان الميزان: مات في شوال سنة تسع
وخمسين وأربعمائة ولم يذكر فيه جرحا انتهى. قلت: وجه عدم الاتحاد ما يأتي من تاريخ
وفات ابن قادم، والكرابيسي فلاحظ. (3) فعن ابن حجر في التقريب: علي بن قادم الخزاعي
الكوفي يتشيع. من التاسعة، مات سنة ثلث عشرة أو قبلها أي بعد المأتين. (4) ذكره ابن
النديم في الفهرست (322) فيمن صنف في الاصول والفقه، ومن مشايخ الشيعة الذين رووا
الفقه عن الائمة (ع) وذكره بكتابه قائلا: كتاب أبي سلمة البصري. (*)
________________________________________
[ 246 ]
له كتب منها: كتاب الامامة، والرد على الحسين بن علي الكرابيسي (1).
________________________________________
وذكره الشيخ في الفهرست (189) ثم حكى كتابه عن ابن النديم في الفهرست.
(1) هو أبو علي الحسين بن علي بن يزيد المهلبي الكرابيسي العامي الجبري ذكره ابن
النديم في الفهرست (270) وقال: فذكرته ههنا لانه أقرب إلى الاجبار من غيره، وتوفي،
وله من الكتب: كتاب المدلسين في الحديث، كتاب الامامة وفيه غمز على علي عليه
السلام. وذكر ترجمته مفصلة في تاريخ بغداد ج 8 / 64 وذكر فيه طعونا، ثم روى باسناده
عن عبدالله بن محمد بن شاكر قال سمعت حسينا الكرابيسي يقول: ما خص النبي صلى الله
عليه وآله عليا إلا وقد شركه فيها فلان، وفلان، وجلبيب. قال: فرأيت النبي صلى الله
عليه وآله في النوم، فسمعته يقول: كذب. ما هو كهم، ولا محله كمحلهم، ولا منزلته
كمنزلتهم. ثم روى أنه مات سنة خمس وأربعين ومأتين أو سنة ثمان وأربعين. وذكر إبن
حجر في لسان الميزان في ترجمته ج 2 (305) ان الكرابيسي من جملة مشايخ البخاري صاحب
الصحيح. وقال: وتوفي في سنة ست وخمسين ومأتين كذا قال. ويظهر من ذلك حال مشايخ
البخاري ولعله تأتي الاشارة إلى مشايخه ومن روى عنهم في صحيحه من أمثاله من
الكذابين والمنحرفين عن علي (ع) في محل آخر. (*)
________________________________________
[ 247 ]
154 - الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر الاشعري القمي أبو عبد الله
(1)
________________________________________
(1) هو الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن عبدالله بن سعد ابن مالك بن
الاحوص بن السائب بن مالك بن عامر الاشعري الصحابي. ويأتي تمام نسبه في احمد بن
محمد بن عيسى الاشعري (196) كما تأتي تراجم جماعة من أهل بيته من الاشعريين. كان
رحمه الله من بيت كبير من رواة الحديث وفيهم الصحابي وأصحاب الائمة الطاهرين. روى
أبوه محمد بن عمران عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، وروى عنه جعفر بن محمد بن مالك
(كامل الزيارات باب 52 / 137. ولم أقف على ترجمة له في كتب الرجال ولا على مدح له
إلا كونه من رواة أسانيد كامل الزيارات. ويأتي ترجمة عمه رقم (568) بعنوان عبدالله
بن عامر بن عمران أبي عمر الاشعري وهناك رواية ابن أخيه عن عمه كتابه، وترجمة ابن
عمه موسى بن الحسن بن عامر بن عمران بن عبدالله بن سعد الاشعري (1080). وكان جده
عامر بن عمران وما في المتن من نسبة محمد إلى عمران فهو من النسبة إلى الجد كما هو
شايع في كتب الحديث والتراجم من جهة شهرة عمران كما يأتي، وعدم شهرة عامر إبنه، فلم
أقف على (*)
________________________________________
[ 248 ]
________________________________________
ترجمة ولا ذكر له بمدح ولا رواية. ويدل على أنه جد الحسين التصريح به من
الماتن في ترجمة عمه عبدالله بن عامر، وايضا التصريح بالحسين بن محمد بن عامر في
الفهرست في طريقه إلى محمد بن بندار (140) وايضا في رجاله (494) وإلى المعلى بن
محمد البصري (165) وفي الاخير زاد في عنوانه: الاشعري وكذا في مشيخة الصدوق إلى
جماعة منهم: اسماعيل بن الفضل الهاشمي رقم (278)، وعبد الله بن لطيف التفليسي
(242)، وعبيد الله بن علي الحلبي (29) وعبيد الله المرافقي (36). وكذا وقع التصريح
به في تفسير القمي كثيرا، وفي كامل الزيارات (119)، وفي الكافي كما في باب مولد
السجاد ج 1 / 468، وفي التهذيب ج 3 / 84 وغير ذلك. ولا يبعد كون عامر في طبقة أصحاب
الرضا (ع) فلاحظ. وكان لعامر بن عمران أخ يسمى محمد بن عمران وكان إبنه الحسين أو
الحسن بن محمد بن عمران من أصحاب الرضا (ع)، بل ربما يظهر من الكشي في ترجمة زكريا
بن آدم القمي (366) ومن كتابه إليه وجوابه (ع): انه كان وصيا لزكريا فلاحظ، وقد روى
عن أبي الحسن الرضا (ع) كثيرا كما ذكرناه في طبقات أصحابه من الطبقات الكبرى. وقد
اختلفت الروايات ففي بعضها الحسن مكبرا وفي بعضها: الحسين بن محمد الاشعري القمي
والتعدد غير بعيد وتحقيقه في غير المقام. وكان لمحمد بن عمران ابن آخر يسمى (عمران)
وكان من أصحاب الرضا (ع) وذكره الشيخ في أصحابه وفي الفهرست وروى احمد بن (*)
________________________________________
[ 249 ]
________________________________________
محمد بن عيسى عن عمران بن محمد عن عمران القمي كما في الكافي صلاة
الملاحين ج 1 / 122. وتأتي ترجمته في المتن (788) بعنوان: عمران بن محمد بن عمران
بن عبدالله بن سعد الاشعري القمي. وكان لعامر أخ آخر يأتي ترجمته (1136) بعنوان
مرزبان بن عمران بن عبدالله بن سعد الاشعري القمي. وكان أبو محمد عمران بن عبدالله
القمي من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام، وكان وجيها عنده. وكان ابوه عبدالله يكنى
بأبي بكر كما في المتن أو بأبي عمر كما يأتي في ترجمة عبدالله بن عامر. هذا على ما
هو الظاهر من إتحاد الجميع. وقد صنع عمران بن عبدالله فسطاطا ومضارب لابي عبدالله
(ع) ولنسائه، وعملها من الكرابيس التي هي من صنعته ثم حملها معه إلى الحج وضربها له
(ع) ولنسائه، فدعا (ع) له قائلا: أسأل الله أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يظلك
وعترتك يوم لا ظلال إلا ظله. ولما دخل على أبي عبدالله (ع) قربه واكرمه وسئله عن
حاله، وعن ولده وأهله وبني عمه ثم قال لمن عنده من أصحابه هذا نجيب قوم النجباء.
كما في رواية، وفي رواية: هذا من أهل البيت النجباء يعني أهل (قم). ذكر ذلك أبو
عمرو الكشي في روايات في ترجمته (213) إلا انها لا تخلو سندا عن قصور حققناه في
الشرح على الكشي. وقد أخرجناها وما رواه المفيد وغيره في مدحه في كتابنا في أخبار
الرواة. وقد روى عمران بن عبدالله القمي عن أبي عبدالله عليه السلام (*)
________________________________________
[ 250 ]
ثقة (1)، له كتاب النوادر،
________________________________________
ومن ذلك ما في التهذيب ج 6 / 174 وقد ذكرنا من روى عنه عنه (ع) في طبقات
أصحابه. وكان لعمران بن عبدالله إخوة كلهم من أصحاب أبي عبدالله (ع) منهم عيسى تأتي
ترجمته رقم (804) وروى الكشي بسند صحيح عن أبي عبدالله (ع) في مدحه قوله: انك منا
اهل البيت. ومنهم يعقوب روى عن ابي عبدالله (ع) روى عنه حريز، وذكرناه في طبقات
أصحابه (ع). ثم ان الشيخ ذكر في باب من لم يرو عنهم من رجاله 469 / 41 الحسين بن
احمد بن عامر الاشعري وقال: يروى عن عمه عبدالله بن عامر عن ابن ابي عمير. روى عنه
الكليني. قلت: الظاهر ان (أحمد) مصحف (محمد) كما صرح به غير واحد بقرينة شيخه ومن
روى عنه. (1) ووثقه أيضا إبن قولويه وعلي بن ابراهيم في ديباجتي كامل الزيارات،
والتفسير عند توثيق عامة مشايخهما بل ومن رويا عنه فيهما ولو من غير مشايخهما على
كلام فيه تقدم في مقدمة هذا الشرح. ومما يشير إلى جلالته وطبقته من اصحاب الائمة
عليهم السلام، ما رواه في اصول الكافي ج 1 / 524 في مولد الصاحب عليه السلام قال:
الحسين بن محمد الاشعري قال: كان يرد كتاب أبي محمد (ع) في الاجراء على الجنيد قاتل
فارس، وأبي الحسن، وآخر، فلما مضى أبو محمد (ع) ورد استيناف من الصاحب (ع) لاجراء
أبي الحسن وصاحبه، ولم يرد في أمر الجنيد بشئ. قال: فاغتمت لذلك فورد نعي الجنيد
بعد ذلك. (*)
________________________________________
[ 251 ]
________________________________________
روى الحسين بن محمد بن عامر عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني بعد منصرفه
من اصفهان كما في الغيبة (165) وعن عمه كثيرا كما في جملة من الروايات، وفي مشيخة
الصدوق رحمه الله إلى جماعة منهم: اسماعيل بن الفصل رقم (278)، ورومي بن زرارة
(301) وعبد الله بن لطيف (242)، وعبيد الله بن علي الحلبي (29)، وعبيد الله
المرافقي (36)، والمعلى بن محمد البصري (391). وكذا في طرق الفهرست إلى جماعة منهم:
محمد بن بندار ص 140 وفي رجاله (494)، والمعلى بن محمد البصري (165). وروى أيضا عن
أحمد بن علوية الاصفهاني كما في رجال الشيخ (447). روى عنه جماعة منهم: الكليني
رحمه الله في الكافي فروى عنه كثيرا، ومحمد بن جعفر الاسدي، وجعفر بن محمد بن مسرور
كما في مشيخة الصدوق إلى جماعة ممن تقدم ذكره، ومحمد بن الحسن بن الوليد كما في
مشيخته إلى عبيد الله بن علي الحلبي. والمعلى بن محمد البصري وايضا في الفهرست في
محمد بن بندار، وروى عنه ايضا علي بن بابويه القمي (في مشيخة الصدوق إلى عبيد الله
الحلبي، والمعلى بن محمد البصري)، ومحمد بن جعفر بن بطة (الفهرست في معلى بن محمد
البصري " 165 ")، وإبن قولويه (كما في التهذيب ج 3 / 84). قلت: روى ابن قولويه عنه
كثيرا بواسطة شيخه الكيني رحمه الله فما في التهذيب في الدعاء في نوافل شهر رمضان ج
3 / 84: روى هذا الدعاء أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثني الحسين بن
محمد بن عامر الحديث، فهو من علو الاسناد. ويأتي في محمد بن بندار عن ابن الوليد عن
الحسين بن محمد بن عامر عن محمد بن بندار. (*)
________________________________________
[ 252 ]
أخبرناه محمد بن محمد عن أبي غالب الزراري عن محمد بن يعقوب عنه (1).
155 - الحسين بن القاسم بن محمد بن ايوب ابن سمعون أبو عبد الله الكاتب (2) وكان
أبوه القاسم من جملة أصحابنا (3). له كتاب أسماء أمير المؤمنين (ع) من القرآن،
وكتاب التوحيد. أخبرنا أحمد بن
________________________________________
(1) صحيح. وروى عنه الشيخ في مشيخة التهذيبين بطرقه عن محمد بن يعقوب
عنه. وتقدم طرقه إليه في الفهرست. (2) وذكره ابن الغضائري في المحكى عنه وقال:
ضعفوه، وهو عندي ثقة، لكن بحث فيمن يروى عنه. قلت: يأتي في ترجمة محمد بن الحسن بن
شمون رقم (901) عن الحسين بن القاسم هذا عن محمد بن الحسن حديثا يدل على الوقف. ثم
ان اتحاده مع الحسن بن القاسم الذي ذكره الكشي من أصحاب الرضا عليه السلام (376)
فغير ظاهر وقد حققناه في الشرح على الكشي. (3) وفي الخلاصة: أجلة أصحابنا. وفي
المجمع وغيره عن النجاشي: جلة أصحابنا. وعن إبن الغضائري: وكان أبوه من وجوه
الشيعة، ولكن لم يرو شيئا. وذكره العلامة في المعتمدين (134) وقال: من أجلة أصحابنا
وليس هو (كاسولا). وقال ابن داود في القسم الاول من رجاله (276) (*)
________________________________________
[ 253 ]
عبد الواحد قال حدثنا أبو طالب الانباري عنه بكتبه (1). 156 - الحسين بن
عنبسة الصوفي (2) وجدت بخط إبن نوح فيما وصى إلي به من كتبه: حدثنا الحسين بن علي
البزوفري قال: حدثنا حميد قال سمعت من الحسين ابن عنبسة الصوفي كتابه نوادر (3).
157 - الحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاى أبو عبد الله (4)
________________________________________
القاسم بن محمد بن ايوب بن ميمون من جلة أصحابنا وليس هو (كاسولا) (1)
صحيح بناءا على وثاقة عامة مشايخه. روى عنه أبو طالب الانباري المتوفى (356) كما في
المقام، وفي ترجمة محمد بن الحسن بن شمون، وايضا ابنه أبو القاسم علي بن الحسين كما
في ترجمة بن الحسن بن شمون. (2) تقدم رقم (140) بعنوان الحسن بن عنبسة الصوفي وكذا
عن الشيخ، وايضا كتابه بطريق آخر عن حميد عنه. واحتمل الاتحاد إلا انه بلا شاهد
يقدم على ظاهر العنوان. (3) موثق بحميد. (4) وضبطه ابن داود هكذا: الحسين بن حمدان
الخصيبي بالخاء المعجمة والصاد المهملة والياء المثناة تحت والباء المفردة، كذا
رأيته بخط أبي جعفر، وبعض أصحابنا قال: " الحضينى " بالحاء المهملة (*)
________________________________________
[ 254 ]
كان فاسد المذهب (1) له كتب منها: كتاب الاخوان، كتاب المسائل، كتاب
تاريخ الائمة عليهم السلام، كتاب الرسالة، تخليط. 158 - الحسين بن محمد بن الفرزدق
بن بحير بن زياد الفزارى أبو عبد الله المعروف بالقطعي (2)
________________________________________
والضاد المعجمة والياء المثناة تحت والنون، مات في شهر ربيع الاول سنة
ثمانية وخمسين وثلاثمائة. الجنبلاني، بالجيم المضمومة والنون الساكنة والباء
المفردة انتهى. (1) وعن إبن الغضائري: انه كذاب، فاسد المذهب، صاحب مقالة ملعونة،
لا يلتفت إليه. وذكره الشيخ في الفهرست (57) قائلا: الحسين بن حمدان بن الخضيب، له
كتاب أسماء النبي صلى الله عليه وآله والائمة (ع). قلت: قال شيخنا صاحب (الذريعة):
كتابه " الهداية " في تاريخ الائمة (ع) موجود، وأرخ وفاته في تاريخ العلويين (346).
وذكره ايضا فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (467) وقال: روى عنه التلعكبري.
قلت: رواية التلعكبري عنه مع انه كان وجها في أصحابنا ثقة معتمدا لا يطعن عليه كما
ذكره الماتن. تنافي كونه كذابا صاحب مقالة ملعونة على ما ذكره ابن الغضائري. (2)
وفي المجمع عن النجاشي (الفرزدق بن الحسين). وذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم
السلام من رجاله (466) قائلا: (*)
________________________________________
[ 255 ]
كان يبيع الخرق، ثقة له كتب منها: كتاب فضائل الشيعة، وكتاب الجنائز،
أخبرنا محمد بن جعفر التميمي عنه بهما (1). 159 - الحسين بن خالويه أبو عبد الله
النحوي (2) سكن حلب، ومات بها (3)،
________________________________________
الحسين بن محمد الفرزدق المعروف بالقطعي يكنى أبا عبدالله، كوفي روى عنه
التلعكبري، وسمع منه ثمان وعشرين وثلثمائة، وله منه إجازة، وروى عنه إبن عياش. قلت:
روى عن علي بن موسى الاحول، عنه عنه محمد بن علي ابن الفضل (التهذيب ج 6 / 22). وعن
الحسن بن علي النخاس، عنه عنه محمد بن بكار النقاش القمي (التهذيب ج 6 / 33). (1)
صحيح بناءا على وثاقة عامة مشايخ النجاشي. (2) كان همدانيا دخل بغداد طالبا للعلم
سنة أربع عشرة وثلثمائة وأدرك جماعة من العلماء وقرأ عليهم، وأملى بجامع المدينة.
قال ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 267: الهمداني الاصل نزيل حلب، أخذ ببغداد عن
أبي بكر بن دريد الخ وذكر مشايخه ومنهم ابن عقدة ثم قال: وكان يقال له: ذو النونين
لانه كان يكتب في آخر كتبه: الحسين بن خالويه فيعرف بالنونين. (3) توفي بها سنة
سبعين وثلاثمائة ذكروه أصحاب التراجم منهم ابن خلكان في وفيات الاعيان. وقال
الحموي: مات ابن خالويه في حلب سنة سبعين وثلثمائة ثم ذكر من شعره.. وفي لسان
الميزان: مات بحلب سنة إحدى وسبعين وثلثمائة، وقيل في التي قبلها. (*)
________________________________________
[ 256 ]
وكان عارفا بمذهبنا (1) مع علمه بعلوم العربية، واللغة، والشعر (2)
________________________________________
(1) وليس كما توهمه السيوطي فيما حكاه من انه شافعي إذ مع تفرده فيما
توهم، يدل على كونه إماميا كتبه منها: كتابه في إمامة أمير المؤمنين (ع)، وكتابه في
الال، وكتابه في اسماء الائمة الطاهرين ومواليدهم ووفاتهم وأمهاتهم. وفي لسان
الميزان ج 2 / 267: قال ابن أبي: كان اماميا عالما بالمذهب. قلت: وقد ذكر في (كتاب
ليس) ما يدل على ذلك. وقال الذهبي في تاريخه: كان صاحب سنة قلت: يظهر ذلك من تقربه
بسيف الدولة صاحب حلب فانه كان يعتقد ذلك وقد قرأ أبو الحسين النصيبي، (وهو من
الامامية) عليه كتابه في الامامة إلى آخر كلام ابن حجر. (2) ترجمه علماء الادب
والسير والتراجم وغير ذلك من أصحابنا ومن الجمهور لفضله وشهرته وأنه وحيد عصره. قال
ابن النديم في الفهرست (130): أبو عبد الله الحسين بن احمد بن خالويه. أخذ عن جماعة
مثل أبي بكر بن الانباري، وأبي عمر الزاهد، وقرأ على ابي سعيد السيرافي، وخلط
المذهبين وتوفي بحلب في خدمة بني حمدان في سنة سبعين وثلثمائة، وله من الكتب...
وقال ابن طاووس في الاقبال في الدعاء في شعبان (181): فصل فيما نذكره من الدعاء في
شعبان مروى عن ابن خالويه. اقول أنا: واسم ابن خالويه: الحسين بن محمد، وكنيته أبو
عبد الله، وذكر النجاشي: انه كان عارفا بمذهبنا مع علمه بعلوم العربية، واللغة،
والشعر وسكن بحلب. وذكر محمد بن النجار في التذييل وقد ذكرناه في الجزء الثالث من
التحصيل فقال عن الحسين بن خالويه: كان اماما (*)
________________________________________
[ 257 ]
________________________________________
أو حد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام العلم والادب، وكان إليه الرحلة
من الافاق، وسكن بحلب، وكان آل حمدان يكرمونه، ومات بها. قال انها مناجات... قلت:
الظاهر ان ابن طاووس (ره) اعتمد على ابن النجار في تفسير المراد بابن خالويه الذي
روى الدعاء، وإلا فالاظهر ان المراد به في المقام: علي بن محمد بن يوسف بن مهجور
أبو الحسن الفارسي المعروف بابن خالويه الاتي ترجمته في المتن (698) وفيها قول
الماتن: شيخ من أصحابنا ثقة، سمع الحديث فأكثر. ابتعت اكثر كتبه، له كتاب عمل رجب،
وكتاب عمل شعبان.. قلت: وقد نبه على ذلك شيخنا الاجل صاحب الذريعة. وقال السيوطي في
بغية الوعاة في طبقات النحاة (231) الحسين ابن احمد بن خالويه بن حمدان أبو عبد
الله الهمداني النحوي إمام اللغة، والعربية، وغيرهما من العلوم الادبية. دخل بغداد
طالبا للعلم سنة أربع عشرة وثلثمائة، وقرأ القرآن على ابن مجاهد، والنحو، والادب
على إبن دريد، ونفطويه، وأبي بكر ابن الانباري، وأبي عمر الزاهد، وسمع الحديث من
محمد بن مخلد العطار، وغيره، وأملى الحديث بجامع المدينة، وروى عنه المعافا بن
زكريا، وآخرون، ثم سكن حلب، واختص بسيف الدولة بن حمدان وأولاده، وهناك إنتشر علمه،
وروايته، وله مع المتنبي مناظرات، وكان أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام العلم
والادب، وكانت الرحلة إليه من الافاق (إلى ان قال:) توفي بحلب سنة سبعين وثلاثمائة.
قال الداني في طبقاته: عالم بالعربية، حافظ للغة، بصير بالقراءة، (*)
________________________________________
[ 258 ]
وله كتب منها: كتاب الاول ومقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنين عليه السلام،
حدثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي قال: قرأته عليه بحلب (1).
________________________________________
ثقة مشهور. روى عنه غير واحد من شيوخنا: عبد المنعم بن عبدالله، والحسن
بن سليمان، وغيرهما، وكان شافعيا.... وذكر ياقوت الحموي في معجم الادباء ج 9 / 200
في ترجمته نحو ذلك مع زيادات ومنها انه انتقل إلى الشام ثم إلى حلب... وقال اليافعي
في مرآت الجنان ج 2 / 394 في وقايع سنة سبعين وثلاثمائة: وفيها توفي النحوي اللغوي
صاحب التصانيف، وشيخ أهل الادب الحسين بن احمد الهمداني المعروف بابن خالويه. دخل
بغداد، وادرك جلة من العلماء مثل إبن الانباري، وإبن مجاهد المقري، وأبي عمرو
الزاهد، وإبن دريد، وقرأ على السيراني، وانتقل إلى الشام، واستوطن حلب، وصار بها
أحد افراد الدهر في كل قسم من أقسام الادب، وكانت الرحلة إليه من الافاق، وآل حمدان
يكرمونه، ويدرسون عليه، ويقتبسون منه. ثم ذكر الوجه في تسميته بابن خالويه حكاه عن
ابن خلكان. وذكر نحوه الحموي في معجمه، وذكره ابن خلكان في ترجمته في وفيات الاعيان
ج 1 / 433. وجرى بينه وبين المتنبي الشاعر امور ذكر بعضها اليافعي في المقام وايضا
في ترجمة المتنبي (355) في وقايع سنة (354). وقال في لسان الميزان: ووقع بينه وبين
المتنبي منازعات عند سيف الدولة. وقال الحموي في معجم الادباء: وله مع أبي الطيب
المتنبي مناظرات... ونحوه في وفيات ابن خلكان. (1) الطريق إليه صحيح بناءا على
وثاقة عامة مشايخ النجاشي. (*)
________________________________________
[ 259 ]
وكتاب مستحسن القراآت والشواذ، كتاب حسن في اللغة (1)، كتاب إشتقاق
الشهور والايام (2).
________________________________________
وذكر هذا الكتاب اليافعي في عداد كتبه قائلا: وله كتاب لطيف سماه (الال)
وذكر في أوله ان الال ينقسم إلى خمسة وعشرين قسما وما اقتصر فيه، وذكر فيه ان
الائمة الاثني عشر، وتاريخ مواليدهم. ووفاتهم وأمهاتهم. والذي دعاه إلى ذكرهم انه
قال: في جملة أقسام (الال) وآل محمد صلى الله عليه وآله بنو هاشم. وذكره نحوه
الحموي في المعجم وابن خلكان في وفياته. وتقدم عن لسان الميزان ان النصيبي من
الاهامية قرأ عليه كتابه في الامامة، ويأتي رواية الماتن عن محمد بن عثمان بن الحسن
عن أبي عبدالله الحسين بن خالويه عن محمد بن احمد المفجع كتبه في ترجمته رقم
(1023). (1) وذكره في عداد كتبه ابن النديم وإبن خلكان، واليافعي، والسيوطي. وقال
الحموي: البديع في القراءات. (2) وذكر جماعة من كتبه: كتاب الاشتقاق منهم: ابن
النديم وابن خلكان، واليافعي، والسيوطي وقال الحموي: وكتاب اشتقاق خالويه وكتاب "
ليس " وهو كتاب نفيس، وكتاب الاشتقاق... وزاد ابن النديم وغيره على هذه الكتب: كتاب
الجمل في النحو (ابن النديم واليافعي، والسيوطي، والحموي، وابن خلكان)، وكتاب أطرغش
في " اللغة ": ابن النديم والسيوطي، وكتاب المبتدى: ابن النديم، وكتاب إعراب ثلاثين
سورة من القرآن: ابن النديم وابن خلكان، واليافعي، والسيوطي والحموي وكتاب المقصور
والممدود، وكتاب المذكر والمؤنث: ابن النديم والحموي (*)
________________________________________
[ 260 ]
160 - الحسين بن علي سفيان بن خالد ابن سفيان أبو عبد الله البزوفري شيخ
ثقة، جليل من أصحابنا (1)،
________________________________________
وابن خلكان، واليافعي والسيوطي، وكتاب الالفات: ابن النديم، واليافعي
والسيوطي، وابن خلكان. وكتاب ليس: ابن النديم. وقال السيوطي: كتاب ليس يقول فيه:
ليس في كلام العرب كذا إلا كذا، وعمل بعضهم كتابا سماه كتاب الميس - استدرك عليه
أشياءا. وقال اليافعي: كتاب كبير في الادب كتاب ليس - وهو يدل على إطلاع عظيم فان
مبنى الكلام من أوله إلى آخره على انه ليس في كلام العرب كذا. وزاد اليافعي والحموي
والسيوطي على هذه الكتب: كتاب شرح الدريدية وقال الحموي واليافعي وابن خلكان: شرح
مقصورة إبن دريد. وزاد الحموي وابن خلكان واليافعي: كتاب اسماء الاسد. وقال الحموي:
ذكر له فيه خمسمائة اسم... (1) تقدم في ترجمة الحسين بن سعيد ص 171 قول أبي العباس
السيرافي: أخبرنا الشيخ الفاضل أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري فيما
كتب إلي في شعبان سنة إثنتين وخمسين وثلثمائة.. وذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع)
من رجاله (466) وقال: خاصي، يكنى أبا عبدالله، له كتب ذكرناها في الفهرست، روى عنه
التلعكبري وأخبرنا عنه جماعة منهم محمد بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله،
واحمد بن عبدون. (*)
________________________________________
[ 261 ]
له كتب منها: كتاب الحج، وكتاب ثواب الاعمال، وكتاب احكام العبيد، قرأت
هذا الكتاب على شيخنا أبي عبدالله رحمه الله، كتاب الرد على الواقفة، كتاب سيرة
النبي والائمة عليهم السلام في المشركين (1)،
________________________________________
قلت: نسخ الفهرست خالية عن ترجمته كما اعترف به المتأخرون ولعله نسي
ذكره أو نسي الناسخ عن خطه. وروى في كتابه (الغيبة) 187 عن ابن نوح قال: وجدت في
أصل عتيق كتب بالاهواز في المحرم سنة سبع عشرة وثلثمائة أبو عبد الله قال: حدثنا
أبو محمد الحسن بن علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد ابن عبيد الله بن محمد بن عمر بن
علي بن ابي طالب (ع) الجرجاني قال: كنت بمدينة (قم) فجرى بين اخواننا كلام في أمر
رجل أنكر ولده، فأنفذوا رجلا إلى الشيخ صانه الله، وكنت حاضرا عنده أيده الله، فدفع
إليه الكتاب، فلم يقرأه وأمره أن يذهب إلى أبي عبدالله البزوفري أعز الله ليجيب عن
الكتاب، فصار إليه وأنا حاضر، فقال ابو عبد الله: الولد لوالده، وواقعها في يوم كذا
وكذا في موضع كذا وكذا، فقل له: فيجعل إسمه محمدا، فرجع الرسول إلى البلد وعرفهم
ووضح عندهم القول، وولد الولد، وسمي محمدا. (1) وفي المعالم (41): له كتب منها:
كتاب المسائل. روى عن جماعة منهم احمد بن إدريس القمي المتوفى (306) كما تقدم في
الحسين بن سعيد، ويأتي في القاسم بن يحيى رقم (865) وعن حميد بن زياد المتوفى (310)
كما تأتي في احمد الميثمي. وفي جعفر بن الهذيل، وجماعة، وفى ترجمته وتقدم في الحسين
بن عنبسة الصوفي، وعن احمد بن محمد العاصمي كما يأتي في ترجمته، وعن (*)
________________________________________
[ 262 ]
أخبرنا بجميع كتبه احمد بن عبد الواحد أبو عبد الله البزاز عنه (1).
________________________________________
جعفر بن محمد بن مالك الفزاري كما يأفي في ترجمة القاسم بن الربيع وعن
عبدالله بن مزيد ان البجلي (كما في امالي الطوسي 169)، والشيخ السفير الحسين بن روح
رضى الله عنه (الغيبة 238)، وعلي بن سنان الموصلي العدل (الغيبة 96) وابو الحسن
الايادي علي بن مخلد (فلاح السائل 221) (1) صحيح بناءا على وثاقة احمد من مشايخ
النجاشي. وروى عنه جماعة من شيوخ أصحاب الحديث وأجلاءهم منهم: التلعكبري، والمفيد،
والحسين بن عبيد الله، واحمد بن عبد الواحد كما تقدم وروى في مشيختي التهذيبين في
طريقه إليه، وإلى الحسن بن سماعة عنهم عنه. ومنهم: أبو العباس بن نوح فروى عنه
كثيرا، واحمد بن محمد بن عياش الجوهري، وابنه أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري كما
في أمالي الطوسي 169. وكان إبن شيخنا المترجم: محمد بن الحسين أبو جعفر البزوفري من
رواة الحديث، روى عنه اجلاء الطائفة منهم المفيد، واحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد
الله كما تقدم وروى عنهم عنه في مشيختي التهذيبين في طريقه إلى احمد بن محمد بن
عيسى، ومحمد بن احمد بن يحيى الاشعري. وروى هو عن احمد بن إدريس القمي المتوفي
(306) شيخ والده ايضا، وعن أبيه كما تقدم. والظاهر: انه المراد بمحمد بن سفيان ابي
جعفر البزوفري كما في جملة من الروايات وفي كتاب الغيبة كثيرا منها: ما في ص 110، و
203، 209، 261، 265، إذ النسبة إلى الجد غير عزيزة (*)
________________________________________
[ 263 ]
161 - الحسين بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي أبو عبد الله
ثقة (1)،
________________________________________
ورواية الحسين بن عبيد الله عنه عن احمد بن ادريس في هذه الموارد، وايضا
بقرينة التصريح بمحمد بن الحسين في مشيختي التهذيبين إلى احمد ابن ادريس، ومحمد بن
يحيى الاشعري. وكان إبن عم شيخنا المترجم ايضا من مشايخ الحديث، ذكره الشيخ فيمن لم
يرو عنهم (ع) من رجاله (443) قال: احمد بن جعفر ابن سفيان البزوفري يكنى أبا علي
إبن عم أبي عبدالله، روى عنه التلعكبري، وسمع منه سنة خمس وستين وثلثماة، وله منه
إجازة وكان يروي عن أبي علي الاشعري، أخبرنا عنه محمد بن محمد بن النعمان والحسين
بن عبيدالله. قلت: لم أقف على مدح له إلا رواية التلعكبري الذي لا يطعن عليه في شئ
عنه، وقد روى النجاشي والشيخ في فهرستيهما كتب جماعة ورواياتهم عنه وروى عنه ابن
نوح كما في الغيبة (223). وروى احمد بن جعفر عن جماعة من الاجلة منهم: حميد بن زياد
المتوفي (310) كما في ترجمة ابراهيم بن صالح الانماطي في الفهرست (4) وغيره، وعن
احمد بن ادريس كما في ترجمته، وعن جميل بن زياد كما في امالي الطوسي ج 2 / 298 وأبي
عبدالله جعفر بن عثمان المدائني (الغيبة 223). (1) ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع)
من رجاله (466) وقال: كثير الرواية، يروي عن جماعة، وعن أبيه، وعن أخيه (*)
________________________________________
[ 264 ]
________________________________________
محمد ابن علي، ثقة. ويأتي في ترجمة أبيه رقم (683) قول الماتن (ره): كان
قدم العراق: واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله، وسأله مسائل، ثم كاتبه
بعد ذلك على يد علي بن جعفر الاسود يسأله ان يوصل له رقعة إلى الصاحب (ع)، ويسأله
فيها الولد، فكتب (ع) إليه. وقد دعونا الله لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين، فولد
له أبو جعفر. وابو عبد الله من أم ولد، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبدالله يقول:
سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الامر (ع) ويفتخر بذلك. قلت: روى الصدوق
والشيخ وغيرهما هذا الحديث بطرقهم وقد أوردناها في كتابنا في أخبار الرواة. وفى
رواية الغيبة بسند صحيح (195): وقال أبو عبد الله بن بابويه: عقدت المجلس لي، ولي
دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الاسود، فإذا نظر إلى
إسراعي في الاجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول: لا عجب لانك
ولدت بدعاء الامام (ع). وفي الغيبة أيضا (187): قال ابن نوح وحدثني أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن سورة القمي رحمه الله حين قدم علينا حاجا، قال حدثني علي بن
الحسن بن يوسف الصائغ القمي، ومحمد بن احمد بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال،
وغيرهما من مشايخ أهل (قم): ان علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه
محمد بن موسى بن بابويه، فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم (*)
________________________________________
[ 265 ]
________________________________________
الحسين بن روح رضي الله عنه: أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه
أولادا فقهاء، فأجاب الجواب: انك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلمية، وترزق منها
ولدين فقيهين. قال وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله: ولابي الحسن بن بابويه
رحمه الله ثلاثة أولاد: محمد، والحسين فقيهان ماهران في الحفظ، ويحفظان مالا يحفظ
غيرهما من أهل قم، ولهما أخ إسمه الحسن، وهو الاوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط
بالناس، ولا فقه له. قال ابن سورة: كلما روى أبو جعفر، وأبو عبد الله إبنا علي بن
الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، ويقولان لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة
الامام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل (قم). قلت: ربما يظهر من جملة من الاخبار ان
السؤال والدعاء له بالولد كان في اوائل سفارة الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه،
وكانت سفارته في جمادي الآخرة سنة أربع أو خمس بعد الثلثمائة. وذكره حفيده الشيخ
منتخب الدين مع ابنيه الحسن والحسين وقال: فقهاء صلحاء. هكذا قيل. وقد عده الشيخ
ايضا من شيوخ أصحابنا. قال فيمن لم يرو عنهم من رجاله ترجمة الشريف المرتضى (485):
يروي عن التلعكبري والحسين بن علي بن بابويه من شيوخنا.. وذكره إبن حجر في لسان
الميزان ج 2 / 306 إلى ان قال: كان من فقهاء الامامية، روى عنه الحسين الغضائري.
وقال في أمل الآمل ج 2 / 98: ثقة، جليل، عظيم الشأن، روى عن (*)
________________________________________
[ 266 ]
روى عن أبيه إجازة (1).
________________________________________
أبيه وأخيه. (1) وظاهر رجال الشيخ ومن تبعه كالعلامة في الخلاصة (50)
وغيره روايته عنه بالسماع الا انه لا يقاوم تصريح الماتن بأنها كانت بالاجازة بل
يحمل الظاهر عليه. قلت: لم أقف على زمان ولادة الحسين بن علي ولا على تاريخ وفاته
ولا على سماع منه عن أبيه رحمه الله إلا ان الظاهر انه لا محذور في روايته وسماعه
عنه فقد تقدم ان ولادته وولادة أخيه كانت بدعاء الامام عليه السلام في أوائل سفارة
الشيخ الحسين بن روح سنة (304) أو (305) وتوفي ابوه رحمه الله سنة تناثر النجوم
(329) وسنة وفات السمري وبلوغ الغيبة الكبرى أو قريب من ذلك بأشهر. وقد روى الشريف
الزاهد محمد بن حمزة بن الحسين بن محمد بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن موسى الكاظم
(ع) عن الحسين بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه بالكوفة في جامعها يوم الاثنين
لاربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلثمائة عن محمد ابن الحسين
النحوي. هكذا في بشارة المصطفي (46). وقدم في هذه السنة على أبي العباس احمد بن علي
بن نوح السيرافي البصرة وحدثه بأحاديث. قال الشيخ في (الغيبة / 226) قال ابن نوح:
وحدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه القمي، قدم علينا البصرة في شهر ربيع
الاول سنة ثمان وسبعين وثلثمائة. قال: سمعت علوية الصفار، والحسين ابن احمد بن
ادريس رضي الله عنه يذكران الحديث. روى عنه جماعة من أهل (قم) كما في الغيبة (196)،
وعن أخيه (*)
________________________________________
[ 267 ]
له كتب (1) منها: كتاب التوحيد ونفي التشبيه، وكتاب عمله للصاحب أبي
القاسم بن عباد، أخبرنا عنه بها الحسين بن عبيد الله (2)
________________________________________
المتوفى (381) كما تقدم عن الشيخ، وعن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري،
وعن محمد بن الحسين النحوي كما تقدم عن بشارة المصطفى وعن أبي جعفر محمد بن علي
الاسود رحمه الله كما تقدم. روى عنه الشريف الزاهد محمد بن حمزة كما تقدم عن بشارة
المصطفى، واحمد بن نوح أبو العباس السيرافي كما تقدم، والشريف المرتضى كما ذكره
الشيخ، والخزاز كما قيل، والحسين بن عبيد الله كما في المتن، وفي مواضع من كتاب
الغيبة منها 194 و 196 و 243 و 252 عن جماعة عنه وعن اخيه الصدوق رحمهما الله. وفي
جماعة من روى عن اخيه: المفيد، وابو الحسين جعفر بن حسكة القمي، ومحمد بن سليمان
أبو زكريا الحمراني وغيرهم. (1) وفى أمل الامل منها: كتاب الرد على الواقفة، وكتاب
عمله للصاحب بن عباد، وغير ذلك. ثم ان ظاهر المتن ان كتابه الذي عمله للصاحب، هو
غير كتابه في التوحيد ونفي التشبيه، لكن ظاهر ابن حجر في لسان الميزان اتحادهما.
قال: وصنف كتاب نفي التشبيه وقدمه للصاحب بن عباد، وكان الصاحب يعظمه ويرفع مجلسه
إذا حضر عنده. (2) صحيح بناءا على وثاقة الحسين شيخه. ثم ان الصاحب هو اسماعيل بن
أبي الحسن عباد بن العباس ابن عباد بن احمد بن ادريس الطالقاني الاصفهانى الوزير
رحمه الله. وقد صنف لاجله أبو منصور الثعالبي كتابه (اليتيمة)، كما صنف له شيخنا
المترجم كتابا أو كتابه في التوحيد ونفي التشبيه، (*)
________________________________________
[ 268 ]
________________________________________
وايضا صنف له أخوه شيخنا الصدوق رحمه الله كتابه (عيون أخبار الرضا عليه
السلام) كل ذلك لاجل فضائله ومكارمه وقد أثنى عليه من عرفه من أصحابنا وغيرهم ونشير
إلى بعضها، قال الصدوق (ره) في ديباجة كتابه (عيون اخبار الرضا (ع)) في سبب تأليفه:
وقع إلي قصيدتان من قصائد الصاحب الجليل كافي الكفاة أبي القاسم اسماعيل بن عباد
أطال الله بقائه وأدام دولته ونعمائه وسلطانه وأعلاه في اهداء السلام إلى الرضا علي
بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، فصنفت هذا
الكتاب لخزانته المعمورة ببقائه إذ لم أجد شيئا آثر عنده وأحسن موقعا لديه من علوم
أهل البيت لتعلقه بحبهم واستمساكه بولايتهم واعتقاده بفرض طاعتهم وقوله بامامتهم
واكرامه لذريتهم أدام الله عزه وإحسانه إلى شيعتهم قاضيا بذلك حق إنعامه علي
ومتقربا به إليه لاياديه الزهر عندي ومننه الغر لدي ومتلافيا بذلك تفريطي الواقع في
خدمة حضرته راجيا به قبوله لعذري وعفوه عن تقصيري وتحقيقه لرجائي فيه وأملي. والله
تعالى ذكره يبسط بالعدل يده ويعلى بالحق كلمته ويديم على الخير قدرته يسهل المحان
بكرمه وجوده، وابتدأت بذكر القصيدتين.. ثم ذكرها بتمامهما وروى روايات في فضل من
قال في مدح أهل البيت عليهم السلام شعرا ثم قال: فأجزل الله للصاحب الجليل الثواب
على جميع أقواله الحسنة وأفعاله الجميلة واخلاقه الكريمة وسيرته الرضية وسننه
العادلة وبلغه كل مأمول وصرف عنه كل محذور وأظفره بكل خير مطلوب وأجاره من كل بلاء
ومكروه بمن استجار به من حججه الائمة عليهم السلام (*)
________________________________________
[ 269 ]
________________________________________
بقوله في بعض اشعاره فيهم: ان ابن عباد استجار بمن * يترك عنه الصروف
مصروفة وفي قوله في قصيدة أخرى: ان ابن عباد استجار بكم * فكل ما خافه سيكفاه وجعل
الله شفعاؤه الذين اسمائهم على نقش خاتمة: شفيع اسماعيل في الاخرة * محمد والعترة
الطاهرة وجعل دولته متسعة الايام، متصلة النظام، مقرونة بالدوام، ممتدة إلى التمام
مؤيدة له إلى سعادة الابد وباقية له إلى غاية الامد بمنه وفضله. قلت: وللصاحب خاتم
آخر نقشه: على الله توكلت * وبالخمس توسلت وقد اثنى عليه اكابر اصحابنا منهم الشريف
الرضي وأخيه المرتضى رحمهما الله، وابن شهر اشوب والشهيد الثاني والعلامة المجلسي
وغيرهم من اجلاء أصحابنا ويطول بذكر ذلك كما مدحه علماء الجمهور. قال ابن النديم:
أوحد زمانه وفريد عصره في البلاغة والفصاحة والشعر وقال ابن خلكان: كان نادرة
الدهر، واعجوبة العصر في فضائله ومكارم وكرمه... وقال الثعالبي في كتابه (اليتيمة)
في حقه: ليست تحضرتي عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والادب، وجلالة
شأنه في الجود والكرم وتفرده بالغايات في المحاسن وجمعه أشتات المفاخر، لان همة
قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه وجهد وصفي يقصر عن أيسر فضائله ومساعيه. ثم
ذكر بعضها... قلت: الافصاح (*)
________________________________________
[ 270 ]
________________________________________
عن محاسنه يحتاج إلى تأليف كتاب يخصه الا انه نشير إلى عمدها في سطور
وهي كثيرة: بيته ونسبه: قد نشأ الصاحب في بيت عريق تحفها الفضائل وأقبل على طلب
العلم منذ صغره ونشير إلى ذلك بما قاله الخوارزمي في حقه. قال أبو بكر الخوارزمي في
حقه: الصاحب نشأ من الوزارة في حجرها ودب ودرج وكرها، ورضع أفاويق درها، وورثها عن
آبائه كما قال أبو سعيد الرستمي في حقه: ورث الوزارة كابرا عن كابر * موصولة
الاسناد بالاسناد يروي عن العباس عباد وزا * رته واسماعيل عن عباد ولقب: بالصاحب
لمصاحبته ابن العميد المعروف، ولمؤيد الدولة الديلمي، كما لقب بالوزير لوزارته
لمؤيد الدولة وهو اول من لقب بالصاحب الوزير من الوزراء كما قيل. مذهبه: كان الصاحب
رحمه الله من أجلة أصحابنا الامامية القائلين بامامة أئمة اهل البيت عليهم السلام،
ومن المتمسكين بحبل ولايتهم والمعتقدين فرض طاعتهم، نص عليه أصحابنا كما تقدم في
كلام الصدوق، وغيرهم قال القاضي عبد الجبار عند الصلاة على جنازته كيف أصلي على هذا
الرافضي ذكره ابن حجر وصرح الصاحب به في كلماته وفى قصائده المشهورة وهي كثيرة جدا
(*)
________________________________________
[ 271 ]
________________________________________
منها ما انشدها في اهداء السلام إلى سيدنا أبي الحسن الرضا (ع) كما تقدم
في كلام الصدوق (ره) ومن نظمه في ذلك: لو شق عن قلبي ترى وسطه * سطران قد خطا بلا
كاتب العدل والتوحيد في جانب * وحب اهل البيت في جانب وقال مخاطبا لامير المؤمنين
علي بن أبي طالب (ع): أبا حسن لو كان حبك مدخلي * جهنم كان الفوز عندي جحيمها وكيف
يخاف النار من كان * موقنا بأن امير المؤمنين قسيمها وأشعاره فيهم كثيرة قيل أنها
عشرة آلاف بيت وقد عده في المعالم (148) في شعراء أهل البيت المجاهرين. وكان للصاحب
اهتمام بترويج مذهب اهل البيت عليهم السلام ونشر علومهم وآثارهم حتى قيل: ان
الامامية في اصفهان في زمانه ينسبون إليه وبه يعرفون. وكان مكرما لذريتهم ولهم خلع
وصلاة كثيرة. خصاله ومكارمه: كان رحمه الله كما أشار إليه الصدوق به: أقواله حسنة،
وأفعاله جميلة وأخلاقه كريمة، وسيرته رضية، وسنته عادلة، قد بسطت بالعدل يده،
واعليت بالحق كلمته، وأديمت على الخير قدرته. وكان لا يدخل عليه في شهر رمضان بعد
العصر أحد إلا ويخرج من داره بعد الافطار عنده، وكانت داره لا تخلو في كل ليلة من
ليالي شهر رمضان من ألف نفس مفطرة فيها، وكانت صلاته وقرباته في هذا (*)
________________________________________
[ 272 ]
________________________________________
الشهر تبلغ مبلغ ما كان منه في جميع شهور السنة كما قيل، والحكايات في
جلالة شأنه في الجود والكرم والسماحة وتفرده بالغايات في المحاسن كثيرة ذكرها اصحاب
التراجم وغيرهم من علمائنا ومن العامة، وكانت أيامه للعلوية والعلماء والفقهاء
والشعراء والفضلاء، ومحضره محط رحالهم وموسم فضلائهم ومنزع آمالهم، وأمواله مصروفة
إليهم وصنايعه مقصورة عليهم. علومه وآثاره: كان رحمه الله فقيها بل عن المولى
المجلسي الاول من أفقه فقهاء اصحابنا المتقدمين والمتأخرين ولهم من قبله خلع وصلات.
وكان محدثا راوية الحديث سمع عن ابيه وجماعة واجتمع عنده لسماعه خلق كثير وكان في
مجلس إملائه الحديث عدد كثير لم يجتمع عند غيره من أصحابنا. قال الشهيد الثاني رحمه
الله في الدراية (91) في عظم مجلس المحدث: فقد كان كثير من الاكابر يعظم الجمع في
مجالسهم جدا حتى تبلغ الوفا مؤلفة ويبلغ عنهم المستملون فيكتبون عنهم بواسطة
تبلغهم. وأجاز غير واحد رواية ذلك عن المملي. واكثر ما بلغنا في ذلك عن اصحابنا: ان
الصاحب كافي الكفاة اسماعيل بن عباد قدس الله سره لما جلس للاملاء حضر خلق كثير،
وكان المستملي الواحد لا يقوم بالاملاء حتى انصاف إليه ستة كل يبلغ صاحبه وذكر
السمعاني وابن حجر مجلس املائه. وكان متكلما كما ذكره ابن شهر اشوب في معالمه
وغيره. وكان أديبا لغويا شاعرا مجيدا حتى قيل فيه: كان نادرة العصر (*)
________________________________________
[ 273 ]
________________________________________
في البلاغة واسطة عقد الدهر في السماحة، فبلغ من البلاغة ما يعد في
السحر، ويكاد يدخل في حد الاعجاز، وسار كلامه مسير الشمس، ونظم ناحيتي الشرق
والغرب، حيث أخذ برقاب القوافي وملك رق المعاني فاحتف به من نجوم الارض وأفراد
العصر وأبناء الفضل وفرسان الشعر، وفيه قال الثعالبي: صدر الشرف وتاريخ المجد وعزة
الزمان وينبوع العدل والاحسان... وكان كثير النظر في الكتب ويحملها معه في أسفاره.
وذكر ابن خلكان: ان نوح بن منصور أحد ملوك بني سامان كتب إليه ورقة في السر،
يستدعيه ليفوض إليه وزراته وتدبير أمر مملكته، فكان من جملة أعذاره إليه: أنه يحتاج
لنقل كتبه خاصة إلى أربعمائة جمل. وكان له في الادب والبلاغة والبديع واللغة والشعر
كتب وروايات وحكايات تدل على علو محله من العلم والادب، قد اعتذر المكثرون في مدحه
بالقصور فقال الثعالبي: ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله من العلم
والادب وجلالة شأنه في الجود والكرم وتفرده بالغايات والمحاسن وجمعه أشتات المفاخر،
لان همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه.... وقال فيه آخر: وان قميصا خيط
من نسج تسعة وعشرين حرفا عن معاليه قاصر... ومن كتبه: كتاب (المحيط، في اللغة قال
إبن خلكان: (وهو في سبع مجلدات، رتبه على حروف المعجم، كثر فيه الالفاظ وقلل
الشواهد، فاشتمل من اللغة على جزء متوفر)، وكتاب (الكافي) في الرسائل، وكتاب "
الاعياد "، وفضائل النيروز، وكتاب " الامامة " في فضائل علي بن ابي طالب عليه
السلام، وكتاب " الوزراء "، (*)
________________________________________
[ 274 ]
________________________________________
وكتاب " اسماء الله وصفاته "، وكتاب، " الكشف عن مساوى شعر المتنبي "،
كتاب " التذكرة "، كتاب " الانوار "، وكتاب " التعليل " كتاب " الوقف والابتداء "
وكتاب " العروض "، وكتاب " جوهرة الجمهرة "، وكتاب " القضاء والقدر "، ورسائل بديعة
وغير ذلك. مكانته السامية: كان له رحمه الله محلا ساميا من العز والحب في قلوب
الناس كافة في حياته وبعد مماته كل ذلك لمجده ورفعة بيته وحسن تربيته، وفهمه
وذكائه، وفضله وأدبه وعلومه، وكلامه البليغ البديع، وحسن أخلاقه وتواضعه، وسيرته،
وعدل سنته وكياسته وحسن سياسيته فلما استولى الوزارة فبسطت بالعدل يده، وكثر لقدرته
خيره، وقامت للفضائل في عصره سوق توجهت نحوه النفوس وصار محضره محط الرحال، ومنزع
الامال، ومشرعا لروايع الكلام وبدايع الافهام، ومجمعا، لصوب العقول وذواب العلوم
ومدحه المادحون ونظم فيه الشعراء المجيدون. ولما كان مخلصا في ولاء أهل البيت عليهم
السلام مجدا في احياء أمرهم وإعلاء كلمتهم وفي مودة ذريتهم واكرامهم، ومعظما لمنزلة
محيي آثارهم والمادحين لهم بالنظم وغيره فلذلك كلها وغيرها ركزت محبته في قلوب
الخاصة والعامة وعكفت عليه قلوبهم وتعرضوا لمدحه وللثناء عليه بجواهر كلماتهم
واشعارهم حتى قيل في حقه: لم يجتمع قط لاحد من الوزراء المعظمين بمثل ما اجتمع
ببابه !. وقال الحموي: مدح الصاحب خمسمائة شاعر من أرباب الدواوين (*)
________________________________________
[ 275 ]
________________________________________
وممن كان ببابه قاضي القضاة عبد الجبار بن احمد الاسد آبادي... وقال ابن
خلكان: ورأيت في أخباره أنه لم يسعد أحد بعد وفاته كما كان في حياته غير الصاحب
فانه لما توفي أغلقت له مدينة الري، واجتمع على باب قصره ينتظرون خروج جنازته، وحضر
مخدومه فخر الدولة المذكور أولا وسائر القواد، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه من
الباب صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة، وقبلوا الارض، ومشى فخر الدولة أمام الجنازة
مع الناس، وقعد للعزاء أياما، وقد رثاه بعد وفاته الادباء والشعراء بلطائف الاشعار
بما ملئت به كتب التراجم وغيرها. قال في الوفيات قال أبو القاسم بن ابي العلاء
الشاعر الاصبهاني رأيت في المنام قائلا يقول لي: لم لم ترث الصاحب مع فضلك وشعرك ؟
فقلت: ألجمني كثرة محاسنه فلم أدر بم ابدأ منها وقد خفت أن أقصر وقد ظن بي
الاستيفاء لها، فقال: أجز ما أقوله، فقلت: قل، فقال (من الطويل): ثوى الجود والكافي
معا في حفيرة (فقلت) ليأنس كل منهما بأخيه فقال): هما اصطحبا حيين ثم تعانقا
(فقلت): ضجيعين في لحد بباب دريه فقال: إذا إرتحل الثاوون عن مستقرهم (فقلت): أقاما
إلى يوم القيامة فيه وقد ولد لاربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة 326 كما عليه
الاكثر أو سنة 324 كما في بغية الوعاة ص 196 وكانت ولادته (*)
________________________________________
[ 276 ]
162 - الحسين بن علي الحزاز القمي أبو عبد الله روى عن حمزة بن القاسم
(1)، وغيره، له كتاب الزيارات. 163 - الحسين بن أحمد بن المغيرة أبو عبد الله
البوشنجي كان عراقيا مضطرب المذهب وكان ثقة فيما يرويه (2). له كتاب
________________________________________
بطالقان قزوين أو بأصطخر فارس. وتوفي ليلة الجمعة 24 من صفر سنة 385
بالري ثم انتقل إلى اصفهان ودفن في محلة كانت تعرف ب (باب دريه) كما في كتب
التراجم والان تعرف بباب الطوقچي وله قبة معروفة تزار ويتبرك بقبره عند العامة
ويقصد بزيارته قضاء الحوائج. وبهذا نكتفي في ترجمة الصاحب ولو شئت زيادة فعليك بما
صنف في ترجمته من الكتب والرسائل وغيرها من كتب التراجم مثل يتيمة الدهر، وبغية
الوعاة، ومعجم الادباء، وتاريخ الوزراء، وذيل ابن النجار لتاريخ بغداد، وأنساب
السمعاني، ومجالس المؤمنين، وشذرات الذهب، ولسان الميزان، ووفيات الاعيان، وكتاب
اليقين لابن طاووس ومجمع البحرين، وكتب تراجم أصحابنا وإليك بكتب شيخنا صاحب
الذريعة وأعيان الشيعة فقد ترجمه السيد الامين رحمه الله في أعيانه ج 11 ص 322 إلى
ص 562. (1) يحتمل: انه حمزة بن القاسم الذي روى عنه التلعكبري كما في رجال الشيخ
باب من لم يرو عنهم (468). (2) وفي رجال ابن داود عن ابن الغضائري نحوه. (*)
________________________________________
[ 277 ]
عمل السلطان، أجازنا بروايته أبو عبد الله بن الخمري الشيخ الصالح في
مشهد مولانا أمير المؤمنين (ع) سنة أربعمائة عنه (1). 164 - الحسين بن عبيد الله بن
ابراهيم الغضائري أبو عبد الله
________________________________________
(2) (1) روى عنه ابن الخمري كما في المتن، والمفيد كما في أماليه (21)
في المجلس الثالث عن أبي محمد حيدر بن محمد السمرقندي عن أبي عمرو محمد بن عمر
الكشي صاحب الرجال. وفي فلاح السائل (279) فيما يقال قبل النوم: حدث الحسين ابن
سعيد المخزومي قال حدثنا الحسين بن أحمد البوشنجي قال حدثنا عبدالله بن علي السلامي
الحديث. (2) هكذا عنونه الشيخ ومن تأخر ايضا. وفي أمالي ابن الطوسي ج 2 / 271 حدثنا
الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رضي الله عنه قال أخبرنا أبو
عبد الله الحسين بن ابراهيم القزويني قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان
الهنائي البصري الخ. وروى بهذا الاسناد أخبارا كثيرة إلى ص 283 وفي الفهرست في
الحسين بن أبي غندر (59) أخبرنا به الحسين بن ابراهيم القزويني عن أبي عبدالله محمد
بن وهبان الهنائي والظاهر الاتحاد فلاحظ ولم يذكر بهذا العنوان في كتب الرجال نعم
عد من مشايخه، وروى في الغيبة ص 178 و 238 و 251 عن الحسين ابن ابراهيم عن أبي
العباس بن نوح. وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 2 ص 288 تارة بعنوان الحسين ابن
عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله العطاردي الغضائري... واخرى (*)
________________________________________
[ 278 ]
شيخنا رحمه الله (1).
________________________________________
(297) بعنوان الحسين بن عبيد الله أبو عبد الله الغضائري... لكن ظاهر
أصحابنا الاتفاق على ضبطه (عبيد الله) مصغرا. وعن الرياض عن فلاح السائل لابن طاووس
عند إيراد نافلة الظهرين ما لفظه: نقلته من نسخة كانت للشيخ أبي جعفر الطوسي وعليها
خط أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن عبيد الله تاريخه صفر سنة 411 وقد قابلها جدي أبو
جعفر الطوسي وأحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله وصححاها اه. قلت: لم أجده عاجلا
في المطبوع منه وهو الجزء الاول من فلاح السائل ولعله كان في الجزء الثاني منه ولم
يطبع. (1) وكان من شيوخ شيخ الطائفة أيضا، قال فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام من
رجاله (470) الحسين بن عبيد الله الغضائري يكنى أبا عبدالله، كثير السماع، عارف
بالرجال، وله تصانيف ذكرناها في الفهرست، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته، مات
سنة احدى عشرة وأربعمائة. قلت نسخ الفهرست خالية عن ترجمته كما اعترف بها المتأخرون
غير ابن داود وابن حجر، وبعض من تأخر عنهما. قال ابن داود بعد ذكره في القسم الاول
المعد للثقات والممدوحين: (چش، جخ، ست) ويأتي ما حكاه ابن حجر عن فهرسته. ثم انه من
العجب ان النجاشي والشيخ قد اقتصرا في ترجمة شيخهما مع اكثارهما الرواية عنه في
كتبهما على ما عرفت بلا توثيق منهما، لكن صرح ابن حجر كما يأتي بان الشيخ بالغ في
الثناء عليه. نعم رواية الماتن عنه كثيرا بنحو قوله: اخبرنا أو حدثنا مع (*)
________________________________________
[ 279 ]
________________________________________
اجتنابه رحمه الله عن الرواية عمن ورد فيه طعن وان كان جليلا في الطائفة
عظيم المنزلة فيهم، تدل على انه غير مطعون فيه بوجه بل تدل على وثاقته على ما تقدم
تحقيقه في مقدمة هذا الشرح ج 1 / 67. وقد وثقه صريحا السيد الشريف ابن طاووس في فرج
المهموم (97) قائلا: روينا بأسانيد جماعة عن الشيخ الثقة الفقيه الفاضل الحسين بن
عبيد الله الغضائري ونقلته من خطه في الجزء الثاني من كتاب الدلائل الخ. وقد يؤيد
وثاقته بترحم النجاشي والشيخ واضرابهما، وبأنه من أجلة مشايخ الحديث والاجازة وغير
ذلك مما ذكره المتأخرون وفى ذلك كلام. وقد نسب جماعة إليه القول بعدم إنفعال الماء
القليل بملاقاة النجاسة كما ذكره في الحدائق بل عن الشهيد في اوائل شرح الارشاد
حكاية القول بعدم نجاسة ماء البئر بملاقاة النجس عن السيد الشريف ابي يعلى الجعفري
عنه. وذكره ابن حجر في لسان الميزان مرتين فقال في ج 2 / 288: الحسين بن عبدالله بن
ابراهيم بن عبدالله العطاردي الغضائري من كبار شيوخ الشيعة، كان ذا زهد وورع، وحفظ،
ويقال: كان من أحفظ الشيعة بحديث اهل البيت، وروى عنه أبو جعفر الطوسي، وابن
النجاشي، يروي عن الجبائي وسهل بن احمد الديباحي، وابي المفضل محمد بن عبدالله
الشيباني. قال الطوسي: كان كثير السماع، خدم العلم لله، وكان حكمه انفد من حكم
الملوك. وقال ابن النجاشي: كتبت من تصانيفه (كتاب يوم الغدير) و (كتاب مواطن امير
المؤمنين) و (كتاب الرد على الغلاة) وغير ذلك: توفي في منتصف صفر سنة (*)
________________________________________
[ 280 ]
________________________________________
إحدى عشرة وأربعمائة. وذكره ايضا ص 297 قائلا: الحسين بن عبيد الله
الغضائري، شيخ الرافضة، روى عن الجعابي، صنف (كتاب يوم الغدير). مات سنة (411)، كان
يحفظ شيئا كثيرا، وما أبصر إنتهى. وقد ذكره الطوسي في رجال الشيعة ومصنفيها، وبالغ
في الثناء عليه، وسمي جده ابراهيم، وقال: كثير الترحال، كثير السماع، خدم العلم،
وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك، وله كتاب أدب العاقل، وتنبيه الغافل في فضل العلم،
وله كتاب كشف التمويه، والنوادر في الفقه، والرد على المفوضة، وكتاب مواطن أمير
المؤمنين، وكتاب في فضل بغداد، والكلام على قول: علي خير هذه الامة بعد نبيها. وقال
ابن النجاشي في مصنفي الشيعة، وذكر له تصانيف كثيرة وقال: طعن عليه بالغو ويرمي
بالعظائم، وكتبه صحيحة وروى عن أحمد بن يحيى. قلت: قد أخطأ ابن حجر في نسبة الطعن
بالغلو، والرمي بالعظائم إلى النجاشي، فالحسين بن عبيد الله برئ من الغلو والنجاشي
أبر وأتقى من ذلك فقد ذكر رحمه الله في كتبه: كتاب الرد على الغلاة والمفوضة فكيف
تصح هذه النسبة، كما ان إبن حجر قد حرف عليه حيث قال عند ذكر كتابه: (والرد على
المفوضة) ولم يذكر (الغلاة) كما يأتي في كلام النجاشي، على ان النجاشي قد أكثر
الرواية عنه في كتابه بنحو قوله: أخبرني، أخبرنا، حدثنا وتقدم في مقدمة الشرح تحقيق
انه التزم بترك الرواية عن من ورد فيه طعن وإن كان من الاجلة. وذكره الذهبي في
ميزان الاعتدال ج 1 / 541 قائلا: الحسين بن (*)
________________________________________
[ 281 ]
له كتب: منها كتاب كشف التمويه والغمة (1)، كتاب التسليم على أمير
المؤمنين (ع) بامرة المؤمنين (2)، كتاب تذكير العاقل وتنبيه الغافل في فضل العلم،
كتاب عدد الائمة عليهم السلام وما شد على المصنفين من ذلك، كتاب البيان في حبوة
الرحمان، كتاب النوادر في الفقه، كتاب مناسك الحج، كتاب مختصر مناسك الحج، كتاب يوم
الغدير، كتاب الرد على الغلاة والمفوضة، كتاب سجدة الشكر، كتاب مواطن امير المؤمنين
عليه السلام، كتاب في فضل بغداد، كتاب في قول أمير المؤمنين (ع): ألا أخبركم بخير
هذه الامة. أجازنا جميعها، وجميع رواياته عن شيوخه (3).
________________________________________
عبيد الله أبو عبد الله الغضائري، شيخ الرافضة، يروى عن الجعابي صنف
كتاب يوم الغدير، مات سنة إحدى عشرة وأربعمائة، كان يحفظ شيئا كثيرا وما أبصر. (1)
ذكر ابن حجر كتبه، وعمد إلى ترك ذكر بعضها مع انه حكى عن الشيخ في الفهرست وفي
رجاله وعن النجاشي ما تقدم ونشير إلى ذلك وفيما ذكره اختلاف يسير كما تقف عليه
بالنظر فيما ذكراه. (2) لم يذكره ابن حجر، وكذا كتابه في عدد الائمة (ع) وغيره مما
لا يخفى. (3) وتقدم اجازته للشيخ بجميع رواياته وأيضا سماعه عنه كتبه. وروى النجاشي
عنه عن جماعة شيوخه كتب جماعة من مصنفي أصحابنا ورواياتهم وكان عليه قرائة بعضها
وسماع بعض آخر منه. كما ان الشيخ روى في فهرسته بل في مواضع من رجاله كتب جماعة
ورواياتهم عنه، وكذا في مشيخة التهذيبين وساير كتبه كالغيبة والامالي حسب ما
أخرجناهم من كتبهما. (*)
________________________________________
[ 282 ]
________________________________________
ونحن نشير إلى مشايخه رحمه الله فيها منبها على موضع روايته عنه إذا
إنفرد أحد العلمين (قدهما) بالرواية عنه عنهم وهم جماعة: (1) ابراهيم بن محمد بن
معروف المزارى (2) أحمد بن ابراهيم ابن أبي رافع الانصاري (النجاشي في ترجمته) (3)
أحمد بن ابن ابراهيم بن أبي رافع أبو عبد الله الصيمري (4) احمد بن جعفر بن سفيان
البزوفري (5) احمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزراري (6) أحمد بن محمد بن عمار
أبو علي الكوفي (7) أحمد بن محمد بن عياش الجوهري (الفهرست في ترجمته) وفي الغيبة
181 و 183: عن جماعة عنه والحسين داخل في جماعة مشايخه عنه. (8) أحمد بن محمد ابن
أحمد بن داود أبو الحسن القمي (رجال الشيخ 449 في ترجمته) (9) أحمد بن محمد بن يحيى
العطار القمي (10) أحمد بن محمد بن نوح أبو العباس السيرافي (الفهرست في ترجمته لكن
في الغيبة 227 عن جماعة عنه. والحسين داخل فيهم) (11) أحمد بن محمد بن الحسن ابن
الوليد القمي (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى الحسن بن محبوب، والحسين بن سعيد، ومحمد
بن الحسن الصفار) (12) أحمد بن محمد أبو عبد الله الصفواني (الغيبة 242) (13) احمد
بن عبدالله بن جلين أبو بكر الدوري الوراق (الفهرست ترجمته وترجمة جماعة) (14)
اسماعيل بن يحيى بن أحمد العبسي (النجاشي في ترجمة موسى ابن ابراهيم المروزي) (15)
جعفر بن محمد بن قولويه (16) الحسن ابن حمزة بن علي بن عبيد الله العلوي (الفهرست
في تراجم جماعة) (17) الحسن بن محمد بن حمزة المرعشي الطبري الحسيني. (18) الحسن بن
محمد بن يحيى العلوي (الفهرست والنجاشي في (*)
________________________________________
[ 283 ]
________________________________________
اسماعيل بن علي المخزومي) (19) الحسين بن احمد بن موسى (النجاشي في محمد
بن عبيد الله الحضيني الحسيني العلوي). (20) الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه
القمي (النجاشي كما تقدم في ترجمته وفي الغيبة 196 و 243 و 247 عن جماعة عنه.
والحسين بن عبيد الله داخل فيهم). (21) الحسين بن علي بن سفيان البزوفري (22) سهل
بن احمد ابن عبدالله الديباجي (23) الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي ابن
القاسم العلوي العباسي، سمع منه في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة في منزله بباب الشعير
(أمالي ابن الطوسي ج 2 / 263 إلى ص 270) (24) علي بن محمد القلانسي (النجاشي في
ترجمة حمزة بن القاسم، وربعي بن عبدالله، واسماعيل بن مهران، وجماعة). (25) عمر بن
محمد بن سالم المعروف بابن الجعابي (الفهرست ترجمته) (26) محمد بن أحمد بن داود أبو
الحسن القمي (27) محمد ابن أحمد الصفواني (ره) (الغيبة 188 و 192 وروى في ص 238 عن
جماعة عنه. والحسين بن عبيد الله داخل فيهم). (28) محمد بن الحسين البزوفري
(المشيخة في طرقه إلى أحمد بن محمد بن عيسى وجماعة (29) محمد بن عبدالله أبو الفضل
الشيباني (الفهرست في تراجم جماعة، والمشيختين في طرقه إلى جماعة) (30) محمد بن علي
بن الحسين بن بابويه الصدوق (ره) (الفهرست في تراجم جماعة، وفي رجاله 495 في ترجمة
الصدوق (ره) وفي امالي ابن الطوسي ج 2 / 35 إلى ص 58 وروى في الغيبة كثيرا عن جماعة
عن الصدوق (ره) وهو داخل في الجماعة). (*)
________________________________________
[ 284 ]
________________________________________
(31) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون الكندي (الفهرست في ترجمة أحمد بن
صبيح الاسدي) (32) محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني (الفهرست في ابان بن عثمان).
(33) محمد بن محمد بن الحسين بن هارون (النجاشي في محمد ابن معروف الخزاز الهلالي)
(34) محمد بن علي بن فضل بن تمام أبو الحسين الدهقان (النجاشي في تراجم جماعة
كثيرة). (35) محمد بن رجعان (امالي ابن الطوسي ج 2 / 303 إلى ص 308) (36) محمد بن
سفيان أبو جعفر البزوفري (مشيخة التهذيبين في طرقه إلى أحمد بن إدريس، ومحمد بن
أحمد بن يحيى الاشعري وأحمد بن محمد بن عيسى، والغيبة 110 و 203، و 209، و 261، و
265). (37) محمد بن وهبان الديبلي (النجاشي في أحمد بن إبراهيم ابن المعلى العمي)
(38) نصر بن عامر بن وهب أبو الحسن السنجاري (النجاشي روى عنه عنه جمع كتبه وقال
قال: قرأت عليه أكثرها، وأجازني الباقي). (39) هارون بن موسى التلعكبري (مشيخة
التهذيبين في طرقه إلى جماعة منهم الكليني، وفي الفهرست في ترجمة الكليني، وإبراهيم
ابن اسحاق الاحمري، واحمد بن علي الخضيب الايادي، وفي أمالي ابن الطوسي ج 1 / 307
إلى ص 326 وج 2 / 58 / 256 إلى ص 263 و 308 إلى ص 314 وفي الغيبة روى عن جماعة عن
التلعكبري في روايات كثيرة منها في (211). والحسين بن عبيد الله داخل فيهم). (40)
محمد بن وهبان أبو عبد الله الازدي (أمالي ابن الطوسي (*)
________________________________________
[ 285 ]
ومات رحمه الله في نصف صفر سنة إحدى عشر وأربعمائة (1).
________________________________________
ج 2 / 293 إلى ص 298 وص 291) (41) محمد بن وهبان أبو عبد الله الهنائي
البصري (الامالي ج 2 / 271 إلى ص 283) ولعله يتحد مع سابقه فلاحظ. وقد أدرك الحسين
بن عبيد الله الغضائري رحمه الله عبيد الله بن أبي زيد أبا طالب الانباري شيخ
أصحابنا في عصره المتوفى (356) لما قدم بغداد كما يأتي في ترجمته وقوله: قال الحسين
بن عبيد الله: قدم أبو طالب بغداد واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه
فلم يفعلوا ذلك. وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة أحمد بن محمد بن عمار أبي علي
الكوفي (29): قال الحسين بن عبيد الله: توفي أبو علي أحمد بن محمد بن عمار سنة 346.
وفي ترجمة أحمد بن محمد أبي غالب الزراري (32) بعد ذكر كتبه: قال الحسين بن عبيد
الله: قرأت سائره عليه عدة دفعات ومات (رض) في سنة 368. (1) كما تقدم عن الشيخ في
رجاله وعن ابن حجر في لسان الميزان. (*)
________________________________________
[ 286 ]
165 - الحسين بن علي بن الحسين بن محمد ابن يوسف الوزير أبو القاسم
المغربي من ولد بلاس بن بهرام جور (معرب كور) وأمه فاطمة بنت أبي عبدالله بن محمد
بن ابراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة (1).
________________________________________
(1) يأتي في ترجمة هارون بن عبد العزيز ابي علي الاراجني الكاتب رقم
(1185) قوله: وكان حسن التخصيص بمذهبنا، وهو جد أبي الحسين علي بن الحسين المغربي
الكاتب والد الوزير أبي القاسم... وفي ترجمة محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني رقم
(1045) قوله: كان الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي ابن
محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبدالله محمد بن ابراهيم النعماني
رحمهم الله. وقال ابن خلكان: وأما هو فأمه بنت محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني.
ذكره في (أدب الخواص). وذكره إبن خلكان في الوفيات ج 1 / 428 بنسبه وزاد بعد يوسف:
ابن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن بادان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن
جاماس بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور المعروف بالوزير المغربي وذكر نحوه الحموي
في المعجم ج 10 / 79. ولقب وهو وساير أهله بالمغربي بأحد أجداده: أبو الحسين علي
ابن محمد. كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد وكان يقال: له (*)
________________________________________
[ 287 ]
________________________________________
المغربي. كذا ذكره ابن خلكان. وقال: وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد
بخط والد الوزير المغربي على ظهر " مختصر اصلاح المنطق " الذي اختصره ولده الوزير
ما مثاله: ولد سلمه الله تعالى، وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع الفجر من
ليلة صباحها يوم الاحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلثمائة، واستظهر القرآن
العزيز، وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة، ونحو خمسة عشر الف بيت من مختار
الشعر القديم ونظم الشعر، وتصرف في النثر، وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظرائه ومن
حساب المولد، والجبر، والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب، وذلك كله قبل استكماله
أربع عشرة سنة، واختصر هذا الكاتب، فتناهى في اختصاره وأوفي على جميع فوائده حتى لم
يفته شئ من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع
كل نوع إلى ما يليق به، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق
في ليلة، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة، وأرغب إلى الله سبحانه في بقائه
ودوام سلامته. اه كلام والده. وذكره نحوه ملخصا في معجم الادباء. وابن حجر في لسان
الميزان ج 2 / 301 وقال ابن حجر: وكان كثير الازراء بالفضلاء يسأل النحوي عن الفقه،
والفقيه عن التفسير، والمفسر عن العروض وأمثال ذلك، وكان ينسب إلى الدهاء وخبث
الباطن مع ما فيه من التشيع إلى آخر كلامه. (*)
________________________________________
[ 288 ]
له كتب: منها كتاب خصائص علم القرآن (1)، كتاب إختصار إصلاح المنطق (2)،
كتاب إختصار غريب المصنف، رسالة في القاضي والحاكم، كتاب الالحاق بالاشتقاق، إختيار
شعر أبي تمام، اختيار شعر البختري، إختيار شعر المتنبي والطعن عليه (3)،
________________________________________
وفي لسان الميزان: وله تفسير (إلى أن قال:) وإنه أملى عدة مجالس في
تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الاحاديث المسموعة له... وفى المعالم
(138) أبو القاسم المغربي الوزير له كتاب المصابيح في تفسير القرآن. (2) وفي لسان
الميزان: اختصر (كتاب اصلاح المنطق) إختصارا جيدا وشرع في نظمه، كل ذلك قبل أن
يستكمل سبع عشرة سنة. (3) وفي لسان الميزان: ذكر له كتبا أخر منها: كتاب أدب الخواص
والايناس في النوادر في النسب، ديوان نظم كثير المحاسن، رسالة فيها أسئلة من عدة
فنون. وقال: دالة على تبحره في العلوم. وفي وفيات الاعيان: هو صاحب الديوان: الشعر،
والنثر، وله (مختصر إصلاح المنطق)، وكتاب " الايناس " وهو مع صغر حجمه كثير
الفائدة، ويدل على كثرة اطلاعه، وكتاب " أدب الخواص "، وكتاب " المأثور، في ملح
الخدور " وغير ذلك. وكان لابي العلاء أحمد بن عبدالله المعري المتوفي (449) إليه
رسائل. قال أبو الحسن الباخرزي المتوفي سنة 467 في دمية القصر ج 1 / 176 / 31 عند
ذكر أبي القاسم الوزير المغربي: قرأت في رسائل أبي العلاء المعري إليه ما نبهني
عليه، وعرفني درجته في البلاغة إوختصاصه من صناعة النظم والنثر بحسن الصياغة، وكان
يلقب (*)
________________________________________
[ 289 ]
توفي رحمه الله يوم النصف من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة (1).
________________________________________
بالكمال ذي الجلالتين ولم يقع إلي من شعره إلا ما أنشدنيه الاديب يعقوب
بن احمد النيسابوري قال الخ. ولما توفي الشريف الرضي الموسوي رحمه الله أرثاه
الوزير المغربي بقصيدة منها: أذكرتنا يا بن النبي محمد * يوما طوى عني اباك محمدا
ولقد عرفت الدهر قبلك ساليا * إلا عليك فما أطاق تجلدا ما زال نصل الدهر يأكل غمده
* حتى رأيت في حشاه مغمدا ذكره محمد بن شاكر الشافعي في عيون التواريخ في وقايع سنة
(406). (1) قال ابن خلكان: توفي في ثالث عشر شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة،
وقيل ثمان وعشرين والاول أصح، وكانت وفاته بميافارقين، وحمل إلى الكوفة بوصية منه،
وله في ذلك حديث يطول شرحه، ودفن بها في تربة مجاورة لمشهد الامام علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه، وأوصى أن يكتب على قبره (من الخفيف). كنت في سفرة الغواية والجه *
ل مقيما فحان مني قدوم تبت من كل مأثم فعسى يم * حى بهذا الحديث ذاك القديم بعد
خمس واربعين، لقد ما * طلت، إلا أن العزيم كريم وذكره ياقوت الحموي في معجمه نحوه.
(*)
________________________________________
[ 290 ]
166 - الحسين بن محمد بن جعفر الخالع أبو عبد الله الشاعر الاديب، له
كتاب صنعة الشعر، كتاب المدارات، كتاب أمثال العامة (1).
________________________________________
(1) قال السيوطي في بغية الوعاة (235): الحسين بن محمد ابن جعفر بن محمد
بن الحسين الرافقي النحوي يالمعروف بالخالع. قال الصفدي: كان من كبار النجاة، أخذ
عن الفارسي، والسيرافي ويقال: انه من ذرية معاوية، فكان من الشعراء. صنف الامثال،
تخيلات العرب، شرح شعر أبي تمام، صناعة الشعر، الاودية والجبال والرمال، وغير ذلك
كان موجودا في عشر الثمانين وثلاثمائة قلت: حدث عنه الخطيب انتهى. وذكره نحوه في
معجم الادباء ج 10 / 155 لكن ذكر وفاته سنة (368). وذكره ابن النديم (246) في
الشعراء المحدثين بعد الثلثمائة قال: الخالع أبو عبد الله محمد بن الحسين (الحسين
بن محمد ظ)، لقى سيف الدولة وله من الكتب... وذكره الخطيب في تاريخه ج 8 / 105
قائلا: الحسين بن محمد ابن جعفر بن الحسن بن محمد بن عبدا لباقي، أبو عبد الله
الشاعر المعروف بالخالع. رافقي الاصل سكن الجانب الشرقي من بغداد وحدث عن احمد بن
الفضل بن خزيمة... إلى أن قال: كتبت عنه. إلى أن قال: مات الخالع في يوم الاثنين
العاشر من شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وكان يذكر انه ولد في يوم السبت
مستهل جمادي الاولى سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة. (*)
________________________________________
[ 291 ]
مذهبه: لم يصرح الماتن (ره) بمذهبه إلا ان ذكره في مصنفي أصحابنا
الامامية مع عدم تعرضه لمذهبه على ما هو طريقته يشير إلى كونه من الشيعة الامامية
نعم لم أقف على من عده منهم ولا على ما يشير إلى ذلك. وأما ما في مجمع الرجال من
ذكر كتاب (الزيارات) بدل ما في نسخة المتن (كتاب المدارات)، فلو ثبت فلا يدل على
تشيعه فلاحظ. وقد ترجمه العامة في كتبهم في الرجال والتراجم وفي النجاة والشعراء
والادباء ولم أقف عاجلا على رميهم اياه بالتشيع والظاهر انه عامي. نعم ضعفوه بانه
كذاب كما في ميزان الاعتدال ج 1 / 547، وفي لسان الميزان ج 2 / 310 وعولا في ذلك
على الخطيب فيما رواه وسمعه عن محمد بن احمد المصري الصواف قال: لم اكتب ببغداد عمن
أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة أحدهم أبو عبد الله الخالع: وذكره الخطيب في
تاريخه ج 8 / 106 في ترجمته. قلت: ومن العجيب انهم أطلقوا تضعيفه بأنه كذاب
واعتمدوا في ذلك على محمد بن احمد أبي الفتح الصواف المصري المتوفى (440) الذي
ضعفوه في ترجمته، بانه متهم، وكان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها
ويستمع فيها لنفسه. ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 / 463، والخطيب في تاريخ
بغداد ج 1 / 354. هذا آخر باب الحسن والحسين ويأتي بعده تذييل باب الحسن والحسين
________________________________________
[ 292 ]
تذييل باب الحسن والحسين الحسن بن ابي الحسين احمد أبو محمد الناصر
الصغير هو جد الادنى للسيدين الشريفين الرضي والمرتضى علم الهدى رضى الله عنهما وقد
مدحه الشريف المرتضى في ديباجة كتابه في شرح (الناصريات) عند ذكر نسبه قائلا: أما
أبو محمد الحسن الملقب بالناصر بن ابي الحسين احمد الذي شاهدته وكاثرته، وكانت
وفاته ببغداد في سنة ثمان وستين وثلثمائة، فانه كان خيرا، فاضلا، دينا، نقي
السريرة، جميل النية، حسن الاخلاق، كريم النفس، وكان معظما مبجلا مقدما في أيام معز
الدولة، وغيرها، لجلالة نسبه، ومحله في نفسه، ولانه كان ابن خالة بختيار عز الدولة،
فان ابا الحسين احمد والده تزوج بحجر (حجير خ ل) بنت سهلان كساء الديلمي، وهي خالة
بختيار، وأخت زوجة معز الدولة، ولوالدته هذه بيت كبير في الديلم، وشرف معروف. وولى
أبو محمد الناصر جدي الادنى النقابة على العلويين بمدينة السلام عند اعتزال والدي
رحمه الله لها سنة اثنى وستين وثلثمائة. وقال في عمدة الطالب (310) في عقب ابي
الحسين احمد بن الناصر ما لفظه: أبو محمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد، وأبو
الحسن محمد، فمن ولد الناصر أبو القاسم ناصر الملقب (بريقا) بن الحسين بن احمد بن
الحسن الناصر الصغير المذكور، ومنهم فاطمة بنت
________________________________________
[ 293 ]
الناصر الصغير المذكور وهي ام الرضيين ابني ابي أحمد النقيب الموسوي.
قلت: تقدم تمام نسبه في الحسن بن علي الناصر. الحسن بن أحمد أبو القاسم وكيل
الناحية المقدسة روى الصدوق (ره) في الاكمال (459) عن ابيه (رض) عن سعد بن عبدالله
قال حدثني أبو القاسم ابن ابي حليس قال: كنت أزور الحسين عليه السلام في النصف من
شعبان، فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وهممت أن لا أزور في شعبان
فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، فخرجت زائرا، وكنت إذا أردت العسكر
أعلمتهم برقعة أو برسالة، فلما كان في هذه الدفعة قلت لابي القاسم الحسن بن احمد
الوكيل: لا تعلمهم بقدومي فاني اريد ان اجعلها زورة خالصة قال: فجائني أبو القاسم
وهو يبتسم وقال: بعث الي بهذين الدينارين وقيل لي: ادفعهما إلى الحليسي وقل له: من
كان في حاجة الله عزوجل كان الله في حاجته الحديث بطوله. قلت وفيه امور تدل على
عنايته (ع) للحليسي، والحليسي غير مذكور بشي في الرجال. الحسن بن أحمد الكوفي هو
الذي صلى على علي بن جندب الكوفي سنة ثمان وستين ومأتين. ذكره الشيخ في رجاله (479)
فيمن لم يرو عنهم (ع) في علي بن جندب.
________________________________________
[ 294 ]
الحسن بن أيوب بن نوح كان من اصحاب ابي محمد العسكري (ع)، ومن جماعة
الشيعة الذين وفق لهم التشرف بزيارة امامنا الحجة عجل الله فرجه الشريف في أيام
أبيه ابي محمد العسكري عليهما السلام وسمعوا منه النص على امامة ولده (ع) وخلافته
من بعده ذكرناه في طبقات اصحابهما في حديث طويل، وهو غير الحسن بن أيوب المتقدم ص
101 / 112. الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع) (112)
قائلا: الحسن بن حبيش الاسدي روى عنه ابراهيم بن عبدالحميد الكوفي. وفي أصحاب
الصادق (ع) (167): الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي. وقال أيضا (166): الحسن بن حبيش
الكوفي. وعن نسخة بدله: الحسن بن خنيس الكوفي. (بالخاء المعجمة والسين المهملة) وفي
جامع الرواة حكى الثاني عن نسخة قديمة صحيحة. وفي مجمع الرجال ضبطه كذلك. وقال ابن
داود (106) الحسن بن خنيس بالخاء المعجمة والنون المفتوحة والسين المهملة. ق (حج،
كش) ثقة، وهو غير الحسن بن حبش (بالحاء المهملة والباء المفردة) ذاك روى عن قر، ق.
وقال البرقي في أصحاب الباقر عليه السلام (12): الحسن بن أبي حبيش.
________________________________________
[ 295 ]
وقال الكشي (254): محمد بن مسعود قال حدثني حمدويه قال حدثني الحسن بن
موسى عن جعفر بن محمد الخثعمي عن ابراهيم ابن عبدالحميد الصنعاني عن أبي أسامة زيد
الشحام قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) إذ مر الحسن بن حبيش، فقال أبو عبد الله (ع):
أتحب هذا ؟ هذا من أصحاب أبي (ع). وبهذا الاسناد عن إبراهيم عن رجل عن أبي عبدالله
وأبي الحسن عليهما السلام قال: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه فان بره بهم بره
بوالديه. وقال العلامة في الخلاصة (41) بعد الحديث الاول: روى السيد على بن احمد
العقيقي العلوي عن ابيه عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن
عبدالحميد عن ابي عبدالله عليه السلام مثل ما روى الكشي. قلت: الحديثان قاصران سندا
أما بطريق الكشي، فبالخثعمي المجهول مع قصور الثاني سندا أيضا بالارسال وأما بطريق
العقيقي فضعيف بالعقيقي المطعون، ودلالة لعدم دلالة كونه من اصحاب ابي جعفر (ع) على
وثاقته مع عدم ذكر الحسن بالخصوص في الثاني. ثم انه لا يبعد اتحاد الجميع وكونه من
اصحاب الصادقين (ع) بقرينة رواية ابراهيم بن عبدالحميد عنه، فروى في الكافي ج 1 /
172 باب تحليل الميت عن علي بن ابراهيم عن ابيه، ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن
شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن خنيس قال قلت
لابي عبدالله (ع) ان لعبد الرحمان بن سيابة دينا الحديث، ورواه الصدوق في باب الدين
والقرض من الفقيه 361 / 31 باسناده عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الحسن بن الخنيس
________________________________________
[ 296 ]
قال قلت لابي عبدالله (ع) الحديث. واما ما في التهذيب ج 6 / 195 / 426:
وعنه (محمد بن علي بن محبوب) عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن
عبدالحميد قال قلت لابي عبدالله الحديث، فالظاهر بقرينة الكافي، والفقيه: سقوط (عن
الحسن بن خنيس) من نسخ الكتاب. ولم أقف على رواية للحسن ابن خنيس غير ما تقدم.
الحسن بن الحسين الانباري التهذيب ج 6 / 335 عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج 1 /
359) علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الانباري عن أبي
الحسن الرضا (ع) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنه في عمل السلطان فلما كان في
آخر كتاب كتبته إليه أذكر: إنني أخاف على خيط عنقي وان السلطان يقول: رافضي ولسنا
نشك في انك تركت عمل السلطان للترفض، فكتب إلي أبو الحسن (ع) قد فهمت كتابك وما
ذكرت من الخوف على نفسك، فان كنت تعلم انك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول
الله صلى الله عليه وآله، ثم تصير أعوانك وكتابك من أهل ملتك، وإذا صار إليك شئ
واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلا فلا. الحسن بن
الحسين الذي روى عنه ابراهيم بن سليمان النهمي ذكره الشيخ في الفهرست (51) بعد
الحسن بن علي الكلبي ورواياته بقوله: والحسن بن الحسين، له روايات رويناهما
بالاسناد
________________________________________
[ 297 ]
الاول (أخبرنا به أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عن ابراهيم ابن
سليمان عنهما. قلت: طريقه موثق بحميد الواقفي الثقة هذا بناءا على وثاقة ابن عبدون
وساير مشايخ النجاشي. ثم إنه لم يتميز الحسن بن الحسين إلا برواية ابراهيم بن
سليمان النهمي عنه، وهو ثقة في الحديث كما تقدم في ترجمته ج 1 / 271، ويمكن اتحاد
الحسن بن الحسين هذا مع الحسن بن الحسين الانباري المتقدم فلاحظ. الحسن بن الحسين
أبو الفضل العلوي ذكره الشيخ بلا كنيته في أصحاب الرضا (ع) (374) وفي أصحاب الهادي
عليه السلام (414). ولعله الذي اشتكى عن احمد ابن حماد المروزي عند أبي الحسن
الهادي (ع). ذكره الكشي في ترجمته (347). ودخل على أبي محمد العسكري عليه السلام
فهنأه بولادة الامام الحجة أرواحنا فداه. رواه الشيخ في الغيبة (138) قال: أخبرنا
جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي قال حدثني محمد
ابن علي عن حنظلة بن زكريا الثقة قال حدثني عبدالله بن العباس العلوي وما رأيت أصدق
لهجة منه وكان خالفنا في أشياء كثيرة قال حدثني أبو الفضل الحسين بن الحسن العلوي
قال: دخلت على أبي محمد (ع) بسر من رأى، فهنأته بسيدنا صاحب الزمان (ع) لما ولد.
ورواه أيضا (151) عن شيخه ابن أبي جيد القمي عن ابن الوليد
________________________________________
[ 298 ]
عن عبدالله بن العباس بن عبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين ابن
علي بن أبي طالب (ع) عن أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن
أبي طالب (ع) قال الحديث. ورواه الصدوق (ره) في الاكمال (440) عن ابن الوليد عن ابن
الوليد عن محمد بن الحسن الكرخي قال حدثنا عبدالله بن العباس العلوي الحديث. قلت:
قد اختلفت الروايات وكلام الاصحاب في الضبط تارة (الحسن) وأخرى (الحسين). الحسن بن
الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) المدني المعروف بالحسن بالمثلث ذكره الشيخ
في اصحاب الباقر (ع) (112) وقال: المدني، تابعي عن جابر بن عبدالله وهو اخو عبدالله
بن الحسن وابراهيم لامهما وأبيهما أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب (ع)
توفى قبل وفاة أخيه عبدالله. وفي اصحاب الصادق (ع) ايضا (165) وقال: تابعي روى عن
جابر بن عبدالله مات سنة خمس وأربعين ومائة بالهاشمية، وهو ابن ثمان وستين سنة.
قلت: أن صح ما ذكره الشيخ وغيره في تاريخ وفاته ومدة عمره فلا تصح روايته عن جابر
المتوفى (78) كما ذكرها الشيخ وغيره فان ولادة الحسن على هذا سنة (77). قال البخاري
في سر السلسلة (14): وابو علي الحسن بن الحسن ابن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) امه
فاطمة بنت الحسين بن علي بن
________________________________________
[ 299 ]
ابي طالب (ع). مات سنة خمس واربعين ببغداد في حبس المنصور. قلت: أي خمس
واربعين بعد المائة. وذكره في عمدة الطالب مع عقبه (182). وقال أبو الفرج في مقاتل
الطالبيين (126) بعد ذكره وذكر امه: وكان متألها، فاضلا، ورعا، يذهب في الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مذهب الزيدية، ثم روى روايات تدل على انه كان لا
يدهن ولا يكتحل ولا يلبس ثوبا لينا، ولا يأكل طيبا مادام أخيه عبدالله بالحبس ثم
قال: وتوفى الحسن بن الحسن في محبسه بالهاشمية في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة
وهو ابن ثمان وستين سنة. قلت: واشار أبو الفرج إلى وفاته في حبس الهاشمية في
ابراهيم أخيه (127) وفى علي أخيه (129) وهناك روايات في توصيف محبسهم وظلمته وانه
لا يعرف اوقات الصلوات الا بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن ابن الحسن بن الحسن. وفى
رواية: حبسهم أبو جعفر في محبس ستين ليلة ما يدرون بالليل ولا بالنهار ولا يعرفون
وقت الصلاة الا بتسبيح علي بن الحسن. وقد قيدوا بالحديد والاغلال وضيق عليهم حتى
نحفت ابدانهم وضعفت ففي رواية سليمان بن داود بن الحسن والحسن ابن جعفر قالا: لما
حبسنا كان معنا علي بن الحسن وكانت حلق أقيادنا قد إتسعت فكنا إذا أردنا صلاة أو
نوما جعلناها عنا فإذا خفنا دخول الحراس أعدناها الحديث. وذكره الخطيب في تاريخه ج
7 / 293 بترجمة وأرخ وفاته بالهاشمية كما تقدم. قلت: قد أوردنا ما ورد في احوال
الحسن بن الحسن بن الحسن وفى محبسه في كتابنا في اخبار الرواة. قال الكشي في ترجمة
سليمان بن خالد (230): حمدويه قال
________________________________________
[ 300 ]
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني يونس عن ابن مسكان عن سليمان ابن خالد
قال: لقيت الحسن بن الحسن فقال أما لنا حق أما لنا حرمة إذا اخترتم منا رجلا واحدا،
كفاكم ؟ فلم يكن عندي جواب، فلقيت أبا عبدالله عليه السلام فأخبرته بما كان من قوله
لي، فقال لي ألقه، فقل له: أتيناكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند غيركم، فقلتم: لا،
فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وأتينا بني عمكم، فقلنا: هل عندكم ما ليس عند الناس،
فقالوا: نعم. فصدقناهم وكانوا أهل ذلك، قال فلقيته، فقلت له ما قال لي، فقال لي
الحسن: فان عندنا ما ليس عند الناس، فلم يكن عندي شئ، فأتيت أبا عبدالله عليه
السلام فأخبرته، فقال لي: ألقه وقل: ان الله عزوجل يقول في كتابه " أتوني بكتاب من
قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين " فأقعدوا حتى نسألكم. قال فلقيته، فحاججته
بذلك، فقال لي أفما عندكم شئ الا تعيبونا ان كان فلان يفزع وشغلنا فذاك الذي يذهب
بحقنا. محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات (156) باب (14) حدثنا يعقوب بن يزيد
ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن علي بن سعد قال: كنت قاعدا
عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس: جعلت
فداك ألقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار: جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض
السكك إذ لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية الحديث.
قلت: بالتأمل في الحديثين يظهر إن المراد بالحسن بن الحسن هو الحسن بن الحسن بن
الحسن أخو عبدالله وعم محمد ويتضح بما رواه الصفار في هذا الباب وهو أن الائمة (ع)
أعطوا الجفر والجامعة
________________________________________
[ 301 ]
ومصحف فاطمة (ع) عن سليمان بن خاله، ومعلى بن خنيس فيما كان بينه (ع)
وبين بني عمه في أمر الامامة فلاحظ وأذعن. أبو محمد الحسن المثنى بن الحسن بن علي
بن أبي طالب عليه السلام أمه خولة بنت منظور الفزازية ذكرها بنسبها مع قصة تزويج
الامام الحسن السبط عليه السلام بها أرباب السير والتراجم والنسب: منهم الشيخ
المفيد في الارشاد، وابن عنبة في عمة الطالب، والبخاري في سر السلسلة، وابن زهرة في
غاية الاختصار، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن سعد في الطبقات ج 5 / 315. قال
المفيد في الارشاد (196): وأما الحسن عليه السلام فكان جليلا، رئيسا، فاضلا، ورعا،
وكان يلي صدقات أمير المؤمنين (ع) في وقته... ومضى الحسن بن الحسن (ع) ولم يدع
الامامة، ولا إدعاها له مدع كما وصفناه من حال أخيه زيد رحمه الله. وقال ابن زهرة
الحسيني في غاية الاختصار (58): وأما الحسن المثنى الجليل أمه خولة بنت منظور....
وذكره ابن حبان في الثقات. ذكره في تهذيب التهذيب. وكان الحسن المثنى من رواة
الحديث في الفقه وغيره، روى عنه أصحابنا والعامة بطرقهم. وروى عن أبيه الامام أبي
محمد الحسن عليه السلام. ذكره ابن عساكر في التاريخ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ج 2
/ 262، والذهبي في سير أعلام النبلاء ج 3 / 164 وغيرهم. وروى الصدوق (ره) في الخصال
ج 2 / 94 باب (16) باسناده
________________________________________
[ 302 ]
عنه عنه (ع) في حق العالم. وروى الاربلي في كشف الغمة ج 2 / 175 عن
الحسن المثنى عن أبيه (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان من واجب
المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم. ورواه بطريق آخر عنه عنه عليه السلام في ج
2 / 203. وقد ذكرناه في طبقات أصحاب أبيه (ع)، وأصحاب عمه الحسين عليه السلام،
وأصحاب السجاد (ع). وروى الحسن المثنى عن فاطمة بنت الحسين (ع)، وعبد الله بن ابن
جعفر، وجماعة. روى عنه إبنه عبدالله، وابن عمه الحسن بن محمد ابن الحنفية، وابراهيم
بن الحسن، وسهل بن أبي صالح، وحنان بن سدير الكوفي، وجماعة ذكره ابن عساكر وابن
حجر. وقد روى ابن عساكر وغيره أخبارا مكذوبة مفتعلة موضوعة مما نسب إليه كما وضع
الكذابون أخبارا فيما ينافي مذهب أهل البيت (ع) ثم نسبوها بأئمة أهل البيت (ع) مما
لا يخفى على المتتبع في أخبارهم ولا يسع المقام لتحقيق ذلك. وكان من شعر الحسن
المثنى على ما ذكره ابن زهرة الحسينى عن نزهة الاداب: لا خير في الود ممن لا تزال
له في الود مستشعرا من خيفة وجلا إذا تغيب لم تبرح تسيئ به ظنا وتسأل عما قال أو
فعلا
________________________________________
[ 303 ]
شهوده مع عمه الحسين (ع) يوم الطف ذكر المؤرخون وأصحاب السير والحديث
والانساب وغيرهم: أن الحسن بن الحسن أبا محمد حضر مع عمه الحسين عليه السلام يوم
الطف وشهد المعركة، وواسى عمه في الصبر على السيوف والرماح حتى أثخن بالجراح ووقع
على الارض بين القتلى، وكان به رمق فبرء. وهم بين من ذكر أنه أسر مع السبايا وحمل
معهم، وبين من ذكر أنه انتزع منهم ولم يحمل معهم، وبين من أهمل ذلك واتفقوا على أنه
برئ ولحق بالمدينة وعاش مدة. قال أبو مخنف في المقتل (399): وساروا بالسبايا، وعلي
بن الحسين (ع) والحسن المثنى على الجمال بغير غطاء ولا وطاء. وقال أبو الفرج في
مقاتل الطالبيين (79): وحمل أهله (ع) أسرى وفيهم عمر، وزيد، والحسن بنو الحسن بن
علي بن أبي طالب عليهم السلام، وكان الحسن بن الحسن بن علي قد أرتث جريحا فحمل
معهم... وقال المفيد في الارشاد (196): وكان الحسن بن الحسن (ع) مع عمه الحسين (ع)
يوم الطف. فلما قتل الحسين (ع) وأسر الباقون من أهله جائه أسماء بن خارجة فانتزعه
من بين الاسارى، وقال: والله لا يصل إلى ابن خولة أبدا، فقال عمر بن سعد (لعنه
الله): دعوا لابي حسان ابن أخته. ويقال: انه أسر، وكان به جراح قد أشفي منه... وقال
في عمدة الطالب (100): وكان الحسن بن الحسن (ع)
________________________________________
[ 304 ]
شهد الطف مع عمه الحسين (ع) وأثخن بالجراح، فلما أرادوا أخذ الرؤوس
وجدوا به رمقا، فقال اسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري: دعوه
لي فان وهبه الامير عبيد الله بن زياد (لعنه الله) لي، والا رأى رأيه فيه، فتركوه
له فحمله إلى الكوفة، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد، فقال: دعوا لابي حسان ابن
أخته، وعالجه اسماء حتى برئ، ثم لحق بالمدينة. وقال السيد صاحب اللهوف: كان الحسن
بن الحسن المثنى قد واسى عمه في الصبر على السيوف، وطعن الرماح، وكان قد نقل من
المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق فبرء... وقال ابن حمزة الحسيني النقيب في غاية
الاختصار (59): وشهد الحسن بن الحسن الطف مع عمه الحسين (ع) فأفلت... وقال الذهبي
في سير اعلام النبلاء ج 3 / 203: ولم يفلت من أهل بيت الحسين (ع) سوى ولده علي
الاصغر، فالحسينية من ذريته وكان مريضا، وحسن بن حسن بن علي (ع) ولد ذرية... تزوجه
بنت عمه الحسين (ع) قال المفيد في الارشاد (197) روى ان الحسن بن الحسن (ع) خطب إلى
عمه الحسين (ع) احدى ابنتيه فقال له الحسين (ع) اختر يا بني أحبهما إليك، فاستحيى
الحسن ولم يحر جوابا، فقال له الحسين عليه السلام، فاني قد اخترت لك ابنتي فاطمة
فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله. ورواه نحوه ابن
زهرة الحسيني في (غاية الاختصار) (41)
________________________________________
[ 305 ]
وفيه: فهي أكبرهما سنا واكثرهما شبها الخ. وفي عمدة الطالب (99) نحوه مع
تفاوت يسير. وقال البخاري في سر السلسلة (6): خطب الحسن بن الحسن ابن علي (ع) إلى
عمه الحسين (ع) إحدى بناته فأبرز إليه فاطمة وسكينة وقال يا بن اخي اختر أيتهما
شئت، فاختار فاطمة بنت الحسين عليه السلام، وكانت أشبه الناس بفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله فزوجه.. واشار إلى قوله هذا ابن عنبة في العمدة. وقال في غاية
الاختصار (41): وكان الحسن بن الحسن (ع) خطب إلى عمه الحسين (ع) فقال الحسين (ع):
يا بن أخي قد كنت انتظر هذا منك انطلق معي، فجاء به حتى أدخله منزله فخيره في
ابنتيه فاطمة وسكينة، فاختار فاطمة، فزوجه إياها. توليه صدقات امير المؤمنين (ع)
وكان الحسن المثنى رضى الله عنه يتولى صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في
عصره وكان تولى صدقاته وصدقات فاطمة الزهراء سلام الله عليها ايضا من بعد علي (ع)
للحسن ثم للحسين ثم من بعده لاكبر ولدها إذا كان يرضى بهديه واسلامه وامانته كما في
أخبارها. وقد ذكره اصحابنا وجمهور المخالفين بتولي صدقاته (ع) كما في ارشاد شيخنا
المفيد، وغاية الاختصار لابن زهرة، وعمدة الطالب، وأنساب الاشراف لاحمد بن يحيى
البلاذري (ج 1 ق 1 / 226)، وتاريخ ابن عساكر ج 11 / 106 وتهذيب التهذيب ج 2 / 263.
وكان توليه الصدقات أيام عبدالملك بن مروان. كما صرحوا
________________________________________
[ 306 ]
بذلك. قال المفيد في الارشاد (259) باسناده عن عبدالملك بن عبد العزيز
قال لما ولي عبدالملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسين عليهما السلام صدقات
رسول الله صلى الله عليه وآله وصدقات علي بن أبي طالب عليه السلام وكانتا
مضمومتين... ورواه الاربلي في كشف الغمة ج 2 / 299. وكان تولي الصدقات حسب ما ورد
في اخبارها لولد فاطمة الزهراء سلام الله عليها: الحسن ثم الحسين ثم الاكبر من
ولدها ممن يرضى بهديه وإسلامه، وامانته وعلى هذا فتولى صدقاتهما في عصره يرجع إلى
علي بن الحسين عليهما السلام ولذلك ولاها له عبدالملك بن مروان. قال في عمدة الطالب
(99): وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات امير المؤمنين علي (ع)، ونازعه فيها زين
العابدين علي بن الحسين (ع)، ثم سلمها له. قلت: الظاهر ان ما ذكره في عمدة الطالب
غير صحيح فان الولي لها شرعا حسب وقف اربابها هو علي بن الحسين (ع) كما ان الحكومة
الخارجية أثبتتها وأرجعتها إليه كما صرحوا بذلك، ولعله كان بأمره وإذنه (ع) تفضلا
منه، والتحقيق في ذلك يستدعي محله. وروى الكليني في باب النص على أبي جعفر (ع) من
اصول الكافي ج 1 / 305 بطرق فيها الحسن كالصحيح وغيره عن أبي عبدالله (ع) يقول: ان
عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم (واليه على القضاء بالمدينة) ان يرسل إليه بصدقة
علي (ع) وعمر عثمان، وابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن وكان أكبرهم، فسأله الصدقة فقال
زيد: ان الوالي كان بعد علي (ع) الحسن، وبعد الحسن الحسين وبعد الحسين علي ابن
الحسين وبعد علي بن الحسين محمد بن علي فابعث إليه...
________________________________________
[ 307 ]
ولما ولى عبدالملك الحجاج بن يوسف على مكة والمدينة واليمن، واتصل به
عمر بن علي (ع) فسأله أن يدخله في صدقات امير المؤمنين عليه السلام، فقال الحسن: لا
أغير شرط علي (ع) ولا أدخل فيها من لم يدخل فقال له الحجاج إذا أدخله أنا معك فتوجه
الحسن إلى عبدالملك بالشام ودخل عليه فأخبره بقول الحجاج فقال ليس له ذلك وكتب إلى
الحجاج كتابا في ذلك ذكره المفيد وغيره من أصحابنا ومن الجمهور في كتبهم بتفصيله
ومنهم ابن عساكر في تاريخه. وكان الحجاج يعانده كثيرا وله مواقف معه منها هذا
المقام ومنها عند تشييع جنازة جابر بن عبدالله الانصاري المتوفي (78) وعند دخول
قبره. تجنبه عن دعوى الامامة قال المفيد في الارشاد: ومضى الحسن بن الحسن ولم يدع
الامامة ولا ادعاها له مدع كما وصفناه في حال أخيه زيد رحمه الله... قلت: يظهر من
ذلك عدم صحة ما نسب إليه في دعوى الامامة ولذلك سعى عليه كذبا إلى عبدالملك بن
مروان، ووليد بن عبدالملك. قال في عمدة الطالب (100) عند ذكر الحسن بن الحسن (ع)
وكان عبد الرحمان بن الاشعث قد دعا إليه، وبايعه، فلما قتل عبد الرحمان توارى
الحسن... وكتب أو قيل لعبد الملك أن أهل العراق يدعونه إلى الخروج معهم عليك، فعاتب
الحسن بن الحسن (ع)، فجعل يعتذر إليه ويحلف له فكلمه خالد بن يزيد بن معاوية في
قبول عذره. راجع الاغاني وغيره ولما أمره هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن
المغيرة والي
________________________________________
[ 308 ]
عبدالملك على المدينة ان يشتم آل علي عليا (ع) وآل الزبير عبدالله بن
الزبير، وأبوا جميعا وكتبوا وصاياهم، فأمر الوالي بارشاد أخته ان يشتم آل علي آل
الزبير وآل الزبير آل علي فكان الحسن بن الحسن (ع) أول من أقيم إلى جانب المنبر،
وكان رجلا رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان رقيق فأمره هشام بسب آل الزبير فامتنع
وقال: ان لال الزبير رحما يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار فأمر
هشام حرسيا عنده ان اضربه فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه فخلص إلى جلده فسرحه حتى
سال دمه تحت قدمه في المرمر الحديث. ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 11 / 108. وقيل
لوليد بن عبدالملك: ان الحسن بن الحسن (ع) يكاتب أهل العراق، فكتب إلى عامله
بالمدينة عثمان بن حيان المري: انظر الحسن بن الحسن (ع) فاجلده مائة ضربة، وقفه
للناس يوما، ولا أراني إلا قاتله، فجئ بالحسن والخصوم بين يديه فقام إليه علي بن
الحسين (ع) فقال: أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك " لا إله إلا الله الحكيم
الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين "،
فلما قالها انفرجت فرجة من الخصوم فرآه عثمان فقال: أرى وجه رجل قد إفتريت عليه
كذبة. خلوا سبيله وأنا كاتب إلى امير المؤمنين بعذره فان الشاهد يرى مالا يراه
الغائب وقيل: ان والي المدينة كان يومئذ هشام بن اسماعيل. ذكره ابن عساكر في ترجمته
ج 11 / 107 ورواه نحوه بطريق آخر لكن فيها: ان الوالي كان هشام بن اسماعيل. ورواه
النسائي في كلمات الفرج كما في تهذيب التهذيب.
________________________________________
[ 309 ]
مولده ووفاته لم أقف على من ذكر مولده الا ان يثبت من مدة عمره وتاريخ
وفاته. قال المفيد في الارشاد (197): وقبض الحسن بن الحسن (ع) وله خمس وثلاثون سنة
رحمه الله وأخوه زيد بن الحسن حي، ووصى إلى أخيه من امه ابراهيم بن محمد بن طلحة.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 11 / 110 باسناده عن مصعب قال: وتوفى الحسن بن
الحسن فأوصى إلى ابراهيم بن محمد بن طلحة وهو أخوه لامه. وقال في عمدة الطالب
(100): دس إليه الوليد بن عبدالملك من سقاه سما، فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون
سنة، وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله. قلت: تقدم انه رضى الله عنه ادرك
أباه (ع) وروى عنه ولا تصح روايته عنه الا إذا كان له من العمر ما يصح في مثله
الرواية، وقد مضى أبوه الامام السبط أبو محمد الحسن (ع) شهيدا في صفر سنة خمسين كما
صرح بذلك المفيد في الارشاد وابن عنبة في عمدة الطالب، وفيه أقوال أخر: سنة 44 أو
49 أو 51 أو 56 أو 58 أو 59. وقد حضر مع عمه كربلا سنة 61 وعانده الحجاج أيام
امارته على الحجاز سنة 73 أو بعدها في توليه الصدقات، وفي تشييع جنازة جابر
الانصاري الصحابي ودخوله قبره سنة 78 قبل دخول عبدالملك المدينة وعزله الحجاج عن
الحجاز. وروى عن الحسن المثنى الحسن المثلث ابنه المولود سنة 77 على ما يأتي ولا
تصح روايته الا بعد سنين من ولادته. وفي سنة (85) أو ما يقاربها اقيم بأمر هشام بن
اسماعيل والى المدينة إلى
________________________________________
[ 310 ]
جانب منبر مسجد النبي صلى الله عليه وآله وأمره بسبب آل الربير فامتنع
فضرب بسوط حتى سال الدم تحت قدمه في المرمر كما تقدم، ولعل ذلك كان حين ما أمر
عبدالملك واليه بأخذ البيعة من الناس عند عقده العهد من بعده لولده وعند ذلك ضرب
سعيد بن المسيب ستين سوطا وصمم. ذكره اليافعي في وقايع سنة 85، وبويع لوليد بن
عبدالملك سنة 86 وكتب إلى عثمان بن حيان عامله بالمدينة ان أجلد الحسن بن الحسن (ع)
مائة ضربة وقفه للناس يوما ولا اراني الا قاتله الحديث كما تقدم ولعله لذلك ذكر في
العمدة كما تقدم: ان الوليد دس من سقاه سما. وقال في تهذيب التهذيب ج 3 / 263 في
ترجمته: قرأت بخط الذهبي مات سنة 97. قلت: فان صح ذلك فهذا في ايام سليمان بن
عبدالملك فقد مات الوليد سنة 96. وقد ظهر من ذلك كله ان ما في الارشاد وعمدة الطالب
في مدة عمر الحسن بن الحسن (ع) غير مستقيم ولعله كان فيهما تصحيفا من النساخ فلاحظ.
ولما مات الحسن بن الحسن (ع) ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام على
قبره فسطاطا، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، وكانت تشبه بالحور العين لجمالها،
فلما كان رأس السنة قالت لمواليها: إذا اظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما أظلم
الليل سمعت قائلا يقول: " هل وجدوا ما فقدوا " فأجابه آخر: " بل يئسوا فانقلبوا "
ذكره المفيد في إرشاده وابن زهرة في غاية الاختصار ص 42 و 59 وغيرهما.
________________________________________
[ 311 ]
الحسن بن راشد أبو علي البغدادي مولى آل المهلب ذكره الشيخ في أصحاب
الرضا (ع) (373) بلا تمييز، وفي اصحاب الجواد (ع) (400) قائلا: الحسن بن راشد
البغدادي، أبا علي مولى لال المهلب، بغدادي، ثقة. وفى أصحاب الهادي (ع) (413):
الحسن بن راشد يكنى أبا علي، بغدادي. قلت: قد ذكرنا روايته عنهم (ع) في طبقات
أصحابهم، وقد سمع عن أبي الحسن الهادي عليه السلام في أيام بقائه في المدينة كما
صرح به فيما رواه في التهذيب ج 9 / 204. ثم انه: كان أبو علي بن راشد وجيها عند أبي
الحسن الهادي عليه السلام ووكيلا من قبله على بغداد، والمدائن والسواد وما يليها
رواه المشايخ بأسانيدهم. وتقدم في ج 1 / 130 ذكر وكالته وان الوكالة بمثل ذلك تدل
على العدالة بل وفوق حدها. قال أبو عمرو الكشي في رجاله (318): وجدت بخط جبرئيل ابن
أحمد: حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال: كتب عليه السلام إلى علي بن بلال في سنة
اثنتين وثلاثين ومأتين: بسم الله الرحمن الرحيم أحمد الله اليك وأشكر طوله وعوده
وأصلي على محمد النبي وآله صلوات الله ورحمته عليهم ثم اني أقمت ابا علي بن راشد
مقام الحسين بن عبد ربه وأئتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد وقد
أعلم أنك شيخ ناحيتك فأحببت افرادك واكرامك بالكتاب بذلك فعليك بالطاعة له والتسليم
إليه جميع الحق قبلك وان تخص موالي على ذلك وتعرفهم من ذلك ما يصير سببا إلى عونه
وكفايته فذلك موفور وتوفير
________________________________________
[ 312 ]
علينا ومحبوب للدنيا ولك به جزاء من الله وأجر فان الله يعطي من يشاء،
ذو الاعطاء والجزاء برحمته وأنت في وديعة الله. وكتبت بخطي وأحمد الله كثيرا. محمد
بن مسعود قال حدثني محمد بن نصير قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى قال: نسخت الكتاب
مع ابن راشد إلى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها، والمدائن، والسواد،
وما يليها: أحمد الله اليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته وأصلي على نبيه وآله
أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته، واني أقمت أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه
ومن كأن قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندي ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي
قبلكم ليقبض حقي وارتضيته لكم، وقدمته في ذلك وهو أهله وموضعه، فصيروا رحمكم الله
إلى الدفع إليه ذلك، والي، وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة، فعليكم بالخروج عن ذلك
والتسرع إلى اطاعة الله وتحليل أموالكم والحقن لدمائكم، وتعاونوا على البر والتقوى
واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تموتن الا وأنتم مسلمون
فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه عصياني فألزموا الطريق يأجركم الله من
فضله فان الله بما عنده واسع كريم متطول على عباده رحيم نحن وأنتم في وديعة الله
وحفظه. وكتبته بخطي والحمد لله كثيرا. وفي كتاب آخر: وأنا أمرك يا أيوب نوح ان تقطع
الاكثار بينك وبين أبي علي، وأن يلزم كل أحد منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر
ناحيته فانكم إذا انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي، وآمرك يا
با علي بمثل ما آمرك به ايوب ان لا تقبل من احد من اهل بغداد والمدائن شيئا
يحملونه، ولا تلي لهم استئذانا علي ومر
________________________________________
[ 313 ]
من اتاك بشئ من غير اهل ناحيتك ان يصيره إلى الموكل بناحيته وآمرك يا با
علي في ذلك بمثل ما امرت به ايوب، وليعمل كل واحد منكما مثل ما امرته به. وفي ترجمة
علي بن الحسين بن عبدالله (317) عن حمدويه ابن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى قال
حدثنا على بن الحسين بن عبدالله قال سألته ان ينسي في اجلي قال: أو تلقى ربك ليغفر
لك خير لك، فحدث بذلك علي بن الحسين اخوانه بمكه، ثم مات بالخزيمية في المنصرف من
سنته. وهذا في سنة تسع وعشرين ومأتين. رحمه الله، فقال: فقد نعى الي نفسي. قال:
وكان وكيل الرجل (ع) قبل أبي علي بن راشد. التهذيب ج 4 / 123 علي بن مهزيار قال قال
لي أبو علي بن راشد: قلت له (ع): أمرتني بالقيام بأمرك وأخذ حقك فأعلمت مواليك ذلك
فقال لي بعضهم الحديث ورواه في الاستبصار ج 2 / 55. وذكره الشيخ في الغيبة في
وكلائهم (ع) المحمودين (212) ثم قال: أخبرني ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن الصفار عن محمد ابن عيسى قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى
الموالي ببغداد، والمدائن، والسواد، وما يليها: قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي
بن الحسين بن عبدربه، ومن قبله من وكلائي وقد أوجبت في طاعته، وفي عصيانه الخروج
إلى عصياني، وكتبت بخطي. التهذيب ج 4 / 167 أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن عن
أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد عيسى قال: حدثني أبو علي بن راشد قال كتب إلي
أبو الحسن العسكري (ع) كتابا وأرخه
________________________________________
[ 314 ]
يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان وذلك في سنة اثنين وثلاثين ومأتين
وكان يوم الاربعاء يوم شك الحديث. وفيه دعائه (ع) له ويدل على مكانته عنده. وفي
الغيبة: روى محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن فرج قال: كتبت إليه عليه السلام أسأله
عن أبي علي بن راشد، وعن عيسى بن جعفر، وعن إبن بند، وكتب إلي: ذكرت إبن راشد رحمه
الله، فانه عاش سعيدا ومات شهيدا الحديث. ابو عمرو الكشي (371): حدثني محمد بن
قولويه قال حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا احمد بن هلال عن محمد بن الفرج قال
كتبت إلى أبي الحسن (ع): اسأله عن أبي علي ابن راشد، وعن عيسى بن جعفر بن عاصم،
وإبن بند، فكتب إلي: ذكرت ابن راشد رحمه الله فانه عاش سعيدا ومات شهيدا الحديث.
وفي ترجمة عروة بن يحيى الدهقان (354): قال علي بن سليمان بن رشيد العطار البغدادي:
يلعنه (أي عروة) أبو محمد (ع) وذكر انه كانت لابي محمد (ع) خزانة، وكان يليها أبو
علي بن راشد رضي الله عنه فسلمت إلى عروة فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها
يغايظ بذلك أبا الحسن (ع)، فلعنه وبرأ منه ودعا عليه فما أمهله الحديث. قلت: الظاهر
ان ولايته على الخزانة كانت في زمن أبي الحسن (ع) فلا ينافي ما تقدم من وفات ابن
راشد في حياته. واما ما في عدة من الروايات المذكورة في الكافي، والفقه، والتهذيب:
عن محمد بن عيسى عن الحسن بن راشد عن العسكري (ع) أو الفقيه العسكري (يب ج 1 / 131)
ونحو ذلك فالمراد بالعسكري فيها: أبو الحسن الهادي العسكري عليه السلام وتحقيق ذلك
في طبقات أصحابه من كتابنا في الطبقات.
________________________________________
[ 315 ]
الحسن بن راشد مولى بني العباس أبو محمد الكوفي البغدادي الوزير ذكره
الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (167) قائلا: الحسن ابن راشد مولى بني العباس، كوفي.
وذكره البرقي ايضا في أصحابه (26) وقال: وكان وزير المهدي وموسى، وهارون، بغدادي.
وذكره ابن الغضائري أيضا فيمن روى عنه وعن أبي الحسن (ع) كما يأتي. قلت: روى عن ابي
عبدالله (ع) كثيرا جدا روى عنه عنه (ع) جماعة كثيرة ذكرناهم في طبقات أصحابه منهم:
حفيده القاسم بن يحيى فروى المشايخ في كتبهم كثيرا عنه عن جده الحسن بن راشد عنه
عليه السلام، وروى القاسم عن جده عنه (ع) في كتابه. رواه عنه الطبرسي في الاحتجاج ج
2 / 307 باسناده عن ابن الحميري عنه. ومنهم عبدالله بن القاسم (اصول الكافي ج 1 /
387)، وعبد الله بن الفضل النوفلي (التهذيب ج 4 / 266)، وابراهيم بن أبي بكر (يب ج
4 / 267)، ومحمد بن أبي عمير (يب ج 4 / 267 و / 313، وغيرهم. وذكره البرقي في أصحاب
الكاظم (ع) ممن أدرك أباه أيضا (48) قائلا حسن بن راشد مولى بني العباس، كوفي.
وذكره الشيخ في اصحابه أيضا (346) قائلا: الحسين بن راشد مولى بني العباس بغدادي.
قال ابن داود (439): الحسن بن راشد مولى بني العباس ق (غض) ضعيف جدا. البرقي: كان
وزير المهدي. اقول. اني رأيته
________________________________________
[ 316 ]
بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال: (حسين بن راشد مولى بني العباس "
واما الحسن بن راشد أبو علي مولى آل المهلب فمن رجال الجواد (ع) وهو بغدادي ثقة.
وربما التبس الحسين بن راشد بالحسن ابن الراشد، ذاك مولى بني العباس وهذا مولى آل
المهلب، وذاك من رجال الصادق (ع) وهذا من رجال الجواد (ع). وروى عن أبي الحسن (ع)
كثيرا جدا، وروى عنه عنه (ع) جماعة ذكرناهم في طبقات أصحابه منهم: حفيده القاسم بن
يحيى بن الحسن بن راشد فروى عنه عنه كثيرا جدا، ومحمد بن زادويه (التهذيب ج 2 /
290)، ومحمد بن أبي عمير (التهذيب ج 4 / 313، وغيرهم. وذكره الشيخ في فهرست مصنفي
اصحابنا (53) قائلا: الحسن ابن راشد، له كتاب الراهب والراهبة، أخبرنا به ابن أبي
جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عن احمد ابن أبي
عبدالله عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد. قلت: طريقه ضعيف بالقاسم. وروى
الصدوق (ره) في المشيخة (215) عن أبيه (رض) عن سعد بن عبدالله، واحمد بن محمد بن
عيسى، وابراهيم بن هاشم جميعا عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد. وايضا عن
محمد بن علي ماجيلونه (رض) عن علي بن ابراهيم ابن هاشم عن أبيه عن القاسم بن يحيى
عن جده الحسن بن راشد. قلت: الطريقان ضعيفان بالقاسم. توثيقه: قد عرفت خلو كلام
الشيخ والبرقي عن توثيقه بل ان ذكر الثاني وزارته مشعر بذمه إلا ان تكون بأمر إمام
زمانه (ع). وضعفه ابن الغضائري في محكي قوله: الحسن بن راشد مولى
________________________________________
[ 317 ]
المنصور أبو محمد روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى (ع)، ضعيف في
روايته. وقال ايضا: القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد مولى المنصور، روى عن جده
ضعيف. قلت: مع تفرده بتضعيفه صريحا، فقد ضعفه في روايته فقط فلا ينافي كونه ثقة في
نفسه كما حققناه في مقدمة هذا الشرح ولعله كان لاجل رواية القاسم عنه كثيرا. ومما
يشير إلى وثاقته في روايته رواية ابن ابي عمير عنه كثيرا، وانه ممن روى عنه ابن
قولويه في كامل الزيارات (10 / 1). وقال في الخلاصة (213) في الحسن بن راشد الطفاوي
المتقدم (20) بعد حكاية كلام ابن الغضائري في الحسن بن أسد الطفاوي: والظاهر ان هذا
الذي ذكرناه وان الناسخ اسقط الراء من اول اسم أبيه. وقال ابن الغضائري: الحسن بن
راشد مولى المنصور أبو محمد روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ضعيف في
روايته. وههنا ذكر الراء في الاول انتهى. قلت: ذكرنا هناك ان احتمال التصحيف بلا
شاهد وان اتحاد ابن أسد وابن راشد لا دليل عليه، كما ان اتحاد الحسن بن راشد
الطفاوي مع الحسن بن راشد مولى المنصور لا شاهد عليه. الحسن بن سهل بن عبدالله اخو
الفضل ذكره الشيخ في أصحاب الرضا (ع) (374) قائلا: الحسن بن سهل اخو الفضل ذي
الرياستين ويعرف الحسن بذي القلمين. قلت: وهو مع فضله وأدبه وشعره ومعرفته بالنجوم
بل وتشيعه
________________________________________
[ 318 ]
كما قيل ضعيف جذا لما ورد في معاداته وأخيه مع أبي الحسن الرضا (ع)
وتفصيل ذلك في كتابنا في أخبار الرواة. الحسن بن شاذان الواسطي روى الكليني في
الروضة 207 / 346 باسناد عنه مكاتبته للرضا عليه السلام، يشكو فيه عن إيذاء
العثمانية له فوقع بخطه: ان الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق اوليائنا على الصبر في
دولة الباطل فاصبر لحكم ربك الحديث. ذكرناه في أصحابه وفي كتابنا في أخبار الرواة
الحسن الشريعي أبو محمد قد ورد فيه ذموم من الناحية المقدسة لدعواه البابية
والسفارة كذبا ولم يكن لها أهلا قد أوردناها في اخبار الرواة مستوفاة وذكرناه في
طبقات اصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام. الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري
الكوفي هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع) (113) وزاد: صاحب المقالة، زيدي، إليه
تنسب الصالحية منهم. وفي أصحاب الصادق عليه السلام (166) قال: أبو عبد الله الثوري
الهمداني، اسند عنه. قلت: ولعله المراد بقوله في أصحاب الكاظم (ع) (348):
________________________________________
[ 319 ]
الحسن بن صالح. فان الطبقة تساعد كونه من أصحابه (ع). وفي الفهرست (50):
الحسن بن صالح بن حي له أصل. ثم رواه بالاسناد الاول (ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن
الصفار عن أحمد ابن محمد بن عيسى) عن ابن محبوب عنه. قلت: الطريق صحيح على ما تقدم.
وروى باسناده عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عنه عن أبي عبدالله (ع) في التهذيبين
كما في تحديد الكر بالاشبار في الركي (يب ج 1 / 408، وصا ج 1 / 33)، وفي صلاة
الحاجة (يب ج 3 / 313 والكافي ج 1 / 134)، وفي الفرار من الزحف (يب ج 6 / 174
والكافي ج 1 / 336 وج 2 / 30 فيما يرد منه النكاح)، وباسناده عن ابن فضال عن عمرو
بن عثمان عن الحسن بن محبوب عنه عنه (ع) (يب ج 9 / 194، وصا ج 4 / 120 في الوصية
بالثلث)، وباسناده عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن صالح عن أبي
عبدالله (ع) في وصية الانسان لعبده (يب ج 9 / 216 وصا ج 4 / 134). واما ما في
الكافي ج 1 / 298 في الرمي عن العليل باسناده عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن
الحسن بن صالح عن بعض أصحابه قال: نزل أبو جعفر (ع) الحديث. فغير ظاهر في كونه
الحسن بن صالح الثوري. ولم احضر له رواية عن غير ابي عبدالله (ع). وذكره ابن النديم
في الفهرست (267) من الزيدية وقال: ولد الحسن بن صالح بن حي سنة مائة ومات متخفيا
سنة ثمان وستين ومائة، وكان من كبار الشيعة الزيدية وعظمائهم وعلمائهم، وكان فقيها
متكلما، وله من الكتب: كتاب التوحيد، كتاب إمامة ولد علي من
________________________________________
[ 320 ]
فاطمة (ع)، كتاب الجامع في الفقه، كتاب... وللحسن أخوان احدهما علي بن
صالح والاخر صالح بن صالح هؤلاء على مذهب أخيهم الحسن، وكان علي متكلما... قلت:
وذكره ابن سعد في الطبقات بترجمة وانهما توأمان ولدا في بطن واحد وكان علي تقدمه
بساعة ثم وثقه. وكان الحسن بن صالح بن حي مع عيسى بن زيد الشهيد وكان هو وأخوه علي
بن صالح قد حجا مع عيسى وكان نازلا عليهما بالكوفة وفي بيت علي مختفيا، وكان الحسن
يحرضه على الخروج قائلا: قد اشتمل ديوانك على عشرة الاف رجل، وقد أبي الخروج حتى
مات عيسى بن زيد متواريا، ثم مات الحسن بعده بشهرين، ولما دخل صباح الزعفراني علي
المهدي العباسي واخبره بموت عيسى سجد وحمد الله ثم اخبره بموت الحسن فسجد وقال:
الحمد لله الذي كفاني أمره فلقد كان اشد الناس علي ولعله لو عاش لاخرج علي غير
عيسى. هذا اجمال ما ذكره أبو الفرج في مقاتل الطالبين في ترجمة عيسى بن زيد (268).
قال ابن سعد في الطبقات ج 6 / 375 اخبرنا الفضل بن دكين قال... ورأيته في الجمعة
واختفى ليلة الاحد فاختفى سبع سنين حتى مات سنة سبع وستين ومائة مستخفيا بالكوفة،
وعليها يومئذ روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب واليا للمهدي. قال: وكان حسن بن حي
متشيعا، وزوج عيسى بن زيد بن علي ابنته واستخفى معه في مكان واحد بالكوفة حتى مات
عيسى بن زيد مستخفيا. وكان المهدي قد طلبهما وجد في طلبهما فلم يقدر عليها حتى
ماتا. ومات حسن بن حي بعد عيسى بن زيد بستة اشهر.
________________________________________
[ 321 ]
مذهبه ربما يظهر نوع اختلاف في مذهبه فقد عد من الشيعة الزيدية كما يظهر
من بعض اصحابنا حيث عدوه من الزيدية من فرق الشيعة، وايضا من جماعة من العامة فقد
رموه وضعفوه بالتشيع فذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 / 496 وزاد في عنوانه:
الفقيه، أبو عبد الله الهمداني الثوري، أحد الاعلام، وقيل: هو الحسن بن صالح بن حي
ابن مسلم بن حيان (إلى ان قال): فيه بدعة تشيع قليل، وكان يترك الجمعة... ثم روى عن
جماعة انه كان يرى السيف. وعن ابن قتيبة وابن حجر وجماعة انه يتشيع وفي طبقات ابن
سعد: وكان متشيعا. قلت: ان صح كما يأتي: كونه من البترية أو الصالحية فلا يكون من
الشيعة كما يأتي فان الشيعة هم القائلون بامامة علي بن ابي طالب (ع) بعد النبي صلى
الله عليه وآله بلا فصل. وقد عد من الزيدية كما صرح بذلك جماعة منهم الشيخ في
رجاله، وفي التهديبين كما تقدم. وهذا لا اشكال فيه بلا نكير من أحد وكان مع عيسى بن
زيد الشهيد. ذكره أبو الفرج مع اخباره في مقاتل الطالبيين (268). وقد عده جماعة من
البترية أو الزيدية البترية كما في التهذيبين كما تقدم وذكر أبو محمد الحسن بن موسى
النوبختي في (فرق الشيعة) ((29) و (34) و (77): ان البترية هم اصحاب الحسن بن صالح
إبن حي وذكر أبو عمر والكشي اصحابه من البترية (152).
________________________________________
[ 322 ]
وينافي ذلك ما تقدم عن الشيخ في أصحاب الباقر (ع): زيدي إليه تنسب
الصالحية منهم. وهي فرقة اخرى من الزيدية. قال إبن ادريس في الوقوف والصدقات من
سرائره (378): وإذا وقف على الشيعة ولم يتميز فيهم قوما دون قوم كان ذلك الوقف
ماضيا في الامامية، والجارودية من الزيدية دون الصالحية، والبترية. والبتريه فرقة
تنسب إلى كثير النوا وكان ابتر اليد انتهى. قلت: يمكن دفع التنافي بالقول بان
الصالحية فرقة خاصة من البترية الزيدية وقد اشتركوا في الذموم الواردة في البترية،
وفى انهم ليسوا من الشيعة وبهذه الذموم إكتفى اصحابنا في مقام تضعيفه، ويظهر ذلك
بالتأمل فيما ذكره اصحابنا في البترية وأصحاب هذه المقالة، وايضا من اكتفاء غير ابن
ادريس من فقهائنا باستثناء البترية من الزيدية في المسألة المتقدمة كالشيخ في
النهاية، وسلار في المراسم، وابن حمزة في الوسيلة والمحقق في نكت النهاية وغيرهم
فقد صرحوا بان البترية ليست من الشيعة فلا يشملها الوقف المذكور، ولعل اختلافهم مع
البترية كان بما أشار إليه النوبختي في فرق الشيعه (42) بان أوائل البترية اختلفت
عن غيرهم من هذه الفرقة، وتحقيق ذلك في كتابنا في أخبار الرواة فيما ورد في الفرق
عند ذكر أخبارها. والبترية على ما ذكره الاصحاب: هم القائلون بامامة ابي بكر وعمر
وبولايتهما ثم بامامة علي (ع) وولايته وولاية الحسن والحسين (ع)، وبامامة كل من خرج
بالسيف من ولد علي (ع) فلاحظ الكشي (152) وفرق الشيعة (42) وغيره. وروى الكشي (154)
باسناده عن سدير حديث دخول جماعة من البترية (ذكرهم) على ابي جعفر عليه السلام
وعنده زيد بن علي عليه السلام فقالوا لابي جعفر عليه السلام: نتولى
________________________________________
[ 323 ]
عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من اعدائهم قال: نعم. قالوا نتولى أبا بكر
وعمر ونتبرأ من أعدائهم. قال: فالتفت إليهم زيد بن علي (ع) قال لهم: اتتبرؤن من
فاطمة (ع) بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية وقد ورد في وجه تسميتهم
بالبترية روايات مختلفة أوردناها في محل آخر. ثم ان الشريف المرتضى رحمه الله صرح
بان الحسن بن صالح ليس من الشيعة فقال في كتاب الانتصار في اعتبار الكرية في الماء
الراكد عند الشيعة، وعند الحسن بن صالح بن حي معتذرا عن ذكره بقوله: ليعلم ان
الشيعة ما تفردت بهذا المذهب كما ظنوا. وثاقته وثقه العامة بلا نكير من أحد فيما
أعلم ومدحوه بالامانة والوثاقة في الحديث والخلو عن المناكير والورع والصدق ونحو
ذلك منهم: النسائي وإبن معين، وأبو حاتم، وأحمد، وغيرهم. وقال أبو حاتم: ثقة، حافظ،
متقن. وقال أبو زرعة: اجتمع فيه إتقان، وفقه، وعبادة وزهد. وقال وكيع: كان الحسن
وعلي وأمهما قد جزوا الليل ثلاثة أجزاء فكل واحد يقوم ثلثا فماتت امهما فاقتسما
الليل بينهما، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله. وقال ابن سعد في الطبقات ج 6 / 375
وكان ناسكا عابدا، فقيها.. ثم روى عن أبي نعيم قال: وكان ثقة صحيح الحديث كثيره...
وقد أنكر عليه سفيان الثوري: انه يرى السيف والخروج على الولاة الظلمة ويترك الجمعة
ويتبعه جماعة من العامة كما أنكر بعضهم عليه: انه لا يترحم على عثمان. وطعن عليه
بعضهم بتشيعه بل أكثر
________________________________________
[ 324 ]
من ذكره قد وثقه ومدحه ثم طعنه بالتشيع وعن ابن حبان: ورفض الرياسة على
تشيع فيه... بل عن زائدة: انه يستتيب من يأتي الحسن ابن حي، ولا يتكلم مع من يحدث
عنه. فلاحظ ميزان الاعتدال ج 1 / 496 ومرآت الجنان لليافعي ج 1 / 353 وحلية
الاولياء وغيرهما من كتب السير والتواريخ والتراجم. قلت: الطعون المتقدمة ترجع إلى
شئ واحد وهو انه زيدي المذهب، وانه يميل إلى محبة أهل البيت عليهم السلام كما عن
الطبري صاحب التفسير. ولم أقف على مدح له في كلام أصحابنا إلا ما تقدم في كلام
الشيخ: (له أصل)، وأيضا رواية الحسن بن محبوب من أصحاب الاجماع عنه. لكن كونه ذا
أصل لا يكفي كما تقدم تحقيق ذلك وأيضا تفسير الاصل في مقدمة هذا الشرح. كما ان
رواية أصحاب الاجماع عنه لا تثبت وثاقته كما تقدم تحقيق ذلك في المقدمة. وقال الشيخ
في ذيل روايته في حد الكر، واعتباره في الركي وكيفية مساحة الركي المستدير غالبا.
وهو زيدي، بتري متروك العمل بما يختص بروايته. قلت: تفرده في هذه الرواية بما يخالف
الاصحاب مع انه زيدي بتري أوجب ترك العمل بروايته فيما يتفرد به فلا يدل على عدم
وثاقته في الحديث ان لم يكن على الوثاقة في نفسه أدل إلا ان الوثوق برؤوساء المذاهب
الباطلة كما ترى محل نظر كما ذكر نظيره الشيخ (رحمه الله) في رؤساء الواقفة.
________________________________________
[ 325 ]
الحسن بن صدقة المدائني أخو مصدق بن صدقة ذكره الشيخ في أصحاب الصادق
(ع) (168)، وأيضا مع أخيه (320) وقال: وأخوه الحسن رويا أيضا عن أبي الحسن (ع).
وقال في أصحاب الكاظم (ع) (347): الحسين بن صدقة ثقة. واستظهر في المجمع ان الحسين
مصحف (الحسن) وهو غير بعيد. وذكره البرقي في أصحاب الكاظم (ع) (50). وروى الشيخ في
التهذيب ج 2 / 345 باسناده عن عمرو بن سعيد عن الحسن بن صدقة قال قلت لابي الحسن
الاول عليه السلام: أسلم رسول الله صلى الله عليه وآله في الركعتين الاوليين
الحديث، وروى عنه عنه (ع) كثيرا. وروى عن أبي الحسن الرضا (ع). عنه عنه محمد بن
سعيد المدائني: التهذيب ج 7 / 117 ذكرناه في طبقات أصحابه. قال في الخلاصة (45) بعد
ذكره: قال إبن عقدة: أخبرنا علي ابن الحسن قال: الحسن بن صدقة المدائني أحسبه
أزديا، وأخوه مصدق رويا عن أبي عبدالله وابي الحسن عليهما السلام، وكانوا ثقات. وفي
تعديله بذلك نظر والاولى التوقف إنتهى. قلت: توقف العلامة رحمه الله في تعديله إنما
هو لاجل إعتباره العدالة في الحجية وهي لا تجتمع مع كون إبن عقدة زيديا وعلي بن
الحسن بن فضال فطحيا وإن كانا ثقتين. وح فعلى ما هو التحقيق من كفاية الوثاقة فتثبت
وثاقته برواية ابن عقدة عن إبن فضال توثيقه، هذا مضافا إلى توثيق الشيخ له في أصحاب
الكاظم (ع) على ما تقدم.
________________________________________
[ 326 ]
وليس مرجع الضمير في قوله: " وكانوا ثقات " الحسن وأخوه فقط فيكون في
الجمع تجوزا كما عن ثاني الشهيدين قدس سرهما، ولا هما مع أبيهما كما ذكره بعض من
تأخر رحمه الله إذ ليست الترجمة مسوقة لبيان حاله، بل مرجع الضمير ما أشار إليه
العلامة في أخيه مصدق (173) بقوله: قال الكشي: مصدق بن صدقة، ومعاوية بن حكيم،
ومحمد بن الوليد الخزاز، ومحمد بن سالم بن الحميد هؤلاء كلهم فطحية. وهم من أجلة
العلماء والفقهاء والعدول. بعضهم أدرك الرضا (ع) وكلهم كوفيون. وروى إبن عقدة عن
علي بن الحسن قال: الحسن بن صدقه المدائني أحسبه أزديا وأخوه مصدق رويا عن أبي
عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام وكانوا ثقات. وقد وثقه إبن داود (108). الحسن بن
عباد ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه السلام (374) ويظهر مما عن الراوندي في
الخرائج مدحه بقوله: وكان كاتب الرضا (ع). الحسن بن عبدالله القمي ذكره العلامة في
الخلاصة (212) وقال: يرمي بالغلو. قلت: الطاهر انه الحسين بن عبيد الله القمي الذي
ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع) (413) وقال: يرمى بالغلو. ويأتي ذكره بل يحتمل
اتحاده مع الحسين بن عبيد الله السعدي القمي فلاحظ.
________________________________________
[ 327 ]
الحسن بن عبدالله أبو علي عم الرافعي إرشاد المفيد (292) اخبرني أبو
القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب عن (اصول الكافي ج 1 / 352) علي بن
ابراهيم عن ابيه عن محمد بن فلان الرافعي قال: كان لي إبن عم يقال له: الحسن بن
عبدالله، وكان زاهدا، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان يتقيه السلطان لجده في الدين
واجتهاده، وربما استقبل السلطان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يبغضه،
فكان يحتمل ذلك له لصلاحه، فلم تزل هذه حاله حتى دخل يوما في المسجد وفيه أبو الحسن
موسى (ع) فأومأ إليه فأتاه، فقال له: يا أبا علي ما أحب إلي ما انت عليه وأسرني به
الا انه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة (وذكر الحديث بطوله وفي آخره ذكر توفيقه
لمعرفة هذا الامر لاية رآها من ابي الحسن عليه السلام قال:) فأقر به (ع) ثم لزم
الصمت والعبادة، فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك. أقول: ورواه بطوله مع تفاوت يسير
محمد بن الحسن الصفار (254) عن ابراهيم بن اسحاق عن محمد بن فلان الرافعي قال: كان
لي ابن عم الحديث بطوله. ذكرناه في طبقات اصحابه (ع) وفي كتابنا في أخبار الرواة.
الحسن بن علوية أبو محمد القماص أبو عمرو الكشي في ترجمة يونس بن عبد الرحمان (301
/ 8): وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه: سمعت أبا محمد
________________________________________
[ 328 ]
القماص الحسن بن علوية الثقة يقول: سمعت الفضل بن شاذان يقول حج يونس
أربعا وخمسين حجة واعتمر أربعا وخمسين عمرة وألف ألف جلد ردا على المخالفين الحديث.
الحسن بن علي الحضرمي ذكره الشيخ في الفهرست (52) وقال: له كتب، وروايات. اخبرنا
بها أحمد بن عبدون عن ابي عبدالله احمد بن ابراهيم الصيمري عن ابي الحسين علي بن
يعقوب الكسائي عن الحسن بن علي الحضرمي. قلت: طريقه ضعيف بالكسائي المجهول. الحسن
بن علي الحناط ذكره الشيخ في (من لم يرو عنهم) من رجاله (462) وقال: رازي فاضل.
قلت: وفي النسخة المطبوعة (الخياط). وقال ابن داود (111): الحسن بن الخياط بالخاء
المعجمة والياء المثناة تحت. لم (جخ) فاضل. الحسن بن علي الاصغر بن علي بن الحسين
بن علي بن ابي طالب (ع) الملقب بالافطس كان صاحب راية محمد بن عبدالله صاحب النفس
الزكية، وكان بينه وبين ابي عبدالله (ع) كلام، وحمل على ابي عبدالله (ع) بالشفرة
________________________________________
[ 329 ]
يريد قتله وغير ذلك من ذموم وردت فيه ذكرها اصحاب السير وعلماء الانساب
كالبخاري في سر السلسلة وابن عنبة في عمدة الطالب ومشايخ الحديث منهم الكليني
والشيخ اوردناها مستوفاة في كتابا في أخبار الرواة. الحسن بن علي الكلبي ذكره الشيخ
في الفهرست (51) وقال: له روايات، ثم رواها عن احمد بن عبدون عن الانباري عن حميد
عن ابراهيم بن سليمان عنه قلت: تقدم في الحسين بن علوان الكلبي ص 111 احتمال اتحاده
معه وكذا مع الحسين بن علي الكلبي الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) وعليه فقد
وثقه النجاشي كما تقدم. الحسن بن علي الوجناء النصيبي كان له احتجاج مع محمد بن
الفضل الموصلي الشيعي الذي ينكر وكالة أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه في
سنة سبع وثلثمائة وأثبتها بكر امة صدرت منه رواه الشيخ في الغيبة (192) ويأتي
الكلام في اتحاده مع الحسن بن الوجناء أبي محمد النصيبي، والحسن ابن محمد بن
الوجناء أبي محمد النصيبي في ترجمة محمد بن احمد بن عبدالله بن خانبة (937) تبعا
للماتن (ره).
________________________________________
[ 330 ]
الحسن بن علي أبو محمد الهمداني روى الشيخ في الوصية لاهل الضلال من
التهذيب ج 9 / 204 عن محمد بن علي بن محبوب عن أبي محمد الحسن بن علي الهمداني عن
ابراهيم بن محمد قال: كتب أحمد بن هلال إلى أبي الحسن عليه السلام... ثم قال: فأول
ما في هذا الخبر انه ضعيف الاسناد جدا لان رواته كلهم مطعون عليهم وخاصة صاحب
التوقيع احمد بن هلال.... الحسن بن عمار ذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع) (114)
واصحاب الصادق عليه السلام (183). وفي كتاب العقل من اصول الكافي ج 1 / 28: عدة من
اصحابنا عن عبدالله البزاز عن محمد بن عبد الرحمان بن حماد عن الحسن بن عمار عن ابي
عبدالله عليه السلام. قلت: لا يبعد اتحاده مع الحسن بن عمارة الاتي. ولذلك ذكرناه
في المقام إذ لم نقف على شئ في حاله فبناءا على عدم الاتحاد هو مجهول الحال الحسن
بن عمار الدهان روى في الدعاء للكرب من أصول الكافي ج 2 / 556 باسناده عن ابن محبوب
عن الحسن بن عمار الدهان عن مسمع عن أبي عبدالله (ع). قلت لا يبعد اتحاده مع الحسن
بن عمارة الاتي فلاحظ.
________________________________________
[ 331 ]
الحسن بن عمارة الكوفي ذكره الشيخ في أصحاب السجاد (ع) (88)، وفي اصحاب
الباقر (ع) (115) وقال بدل (الكوفي): (عامي) ؟ وذكره البرقي في اصحاب الباقر (ع)
(13)، وايضا في اصحاب الصادق ممن أدرك أبا جعفر عليهما السلام (17) وزاد في الثاني:
(كوفي). روى أبو مالك الجهني عنه عن أبي جعفر عليه السلام أضحية النبي صلى الله
عليه وآله كما في التهذيب ج 5 / 205، ووشراء كسوة الكعبة للتكفين بها كما في
التهذيب ج 1 / 436. وذكره البرقي والشيخ في أصحاب الصادق (ع) وقال الشيخ في (166):
الحسن بن عمارة بن المضرب أبو محمد البجلي الكوفي، اسند عنه. وروى الحسن بن عمارة
عن اصحاب أبي عبدالله عنه (ع): منهم مسمع عنه عنه عنه (ع) الحسن بن محبوب كما في
فضل الزراعة من الكافي ج 1 / 404. وفى وديعة التهذيب ج 7 / 180 عن ابن محبوب عن
الحسن بن عمارة عن أبيه عن مسمع أبي سيار قال قلت لابي عبدالله كنت الحديث. قلت:
يحتمل كون روايته في الكافي ايضا عن أبيه عن مسمع بقرنية هذه الرواية. ويحتمل
اتحاده مع الحسن بن عمار الدهان المتقدم بقرينة من روى عنه، ومن روى هو عنه فلاحظ.
وذكره العامة في رجالهم فقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2
________________________________________
[ 332 ]
/ 513: الحسن بن عمارة (ت، ق) الكوفي الفقيه مولى بجيلة. عن ابن أبي
مليكة، وعمرو بن مرة، وخلق، وعنه السفيانان، ويحيى القطان... ثم ذكر عن جماعة
تضعيفه ثم قال: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان من كبار الفقهاء في زمانه. ولى
قضاء بغداد. وذكره الخطيب في تاريخه ج 7 / 345 قائلا: الحسن بن عمارة ابن المضرب
أبو محمد الكوفي مولى بجيلة حدث عن الزهري والحكم بن عتيبة (ثم ذكر مشايخه، ومن روى
عنه إلى ان قال): ولى الحسن بن عمارة القضاء ببغداد في خلافة المنصور.... قلت: وذكر
هناك احاديث في توليه القضاء ثم ذكر ما ورد فيه من المدح بأنه فقيه، شيخ صالح، رجل
صدوق صالح، وغير ذلك، وما ورد فيه من الذم بأنه كذاب، وغير ذلك، ثم ذكر تاريخ وفاته
كما تقدم. الحسن بن عمر بن زيد: قال ابن داود في رجاله (115) الحسن بن عمر بن يزيد،
وأخوه الحسين (ضا) (جخ) ثقتان. قلت: الموجود في اصحاب الرضا (ع) من رجال الشيخ
(372): الحسن بن يزيد. و (373): الحسين بن عمر بن يزيد ثقة. والتوثيق يخص بأخيه
الحسين، على أن اتحاد الحسن بن يزيد مع الحسن بن عمر بن يزيد وان كان ممكنا الا أنه
لا شاهد عليه وسيأتي ذكر أخيه انشاء الله.
________________________________________
[ 333 ]
الحسن بن الفضل بن زيد اليماني كان لابيه كتاب إلى الناحية المقدسة،
ولما زار الحسن العراق، وعزم على نفسه ان لا يخرج إلا عن بينة من أمره ونجاح
بحوائجه وإن نفد ما عنده حتى يتصدق فبقى وطالت المدة ثم خاف أن يفوته الحج ثم جاء
إلى محمد بن أحمد يسئله في أمره إلى ان تشرف بزيارة مولانا الحجة صلوات الله عليه،
فنظر إليه وضحك، وقال: لا تغم فانك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما،
فاطمئن بذلك وسكن قلبه ولما ورد العسكر خرج إليه صرة فيها دنانير وثوب إلى آخر
حديثه وكان في ذلك له مكاتبة وتوقيع. ذكر حديثه بطوله المشايخ الكليني في باب مولد
الحجة (ع) ج 1 / 520 والصدوق في اكمال الدين والمفيد في الارشاد (353) وذكره الشيخ
في الغيبة ملخصا (171) ذكرناه بطوله في طبقات أصحابه (ع) وفي كتابنا أخبار الرواة.
الحسن بن القاسم ذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع) (374). وقال ابو عمرو الكشي (376):
ما روي في الحسن بن القاسم من أصحاب الرضا عليه السلام. حدثني حمدويه قال حدثنا
الحسن بن موسى قال حدثني الحسن بن القاسم قال: حضر بعض ولد جعفر (ع) الموت فأبطأ
عليه الرضا (ع) قال: فغمني ذلك لابطائه على عمه محمد (أي محمد بن جعفر (ع))
________________________________________
[ 334 ]
قال: ثم جاء، فلم يلبث أن قام قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك عمك
في الحال التي هو فيها تقوم وتدعه فقال: أين تدفن فلانا ؟ يعني الذي هو عندهم قال
فو الله ما لبثنا أن تمايل المريض ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا. قال الحسن
الخشاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به. وعنونه في جامع الرواة
ثم ذكر خبر الكشي المتقدم وقال: عنه احمد ابن محمد بن سعيد في (يب) في باب علامة
شهر رمضان. الظاهر ان رواية احمد بن محمد بن سعيد عنه مرسلة لبعد زمانهما كثيرا
والله أعلم. قلت: وتبعه غير واحد ممن تأخر بلا نكير منهم عليه. وهناك كلام من جهات.
الاولى ان ما رواه الكشي باسناده عن الحسن بن القاسم في مرض محمد بن جعفر (ع)
وعيادة ابي الحسن الرضا (ع) له ثم إخباره بوفات الباكي عليه وهو اسحاق بن جعفر (ع)
أخوه، وبرء محمد من مرضه، قد رواه الصدوق في العيون ج 2 / 206 بطريقين، والاربلي في
كشف الغمة ج 3 / 93 فيما أخبره (ع) بوقوعه عن الحسن بن أبي الحسن (ع) يعني به الحسن
بن موسى بن جعفر (ع) مع تفاوت يسير قال: وعن الحسن بن أبي الحسن قال: اشتكى عمي
محمد بن جعفر عليه السلام شكاة شديدة حتى خفنا عليه الموت، فدخل عليه أبو الحسن
الرضا (ع) ونحن حوله نبكي من بنيه، وإخوتي، وعمي اسحاق عند رأسه يبكي وهو في حالة
شديدة، فجاء فجلس في ناحية ينظر إلينا، فلما خرج تبعته فقلت له: جعلت فداك دخلت على
عمك وهو في هذا الحال ونحن
________________________________________
[ 335 ]
نبكي واسحاق عمك يبكي فلم يكن شئ، فقال لي: أرأيت هذا الذي يبكي عند
رأسه سوف يبرأ هذا من مرضه ويقوم، ويموت هذا الذي يبكي عليه، فقام محمد بن جعفر (ع)
من وجعه، واشتكى اسحاق ومات وبكى عليه محمد. ولما خرج محمد بن جعفر (ع) بمكة ودعا
لنفسه وسمى بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة ودخل عليه أبو الحسن الرضا (ع) فقال:
يا عم الحديث ثم ذكر قدوم الجلودي وانه لقيه فهزمه واستأمن إليه محمد بن جعفر ثم
صعد المنبر فخلع نفسه وقال ان هذا الامر للمأمون وليس لي فيه حق ثم خرج إلى خراسان
فمات بمرو ورواه في العيون ج 2 / 207 مع تفاوت. وقال المفيد في الارشاد (287) وتوفي
محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون الخ ثم ذكر حديث تشييع جنازته بطوله. وذكر ابو
الفرج في مقاتل الطالبيين حديث تشييع جنازته (360). الثانية ان ما رواه الكشي حسن
سندا بالحسن بن موسى الخشاب أن لم يكن قوله: (فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد
ذلك ويقول به) عولا على إخبار الحسن بن القاسم به والا فهو مجهول الحال لا يثبت ما
حكاه بقوله، هذا مع ان الخبر وان تم سنده فهو قاصر الدلالة على وثاقته إذ معرفته
بهذا الامر لا تلازم وثاقته. الثالثة ان ما ذكره في جامع الرواة واستصوبه من تأخر
بلا نكير منهم رحمهم الله من رواية الشيخ في التهذيب باسناده عن ابن عقدة عن الحسن
بن القاسم المذكور ثم التنبيه على ان روايته عنه مرسلة بحذف الواسطة، فغير مستقيم.
أما أولا فلامكان رواية ابن عقدة المولود (249) المتوفى (333) عمن أدرك أبا الحسن
الرضا (ع) حيث مضى مسموما 202، أو
________________________________________
[ 336 ]
(203)، أو 206 ولكنه مع امكانها فكون المراد بالحسن بن القاسم في الحديث
هو من ذكره الكشي لا شاهد له بل الظاهر غيره كما يأتي. وثانيا ان ما نسبه إلى
التهذيب من رواية ابن عقدة عن الحسن ابن القاسم، فغير ظاهر، إذا الموجود في الباب
المذكور منه ج 4 / 166 / 472 هكذا: أبو الحسن محمد بن احمد بن داود قال اخبرنا احمد
بن محمد ابن سعيد عن أبي الحسن بن القاسم عن علي بن ابراهيم قال حدثني احمد بن عيسى
بن عبدالله الحديث، وهكذا رواه في الوافي أيضا ولكن في الوسائل: وعنه عن احمد بن
محمد بن سعيد عن الحسين (الحسن) بن القاسم عن علي بن ابراهيم الخ. ثم ان الظاهر كون
المراد بأبي الحسن بن القاسم الذي روى عنه احمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة: هو علي
بن القاسم أبو الحسن البجلي الذي روى قرائة عليه ابن عقدة عنه عن ابي الحسن علي بن
ابراهيم بن المعلى البزاز التيمي، كما تقدم في ج 1 / 174 رواية النجاشي باسناده عن
ابن عقدة عنه عنه عن عمر بن محمد كتاب ابن ابي رافع. وهنا احتمال ثالث: وهو كون
المراد بالحسن بن القاسم في التهذيب على ما ذكره في جامع الرواة وما هو ظاهر
الوسائل ايضا بل وبأبي الحسن بن القاسم على ما هو موجود في التهذيب المطبوع وفي
الوافي الحسن ابن القاسم بن الحسين البجلي. إذ تقدم في ترجمة الحسن بن جعفر بن
الحسن (68) رواية النجاشي باسناده عن ابن عقدة قال حدثنا الحسن بن القاسم بن الحسين
البجلي قراءة عليه في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومأتين قال حدثنا محمد بن عبدالله
بن صالح البجلي الخشاب الخ. وقد تقدم في ج 1 / 176 رواية كتاب ابن أبي رافع ايضا عن
ابن عقدة عن الحسن بن القاسم عن معلى عن عمر بن محمد بن عمر الخ.
________________________________________
[ 337 ]
وروى الشيخ في الفهرست (94) باسناده عن ابن عقدة عن الحسن بن القاسم
البجلي عن علي بن ابراهيم بن المعلى التيمي عن عمر ابن محمد كتاب الاقضية لعلي بن
عبيدالله الله بن محمد بن عمر. وروى الصدوق في (معاني الاخبار) (197) عن محمد بن
ابن ابراهيم بن اسحاق قال حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن القاسم
قراءة قال حدثنا علي بن ابراهيم المعلي الخ. بل يمكن القول بأن من روى عنه ابن عقدة
في جميع هذه الموارد هو علي بن القاسم البجلي ويكنى بأبي الحسن على ما قيل به في
تكنية المسمين ب (علي) غالبا، بقرينة رواية ابن عقدة عنه وروايته عن علي بن
إبراهيم بن المعلى البزاز التيمي وعلى هذا فيلتزم بالتصحيف في جملة من هذه الاسانيد
وان (الحسن بن القاسم) فيها مصحف (أبي الحسن بن القاسم)، كما ان ما تقدم في ج 1 /
176 عنه عن الحسن بن القاسم قال حدثنا معلى الخ فيه تصحيف عن (حدثنا علي ابن
ابراهيم بن المعلى) بقرينة ما تقدم عنه قبله وعن الفهرست وغيره. هذا ما خلج ببالي
القاصر في المراد بالحسن بن القاسم في رواية التهذيب ولم أقف على من تنبه به والله
الهادي إلى الصواب. الحسن بن القاسم بن العلاء كان أبوه القاسم بن العلاء لقى مولا
أبا الحسن وأبا محمد العسكريين عليهما السلام، وقد عمر مائة وسبع عشرة سنة، وكان
صحيح العينين ثمانين سنة وحجب بعد الثمانين، ودرت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام،
ولا تنقطع عنه توقيعات مولانا صاحب الزمان
________________________________________
[ 338 ]
عليه السلام على يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده علي أبي القاسم
الحسين بن روح السفيرين قدس الله روحهما ثم انقطعت عنه مدة نحوا من شهرين ثم جائه
كتاب فيه نعيه ومعه ثياب كفنه وكان وكيلا للناحية المقدسة، وكان ابنه الحسن يشرب
الخمر فلما مرض أبوه إلتفت القاسم إليه فقال له: إن الله منزلك منزلة ومرتبك مرتبة
فاقبلها بشكر، فقال له الحسن يا أبة قد قبلتها، قال القاسم على ماذا ؟ قال: ما
تأمرني به يا أبه قال: على ان ترجع عما أنت عليه من شرب الخمر، قال الحسن: يا أبة
وحق من أنت في ذكره لارجعن عن شرب الخمر ومع الخمر أشياء لا تعرفها فرفع القاسم يده
إلى السماء وقال: اللهم ألهم الحسن طاعتك وجنبه معصيتك ثلاث مرات. ثم أوصاه وكان
فيما أوصاه أن قال: يا بني إن أهلت لهذا الامر - يعني الوكالة لمولانا فتكون قوتك
من نصف ضيعتي... فلما توفى ورد من مولانا (ع) على الحسن كتابة تعزية وفي آخره دعاء:
ألهمك الله طاعته وجنبك معصيته وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه، وكان آخره قد
جعلنا أباك اماما لك وفعاله لك مثالا. رواه الشيخ في حديث طويل في الغيبة ص 188 عن
المفيد والحسين بن عبيدالله عن محمد بن احمد الصفواني وقد أخبر بذلك بطوله فلاحظ.
________________________________________
[ 339 ]
الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب أبو علي البجلي السراد، ويقال له
الزراد نسبه: قال الكشي (360) علي بن محمد القتيبي قال حدثني جعفر بن محمد بن الحسن
بن محبوب نسبه (نسب ظ) جده الحسن بن محبوب: ان الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن
وهب، وكان وهب عبدا سنديا مملوكا لجرير بن عبدالله البجلي زرادا، فصار إلى أمير
المؤمنين عليه السلام، وسئله ان يبتاعه، فلما صح عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين
صلوات الله عليه ثم ذكر وفاته كما يأتي وقال: وكان آدم شديد الادمة أنزع سباطا.
خفيف العارضين ربعة (أربعة خ) من الرجال يجمع من وركه الايمن. قلت: فيما ذكره في
نسبه ايماء بمدح ابن محبوب بنسبه وبيته المرفوع قدرها بحسن معرفتهم بأهل البيت
وولائهم فقد خدم وهب في بيت جرير بن عبدالله البجلي الصحابي الجليل الذي ذكره ابن
عبد البر في الاستيعاب وابن حجر في الاصابة وغيره بمكانته في الصحابة وفي الاسلام
ووجاهته عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وذكره الشيخ في أصحاب النبي صلى الله
عليه وآله وكان رحمه الله ممن لم يرتد ولم يتخلف عن منهاج أمير المؤمنين عليه
السلام واختص به (ع) وكان رسوله إلى معاوية كان ذكره الشيخ في رجاله (13) والعامة
في كتبهم. وروى الطبراني عن علي عليه السلام قال فيه: (جرير منا أهل البيت).
________________________________________
[ 340 ]
ذكره في الاصابة. كل ذلك إلى أن صار وهب في خدمة أمير المؤمنين صلوات
الله عليه وعلى ذلك صار نشو هذا البيت حتى ربي الحسن بن محبوب في حجر والده محبوب
المخلص في ولاء أهل البيت (ع) وفي نشر آثارهم وعلومهم. قال الكشي: سمعت أصحابنا ان
محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكل حديث يكتبه عن علي بن رئاب درهما واحدا: قلت:
وقد روى الحسن عن ابن رئاب كثيرا. ثم أنه لم أقف لمحبوب والده ترجمة ولا رواية.
والعجب من بعض المتأخرين (قده) في تنقيح المقال قال: محبوب والد الحسن بن محبوب. لم
يعلم أن أحد المذكورين والده أو أنه غير هؤلاء وانه غير مذكور في الرجال واحتمل
بعضهم كون والد الحسن هو محبوب بن حسان المذكور ولم يثبت إنتهى. قلت: لم يذكر رحمه
الله في المسمين ب (محبوب) بن وهب ولم يحتمل أنه والد الحسن مع أنك عرفت تصريح
حفيده بنسبه. وأما محمد بن الحسن بن محبوب فقد ذكره الشيخ في أصحاب الجواد (ع)
وذكرناه في طبقات أصحابه (ع). وأما حفيده جعفر بن محمد بن الحسن بن محبوب فلم أقف
له على ترجمة ولا ذكر إلا في هذه الرواية. لقبه: قال الكشي (361): أحمد بن علي
القمي السلولي قال حدثني الحسن بن خرذاذ عن الحسن بن علي بن النعمان عن احمد بن
محمد
________________________________________
[ 341 ]
ابن أبي نصر قال قلت لابي الحسن الرضا (ع): ان الحسن بن محبوب الزراد
أتانا برسالة قال صدق. لا تقل الزراد بل قل: السراد. ان الله تعالى يقول: " وقدر في
السرد ". وقال الحميري في قرب الاسناد (160): احمد بن محمد بن أبي نصر قال سألنا
الرضا (ع): هل أحد من أصحابكم يعالج السلاح ؟ فقلت: رجل من أصحابنا زراد فقال: إنما
هو سراد أما تقرأ كتاب الله عزوجل في قول الله لداود (ع) " ان أعمل سابقات وقدر في
السرد " الحلقة بعد الحلقة. قلت: الزراد بتبدل من السين بالزاي: نسج حلق الدروع
وإدخال بعضها في بعض أو المسامير التي في الحلقة ولم يظهر الوجه في النهي المذكور
إلا إيماءا باتباع الكتاب وسنة داود ومدحا له بذلك أو انه من مهمل الاول. مولده
ووفاته: قال أبو عمرو الكشي في ترجمته: ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين
ومأتين، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة. قلت: وعلى هذا فمولده سنة تسع وأربعون ومائة
بعد وفاة أبي عبدالله الصادق (ع) والظاهر ان ذلك سبب إتهام أصحابنا الحسن ابن محبوب
كما يأتي في روايته عن أبي حمزة الثمالي المتوفي (150) عام وفاة جماعة من أصحاب
الباقرين عليهما السلام مثل زرارة وبريد ابن معاوية ومحمد بن مسلم. ثم انه لم أقف
على تحديد زمان مولده ووفاته في غير الكشي ومن
________________________________________
[ 342 ]
تبعه. والاعتماد عليه محل اشكال: أولا لقصور مستنده ففيه جعفر حفيده وهو
مهمل كما تقدم. وثانيا لمنافاته مع روايته عن أبي عبدالله (ع) كما يأتي وان كانت
أيضا ضعيفة السند، ومع روايته عن جماعة من أكابر الصادق من أصحاب السجاد والباقر
عليهم السلام مثل عبد الغفار أبي مريم الانصاري الذي قال لابي جعفر الباقر (ع) في
حديث دخوله عليه بعد ما قبل يده ورجله: وقلت: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله فما
أجد العلم الصحيح إلا عندكم، واني قد كبر سني ودق عظمي الحديث. ومثل أبي الجارود
زياد بن المنذر، ومحمد بن النعمان الاحول، وأبي الصباح الكناني، ومحمد بن اسحاق
المدني، وسدير الصيرفي، وأبي حمزة الثمالي، واضرابهم وسيأتي الكلام في ذلك. وأما ما
ذكره في وفاته فربما ينافيه بوجه ما ذكره الكشي عن نصر بن صباح: ان ابن محبوب أقدم
من ابن فضال كما يأتي وتقدم في ترجمة الحسن بن فضال (13) انه مات (224) هذا لو أريد
انه أقدم مولدا وموتا منه. ويأتي في ترجمة البزنطي قول النجاشي انه مات سنة (221)
بعد وفات الحسن بن فضال بثمانية أشهر، وعلى هذا كانت وفات ابن فضال (220) وتقدم ابن
محبوب عليه يقتضي كون وفاته ومولده قبله هذا بناءا على صحة ما ذكره حفيده في مدة
عمره فانه بلا معارض ولا ينافيه شئ. هذا ما ظهر ببالي القاصر وسيأتي الكلام في ذلك
والله العالم ولم يذكره أصحابنا في اصحاب أبي جعفر الجواد وأبي الحسن الهادي (ع) مع
انه على ما ذكره أدرك من أيام الهادي (ع) أربع سنين.
________________________________________
[ 343 ]
طبقته: قال ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 248: الحسن بن محبوب أبو علي
مولى بجيلة، روى عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى والحسن بن صالح بن حي... وروى
المفيد في الاختصاص (231) عن الحسن بن محبوب قال قلت لابي عبدالله (ع): يكون المؤمن
بخيلا ؟ قال: نعم... قلت: ظاهر مشايخ الاصحاب انه لا تصح روايته عنه (ع) اما الكشي
فلما تقدم عنه في تاريخ ولادته بعد وفاته عليه السلام وذكره في أصحاب الكاظم والرضا
عليهما السلام كما يأتي، واما البرقي فلانه ذكره في أصحاب الكاظم عليه السلام ممن
نشأ في عصره دون من أدرك أباه الصادق (ع)، واما الشيخ فمضافا إلى انه ذكره في أصحاب
الكاظم والرضا عليهما السلام دون أصحابه، انه قال في الفهرست: وروى عن ستين رجلا من
أصحاب أبي عبدالله (ع)... فان الظاهر من مدحه بروايته عنهم انه لم يرو عن ابي
عبدالله (ع) بلا واسطة. ولكن للنظر في ذلك مجال: اما ما ذكره الكشي فتقدم الكلام
فيه واما ان الكشي والبرقي والشيخ لم يذكروه في أصحابه (ع) فلان عدم الذكر لا يدل
على النفي كما هو ظاهر وقد كثر منهم عدم ذكرهم بعض أصحابه وكذا أصحاب ساير الائمة
عليهم السلام في طبقاتهم.. وانه قد ثبت كونهم من أصحابهم ونبهنا عليه في هذا الشرح
كثيرا، واما قول الشيخ انه روى عن ستين الخ. فيدفعه مضافا إلى عدم دلالته على نفي
صحبته أو روايته عنه (ع): كثرة نظائره من التنبيه على رواية بعض أصحابه
________________________________________
[ 344 ]
الذين رووا عنه عليه السلام عن أصحابه أيضا وكذا في أصحاب سائر الائمة
عليهم السلام. ثم ان حصره رحمه الله من روى عنهم من أصحابه بستين في غير محله فقد
أحصينا من روى عنه الحسن بن محبوب من أصحاب الصادق عليه السلام فزادوا على مائة وقد
ذكرناهم بأسمائهم في الطبقات، كما انه روى عن بعض أصحاب السجاد (ع) وجماعة من أصحاب
الباقر عليه السلام وروى عن هؤلاء عنهم (ع) ويطول بذكرهم وفي ما ذكرناه في محله
كفاية والله الموفق للصواب. وذكره في أصحاب الكاظم (ع) الشيخ (347) قائلا: الحسن
ابن محبوب السراد، ويقال: الزراد، مولى ثقة. والبرقي في من نشأ في عصره من أصحابه
(48) قائلا: الحسن ابن محبوب السراد، وفي (53) أيضا قائلا: الحسن بن محبوب الزراد.
قلت: تقدم اتحاد السراد والزراد فعنوانه مرتين بظاهر تعدد اللقب لفظا مع ان الثاني
مقلوب الاول في غير محله. والكشي قال في (تسمية الفقهاء من أصحاب أبي ابراهيم، وأبي
الحسن الرضا عليهما السلام (344): أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح من هؤلاء
وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه، والعلم وهم ستة نفر... (ثم ذكر منهم) الحسن بن
محبوب... (وقال): قال بعضهم مكان (الحسن بن محبوب) الحسن بن علي بن فضال... قلت:
تقدم في ج 1 / 123 التحقيق في ذلك وأيضا ذكر أصحاب الاجماع وعددهم، وتفسير الاجماع
ومعقده، والكلام في تحققه، وفي ان روايتهم عمن لم يصرح بشئ امارة الوثاقة أولا
فلاحظ وتأمل.
________________________________________
[ 345 ]
وفي المعالم (33) أبو علي الحسن بن محبوب السراد أو الزراد الكوفي مولى
بجيلة، روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام... وقد روى الشيخ باسناده عن أحمد بن
محمد عن الحسن بن محبوب قال سألت أبا الحسن (ع) عن الجص يوقد عليه الخ. رواه في
التهذيب ج 2 / 235 و / 354 ولعل المراد به أبو الحسن الرضا (ع). وذكره في اصحاب
الرضا (ع) الكشي كما تقدم، والشيخ في رجاله (372) قائلا: الحسن بن محبوب السراد
مولى بجيلة، كوفي ثقة. وقال في الفهرست (46): الحسن بن محبوب السراد، ويقال له
الزراد، ويكنى أبا علي، مولى بجيله، كوفي، ثقة، روى عن أبي الحسن الرضا عليه
السلام، وروى عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبدالله (ع)، وكان جليل القدر، ويعد في
الاركان الاربعة في عصره، وله كتب الخ. وقال ابن النديم في الفهرست (222) في كتب
المصنفة في الاصول والفقه ومشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم السلام:
كتاب الحسن بن محبوب السراد وهو الزراد من اصحاب الرضا (ع) ومحمد ابنه من بعده.
وقال أيضا في (323): الحسن بن محبوب السراد هو الزراد، من اصحاب مولانا الرضا،
ومحمد ابنه عليهما السلام وله من الكتب... وقال إبن إدريس مع ذكره في المشيخة
المصنفين، والرواة المحصلين في آخر (السرائر) (481): ومن ذلك ما استطرفناه من كتاب
المشيخة تصنيف الحسن بن محبوب السراد صاحب الرضا عليه آلاف التحية والثناء، وهو ثقة
عند أصحابنا، جليل القدر، كثير الرواية، أحد الاركان الاربعة في عصره...
________________________________________
[ 346 ]
قلت: روى الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الرضا (ع) كثيرا روى عنه عنه (ع)
جماعة منهم أحمد بن محمد بن عيسى، وابراهيم ابن هاشم واحمد بن هلال ذكرناهم في
طبقات أصحابه. ولم يذكره أصحابنا في أصحاب أبي جعفر الجواد (ع)، نعم عده ابن النديم
من أصحابه أيضا كما تقدم. مع انه بقى بعد وفات أبي الحسن الرضا (ع) (202) إلى سنة
(224) وذلك بعد وفاة أبي جعفر عليه السلام (220) وعلى هذا أدرك من أيام أبي الحسن
الهادي (ع) أربع سنين. مكانته السامية كان وجيها عند أبي الحسن الرضا (ع) كما تقدم
عن الكشي وغيره ما يدل عليه، وصدقه فيما أتى به، وكان صاحبه كما ذكره إبن إدريس.
وكان ممن اجمع اصحابنا على تصحيح ما يصح عنه، وعلى تصديقه والاقرار له بالفقه،
والعلم. ذكره الكشي، وكان جليل القدر، ويعد في الاركان الاربعة في عصره. ذكره الشيخ
وإبن إدريس وجماعة ممن تأخر يعني كان بمنزلة زرارة ومحمد بن مسلم من الاركان
الاربعة في عصرهم. وقد وثقه الشيخ في أصحاب الكاظم والرضا من رجاله وفى الفهرست
وقال إبن ادريس ثقة عند أصحابنا... وقال الاربلي في كشف الغمة ج 3 / 337: ومن جملة
ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد... وقال في الخلاصة: ثقة
عين إلى آخر ما ذكره الشيخ. وقال النجاشي
________________________________________
[ 347 ]
في ترجمة جعفر بن عبدالله رأس المدرى: وروى جعفر عن جلة أصحابنا مثل
الحسن بن محبوب... وقد روى الاصول والكتب المصنفة عن مصنفيها كثيرا كما في النجاشي
والفهرست كما روى عن أصحاب الائمة عليهم السلام كثيرا وكان عارفا بالحديث ورواته.
وبالجملة جلالة إبن محبوب في أصحابنا مما لا تنكر ولم يطعن عليه بشئ من مذهبه
ووثاقته ومشايخه وكتبه بل عد من روى عنه من الثقات على اشكال تقدم في مقدمة هذا
الشرح نعم توجد مناقشات ونوادر حول رواياته نشير إليها. مناقشات ونوادر في رواياته
توجد في كلمات أصحابنا مناقشات حول روايات الحسن بن محبوب ربما نشأت كلها عن خفاء
مولده ووفاته فتارة نوقش في روايته عن الحسن بن فضال، وأخرى في روايته عن أبي حمزة
الثمالي، أو ابن أبي حمزة البطائني على خلاف يأتي، وثالثة في رواية احمد بن محمد بن
عيسى الاشعري عن ابن محبوب. اما الاولى فقال الكشي في ترجمته (361): قال نصر بن
الصباح: إبن محبوب لم يكن يروي عن إبن فضال، بل هو أقدم وأمتن... قلت: وفيما ذكره
نظر: أولا بأن الكشي والنجاشي وغيرهما قد طعنوا في إبن الصباح بالغلو بلا توثيقهم
له. وثانيا ان ابن فضال ليس مطعونا بوجه يتنزه ويقدس مقام ابن
________________________________________
[ 348 ]
محبوب من روايته عنه مع عظم قدره وجلالته وثقته وورعه عند الطائفة وقد
عده بعضهم من أصحاب الاجماع بدل إبن محبوب. والطعن فيه بمذهبه وأنه فطحي ففي غير
محله إذ تقدم في ترجمته انه مات وقد قال بالحق، على أنا قد أمرنا بالاخذ بما رواه
ثقات الفطحية وطرح آرائهم مع انه لا بأس بالرواية عن ثقاتهم، وعن ثقات سائر أصحاب
المذاهب الباطلة، كما انه روى إبن محبوب عن ثقاتهم كما يأتي. وإن أراد انه أقدم
طبقة منه فانه من أصحاب الكاظم (ع) دونه حيث لم يذكره الكشي في أصحابه وتبعه
النجاشي في ذلك كما تقدم ففيه أنه إن سلم فلا يمنع روايته عنه وقد كثرت رواية أكابر
أصحاب امام عن أصاغر أصحابه. وإن أراد انه أقدم مولدا ووفاتا فمع انه محل منع كما
تقدم ففيه ان التقدم بهذه المدة اليسيرة لا يمنع عن الرواية عنه وهذا واضح. هذا في
المناقشة الاولى في رواياته. واما الاخيرتين فيأتي التحقيق فيهما في ترجمة احمد بن
محمد بن عيسى تبعا للماتن رحمه الله فانتظره. كتبه: قال إبن النديم (323): وله من
الكتب: كتاب التفسير، كتاب النكاح، كتاب الفراض، والحدود، والديات، وقال الشيخ في
الفهرست (47): له كتب كثيرة منها: كتاب المشيخة، وكتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب
الفرائض، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب النوادر نحو ألف ورقة. وزاد إبن
________________________________________
[ 349 ]
النديم عنه كتاب التفسير، كتاب العتق. رواهما أحمد بن محمد بن عيسى،
وغير ذلك. أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من أصحابنا عن أبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه القمي عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن الهيثم بن أبي مسروق، ومعاوية
بن حكيم، واحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب. وأخبرنا ابن أبي جيد عن ابن
الوليد عن الصفار عن احمد بن محمد، ومعاوية بن حكيم، والهيثم بن أبي مسروق كلهم عن
الحسن إبن محبوب. وأخبرنا بكتاب المشيخة قراءة عليه احمد بن عبدون عن علي بن محمد
بن الزبير عن الحسين بن عبدالملك الازدي عن الحسن بن محبوب. وله كتاب المراح
(المزاج - المزاح - خ) أخبرنا احمد بن عبدون عن أبي طالب الانباري عن حميد بن زياد
عن يونس بن علي العطار عن الحسن بن محبوب. قلت: أما الاول من طرقه فهو صحيح بلا
كلام، والثاني صحيح بناءا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخ النجاشي، والثالث صحيح
بناءا على وثاقة إبن الصلت من مشايخه، والرابع ضعيف بالحسين بن عبدالملك الازدي فلم
يصرح بشئ على اشكال في ابني الزبير وعبدون، والخامس ضعيف بيونس بن علي العطار فلم
يصرح بتوثيق. وروى الصدوق في المشيخة (112) عن محمد بن موسى بن المتوكل (رض) عن
عبدالله بن جعفر الحميري، وسعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن
محبوب. قلت: طريقه صحيح على الاظهر بابن المتوكل كما قد وثقهما
________________________________________
[ 350 ]
العلامة وإبن داود. وذكر ابن شهر اشوب في المعالم (33) هذه الكتب جميعها
وزاد عليها: كتاب (معرفة رواة الاخبار). ثم ان كتاب المعروف ب (المشيخة) كان
مشهورا معتمدا عند الاصحاب. قال الاربلي في كشف الغمة: وقد صنف المشيخة الذي هو في
أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة. وقال
الحلي في آخر السرائر بعد استطراف جملة من أخباره: وتمت الاحاديث المنتزعة من كتاب
الحسن بن محبوب السراد الذي هو كتاب المشيخة، وهو كتاب معتمد. وقال النجاشي في جعفر
بن بشير: " له كتاب المشيخة مثل كتاب الحسن بن محبوب إلا أنه أصغر منه ". ثم ان
كتاب المشيخة لم يكن مبوبا لا على أبواب الفقه ولا على أسماء أصحاب الاصول المأخوذ
منها والرواة عن الائمة لكن بوبه على معاني الفقه وأبوابه داود بن كورة القمي كما
يأتي في ترجمته، وبوبه على أسماء الشيوخ الذين أخذ عنهم احمد بن الحسين بن عبدالملك
الاودي الثقة كما يأتي.
________________________________________
[ 351 ]
الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن أشناس أبو علي البزاز ذكره الخطيب
في تاريخه ج 7 / 425 وقال مولى جعفر المتوكل ويكنى ابا علي ويعرف بابن الحمامي
البزاز. ثم ذكر مشايخه وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان سماعه صحيحا الا أنه كان
رافضيا خبيث المذهب، وكان له مجلس في داره بالكرخ يحضره الشيعة، ويقرأ عليهم مثالب
الصحابة، والطعن على السلف، وسألته عن مولده فقال: في شوال من سنة تسع وخمسين
وثلثمائة، ومات في ليلة الاربعاء الثالث من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة،
ودفن في صبيحة تلك الليلة في مقره باب الكناس. وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1
/ 521 وابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 254 وقالا: الحسن بن محمد بن أشناس المتوكلي
الحمامي.. ثم ذكرا ما ذكره الخطيب ملخصا. وذكره العلامة (ره) في الاجازة الكبيرة في
مشايخ شيخ الطائفة من الخاصة. وقال شيخ شيخنا رحمه الله في خاتمة المستدرك في مشايخ
الشيخ ج 3 / 510: (لح) أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد ابن أشناس البزاز
الفقيه المحدث الجليل المعروف بابن أشناس، وتارة بابن الاشناس البزاز، وتارة بالحسن
بن اسماعيل بن أشناس والكل واحد وهو صاحب عمل ذي الحجة الذي نقل عنه بخط مصنفه
السيد ابن طاووس في الاقبال الخ.
________________________________________
[ 352 ]
قال ابن طاووس في أعمال يوم المباهلة من كتاب الاقبال (714): روينا ذلك
بالاسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلى أبي المفضل محمد بن عبدالمطلب الشيباني
رحمه الله من كتاب المباهلة ومن أصل كتاب الحسن بن اسماعيل بن أشناس من كتاب عمل ذي
الحجة.... وقال في (532) في فضل ذي الحجة: وجدنا ذلك في كتاب عمل ذي الحجة تأليف
أبي علي الحسن بن محمد بن اسماعيل بن أشناس البزاز من نسخة بخطه تاريخه سنة سبع
وثلاثين وأربعمائة، وهو من مصنفي أصحابنا رحمهم الله... وعنونه ايضا نحوه (552)
وزاد بعد اسماعيل: (بن محمد)، وترحم عليه. وقال إبن إدريس في ميراث المجوس من
سرائره (409) عند ذكره السكوني: وله كتاب يعد في الاصول، وهو عندي بخطي كتبته من خط
ابن أبي اشناس البزاز وقد قرئ على شيخنا أبي جعفر وعليه خطه اجازة وسماعا لولده...
وفى أمل الامل بعد ذكره: كان عالما فاضلا، وثقه السيد علي ابن طاووس في بعض
مؤلفاته. وكان من كتبه: كتاب (عمل ذي الحجة) ذكره إبن طاووس كتاب (الكفاية في
العبادات)، (الاعتقادات)، (الرد على الزيدية) ذكرها صاحب أمل الامل. روى الحسن بن
أشناس عن جماعة روى عنهم في الاقبال منهم احمد بن محمد بن عبدالله بن عياش الجوهري
(714)، ومحمد بن عبدالمطلب ابو المفضل الشيباني، واحمد بن محمد (534) وابو الفتح
البرأس حدثه إملاءا (545)، والحسين بن احمد بن المغيرة
________________________________________
[ 353 ]
ابو عبد الله الثلاج (533)، وإبن أبي الثلج الكاتب (533). وذكر الخطيب
جماعة من مشايخه من العامة. الحسن بن محمد بن بابا القمي ذكره الشيخ في أصحاب
الهادي (ع) (414) وقال: القمي غالي، وفي أصحاب العسكري (ع) (430) وقال: غالي. وذكره
الكشي في الغلاة في عصر الامام الهادي (ع) (323) وروى اخبارا في ذمومه واللعن عليه
والبرائة منه وأنه من الكذابين ونحوه في ترجمة فارس بن حاتم القزويني (327) وقد
أوردنا ما ورد فيه من الذموم في كتابنا في أخبار الرواة. وروى في التهذيب ج 6 / 81
/ 159 باسناده عن الخيبري عن الحسن بن محمد القمي قال قال لي الرضا (ع): من زار قبر
أبي ببغداد الحديث. ويحتمل الاتحاد فلاحظ. الحسن بن محمد بن الحسن القمي صاحب تاريخ
(قم) ذكر أصحابنا المتأخرون ومنهم صاحب رياض العلماء: انه من أكابر قدماء علماء
الاصحاب، ومن أجلاء القميين، ومن قدماء علمائهم عاصر شيخنا الصدوق، وروى عن الحسين
بن علي بن بابويه أخي الصدوق المتقدمة ترجمته بل، وعن الصدوق، وألف كتابه (تاريخ
قم) سنة 378 باسم الوزير الصاحب بن عباد المتقدم ذكره بترجمة، وأطراه في أوله
بصفحات وان شئت تفصيل ترجمته فراجع كتب صاحب
________________________________________
[ 354 ]
(الذريعة) وأعيان الشيعة وغيرها من كتب التراجم. الحسن بن محمد الداعي
بالخبر ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم (ع) من رجاله (464) وقال: روى عنه حميد. وفي
الفهرست أيضا (50) وقال: له نوادر، رويناه بالاسناد الاول (أحمد بن عبدون عن
الانباري) عن حميد عنه. قلت: طريقه موثق بحميد على كلام في وثاقة ابن عبدون شيخ
النجاشي. الحسن بن محمد السراج ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (464)
وقال: روى عنه حميد. وأيضا في الفهرست (50) وقال: له نوادر، رويناها بالاسناد الاول
(احمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عن ابن نهيك عنه. قلت: طريقه موثق بحميد
كسابقه الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
(ع) الجواني وقد اشهده أبو جعفر الجواد عليه السلام على وصيته إلى إبنه علي (ع)
بنفسه وإخوته سنة (220) رواها في أصول الكافي ج 1 / 325
________________________________________
[ 355 ]
في النص على أبي الحسن الهادي (ع). وكان ابوه محمد الجواني (منسوب إلى
الجوانية قرية بالمدينة) ابن عبيد الله الاعرج المتوفي في حياة أبيه الحسين أيام
الكاظم (ع) وصي أبيه. وكان كريما جوادا، توفي وهو ابن إثنتين وثلاثين سنة. ذكره في
عمدة الطالب (319) وسر السلسلة (71). والظاهر ان محمدا بقى إلى أيام أبي الحسن
الرضا (ع) وانه المراد بالجواني الذي خرج معه إلى خراسان. قال الكشي (314) عن
حمدويه وابراهيم قالا حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى قال: كان الجواني خرج مع أبي
الحسن إلى خراسان وكان من قرابته. فما في الخلاصة (97) في علي بن ابراهيم بن محمد
بن الحسن ابن محمد الجواني بن عبيد الله الاعرج: " خرج مع أبي الحسن (ع) إلى خراسان
" ففي غير محله. ويأتي ترجمة علي بن ابراهيم هذا حفيد الحسن بن محمد الجواني رقم
(686). ثم ان الموجود في الكافي في نسبه (عبدالله بن الحسن بن علي) الا ان الصحيح:
عبيد الله بن الحسين كما لا يخفى على من راجع كتب الانساب مثل عمدة الطالب وسر
السلسلة وغيرهما. وتمام الكلام في ذلك وفيما ورد في الحسن بن محمد الجواني في
كتابنا في أخبار الرواة. وكان الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد العلوي
الجواني من مشايخ المفيد روى عنه في اماليه (52) وغيره وفي الاقبال (539).
________________________________________
[ 356 ]
الحسن بن محمد بن عمران روى الكشي في ترجمة زكريا بن آدم (366) كتابا
ورد عنه عليه السلام في وفات زكريا بن آدم وفى آخره: وذكرت الرجل الموصى إليه، ولم
تعرف فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت، يعني الحسن بن محمد بن عمران.
ورواه المفيد في الاختصاص (87) نحوه. والظاهر ان الكتاب ورد من أبي جعفر الجواد (ع)
فقد مات زكريا بن آدم في أيامه والحديث يدل على وجاهة الحسن بن محمد عنده إلا انه
قاصر سندا بالارسال بابهام الواسطة، بل وبغيره أيضا في طريق الكشي. الحسن بن محمد
بن قطاء الصند لاني وكيل الوقف بواسط ذكره الصدوق في الاكمال (469) وفيه ما يدل على
وجاهته وتفصيل خبره في كتابنا في أخبار الرواة. الحسن بن محمد بن الوجناء أبو محمد
النصيبي كان من أصحاب أبي محمد العسكري (ع) ذكرناه في طبقات أصحابه (ع)، وقد حج
أربع وخمسين حجة وفيها تشرف بزيارة مولانا الحجة أرواحنا فداه وصادر ضيفا له (ع
وموردا لعنايته. ويأتي في ترجمة محمد بن أحمد بن عبدالله بن مهران بن خانبة
________________________________________
[ 357 ]
رواية النجاشي عن شيخه ابن نوح عن الصفواني عنه قال كتبنا إلى أبي محمد
عليه السلام نسأله أن يكتب أو يخرج إلينا كتابا نعمل به فأخرج إلينا كتاب عمل
الحديث. والظاهر أنه المراد بأبي محمد بن الوجناء فيما رواه الصدوق في الاكمال باب
47 ذكر من شاهد القائم عليه السلام ورآه وكلمه (417) عن محمد بن محمد الخزاعي رضي
الله عنه عن أبي علي الاسدي عن أبيه محمد بن أبي عبدالله الكوفي في جماعة ممن وقف
على أنهم شاهدوه ووقفوا على معجزاته (ع) من الوكلاء ومن غيرهم فعدهم من رجال البلاد
ثم قال: (ومن نصيبين أبو محمد الوجناء). وروى أيضا بعد الحديث المتقدم باسناده عن
سليمان بن إبراهيم الرقي قال حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي قال: كنت ساجدا
تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني
محرك فقال: قم يا حسن بن وجناء النصيبي الحديث بطوله وفيه ذكر تشرفه بزيارة إمامنا
أرواحنا فداه بتفصيله ذكرناه في طبقات أصحابه، وفي أخبار الرواة. قلت: في سند
الخبرين رجال غير مذكورين بشئ. وقد عد أبو عبد الله بن الوجناء في رواية الغيبة
(226) من وجوه الشيعة وأكابرهم الذين إجتمعوا حول العمري السفير في مرضه. ويأتي
الكلام في إتحاد الحسن بن علي بن الوجناء النصيبي المتقدم، والحسن بن محمد بن
الوجناء والحسن بن الوجناء، وأبي عبدالله بن الوجناء، وإبن الوجناء على ما في
الكافي فانتظر.
________________________________________
[ 358 ]
الحسن بن مسكان ابن أخي جابر الجعفي ذكره إبن إدريس فيما إستطرفه في آخر
السرائر من كتاب محمد إبن علي بن محبوب (484) قال: أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن فضالة عن حسين بن عثمان عن ابن مسكان " وقال محمد بن إدريس: وإسم إبن مسكان
الحسن وهو إبن أخي جابر الجعفي غريق في الولاء لاهل البيت عليهم السلام " عن محمد
بن مسلم قال سألته الحديث. قلت: روى المشايخ بهذا الاسناد عن ابن مسكان عن محمد بن
مسلم كثيرا كما في يب ج 2 / 52 وفي الكافي ج 2 / 70 باب الزانية، وأيضا بهذا
الاسناد عنه عن الحلبي كما في ج 2 / 234 وج 3 / 242، وفي الكافي ج 1 / 93 و / 121،
وأيضا عن أبي بصير كما في التشهد في الركعتين من الكافي ج 1 / 93، وايضا عن عنبسة
بن مصعب كما في الكافي ج 1 / 93 ويب ج 2 / 93 و / 176 و / 179 وغير ذلك، وأيضا عن
محمد بن مضارب (يب ج 292 / 309 وصاج 1 / 400)، وأيضا عن محمد بن جعفر (الكافي في
صوم الحائض ج 1 / 200)، ومواضع أخر من روايتهم بهذا الاسناد عن إبن مسكان عنهم وعن
غيرهم من أصحاب الائمة عليهم السلام ممن يطول بذكرهم وقد ذكرناهم في الطبقات. ثم أن
الظاهر من أصحابنا أن المراد بابن مسكان في هذه الموارد وأمثالها هو عبدالله بن
مسكان بقرينة رواية حسين بن عثمان عنه وروايته عن هؤلاء
________________________________________
[ 359 ]
وهذا محل نظر لعدم الوقوف فيما أحضره على رواية المشايخ بهذا الاسناد عن
عبدالله عنهم وإنما المذكور في الروايات (إبن مسكان) وما كان لهم رواية بهذا
الاسناد عن عبدالله بن مسكان عن الحسن ابن مسكان أيضا فحمل ما كان بهذا الاسناد عن
إبن مسكان عنه على ذلك بلا شاهد محل منع مع عدم إستحالة روايتهم عن الحسن بن مسكان
الجعفي عنه وهذا يحتاج إلى تأمل والله الهادي. ولم أقف على من تنبه على ذلك نعم عن
المجلسي حكاية كلام إبن إدريس المتقدم ولكن ذكر (الحسين) مكبرا وذكره في تنقيح
المقال مع ذكره كلام إبن الغضائري في الحسين بن مسكان الاتي. ولكنه محل نظر لاحتمال
التصحيف في كلامه المحكي أولا، ولتعددهما ولو سلم عدم التصحيف لاختلاف الحسين بن
مسكان ابن أخي جابر الجعفي المذكور مع الحسين بن مسكان الذي يروى عنه جعفر بن محمد
بن مالك الفزاري الذي ذكره إبن الغضائري عنوانا وطبقة كما لا يخفى وتمام الكلام
هناك. الحسن بن موسى الحناط الكوفي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (168). وفي
الفهرست 49 / 161: الحسن بن موسى، له أصل، أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن
الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابي عمير عن الحسن بن موسى. قلت: يحتمل كونه
أخا الحسين بن موسى بن سالم الحناط المتقدم ص 63 فلاحظ، كما يحتمل كون (الحسن) مصحف
(الحسين).
________________________________________
[ 360 ]
ثم ان طريق الفهرست صحيح بناءا على وثاقة ابن ابي جيد من مشايخه ومشايخ
النجاشي. وفي التهذيب ج 2 / 10 سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن
فضال عن هارون بن مسلم عن الحسن بن موسى الحناط قال: خرجنا أنا، وجميل بن دراج،
وعائذ الاحمسي حجاجا فكان عائذ كثيرا ما يقول لنا في الطريق: إن لي إلى أبي عبدالله
(ع) حاجة أريد أن أسأله عنها فأقول: حتى نلقاه، فلما دخلنا عليه سلمنا وجلسنا فأقبل
علينا بوجهه مبتدءا فقال: من أتى الله بما افترض عليه لم يسأله عما سوى ذلك فغمزنا
عائذ، فلما قمنا قلنا: ما كانت حاجتك ؟ قال: الذي سمعتم. قلنا كيف كانت هذه حاجتك ؟
فقال: أنا رجل لا أطيق القيام بالليل فخفت ان أكون مأخوذا به فأهلك. الحسن بن النضر
القمي ابو عمرو الكشي في احمد بن ابراهيم أبي حامد المراغي (331) عن علي بن قتيبة
عن أبي حامد المراغي في توقيع، ورقعة خرجت من الناحية المقدسة، إلى محمد بن احمد بن
جعفر القمي العطار في جواب كتابه ويأتي انشاء الله تمامه في ترجمتهما من هذا الشرح
قال: وكتب رجل من اجل إخواننا يسمى الحسن بن النضر (خ ط. النظرة) بما خرج في ابي
حامد. وانفذه إلى ابنه من مجلسنا يبشره بما خرج... وقال العلامة في الخلاصة (41)
الحسن بن النضر، قال الكشي: انه من اجلاء إخواننا. الكافي ج 1 / 517 / 4 باب مولد
الصاحب (ع): علي بن محمد عن سعد بن عبدالله قال: ان الحسن بن النضر، وأبا صدام،
وجماعة.
________________________________________
[ 361 ]
تكلموا بعد مضي ابي محمد (ع) فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص فجاء
الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال: اني اريد الحج، فقال له أبو صدام: أخره هذه
السنة، فقال له الحسن (ابن النضر): إني أفزع في المنام ولا بد من الخروج وأوصى إلى
أحمد بن يعلي بن حماد، وأوصى للناحية بمال، وأمره أن لا يخرج شيئا الا من يده إلى
يده بعد ظهوره (ع) قال: فقال الحسن: لما وافيت بغداد إكتريت دارا فنزلتها فجائني
بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلفها عندي، فقلت له ما هذا ؟ قال هو ما ترى، ثم جاءني
آخر بمثلها، وآخر حتى كبسوا الدار، ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه
فتعجبت، وبقيت متفكرا، فوردت علي رقعة الرجل (ع): إذا مضى من النهار كذا وكذا فأحمل
معك، فرحلت وحملت ما معي وفى الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه
وسلمني الله منه، فوايت العسكر ونزلت، فوردت علي رقعة: أن احمل ما معك، فعبيته في
صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم، فقال: أنت الحسن بن النضر قلت:
نعم، قال: ادخل، فدخلت بيتا، وفرغت صنان الحمالين وإذا في زاوية البيت خبز كثير
فأعطي كل واحد من الحمالين رغيفين واخرجوا وإذا بيت عليه ستر فنوديت منه: يا حسن بن
النضر ! احمد الله على ما من به عليك ولا تشكن فود الشيطان إنك شككت واخرج إلي
ثوبين وقيل: خذها فستحتاج إليهما، فأخذتهما وخرجت. قال سعد: فانصرف الحسن بن النضر،
ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين. وروى الصدوق في الاكمال (417). فيمن رأى الحجة
(ع) وشاهده وكلمه عن محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي الاسدي
عن ابيه محمد بن ابي عبدالله الكوفي انه ذكر عدد من انتهى
________________________________________
[ 362 ]
إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (ع) ورآه ثم ذكر جماعة من الوكلاء
ومن غيرهم من اهل البلدان إلى ان قال: ومن قم: الحسن بن النضر... تنبيه - ربما
يحتمل اتحاد الحسن بن النضر مع الحسن بن النضر الارمني على ما في بعض الروايات بل
وعلى فرض اتحادهما احتمل الاتحاد مع الحسن التفليسي أبي محمد، وفي ذلك نظر: فان
الموجود في التهذيب ج 1 / 110 الحسين بن النضر الارمني ورواه في الاستبصار 1 / 102
والنسخ اختلفت ففي بعضها الحسن مكبرا وكذلك في عيون الاخبار ج 2 / 82 لكن لم يذكر
(الارمني) وله روايات عن ابي الحسن الرضا (ع) ذكرناها في الطبقات وبالجملة الاتحاد
لا شاهد له، كما لا اعتبار بما قيل في وجه اتحاد الارمني مع التفليسي ابي محمد
وذكره البرقي في أصحاب الكاظم عليه السلام (51)، وله رواية عن أبي الحسن وعن ابي
الحسن الرضا عليهما السلام ذكرناه برواياته في طبقات أصحابهما ولعله يأتي في تذييل
باب الحسين. الحسن بن النضر ابو عوان الابرش ذكره الشيخ في أصحاب العسكري عليه
السلام (430). وذكره ابو عمرو الكشي (353) بعنوان (ابي عون الابرش)، وظاهره انه من
اصحاب ابيه (ع) ايضا وروى خبرين في ذمه وإخبار أبي محمد العسكري (ع) بموته كافرا
بعدما يتغير عقله ثم ذكر إبتلائه بذلك وسوء أمره وقد ذكرنا في الشرح على الكشي قصور
الخبرين سندا، وأوردناهما
________________________________________
[ 363 ]
في كتابنا في أخبار الرواة. تنبيه ربما يظهر من بعض المتأخرين في
المجمع: إتحاد ابي عوان الابرش مع الحسن بن النضر القمي المتقدم، لكنه في غير محله
فذاك الممدوح السعيد متأخر أمره عن هذا الذي مات شقيا ولعمري ان توهم الاتحاد من
مثله غريب، الحسن بن النظرة روى الكشي في احمد بن ابراهيم أبي حامد المراغي (331)
عن علي بن قتيبة عنه توقيعا ورد من الناحية المقدسة فيه إلى ان قال: وكتب رجل من
اجل إخواننا يسمى الحسن بن النظرة بما خرج في أبي حامد، وأنفذه إلى إبنه من مجلسنا
يبشره بما خرج... قلت: تقدم ذكره (360) الحسن بن هارون الدينوري روى الصدوق (ره) في
الاكمال باب 47 / 417 عن محمد بن محمد الخزاعي (رض) عن أبي علي الاسدي عن أبيه محمد
بن أبي عبدالله الكوفي اسماء من وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه، وعده منهم منهم
بقوله: ومن الدينور حسن بن هارون، واحمد ابن أخيه، وأبو الحسن...
________________________________________
[ 364 ]
الحسن بن هارون بن عمران أبو محمد الهمداني كان وكيل الناحية المقدسة
بهمدان وكان بهمدان في وقته وكلاء للناحية وكانوا يرجعون إلى الحسن بن هارون وعن
رأيه يصدرون ومن قبله عن رأي ابيه ابي عبدالله هارون الوكيل. رواه النجاشي باسناده
في ترجمة محمد بن ابراهيم بن محمد الهمداني رقم (930) وتمام الكلام فيه يأتي هناك
ان شاء الله. الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري التابعي كان ابواه مملوكين
من سبايا ميسان فاعتقا. ذكره ابن سعد في الطبقات ج 7 / 156، وكانت ولادته بالمدينة
المنورة لسنتين بقيتا من خلافة عمر. ذكره ابن سعد في الطبقات، وابن خلكان في
الوفيات ج 1 / 355 واليافعي في مرآت الجنان ج 1 / 229 وغيرهم. وروى ابن سعد باسناده
عن حميد بن هلال قال قال لنا ابو قتادة عليكم بهذا الشيخ، يعني الحسن بن أبي الحسن
فأني والله ما رأيت رجلا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه ورواه بأسناد آخر عن مورق
عنه نحوه. وخرج إلى البصرة وبها سمع عن أمير المؤمنين علي عليه السلام حديث الاسباغ
في الوضوء. فروى المفيد في الامالي في المجلس الرابع عشر (77) باسناده عن أبي نصر
المخزومي عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب (ع) مر بي وأنا أتوضأ،
________________________________________
[ 365 ]
فقال: يا غلام أحسن وضوئك يحسن الله إليك ثم جازني. الحديث. ورواه
الطبرسي في الاحتجاج ج 1 / 250 بتفصيله عن ابن عباس قال: لما فرغ علي (ع) من قتال
أهل البصرة وضع قتبا على قتب ثم صعد عليه فخطب (إلى أن قال): ثم نزل يمشي بعد فراغه
من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن أسبغ الوضوء فقال يا
أمير المؤمنين لقد قتلت بالامس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله يصلون الخمس ويسبغون الوضوء، فقال له أمير المؤمنين عليه
السلام قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا ؟ فقال: والله لاصدقنك يا أمير
المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فأغتسلت وتحنطت وصببت على سلاحي وأنا لا أشك في أن
التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني
مناد: (يا حسن إلى أين ؟ إرجع فان القاتل والمقتول في النار) فرجعت ذعرا وجلست في
بيتي، فلما كان في اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر
فتحنطت وصببت على سلاحي وخرجت على سلاحي وخرجت أريد القتال حتى انتهيت إلى موضع من
الخريبة فناداني مناد من خلفي: " يا حسن إلى أين ؟. مرة أخرى فان القاتل والمقتول
في النار " قال علي (ع): صدقك أفتدري من ذلك المنادي ؟ قال: لا. قال (ع): ذاك أخوك
إبليس وصدقك أن القاتل والمقتول منهم في النار، فقال الحسن البصري الان عرفت يا
أمير المؤمنين ان القوم هلكى. وعن أبي يحيى الواسطي قال لما إفتتح أمير المؤمنين
(ع) إجتمع الناس عليه ومنهم الحسن البصري ومعه الالواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين
عليه السلام بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين (ع) بأعلى صوته:
________________________________________
[ 366 ]
ما تصنع ؟ فقال: نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين عليه
السلام: أما أن لكل قوم سامري وهذا سامري هذه الامة أما أنه لا يقول: لا مساس ولكن
يقول: لا قتال. روى الصدوق في أماليه في المجلس السابع والستين ص 389 باسناده عن
سعد عن الحسن البصري انه بلغه ان زاعما يزعم انه ينتقص عليا (ع) فقام في أصحابه
يوما، فقال: لقد هممت أن أغلق بابي ثم لا اخرج من بيتي حتى يأتيني اجلي بلغني ان
زاعما منكم يزعم أني انتقص خير الناس بعد نبينا صلى الله عليه وآله وأنيسه (ثم ذكر
فضائل علي (ع) وقال:) فكيف أقول فيه ما يوبقني، وما أحد أعلمه بحد فيه مقالا فكفوا
عنا الاذى وتجنبوا طريق الردى. وروى أيضا في المجلس الحادي والخمسين (280) باسناده
عن أبي مسلم عن الحسن البصري عن ام سلمة رضي الله عنها حديثا في فضل علي (ع) وفيه
قال الحسن البصري بعد سماعه الحديث: الله اكبر اشهد ان عليا مولاي ومولى المؤمنين.
ثم ذكر انه سمع ما سمعه من ام سلمة من انس بن مالك أيضا. قلت: هذان الخبران مع
قصورهما سندا لا يعارضان ما ورد فيه من الذموم كما ان ذكره فضائل علي (ع) لا ينافي
مخالفاته معه فلاحظ. مذهبه كان عاميا يقول بالقدر بل هو من أركان القدرية. روى ابن
سعد في الطبقات في ترجمته عن ابي هلال قال: سمعت حميدا وأيوب يتكلمان فسمعت حميدا
يقول لايوب: لوددت انه قسم
________________________________________
[ 367 ]
علينا غرم وان الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به، قال أيوب: يعني في القدر.
وعن حماد عن أيوب قال: لا اعلم أحدا يستطيع ان يعيب الحسن إلا به. وعنه عن أيوب
قال: أنا نازلت الحسن في القدر غير مرة حتى خوفته بالسلطان... قلت: الاخبار الواردة
في ذموم القدرية كثيرة جدا اوردناها في اخبار المذاهب الباطلة. منع البصري عن
الخروج على الحجاج روى ابن سعد في الطبقات ج 7 / 163 باسناده عن سليمان بن علي
الربعي ان عقبة بن عبد الغافر وابا الجوزاء وعبد الله بن غالب في نفر من نظرائهم
انطلقوا فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي
سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل ؟ قال: وذكروا من فعل
الحجاج، قال فقال الحسن: أرى ان لا تقاتلوه فانها ان تكن عقوبة من الله فما انتم
برادي عقوبة الله بأسيافكم، وان يكن بلاءا فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير
الحاكمين... وعن ابي التياح في حديث قال: فكان الحسن ينهي عن الخروج على الحجاج
ويأمر بالكف... ودخل الحجاج بن يوسف الجامع يوما ورآى فيه حلقات متعددة فأم حلقة
الحسن فجلس إلى جنبه فلما كان في آخر المجلس قال الحجاج: صدق الشيخ عليكم بهذه
المجلس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا مررتم
________________________________________
[ 368 ]
برباض الجنة فارتعوا. ذكره اليافعي في مرآت الجنان في ترجمته ج 1 / 231
وكان له جائزة من ابن هبيرة الفزاري والي يزيد بن عبدالملك على العراق ذكرها
الجمهور في التاريخ والتراجم منهم المسعودي في مروج الذهب ج 3 / 22، واليافعي في
مرآت الحنان ج 1 / 230 وابن خلكان في الوفيات ج 1 / 354. زهده: قد وصف الحسن البصري
في كلام جماعة من غير أصحابنا بالزهد كما وصف إبن سيرين بالورع ذكره إبن سعد وذكره
أبو نعيم في حليته الاولياء ج 2 / 131 وقال فيه: أليف الهم والشجن، عديم النوم
والوسن.... ولذلك عدوه من الزهاد الثمانية. لكن قال أبو عمر والكشي في رجاله (64):
علي بن محمد بن قتيبة قال: سئل أبو محمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال:
(إلى أن قال) والحسن (يعني الحسن البصري) كان يلقي أهل كل فرقة بها يهون، ويتصنع
للرئاسة، وكان رئيس القدرية.... قلت: وصنف الفضل بن شاذان من أجلة أصحابنا الفقهاء
والمتكلمين كتابا في الرد على الحسن البصري في التفضيل. ذكره النجاشي في ترجمته.
وذكره إبن النديم في الفهرست (274) في الزهاد والعباد والمتصرفة المتكلمين على
الخطرات والوساوس ثم قال: قال محمد بن اسحاق: قرأت بخط أبي محمد جعفر الخلدي، وكان
رئيسا من رؤساء المتصوفة ورعا زاهدا، وسمعته يقول: ما قرأته بخطه: أخذت عن أبي
القاسم
________________________________________
[ 369 ]
الجنيد بن محمد وقال لي: أخذت عن أبي الحسن السري بن المغلس السقطي
وقال: أخذ السري عن معروف الكرخي وأخذ معروف الكرخي عن فرقد السنجي، وأخذ فرقد عن
الحسن البصري وأخذ الحسن عن أنس بن مالك.... الحسن البصري وحديثه: قال إبن حجر في
المحكى عن التقريب: وكان يرسل كثيرا ويدلس وكان يروي عن جماعة لم يسمع منهم ويقول
حدثنا. قال ابن سعد في الطبقات ج 7 / 157 في ترجمته: وكان ما أسند من حديثه وروى
عمن سمع منه فحسن حجة وما ارسل من الحديث فليس بحجة. وروى باسناده عن ابن عون قال
كان الحسن يحدث بالحديث والمعاني. وباسناده عن جرير بن حازم قال: كان الحسن يحدثنا
الحديث يختلف فيزيد في الحديث وينقص منه ولكن المعنى واحد. وباسناده عن غيلان بن
جرير قال قلت للحسن: يا با سعيد الرجل يسمع الحديث فيحدث به لا يألو فيكون فيه
الزيادة والنقصان قال: ومن يطيق ذلك ؟. اعجاب البصري بعلمه: روى ابن سعد باسناده عن
الحسن قال: لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدثتكم بكثير مما تسألون
عنه. وروى الصفار في بصائر الدرجات 10 / 6 / 6 عن محمد بن عيسى
________________________________________
[ 370 ]
عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن عثمان عن يحيى بن الحلبي عن أبيه
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رجل وأنا عنده: ان الحسن البصري يروي أن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار. قال:
كذب ويحه فأين قول الله " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن
يقول ربي الله " ثم مد بها أبو جعفر عليه السلام صوته فقال ليذهبوا حيث شاوا أما
والله لا يجدون العلم الا ههنا، ثم سكت ساعة ثم قال أبو جعفر (ع) عند آل محمد صلى
الله عليه وآله. وفي ص 9 / 6 / 1 عن سندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عبدالله بن
سليمان قال سمعت أبا جعفر عليه السلام وعنده رجل من أهل البصرة يقال له: عثمار
الاعمى وهو يقول: إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل
النار. فقال أبو جعفر عليه السلام: فهلك إذا مؤمن آل فرعون وما زال العلم مكتوما
منذ بعث الله نوحا (ع) فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم الا ههنا.
وفي ص 10 / 6 / 5 حدثنا الفضل عن موسى بن القاسم عن حماد بن عيسى عن سليمان بن خالد
قال سمعت ابا جعفر (ع) الحديث ورواه نحوه مع تفاوت وفي آخره: لا يوجد العلم إلا عند
أهل العلم الذين نزل عليهم جبرئيل (ع). وروى الشيخ في التهذيب ج 6 / 363 والاستبصار
ج 3 / 64 عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج 1 / 359) علي بن ابراهيم عن أبيه عن صالح
بن السندي عن جعفر بن بشير عن خالد بن عمارة عن سدير الصيرفي قال: قلت لابي جعفر
(ع) حديث بلغني عن الحسن البصري
________________________________________
[ 371 ]
فان كان حقا فانا لله وانا إليه راجعون قال: وما هو ؟ قلت: بلغني ان
الحسن البصري كان يقول: لو غلا دماغه من حر الشمس ما استظل بحايط صيرفي ولو تفرث
كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا، وهو عملي وتجارتي وفيه نبت لحمي ودمي ومنه
حجي وعمرتي، فجلس ثم قال: كذب الحسن. خذ سواء واعط سواء فإذا حضرت الصلاة فدع ما
بيدك وانهض إلى الصلاة، اما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة ؟ ! ورواه الصدوق في
الفقيه باب المعايش والمكاسب 354 / 14 إفتاء الحسن البصري برأيه قال إبن سعد في
الطبقات ج 7 / 165: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري ان أبا
سلمة بن عبد الرحمان قال للحسن بن أبي الحسن: أرأيت ما تفتي الناس أشياء سمعته أم
برأيك ؟ فقال الحسن: لا والله ما كل ما نفتي به سمعناه، ولكن رأينا خير لهم من
رأيهم لانفسهم. وكان الحسن البصري معجبا بفقهه حتى لا يري غير نفسه فقيها. روى إبن
سعد في الطبقات (177) باسناده وقال: سأل مطر الحسن عن مسألة فقال: ان الفقهاء
يخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر وهل رأيت فقيها قط ؟ الحديث.
________________________________________
[ 372 ]
الحسن بن يعقوب القمي ذكره محمد بن أبي عبدالله الكوفي الاسدي في ما
تقدم (363) في الحسن ابن هارون في عداد من تشرف بزيارة امامنا الحجة ورآه ووقف على
معجزاته من أهل (قم). الحسين بن إبراهيم بن احمد بن هشام المؤدب المكتب ذكره ابن
حجر في لسان الميزان ج 2 / 271 قائلا: الحسين بن ابراهيم بن أحمد المؤدب روى عن أبي
الحسين محمد بن جعفر الاسدي وغيره قال علي بن الحكم في مشايخ الشيعة: كان مقيما
بقم، وله كتاب في الفرائض أجاد فيه، وأخذ عنه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه وكان
يعظمه. قلت: لم أقف له على ترجمة في كتب أصحابنا غير علي بن الحكم على ما ذكره ابن
حجر وكان الحسين من مشايخ الصدوق (ره) روى عنه في كتبه كثيرا مترضيا مترحما عليه.
وقد كناه بأبي محمد كما في الاكمال باب 49 / 476 قائلا: حدثنا أبو محمد الحسين بن
احمد المكتب وص 479: حدثنا أبو محمد الحسن ابن احمد المكتب رضي الله عنه قال كنت
بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها السمري فحضرته قبل وفاته بأيام فخرج إلى
الناس توقيعا ثم ذكره وفيه أمره بعدم الايصاء إلى أحد، فانه قد حانت الغيبة الثانية
ورواه في الغيبة (242) عن الصدوق نحوه.
________________________________________
[ 373 ]
ثم ان الموجود في الكتب وروايات الصدوق (ره) (الحسين) مصغرا إلا ما تقدم
عن موضع من الاكمال والغيبة وهو الانسب لتكنيته بأبي محمد إلا انه بعد عدم الملازمة
بين التسمية بالحسن، والتكنية بأبي محمد فالاظهر ما عليه كتب الاصحاب ورواياته من
الضبط بالحسين مصغرا. ولقب بالمكتب كما تقدم عن مواضع من الخصال والعيون وأيضا
بالمؤدب كما في لسان الميزان، وفي الاكمال (484) وعيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1
/ 72 ومواضع كثيرة، والغيبة (180)، ومشيخة الفقيه، ومعاني الاخبار (204) وغيره. روى
الصدوق (ره) عنه كثيرا في كتبه عن جماعة، منهم علي ابن ابراهيم بن هاشم (العيون ج 1
/ 72، وج 2 / 214 و / 262 وكثيرا، والخصال ج 1 / 148، ومعاني الاخبار 285)، وابو
علي محمد بن همام (الاكمال 476)، وابو العباس احمد بن يحيى ابن زكريا القطان
(الخصال ج 2 / 132، والمعاني 204)، وعلي ابن محمد السمرى السفير الرابع (الاكمال
479)، ومحمد بن جعفر أبي عبدالله الاسدي الاشعري الكوفي أبو الحسين الخصال ج 2 /
114) والاكمال (484)، والغيبة (180)، ومشيخة الفقيه إليه رقم (194)، وإلى محمد بن
اسماعيل البرمكي، ومعاني الاخبار (291)، وعيون الاخبار، والامالي (34). ثم ان
الاقتصار على اسم أبيه أو مع ذكر جده احمد أو ذكره كما تقدم في العنوان لا يدل على
التعدد وذلك بقرينة من روى عنه فلاحظ.
________________________________________
[ 374 ]
الحسين بن ابراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط. قال في أمل الامل
ج 2 / 86: الحسين بن ابراهيم القمي المعروف بابن الخياط فاضل جليل من مشايخ الشيخ
الطوسي من رجال الخاصة ذكره العلامة (ره) في اجازته. وقال في المحكي عن الرياض:
فاضل، عالم، فقيه، جليل، معاصر للشيخ المفيد ونظرائه، ويروى عن أبي محمد هارون بن
موسى التلعكبري ويروي الشيخ الطوسي عنه. وكثيرا ما يعتمد على كتبه ورواياته السيد
إبن طاووس الخ. قلت: روى الشيخ في الغيبة عن الحسين بن ابراهيم القمي عن أبي العباس
احمد بن علي بن نوح كما في (223) ولكن في كثير من مواضعه روي عنه عنه ولم يذكر
(القمي) والظاهر الاتحاد. الحسين بن ابراهيم القزويني ذكره ابن حجر في لسان الميزان
ج 2 / 272 وقال: ذكره أبو جعفر الطوسي في مشايخه وأثنى عليه وقال: كان يروي عن محمد
بن وهبان وذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة. قلت: روى في الفهرست (59) أصل الحسين
بن أبي غندر عن الحسين بن ابراهيم القزويني عن أبي عبدالله محمد بن وهبان الهنائي.
________________________________________
[ 375 ]
الحسين بن أبي الخطاب قال الكشي (376): ما روي في الحسين بن أبي الخطاب.
ذكر عن محمد بن يحيى العطار ان محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر: انه يحفظ مولد
الحسين بن أبي الخطاب، وانه ولد سنة أربعين ومائة وأهل (قم) يذكرون الحسين بن أبي
الخطاب. وساير الناس يذكرون الحسين بن الخطاب. قلت: ما ذكره في تاريخ ولادته يقتضي
ادراكه لعصر أبي عبدالله عليه السلام وكونه من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام
لكن لم يذكر برواية عنهما. وروى محمد بن الحسين عن أبيه عن منصور بن حازم أو غيره
عن أبي عبدالله (ع) كما في الكافي ج 1 / 76 باب المواقيت. ويأتي في ترجمة محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب الزيات الهمداني الكوفي قول الماتن: واسم أبي الخطاب زيد...
ونحوه في مشيخة الصدوق رضي الله عنه إليه. الحسين بن احمد بن أبان القمي ذكره إبن
حجر في لسان الميزان ج 2 / 261 وقال: ذكره علي ابن الحكم في شيوخ الشيعة، وقال: له
تصنيف في مناقب علي (ع) وكان شيخا فاضلا من مشايخ الامامية، جليل القدر، ضخم
المنزلة، نزل عنده الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران، فأقام في
________________________________________
[ 376 ]
جواره في قم حتى مات رحمه الله تعالى. قلت: تقدم ص 172: ان الحسين بن
سعيد نزل على الحسن بن ابان القمي ضيفا له وانه مات بقم فسمع منه كتبه قبل موته
الحسين ابن الحسن بن ابان القمي. وعلى هذا فوقع التصحيف فيما ذكره ابن حجر فيكون
(الحسين) مصحف الحسن مع زيادة (احمد) سهوا أو انه كان نسبة الحسن إلى أبان من
النسبة إلى الجد وهي غير عزيزة. وفي اختصاص المفيد (325): الحسين بن الحسن بن ابان
قال حدثني الحسين بن سعيد وكتبه لي بخطه بحضرة أبي الحسن بن ابان قال الحديث.
الحسين بن ا ؟ ؟ د ادريس القمي الاشعري ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله
(467) وقال: يكنى أبا عبدالله، روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة. وقال بعد ذلك
بأسماء (470): الحسين بن احمد بن إدريس روى عنه محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه.
وقبل ذلك بأسماء في ترجمة حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي الجليل (463): يروى جميع
مصنفات الشيعة وأصولهم عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي، وعن أبي عبدالله
الحسين بن أحمد بن إدريس القمي... وفي لسان الميزان ج 2 / 262: الحسين بن أحمد بن
إدريس القمي أبو عبد الله. ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الامامية وقال: كان ثقة.
وقال في الخلاصة (52): الحسين الاشعري القمي أبو عبد الله ثقة
________________________________________
[ 377 ]
قلت: روى عنه الصدوق في المشيخة وساير كتبه كثيرا جدا مترحما عليه
ومترضيا عنه. وهو من رجال أسانيد (بشارة المصطفى) وفى لسان الميزان: روى عن أبيه عن
أحمد بن محمد بن خالد البرقي روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، والتلعكبري
وغيرهم. روى الحسين عن أبيه، كما في الاكمال ومواضع من الخصال، وفي جملة منها
(الحسن) مكبرا وزعم غير واحد منهم الوحيد (ره) أنهما اخوان رويا عن أبيهما ولم أقف
له ذكرا غير ما في جملة من الروايات من ذكر الحسن مكبرا واحتمال التصحيف والاتحاد
ظاهر. وفي الاكمال 325 باب 33 حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس (رض) حدثنا محمد بن أبي
الحسين بن يزيد الزيات وفي باب 42 ص 388 حدثنا الحسن بن احمد بن إدريس (رض) قال
حدثنا أبي. روى الصدوق عنه عن أبيه كثيرا كما في الخصال، والامالي، وعن احمد بن
محمد بن عيسى (الامالى 417 و 175) وعن محمد بن عبد الجبار (الامالي 494) لكن روى في
مواضع كثيرة من الامالي عنه عن أبيه عن احمد بن محمد بن عيسى، وفي ص 6 عنه عن أبيه
عن محمد بن أبي الصهبان وهو محمد بن عبد الجبار وسقوط (عن) في هذه الموارد غير بعيد
فلاحظ. وعن أبي سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي الاكمال (243). ومحمد بن ابراهيم
الكوفى الاكمال (402).
________________________________________
[ 378 ]
الحسين بن احمد بن الحسن الرقي ذكره في لسان الميزان ج 2 / 262 وقال:
ذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة، وقال: شيخ صالح، كثير الحديث. روى عن عمه علي
روى عنه أبو العباس بن عقدة، وأثنى عليه. الحسين بن أحمد أصول الكافي ج 1 / 519 علي
عن علي بن الحسين اليماني قال كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج
معها، فكتبت التمس الاذن في ذلك، فخرج: لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة
وأقم بالكوفة. قال: وأقمت وخرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة (قبيلة من بني تميم)
فاجتاحتهم (الاجتياح: الاهلاك كما قيل) وكتبت أستأذن في ركوب الماء، فلم يؤذن لي،
فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر، فما سلم منها مركب، خرج عليها
قوم من الهند يقال لهم البوارح فقطعوا عليها قال: وزرت العسكر، فأتيت الدرب مع
المغيب ولم أكلم أحدا، ولم أتعرف إلى إلى أحد وأنا أصلي في المسجد بعد فراغي من
الزيارة إذا بخادم قد جاءني فقال لي: قم، فقلت له: إذن إلى أين ؟ فقال لي: إلى
المنزل قلت: ومن أنا لملك أرسلت إلى غيري فقال: لا ما أرسلت الا اليك أنت علي بن
الحسين رسول جعفر بن ابراهيم فمر بي حتى أنزلنى في بيت الحسين بن أحمد، ثم ساره،
فلم أدر ما قال له حتى أتاني جميع
________________________________________
[ 379 ]
ما أحتاج إليه وجلست عنده ثلاثة أيام واستأذنته في الزيارة من داخل فأذن
لي فزرت ليلا. قلت: الحديث يدل على جلالة الحسين بن أحمد ومكانته عند صاحب الدار
ارواحنا فداه بل وعلى وكالته في الجملة وعلي بن الحسين من مشايخ علي بن ابراهيم
الثقة الجليل الذي وثقهم في ديباجة التفسير ولعله الذي روى عنه كثيرا في تفسيره.
الحسين بن أحمد الحلبي روى الشيخ في التهذيب ج 9 / 196 والاستبصار ج 4 / 123
باسناده عن علي بن الحسين بن فضال في حديث قال: ومات الحسين ابن أحمد الحلبي، وخلف
دراهم مأتين فأوصى لامرأته بشئ من صداقها وغير ذلك، وأوصى بالبقية لابي الحسن عليه
السلام فدفعها أحمد بن الحسن (أي ابن فضال) إلى أيوب بحضرتي وكتب إليه عليه السلام
كتابا، فورد الجواب بقبضها، ودعا للميت. قلت: الحسين بن احمد الحلبي ثقة حسب ما وثق
النجاشي الحلبيين كما يأتي ويحتمل كونه الحسين بن احمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي
أو الحسين بن احمد بن عمران الحلبي. الحسين بن احمد بن خيران ذكره في لسان الميزان
ج 2 / 265 وقال: ذكره يحيى بن الحسين الطريقي في رجال الشيعة وقال: كان أديبا
نحويا، قارئا، خبيرا
________________________________________
[ 380 ]
بالقراءات، كثير السماع، وله أرجوزة جيدة في النحو يقول فيها: منزلة
النحو من الكلام * منزلة الملح من الطعام وله رواية عن احمد بن عيسي بن رشدين. روى
عنه محمد بن احمد بن شهريار وذكره ابن رستم الطبري في كتاب بشارة المصطفى بشيعة
المرتضى. الحسين بن أحمد بن سفيان القزويني ذكره في لسان الميزان ج 2 / 265 وقال:
ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة وقال: كان ثقة، روى عنه أحمد بن عبدون وغيره.
قلت: لا يوجد ذكره في كتب الشيخ (ره) ولعل (سفيان) مصحف عن (شيبان) فيتحد مع ما
بعده. الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني ذكره الشيخ في (من لم يرو عنهم (ع)) من
رجاله (467) وقال: نزيل بغداد، يكنى أبا عبدالله، روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة
أخبرنا عنه أحمد بن عبدون. قلت: رواية التلعكبري عنه مع اجازته تشير إلى أنه غير
مطعون كما تقدمت الاشارة إلى ذلك في مقدمة هذا الشرح ج 1 / 118. ثم انه لا يبعد
اتحاده مع سابقه فيكون (سفيان) مصحفا عن (شيبان)، كما لا يبعد اتحاده مع الحسين بن
علي بن شيبان القزويني المتقدم في ص 57 في رقم / 85، والذي يأتي في حماد بن عيسى،
________________________________________
[ 381 ]
بقرينة رواية المفيد، وأحمد بن عبدون سنة (350) وروايته عن علي ابن حاتم
كما في هذه الموارد وفى مشيخة التهذيب ج 10 / 81 إلى علي ابن حاتم والفهرست
وغيرهما، والنسبة إلى الجد غير عزيزة. الحسين بن أحمد بن ظبيان ذكره في اصحاب
الصادق (ع) البرقي (26)، والشيخ (184) وابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 245 قائلا:
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال: أخذ عن جعفر الصادق رحمة الله عليه. وقال في
الفهرست (56): الحسين بن أحمد له كتاب، رويناه بالاسناد الاول (عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد ابن محمد بن عيسى) عن ابن أبي عمير وصفوان جميعا
عنه. قلت: الطريق ضعيف بأبي المفضل وبابن بطة. ثم أنه لم يظهر أن صاحب الكتاب هو
ابن ظبيان نعم ذكره الاصحاب. الحسين بن أحمد بن عامر الاشعري هكذا ذكر فيمن لم يرو
عنهم (ع) من رجال الشيخ في النسخة المطبوعة (469) وقال: يروى عن عمه عبدالله بن
عامر عن ابن أبي عمير روى عنه الكليني. وذكره في لسان الميزان ج 2 / 265 وقال: ذكره
علي بن الحكم في شيوخ الشيعة وقال: كان من شيوخ أبي جعفر الكليني صاحب كتاب الكافي.
وصنف الحسين كتاب طب أهل البيت وهو من خير
________________________________________
[ 382 ]
الكتب المصنفة في هذا الفن روى عن عمه عبدالله بن عامر وغيره. قلت:
الظاهر ان (احمد) مصحف (محمد) وعليه ضبط في المجمع وتقدم. ذكره والكلام في ذلك ص
250 عند ترجمته فراجع. الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو عبد الله الاشناني
الدارمي البلخي روى الصدوق (ره) عنه في الخصال وغيره ووصفه بالفقيه العدل قال في
الخصال ج 1 / 119: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الاشناني العدل ببلخ قال
أخبرني جدي الخ، وفي (146) حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الاسترابادي العدل
ببلخ قال أخبرني جدي الخ، وفي ج 2 / 97 حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد (أحمد ظ)
الاشناني الرازي ببلخ قال أخبرنا جدي الخ. وقال في معاني الاخبار (205) حدثنا أبو
عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد الاشناني الدارمي الفقيه العدل ببلخ قال:
أخبرني جدي الخ. الحسين بن أسد البصري ذكره الشيخ في أصحاب الجواد (ع) (400) قائلا:
الحسين ابن أسد ثقة، صحيح. وفي أصحاب الهادي (ع) (413): الحسين ابن أسد البصري.
وقيل باتحاده مع ما ذكره في أصحاب الرضا (ع) (375)
________________________________________
[ 383 ]
بقوله: الحسن بن أسد البصري. وان الحسن مصحف. وقال ابن داود في القسم
الثاني (444): الحسين بن أسد البصري د، دى (غض) يروي عن الضعفاء، وفي القسم الاول
(121): الحسين بن أسد البصري دي (جخ) ثقة، صحيح الا ان (غض) قال يروي عن الضعفاء
وليس له شئ صالح الا كتاب علي بن اسماعيل ابن شعيب وقد رواه غيره. وعن ابن
الغضائري: الحسن بن أسد الطفاوي البصري أبو محمد، يروى عن الضعيف (الضعفاء خ ل ظ)،
ويروون عنه، وهو فاسد المذهب وما اعرف له شيئا أصلح فيه الا روايته كتاب علي بن
اسماعيل ابن شعيب بن ميثم، وقد رواه عنه غيره. قلت: ويمكن القول بأن الحسين بن أسد
الثقة الصحيح من أصحاب الجواد (ع) غيره الحسين بن أسد البصري من أصحاب الهادي عليه
السلام مع اتحاد الثاني مع المذكور في اصحاب الرضا (ع) وفي كلام ابن الغضائري أو مع
عدم القول بأتحاده أيضا والالتزام بالاتحاد مطلقا لا شاهد له وتقدم ص 20 ما ينفع
المقام. وفي كامل الزيارات (73) عن الحسين بن سليمان عن الحسين ابن أسد عن حماد بن
عيسى. الحسين بن ايوب ذكره الشيخ في الفهرست (57) وقال: له كتاب، أخبرنا به أحمد بن
عبدون عن أبي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن الحسن ابن محمد بن سماعة عن الحسين
بن أيوب.
________________________________________
[ 384 ]
قلت: طريقه موثق بحميد، وبابن سماعة الواقفيين الثقتين. وقال ابن حجر في
لسان الميزان ج 2 / 274 الحسين بن أبي أيوب (وفي الحاشية: إبن أيوب) ذكره الطوسي في
رجال الشيعة ومصنفيهم وقال: كان نحويا، روى عنه الحسن بن محمد بن سماعة. وفي
التهذيب ج 9 / 360: الحسن بن محمد بن سماعة عن الحسن ابن أيوب عن العلا عن محمد بن
مسلم الحديث، وبعده (363): علي ابن الحسن عن محمد الكاتب عن الحسن بن محبوب عن علا
عن محمد ابن مسلم الحديث. واحتمل في جامع الرواة ان (أيوب) مصحف (محبوب) بقرينة
روايته عن العلا. قلت: فيه نظر حققناه في محله. ثم انه من المحتمل كون الحسين بن
أيوب أخا للحسن بن أيوب المتقدم ص 101 فلاحظ. الحسين بن بشار هكذا ذكره الشيخ في
أصحاب الكاظم (ع) (347) وفي أصحاب الرضا (373) قال: الحسين بن بشار (يسار - خ)
المدائني (مدائني - مجمع)، مولى زياد ثقة، صحيح، روى عن أبي الحسن موسى عليه
السلام. وقال في أصحاب الجواد عليه السلام (400) الحسين بشار. (يسار - خ) وقال
البرقي في أصحاب الجواد (ع) (56): الحسن بن بشار. وقال في الخلاصة (49): الحسين بن
بشار بالباء المنقطة تحتها نقطة والشين المعجمة المشددة، مدائني، مولى زياد من
أصحاب
________________________________________
[ 385 ]
الرضا عليه السلام، قال الشيخ الطوسي رحمه الله: انه ثقة صحيح روى عن
ابي الحسن (ع). وقال ابن داود في رجاله (104): الحسن بن بشار بالباء المفردة والشين
المعجمة المدائني، م، ضا، (جخ) ثقة، صحيح، كان واقفيا (واقفا - خ). وقال ابن حجر في
لسان الميزان ج 2 / 275: الحسين بن بشار الواسطي، ذكره الكشي والطوسي في رجال
الشيعة، روى عن الكاظم (ع) وولده الرضا (ع) رحمة الله عليهما، روى عنه محمد بن
أسلم. قلت: في ترجمته مواقع للنظر: الاول: ضبط اسمه، وقد عرفت أن أكثر نصوص الاصحاب
كما عليه جملة من الروايات (الحسين) مصغرا، والبرقي ذكره في اصحاب الكاظم (ع) (49)
مصغرا أيضا قال: الحسين بن يسار، ولكن في أصحاب الجواد (ع) (56) ذكره مكبرا قال:
الحسن بن يسار (بشار - خ) وفي الكشي في ترجمة يونس بن عبد الرحمان (308) عن يعقوب
ابن يزيد عن الحسن بن بشار عن الحسن بن بنت إلياس... وفي (306) الحسين لكن في مجمع
الرجال عنه: الحسين بن يسار. قلت: ربما يظهر بالتأمل في الروايات وكلام الاصحاب أن
الرجل واحد وان الحسن مصحف الحسين، ولا يعتمد على نسخة الكشي ولا على ما في أصحاب
الجواد (ع) من رجال البرقي. والجمود على ظاهره يقتضي القول بالتعدد مع جهالة الحسن
بن يسار فلاحظ. الثاني: ضبط إسم أبيه، ففي رجال الشيخ المطبوع ونسخ جماعة (بشار)
كما عرفت وكذا في أصحاب الجواد (ع) من رجال البرقي ونسخ رجال الكشي في ترجمة يونس
وغيرها، وفى التهذيب ج 7 / 396، والكافي
________________________________________
[ 386 ]
ج 2 / 209 والارشاد، والخرائج وغير ذلك، لكن في مجمع الرجال عن الكشي في
الموضعين (يسار - خ ل بشار)، وكذا في بعض مواضع التهذيب، وفي أصحاب الكاظم (ع)
ونسخة من أصحاب الجواد (ع) من رجال البرقي. وبالتأمل في كلمات أصحابنا مع ملاحظة
مشايخه ومن روى عنه وقرب اشتباه الكلمتين كتابة، واختلاف مواضع من كتاب واحد، بل
نسخ موضع واحد يظهر، ان الاتحاد هو الصحيح والجمود على النسخ مع اختلافها والالتزام
بالتعدد كما ربما يظهر من صاحب المجمع في غير محله. الثالث: لقبه تقدم عن البرقي
والكشي ذكره بلا تمييز في ترجمته وكذا في (308)، و (257) لكن روى عن يعقوب بن يزيد
عن الحسين ابن بشار الواسطي عن يونس بن بهمن في يونس بن عبد الرحمان (306)، ولقبه
ابن حجر أيضا بالواسطي كما تقدم كما ان في جملة من الروايات ذكر لقبه (الواسطي) مثل
ما في كامل الزيارات (298) في حديثين، والتهذيب ج 6 / 82، وج 7 / 396 والكافي ج 2 /
77. وبالتأمل في كلامهم وفي رواياته ومن روى عنه ومشايخه، يظهر الاتحاد هذا مع انه
قيل: ان واسط كان من توابع المدائن فيتحد الواسطي كما عرفت مع من لقبه الشيخ
بالمدائني في أصحاب الرضا (ع)، وفي التهذيب ج 3 / 26. الرابع: طبقته - تقدم عن
البرقي، والكشي والشيخ ومن تبعهم ذكره في أصحاب الكاظم (ع) بل صرح الشيخ في أصحاب
الرضا (ع) وتبعه ابن حجر بانه روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام. وروى في التهذيب
ج 7 / 156، والكافي ج 1 / 411 عن أحمد بن محمد عن الحسين بن بشار (يسار - خ) عن أبي
الحسن (ع).
________________________________________
[ 387 ]
وكان من أصحاب الرضا (ع) كما تقدم عن الشيخ ومن تبعه وروى عنه (ع) كما
هو ظاهره في كتب الحديث، وظاهر المفيد في الارشاد وغيره. وروى عنه (ع) كثيرا. عنه
عنه (ع) جماعة ذكرناهم في الطبقات: منهم يعقوب بن يزيد، وأحمد بن محمد، ومحمد بن
عيسى بن عبيد، وعبد الرحمان بن أبي نجران، وعلي بن عبدالله، ومالك بن أشيم، وأبو
سعيد الادمي، وعلي أحمد بن أشيم. وكان من أصحاب أبي جعفر الجواد (ع) كما تقدم عن
الشيخ، وذكره المفيد في الارشاد (317) فيمن روى النص عن الرضا (ع) على إمامته، وكذا
الاربلي في كشف الغمة، وروى المشايخ بطرقهم عنه مكاتبته إليه (ع). وروى عن جماعة من
رواة الحديث: منهم عبدالله بن جندب. عنه عنه علي بن مهزيار الثقة الجليل، وحنان،
وهشام بن المثنى. عنه عنهما محمد بن الحسين زعلان، وداود الرقي. الخامس: مذهبه
ووثاقته - قد وثقه الشيخ صريحا كما تقدم وتبعه غيره منهم العلامة وابن داود،
والطبرسي في أعلام الورى، والاربلي في كشف الغمة، ومن تأخر عنهم. وقول الشيخ:
(صحيح) ظاهر في صحة مذهبه وحديثه، ويؤيده روايته النص على امامة الجواد (ع) من أبيه
(ع) وروايته عنهما، بل روايته المغيبات عن الرضا (ع) مثل إخباره بقتل المأمون أخاه
محمد الامين كما رواه الصدوق في العيون ج 2 / 209، والاربلي في كشف الغمة ج 3 /
108. ويظهر من بعض الروايات انه كان ممن شك وتحير بعد أبي الحسن
________________________________________
[ 388 ]
موسى (ع) عند حدوث مذهب الواقفة ويمشي مع مثل إبن قياما الواقفي المعاند
في وقفه وشكه. قال الكشي (342) حمدويه بن نصير قال حدثنا الحسن بن موسى عن عبد
الرحمان بن أبي نجران عن الحسين بن بشار قال: إستأذنت أنا والحسين بن قياما على
الرضا (ع) في " صرنا " (صوبا - مجمع الرجال)، فأذن لنا قال أفرغوا من حاجتكم قال له
الحسين: تخلو الارض من أن يكون فيها امام ؟ فقال: لا. قال: فيكون فيها إثنان ؟ قال:
" لا - مجمع الرجال " الا واحد صامت لا يتكلم. قال فقد علمت انك لست بامام. قال:
ومن أين علمت ؟ قال: إنه ليس لك ولد وإنما هي في العقب، فقال له: فو الله لا يمضي
الايام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي يقوم مقامي يحيي الحق ويمحق الباطل. وقال
(281): في الحسين بن بشار (مجمع الرجال - يسار) حدثني خلف بن حماد قال حدثنا أبو
سعيد الادمي قال حدثني الحسين بن بشار قال: لما مات موسى (ع) خرجت إلى علي بن موسى
(ع) غير مؤمن بموت موسى (ع) ولا مقر بامامة علي (ع) إلا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه
فلما صرت إلى المدينة إنتهيت إليه وهو بالصوا (بالصراء خ ل. بالصرنا كما في الحديث
الاول - بالصوبا - مجمع الرجال: قرية قريبة منها). فأستأذنت عليه ودخلت، فأدناني،
وألطفني، وأردت أن أسأله عن أبيه (ع)، فبادرني فقال: يا حسين إن أردت أن ينظر الله
إليك من غير حجاب، وتنظر إلى الله من غير حجاب فوال آل محمد (ع)، ووال ولي الامر
منهم، قال: فقلت: أنظر إلى الله عزوجل ؟ ! قال: إي والله قال حسين فجزمت على موت
أبيه (ع) وإمامته، ثم قال لي ما أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه، ولكني علمت الامر
الذي أنت عليه،
________________________________________
[ 389 ]
ثم سكت قليلا، ثم قال: خبرت بأمرك قلت له أجل. (ثم قال أبو عمرو الكشى):
فدل هذا الحديث على ترك الوقف وقوله بالحق. قلت: الحديث الاول لا بأس به سندا إلى
الحسين بن بشار فهو حسن بالحسن بن موسى الخشاب إلا أنه ينتهى إلى إبن بشار مع عدم
وضوح دلالته على وقف إبن بشار وشكه. إلا أن إستيذانه مع إبن قياما في الدخول عليه،
وقوله لهما: (أفرغوا من حاجتكم) يشير إلى ذلك ومحل الكلام الحديث الثاني. قال
العلامة في الخلاصة (49) بعد كلامه المتقدم: وقال الكشي: انه رجع عن القول بالوقف
وقال بالحق، فأنا أعتمد على ما يرويه بشهادة الشيخين له، وان كان طريق الكشي إلى
الرجوع عن الوقف، فيه نظر لكنه عاضد لنص الشيخ عليه. قلت: وجه النظر في طريق الحديث
الثاني امور. الاول عدم ثبوت وثاقة خلف بن حماد شيخ أبي عمرو الكشى فقد أكثر
الرواية عنه ولذلك عد من الشيوخ واستظهر غير واحد ممن تأخر اعتباره من اكثاره في
الرواية عنه، الا انه حققنا في الشرح على الكشي عدم ظهور التزام الكشي بالرواية عن
الثقات آو بترك الرواية عن المطعون أو من لا يعرف وفي مشايخه على ما حققناه جماعة
كثيرة من المجاهيل. ثم ان المذكور في عنوانه ما عرفت وفي اخبار الواقفة (284): أبو
صالح خلف بن حامد الكشي، وفي (342) أبو صالح خلف بن حماد، وفي (104) أبو صالح خلف
بن حماد بن الضحاك، وأبو صالح خلف بن حماد الكشي (11) و (142). الثاني توقف العلامة
في أبي سعيد الادمي سهل بن زياد لان
________________________________________
[ 390 ]
الشيخ وثقه في موضع وضعفه في عدة مواضع، والنجاشي ضعفه في حديثه، وذكر
أن أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب، وضعفه ابن الغضائري مذهبا ورواية
وسيأتي التحقيق في ذلك في ترجمته. الثالث ان سند الرجوع عن الوقف والقول بالحق
ينتهي إلى الحسين بن بشار نفسه فاخباره بالعدول عن الوقف دعوى بعد اعتراف لا تسمع
منه. والتحقيق ان يقال: مضافا إلى ان الشك والتردد في بدؤ أمر الواقفة لا يوجب
الطعن بعد ما كان الحسين بن بشار في نفسه السؤال عنه وتصديقه. كيف وقد طرء الشك في
بدؤا أمرهم لاجلاء الطائفة مثل البزنطي والوشا وعبد الله بن المغيرة وغيرهم، أنه لا
طريق لنا إلى وقفه وشكه غير هذه الرواية فان ثبت الوقف بها ثبت الرجوع عنه وقول
الشيخ: ثقة. صحيح لا يعارضه شئ. وقد ذكره الاربلي في كشف الغمة فيمن روى النص على
أبي جعفر (ع) من أبيه ج 3 / 143 ثم صرح بوثاقتهم في (161). والعجب ممن ضعف من
المتأخرين هذا الحديث بخلف بن حماد لان إبن الغضائري قال: أمره مختلط. ثم جزم
بالارسال بحذف الواسطة بين الكشي وبين خلف بن حماد فانه من رجال الصادق (ع). قلت:
كيف وقد عرفت أنه من مشايخ الكشي الذي روى عنه كثيرا بقوله: حدثني وأما من ضعفه إبن
الغضائري ومن عد في أصحاب الصادق (ع) وفي أصحاب الكاظم (ع) فهو غيره وتحقيقه في
مقام آخر الحسين بن بشر الاسدي ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 275 وقال: ذكره
ابن
________________________________________
[ 391 ]
أبى طى في جال الشيعة الامامية، وقال إنه كان محدثا، فاضلا، جيد الخط،
والقراءة، عارفا بالرجال والتواريخ، جوالا في طلب الحديث، اعتنى بحديث جعفر الصادق
عليه السلام ورتبه على المسند، وسماه (جامع المسانيد) كتب منه ثلاثة آلاف، ومات ولم
يتمه، ووثقه الشيخ المفيد. ومن شيوخه محمد بن علي بن سليمان، حدث عن حبان بن منذر
وغيره. الحسين بن بشير قال الشيخ في أصحاب الرضا (ع) (374): الحسن بن بشير مجهول.
وفي مجمع الرجال عنه (الحسين بن بشير) وظاهر أكثر الاصحاب عنوانه (مكبرا). وقال في
الخلاصة (212) في القسم الثاني: الحسن بن بشير من أصحاب الكاظم (ع) مجهول. قال إبن
داود (438) أيضا الحسن إبن بشير. بالباء المفردة والشين المعجمة ضا (جخ) مجهول وما
رأيته في رجال الكاظم (ع) في (جخ). قلت: الامر كما ذكره فان الشيخ إنما ذكره في
أصحاب الرضا (ع) دون أصحاب الكاظم (ع) على ما ذكره في الخلاصة. وروى الحسين بن بشير
عن أبى عبدالله (ع) كما في التهذيب ج 3 / 179 عن الحسين بن بشير عن أبي عبدالله (ع)
سأله رجل عن القراءة خلف الامام الحديث. وفي ج 8 / 301 في الصحيح عن عبد الرحمان
ابن أبي نجران عن الحسين بن بشر قال: سألته عن رجل له جارية الحديث وروى عن أبى
الحسن موسى بن جعفر (ع) النص على إمامة الرضا (ع) رواه الصدوق في العيون ج 1 / 28
وقد ذكرناه في طبقات
________________________________________
[ 392 ]
أصحابهما وأصحاب الرضا عليهم السلام. الحسين الاثرم بن الحسن بن علي بن
أبي طالب (ع) أمه أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي ذكره المفيد في الارشاد
(194) في أولاد الحسن عليه السلام وقال في (197): والحسن (الحسين خ) بن الحسن
المعروف بالاثرم كان له فضل ولم يكن له ذكر في ذلك. (أي لم يدع الامامة ولا ادعاها
له مدع) قال في عمدة الطالب (68) في أولاد الحسن عليه السلام: أعقب من ولد الحسن
أربعة: زيد، والحسن، والحسين الاثرم، وعمر إلا ان الحسين الاثرم وعمر انقرضا سريعا.
وقال البخاري في سر السلسلة العلوية (5) بعد حصره عقب الحسن عليه السلام بالاثنين
زيد، والحسن المثنى: بنو الاثرم لا يصح لهم نسب. وهم المنتسبون إلى الحسين بن الحسن
بن علي بن أبى طالب عليه السلام وهو المعروف بالاثرم. الحسين بن الحسن الحسيني أبو
عبد الله الاسود الرازي قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (462): الحسين إبن
الحسن الحسينى الاسود فاضل يكنى أبا عبدالله رازي. قلت: كان الحسين بن الحسن من
مشايخ الكليني رحمه الله قد روى عنه في الكافي مترحما عليه عن إبراهيم بن إسحاق
الاحمر كما في مولد السجاد ج 1 / 466 وفي النص على الحسن بن علي (ع) ج 1 / 298
________________________________________
[ 393 ]
وعن يعقوب بن ياسر أبي الطيب المثنى كما في مولد الهادي (ع) 502، وروى
عنه التوقيع إلى الوكلاء في مولد الصاحب (ع) 525، وفي نوادر باب العلم (50) الحسين
بن الحسن عن محمد بن زكريا الغلابي. وفي باب شرط من أذن له في أعمالهم ج 1 / 358
الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبي حماد الحديث. وفي التهذيب ج 4 / 79 علي بن
حاتم قال حدثني أبو الحسن محمد بن عمرو عن أبي عبدالله الحسين بن الحسن الحسيني عن
إبراهيم إبن محمد الهمداني الحديث ورواه في الاستبصار ج 2 / 44. قلت: الاتحاد في
جميع هذه الموارد أمر ممكن إلا أنه لا دليل عليه فلاحظ. الحسين بن الحسن الافطس بن
علي الاصغر إبن علي إبن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) قد ذكر في السير والتواريخ
بسيرة غير مرضية وتفصيل أخباره في كتابنا في أخبار الرواة. الحسين بن الحسن بن
الحسين بن الحسن بن علي ابن أبي طالب (ع) أبو الفضل العلوي تقدم بعنوان الحسن بن
الحسين العلوي من أصحاب الهادي والعسكري وممن هنائه بولادة ابنه الامام الحجة
(عليهم السلام).
________________________________________
[ 394 ]
الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي
ذكره في لسان الميزان ج 2 / 279 وقال: ذكره ابن بابويه في الذيل وقال: كان من بيت
فضل وعلم، وهو وجه الشيعة في وقته. وعن الرياض: كان من أكابر فقهاء الامامية
وعلمائهم. ثم ذكر مدحه ببيته... وعن فهرست منتجب الدين: فقيه صالح... وعن الصهرشتي
في أواخر (قبس المصباح) بعد حديث الحقوق من كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق ما هذا
لفظه: وقرأته على ابن أخيه الشيخ الرئيس أبي عبدالله الحسين بن الحسن بن بابويه
بالري سنة 440 وفى موضع آخر منه: سمعت الشيخ أبا عبدالله الحسين بن الحسن ابن
بابويه بالري سنة 440 يروي عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (الصدوق) وهو
الجد الاعلى للشيخ منتجب الدين، ولا ينافيه عدم تصريحه بأنه جده لم يصرح به في
ترجمة غيره من أجداده سوى واحد... ويأتي في ترجمة ربعي بن عبدالله (439) قول
الماتن: ذكر أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه كتاب الراهب والراهبة رواية
محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد عن القاسم إبن يحيى عن جده الحسن
بن راشد في فهرسته. وفي طاهر بن حاتم (549) قوله: ذكر الحسن بن الحسين قال حدثنا
خالي الحسين إبن الحسن وإبن الوليد الخ. قلت: لم أقف على ترجمة لبابويه ولا لابنه
موسى ولا لحفيديه
________________________________________
[ 395 ]
الحسين، ومحمد ولا للحسن بن محمد بن موسى في الرجال نعم تأتي ترجمة جده
الاعلى والد الصدوق رقم (683)، وترجمة الصدوق رقم (1051) وترجمة الحسين بن الحسن بن
محمد بن موسى، والحسين بن الحسين ابن علي وتقدم ترجمة جده الادنى أخي الصدوق الحسين
بن علي ص (263) وأيضا ترجمة عم أبيه الحسن بن علي بن الحسين ص 265 وترجمة أبيه،
وعمه (265). ويأتي أيضا ذكرهم. وقال الشهيد في الدراية (125): وقد اتفق لنا منه (أي
الرواية عن خمسة آبآء) رواية الشيخ الجليل بابويه بن سعد بن محمد إبن الحسن بن
الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه سعد عن أبيه محمد عن أبيه الحسن عن أبيه
الحسين، وهو أخو الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد عن أبيه علي بن بابويه. وعن ستة آباء،
وقد وقع لنا منه أيضا رواية الشيخ منتجب الدين ابن الحسن علي بن عبدالله عن الحسن
بن الحسين بن الحسن بن الحسين ابن علي بن الحسين بن بابويه، فانه يروي أيضا عن أبيه
عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن علي بن الحسين الصدوق بن بابويه، وهذا الشيخ
منتجب الدين كثير الرواية واسع الطرق عن آبائه وأقاربه وأسلافه، ويروى عن ابن عمه
الشيخ بابويه المتقدم بغير واسطة انتهى. الحسين بن الحسن الفارسي القمي ذكره الشيخ
في الفهرست (55) وقال: له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة
أحمد بن أبي عبدالله عن الحسين بن الحسن الفارسي. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل
وبابن بطة.
________________________________________
[ 396 ]
الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه القمي ذكره الشيخ فيمن لم
يرو عنهم (ع) من رجاله (469) وقال: كان فقيها عالما، روى عن خاله علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه ومحمد بن الحسن بن الوليد، وعلي بن محمد ماجيلويه، وغيرهم، روى عنه
جعفر بن علي بن أحمد القمي، ومحمد بن أحمد بن سنان، ومحمد ابن علي ملبية. وقال إبن
حجر في لسان الميزان ج 2 / 278: الحسين بن الحسن إبن محمد. ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال: كان من الثقات، وأثنى عليه أبو جعفر بن بابويه، وقال: كان بصيرا
بالعلم. قلت: يحتمل الاتحاد مع المتقدم عن الشيخ. وقال إبن داود (123) في القسم
الاول: الحسين بن الحسن إبن محمد بن موسى بن بابويه. لم (جخ) كان فقيها عالما، روى
عن خاله علي بن الحسين بن بابويه. وعن بعض أصحابنا رواية دعاء الكاظم (ع) حين ما
حبسه الرشيد باسناده عنه عن خاله علي بن الحسين الحديث. الحسين بن الحسن بن محمد
قال ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 278: الحسين بن الحسن بن محمد. ذكره الطوسي في
رجال الشيعة. وقال: كان من الثقات وأثنى عليه أبو جعفر بن بابويه، وقال: كان بصيرا
بالعلم.
________________________________________
[ 397 ]
وفي مجمع الرجال عن رجال الشيخ (لم): الحسين بن الحسن بن محمد روى عنه
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه. قلت: لا يوجد ذكره في النسخة المطبوعة من رجاله.
ويمكن الاتحاد مع سابقه مع التصحيف فلاحظ. الحسين بن الحسين بن علي بن الحسين بن
بابويه القمي تقدم في ترجمة أبيه (265) ذكره مع أخيه الحسن وأبيه عن منتجب الدين
قائلا: فقهاء صلحاء. وفي لسان الميزان ج 2 / 279 في نسخة غير مصححة ذكره كما في
العنوان ثم قال: ذكره ابن بابويه في الذيل وقال: كان من بيت فضل، وعلم، وهو وجه
الشيعة في وقته. لكن في النسخة المصححة: الحسن بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين
بن موسى بن بابويه القمي. وتقدم فلاحظ. الحسين بن الحكم اصول الكافي ج 2 / 399 باب
الشك: علي بن ابراهيم عن محمد ابن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى
العبد الصالح عليه السلام أخبره: اني شاك وقد قال ابراهيم (ع) " رب أرني كيف تحيي
الموتى " واني أحب أن تريني شيئا، فكتب (ع) أن ابراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد
ايمانا، وأنت شاك والشاك لا خير فيه الحديث وعن التعليقة: الظاهر من روايته هذه
الرواية رجوعه وزوال
________________________________________
[ 398 ]
شكه أه. قلت: وهذا منه (ره) عجيب فانها صريحة في ذمه لشكه وانه ليس
مؤمنا يطلب الزيادة في يقينه، وحكايته ما يدل على ذمه لا تدل على رجوعه وزوال شكه.
ثم انها غير ظاهرة في مورد شكه وانه في التوحيد أو المعاد أو امامة أبي الحسن عليه
السلام أو غيرها. نعم ربما يدل على شكه بعد يقينه فلاحظ. وفي الكافي ج 2 / 270 محمد
بن يحيى عن (التهذيب ج 9 / 325) أحمد بن محمد عن محمد بن سهل عن الحسين بن الحكم عن
أبي جعفر الثاني (ع) في رجل مات وترك خالتيه الحديث. الحسين بن خالد الصيرفي ذكره
في أصحاب الكاظم (ع) البرقي (53) وأيضا قبل ذلك بأسماء (48) بلا ذكر (الصيرفى)،
وأيضا الشيخ (347). وروى الصدوق في العيون ج 1 / 310 باسناده عن الحسين بن خالد
الكوفي عن أبي الحسن الرضا (ع)، وكذا في معاني الاخبار. روى عن ابي الحسن الاول (ع)
كثيرا. عنه عنه (ع) جماعة: منهم سيف بن عميرة، والحسن بن علي بن يقطين، ومحمد بن
حفص ومحمد بن اشيم، ومحمد بن أبي عمير. وذكره الشيخ في أصحاب الرضا (ع) 373 مع
لقبه. روى عن الحسين بن خالد الصيرفي عنه (ع) جماعة: منهم الفضل ابن سليمان الكوفي،
وعلي بن معبد (فقد روى عنه كثيرا جدا)، وأبو أحمد الغازى، ومحمد بن عيسى، وأحمد بن
محمد بن أبي نصر
________________________________________
[ 399 ]
البزنطي، وعبيدالله بن عبدالله الدهقان الواسطي والحسن بن أبي العقب
الصيرفي، ويونس بن عبد الرحمان، ومحمد بن أبي عمير، وصفوان ابن يحيى: وفي العيون ج
2 / 229 حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن
أبيه عن صفوان بن يحيى قال: كنت عند الرضا (ع) فدخل عليه الحسين بن خالد الصيرفي
فقال له: جعلت فداك اني أريد الخروج إلى الاعوض فقال: حيث ما ظفرت بالعافية فألزمه،
فلم يقنعه ذلك، فخرج يريد الاعوض، فقطع عليه الطريق وأخذ كل شئ كان معه من المال.
قلت: الخبر ربما يدل بظاهره على ذمه حيث خالف أمره (ع)، إلا أنه يمكن النظر فيه
أولا فلعله لم يفهم من كلامه (ع) نهيه عن الخروج كما هو غير صريح بل ولا ظاهر جلي
وثانيا ان النهي في أمثاله مما سيق للارشاد إلى مفاسد دنيوية تعود إليه لا يوجب
مخالفته عصيانا يمنع عن عدالته وهذا كما يأتي نظيره في حماد بن عيسى. ويأتي في
ترجمة محمد بن اسماعيل بن بزيع باسناد الماتن إلى علي ابن معبد عن الحسين عن الحسين
بن خالد الصيرفي قال: كنا عند الرضا عليه السلام ونحن جماعة نذكر محمد بن اسماعيل
بن بزيع، فقال: وددت ان فيكم مثله. ومما يشير إلى وثاقته في الرواية رواية أجلة
الاصحاب ومن لا يروى الا عن ثقة عنه مثل ابن ابي عمير، والبزنطي، وصفوان واضرابهم،
وانه من رجال أسانيد تفسير علي بن ابراهيم.
________________________________________
[ 400 ]
الحسين الخراساني الخباز هو الذي علمه أبو عبد الله عليه السلام دعاءا
لشفاء وجعه. رواه الكليني في أصول الكافي 2 / 567. الحسين بن روح بن أبي بحر أبو
القاسم النوبختي ثالث السفراء والنواب الخاصة الاربعة لامامنا الحجة صلوات الله
عليه قام بالسفارة بعد مضي السفير الثاني أبي جعفر محمد بن عثمان العمري في آخر
جمادى الاولى سنة 305 كما في رواية أبي غالب الزراري، وما رواه محمد بن نفيس، أو
سنة 304 كما في خبر هبة الله ابن محمد. ولما حضرته الوفاة في شعبان سنة 326 اوصى
إلى السمري آخر السفراء ودفن بالنوبختية كما يدل عليه رواية الغيبة (228) وقبره
معروف ببغداد بالسوق يزار ويتبرك به. مكانته السامية كان جليل القدر عظيم المنزلة
وجيها بين أصحابنا وعند العامة، فقد نشأ في بيت كبير جليل من النوبختية في بغداد
فيها رجال يشار إليهم في العلوم تقدم ذكرهم ص 195 هذا مع فضله ودينه وثقته عندهم.
وفيما رواه الشيخ في الغيبة (236) باسناده عن أبي عبدالله بن غالب عندما وصفه: وكان
له محل عند السيدة والمقتدر، عظيم، وكانت
________________________________________
[ 401 ]
العامة أيضا تعظمه... إلى أن قال: وكان العامة الحضور يرفعونه على
رؤوسهم وكثر الدعاء له... وفي رواية أخرى في مدحه (227): يصل إليه من الوزراء
والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات، وغيرهم، لجاهه ولموضعه وجلالة محله عندهم...
وقال إبن حجر في لسان الميزان ج 2 / 283 في ترجمته: أحد رؤساء الشيعة في خلافة
المقتدر، وله وقائع في ذلك مع الوزراء إلى أن قال: وانه كان كثير الجلالة في بغداد.
وذكره اليافعي في مرآت الجنان ج 2 / 285 في وقائع سنة 322 عند ظهور أمر الشلمغاني
بقوله: وأظهر شأنه الحسين بن روح زعيم الرافضة.... نيابته وسفارته لما مرض أبو جعفر
بن عثمان العمري السفير الثاني (المعروف) عند أهل بغداد بالشيخ الخلاني) رحمه الله
مرضه الذي توفي فيه في آخر جمادي الاولى سنة (305) كما فيها رواه في الغيبة (223)
باسناده عن أبي غالب الزراري ويظهر مما رواه أيضا عن محمد بن نفيس (227)، أو سنة
(304) كما في روايته عن هبة الله بن محمد - أقام مقامه بأمر الامام الحجة صلوات
الله عليه أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه. رواه جماعة كثيرة من وجوه الشيعة
وأكابرهم وشيوخهم. قال الشيخ في الغيبة (226): وبهذا الاسناد (أخبرني جماعة)
________________________________________
[ 402 ]
عن محمد بن علي بن الحسين قال أخبرنا علي بن محمد بن متيل عن عمه جعفر
بن أحمد بن متيل قال لما حضرت أبا جعفر بن عثمان العمري (رضي الله عنه) الوفاة كنت
جالسا عند رأسه أسأله وأحدثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه، فالتفت إلي ثم قال:
أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم لحسين بن روح. قال: فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي
القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت إلى عند رجليه. ورواه الصدوق في الاكمال (468) عن
علي بن محمد بن متيل نحوه. قال ابن نوح (رواه الشيخ عن الحسين بن إبراهيم القمي
عنه): وحدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه القمي، قدم علينا البصرة في شهر
ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلثمائة قال سمعت علويه الصفار والحسين بن أحمد بن
إدريس (رض) يذكران هذا الحديث، وذكرا أنهما حضرا بغداد في ذلك الوقت وشاهدا ذلك.
وقال الشيخ في الغيبة (223): أخبرني الحسين بن ابراهيم القمي قال أخبرني أبو العباس
أحمد بن علي بن نوح قال أخبرني أبو علي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري رحمه الله
قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن عثمان المدائني المعروف بابن قرذا في مقابر قريش
قال: كان من رسمي إذا حملت المال في يدي إلى الشيخ ابي جعفر محمد بن عثمان العمري
(قدس سره) أن أقول له ما لم يكن احد يستقبله بمثله: هذا المال ومبلغه كذا وكذا
للامام، فيقول لي: نعم. دعه فأراجعه فأقول له: تقول لي: انه للامام فيقول: نعم
للامام (ع) فيقبضه فصرت إليه آخر عهدي به قدس سره ومعي أربعمائة دينار، فقلت له على
رسمي فقال لي: إمض بها إلى الحسين بن روح فتوقفت، فقلت: تقبضهما أنت مني علم الرسم،
فرد علي كالمنكر لقولي وقال:
________________________________________
[ 403 ]
قم عافاك فادفعها إلى الحسين بن روح، فلما رأيت في وجهه غضبا خرجت وركبت
دابتي، فلما بلغت بعض الطريق رجعت كالشاك فدققت الباب فخرج الي الخادم فقال: من هذا
؟ فقلت أنا فلان، فاستأذن لي فراجعني وهو منكر لقولي ورجوعي، فقلت له: أدخل فاستأذن
لي فانه لابد من لقائه، فدخل فعرفه خبر رجوعي، وكان قد دخل إلى دار النساء فخرج
وجلس على سرير ورجلاه في الارض - يصف حسنهما وحسن رجليه - فقال لي: ما الذي جرأك
على الرجوع ولم لم تمتثل ما قلته لك ؟ فقلت: لم أجسر على ما رسمته لي، فقال لي، وهو
مغضب: قم عافاك الله، فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي، ونصبته منصبي،
فقلت: بأمر الامام (ع) ؟ فقال: قم عافاك الله كما أقول لك، فلم يكن عندي غير
المبادرة، فصرت ألى أبي القاسم بن روح وهو في دار ضيقة، فعرفته ما جرى، فسرى به
وشكر الله عزوجل، ودفعت إليه الدنانير وما زلت أحمل إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك من
الدنانير، وفي الغيبة (225): أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن
بابويه قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الاسود رحمه الله قال: كنت أحمل الاموال
التي تحصل في باب الوقت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله، فيقبضها مني
فحملت إليه يوما شيئا من الاموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني
بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي رضى الله عنه فكنت أطالبه بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي
جعفر رضي الله عنه، فأمرني أن لا أطالبه بالقبوض، وقال: كل ما وصل إلى أبي القاسم
فقد وصل إلي، فكنت أحمل بعد ذلك الاموال إليه ولا أطالبه بالقبوض. ورواه الصدوق
(ره) في الاكمال
________________________________________
[ 404 ]
466 / 49 / 30 نحوه. وفى الغيبة (226) وأخبرنا (أي ابن نوح) عن أبي محمد
هارون بن موسى قال: اخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه وأرضاه ان أبا جعفر
محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها، فقال
لنا: ان حدث علي حدث الموت فالامر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقد أمرت
ان اجعله في موضعي بعدي فأرجعوا إليه، وعولوا في أموركم عليه. وأخبرني الحسين بن
ابراهيم عن ابن نوح عن أبي نصر هبة الله ابن محمد قال حدثني خالي أبو ابراهيم جعفر
بن احمد النوبختي قال قال لي أبي احمد بن ابراهيم، وعمي أبو جعفر عبدالله بن
ابراهيم وجماعة من أهلنا يعني بني نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتدت حاله اجتمع
جماعة من وجوه الشيعة: منهم أبو علي بن همام، وأبو عبدالله بن محمد الكاتب، وأبو
عبد الله الباقطاني، وأبو سهل اسماعيل ابن علي النوبختي،، وأبو عبد الله بن
الوجناء، وغيرهم من الوجوه والاكابر، فدخلوا على أبي جعفر (ره)، فقالوا له: ان حدث
أمر فمن يكون مكانك، فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي
القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الامر (ع) والوكيل، والثقة الامين، فارجعوا
إليه في اموركم، وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت. وفي رواية عتاب في
خبر السفراء قال: وأوصى أبو جعفر إلى ابي القاسم الحسين بن روح (ض)..
________________________________________
[ 405 ]
سبب اختياره للسفارة كان جماعة من اجلة مشايخ أصحابنا وأعظمهم منزلة
مؤهلين للسفارة بعد أبي جعفر العمري، لكن وقع الاختيار والوصية للحسين ابن روح رضي
الله عنه لامور: فروى الشيخ في الغيبة (224) (عن الحسين بن ابراهيم القمي عن أبي
العباس بن نوح) قال: وسمعت ابا الحسن علي بن بلال بن (ابي - ظ) معاوية المهلبي
يقول: في حياة جعفر بن محمد بن قولويه: سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه
القمي يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن متيل القمي يقول: كان محمد بن عثمان ابو جعفر
العمري (رض) له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم ابن روح (رض)
فيهم، وكلهم كانوا أخص به من أبي القاسم ابن روح حتى انه كان إذا احتاج إلى حاجة أو
إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية، فلما كان وقت مضي أبي جعفر
(رض) وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه. قال: وقال مشايخنا: كنا لا نشك أنه ان
كانت كائنة من أبي جعفر لا يقوم مقامه الا جعفر بن احمد بن متيل أو أبوه لما رأينا
من الخصوصية به وكثرة كينونته في منزله، حتى بلغ انه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما
الا ما أصلح في منزل جعفر بن متيل وأبيه بسبب وقع له، وكان طعامه الذي يأكله في
منزل جعفر، وأبيه، وكان أصحابنا لا يشكون ان كانت حادثة لم تكن الوصية الا إليه من
الخصوصية به، فلما كان عند ذلك ووقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا،
________________________________________
[ 406 ]
وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر (رض) ولم يزل جعفر ابن أحمد
بن متيل في جملة أبي القاسم (رض) (جملة أصحاب، أو خدمة ابي القاسم - ظ) وبين يديه
كتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري إلى ان مات (رض)، فكل من طعن على أبي القاسم فقد
طعن على أبي جعفر، وطعن على الحجة صلوات الله عليه. وروى في الغيبة (40 ؟) باسناده
عن ابن نوح قال: وسمعت جماعة من أصحابنا بمصر يذكرون أن أبا سهل النوبختي سئل فقيل
له: كيف صار هذا الامر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك ؟ فقال: هم أعلم
وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم. ولو علمت بمكانه (ع) كما علم أبو
القاسم وضغطتني الحجة على مكانه لعلي كنت أدل على مكانه (ع)، وأبو القاسم فلو كانت
الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه أو كما قال. قال الصدوق في الاكمال
472 / 49 / 40 حدثنا محمد بن ابراهيم ابن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال كنت عند
الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري
فأقبل إليه رجل فقال اني أريد أن أسألك (ثم ذكر سؤاله وجواب الشيخ بطوله إلى أن
قال:) قال محمد بن ابراهيم بن اسحاق (رض) فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح قدس
الله روحه من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه،
فابتدأني، فقال لي: يا محمد بن ابراهيم لان أخر من السماء فتخطفني الطير وتهوي بي
الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله عزوجل برأيي ومن عند نفسي، بل
ذلك عن الاصل ومسموع عن الحجة صلوات الله وسلامه عليه. ورواه الشيخ في الغيبة عن
جماعة
________________________________________
[ 407 ]
عن الصدوق (ره) (197). وقال الشيخ في الغيبة (236) في أحواله: وكان أبو
القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق، ويستعمل التقية. فروى أبو
نصر هبة الله بن محمد قال حدثني أبو عبد الله بن غالب حمو أبي الحسن بن أبي الطيب
قال: ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، ولعهدي به يوما في دار
ابن يسار وكان له محل عند السيد (السيدة - ظ) والمقتدر عظيم وكانت العامة أيضا
تعظمه، وكان أبو القاسم يحضر تقية وخوفا وعهدي به.. ثم أورد روايات في شدة تقيته
وانه حكم بين شيعي وعامي، تنازعا في أفضل الصحابة بما رضي به العامي وكل من حضر من
العامة وعند ذلك قال: وكان العامة يرفعونه على رؤوسهم، وكثر الدعاء له والطعن على
من يرميه بالرفض... وتمامه وساير ما ورد في استعماله التقية وفي فضائله ومكارمه في
كتابنا في أخبار الرواة. وفي الغيبة (227) وبهذا الاسناد (أخبرني الحسين بن ابراهيم
عن ابن نوح عن أبي نصر) عن هبة الله بن محمد بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري
قالت حدثني ام كلثوم بنت أبي جعفر (رض) قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح (رض)
وكيلا لابي جعفر سنين كثيرة ينظر له في أملاكه ويلقي بأسراره الرؤساء من الشيعة،
وكان خصيصا به حتى انه كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه، لقربه منه وأنسه.
قالت: وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له، غير ما يصل إليه من الرؤساء
من الشيعة مثل آل الفرات، وغيرهم، لجاهه، ولموضعه وجلالة محله عندهم، فحصل في أنفس
الشيعة محصلا جليلا، لمعرفتهم باختصاص أبي إياه، وتوثيقه عندهم، ونشر فضله. ودينه،
وما كان
________________________________________
[ 408 ]
يحتمله من هذا الامر، فمهدت له الحال في طول حياة أبي إلى أن انتهت
الوصية إليه بالنص عليه، فلم يختلف في أمره ولم يشك فيه أحد إلا جاهل بأمر أبي
أولا، مع ما لست أعلم ان أحدا من الشيعة شك فيه، وقد سمعت هذا من غير واحد من بني
نوبخت رحمهم الله مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره. المؤهلين للسفارة بعد اختياره
ولما وقع الاختيار والوصية إلى الحسين بن روح وهو أحد العشرة المؤهلين للسفارة بعد
العمري وكلهم كانوا أخص به منه مع أنهم من اجلة مشايخنا وأعظمهم منزلة كما تقدم،
فلم يشك فيه أحد ولم يختلف في أمره وخضعوا للامر من الناحية المقدسة باختياره ولم
ينكروا، وكانوا مع الحسين بن روح، وبين يديه وفي خدمته كما كانوا مع ابي جعفر
العمري مع جلالتهم وكبر سنهم كما تقدم في جملة من الروايات. بل لم ينكر عليه محمد
بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي الغراقر الذي عارضه وعانده عندما وفع الاختيار
عليه دونه مع كثرة طعمه وولعه في النيل إلى السفارة بل اعترف بسفارة ابن روح وجناية
نفسه. فروى الشيخ في الغيبة (240) عن كتاب الغيبة تصنيف الشلمغاني قال: وأما ما
بيني وبين الرجل المذكور زاد الله توفيقه فلا مدخل لي في ذلك الا لمن أدخلته فيه
لان الجناية علي فاني وليها. (وقال في فصل آخر): ومن عظمت منته عليه تضاعفت الحجة،
عليه ولزمه الصدق فيما ساءه وسره، وليس ينبغي فيما بيني وبين الله
________________________________________
[ 409 ]
إلا الصدق عن أمره مع عظم جنايته، وهذا الرجل منصوب لامر من الامور لا
يسع العصابة العدول فيه... قلت: وتفصيل أخبار الشلمغاني في كتابنا في أخبار الرواة
وتأتي الاشارة إليها في ترجمته تبعا للماتن (قده). محبسه ذكر ابن حجر في لسان
الميزان في ترجمته: احد رؤساء الشيعة في خلافة المقتدر، وله وقائع في ذلك مع
الوزراء، ثم قبض عليه، وسجن في المطمورة، وكان السبب في ذلك (بياض)، ومات سنة ست
واثنتين وثلثمائة.... قلت: هكذا في النسخة والصحيح: ست وعشرين... وفى الغيبة (252)
قال محمد بن الحسن بن جعفر بن اسماعيل ابن صالح الصيمري: أنفذ الشيخ الحسين بن روح
(رض) من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام في ذي الحجة سنة إثنتي
عشرة وثلثمائة، وأملاه أبو علي، وعرفني ان أبا القاسم (رض) راجع في ترك إظهاره فانه
في يد القوم وحبسهم، فأمر باظهاره وأن لا يخشى ويأمن فتخلص، وخرج من الحبس بعد ذلك
بمدة يسيرة والحمد لله... ورواه إلى هذا الموضع فقط (187) عن شيخه إبن نوح عند جده
محمد بن احمد بن العباس بن نوح عن أبي محمد الحسن ابن جعفر بن اسماعيل بن صالح
الصيمري. قلت: لم أقف في كتب الحديث والسير والتراجم على إشارة إلى سبب حبسه ولعله
كان لاختصاصه بالوزراء والرؤساء من الشيعة من
________________________________________
[ 410 ]
آل الفرات وذلك عندما هاجت الفتنة في بغداد من جهة امر الوزراء. طبقته
ومن روى عنه روى الحسين بن روح عن أبي محمد الحسن العسكري (ع) كما في مزار ابن
المشهدي باب زيارة أخرى للامير (ع) وغير ذلك مما أوردناه في طبقات أصحابه، وروى عن
إمامنا الحجة عليه السلام فانه بابه وسفيره. وروى عن جماعة منهم محمد بن زياد
(التهذيب ج 6 / 93). وروى عنه جماعة منهم جعفر بن أحمد بن متيل (كثيرا)، وعلي بن
محمد بن متيل (الاكمال (465)) وأبو الحسن علي بن احمد العقيقي (الاكمال 469 والغيبة
- 193 -)، ومحمد بن ابراهيم إبن اسحاق الطالقاني (الاكمال - 471 - والغيبة - 296)
ومحمد بن الحسن الصيرفي الدورقي بأرض بلخ (الاكمال - 480 -)، والحسين بن محمد القمي
المعروف بأبي علي البغدادي من مشايخ الصدوق (الاكمال - 482 -)، وأحمد الداودي
(الاكمال - 483 -) وأحمد بن ابراهيم النوبختي (الغيبة - 228)، وأبو الحسن بن كبرياء
النوبختي (الغيبة - 237 -)، والحسين بن علي بن سفيان البزوفري (الغيبة - 238 -)،
وأحمد بن محمد الصفواني (الغيبة - 238، 242 -)، وترك الهروي المتكلم (الغيبة -
239)، وأبو جعفر محمد بن احمد ابن الزكوزكي رحمه الله (الغيبة - 239)، وعبد الله
الكوفي خادمه (الغيبة - 239)، وأبو الحسن الايادي (الغيبة - 240)، وسلامة ابن محمد
- الغيبة - 240 -)، وأبو عبد الله بن غالب (الغيبة - 236 -)، وابنه روح بن الحسين
بن روح (الغيبة - 251 -)،
________________________________________
[ 411 ]
وأبو علي محمد بن همام (الغيبة - 252 -)، والحسن بن محمد بن جمهور
(التهذيب ج 6 / 93)، والحسن بن علي الوجناء النصيبي (الغيبة 192)، وأحمد بن الحسن
بن أبي صالح الخجندي (الغيبة - 196)، واحمد بن محمد أبو غالب الزراري (الغيبة -
197). ويأتي في ترجمة الصدوق الاول علي بن الحسين بن موسى (683) قول النجاشي: شيخ
القميين في عصره ومتقدمهم وفقيهم وثقتهم، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم
الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك... الحسين بن زياد ذكره
الشيخ في الفهرست (57) وقال: له كتاب الرضاع، رواه الوليد بن حماد عنه. قلت: في
طريقه إرسال، وإبن حماد غير مذكور بشئ. وقال في لسان الميزان ج 2 / 284: الحسين بن
الزبرقان يكنى أبا الخزرج، والحسين بن زياد الكوفي ذكرهما الطوسي في مصنفي الشيعة.
روى الحسين بن زياد عن أبي عبدالله (ع) كما في باب الصائم يذوق القدر من الكافي ج 1
/ 194. عنه ابان بن عثمان، وعن يعقوب ابن جعفر. عنه جعفر بن محمد كما في باب السحق
ج 2 / 73. وذكره الشيخ في أصحاب الرضا (ع) (374).
________________________________________
[ 412 ]
الحسين بن شداد بن رشيد الجعفي الكوفي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه
السلام (170) وقال: أسند عنه، وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 2 / 287 وقال: ذكره
الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى. وقال علي بن الحكم
كان أفقه أهل الكوفة وأصحهم حديثا. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات (79) باسناده
عن الحسن ابن الحسين العمري عن الحسين بن شداد الجعفي عن جابر عن أبي جعفر (ع).
الحسين بن عبد ربه في اصول الكافي ج 1 / 547 (محمد بن الحسين، وعلي بن محمد عن) سهل
بن زياد عن محمد بن عيسى عن علي بن الحسين بن عبد ربه قال: سرح الرضا (ع) بصلة إلى
أبي، فكتب إليه أبي: هل علي فيما سرحت إلي خمس ؟ فكتب إليه: لا خمس عليك فيما سرح
به صاحب الخمس. وتقدم في الحسن بن راشد البغدادي (311) عن الكشي (318) كتاب أبي
الحسن (ع) سنة إثنتين وثلاثين ومأتين إلى علي بن بلال وفيه: ثم اني أقمت أبا علي
مقام الحسين بن عبد ربه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد...
وأيضا في حديث آخر
________________________________________
[ 413 ]
(313): وأني أقمت أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه ومن قبله من
وكلائي... وعن بعض النسخ هكذا (مقام علي بن الحسين ابن عبد ربه). وزعم غير واحد ممن
تأخر رحمهم الله: ان الوكيل للناحية المقدسة هو علي بن الحسين بن ربه دون أبيه
الحسين بل لم يعنونه في مجمع الرجال وإنما ذكر ابنه علي وذكر ما ورد فيه ومنها
الحديثين المتقدمين. ويؤيد ذلك ما تقدم في ص 313 عن الغيبة (212) وفيه: قد أقمت أبا
علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، ومن قبله من وكلائي... بل المحكي عن
عدة من نسخ إختيار الكشي في ثاني الحديثين المتقدمين: أقمت أبا علي بن راشد مقام
علي بن الحسين ابن الحسين بن عبد ربه... قلت: الموجود في الموضعين من اختيار الكشي:
(الحسين بن عبد ربه) ويؤيده الخلاصة، ورجال ابن داود وغيرهما. قال العلامة في
الخلاصة (51) الحسين بن عبد ربه. روى الكشي عن محمد بن نصير قال حدثني احمد بن محمد
بن عيسى: انه كان وكيلا. وهذا سند صحيح. انتهى. أقول: صحة سنده مبني على كون محمد
بن نصير هو الكشي الثقة. وقال ابن داود (109) الحسن بن عبد ربه. لم (كش) كان وكيلا.
قلت: الظاهر: ان (الحسن) مصحف (الحسين) وأمثاله في رجاله غير عزيزة. ولا يعارض ذلك
ما تقدم عن الغيبة: أولا فلاحتمال التصحيف فيه بأن يكون (مقام علي بن الحسين بن عبد
ربه) مصحف (مقام
________________________________________
[ 414 ]
أبي علي الحسين بن عبد ربه). وثانيا لامكان وكالة علي بن الحسين بعد
أبيه الحسين عن أبي الحسن عليه السلام، ويؤيدها قوله: (مقام علي بن الحسين بن عبد
ربه ومن قبله من وكلائي) وسيأتي ان شاء الله في ترجمته من هذا الشرح صحبة علي بن
الحسين ووكالته عن أبي الحسن الهادي عليه السلام وهناك ما ينفع المقام. كما لا
يعارضه ما رواه الكشي (317) بالاسناد المتقدم في علي بن الحسين بن عبدالله المتوفي
(229) بالخزيمية عند منصرفه من مكة وفيه: (قال: وكان وكيل الرجل عليه السلم قبل أبي
علي بن راشد) بناءا على اتحاده مع علي بن الحسين بن عبد ربه كما يأتي. إذ عرفت: ان
وكالته قبله لا تنافي وكالة علي بعد أبيه الحسين ابن عبد ربه فلاحظ وأذعن وان لم
نقف على من تنبه به. الحسين بن عبدالله النيشابوري: كان واليا على سجستان من قبل
المعتصم العباسي وسئل رجل من أهل سجستان أبا جعفر الجواد عليه السلام أن يكتب إليه
بالاحسان إليه، ومدحه بأنه يتولاكم أهل البيت ويحبكم ويتولاكم، فكتب (ع) إليه كتابا
وأمره بالاحسان إلى اخوانه. وسبق إلى الوالي خبر كتابه (ع) إليه فاستقبل حامل
الكتاب على فرسخين من المدينة وقبله ووضعه على عينيه، فأمر بطرح الخراج عنه وسأله
عن عياله ومبلغهم فأمر بصلتهم جميعا ولم يقطعها عنهم حتى مات. رواه الشيخ في الهذيب
ج 6 / 334 والكليني في الكافي ج 1 / 359
________________________________________
[ 415 ]
في حديث طويل الا أنه قاصر سندا لذا لم نذكره الا اشارة إليه. الحسين بن
عبدالملك بن عمرو الاحول ذكره في لسان الميزان ج 2 / 295 وقال: روى عن أبيه. وعنه
الحسين بن سعيد ذكروه في رجال الشيعة. قلت: وذكره في جامع الرواة وغيره. وروى في
التهذيب ج 3 / 7 عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن عبدالملك الاحول عن ابيه عن أبي
عبدالله (ع). ويمكن اتحاده مع الحسين بن عبدالملك الاودي وروى في التهذيب ج 1 / 30
عن أحمد بن عبدون عن أبي الحسن علي بن محمد بن الزبير عن الحسين بن عبدالملك الاودي
عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن أبي زياد الكرخي. وتقدم في الحسن بن محبوب (349)
عن الفهرست بهذا الاسناد روايته كتاب المشيخة. ولكن هناك (الازدي) بدل (الاودي)
وذكرنا انه لم يصرح بشئ. وفي مجمع الرجال عن الفهرست هذا الطريق لكن فيه: (عن أحمد
بن الحسين بن عبدالملك الاودي) ويأتي تمام الكلام في ترجمة أحمد بن الحسين بن
عبدالملك انشاء الله. الحسين بن عبيد الله بن علي الواسطي ذكره في لسان الميزان ج 2
/ 298 وقال: من رؤوس الشيعة، يشارك المفيد في شيوخه، ومات قبل العشرين وأربعمائة.
الحسين بن عبيد الله القمي المحرر قال الكشي (318). في الحسين بن عبيد الله المحرر:
قال أبو عمرو: ذكره أبو علي أحمد بن علي السكوني شقران قرابة الحسن بن
________________________________________
[ 416 ]
خرذاذ، وختنه على اخته: ان الحسين بن عبيد الله القمي اخرج من (قم) في
وقت كانوا يخرجون منها من إتهموه بالغلو. وقال الشيخ في أصحاب الهادي (ع) (413):
الحسين بن عبيد الله القمي يرمي بالغلو. قلت: تقدم (56) في الحسين بن عبيد الله
السعدي عن الخلاصة اتحاده مع القمي والمحرر فلاحظ. الحسين بن عثمان بن زياد الرواسي
أخو حماد الناب ذكره الكشي في أصحاب الصادق (ع) مع أخويه (237) قال: حمدويه قال:
سمعت أشياخي يذكرون: ان حمادا، وجعفرا، والحسين بن عثمان بن زياد الرواسي، وحماد
لقب بالناب، كلهم فاضلون، خيار، ثقات... قلت: روى الحسين بن عثمان بلا تمييز عن أبي
عبدالله (ع) روى عنه عنه (ع) جماعة ذكرناهم في الطبقات منهم: القاسم بن محمد
(الكافي ج 1 / 56 والتهذيب ج 1 / 463)، ومحمد بن أبي عمير (كامل الزيارات - 49).
وروى جعفر بن المثنى العطار عن الحسين بن عثمان الرواسي عن سماعة بن مهران عن أبي
عبدالله (ع) (التهذيب ج 2 / 245 والاستبصار ج 1 / 249)، وعبد الله بن أيوب عن
الحسين الرواسي عن ابن أبي عمير الطبيب عن أبي عبدالله (ع) كتاب علي (ع) في الديات.
(الفقيه في دية الاعضاء والجوارح (486)، لكن رواه في الكافي ج 2 / 332 والتهذيب ج
10 / 258 باسنادهما عن عبدالله بن أيوب عن أبي عمرو المتطبب عنه (ع) وقال الشيخ في
أصحاب الصادق (ع) (306) محمد ابن أبي عمر الطبيب كوفي، روى كتاب الديات عن أبي
عبدالله (ع).
________________________________________
[ 417 ]
وروى علي بن الحكم عن الحسين بن عثمان عن سماعة (الكافي ج 1 / 44
والتهذيب ج 1 / 338 والاستبصار ج 1 / 197 وغيره) وعنه عن إبن مسكان كثيرا، وعنه عن
اسحاق بن عمار (الكافي ج 2 / 104، يب ج 8 / 62، صا ج 3 / 295) لكن ليس بظاهر في انه
المراد بالحسين بن عثمان في هذه الموارد، أو الحسين بن عثمان الاحمسي، أو العامري
أو غيرهما فلاحظ. وقال الشيخ في الفهرست (57): الحسين بن عثمان الرواسي، له كتاب
رويناه بالاسناد الاول (أحمد بن عبدون عن أبي طالب الانباري) عن حميد بن زياد عن
أبي جعفر محمد بن عياش عن الحسين ابن عثمان. قلت: الطريق بظاهره ضعيف بمحمد بن عياش
فانه مهمل، أو مجهول الحال بناءا على أنه محمد بن عياش بن عروة العامري الكوفي الذي
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (296) وقال: اسند عنه. هذا بناءا على ما هو ظاهر
الفهرست وكتب الاصحاب. نعم لا يبعد كون (عياش) مصحف (عباس) بالباء المفردة والسين
المهملة فح السند موثق بحميد على كلام في أحمد بن عبدون شيخه وشيخ النجاشي، فقد
يأتي في ترجمة محمد بن عباس بن عيسى (745) قول الماتن: أبو عبدالله كان يسكن بني
غاضرة، ثقة، روى عن أبيه. وروى عن حميد بن زياد عن أبي جعفر محمد بن عباس بن عيسى
في بني عامر كتاب حيدر بن شعيب كما يأتي في ترجمته (375)، وأيضا عنه عن عباس بن
عيسى الغاضري الكوفي كتابه كما في ترجمته (745) ثم أن تكنيته بأبي جعفر فيما تقدم
لا تنافي تكنيته بأبي عبدالله في ترجمته لامكان تعدد الكنية فلاحظ.
________________________________________
[ 418 ]
الحسين بن على بن ابراهيم العلوي ذكره في لسان الميزان ج 2 / 306 وقال:
ذكره ابن عقدة في رجال الشيعة وقال: كان ممن جمع شرف الفضل إلى شرف الاصل. الحسين
بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب (ع) صاحب فخ مدني هكذا ذكره
الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (168). وكان من أصحاب أبي الحسن موسى (ع)، وله حديث عند
خروجه يأتي. وذكرناه في طبقات أصحابهما عليهما السلام. ولما خرج الحسين قتيل فخ،
واحتولى على المدينة دعا أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام إلى البيعة، فقال (ع):
لا تكلفني فيخرج مني مالا أريد، فاعتذر بقوله: انما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت
فيه وإن كرهته لم أحملك عليه والله المستعان، ثم ودعه، فقال عليه السلام: يا بن عم
إنك مقتول ثم أخبره بمسيره وبما يصل إليه من القوم، وقال: انا لله وانا إليه
ارجعون، أحتسبكم عند الله من عصبة. قلت: هذا خلاصة ما رواه الكليني في حديث طويل في
اصول الكافي ج 1 / 366، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين (298). وقد أخبر رسول الله
صلى الله عليه وأئمة أهل البيت بمصرعه ومقتله.
________________________________________
[ 419 ]
فلما انتهي رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فخ نزل، فصلى بأصحابه وبكى
في صلاته وبكى الناس لبكائه، فلما انصرف قال: نزل علي جبرئيل: فقال ان رجلا من ولدك
يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين. وفي رواية: قال: يقتل هاهنا رجل
من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، ينزل بهم بأكفان، وحنوط من الجنة، تسبق أرواحهم
أجسادهم إلى الجنة، وذكر من فضلهم أشياءا. رواها أبو الفرج في مقاتل الطالبيين
(289) بطرق عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، وعن زيد بن علي (ع). ولما وصل أبو عبد
الله الصادق (ع) في طريقه إلى مكة إلى فخ نزل (ع) وتوضأ وصلى ثم قال: يقتل هاهنا
رجال صالحون من أهل بيتي، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة. رواه أبو الفرج في
مقاتله مسندا (290)، وأيضا إبن زهرة في غاية الاختصار (54). ولما قتل الحسين مع
أصحابه وجاء الجند برؤوسهم إلى موسى والعباس وعندهم جماعة من ولد الحسن والحسين (ع)
فلم يتكلم أحد منهم بشئ إلا موسى بن جعفر عليه السلام، فقال له: هذا رأس الحسين ؟
قال نعم: (قال ظ): إنا لله وإنا إليه راجعون، ومضى والله مسلما صالحا، صواما،
قواما، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله، فلم يجيبوه بشئ.
ذكره أبو الفرج. وفى عمدة الطالب (183) عن أبي نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي
الرضا عليه السلام أنه قال: لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ. وكان الحسين صاحب
فخ جوادا كريما، لا يرد سائلا عنه،
________________________________________
[ 420 ]
يواسي الفقراء وينفق عليهم ويؤثرهم على نفسه، وإذا لم يجد شيئا إقترض
لهم وينفق ويقول: قال الله عزوجل " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ". وقال
الحسن بن هذيل: بعت لحسين بن علي صاحب فخ حائطا بأربعين ألف دينار، فنثرها على
بابه، فما دخل إلى أهله منها حبة كان يعطيني كفا كفا فأذهب به إلى فقراء أهل
المدينة. وباع ضيعة له ببغداد بتسعة آلاف دينار وأنفقها في سبيل الله. وأخباره في
جوده وكرمه كثيرة ذكر منها جماعة منهم أبو الفرج في مقاتل الطالبيين في روايات بطرق
وكذا ما ورد في خروجه ومقتله. ومصرعه وما رثاه الشعراء في ذلك من ص 289 إلى ص 307
وقد لخصناها لئلا يطول. قال ابن زهرة في غاية الاختصار (53) عند ذكره: كان جوادا
عظيم القدر، لحقته ذلة من الخليفة الهادي، فخرج عليه، وكان يومئذ أمير المدينة ثم
سار إلى مكة فبعث الهادي إليه سليمان بن منصور، فقتله بفخ. وروى أبو الفرج عن جماعة
من الرواة سماهم (294) قالوا كان سبب خروج الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي
بن أبي طالب (ع) أن موسى الهادي ولى المدينة اسحاق بن عيسى بن علي فاستخلف عليها
رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز بن عبدالله، فحمل على الطالبيين، وأساء
إليهم، وأفرط في التحامل عليهم وطالبهم بالعرض كل يوم، وكانوا يعرضون في المقصورة،
وأخذ كل واحد منهم بكفالة قرينه ونسيبه... ودعى الناس بالمدينة إلى بيعته، وقال:
أبايعكم على كتاب الله
________________________________________
[ 421 ]
وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى أن يطاع الله ولا يعصى،
وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله، وعلى أن نعمل فيكم بكتاب الله
وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، وعلى ان تقيموا
معنا وتجاهدوا عدونا فان نحن وفينا لكم وفيتم لنا، وان نحن لم نف لكم فلا بيعه لنا
عليكم. وروى في غاية الاختصار (53) خطبته وفيها: أنا ابن رسول الله أدعوكم إلى كتاب
الله وسنة رسول الله، إستنقاذا مما تعلمون. فأجابوه وبايعوه من ولد علي (ع) ومواليه
وسائر الناس. وروى أبو الفرج في مقاتله (297) وقال: ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين
الا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن، فانه استعفاه فلم يكرهه، وموسى بن جعفر بن
محمد (عليهم السلام). ثم روى بطريقين عن عنبرة القصباني قال: رأيت موسى بن جعفر (ع)
بعد عتمة وقد جاء إلى الحسين صاحب فخ، فانكب عليه شبه الركوع وقال: أحب أن تجعلني
في سعة وحل من تخلفي عنك، فأطرق الحسين طويلا لا يجيبه، ثم رفع رأسه إليه، فقال:
أنت في سعة. وقال: وقال الحسين لموسى بن جعفر (ع) في الخروج فقال له: إنك مقتول
فأحد الضراب فان القوم فساق يظهرون إيمانا، ويضمرون نفاقا وشركا، فانا لله وانا
إليه راجعون، وعند الله عزوجل أحتسبكم من عصبة. وروى أيضا في (304) باسناده عن
ابراهيم بن اسحاق القطان قال: سمعت الحسين بن على ويحيى بن عبدالله يقولان: ما
خرجنا حتى شاورنا أهل بيتنا، وشاورنا موسى بن جعفر (ع) فأمرنا بالخروج.
________________________________________
[ 422 ]
قلت: ما في هذه الرواية من أمر موسى بن جعفر (ع) بالخروج مناف لما تقدم
ولما ذكره غيره فلاحظ. ولما ظهر أمره بالمدينة وصلى بالناس وخطبهم على المنبر، وخرج
قاصدا إلى مكة ومعه جماعة من أهله ومواليه وأصحابه وكانوا زهاء ثلثمائة حتى صاروا
بفخ، وهي على سنة اميال من مكة. كما ذكره المسعودي في مروج الذهب ج 3 / 336، أو بئر
بين مكة وبينه نحو من فرسخ، أو غير ذلك، وهي موضع تجريد الثياب من الصبيان عند
ارادة الاحرام بهم كما في جملة من رواياتنا في مواقيت الاحرام. ولقت جيوش السلطان
الحسين وأصحابه بفخ يوم الترويه وقت صلاة الصبح، ووجدوه وأصحابه بين مصلي، ومبتهل،
وناظر في القرآن ومعد للسلاح، وأخبروا أميرهم بذلك، فقال: هم والله أكرم عند الله
واحق بما في أيدينا منا، ولكن الملك عقيم، ولو أن صاحب القبر (يعني النبي صلى الله
عليه وآله) نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف يا غلام اضرب بطلبك ثم سار إليهم، فو
الله ما انثنى عن قتلهم، ثم حملوا عليهم حتى قتلوا وأخذوا رؤوسهم وجاؤا بها إلى
موسى والعباس. وذكر في مروج الذهب انهم أقاموا ثلاثة أيام لم يواروا حتى أكلتهم
السباع والطير. وقد رثاه الشعراء ذكرهم بمراثيهم المسعودي وأبو الفرج وغيرهما ومنهم
دعبل الشاعر بقوله: قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلوات وروى أبو
الفرج عن جماعة قالوا: ولما بلغ العمري وهو بالمدينة قتل الحسين بن علي صاحب فخ عمد
إلى داره ودور أهله فحرقها وقبض أموالهم ونخلهم فجعلها في الصوافي المقبوضة.
________________________________________
[ 423 ]
وروى أيضا انه لما قتل أصحاب فخ جلس موسى بن عيسى بالمدينة، وأمر الناس
بالوقيعة على آل أبي طالب (ع). وحملوا الرأس إلى الخليفة الهادي مستبشرين. فبكى
الهادي وزجرهم وقال: اتيتموني مستبشرين كأنكم أتيتموني برأس رجل من الترك أو
الديلم، انه رجل من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله الا ان أقل جزائكم عندي ألا
أثيبكم شيئا، وسخط على موسى بن عيسى لقتل الحسين وترك المصير به إليه ليحكم فيه بما
يرى ثم قبض أموال موسى. ذكره المسعودي في مروجه ج 3 / 337 وتفصيل اخباره في كتابنا
في أخبار الرواة. الحسين الاصغر أبو عبد الله بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة (69): وانما قيل له الحسين الاصغر
لان له أخا اكبر منه يسمى الحسين بن علي لم يعقب. وقال في (32) بعد ذكر الحسين
الاصغر في أولاد السجاد (ع): وعلي بن علي بن الحسين (ع) أمه أم ولد لا خلاف وهو
أصغر أولاده الذين أعقبوا... وقال ابن سعد في الطبقات ج 5 / 327: وكان حسين بن علي
ابن حسين هذا اصغر ولد ابيه، وبقي حتى ادركه محمد بن عمر وروى عنه، ولكنا ألحقناه
باخوته في طبقتهم وليس مثلهم في سنهم، ولقيهم وقال في (211) عند ذكر اولاد ابيه
السجاد (ع): والحسين الاكبر درج إلى ان قال: وحسينا الاصغر بن علي...
________________________________________
[ 424 ]
وكني بأبي عبدالله كما ذكره البخاري في سر السلسلة وابن عنبة في العمدة
وابن سعد في الطبقات. وكانت امه ام ولد كما صرح بذلك ابن سعد والبخاري وابن عنبة
وغيرهم. وكانت تدعى سعادة (ساعدة خ ل) كما في سر السلسلة (69) لكن قال في (32) عند
ذكر أولاد أبيه: والحسين الاصغر وامه ام ولد رومية، وقيل أمه ام عبدالله، والصحيح
الاول تدعى عنان... فضله روى الشريف المرتضى (ره) في ديباجة كتابه (الناصريات) عن
أبي الجارود زياد بن المنذر قال: قيل لابي جعفر (ع) أي إخوتك أحب إليك، وافضل ؟
فقال: (إلى ان قال): وأما الحسين فحليم يمشي على الارض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون
قالوا سلاما. وقال المفيد في ارشاده كما يأتي: وكان الحسين بن علي بن الحسين عليه
السلام فاضلا، ورعا، وروى حديثا كثيرا عن أبيه علي (ع) وعمته فاطمة بنت الحسين (ع)،
وأخيه ابي جعفر (ع). قلت: وفيه مدحه ايضا بروايته عن سادات اهل البيت (ع). وروى
المفيد في إرشاده (269) روايات في خوفه من الله تعالى ومن عقابه، وفي دعائه، واجابة
دعواته ذكرناها في كتابنا في اخبار الرواة، ومنها ما روى عن احمد بن عيسى قال حدثنا
ابي قال كنت أرى الحسين بن علي بن الحسين (ع) يدعو، فكنت اقول: لا يصنع يده حتى
يستجاب له في الخلق جميعا.
________________________________________
[ 425 ]
وقال في آخر احوال الامام الباقر (ع) (266): وكان لكل واحد من إخوته فضل
وان لم يبلغ فضله لمكانه من الامامة ورتبته في الولاية ومحله من النبي صلى الله
عليه وآله في الخلافة... وقال ابن زهرة في (غاية الاختصار: 152) ومنهم الفواطم بمصر
وكلهم ينتهون في (إلى - ظ) الحسين الاصغر، كان زاهدا، عابدا ورعا، ومحدثا ولده
نقباء الاطراف، أجلاء، عظماء مقبولون، مطاعون روى الحديث عن ابيه، وعمته فاطمة بنت
الحسين (ع)، وعن أخيه الامام ابي جعفر محمد بن علي الباقر (ع)، وعن غيرهم، وكتب
الناس عنه الحديث، وكان أشبه الناس بأبيه في التأله والتعبد. وقال في عمدة الطالب:
وكان عفيفا، محدثا، فاضلا، يكنى ابا عبدالله... طبقته ذكره الشيخ في اصحاب ابيه
السجاد (ع) (86) وقال: روى عن ابيه (ع). وقال المفيد في الارشاد (269): وكان الحسين
بن علي بن الحسين عليهما السلام فاضلا، ورعا، وروى حديثا كثيرا عن أبيه علي (ع)،
وعمته فاطمة بنت الحسين (ع)، وأخيه أبي جعفر (ع). قلت: ذكرناه في طبقات اصحاب ابيه
(ع)، وروى عن ابيه عن آبائه (ع) نسخة رواها عنه ابن ابنه عبدالله بن ابراهيم بن
الحسين بن ابيه عنه عن آبائه رواها النجاشي باسناده في ترجمته كما يأتي ان شاء
الله.
________________________________________
[ 426 ]
وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 5 / 219 باسناده عن الحسين بن علي قال
دخل علينا ابي علي بن الحسين (ع) وأنا وجعفر نلعب في حائط فقال ابي لمحمد بن علي:
كم مر على جعفر ؟ فقال: سبع سنين، قال: مروه بالصلاة. روى عنه عن ابيه (ع) جماعة
منهم: ابناء ابراهيم ومحمد ومحمد بن عمر، وعبد الرحمان بن ابي الوال ذكرناهم في
طبقات أصحابه (ع) ويأتي في سعيد الاعرج عن الكشي (268) حديث رؤية الحسين الاصغر سيف
رسول الله صلى الله عليه وآله على علي بن الحسين (ع) وهو متقلده. وذكره الشيخ في
اصحاب الباقر (ع) (113) وقال: تابعي، أخوه عليه السلام. قلت: تقدم عن المفيد انه
روى عن اخيه ابي جعفر (ع). وربما ينافي روايته عن ابيه واخيه (ع) ان البرقي ذكره في
اصحاب الصادق (ع) ممن لم يدركهما (ع) كما يأتي، الا انه ذكر جماعة من الرواة في
طبقة اصحاب امام (ع) ممن لم يدرك من قبله من الائمة (ع) مع انه ثبت ادراكه بل
روايته عن امام قبله كما نبهنا عليه في مواضع من هذا الشرح. وتمام الكلام في ذلك في
طبقات اصحابه (ع). وذكره البرقي في اصحاب ابي عبدالله (ع) (في غير من أدرك ابا جعفر
(ع) (18) وقال: عم ابي عبدالله (ع). وقال الشيخ في اصحاب الصادق (ع) (168): الحسين
بن علي ابن الحسين عم ابي عبدالله (ع) تابعي، مدني، مات سنة سبع وخمسين ومائة، ودفن
بالبقيع، يكنى ابا عبدالله، وله أربع وسبعون سنة. قلت: وعلى هذا ادرك من أيام
الكاظم (ع) تسع سنين.
________________________________________
[ 427 ]
مولده ووفاته تقدم عن الشيخ في أصحاب الصادق (ع) قوله: مات سنة سبع
وخمسين ومائة، ودفن بالبقيع، يكنى أبا عبدالله وله أربع وسبعون سنة وقال في عمدة
الطالب (311): وتوفى سنة سبع وخمسين ومائة، وله سبع وخمسون سنة: ودفن، بالبقيع.
وعقبه عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب.. وقال في سر السلسلة
(69): توفى الحسين الاصغر سنة سبع وخمسين ومائة وله سبع وخمسون سنة ودفن بالبقيع..
قلت: لم أقف على نص على مولده في كتبنا ولا في كتب الجمهور، إلا أنهم اتفقوا على
انه روى عن أبيه علي بن الحسين (ع) كما تقدم، وكانت وفات أبيه السجاد في المحرم
(95) كما صرح به الشيخ في التهذيب والمفيد في الارشاد وغيرهما بل ظاهر الاصحاب
الاتفاق عليه. نعم ذكر الجمهور وفاته سنة (94) كما في طبقات ابن سعد ج 5 / 221،
ومرآت الجنان لليافعي ج 1 / 189. ولا تصح روايته عن أبيه (ع) الا حينما كان له من
العمر ما يصح في مثله الرواية، ويقتضي ذلك كون مولده قبل (90). بل ما تقدم عن ابن
سعد في الطبقات من حديث الامر بالصلوة يقتضي روايته عن أبيه (ع) سنة (89)، وقبله
حيث انه كان ذلك بعد ما مضى من عمر جعفر سبع سنين بعد ولادته (17) ربيع الاول سنة
(83) كما ان ظاهره انه كان قريب السن من عمه (ع). وحيثما اتفقوا على وفاته سنة 157
وذكر الشيخ ان عمره 74 سنة
________________________________________
[ 428 ]
فيكون مولده سنة (83) عام ولادة عمه (ع)، ولا يصح ما ذكره في عمدة
الطالب، وسر السلسلة أن عمره سبع وخمسون سنة، إذ على ما ذكراه في وفاته أيضا يكون
مولده رأس المائة وهو باطل قطعا بعد الاتفاق على وفاة أبيه سنة (94) على ما تقدم
ولعل ما في كلامهما مصحف (خمس وسبعون) فلاحظ. الحسين بن علي الخواتيمي ذكره الكشي
(323) وقال: فهو متهم. (أي من الغلات في وقت علي بن محمد العسكري (ع)). قال نصر بن
الصباح: ان الحسين ابن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا، وكان قد أدرك الرضا (ع).
الحسين بن علي الزعفراني كان من مشايخ ابن قولويه سمع عنه بالري، وروى عنه في كامل
الزيارات (52) عن يحيى بن سليمان وقد وثق عامة مشايخه في ديباجته. الحسين بن علي بن
زكريا بن صالح بن زفر أبو سعيد العدوي ذكره ابن الغضائري في المحكى عنه وقال: ضعيف
جدا، كذاب قلت: وروى عنه أبو المفضل محمد بن عبدالله الشيباني كثيرا وقال بعد رواية
عنه: وكتبت عنه ببخارى يوم الاربعاء وكان يوم العاشورا وكان من أصحاب الحديث،
وكثيرا ما كان يروي من فضائل أهل البيت عليهم السلام. ذكر ذلك علي بن محمد بن علي
الخزار القمي الرازي في كفاية الاثر باب ما جاء عن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله
في النص على الائمة (ع) (300). وروى عنه في بشارة المصطفى (39) و (ص 62).
________________________________________
[ 429 ]
روى ابن قولويه في كامل الزيارات (52) عن محمد بن عبدالله ابن جعفر
الحميري عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري عن عبد الاعلى (الله - خ)
بن حماد البرسي. وفي التهذيب ج 6 / 43 عن ابن قولويه عن محمد بن عبدالله بن الحسين
بن علي بن زكريا عن الهيثم بن عبدالله عن الرضا (ع). وروى في كفاية الاثر عن جماعة
عنه. منهم: هارون بن موسى التلعكبري (290)، وأبو المفضل الشيباني كثيرا. وروى أيضا
عنه عن جماعة منهم: محمد بن ابراهيم بن المنذر المكي (290)، وابو كريب محمد بن علا
(299). الحسين بن علي بن يقطين ذكره البرقي مع اخيه الحسن في اصحاب الكاظم (ع)
(51). وذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع) (373) وقال: ثقة. وقال ابن حجر في لسان
الميزان ج 2 / 302: الحسين بن علي بن يقطين. ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة
عن موسى الكاظم (ع) وكان ابوه من كبار الدعاة في اول الدولة العباسية. قلت: ذكره
الشيخ في اصحاب الرضا (ع) كما عرفت. ثم ان الظاهر انه أكبر من أخيه الحسن، حيث روى
الحسن عنه عن أبيه كما في التهذيب ج 2 / 76، وج 3 / 7، و 12، وج 5 / 175 وج 7 / 76.
ولم أقف فيما أحضره على رواية الحسين بن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى (ع)، نعم
روى عن أبيه عنه (ع) كما في هذه الموارد وغيرها كما ذكرناه مفصلا في طبقات أصحابه
(ع). وقد روى كتب أبيه ومسائله عنه.
________________________________________
[ 430 ]
واما ما في يب ج 2 / 76 عن الحسن بن علي بن يقطين عن اخيه الحسين بن علي
بن يقطين عن ابي الحسن الاول (ع) قال سألته الحديث فلا يبعد فيه سقوط (عن ابيه) بعد
(يقطين) بقرينة روايته عن اخيه الحسين عن ابيه مكررا، وايضا وجود (عن ابيه) في هذه
الرواية في الاستبصار ج 1 / 323. كما ان ما في يب ج 7 / 76 عن احمد عن الحسن بن علي
بن يقطين عن اخيه الحسين بن علي بن يقطين قال سألت ابا الحسن (ع) عن خادم الحديث،
فمضافا إلى احتمال سقوط (عن ابيه) فيه فغير ظاهر في روايته عن ابي الحسن الاول (ع)
فلاحظ. بل لم أحضر روايته عن الرضا (ع) ايضا. وروى عن جماعة منهم ابوه كما تقدم.
عنه اخوه الحسن كثيرا ومحمد بن عيسى العبيدي (يب ج 2 / 374) ومحمد بن الفضيل الكوفي
عنه محمد بن عيسى كما في يب ج 2 / 242، وعمرو بن ابراهيم. عنه منصور بن العباس كما
في يب ج 7 / 177. الحسين بن عمر بن يزيد يأتي في احمد بن الحسين بن عمر بن يزيد
الصيقل رقم (198) قول النجاشي: جده عمر بن يزيد بياع السابري روى عن ابي عبدالله
وابي الحسن عليهما السلام... قلت: ظاهره يوهم ان الحسين إبنه لم يرو عن أبي عبدالله
(ع) وربما يؤيده أنه روى عن ابيه عمر بن يزيد عن ابي عبدالله (ع) كثيرا روى عنه
جماعة منهم محمد بن احمد بن يحيى. ذكرناهم في
________________________________________
[ 431 ]
ترجمة عمر بن يزيد من الطبقات، بل روى الحسين عن ابيه عمر ابن يزيد عن
ابي الحسن الاول (ع) ايضا غيره مرة ذكرناه في طبقات اصحابه (ع). نعم روى في باب
النرد والشطرنج من الكافي ج 2 / 201 باسناده عن يونس عن الحسين بن عمر بن يزيد عن
أبي عبدالله (ع). وروى الصدوق في الفقيه (529) باب الرجل يوصي بمال في سبيل الله عن
محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن الحسين بن عمر قال قلت لابي عبدالله (ع) ان رجلا
اوصى الحديث. وايضا في معاني الاخبار (167) ورواه في الكافي ج 2 / 238 عن محمد بن
يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن الحسين بن عمرو قال قلت الحديث.
ورواه في التهذيب ج 9 / 203 والاستبصار ج 4 / 130 عن احمد بن محمد بن عيسى الحديث
كما في الكافي. وعد الشيخ في اصحاب الصادق (ع) (183): الحسين بن عمرو بن يزيد. وعن
بعض النسخ (عمر) بلا واو بعد عمر. وقال البرقي (52) في اصحاب الكاظم عليه السلام:
الحسين ابن عمر بن يزيد. قلت: روى الحسين بن عمر عن ابيه عمر بن يزيد من اصحاب
الكاظم عنه (ع) روى عنه عنه جماعة ذكرناهم في طبقات اصحابه (ع) منهم ابن محبوب ولم
احضر للحسين رواية عنه (ع) بلا واسطة. وذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع) (373) وقال:
ثقة. وروى في اصول الكافي ج 1 / 353 / 10 عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد أو غيره
عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا (ع) وانا يومئذ
واقف، وقد كان ابي سأل
________________________________________
[ 432 ]
اباه عن سبع مسائل، فأجابه في ست وأمسك عن السابعة، فقلت: والله لاسألنه
عما سئل ابي اباه، فان اجاب بمثل جواب ابيه كانت دلالة، فسألته فأجاب بمثل جواب
ابيه ابي في المسائل الست، فلم يزد في الجواب واوا ولا ياءا وامسك عن السابعة وقد
كان ابي قال لابيه: اني احتج عليك عند الله يوم القيامة، انك زعمت ان عبدالله لم
يكن اماما، فوضع يده على عنقه، ثم قال له: نعم احتج علي بذلك عند الله عزوجل، فما
كان فيه من إثم فهو في رقبتي، فلما ودعته قال انه ليس احد من شيعتنا يبتلي ببلية أو
يشتكي فيصبر على ذلك إلا كتب الله له أجر ألف شهيد، فقلت في نفسي: والله ما كان
لهذا ذكر، فلما مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني فلقيت منه شدة، فلما
كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقي من وجعي بقية، فشكوت إليه وقلت له: جعلت فداك
عوذ رجلي وبسطتها بين يديه، فقال لي: ليس على رجلك هذه بأس ولكن أرني رجلك الصحيح،
فبسطتها بين يديه فعوذها، فلما خرجت لم ألبث الا يسيرا حتى خرج بي العرق وكان وجعه
يسيرا. الكشي (267) جعفر بن احمد عن يونس بن عبد الرحمان عن الحسين بن عمر قال: قلت
له (ع): ان ابي اخبرني انه دخل على ابيك، فقال له: اني احتج عليك عند الجبار انك
امرتني بترك عبدالله، وانك قلت: انا امام، فقال: نعم. فما كان من اثم ففي عنقي،
فقال: واني احتج عليك بمثل حجة ابي على ابيك فانك اخبرتني بأن اباك قد مضى وانك
صاحب هذا الامر من بعده، فقال: نعم. فقلت له: اني لم اخرج من مكة حتى كاد يتبين لي
الامر وذلك ان فلانا اقرأني بكتابك يذكر ان تركة صاحبنا عندك، فقال: صدقت
________________________________________
[ 433 ]
وصدق. أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا، ولقد قبلته على مثل جذع
انقى ولكني خفت الضلال والفرقة. الكشي (377) نصر بن الصباح قال حدثني اسحاق بن محمد
البصري عن القاسم بن يحيى عن حسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا (ع) وأنا شاك
في امامته وكان زميلي في طريقي رجل يقال له مقاتل بن مقاتل وكان قد مضى على إمامته
بالكوفة فقلت له: عجلت، فقال: عندي في ذلك برهان وعلم. قال الحسين فقلت للرضا عليه
السلام: قد مضى ابوك ؟ فقال: أي والله الحديث وفيه آية إمامته وصفه لمقاتل قبل ما
يراه وبشارة له: ذكرناه في اخبار الرواة مع ساير ما ورد في الحسين بن عمر بن يزيد.
تنبيه: روى في التهذيب ج 2 / 285 عن سعد عن الحسين بن عمر بن يزيد عن يونس بن عبد
الرحمان عن عبدالله بن مسكان قال رأيت أبا عبدالله (ع) أذن وأقام الحديث. قلت: هذا
السند محل نظر: تارة برواية سعد عن الحسين فان سعد بن عبدالله من مشايخ ابن الوليد
وابن قولويه ونظرائهما وقد أدرك أيام العسكري (ع) إلا أن في روايته عنه (ع) كلاما
يأتي في ترجمته فروايته عن أصحاب الرضا والكاظم بل الصادق بعيدة وإن لم يقم على
خلافها دليل. واخرى برواية الحسين بن عمر عن يونس مع ان الموجود في جملة من
الروايات عكسها. وثالثة برواية ابن مسكان عن أبي عبدالله (ع) فروى الكشي في ترجمته
باسناده عن يونس ان عبدالله بن مسكان لم يسمع من أبي عبدالله (ع) الا حديث من أدرك
المشعر. وتحقيق الجواب عن
________________________________________
[ 434 ]
ذلك ذكرناه في كتابنا في الطبقات وفي الشرح على الكشي. وفي هذا السند
وجه ذكرناه في الشرح على تهذيب الاحكام. الحسين بن عمرو بن ابراهيم الهمداني: حكى
المتأخرون عن التعليقة أن الصدوق ضعفه بالجهالة. وكأنهم لم يقفوا على موضع كلامه:
قال الصدوق في باب ما يصلى فيه من الفقيه 67 / 11 / 15: فأما الحديث الذي روى عن
أبي عبدالله (ع) أنه قال " لا بأس أن يصلي الرجل والنار والسراج والصورة بين يديه
لان الذي يصلي له أقرب إليه من الذي بين يديه ". فهو حديث يروى عن ثلاثة من
المجهولين بأسناد منقطع، يرويه الحسن بن علي الكوفي، وهو معروف، عن الحسين بن عمرو،
عن أبيه، عن عمرو بن إبراهيم الهمداني، وهم مجهولون برفع الحديث قال قال أبو عبد
الله (ع) ذلك، ولكنها رخصة إقترنت بها علة صدرت عن ثقات ثم إتصلت بالمجهولين،
والانقطاع.... قلت: الظاهر والله العالم كون (عن أبيه عن عمرو بن إبراهيم) مصحف (عن
أبيه عمرو عن إبراهيم) وإلا لم يتم الثلاثة. وقوله (برفع الحديث) متعلقا ب (منقطع)
أي إسناد منقطع برفع الحديث وسبب تضعيفه للخبر أمور: جهالة هؤلاء الثلاثة،
والانقطاع بالرفع، وضم علة صدرت عن ثقات بما رواه مجاهيل بأسناد منقطع. لكن الاول
ربما ينافيه ظاهر الشيخ في التهذيب ج 2 / 326 فرواه باسناده عن محمد بن أحمد بن
يحيى عن الحسن عن الحسين بن عمرو عن أبيه عمرو بن إبراهيم الهمداني رفع الحديث قال
قال
________________________________________
[ 435 ]
أبو عبد الله (ع) لا بأس (الحديث) ثم قال (ره): فهذه رواية شاذه، ومع
هذا ليست مسنة وما يجري هذا المجرى لا يعدل إليه عن أخبار كثيرة مسندة. إذ لو كان
هؤلاء الثلاثة من المجاهيل أيضا لم يقتصر في تضعيفه بشذوذه متنا، وضعفه سندا بالرفع
والانقطاع. فليتأمل إذ الاقتصار لا يدل على النفي إلا إذا كان في مقام بيان جميع
وجوه الضعف. أبو علي الحسين بن الفرج أبي قتادة البغدادي ذكره الشيخ في الفهرست
(59) قائلا: الحسين أبو علي بن الفرج أبي قتادة البغدادي، له كتاب في صفة النبي صلى
الله عليه وآله، أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد،
والحميري عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبي علي الحسين بن الفرج أبي قتادة
البغدادي عن بعض رجاله. قلت: في مجمع الرجال عنه هكذا: الحسين بن الفرج يكنى أبا
علي، ويقال: أبو قتادة البغدادي.... ثم إن: طريقه إليه صحيح بناءا على وثاقة إبن
أبي جيد من مشايخ النجاشي. وقال في رجاله في باب (من لم يرو عنهم (ع)) (471):
الحسين: أبو علي بن الفرج أبي قتادة. روى عنه أحمد بن أبى عبدالله البرقي. أبو عبد
الله الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا الحسني مدحه في عمدة الطالب (175)
بقوله: السيد الجواد، و (177): وأما أبو عبد الله الحسين بن القاسم الرسي، وكان
سيدا كريما فأعقب...
________________________________________
[ 436 ]
قلت: وذكر بعض أصحابنا له كتبا. الحسين بن قياما الواسطي الصيرفي
المذكور في جملة من الروايات: الحسين بن قياما أو ابن قياما بلا لقب، وفي جملة
منها: ابن قياما الواسطي كما في رواية الحسين بن بشار، ومحمد بن علي، وغيرهما على
ما في الكافي والارشاد وغيرهما، لكن فيما رواه الكشي في ترجمة أبي بصير يحيى بن ابي
القاسم (295) وأيضا في ترجمة زرعة بن محمد (296): الحسن بن قياما الصيرفي والظاهر
ان (الحسن) مصحف (الحسين) كما لا يخفى على المتأمل فيها. وقال الشيخ في أصحاب
الكاظم (ع) (348): الحسين بن ابن قياما واقفي. قلت: صرح بوقفه في جملة من الروايات
كما في العيون، والارشاد، واصول الكافي، والروضة وغيرها بل في رواية الصدوق (ره) في
العيون ج 2 / 209 باسناده عن عبد الرحمان بن أبي نجران، وصفوان ابن يحيى قالا: وكان
من رؤساء الواقفة. بل يظهر من جملة منها انه كان يعاند في الوقف. وقد دعا عليه أبو
الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام مرتين: حين ما كان الحسين بن قياما واقفا في
الطواف، فنظر إليه أبو الحسن الاول (ع)، فقال: مالك ؟ حيرك الله تعالى. كما في
رواية العيون. وحين ما أراد دخول مسجد النبي صلى الله عليه وآله كما فيما رواه
الكليني في روضة الكافي عن احمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) (إلى أن
قال:) ثم قال: ما فعل ابن قياما ؟ قال
________________________________________
[ 437 ]
قلت: والله انه ليلقانا فيحسن اللقاء فقال: وأي شئ يمنعه من ذلك ثم تلا
هذه الاية: " لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم " قال:
ثم قال: تدري لاي شئ تحير ابن قياما ؟ قال قلت: لا، قال: إنه تبع أبا الحسن (ع)
فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى الله عليه وآله فالتفت إليه أبو
الحسن (ع) فقال: ما تريد حيرك الله... وكان ابن قياما له مكاتبة إلى أبي الحسن
الرضا (ع) ينكر فيها امامته بانه ليس له ولد وإمام صامت فيخبره في جوابه بأنه سيرزق
ولدا ذكرا يفرق به بين الحق والباطل كما في الكافي ج 1 / 320، وإرشاد المفيد (318)
في حديثين وغيرهما. وقال ابن قياما حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أبا الحسن
الرضا (ع)، فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه قلت: فكيف أصنع
الحديث حدثني يعقوب عن أبي بصير ثم ذكره فأجاب عنه. رواه الكشي في ترجمة أبي بصير.
وفي حديث أنه دخل عليه (ع) وأنكر عليه إمامته بحديث آخر، رواه عن زرعة بن محمد
فأجاب عنه. رواه الكشي في ترجمة زرعة. وفى حديث أنه إستأذن أصحابنا في الدخول مع
إبن قياما عليه (ع) منهم الحسين بن بشار، وعبد الرحمن بن أبي نجران، وصفوان بن يحيى
فدخلوا عليه وهو معهم فأنكر إمامته بأنه ليس له ولد كما رواه الكشي في ترجمته
والصدوق في العيون. وما مضى الا شهور أقل من سنة حتى ولد أبو جعفر الجواد (ع) وبقي
على إنكاره ووقفه كما في جملة منها، ولم يكن ذلك إلا لما ذكره الحسين بن الحسن قال
قلت لابي الحسن الرضا (ع): إني
________________________________________
[ 438 ]
تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك الحديث رواه الكشي في ترجمته (343).
قلت: وقد إستوفينا الاخبار الواردة في ذمه وفي إنكاره ووقفه في كتابنا في أخبار
الرواة. الحسين بن كيسان ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم (ع) (348) وقال: واقفي. الحسين
بن مالك القمي ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع) (413) وقال: ثقة. وذكره في الخلاصة
(39) في باب الحسن. وقال ابن داود (124): الحسين بن مالك القمي (دي) (جخ) ثقة.
وإشتبه على بعض أصحابنا، فأثبته في باب الحسن وليس كذلك، وإنما هو الحسين إبن مالك.
وعن ثاني الشهيدين (ره) عن رجال الشيخ بخط إبن طاووس أيضا الحسن مكبرا، وعن غيره
(الحسين) مكبرا. وروى الحسين بن مالك بلا ذكر (القمي) عن ابي الحسن الهادي (ع)
مكاتبة عنه جماعة منهم: عبدالله بن جعفر الحميري (نوادر وصية الكافي ج 2 / 251، وفي
باب التفريق بين الزوج والمرأة من نكاح الفقيه (422)، وفي نوادر وصاياه (538)،
والتهذيب ج 9 / 189 والاستبصار ج 4 / 124، ومنهم محمد بن أحمد بن يحيى كما في
________________________________________
[ 439 ]
الاستبصار ج 4 / 124، والتهذيب ج 9 / 199، والكافي ج 2 / 251. الحسين بن
محمد بن سليمان ذكره الشيخ في الفهرست (56) وقال: له كتاب، رويناه بالاسناد الاول
(عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة) عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه عنه.
قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل، وبأبن بطة. الحسين بن مخارق السلولي ذكره الشيخ في
أصحاب الكاظم (ع) بلا لقبه (348) وقال: واقفي. وفي الفهرست (57) وقال: له كتاب
التفسير، وله كتاب جامع العلم، أخبرنا بهما أحمد بن محمد بن موسى عن احمد بن محمد
ابن سعيد عن احمد بن الحسين بن سعيد بن عبدالله عن أبيه عن الحسين بن مخارق
السلولي. قلت: طريقه ضعيف بأحمد بن الحسين وبأبيه المجهولين. ثم انه تأتي ترجمة
الحصين بن المخارق بن عبد الرحمان بن ورقا ابن حبشي بن جنادة ابي جنادة السلولي رقم
(374) والظاهر الاتحاد كما عليه المحققين قدس سرهم ويأتي انشاء الله تحقيقه هناك
كما يأتي عن الشيخ ذكره في اصحاب الصادق (ع) وروايته عن أبي الحسن موسى عليه السلام
عن الروضة. كما يأتي في ترجمة احمد بن الحسن بن سعيد رقم (225) التحقيق في هذا
السند.
________________________________________
[ 440 ]
الحسين بن محلد بن إلياس ذكره في أصحاب الصادق (ع) البرقي (27) وقال: من
فزارة (ابن فزارة - خ) والشيخ (183) وقال: خزاز. وفي الفهرست (56): الحسين بن مخلد،
له كتاب، رويناه بالاسناد الاول (عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة) عن أحمد
بن ابي عبدالله عن أبيه عن الحسين بن مخلد. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل، وبابن
بطة. الحسين بن مسكان ذكره ابن الغضائري فيما حكي عنه. وقال: لا أعرفه الا ان جعفر
بن محمد بن مالك روى عنه أحاديث، وما عند أصحابنا من هذا الرجل علم. قلت: ويأتي في
ترجمة جعفر بن محمد بن مالك رقم (311) قول الماتن: قال احمد بن الحسين (أي ابن
الغضائري): كان يضع الحديث وضعا، ويروي عن المجاهيل... وزعم بعض من قارب عصرنا من
الاعاظم (قده) في تنقيح المقال تبعا للمحكى عن التعليقة التصحيف، واتحاده مع الحسن
بن مسكان ابن اخي جابر الجعفي المتقدم ص 358 وهو منهما عجيب. وتقدم الكلام في ذلك
فلاحظ.
________________________________________
[ 441 ]
الحسين بن مصعب ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع) (115) هكذا: الحسين ابن
مصعب. وفي أصحاب الصادق (ع) (169 / 70): الحسين ابن مصعب بن مسلم البجلي الكوفي. ص
170 / 86: الحسين بن مصعب الهمداني الكوفي. وص 184 / 322: الحسين بن مصعب الهمداني.
وذكره البرقي أيضا في أصحابه (ع) (26) قائلا: حسين بن مصعب الهمداني، كوفي. وروى عن
الحسين بن مصعب عن أبي عبدالله (ع) جماعة: منهم محمد بن أبي عمير كما في الخصال ج 1
/ 128، والتهذيب ج 6 / 350، وغيره، ومحمد بن زياد بن عيسى كما في روضة الكافي
(217)، وبهلول كما في الخصال ج 1 / 74 وذكرناهم في الطبقات. وذكره الشيخ في الفهرست
(58) وقال: له كتاب، أخبرنا عدة من أصحابنا عن التلعكبري عن أحمد بن محمد بن سعيد
عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن الطاطري عن محمد بن زياد عنه. قلت: طريقه ضعيف بأحمد بن
عمر بن كسيبة المهمل في الرجال، نعم روى الشيخ والجاشي كتب جماعة عنه عنهم. وكناه
الشيخ في الفهرست بأبي الملك، ولقبه بالهندي في ترجمة علي بن الحسن الطاطري (92).
روى أحمد بن عمر بن كيسبة عن جماعة: منهم علي بن الحسن الطاطري الثقة الواقفي
المتعصب في مذهبه كثيرا كما في ترجمته من الفهرست (92)، وأيضا (115)، و (65)،
ومواضع بن النجاشي،
________________________________________
[ 442 ]
ومنهم محمد بن بكر بن جناح كما في ترجمة محمد بن اسحاق من النجاشي. وروى
عنه علي بن محمد بن الزبير القرشي (الفهرست 69)، و 92، وأحمد بن محمد بن عقدة في
مواضع من الفهرست والنجاشي. الحسين بن معاذ بن مسلم الانصاري الهرا الكوفي ذكره
الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (169). قلت: وكان معاذ أبوه ابن عم محمد بن الحسن بن أبي
سارة مولى الانصار الرواسي الذي تأتي ترجمته رقم (885) وهناك قول: النجاشي: وابن عم
محمد بن الحسن معاد بن مسلم بن أبي سادة، وهم أهل بيت فضل وأدب، وعلى معاذ، ومحمد
تفقه الكسائي علم العرب إلى أن قال: وهم ثقات لا يطعن عليهم بشئ. وعلى هذا فالحسين
بن معاذ يعد من الفضلاء الثقات الذين لا يطعن عليهم. وتأتي ترجمة معاذ ومسلم في
محله. وفي معاني الاخبار (122) باسناده عن أبي أحمد عبد العزيز بن بن يحيى بن أحمد
بن عيسى الجلودي البصري عن الحسين بن معاذ عن سليمان بن داود. الحسين بن موسى بن
جعفر (ع) ذكره علماء الانساب والمفيد وغيره في أولاد موسى بن جعفر (ع) وقال المفيد
في الارشاد (303): ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى عليه السلام فضل ومنقبة مشهورة،
وكان الرضا عليه السلام المقدم
________________________________________
[ 443 ]
عليهم في الفضل حسب ما ذكرناه. واختلف علماء الانساب في عقب الحسين بن
موسى (ع) وانه هل أعقب وبقي أو انقرض أو لم يعقب. روى الحسين عن أبيه ابي الحسن
موسى (ع) ابراهيم عن عقبة، وابراهيم بن اسحاق الاحمر الكافي ج 2 / 222 في الحناء
بعد النورة). وروى عن أمه عن أبيه (ع) عنه أحمد بن محمد (قرب الاسناد (141)،
والكافي ج 1 / 14 في وجوب الغسل يوم الجمعة) وروى عن أم احمد بنت موسى عنه (ع) ايضا
كما في الكافي ج 1 / 14. وذكرناه في طبقات أصحابه (ع). وروى عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام ما يدل على امامته (ع) من الاخبار بالمغيبات كما في عيون أخبار الرضا
(ع) ج 2 / 208 وروى عن أبي جعفر الجواد عليه السلام ففي الكشي ترجمة علي بن جعفر
(ع) (269): حدثني نصر بن الصباح البلخي قال حدثني اسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب
قال حدثني أبو عبد الله الحسين ابن موسى بن جعفر (ع) قال: كنت عند أبي جعفر (ع)
بالمدينة وعنده علي بن جعفر (ع) وأعرابي من أهل المدينة جالس فقال الاعرابي: من هذا
الفتى ؟ وأشار بيده إلى أبي جعفر (ع) قلت: هذا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله
قال يا سبحان رسول الله صلى الله عليه وآله قد مات منذ مائتي سنة كذا وكذا سنة وهذا
حديث كيف يكون هذا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله قلت. هذا وصي علي بن موسى وعلي
وصي موسى ابن جعفر (ع) الحديث. تنبيه: قال في مجمع الرجال ج 2 / 191: الحسين بن علي
بن موسى ابن جعفر عليهما السلام، سيذكر انشاء الله في علي بن جعفر، وفي ص 201: كش
الحسين بن موسى بن جعفر (ع) أبو عبد الله (ع).
________________________________________
[ 444 ]
سيذكر انشاء الله في علي بن جعفر. ثم علق على (الحسين بن موسى) بقوله:
بن على الخ ظ. يريد سقوطه وفي ترجمة علي بن جعفر روى الحديث المتقدم عن الكشي كما
ذكرناه ثم استظهر سقوط (ابن علي) أيضا. وهذا منه رحمه الله غريب فلم يكن لعلي بن
موسى بن جعفر (ع) ولد غير أبي جعفر الجواد (ع) يسمى بالحسين أو غيره فلاحظ. الحسين
بن موسى الهمداني ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (170) وقال: كوفي. وفي ص 183:
الحسين بن موسى، كوفي. وقال البرقي في أصحابه (ع) (26): الحسين بن موسى كوفي. وقال
الشيخ في أصحاب الكاظم (ع) (348): الحسين بن موسى الحسين بن موسى الهمداني ذكره
الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (170) وقال: كوفي. وفي ص 183: الحسين بن موسى، كوفي.
وقال البرقي في أصحابه (ع) (26): الحسين بن موسى كوفي. وقال الشيخ في أصحاب الكاظم
(ع) (348): الحسين بن موسى واقفي. وفي أصحاب الرضا (ع) (373): الحسين بن موسى. قلت:
يمكن اتحاد الجميع ولا شاهد عليه كما انه لا تميز فلاحظ. الحسين بن الهذيل ذكره
الشيخ في الفهرست (57) وقال: له روايات. ثم قال: الحسين بن مهران، له كتاب، رواهما
حميد عن عبدالله بن أحمد بن نهيك عنهما. قلت لا يبعد كون الطريق معلقا على طريقه
إلى الحسين بن ايوب قبلهما هكذا: أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الانباري عن
حميد بن زياد الخ. وحينئذ موثق بحميد الواقفي الثقة. وقال في باب من لم يرو عنهم
(ع) من رجاله (464): الحسن ابن هذيل روى عنه حميد. قلت: والظاهر ان (الحسن مصحف
الحسين)
________________________________________
[ 445 ]
هذا آخر باب الحسن والحسين من كتاب تهذيب المقال والحمد لله رب العالمين
والصلوة والسلام على محمد وآله الطاهرين ويليه الجزء الثالث أوله: (ومن هذا الباب
اسحاق)
مكتبة يعسوب الدين عليه السلام الإلكترونية
(Dokumen-ABNS)
Posting Komentar